You are on page 1of 35

‫سٌؾ الرٌؾ من التخصٌب إلى التخرٌب‬

‫الحلقة األولى‬

‫بقلم الحسن نبٌل‬


‫عندما دخل اإلسبان بلدة وكسان سنة ‪ 8091‬كانت الدراسات جاهزة الستؽالل أكبر منجم للحدٌد فً المؽرب المحتل‬
‫‪،‬خاصة وأن اكتشاؾ المنجم تم فً ؼضون ‪ 8091‬و أخذ إسم ‪compania espanola minas de‬‬
‫‪ rif‬بوكسان وكلمة وكسان كلمة أمازٌؽٌة حرفها اإلسبان وتعنً أشان < الذبب> نسبة إلى ساقٌة بالمنطقة تسمى <‬
‫أمان نؤشان> علما بؤن الشٌن تكتب ‪ X‬باإلسبانٌة ‪ .‬والمنجم نفسه ٌمتد من هذه الساقٌة وصوال إلى منطقة سٌطوالزار‬
‫المحادٌة لسلوان‪ .‬وهً المعروفة بمرتفعات بنً بوٌفرور‪.‬‬

‫ٌتؤلؾ الؽشاء السطحً للمنجم من طبقة الهماتٌت ‪ ،‬التً تحوي نسبة هامة من الحدٌد تبلػ ‪ %81‬إضافة إلى حجر‬
‫البٌرٌتً الذي ٌحوي ‪ %15‬من الحدٌد‪ .‬وقد قدر االحتٌاط الخام بمالٌٌن األطنان وعشرات السنوات من العمل بقدرة‬
‫استعابٌة تفوق ‪ 8099‬منصب شؽل‪.‬‬

‫تنقسم التكونات الجٌولوجٌة المهٌمنة فً المنطقة إلى قسمٌن ‪ ،‬قسم منها ٌنتمً إلى العهد الجوري األعلى والقسم‬
‫الثانً إلى العهد الكرٌتاسً األدنى ‪ ،‬وتتؤلؾ هذه المناطق الجٌولوجٌة من طبقات نضٌدٌة وعدسات كلسٌة وٌالحظ أن‬
‫قواطع الدٌورٌت تساهم بدورها فً عملٌة التمعدن ‪ ،‬وبما أن أرضٌة المنجم قد تؤثرت بالحركات التكتونٌة األلبٌة فنتجت‬
‫عن ذلك صدوع تشكل مجموعتٌن ‪:‬‬

‫* مجموعة ربٌسٌة ‪ :‬تمٌز صدوع ابرشانن والشرٌؾ‪.‬‬


‫* مجموعة ثانوٌة تمٌز سلسلة من الصدوع تتجه من الشمال الؽربً إلى الجنوب الشرقً ‪ ،‬وتمٌل نحو الجنوب الؽربً‪.‬‬

‫تحولت األحجار إلى معدن ‪ ،‬وعندما تمعدنت حلت محل الكلس فانقلبت إلى حجر المؽنطٌس الكبروتً أما الطبقات‬
‫السطحٌة منها فإنها تتؤلؾ من الهٌماتٌت التً ٌبلػ احتٌاطها عشرات السنوات من العمل‪.‬‬

‫كانت البداٌة بدابٌة عندما عمدت األدارة اإلسبانٌة إلى تشؽٌل األهالً ب‪ 01‬سنتٌم فً الٌوم لجمع الحدٌد المترامً فً‬
‫العراء من أعلى جبل وكسان مرورا بالهضاب المترامٌة بٌن وكسان ولعسارة لٌتم نقله إلى مٌناء ملٌلٌة ‪.‬‬

‫ؼزارة االنتاج وجودة الحدٌد جعلت اإلدارة اإلسبانٌة تفكر فً بناء المعامل الموازٌة الستؽالل جٌد ٌصل إلى حدود النهب‬
‫فتم بناء معمل تكسٌر الحدٌد سنة ‪ 8005‬والمعروؾ باسم ‪ planta‬وبمحاذاته شٌد خزانان كبٌران بقدرة استٌعابٌة‬
‫تصل آالؾ األطنان لٌتم نقل الحدٌد مباشرة منهما إلى مٌناء ملٌلٌة عبر قاطرة تشتؽل بالبخار بعد أن تم إنشاء خط‬
‫السكك الحدٌدٌة بٌن وكسان وملٌلٌة ‪ .‬وذلك فً حدود ‪ 8091‬كما ٌإكد ذلك الطبٌب اإلسبانً ‪victor ruiz‬‬
‫‪ albeniiz‬المعٌن من طرؾ النقابة االسبانٌة لمناجم الرٌؾ فً كتابه ‪. el tebib arrumi‬‬

‫بجوار هذا المعمل تم إنشاء معامل موازٌة إلصالح األعطاب المٌكانٌكٌة والصٌانة والدرفلة ‪.‬إضافة إلى فرن ضخم‬
‫بمنطقة أٌشور ‪.‬‬

‫لم تكتؾ الشركة اإلسبانٌة بنقل الحدٌد إلى معمل التكرٌر عبر الشاحنات فقط بل عمدت إلى تشٌٌد أبراج لنقله فً عربات‬
‫معلقة فً الهواء من أعلى الجبل إلى منطقة التكرٌر ‪ .‬كما كانت هناك مجموعة من المقالع ‪…cantera 1 .2.3‬‬
‫وٌتم استؽاللها عن طرٌق درجات ‪89‬أمتار تمٌل بنحو ‪ 18‬درجة ٌحفر العمال األرض بواسطة مطرقات قوٌة ٌحركها‬
‫الهواء المضؽوط‪.‬‬

‫كما عمدوا إلى حفر أآلبار واألنفاق لنقل االستؽالل من مستواه األفقً إألى مستواه العمودي ‪.‬‬
‫إٌمانا منهم بؤهمٌة التكوٌن والتكوٌن المستمر قاموا بتشٌٌد مركز للتكوٌن المهنً ساهم كثٌرا فً تخرج العدٌد من‬
‫التقنٌٌن والتقنٌٌن المتخصصٌن فً جمٌع التخصصات الشًء الذي جعل الشركة تتمتع بخبرة تقنٌة كبٌرة ساهمت فً‬
‫رفع اإلنتاج وتحسٌن المر دودٌة ‪.‬‬

‫المنشآت االجتماعٌة‪:‬‬

‫وضع االسبان رهن إشارة عمالها ‪ 199‬دار للسكنى موزعة على ‪ 1‬مراكز ٌتوفر كل منها على قاعة للتمرٌض ‪،‬‬
‫وعالوة على ذلك فإن الشركة تتوفر على صٌدلٌة ومستوصفٌن ومن ناحٌة أخرى ٌوجد رهن إشارة األشخاص العاملٌن‬
‫بالشركة ملعبان لكرة القدم ‪،‬ملعب لكرة السلة ‪،‬ملعبان لكرة المضرب ‪ٌ .‬تابع أبناء عمال الشركة دراستهم فً مدرستٌن‬
‫ابتدابٌتٌن‪.‬‬

‫كما تجدر اإلشارة إلى أن إدارة الشركة قامت ببناء مسجد وكنٌسة لممارسة الشعابر الدٌنٌة بكل حرٌة ‪.‬‬

‫صور لتؤثٌث المقال‬

‫المدرسة التً ستحمل فٌما بعد اسم عمر بن عبد العزٌز‬


‫مقالع لعسارة ‪ /‬مطرقات التنقٌب‬

‫مركز التكوٌن و التكوٌن المستمر‬

‫بقلم الحسن نبٌل‬


‫سٌؾ الرٌؾ من التخصٌب إلى التخرٌب‬
‫الحلقة الثانٌة‬

‫تتناسل فً ذهن القارئ أسبلة وجودٌة ٌصعب اإلجابة عنها ‪ :‬من نحن ؟ ماذا قدمنا لهذا الوطن ؟ هل صراع النحن مع‬
‫النحن امتداد لصراعنا مع األخر؟ أي عقلٌة تسٌر شؤننا العام ؟……‪.‬‬

‫هذه الحلقة سؤخصصها لمرحلة التواجد اإلسبانً< ‪8091‬ـ ‪ >8081‬والطرق التقلٌدٌة الستؽالل أكبر خزان للحدٌد‬
‫بالمؽرب ‪ ،‬مركزا على الظرؾ السٌاسً ثم مٌكانزمات االستؽالل و المإسسات المعتمدة فاإلحصابٌات الرسمٌة لتصدٌر‬
‫خٌراتنا إلى الخارج مإثثا هذه الحلقة بصور قدٌمة وحدٌثة‪ .‬ألخصص الحلقة الثالثة للطرٌقة أأللمانٌة واألمرٌكٌة فً‬
‫االستؽالل‪.‬‬

‫الظرؾ السٌاسً‪:‬‬

‫سنة ‪ 8091‬سٌقدم الجٌولوجً االسبانً ‪ALFONSO DE ALVANI‬تقرٌرا مفصال عن ؼناء منطقة بنً‬
‫بوٌفرور إلى المملكة االسبانٌة‪ ،‬مركزا فٌه على نوعٌة المعدن وقٌمته‪ ،‬ونوعٌته ‪ ،‬الحدٌد بوكسان ‪ ،‬الرصاص بؤفرا ‪،‬‬
‫إضافة إلى البنتونٌت ثم الفوصفوروالسٌلسٌوم خزان هذه المعادن طبقات جٌولوجٌة تمتد من منطقة إلحٌانا إلى‬
‫مرتفعات إبرشانا مرورا بلعسارة ‪.‬‬

‫صورة لوكسان بمنجمه عبر ‪google earth‬‬

‫هذا الثراء المعدنً‬


‫الكبٌر أسال لعاب‬
‫اإلسبان وقرروا ضم‬
‫شمال المؽرب‬
‫كمستعمرة لهم لٌقوم‬
‫ألفونسو الثالث‬
‫بزٌارة خاطفة إلى‬
‫ملٌلٌة و ٌدشن خط‬
‫السكة الحدٌدٌة بٌن‬
‫ملٌلٌة و ‪san‬‬
‫‪ juan‬قرب‬
‫زؼنؽن مرورا‬
‫بالناظور األحداث‬
‫التً شهدتها‬
‫المنطقة عندما حاول‬
‫المقاومون تخرٌب السكة الحدٌدٌة جعلت االسبان ٌتصلون ببوحمرة وٌتم االتفاق على استمرار استؽالل هذه المناجم‬
‫لمدة ‪ 00‬سنة مقابل مبالػ مالٌة ‪ ،‬ورؼم أن األشؽال بدأت سنة ‪ 8091‬إال أن االنتاج لم ٌبدأ إال فً بداٌة ‪8085‬‬
‫نظرا الشتداد المقاومة بقٌادة الشرٌؾ محمد أمزٌان ‪.‬‬

‫‪.‬بدأت السكة الحدٌدٌة فً االشتؽال مع حراسة مشددة على الخطوط‬


‫الممتدة‬
‫بٌن ملٌلٌة وسان خوان فاستعمل هذا الخط لنقل المعادن والبضع‬
‫والبشر ‪ ،‬والصورة تبٌن كٌؾ هرب االسبان عبر القاطرة أهالٌهم إلى‬
‫ملٌلٌة بعد أحداث العروي المإلمة حٌث استطاعت المقاومة القضاء‬
‫على الجٌوش اإلسبانٌة ‪.‬‬
‫اإلدارة االسبانٌة لم تتحكم فً الوضع السٌاسً بالمنطقة إال بعد‬
‫استشهاد‬
‫‪photo: Juan Díez Sánchez‬‬

‫الشرٌؾ محمد أمزٌان سنة‪ 8080‬وكذلك بعد نفً محمد بن عبد الكرٌم سنة ‪ 8008‬حٌث تمكن االستعمار االسبانً‬
‫من تطوٌر عملٌة االستؽالل‪.‬‬

‫مٌكانٌزمات االشتؽال‬

‫فً بداٌة األمر كان االستؽالل ٌعتمد المقالع المكشوفة عن طرٌق‬


‫الجمع بالٌد ‪ ،‬وهذه العملٌة امتدت من منطقة إؼزار أومسٌن إلى‬
‫حدود مرتفعات إبرشنن ‪ ،‬وقد تطلبت أكثر من ‪ 0999‬عامل بؤجرة‬
‫ٌومٌة تتراوح بٌن ‪01‬سنتم إلى ‪59‬سنتم أو باعتماد األمتار المكعبة التً ٌتم جمعها فً الٌوم‪.‬‬

‫‪.‬الصورة األولى مشهد لمعدن الحدٌد المترامً فً العراء والصورة الثانٌة عامل أمازٌؽً من المنطقة المحاذٌة لوكسان‬
‫ٌطوع الحدٌد بعضالته معتمدا ألة التكسٌر ‪.‬‬

‫رؼم الوسابل العتٌقة ونقص فً الخبرة فقد استطاع االسبان تصدٌر‬


‫‪ 51‬ألؾ طن من المعادن المؽربٌة سنة ‪ 8081‬إلى برٌطانٌا‬
‫و‪ 019999‬طن سنة ‪.8088‬‬

‫ؼزارة اإلنتاج واألرباح الكبٌرة التً حققتها الشركة فً البداٌة جعل‬


‫المجلس اإلداري ٌفكر فً الجانب االجتماعً للعمال ‪ ،‬فقام ببناء‬
‫أجنحة للسكن خاص بالعمال واألخرى خاصة بالتقنٌٌن ثم فالت‬
‫للمهندسٌن واألطر العلٌا فً الشركة مع دار للضٌافة ‪.‬‬

‫عندما اقتنع األسبان بؤن إمكانٌاتهم الذاتٌة قاصرة على تحقٌق األفضل‬
‫سواء على مستوى الكم أو الكٌؾ‪ ،‬التجؤوا إلى الخبرة األمرٌكٌة‬
‫واأللمانٌة وتجهٌزاتها المتطورة سنة ‪. 8051‬‬

‫باإلضافة إلى توسٌع السكة الحدٌدٌة وتحدٌثها لتشمل جمٌع مواقع‬


‫االنتاج ‪،‬‬
‫وربطها بالمحطات الرسمٌة التً عبرها تنقل إنتاجها إلى مٌناء ملٌلٌة‬
‫الذي تم توسٌعه فوصلت قدرته االستٌعابٌة ‪81‬م طن فً السنة‬

‫‪.‬بمعدل ‪0999‬ط‪/‬س ‪ .‬فً ٌولٌوز ‪ 8008‬ستقوم اسبانٌا بتدشٌن الخزان الكبٌر بملٌلٌة بؤولى عملٌات الشحن إلى‬
‫الخارج ‪ ،‬فً هذا الوقت بالضبط وصل عدد العمال ‪ 0999‬عامل أمازٌؽً منهم ‪ 199‬إسبانً نموذج ألولى القاطرات‬
‫المستعملة لقاطرة‬

‫للوقوؾ على حقابق األرقام سؤزود القارئ الكرٌم باإلحصابٌات الرسمٌة التً قدمها المعهد الوطنً االسبانً‬
‫لإلحصابٌات بمنطقة الحماٌة عن األطنان التً شحنت من خزان مٌناء ملٌلٌة إلى دول أوروبا وباقً العالم‪.‬‬

‫سٌؾ الرٌؾ من التخصٌب إلى التخرٌب‬


‫الحلقة الثالثة‬
‫من التجرٌب إلى المؤسسة ‪ /‬الخبرة األمرٌكٌة واأللمانٌة‪.‬‬

‫بعد القضاء على بوحمرة واستشهاد البطل محمد أمزٌان ونفً محمد عبد الكرٌم الخطابً ‪ ،‬أصبح الرٌؾ ضٌعة اسبانٌة‬
‫‪ ،‬خاصة بعد معاهدة فاس التً تم فٌها تقسٌم المؽرب بٌن فرنسا وإسبانً ‪ ،‬فً هذه المرحلة كانت الدراسات االجتماعٌة‬
‫والنفسٌة لإلنسان الرٌفً بمنطقة بنً بوٌفرور جاهزة ‪ ،‬وقد تم التركٌز على طرٌقة تفكٌر اإلنسان األمازٌؽً‪ ،‬بنٌته‬
‫الجسمٌة ‪ ،‬عالقته بالمرأة ‪ ،‬مستواه المعٌشً الٌومً ‪ ،‬عالقته باآلخر‪ ،‬تمسكه بالقٌم الدٌنٌة ‪ ،‬نظرته إلى الوجود …‬
‫“من أراد االطالع على هذه الدراسة علٌه بقراءة كتاب ‪ espana en el rif‬لكاتبه ‪victor ruiz‬‬
‫‪ albeniz‬الطبٌب الرومً كما سماه أهالً وكسان ‪”.‬‬
‫هذه الدراسات والتقارٌر التً رفعها الجٌولوجً اإلسبانً ‪ ALFONSO DE ALVANI‬والمإشرات األولٌة‬
‫حول ؼزارة اإلنتاج إضافة إلى شعور األسبان بمحدودٌة قدرتهم اإلنتاجٌة جعلتهم ٌفكرون فً االستعانة بالخبرة‬
‫األمرٌكٌة واأللمانٌة وذلك بمؤسسة االستؽالل وتشٌٌد مجموعة من المإسسات اإلنتاجٌة التً تعد كل واحدة منها معلمة‬
‫تارٌخٌة وهً ‪:‬‬
‫‪ 8‬ـ وحدة التكسٌر والتصفٌة والترتٌب‪planta.‬‬
‫هذه الوحدة تعتبر أضخم مشروع ٌنجز فً المؽرب عهد الحماٌة وقد قام ببنابه األمرٌكٌون واأللمان ‪ ،‬وهو عبارة عن‬
‫صرح من اإلسمنت المسلح ٌتراوح ارتفاعه بٌن ‪099‬إلى ‪ 099‬متر ‪ .‬فً األعلى توجد مطحنة عمالقة سعة‬
‫استٌعابها ‪ 199‬طن فً الساعة‪ ،‬تستقبل الكتل المعدنٌة الضخمة‪ ،‬وتقوم بتكسٌرها عبر اهتزاز بمفعول المحركات‬
‫الكهربابٌة التً ٌبلػ تعداد خٌولها باآلالؾ ‪ ،‬تعلوها رافعة شامخة‪ .‬هذه المطحنة العمالقة ترسل طحٌنها وهو عبارة عن‬
‫كتل الحدٌد المتوسطة الحجم إلى وحدة التركٌز ‪ ،‬وهنا تظهر األشرطة المطاطٌة المدعمة باألسالك المعدنٌة ودورانها‬
‫المستمر ‪ :‬ممٌزة بٌن الحدٌد واألتربة المعدنٌة والحجر ‪ .‬لتنتهً فً خزانٌن عظٌمٌن استعدادا لعملٌة الشحن إلى مٌناء‬
‫ملٌلٌة ‪.‬‬
‫عشرات العمال كانوا ٌسهرون على هذه المعلمة بخبرة احترافٌة وقٌادة متمكنة ‪.‬‬

‫معمل تكسٌر الحدٌد بوكسان ‪planta‬‬

‫هذه الصورة مشهد لهذه المعلمة بعد أن مستها أٌادي آثمة وأعد قراء أرٌفٌنو الكرام بفٌدٌو فرٌد من نوعه سجل مع‬
‫بداٌة التخرٌب ٌظهر معالم هذا المعمل كما كانت فً األصل وسؤثث به حلقة بداٌة التخرٌب‬

‫األفران‬
‫وصل عدد األفران التً شٌدها األسبان ‪01‬فرنا ‪،‬‬
‫كانت تقوم بحرق الكبرٌت فً معدن الحدٌد ‪،‬‬
‫متوسط إنتاجها ‪ 8999‬طن فً الٌوم ‪ ،‬هذه‬
‫األفران‬
‫شٌدت فً كل من وكسان ولعسارة وأفرا‬
‫وسٌطوالزار‪ ،‬وقد تم بناءها بؤجور ‪masiso‬‬
‫من النوع الجٌد ‪ ،‬بقٌت صامدة رؼم درجات‬
‫الحرارة العالٌة ‪ ،‬والصورة مشهد لفرن أفرا الذي‬
‫أنتج مالٌٌن األطنان ‪.‬‬
‫إلى جانب هذه األفران بنٌت مجموعة من األبراج‬
‫المسطفة فً خط عمودي من أعلى الجبل‬
‫إلى معمل التكسٌر أو األفران ‪ ،‬حٌث العربات‬
‫الطابرة عبر األبراج والمحملة بالحدٌد لٌتم إفراؼه‬
‫أمام األشرطة المطاطٌة ثم شحنه إلى وحدة التكسٌر ‪.‬‬

‫الحمامات المعدنٌة‬

‫عندما اشتدت المنافسة فً األسواق العالمٌة حول‬


‫جودة الحدٌد عمدت الشركة إلى بناء حمامات‬
‫عبارة عن بحٌرات مابٌة إلزالة الكبرٌت والفسفور‬
‫من الحدٌد ‪ ،‬ومن أشهر هذه الحمامات الحمام‬
‫الموجود بقرب من أفرا قرب أألفران ‪ ،‬والثانً‬
‫المتواجد بمنطقة أطلٌون كما تظهره الصورة ‪،‬‬
‫وقت بداٌة التخرٌب‪.‬‬
‫هذه المإسسات الضخمة التً شؽلت العدٌد من‬
‫العمال كانت تدعمها مإسسات موازٌة وأهمها‬
‫الورشة الضخمة المتعددة التخصصات ‪ ،‬التً‬
‫كانت تصهر على إصالح الشاحنات والسٌارات‬
‫والرافعات ‪ ..‬وتكوٌن التقنٌٌن المتخصصٌن فً‬
‫مختلؾ المجاالت المٌكانٌك ‪ ،‬الكهرباء …‪..‬‬
‫االستؽالل بعد إنشاء هذه المإسسات الضخمة‬
‫عرؾ مستوٌٌن مختلفٌن ‪:‬‬
‫المستوى األفقً ‪ :‬عبارة عن مقالع مكشوفة على‬
‫سطح األرض حٌث الحدٌد عبارة عن صخور‬
‫ضخمة ٌتم تكسٌرها وجمعها فً اتجاه وحدة‬
‫التكسٌر عبر أشرطة مطاطٌة ‪ ،‬وقد حشد االسبان‬
‫لهذه العملٌة مبات العمال بؤجر زهٌد معتمدٌن‬
‫أسلوب األمتار المكعبة ‪ ،‬أو أجرة الٌوم التً كانت‬
‫ال تتعدى ‪ 8.1‬بسٌطة ‪ .‬إضافة إلى ذلك طور‬
‫اآلسبان أسلوبهم باستقدام الجرافات الضخمة التً‬
‫تتحرك بزناجٌر كبٌرة جدا ‪ ،‬والشاحنات التً تصل‬
‫حمولتها ‪ 00‬طنا ‪ ،‬إضافة إلى المطرقات القوٌة‬
‫التً ٌحركها الهواء المضؽوط ‪.‬‬
‫المستوى العمودي‪:‬‬
‫الؽوص فً عمق األرض كانت السمة البارزة‬
‫لنمط االستؽالل فً مرحلة ما بعد األربعٌنات ‪ ،‬وقد‬
‫وظؾ االسبان طرقا مختلفة ٌمكن إٌجازها فً ‪:‬‬

‫• عملٌات التثقٌب بآالت ضخمة تشتؽل بالهواء‬


‫المضؽوط ‪ ،‬تتبع بعملٌة زرع الدٌنامٌت لتفجٌر‬
‫األمكنة فً اتجاه األعماق بحثا عن الحدٌد ‪.‬ثم‬
‫تلٌها عملٌة الشحن‪.‬‬
‫• عملٌة حفر األنفاق على المستوى األفقً وكانت تتطلب جهدا كبٌرا من العمال ‪ ،‬ألنها إضافة إلى عملٌة الحفر توظؾ‬
‫مضخات ضخمة لضخ الماء خارج األنفاق ‪ ،‬كما ٌقوم العمال ببناء أعمدة واقٌة للجهات اآلٌلة للسقوط ‪ ،‬كما هو الشؤن‬
‫فً برٌبرتورٌو ومورا …‪ ..‬و بعض األنفاق كانت ممرات أمنة إلى أماكن ؼنٌة بالحدٌد ‪.‬‬
‫• مقالع على نظام المدراجات بنحو ‪ 19‬درجة فً اتجاه األعماق بحثا عن الحدٌد ‪ ،‬ومن أشهر هذه المقالع مقلع رقم ‪8‬‬
‫ومقلع……‪ ..‬رقم ‪ 89‬ومقلع … وفٌها كان اإلسبان ٌطاردون الحدٌد فً اتجاه األعماق موظفٌن نفس الطرق السابقة‬
‫‪.‬وهذا مشهد لمقلع على نظام المدرجات المشهد األول عبر كوكل والثانً صورة فوطوؼرافٌة بعد أن ؼمرته المٌاه حٌث‬
‫أصبح قبلة لهواة السباحة‪.‬‬

‫هذه األوراش الضخمة كانت فً حاجة إلى أٌدي عاملة وتقنٌٌن ومهندسٌن ‪ ،‬أسماء كثٌرة بقٌت راسخة فً أذهان‬
‫العمال ‪ mister paul y mister moris‬مهندسان من الطراز الثقٌل‪ ،‬برٌطانٌان مشرفان على بناء وحدة‬
‫التكسٌر بجدرانها الضخمة ‪– cheveria – – don jose manuel frechquito – portillo ،‬‬
‫‪……donfidel‬‬
‫كانوا ٌترأسون فرقا من العمال مقسمٌن على وحدات اإلنتاج ‪ ،‬بمختلؾ تخصصاتها ‪ ،‬ال فرق بٌن عامل وتقنً ومهندس‬
‫‪ ،‬الكل ٌعمل بزي واحد وشروط متساوٌة ‪ ،‬هإالء العمال سٌكتسبون تجربة مهمة جعلتهم ٌتسلقون دراجات فً مهنتهم‬
‫‪ ،‬وسٌصبحون رإساء ألوراش بعد رحٌل هإالء ‪ .‬وهذه الصورة شاهدة على اإلخالص للعمل واإلنتاج تظهر أول‬
‫مهندس أمازٌؽً سنخصص له حلقة خاصة‪.‬‬
‫نزوال عند رؼبة قراء أرٌفٌنو الكرام اخترنا أول شاهد عن المرحلة‪ ،‬عاشها بكل جوانحه ‪ ،‬محمد أزٌرارابن الحاج‬
‫الطٌب ‪ ،‬اإلنسان الطٌب ‪ ،‬زرته فً منزله بٌن أحضان أبنابه وأحفاده ‪ٌ،‬كفٌه فخرا أنه أب األساتذة سؤلته عن البداٌة‬
‫وبداٌة النهاٌة ‪ ،‬ذاكرته الثاقبة ما زالت تحتفظ بكل شًء بلحظات االنتشاء ولحظات الهزٌمة والتخرٌب ‪ ،‬دخل المنجم‬
‫‪ 8000/0/89‬فً سن ال ٌتجاوز ‪ 85‬سنة وؼادره سنة ‪ 8015‬بعد أن خربته األٌادي اآلثمة ‪ 50‬سنة من العمل‬
‫كانت البداٌة ب ‪ 0.1‬بسٌطة ‪ .‬لن أسرد ما قال بل سؤترك القارئ الكرٌم ٌستمع وٌستنتج وٌقارن‪.‬‬

‫‪VIDEO : http://www.youtube.com/watch?v=tQTQTZ9tx4k‬‬

‫سٌؾ الرٌؾ من التخصٌب إلى التخرٌب‬


‫الحلقة الرابعة‬
‫المـــــؽــــــربـــــــة‬
‫بقلم األستاذ ‪ :‬حسن نبٌل‬

‫رٕطٍك ٘زٖ اٌؾٍمخ ِٓ رغبؤالد ع‪٘ٛ‬ش‪٠‬خ ‪ ،‬رغزّذ ِشش‪ٚ‬ػ‪١‬ز‪ٙ‬ب ِٓ األعئٍخ اٌّخزضٌخ ف‪ ٟ‬راوشرٕب ‪ٚ ،‬األؽىبَ اٌّغجمخ‬
‫‪ٚ‬اٌغب٘ضح اٌز‪ ٟ‬رإصش ػاللخ اٌش‪٠‬ف ثبٌذ‪ٌٚ‬خ اٌّغشث‪١‬خ ‪ ،‬فغبٌجب ِب ٔغّغ ثأْ إٌّطمخ ِ‪ٛ‬سط ػٍ‪ٙ١‬ب ؽصبس شبًِ الػزجبساد‬
‫ع‪١‬بع‪١‬خ أ‪ ٚ‬رار‪١‬خ ‪ٚ ،‬غبٌجب ِب ٔذسط أٔفغٕب ف‪ ٟ‬خبٔخ اٌّغشة غ‪١‬ش إٌبفغ ‪ِ ،‬غشة اٌمؾظ ‪ِ ،‬غشة اٌز‪ٙ‬ش‪٠‬ت ‪ٚ‬اٌّخذساد ‪.‬ف‪ٟ‬‬
‫٘زٖ اٌؾٍمخ عأؽب‪ٚ‬ي أْ أوشف ػٓ اٌفشصخ اٌز‪ِٕ ٟ‬ؾذ ٌّٕطمخ اٌش‪٠‬ف ‪ ٌُٚ‬رّٕؼ ٌغ‪١‬شٖ ِٓ األلبٌ‪ ، ُ١‬عأؽب‪ٚ‬ي أْ أوشف‬
‫ػٓ اٌّ‪١‬ضأ‪١‬بد اٌضخّخ ‪ٚ‬اٌّإعغبد االٔزبع‪١‬خ اٌز‪ ٟ‬وبٔذ ِٓ اٌّّىٓ أْ رغؼً ِٓ اإللٍ‪ ُ١‬أوجش رغّغ صٕبػ‪ِ ٟ‬غشث‪ ٟ‬ئْ‬
‫ٌُ ألً ئفش‪٠‬م‪ ، ٟ‬وبْ ؽٍّب عّ‪١‬ال ‪ِٚ‬غش‪٠‬ب أع‪ٙ‬ضٗ ؽبلذ‪ ْٚ‬ػٍ‪ ٝ‬إٌّطمخ ف‪ ٟ‬اإلداسح اٌّشوض‪٠‬خ ِ‪ٛ‬ظف‪ِ ٓ١‬غّ‪ٛ‬ػخ ِٓ اإلِؼبد‬
‫أثٕبء اإللٍ‪ ُ١‬أِ‪ ٓ١١‬فظٍ‪ٛ‬ا عّغ اٌٍّ‪١‬بساد ‪ٚ‬ثٕبء اٌف‪١‬الد ‪ٚ‬سو‪ٛ‬ة اٌىبرىبد ثذي خذِخ إٌّطمخ ‪ٚ‬اٌ‪ٛ‬طٓ‪ٚ ،‬ئلبِخ رّٕ‪١‬خ‬
‫ِغزذاِخ رغٕ‪ٕ١‬ب ػٓ اٌ‪ٙ‬غشح اٌغش‪٠‬خ ‪ٚ‬اٌز‪ٙ‬ش‪٠‬ت ‪ٚ‬اٌّخذساد‪.‬‬
‫ف‪ ٟ‬اٌجذء ال ثذ ِٓ االشبسح ئٌ‪ ٝ‬أْ ِشؽٍخ ِغشثخ ِٕبعُ اٌش‪٠‬ف ثذأد ِٕز ‪ 8010‬ػٕذِب شبسن ِىزت األثؾبس‬
‫‪ٚ‬اٌّغبّ٘بد اٌّؼذٔ‪١‬خ ف‪ ٟ‬اٌششوخ ة ‪ 00.88‬صُ ثؼذ رٌه ف‪ ٟ‬عٕخ ‪ 8081‬اعزشعؼذ اٌذ‪ٌٚ‬خ اٌّغشث‪١‬خ عّ‪١‬غ ِّزٍىبد‬
‫ِٕبعُ اٌش‪٠‬ف ‪ٚ‬و‪ٔٛ‬ذ ششوخ ِٕبعُ ع‪١‬ف اٌش‪٠‬ف ‪ SEFERIF‬اٌز‪ ٟ‬ظ‪ٙ‬شد ثزبس‪٠‬خ ‪ٌ . 8081/88/09‬زم‪ َٛ‬اٌؾى‪ِٛ‬خ‬
‫اٌّغشث‪١‬خ ثششاء عّ‪١‬غ األع‪ ُٙ‬اٌّمذسح ‪ 899181‬ع‪ّٙ‬ب ثم‪ّ١‬خ ئعّبٌ‪١‬خ ‪ 89918199999‬دسُ٘ ‪ ،‬عبّ٘ذ ف‪ٙ١‬ب‬
‫ششوخ األثؾبس ‪ٚ‬اٌّغبّ٘بد اٌّؼذٔ‪١‬خ ثؾ‪ٛ‬اٌ‪٘. % 19 ٟ‬ىزا أصجؾذ ِغّ‪ٛ‬ػخ ِٓ اٌّإعغبد اٌضخّخ ف‪ٍِ ٟ‬ى‪١‬خ اٌذ‪ٌٚ‬خ‬
‫اٌّغشث‪١‬خ ‪ٚ‬أّ٘‪ٙ‬ب ‪:‬‬

‫· ‪ٚ‬ؽذح اٌزىغ‪١‬ش اٌضخّخ ثخضأبر‪ٙ‬ب اٌؼّاللخ ‪ٚ‬األششطخ اٌّطبط‪١‬خ‬


‫· األفشاْ‪.‬‬
‫· اٌؾّبِبد‪.‬‬
‫· اٌغىخ اٌؾذ‪٠‬ذ‪٠‬خ ‪.‬‬
‫· اٌمبطشاد ‪ٚ‬اٌؼشثبد‪.‬‬
‫· ػذد وج‪١‬ش ِٓ اٌشبؽٕبد ‪ٚ‬اٌغشافبد ‪ٚ‬اٌّطبسق اٌضخّخ ‪ٚ‬اٌغ‪١‬بساد…‪.‬‬
‫· ‪٠‬ذ ػبٍِخ ِؾزشفخ ‪ّ٠‬ىٓ أْ رشزغً ثّ‪ٙ‬بساد ػبٌ‪١‬خ‬
‫· ِئبد اٌ‪ٙ‬ىزبساد ِٓ األساض‪ ٟ‬رّزذ ِٓ ‪ٚ‬وغبْ ػجش صغٕغٓ صُ ثٕ‪ ٟ‬أٔصبس ئٌ‪ٝ‬‬
‫ؽذ‪ٚ‬د ٍِ‪١ٍ١‬خ‬

‫ف‪٘ ٟ‬زا اٌظشف ثبٌضجظ ع‪١‬غزصذس لشاس ع‪١‬بع‪ ٟ‬عش‪ٞ‬ء ِٓ خالي اٌّخطظ اٌخّبع‪ 10/81 ٟ‬اٌز‪ ٞ‬لشس ف‪ ٗ١‬اٌّغشة‬
‫اٌخش‪ٚ‬ط ِٓ اٌصٕبػخ االعز‪ٙ‬الو‪١‬خ ئٌ‪ ٝ‬اٌصٕبػخ األعبع‪١‬خ ػٍ‪ ٝ‬خط‪ ٝ‬و‪ٛ‬س‪٠‬ب ‪ٚ .‬ف‪٘ ٟ‬زٖ اٌفزشح ع‪١‬ؼط‪ٍِ ٟ‬ه اٌّغشة‬
‫اٌّشؽ‪ َٛ‬اٌؾغٓ اٌضبٔ‪ ٟ‬أ‪ٚ‬اِشٖ ٌجٕبء ِإعغبد ضخّخ ف‪ ٟ‬ػذد ِٓ األلبٌ‪ ُ١‬اٌّغشث‪١‬خ ‪ٚ ،‬ع‪١‬ؾظ‪ ٝ‬ئلٍ‪ ُ١‬إٌبظ‪ٛ‬س ثؾصخ‬
‫األعذ ِٓ خالي ثٕبء ِؼًّ رى‪٠ٛ‬ش اٌؾذ‪٠‬ذ ثغ‪١‬ط‪ٛ‬الصاس ‪ ٚ ،‬اٌزخط‪١‬ظ ٌجٕبء ِشوت اٌؾذ‪٠‬ذ ‪ٚ‬اٌصٍت ثغٍ‪ٛ‬اْ ثأفشأٗ‬
‫اٌضخّخ ‪٠ٚ‬ىزًّ اٌّضٍش اٌصٕبػ‪ ٟ‬عٍ‪ٛ‬اْ ع‪١‬ط‪ٛ‬الصاس ‪ٚ‬وغبْ ثبؽزّبالد أزبع‪١‬خ رصً ؽ‪ٛ‬اٌ‪8999999 ٟ‬طٓ‬
‫عٕ‪٠ٛ‬ب ِٓ اٌؾذ‪٠‬ذ اٌّغشث‪ ٟ‬اعزخشاعب ‪ٚ‬رىش‪٠‬شا ‪ٚ‬صٕبػخ ثمذسح اعزؼبث‪١‬خ رصً ؽ‪ٛ‬اٌ‪ ِٓ 099999 ٟ‬اٌ‪١‬ذ‬
‫اٌؼبٍِخ‪.‬ئضبفخ ئٌ‪ ٝ‬اٌٍّ‪١‬بساد اٌغبثمخ عزم‪ َٛ‬اٌؾى‪ِٛ‬خ اٌّغشث‪١‬خ ‪٠‬ضخ ‪١ٍِ 19‬بس عٕز‪ٌ ُ١‬جٕبء ِؼًّ اٌزى‪٠ٛ‬ش ‪.‬‬

‫ِؼًّ رى‪٠ٛ‬ش اٌؾذ‪٠‬ذ ‪.‬‬

‫أقام المؽرب عدة دراسات جٌولوجٌة أثبتت ؼنى المنطقة ‪ ،‬ولمنافسة السوق العالمٌة كان لزاما علٌه التفكٌر فً خلق‬
‫معمل ضخم لمعالجة المعدن فً جمٌع مراحل تطوره ‪ ،‬استخراجه‪ ،‬تكرٌره ‪ ،‬تحوٌله إلى شبه صناعً‪ ،‬وفً سنة‬
‫‪ 8080‬دخل المعمل أرض الواقع وكان األول فً إفرٌقٌا والرابع فً العالم بعد أمرٌكا وكندا والسوٌد‪.‬استؽرقت عملٌة‬
‫بنابه ثالث سنوات بتكلفة إجمالٌة تم ذكرها سابقا تفوق بكثٌر ما تم انجازه على أرض الواقع‪.‬‬
‫المعمل فً مرحلة االنتاج‬

‫المعمل فً هذا األسبوع وهو ٌتعرض للتخرٌب‬

‫٘زا اٌّؼًّ ‪٠‬شًّ ػذح ‪ٚ‬ؽذاد ‪:‬‬


‫‪ٚ‬ؽذح اٌغؾك ‪.‬‬

‫قبل السحق ٌبلل المعدن لجعله قابال للسحق ‪ ،‬وتتم عملٌة السحق بواسطة مسحق ذاتً ‪ ،‬وعند خروج المواد المعدنٌة‬
‫من السحق فً شكل حبٌبات ٌكون قطر كل واحدة منها أقل من ‪ 59‬مٌكرونا وهو العٌار الضروري لصنع الكرٌات فً‬
‫أفضل الظروؾ‪ .‬أما المواد المعدنٌة التً ٌتجاوز قطرها ‪ 59‬مٌلٌمترا فإنها ترسل إلى مسحق فً طلمات حلقة مؽلقة‬
‫من فبة ‪ 59‬سٌكلونا ‪.‬‬
‫‪ٚ‬ؽذح اٌزؼ‪ٚ ُ٠ٛ‬اٌفصً اٌّغٕبط‪١‬غ‪. ٟ‬‬
‫رشِ‪ ٟ‬ػٍّ‪١‬خ اٌزؼ‪ ،ُ٠ٛ‬ئٌ‪ ٝ‬رط‪١ٙ‬ش اٌؾذ‪٠‬ذ ف‪ ٟ‬ؽ‪ ٓ١‬رط‪ٙ‬شٖ ػٍّ‪١‬خ اٌفصً اٌّغٕبط‪١‬غ‪ ِٓ ٟ‬اٌؾغبسح اٌؼم‪ّ١‬خ ‪ .‬أِب اٌّ‪ٛ‬اد‬
‫اٌّؼذٔ‪١‬خ اٌز‪ ٟ‬رؾز‪ ٞٛ‬ػٍ‪ ٝ‬اٌىجش‪٠‬ذ ‪ ،‬فأ‪ٙ‬ب رشعً ِٓ خال‪٠‬ب ئٌ‪ ٝ‬آٌخ ِزخٕخ ‪ ،‬رجؼض‪ٙ‬ب ثذ‪ٚ‬س٘ب ئٌ‪ ٝ‬عٍغٍخ ِٓ خال‪٠‬ب‬
‫اٌزؼ‪ ، ُ٠ٛ‬ؽ‪١‬ش ‪٠‬زُ اعزخشاط وً ِب ف‪ٙ١‬ب ِٓ وجش‪٠‬ذ اٌؾذ‪٠‬ذ ‪.‬‬
‫‪ٚ‬ؽذح اٌفشص ‪ٚ‬اٌزى‪٠ٛ‬ش‬
‫‪٠‬فشص اٌّؼذْ ث‪ٛ‬اعطخ ثطبس‪٠‬بد رزأٌف ِٓ ‪ِ 4‬صفبد راد أعط‪ٛ‬أبد ‪ٚ ،‬ثؼذ رٌه ‪ّ٠‬ضط ثبٌجبٔز‪١ٔٛ‬ذ ‪ %0.0‬ثفضً‬
‫ع‪ٙ‬بص ػغٓ ‪٠‬ؼًّ ثص‪ٛ‬سح آٌ‪١‬خ ‪ :‬صُ ‪٠‬ذخً ٘زا اٌّض‪٠‬ظ ف‪ ٟ‬طجالد رزى‪ ْٛ‬ف‪ٙ١‬ب وش‪٠‬بد خضشاء ‪٠‬زشا‪ٚ‬ػ لطش اٌ‪ٛ‬اؽذح ِٕ‪ٙ‬ب‬
‫ِب ث‪ 9 ٓ١‬أ‪ّ١ٍِ10 ٚ‬زشاد‪.‬‬

‫فشْ طجخ اٌىش‪٠‬بد ‪.‬‬

‫ٌتؤلؾ المعمل من فرنٌن عمودٌٌن ٌتم تموٌن كل واحد منهما بجهاز ٌتكون من موكبٌن أفقٌٌن بمكنان من تموٌن الفرن‬
‫بكٌفٌة منمتظمة ‪ ،‬تبلػ درجة حرارة النار التً تطبخ الكرٌات الخضراء ‪1200‬درجة ٌتؽٌر معها نظامها البلوري‬
‫فتتصلب على أثر ذلك‪ .‬ثم تشحن الكرٌات فً قاطرة لتحمل إلى مٌناء ملٌلٌة ‪.‬‬

‫معمل البنتونيت ‪.‬‬

‫ششػذ اٌششوخ ف‪ ٟ‬اعزغالي اٌجبٔز‪١ٔٛ‬ذ ف‪ ٟ‬اٌّمٍغ اٌّىش‪ٛ‬ف ‪ٕ٠ٚ :‬مً ِٓ ٕ٘ب ئٌ‪ِ ٝ‬ؼًّ خبص ثٗ ‪ٛ٠‬عذ ػٍ‪ِ ٝ‬غبفخ‬
‫‪ 01‬و‪ٍِٛ١‬زش ِٓ اٌّمٍغ ‪ٚ‬ػٍ‪ِ ٝ‬مشثخ ِٓ ِؼبًِ رؾ‪ ً٠ٛ‬اٌّؼذْ ئٌ‪ ٝ‬وش‪٠‬بد ‪.‬‬
‫ف‪ ٟ‬اٌّؼًّ ‪٠‬غؾك ِؼذْ اٌجبٔز‪١ٔٛ‬ذ ف‪١‬صجؼ ف‪ ٟ‬شىً رساد ال رزغب‪ٚ‬ص ‪ِ 89‬ىش‪ٔٚ‬بد ‪٠ٚ‬ؼشض ٌٍزغف‪١‬ف ؽز‪ ٝ‬ال ‪٠‬جك‬
‫ف‪ ٗ١‬أوضش ِٓ ‪ ِٓ %1‬اٌشط‪ٛ‬ثخ ‪٠ٚ‬غبق ثؼذ رٌه ف‪ِ ٟ‬غبس‪ ٞ‬رّ‪ ٓ٠ٛ‬ع‪ٙ‬بص صٕغ اٌىش‪٠‬بد‪.‬‬

‫رغذ‪٠‬ذ اٌغىخ ‪ٚ‬اٌمبطشاد‪.‬‬

‫عمدت الشركة إلى شراء قاطرتٌن جدٌدتٌن من نوع دٌٌزل و‪ 88‬عربة صممت خصٌصا لشحن معدن الحدٌد ‪ .‬كان‬
‫المنظر رابعا ونحن نرى القطار بعرباته ٌحمل أطنانا من الحدٌد فً اتجاه ملٌلٌة لتسوٌقها إلى أوروبا‪.‬‬

‫اٌّ‪ٛ‬اسد اٌجشش‪٠‬خ ‪:‬‬


‫اٌّ‪ٕٙ‬ذع‪50……………………………………………………ْٛ‬‬
‫األطش اإلداس‪٠‬خ…………………………………………………‪80.‬‬
‫األطش اٌزمٕ‪١‬خ…………………………………………………‪851..‬‬
‫اٌؼّبي………………………………………………………‪000.‬‬

‫اٌىزٍخ األعش‪٠‬خ‪:‬‬
‫‪ 85999999‬دسُ٘‬
‫ر‪١ٙ‬ئ االعزغالي اٌجبطٕ‪.ٟ‬‬

‫عملت شركة سٌؾ الرٌؾ على البحث إلٌجاد مناجم باطنٌة تستطٌع تموٌن معامل التكرٌر بالمعدن الخام انطالقا من سنة‬
‫‪ . 8018‬وتم تكلٌؾ شركة واٌل الكندٌة بذلك حٌث استطاعت حفر ببرٌن ٌبلػ عمق أهمهما ‪599‬م وٌبلػ قطرها‬
‫‪ 1.0‬متر أما طرٌقة استؽالل التً وقع علٌها االختٌار فإنها تسمى ‪sub level stopping‬‬
‫٘زاْ إٌّغّبْ اٌضخّبْ ؽفشر‪ّٙ‬ب ع‪ٛ‬اػذ ػّبي ع‪١‬ف اٌش‪٠‬ف ثّذاخٍ‪ّٙ‬ب ‪ِٚ‬خبسع‪ّٙ‬ب ‪ِٚ‬غب ٌى‪ّٙ‬ب اٌذاخٍ‪١‬خ ‪٠‬ؼّك‬
‫‪ٚ َ599‬اِزذاد أفم‪٠ ٟ‬جٍغ ِئبد األِطبس‪ٚ .‬رُ رغ‪١ٙ‬ضّ٘ب ثىً ا‪٢‬الد اٌضش‪ٚ‬س‪٠‬خ العزخشاط اٌّؼبدْ ‪ٚ‬شؾٕ‪ٙ‬ب ئٌ‪ِ ٝ‬ؼًّ‬
‫اٌزىش‪٠‬ش اٌمش‪٠‬ت ِٕ‪ّٙ‬ب ‪ .‬غ‪١‬ش أْ ئداسح اٌششوخ فشٍذ ف‪ ٟ‬رٌه ‪ٚ‬ػٍّذ ػٍ‪ ٝ‬طّظ ِؼبٌُ ٘ز‪ ٓ٠‬إٌّغّ‪ ٓ١‬اٌز‪ ٓ٠‬وٍفب‬
‫اٌذ‪ٌٚ‬خ اٌّغشث‪١‬خ ِال‪ ٓ١٠‬ػذ‪٠‬ذح ‪ِٚ ،‬ب ‪٠‬إعف ٌٗ أْ ا‪٢‬الد اٌز‪ ٟ‬رُ ششاء٘ب ثم‪١‬ذ داخً اٌّؼًّ ثؼذ أْ غّشر‪ٙ‬ب اٌّ‪١‬بٖ‪.‬‬
‫‪ٚ‬أْ إٌّغّ‪٠ ٌُ ٓ١‬غزخشط ِٕ‪ّٙ‬ب أ‪ ٞ‬ش‪ٟ‬ء لجً ‪ ٚ‬ثؼذ ئرالف ِؼًّ رى‪٠ٛ‬ش اٌؾذ‪٠‬ذ ػٍ‪ ٝ‬غشاس إٌّغُ اٌغبثك اٌز‪ ٞ‬رُ‬
‫ر‪١ٙ‬ئٗ ث‪ٛ‬وغبْ ‪٠ٚ‬غّ‪ِٕ ٝ‬غُ اٌز‪ٙ‬ئ ‪ .‬ػٍّب ثأْ اٌذساعبد اٌغ‪ٌٛٛ١‬عجخ اٌغبثمخ ‪ٚ‬اٌالؽمخ أوذد ِشاسا ػٍ‪ٚ ٝ‬ع‪ٛ‬د‬
‫ِال‪ ٓ١٠‬األطٕبْ ِذح اعزغالٌ‪ٙ‬ب رف‪ٛ‬ق ‪ 09‬عٕخ ‪ .‬فى‪١‬ف اٌ‪ٌٍ َٛ١‬غٓ اٌزؾم‪١‬ك اٌمبدِخ ِٓ ِىزت األثؾبس اٌّؼذٔ‪١‬خ أْ‬
‫رؾىُ ثٕفبر اٌّؼبدْ ف‪ ٟ‬إٌّطمخ؟‪ٚ .‬ئْ وبْ صؾ‪١‬ؾب ف‪٠ ًٙ‬ؾك ٌٍذ‪ٌٚ‬خ اٌّغشث‪١‬خ أْ رٕفك وً ٘زٖ اٌّال‪١٠‬ش العزغالي‬
‫ِٕغُ ٌّذح ال رزؼذ‪ ٜ‬ثضؼخ عٕ‪ٛ‬اد ؟‪ ،‬ػٍّب ثأْ ٔفظ اٌّىزت ٘‪ ٛ‬اٌز‪ ٞ‬لذَ اٌذساعبد اٌغبثمخ العزشعبع إٌّغُ‬
‫‪ٚ‬ئٔشبء وً ٘زٖ اٌّشوجبد اٌصٕبػ‪١‬خ ‪.‬أعئٍخ ر‪ٛ‬ضغ ث‪ ٓ١‬أ‪٠‬ذ‪ ٞ‬اٌمشاء ‪ٌٚ‬ىً اٌؾك ف‪ ٟ‬رمذ‪ ُ٠‬ئعبثبرٗ‪.‬‬

‫قبل أن نتطرق إلى مرحلة التخرٌب أخصص الحلقة القادمة إلى المكتسبات االجتماعٌة والتربوٌة والرٌاضٌة التً‬
‫عاشتها المنطقة خاصة فً المجال الصحً وكرة القدم والدراسة والترفٌه‪.‬‬

‫سٌؾ الرٌؾ من التخصٌب إلى التخرٌب‬


‫الحلقة الخامسة‬

‫المكتسبات الصحٌة والثقافٌة والتربوٌة والرٌاضٌة‪.‬‬

‫بقلم األستاذ ‪ :‬حسن نبٌل‬

‫إثنان ال ٌختلفان حول المكانة التً حضت بها قرٌة وكسان على مستوى البنٌات االجتماعٌة والثقافٌة والرٌاضٌة ‪ .‬هً‬
‫أول قرٌة فً األقلٌم أنارت الكهرباء بٌوتها وسقت المٌاه مداشٌرها ‪ ،‬وعطر مسك اللٌل فضاءها ‪ ،‬كانت مقصدا لمحبً‬
‫الطبٌعة وهواة الرٌاضة والقنص ‪ .‬قرٌة نموذجٌة تإثث صفحات المجد التً عاشتها المنطقة ‪ .‬لحظات االنتشاء كثٌرة‬
‫عشناها ونحن صؽار ‪ ،‬نتعلم ‪ ،‬ونقرأ ‪ ،‬ونعمل ونداعب الكرة بمرونة كبٌرة كنا نحلم ونحن أبرٌاء ‪ ،‬كبر حلمنا حتى جاء‬
‫المحسنون أبناء الوطن ‪ ،‬فخانوا الوطن ‪ ،‬ودمروا الوطن ‪ ،‬ونهبوا القرٌة وباعوها فً سوق النخاسة متنكرٌن للوطن‪.‬‬
‫هذه الحلقة ستخصص لمجموعة من المكتسبات منذ مجًء األسبان إلى نهاٌة النهاٌة وسؤبدأ مركزا على أهم‬
‫المإسسات التً لعبت دورا كبٌرا فً تعلٌم اإلنسان وتثقٌفه وتكوٌنه‪.‬‬

‫المجال الصحً‪.‬‬
‫هذا هو أول مقر ألول طبٌب إسبانً عٌن بمنطقة بنً بوٌفرور وهو ‪ victor ruis albanez‬هذا المقر الذي‬
‫سٌتخذ إدارة مركزٌة للشركة االسبانٌة لمناجم الرٌؾ بوكسان وما زالت البناٌة قابمة إلى ٌومنا هذا‪.‬‬
‫كانت مهمة الطبٌب صعبة للؽاٌة ‪ ،‬حٌث كلؾ بعالج جرحى الحرب إضافة إلى أهالً المنطقة ‪ ،‬ثم بعد ذلك العمال األوابل‬
‫الوافدون على الشركة لجمع الحدٌد‪ٌ .‬قول فً مذكراته بؤن األهالً لم ٌكونوا فً حاجة إلى طبٌب ‪ ،‬فدواءهم شًء من‬
‫األعشاب وفنجان إدام الدجاج البلدي ‪.‬‬
‫ثم بعد ذلك قامت الشركة ببناء مستوصفٌن‪ ،‬األول خاص بعالج عابالت العمال ‪ ،‬وٌشتؽل فٌه طبٌب ومجموعة من‬
‫الممرضٌن والممرضات ‪ .‬والثانً له طبٌعة استعجالٌه ٌتكلؾ بجرحى العمل الٌومً داخل المناجم‪ .‬وبعد االستقالل دخلت‬
‫شركة سٌؾ الرٌؾ فً شراكة مع المستشفى اإلقلٌمً بموجبها أصبح المستشفى ٌستقبل العمال وعابالتهم وتقوم‬
‫الشركة بدفع مستحقات العالج‪ .‬ثم جعلت رهن إشارة العمال صٌدلٌة تقوم ببٌع جمٌع األدوٌة بؤثمنة مدعمة من نفس‬
‫الشركة‪.‬‬
‫المجال الثقافً‬
‫كان اإلسبان حرٌصٌن على التنشٌط والتثقٌؾ ‪ ،‬مع بداٌة تواجدهم بالمنطقة عملوا على إدخال السٌنما إلى البلدة‬
‫معتمدٌن على وضع شاشات ضخمة فً ملعب كرة القدم أو قرب الكنٌسة ‪ ،‬وقاموا بعرض مجموعة من األفالم الهندٌة‬
‫واألمرٌكٌة ‪ ،‬إضافة إلى بعض األنشطة التً كان ٌقومون بها فً المناسبات الدٌنٌة المسٌحٌة ‪ .‬مع جلب أشهر المؽنٌٌن‬
‫فً تلك الفترة‪.‬‬
‫مع استرجاع المؽرب للشركة تؽٌر وجه التنشٌط والتثقٌؾ فؤصبح وطنٌا ‪ ،‬وظهر جلٌا فً مناسبات عٌد العرش بمختلؾ‬
‫أنشطته والكل ٌتذكر فرقة البدوي للمسرح التً كان تقوم بؤنشطتها للعمال وأبنابهم ‪.‬‬
‫وال ٌمكن المرور دون ذكر رسام سٌؾ الرٌؾ الذي أرخ للمنطقة بؤنامله المبدعة ورٌشته الساحرة إنه الرسام المبدع‬
‫عجور احمد من موالٌد ‪ 8000‬بمنطقة لعسارة الؽنٌة بمعدن الحدٌد‪ :‬فلنشاهد هذه اللوحات التً تإرخ للمنطقة ‪.‬‬
‫صورة لمقلع الحدٌد‬

‫وسؤترككم فً هذا الشرٌط مع الفنان المبدع فً رحلة فنٌة مع لوحاته‪.‬‬

‫‪VIDEO : http://www.dailymotion.com/video/x8q0v9_sifrif-nador_creation‬‬

‫المجال التربوي‬
‫وضعت الشركة االسبانٌة لمناجم الرٌؾ مجموعة من المدارس رهن إشارة أبناء العمال ‪ ،‬ومن أشهر هذه المدارس‬
‫مدرسة عمر بن عبد العزٌز‪ ،‬كان النظام التربوي فً البداٌة نظاما إسبانٌا واعتبرت المدرسة رافدا من روافد الكولٌج‬
‫االسبانً ‪ lopez de vega‬الموجود بالناظور ‪ ،‬وقد خصصت الشركة حافلة لنقل التالمٌذ ذهابا وإٌابا إلٌها‪.‬‬

‫بعد االستقالل أصبحت هذه المدرسة مجموعة تابعة للنظام التربوي المؽربً ‪ ،‬بفروعها فً كل من إلحٌانا وإبوعلوتن‬
‫وإحبوشتن ‪ ،‬هذه المدرسة ستنتج العدٌد من األطر على مستوى عال جدا فً جمٌع التخصصات ‪ ،‬وقد ساهمت كثٌرا فً‬
‫تهذٌب سلوك أبناء المنطقة بمعٌة المإسسات الرٌاضٌة والترفٌهٌة بالمنطقة‪.‬‬
‫مركز التكوٌن المهنً‬
‫عندما شعر االسبان باقتراب أجل تواجدهم بالمنطقة ‪ ،‬فكروا فً بناء مركز للتكوٌن المهنً ‪ :‬لتؤهٌل أبناء العمال‬
‫وإشراكهم فً تسٌٌر المنجم مستقبال ‪ ،‬وقد تحقق الحلم ببناء هذا الصرح الذي ٌبلػ طوله ‪ 899‬متر وعرضه ‪09‬‬
‫مترا ‪ ،‬شامال جمٌع التخصصات التً كانت الشركة فً حاجة إلٌها‪:‬‬
‫المٌكانٌك‪ ،‬الكهرباء‪،‬الدرفلة ‪،‬الحدادة ‪ ،‬النجارة ‪ ،‬البناء ‪ ،‬السباكة…‪ ..‬هذه الثروة التقنٌة والمهنٌة ستلعب دورا كبٌرا‬
‫فً إنجاح عملٌة اإلنتاج التً ستستمر سنوات عدٌدة حتى حلول فٌروسات التخرٌب التً أجهزت عن كل الثروات‬
‫المادٌة والبشرٌة‪.‬‬

‫مشهدان لطرٌقة التؤطٌر المهنً االسبانً بهذا المركز الذي أنتج العدٌد من المهرة فً جمٌع التخصصات‬

‫الرٌاضة و كرة القدم‬


‫عمل االسبان على تشٌٌد ملعبٌن لكرة القدم ‪ ،‬األول بوكسان والثانً بسٌطوالزار‬
‫إضافة إلى ملعب لكرة المضرب‪. .‬بدأت األنشطة الرٌاضٌة مبكرا فبعد كرة القدم كانت تنظم بطولة محلٌة للعدو ٌتبارى‬
‫فٌها االسبان و األمازٌػ فً مختلؾ المسافات ؼٌر أن هذه البطولة كان لها طابع موسمً ٌقترن باألسبوع المقدس أو‬
‫والدة المسٌح‪ .‬كما عرفت رٌاضة المالكمة بروز مالكم من منطقة لعسارة الذي استطاع أن ٌهزم العدٌد من المالكمٌن‬
‫االسبان كما تظهر الصورة‬

‫كرة القدم‬
‫كرة القدم أو معشوقة الجماهٌر ‪ ،‬بدأت مبكرا بإنشاء أول فرٌق إسبانً بوكسان قبل االستقالل ‪ ،‬كان األهالً ٌكتفون‬
‫بالفرجة التً كان ٌقدمها هذا الفرٌق العتٌق الذي كان ٌظم العبا واحدا أمازٌؽٌا‬

‫أول فرٌق إسبانً بالمنطقة‬


‫أول العب أمازٌؽً فً فرٌق إسبانً المرحوم الحمرونً المختار‬

‫أخذ األسبان فً تعلٌم شباب وكسان المبادئ األولٌة للعبة كرة القدم ‪ ،‬من خالل استقطاب ثلة من الالعبٌن الذٌن‬
‫ٌمتلكون مواهب اللعبة ‪ ،‬فبرزت مجموعة من أبناء البلدة ‪ :‬وهذه الصورة تإرخ للفوج األول من هإالء‪ :‬دودو ‪ ،‬مولود‬
‫‪ ،‬المختار‬

‫مع تؤمٌم الشركة تطورت هذه اللعبة ‪ ،‬وأصبحت وكسان تمتلك فرٌقا فً القسم الوطنً الثالث بضم مجموعة من‬
‫الالعبٌن من وكسان وسٌطوالزار‪،‬كما أرؼمت الشركة جمٌع العمال لالنخراط فً فرقة كرة القدم باشتراك بقٌمة ‪81‬‬
‫درهم لتؽطٌة مصارٌؾ السفر واللباس ومستلزمات خوض بطولة جهوٌة بمشاركة الجٌل الذهبً لكرة القدم باإلقلٌم‬
‫هالل الناظور ‪ ،‬فتح الناظور ‪ ،‬شباب الحسٌمة ‪ ،‬االتحاد االسالمً الوجدي ‪ ،‬االتحاد الرٌاضً الوجدي ‪ ،‬إتحاد أحفٌر‪،‬‬
‫شباب تورٌرت نهضة جرادة شباب الرٌؾ الحسٌمً ‪ ،‬صحة الحسٌمة‪..‬‬
‫هذه البطولة جعلت بلدة وكسان قبلة لجمٌع هواة كرة القدم ‪ :‬حٌث كانت البلدة تستقبل أفواجا من المتفرجٌن لمشاهدة‬
‫جٌل من الالعبٌن ‪ ،‬وهذه صورة تإرخ لفرٌق نهاٌة السبعٌنات‪.‬‬
‫اتحاد وكسان ‪ 8‬فتح الناظور ‪9‬‬

‫اتحاد وكسان ‪ 8‬هالل الناظور ‪0‬‬

‫هذه األنشطة الرٌاضٌة والثقافٌة و مجموعة من المإسسات ‪ ،‬ملعب كرة القدم ‪ ،‬نادي رٌاضً ‪ ،‬نادي ثقافً ‪ ،‬روض‬
‫لألطفال‪ ،‬مدارس ‪ ،‬نقل مدرسً …‪..‬ساهمت كثٌرا فً تهذٌب سلوك األهالً فانتفت الجرٌمة نهابٌا من البلدة ‪،‬‬
‫واستقرت األسر وتعززت أواصرها حتى أصبح الطالق ظاهرة شاذة فً الوسط ‪ ،‬إن لم أقل منعدمة ‪ ،‬هذه الوضعٌة‬
‫االجتماعٌة أثمرت ثمارا طٌبة مهندسون ‪ ،‬أطباء ‪ ،‬فقهاء فً‬
‫القانون ‪ ،‬أساتذة تقنٌون …‪ .‬صالوا وجالوا فً الجامعات والمعاهد من النازا إلى أكسفورد مرورا بالسربون وجامعة‬
‫محمد الخامس ثم محمد األول ……‪ .‬فً هذه اللحظات كانت هناك أٌادي أثٌمة من أبناء اإلقلٌم ٌإطرها حاقدون على‬
‫اإلقلٌم من اإلدارة المركزٌة للشركة ‪ٌ،‬تربصون بها حتى انقضوا علٌها كالكالب الضالة ‪ ،‬فكان حق العمال وأبنابهم كحق‬
‫األٌتام على مابدة اللبام‪.‬‬
‫نزوال عند رؼبة القراء الكرام اخترت شاهدا عن المرحلة من أبناء وكسان العبا للكرة ومدربا للفرٌق وشاهدا على‬
‫التخرٌب الالعب األنٌق عٌشً أحمد الملقب بدودو‬
‫صورة أخذت له فً السٌتنات‬

‫حاورته فكان الحوار نبشا فً الذاكرة استحضر لحظات االنتشاء وتؤلم للحظات االنتكاس ‪ ،‬انتقٌت من حواره لحظات‬
‫رٌاضبة ما زالت منقوشة فً ذاكرته كالنقش على الحجر‪ ،‬و قبل أن أترككم لالستماع أعد قراء أرٌفٌنو الكرام بؤن‬
‫عنوان الحلقة السادسة هو< بداٌة النهاٌة>‬

‫‪VIDEO : http://www.dailymotion.com/video/x8q0u5_sifrif-nador_creation‬‬

‫سٌؾ الرٌؾ من التخصٌب إلى التخرٌب‬


‫الحلقة السادسة‬

‫ثذا‪٠‬خ إٌ‪ٙ‬ب‪٠‬خ‬

‫بقلم األستاذ ‪ :‬حسن نبٌل‬

‫عندما ؼادر األسبان وكسان تركوا وراءهم عدة مإسسات ضخمة جاهزة لإلنتاج‪ ،‬وكان المؽرب قد استرجعها بعد أن‬
‫دفع مقابل ذلك ‪89918199999‬درهم ‪ .‬وبعد أن استبشر األهالً خٌرا بقدوم إدارة جدٌدة من أبناء الوطن‬
‫مدججة بترسانة من المشارٌع جعلت المؽرب ٌقوم بضخ ‪ 19‬ملٌار سنتم لبناء معمل التكوٌر وتجهٌز منجمٌن ضخمٌن‬
‫‪ ،‬كانت بداٌة النهاٌة ‪ ،‬وظهرت مالمح السقوط عندما أسندت األمور إلى ؼٌر أهلها‪ .‬فتهافت الجمٌع على النهب والسرقة‬
‫فً ؼٌاب تام لمراقبة صارمة‪ ،‬ومن هنا بدأ التفكٌر فً مؤسسة التخرٌب بإصدار قرارات من إدارة مكتب األبحاث ‪،‬‬
‫وتكوٌن عصابة من أبناء هذا اإلقلٌم ٌنفذون أوامر أسٌادهم ففوتوا فرصة تنمٌة مستدامة على إقلٌم الرٌؾ وحرموا‬
‫أبناء هذا اإلقلٌم من فرص شؽل تعد باآلالؾ‪.‬‬

‫الخوض فً سٌنارٌو النهب والسرقة بكل صؽٌرة وكبٌرة ‪ ،‬قد ٌصٌب اإلنسان بالقًء والؽثٌان علما بؤن ما خفً أعظم‪.‬‬
‫وسؤحاول فً هذه الحلقة تسلٌط الضوء على بعض السلوكات الشاذة التً بدأت تطفو على السطح ‪ ،‬وأصبحت شركة‬
‫سٌؾ الرٌؾ مسرحا لها ‪ .‬وٌمكن إجمالها فً ‪:‬‬

‫* تعٌٌن مدراء لتسٌٌر شؤن الشركة ٌنعدم لدٌهم الوازع الوطنً ‪ ،‬وتجلى ذلك من خالل ال مباالتهم بما لحق الشركة من‬
‫أضرار متتالٌة وقفوا عاجزٌن على تداركها ‪ ،‬بل زادوا فً الطٌن بلة عندما ألحقوا عابالتهم بالشركة بدون شواهد‬
‫معرفٌة وال مهنٌة ‪ ،‬وأخذوا ٌتقاضون أجورا تفوق أجور التقنٌٌن والتفنٌٌن المتخصصٌن‪.‬‬
‫* صراع محموم بٌن المهندسٌن المؽاربة ذوي التكوٌن الفرنسً والمهندسٌن المؽاربة ذوي التكوٌن اإلسبانً استصؽار‬
‫متبادل ‪ ،‬سب وشتم إهانة ونٌل من كرامة ٌعضهم البعض‪ ،‬هذا الصراع اثر سلبا على التقنٌٌن والتقنٌٌن المتخصصٌن‬
‫وجعل معظم األطر اإلسبانٌة تؽادر الشركة‪.‬‬
‫* سخاء كبٌر فً توزٌع التعوٌضات على من ال ٌؽادر مكتب اإلدارة وشح على العمال الذٌن ٌقضون معظم أوقاتهم فً‬
‫المناجم أو أوراش المٌكانٌك ‪ ،‬مع بروز ظاهرة تسخٌر سٌارارات الشركة ألؼراض شخصٌة كإٌصال األبناء إلى‬
‫المدارس أو الزوجات إلى ملٌلٌة قصد التنزه أو الحالقة‪.‬‬
‫* تضخٌم فً الفاتورات وبونات الوقود وسرقة لقطع الؽٌار وإجهاز على ممتلكات الشركة المنزلٌة مع توظٌؾ العمال‬
‫فً اؼراض شخصٌة أو منزلٌة ‪ ،‬وبدأت تشحن شاحنات مملوءة باألثاث تؽادر فً اتجاه أقالٌم أهالً المسبولٌن‪.‬‬
‫* مضاٌقة مجموعة من األطر الوطنٌة التً لها ؼٌرة على الوطن واإلقلٌم وذلك بإصدار عقوبات فً حقها بتنقٌلها‬
‫أوتوقٌفها أوتشجٌعها على مؽادرة الوطن‪.‬‬
‫* إقدام مدٌر الشركة على خلق مإسسة باسم صهره قصد ابتالع ممتلكات الشركة وسماها <برٌكانسا > ووضع على‬
‫رأسها مهندسا أجنبٌا بؤجرة شهرٌة مبالػ فٌها قصد إؼرابه لتوقٌع الفاتورات رؼم كون معظم المواد المطلوبة لٌست‬
‫شركة سٌؾ الرٌؾ بحاجة إلٌها‪.‬‬
‫* إقامة لٌال حمراء ماجنة بالخمور المعتقة والنساء على شرؾ األسٌاد ـ اللجن الوافدة من اإلدارة المركزٌة ـ‪ ،‬وشحن‬
‫سٌاراتهم بالهداٌا الثمٌنة قصد تقدٌم تقارٌر مضلة لوزارة المعادن‪.‬‬
‫* صرؾ مٌزانٌات ضخمة على إقامات البعض بترمٌمها أو إعادة هٌكلتها بإحداث مسابح وأضواء ملونة وعشب‬
‫أخضر‪ ،‬علما بؤن هإالء لقبوا بـ ‪ los campisinos‬أعراب بدون حس وطنً لم ٌؤلفوا ذلك بل جاءوا إلى الشركة‬
‫حاملٌن أمتعتهم فً أكٌاس من البالستٌك‪.‬فوجدوا أنفسهم فً فٌالت وتجهٌزات لم ٌحلموا بها أبدا‪.‬‬
‫* البحث عن فضاءات لتمرٌر صفقات مشبوهة قصد صرؾ أموال الشركة وسرقنها فاستصدرت الشركة قرارا بإصالح‬
‫إقامة ‪ san jeronimo‬التً انفق فً إصالحها مٌزانٌة ضخمة تفوق بكثٌر ما أنجز فً الواقع‪ ,‬وٌذكر أن هذه‬
‫اإلقامة قد زارها ألفونسو الثالث عشرة وأصدر فٌها قرار توسٌع السكة الحدٌدٌة حٌث وصلت إلى تزطوطن مع الشروع‬
‫فً استؽالل المنجم ‪ ،‬مباشرة بعد إنهاء األشؽال ومرور بعض الشهور انقض علٌها المسٌرون فسرقوا السمٌن فٌها‬
‫رافعٌن أٌدٌهم علٌها تاركٌن الؽث لألهالً‪،‬وفً فترة وجٌزة أصبحت طلال مؽرٌا لمن ٌتقن البكاء على األطالل والصورة‬
‫تنطق بلسان حالها‪.‬‬

‫* اكتملت البهجة بقدوم وافد جدٌد ‪ ،‬نقابوي برصوي تم طرده من صندوق الضمان االجتماعً بتهمة اختالس أموال‬
‫الشركة المقدرة ‪ 011111790‬درهم وبملؾ آخر لالكراه حٌث ٌقدر المبلػ المختلس ‪18018710‬درهم‬
‫المسجل بالنٌابة العامة تحت رقم ‪ 10/018‬وهذان المبلؽان خصصتهما الشركة لصندوق الضمان االجتماعً لصالح‬
‫عمالها وفقا للقوانٌن الجاري بها العمل‪.‬والؽرٌب فً األمر أن هذا الشخص بمظلته النقابٌة وشهادته االبتدابٌة استطاع‬
‫أن ٌصبح ربٌسا للقسم االجتماعً واالقتصادي بالشركة ‪ .‬فعمل على تكوٌن لوبً خطٌر أتى على األخضر والٌابس‪ ،‬بدء‬
‫بتبطٌق<بطاقة النقابة> العمال رؼما عنهم وممارسة سادٌته على الرافضٌن فً االنخراط ‪ ،‬كما ساهم فً اختٌار الفوج‬
‫األول من المطرودٌن وهم المهرة الذٌن ساهموا فً بناء الشركة ‪ ،‬فكانت الضربة القاضٌة والسقوط النهابً ‪ ،‬ثم واصل‬
‫سادٌته بتنفٌذ مخطط التخرٌب النهابً ببٌع الشركة فً سوق الخردة ‪ ،‬فكانت النتٌجة حرمان اإلقلٌم من أضخم مشروع‬
‫تنموي وظهور شرذمة من األثرٌاء أحفاد بوحمرة كما لقبهم المهندس الٌوسفً رحمة هللا علٌه ‪.‬‬

‫الحلقة المقبلة ستخصص لحرب السكة الحدٌدٌة وٌكون عنوانها الٌوسفً آخر المقاومٌن‪.‬‬

‫منظر تخرٌب ورشة الكهرباء‬

‫منظر تخرٌب الطاحونة الضخمة لتكسٌر الحدٌد‬


‫منظر تخرٌب اكبر ورشة فً المؽرب للمٌكانٌك‬

‫سٌؾ الرٌؾ من التخصٌب إلى التخرٌب‬


‫الحلقة السابعة‬

‫محمد الٌوسفً وحرب السكة الحدٌدٌة‬

‫بقلم األستاذ ‪ :‬حسن نبٌل‬

‫محمد الٌوسفً من موالٌد الناظور ‪ 8051‬تمٌز بكفاءته العالٌة‬


‫وبؽٌرته الوطنٌة فً مواجهة التخرٌب الذي لحق شركة سٌؾ الرٌؾ ‪،‬‬
‫كفاءته ثمرة لدراسته فً المجال ‪ ،‬إذ بعد حصوله على شهادة‬
‫الباكالورٌا حصل على دٌبلوم مساعد فنً لألشؽال العمومٌة ثم دٌبلوم‬
‫هندسة المعادن ثم دٌبلوم هندسة اإللٌكترومٌكانٌك ‪ ,‬ثم التكوٌن‬
‫الصٌدلً ‪ ،‬وتراكمت تجربته عملٌا ‪ ،‬ففً ‪ 8088‬اشتؽل مهندس‬
‫ربٌس معمل معالجة المعادن بالشركة اإلسبانٌة لمناجم الرٌؾ فً‬
‫الناظور وفً سنة ‪ 8080‬مهندس أشؽال تهٌا االستؽالل الباطنً‬
‫بشركة استؽالل مناجم الرٌؾ سٌؾ الرٌؾ وفً سنة ‪ 8019‬مهندس‬
‫ربٌس معمل ؼسل المعادن والمعمل القٌادي الخاص بإجراء التجارب‬
‫بؤطالٌون وفً سنة ‪ 8010‬مهندس تركٌب آالت مصنع التكوٌر‬
‫بسٌؾ الرٌؾ وفً سنة ‪ 8018‬مهندس ربٌس المختبر ومراقب جودة إنتاج المعادن ‪ ،‬وبعد ثالثة سنوات اشتؽل‬
‫مهندس ربٌس النقل والشحن ثم فً ‪ 8015‬ربٌس قسم التموٌن‪.‬‬
‫خول له تكوٌنه وثقافته وكثافة تجربته أن ٌعرؾ أهمٌة مناجم الرٌؾ وما تزخر به من خبرات معدنٌة وأن ٌطلع على كل‬
‫التالعبات اإلدارٌة وؼٌر اإلدارٌة التً أدت إلى تخرٌب الشركة ‪ ،‬وأن ٌعرؾ األشخاص النافذٌن فً ذلك الفاقدٌن لكفاءة‬
‫فعلٌة ما عدا الرؼبة فً االؼتناء على حساب اقتصاد البالد …‪ .‬كل ذلك أمده بطاقة فابقة على مواجهة مؤسسة التخرٌب‬
‫المشكلة محلٌا والممتدة إلى المركز فواجه على ذلك كل أنواع التشهٌر واالعتداء واالحتٌال لتوقٌفه وطمس حقوقه‪.‬‬

‫حرب السكة الحدٌدٌة‬


‫كٌؾ بدأت حرب السكة الحدٌدٌة ؟ ما هً النواٌا الخفٌة التً حركت هذه الحرب ؟ وكٌؾ كانت المقاومة ؟ وما هً‬
‫النتابج؟‬
‫أسبلة ٌصعب اإلجابة عنها ‪ ،‬ؼٌر أن الوثابق التً تشكل جزء من أرشٌؾ سٌؾ الرٌؾ سواء المرمٌة فً مزابل وكسان‬
‫حٌث أتلؾ جزء منها ‪ ،‬أو التقارٌر المرفوعة إلى اإلدارة المركزٌة أو السلطات اإلقلٌمٌة ‪ ،‬إضافة إلى المقاالت التً‬
‫نشرتها الصحؾ الوطنٌة التقدمٌة ‪ ،‬كلها وثابق جعلتنً أرسم معالم جرٌمة فً حق أكبر مشروع تنموي بالمنطقة ‪.‬‬
‫دعنا نرحل إلى الوراء ‪ ،‬نرحل جمٌعا بفكرنا ومشاعرنا وأحاسٌسنا إلى فترة حالكة من تارٌخنا القرٌب ‪ ،‬إلى سنوات‬
‫العشرٌنات حٌث كانت البداٌة ‪ ،‬بداٌة استعمار دخل المنطقة مستؽال ناهبا إلى حدود الثمالة ‪ ،‬فكان لزاما علٌه أن ٌبحث‬
‫عن آلٌات استؽالل جٌدة ‪ ،‬وذلك بمد السكة الحدٌدٌة من ملٌلٌة إلى تخوم دابرة الرٌؾ ‪ ،‬ثم إلى جبل وكسان لتتسلق‬
‫السكة الجبل وتصل إلى المقلع رقم ‪ 89‬المتواجد على ارتفاع ٌبلػ ‪ 0999‬متر من سطح البحر مرورا بالخزان‬
‫المركزي ‪ san daniel‬المتواجد تحت المنحدر المقابل للعسارة ‪ .‬لم ٌكتؾ اإلسبان بهذا بل شرعوا فً مد سكة عبر‬
‫سمابنا بالعربات الطابرة‪ ،‬كان المنظر رابعا ٌوحً بمشهد من مشاهد البرامج الوثابقٌة للنقل عبر <الترامبٌات >كان‬
‫امتداده أكثر من ‪0‬كلمترات ٌبدأ من مرتفعات لعسارة وٌنتهً ب ‪ san juan‬بالقرب من زؼنؽن ‪.‬‬
‫لماذا كل هذا ألن اإلسبان عرفوا جٌدا بؤن السكة الحدٌدٌة هً المتنفس ‪ ،‬وهً الشراٌٌن ‪ ،‬وهً الروح حٌث االستؽالل‬
‫والنهب وحمل جبل وكسان لوضعه فً خزانات بلباو لٌضمن احتٌاطا مازال إلى ٌومنا هذا شاهدا على المرحلة ‪.‬‬
‫قد ٌقول البعض من قراء هذه الصفحات ‪ ،‬بؤن ما أقوله كذب وبانً أصبت بمس أو جنون ‪ ،‬وبؤنً أعتدي على الؽٌر ‪،‬‬
‫أقول ال هً حقٌقة ٌا أخً ‪ ،‬فانظر إلٌها بؤم عٌنٌك ‪ ،‬إلى قراء أرفٌنو الكرام ‪ ،‬وكما وعدتكم <ووعد الحر دٌن علٌه>‬
‫أقدم هذا المشهد الرابع عن وكسان وأبناء وكسان وفضاءات وكسان فً العشرٌنات‪.‬‬

‫‪VIDEO : http://www.dailymotion.com/video/x90g11_sif-rif-nador_news‬‬

‫بداٌة حرب قذرة‬


‫< المحسنون >وأصحاب النواٌا األثٌمة تنبهوا مبكرا أن االفتراس لن ٌتم إال بقطع الشراٌٌن الممتدة من بنً انصار إلى‬
‫خزانات سٌؾ الرٌؾ والمتكون من قاطرتٌن جدٌدتٌن من نوع دٌٌزال و‪ 89‬عربة مخصصة لنقل الحدٌد كلفت المؽرب‬
‫مٌزانٌة ضخمة ‪.‬‬

‫تكونت جبهتان األولى ٌتزعمها مدٌر الشركة فً الخفاء ونقابوٌون بورصوٌون فً الواجهة ‪ ،‬مدعم بشرذمة من تجار‬
‫الخراب < هإالء ستظهر علٌهم معالم الثراء الفاحش بسرعة كبٌرة > الجبهة الثانٌة تزعمها المهندس الٌوسفً مدعم‬
‫بثلة من المهندسٌن المؽاربة الؽٌورٌن على اإلقلٌم والعمال الذٌن أفنوا عمرهم فً خدمة الوطن‪.‬‬
‫كانت البداٌة باستصدار قرار بٌع نفاٌات الحدٌد المستعمل والذي ٌبلػ مبات األطنان بثمن أقل من ‪ 59‬سنتم كلػ وبدون‬
‫سمسرة علما بؤن لؽة المعامل واألوراش ال تقبل لؽة النفاٌة أو الفٌراي ألن كل شًء قابل لإلصالح واالشتؽال ‪،‬‬
‫والمفاجؤة أن المسبولٌن أعطوا الضوء األخضر لشحن أمالك الشركة فشحن كل نافع وؼٌر نافع ‪ ،‬حتى وصل بهم األمر‬
‫إلى اقتالع قضبان السكة الحدٌدٌة‪ ، ،‬الشًء الذي أثار حفٌظة الؽٌورٌن عن هذا الصرخ المؽتال فلنستمع إلى المرحوم‬
‫الٌوسفً رحمة هللا علٌه فً أحد تقارٌره للسلطات اإلقلٌمٌة ‪ ..……< :‬لم أستطع شخصٌا تحمل ذلك فالشركة ساهمنا‬
‫جمٌعا فً وجودها والمناجم لها تارٌخها العمٌق ولها قدرة خاصة على اإلسهام فً االقتصاد الوطنً ‪ ،‬ناهٌك عن‬
‫اعتبارها مصدر رزق آلالؾ األسر ‪ ،‬لذلك دخلت فً تفاوض مع المشترٌن وكان ردهم إنهم ال ٌشحنون إال ما أمروا‬
‫بشحنه ‪ ،‬أفهمتهم أن هذا الخط الرابط بٌن المنجم والمٌناء هو قلب الشركة ‪ ،‬هو رزق حوالً ‪ 8899‬أسرة ‪ ،‬ؼٌر‬
‫أنهم حاولوا إقناعً باألمر الواقع وبؤن األمر جاء من فوق ‪ ،‬ثم حاولوا إرشابً دون جدوى ‪ ،‬فدخلنا فً اصطدام ‪ ،‬هم‬
‫ٌشحنون وأنا وفرٌقً فً العمل نفرغ الشاحنات ثم تقدمت بإشعار لدى المسبولٌن اإلدارٌٌن فلم ٌبالوا بل ألصقوا بً‬
‫عدة تهم ……‪>.‬‬
‫رؼم المقاومة الشرسة التً أبداها هذا الفرٌق الؽٌور ‪ ،‬فإن شرذمة التخرٌب استطاعت أن تشحن الكثٌر من اآلالت‬
‫والمعدات ومحركات جدٌدة من أمكنة أخرى داخل الشركة دون االحتكام إلى المٌزان وال إلى األرقام ‪ ،‬وذلك بمعاضدة‬
‫المسبولٌن ‪.‬‬
‫لم ٌكتؾ هإالء بالشحن فقط بل شحنوا تقارٌر إلى اإلدارة المركزٌة تتهم فٌها هذا المهندس الوطنً الؽٌور على إقلٌمه‬
‫ووطنه ‪ ،‬فاتهموه بالمس والتخرٌب والخبول …‪ .‬أدت إلى إبعاده كالمعتاد عن الشركة لمرحلة قصد إخالء الجو و‬
‫استتمام التخرٌب‪.‬‬
‫نتٌجة لهذا السلوك المشٌن احتج العمال بشدة وكتبت عدة عرابض من طرؾ العمال ومستخدمً سٌؾ الرٌؾ تستنكر‬
‫وتطلب من الدوابر المسبولة الضرب على أٌدي المخربٌن ‪:‬‬

‫نموذج لعرٌضة عمالٌة وقعت من طرؾ أكثر من ‪ 199‬عامل وإطار‬


‫هذه العرابض جعلت وزٌر الطاقة والمعادن ٌقوم بتوقٌؾ المدٌر العام للشركة ‪ ،‬وتحوٌل المهندس المناضل إلى الرباط‬
‫مع تعٌٌن مدٌر جدٌد وهو السٌد المؽراوي لحبٌب الذي لعب دورا كبٌرا فً بعث الشركة من جدٌد وإرجاع المهندس‬
‫الٌوسفً إلى مكانه األصلً كربٌس لقسم التموٌن للثقة الموضوعة فٌه ‪ ،‬ؼٌر أن حكومة جدٌدة نصبت فتوقؾ التحقٌق‬
‫مع المتورطٌن بل أعاد الوزٌر الجدٌد الدٌر الموقوؾ وعادت حلٌمة إلى عادتها القدٌمة ‪ ،‬فتمؤسس التخرٌب حتى وصل‬
‫الحقد على المنطقة إلى بٌع المنجم فً سوق الخردة ‪ ،‬تواصلت اشؽال اقتالع السكة وإتالؾ المحطات فكانت الضربة‬
‫القاضٌة لحلم منطقة بؤكملها ‪ ،‬فؤجهضت التنمٌة المستدامة ‪ ،‬وأجهض مشروع بناء األفران العلٌا‪ ،‬وبقٌت المناجم التً‬
‫تم إعدادها باحتٌاطها الضخم تنتظر ؼودو الذي قد ٌؤتً وال ٌؤتً‪.‬‬

‫اختفاء أسطول السكة الحدٌدٌة‬


‫كتبت أحدى الجرابد المحلٌة تتساءل‪ …………<:‬هناك تساإل مطروح حول مصٌر القاطرات التً منها ما ٌرجع‬
‫تارٌخها إلى بداٌة القرن الماضً ‪ ،‬ألم ٌكن حرٌا بالشركة وبالسبولٌن بصفة عامة أن ٌعملوا على االحتفاظ بها ‪ ،‬داخل‬
‫البناٌات التً بدورها لم تفلت من التخرٌب وجعلها متحفا الشك سوؾ تكون لها مردودٌة تارٌخٌة كجزء من ذاكرة‬
‫تارٌخ المنطقة من ناحٌة ‪ ،‬ومردودٌة مادٌة من ناحٌة أخرى ‪ ،‬بدال من التفرٌط فٌها بشكل فضٌع‪,‬‬
‫كما أن هناك اقتراحا نعتبره ذا موضوع ‪،‬وهو استؽالل بعضها ‪ ،‬مع االحتفاظ بالسكة الحدٌدٌة التً شرع فً اقتالعها ‪،‬‬
‫لنقل الزوار من بنً انصار مرورا بالناظور وزؼنؽن …………‪ٌ>..‬ولٌوز ‪0998‬‬

‫إن أرشٌؾ قاطراتنا ٌا أخً بٌع فً سوق الخردة ‪ ،‬قاطرات ركبت بسواعد من وكسان فً اوراش وكسان ‪ ،‬لٌمألوا‬
‫جٌوبهم ‪ ،‬أسطولنا الجدٌد اختفى ‪ ،‬فتساءل الناس عن مصٌره ‪ ،‬سرقوه لٌال وباعوه ‪ ،‬واعتقدوا بؤن الجرٌمة قد طمست‬
‫خٌوطها ‪ ،‬أقول كم كنت جبانا حٌن سرقت حلمنا ‪ ،‬وكم أنت خابن وخابن وخابن……………………‪ٌ.‬ا من دمر‬
‫حلمنا ‪.‬قاطراتنا توجد فً األرجنتٌن ببٌونس أٌرٌس ‪ ،‬األولى تحمل البشر والثانٌة تحمل الحجر ‪.‬‬

‫الصورة لقاطرة وكسان تربض فً مؤربها بعاصمة األرجنتٌن حٌث تشتؽل ‪ ،‬الصورة لؽٌور عن بالدي لٌس من بالدي‬
‫من له شك فً ذلك فلٌسؤل من كان ٌقودها‪ ،‬ما زال حٌا ٌرزق‪.‬‬
‫آخر صورة للعربات الخاصة بنقل الحدٌد قبل اختفابها‬

‫فً لقاء مع السٌد عامل إقلٌم الناظور أخبرنا بؤن هناك دراسات جارٌة لتوسٌع السكة الحدٌدٌة لتشمل جهات اإلقلٌم‬
‫حٌث ٌمكن الوصول‪ ،‬نظرا لصعوبة التضارٌس‪ ،‬وهنا تبادر إلى ذهنً ما قٌل فً هذا الموضوع منذ حولٌن من الزمن‬
‫‪.‬عطلونا كثٌرا فتعطلنا كثٌرا‪،‬رحمة هللا علٌك أخً الٌوسفً‪،‬لقد حاولت تصفٌتهم جسدٌا ‪ ،‬ؼٌر أن سٌارتك أخطؤت الهدؾ‬
‫ألن الرعاٌة اإللهٌة أبت أن تدنس ٌدٌك بمثل هإالء‪ ،‬ؼادرتنا خلسة ‪ ،‬رحلت ورحل معك حلمنا كنت حكٌما وكانوا كفارا ‪،‬‬
‫كنت سٌدا وكانوا عبٌدا ‪ ،‬كان عقلك فً وطنك ‪ ،‬وكان عقلهم فً بطونهم وما دونها ‪.‬فكسبوا المالٌٌر ‪ ،‬بنوا القصور‬
‫وشٌدوا المعامل فً الوطن وخارج الوطن ‪.‬‬
‫لبسم هللا الرحمن الرحٌم < إنما جزاء اللذٌن ٌحاربون هللا ورسوله وٌسعون فً األرض فسادا ان ٌقتلوا أو ٌصلبوا أو‬
‫تقطع أٌدٌهم وأرجلهم من خالؾ أو ٌنفوا من األرض ذلك لهم خزي فً الدنٌا ولهم فً اآلخرة عذاب عظٌم > صدق هللا‬
‫العظٌم‪.‬‬

‫لقاء قراء أرٌفٌنو الكرام مع الحلقة الثامنة بعنوان< سٌؾ الرٌؾ المآسً االجتماعٌة>‬

‫لقاء قراء ارٌفٌنو مع ندوة حول سٌؾ الرٌؾ ٌإطرها ابنً وكسان األستاذ الحسن نابٌل ـ وبٌسٌنتً موؼا ربٌس أرشٌؾ ملٌلٌة ‪،‬‬
‫وذلك بؽرفة التجارة والصناعة ٌوم السبت ‪ 01‬ـ ‪ 5‬ـ ‪ 0990‬على الساعة الرابعة‪.‬‬
‫برنامج الندوة ‪:‬‬
‫*عرض فٌدٌو عن مرحلة التخصٌب ومرحلة التخرٌب‪.‬‬
‫* مرحلة التخصٌب ‪ :‬فٌسٌنتً موؼا من موالد وكسان‬
‫* مرحلة التخرٌب‪ :‬الحسن نابٌل‬

‫سٌؾ الرٌؾ من التخصٌب إلى التخرٌب‬

‫الحلقة الثامنة‬

‫الماساة االجتماعٌة‬

‫بقلم األستاذ ‪ :‬حسن نبٌل‬


‫الرجوع بالذاكرة إلى سنوات العشرٌنات ‪ ،‬والنبش فً ماضٌنا ‪ ،‬نبشا ٌستلزم التنقٌب على لحظات بإسنا ‪ ،‬وفقرنا ‪،‬‬
‫وجرحنا ‪ٌ ،‬جعلنا نتساءل ‪ :‬كٌؾ كنا نعٌش ؟ كٌؾ كنا ننام ؟ كٌؾ كنا نلبس ؟ أكلنا وشربنا؟مؤساتنا جرحنا أفراحنا‬
‫وأقراحنا ؟ كنا ضعافا ٌاأخً ‪ ،‬لباسنا شًء من اللباس ‪ ،‬وأكلنا قلٌل من األكل‪ ،‬مشاهد توحً بؤننا كنا بعٌدٌن عن كل‬
‫شًء ‪ ،‬بعٌدٌن عن أنفسنا وؼٌرنا ‪.‬طفولتنا مؽتصبة ‪ ، ،‬أمراضنا تعددت ‪ ،‬وأدوٌتنا قلت ‪ ،‬كانت شًء من األعشاب‬
‫واإلدام نذهب به أالمنا وجرحنا‪.‬‬
‫عندما اكتشؾ المنجم ‪ ،‬كان فتحا مبٌنا ‪ ،‬وخٌرا فاض علٌنا وعلى أهلنا وجٌراننا ‪.‬أصبح أجدادنا ٌشتؽلون ‪ ،‬وٌنظمون‬
‫أوقاتهم ‪ ،‬قرأوا ودرسوا وامتهنوا أصعب المهن‪ .‬بنوا المستوصفات ‪ ،‬بنوا المدارس ‪ ،‬شٌدوا المالعب ‪ ،‬وخصصت‬
‫منحة رمزٌة لتشجٌع التالمٌذ ‪ ،‬وحافلة نقل للصؽار والكبار ‪ ،‬اشتؽل فٌها عمال كنا نحس بؤنهم آباءنا ‪ ،‬كنا ندرس‬
‫ونلعب فؤحسسنا بتؽٌر كبٌر ‪ ،‬وأن لنا امتٌازات على إخوان لنا فً مداشر أخرى ‪ ،‬هذه الصور تنقلكم إلى لحظة حالكة‬
‫من تارٌخنا قبل اكتشاؾ المنجم كٌؾ كنا ؟……………‪.‬‬

‫‪: http://www.dailymotion.com/video/x95w5h_sif-rif-nador-1920_newsVIDEO‬‬

‫المؤساة‬

‫• مع أواخر الستٌنات وبداٌة السبعٌنات ‪ ،‬بدأت أول المؤساة بطرد فوج من العمال كان ٌشتؽل بسٌطوالزار ‪ ،‬فمنحت لهم الشركة‬
‫جواز سفر لٌؽادروا الوطن و‪ 899‬درهم لركوب السفٌنة فً اتجاه أوروبا بحثا عن العمل‪.‬هذا الحدث كان مإشرا على نواٌا‬
‫اإلدارة الجدٌدة التً دشنت دخولها ببداٌة التصفٌة‪.‬‬

‫• عمل ٌستحً منه الشٌطان ‪ ،‬أن ٌختلس معاش عمال قضوا حٌاتهم فً خدمة هذا الوطن ‪ ،‬لٌجدوا أنفسهم فً آخر حٌاتهم بنصؾ‬
‫معاش أو شًء من المعاش ‪ ،‬كنت أشتؽل بالبٌضاء مدرسا وإذا به أجد نفسً أستقبل ملفات المتقاعدٌن بواسطة والدي رحمة هللا‬
‫علٌه ‪ ،‬وكم كان الموقؾ درامٌا عندما وجد األستاذ خوجة ربٌس مصلحة بقسم المعاشات بصندوق الضمان االجتماعً وهو ابن‬
‫زؼن ؽن‪ ،‬وبعد قٌامه بجرد مستحقات الصندوق من العمال لٌجد شهورا كثٌرة ؼٌر مدفوعة ‪ ،‬فتساءلنا جمٌعا أمر ؼرٌب هذا من‬
‫شركة ضخمة ؟ ؼٌر أن الجواب جاء من جرٌدة وطنٌة <أنوال>الخمٌس ‪ٌ 00‬ناٌر ‪8011‬ص ‪.1‬‬

‫هكذا شاءت األقدار أن تحرم مجموعة من العمال من معاشها ‪ ،‬ومجموعة من األرامل بؤٌتام ومعاش ٌقدر ببعض الدرٌهمات حق‬
‫سال فٌه عرق جبٌن أزواجهن وهن كثر‬

‫• السٌلٌكوز أو مرض تؽبر الربة‪.‬‬

‫عانى الكثٌر من العمال من مرض تؽبر الربة ‪ ،‬فوجدوا أنفسهم مخنوقٌن ‪ ،‬وضعاؾ القلوب ‪ ،‬حٌث هبطت دقات قلبهم إلى حدود‬
‫‪ 01‬دقة فً الدقٌقة ‪ ،‬إضافة إلى أمراض أخرى كالرمتٌزم والبروسطاط ‪ ،‬مؤساة هإالء تعددت ‪ ،‬وأمراضهم استعصٌت ‪ ،‬إلتجؤوا‬
‫إلى القضاء وبعد األخذ والرد وعراقٌل قسم الشبون االقتصادٌة واالجتماعٌة ‪ ،‬ومسار الملفات بٌن االبتدابٌة واالستبناؾ حكمت‬
‫المحكمة بالتعوٌض على القاعدة التالٌة ‪.‬‬

‫<األجر ×‪ 0:>%‬وبذلك ٌكون تعوٌض عامل بؤجرة ‪0999‬درهم حكمت له المحكمة بعجز ‪ %19‬هو ‪ 199‬درهم ‪.‬‬

‫هإالء العمال الذي عانوا من هذه األمراض رحلوا عنا مبكرا ‪ ،‬بل منهم من رحل قبل أن تصله مستحقاته المالٌة ‪ ،‬رحلوا بعد‬
‫معاناتهم من أمراض مستعصٌة ‪،‬رحمة هللا علٌهم جمٌعا إلى حٌث ٌبعثون إنا هلل وإنا إلٌه راجعون‪.‬‬

‫مصابب قوم عند قوم فوابد‪ ،‬هرول الذٌن خربوا المنجم واشتروا شواهد طبٌة من الطاقم الطبً المشرؾ على ذلك ‪ ،‬وأثبت لهم‬
‫عجزا خٌالٌا وهم لم تطؤ أقدامهم أي حفرة من المنجم‪.‬واآلن الدولة المؽربٌة تضخ فً حساباتهم المال العام ‪ ،‬وهم ٌوجدون خارج‬
‫الوطن بعد أن هربوا من الوطن ‪،‬وداخل الوطن ٌسٌرون شاننا المحلً واإلقلٌمً والوطنً ‪ٌ.‬ضعون السحت فً بطونهم وبطون‬
‫أبنابهم ‪.‬‬

‫• مع بداٌة الثمانٌنات سٌعٌش المؽرب ضابقة إقتصادٌة وسٌاسٌة نتٌجة حرب الصحراء ‪ ،‬التً كانت تكلؾ المؽرب ملٌون دوالر‬
‫ٌومٌا ‪ ،‬بإٌعاز من جٌراننا الجزابرٌٌن ‪ .‬وجد المؽرب نفسه مجبرا على الخضوع لتوصٌات صندوق البنك الدولً المتمثلة فً تبنً‬
‫سٌاسة التقوٌم الهٌكلً المعتمدة على سٌاسة التقشؾ والتً أدت إلى فرض مجموعة من اإلجراءات وخاصة ارتفاع األسعار ‪،‬‬
‫فتضررت أهم القطاعات كالتعلٌم والصحة ‪.‬وفً هذا اإلقلٌم كان التؤثٌر أكثر بعد فرض ؼرامة ‪ 899‬د لدخول ملٌلٌة و‪ 199‬د‬
‫رفقة السٌارة‪ ،‬فً إقلٌم ٌعتبر التهرٌب فٌه المتنفس الوحٌد‪.‬فً هذه اللحظات بالضبط كانت إدارة سٌؾ الرٌؾ تتربص بالفرصة‬
‫الذهبٌة لإلجهاز على ما تبقى من المنجم ‪ ،‬فبعد صفقة األراضً التً أشرؾ علٌها مدٌر الشركة بمعٌة نقابوٌٌن برصوٌٌن جاء‬
‫دور تصفٌة العمال وتم البدء بالمناضلٌن أنصار المجاهد المهندس الٌوسفً وهم المهرة من العمال والتقنٌٌن والمهندسٌن ‪.‬فكان‬
‫البهتان بتقدٌم تعوٌض عن الطرد تبلػ قٌمته ‪ٌ81‬وما فً السنة وهوما لم تقل به ال القوانٌن السماوٌة وال القوانٌن الوضعٌة‪.‬‬

‫ومرة أخرى تؤتً األٌادي األثٌمة وبعد سنتٌن ‪ ،‬لتطرد نفسها بنفسها وتعوض نفسها بنفسها ؼٌر أن هذه المرة كان التعوٌض‬
‫سمٌنا بلػ ‪ٌ 89‬وما عن السنة فنالوا المالٌٌن وهم مقبلون على التقاعد ‪.‬‬

‫التجؤ الفرٌق األول إلى المحكمة فحكمت االبتدابٌة بتعوٌض ‪899999‬درهم فقامت القٌامة بإدارة سٌؾ الرٌؾ وما تبقى منها تم‬
‫االستبناؾ وضاع الملؾ بٌن دهالٌز المحكمة‪ ،‬فاستبشرت الشرذمة النقابوٌة واإلدارة األثٌمة خٌرا بعد تصفٌة الملؾ وتحقٌق‬
‫مآربهم ‪ ،‬وفً هإالء ٌقول‬

‫شاعر سٌؾ الرٌؾ‪..‬‬

‫• عقول الدمار الشامل دمرت كل شًء المستوصفات ‪ ،‬ملعب كرة القدم ‪ ،‬ملعب التنس ‪ ،‬روض األطفال ‪ ،‬الصٌدلٌة ……‬
‫ومإسسة عمر بن عبد العزٌز أخر ما ٌستشهد به هإالء دمروا كل شًء وباعوا كل شًء والٌوم وصلنا خبر بٌع مدرسة الخٌاطة‬
‫لإلناث ‪ ،‬كم كنتم حاقدٌن ‪ ،‬وكم كنتم مدمرٌن وفٌكم قال شاعر سٌؾ الرٌؾ ‪.‬‬

‫‪VIDEO: http://www.dailymotion.com/video/x96l39_mohamed-hankor-hawari-nador_creation‬‬

‫سٌؾ الرٌؾ من التخصٌب إلى التخرٌب‬


‫الحلقة التاسعة‬

‫األخطبء اٌغغ‪ّ١‬خ‬

‫بقلم األستاذ ‪ :‬حسن نبٌل‬

‫سؤحاول فً هذه الحلقة الوقوؾ عند خطؤ جسٌم جدا تم ارتكابه فً حق المسار اإلنتاجً لمنجم سٌؾ الرٌؾ ‪،‬وأخصص‬
‫الحلقة المقبلة وهً األخٌرة لمجموعة من األخطاء الجسٌمة التً تعتبر أقل حجما من سابقتها‪،‬ثم نهاٌة النهاٌة ‪.‬‬
‫وٌمكن تحدٌد الخطؤ الجسٌم اعتمادا عل المادة ‪ 00‬من قانون الشؽل حٌث تقول هذه المادة < تعتبر بمثابة خطؤ جسٌم‬
‫ٌمكن أن تإدي إلى الفصل ‪ ،‬األخطاء التالٌة المرتكبة من طرؾ األجٌر ‪:‬‬
‫• ارتكاب جنحة ماسة بالشرؾ أو األمانة أو اآلداب العامة صدر بشؤنها حكم ‪.‬‬
‫• إفشاء سر مهنً نتج عنه ضرر للمقاولة ‪.‬‬
‫• السرقة‪.‬‬
‫• خٌانة األمانة ‪.‬‬
‫• السكر العلنً‪.‬‬
‫• تعاطً مادة مخدرة ‪.‬‬
‫• االعتداء بالضرب‪.‬‬
‫• السب الفادح‪.‬‬
‫• رفض إنجاز شؽل ‪.‬‬
‫• التؽٌب بدون مبرر‪.‬‬
‫• إلحاق ضرر جسٌم بالتجهٌزات أو اآلالت والمواد األولٌة عمدا ونتٌجة إهمال فادح ‪.‬‬
‫• ارتكاب خطؤ نشؤت عنه خسارة مادٌة جسٌمة للمشؽل ‪.‬‬
‫• التحرٌض على الفساد‪.‬‬
‫• عدم مراعاة التعلٌمات الالزم إتباعه لحفظ السالمة فً الشؽل وسالمة المإسسة ترتبت عنها خسارة جسٌمة‪.‬‬
‫لن أقؾ عند الخروقات التً مورست فً حق األشخاص أو بعض المإسسات التابعة للمنجم وهً كثٌرة وٌعتبر صاحبها‬
‫مطرودا أصال ـ إحراق أرشٌؾ المهندس الٌوسفً رحمة هللا علٌه الذي كان ربٌس مصلحة الشحن ‪ ،‬إحراق تصمٌم‬
‫أراضً الشركة ‪ ،‬السب والشتم والقذؾ فً حق مقاومً الفساد‪ ،‬سرقة قطع الؽٌار ‪ ،‬سرقة أجهزة بعض المإسسات‬
‫وحملها إلى منازل المسبولٌن ‪ ،‬تؤثٌث المنازل بخشب وأٌدي عاملة تابعة للشركة ………الخ ـ الخطؤ الذي سؤتحدث‬
‫عنه ثقٌل الوزن ساهم فً التعجٌل بالتخرٌب فً أوقات حرجة مر بها المؽرب ‪،‬فكان مرتكبوها قاسٌن جدا علٌنا وعلى‬
‫الوطن‪.‬سؤبدأ بالثقٌل الجسٌم وأختم بالثقل الثقٌل فً الحلقة المقبلة‪.‬‬
‫‪ 8‬إتالؾ معمل تكوٌر الحدٌد‬
‫كما ذكرت فً الحلقات السابقة بان هذا المعمل ٌعتبر الرابع فً العالم ‪ ،‬واألول فً إفرٌقٌا‪ ،‬كلؾ المؽرب مٌزانٌة ضخمة‬
‫‪ ،‬تعد بالمالٌٌر تم بناءه من طرؾ شركة واٌل الكندٌة ‪ ،‬على أساس أن ٌنتج حوالً ‪ 199999‬طن فً السنة وهكذا‬
‫شرعت سنة ‪ 8019‬فً بناء هذه التحفة وقد دامت عملٌة البناء من أبرٌل ‪ 8019‬إلى دجنبر ‪ 8010‬وفً مارس‬
‫‪ 8010‬دخل هذا المعمل فً إنتاج الكرٌات بفرنٌن ضخمٌن ؼٌر أنه توقؾ فً دجنبر ‪ . 8011‬فتم إتالفه وإتالؾ‬
‫المالٌٌر التً أنفقت من أجله ‪.‬‬
‫كٌؾ أتلؾ ‪ ،‬ومن أتلفه ؟ سإال مرهق سؤحاول اإلجابة عنه‪ ،‬بعد أن أخذ منً مجهودا كبٌرا فً البحث عن األسباب‬
‫الحقٌقٌة‪ ،‬وعلى القارئ التركٌز جٌدا للوقوؾ على تالعبات المسبولٌن‪.‬‬

‫المعمل مارس ‪ 8010‬مع اقتراب انتهاء الشؽال‬

‫ٌنصهر الحدٌد عند درجة حرارة (‪ ْ)8101‬مبوٌة‪ ،‬وٌؽلً عند درجة حرارة (‪ ْ)0119‬مبوٌة‪ ، .‬وبما أن حدٌد وكسان‬
‫له ممٌزات كٌماوٌة خاصة ‪ ،‬تعتبر من األجود فً العالم فإن الدراسة والتحالٌل المخبرٌة على الكرٌات أكدت هذه‬
‫النسب‪:‬‬
‫الحدٌد……………………‪%88‬‬
‫السٌلٌس…………………‪%5‬‬
‫األلومٌن…………………‪%9.0‬‬
‫الكلس……………………‪%9.0‬‬
‫الكبرٌت…………………‪%9.90.‬‬
‫هذه األرقام مستمدة من التقارٌر التً قدمها مكتب األبحاث و المساهمات المعدنٌة إلى وزارة المعادن ‪.‬‬

‫كٌؾ ٌنتج المعمل الكرٌات‪.‬‬


‫ٌتكون المعمل من فرنٌن عمودٌٌن ٌتم تموٌن كل واحد منهما بجهاز ٌتكون من مواكبٌن أفقٌٌن ٌمكنان من تموٌن الفرن‬
‫بكٌفٌة منتظمة ‪.‬‬
‫وقد عملت الشركة الكندٌة على تكوٌن مجموعة من التقنٌٌن المتخصصٌن لمراقبة درجة الحرارة التً ٌمكن أن ٌتمدد‬
‫بها الحدٌد وٌصبح قابال للعجن ‪ ،‬وهً ‪ 8099‬درجة مبوٌة ‪ ،‬بمعنى آخر أقل بكثٌر من درجة ؼلٌانه وهً ‪0119‬‬
‫وأقرب إلى درجة انصهاره وهً ‪8101‬درجة مبوٌة ‪ .‬وقد تم بناء قاعة للمراقبة مجهزة بؤحدث األجهزة اإللكترونٌة ‪،‬‬
‫لمراقبة درجة الحرارة التً تجعل الحدٌد قابال لتكوٌره وأي خلل فً درجات الحرارة ٌإدي إلى إبطال إنتاج الكرٌات ‪،‬‬
‫علما بؤن هذا الفرن ٌجب تموٌنه بحدٌد حجر الهٌماتٌٌت الخام ‪.‬‬
‫قاعة المراقبة لمعمل تكوٌر الحدٌد‬

‫بداٌة العبث‬
‫عملت إدارة الشركة على تشؽٌل مجموعة من التثقنٌٌن بهذه الؽرفة وهم ال ٌمتلكون أي تكوٌن مهنً أو معرفً ‪ ،‬بل‬
‫شفع لهم فً ذلك انتمابهم العابلً أو القبلً ألطر الشركة ‪ ،‬وهو الشًء الذي أثر سلبا على التسٌٌر والتدبٌر السلٌمٌن‬
‫لعملٌة إنتاج الكرٌات‪.‬‬
‫فً ‪ٌ 08‬ولٌوز ‪ 8018‬سٌعقد مدٌر الشركة اجتماعا مع رإساء المصالح لدراسة مشروع التراب المعدٌنً ‪،‬‬
‫وسٌعمل فً هذا االجتماع على إقصاء المهندس الٌوسفً من العملٌة علما بؤن هذا من تخصصه ‪ ،‬هذا اإلقصاء جعل‬
‫الٌوسفً ٌوجه له إنذارا بؤن عملٌة استؽالل التراب المعدنً بهذه الطرٌقة ٌعتبر خطؤ جسٌما‪.‬وقد أثبتت األٌام رجاهة‬
‫رأي المهندس الٌوسفً رحمة هللا علٌه ‪ ،‬حٌث ‪.‬‬
‫• تم تضٌٌع وتعطٌل معمل تكرٌر المعادن ‪.‬‬
‫• استنفذ هذا المشروع مٌزانٌة ضخمة إلى جانب المحروقات والٌد العاملة‪.‬‬
‫كٌؾ ضٌع المعمل‬
‫بدال من تموٌن الفرن بحجر الهٌماتٌت‪ ،‬أخذ المسبولون ٌخلطون بٌن الحجر والتراب المعدنً ‪ٌ،‬ضاؾ إلى هذا ضعؾ‬
‫تكوٌن التقنٌٌن‪ ،‬وعبثٌتهم التً أوصلت درجة الحرارة بالفرن إلى أكثر بكثٌر من درجة امتداد الحدٌد بل وصل إلى حد‬
‫الؽلٌان ‪ ،‬الشًء الذي جعل المسبولٌن ٌهرولون إلى المعمل لٌنقذوا ما ٌمكن إنقاذه ‪ ،‬محاولتهم زادت فً الطٌن بلة ‪،‬‬
‫حٌن أخمدوا درجة الحرارة بالفرن وانتظروا رجوعه إلى حالة االمتداد ‪ ،‬ؼٌر أن هذه المحاولة باءت بالفشل حٌن تحول‬
‫الفرن والحدٌد المنصهر كتلة واحدة ‪.‬‬
‫تفتقت عبقرٌة المسبولٌن بتكلٌؾ مجموعة من العمال قصد تخلٌص الفرن من المعدن المتجمد داخله‪ ،‬فعملوا على‬
‫تلبٌسهم لباس النار ووزعوهم إلى فرق ‪ ،‬تحمل بالرافعة وتدخلهم إلى جحٌم الفرن لالشتؽال بالتناوب ‪ 1‬دقابق فً‬
‫محاولة تطهٌر الفرن من الحدٌد الجامد داخله‪ ،‬وبعد جهد جهٌد استطاع العمال إنقاذ الموقؾ ‪ .‬ؼٌر أن التساإل‬
‫المطروح ‪ ،‬ما هً العواقب الصحٌة الناجمة عن هذه العملٌة وهً أن تدخل كابنا بشرٌا داخل الفرن وفً درجة مرتفعة‬
‫لٌشتؽل مدة ‪ 1‬دقابق وٌعاود الكرة مرات ومرات؟‬
‫هذا الخطؤ الجسٌم لم ٌجعل المسبولٌن ٌعتبرون ‪ ،‬ولم تصدر أي عقوبة جزرٌة فً حق هإالء المتالعبٌن بؤكبر مركب‬
‫إلنتاج كرٌات الحدٌد ‪ ،‬بل عاودوا الكرة مرة ثانٌة وثالثة بنفس الخطؤ ‪ٌ،‬ضاؾ إلى هذا الؽبار المتسرب من التراب‬
‫المعدنً ‪ ،‬والذي تسرب إلى اآلالت والمولدات والمحوالت مما أدى إلى اختناق هذه األجهزة واآلالت فصعب إصالحها‬
‫هكذا كانت نهاٌة أكبر مشروع عرفه اإلقلٌم منذ االستقالل إلى الٌوم‪.‬‬

You might also like