‫العدد‪ – 30 :‬جوان ‪0303‬‬ ‫مجلة "إلابراهيمي لآلداب والعلوم إلانسانية" – جامعة برج بوعريريج‬

‫‪1781‬‬ ‫وضع قبائل إقليم برج بوعريريج بعد انتفاضة المقراني‬

‫في ضوء وثائق األرشيف الفرنسي‬
‫‪Status of the tribes of Bordj-BouArreridj after the Mokrani‬‬
‫‪uprising 1871 Through the French archive documents‬‬

‫أ‪.‬د‪ /‬كمال بيرم‬

‫جامعة محمد بوضياف ‪ -‬المسيلة (الجزائر)‬
‫تاريخ القبول‪0202/20/00 :‬‬ ‫تاريخ اإلرسال‪0220/20/02 :‬‬

‫ملخص‪:‬‬
‫لقد كانت النتفاضة املقراين ‪ 1781‬انعكاسات اجتماعية جد مؤثرة على بنية اجملتمع‬
‫اجلزائري وتوزيعه اجلغرايف وعالقاته‪ ،‬انطالقا من رد الفعل العنيف لسلطة االحتالل الفرنسية‬
‫فقد تزامنت وحدوث حتوالت سياسية دولية فقدت من خالهلا فرنسا نفوذها بأملانيا بعد‬
‫حرب ‪ ،1782‬وظهرت هبا سياسة توسعية لدعاة احلركة االستعمارية اجلديدة متوازية مع منو‬
‫احلركة االستيطانية حنو اجلزائر‪ .‬ويف الوقت الذي جعلت انتفاضة املقراين حالة الركون‬
‫للجزائريني بفعل عمليات القهر واملصادرة والنفي والتهجري‪ ،‬شكلت من جهة لفرنسا فرصة‬
‫ساحنة لتحقيق مزيد من املكاسب والسيطرة على األراضي خاصة بإقليم اهلضاب العليا‬
‫لتحقيق مشروعها االستيطاين‪ ،‬حيث كانت املساندة الكبرية من طرف القبائل للشيخ‬
‫املقراين يف جهاده ضد االحتالل الفرنسي‪ .‬يف هذا اإلطار تندرج مسامهتنا هذه واليت تسعى‬
‫إىل إبراز جوانب من تأثري وتداعيات انتفاضة املقراين على منطقة الربج من الناحية‬
‫االجتماعية‪ ،‬واليت ال جندها يف كثري من الدراسات التارخيية املتعلقة بالتاريخ احمللي‪ ،‬ونقصد‬
‫هبا هنا مسألة التهجري القسري الداخلي‪ ،‬الذي مارسته فرنسا عقب بعض االنتفاضات‬
‫كانتفاضة املقراين ‪ 1781‬ومن بعدها انتفاضة البوازيد بإقليم الزاب سنة ‪.1780‬‬

‫الكلمات المفتاحية‪ :‬قبائل‪ ،‬املقراين‪ ،‬هتجري‪ ،‬برج بوعريريج‪.‬‬

‫‪9‬‬
 0303 ‫ – جوان‬30 :‫العدد‬ ‫مجلة "إلابراهيمي لآلداب والعلوم إلانسانية" – جامعة برج بوعريريج‬

Abstract:
Al-Mokrani uprising of 1871 had repercussions on Algerian
society, its structure, its geographic distribution and its relations,
given the violent reaction of the French occupation authority. With
the growth of the colonization movement towards Algeria and at a
time when the uprising of Al-Mokrani made a state of dependence
on the Algerians because of oppression, confiscation, exile and
displacement of 'on the one hand, and on the other hand France has
provided an opportunity to achieve more gains and control over the
land, and men in particular in the region of the Bordjbouareridj, to
carry out its colonization project, following the great support from
the tribes for the uprising of Sheikh Al-Mokrani and were in his
fight against the French occupation. In this context, our
contribution lies in highlighting aspects of the impact and
repercussions of the Al-Mokrani uprising on the Bordj-Bou areridj
region and on its tribes.
Keywords: tribes, mokrani, bordj-bouareridj, deportation.

:‫تقديم‬
‫تعد انتفاضة املقراين وما صاحبها من أحداث وتداعيات حمطة مرجعية يف تاريخ اجلزائر‬
‫ويف الذاكرة اجلماعية احمللية كما تركت بصمات قوية يف خميلة الساكنة الريفية اليت كانت‬
‫ ومن بني هذه املناطق الرئيسية اليت ال تزال تتفاعل ساكنتها‬،‫أراضيها جماال ألحداثها‬
‫بتارخيها وتتواصل معه قبائل وأرياف منطقة برج بوعريريج اليت مثلت السند القوي إلمارة‬
‫ ومركز إمارته مبجانة بالقدر الذي تكبدت فيه ويالت ومصاعب‬،‫ وحصنه املتني‬،‫املقرانيني‬
.‫احلياة بعد االنتفاضة‬
‫كانت قبائل إقليم برج بوعريريج وخاصة منهم قبائل احلشم متثل قوة أمن ومحاية للطرق‬
‫ مثل الطريق السلطاين الواصل بني اجلزائر‬،‫الرئيسية واحلصون العسكرية خالل الفرتة العثمانية‬
‫ والذي مير مبنطقة برج بوعريريج وميثل حمطة هامة لنشاط قبائل احلشم الذي ميتد‬،‫وقسنطينة‬
‫ وإىل مناطق القبائل الثائرة اليت ظلت تقوم‬،‫إىل الطرق الثانوية لبايلك الشرق وبايلك الوسط‬
.‫بتمردات ضد سلطة البايلك مثل عرش أوالد دراج وعرش أوالد ماضي مبنطقة املسيلة‬

03
 ‫العدد‪ – 30 :‬جوان ‪0303‬‬ ‫مجلة "إلابراهيمي لآلداب والعلوم إلانسانية" – جامعة برج بوعريريج‬

‫‪:1781‬‬ ‫‪ ‬وضع قبائل إقليم البرج قبل انتفاضة المقراني‬

‫ذكرت التقارير الفرنسية األوىل اليت دونت لقبائل منطقة برج بوعريريج سنة ‪ 1700‬أن‬
‫عدد خيم قبائل احلشم وصل إىل ‪ 1022‬خيمة كانت تستوطن املنطقة املمتدة بني جبل‬
‫موريسام يف الشمال إىل منطقة رأس الوادي (‪ )toque ville‬سابقا ومن الشرق وادي جمانة‬
‫إىل جبل الكاف‪ ،‬وواد بنية يف الغرب وتضم مناطق برج بوعريريج وجمانة وسيدي مبارك‬
‫والعناصر‪ .‬وقد ضمت فرقا عديدة أمهها فرقة الدواير وأوالد كدية واجلعافرة واملكاية وأوالد‬
‫البدار والنشابة وبوخبار وأوالد عجيل وأوالد العقلة وأوالد شنييت وأوالد حنايشية وأوالد‬
‫الصغار وأللعالوة وقدرت إحصائيات السلطة الفرنسية عدد قبائل احلشم املقرانيني سنة‬
‫‪ 1701‬كما يلي(‪:)1‬‬
‫‪1701‬‬ ‫جدول إحصائيات سكان احلشم‬
‫العدد‬ ‫املاشية‬ ‫العدد‬ ‫السكان‬
‫‪1222‬‬ ‫األبقار‬ ‫‪022‬‬ ‫الفرسان‬
‫‪12.222‬‬ ‫األغنام‬ ‫‪702‬‬ ‫املشاة‬
‫‪1722‬‬ ‫اخليول و اجلمال‬ ‫‪0022‬‬ ‫السكان‪/‬أطفال‪.‬نساء‪.‬شيوخ‬
‫‪0222‬‬ ‫البغال‬ ‫‪1022‬‬ ‫اجملموع‬
‫‪1022‬‬ ‫عدد اخليام‬

‫وحسب اإلحصاء الذي قامت به سلطات االحتالل سنة ‪ 1711‬على سكان املناطق‬
‫العسكرية التابعة حمليط برج بوعريريج التابع لقسمة سطيف ضمن مقاطعة قسنطينة والذي‬
‫كانت تقع ضمنه قبائل احلشم املوزعة يف إقليم جمانة وبرج بوعريريج والعناصر وصنادة‬
‫وبومرقد وهي مناطق ضمن أمالك ونفوذ املقرانيني‪ .‬وقد ضمت عائلة أوالد مقران وخدامها‬
‫ما يزيد عن ‪ 007‬رجل و‪ 008‬امرأة و‪ 030‬طفل جملموع ‪ 1078‬نسمة‪ ،‬بينما كانت تتكون‬
‫قبائل احلشم الواقعة حتت نفوذ املقرانيني حمليط برج بوعريريج سنة ‪1711‬كالتايل(‪:)0‬‬

‫‪00‬‬
 ‫العدد‪ – 30 :‬جوان ‪0303‬‬ ‫مجلة "إلابراهيمي لآلداب والعلوم إلانسانية" – جامعة برج بوعريريج‬

‫المجموع‬ ‫األطفال‬ ‫النساء‬ ‫الرجال‬ ‫القبائل‬

‫‪120‬‬ ‫‪031‬‬ ‫‪187‬‬ ‫‪178‬‬ ‫قبيلة البدارة‬
‫‪020‬‬ ‫‪180‬‬ ‫‪100‬‬ ‫‪180‬‬ ‫قبيلة أوالد عجيل‬
‫‪320‬‬ ‫‪120‬‬ ‫‪120‬‬ ‫‪00‬‬ ‫قبيلة اللعالبة‬
‫‪100‬‬ ‫‪082‬‬ ‫‪107‬‬ ‫‪172‬‬ ‫قبيلة الكوابر‬
‫‪1370‬‬ ‫‪033‬‬ ‫‪010‬‬ ‫‪033‬‬ ‫اللعالونة (سيدي مبارك)‬
‫‪320‬‬ ‫‪118‬‬ ‫‪71‬‬ ‫‪121‬‬ ‫قبيلة اللعالونة‬
‫‪1130‬‬ ‫‪080‬‬ ‫‪317‬‬ ‫‪307‬‬ ‫أوالد خلضر‬
‫‪707‬‬ ‫‪333‬‬ ‫‪07‬‬ ‫‪038‬‬ ‫احلناشية‬
‫‪837‬‬ ‫‪322‬‬ ‫‪013‬‬ ‫‪000‬‬ ‫بين محود‬
‫‪807‬‬ ‫‪000‬‬ ‫‪010‬‬ ‫‪000‬‬ ‫أوالد شنييت‬
‫‪017‬‬ ‫‪013‬‬ ‫‪182‬‬ ‫‪170‬‬ ‫أوالد عقلة‬
‫‪012‬‬ ‫‪101‬‬ ‫‪110‬‬ ‫‪100‬‬ ‫الزالقة‬
‫‪003‬‬ ‫‪301‬‬ ‫‪008‬‬ ‫‪322‬‬ ‫اخلبانة‬
‫‪188‬‬ ‫‪011‬‬ ‫‪010‬‬ ‫‪108‬‬ ‫أوالد خليف‬
‫‪000‬‬ ‫‪102‬‬ ‫‪171‬‬ ‫‪021‬‬ ‫أوالد سنوسي‬
‫‪188‬‬ ‫‪011‬‬ ‫‪010‬‬ ‫‪108‬‬ ‫أوالد سيدسى‬
‫‪0237‬‬ ‫‪113‬‬ ‫‪112‬‬ ‫‪810‬‬ ‫أجانب‬
‫‪13200‬ن‬ ‫المجموع‬

‫المقراني‪1781‬‬ ‫‪ ‬مصادرات أمالك قبائل منطقة برج بوعريريج بعد انتفاضة‬

‫بسبب مشاركتها القوية إىل جانب انتفاضة املقراين كانت منطقة الربج من أكثر‬
‫املناطق اليت تعرضت ألقسى درجات القمع واملصادرة والتهجري القسري اخلارجي والداخلي‬
‫حتديدا‪ ،‬الذي تغفل عنه أغلب الكتابات التارخيية اليت تعرضت هلذه الفرتة‪ .‬إضافة إىل‬
‫املصادرة اجلماعية ألمالك قبائل الربج اجلماعية أو الفردية للعناصر البارزة يف أسرة وحاشية‬

‫‪00‬‬
 ‫العدد‪ – 30 :‬جوان ‪0303‬‬ ‫مجلة "إلابراهيمي لآلداب والعلوم إلانسانية" – جامعة برج بوعريريج‬

‫املقرانيني وزعماء القبائل وقضاهتا اليت مشلها قرار ‪ 7‬ماي ‪ 1780‬الذي نص على مصادرة‬
‫ملكية الباشاغا وعائلته‪ ،‬وقد توالت املصادرات األخرى ملمتلكات قبائل الربج من ‪1783‬‬
‫إىل جويلية ‪1771‬م حيث صدرت ستة قرارات حتتوي على كل األمالك العقارية لفروع أسرة‬
‫املقراين‪ ،‬وسكان عني تاغروت وسدراتة وأوالد سيدي علي بوناب الذين صدر يف حقهم‬
‫قرار ‪ ،1781/0/10‬نذكر من بينهم القايد حممد بن عبد السالم عائلته وخلضر بن العشاشي‬
‫والصحراوي بن العشاشي واحلسناوي بن العشاشي والسبيت بن التومي والصغري بن رحاب‬
‫وكذا فرقة عني الرتك‪ ،‬ومنهم عائالت أوالد عبد اهلل وأوالد حيي وأوالد مسشة‪ .‬وصودرت‬
‫أمالك قبيلة احلشم اليت ذكر بعض أمسائهم يف املصادرة اليت جاء هبا قرار ‪ 1780/8/11‬مثل‬
‫الصباحيي قويدر بن بلخري‪ ،‬حممد بن عيسى‪ ،‬بوزيد بن عيشة‪ ،‬اجلمعي بن عثمان‪ ،‬السعيد‬
‫بن ريري‪ ،‬بورحلة بن ريري‪ ،‬عبد اهلل بن بورنو‪ .‬إضافة إىل قائمة طويلة ألمساء فرق أوالد‬
‫خلوف مزيطة العياض املكارطة اجلبايلية‪.‬‬
‫وت معاقبة من ساندو االنتفاضة من قضاة منطقة الربج مثل قاضي الربج سي امحد‬
‫بن املبارك والباش عادل سي املدين بن بسة مبجانة وسي حممد بن السعدي من زمورة وسي‬
‫امحد بن منصور من منصورة وشيخ املكارطة إبراهيم بن دمحان‪ ،‬وقوائم كثرية تضمنها سجل‬
‫اجلريدة الرمسية حلكومة اجلزائر لسنة ‪.)3(1780‬‬
‫‪ ‬تهجير قبائل إقليم البرج إلى الحضنة ‪.1781‬‬
‫وقعت عدة هجرات من منطقة الربج حنو اخلارج خوفا من االنتقام الفرنسي بعد‬
‫انتفاضة ‪ 1781‬وأخذت اجتاهات خمتلفة حنو الشرق والغرب‪ ،‬كان هاجس االنتقام من‬
‫جانب اجليش الفرنسي عامال كبريا هلا‪ ،‬ويذكر احلاكم العام الفرنسي اجلنرال شانزي‬
‫(‪ )Chanzy‬يف رسالة وجهها إىل عامل العاصمة بتاريخ ‪ 1780/3/03‬عن هجرة القبائل‬
‫احمللية إىل األراضي التونسية إذ قال "يف هذه األثناء العديد من قبائل مقاطعيت قسنطينة‬
‫والعاصمة هتاجر إىل تونس"(‪.)0‬‬
‫انتقلت عمليات القمع االستعماري من مصادرة األمالك إىل سياسة التهجري بالقوة‬
‫لقبائل منطقة الربج من مناطقهم األصلية بالتل إىل مناطق خارجها‪ ،‬واليت سببت فراغ‬

‫‪00‬‬
 ‫العدد‪ – 30 :‬جوان ‪0303‬‬ ‫مجلة "إلابراهيمي لآلداب والعلوم إلانسانية" – جامعة برج بوعريريج‬

‫املنطقة من السكان بشكل كبري عقب انتهاء الثورة وبداية عمليات املصادرة واملتابعة‬
‫وإجراءات القهر االستعمارية‪ ،‬ويشهد الفرنسيون أنفسهم ملدى التأثري الذي حل بالسكان‬
‫مبنطقة الربج‪.‬‬
‫فالضابط باين (‪ )Payen‬الذي شغل منصب رئيس املكتب العريب بربج بوعريريج بني‬
‫سنوات ‪ 1718-1712‬يؤكد يف مقاله حول وضع دائرة الربج العسكرية خالل ‪ )0(1780‬بأن‬
‫املقاطعة شهدت فراغا بشريا رهيبا أكثر مما شهدته منطقة جمانة نفسها اليت كانت متثل‬
‫إقليم عائلة املقراين وحشمه‪ ،‬ويذكر أن أغلب األراضي قد وجدها جيش االحتالل الفرنسي‬
‫فارغة وحتت حرية تصرفه فقد هجرت بالقوة مجاعات كثرية من قبائل احلشم بعد أن‬
‫صودرت أراضيها اخلصبة‪ ،‬وأمالكها باملناطق التلية مبجانة وسيدي مبارك والعناصر وعني‬
‫السلطان‪ ،‬وت نقلهم إىل احلضنة بأراضي املسيلة القاحلة مبنطقة السعيدة والشالل‬
‫السوامع(‪ )1‬وهي أراضي مصادرة أيضا من السكان الذين ثاروا مع املقراين‪ ،‬وقدرت بعض‬
‫التقارير العسكرية عدد أفراد قبائل برج بوعريريج اآلتني من مدينة جمانة حنو وطن املسيلة‬
‫بـ ـ‪ 001‬فرد‪ ،‬ومن سيدي مبارك حنو أوالد ماضي ‪ 070‬فرد ومن العناصر ‪ 070‬فرد‪ .‬وآخرين‬
‫من بقية القبائل‪ ،‬خصصت هلم مساحة من األراضي قدرت ب ‪ 30102‬هكتار منها‬
‫‪ 7100‬هكتار بأراضي بومحادو" السوامع" و‪ 7001‬هكتار بأراضي أوالد معتوق بالسعيدة‬
‫باحلضنة و‪ 18701‬هكتار بدوار الشالل وتقع كل هذه األراضي مبنطقة احلضنة اليت كانت‬
‫تابعة إداريا وعسكريا لدائرة برج بوعريريج‪.‬‬
‫ساد اسم احلشم يف الوثائق اإلدارية واملراسالت وحىت الكتابات األوربية‪ ،‬ولعل هذا‬
‫اإلصرار من اإلدارة االستعمارية على حتول ما كان يطلق عليهم املقرانيني إىل احلشم دون‬
‫ذكر اسم املقراين‪ ،‬هو دليل على رغبة حقيقية يف طمس هذا االسم من ذاكرة السكان‬
‫احملليني‪ ،‬ألنه يرتبط حبركة جهادية كانت قد لقيت صدى واستجابة واسعة منهم‪ ،‬ودليل‬
‫على األسلوب االستعماري يف مواجهة رموز املقاومة الشعبية كي ال يكون امسها عامال يف‬
‫إعادة بعثها من جديد‪ .‬واحلشم الذين هجروا إىل املسيلة(‪ )8‬هم فرسان املقراين الذين ينتمون‬
‫إىل قبيلة احلشم اهلاللية‪ ،‬والذين اختارهم أمحد املقران خالل اشرتاكه مع حسني بن خري‬

‫‪01‬‬
 ‫العدد‪ – 30 :‬جوان ‪0303‬‬ ‫مجلة "إلابراهيمي لآلداب والعلوم إلانسانية" – جامعة برج بوعريريج‬

‫الدين يف افتكاك مدينة وهران عام ‪1013‬م‪ ،‬وأسكنهم سهل جمانة على سفوح جبل‬
‫هريسان‪ ،‬وأصبحوا بذلك مصدر فرق احلرس واحلزم‪ .‬كما ينتمي عدد من احلشم إىل أصول‬
‫قبائل العريب اليت كونت مجاعة املخزن خالل احلكم العثماين مبناطق محزة حتت قيادة‬
‫عائالت املقراين‪ .‬حىت عام ‪1781‬م‪.‬‬
‫أدت مشاركة قوم احلشم القوية إىل جانب عائلة املقراين إىل تعرض بعض عائالهتم إىل‬
‫الفرار أو املصادرة(‪ )7‬والتهجري حنو املسيلة وبريكة واملعاضيد‪ .‬أخذت مسألة االنتقام من‬
‫قبائل الربج جانب التعميم‪ ،‬حيث مل متيز فرنسا بني قبائل احلشم وغريها‪ ،‬رغم أهنا‬
‫اعتمدت يف تقاريرها تسمية قبائل احلشم‪.‬‬
‫قدمت التقارير العسكرية أرقام كثرية حول أعداد أفراد القبائل املهجرة من إقليم الربج‬
‫إىل احلضنة منذ ‪ 1781‬حيث قدر عدد أفراد احلشم اآلتني من مدينة جمانة حنو وطن املسيلة‬
‫بـ ‪ 001‬فرد‪ ،‬ومن سيدي مبارك حنو أوالد ماضي ‪ 070‬فرد ومن العناصر ‪ 070‬فرد(‪.)0‬‬
‫خصصت هلم مساحة من األراضي باحلضنة قدرت بـ ‪ 30102‬هكتار منها ‪ 7100‬هكتار‬
‫بأراضي بومحادو "السوامع" و‪ 7001‬هكتار بأراضي أوالد معتوق بالسعيدة و‪ 18701‬هكتار‬
‫بدوار الشالل‪ )12(.‬وبدأت عملية هتجري قبائل احلشم من إقليم برج بوعريريج إىل احلضنة‬
‫منذ ‪ ،1781‬وامتازت بالطابع القهري واجلماعي‪ ،‬أدت إىل تفكيك هذه اجلماعة عن‬
‫أصوهلا وفصلها عن أوطاهنا‪ ،‬فمثلت عملية جراحية استنزفت الكثري من قيمها االجتماعية‬
‫واالقتصادية وروابطها‪ ،‬وأثرت بذلك على مستقبلها وعلى مستقبل منطقة االستقبال‪ ،‬كذلك‬
‫أدت منذ ‪ 1781‬إىل بروز مظاهر عدم االنسجام مع البيئة على أساس أن كل األراضي اليت‬
‫منحت هلم أقل خصوبة ومردودية من أراضيهم املصادرة‪ ،‬وألهنا أراضي جلف تعتمد إال‬
‫على فيض األمطار والسيول(‪ .)11‬وباملوازاة مع هذه املعطيات اجلغرافية عمدت فرنسا على‬
‫إرغام قبائل إقليم الربج املهجرة إىل احلضنة على اختيار العمل يف هذه األراضي أو دفع‬
‫غرامات بكل صرامة تطبيقا لنص قانون ‪ ،1700/12/21‬الذي خيول اإلدارة كراء أراضيهم‬
‫لألهايل أو األوربيني دوهنم(‪.)10‬‬

‫‪01‬‬
 ‫العدد‪ – 30 :‬جوان ‪0303‬‬ ‫مجلة "إلابراهيمي لآلداب والعلوم إلانسانية" – جامعة برج بوعريريج‬

‫اعتربت ثورة املقراين ‪1781‬م أهم الثورات الشعبية اليت اهتزت هلا أغلب مناطق اجلزائر‬
‫الشرقية(‪ )13‬الوسطى فقد مثلت هيجانا شعبيا تالمحت خالهلا خمتلف األعراش مع عائلة‬
‫املقرانيني وحشمها(‪ .)10‬ومن أهم املناطق اليت انتفضت وأعلنت مشاخيها اجلهاد ضد فرنسا‬
‫منطقة املسيلة الواقعة يف املناطق الداخلية للجزائر الشرقية وهي عبارة عن منخفض طبيعي‬
‫حماط بسالسل جبال املسيلة يتخللها شط املسيلة الكبري‪.‬‬
‫‪1781‬‬ ‫وبدأت عملية هتجري قبائل إقليم برج بوعريريج من التل إىل املسيلة منذ‬
‫وامتازت بالطابع القهري واجلماعي‪ ،‬أدت إىل تفكيك هذه اجلماعة عن أصوهلا‪ ،‬وفصلها‬
‫عن أوطاهنا‪ ،‬فمثلت عملية جراحية استنزفت الكثري من قيمها االجتماعية واالقتصادية‬
‫وروابطها‪ ،‬وأثرت بذلك على مستقبلها وعلى مستقبل منطقة االستقبال‪ ،‬حبيث أدت منذ‬
‫‪ 1781‬إىل بروز مظاهر عدم االنسجام مع البيئة على أساس أن كل األراضي اليت منحت‬
‫هلم أقل خصوبة ومردودية من أراضيهم املصادرة‪ ،‬وألهنا أراضي جلف ال تعتمد إال على‬
‫فيض األمطار والسيول(‪ )10‬وباملوازاة مع هذه املعطيات اجلغرافية عمدت فرنسا على إرغام‬
‫احلشم على اختيار العمل يف هذه األراضي أو دفع غرامات بكل صرامة تطبيقا لنص قانون‬
‫(‪)11‬‬
‫‪ ،1780/12/21‬الذي خيول لإلدارة كراء أراضيهم لألهايل أو األوربيني دوهنم‪.‬‬
‫تتكون عناصر احلشم املهجرين من إقليم الربج إىل املسيلة من عدة فرق تتوزع بني‬
‫عدة دواوير إدارية غري التوزيع التقليدي املرتكز على الوحدة القبلية‪ ،‬ت نقلها بالقوة وتوزيعها‬
‫على عدة مناطق من إقليم املسيلة منذ ‪1781‬م‪ ،‬وكانت هذه العناصر تقطن مناطق جمانة‬
‫والعناصر‪ ،‬وسيد مبارك‪ ،‬وصنادة‪ ،‬وهي أراضي تلية خصبة ذات طابع ملكية خاصة هلم‬
‫وهذه الفرق هي(‪:)18‬‬
‫‪ -‬قبيلة مجانة‪ :‬تتكون مجاعة منطقة جمانة من فرق‪ :‬مقدم‪ ،‬جمانة‪ ،‬دار زيتون‪ ،‬أوالد‬
‫خليف‪ ،‬بوكشاطة‪ ،‬القرية‪ ،‬حسناوة‪ ،‬خروبة‪ ،‬وقد قدر عدد املرحلني بنحو ‪ 001‬نسمة‬
‫وقد ت تنصيبهم بأراضي السوامع باملسيلة ومنحت هلم مساحة ‪ 7011‬هكتار‪.‬‬
‫‪ -‬قبيلة العناصر‪ :‬تتكون مجاعة حشم منطقة العناصر من فرق‪ :‬حناشية وهم أهل‬
‫األغلبية‪ ،‬وأوالد شنييت‪ ،‬مقدم‪ ،‬بليمور‪ ،‬أوالد خلوف‪ ،‬أوالد رياح‪ ،‬بومرقد‪ ،‬العناصر‬

‫‪01‬‬
 ‫العدد‪ – 30 :‬جوان ‪0303‬‬ ‫مجلة "إلابراهيمي لآلداب والعلوم إلانسانية" – جامعة برج بوعريريج‬

‫سنارة‪ ،‬وقدر عددهم بـ ‪ 070‬نسمة مث تنصيب بأراضي الشالل بعرش أوالد ماضي يف‬
‫املسيلة يف مساحة ‪ 12.077‬هكتار(‪.)17‬‬
‫‪ -‬قبيلة سيدي مبارك‪ :‬تتكون مجاعة منطقة سيدي مبارك من فرق‪ :‬عني تاغروت شوحية‬
‫(التابعة لقيادة زمورة) بن أمحد‪ ،‬علونية‪ ،‬سيدي مبارك‪ ،‬ريغا‪ ،‬زمورة‪ ،‬أوالد عكر‬
‫وضمت ‪ 072‬عنصر ت تنصيبهم يف أراضي السعيدة بعرش أوالد ماضي يف املسيلة يف‬
‫مساحة ‪ 7001‬هكتارا‪.‬‬
‫‪ -‬قبيلة صنادة‪ :‬مجاعة منطقة صنادة تتكون من فرق؛ مزيطة‪ ،‬سيدي موسى‪ ،‬جمانة أوالد‬
‫عجيل‪ ،‬الدواير‪ ،‬وضمت ‪ 003‬عنصرا‪ ،‬ت نقلهم إىل أراضي الشالل بعرش أوالد ماضي‬
‫يف املسيلة يف ماسحة ‪ 1707‬هكتار‪.‬‬
‫وقد بلغ جمموع األراضي اليت منحت حلشم املقراين مبختلف فرقهم مبنطقة املسيلة‬
‫‪ 30100‬هكتار وزعت عليهم يف عدة مواضع منها منطقة بومحادو اليت كانت تضم جزء كبري‬
‫من عرش السوامع الذي ثار اىل جانب املقرانيني وموضع الشالل وموضع السعيدة اليت‬
‫يتواجد هبا عرش أوالد ماضي‪ ،‬ومواضع أخرى مثل املعاضيد‪.‬‬
‫أدت هذه العملية إىل تداعيات خطرية مست العالقات االجتماعية لفئيت احلشم‬
‫وسكان املسيلة‪ ،‬كما أفرزت واقعا اجتماعيا واقتصاديا جديدا أدى إىل إحداث خلل يف‬
‫استقرار وتوزيع السكان من جهة‪ ،‬ويف وترية النشاط االقتصادي املرتبط باألراضي اليت مستها‬
‫هذه العملية إال أن هذه العناصر من مجاعة احلشم مل يستقر هبا املقام بأراضي املسيلة‪ ،‬ومل‬
‫حيصل اندماج بينها وأهايل املنطقة ملدة طويلة مما دفع بأغلبيتها إىل العودة يف فرتات منقطعة‬
‫إىل أراضي التل بإقليم جمانة وسطيف والربج لترتك مشكال عقاريا قائما إىل ما بعد االستقالل‪.‬‬
‫احتضنت أعراش املسيلة عائلة املقرانيني يف خمتلف فرتات االنتفاضة إىل غاية هنايتها‬
‫وبقدر هذا التالحم الذي كان بني أهل احلضنة واملقرانيني خالل وبعد االنتفاضة‪ ،‬كان رد‬
‫االستعمار عنيفا ضد هذه املنطقة بالقمع واملصادرة والتهجري والعقاب‪ .‬لقد شهدت العديد‬
‫من تقارير الضباط والقيادات الفرنسية بني سنوات ‪1781‬م‪1781 -‬م(‪ )10‬عن طبيعة الرد‬
‫الفرنسي‪ ،‬ومعاملته لقبائل احلضنة اليت ثارت إىل جانب املقرانيني‪ ،‬مع عملية نقل قبائل الربج‬

‫‪01‬‬
 ‫العدد‪ – 30 :‬جوان ‪0303‬‬ ‫مجلة "إلابراهيمي لآلداب والعلوم إلانسانية" – جامعة برج بوعريريج‬

‫وهتجريهم بالقوة فيما بعد من إقليم جمانة وبرج بوعريريج باهلضاب العليا إىل منطقة املسيلة‬
‫باملناطق السهلية الداخلية واليت محلت مجلة من األبعاد االستعمارية‪ ،‬ومظاهر احلقد واالنتقام‬
‫والعنصرية‪ ،‬وتساءلت آنذاك كثري من تقارير ومراسالت القادة الفرنسيني‪ ،‬هل هي عملية‬
‫تنظيمية إلدارة احلكم املدين اجلديد باجلزائر‪ ،‬أم هي عملية سياسية أم عملية انتقام مجاعية‬
‫ضد اجلزائريني؟‪.‬‬
‫فإذا كانت عملية تنظيمية يف إطار املصادرات اجلماعية يرى قائد مقاطعة قسنطينة يف‬
‫تقرير ‪1781/3/00‬م أن احلشم الذين هلم أمالك بالتل ميكن مقايضتهم بأراضي من املسيلة‬
‫إال أن احلشم الذين ال ميلكون أراضي ميكن بقاؤهم بالتل كأجراء عند املعمرين األوربيني‬
‫(النازحون من األلزاس واللورين)‪.‬‬
‫وإذا كانت العملية سياسية يرى نفس الضابط أن القرار احلكمي الذي صدر يف‬
‫الفاتح جانفي ‪1781‬م الذي اعتمد اقرتاحات مقاطعة قسنطينة املقدمة سنة ‪1780‬م جيعل‬
‫العملية عامة تشمل كل سكان إقليم الربج بدون استثناء‪ .‬ألن القرار يف مادته الثانية ينص‪:‬‬
‫(كل السكان األهايل لعرش احلشم سوف يرحلون إىل أراضي املسيلة املرتوكة من طرف قبائل‬
‫أوالد معتوق والسوامع وأوالد علي بن خالد وأوالد حيي)(‪ )02‬وأن عملية ترك احلشم غري‬
‫املالك يف أوطاهنم يعترب خرقا للقانون االستعماري نفسه؛ ألن هذه الفئة تكون خارج‬
‫العقوبة املفروضة على إخواهنم املالك وعبارات التقرير تربز بوضوح تام عن البعد االستعماري‬
‫الفرنسي لكل تشريعات وتصرفات القيادة العسكرية الفرنسية يف اجلزائر عقب وصول‬
‫االستعماريون اجلدد إىل احلكم بعد هزمية ‪1782‬م مع أملانيا‪.‬‬
‫العملية مجعت اهلدف السياسي واإلجراء العقايب معا‪ ،‬كما جاء يف تقرير قائد‬
‫مقاطعة برج بوعريريج كما أن العملية تزامنت مع أحداث احلرب السبعينية بأوروبا ومسألة‬
‫املهاجرين من األلزاس واللورين حنو اجلزائر‪.‬‬
‫من الوجهة السياسية أرادت فرنسا القضاء على املقرانيني وأنصارهم باعتبارهم ميثلون‬
‫خالفة وقيادة هامة واسعة من اجلزائر الشرقية والوسطى‪ ،‬وتفكيك عروش احلشم بإبعادهم‬
‫عن مواطنهم وتشتيتهم على دواوير خمتلفة وعدم السماح هلم بإعادة ترتيب بيتهم‬
‫‪01‬‬
 ‫العدد‪ – 30 :‬جوان ‪0303‬‬ ‫مجلة "إلابراهيمي لآلداب والعلوم إلانسانية" – جامعة برج بوعريريج‬

‫السياسي(‪ )01‬وم ـ ـن جهة ثانية كانت يف إطار التحض ـ ـري لعملية استيطان األوروبيني يف شروط‬
‫طبيعية وسياسية مالئمة‪.‬‬
‫‪ ‬أبعاد تهجير قبائل إقليم البرج إلى الحضنة‪:‬‬
‫تتضمن الكثري من التقارير العسكرية الفرنسية اليت كتب بني ‪1781‬م ‪1781 -‬م البعد‬
‫احلقيقي هلذه العملية اليت أثارت امشئزاز بعض الفئات الفرنسية نفسها‪ ،‬ألهنا خرجت عن‬
‫نطاق املعامالت‪ ،‬واألعراف الدولية املتعارف عليها إىل غاية هذه الفرتة‪ ،‬وألهنا جاءت يف‬
‫ظرف دويل كانت فرنسا يف وضع القهر والرجعة بعد حرب الوحدة األملانية‪ .‬هل ميكن‬
‫اعتبارها جمرد رد على انتفاضة شعبية قد سبقتها عدة انتفاضات مماثلة يف مناطق أخرى؟ أم‬
‫هل هي حكم املعمرين وسيطرة الطبقة الرأمسالية االستعمارية اليت وصلت احلكم بعد ‪1781‬م‬
‫أمثال جول فريي وغريهم ودور املكاتب العربية خالل وبعد ثورة ‪1781‬م ؟‪ .‬لقد أرادت فرنسا‬
‫حتقيق مجلة من األهداف(‪.)00‬‬
‫حتطيم روح املقاومة الشعبية وتالحم الريف اجلزائري مع القيادات احمللية أمثال املقراين‬ ‫‪-1‬‬
‫وبومزراق واحلداد‪ .‬وهذا ما كتبته التقارير املتعلقة بإعادة تنظيم قيادة املقرانيني يف املسيلة‬
‫قبل انتفاضة ‪1781‬م‪.‬‬
‫‪ -0‬تفكيك القبائل اليت مثلت سند املقرانيني وتشتيتها عن أوطاهنا وعدم ترك فرص‬
‫النتفاضات مماثلة مثل قبائل احلشم (وهي عملية تطبيقية لقرار اجمللس املشيخي الصادر‬
‫يف ‪1713/20/00‬م الذي اعتربت فرنسا من خالله أن الريف اجلزائري من البدو الرحل هو‬
‫خزان املقاومات الشعبية)‪.‬‬
‫‪ -3‬االنتقام من القبائل اليت ساندت املقراين باملسيلة بتهجريها ومصادرة أراضيها عامل هام‬
‫إلقامة مناطق استيطان لألوروبيني‪( .‬الكثري من هذه القبائل ت ترحيله إىل جزيرة كاليدونيا‬
‫اجلديدة)‪.‬‬
‫‪ -0‬تكملة عملية التفكيك والتفتيت االجتماعي واالقتصادي الذي شرعت فيه فرنسا منذ‬
‫مرسوم ‪ 00‬أفريل ‪1713‬م املعروف بقانون اجمللس املشيخي املتعلق بامللكيات العقارية‪.‬‬

‫‪09‬‬
 ‫العدد‪ – 30 :‬جوان ‪0303‬‬ ‫مجلة "إلابراهيمي لآلداب والعلوم إلانسانية" – جامعة برج بوعريريج‬

‫التحكم والسيطرة على القبائل يف إطار تنظيم جديد ضمن احلكم املدين والقضاء‬ ‫‪-1‬‬
‫على التنظيمات القيادية التقليدية للمجتمع الريفي اجلزائري‪ .‬حبيث نقلت منطقة الربج‬
‫من قيادة املقرانيني‪ ،‬واملكاتب العربية ضمن احمليط العسكري إىل قيادة البلديات‬
‫املختلطة حتت سلطة املتصرفني اإلداريني‪.‬‬
‫هتيئة الظروف الطبيعية لعملية توطني املعمرين اجلدد النازحني من األلزاس واللورين بعد‬ ‫‪-0‬‬
‫حرب الوحدة األملانية ‪1782‬م‪( .‬وقد أشار إىل ذلك رئيس املكتب العريب ملركز برج‬
‫بوعريريج الضابط "‪،)03()"Payen‬كما كتبت التقارير العديدة للمتصرفني‬
‫اإلداريني(‪ .)00‬إن قرارات الردع واملصادرة والضرائب اليت واكبت مشاركة أهايل منطقة‬
‫الربج يف انتفاضة ‪ 1781‬من جهة‪ ،‬والتفكيك الذي حل بالسكان والعروش من جانب‬
‫آخر‪ ،‬كان مبثابة ظروف مالئمة الستقطاب حركة االستيطان األوريب يف مراكز‬
‫االستيطان التسعة اليت استحدثت بإقليم برج بوعريريج وهي‪ Galboi :‬برج غدير‬
‫‪macDonald, Davoux, leCourbe, ,laBarbinais, Lavoisier,Paul Doumer‬‬

‫‪ Ceres,‬وعني تاغروت اليت استحدثت كمركز استيطان منذ ‪ 1783‬مث انتقلت إىل بلدية‬
‫منذ ‪page176) .(bulletin officielle du gouvernement general 1772/10/08‬‬
‫‪ )1071‬وكذلك مركز االستيطان ببئر قاصد علي الذي استحدث سنة ‪ 1783‬مبساحة‬
‫‪ 3132‬هكتار ضمت ‪ 00‬عائلة أوربية وغريهم منذ ‪ 1783‬وقد قدر سكان مركز عني‬
‫تاغروت من األهايل سنة ‪ 1700‬بـ ‪ 3002‬نسمة ومن األوروبيني ‪ 188‬فردا‪ )00(.‬كما‬
‫شجعت فرنسا الشركات الرأمسالية االستثمار يف األراضي الفالحية املصادرة من سكان‬
‫املنطقة مثل الشركة السويسرية اليت استحدثت بربج بوعريريج سنة ‪ 1787‬واليت تكونت‬
‫من ‪ 12‬أعضاء أوربيني واليت طالبت السلطة الفرنسية منحها ‪ 02‬ألف هكتار منها ‪12‬‬

‫آالف هكتار تقع مشال غرب مدينة برج بوعريريج و‪ 12‬آالف هكتار برأس الوادي‬
‫اليت تأخذ اسم ‪ Tocqueville‬فيما بعد كما قررت السلطة االستعمارية ختصيص من‬
‫إىل ‪ 1222‬هكتار إلسكان من ‪ 0‬إىل ‪ 12‬عائالت أوروبية هبا‪.‬‬ ‫‪022‬‬

‫‪03‬‬
 ‫العدد‪ – 30 :‬جوان ‪0303‬‬ ‫مجلة "إلابراهيمي لآلداب والعلوم إلانسانية" – جامعة برج بوعريريج‬

‫انتقل إقليم الربج من دائرة عسكرية إىل بلدية خمتلطة يف ‪ 13‬نوفمرب ‪ 1780‬وقد ضم‬
‫ستة مناطق إدارية هي عني تاغروت والذي حتول إىل قرية استيطان أوربية والثانية عني‬
‫تاغروت مع فرقة سدراتة والشوحية والثالثة سيدي امبارك وبئر عيسى والرابعة العناصر مع‬
‫قمور وتاسرة واخلامسة دوار صنادة والسادسة دوار جمانة وعني السلطان وتستمر البلدية إىل‬
‫غاية حتوهلا اىل اسم بلدية املعاضيد املختلطة يف ‪ 00‬ماي ‪.1702‬‬
‫ويبدو اهلدف العنصري الذي خيرج عن نطاق اإلنسانية كان األكثر وضوحا يف تقارير‬
‫أوامر القيادات العسكرية الفرنسية‪ ،‬بعد اإلعدام والنفي والتهجري لقبائل احلشم وفرض‬
‫غرامات احلرب‪.‬‬
‫‪ ‬انعكاسات انتفاضة المقراني على المجتمع المحلي‪:‬‬
‫لقد كان لثورة املقراين انعكاسات اجتماعية جد مؤثرة على بنية اجملتمع وتوزيعه‬
‫اجلغرايف وعالقاته(‪ )01‬أدت إىل فراغ بشري كبري حل هبا عقب انتهاء الثورة وبداية عمليات‬
‫املصادرة واملتابعة وإجراءات القهر االستعمارية‪ ،‬ويشهد الفرنسيون أنفسهم حجم التأثري‬
‫الذي حل بالسكان مبنطقة املسيلة‪ .‬فالضابط باين (‪ )Payen‬الذي شغل منصب رئيس‬
‫املكتب العريب لربج بوعريريج بني ‪1712‬م إىل ‪1710‬م‪ ،‬وكان من بني الضباط املهتمني‬
‫بالتاريخ واألحباث األثرية يؤكد يف مقاله حول تعمري املسيلة بأن مقاطعة املسيلة خصوصا‬
‫قد شهدت فراغا بشريا رهيبا أكثر مما شهدته منطقة جمانة نفسها اليت كانت متثل إقليم‬
‫عائلة املقراين وحشمه‪ ،‬ويذكر أن أغلب األراضي اليت كانت تعمرها وتسقيها عروش املسيلة‬
‫قد وجدها جيش االحتالل الفرنسي فارغة وحتت حرية تصرفه(‪.)08‬‬
‫كما أن عملية مصادرة األراضي واألمالك اليت مست السكان والفرق اليت وقفت إىل‬
‫جانب املقراين وعرفت باملنافقني قد أدت إىل عملية هتجري مجاعي للسكان بإقليم املسيلة‬
‫خصوصا من منطقة السوامع‪ ،‬وأوالد عبد اهلل‪ ،‬وأوالد ماضي حققت غاية وهدف فرنسا‬
‫يف إطار سياسة التشتيت والتهجري وإجياد مواطن مالئمة للمستوطنني اجلدد من جانب‬
‫التشتيت كانت انتفاضة املقراين عامال هاما يف هروب عروش املسيلة‪ ،‬وترك أراضيهم قبل‬
‫حدوث انتقام الفرنسيني منهم‪ .‬وسياسة التهجري اليت اتبعتها فرنسا أدت إىل انقسام عرش‬

‫‪00‬‬
 ‫العدد‪ – 30 :‬جوان ‪0303‬‬ ‫مجلة "إلابراهيمي لآلداب والعلوم إلانسانية" – جامعة برج بوعريريج‬

‫السوامع إىل السوامع القبالة الذين بقوا يف منطقتهم األصلية ببومحادو‪ ،‬السوامع الظهارة‬
‫الذين رحلوا إىل منطقة بياضه غرب املسيلة وميثلون فرقة أوالد عبد اهلل‪.‬‬
‫كما قامت فرنسا بتهجري فرقة الدحادحية من عرش أوالد ماضي‪ ،‬بسبب موقفهم‬
‫من فرنسا وجعلت من الذين وقفوا إىل جانبها مثل أمري مشيخة أوالد معتوق الطيب‬
‫دحدوح‪ ،‬على رأس قيادة أوالد إبراهيم سنة ‪1780‬م‪ ،‬قبل أن تتحول هذه القيادة إىل حميط‬
‫بوسعادة العسكري‪ ،‬ضمن حمافظة اجلزائر سنة ‪1780‬م(‪ .)07‬كما أدت ثورة املقراين إىل هجرة‬
‫عدد كبري من السكان إىل شرق ووسط اجلزائر واملسيلة وترك أوطاهنم متجهني إىل مناطق‬
‫يف شرق ووسط البالد(‪ )00‬حبيث هاجر سكان عرش أوالد دراج وفرقة السوامع بدرجة كبرية‬
‫حنو مدن الشرق اجلزائري مثل تبسة‪ ،‬الشمرة‪ ،‬العلمة‪ ،‬قاملة‪ ،‬ووادي زنايت‪ ،‬وعنابة ‪،‬والشريعة‬
‫والسهول القسنطينية وحىت إىل تونس يف حني هاجر سكان اخلرابشة املعاضيد ونوغة حنو‬
‫مدن الوسط كالعاصمة‪ ،‬وبالد القبائل‪ ،‬واشتغلوا هبا يف أعمال البناء واملذابح واحلمامات‬
‫وغريها‪.‬‬
‫كما انتقلت مجاعات أخرى من عرش السوامع املرحلني من منطقتهم إىل مناطق‬
‫سهول سيدي عيسي ومنطقة باحلوت مبحيط أومال "سور الغزالن"‪ .‬يف حني تذكر بعض‬
‫الروايات الشفوية انتقال بعض فرق السوامع إىل تونس مبنطقة اجلريد‪.‬‬
‫إن عملية التهجري بالقوة‪ ،‬أدت إىل بروز مظاهر عدم االنسجام هلذه الفئة باجملتمع‬
‫والبيئة اجلديدة نظرا للتباين الكبري بني وضعهم كمالك أراضي خصبة يف التل يف ظروف‬
‫زراعية ومناخية سهلة ومكانة اجتماعية مميزة وبني الوضع اجلديد يف األراضي الرديئة يف‬
‫مناخ جاف ونقص يف املياه وتشكيالت اجتماعية مل يألفوا طبائعها وسلوكياهتا‪ .‬كما برزت‬
‫مشاكل هذه اجلماعة مع أناس املنطقة حول حدود األراضي املمنوحة هلم يف الوقت الذي‬
‫بقيت فيما بينهم يف املشاع حسب مواطنهم األصلية‪ ،‬وانتقل الصراع اجلديد الذي كان من‬
‫املفروض أن يقع بني احملتل واألهايل إىل تنازع بني األهايل اجلزائريني حول األراضي الرديئة‬
‫مبختلف فرقهم تلية وحضنية‪.‬‬

‫‪00‬‬
 ‫العدد‪ – 30 :‬جوان ‪0303‬‬ ‫مجلة "إلابراهيمي لآلداب والعلوم إلانسانية" – جامعة برج بوعريريج‬

‫أدت ثورة املقراين إىل إحداث حتوالت عميقة يف واقع السكان االقتصادي‬
‫واالجتماعي‪ ،‬كما أن انتقام فرنسا من سكان منطقة احلضنة وقبائل الربج خاصة أدى إىل‬
‫حتول يف ملكيات األراضي بني الناس‪ ،‬أدى بدوره إىل التأثري على املردود االقتصادي‬
‫الزراعي واحليواين للمنطقة(‪.)32‬‬
‫لقد عمدت فرنسا إىل سياسة التفكيك االجتماعي للقبائل الوافدة على املسيلة من‬
‫احلشم وقبائل برج بوعريريج األخرى بعد أن أهنكتهم بضرائب احلرب القاسية‪ ،‬هبدف إبقاء‬
‫األهايل يف صراع مستمر فيما بينهم‪ ،‬فقررت منح األراضي ملن خيدمها مخس سنوات بعد‬
‫أن فر أصحاهبا بسبب مواقفهم املؤيدة للمقراين‪ ،‬كما كانت قرارات استغالل األراضي‬
‫املرتوكة عامال مشجعا لبعض القيادات املؤيدة من قبل فرنسا يف احتالل أراضي العروش‬
‫(‪)13‬‬
‫مع بعض العائالت النافذة واملتعاونة مع فرنسا‪.‬‬
‫إن ما عرف مبشاكل أراضي حشم املقراين مبنطقة املسيلة‪ ،‬يعرب بصدق عن طبيعة‬
‫االحتالل الفرنسي وعن خمططاته لتفكيك اجملتمع اجلزائري‪ ،‬وإبعاد أية نية للمقاومة الشعبية‬
‫أو الثورة خصوصا بعد املشاركة الواسعة لسكان املنطقة إىل جانب املقرانيني يف ثورة ‪1781‬‬
‫وكان من الطبيعي أن تظهر مشاكل متنوعة جلماعة حشم املقراين املرحلني من جمانة إىل‬
‫منطقة املسيلة‪ ،‬من حيث الواقع اجلديد املفروض عليهم‪ ،‬نظرا للتباين الكبري بني ظروف‬
‫معيشتهم والظروف اجلديدة ملناخ وجغرافية املسيلة القاسية واجلافة وتشري أغلبية مراسالت‬
‫املتصرفني اإلداريني وأعواهنم ببلدية املسيلة وبلدية بريكة وبلدية املعاضيد‪ ،‬وهي البلديات‬
‫اليت استقبلت أراضيها فرق حشم املقراين‪ ،‬أنه بعد سنة ‪ 1771‬انقسم احلشم املرحلني إىل‬
‫املسيلة إىل دوارين‪ :‬دوار جمانة التابع لبلدية البيبان املختلطة‪ ،‬ويضم مجاعة ستارة وسيدي‬
‫مبارك وقمور والعناصر بليمور وهم حتت إمارة الشيخ الشريف بن ريغي إىل غاية ‪1778‬‬
‫و دوار سيدي مبارك التابع لبلدية املعاضيد‪ )30(.‬استمرت مشاكل أراضي قبائل الربج‬
‫املهجرة باحلضنة إىل فرتة ما بعد تقسيم األراضي فيما بينهم اليت متت يف ‪1020/11/20‬‬
‫ومشلت ستة فرق من قبائل الربج هي فرقة أوالد سيدي موسى ‪ -‬فرقة أوالد خلوف ‪ -‬أهل‬
‫بومرقد ‪ -‬أوالد احلنايشة ‪ -‬أوالد ضباب ‪ -‬أوالد سيدي مبارك؛ وهذه الفرق كانت موزعة‬

‫‪00‬‬
 ‫العدد‪ – 30 :‬جوان ‪0303‬‬ ‫مجلة "إلابراهيمي لآلداب والعلوم إلانسانية" – جامعة برج بوعريريج‬

‫يف األراضي اليت منحت هلم مبنطقة الشالل باملسيلة وكان معدل نصيب كل عائلة من‬
‫(*) (‪)33‬‬
‫األراضي بني نصف جابدة إىل ‪ 0‬جابدة ‪.‬‬
‫مل يكن للسلطة االستعمارية دور يف حل املشاكل املستجدة واملنازعات بقدر ما كان‬
‫حرصها على حتصيل اإلنتاج‪ ،‬والغرامات املفروضة على هذه األراضي‪ ،‬ورغم انسحاب‬
‫أغلبية قبائل الربج من املسيلة يف العقد الثاين من القرن العشرين فقد برزت مشاكل من نوع‬
‫جديد‪ ،‬ذلك أن األهايل احملليني تنازعوا حول أحقيتهم يف هذه األراضي من جهة ويف‬
‫حدودها من جهة ثانية بعد عمليات الرهن والبيع املتعددة اليت عمت بني احلشم وبني‬
‫سكان البلدية‪ ،‬واليت جعلت معظم األراضي تستمر بورا دون استغالل(‪.)30‬‬

‫خاتمة‪:‬‬
‫إن مسألة قبائل الربج املهجرة إىل احلضنة بعد ثورة ‪ ،1781‬وإن مل حتظ بالدراسة الوافية‬
‫تظل متثل ذلك الواقع االجتماعي الذي آلت إليه كل أبعاد السياسة االستعمارية الفرنسية‬
‫اليت متثل فيها احلقد والعنصرية يف أبشع صورها خالل احتالهلا للجزائر‪ ،‬وقبائل برج‬
‫بوعريريج املهجرة عنوة من التل إىل احلضنة منوذج ومثال للعديد من قبائل اجلزائر اليت عانت‬
‫املصري نفسه‪ ،‬منها ما رحل بالقوة ومنها ما ارحتل خوفا من القوة كقبائل بين عامر بالغرب‬
‫اجلزائر بعد مقاومة األمري عبد القادر وقبائل السوامع باملسيلة بعد انتفاضة املقراين‪ .‬وقبائل‬
‫البوازيد بعد انتفاضة البوازيد ‪ 1781‬مبنطقة الزيبان‪ ،‬وتبقى هبذه الصورة البشعة فرنسا‬
‫االستعمارية توثق لتارخيها األسود يف حق الذاكرة الوطنية اجلزائرية ويف حق اإلنسانية‪.‬‬

‫الهوامش واإلحاالت‬
‫)‪(3‬‬
‫‪- Ministère de la guerre ; notice sur la division territoriale de‬‬
‫‪l’Algérie 1846, p 107.‬‬
‫)‪(2‬‬
‫‪- CAOMcentre d’archive d’outre-mer) Aix-en-Provence marseille):‬‬
‫‪8M43..Hachem hodna dénombrement de la population de cercle‬‬
‫‪de bordj bouareridj1861‬‬
‫)‪(1‬‬
‫‪- BOGA (bulletin officiel du gouvernement général de l’Algerie‬‬
‫‪1872pp 286.290..‬‬
‫)‪(4‬‬
‫‪- Kamel Kateb, Européens et Juifs EnAlgérie (1830-1962) paris,‬‬
‫‪editiond’INED,2001,pp162.163.‬‬

‫‪01‬‬
 0303 ‫ – جوان‬30 :‫العدد‬ ‫مجلة "إلابراهيمي لآلداب والعلوم إلانسانية" – جامعة برج بوعريريج‬

)5(
- Payen c: colonisation du Hodnain Recueil des mémoires de la
sociétéarchéologique du, département de Constantine 1893 pp 14,18
‫ أحد ضباط املكاتب العربية الذين عينوا على مكاتب كل من باتنة‬payen ‫يعترب الضابط بايان‬
‫ وهو من الضباط الذين اهتموا بدراسة آثار الرومان يف املسيلة واألوراس‬،1702 ‫وبرج بوعريريج منذ‬
‫ قدم جمموعة من الدراسات التارخيية واألثرية بعد أن‬،‫وخاصة تيمقاد وتتبع طرق الرومان القدمية‬
‫ ومن أحباثه اليت نشرهتا جملة جممع املعلومات حول‬،‫جاب مناطق املسيلة واهلضاب العليا واألوراس‬
‫ ومقال حول معلومات إقامة‬.‫اجملتمع األركيولوجي ملقاطعة قسنطينة بعنوان استيطان املسيلة‬
.1708 ‫جمموعة املدن الرومانية ملقاطعة باتنة الصادر يف نفس اجمللة سنة‬
ACMM;B, 90,D1( installation des Hachemsdans le Hodna 1876
‫فرنك‬11032 =)1771-1787( ،‫ كان جمموع الضريبة املفروضة على ناس احلشم خالل سنوات‬-)1(
ACMM (archive de la communemixte de M’sila);B(boite),90,D (dossier)1
(Etat des impôts des Hachem).
‫ من إقليم برج بوعريريج إىل احلضنة من مناطق سيدي امبارك وصنادة‬1781 ‫ أغلب القبائل اليت رحلت سنة‬-)7(
.ACMM:B27, affaire hachem ،‫والعناصر وجمانة‬
)8(
-CAOM :93/1645,colonisation du hodna, expropriations; 1k/308,
hachem hodna rapport 1884-1888.
(9)
- ACMM;B boite, 90,D1( installation des Hachems dans le Hodna)
(10)
- Ibid.
(11)
- ACMM;B, 181,Dossier Hachems (rapport du caid Boudiaf Sakhri
8/04/1897)
(12)
- ACMM;B, 181, Dossier Hachems (Lettre du Général de la sougeole
à L'Administrateur de M'sila 10/06/1882).
(13)
-Rinn,louis :Histoire de l’insurrection de 1871,pp10-14
(14)
-CAOM: 1K308,hachem rapport quotidien 1871-1876.
(15)
- ACMM;B, 90,D1( installation des Hachems dans le Hodna 1876
(16)
- CAOM (centre d’archive d’outre-mer,aixe -en, Provence
Marseille):8h/43,hachem,hodna,rapport du 21/01/1877
(17)
-ACMM; B, 90,D1 (installation des Hachems dans le Hodna 1876).
‫ توجد قوائم امسية للسكان احلشم الفارين من املسيلة إىل خمتلف املدن ضمن أرشيف بلدية‬-)17(
.ACMM;B, 181, Dossier Hachem -02 ‫املسيلة ضمن علب‬
(19)
- CAOM;8m43hachem. Rapport du commandant de la division
de Constantine 1/1/1876.
)22(
-A C M M;boite 94, dossier hachem,
.‫يف امللف قوائم امسية ألناس احلشم املهجرين من جمانة ومناطق التل إىل خمتلف مناطق املسيلة‬

01
 0303 ‫ – جوان‬30 :‫العدد‬ ‫مجلة "إلابراهيمي لآلداب والعلوم إلانسانية" – جامعة برج بوعريريج‬

(21)
- ACMM: B,90(rapport de chef de cercle de bordj bouareridj
18/02/1876).
(22)
- ACMM: B,90 (rapport de chef de cercle de bordj bouareridj
18/02/1876).
(23)
- Payen c :op-cit , p 14.
(24)
- ACMM:, rapport de l'administrateur de la commune mixte de
M'sila 1886. B27: rapport sur la situation des indigène deCM
M'sila,1911; plainte des citoyens de la ville de M'sila a monsieur
le préfet de Sétif 1911.
(25)
- Caom, 8h21, monographie des unités territoriales, commune
aintaghroute.
(26)
- ACMM;B;171.( Lettre du Général de la sougeole à
L'Administrateur de M'sila 10/06/1882). (Rapport caïd- Ouled –
Hdiden 18/10/1902). et B224, D1 ( Délibération Commission
municipale 29/03/1888).
(27)
- ACMM;B, 90, D1, (Rapport du Djemaa des Hachems de douar
Saida 28/12/1895.
(28)
- ACMM:B, 90,D1(rapport caid Boudiaf SakhricaïdHodna
occidentale 13/11/1890
(29)
- Despois,Jeans;leHodna, ,pp231.235
(30)
- ACMM:B90, affaire hachem,rapport de l'administrateur de m'sila
a monsieur le prefet de setif,29/09/1911.
(13)
- ACMM: B90: dossier, hachem, lettres de djemaa hachem,
souamaa. 1878.
(12)
- ACMM; B,181, lettre Administrateur de M'sila au chef d'annexe
de biban 21/9/1899. (Lettre à L’administrateur de Maadid
13/02/1893) et lettre Djemaa Bouhmadou-2-4-1893.
(11)
- ACMM(archive de la commune mixte de M’sila);B(boite), 90,
D(dossier)1, (Rapport du Djemaa des Hachems de douar Saida
28/12/1895.
‫ اجلابدة مبنطقة املسيلة عامة تعادل حرث يوم باحلصان وما تزال مستعملة إىل اليوم حسب‬-)*(
.‫الذاكرة احمللية‬
)14(
- ACMM:B181,dossier hachem, rapport des caïd des douars 20/01/1898

01