‫المقدمة‪:‬‬

‫تقع المغرب في الجزء الشمالي من أفريقيا‪ ،‬وهي إحدى دول المغرب العربيّ ‪ ،‬وتمتاز‬
‫المغرب بتاريخها العريق الذي احتضن الكثير من الحضارات‪ ،‬كما انتقل إليها السكان‬
‫من مختلف الدول والشعوب‪ ،‬لذلك ضمت إرثا ً تاريخيا ً كبيراً‪ ،‬بل إنها تحتوي على‬
‫الكثير من المواقع األثرية التي تحاول اليونيسكو أن تضمها ضمن المواقع التاريخية‬
‫الدولية‪ .‬تمتاز المغرب بتنوّ ع المناخ فيها وهذا ما أعطاها طابعا ً مميزاً بالنسبة للغطاء‬
‫خالبة‪ ،‬مما جذب السياح إليها من جميع‬‫ً‬ ‫النباتي والحيواني‪ ،‬كما جعل الطبيعة فيها‬
‫مناطق العالم‪.‬‬

‫المبحث األول‪ :‬السياحة في المغرب‬

‫المطلب االول‪ :‬مفهوم السياحة في المغرب‬
‫ُتعتبر المغرب من الدول النامية التي تحاول النهوض باقتصادها من خالل استغالل‬
‫الميِّزات التي تتمتع فيها‪ ،‬ومن واردات االقتصاد لديها السياحة‪ ،‬فالسياحة تلعب دوراً‬
‫كبيراً في رفد االقتصاد للبلد من خالل الزيارات الخارجية التي تصل من أجل زيارة‬
‫األماكن السياحية سواء األثريّة أو الدينيّة أو الطبيعيّة‪.‬‬
‫تتنوّ ع السياحة في المغرب؛ فهناك من يحب زيادة المدن التاريخية القديمة التي تحتضن‬
‫إرثا ً تاريخياً‪ ،‬مثل مدينة فاس التي تعتبرالمدينة األولى التي دخلها اإلسالم في المغرب‪،‬‬
‫وأهم ما يميّزها وجود جامعة القرويين‪ ،‬واألسواق التي تحتوي على المنتجات التقليديّة‬
‫ً‬
‫مكانة لدى محبّي التاريخ‪ ،‬ففيها قصر‬ ‫والتاريخيّة‪ ،‬كما أنّ مدينة مراكش الحمراء تحتل‬
‫البديع وحدائق أكدال وساحة جامع الفنا التاريخي‪ ،‬بينما مدينة طنجة تستقبل السائح‬
‫بالمكتبات والمتاحف والقالع‪ ،‬التي تدلل على عراقتها وتاريخها الطويل‪.‬‬
‫ولم تقتصر السياحة في المغرب على المواقع التاريخيّة إنما لجمال الطبيعة دو ٌر كبير‪،‬‬
‫فالسائح الذي يحب التم ّتع بالثلوج وممارسة رياضة التزلج يستطيع زيارة مدينة أزيالل‬
‫الصغيرة‪ L،‬فجبال األطلس تصبح مكانا ً مميزاً للتزلج على مساحاتها الكبيرة‪ ،‬كما أنها‬
‫تعتبر وجهة السياح في فصل الصيف الحار في مراكش؛ حيث يذهب السياح إلى‬
‫المنطقة الجبلية للهرب من الحر‪ ،‬كما أنّ الصيف مميّز في بعض المناطق في المغرب‪،‬‬
‫حيث يزور السائح المناطق الجبلية من أجل ممارسة رياضة التسلّق‪ ،‬ومن هذه المناطق‬
‫ضواحي مراكش‪.‬‬
 ‫كما تمتاز المغرب بوجود الكثير من الينابيع المائيّة التي تجذب السياح بجمالها الباهر‬
‫والطبيعي؛ مثل عيون أم الربيع التي تتكوّ ن من سبع ٍة وأربعين عيناً‪ ،‬منها أربعون عينا ً‬
‫عيون ماؤها مالح‪.‬‬
‫ٍ‬ ‫ماؤها حلوٌ ‪ ،‬وسبعة‬
‫وكما ذكرنا سابقا ً بأن المغرب من الدول النامية‪ ،‬لذلك حاولت كسب رؤوس األموال من‬
‫خالل إيجاد كل ما يهم رجال األعمال‪ ،‬حيث قامت بتوفير قرى سياحية توجد فيها‬
‫رياضة الغولف المحبوبة‪ ،‬كما أن رياضة الصيد والقنص من الرياضات القديمة‬
‫والمشهورة عند رجال األعمال‪ ،‬حيث يأتي إلى المغرب الكثير من السياح لممارستها‪.‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬انواع السياحة في المغرب‬

‫تلعب السياحة دوراً هاما ً في‪ ‬اقتصاد المغرب‪ ،‬حيث تعد النواة األساسية لقطاع‬
‫الخدمات‪ ‬بالمغرب‪ ‬الذي يتوفر على شبكة طرقية وسككية يصل طولها إلى ‪59474‬‬
‫كلم و‪ 1813‬كلم‪ ،‬وتوجد أهم المطارات الدولية بكل‬
‫من ‪ ،‬فاس‪ ،‬أكادير‪ ،‬مراكش‪ ،‬طنجة‪ ،‬وجدة‪ ‬والعيون‪ ‬‬
‫‪ .‬كما تتمركز أهم الموانئ بكل‬
‫من‪ ‬الدارالبيضاء‪ ،L‬المحمدية‪ ،‬القنيطرة‪ ،‬طنجة‪ ،‬الداخلةوالناظور‪ ‬وأكادير‪.‬‬

‫سياحة المدن العتيقة‪:‬‬

‫تركز النشاط السياحي الرسمي في المغرب‪ ،‬خالل عقود‪ ،‬على الموروث الثقافي الذي‬
‫تعرضه المدن العتيقة الغنية بمآثرها التاريخية وصناعاتها التقليدية وثقافتها الشعبية فهذه‬
‫فاس‪ ،‬أول مدينة إسالمية في بالد المغرب‪ ،‬تعتبر متحفا مفتوحا ينبض بالتاريخ‪ .‬يضم‬
‫جامعة القرويين العريقة وسلسلة من األسواق التقليدية والفنادق التاريخية‪.‬وهذه مراكش‬
‫الحمراء تتوسطها صومعة الكتبية‪ ،‬ويثير اهتمام زوارها قصر البديع واستراحة المنارة‬
‫وحدائق أكدال‪ ،‬عالوة على عالم الصناعة التقليدية المتنوع‪ .‬لكن قلبها النابض يبقى‬
‫ممثال في ساحة "جامع الفنا" التي صنفتها هيئة "اليونيسكو" تراثا إنسانيا عالميا لآلداب‬
‫والفنون الشفوية‪ ،‬والتي تعتبر فضاء مفتوحا للفرجة الشعبية األصيلة بمختلف أشكالها‬
‫وألوانها‪ .‬وليس صدفة أن يتم اختيار‪ ‬مراكش‪ ‬الحتضان المهرجان الوطني للفنون‬
‫الشعبية وهذه مكناس والرباط وسال‪ ،‬وهده مدينة‪ ‬طنجة‪ ‬التي الرائعة الملقبة بعروس‬
‫الشمال والمطلة على‪ ‬البحر األبيض المتوسط‪ ‬والمحيط االطلنتي وقبلها تارودانت‪ ،‬قطع‬
‫من التاريخ العريق تفتح أبوابها ومكتباتها ومتاحفها وقالعها للسائح المتعطش للمعرفة‪..‬‬
‫السياحة الجبلية‬
‫منذ أن بدأ النشاط السياحي يأخذ شكله المعاصر‪ ،‬اكتشف الرواد فضاءات متميزة‬
‫لممارسة السياحة الجبلية‪ .‬وتعتبر مدينة أزيالل الصغيرة (شرق مراكش) حاضرة‬
‫النشاط‪ .‬ففي الشتاء تشكل جبال األطلس قطب الجذب السياحي بفضل الثلوج التي تعمم‬
‫هاماتها‪ .‬ويتوفر المغرب على مساحات هامة للتزلج على الثلج بمختلف أصنافه‪ ،‬سواء‬
‫في "أوكيمدن" بضواحي مراكش‪ ،‬أو في "ميشليفن" مدن ازرو إيفران وضواحيها‪،‬‬
‫وتتوفر المنطقتان على تجهيزات رياضية وسياحية‬
‫وفي الصيف يأتي دور هواة رياضات تسلق الجبال التي تنشط بصفة خاصة في‬
‫ضواحي مراكش‪ ،‬أو قوافل عبور األطلس الكبير من أزيالل بالسفح الشمالي‬
‫إلى‪ ‬سكورة‪ ‬أو‪ ‬مكونة‪ ‬أو‪ ‬تنغيربالسفح الجنوبي‪ .‬كما يصل المولعون‪ L‬بزيارات المغارات‬
‫العميقة وخاصة منها تلك الواقعة في ضواحي مدينتي‪ ‬أغادير‪ ‬جنوبا‪ ‬وتازة‪ ‬في الشمال‬
‫الشرقي‪ .‬كما يتدفق على هذه الجبال هواة المحميات الطبيعية‪ ،‬حيث تتوفر‪ ‬جبال‬
‫األطلس‪ ‬وجبال الريف‪ ‬على أهم المحميات في البالد‪ ،‬وخصوصا محميات سوس‬
‫ماسة‪ ‬وتوبقال‪.‬‬

‫السياحة الرياضية‬
‫بذلت السلطات المغربية جهودا خاصة لجعل النشاط الرياضي في خدمة السياحة‪.‬‬
‫واعتمدت بصفة خاصة على لعبة‪ ‬الغولف‪ ‬باعتبارها رياضة كبار رجال المال‬
‫واألعمال‪ ،‬فبنت قرى سياحية حول سلسلة من مالعب الغولف عبر أرجاء البالد‬
‫لكن السياحة الرياضية في المغرب لم تولد بهذا القرار اإلداري‪ ،‬فقبل ذلك كانت الجبال‬
‫توفر فضاء مالئما للطيران الشراعي‪ ،‬كما أن البحيرات الطبيعية‪ ،‬الواقعة في مختلف‬
‫جهات البالد‪ ،‬كانت وما زالت تثير اهتمام هواة ألعاب المياه الهادئة‪ .‬وفي الوقت نفسه‬
‫تشكل البالد‪ ،‬في مختلف مناطقها‪ ،‬فضاء رحبا لممارسة رياضتي القنص والصيد‬
‫السياحة الشاطئية‬
‫يتوفر المغرب على ‪ 3500‬كيلومتر من الشواطئ‪ ،‬ثلثها على البحر األبيض المتوسط‪،‬‬
‫والبقية على المحيط األطلسي‪ .‬وهو ما يجعل منه وجهة مفضلة من وجهات هواة‬
‫السياحة‪ ،‬مغاربة وأجانب‪.‬وقد كانت الشواطئ دوما مقصدا مفضال لدى السياح خالل‬
‫فصل الصيف بصفة خاصة‪.‬‬
‫فالبحر األبيض المتوسط يقترح على زوار الضفة الجنوبية‪ ،‬شواطئ هادئة بمياه صافية‬
‫ورمال ذهبية‪ ،‬من السعدية إلى طنجة‪ ،‬مرورا بالجبهة والحسيمة وريستينكا والقصر‬
‫الصغير‪ ،‬فيما يعرض المحيط األطلسي شواطئ متنوعة الطبائع‪ ،‬من طنجة إلى‬
‫الكويرة‪ ،‬مرورا بأصيلة وموالي بوسلهام ومهدية وتمارة والصخيرات والدار البيضاء‬
‫والوليدية والصويرة‪ L‬وأسفي واكادير وسيدي إيفني والعيون‪ ،‬عالوة على‪ ‬طنجة‪ ‬التي‬
‫تعتبر عاصمة لهذا النوع من السياحة‪.‬‬
‫مؤهالت القطاع السياحي في المغرب‬
‫! لتنوع الحضاري في المغرب‪ L:‬إذ تعتبر الحضارات وتنوعّها فوق أرض ما عامالً‬
‫مهما ً للجذب السياحي‪ ،‬وبنا ًء على ذلك فقد ساهمت الحضارات العريقة ذات العادات‬
‫االجتماعيّة العريقة والفنون الشعبيّة في المغرب في جذب السياح إليها‪.‬‬
‫! مقومات طبيعيّة‪ :‬يعتبر الموقع الجغرافي الذي تحظى به المغرب مقوما ً جاذبا ً‬
‫للسياحة‪ ،‬نظراً لما تتمتع به على إثر ذلك من مناظر طبيعيّة وجذابة وشواطئ جميلة‪.‬‬
‫! مقومات تجهيزيّة‪ :‬وتشمل الفنادق والمركبات السياحيّة والفنادق وغيرها‪.‬‬

‫معوقات السياحة في المغرب‬

‫! معاناة القطاع السياحي من الموسميّة‪ ،‬إذ تزيد فرصة السياحة ليالي الصيف فقط أكثر‬
‫من أي وقت آخر خالل العام‪.‬‬

‫! غياب عنصر االحترام والمراعاة للزمن من قبل الجهات المنظمة للقطاع السياحي‪،‬‬
‫ويتمثل ذلك بعدم انتظام الرحالت الجويّة‪.‬‬

‫! عدم وجود تصور شمولي حول السياحة في البالد لفترة زمنيّة طويلة‪.‬‬

‫! معاناة القطاع التجاري من العجز الدائم‪.‬‬

‫! انخفاض مستويات الجودة في الخدمات ذات العالقة بالسياحة‪.‬‬

‫! انخفاض مستويات الجودة في الخدمات ذات العالقة بالسياحة‪.‬‬

‫أهمية السياحة للمغرب‬
‫يلعب القطاع السياحيّ دوراً مهما ً في اقتصاد المغرب؛ حيث يشكل مصدراً لدخلها‪،‬‬
‫ويبلغ قيمة الناتج المحليّ ‪ ،%6.4‬وقيمة الناتج اإلجماليّ ‪ %6.7‬في نسبة التشغيل‪،‬‬
‫ويغطي جزءاً من عجز الميزان التجاريّ المغربيّ ‪ ،‬ويساهم في تطوير قطاع البناء‪،‬‬
‫ً‬
‫رئيسية لقطاع الخدمات‪.‬‬ ‫ويدعم الصناعة‪ ،‬وينعش المدن الشاطئيّة‪ ،‬ويعتبر نوا ًة‬
‫سائح‬
‫ٍ‬ ‫بعد منتصف عام ‪1980‬م وبداية عام ‪1990‬م زار المغرب مليون ونصف‬
‫أوروبيّ ‪ ،‬وفي العام ‪1994‬م انخفض عدد السائحين؛ بسبب هجوم مراكش‪ ،‬وإغالق‬
‫سائح‪ ،‬وفي العام‬
‫ٍ‬ ‫الجزائر حدودها مع المغرب‪ ،‬وفي العام ‪2008‬م زارها ثمانية ماليين‬
‫سائح‪.‬‬
‫ٍ‬ ‫‪2013‬م زارها عشرة ماليين‬

‫المعالم السياحية في المغرب‬

‫ٌ‬
‫مدينة ارتبطت بالسلطان (موالي إسماعيل) الذي حوّ لها إلى تحف ٍة على‬ ‫! مكناس‪ :‬هي‬
‫النمط اإلسبانيّ ‪ -‬المغربيّ ‪ ،‬وتحيط بها األسوار المرتفعة مع البوابات الكبيرة‪.‬‬
‫!بلدة وليلي الرومانيّة‪ :‬ساهمت البلدة في ازدهار المنطقة؛ حيث تمتاز باألرض الخصبة‬
‫لكثير من المحاصيل الزراعيّة‪ ،‬وُأجلي الرومان عنها في أواخر القرن الثالث‬ ‫ٍ‬ ‫المنتجة‬
‫للميالد‪.‬‬
‫ٌ‬
‫جبلية تقع في الجهة الشمالية الشرقية من المغرب‪ ،‬وتمتاز‬ ‫ٌ‬
‫مدينة‬ ‫! مدينة شفشاون‪ :‬هي‬
‫بالمنازل البيضاء‪ ،‬والحرف اليدوية المميزة كالبطانيّات المنسوجة‪ ،‬والصوف‪.‬‬

‫متر‪.‬‬
‫! تودري خانق الواقعة في الجهة الشرقية من جبال أطلس‪ ،‬وتمتد نحو ستمئة ٍ‬

‫! الصويرة‪ L:‬هو مينا ٌء للصيد‪ ،‬وكان اسمه قديما ً في القرن السادس عشر للميالد ميناء‬
‫موكادور‪ ،‬وي ّتسم بالرياح القويّة التي تهب باستمرار عليه‪ ،‬وكثرة المراكب الشراعية‪.‬‬
‫! وادي درعة‪ :‬يقع في الجهة الجنوبيّة من جبال أطلس‪ ،‬ويتقاطع مع نهر درعة الذي‬
‫يبدأ من جبال أطلس وينتهي في المحيط األطلسيّ ‪.‬‬

‫!معالم أخرى‪ :‬ضريح محمد الخامس‪ ،‬وقصبة الوداية‪ ،‬ومدينة فاس القديمة‪ ،‬والموقع‬
‫األثريّ ليكسوس‪ ،‬ومدينة طانطان‪،‬‬
 ‫ومدينة تطوان العتيقة‪ ،‬ومازاكان‪ ،‬والموقع األثريّ زيليس‪ ،‬ومدينة مراكش‪ ،‬والموقع‬
‫األثريّ مزورة‪ ،‬والفضاء الثقافيّ لساحة جامع الفنا‪ ،‬وقصر آيت ابن حدو‪.‬‬