You are on page 1of 68

‫جم��ل��ة �شهرية ثقافية م��ن��وع��ة تعنى ب�����ش���ؤون العمل‬

‫اخلريي والقارة الأفريقية‬


‫العدد ‪ - 197‬ال�سنة ال�سابعة ع�شرة‬
‫جمادى الأولى ‪-‬جمادى الآخرة ‪ 1437‬هـ ‪ -‬مار�س ‪ 2016‬م‬

‫د‪ .‬المحيالن ‪:‬‬


‫العمل الخيري‬
‫“ قدر جميل ”‬

‫نصف مليون طالب‬


‫درسوا في مدارس‬
‫جمعية العون المباشر‬

‫السميط اعتبر التعليم حقًا مشروعًا‬


‫لكل طفل في أفريقيا‬
‫الوكيل اإلعالني واإلشراف الفني‬ ‫مجلة شهرية ثقافية منوعة تعنى بشؤون العمل‬
‫واإلشراف التحريري‬ ‫الخيري والقارة األفريقية‬

‫�صاحب االمتياز‬
‫جمعية العون المباشر ( لجنة مسلمي إفريقيا )‬

‫م�ؤ�س�سها املرحوم‬
‫د‪ .‬عبد الرحمن حمود السميط‬
‫‪Tel.: +965 22 444 667/ 8‬‬
‫‪Fax: +965 22 444 669‬‬
‫‪rouaamedia@gmail.com‬‬ ‫رئي�س التحرير‬
‫‪www.rouamedia.com‬‬ ‫د‪ .‬عبد اهلل عبد الرحمن السميط‬

‫اإلعالنات يتفق عليها مع إدارة المجلة‬ ‫المركز الرئيسي‬


‫المقاالت المنشورة تعبر عن آراء أصحابها وال‬
‫تعبر بالضرورة عن رأي الكوثر‬ ‫‪+96522083335‬‬ ‫> هاتف مبا�شر ‪:‬‬
‫> بـ ــدال ـ ــة العون ‪+9651866888 :‬‬
‫> امييل ‪alkawther@direct-aid.org :‬‬

‫سعر النسخة‬ ‫‪+96522528355‬‬ ‫> ف ــرع الرو�ضة ‪:‬‬


‫> ف ــرع خيطـ ــان ‪+96524764888 :‬‬
‫الكويت ‪ 500‬فل�س ‪ -‬ال�سعودية ‪ 6‬رياالت‬ ‫> فرع الفحيحيل ‪+96523923066 :‬‬
‫الإمارات ‪ 6‬دراهم ‪ -‬قطر ‪ 6‬رياالت‬
‫> فرع اجله ــراء ‪+96524550697 :‬‬
‫البحرين ‪ 600‬فل�س ‪ -‬عمان ‪ 700‬بيزة‬
‫الموقع اإللكتروني لجمعية العون المباشر‬
‫االشتراك السنوي‬
‫‪www.direct-aid.org‬‬
‫للم�ؤ�س�سات والهيئات احلكومية ‪ 20 :‬ديناراً كويتياً �أو ما يعادلها‬
‫للأفراد بالكويت ‪ 10‬دنانري كويتية‬ ‫المراسالت باسم رئيس التحرير‬
‫دول جمل�س التعاون اخلليجي ‪ 12‬ديناراً كويتياً ( ‪ 140‬ريا ًال �سعودياً )‬
‫باقي �أنحاء العامل ‪ 18‬دينار كويتي ( ‪ 60‬دوالر �أمريكي )بحوالة م�صرفية‬ ‫�ص‪.‬ب ‪ 1414 :‬ال�صفاة رمز بريدي ‪13015‬‬
‫ح�������س���اب امل���ج���ل���ة يف دول�������ة ال���ك���وي���ت ‪ :‬ب���ن���ك ب���ي���ت ال���ت���م���وي���ل ال��ك��وي��ت��ي‬
‫هاتف التحرير ‪22444668 - 22444667 /1866888 :‬‬
‫‪KW72KFHO00000000000110101502913‬‬ ‫�آيبان ‪:‬‬
‫فاك�س الإدارة ‪22662920 :‬‬
‫‪8‬‬ ‫امل�سلمون حول العامل‬
‫فهرس العدد‬

‫‪14‬‬ ‫وفد من نادي «انريجي كامب»‬


‫‪20‬‬ ‫‪10‬‬
‫‪25‬‬ ‫حكم و�أمثال‬

‫‪36‬‬ ‫على �ضفاف الكوثر‬ ‫لقاء مع د‪ .‬املحيالن‬


‫م�ؤمتر كبار املتربعني يف لندن‬

‫‪40‬‬ ‫‪11‬‬
‫ثقافة‬
‫‪26‬‬
‫‪42‬‬ ‫�صور من �أفريقيا‬
‫كينيا قبلة رحالت ال�سافاري‬ ‫تكرمي معايل الع�سعو�سي‬

‫‪48‬‬ ‫قبائل‬

‫‪12‬‬
‫‪54‬‬ ‫�شخ�صيات ا�سالمية‬

‫‪30‬‬ ‫من م�شاريع العون املبا�شر‬

‫‪56‬‬ ‫امللف الطبي‬ ‫احتفاالت الكويت يف تنزانيا‬

‫‪62‬‬ ‫بريد القراء‬


‫‪16‬‬
‫‪64‬‬ ‫الكوثر نت‬

‫‪34‬‬ ‫غنيمة املرزوق ‪-‬‬


‫الأيادي البي�ضاء‬
‫ملف العدد ‪ -‬التعليم العايل‬

‫‪6‬‬
‫االفتتاحية‬

‫الإغاثية امل�ستمرة وغريها الكثري‪.‬‬ ‫ال��ع��امل ي��ت��ق��دم وي��ت��ط��ور م��ن ح��ول��ن��ا ب�سرعة خميفة ح��ي��ث و���ص��ل��ت ه��ذه‬
‫وق��د �أ�س�س املجلة ال��دك��ت��ور عبد الرحمن ال�سميط ع��ام ‪ 1984‬وك��ان‬ ‫التطورات �إل��ى م��دى التغيري �شبه اليومي مع كل �صباح تقريباً ن�سمع‬
‫رئي�س حتريرها حتى وفاته رحمة اهلل عليه ع��ام (‪ )2013‬كما كان‬ ‫ب�أمور جديدة ‪ ،،،‬اخرتاعات واكت�شافات و�أماكن و�أخبار ‪.‬‬
‫حم��رراً فيها �أي�ضاً‪ .‬مقرها الرئي�سي يف الكويت مع ع��دة مكاتب لها يف‬ ‫�إن هذا التغري ال�سريع وامل�ستمر يعني �أن من يقف متفرجاً اليوم �سيفوته‬
‫الوطن العربي مثل الإمارات والبحرين و�سلطنة عمان والدمام‪.‬‬ ‫القطار ويرحل عنه العامل ليرتكه وحيداً منعز ًال ال ي�ؤثر يف �شيء وال‬
‫ولأن العلم يرفع بيوتاً ال عماد لها‪ ،‬ولأن الإ�سالم يقوم على العلم واملعرفة‬ ‫ي�ؤثر فيه �شيء‪ ،،،‬وبالتايل ف�إنه يخرج عن طبيعة الإن�سان الذي فطره اهلل‬
‫واحل��ق��ي��ق��ة‪ ،‬فقد �أول���ت جمعية ال��ع��ون املبا�شر اه��ت��م��ام��اً ب��ال��غ��اً يف جمال‬ ‫على حب املعرفة واال�ستزادة وهي�أ له �سبحانه كل مقومات ذلك ‪.‬‬
‫التعليم‪ ،‬فبنت املدار�س و�شيدت اجلامعات وكفلت الطالب وو�صلت �إلى‬ ‫نت�شرف اليوم بتقدمي ال�شكل اجلديد ملجلتكم وجملتنا وجملة امل�سلمني‬
‫مراحل متقدمة يف هذا املجال‪.‬‬ ‫والإن�سان ‪ ،،،‬جملة الكوثر ‪ ،‬وهي املجلة التي حر�صت منذ انطالقتها على‬
‫ويف هذا العدد الأول من ال�شكل اجلديد للمجلة‪ ،‬نركز على ملف التعليم‬ ‫ن�شر الفكر والثقافة والتوعية من خالل موا�ضيعها املتميزة واملفيدة ‪.‬‬
‫العايل وما �أجنزته جمعية العون املبا�شر يف هذا القطاع احليوي والتنموي‬ ‫وهي ما�ضية يف نهجها القائم على الأ�صالة والإن�سانية لتكون ل�سان حال‬
‫احلقيقي‪ ،‬حيث قامت جمعية العون املبا�شر بـت�أ�سي�س �أكرث من جامعة يف‬ ‫العمل اخلريي والإن�ساين على امل�ستوى الإعالين كما هي اجلمعية على‬
‫الدول الأفريقية مثل جامعة �سيماد وجامعة الأمة وجامعة عبد الرحمن‬ ‫امل�ستوى العملي‪ .‬وي�سرنا �أن يتزامن �صدور هذا العدد مع اختيار الكويت‬
‫ال�سميط يف زينيا وهي جامعات جنحت يف احل�صول على االعرتاف وتخرج‬ ‫عا�صمة للثقافة ونفخر ب���أن املجلة متثل ج��زءا من ه��ذا الوجه الثقايف‬
‫منها الآالف من الذكور والإن��اث من �أبناء وبنات الدول الأفريقية‪ .‬كما‬ ‫اجلميل لبلدنا الكويت‪.‬‬
‫ط��ورت ه��ذه اجلامعات نف�سها م��ن خ�لال �إ�ضافة تخ�ص�صات ج��دي��دة يف‬ ‫هي جملة �صادرة عن جمعية العون املبا�شر اخلريية التي تن�شط يف �أكرث‬
‫درجات البكالوريو�س والدرا�سات العليا �أي�ضاً‪.‬‬ ‫من ثالثني دول��ة �أفريقية ‪ ،‬وتقوم ا�سرتاتيجيتها على حماربة الفقر‬
‫يف العدد �أي�ضاً‪ ،‬ملفات ثقافية ومعرفية كثرية ت�صب جميعها يف جمرى‬ ‫واجلهل واملر�ض من خالل م�شاريع خريية مدرو�سة ومتعددة مثل حفر‬
‫واحد هو فائدة القارئ وتثقيفه والتوا�صل معه بفكر منفتح ومتوازن كما‬ ‫الآب��ار ودع��م امل�شاريع التنموية ال�صغرية وكفالة الأي��ت��ام وبناء امل�ساجد‬
‫علمنا ديننا احلنيف‪.‬‬ ‫واملراكز االجتماعية وبناء املدار�س واجلامعات بالإ�ضافة �إلى الن�شاطات‬

‫‪7‬‬
‫يف‪“ ‬معهد ك���ول���ن»‪ ‬ب���ـ»ال���والي���ات امل��ت��ح��دة الأم���ري���ك���ي���ة»‪ - ‬وت��ف��ان��ي��ه��ا يف‬
‫ع��م��ل��ه��ا �إل�����ى �أن ت���ك���ون ���ش��خ�����ص��ي��ة ع����ام ‪ 2015‬يف ‪“ ‬الواليات امل��ت��ح��دة»‪.‬‬ ‫المسلمون حول العالم‬
‫تمُ���ن���ح ه�����ذه ال�صفة‪�“ ‬أ�ستاذة العام»‪� ‬سنو ًّيا م����ن ِق َبل‪“ ‬م�ؤ�س�سة‬
‫كارنيغي»‪ ‬للنهو�ض بالتعليم‪ ،‬وجمل�س تطوير ودعم التعليم‬

‫إيطاليا‪ :‬الحكومة تقرر إنشاء مجلس‬


‫للعالقات مع اإلسالم‬
‫قررت احلكومة الإيطالية �إن�شاء جمل�س للعالقات مع الإ�سالم‪ ،‬و�سيكون روسيا‪ :‬مسابقة للقرآن الكريم للنساء‬
‫عبارة عن معهد ا�ست�شاري م�ؤ َّلف من �أكادمييني ومتخ�ص�صني يف الثقافة فوق ‪ 55‬عام ًا‬
‫ُعقِدت م�ؤخرا م�سابقة بني الن�ساء فوق ال‪ 55‬عا ًما بقرية «اليوزان»‪ ،‬وهي‬ ‫وال��دي��ن الإ���س�لام��ي‪� ،‬سيقومون بتدري�س ك��ل الق�ضايا املتعلقة بتكامل‬
‫م��ن �أك�بر ق��رى التتار يف �أوروب����ا‪ ،‬وق��د �شاركت يف امل�سابقة �سيدات تزيد‬ ‫واندماج امل�سلمني مع املجتمع الإيطايل‪ ،‬يف �إطار االحرتام والتعاون بني‬
‫�أعمارهنَّ عن ‪ 55‬عا ًما‪.‬‬ ‫الهُويات الثقافية والدينية املوجودة بالبلد الأوروبي‪.‬‬
‫وتعد تلك امل�سابقة ه��ي الأول���ى م��ن نوعها يف ت��اري��خ املنظمة الن�سائية‬ ‫وق��د �أ���ش��ار «عبدالعزيز بن عثمان التويجري» ‪ -‬املدير العام للمنظمة‬
‫والإدارة الروحية للم�سلمني مبنطقة «بينزا»‪.‬‬ ‫الإ�سالمية للعلوم والرتبية والثقافة «�إي�سي�سكو» ‪� -‬إلى �أن هذه املبادرة‬
‫وامل�سابقة يف حفظ ‪� 4‬أج��زاء؛ الأول حفظ جزء «ع��م»‪ ،‬والثاين هو حفظ‬ ‫التي قامت بها احلكومة الإيطالية حت ِّقق االتفاقيات الدولية املتعلقة‬
‫ن�صف جزء «عم»‪ ،‬والثالث التالوة ال�صحيحة جلزء «عم»‪ ،‬والرابع التالوة‬ ‫باحرتام احلقوق املدنية والثقافية والدينية للأقليات‪ ،‬وتعزز احلوار بني‬
‫ال�صحيحة جلزء قد �سمع‬ ‫الثقافات‪ ،‬عالوة على تعزيز التعاي�ش ال�سلمي بني �أتباع الديانات املختلفة‪.‬‬
‫ك��م��ا ق���ام ب����إج���راء حم���ادث���ات م��ع ال���ق���ادة الإ���س�لام��ي�ين و���س��ل��ط��ات امل��راك��ز‬
‫واجلمعيات الثقافية الإ�سالمية يف «�إيطاليا»‪ ،‬للتعاون مع املجل�س لتفعيل‬
‫التو�صيات على �أر�ض الواقع‬

‫الجيش النيجيري يالحق النقاب والحجاب‬


‫تلقت ال�سلطات يف «نيجرييا» العديد من ال�شكاوى من الن�ساء امل�سلمات‬
‫ب�سبب مالحقتهنَّ من ِق َبل اجلي�ش النيجريي‪ ،‬وم�ضايقتهنَّ الرتدائهنَّ‬
‫الواليات المتحدة‪ :‬امرأة مسلمة تفوز‬
‫النقاب �أو احلجاب‪.‬‬
‫و�أع��ل��ن��ت منظمات حقوق الإن�����س��ان �أن امل�سلمات ي�شعر َن باال�ضطهاد يف‬ ‫بلقب شخصية العام في الكيمياء‬
‫�أدى جن��اح الربوف�سورة‪�“ ‬أمينة الع�شماوي»‪� - ‬أ���س��ت��اذة م���ادة الكيمياء ال�����ش��وارع‪ ،‬ويف امل�ست�شفيات واجل��ام��ع��ات‪ ،‬وغ�ير ذل��ك‪ ،‬وو�ضعت ال�سلطات‬

‫‪8‬‬
‫�إعالنات يف ال�شوارع بحظر النقاب يف البالد‪.‬‬
‫ولدى املنظمات احلقوقية العديد من الدالئل على �أن ال�شرطة تتعمد‬
‫�إيذاء املنتقبات يف البالد؛ ففي مدينة «الجو�س» و�أمام املارة جمي ًعا‪ ،‬نزع‬
‫�أح��د �أف���راد اجلي�ش النيجريي النقاب عن �إح��دى امل�سلمات يف الأماكن‬
‫العامة‪ ،‬وحاولت املر�أة �أن ُتخفي وجهها وانتابتها موجة كبرية من البكاء‪.‬‬
‫و�صرح «دي�سو كامورو» ‪� -‬أحد ممثلي حقوق الإن�سان يف «نيجرييا» ‪ -‬ب�أن‬
‫هذا دليل على انت�شار الإ�سالموفوبيا يف «نيجرييا»‬

‫ميانمار‪ :‬الالجئون المسلمون يشربون‬


‫مياه الصرف ويموتون من الجوع‬
‫بعث رج��ل الأع��م��ال «�أي��وب م�شرف اجلمال» ن��داء ا�ستغاثة من خميمات‬
‫الالجئني الروهنجيني يف «الهند» التي تعاين من �أو�ضاع مزرية و�سيئة‬
‫للغاية‪ ،‬على حد قوله‪.‬‬
‫وقال «اجلمال» ‪ -‬الذي يزور املخيمات التي يوجد فيها الجئو الروهنجيا‬
‫ح��ال�� ًّي��ا ‪� :-‬إن ال�لاج��ئ�ين ي�شربون م��ن م��ي��اه ال�����ص��رف ال�صحي‪ ،‬ومي��وت‬
‫الأطفال من اجل��وع‪ ،‬وال يتلقون �أي تعليم وال يجدون م�صدر رزق‪ ،‬وال‬
‫ع�لاج وال رع��اي��ة م��ن �أي ج��ه��ة‪ ،‬داع�� ًي��ا اجلمعيات اخل�يري��ة وامل�ؤ�س�سات‬
‫الإن�سانية �إلى امل�سارعة يف �إنقاذ ه�ؤالء الالجئني‪.‬‬
‫‪ ‬و�أ�ضاف»‪� :‬شاهدت بعيوين كيف ينامون وك��ي��ف يتلحفون م��ن ال�برد‪،‬‬
‫فلي�س بعد اهلل �سوى املخل�صني من رجال الأعمال‪ ،‬خا�ص ًة من �أبناء �أقلية‬
‫الروهنجيا يف كل مكان‪ ،‬فعليهم �أن َيه ُّبوا مل�ساعدتهم‪ ،‬واهلل �إين �أكتب لكم‬
‫و�أنا �أبكي‪.‬‬
‫جت���در الإ����ش���ارة �إل����ى �أن �أك��ث�ر م��ن ‪� 50‬أل����ف الج���ئ روه��ن��ج��ي و���ص��ل �إل��ى‬
‫الأرا���ض��ي الهندية بعد هروبهم من والي��ة «�أراك���ان» التي �شهدت �أعمال‬
‫�إبادة وتطهري �ضدهم منذ عام ‪ ،2012‬من قبل البوذيني تدعمهم حكومة‬
‫“ميامنار”‪ ،‬و�أك�ثره��م ن�ساء �أرام���ل و�أط��ف��ال �أي��ت��ام‪ ،‬وق��د بعث النا�شط‬
‫ال حني‬ ‫الإغاثي “عبدالعزيز بن مر�ضاح” قبل �أيام ندا َء ا�ستغاثة مماث ً‬
‫كان موجودًا يف هذه املخيمات‪.‬‬

‫‪9‬‬
‫أخبار الجمعية‬
‫بدعوة من م�ؤ�س�سة بيل وميلندا غيت�س‬
‫العون المباشر تشارك في مؤتمر كبار المتبرعين في لندن‬

‫و�أ���ض��اف د‪ .‬املحيالن ب���أن م�ؤ�س�سة بيل وميلندا غيت�س اخلريية قدمت‬ ‫�أ�سباب وفيات الأطفال يف �أفريقيا وجنوب �آ�سيا‬
‫الكثري من الأعمال اخلريية البارزة من خالل اتباعها ا�سرتاتيجية عمل‬
‫بدعوة من م�ؤ�س�سة بيل وميلندا غيت�س‪� ،‬شارك رئي�س جمل�س �إدارة جمعية حتقق التنمية امل�ستدامة ك���أداة فاعلة يف تنمية املجتمعات ومتكينها من‬
‫العون املبا�شر د‪ .‬عبد الرحمن املحيالن م�ؤخراً يف م�ؤمتر كبار املتربعني يف تنمية وتطوير نف�سها ب�شكل ذاتي‪.‬‬
‫لندن‪ ،‬حيث تلقى املحيالن ر�سالة دعوة للم�شاركة يف امل�ؤمتر حول �أ�سباب‬
‫وفيات الأطفال يف �أفريقيا وجنوب �آ�سيا لل�سنوات اخلم�سه ع�شرة املقبلة و�شدد د‪ .‬املحيالن على �أهمية هذا االجتماع الذي ي�ساهم ب�شكل مبا�شر يف‬
‫بعد النجاح يف تقليل ن�سبة موت الأطفال يف هذه املناطق �إلى الن�صف يف تبادل اخلربات والت�شاور للو�صول �إلى �أف�ضل الطرق و�أجنعها يف تقلي�ص‬
‫وفيات الأط��ف��ال خا�صة و�أن العامل اليوم يعاين من الكثري من الأوبئة‬ ‫اخلم�سه ع�شرة �سنة املا�ضية‪.‬‬
‫اخلطرية مثل �إي��ب��وال وزيكا وغريها والتي يخ�شى على الأط��ف��ال منها‬
‫وب��ه��ذه امل��ن��ا���س��ب��ة‪ ،‬ق���ال د‪ .‬امل��ح��ي�لان �إن جمعية ال��ع��ون امل��ب��ا���ش��ر رك���زت يف ب�شكل خا�ص‪.‬‬
‫ن�شاطاتها الكثرية يف �أكرث من ثالثني دولة �أفريقية على الأطفال من‬
‫خ�لال تطبيق �شعارها يف حم��ارب��ة الفقر واجل��ه��ل وامل��ر���ض‪ ،‬م���ؤك��داً ب���أن وختم د‪ .‬املحيالن متوجهاً بكل ال�شكر والتقدير �إلى م�ؤ�س�سة بيل وميلندا‬
‫اجلمعية حققت الكثري من الإجنازات الكبرية يف هذه املجاالت من خالل غيت�س اخلريية على جهودها اجلبارة يف تعزيز اجلهود املبذولة خلري‬
‫ت��وف�ير امل���اء النظيف وب��ن��اء امل��دار���س واجل��ام��ع��ات وامل�����س��اع��دة يف امل�شاريع الإن�����س��ان والإن�سانية واتباعها الأ���س��ال��ي��ب العلمية والعملية يف حتقيق‬
‫ال�صغرية للأ�سر الفقرية وغريها الكثري من الن�شاطات والتي �ساهمت �أهدافها الإن�سانية النبيلة‬
‫يف تنمية حقيقية يف تلك املجتمعات وحدت ب�شكل الفت من ن�سب الوفيات‬
‫وخا�صة بالن�سبة للأطفال‪.‬‬

‫‪10‬‬
‫تقديراً لإجنازاتها يف خدمة الكويت‬
‫محافظ حولي يكرم معالي العسعوسي من جمعية العون المباشر‬

‫الع�سعو�سي تغيري حياة اكرث من (‪� )120000‬إن�سان جذريا وم�ساعدتهم‬ ‫تقديراً لإجنازاتها و�إ�سهاماتها يف خدمة الكويت‪ ،‬ك��رم حمافظ حويل‬
‫طبياً وعلمياً وعملياً لي�صبحوا منتجني يف جمتمعاتهم‪.‬‬ ‫الفريق �أول م‪ .‬ال�شيخ �أحمد نواف الأحمد ال�صباح مديرة مكتب جمعية‬
‫و�إن��ظ��م��ت الع�سعو�سي ال��ى جمعية ال��ع��ون املبا�شر – مكتب اليمن يف‬ ‫ال��ع��ون امل��ب��ا���ش��ر يف ال��ي��م��ن الأ���س��ت��اذة م��ع��ايل الع�سعو�سي يف ح��ف��ل ج��ائ��زة‬
‫حمافظة حويل للتميز لعام ‪ 2016‬وال��ذي �أقيم يف ‪ 17‬فرباير ‪2016‬‬
‫اغ�سط�س للعام ‪2015‬م ‪ ,‬حيث يذكر �أن مكتب العون يف اليمن �أجنز‬
‫�أكرث من ‪ 15‬م�شروعاً تنموياً وخدمياً يف جمال املياه وي�شمل بناء ال�سدود‬ ‫يف فندق ريجن�سي‪.‬‬
‫واحل��واج��ز امل��ائ��ي��ة وع��م��ل �شبكات ت��وزي��ع امل��ي��اه وت��وزي��ع ال��ف�لات��ر املائية‬ ‫وقد ح�صلت الع�سعو�سي على العديد من اجلوائز خالل رحلتها يف عامل‬
‫لتنقية املياه ‪ ,‬حيث ا�ستفاد من م�شاريع املياه �أكرث من (‪ )60000‬ن�سمة‬ ‫العطاء املجتمعي و�آخ��ره��ا ع��ام ‪2015‬م حيث متيزت ب��ان تكون �ضمن‬
‫‪ ,‬وم���ؤخ��راً نفذ مكتب اليمن العديد من املخيمات الطبية واحلمالت‬ ‫قائمة اقوى ‪ 100‬امر�أة عربية نظري اجنازاتها يف تنمية املجتمع و العمل‬
‫الإغاثية حيث ا�ستفاد منها �أكرث من (‪� )30000‬شخ�ص يف خمتلف املدن‬ ‫االن�ساين عن طريق �أريبيان بزن�س ‪ ,‬كما ح�صلت الع�سعو�سي على جائزة‬
‫واملحافظات اليمنية‪ .‬و�ستظل العون املبا�شر تلبي النداء نظرا لتدهور‬ ‫املر�أة العربية يف املجال اخلريي �ضمن جائزه املر�أة العربية للعام ‪2015‬م‬
‫الو�ضع الإن�����س��اين يف اليمن ‪ ,‬وي��ق��وم املكتب حالياً بتنفيذ العديد من‬ ‫و اخريا �صنفت الع�سعو�سي يف مو�سوعة ثمني الكويت �ضمن ‪ 100‬منجز‬
‫امل�شاريع احليوية واخلدمية يف �أغلب املحافظات اليمنية ‪.‬‬ ‫وقائد ‪ ,‬وتوجت الع�سعو�سي للعام ‪ 2016‬ك�سفرية ليوم رائدات االعمال‬
‫العاملي ممثلة عن دولة الكويت وعرب عملها يف املجال الإن�ساين ا�ستطاعت‬

‫‪11‬‬
‫من خالل معر�ض ي�شرح �إجنازاتها‬
‫مكتب العون المباشر في تنزانيا يشارك في احتفال سفارة الكويت‬
‫باألعياد الوطنية‬

‫�شارك مكتب جمعية العون املبا�شر يف تنزانيا يف فعاليات‬


‫احتفاالت ال�سفارة الكويتية يف تنزانيا مبنا�سبة الأعياد‬
‫الوطنية يف الكويت التي احتفلت ه��ذا ال��ع��ام بالعيد‬
‫ال‪ 55‬ال�ستقالل الكويت والعيد ال ‪ 25‬للتحرير‪.‬‬

‫وج���اءت م�شاركة اجلمعية م��ن خ�لال تنظيم معر�ض‬


‫ي�شرح �إجن��ازات اجلمعية يف تنزانيا حيث مت عر�ض ‪4‬‬
‫ل��وح��ات متثل ك��ل لوحة ن�شاطاً م��ن �أن�شطة اجلمعية‬
‫الرئي�سية وهي التعليم والأيتام وال�صحة واملياه‪.‬‬

‫وقد نال املعر�ض اهتماماً كبرياً من املدعوين حل�ضور‬


‫االحتفال والذين اطلعوا على الأع��م��ال التي تقدمها‬
‫اجل��م��ع��ي��ة ل��ل��م��ج��ت��م��ع ال���ت���ن���زاين‪ ،‬ح��ي��ث �أب������دى وزي���ر‬
‫اخل��ارج��ي��ة ال��ت��ن��زاين �إع��ج��اب��ه وت��ق��دي��ره ل��ه��ذه اجلهود‬
‫الكبرية و�أ�شاد بالدور الإن�ساين الذي تقوم به اجلمعية‬
‫بعد �أن ا�ستمع �إلى �شرح مف�صل عن ن�شاطات اجلمعية‬
‫من �سفري دول��ة الكويت بتنزانيا جا�سم الناجم �أثناء‬
‫ا�ستعرا�ضهم للوحات املعرو�ضة‪.‬‬

‫‪12‬‬
‫�شملت ‪ 1086‬طالب ًا خريج ًا يف جامعتني تابعتني لها‬
‫جمعية العون المباشر تحتفل بتخريج دفعتين في جامعة‬
‫عبد الرحمن السميط في زنجبار وجامعة سيماد في الصومال‬
‫احتفلت جمعية العون املبا�شر بتخريج الفوج اخلام�س ع�شر يف جامعة‬
‫عبد الرحمن ال�سميط بدولة زجنبار وال��ف��وج احل��ادي ع�شر يف جامعة‬
‫�سيماد يف ال�صومال وذلك بح�ضور رئي�س جمل�س �إدارة اجلمعية د‪ .‬عبد‬
‫الرحمن ال�سميط وم�س�ؤولني يف البلدين بالإ�ضافة �إلى �أع�ضاء الهيئات‬
‫التدري�سية يف اجلامعتني وعدد من ال�ضيوف وال�شخ�صيات املهمة‪.‬‬
‫وقد ح�ضر احتفال جامعة عبد الرحمن ال�سميط يف زجنبار النائب الثاين‬
‫لرئي�س اجلمهورية ورئي�س جمل�س اجلامعة بالإ�ضافة �إلى �أع�ضاء الهيئة‬
‫التدري�سية والإداري�ين وم�س�ؤولني حكوميون وطلبة اجلامعة‪ ،‬حيث مت‬
‫تخريج ‪ 686‬طالبا وطالبة يف خمتلف التخ�ص�صات ومنها علوم احلا�سوب‬
‫والكيمياء وعلوم االحياء والفيزياء والتاريخ واجلغرافيا باال�ضافة الى‬
‫اللغات‪ ،‬لي�صل عدد اخلريجني يف هذه اجلامعة منذ عام ‪� 2001‬إلى ‪300‬‬
‫وب��ه��ذه املنا�سبة �أي�ضا‪ ،‬ق��ام د‪ .‬املحيالن بو�ضع حجر الأ���س��ا���س للمدينة‬ ‫خريج يف خمتلف التخ�ص�صات‪.‬‬
‫الطبية وامل�ست�شفى اجلامعي يف مقدي�شو‪ .‬ويعترب هذا امل�شروع من �أهم‬
‫وب��ه��ذه املنا�سبة‪� ،‬أث��ن��ى النائب ال��ث��اين لرئي�س اجلمهورية على اجلهود‬
‫امل�شاريع ال�صحية يف ال�صومال حيث �سيقام على م�ساحة تزيد عن ‪80‬‬
‫اجلبارة التي تبذلها العون املبا�شر يف زجنبار عامة وعلى جامعة ال�سميط‬
‫هكتاراً و�سي�شتمل على كلية الطب والتمري�ض وم�ست�شفى جامعي وادارة‬ ‫خا�صة ملا تقدمه من خدمات للبلد متمنيا لها وللطلبة اخلريجني مزيدا‬
‫و�سكن املوظفني وخمتربات وخدمات فندقية ‪.‬‬ ‫من التوفيق خدمة للوطن واملواطنني‪.‬‬
‫وقد عر�ضت تفا�صيل هذا امل�شروع يف حفل ا�ستقبال �أقامه رئي�س جمهورية‬ ‫ويف خ��ت��ام احل��ف��ل‪ ،‬مت ت�سليم ���ش��ه��ادات ت��ق��دي��ر للمتفوقني م��ن الطلبة‬
‫ال�صومال ح�سن �شيخ حممود يف الق�صر الرئا�سي على �شرف جامعة‬ ‫و�شهادات التخرج كما مت تكرمي النائب الثاين لرئي�س اجلمهورية من‬
‫�سيماد وح�ضره رئي�س جمل�س �إدارة جمعية العون املبا�شر الدكتور عبد‬ ‫قبل احلفل بح�ضور معايل �سفري دولة الكويت يف تنزانيا‪.‬‬
‫الرحمن املحيالن ورئي�س اجلامعة املعني وبع�ض �أع�ضاء هيئة التدري�س‬ ‫كما احتفلت جمعية ال��ع��ون املبا�شر بالذكرى ال�ساد�سة ع�شرة لت�أ�سي�س‬
‫واملوظفون‪.‬‬ ‫جامعة �سيماد وتخريج الدفعة احلادية ع�شرة من الطلبة حيث بلغ عددهم‬
‫‪ 400‬خريج وخريجة من الكليات الأربعة التي تتكون منها اجلامعة وهي‬
‫ويف كلمته �أث��ن��اء حفل اال�ستقبال‪� ،‬أث��ن��ى رئي�س اجلمهورية على عمل‬ ‫كلية العلوم الإدارية وكلية علوم احلا�سوب وكلية العلوم االجتماعية وكلية‬
‫اجلمعية يف ال�����ص��وم��ال وع��ل��ى �أداء اجل��ام��ع��ة خ�ل�ال ال�����س��ن��وات ال�سابقة‬ ‫االقت�صاد‪.‬‬
‫ومتيزها يف تخريج طلبة من ذوي الكفاءات العالية رغم الظروف احلالكة‬
‫التي عرفها البلد كما نوه با�ستمرار اجلامعة يف �أداء مهمتها رغم املخاطر‬ ‫وقد تر�أ�س حفل التخرج الدكتور عبد الرحمن املحيالن ورئي�س جمل�س‬
‫واال�ضطرابات التي ع�صفت ومازالت تع�صف بهذا البلد ‪.‬‬ ‫جامعة �سيماد بح�ضور �أع�ضاء هيئة التدري�س و�ضيوف اجلامعة من‬
‫ماليزيا ومدعوين �آخرين‪.‬‬
‫يذكر �أن جامعة �سيماد تعترب من �أهم امل�ؤ�س�سات اجلامعية التابعة جلمعية‬
‫كما مت تد�شني املبنى اجل��دي��د وخمترب كلية الطب والتمري�ض بعد‬
‫العون املبا�شر يف دولة ال�صومال حيث �أن�شئت �سنة ‪ 1999‬ميالدية بجهود‬
‫�أن ب��د�أت اجلامعة يف ا�ستقبال الطلبة يف هذين التخ�ص�صني الهامني‪،‬‬
‫متوا�ضعة �إال �أنها ما لبثت �أن �شهدت تو�سعا كبريا يف ن�شاطها وتنوعا يف‬ ‫ب��الإ���ض��اف��ة �إل���ى اف��ت��ت��اح م��رك��ز ال��ل��غ��ات مبقر اجل��ام��ع��ة وال���ذي يعترب من‬
‫خدماتها حتى ح�صلت على االع�تراف الر�سمي كجامعة متكاملة منذ‬ ‫اح���دث امل��راك��ز يف ال�����ص��وم��ال حيث ي�ستخدم اح���دث ال��و���س��ائ��ل يف تعليم‬
‫�سنة ‪ 2011‬وبد�أت جتني ثمار اجلهد املتوا�صل من خالل تخريج دفعات‬ ‫اللغات وتنميتها لت�أهيل الطلبة يف جمال ا�ستخدامها يف البحوث العلمية‬
‫متتالية يف خمتلف التخ�ص�صات‪.‬‬ ‫والتخاطب ‪.‬‬

‫‪13‬‬
‫لغر�س وتعزيز قيمة العمل الإن�ساين يف نفو�سهم‬
‫جمعية العون المباشر تستضيف وفداُ من نادي« انيرجي كامب»‬

‫ا���س��ت��ق��ب��ل رئ��ي�����س ق�����س��م ال���ع�ل�اق���ات ال���ع���ام���ة ب��ج��م��ع��ي��ة ال���ع���ون امل��ب��ا���ش��ر‬


‫عبد الرحمن ال�شطي وف��دا من �أط��ف��ال ن��ادي “انريجي كامب” بنات‬
‫برفقة امل�����ش��رف��ات يف ال��ن��ادي حيث ق��دم لهن ن��ب��ذة ع��ن ن�����ش���أة اجلمعية‬
‫وم�ؤ�س�سها الدكتور عبد الرحمن ال�سميط رحمه اهلل والذي كر�س حياته‬
‫و�صحته لأعمال اخلري يف القارة االفريقية وتقدمي كل عون وم�ساعدة‬
‫للمحتاجني م��ن غ��ذاء وك�ساء ودواء وم��دار���س وقرطا�سية بالإ�ضافة‬
‫�إلى حفر الآب��ار وامل�شاريع الإنتاجية هناك حمققاً بذلك ا�سرتاتيجية‬
‫اجلمعية يف حماربة الفقر واملر�ض واجلهل‪.‬‬
‫وق���ام ال�شطي مب��راف��ق��ة ال��وف��د ال��زائ��ر يف ج��ول��ة ميدانية على �إدارات‬
‫و�أق�سام اجلمعية وقدم لهم نبذة عن ن�شاطات وفعاليات جمعية العون‬
‫وتو�ضيبها وفرزها وتغليفها وم��ن ثم �شحنها ال��ى اك�ثر من ‪ 30‬دولة‬ ‫املبا�شر‪ ،‬م�ستعينا بال�صور التو�ضيحية واالعمال امليدانية التي يقوم بها‬
‫افريقية تتواجد فيها ف��روع ومكاتب للجمعية ت�شرف على توزيعها‬ ‫العاملون يف اجلمعية‪.‬‬
‫ب�شكل مبا�شر على ال��ف��ق��راء وامل�����س��اك�ين وامل�ستحقني ل��ه��ذه التربعات‬
‫اخلريية‪.‬‬ ‫و�أطلع رئي�س ق�سم املخازن يف اجلمعية ال�سيد يو�سف الكندري الوفد‬
‫الزائر على نظام التربعات العينية الذي تنفرد وتتميز به جمعية العون‬
‫و�أك���د ال��ك��ن��دري على �أن جمعية ال��ع��ون املبا�شر ت�شحن اك�ثر م��ن ‪30‬‬ ‫املبا�شر عن غريها من اجلمعيات اخلريية يف البالد‪ ،‬وكيفية التعامل مع‬
‫حاوية كبرية (كونتريات)�سنويا �إلى القارة االفريقية وال ت�ألو جهدا يف‬ ‫هذه التربعات بدءاً من ا�ستقبالها وا�ستالمها مرورا بفرزها وت�صنيفها‬
‫م�ضاعفة العمل والن�شاط لزيادة هذا الرقم عن طريق حث امل�ؤ�س�سات‬ ‫من مالب�س و�أث��اث وكهربائيات والعاب �أطفال وغريها من التربعات‪،‬‬
‫واالندية وغريها من اجلهات يف الكويت مل�ضاعفة تربعاتهم العينية‬ ‫وانتهاء بتعبئتها وتغليفها قبل ار�سالها يف حاويات �ضخمة “كونتيرنات‬
‫التي ت�سد رمق املعوزين واملحتاجني يف افريقيا‪.‬‬ ‫“الى م�ستحقيها وامل�ستفيدين منها يف �أكرث من ‪ 30‬دولة �إفريقية‪.‬‬

‫يذكر �أن “انريجي كامب” نا ٍد تربوي يهتم بالأطفال من �سن ‪,14-9‬‬ ‫كما جتول الوفد يف خمازن اجلمعية حيث �شاركت الفتيات ال�صغريات‬
‫وتقوم وف��ود منه ب�شكل دائ��م بزيارات ميدانية الى عدد من امل�ؤ�س�سات‬ ‫يف عمليات فرز وتعبئة املالب�س وااللعاب داخل اكيا�س ومن ثم كب�سها‬
‫وتغليفها بكل �سعادة و�سرور�شعورا منهن بقيمة العمل االن�ساين‪.‬‬
‫واجلمعيات لتدريب ه�ؤالء الأطفال ميدانيا الكت�ساب اخلربات واالطالع‬
‫عن كثب على ن�شاطات وفعاليات هذه اجلهات على ار�ض الواقع امليداين‬ ‫وبهذه املنا�سبة‪ ،‬ق��ال الكندري �إن جمعية العون املبا�شر تعد اجلمعية‬
‫متهيدا جلعلهم �أع�ضاء فاعلني يف املجتمع الكويتي يبادرون �إلى القيام‬ ‫اخلريية الوحيدة التي تقوم بجمع التربعات العينية من داخل الكويت‬
‫باملهمات ويتحملون امل�سئوليات التي تناط بهم م�ستقبال‪.‬‬

‫‪14‬‬
‫ت�شمل مواد غذائية وغري غذائية‬
‫العون المباشر نفذت حمالت إغاثية عاجلة في النيجر ومدغشقر‬

‫نظراً ملا يعانيه مئات الآالف من النا�س يف النيجر ومدغ�شقر ب�سبب‬


‫موجة اجل��ف��اف وظ���روف النازحني ه��رب��اً م��ن احل���رب‪ ،‬ات��خ��ذت جمعية‬
‫العون املبا�شر ق��راراً بتنفيذ حمالت �إغاثية عاجلة يف هذين البلدين‬
‫املنكوبني لتوزيع مواد غذائية وغري غذائية على �آالف الأ�سر املت�ضررة‬
‫واملحتاجني من النازحني والالجئني الهاربني من ويالت احلروب‪.‬‬
‫وكان مكتب الأمم املتحدة لتن�سيق ال�ش�ؤون الإن�سانية (�أوت�شا) قد �أ�صدر‬
‫تقريراً بني فيه حاجة النيجر �إلى ‪ 316‬مليون دوالر �أمريكي للإغاثة‬
‫العاجلة مو�ضحاً ب�أن املبلغ املح�صل من هذه احلاجة مل يتجاوز ‪% 2‬‬
‫(‪ 12‬مليون دوالر)‪ ،‬بينما يعاين �أهل املنطقة من نق�ص �شديد يف الغذاء‬
‫والتغذية العالجية وخدمات الالجئني وغريها من املجاالت امللحة‪.‬‬
‫وت��رك��ز اجلمعية يف حملتها الإغ��اث��ي��ة يف النيجر على منطقة غفلت‬
‫عنها املنظمات الدولية واملحلية واحلكومة وه��ي يف القرى التي تقع‬
‫�شرق زندر حوايل ‪ 130‬كم وبداخل ال�صحراء وتبعد عن الطريق ‪30‬‬
‫كم‪ .‬هي جتمعات قروية اجتمعت عليها ظروف الفقر والظم�أ واملر�ض‬
‫و�أ�صاب الأطفال فيها حاالت من �سوء التغذية‪ .‬كما ت�سعى اجلمعية يف‬
‫حملتها �إلى �شراء �سيارة �إ�سعاف جديدة بتكلفة ‪ 16000‬دينار كويتي‬
‫تقريباً كم�شروع للإغاثة املتنقلة ت�ستفيد منه القرى النائية‪.‬‬
‫وت�ستعد اجلمعية �أي�ضاً �إل��ى �إط�لاق حملة �إغاثية عاجلة يف مدغ�شقر‬
‫ت�شمل �ألف عائلة مت�ضررة بتكلفة ت�صل �إلى ‪ 50000‬يورو كمرحلة‬
‫‪� 380‬أل���ف �شخ�ص ب��ه��ذه ال��ظ��روف مب��ا ميثل ‪ % 30‬م��ن ع��دد �سكان‬ ‫�أولية تتمثل يف توزيع م��واد غذائية وم��واد غري غذائية بعد �أن و�صل‬
‫الو�ضع �إلى �شبه جماعة ب�سبب عدم �سقوط الأمطار ملدة �سنة ون�صف‬
‫مدغ�شقر‪.‬‬ ‫وو�صول عدد الوفيات ب�سبب اجلوع ونق�ص املياه �إلى ‪� 35‬شخ�صاً وت�أثر‬

‫‪15‬‬
‫التعليم العالي‬ ‫ملف العدد‬

‫" التعليم حق مشروع لكل طفل في أفريقيا "‬


‫المرحوم د‪ .‬عبد الرحمن السميط‬

‫يعترب التعليم العايل من �أهم مقومات ودعائم الدولة يف التنمية والتطوير على كافة امل�ستويات دون ا�ستثناء‪ .‬وقد تواجه‬
‫الكثري من الدول عقبات كثرية يف ت�أ�سي�س هذه املنظومة العلمية الكبرية لأ�سباب مادية �أو غري مادية‪ ،‬وتبقى هذه الدول‪،‬‬
‫بالطبع مت�أخرة ومتخلفة لأنها ال ت�ستطيع بناء نظام التنمية الذاتية الذي يعترب التعليم العايل من �أهم دعائمه‪.‬‬

‫ويعجب امل��رء كيف �أن دو ًال م�ستقلة وكبرية تعجز عن بناء نظام تعليم‬
‫عايل جيد‪ ،‬بينما تقوم جمعية خريية �إن�سانية بتحقيق خطوات رائدة يف‬
‫هذا املجال من خالل تربعات �إن�سانية ال ميكن توقع كميتها �أو توقيتها‬
‫�أو زمانها ومكانها!!!‬
‫جمعية العون املبا�شر‪ ،‬جلنة م�سلمي �أفريقيا �سابقاً‪ ،‬قامت بذلك بف�ضل‬
‫اهلل �سبحانه وتعالى وجهود م�ؤ�س�سها الأ�سطورة املرحوم الدكتور عبد‬
‫الرحمن ال�سميط وتفاعل �أهل اخلري يف الكويت ودول جمل�س التعاون‬
‫اخلليجي! وجنحت هذه اجلمعية يف ت�أ�سي�س و�إدارة �أربع جامعات يف الدول‬
‫والفنون والتكنولوجيا» يف بنني ‪ ،‬والتي و�ضع حجر الأ�سا�س لها مطلع عام‬ ‫الأفريقية الأكرث حاجة لهذه املرافق العلمية احليوية وهي الآن حت�صد‬
‫جهود �سنني طويلة بعد �أن ح�صلت جامعاتها على االع�تراف الر�سمي‬
‫‪.2014‬‬
‫و�صارت حتتفل بخريجيها املتزايدين عاماً بعد عام‪ ،‬حيث احتفلت هذا‬
‫وقد بلغ عدد الطلبة يف اجلامعات الثالثه ‪ 5817‬طالباً وطالبة ‪ ،‬منها‬ ‫العام بتخريج ‪ 1086‬طالباً وطالبة يف جامعتني تابعتني لها وهي جامعة‬
‫عبد الرحمن ال�سميط يف زجنبار وجامعة �سيمد يف ال�صومال‪.‬‬
‫‪ 343‬منحة درا���س��ي��ة جامعية للطلبة املحتاجني ال��ذي��ن ال ي�ستطيعون‬
‫�إكمال درا�ساتهم على نفقتهم اخلا�صة‪ ،‬بالإ�ضافة �إلى ‪ 27‬منحة درا�سات‬ ‫اجل��ام��ع��ات الأرب��ع��ه ه��ي جامعة «الأم����ة» يف كينيا‪ ،‬وج��ام��ع��ة «�سيمد» يف‬
‫عليا يف كافة االخت�صا�صات التي تقدمها هذه اجلامعات‪.‬‬ ‫ال�صومال‪ ،‬وجامعة «عبد الرحمن ال�سميط» يف زجنبار‪ ،‬وجامعة «العلوم‬

‫‪16‬‬
‫جامعة عبد الرحمن السميط‬
‫ت�أ�س�ست جامعة عبد الرحمن ال�سميط يف زجنبار عام ‪ 1998‬وكانت بدايتها‬
‫متوا�ضعة للغاية حيث بد�أت بـ ‪ 25‬طالباً فقط‪ ،‬واليوم و�صل عدد الطالب‬
‫امل�سجلني فيها ‪ 1300‬طالب وطالبة يف خمتلف التخ�ص�صات التي تقدمها‬
‫اجلامعة وهي‪ :‬الدرا�سات الإ�سالمية‪ ،‬اللغة العربية‪ ،‬التاريخ‪ ،‬اجلغرافيا‪،‬‬
‫الريا�ضيات والفيزياء‪ ،‬الكيمياء والأحياء‪.‬‬
‫تقوم هذه اجلامعة بتزويد �سوق العمل يف تنزانيا بكوكبة من اخلريجني‬
‫املتميزين �سنويا مبختلف التخ�ص�صات لي�سهموا �إ�سهاما فاعال بتنمية‬
‫جمتمعهم‪ .‬و�ستكون ه��ن��اك تو�سعة للجامعة م�ستقبال و�إن�����ش��اء مركز‬
‫البحوث العلمية والن�شر وكلية ال�شريعة وعلوم الدين وكلية الآداب وكلية‬
‫االقت�صاد ف�ضال عن افتتاح فرع للجامعة يف دار ال�سالم‪.‬‬

‫جامعة سيمد ‪ -‬الصومال‬

‫ومازال العمل م�ستمر واجلهود متوا�صلة وتقوم اجلمعية �سنوياً �أو �شبه‬
‫ذلك بتو�سيع وتطوير �صروحها التعليمية املتميزة باعتبارها �أدوات التنمية‬
‫احلقيقية يف املجتمعات الأفريقية وغريها‪ ،‬حيث مت م�ؤخراً تد�شني املبنى‬ ‫جامعة �سيمد تعترب من �أهم امل�ؤ�س�سات اجلامعية التابعة جلمعية العون‬
‫اجلديد وخمترب كلية الطب والتمري�ض يف جامعة �سيمد بعد �أن بد�أت‬ ‫املبا�شر يف دول��ة ال�صومال ‪ ,‬حيث �أن�شئت �سنة ‪ 1999‬ميالدية بجهود‬
‫اجلامعة يف ا�ستقبال الطلبة يف هذين التخ�ص�صني الهامني‪ ،‬بالإ�ضافة‬ ‫متوا�ضعة �إال �أنها ما لبثت �أن �شهدت تو�سعا كبريا يف ن�شاطها وتنوعا يف‬
‫�إلى افتتاح مركز اللغات مبقر اجلامعة والذي يعترب من احدث املراكز‬ ‫خدماتها حتى ح�صلت على االع�تراف الر�سمي كجامعة متكاملة منذ‬
‫يف ال�صومال حيث ي�ستخدم اح��دث الو�سائل يف تعليم اللغات وتنميتها‬ ‫�سنة ‪ 2011‬وب��د�أت جتني ثمار اجلهد املتوا�صل من خالل تخرج دفعات‬
‫لت�أهيل الطلبة يف جمال ا�ستخدامها يف البحوث العلمية والتخاطب ‪.‬‬ ‫متتالية يف خمتلف التخ�ص�صات‬

‫كما قامت اجلمعية بو�ضع حجر الأ�سا�س للمدينة الطبية وامل�ست�شفى‬ ‫ويف نهاية عام ‪ ،2014‬ان�ضمت جامعة �سيمد ر�سميا �إل��ى احت��اد جامعات‬
‫اجلامعي يف مقدي�شو‪ .‬ويعترب ه��ذا امل�شروع من �أه��م امل�شاريع ال�صحية‬ ‫العامل الإ�سالمي ‪ ،‬وذلك بعد �أن قرر املجل�س التنفيذي لالحتاد‪ ،‬قبول‬
‫يف ال�صومال حيث �سيقام على م�ساحة تزيد عن ‪ 80‬هكتاراً و�سي�شتمل‬ ‫ع�ضوية جامعة �سيميد يف دورت���ه التا�سعة ع�شرة ال��ت��ي ع��ق��دت يف مقر‬
‫على كلية الطب والتمري�ض وم�ست�شفى جامعي و�إدارة و�سكن املوظفني‬ ‫املنظمة الإ�سالمية للرتبية والعلوم والثقافة – �إي�سي�سكو‪  -‬مبدينة‬
‫وخمتربات وخدمات فندقية ‪.‬‬ ‫الرباط‪ ،‬عا�صمة اململكة املغربية‪.‬‬

‫‪17‬‬
‫جامعة األمة‬
‫تعد جامعة الأم��ة التابعة جلمعية العون املبا�شر �أول جامعة �إ�سالمية‬
‫ت�ؤ�س�سها ومتولها جمعية خريية عربية يف �أفريقيا‪ ،‬و�ضع لبنتها الأولى‬
‫امل��رح��وم د‪.‬ع��ب��د الرحمن ال�سميط ع��ام ‪2007‬م ح�ين �أ�س�س «كلية ثيكا»‬
‫لل�شريعة الإ�سالمية والتي منحتها جلنة التعليم العايل الكينية التفوي�ض‬
‫يف منح درجتني علميتني يف تخ�ص�صي ال�شريعة والدرا�سات الإ�سالمية‬
‫ب��ال��ت��ع��اون م��ع جامعة �أف��ري��ق��ي��ا العاملية يف ال�����س��ودان‪ ،‬ث��م حت��ول��ت «كلية‬
‫ثيكا» �إلى «جامعة الأم��ة» لت�ضم ثالث كليات هي الدرا�سات الإ�سالمية‬
‫وال�شريعة واالقت�صاد‪ ،‬ومن ثم ح�صلت يف عام ‪ 2013‬على االعرتاف من‬
‫جلنة التعليم العايل ك���أول جامعة �إ�سالمية خا�صة من بني ‪ 67‬جامعة‬
‫منها ‪ 34‬تابعة للكني�سة‪.‬‬
‫كما افتتحت جمعية ال��ع��ون املبا�شر املبنى اجل��دي��د جلامعة «الأم���ة» يف‬
‫مقاطعة «كاجيادو» (‪ 75‬كم جنوب العا�صمة الكينية ن�يروب��ي)‪ .‬يتكون‬
‫احلرم اجلامعي اجلديد من قاعات حديثة للمحا�ضرات و�سكن للموظفني‬
‫و�آخر للطالب ومبنى �إداري‪ ،‬بالإ�ضافة �إلى مكتبة كبرية ت�ستوعب ‪500‬‬
‫طالب وطالبة وتت�سع لـ ‪� 10‬آالف كتاب ومرجع علمي باللغتني العربية‬
‫والإجنليزية‪ ،‬وحتتوي املكتبة على �أجهزة كمبيوتر م��زودة بالإنرتنت‪،‬‬
‫كما �أن�ش�أت جامعة الأمة مكتبة رقمية فيها ماليني من الكتب واملجالت‬

‫‪18‬‬
‫وامل������وارد ال��رق��م��ي��ة ال��ت��ي ت��غ��ط��ي امل��وا���ض��ي��ع امل��ت��ن��وع��ة‬
‫وه��ي متاحة للطالب داخ���ل الكلية �أو ع�بر البوابة‬
‫الإلكرتونية للجامعة‪.‬‬
‫متنح اجلامعة ثالث درجات جامعية هي‪ :‬بكالوريو�س‬
‫ال�شريعة الإ�سالمية‪ ،‬وبكالوريو�س الآداب والدرا�سات‬
‫الإ�سالمية‪ ،‬وبكالوريو�س �إدارة الأع��م��ال‪ ،‬بالإ�ضافة‬
‫�إلى خم�س دبلومات يف‪ :‬الأعمال امل�صرفية الإ�سالمية‬
‫والتمويل – الدرا�سات الإ�سالمية – اللغة العربية‬
‫والدرا�سات الإ�سالمية – �إدارة الأعمال – تكنولوجيا‬
‫امل��ع��ل��وم��ات واالت�����ص��االت (‪ ،)ICT‬وي�ستوعب خريجو‬
‫اجل��ام��ع��ة ���س��ن��وي��اً يف وظ���ائ���ف م��رم��وق��ة يف التعليم‬
‫وال��ب��ن��وك والق�ضاء وغ�يره��ا‪ ،‬وم���ؤخ��راً مت تعيني ‪13‬‬

‫يكون لعمله �صفة اال�ستدامة فاملاء جار ملن يريد �أن ي�شرب والدواء متوفر ملن يحتاج واملدار�س‬ ‫قا�ضياً من خريجي اجلامعة من �أ�صل ‪ 20‬قا�ضياً‪.‬‬
‫واجلامعات مفتوحة ملن ي�شاء ‪ ،‬و�أ�س�س م�شروعات للم�ستقبل حتى ت�ستطيع �أن تدير نف�سها‬ ‫ولأن الأ�سا�س كان را�سخاً ‪ ،‬كان البنيان قوياً‪ ،،،‬فقدم‬
‫بنف�سها ومل يكن يرى ب�أن مهمته هي نقل ما يقدمه املعطي �إلى املحتاج بل كان هدفه ت�أ�سي�س‬ ‫املرحوم الدكتور عبد الرحمن ال�سميط �أر�ضية قوية‬
‫م�ؤ�س�سات را�سخة كما هو احلال مع هذه اجلامعات وال�صروح العلمية الكبرية التي �أثبتت‬ ‫وم��درو���س��ة للعمل اخل�يري امل��ي��داين ومل�ؤ�س�سة تتميز‬
‫نظرته الثاقبة وهدفه النبيل وح�سه الإن�ساين العميق ‪ ..‬رحمه اهلل و�أدخله ف�سيح جناته من‬ ‫باال�ستدامة و�أو�صل من خاللها املعطي باملحتاج وفق‬
‫�أي باب ي�شاء‪..‬‬ ‫�أ�سلوب علمي ‪ ،‬كما حر�ص ال�سميط رحمه اهلل على �أن‬

‫‪19‬‬
‫لقاء‬

‫د‪ .‬المحيالن‪ :‬أحلم بوجود جامعة ل" العون المباشر" في كل دولة‬

‫د‪ .‬السميط شخصية مميزة تبوأت بفضله الجمعية‬


‫مكانة عالية محلي ًا ودولي ًا‬

‫‪20‬‬
‫د‪ .‬املحيالن ‪:‬‬

‫العمل الخيري‬
‫“ قدر جميل”‬
‫مصافحة حرة‬

‫عندما و�صلنا املكان‪ ،‬مقر جمعية العون املبا�شر لإجراء‬


‫مقابلة مع رئي�س جمل�س �إدارتها الدكتور عبدالرحمن‬
‫املحيالن‪ ،‬وجدنا هذا املقر يحكي ق�ص�ص جناحات و�أ�سر‬
‫و�أ�شخا�ص‪ ،‬يتيم هناك مدت له يد العون‪ ،‬وبئر هناك‬
‫ي��روي ظم�أ قرية عط�شى‪ ،‬ومتطوع يف اجلانب الآخ��ر‬
‫غمرته �سعادة ال تو�صف لأنه قدم الغوث ملحتاج‪� ،‬صور‬
‫معلقة على اجلدران لكن كل واحدة منها تروي حكاية‪.‬‬
‫عندما دخلنا مكتب د‪ .‬عبد الرحمن املحيالن‪ ،‬رئي�س‬
‫جمل�س �إدارة جمعية العون املبا�شر وجدناه امتدادا ملا‬
‫�شاهدناه يف مقر اجلمعية‪ ،‬ب�ساطة وق�ص�ص جناح للعمل‬
‫اخلريي الإغاثي‪ .‬بداية ا�ستعاد يف حديثه معنا ذكريات‬
‫بداياته وعمله مع من و�صفته ال�صحافة « ب�أ�سطورة‬
‫اخل�ير » ال��راح��ل امل��رح��وم د‪ .‬عبد الرحمن ال�سميط‬
‫م�ؤ�س�س اجلمعية منذ عام ‪.1981‬‬
‫صاحب الفارس‪ ،،،‬فارس‬
‫ي�ؤكد د‪ .‬املحيالن ب���أن العمل امل�ؤ�س�سي ال��ذي تتبعه اجلمعية لي�س وليد‬
‫عمل د‪ .‬املحيالن مع املغفور له ب�إذن اهلل الدكتور عبد الرحمن ال�سميط‬
‫ال�صدفة �أو اللحظة‪ ،‬لكنه عمل يتم �سنويا منذ �إن�شاء اجلمعية‪ ,‬وعملها‬
‫ف�ترة طويلة ام��ت��دت لأك�ث�ر م��ن ث�لاث��ة ع��ق��ود وه��و يفخر مب�صاحبته «‬
‫يكرب ع��ام��اً بعد الآخ���ر‪ ،‬وي���ؤك��د �أي�����ض��اً ب����أن اجلمعية ت��ه��دف �إل���ى حتقيق‬
‫ا�سرتاتيجيتها ومن �ضمنها تنمية امل��وارد الإن�سانية وخ�صو�صاً يف زيادة‬ ‫لأحد فر�سان العمل اخلريي د‪ .‬عبد الرحمن ال�سميط » وحكى لنا كيف‬
‫ميزانية التعليم من ‪� % 2‬إلى ‪ % 12‬حتى و�صلت حالياً �إلى ‪% 15‬‬ ‫توا�صال يف رحلة ال�سعي لتخفيف �آالم املعوزين و�أ�صحاب احلاجة‪ ,‬حينما‬
‫من خالل بناء ثالث جامعات‪ ,‬بني منها فعليا جامعتان والثالثة يف طور‬ ‫�شعرا بالأخطار املحدقة التي تهدد م�سلمي �أفريقيا ‪� ..‬أدركا خطورة العدو‬
‫التنفيذ‪ ,‬ونحو ‪ 200‬مدر�سة تعك�س مدى االهتمام بالتعليم‪.‬‬ ‫اجلديد املتمثل يف التن�صري‪.‬‬

‫‪21‬‬
‫البداية‬
‫ب��د�أ املحيالن بحمد اهلل والثناء عليه وال�صالة على النبي حممد عليه‬
‫ال�صالة وال�����س�لام وبعدها مبا�شرة حكى لنا كيف �أن «�صديقي حممد‬
‫ال�صقر ال���ذي �أخ���ذين �إل���ى العمل اخل�ي�ري – غ�صب عني – وجمعني‬
‫بالأخوة العاملني يف جلنة م�سلمي �أفريقيا �آنذاك برئا�سة املرحوم الدكتور‬
‫عبد الرحمن ال�سميط وذلك يف العام ‪ .1987‬وبحكم اخت�صا�صي بالعمل‬
‫يف التعليم �أو الطب وخالفه بد�أنا العمل‪».‬‬

‫غزو غاشم‬
‫مل مت�ض ثالث �سنوات على بداية العمل حتى جاء الغزو العراقي الغا�شم‬
‫على دول��ة الكويت وكانت تلك ف�ترة ع�صيبة على اجلميع ولكن الأم��ر‬
‫يختلف عندما يتعلق بعمل اجلمعيات اخلريية‪ .‬التي يرى املحيالن ب�أن‬
‫عملها يبد�أ «عندما حتل امل�صائب فنجد �أن اجلمعيات اخلريية ت�صب‬
‫يف بوتقة واح��دة فعملنا يف الهالل الأحمر ك�أع�ضاء �أن��ا واملرحوم د‪.‬عبد‬
‫الرحمن ال�سميط و�ساهمنا بالعمل يف امل�ست�شفيات وتوفري املواد الطبية‪,‬‬
‫ثم اختلقوا لنا ق�صة ف�سجنا نحن وثالثة �إخ��وان �آخرين وعندما �أنعم‬
‫اهلل علينا باحلرية وا�صلنا العمل وخالل تلك الفرتة مل يتوقف عطاء‬
‫اجلمعية وفقاً ملا خطط له د‪ .‬ال�سميط و�أخ�يراً فنحن من امل�ساهمني يف‬
‫تحصيل حاصل‬ ‫العمل الدبلوما�سي للتعريف باجلمعية‪ ,‬حيث ك��ان د‪ .‬ال�سميط يجوب‬
‫�إن الإجن����ازات التي حققتها جمعية ال��ع��ون املبا�شر تتحدث ع��ن نف�سها‬ ‫�أفريقيا والأمم املتحدة وو�ضع قواعد العمل اخلريي‪ ,‬بل وابتكر اجلديد‬
‫ولي�ست بحاجة ملن يتحدث عنها ويكتبها بغر�ض الدعاية‪ ،،،‬فهي �إجنازات‬ ‫فيه‪ ,‬وتركيزه كان وا�ضحاً يف هذا املجال‪».‬‬
‫كثرية وكبرية ومتعددة وم�ستدامة والأكرث من ذلك �أنها وا�ضحة‪ .‬ومن‬
‫يعمل يف ه��ذا املجال اخل�يري ال يتطلع �إل��ى جوائز وتقديرات فال �أحد‬ ‫" السمراء " ‪ ...‬اختارتنا!!!‬
‫يجربه على ذلك ولي�س هناك مردود مادي �أي�ضاً‪ .‬ولي�س من املعقول �أن‬ ‫هي من �أخطر الأماكن التي ميكن �أن يعمل فيها الإن�سان ب�سبب الأخطار‬
‫يعمل �شخ�ص ما يف جمال خريي لع�شرات ال�سنني ليح�صل بعد ذلك على‬ ‫الطبيعية والأخطار من �صنع الب�شر مثل احلروب‪ ،‬هي القارة الأفريقية‬
‫جائزة من هنا �أو هناك‪ ،،،‬ولكن التقدير واالعرتاف مطلوبان‪.‬‬ ‫«ال�سمراء» التي يقول عنها د‪ .‬املحيالن ب�أنها هي التي اختارت «املرحوم‬
‫ح�صلت اجلمعية على الكثري من التقديرات والثناءات املحلية والعاملية‬ ‫الدكتور عبد الرحمن ال�سميط نظراً لظروفها احلياتية امل�تردي��ة ود‪.‬‬
‫وم�ؤخراً ح�صلت على املركز الثاين عربيا خالل م�سابقة «فورب�س» والتي‬ ‫ال�سميط هو من�شئ هذه امل�ؤ�س�سة‪ ,‬ويعرف احلاجات الكثرية التي حتتاجها‬
‫اعتربها املحيالن حت�صيل حا�صل وعرب عن فخره واعتزازه مع كل ع�ضو‬ ‫تلك القارة املن�سية وامل�ستعمرة ويقال �أن اال�ستعمار مل يخرج منها‪ ,‬ومازال‬
‫يف اجلمعية بها‪ ،‬معترباً ه��ذه اجلائزة «و�ساماً على �صدر كل واح��د من‬ ‫فيها ب�صور �أخرى‪ .‬وحتى يف ظل وجود امل�ستعمر اجلديد هناك جمموعة‬
‫العاملني يف اجلمعية مبجاله و�إب��داع��ه وتفانيه يف العمل ‪ ,‬ف�أنا فخور‬ ‫كبرية من الفقراء واملهم�شني يف �أفريقيا ت�صل ن�سبتهم �إلى نحو ‪% 80‬‬
‫بال�شباب الذين يعملون معنا املتواجدين حالياً يف �صحراء قاحلة لأكرث‬ ‫معظمهم من امل�سلمني و�إذا مل تكن هذه الأماكن حمتاجة ملد يد العون‪،‬‬
‫من ثالثة �أ�شهر يف النيجر ولديهم �إميان بر�ضا اهلل وم�ساعدة الفقراء‪,‬‬ ‫مل تكن هناك خماطر تراها بنف�سك ب�أم عينيك‪ ,‬ف�أنت بني معطي يرغب‬
‫فاجلائزة حت�صيل حا�صل‪ ,‬ونهدف من خالل اجلمعية �إلى مر�ضاة اهلل‬ ‫يف ر�ضا اهلل‪ ,‬وبني حمتاج وحاجته ق�صوى‪ ,‬فوجودك مهم جداً لعدة �أ�سباب‬
‫و�إمي��ان ال�شباب مبا يقومون به‪ ,‬ف��الإب��داع واجلائزة ج��اءت من خاللهم‬ ‫منها تو�صيل الإغاثة يف �أ�سرع وقت‪ ,‬وت�ؤديها ب�أح�سن جودة وب�أقل كلفة‪..‬‬
‫ونحن نقف �إلى جوارهم »‬ ‫واعتقد �أن الآجر العظيم من عند اهلل يخفف وط�أة املخاطر الأخرى‪.‬‬

‫‪22‬‬
‫دون ت��ع��ل��ي��م ج���ي���د‪ ,‬وع��ل��ي��ه ن��ح��ن ن��ك��م��ل م�����س�يرة رائ�����د ال��ع��م��ل اخل�ي�ري‬
‫د‪ .‬ال�سميط يف ق��ط��اع التعليم ول��دي��ن��ا ث�لاث ج��ام��ع��ات ك��ان��ت يف الأ���ص��ل‬ ‫من كبار المتبرعين‬
‫مدار�س ثم �أعدنا هند�ستها بجودة عالية لت�صبح جامعات متخ�ص�صة‪,‬‬ ‫تلقت اجلمعية �أي�����ض��اً م���ؤخ��راً دع���وة م��ن م�ؤ�س�سة ب��ل وميليندا غيت�س‬
‫ضال عن املدار�س‬‫اثنتان قائمتان فعليا ًوهناك جامعة يتم بنا�ؤها حالياً ف� ً‬ ‫للم�شاركة يف م�ؤمتر كبار املتربعني يف لندن‪ ،،،‬وهي دعوة طبيعية جلمعية‬
‫املختلفة فعلى �سبيل املثال كينيا فيها حوايل ‪� 7‬آالف مدر�سة ومن يتخرج‬ ‫مثل العون املبا�شر التي ذاع �صيتها يف العامل وعرفها كل من يهتم بفعل‬
‫م��ن ثانوياتها يلحق باجلامعة‪ ,‬ومطبق ه��ذا الأم���ر يف ك��ل م��ن تنزانيا‬ ‫اخلري مثل بيل غيت�س و�أعجب بها‪ .‬يقول د‪ .‬املحيالن عن ذلك �إنه �شعر‬
‫وزجنبار وحلمنا �أن يكون لدينا جامعة خا�صة للعون املبا�شر يف كل دولة »‬ ‫بالفخر الختيار اجلمعية م��ن قبل م�ؤ�س�سات لها دور كبري يف العمل‬
‫و�أ�ضاف د‪ .‬املحيالن مو�ضحاً ب�أن “املرحوم د‪ .‬ال�سميط قد ا�شرتى �أر�ضاً‬ ‫اخل�يري املنظم‪ ,‬وه��م يجتمعون معنا منذ �أك�ثر م��ن ع��ام ون�صف العام‬
‫للتعرف على �أن�شطة اجلمعية‪ ,‬ووج��دوا من الأهمية الق�صوى التعاون‬
‫جلامعة الأمة يف كينيا ت�صل قيمتها حالياً �إلى ‪� 20‬ضعفاً ومت بناء املرحلة‬
‫الأول��ى‪ ,‬و�ستبد�أ املرحلة الثانية بعد �شهر ‪ ،‬فجامعة الأم��ة هي الوحيدة‬ ‫م��ع امل�ؤ�س�سات الدولية كاليون�سيف ومنظمة ال�صحة العاملية لتقدمي‬
‫املخ�ص�صة يف الأ���ص��ل لأب��ن��اء امل�سلمني‪ ,‬وه��ن��اك نحو ‪ 40‬جامعة �أخ��رى‬ ‫االغاثات واحلمالت ال�صحية وخ�صو�صا يف ال�صومال حيث قمنا بفتح‬
‫م�سيحية ورغ��م ذل��ك يلتحق بها بع�ض امل�سلمني‪ ,‬كما �أن لدينا طالباً‬ ‫‪ 18‬م��رك��زاً ل�ل�أمم املتحدة هناك خ�لال العام ‪ 2011‬من �أج��ل تقدمي‬
‫م�سيحيني‪ ,‬فنحن يف عملنا ال نفرق بني النا�س �سواء يف �أعمالنا الإغاثية‬ ‫الإغاثات ولدينا من يعمل بالقارة الإفريقية ي�صل عددهم �إلى نحو ‪5‬‬
‫�أو التعليمية‪ ,‬و�سيتم اجناز املرحلة الثانية خالل ‪� 30‬شهراً لت�صل طاقتها‬ ‫�آالف موظف‪ ,‬ولذلك متت دعوتنا نحن الوحيدين يف منظمات ال�شرق‬
‫اال�ستيعابية لنحو ‪� 15‬ألف طالب ‪ ،‬كما �أن جامعة زجنبار وال�صومال من‬ ‫الأو�سط مع م�ؤ�س�سات كبرية كالبنك الإ�سالمي للتنمية وم�ؤ�س�سات كربى‬
‫�أف�ضل اجلامعات حالياً ”‬ ‫يف �أوروب��ا وكان لدينا ورقة عمل كانت عبارة عن مناق�شات وطرح حلول‬
‫وما ن�ستطيع تقدميه من معلومات و�إتاحة الفر�صة للتعاون‪ ,‬فاخلطط‬
‫أمير اإلنسانية‬ ‫مو�ضوعة وقد قمنا بتعديل بع�ض االجراءات بناء على خربتنا‪».‬‬

‫حتدث د‪ .‬املحيالن بفخر كبري عن ح�صول ح�ضرة �صاحب ال�سمو �أمري‬


‫البالد ال�شيخ �صباح الأحمد اجلابر ال�صباح على لقب القائد الإن�ساين‬ ‫«العون» و «اليونيسيف»‬
‫معرباً عن فخره ب�أن «الكويت �أكرث دولة منظمة من جهة العمل اخلريي‪,‬‬ ‫عملت جمعية العون املبا�شر بكل �أمانة ونزاهة وجد وخريية كما �شهد‬
‫ف�إذا ما حدثت كارثة جند اجلميع يكون يف بوتقة واحدة وتعمل كجمعية‬ ‫لها اجلميع‪ ،،،‬هذا لي�س مديحاً و�إطراءً‪ ،‬بل هو حقيقة واقعة ماثلة �أمام‬
‫�إغاثة واحدة‪ ,‬ونفخر ب�أننا نتبادل املعلومات مع امل�ؤ�س�سات الدولية وجنتمع‬ ‫ع��ي��ون اجلميع‪ .‬وم��ن ه����ؤالء اجلميع «اليوني�سيف» ال��ت��ي ط��رح ممثلها‬
‫على هدف واحد �إلى �أن �أ�صبحت الكويت مركزاً للعمل الإن�ساين وعلى‬ ‫�إمكانية فتح مكاتب لها يف فروع اجلمعية املنت�شرة يف بلدان العامل لإنقاذ‬
‫ر�أ�سها �سمو �أمري البالد ‪ .‬فالعمل الإن�ساين جبلت عليه البالد من خالل‬ ‫ما ميكن �إنقاذه من الأطفال املعر�ضني لل�ضياع‪ .‬رحب د‪ .‬املحيالن بهذه‬
‫ما حباها اهلل به من م�ساحة العمل واحلرية واخل�ير‪ ,‬ونحن ملتزمون‬ ‫اخلطوة و�أكد ب�أن «التعاون مع املنظمات وامل�ؤ�س�سات الدولية قائم‪ ,‬والآن‬
‫بالقانون والد�ستور‪ ,‬ومنظمون ‪ ،‬وتكرمي �سمو �أمري البالد حدث تاريخي‬ ‫هناك تركيز �أكرب بناء على الثقة التي �أ�س�سها د‪ .‬ال�سميط – رحمه اهلل –‬
‫وو�سام فخر واعتزاز على جبني العمل اخلريي ‪ ،‬والنا�س تقدر من يعمل‬ ‫حيث �أن هناك م�ؤ�س�سات عاملية تتعامل معنا ولدينا قاعدة بيانات كبرية‬
‫ويطور »‬ ‫جداً حول الكثري من هموم القارة‪ ,‬ف� ً‬
‫ضال عن انت�شارنا اجلغرايف الوا�سع‬
‫فيها لتفعيل ال�شراكة البناءة بني املنظمات الإن�سانية وتعزيز التوا�صل‬
‫والتعاون بني اجلهات الفاعلة يف املجال الإن�ساين‪».‬‬

‫لمن األولوية؟!‬
‫ت��ق��وم جمعية ال��ع��ون املبا�شر ب���أع��م��ال خ�يري��ة ك��ث�يرة حتقق يف جمملها‬
‫ا���س�ترات��ي��ج��ي��ة اجل��م��ع��ي��ة يف حم���ارب���ة ال��ف��ق��ر وامل���ر����ض واجل���ه���ل‪ ،‬ول��ك��ن‬
‫عند ���س���ؤال د‪ .‬املحيالن عن �أه��م ن�شاطاتها‪� ،‬أج��اب دون ت��ردد «التعليم»‬
‫ح��ي��ث اع��ت�بر ب����أن «ال��ت��ع��ل��ي��م م��ن �أه���م �أول���وي���ات جمعية ال��ع��ون امل��ب��ا���ش��ر‪,‬‬
‫وك��ان د‪ .‬ال�سميط – رحمة اهلل‪ -‬ق��د �أو���ص��ى قبل وف��ات��ه بالرتكيز على‬
‫التعليم ح��ي��ث ق���ال‪� :‬أن امل�ستعمر خ���رج م��ن ال��ب��اب ودخ���ل م��ن ال�شباك‬
‫يف �أف��ري��ق��ي��ا‪ ,‬ف��خ��رج ب���أ���س��ل��ح��ت��ه ودخ����ل ب��ال��ت��ع��ل��ي��م وال��ت��ب�����ش�ير ف�لا تقدم‬

‫‪23‬‬
‫تشكيك وتحديات‬
‫يعرف د‪ .‬املحيالن ب���أن العمل اخل�يري تواجهه الكثري م��ن التحديات‬
‫املادية وغ�ير املادية ويقول �إن «هناك حتديات داخلية و�أخ��رى خارجية‬
‫فالتحديات كثرية ونحن جزء من هذا العامل‪ ,‬وما يحدث فيه من اتهامات‬
‫من مثل متويل الإرهاب وغريه‪ ,‬وهذه الأمور قد �أثرت علينا وعلى عملنا‬
‫كثرياً‪ ,‬فنحن نتعامل مع هذه التحديات بثقة وتوا�ضع �شديدين‪ ,‬ونحن‬
‫�صفحة مفتوحة فاعتماد ميزانيتنا يكون من خالل جمعيتنا العمومية‪,‬‬
‫وت��راج��ع �أي�ضاً م��ن قبل وزارة ال�����ش���ؤون‪� ,‬أم��ا الت�شكيك اخل��ارج��ي فكبري‬
‫جداً �إال �أننا نتمتع بو�ضع طيب وثقة دولية كبرية ولدينا نحو ‪� 5‬آالف‬
‫موظف يف �أفريقيا وطبيعي وجود امل�شاكل رغم و�ضعنا القانوين ال�سليم يف‬
‫تلك البلدان وهناك موافقات من �أكرب ر�أ�س يف الدولة �إال �أنه ي�أتي �إليك‬
‫ال‪ ,‬فبحكم تواجدنا يف‬ ‫�شخ�ص يوقف عملك لأن لديه قناعات حزبية مث ً‬
‫القارة اكت�شفنا قرية كبرية بها جماعة وو�صول امل�ساعدات �إليها قد توقف‬
‫يف البداية من خالل �أحد الأ�شخا�ص املنتمني لأحد الأحزاب‪ ,‬ف� ً‬
‫ضال عن‬
‫و�أ���ض��اف املحيالن ب���أن « فكرة امل�شاريع والتنمية ب��د�أت عند د‪ .‬ال�سميط‬ ‫�صعوبة الو�صول �إلى تلك الأماكن املحتاجة ل�ضعف الإمكانات املتوافرة »‬
‫مل�����س��اع��دة ال��ك��ث�ير مب�����ش��اري��ع ���ص��غ�يرة �إن��ت��اج��ي��ة ف��� ً‬
‫��ض�لا ع��ن ا���ش�تراك��ن��ا مع‬
‫م�ؤ�س�سات خ�يري��ة �أخ���رى‪ ,‬وعندما دخلنا على �سبيل امل��ث��ال �إل���ى تون�س‬ ‫أحالم السميط‬
‫توا�صلنا مع الن�ساء يف تقدمي قرو�ض وعملنا معهن وكانت النتائج مبهرة‬ ‫ورد ذكر املرحوم ال�سميط يف رد د‪ .‬املحيالن على كل �س�ؤال طرحناه‪ ،‬و�أجربنا‬
‫ومت ا�سرتجاعها بن�سبة ‪ 100%‬و�سوف نعمم التجربة يف بلدان �شمال‬ ‫ذل��ك على ط��رح �س�ؤال مل نكن قد و�ضعناه م�سبقاً ح��ول �أح�لام املرحوم‬
‫�أفريقيا‪ ,‬كما �أن لدينا م�شاريع تنموية يف لبنان ن�ساهم فيها مع م�ؤ�س�سات‬ ‫ال�سميط‪ ،،،‬هل تعملون لتحقيقها؟ ف�أجاب املحيالن فوراً ب�أنه «لوال وجود‬
‫�آخرى بن�سبة ‪ .%25‬كما نبذل جهوداً كبرية لالهتمام بالأيتام ولدينا‬ ‫�شخ�صية د‪ .‬عبد الرحمن ال�سميط – رحمه اهلل ملا و�صلنا �إلى ما و�صلت �إليه‬
‫نحو ‪� 16‬ألف يتيم نرعاهم معي�شياً وتعليمياً و�صحياً‪ .‬و�أنا �أعتقد ب�أننا لن‬ ‫اجلمعية‪ ,‬فنحن كنا موجودين‪� ،‬إال �أننا كنا م�شغولني ب�أعمالنا‪ ,‬وهو يقوم‬
‫ن�ستطيع حتقيق كل �أحالم املرحوم ال�سميط لأن �أحالمه �شملت الإن�سان‬ ‫بـ ‪ 95%‬من العمل‪ ,‬فنحن ال ن�ستطيع القيام بعمل د‪ .‬ال�سميط مرة‬
‫�أخرى‪ ,‬فعمر اجلمعية ي�صل �إلى ‪ 35‬عاماً �أكرث من ‪ 3‬عقود ورغم ابتعاد د‪.‬‬
‫يف كل مكان »‬
‫ال�سميط عن اجلمعية قبل وفاته ما بني ‪� 5-4‬سنوات الهتمامه بدرا�ساته‬
‫كنا ندير يف تلك الفرتة ون�سعى للعمل امل�ؤ�س�سي ونركز يف �أهدافنا على �أحالم‬
‫د‪ .‬ال�سميط معتمدين على �أننا من �أف�ضل امل�ؤ�س�سات الإغاثية من خالل امرأة الخير‬
‫تواجدنا يف القارة ال�سمراء ‪ ،‬مركزين على الأولويات من تعليم وخدمات جمعية العون املبا�شر هي جمعية �إ�سالمية ‪ ،‬وه��ي بهذا املعنى جمعية‬
‫�صحية للحد من الوفيات والأم��را���ض ومن خالل مع�سكرات العمليات‬
‫اخلا�صة ب�أمرا�ض العيون وو�صلت لعالج نحو ‪� 300‬ألف مري�ض �سنوياً �إن�سانية تقوم على االع��ت��دال واحل��ق ول��ذل��ك ف�إنها تعرتف ب��دور امل��ر�أة‬
‫ولدينا م�ست�شفى متنقل وم�ستو�صفات وثالث م�ست�شفيات على م�ستوى و�أهميتها وحقوقها وواجباتها كما ورد يف ال�شريعة الإ�سالمية ال�سمحاء‪،‬‬
‫ال يف العمل اخلريي وعليها‬ ‫ال وفاع ً‬ ‫القارة تقوم برت�شيح احل��االت ال�صعبة للعالج كما �أن الأول��وي��ة الثالثة وتعترب اجلمعية امل��ر�أة �شريكاً �أ�صي ً‬
‫ترتكز يف املياه ع�صب احلياة حيث يتكبد الأط��ف��ال يف حملها م�سافات دور مهم يف بناء املجتمعات الإ�سالمية ويقول الدكتور املحيالن �إن املر�أة‬
‫بعيدة ت�صل �إلى �ساعة ون�صف ال�ساعة ذهاباً و�إياباً حاملني املياه امللوثة «هي من حثت د‪ .‬عبد الرحمن ال�سميط للعمل اخلريي ومن ثم ت�أ�سي�س‬
‫وخ�صو�صاً يف النيجر التي �أقمنا فيها �شركة « �سقيا» لتوفري املاء النظيف جلنة م�سلمي �أفريقيا‪ ,‬وطلبت منه ت�أ�سي�س م�سجد يف �أفريقيا فذهب �إلى‬
‫لنحو ن�صف مليون نيجريي فقامت بحفر ‪ 100‬بئر ارتوازية تعتمد على م��االوي لبناء امل�سجد بتكليف من �سيدة تدعى « �أم علي» وهناك الكثري‬
‫ضال عن وجود نحو ‪� 21‬ألف بئر مت حفرها يف ال�سابق من الن�ساء �ساهمن يف تر�سيخ العمل اخلريي وكن الدرع الواقي لل�سميط‬ ‫الطاقة ال�شم�سية ف� ً‬
‫وا�سرتاجتيتنا تهدف �إلى توفري املياه لنحو ‪ %7.5‬من ال�سكان وت�أمل يف‬
‫للدفاع عن العمل اخل�يري‪ ,‬وعندما �أ�س�سنا �أول ثانوية للبنات يف كينيا‬
‫الو�صول �إلى ‪».%10‬‬
‫�أطلقنا عليها ا�سم غنيمة املرزوق �صاحبة العطاء واجلهد الوفري يف العمل‬
‫اخلريي »‬

‫‪24‬‬
‫حكم وأمثال‬

‫« المروءات أربع‪ :‬العفاف‪ ,‬وإصالح الحال‪ ,‬وحفظ اإلخوان‪,‬‬


‫وإعانه الجيران”‬
‫معاوية بن �أبي �سفيان‬

‫« في سعة األخالق كنوز األرزاق»‬


‫مثل عربي‬

‫"شيئان ما انفكا يثيران في نفسي اإلعجاب واالحترام‪:‬‬


‫السماء ذات النجوم من فوقي‪ ,‬وسمو األخالق في نفسي”‬
‫كانت‬

‫« تتكشف األخالق في ساعة الشدة”‬


‫اندريه موروا‬
‫إن اهلل جعل مكارم األخالق ومحاسنها وص ً‬
‫ال بيننا وبينه»‬
‫علي بن �أبي طالب‬
‫« الخلوق من إذا مدحته خجل وإذا هجوته سكت”‬

‫م�صطفى لطفي املنفلوطي‬


‫ص�ل�اح أم���رك ل�لأخ��ـ��ـ�لاق مرجعـــه‬
‫�وم النفس ب��األخ�لاق تستقم‬
‫ف��ق� ّ‬
‫حافظ على الخلق الجميل وم��ر به‬ ‫�أحمد �شوقي‬
‫خ��ف��اء‬
‫ُ‬ ‫م���ا ب��ال��ج��م��ي��ل وب��ال��ق��ب��ي��ح‬
‫إن ض��اق مالك عن صديقك فالقه‬
‫ه����ي األخ����ل���اق ت��ن��ب��ت ك��ال��ن��ب��ات‬
‫ل��ق��اء‬
‫ُ‬ ‫ب��ال��ب��ش��ر م��ن��ك إذا ي��ح��ي��ن‬
‫إذا س��ق��ي��ت ب���م���اء ال��م��ك��رم��ات‬
‫حممد بن �إبراهيم اليعمري‬ ‫معروف الر�صايف‬

‫‪25‬‬
‫«ماساي مــارا»‪..‬‬ ‫مكان‬
‫كينيا قبلة رحالت‬ ‫حممية م��ا���س��اي م���ارا جعلت كينيا قبلة رح�ل�ات ال�����س��اف��اري‪ .‬لكنها‬
‫�شهدت خالل العقدين الأخريين خ�سائر فادحة يف احليوانات الربية‬
‫السافاري‬ ‫الراعية نتيجة انت�شار امل�ستوطنات الب�شرية حولها‬
‫احل��ي��وان��ات ال�بري��ة الكبرية العا�شبة‪ ،‬ال��ت��ي ت�شكل العمود الفقري‬
‫ملحمية ما�ساي مارا الوطنية ال�شهرية عاملياً يف كينيا‪ ،‬تناق�صت ب�شكل‬
‫كبري نتيجة تناف�سها مع امل�ستوطنات الب�شرية املتزايدة حولها‪.‬‬
‫فقد ن�شرت حديثاً نتائج درا�سة مكثفة دامت ‪ 15‬عاماً‪� ،‬أجراها املعهد‬
‫ال��دويل لأب��ح��اث املا�شية (‪ )ILRI‬ومقره العا�صمة ن�يروب��ي‪ ،‬قدمت‬
‫�أدلة مف�صلة على تراجع �أعداد احليوانات ذوات احلوافر يف املحمية‬
‫التي تبلغ م�ساحتها ‪ 1500‬كيلومرت مربع‪ .‬و�سجلت اخل�سائر ن�سباً‬
‫مرتفعة بلغت ‪ 95‬يف املئة للزرافات‪ ،‬و‪ 80‬يف املئة للخنازير الوح�شية‪،‬‬
‫و‪ 76‬يف املئة لظباء امل�ستنقعات‪ ،‬و‪ 67‬يف املئة لظباء الإم��ب��اال‪ .‬كما‬
‫ت�شهد املحمية انخفا�ضاً يف �أعداد الغزالن واحلمر الوح�شية‪.‬‬
‫مع تزايد عدد ال�سكان مت حتويل مراعي احليوانات الربية الى �أرا�ض‬
‫زراعية وم��زارع لرتبية املا�شية‪ ،‬من �أجل تلبية الطلب املتزايد على‬
‫الغذاء‪ .‬وما زال ال�سكان املحليون القاطنون غرب املحمية يت�صيدون‬
‫احليوانات الربية داخل املحمية من �أجل �أكلها �أو بيعها‪ ،‬على رغم �أنه‬
‫عمل غري م�شروع‪.‬‬
‫يح ّد حممية ما�ساي مارا متنزه �سرينغيتي الوطني يف تنزانيا جنوباً‪،‬‬
‫ومراعي �شعب املا�ساي �شما ًال و�شرقاً‪ ،‬ومزارع املحا�صيل غرباً‪ .‬وت�شتهر‬
‫املنطقة عاملياً بازدهار ا�ستثنائي للحياة الربية وهجرة �سنوية لنحو‬
‫مليونني من ظباء النو ال�ضخمة واحلمر الوح�شية وحيوانات برية‬
‫�أخرى عرب �سهول �سرينغيتي ومارا‪.‬‬

‫حياة أكثر استقراراً‬


‫حدثت تغريات �سريعة يف "مراعي مارا" املحيطة باملحمية والتي ت�ؤوي املا�ساي‪.‬‬
‫الزراعية املتاخمة للمحمية‪ ،‬ازداد عدد بيوت البوما من ‪ 44‬بيتاً عام ‪ 1950‬الى‬
‫رحل‪ ،‬يعرفون بعاداتهم‬ ‫وه�ؤالء يف غالبيتهم ظلوا حتى وقت قريب رعاة �شبه َّ‬
‫‪ 368‬عام ‪ ،2003‬يف حني ارتفع عدد الأكواخ من ‪ 44‬الى ‪.2735‬‬
‫القتالية ومالب�سهم احلمراء الزاهية‪ ،‬ويتعاي�شون بتناغم مع احلياة الربية‪.‬‬
‫بينت نتائج امل�سح �أن �أع����داد جميع �أن����واع احل��ي��وان��ات ال�بري��ة‪ ،‬م��ا ع��دا ظباء‬ ‫وقد �ساهمت ما�شية املا�ساي‪ ،‬الذين قلما ي�أكلون حلوم احليوانات الربية‪ ،‬يف‬
‫امل�ستنقعات واحلمر الوح�شية‪ ،‬انخف�ضت ب�شكل كبري مع ازدياد عدد امل�ستوطنات‬ ‫حماية وفرة احليوانات العا�شبة يف �شرق افريقيا‪ .‬وما زالت احلياة الربية غنية‬
‫الدائمة حول املحمية‪ .‬وي�شيع القتل االنتقامي للحيوانات الربية التي تدمر‬ ‫حيث بقي املا�ساي على ممار�ساتهم التقليدية‪.‬‬
‫الأ�سيجة وتتلف املحا�صيل وتعبث ب��ام��دادات امل��ي��اه وت��ه��دد قطعان املا�شية‪.‬‬ ‫لكن خالل العقود القليلة املا�ضية‪ ،‬ترك بع�ض املا�ساي بيوتهم املبنية بالطني‬
‫فاحليوانات تتنقل با�ستمرار الى داخل املحمية وخارجها‪ ،‬وهي ترعى �أحياناً‬ ‫و�أغ�صان الأ�شجار واملعروفة بالبوما‪ boma ‬وحتولوا الى م�ستوطنات �أكرث‬
‫خارج املحمية �أي يف املراعي املجاورة‪.‬‬ ‫ا�ستقراراً على حدود املحمية‪ .‬يف مزرعة كوياكي مث ًال‪ ،‬وهي �إحدى امل�ستوطنات‬

‫‪26‬‬
‫المنطقة تشتهر عالمي ًا بازدهار‬
‫استثنائي للحياة البرية وهجرة‬
‫سنوية لنحو مليونين من ظباء‬
‫النو الضخمة‬
‫لكن �أبحاثاً �سابقة �أظهرت �أن الرعي املعتدل للما�شية يف املحمية ميكن �أن يفيد‬
‫احليوانات الربية‪ .‬فعلى �سبيل املثال‪ ،‬تتجنب �أنواع كثرية من هذه احليوانات‬
‫الراعية املكوث يف املحمية عندما ي�صبح الع�شب طوي ًال يف مو�سم الأمطار‪،‬‬
‫لتتحا�شى املفرت�سات املختبئة والع�شب القا�سي غري املغذي‪ .‬وب��د ًال من ذلك‪،‬‬
‫متيل ال��ى ال��رع��ي ق��رب امل�ستوطنات الرعوية التقليدية‪ ،‬حيث الع�شب مغذ‬
‫وق�صري لأنه ي�ستعمل علفاً لقطعان املا�شية‪ ،‬وحيث ُترى املفرت�سات بو�ضوح‪.‬‬
‫ه��ذه االكت�شافات املتناق�ضة ظاهرياً ت�ستعملها جماعات املا�ساي املحلية من‬
‫�أجل الت�صدي خل�سارة احليوانات الربية‪ .‬وهم وجدوا �أن هذه اخل�سارة حتدث‬
‫عندما يكون عدد امل�ستوطنات الب�شرية كبرياً‪ ،‬يف حني �أن امل�ستوطنات القليلة‬
‫ميكن �أن تفيد احلياة الربية‪.‬‬

‫‪27‬‬
‫تزايد عدد السكان حول مراعي الحيوانات البرية الى أراض زراعية ومزارع‬
‫لتربية الماشية‬

‫تشجيع السياحة‬
‫لتحقيق ه��ذا ال��ت��وازن‪ ،‬يعمل �أ�صحاب �أرا���ض��ي املا�ساي بالتن�سيق مع �شركات‬
‫�سياحية القامة مناطق حماية يديرون فيها بعناية ع��دد امل�ستوطنات وعدد‬
‫قطعان املا�شية‪ .‬ويحفزهم على القيام بذلك ح�صول املجتمع املحلي على ح�صة‬
‫من الأرباح التي تدرها ال�سياحة يف �أرا�ضيهم‪� .‬أحد ه�ؤالء يدعى ديك�سون كايلو‬
‫وهو من زعماء املا�ساي‪ ،‬يعمل مع �شركات �سياحية وجمتمعات حملية لت�صميم‬
‫هذه املحميات‪ .‬وخالل جتربة نفذت م�ؤخراً يف حممية �أوالر �أوروك اجلديدة‪،‬‬
‫وجد كايلو �أن احليوانات الربية تدفقت يف البداية الى املنطقة عندما �أزال‬
‫ال�سكان موا�شيهم وم�ستوطناتهم منها‪ .‬لكن �سرعان م��ا من��ا الع�شب وع�لا‪،‬‬
‫فغادرت حيوانات كثرية املنطقة ال��ى م�ستوطنات قريبة خ��ارج املحمية حيث‬
‫الع�شب ق�صري‪.‬‬

‫‪28‬‬
‫أصحاب أراضي‬
‫الماساي يعملون‬
‫بالتنسيق مع شركات‬
‫سياحية القامة‬
‫مناطق حماية‬
‫لتحقيق التوازن البيئي‬

‫‪29‬‬
‫من مشاريعنا‬
‫ومضات من مشاريع جمعية العون المباشر في القارة السمراء‬

‫قامت جمعية العون املبا�شر بف�ضل اهلل ثم ب�إح�سان املح�سنني يف الكويت‬


‫واخلليج وكثري من دول العامل بتد�شني العديد من م�شاريع التنمية يف‬
‫القارة ال�سمراء ومن �أبرزها ما يلي ‪:‬‬
‫‪ -‬توزيع ‪ 7‬ماليني م�صحف باللغة العربية واللغات الأفريقية‬
‫‪ -‬ك��ف��ال��ة �أك�ث�ر م��ن ‪� 60‬أل���ف يتيم ت��خ��رج منهم الأط���ب���اء وامل��ه��ن��د���س��ون‬
‫واملحاميون والذين تولوا منا�صب عليا يف دولهم ‪ ،‬حيث كان يعي�ش ه�ؤالء‬
‫الأي��ت��ام يف م��راك��ز اجلمعية الثقافية واالجتماعية وحت��ت �إ���ش��راف ك��ادر‬
‫تعليمي وتربوي حديث‬
‫مدر�سة ابتدائية ومتو�سطة وثانوية و�سكن للأيتام وم�سجد وم�ستو�صف‬ ‫‪ -‬بناء وت�سيري ‪ 840‬من�ش�أة تعليمية اب��ت��داء من ريا�ض الأط��ف��ال حتى‬
‫وداراً لتدريب الن�ساء الفقريات ودار للمهتدين اجلدد و�سكن ملدير املركز‬ ‫اجلامعات يدر�س فيها �أكرث من ن�صف مليون طالب وطالبة‬
‫وبئرارتوازي ‪.‬‬
‫‪ -‬دفع الر�سوم الدرا�سية عن ‪� 150‬ألف طالب حمتاج ‪.‬‬
‫‪ -‬حفر �أكرث من ‪ 12000‬بئر ماء �سطحي وارتوازي لتوفري املاء النظيف‬
‫لأهايل القرى واملناطق الفقرية ‪.‬‬ ‫‪ -‬كفالة �أكرث من ‪ 3000‬طالب للدرا�سات اجلامعية ‪.‬‬

‫‪ -‬تنفيذ �أكرث من ‪ 150‬خميماً طبياً متخ�ص�صاً لعالج �أمرا�ض العيون ‪.‬‬ ‫‪ -‬تقدمي �أكرث من ‪ 700‬منحة درا�سية للدرا�سات العليا ‪.‬‬

‫‪ -‬بناء وت�سيري ‪ 90‬م�ستو�صفاً وم�ست�شفى ‪.‬‬ ‫‪ -‬ترجمة وطباعة ‪ 9‬ماليني كتاب بـ ‪ 22‬لغة ‪.‬‬

‫‪ -‬كفالة ‪ 2000‬معلم ‪.‬‬ ‫‪ -‬بناء ‪ 110‬مراكزتربوية واجتماعية ت�شتمل على ‪.‬‬

‫‪30‬‬
‫‪� -‬إقامة ‪ 10‬حمطات �إذاعية يف افريقيا ‪.‬‬
‫‪� -‬إقامة ‪ 750‬دورة للمعلمني و�أئمة امل�ساجد و�شيوخ القرى ‪.‬‬
‫‪ -‬تنفيذ ‪� 3‬سدود مائية يف مناطق اجلفاف ‪.‬‬
‫‪� -‬إر�سال ‪� 500‬ألف طن من امل�ساعدات والأدوية والأغذية واملالب�س ‪.‬‬
‫قدمت اجلمعية ع�شرات امل�شاريع ذات الأفكار اجلديدة مثل بنك احلبوب‬
‫الذي ا�ستفاد منه ع�شرات الآالف من املزارعني الفقراء‬
‫بلغ جمموع ما �صرفته اجلمعية على امل�شاريع التي ال زالت تديرها ‪150‬‬
‫مليون دينار كويتي‬

‫‪31‬‬
‫زارنا يف افريقيا لالطالع على �أعمالنا اخلريية �أكرث من ‪� 2000‬شخ�ص‬
‫من اخلليج من الأم���راء وال�سفراء وال���وزراء ورج��ال الأع��م��ال والعلماء‬
‫وال�صحفيني وامل��ت�برع�ين وغ�يره��م ‪ ،‬و�أ�صبحوا �سفراء للعمل اخل�يري‬
‫الكويتي‬

‫تعقد اجلمعية �أك�ثر من ‪ 3500‬دورة �سنوياً تهدف �إل��ى رف��ع م�ستوى‬


‫الإن�سان املحتاج يف افريقيا وي�ستفيد �سنوياً �أكرث من ‪� 12‬ألف �شخ�ص يف‬
‫افريقيا من برامج اجلمعية ملكافحة الفقر‬

‫تكوين عدة ج�سور جوية للإغاثة لنقل امل�ساعدات واملعنويات العاجلة �إلى‬
‫مناطق اجلفاف واملجاعة واحلاجة يف خمتلف الدول الأفريقية‬

‫توقيع عدد من االتفاقيات مع منظمات دولية وعربية من �أهمها اتفاقية‬


‫تعاون مع منظمة ال�صحة العاملية واتفاقيات مع اليوني�سيف يف جنوب‬
‫ال�سودان و�سرياليون وكينيا ومع وكالة غوث الالجئني يف مايل وغينيا‬
‫وغريها‬

‫جمعية العون المباشر على المستوى الدولي ‪:‬‬


‫‪ -‬ع�ضو يف الأمم املتحدة – املجل�س اال�ست�شاري االقت�صادي واالجتماعي‪.‬‬

‫‪ -‬ذات �صفة وح�صانة دبلوما�سية يف عدد من الدول مبوجب اتفاقيات مع‬


‫وزارات اخلارجية يف هذه الدول ‪.‬‬

‫‪32‬‬
33
‫األيادي البيضاء‬
‫غنيمة فهد المرزوق ‪..‬‬
‫عطاء ال يغيب‬
‫‪� ‬ساهمت غنيمة فهد املرزوق – رحمها اهلل – يف معظم ان�شطة وم�شاريع‬
‫جمعية ال��ع��ون امل��ب��ا���ش��ر اخل�يري��ة‪ ،‬ف��ق��د ت�برع��ت ل��ب��ن��اء ع���دد م��ن امل��راك��ز‬
‫الإ�سالمية وامل�ساجد ودور املهتدين اجلدد‪ ،‬وكفلت الع�شرات من الدعاة‬
‫�إلى اهلل والأيتام ومولت الكثري من القوافل الدعوية وتكفلت بحج كثري‬
‫من ال�سالطني وزعماء القبائل الأفريقية‬
‫ويف اجلانب التعليمي تربعت رحمها اهلل ببناء عدد من املدار�س وكفلت‬
‫الكثري من طلبة العلم حتى تخرج منهم حتى الآن ثالثة ق�ضاة و �سبعة‬
‫ع�شر مدر�ساً واثنان ح�صال على درجة الدكتوراه والبقية �أ�صبحوا دعاة‬
‫�إلى اهلل‬
‫وع��ل��ى امل�����س��ت��وى ال��ث��ق��ايف وال��ت��ن��وي��ري دع��م��ت م�����ش��روع ط��ب��اع��ة امل�صاحف‬
‫وترجمة وطباعة الكتب الإ�سالمية‪ ،‬كما �ساهمت يف امل�شاريع ال�صحية‬
‫للجمعية ب�إن�شاء �أك�ثر م��ن م�ست�شفى وم�ستو�صف وم��ول��ت الكثري من‬
‫املخيمات الطبية‪ ،‬كما �ساهمت يف تنمية املجتمعات الأفريقية الفقرية‬
‫دعمها لأعمال و�أن�شطة جمعية العون املبا�شر منذ بداية عملها حتى ات�سع‬ ‫ب�إن�شاء الكثري من مراكز التدريب والت�أهيل املهني للن�ساء ومتويل امل�شاريع‬
‫ن�شاطها وامتد يف ربوع قارة �أفريقيا ‪.‬‬ ‫الزراعية ل�صغار الفالحني والتربع حلفر الآبار االرتوازية وال�سطحية‪.‬‬
‫ي��ذك��ر �أن جمعية ال��ع��ون املبا�شر‪  ‬ق��د خ��ل��دت ذك���رى ال��ف��ق��ي��دة ال��راح��ل��ة‬ ‫‪ ‬هذا ومل يقت�صر ع��ط��ا�ؤه��ا على بلد دون �آخ���ر ‪ ،‬فلقد ام��ت��دت �أعمالها‬
‫غنيمة فهد امل��رزوق ب�إطالق ا�سمها على �أول مدر�سة منوذجية للبنات‬ ‫اخلريية على ات�ساع القارة الأفريقية من‪  ‬ال�صومال �شرقاً حتى جامبيا‬
‫امل�سلمات �أن�ش�أتها جمعية العون املبا�شر يف �ضواحي العا�صمة الكينية‬ ‫على ال�ساحل الغربي للقارة ‪.‬‬
‫نريوبي‪ ،‬بالقرب من جامعة الأمة التي �أ�س�سها د‪ .‬عبد الرحمن ال�سميط‪.‬‬
‫‪ ‬وتعد م��در���س��ة ( ‹غنيمة املرزوق› ال��ث��ان��وي��ة ال��ن��م��وذج��ي��ة ل��ل��ب��ن��ات)‬ ‫لن تن�سى جمعية العون املبا�شر �أبداً ‘غنيمة املرزوق’ الإعالمية الالمعة‬
‫الأول�������ى م���ن ن��وع��ه��ا م���ن ب�ي�ن ‪ 3500‬م���در����س���ة ث���ان���وي���ة يف ك��ي��ن��ي��ا‪،‬‬ ‫وال�صحفية �صاحبة القلم النزيه واملبادئ الراقية‪ ،‬لن نن�سى وقوفها �إلى‬
‫وق�������د و�����ض����ع����ت ل����ه����ا اجل���م���ع���ي���ة �أع�����ل�����ى م����ع����اي��ي�ر اجل����������ودة م�����ن ح��ي��ث‬ ‫جانب العمل اخلريي ودفاعها امل�ستميت عن ق�ضاياه العادلة‪ ،‬لن نن�سى‬

‫‪34‬‬
‫ن���وع���ي���ة ومت����ي����ز اخل�����دم�����ة ال���ت���ع���ل���ي���م���ي���ة ال����ت����ي ����س���ت���ق���دم ف��ي��ه��ا‪.‬‬
‫وكان قد مت افتتاحها يف يناير من العام ‪ 2014‬وتت�سع لعدد ‪480‬‬
‫طالبة‪ ،‬بالإ�ضافة �إل��ى �سكن داخلي لإق��ام��ة الطالبات املغرتبات‪.‬‬
‫ف�إن كان غيب املوت ج�سدها ف�ستبقى غنيمة فهد املرزوق عطاء ال‬
‫يغيب‪ ،‬و�ستبقى �أياديها البي�ضاء معامل على طريق العمل اخلريي‬
‫يف الكويت مدى الدهر‪ ،‬لقد كانت الفقيدة الراحلة " رحمها اهلل‬
‫" �سباقة دوم��اً �إل��ى امل�ساهمة يف م�شاريع و�أن�شطة جمعية العون‬
‫املبا�شرعلى تنوعها‪ ،‬فلم ترتك جماال من جماالت اخلري �إال وكانت‬
‫لها فيه اليد الطولى‪.‬‬

‫و�ستظل �أعمالها باقية �شاهدة على تلك ال���روح الوثابة التي ما‬
‫فتئت ت�سمو �إل��ى معايل الأم���ور‪ ،‬حتى ف��ازت من بني ن�ساء جيلها‬
‫ب��ال��ري��ادة يف جم���االت ع��دة ب��داي��ة م��ن ال�صحافة والإع��ل�ام م��رورا‬
‫بالعمل االجتماعي والن�سائي وو� ً‬
‫صوال �إلى العمل اخلريي الإن�ساين‬
‫مبفهومه الوا�سع الذي امتد لي�صل �إلى جماهل القارة الأفريقية ‪..‬‬
‫رحم اهلل الفقيدة الراحلة و�أ�سكنها الفردو�س الأعلى‪.‬‬

‫‪35‬‬
‫على ضفاف الكوثر‬
‫أسطورة السلة األمريكية كريم عبدالجبار يكشف سر اعتناقه اإلسالم‬

‫ق����ال �أ����س���ط���ورة ك����رة ال�����س��ل��ة الأم���ري���ك���ي���ة‪ ،‬ك����رمي ع���ب���داجل���ب���ار‪� :‬إن�����ه ب���د أ� النا�س؛ حيث قال‪« :‬هذه املراجع تعود �إلى م�سائل تاريخية وقعت يف زمن‬
‫ب��ال��ب��ح��ث وال��ت��ح��ق��ي��ق يف ال���دي���ان���ة الإ����س�ل�ام���ي���ة ب��ع��د ق����راءت����ه ل��ل�����س�يرة النبي‪ ،‬و�إن مل تعلم هذا ف�إنك �ستخطئ يف تف�سري �آيات يف القر�آن ‪.‬‬
‫ال����ذات����ي����ة مل���ال���ك���وم �إك�����������س‪ ،‬ال���ن���ا����ش���ط احل���ق���وق���ي الأم����ري����ك����ي امل�����س��ل��م‪.‬‬
‫يح�ضنا على ال�سعي �إلى ال�سالم وت�شجيع النا�س على‬ ‫ُ‬ ‫آن‬ ‫�‬ ‫«القر‬ ‫أ�ضاف‪:‬‬ ‫�‬ ‫و‬ ‫ج����اء ذل����ك يف م��ق��اب��ل��ة ل���ـ « ع��ب��داجل��ب��ار » م���ع الإع��ل�ام����ي ف���ري���د زك��ري��ا‬
‫بربنامج ‪ GPS‬على �شبكة ‪CNN‬؛ حيث ق��ال‪“ :‬بد�أت باال�ستطالع القيام ب�أمور جيدة من �ش�أنها �أن ُتنتج االحرتام املتبادل‪ ،‬وهذا ما ُيفرت�ض‬
‫ع��ن ال��دي��ن الإ���س�لام��ي بعد ق��راءت��ي لل�سرية ال��ذات��ي��ة اخلا�صة مبالكوم ال�سعي وراءه ‪.‬‬
‫�إك�������س ع��ن��دم��ا ك��ن��ت ط���ال���ب���اً م�����س��ت��ج��داً ب��ج��ام��ع��ة ‪ ،UCLA‬و�أخ�����ذين‬
‫م���ا ق���ال���ه ع���ن الإ�����س��ل�ام وب�������د�أت ب��ع��ده��ا ب��ال��ت��ح��ق��ي��ق ح����ول امل���و����ض���وع»‪ .‬ي�شار �إلى جنم « عبداجلبار » الذي يبلغ طوله ‪ 2.1‬مرت‪� ،‬سطع يف دوري‬
‫وتابع « عبداجلبار » يف رد على �س�ؤال حول و�صف البع�ض للدين الإ�سالمي احتاد الرابطة الأمريكية لكرة ال�سلة‪� ،‬أو ما ُيعرف بـ»‪»NBA‬؛ حيث لعب‬
‫ب�أنه دين عنيف‪ ،‬و�أن هناك ن�صو�صاً حت�ض وتحُ ّر�ض �ضد طائفة معينة من يف كل من فريق ميلووكي ولو�س �إجنلي�س اليكرز‪ .‬‬

‫حفيد مانديال أشهر إسالمه‬


‫�أع��ل��ن حفيد امل��ن��ا���ض��ل اجل��ن��وب �أف��ري��ق��ي نيل�سون م��ان��دي�لا‪ ،‬رئي�س‬
‫دولة جنوب �أفريقيا الأ�سبق‪ ،‬زواج��ه من فتاة م�سلمة‪ ،‬بعدما �أ�شهر‬
‫�إ�سالمه‪ .‬و عقد مانديال قرانه على فتاة م�سلمة جنوب �أفريقية‬
‫تدعى “الرابعة كالرك” لتكون زوجته الثانية بعد زوجته الأولى‬
‫تاندو مابونو‪.‬‬
‫و�أو�ضح موقع “ �أفريكا �سبوتاليت ” �أن �إ�شهار مانديال لإ�سالمه‬
‫كان على ما يبدو لي�ستطيع ال��زواج من الفتاة امل�سلمة التي وقع يف‬
‫غرامها‪.‬‬
‫وقال حفيد الزعيم ال�سيا�سي املعروف‪ ،‬يف ت�صريح �صحفي‪« :‬بالرغم‬
‫من �أننى ورابعة تربينا فى ثقافات دينية خمتلفة‪� ،‬إال �أن هناك �شي ًئا‬
‫واحدًا طاملا جمع بيننا‪ ،‬فكالنا جنوب �أفريقيني»‪.‬‬

‫‪36‬‬
‫عدد مسلمي بريطانيا يتجاوز‬
‫‪ 3‬ماليين نسمة‬
‫�أف���ادت �إح�����ص��اءات ر�سمية ب���أن ع��دد م�سلمي �إجن��ل�ترا جت��اوز ‪ 3‬ماليني‬
‫م�سلم‪ ،‬وذلك يف ظل ارتفاع معدالت املواليد وكذلك الهجرة‪.‬‬
‫وبح�سب حتليل مف�صل �أ���ص��دره مكتب الإح�صاء الوطني ح�صلت عليه‬
‫�صحيفة “ميل �أون �صنداي”‪ ،‬ف�إنه يف بع�ض �أنحاء لندن‪ ،‬يبلغ عدد امل�سلمني‬
‫نحو ن�صف عدد ال�سكان‪ ،‬و�إذا ا�ستمرت وترية ارتفاع عدد امل�سلمني‪ ،‬ف�إنهم‬
‫�سوف ميثلون الأغلبية يف تلك املناطق خالل ع�شر �سنوات‪.‬‬
‫و�أ���ش��ارت ال�صحيفة‪� ،‬إل��ى �أن ن�صف امل�سلمني يف �إجنلرتا وويلز ول��دوا يف‬
‫اخل��ارج‪ ،‬يف حني �أن ن�سبة امل�سلمني الذين تبلغ �أعمارهم �أقل من ع�شرة‬
‫�أعوام �أكرث من �أي فئة عمرية �أخرى‪ ،‬مما ي�شري �إلى �أن �أعدادهم �سوف‬
‫تزداد خالل الأجيال املقبلة‪.‬‬
‫وك��ان ع��دد امل�سلمني يف �إجن��ل�ترا ووي��ل��ز يقدر بـ‪� 950‬أل��ف ن�سمة عام‬
‫‪� ،1991‬أي ‪ % 1.9‬من �إجمايل ال�سكان‪ ،‬وانتقلت الن�سبة �إلى ‪% 3‬‬
‫بعد ع�شرة �أع���وام‪ ،‬ثم ارتفعت �إل��ى ‪ % 4.8‬يف ع��ام ‪� ،2011‬إذ ناهز‬
‫عددهم مليونني و‪� 706‬آالف‪ ،‬وارتفع العدد يف العام املا�ضي �إلى ثالثة‬
‫ماليني و‪� 46‬ألفا‪.‬‬

‫أمريكي اعتنق اإلسالم‬


‫كيني فيث‪� ،‬شاب �أمريكي‪ ،‬يعي�ش يف نيويورك‪ ،‬ويعمل فنانا ت�شكيليا‪،‬‬
‫ترك ديانة امل�سيحية التي ا�ستمر فيها ملدة ‪ 27‬عا ًما من عمره‪ ،‬وقرر‬
‫منذ �أ�سبوع اعتناق الإ���س�لام‪ ،‬بعد درا�سته جميع الأدي���ان ح��ول العامل‬
‫“البوذية واليهودية والطاوية والهندو�سية والإ�سالم”‪ ،‬ليكون على‬
‫دراية كاملة بها‪ ،‬وذلك ب�سبب حبه يف الدرا�سة والتعلم طوال الوقت‪.‬‬
‫�شعرت ب�سالم من داخلي‬
‫لقد اعتنق الإ�سالم خالل فرباير املا�ضي و�ساعده يف معرفة الديانة‬
‫ويقول كيني فيث �أن هناك العديد من املفاهيم اخلاطئة ب�ش�أن الإ�سالم‬
‫الإ���س�لام��ي��ة ���ص��دي��ق��ت��ه ر���ض��وى ال��ت��ي ن َّ����ورت ب�����ص�يرت��ه و�أع��ط��ت��ه الثقة‬
‫وال��ث��ق��اف��ة املحيطة ب���ه‪ ،‬خ��ا���ص��ة يف ال���والي���ات امل��ت��ح��دة‪ ،‬وع��ن��دم��ا نطقت‬
‫واملعرفة لكي يتقبل الإ�سالم يف حياته‪ ،‬وهي من جلبت له القر�آن باللغة‬
‫ال�����ش��ه��ادة‪��� ،‬ش��ع��رت ب�����س�لام م��ن داخ��ل��ي‪ ،‬وح��ب ودع���م ك��ب�ير م��ن �أ�شقائي‬
‫الإجنليزية‬
‫امل�سلمني والأخوات يف جمعية باي ريدج الإ�سالمية‪.‬‬

‫‪37‬‬
‫الملك والنجار وحكم اإلعدام‬ ‫حكم ونوادر‬
‫فى يوم حكم امللك على جنار باملوت‪ ،‬فت�سرب خرب املوت �إليه فلم ي�ستطيع‬
‫النوم‪.‬‬
‫فقالت له زوجته ‪ :‬يازوجى من قلي ً‬
‫ال كل يوم فالرب واحد والأبواب كثرية‬ ‫الملك والحذاء‬
‫‪.‬‬ ‫يحكى �أن ملكاً كان يحكم دولة وا�سعة جداً ‪�..‬أراد هذا امللك يوما القيام‬
‫�سمع النجار الكلمات فنزلت عليه �سكينة على قلبه فغفلت عيناه ومل يفق‬ ‫برحلة برية طويلة‪ .‬وخالل عودته وجد �أن �أقدامه تورمت ب�سبب امل�شي‬
‫�إال على �صوت جنود امللك على باب املنزل‪ ،‬ونظر �إلى زوجته نظرة ي�أ�س‬ ‫يف الطرق الوعرة‪ ،‬ف�أ�صدر مر�سوماً يق�ضي بتغطية كل �شوارع مدينته‬
‫وح�سرة على ت�صديقه لكالمها‪.‬‬ ‫باجللد ولكن احد م�ست�شاريه �أ�شار عليه بر�أي �أف�ضل وهو عمل قطعة جلد‬
‫�صغرية حتت قدمي امللك فقط ‪ .‬فكانت هذه بداية نعل الأحذية‪.‬‬
‫فتح الباب ويداه ترجتفتان من الرعب‪ ،‬ومدهما للجنود لكى يقيدانه‪..‬‬
‫قال له اجلنود لقد مات امللك ونريدك �أن ت�صنع له تابوتاً ‪.‬‬ ‫�إذا �أردت �أن تعي�ش �سعيدا يف العامل فال حتاول تغيري كل العامل بل �أعمل‬
‫التغيري يف نف�سك ‪،‬ومن ثم حاول تغيري العامل ب�أ�سره ‪.‬‬
‫�أ���ش��رق وج��ه النجار ونظر لزوجته نظرة �إع��ت��ذار‪ ،‬فابت�سمت واطم�أنت‬
‫وقالت‪ :‬العبد يرهقه التفكري واهلل عز وجل ويل التدبري ‪.‬‬
‫طرائف‬
‫نصف الكوب الفارغ ونصف الكوب‬ ‫دخل رجل الى حمل لبيع اخل�ضار‪ ..‬وجعل ينظر ويتفح�ص كل نوع‬
‫الممتلئ !!‬ ‫منها‪ ..‬ثم �س�أل البائع‪ :‬هل هذه اخل�ضار حملية �أم �أجنبية‪..‬؟‬
‫فى يوم من الأيام جل�س م�ؤلف كبري �أمام مكتبه مم�سكا بالقلم يفكر‪ ،‬وبد�أ‬ ‫ف�أجابه البائع مبت�سماً‪ :‬وهل تريد �أكلها‪� ،‬أم التحدث معها‪..‬؟!‬
‫يكتب ‪ :‬فى العام املا�ضي قمت ب�إجراء عملية �إزالة املرارة والزمت الفرا�ش‬
‫ملدة‪ ‬عدة �أ�شهر كاملة‪.‬‬
‫وبلغت ال�ستني من عمرى فرتكت وظيفتي‪ ،‬ومتت �إحالتي للمعا�ش فى دار‬
‫القشة التي قصمت ظهر البعير‬
‫الن�شر التى كنت �سعيدا بالعمل فيها ملدة ثالثني عاما كاملة ‪ ،‬وقد تويف‬ ‫يحكى �أن رجال كان لديه جمل ف�أراد �أن ي�سافر �إلى بلدة ما فجعل يحمل‬
‫والدي ور�سب ابنى فى بكالوريو�س كلية الطلب ‪ ،‬وذلك لأنه قد �أ�صيب يف‬ ‫�أمتاعا كثرية فوق ظهر ذلك اجلمل حتى ك ّوم فوق ظهره مايحمله �أربعة‬
‫حادث �سيارة فتعطل عن الدرا�سة لعدة �أ�شهر‪.‬‬ ‫جمال فبد�أ اجلمل يهتز من كرثة املتاع الثقيلة حتى النا�س ي�صرخون‬
‫وفى نهاية ال�صفحة كتب جملة ‪ :‬يا لها من �سنة �سيئة !‬ ‫بوجه �صاحب اجلمل يكفى ماحملت عليه �إال �إن �صاحب اجلمل مل يهتم‬
‫بل اخذ حزمة من تنب فجعله فوق ظهر البعري وقال هذه خفيفة وهي‬
‫دخلت زوجتة غرفة املكتب وقد الحظت �شروده وحزنه؛ فاقرتبت منه وقر�أت‬ ‫�أخر املتاع ‪ ،‬فما كان من اجلمل �إال �أن �سقط �أر�ضا فتعجب النا�س وقالوا‬
‫ما كتب فرتكت الغرفة بهدوء دون �أن تقول �أي �شيئ وبعد عدة دقائق عادت‬ ‫ق�شة ق�صمت ظهر البعري !!‬
‫مم�سكة بيدها ورقة �أخرى؛ و�ضعتها بهدوء بجوار الورقة التى كتبها زوجها‬
‫من قبل‪ ،‬فتناول الزوج الورقة وبد�أ قراءة ما كتبته ‪ :‬فى العام املا�ضي �شفيت‬
‫بف�ضل اهلل من �أمل امل��رارة التي عذبتك مل��دة �سنوات طويلة‪ ،‬وق��د بلغت �سن‬
‫ال�ستني و�أن���ت يف مت��ام ال�صحة وال��ع��اف��ي��ة‪ ،‬و���س��وف تتفرغ م��ن الآن للكتابة‬ ‫تذكر ‪..‬‬
‫والت�أليف وهي هوايتك وع�شقك بعد �أن مت التعاقد معك على ن�شر عدة كتب‬
‫مهمة وعا�ش والدك حتى بلغ اخلام�سة والثمانني دون �أن ي�سبب �أي متاعب �أو‬ ‫من اعتز مبن�صبه فليتذكر فرعون‪.‬‬
‫�أذى لأي �شخ�ص‪ ،‬وقد تويف يف هدوء دون �أمل �أو �أمرا�ض‪ ،‬وجنا ابنك الوحيد‬
‫ومن اعتز مباله فليتذكر قارون‪.‬‬
‫من امل��وت فى ح��ادث �سيارة و�شفي بف�ضل اهلل دون �أي عاهات �أو م�ضاعفات‪،‬‬
‫وختمت الزوجة الورقة بجملة‪ « :‬يا لها من �سنة تغلب فيها حظنا احل�سن‬ ‫ومن اعتز بن�سبه فليتذكر �أبا لهب‪.‬‬
‫على حظنا ال�سيئ ب�أمر اهلل »‪.‬‬

‫‪38‬‬
‫سفير الخير‬ ‫رحلة إلى جمهورية تشاد ‪6-6‬‬

‫هي سطور عابرة كتبتها قبل أكثر من ‪ 15‬عاما مضت إال أن‬
‫وقعها ال يزال في الذاكرة ‪ ..‬تلك هي سفراتنا مع شيخنا الداعية‬
‫الدكتور عبدالرحمن السميط رحمه اهلل إلى جمهورية تنزانيا‬
‫في العام ‪ 1999‬ثم إلى كينيا وتشاد وأفريقيا الوسطى في‬
‫العام ‪ 2001‬ال يمكن نسيانها‪ ..‬نستعرض ج��زءا منها مع‬
‫القارئ الكريم لنترحم معا على إنسان وهب حياته للدعوة‪.‬‬
‫بدأنا معه بمقال صحفي قبل أن نعرفه عن ق��رب يشيد‬
‫بإنجازاته ويبارك خطواته وانتهينا معا بصحبة دعوية طفنا‬
‫خاللها دول القارة السمراء مازلنا نأخذ منها العبر‬

‫احمد اهلل ان الدكتور الذي اعتزل ممار�سة الطب وتفرغ للعمل الدعوي‬
‫واخلريي قبل ت�أ�سي�س جمعية العون املبا�شر – جلنة م�سلمي افريقيا عام‬
‫‪1982‬م‪ ,‬مل تن�سه الأيام مهنته‪ ,‬فهو ال يزال ميار�سها على نف�سه وعلى من‬
‫وليد �إبراهيم الأحمد‬ ‫معه يف الرحالت النه اخ�صائي يف اجلهاز اله�ضمي ولديه �صيدلية متنقلة‬
‫يف حقيبته – على قد احل��ال – فيها ما لذ وط��اب من احلبوب والأدوي��ة‬
‫واالب��ر لهم من خالل نعمة اللم�س‪ ,‬كما �شاهدنا ق�سم الكهرباء والور�ش‬ ‫التي من خاللها �شعرت بتح�سن كبري بعد ان كنت طريح الفرا�ش يوما‬
‫العلمية التي تثلج ال�صدر رغم امكاناتها املتوا�ضعة‪.‬‬ ‫كامال ومل ينفعني الدكتور املزيف الزميل جا�سم املطر – اب��و �صالح –‬
‫وق��د نقلت بع�ض ال�سطور من ر�سالة و�صلت �إل��ى الدكتور ال�سميط من‬ ‫الذي وعدين بعالج �سحري و�سريع‪ ,‬ولكن يبدو ان �آث��اره �ستظهر عندما‬
‫العاملني بور�شة اخلياطة والتطريز يقولون فيها – بعد التعديل – “‬ ‫نعود الى الكويت!‬
‫ال�سيد الأمني العام‪� ...‬إننا تعلمنا كثريا من اخلياطة والتطريز وينق�صنا‬ ‫ا�ستطعت يف اليوم التايل مرافقة الدكتور عبد الرحمن ال�سميط حل�ضور‬
‫الكثري من املعدات مثل �آالت اخلياطة‪ ,‬وكذلك نطلب من �سيادتكم ماكينات‬ ‫افتتاح ن��دوة اللغة العربية يف ت�شاد “ ال��واق��ع وامل�ستقبل” التي اقامتها‬
‫للخياطة لن�شتغل بها ونح�صل على قوتنا اليومي ‪ ..‬ونتمنى ان يح�صل كل‬ ‫جامعة امللك في�صل بالعا�صمة الت�شادية «اجنمينا» بالتعاون مع رابطة‬
‫واحد منا على �آلة خياطة �شخ�صية ليطعم بها اوالده»‪.‬‬ ‫اجلامعات اال�سالمية بالقاهرة‪ ,‬والتي ح�ضرها رئي�س اجلمهورية الت�شادية‬
‫ه��ذه ر���س��ال��ة م��ن ب�ين ع�����ش��رات ال��ر���س��ائ��ل اليومية ال��ت��ي تطالب بتح�سني‬ ‫ادري�س ديبي ا�ضافة للدكتور عبد اهلل بن عبد املح�سن الرتكي الأمني العام‬
‫الأو�ضاع وتنمية القدرات ناهيك عن الق�ص�ص امل�أ�ساوية احلقيقية التي‬ ‫لرابطة العامل اال�سالمي‪ ,‬ورئي�س رابطة اجلامعات اال�سالمية ورئي�س‬
‫تطلب امل�ساعدة‪ ,‬واحيانا الق�ص�ص املختلقة من وحي اخليال والتي تندرج‬ ‫جمل�س امناء جامعة امللك في�صل يف ت�شاد‪.‬‬
‫�ضمن �سل�سلة حكايات جدتي قبل النوم!‬ ‫يف امل�ساء قمنا بجولة �سريعة على املركز اال�سالمي الكويتي يف “ اجنمينا»‬
‫يف امل�ساء ا�صر القائم بالأعمال ال�سعودي ل��دى ت�شاد الأخ الفا�ضل عبد‬ ‫الذي اقمنا فيه‪ ,‬وهو تابع للجنة حيث �شاهدنا كيف يتعلم الطلبة والطالبات‬
‫ال��رح��م��ن اب��و من�ير‪ ,‬عندما علم ب��ق��دوم��ن��ا‪ ,‬على دع��وت��ن��ا �إل���ى الع�شاء مع‬ ‫يف املراحل االبتدائية واملتو�سطة والثانوية‪ ,‬كل على حدة‪ ,‬درو�سهم باللغة‬
‫جمموعة كبرية من ال�سفراء واملدعوين‪.‬‬ ‫العربية والفرن�سية‪ .‬ومل تقت�صر الدرا�سة يف هذا املركز على علوم الدين‬
‫وحتفيظ القر�آن الكرمي‪ ,‬كما يظن البع�ض‪ ,‬بل تتعداه الى علوم الكيمياء‬
‫وللعلم فاننا نحن الكويتيني الفقراء الى اهلل‪ ,‬ال منلك �سفريا او �سفارة يف‬ ‫والفيزياء والريا�ضيات‪ ,‬وتخرج �سنويا العديد منهم مب�ستويات رفيعة على‬
‫ت�شاد حتى هذا اليوم!‬ ‫م�ستوى اجلمهورية الت�شادية‪.‬‬
‫ومن اجل ت�صحيح هذه االو�ضاع ب�إذن اهلل نلقاكم!‬ ‫كانت �أك�ثر ال�صور امل���ؤث��رة خ�لال تلك اجل��ول��ة ا�صطفاف جمموعة من‬
‫فاقدي الب�صر وان�شغالهم ب�صنع الأح��ذي��ة بعد توفري اجللود واخليوط‬

‫‪39‬‬
‫استخالص العبر من‬ ‫ثقافة‬
‫إحدى روائع فلكلور يوروبا‬

‫تتن ّوع امل�صادر التي ي�ستقي منها الب�شر املعارف وي�ستلهم منها الفر ُد الفنو َن‬ ‫األيادي العاطلة رسل الشياطين !‬
‫على اختالف املجتمع ؛ وتعتمد الأفراد يف املجتمعات البدائية للح�صول‬
‫على املعارف والفنون على ا�ست�شارة �أهل الر�أي واتباع التقاليد والعرف؛‬ ‫( الأي�����ادي ال��ع��اط��ل��ة ر���س��ل ال�شياطني ) حكمة ي��ورب��وي��ة ق��دمي��ة‪� – .‬أن‬
‫فقد اتبع هذه الطريقة يف الع�صور القدمية‪ ،‬باعتبار �أن احلقائق التي‬ ‫ال�صناعة وتعلمها وتعليمها جمد ق��دمي ل�ل�أم��ة‪ – .‬ال��ت���أين وال��روي��ة يف‬
‫حتتاجها الأف��راد �آن��ذاك حم��دودة‪ ،‬فكان ال�شيخ �أو كبري ال�سن ال��ذي قد‬
‫�ص ّقلت التجرب َة ثقاف ُته‪ ،‬وتعددت م�شاهدته يف احلياة هو امل�صدر الأ�سا�س‬ ‫الأمور‪ – .‬ينبغي لنا التخ ّلق بال�صرب واالنتهاء عن اجل�شع‪ – .‬نبذ الظلم‬
‫لتف�سري الظواهر الكونية والأمور الغام�ضة‪ ،‬هذا بالإ�ضافة �إلى العادات‬ ‫ون�صرة املظلوم مطلب �إن�ساين و�إن كان ع��دوك‪ .‬لقد كان الفلكلور خري‬
‫والتقاليد امل��وروث��ة؛ فقد لعبتا دورا �أ�سا�سيا يف احل�صول على احلقائق‬ ‫تطبيق للتدري�س باعتباره عملية منظمة‪ ،‬توا�صلية‪ ،‬خمططة‪ ،‬هادفة‬
‫واملعارف التي يحتاجها الإن�سان البدائي يف مواجهة الظواهر والأحداث‪،‬‬
‫ولع ّل هذا من ظواهر تف�سري االعتماد على ال�شفاهة يف رواية الآداب عند‬ ‫تتفاعل فيه جميع الأط��راف (املعلم ‪ ،‬املتعلم‪ ،‬امل��ادة العلمية‪ ،‬الطريقة ‪،‬‬
‫هذه ال�شعوب البدائية‪ ،‬كما ي�ضاف �إلى ذلك �أن طبيعة بع�ض الأجنا�س‬ ‫الو�سيلة…) من �أجل �إحداث عملية التعليم والتعلم وحتقيق �أهدافها‪،‬‬
‫الأدب��ي��ة اعتمدت يف ن�ش�أتها الأول��ى على ال�شفاهة‪ ،‬بل وتعترب ال�شفاهة‬ ‫فامتاز �أ�سلوب عر�ضه بالو�ضوح‪ ،‬وانتهاجه منهجا تعليميا يهدف �إلى‬
‫والكتابة من املحددات التي اعتمدها الدار�سون يف التمييز بني الأجنا�س‬
‫الأدب��ي��ة‪ ،‬و�أن �أه��م م��ا مييز ه��ذا الأدب ال�شفاهي اعتماده على الأ�شكال‬ ‫تهيئة �أذه��ان احل�ضور ال�ستقبال الدر�س ب���إث��ارة انتباههم واهتمامهم ‪،‬‬
‫يف�سر ذلكما الإيجاز والب�ساطة ما يتج ّلى‬ ‫الوجيزة والب�سيطة ‪ .‬ولعل ما ّ‬ ‫وتقدمي معنى وا�ضح بالبناء على معارف �سابقة لعنا�صر الق�صة‪ ،‬ف�شرعت‬
‫يف�سر ظاهرة �إلهية يف خلق بع�ض احليوانات‪ ،‬وقد‬ ‫يف هذا الفلكلور الذي ّ‬ ‫بتوجيه ال�س�ؤال للجال�سني حولها عن معرفتهم بعنا�صر مهمة‪ ،‬ثم بنت‬
‫ك��ان فهم اجليل البدائي قا�صرا ع��ن فهم ه��ذه الظواهر م��ا مل ت�ستند‬
‫ح�سية ملمو�سة‪ ،‬في�ؤدي �إلى خلق تف�سريات‬ ‫�إلى تف�سري خارق �أو �أ�سباب ّ‬ ‫على هذه املعرفة الق�صة‪ .‬ثم عر�ضت الق�صة �أو الن�ص‪ ،‬وع ّقبت على ذلك‬
‫�أ�سطورية ال ت�ستند �إلى �أي واقع علمي يف الغالب‪ ،‬بل للطرفة تارة وربط‬ ‫با�ستخال�ص ما يف ال��درو���س من فوائد وعِ �بر ب�أ�سلوب مبا�شر‪ ،‬فوجهت‬
‫الظواهر الكونية ببع�ضها تارة �أخرى‪ ،‬و�إن كانت ثمة �أبعاد �أخرى تتبلور‬
‫�أ�سئلة �إليهم بغية الت�أكد من �سالمة الر�سالة واا�ستيعابهم لفحواها بدقة‪.‬‬
‫عليها الأ�سطورة‪.‬‬
‫فوظيفة ه��ذا الفلكلور تعليمية تربي على معايل الأخ�ل�اق وتنفر من‬
‫� ّإن الأدب تعبري ع��ن الق�ضايا االجتماعية والأخ�لاق��ي��ة‪ ،‬وتنمية هذه‬
‫الأخالق وحماولة التعبري عنها و�إبرازها للمجتمع من الأهداف ال�سامية‬ ‫�سفا�سفها‪ ،‬حتقيقا للبعد الرتبوي الذي يرمي املجتمع اليوربوي تنميته‬
‫التي يروم الأدب حتقيقها‪” .‬‬ ‫بني النا�شئني‪ ،‬ليتوارثها الأجيال الالحقة‪.‬‬

‫‪40‬‬
‫مفطو�سا جزاء فعله‪ّ � .‬إن الأدب تعبري عن الق�ضايا االجتماعية والأخالقية‪،‬‬ ‫وتتفق التف�سريات احلديثة لأ�صول اليوروبا‪ Yoruba  ‬التقليدية على‬
‫وتنمية ه��ذه الأخ�ل�اق وحم��اول��ة التعبري عنها و�إب���رازه���ا للمجتمع من‬ ‫�أنهم �شعب �سوداين‪ ،‬ب�سط نفوذه على ال�سكان الأ�صليني يف نطاق غابة‬
‫الأهداف ال�سامية التي يروم الأدب حتقيقها‪ .‬والف�صل بني الأدب والأخالق‬ ‫نيجرييا احلالية‪ .‬وقد قدم اليوروبيون بني القرنني ال�سابع واحل��ادي‬
‫�أ�شبه ما يكون ف�صال بني اجل�سم والروح؛ لأنه ال يوجد �أدب بدون �أخالق‪،‬‬ ‫ع�شر امليالديني‪ ،‬وا�ستقروا يف اجلنوب الغربي من نيجرييا‪.‬وترك ه�ؤالء‬
‫وال توجد �أخ�لاق ب��دون �أدب‪ ،‬كما ال توجد ال��روح ب��دون اجل�سد ‪ ،‬ال�سيما‬ ‫القوم تراثا فلكلوريا ن�ستعر�ض منه الق�صة التالية‪:‬‬
‫و�أن هذا الفلكلور ي�شمل جوانب متعددة‪ ،‬و�أبعاد �إ�صالحية؛ اجتماعية‪،‬‬ ‫عجوز جتل�س يف ملأٍ من قومها‪ ،‬اجتمع امللأ حولها قا�صدين �سماع ما‬
‫�أخالقية‪ ،‬تربوية وتعليمية �إل��ى غري ذل��ك‪ .‬يبدو من خ�لال العر�ض �أن‬ ‫ع ّودتهم عليه م��ن �أقا�صي�ص‪ ،‬ق��ال��ت‪ :‬م��ن يعرف منكم ال�سنجاب؟ من‬
‫العجوز متثل الراوية لهذه املجموعة من الب�شر‪� ،‬ش�أنهم �أن يتخ ّلوا عن‬ ‫يعرف منكم اجلرذ؟ من يعرف منكم ال�سلحفاة؟ �أدلى اجللو�س ب�آرائهم‪،‬‬
‫�أعمالهم و�أ�شغالهم من �أج��ل ال ّلحاق مبجل�سها‪ .‬على �أنها لي�ست جمرد‬ ‫وجوابها عقب هذه الآراء تقرير على �إ�صابتهم ومعرفتهم احلقيقية بهذه‬
‫راوي��ة‪ ،‬فراوية الفلكلور لدى قبائل يوربا متثل “م�صدر املعرفة‪ ،‬ومعلم‬ ‫احليوانات‪ .‬لكن ثمة ق�صة تقف وراء كل هذه الأ�سئلة ‪ ..‬ا�ست�أنفت ق�صتها‪:‬‬
‫االجتماعيات والأخالقيات‪ ،‬ومقدّر �أميا تقدير لدى الولدان…” ‪ ،‬فهي‬
‫بطبيعة احلال تعترب لدى هذه ال�شرائح م�صدرا للتثقف‪ ،‬وللوقوف على‬ ‫ك��ان ي��ا مكان يف ق��دمي ال��زم��ان‪� ،‬صداقة وثيقة ب�ين �سلحفاة و�سنجاب‪،‬‬
‫تف�سريات كونية �أو طبيعية‪ ،‬ومن املمكن لو غابوا عن مثل هذا املجل�س �أن‬ ‫تغدّى ال�سنجاب يف بيت ال�سلحفاة‪ ،‬فطرح ال�سنجاب ما يثري قلقه عن‬
‫كيفية احل�صول على م��الٍ يت� ّسوقون ب��ه ي��وم ال�سوق ال��ق��ري��ب‪ ،‬ف�أجابته‬
‫يظلوا جاهلني بها طول حياتهم‪� ،‬إذ �إن مقيا�س العلم ميثل القدر الذي‬
‫فجئ عندي �أعلمك ال�صناعة‪،‬‬ ‫ال�سلحفاة‪ :‬تعلم �أنني �أجيد �صنع الفخار‪ْ ،‬‬
‫وقف الإن�سان عليه من تف�سري غوام�ض الكون‪ .‬ولعل املنزلة التي تتوالها‬
‫ومن ث ّم نبيع م�صنوعاتنا لنجد ماال‪ .‬اتفقا على ذلك‪ ،‬غري �أن ال�سنجاب‬
‫تف�سر عناية الفلكلورات لديهم بالأبعاد‬‫رواة الفلكلور يف املجتمع اليوربوي ّ‬ ‫�أخلف املوعد‪ ،‬ومل ي�أت ال�سلحفاة… بينما جتوب ال�سلحفاة �شوارع املدينة‬
‫الرتبوية واخللقية والتعليمية �أك�ثر م��ن غ�يره��ا‪� ،‬إذ �إن وظيفة ال��رواة‬ ‫عار�ضة م�صنوعاتها �إذ ب�صارخ ينادي‪� :‬سلحفاة! �سلحفاة! �سلحفاة! اِحل ْقي‬
‫تتلخ�ص يف ا�ستخال�ص العرب وا�ستنباط املواعظ التي تعود على املجتمع‬ ‫بحميمك ال�سنجاب‪� ،‬إنه يف م�شاجرة عنيفة مع اجلرذ ‪ ،‬و و…… مل متهل‬
‫بالنفع واخلري‪ ،‬والإر�شادات التي ترمي �إلى �إ�صالح املجتمع‪ ،‬و�إعداد جيل‬ ‫ال�سلحفاة املناديَ ليت ّم كالمه حتى حملت مقامع خ�شبية‪ ،‬وحلقت بهما‪،‬‬
‫على �أمت ا�ستعداد ملواكبة ما يف املجتمع من قيم واحلفاظ على قوانينه‪،‬‬ ‫راحت ال�سلحفاة تنهال بالع�صا على الذي هو عدو لهما (اجل��رذ)‪ّ ،‬‬
‫فع�ض‬
‫ونبذ ما قد ي�ؤدي �إلى خرق هذه القوانني‪ .‬فال غرابة �إذن مما قد جنده‬ ‫اجلرذ �أنف ال�سلحفاة حتى جدعه‪.‬‬
‫يف ه��ذه ال��رواي��ة م��ن عنايتها برتبية الن�شء على الأخ�ل�اق االجتماعية‬
‫حلق بهم املنادي‪ ،‬اَ‬
‫ول َم ال�سلحفاة‪ :‬لمِ َ ْ‬
‫مل ت�صربي حتى �أفرغ من كالمي ؟‬
‫ال�سامية‪ ،‬من خالل الدرو�س امل�ستفادة يف �آخر الق�صة �س�ألت عنه الراوية‬
‫لقد كان �سبب خ�صومتهما �سرقة �صديقك ماال من بيت اجلرذ‪.‬‬
‫العجوز للت�أكد من �أن الق�صة م�ستوعبة‪ ،‬و�أنهم قادرون على روايتها للجيل‬
‫التايل‪ ،‬فتلخ�صت �إجاباتهم يف‪� – :‬أن ال�سرقة خلق اجتماعي مذموم‪.‬‬ ‫قالت العجوز‪ :‬ندمت ال�سلحفاة على ما اقرتفت ‪ ،‬وبقي �أن��ف ال�سلحفاة‬

‫‪41‬‬
‫صور من أفريقيا‬

‫المعاناة‬
‫اليومية في‬
‫الحصول على‬
‫المياه‬

‫الماء عصب الحياة‬

‫التطور‬
‫العمراني في‬
‫أفريقيا‬
‫األسواق الشعبية‬

‫‪42‬‬
‫من طبيعة‬
‫أفريقيا‬

‫رحالت السفاري‬

‫قبيلة‬
‫سحر الطبيعة‬ ‫الماساي‬

‫‪43‬‬
‫النفايات يمكنها‬ ‫دراسة‬
‫إنارة أفريقيا!‬

‫ب�أفريقيا ل��و ك��ان��ت ق��د ا�س ُتخدمت يف امل��ح��ط��ات ال��ت��ي تعمل ب��وق��ود من‬ ‫بحلول عام ‪ 2025‬ميكن للقمامة �أن تزود ‪ 40‬مليون �أ�سرة بالطاقة ميكن‬
‫النفايات‪� ،‬سواء تلك التي حترق القمامة �أو العاملة بامليثان الناجت عن‬ ‫حرقها �أو جتميع غاز امليثان منها مبواقع الدفن ومكبات النفايات‬
‫حتلل النفايات‪ .‬‬
‫قالت درا���س��ة حديثة �إن ح��رق القمامة ميكنه ت��زوي��د ق��راب��ة ‪ 40‬مليون‬
‫وه��ذا الرقم قد يرتفع ع��ام ‪� 2025‬إل��ى ‪ 122.2‬ترياواط‪�/‬ساعة وقتما‬ ‫م�سكن يف �أفريقيا‪ ‬بالطاقة‪ .‬‬
‫ت�صبح تلك املحطات �أكرث كفاءة‪ ،‬و ُت�ستخدم على نطاق �أو�سع‪ .‬‬
‫اعتمد الباحثون الذين �أعدوا الدرا�سة على‪ ‬البيانات‪ ‬املتاحة عن القمامة‬
‫‪661.5‬‬ ‫جدير بالذكر �أن ا�ستهالك �أفريقيا من الطاقة عام ‪  2010‬كان‬ ‫والنمو العمراين‪ ،‬وق��دروا �إجمايل الطاقة الكامنة التي ميكن توليدها‬
‫ترياواط‪�/‬ساعة‪ .‬‬ ‫من النفايات ال�صلبة يف �أفريقيا‪� ،‬سواء من حرقها �أو امليثان امل�ستخرج من‬
‫املزابل ومواقع دفن النفايات واملكبات‪ .‬‬
‫لكن الباحثني وجدوا تفاو ًتا وا�س ًعا يف‪� ‬إنتاج النفايات و�إدارتها‪ ‬من بلد �إلى‬
‫بلد‪ .‬‬ ‫ون�شر الباحثون‪ ‬الدرا�سة ال�شهر امل��ا���ض��ي يف جملة م��راج��ع��ات الطاقة‬
‫املتجددة وامل�ستدامة‪.‬‬
‫بع�ض‪ ‬البيانات‪ ‬ت�شري �إل��ى انخفا�ض يف �إنتاج النفايات بقدر مالئم على‬
‫مدى العقد القادم (انظر الر�سم)‪ .‬وحتى لو حدث ذلك‪ ،‬ف�إن النفايات‬ ‫يقول معد الدرا�سة فابيو مونفريتو ‪ -‬فرياريو‪ :‬يبني حتليلنا �أن النفايات‪،‬‬
‫املجموعة من املدن ال تزال قادرة على �إنتاج طاقة تكفي ‪ 27‬مليون �أ�سرة‬ ‫ال �سيما ال�صلبة اخلارجة من املدن‪ ،‬هي م�صدر متجدد للطاقة‪ .‬‬
‫عام ‪ .2025‬‬
‫وميكنه توفري ق�سط ال ي�ستهان به من الطاقة الكلية امل�ستهلكة والكهرباء‬
‫يقول الباحثون �إنهم �أ�س�سوا تقديراتهم هذه على ا�ستهالك الكهرباء يف‬ ‫يف ال��ق��ارة الأفريقية ‪ ،‬وف��ق �إ�ضافة الباحث مبركز الأب��ح��اث امل�شرتكة‪،‬‬
‫�أفريقيا عام ‪ .2010‬‬ ‫التابع للمفو�ضية الأوروبية‪ .‬‬
‫و�إذ يتوقع البنك الدويل �أن ينمو عدد �سكان �أفريقيا �إلى ‪ 2.8‬مليار ن�سمة‬ ‫وتك�شف الدرا�سة �أنه كان ميكن توليد كهرباء عام ‪ 2012‬ت�صل �إلى نحو‬
‫بحلول عام ‪ ،2060‬ف�إن هذا النمو �سوف يزيد العبء على �أنظمة �إدارة‬ ‫‪ 62.5‬ت�يراواط‪��/‬س��اع��ة م��ن القمامة املجموعة م��ن املناطق احل�ضرية‬

‫‪44‬‬
‫النفايات التي تعاين حال ًّيا‪ ،‬وفق ما �أدلى به مارك بورت�شرز‪ ،‬املدير الفني‬
‫ب�شركة طاقة �أفريقيا امل�ستدامة‪ ،‬التي ال تهدف للربح‪ .‬‬
‫‪ ‬وي�ضيف‪ « :‬غال ًبا ال يجري جمع القمامة والنفايات من املدن الأفريقية‬
‫بكفاءة‪ ،‬ولو جرى كذلك‪ ،‬فغال ًبا ما ال تدار بطريقة متكن تقنيات مثل‬
‫جتميع غاز امليثان لأغرا�ض توليد الطاقة » ‪ .‬‬
‫ثمة م�شكلة �أخ���رى تتمثل يف ال��ت��م��وي��ل‪ .‬ت��ق��ول بيتينا ك��ام��وك ‪-‬رئي�س‬
‫جمموعة عمل يف ا���س��ت��ع��ادة ال��ط��اق��ة تتبع اجلمعية ال��دول��ي��ة للنفايات‬
‫ال�صلبة‪� :-‬إنه من الع�سري �إيجاد املال الالزم لبناء حمطات كهرباء حترق‬
‫القمامة‪ .‬‬
‫وتو�ضح كاموك �أن « معاجلة النفايات عن طريق احلرق‪ ،‬تعد على املدى‬
‫الق�صري‪� ،‬أكرث تكلفة من الدفن (الطمر) �أو �إلقائها يف املكبات » ‪ .‬‬
‫�أما لوجان مووديل‪ ،‬مدير وحدة الهند�سة والتطهري والنفايات ال�صلبة يف‬
‫مدينة ديربان بجنوب �أفريقيا‪ ،‬في�ضيف �أن الدعم ال�سيا�سي لتكنولوجيات‬
‫الطاقة امل��ت��ج��ددة غ�ير متوفروهناك حاجة لت�شريعات وح��واف��ز لدعم‬
‫التنمية‪.‬‬

‫‪45‬‬
‫من طبيعه افريقيا‬
‫�أحد انواع الطيور التي تعي�ش منعزلة ولي�س يف جماعات يف جنوب �شرق‬
‫�أفريقيا ال ي�ألف الب�شر كثريا و ي�صبح عدوانيا فى بع�ض االحيان ويتغذى‬
‫على الفواكه ‪.‬‬
‫‪ ‬ي�أ�سرنا ع��امل ال��ط��ي��ور بجماله وت��ن��وع��ه‪ ،‬لكن �أن���ى لنا �أن نتعرف على‬
‫�آالف الأنواع منها‪ ،‬و�أكرثها بات على القائمة احلمراء للطيور املعر�ضة‬
‫لالنقرا�ض‪ ،‬خ�صو�صا و�أن الإن�سان يهدم ويخرب موائلها الطبيعية يف‬
‫الغابات‪ ،‬كحال طائر الـ “توراكو” ‪ Turaco‬الأفريقي الذي يعد واحدا‬
‫من �أجمل طيور العامل‪ .‬يعرف هذا الطائر �أي�ضا با�سم “�صاحب التاج”‪،‬‬
‫خ�صو�صا و�أنه يتميز بالري�ش فوق ر�أ�سه‪ ،‬ما يجعل مظهره جذابا‪ ،‬مييزه‬
‫عن �سائر الطيور‪ ،‬حتى �أن هناك كثريين من العلماء ي�ؤكدون �أن “التاج”‬
‫يليق بجماله‪ .‬يف العامل نحو ثمانية ع�شرة نوعا خمتلفا من طيور الـ‬
‫“توراكو” التي تناف�س بع�ضها بع�ضا يف اجلمال‪ .‬ويعي�ش الـ “توراكو”‬
‫يف جنوب �شرق �أفريقيا‪ ،‬وخ�صو�صا فى ب��ورون��دي وم���االوي وموزمبيق‬
‫وزميبابوي وتنزانيا‪ .‬وهو �أحد انواع الطيور التى تعي�ش منعزلة ولي�س‬
‫يف جماعات‪.‬‬
‫وي�صل طوله �إل��ى ح��وايل ‪� 45‬سنتيمرتا‪ ،‬وي��زن ما بني ‪   262‬و ‪380‬‬
‫غ��رام��ا‪ ،‬وبذلك يعد طائرا متو�سط احلجم ن�سبياً‪ .‬يتميز ه��ذا الطائر‬
‫ب���أل��وان��ه ال��زاه��ي��ة املبهجة‪ ،‬ك��الأخ�����ض��ر والأزرق وال�����وردي‪ ،‬ويطلق عليه‬
‫باالجنليزية ا�سم (‪ )Livingstone’s Turaco‬ن�سبة الى امل�ستك�شف‬
‫والعامل ت�شارلز ليفينغ�ستون ‪ Charles Livingston‬وهو �أول من‬
‫اكت�شفه‪ .‬وتعد طيور الـ “توراكو” من ف�صيلة طيور “امل�سوفاغيدات”‬
‫وتعني ال��ـ “توراكو” �آك�ل�ات امل���وز‪ ،‬كما يتغذى على ال��ف��واك��ه‪ ،‬ويف بع�ض‬

‫طائر الـ “توراكو”‬


‫االحيان يتغذى على احل�شرات ال�صغرية و�أن��واع من الرخويات‪ .‬وكثريا‬
‫ما تكون الطيور التي تنتمي �إل��ى ف�صيلة “امل�سوفاغيدات” ذات �أع��راف‬
‫بارزة وذيول طويلة‪ .‬تتزين طيور الـ “توراكو” ب�ألوانها ال�ساطعة‪ ،‬وغالبا‬
‫ما تكون زرق��اء �أو خ�ضراء �أو �أرجوانية‪ .‬وي�أتي اللون الأخ�ضر فيها من‬
‫“التوراكوفردين” (‪� )Turacoverdin‬أي اخل�����ض��اب الأخ�����ض��ر‬
‫احلقيقي الوحيد املوجود يف الطيور‪.‬‬
‫خالفا للطيور الأخ��رى التي ت�سمتد لونها من م��ادة “الكاروتينويد”‪.‬‬
‫�أم��ا متو�سط عمر طيور ال��ـ “توراكو” الربية فهو ق�صري ن�سبيا‪ ،‬لكنها‬
‫�أظهرت عك�س ذلك يف الأ�سر‪ ،‬حيث �أنها تعي�ش ب�صورة �إ�ستثنائية �أكرث من‬ ‫رمز السلطة والجاه‬
‫ثالثني عاما داخل قف�ص الطيور وب�سهولة‪ ،‬وتف�ضل طيور الـ “توراكو”‬
‫عدم الهجرة من موطنها‪ .‬وتبني �أع�شا�شها الكبرية على الأ�شجار‪ ،‬وت�ضع‬ ‫�أما اللون الأخ�ضر لدى الطيور الأخ��رى فينتج من خ�ضابها ال�صفراء‪،‬‬
‫حوالى بي�ضتني �أو ثالث‪ .‬وتفق�س �صغارها بري�ش كثيف وعيونها تكون‬ ‫مثل القليل م��ن “الكاروتينويد” املتحد م��ع بنية ج�سدية مو�شورية‬
‫بالكاد مفتوحة‪.‬بالإ�ضافة �إل���ى ك��ل ه��ذه امل��م��ي��زات‪ ،‬تتميز ه��ذه الطيور‬ ‫للري�ش نف�سه الذي يبعرث ال�ضوء بطريقة معينة‪ ،‬ويعطي اللون الأزرق‪.‬‬
‫كما حتتوي �أجنحة الـ “توراكو” على اخل�ضاب الأحمر “التيورا�سني”‪،‬‬

‫‪46‬‬
‫االخ�ضر واالزرق والوردي ويطلق على طائر التوراكو باالجنليزية ا�سم‬ ‫بنداءات الإن��ذار لديها‪� ،‬إذ تقوم من خاللها ب�إبالغ احليوانات الأخ��رى‬
‫‪ Livingstone’s Turaco‬ن�سبة الى املكت�شف �شارلز ليفينج�ستون ‪،‬‬ ‫يف املحيط عن وجود حيوانات مفرت�سة‪� ،‬أو عن اق�تراب ال�صيادين‪ .‬من‬
‫ويعد طائر التوراكو احد الطيور التى يتم تربيتها فى املنازل ولكنه لي�س‬ ‫جهة ثانية‪ ،‬ت�شري بع�ض الروايات �إلى �أن الري�ش القرمزي الالمع لطيور‬
‫منت�شرا ب�صورة كبرية النه يحتاج الى م�ساحة كبرية للطريان وكذلك‬ ‫الـ “توراكو” قد حظي بقيمة عالية وهو غايل الثمن‪ ،‬خ�صو�صا جلهة‬
‫طائر ال��ت��وراك��و ال ي���أل��ف الب�شر كثريا لذلك ي�صبح عدوانيا ف��ى بع�ض‬ ‫ا�ستخدامه كرمز لأفراد الأ�سر امللكية والر�ؤ�ساء �أ�صحاب ال�سلطة واجلاه‬
‫االحيان عندما يتواجد بجانب الب�شر‪.‬‬ ‫يف كافة �أنحاء �أفريقيا‪.‬‬
‫يتميز ط��ائ��ر ال��ت��وراك��و اح���د اج��م��ل ال��ط��ي��ور ب��ال��وان��ه ال��زاه��ي��ة املبهجة‬

‫‪47‬‬
‫قبيلة “الهيمبا”‬ ‫قبـــائـل‬

‫“الهيمبا”‪ ،‬فلنذهب يف رحلة لنتعرف فيها على هذه القبيلة �أكرث وعن‬
‫غريب عاداتها وتقاليدها‪..‬‬ ‫الهيمبا‪ ..‬حياة بدائية وعادات غريبة !‬

‫نبذة تاريخية‬ ‫يعي�ش عاملنا اليوم يف خ�ضم ثور ٍة علمي ٍة وتكنولوجي ٍة مل ي�شهد التاريخ‬
‫مثله‪ ،‬ثورة تتقدم ب�سرعة فائقة‪ ،‬ثورة تغيرّ من احلياة كل دقيق ٍة وكل هي قبيل ٌة �إفريقي ٌة ذات منط بدائي قدمي‪ ،‬بدو متنقلون من مكان ملكان بحثاً‬
‫ثاني ٍة نحو الأف�ضل والأ�سهل والأجمل‪ ،‬فحياة �سريعة‪ ،‬و�آالت عجيبة‪ ،‬عن ثروات الأر�ض من ما ٍء َ‬
‫وخ َ�ضار‪ ،‬يتوطنون يف ال�شمال وال�شمال الغربي‬
‫وعلوم واكت�شافات جديدة �أو�صلتنا ملرحلة من التقدّم واالزدهار مل يكن من دولة ناميبيا (التي تقع جنوب غرب قارة �أفريقيا والتي تعد من �أقل‬
‫الدول كثافة بال�سكان يف العامل وكذلك من �أكرث الدول الأفريقية التي‬ ‫ليتخيلها يف يوم من الأيام �أجدادنا الأوائل‪..‬‬
‫ورغم كل هذا ويف يوم مل يعد فيه بيت يخلو من احلا�سوب و�شبكة تتمتع با�ستقرار �سيا�سي واقت�صادي واجتماعي عايل) وخا�ص ًة يف منطقة‬
‫الإنرتنت والتلفاز وغريها من الآالت ال يزال يعي�ش بيننا هنا على هذا “كونني” منها‪..‬‬
‫الكوكب جمموعات من الب�شر مبجرد ر�ؤيتهم يعتقد الواحد م ّنا ب�أنهم وهم يعدون من �أوائل القبائل واجلماعات التي ا�ستوطنت تلك الأر�ض‪،‬‬
‫�إما بقايا لع�صور قدمية قد خلت‪� ،‬أو �إنهم �أ�شخا�ص ميثلون فلماً هوليودياً ويرتاوح �أعدادهم بني ‪ 40‬و‪� 50‬ألف ن�سمة‪ .‬و ُيعتقد �أنهم فروع منحدرة‬
‫عن تاريخ الب�شرية‪ ،‬جمموعات ب�شرية بنمط حياة بدائي وب�أدوات ًباتت من �شعوب الهرييرو‪.‬‬
‫�شبه منقر�ضة ومبظهر ال يوحي �سوى بالإن�سان احلجري القدمي‪� ،‬أنا�س‬
‫�إن قبيلة الهيمبا هي �إحدى القبائل التي انتقلت مع �شعوب وجماعات‬ ‫ذو عادات وتقاليد غريبة…‬
‫الهرييرو الأخرى يف القرنني اخلام�س ع�شر وال�ساد�س ع�شر امليالدي من‬
‫و�أكرث منطقة غنىية بتلك املجموعات الب�شرية هي �أفريقيا‪ ،‬القارة بوت�سوانا (وهي دولة تقع جنوب ال�صحراء الكربى يف �أفريقيا اجلنوبية)‬
‫ال�سوداء‪ ،‬مهد الب�شرية‪ ،‬والبقعة التي منها انطلقت �شرارة احلياة وانتقلت وا�ستقرت يف �شمال ناميبيا‪ ،‬ليع�شوا هناك حيا َة الرتحال معتمدين على‬
‫ال�صيد وتربية املوا�شي‪.‬‬ ‫�إلى باقي بقاع الأر�ض‪..‬‬
‫هذه املنطقة التي تنت�شر فيها العديد من القبائل التي ظلت متم�سكة ويتميز تاريخ هذه القبيلة بامتالئها بالكوارث واحلوادث املهلكة‪ ،‬من‬
‫وقحط و�صراعات وحروب‪ ،‬وال�سيما يف فرتة حرب اال�ستقالل‬ ‫ٍ‬ ‫جفاف‬
‫ٍ‬ ‫بحياتها الب�سيطة وبنمطها البدائي وبعادات �أجدادها الغريبة‪ ،‬والتي‬
‫ا�ستطاعت �أن تبقى منعزلة ع ّما حولها من تط ّور تكنولوجي وتقدّم معريف الناميبية وكذلك ال�صراع الداخلي مع اجلارة �أجنوال (التي حتد ناميبيا‬
‫�شما ًال) ومن �أمثلتها حملة الإبادة اجلماعية التي تعر�ضوا لها مع باقي‬ ‫وفكري لتبقى متبعة لنظام وطريقة عي�ش مثرية للده�شة…‬
‫و�أحد �أكرث هذه القبائل بدائي ًة‪ ،‬و�إثار ًة للغرابة‪ ،‬وجذباً للأنظار هي قبيلة جريانهم من جماعات الهرييرو من قِبل الأملان الذين كانوا م�ستعمرين‬

‫‪48‬‬
‫النساء يضعن على رؤوسهن‬
‫تيجان ًا صغيرة مصنوعة‬
‫من جلد الماعز داللة على‬
‫دخولهن عش الزوجية‬

‫قدوم رفيقاتها وقريباتها �إليها وهنَّ يحملن هدايا لها فرحاً ببلوغها‬ ‫لتلك الأر�ض بقيادة لوثري فون تروثا‪.‬‬
‫وو�صولها لل�سن الذي ت�ستطيع �أن تتزوج وتنجب فيه‪.‬‬ ‫وكذلك حالة القحط التي �سادت مناطق تواجدهم يف عام ‪ 1980‬والتي‬
‫ومن �أحد الأمور التي متيز ن�ساء هذه القبيلة عن غريهن من الن�سوة هو‬ ‫ت�سببت مبقتل ما ال يقل عن ‪ % 90‬من قطعانهم‪ ،‬ودفعهم للهجرة‬
‫ا�ستعمالهن خلليط ي�صنعنه ب�أنف�سهن من دهن املاعز و�أك�سيد الر�صا�ص‬ ‫اجلماعية �إلى منطقة �أوبو (‪ )Opuwo‬ليعي�شوا يف املناطق الفقرية‬
‫وبع�ض �أنواع النباتات مع خلطها ببع�ض الروائح الذكية‪ ،‬لالحتماء من‬ ‫والع�شوائية هناك‪ .‬هذه احلادثة كانت على و�شك �أن ت�ؤدي �إلى انقرا�ض‬
‫�أ�شعة ال�شم�س املحرقة وكذلك حلماية �أنف�سهن من احل�شرات‪.‬‬ ‫طبيعة وتراث هذه القبيلة واختفاء منط حياتهم من الوجود‪.‬‬
‫وهذا املزيج يعطي لأج�سادهن لوناً �أحمر والذي بدوره يرمز �إلى بركة‬ ‫ولكن يف عام ‪ 1990‬وما بعده بد�أت قبيلة الهيمبا بالعودة �إلى �أر�ضهم‬
‫الأر�ض التاريخية التي يعي�شون عليها‪ ،‬و�إلى دم الإن�سان الذي هو رمز‬ ‫التاريخية القدمية‪ ،‬والبدء بالعي�ش من جديد هناك وفقاً لطريقتهم‬
‫احلياة وا�ستمراريته‪.‬‬ ‫و�أ�سلوبهم اخلا�ص بهم‪.‬‬

‫زينة الشعر‬ ‫المرأة في قبيلة الهيمبا‬


‫لل�شعر عند قبيلة الهيمبا �أهميته اخلا�صة‪ ،‬فلكل ت�سريحة ولكل خ�صلة‬ ‫�إن جمتمع الهيمبا يف بع�ض الأحيان وال�سيما يف فرتات ال�صباح الأولى‬
‫دالالته وكذلك لكل عمر ولكل فرتة زمنية ت�سريحته‪ ،‬فحيث �إن الن�ساء‬ ‫تبدو وك�أنها جمتمع للن�ساء فقط‪ ،‬فاملر�أة فيه تلعب دوراً �أكرب مما يلعبه‬
‫الرجل‪ ،‬و�أغلب الأعمال والأن�شطة التي تتطلب جهداً تقوم بها ن�ساء‬
‫يقمن بجدل �شعرهن على �شكل �ضفائر ومن ثم يقمن ب�صبغه باملزيج‬ ‫القبيلة ‪ ..‬من تربية املوا�شي وحلبها و�إح�ضار املاء من الأنهار للقرية‬
‫الذي ي�صنعونه من دهن املاعز و�أك�سيد الر�صا�ص وبع�ض النباتات لي�أخذ‬ ‫وكذلك جلب احلطب و�صنع بع�ض امل�صنوعات اليدوية وكذلك بناء‬
‫بذلك لوناً �أحمر ينطبق مع لون �أج�سادهن احلمر امل�صبوغة بذلك‬ ‫املنازل وتربية الأطفال ورعايتهم‪ ،‬وتتعاون ن�ساء القبيلة فيما بينهن لأداء‬
‫الن�سيج �أي�ضاً‪.‬‬ ‫هذه الأعمال ويف كثري من الأحيان قد جتد �إحدى الن�ساء تربعت لتعتني‬
‫وترعى �أطفال ن�ساء �أخريات �إلى جانب �أطفالها‪.‬‬
‫وعدد هذه ال�ضفائر التي يجدلونها تختلف باختالف احلالة االجتماعية‪.‬‬
‫والفتاة ال�صغرية يف هذه القبيلة حني ت�صل ل�سن البلوغ يتم االحتفال بها‬
‫يف حني �إن الرجل ميلك قبل البلوغ �ضفرية واحدة تن�سدل على اجلبني‪.‬‬ ‫و�سط �أجواء روحانية خا�صة بهم‪ ،‬وتبقى جال�سة يف حماية الأجداد حتى‬

‫‪49‬‬
‫تقرير‬
‫و�سط غياب �أموال زكاة �أثرياء امل�سلمني للنهو�ض بالقارة‬
‫ال وانشغا ً‬
‫ال بأنشطــــة التنصيــــر‬ ‫أفريقيــــا أكثــر بقـــاع األرض اشتعـــا ً‬

‫األفارقة يخضعون ألكبر جريمة بمساومتهم على الحياة‬


‫تحت شعار «التنصير مقابل الغذاء والدواء»‬

‫ور�صد الظاهرة دون وا�سطة‪.‬‬ ‫�إفريقيا ق��ارة واع��دة‪ ...‬لذا فهي ٌ‬


‫حمط لأنظار اجلميع‪ ،‬ال�سِ يما حركات‬
‫أث�ي�را يف ���س��اح��ة ه���ذه ال��ق��ارة م�شكلة‬
‫وم���ن �أخ��ط��ر امل�����ش��ك�لات و�أك�ث�ره���ا ت���� ً‬ ‫التن�صري لقِدم وجودها يف هذه القارة‪ ،‬وك�ثرة �أتباعها‪ ،‬وك�ثرة النفقات‬
‫التن�صري وما ي�سبقها وما يلحقها من تدابري و�إجراءات من قبل حمالت‬ ‫عليها من قبل املنظمات التن�صريية يف ال�شرق والغرب‪.‬‬
‫املن�صرين‪ ،‬ومن يقفون خلف هذه احلمالت؛ فقارة �إفريقيا مرتع خ�صيب‬ ‫ِّ‬ ‫ل����ذا؛ ي��ت��ح�� َّت��م ع��ل��ى امل��ع��ن��ي�ين ب��ه��م��وم ه���ذه الأم����ة ال��ن��ظ��ر ب��ع�ين االه��ت��م��ام‬
‫املن�صرين منذ �أم��دٍ بعيد‪ ،‬لهذا �صارت هذه القارة من �أكرث بقاع‬ ‫لآالف ِّ‬ ‫�إل��ى ح��ال ال��رج��ل الإف��ري��ق��ي ال��ذي يخ�ضع لأك�بر جرمية ا�ستغالل من‬
‫املن�صرين‪،‬‬
‫وا�شتعال ب�أن�شطة التن�صري‪ ،‬ورجاالته‪ ،‬و�أموال ِّ‬ ‫اً‬ ‫اً‬
‫ان�شغال‬ ‫الأر�ض‬ ‫قِ�� َب��ل ال��ن�����ص��ارى‪ ،‬يتم فيها امل�ساومة على احل��ي��اة مقابل ت��رك م��ا يدين‬
‫ودجل الق�ساو�سة‪ ،‬ومكر ال�سا�سة‪.‬‬ ‫ب��ه ال�شخ�ص ‪-‬الإ����س�ل�ام �أو غ�ير الإ����س�ل�ام‪ -‬وال���دخ���ول يف م��ل��ك��وت ال��رب‬
‫التنصير‪ ..‬واالحتالل‬ ‫ودي��ن املحبة ‪-‬زع�� ًم��ا!‪ ،-‬حتت �شعار “التن�صري مقابل ال��غ��ذاء وال���دواء»‪.‬‬
‫طبيعة ق���ارة اف��ري��ق��ي��ا ت��ع��دِّد ال��ث��ق��اف��ات وال��ل��غ��ات والأع������راف والأع�����راق‪،‬‬
‫ذكر الباحث الدكتور بيان �صالح ح�سن يف مقال له ‪ ،‬يقول فيه‪“ :‬هل كان‬ ‫وتعدِّد الديانات واملِلل واملذاهب‪.‬ف�إفريقيا قار ٌة عجوز تزخر بالأعاجيب‬
‫التن�صري مم ِّهدًا لالحتالل �أو كان االحتالل م�ساعِ دًا للتن�صري؟ وهل كان‬ ‫والغرائب‪ ،‬والإحاطة مب�شكالتها و�أ�سباب هذه امل�شكالت وحلولها لي�ست‬
‫التن�صري مق�صودًا لذاته �أو اتخذ ُ�س َّل ًما للو�صول �إلى م�آرب �أخرى؟”‬ ‫ب��الأم��ر الهني‪ ،‬فعلى الباحث يف ه��ذا ال�ش�أن ال��رج��وع ق��در امل�ستطاع �إلى‬
‫وبعد معاجل ٍة لتعريف م�صطلح التن�صري خل�ص الباحث �إل��ى نتيجة‬ ‫م�صادر �أ�صيلة‪� ،‬شديدة التخ�ص�ص يف هذا ال�ش�أن‪� ،‬أو النزول ب�شكلٍ ميداين‪،‬‬

‫‪50‬‬
‫البابوية‪ ،‬وتدعمه الدول امل�سيحية وجمل�س الكنائ�س العاملي‪ ،‬وكل اجلهات‬
‫املعادية القوية التي تعمل �ضد الإ�سالم وعقيدته ودعوته يف هذا الع�صر‪،‬‬
‫املخطط قوته من الإمكانات‬ ‫منذ عهد احلروب ال�صليبية‪ ،‬وي�ستمد هذا َّ‬ ‫م��ف��اده��ا‪�“ :‬أن ال��وق��ائ��ع والأح�����داث ت���ؤك��د ت�ل�ازم االح��ت�لال والتن�صري‪،‬‬
‫ال�ضخمة التي ُت َّ‬
‫�سخر له‪ ،‬ومن الدعم املادي الكبري الذي ُيقدَّم له �سنو ًيا‬ ‫وجتعل منهما وجهني لعملة واح���دة‪ ،‬و�صنوا ًنا ال يفرتقان‪��� ،‬س��وا ًء كان‬
‫لدعم �أن�شطته و�إر�سالياته يف خمتلف دول العامل‬ ‫االح��ت�لال غ��ز ًوا ع�سكر ًيا‪� ،‬أو ن��ف��و ًذا �سيا�س ًيا‪� ،‬أو اتخذ �صورة من �صوره‬
‫الأخرى املختلفة‪ ...‬وهذا ما ي�شهد به التاريخ وواقع احلال دون مواربة”‬
‫بذور التنصير‬ ‫و�إجابة على ال�س�ؤال الآخ��ر‪ :‬بينَّ الباحث �أن التن�صري مل يكن مق�صودًا‬
‫من جهته �أ�شار الدكتور �أمي��ن �شبانه املتخ�ص�ص يف ال�ش�أن الإفريقي يف‬ ‫لذاته؛ و�إمن��ا كان ذريعة لتحقيق م�صالح �أخ��رى‪ ،‬كاحل�صول على املواد‬
‫ورق ٍة بحثية له �إلى الدور اخلطري الذي تلعبه املنظمات الأجنبية العاملة‬ ‫اخلام‪ ،‬وتوفري ال�سوق امل�ستهلِكة للمنتجات‪ ،‬و�أ�شار الباحث خالل ذلك �إلى‬
‫مو�ض ًحا �أنها ت�سعى �إلى تدمري العقائد الدينية والقيم‬ ‫يف املجال الإن�ساين‪ِّ ،‬‬ ‫كالم ريت�شارد داودن يف كتابه (�إفريقيا‪ ..‬الأ�سرار واملعجزات) الذي ُي�شري‬
‫االجتماعية‪ ،‬وطم�س هوية ال�شعوب الإفريقية‪� ...‬إذ ت�ستغل بع�ض هذه‬ ‫فيه �صراح َة �إلى هذا الر�أي‪.‬‬
‫خ�صو�صا يف خميمات الالجئني والنازحني‪ ،‬يف‬ ‫ً‬ ‫املنظمات الأزمات الإن�سانية‬
‫القيام بكثري من الن�شاطات التن�صريية حتت �شعار “اخلبز مع ال�صليب”‪،‬‬ ‫يقول داودن‪“ :‬وحتى يومنا هذا‪ ...‬ظ َّلت �أوروبا تفرِ�ض مقاليد الهيمنة‬
‫كما �أن العاملني يف تلك املنظمات يعمدون �إلى نقل �أ�سلوب حياتهم يف الغرب‬ ‫على �إفريقيا‪ ،‬لقد غزاها الأوروبيون با�سم امل�سيحية تار ًة‪ ،‬وبا�سم احل�ضارة‬
‫ريا من الت�ص ُّرفات وال�سلوكيات‬ ‫�إلى الدول الإفريقية‪ ،‬حيث ميار�سون كث ً‬ ‫تار ًة‪ ،‬وبا�سم التجارة تار ًة �أخرى‪ ..‬ونحن نت� َّصور �أن ر�سالة الدين وحكاية‬
‫خ�صو�صا يف املجتمعات الإ�سالمية‪.‬‬ ‫ً‬ ‫التي تمُ ِّثل تهديدًا للقيم الإفريقية‪،‬‬ ‫ن�شر احل�ضارة واملدنية �إمنا كانت ذرائع لي�س �إال‪� ..‬ساقتها قوى اال�ستعمار‬
‫ف���ف���ي ال���ن���ي���ج���ر‪ :‬ا���س��ت��غ��ل��ت امل���ن���ظ���م���ات الإن�������س���ان���ي���ة ظ������روف امل���ج���اع���ة يف‬ ‫بعد و�صول النظام الر�أ�سمايل يف الغرب �إلى مرحلة حا�سمة‬
‫ت��ن�����ص�ير م���واط���ن���ي ه����ذه ال����دول����ة ال���ت���ي ي���دي���ن �أك��ث��ر م���ن ‪ % 98‬من‬
‫�شعبها ب��الإ���س�لام‪ ،‬ع��ن ط��ري��ق دع���م الأق��ل��ي��ة ال���ب�ل�اد‪ ،‬وت��وط�ين عنا�صر‬ ‫الحراك التنصيري‬
‫ِ‬
‫م����ن امل���ن���� ِّ���ص���ري���ن ال���ك���ون���غ���ول���ي�ي�ن يف ب��ع�����ض م�����دن ال���ن���ي���ج���ر‪ ،‬ب��خ��ا���ص�� ٍة‬ ‫يف ورق�� ٍة بحثي ٍة له ُي�شري الدكتور حممد ج��اه اهلل �إل��ى نقطة جوهرية‬
‫يف ق�ضية التن�صري يف �إفريقيا‪ ،‬وعليها �أُ�س�س ه��ذه ال��ورق��ة‪ ،‬مو�ضحا �أن‬
‫قارة �إفريقيا مل َتعد كما كانت يف نظرة قدامى الأوروبيني‪ ،‬امل�ستعمرين‬
‫واملن�صرين‪ ،‬مل َتعد جمرد منطقة يتحتم ت�أمينها ُبغية الو�صول‬ ‫ِّ‬ ‫منهم‬
‫�إل��ى خ�يرات جنوب �شرق �آ�سيا و�شبه ال��ق��ارة الهندية‪ ،‬كما تحُ دَّثنا كتب‬
‫اجلغرافيا؛ و�إمنا �أ�صبحت �إفريقيا هد ًفا يف حدِ ذاته‪ ،‬بعد �أن ات�ضح �أنها‬
‫خ�صو�صا بعد �أن �أخذ‬
‫ً‬ ‫قارة واعدة باملوارد الطبيعية والب�شرية املختلفة‪،‬‬
‫الإ�سالم‪ ،‬ومعه الثقافة الإ�سالمية واللغة العربية‪ ،‬يف القرون الأخرية‪،‬‬
‫ريا‬
‫ينت�شر يف الأقاليم املختلفة لقارة �إفريقيا ويتبو�أ مكانة متميزة م�ش ً‬
‫�إلى �أن عملية حتويل �إفريقيا امل�سلمة �إلى قارة م�سيحية حلم قدمي تقوده‬

‫‪51‬‬
‫خمطط العمل الإعالمي التن�صريي؛ �أ�شار ال�شيخ رفاعي �إل��ى �أن‬ ‫وعن َّ‬ ‫ال��ع��ا���ص��م��ة ن��ي��ام��ي‪ ،‬ل�� ُي�����ش�� ِّك��ل��وا ب������ؤ ًرا ت��ن�����ص�يري��ة ع��دي��د يف ه���ذه ال���دول���ة‪.‬‬
‫الكني�سة وم�ؤ�س�ساتها انطلقت يف اهتمامها بهذه الو�سائل من حقيقة‬ ‫ويف ال�����ص��وم��ال‪��� :‬ش��ارك��ت بع�ض ه��ذه النوعية م��ن املنظمات يف تن�صري‬
‫ريا‪ ،‬وهي �أن هذه الو�سائل �إمنا ت�ساهم ب�صور ٍة ف َّعالة يف‬
‫مهمة �أكدتها كث ً‬ ‫م�����س��ل��م��ي ال�������ص���وم���ال‪ ،‬وت���دم�ي�ر ال��ق��ي��م االج��ت��م��اع��ي��ة ل��ل�����س��ك��ان‪ ،‬وذل���ك‬
‫تثقيف العقل‪ ،‬والرتويح عنه‪ ،‬وت�ساعد على انت�شار ملكوت اهلل وتدعيمه‪،‬‬ ‫باحت�ساء اخل��م��ور‪ ،‬ومم��ار���س��ة اجلن�س خ���ارج نطاق‪ ‬الزواج‪ ،‬واالح��ت��ف��ال‬
‫وعلى هذا الأ�سا�س وارتكا ًزا �إلى هذه املعتقدات‪ ،‬وانطال ًقا منها؛ �شهدت‬ ‫بالأعياد الوطنية الأجنبية واملنا�سبات الدينية واالجتماعية الغربية‪.‬‬
‫�ساحة التن�صري العاملية طوال ال�سنوات الثالثني املا�ضية ‪-‬وحتى الآن‪-‬‬ ‫و�أو�ضح الباحث حممد فرج م�صباح �أن التن�صري قد ر َّكز على حمتاجي‬
‫ع�شرات امل���ؤمت��رات الإعالمية التي �ض َّمت �صحفيني و�إذاع��ي�ين وخ�براء‬ ‫�إفريقيا وفقرائها وا�ستغالل حاجتهم �إلى اخلدمات التعليمية وال�صحية‬
‫�إعالم و�أ�ساقفة من كل �أنحاء العامل‪ ،‬والتي بحثت مو�ضوع و�سائل الإعالم‬ ‫والغذائية والك�ساء‪ ،‬وذلك بتقدمي التعليم وفتح املدار�س وفتح امل�ست�شفيات‬
‫والتو�سع يف �إن�شاء م�ؤ�س�ساتها ون�شاطاتها يف جمال‬
‫ُّ‬ ‫وتطوير ا�ستخدامها‪،‬‬ ‫ريا‬
‫وتقدمي الدواء والعالج‪� ،‬إ�ضافة للإغاثة والغذاء وحفر �آبار املياه‪.‬م�ش ً‬
‫التن�صري ‪.‬‬ ‫�إل��ى دور امل�ستعمِ ر يف توظيف الن�صارى الأف��ارق��ة يف ال��وظ��ائ��ف العليا‪،‬‬
‫للمن�صرين بوا�سطة املنظمات‬ ‫ِّ‬ ‫وتقدمي الدول الأوروبية لإعاناتٍ كبري ٍة‬
‫ضعف الدور اإلسالمي‬ ‫الكن�سية الأوروبية‪ ،‬وتوجيه امل�ساعدات �إلى �أماكن متر ُكز الن�صارى ‪.‬‬
‫�أ�شار الدكتور �أمين �شبانه �إلى العالقة بني الدور الإ�سالمي يف �إفريقيا‬ ‫و�إلى الدور الإن�ساين متمث اًِل يف اخلدمات الطبية �أو�ضح الدكتور يون�س‬
‫املن�صرين مل يكن مبقدورهم القيام‬ ‫مو�ض ًحا �أن ِّ‬ ‫واحلِ��راك التن�صريي‪ِّ ،‬‬ ‫املن�صرين َي�ستغلون‬ ‫عبديل مو�سى يف بحثٍ له عن التن�صري يف كينيا‪� ،‬أن ِّ‬
‫بن�شاطهم ال��ت��ن�����ص�يري �إال يف ظ��ل ���ض��ع��ف ال����دور الإ���س�لام��ي يف ال���دول‬ ‫ريا �إلى مقولة لأحد الباحثني الغربيني‪ ،‬يقول‬ ‫هذه املهنة يف التن�صري م�ش ً‬
‫الإفريقية‪ ،‬را�س ًما خطة للمواجهة تتمثل يف تبني حكام الدول الإ�سالمية‬ ‫فيها‪" :‬لقد وجدنا نحن يف بالد العرب لنجعل رجالها ون�سائها ن�صارى"‪.‬‬
‫مل�شروع (ح�ضاري ‪ -‬ثقايف) ينه�ض ب�أو�ضاع امل�سلمني الأفارقة‪ ،‬مع العمل‬
‫على ن�شر اللغة والثقافة العربية يف القارة‪ ،‬وعدم االكتفاء بتقدمي مواد‬ ‫و�أ َّكد عبديل هذا التوجه بقوله‪“ :‬لو جت َّولت يف املدن والقرى والأرياف‬
‫الإغ��اث��ة الإن�سانية فح�سب؛ وذل��ك م��ن خ�لال ترجمة الكتب الدينية‪،‬‬ ‫��دت عجوزة �أو عجوز ُي��ق��دِّم خدمات طبية يف تلك املناطق‬ ‫الكينية ل��وج َ‬
‫ون�����ش��ر التعليم ال��دي��ن��ي‪ ،‬وت��ق��دمي امل��ن��ح ال��درا���س��ي��ة ل��ل��ط�لاب الأف���ارق���ة‪.‬‬ ‫ب�شر هذا الطبيب �أو الطبيبة‬ ‫جما ًنا‪ ،‬حيث تكون الفر�صة �سانحة حتى ُي ِّ‬
‫أي�ضا �إلى �أهمية تكوين روابط �إ�سالمية يف الدول ذات الأقلية‬ ‫ون َّوه �شبانه � ً‬ ‫بني �أكرب عدد ممكن من امل�سلمني‪ ،‬و�أكرب �شاهد على ذلك مدينة مرتي‬
‫الإ�سالمية‪� ،‬أو التي يتو َّزع فيها امل�سلمون ب�شكلٍ متناثر‪ ،‬كما هو احلال‬ ‫التابعة ملحافظة ا�سيولو‪ ،‬والتي تقع يف كرب ُتوال” ‪.‬‬
‫بالن�سبة لكينيا التي �أدَّى تناثر توزيع امل�سلمني فيها �إلى �إفقادهم الت�أثري‬ ‫فنون التزييف‬
‫يف جمريات الأمور يف البالد؛ بالرغم من كونهم يمُ ِّثلون �أكرب جتمع ديني‬
‫يف كينيا ‪ % 35‬من ال�سكان ‪.‬‬ ‫و�أو�ضح ال�شيخ رفاعي �سرور رحمه اهلل يف مقال له قوة ت�أثري ال�سينما يف‬
‫النا�س‪ ،‬وكيف ت�ؤثر يف �أفكارهم ومعتقداتهم و�آرائهم وتوجهاتهم �أكرب من‬
‫التنصير المسلح‬ ‫�أي قوة �أخرى‪ ،‬وا�ست�شهد على ذلك بكالم للم�ؤرخ الأمريكي “بانو ف�سكي”‪،‬‬
‫ول��ف��ت ال��دك��ت��ور ب���در ح�سن ���ش��اف��ع��ي �إل���ى �أن التن�صري مل ُي��ح�� ِّق��ق م�ستوى‬ ‫يقول فيه‪�“ :‬إن ال�سينما قوة ت�ستطيع �أن ت�صوغ بها‪� ،‬أكرث من �أن ت�صوغ �أية‬
‫الطموحات التي كان ي�ستهدفها الفاتيكان بتن�صري القارة ال�سوداء بحلول عام‬ ‫قوة �أخرى‪ ،‬والآراء والأفكار وال�سلوك لأكرث من ‪ % 60‬من �سكان الأر�ض‪،‬‬
‫‪2000‬م‪ ،‬بل �إن م�ستوى التم ُّدد واالنت�شار للتن�صري رمبا يرتاجع خالل الفرتة‬ ‫وه���ذه الن�سبة ت��ت��ج��اوز ث�لاث��ة م��ل��ي��ارات ن�سمة م��ن الب�شر‪ ،‬ف���أي��ة و�سيلة‬
‫القادمة مقارنة بالفرتة املا�ضية ‪1910‬م‪2010 -‬م‪ ،‬وقد اعتمد �شافعي يف بناء‬ ‫�أخرى لها قوة الت�أثري بهذه الدرجة؟! �إن ت�أثري الإعالم وقتي �أما ت�أثري‬
‫ال�سينما على النا�س ف�إنه بعيد امل��دى‪ ،‬وهي ت�ؤثر يف منط حياة الب�شر”‬

‫‪52‬‬
‫السميط‪ :‬زكاة أموال أثرياء العرب‬
‫تكفي لسد حاجة ‪ 250‬مليون مسلم‬
‫أكثر العقبات التي كانت تواجه مسيرة المرحوم الشيخ‬
‫ال��دك��ت��ور عبدالرحمن السميط ال��دع��وي��ة ليس الفقر‬
‫واألدغ���ال الموحشة لكنها هجمة التنصير التي تنفق‬
‫الكنائس في العالم الكثير إلنجاحها في أفريقيا ويقول‬
‫الشيخ الجليل ‪ :‬ما زال التنصير هو سيد الموقف‪ ،‬مشي ًرا إلى‬
‫ما ذكره د‪ .‬دافيد بارت خبير اإلحصاء في العمل التنصيري‬
‫بالواليات المتحدة من أن عدد المنصرين العاملين اآلن‬
‫في هيئات ولجان تنصيرية ي��زي��دون على أكثر من ‪51‬‬
‫مليون منصر‪ ،‬ويبلغ عدد الطوائف النصرانية في العالم‬
‫اليوم ‪ 35‬ألف طائفة‪ ،‬ويملك العاملون في هذا المجال‬
‫‪ 365‬ألف جهاز كمبيوتر لمتابعة األعمال التي تقدمها‬ ‫الوقائع واألحداث تؤكد تالزم االحتالل والتنصير‬
‫الهيئات التنصيرية ولجانها العاملة‪ ،‬ويملكون أسطو ًال‬ ‫وتجعل منهما وجهين لعملة واحدة‬
‫جوي ًا ال يقل عن ‪ 360‬طائرة تحمل المعونات والمواد التي‬
‫هذا ال��ر�أي على تقرير بحثي �صادر عن �أح��د املراكز الكن�سية الأمريكية‪...‬‬
‫يوزعونها والكتب التي تطير إلى مختلف أرجاء المعمورة‬
‫بمعدل طائرة كل أربع دقائق على مدار الساعة‪ ،‬ويبلغ‬ ‫ولعل هذا الر�أي ما دفع الدكتور �شافعي �إلى احلديث خالل ورقته البحثية‬
‫عدد اإلذاع��ات التي يملكونها وتبث برامجها يوم ًيا أكثر‬ ‫ع��ن م��ا ُي��ع�� َرف بالتن�صري امل�سلح‪ ،‬فعر�ض ل��ن��م��اذج م��ن التن�صري امل�سلح يف‬
‫من ‪ 4050‬إذاعة وتليفزيون‪ ،‬وأن حجم األموال التي جمعت‬ ‫�إفريقيا‪ ،‬ال��ذي ينتهج الأ�سلوب الق�سري الع�سكري‪ ،‬من خ�لال دع��م بع�ض‬
‫العام الماضي ألغراض الكنيسة تزيد على ‪ 300‬مليار دوالر‪،‬‬
‫احلركات ال�سيا�سية ذات التوجهات الدينية‪ ،‬من �أجل الو�صول �إلى احلكم من‬
‫وحظ أفريقيا من النشاط التنصيري هو األوفر‪...‬‬
‫ناحية والتمكني للن�صرانية من ناحي ٍة �أخرى‪.‬‬
‫ويرصد الشيخ الدكتور»عبد الرحمن السميط» تبرعات‬
‫أغنياء النصارى لدعم العملية التنصيرية في إفريقيا قائ ًلا‬ ‫فعر�ض الكاتب لنموذجني من مناذج التن�صري امل�سلح‪� ،‬أولهما التن�صري امل�سلح‬
‫إن تبرعات صاحب شركة مايكروسوفت بلغت في عام‬ ‫يف جنوب ال�سودان‪ ،‬الذي كان يهدف �إلى حتويل جنوب ال�سودان �إلى دويلة‬
‫واحد تقري ًبا مليار دوالر‪ ،‬ورجل أعمال هولندي تبرع بمبلغ‬
‫م�سيحية؛ مت ف�صلها و�ضمها بعد ذل��ك �إل��ى دول اجل��وار اجلنوبي؛ يف �إط��ار‬
‫‪ 114‬مليون دوالر دفعة واحدة وقيل بأن هذا المبلغ كان‬
‫كل ما يملكه‪ ،‬وفي أحد االحتفاالت التي أقامها أحد داعمي‬ ‫ما يُع َرف با�سم “دولة التوت�سي الن�صرانية الكربى” والتي ت�ضم �أوغندا‪،‬‬
‫العمل التنصيري في نيويورك قرر أن ي��وزع نسخة من‬ ‫وجنوب ال�سودان‪ ،‬و�أج��زاء من روان��دا‪ ،‬وب��ورون��دي‪ ،‬والكونغو الدميقراطية‪.‬‬
‫اإلنجيل على كل بيت في العالم وكانت تكلفة فكرته‬ ‫ومن �أمثلة احلركات الدينية املتم ِّردة ‪-‬امل�سلحة‪ -‬حركة الأنانيا‪ ،‬فلقد كان للدعم‬
‫‪ 300‬مليون دوالر حتى ينفذها‪ ،‬ولم تمر ليلة واحدة حتى‬
‫ف�ضل عن الدعم ال�صهيوين دور مهم يف حتولها �إلى‬ ‫الكن�سي حلركة الأنانيا اً‬
‫كان حصيلة ما جمعه أكثر من ‪ 41‬مليون دوالر‪.‬‬
‫ميلي�شيا ع�سكرية غري منظمة تفقد التدريب والت�سليح اجليد وتنت�شر ب�شكلٍ‬
‫ويرى د‪“ .‬السميط” أن زكاة أموال أثرياء العرب تكفي لسد‬
‫حاجة ‪ 250‬مليون مسلم؛ إذ يبلغ حجم األموال المستثمرة‬ ‫ع�شوائي يف مدن اجلنوب دون قيادة مركزيو �إلى ميلي�شيات منظمة ذات قدرات‬
‫داخل وخارج البالد العربية ‪ 2275‬مليار دوالر أمريكي‪ ،‬ولو‬ ‫تدريبية وت�سليحية عالية‪ ،‬وكان لها وملثيالتها دور كبري يف عملية االنف�صال‪.‬‬
‫أخرج هؤالء األغنياء الزكاة عن أموالهم لبلغت ‪56.875‬‬ ‫وفيما يخ�ص احلركات الأوغندية؛ �أ�شار الباحث �إلى جماعة “جي�ش الرب”‬
‫مليار دوالر‪ ،‬ولو افترضنا أن عدد فقراء المسلمين في‬
‫وهي حركة م�سلحة ظهرت يف البداية كطائفة �صغرية منت�صف الثمانيات من‬
‫العالم كله يبلغ ‪ 250‬مليون فقير لكان نصيب كل فقير‬
‫منهم ‪ 227‬دوال ًرا‪ ،‬وهو مبلغ كاف لبدء الفقير في عمل‬ ‫القرن املا�ضي تقري ًبا بزعامة �شقيقته‪ ،‬و ُتدعى “�ألي�س الكوينا” التي ادَّعت‬
‫منتج يمكن أن يعيش على دخله‪.‬‬ ‫�أنها على ات�صال بالروح‪ ‬القد�س‪ ‬الذي �أمرها ب�إزاحة مو�سيفيني من احلكم‬
‫وتن�صيب نف�سها مكانه!!‬

‫‪53‬‬
‫الشيخ محمد عبد اهلل حسن‪..‬‬
‫شخصيات إسالمية‬
‫العالم الصومالي المجاهد‬

‫�سنوات يف حت�صيل علوم ال�شرعية‪ ،‬وزار م�صر‪ ،‬وج��اور الأزه��ر ال�شريف‪،‬‬ ‫�سجل امل�سلمون يف �إفريقيا مالحم جهادية بطولية كثرية‪ ،‬وانت�صارات‬
‫ّ‬
‫و�صاحب علماء م�صر‪ ،‬وحمل هداياهم من الكتب وعاد �إلى بالده بها‪.‬‬ ‫ً‬
‫باهرة على جيو�ش املعتدين‪ ،‬حيث ت�صدوا للغزاة دفاعا عن �شرف الإ�سالم‬
‫وقد ت�أثر وهو يف مكة بال�شيخ حممد �صالح ال�سوداين الذي ّ‬
‫بث فيه �شمائل‬ ‫وكلمة التوحيد‪ ،‬ومما �أغفل التاريخ ذك��ره العديد من بطوالت اجلهاد‬
‫الإم��ام حممد �أحمد املهدي يف ال�سودان‪ ،‬وب�ّيلنّ له كيف �أن حركته كانت‬ ‫الإ�سالمي ث��ورة ال�شيخ حممد عبد اهلل ح�سن يف ال�صومال‪ ،‬ال��ذي قاد‬
‫تهدف �إلى تخلي�ص وادي النيل من النفوذ الأجنبي‪ ،‬وبعد �أن عاد ال�شيخ‬ ‫اجلهاد �ضد امل�ستعمرين من الأحبا�ش والإيطاليني والربيطانيني‪ ،‬حيث‬
‫حممد عبد اهلل �إلى ال�صومال يف ‪1895‬م ا�ستقر يف بربرة بو�صفه خليفة‬ ‫ظ ّل ال�شيخ يحمل �سيفه‪ ،‬ويقود بالده من ن�صر �إلى ن�صر‪ ،‬مدة ع�شرين‬
‫ل�شيخ الطريقة ال�صاحلية حممد �صالح‪ ،‬حيث انت�سب لهذه الطريقة‬ ‫عاماً �أو تزيد‪ ،‬حتى عام ‪ 1920‬م‪ ،‬حيث ا�ستخدم امل�ستعمرون الطريان‬
‫على يديه‪ ،‬و�أخذ يف تعليم الأهايل �أ�صول العبادة والتقرب �إلى اهلل‪.‬‬ ‫لأول مرة يف قمع حركته واحلركات الوطنية‪.‬‬
‫جهاده ‪:‬‬ ‫نشأته ‪:‬‬
‫كان ال�سبب املبا�شر لقيام ال�شيخ حممد عبد اهلل ح�سن بثورته �ضد املحتلني‬ ‫ُولد ال�شيخ حممد عبد اهلل ح�سن يف ‪ 17‬من �أبريل عام ‪1864‬م‪ ،‬يف قرية‬
‫�أنه التقى ذات يوم مبجموعة من الأطفال الأيتام وهم يف طريقهم �إلى‬ ‫«قوب فردود» (‪ ،)qoob fardood‬القريبة من مدينة «بوهوديل» يف‬
‫مدار�س البعثة الكاثوليكية الرومانية يف بربرة‪ ،‬وملا علم �أن البعثة تقوم‬ ‫�إقليم «توطغري» �شمال ال�صومال‪ ،‬وكان ال�شيخ حممد عبد اهلل مولعاً يف‬
‫بتغيري �أ�سمائهم �إلى �أ�سماء م�سيحية قام على الفور ب�إر�سال �شكوى �إلى‬ ‫�صغره بركوب اخليل والرمي‪.‬‬
‫املقيم ال�سيا�سي الربيطاين يف بربرة يطالبه ب�إبعاد املب�شرين عن �أر�ض‬ ‫ويف ال�سابعة من عمره التحق ب��اخل�لاوي القر�آنية‪ ،‬فتعلم حتى �أ�صبح‬
‫ال�صومال امل�سلمة‪ ،‬وكان ذلك عام ‪1904‬م‪.‬‬ ‫م�ساعداً للمعلم ويف التا�سعة ع�شرة من عمره حاز لقب «ال�شيخ»‪ ،‬وهو لقب‬
‫وزاد الأمر ا�شتعا ًال حادثة الق�س الذي كان ي�سكن بجوار �أحد امل�ساجد يف‬ ‫ال يناله �إال من كان على ثقافة دينية رفيعة‪ ،‬ومرتبة عالية من التقوى‪.‬‬
‫بربرة‪ ،‬وكان الأذان ي���ؤ ّرق م�ضجعه‪ ،‬فقام ب�إطالق النار على امل���ؤذن‪ ،‬وقد‬ ‫وبعد �أن ترعرع وتز َّود بالعلوم ال�شرعية يف وطنه ذهب ما�شياً على قدميه‬
‫ترك هذا احل��ادث �أث��راً عميقاً يف نفو�س النا�س‪ ،‬ويف نف�س ال�شيخ حممد‬ ‫يف �صحبة ثالثة ع�شر �شيخاً و�صديقاً �إلى �أر�ض احلجاز‪ ،‬حيث مكث �ست‬

‫‪54‬‬
‫عبد اهلل‪ ،‬ومن هنا بد�أت حركة املقاومة �ضد الأوروبيني‪ ،‬وظهرت طالئع‬
‫اجلي�ش الثوري يف ال�صومال‪.‬‬
‫لقد ر�أى ال�شيخ حممد عبد اهلل ح�سن �أن اال�ستعمار امل�سيحي لبالده ي�سعى‬
‫فجر‬
‫�إلى هدم العقيدة الإ�سالمية لل�شعب ال�صومايل‪ ،‬وكان هذا هو الذي ّ‬
‫فيه الطاقات الوطنية الكافية يف �أعماقه‪ ،‬ف�أخذ ي�سعى جاهداً للح�صول‬
‫على �أكرب عدد من امل�ؤيدين له‪ ،‬و�أخذ ُيلقي اخلطب يف امل�ساجد والطرقات‪،‬‬
‫و ُيعلن للح�شود اخلطر ال��داه��م ال��ذي ي��ه��دّد ال�صومال‪ ،‬و�أخ���ذ يطالب‬
‫ال�شعب باملكافحة �صفاً واحداً لطرد «الكفار الإجنليز و�إر�سالياتهم»‪.‬‬
‫ويف عام ‪1898‬م وبعد م�ضايقة ال�سلطات الربيطانية له ّ‬
‫توجه �إلى‬
‫م�سقط ر�أ�سه وموطن �أخواله‪ ،‬حيث بنى هناك م�سجداً‪ ،‬و�أق��ام مركزاً‬
‫للطريقة ال�صاحلية‪ ،‬ومل يكن الإجنليز قد و�صلوا بعد �إلى تلك املنطقة‬
‫الداخلية‪.‬‬
‫ويف عام ‪1899‬م �أعلن ال�شيخ حممد عبد اهلل اجلهاد �ضد اال�ستعمار‬
‫الربيطاين والإيطايل يف ال�صومال‪ ،‬و�سعى جاهداً �إلى ا�ستمالة القبائل‬
‫ال�صومالية للجهاد‪ ،‬فوقعت م�صادمات مع بع�ض القبائل املتحفظة على‬
‫امل�شاركة‪.‬‬
‫� ّأ�س�س ال�شيخ حممد عبد اهلل يف قرية «قريو ويني» (‪)qoryo weyne‬‬
‫حركته امل�شهورة بالدرواي�ش عام ‪1897‬م‪ ،‬وقد امتدت دولة الدراوي�ش‬
‫بالإ�ضافة �إلى املدفعية التي �أحرقت قالع الدراوي�ش يف «مدي�شي»‪ ،‬و�أدت‬ ‫�إلى �شرق ال�صومال حتى مدينة «�أيل» ال�ساحلية‪ ،‬وقد بد�أت املعارك بني‬
‫هذه العمليات احلربية والق�صف الوح�شي �إلى تفكك القيادة الإ�سالمية‪،‬‬ ‫قواته وب�ين ال��ق��وات الربيطانية الأك�ثر ت�سليحاً‪ ،‬والتي كثفت الغارات‬
‫وانت�شار الرعب‪.‬‬ ‫على معاقل ال��دراوي�����ش‪ ،‬حتى و ّق��ع��ت اتفاقية ل��وق��ف �إط�ل�اق ال��ن��ار بني‬
‫عامي ‪1905‬م – ‪1907‬م‪ ،‬وثارت انتفا�ضات يف اجلنوب �ضد امل�ستعمر‬
‫الإيطايل‪ ،‬فعادت احلرب يف عام ‪1908‬م‪ ،‬وكان �أ�شدها حرب ‪1913‬م وفاته ‪:‬‬
‫التي لقي فيها ال�ضابط الربيطاين كورفيلد م�صرعه‪ ،‬وقد �أن�شد ال�سيد جل�أ ال�شيخ حممد �إلى غرب ال�صومال بعد ا�شتداد ال�ضربات اجلوية على‬
‫«تليح» وم��ا حولها‪ ،‬وق��د توغل الربيطانيون �إل��ى مناطق الأوغادينيني‬ ‫حممد ق�صيدته امل�شهورة يف مقتله‪.‬‬
‫ويف �أكتوبر عام ‪1919‬م عقد جمل�س الوزراء الربيطاين اجتماعاً غري لتع ّقبه‪ ،‬وق��د م��ات معظم ال��درواي�����ش ب�سبب البيئة ال�سيئة والبعو�ض‪،‬‬
‫ع��ادي‪ ،‬ق�� ّرر فيه �شنّ هجوم وا�سع للق�ضاء على ال�شيخ حممد و�أتباعه وا�ستطاع ال�شيخ حممد عبد اهلل ح�سن الإف�ل�ات من الربيطانيني مع‬
‫الدراوي�ش مهما كانت التكلفة‪ ،‬ويف عام ‪1920‬م �ش ّنت بريطانيا هجوماً‬
‫مر َّكزاً بالقوات اجلوية والبحرية والربية �ضد الدراوي�ش‪ ،‬وا�ستخدمت قليل من �أتباعه‪ ،‬وتوقف مع ع��دة مئات من �أتباعه يف منطقة «�إمي��ي»‬
‫فيها الطائرات احلربية الربيطانية لأول مرة‪ ،‬وكانت الهزمية يف هذه (‪ )iimey‬ق��رب منبع نهر «�شبيلي» يف �أك��ت��وب��ر ‪1920‬م‪ ،‬وب���د�أ ينظم‬
‫امل���رة حمققة‪ ،‬فقد �ضربت ال��ق��وات اجل��وي��ة الربيطانية قلعة «تليح»‪ ،‬املقاومة من جديد على الرغم من تف�شي املجاعة واملر�ض يف مع�سكره‪.‬‬
‫فا�ضطر ال�شيخ حممد �إلى اللجوء �إلى ه�ضبة ال�صومال الغربي‪ ،‬حيث‬
‫ويف �أث��ن��اء جمعه وترتيبه لقوات امل�سلمني �أ�صابه امل��ر���ض‪ ،‬وم��ات ال�شيخ‬
‫ا�ستطاع �أن يعيد تنظيم رجاله امل�شتتني من جديد‪.‬‬
‫حممد عبد اهلل ح�سن يف ‪ 21‬دي�سمرب ‪1920‬م‪ ،‬ودفنه �أتباعه يف كوخ‬
‫ويف ‪ 21‬ي��ن��اي��ر ‪1920‬م يف �أث���ن���اء ق�����ص��ف ال��ط��ائ��رات احل��رب��ي��ة مل��واق��ع‬
‫الدراوي�ش يف «مدي�شي»‪ ،‬انفجرت �إحدى القنابل يف خيمة ال�شيخ حممد ومقربة �صغرية يف «�إمي��ي»‪ ،‬وملّ��ا علم تالميذه �أن الإجنليز يبحثون عن‬
‫نف�سه‪ ،‬و�أدت �إلى ا�ست�شهاد عمه عامر ح�سن نور‪ ،‬وبع�ض زعماء احلركة‪ ،‬جثته ليمثلوا بها انتقاماً مل�صرع كورفيلد؛ ق��ام��وا بفتح القرب ونقلوا‬
‫ولكن ال�شيخ حممد ت��رك امل��ك��ان‪ ،‬وا�ستمر الق�صف اجل��وي ثالثة �أي��ام‪ ،‬اجلثمان �إلى مكان جمهول‪ ،‬رحمه اهلل رحمة وا�سعة‪.‬‬

‫‪55‬‬
‫مخيم األمل الطبي‬
‫ثمنت جهود اجلمعية وم�شاريعها اخلريية يف القارة‬
‫« فريق األمل الطبي» اختتم أعمال المخيم الجراحي في جيبوتي‬

‫برعاية وتنظيم جمعية العون املبا�شر �شارك م�ست�شفى ال�سالم الدويل‬


‫بفريق طبي يف رحلة خميم «الأمل الطبي» الذي �أقيم يف جيبوتي م�ؤخرا‬
‫يف �إط��ار م��ب��ادرة من القطاع الطبي اخل��ا���ص‪ ،‬لنجدة املر�ضى يف املناطق‬
‫الأ�شد فقراً يف العامل‪.‬‬
‫وق���ال الرئي�س التنفيذي بالوكالة وامل��دي��ر ال��ع��ام للم�ست�شفى الدكتور‬
‫�أمي��ن املطوع ان يف �إط��ار هذه املبادرة �أج��رى الفريق الطبي للم�ست�شفى‬
‫ع����دة ع��م��ل��ي��ات ج���راح���ي���ة ع��اج��ل��ة يف ك���اف���ة ال��ت��خ�����ص�����ص��ات يف ج��ي��ب��وت��ي‬
‫م���ن ج��ه��ت��ه ث��م��ن رئ��ي�����س ف��ري��ق الأم�����ل ال��ط��ب��ي ال��دك��ت��ور ه�����ش��ام ب����ورزق‪،‬‬
‫م�����ب�����ادرة م�����س��ت�����ش��ف��ى ال�������س�ل�ام ال��������دويل ال����ت����ي ع�������ززت ج����ه����ود ال���ف���ري���ق‬
‫ه��ي كينيا وغ��ام��ب��ي��ا وال�����ص��وم��ال وت��ن��زان��ي��ا وج��ي��ب��وت��ي ح��ي��ث مت فح�ص‬ ‫ب���ك���ف���اءات م��ت��م��ي��زة‪ ،‬و�أ����س���ه���م���ت يف زي������ادة ع����دد ال��ع��م��ل��ي��ات اجل���راح���ي���ة‪.‬‬
‫�أك�ث�ر م��ن ‪ 3000‬ح��ال��ة و�إج�����راء �أك�ث�ر م��ن ‪ 1200‬عملية ج��راح��ي��ة‪.‬‬ ‫و�أع�����رب ب����ورزق «ع���ن ���ش��ك��ره لإدارة امل�ست�شفى وج��ه��ود ال��دك��ت��ور �أمي��ن‬
‫وع��ن ال��رح��ل��ة الطبية ال��ت��ي نظمها ال��ف��ري��ق �إل���ى جيبوتي �أق���ام خاللها‬ ‫امل���ط���وع ال����ذي �أ����ش���رف ب��ن��ف�����س��ه ع��ل��ى �إج��������راءات م�����ش��ارك��ة امل�����س��ت�����ش��ف��ى يف‬
‫خميماً ا�ستغرق ‪� 7‬أي���ام ق��ال ب����ورزق«�إن الرحلة مت��ت حت��ت مظلة وزارة‬ ‫ال��رح��ل��ة م��ن ت��وف�ير ال��ط��ع��وم و�إع����ادة ج��دول��ة العمل يف �أق�سامهم خالل‬
‫ال�صحة وبتنظيم م��ن جمعية ال��ع��ون امل��ب��ا���ش��ر و�أج����رى خ�لال��ه��ا �أط��ب��اء‬ ‫ف��ت�رة غ��ي��اب��ه��م واع��ت��ب��اره��ا رح��ل��ة ع��م��ل م��دف��وع��ة الأج�����ر ل��ه��م وت��ذل��ي��ل‬
‫ال��ف��ري��ق ‪ 421‬عملية ج��راح��ي��ة يف �سبعة تخ�ص�صات خمتلفة ت��وزع��ت‬ ‫ك���اف���ة ال��ع��ق��ب��ات �أم���ام���ه���م ل��ت�����س��ه��ي��ل ذه��اب��ه��م وع���ودت���ه���م �إل�����ى ال��ك��وي��ت»‪.‬‬
‫على ثالثة م�ست�شفيات يف العا�صمة جيبوتي هي امل�ست�شفى احلكومي‬ ‫و�أ����ش���ار �إل���ى �أن «ف��ري��ق الأم����ل ال��ط��ب��ي ي��ع��د الأول م��ن ن��وع��ه ع��رب��ي��اً من‬
‫ال���ع���ام و�أج����ري����ت ف��ي��ه ع��م��ل��ي��ات الأن�����ف والأذن واحل���ن���ج���رة واجل���راح���ة‬ ‫ن��اح��ي��ة ت��و���س��ع تخ�ص�صاته‪ ،‬ح��ي��ث ي�ضم ‪ 20‬طبيباً ا���س��ت�����ش��اري��اً يف ع��دة‬
‫ال��ع��ام��ة وج��راح��ة الأورام وامل��ن��اظ�ير‪ ،‬وم�ست�شفى ال��رح��م��ة التخ�ص�صي‬ ‫ت��خ�����ص�����ص��ات خم��ت��ل��ف��ة‪ ،‬وق���د ن��ف��ذ ب��ال��ت��ع��اون م���ع ج��م��ع��ي��ة ال���ع���ون امل��ب��ا���ش��ر‬
‫ال���ت���اب���ع جل��م��ع��ي��ة ال���رح���م���ة ال��ك��وي��ت��ي��ة وال������ذي �أج����ري����ت ف��ي��ه ج���راح���ات‬ ‫خ�لال ال�سنوات املا�ضية خميمات جراحية يف ‪ 5‬دول �أفريقية خمتلفة‬

‫‪56‬‬
‫ال��ط��ب��ي��ة والأدوات اجل���راح���ي���ة امل��ط��ل��وب��ة والأدوي��������ة ال�ل�ازم���ة للمخيم‬ ‫التجميل والت�شوهات اخللقية واحل���روق والأط��ف��ال وامل�سالك البولية‬
‫وتابع ب��ورزق ان فريق الأم��ل الطبي ق��ام باال�شرتاك مع جمعية العون‬ ‫للأطفال‪ ،‬وامل�ست�شفى الإي��ط��ايل و�أج��ري��ت فيه عمليات جراحة العيون‬
‫املبا�شر بات�صاالت تن�سيقية م��ع وزارة ال�صحة اجليبوتية حيث �أم��دت‬ ‫وتابع بد�أ الإع��داد والرتتيب للمخيم منذ �أ�شهر عدة حيث قمنا بزيارة‬
‫الأخ�ي�رة الفريق بتقارير طبية مف�صلة عن احل��االت التي مت جتميعها‬ ‫ميدانية لتحري الأو����ض���اع وحت��دي��د م��ك��ان املخيم وزي����ارة امل�ست�شفيات‬
‫يف امل�ست�شفيات الثالث التي �ستجرى فيها العلميات اجلراحية‪ ،‬ومن ثم‬ ‫ال��ت��ي �سيتم ب��ه��ا �إج��راءال��ع��م��ل��ي��ات اجل��راح��ي��ة ودرا����س���ة احل����االت الأك�ث�ر‬
‫ق��ام الأط��ب��اء ب��درا���س��ة تلك احل���االت وترتيبها يف ق��وائ��م ح�سب الأول��وي��ة‬ ‫احتياجاً لتلك العمليات والتقينا ب�أمني وزارة ال�صحة اجليبوتية وبع�ض‬
‫و����ض���رورة احل��اج��ة لإج�����راء اجل���راح���ات ال��ع��اج��ل��ة‪ ،‬ك��م��ا مت التن�سيق مع‬ ‫مديري امل�ست�شفيات احلكومية واخلا�صة ورئي�س مكتب جمعية الرحمة‬
‫ال�����وزارة اي�����ض��اً ل��ل��وق��وف ع��ل��ى ا���س��ت��ع��دادات امل�ست�شفيات ال��ث�لاث وك��ان��ت‬ ‫العاملية ال��ذي مت االت��ف��اق معه لإج���راء ع��دد من العلميات اجلراحية يف‬
‫اخلطوة الأخ�يرة التي قام بها الأطباء قبيل �سفرهم هي �إنهاء خطابات‬ ‫م�ست�شفى جمعية الرحمة يف جيبوتي‪ ،‬وم��ن ث��م مت��ت معاينة الأم��اك��ن‬
‫مهمات العمل لأع�ضاء الفريق الطبي‪ ،‬واحل�صول على ت�أ�شريات ال�سفر‬ ‫التي �ستجرى فيها العمليات ودرا�سة االحتياجات الفعلية للمخيم من‬
‫وحتدث بورزق عن ال�صعوبات التي واجهت فريق العمل قائال ً‪:‬‬ ‫تخ�ص�صات اجل��راح�ين املطلوبة والأج��ه��زة وامل��ع��دات والأدوي���ة الالزمة‪.‬‬
‫«ب��ال��رغ��م م��ن �صعوبة احل�صول على �أدوي���ة التخدير واي�صالها الى‬ ‫وقال �أن اختيار جيبوتي لتكون مقراً للمخيم هذا العام جاء بعد ات�صاالت‬
‫امل�ست�شفيات املعنية �إال �أن ذلك مل ينل من حما�سهم حيث با�شروا �أولى‬ ‫مكثفة جرت بني م�س�ؤويل جمعية العون املبا�شر وال�سفارة اجليبوتية يف‬
‫خطوات املخيم التنفيذية مبجرد و�صولهم �إلى الفندق‪ ،‬فبعد ا�سرتاحة‬ ‫الكويت و�سفارة الكويت يف جيبوتي وم�س�ؤويل وزارة ال�صحة يف جيبوتي‬
‫ق�صرية عقد الفريق الطبي اجتماعاً مع وف��د وزارة ال�صحة ومدير‬ ‫من جهة �أخ��رى حيث �أب��دى امل�س�ؤولون اجليبوتيون ترحيبهم ال�شديد‬
‫م�ست�شفى الرحمة مت خالله توزيع مهام العمل على امل�ست�شفيات الثالث‬ ‫لإق��ام��ة ه���ذا امل��خ��ي��م يف ب��ل��ده��م خ�صو�صاً ب��ع��دم��ا و�صلتهم �أخ��ب��ار جن��اح‬
‫املختارة‪ ،‬ويف نف�س اليوم زار الفريق امل�ست�شفيات وتفقدوا غرف العمليات‬ ‫املخيمات ال�سابقة يف الدول الأفريقية املجاورة‪.‬‬
‫وق��ام��وا بتوزيع الآالت والأج��ه��زة الطبية امل�صاحبة ويف اليوم التايل‬
‫الط ّبي �إجراء العمليات اجلراحية وبلغت حم�صلة‬ ‫مبا�شرة با�شر الفريق ّ‬ ‫و�أ���ض��اف ب��ورزق بعد عودتي وا�ست�شاري التخدير الدكتور عبد الرحمن‬
‫ال��رف��اع��ي ع��ق��د ال��ف��ري��ق ال��ط��ب��ي اج��ت��م��اع��اً حت�����ض�يري��اً مت خ�لال��ه و���ض��ع‬
‫الرحلة النهائية �إجراء ‪ 421‬عملية جراحية يف عدة تخ�ص�صات خمتلفة‬
‫ال�ترت��ي��ب��ات ال��ن��ه��ائ��ي��ة للمخيم واالت���ف���اق ع��ل��ى �أ���س��م��اء الأط���ب���اء اجل���دد‬
‫وذكر ان فريق الأمل الطبي �ضم هذا العام ‪ 30‬ع�ضواً بزيادة ‪� 7‬أع�ضاء‬
‫ال��ذي��ن �سين�ضمون للفريق يف تخ�ص�صات اجل��راح��ة ال��ع��ام��ة وج��راح��ة‬
‫عن خميم العام املا�ضي منهم ‪ 20‬طبيباً هم ا�ست�شاريو جراحة التجميل‬ ‫الأورام وج���راح���ة امل�����س��ال��ك ال��ب��ول��ي��ة ل�ل�أط��ف��ال وحت��دي��د �أ���س��م��اء �أط��ب��اء‬
‫واحلروق ورئي�س فريق الأمل الطبي الدكتور ه�شام بورزق ‪.‬‬
‫التخدير والفنيني اخلا�صني بالتخدير‪ ،‬كما عقد الفريق بعد ذلك عدة‬
‫اجتماعات منف�صلة مع ال�شركات الراعية للمخيم لت�أمني التجهيزات‬

‫‪57‬‬
‫جون كاساونا‬ ‫قصة نجاح‬

‫جون كاساونا ‪ ..‬حول عوامل الهدم إلى بناء‬


‫‪� -‬أكرث من ‪ 13‬مليون هكتار من الأرا�ضي يف ناميبيا حمميات للحياة‪ ،‬ما‬ ‫جون كا�ساونا من قادة حركة احلفاظ على الرثوة احليوانية يف ناميبيا‪،‬‬
‫فعله جون هو‪ ‬احت�ضان ال�صيادين على عك�س ما تفعله بع�ض احلكومات‬ ‫حيث يعمل على تثقييف ال�صيادين من خ�لال ت�شجيعهم على حماية‬
‫وهو قتلهم‪ ،‬يحت�ضنهم‪ ،‬يجندهم ليكونوا عمال حلفظ املحميات‪.‬‬ ‫احليوانات عو�ضا عن �صيدها‪.‬‬
‫‪ -‬كا�سوانا ي��درب ال�صيادين ويكلفهم بحماية الأرا���ض��ي من ال�صيادين‬ ‫معظم الق�ص�ص الأفريقية اليوم ت��دور حول الفقر‪، ‬احلرب ‪ ،‬الن�ساء �أو‬
‫الآخرين‪ ،‬حتى �أبوه‪ ،‬دربه ليكون حمافظ حممية‪  ،‬متاماً كما فعل �صالح‬ ‫الإيدز‪� ،‬إال ق�صة جون‪ ،‬فق�صة جون هي ق�صة جناح‪.‬‬
‫ال��دي��ن الأي��وب��ي يف ل�صو�ص ال�شام‪  .‬وهذه م��ن �صفات القائد الناجح‪،‬‬
‫حتويل عوامل هدم �إلى عوامل بناء‪.‬‬
‫قصة نجاح‬
‫‪ -‬يف القرن املا�ضي ‪ ،‬واجهت ناميبيا التمييز العن�صري وال�صيد غري‬
‫امل�����ش��روع ل���ق���رون وح��ي��د ال���ق���رن ‪  ،‬كانت ال��ب��ن��ادق يف‪ ‬متناول‪ ‬اجلميع؛‬
‫وانت�شار‪ ‬اجلفاف‪.‬‬
‫‪ -‬ج��ون وا���ص��ل العمل م��ع التنمية الريفية املتكاملة‪ ،‬وامل��ح��اف��ظ��ة على‬
‫الطبيعة التي بد�أها يف جيل والده‪.‬‬
‫‪“ -‬يف عام ‪ 1995‬كان هناك ‪� 20‬أ�سداً يف نامبيا اليوم يوجد هناك �أكرث‬
‫من ‪”130‬‬
‫‪ -‬يف عام ‪ 1982‬كان وحيد القرن الأ�سود على و�شك الإنقرا�ض‪ .‬اليوم‬
‫ناميبيا لديها �أكرب حيوانات طليقة من وحيد القرن الأ�سود على الأر�ض‪.‬‬

‫‪58‬‬
‫الصخرة ‪ ..‬وأصحاب الغار‬
‫منه �شيئاً ‪.‬‬
‫(اللهم �إن كنت فعلت ذلك ابتغاء وجهك ففرج عنا ما نحن فيه) ‪.‬‬
‫فانفرجت ال�صخرة ‪ ،‬فخرجوا مي�شون ‪.‬‬
‫من فوائد القصة‬
‫قال اهلل تعالى ‪َ ( :‬يا �أَ ُّيهَا ا َّلذِ ينَ �آ َم ُنوا ا َّت ُقوا اللهَّ َ َوا ْب َت ُغوا �إِ َل ْي ِه ا ْل َو�سِ يلَ َة‬
‫َو َجاهِ دُوا فيِ َ�سبِي ِل ِه َل َع َّل ُك ْم ُت ْفل ُِحو َن) ‪ ،‬قال قتادة ‪ :‬تقربوا اليه بطاعته ‪،‬‬
‫والعمل مبا ير�ضيه ‪.‬‬
‫‪ - 1‬الأعمال ال�صاحلة وقت الرخاء ي�ستفيد منها الإن�سان وقت ال�شدة ‪،‬‬
‫قال ر�سول اهلل �صلى اهلل عليه و�سلم ( �أحفظ اهلل يحفظك ‪� ،‬أحفظ اهلل‬
‫ع��ن اب��ن عمر ق��ال ‪� :‬سمعت ر���س��ول اهلل �صلى اهلل عليه و�سلم يقول ‪( :‬‬
‫جتده جتاهك ‪ ،‬تعرف �إلى اهلل يف الرخاء ‪ ،‬يعرفك يف ال�شدة) ‪.‬‬ ‫انطلق ثالثة نفر ممن كان قبلكم ‪ ،‬حتى �آواهم املبيت �إلى غار ‪ ،‬فدخلوه ‪،‬‬
‫‪ - 2‬يجب على امل�سلم �أن يلج�أ �إلى اهلل وحده دائماً بالدعاء وخا�صة حني‬ ‫فانحدرت �صخرة من اجلبل ‪ ،‬ف�سدت عليهم الغار ‪ ،‬فقالوا ‪� :‬إنه ال ينجيكم‬
‫ن��زول ال�شدائد ‪ ،‬وم��ن ال�شرك الأك�بر دع��اء الأم���وات الغائبني ‪ ،‬ق��ال اهلل‬ ‫من هذه ال�صخرة �إال �أن تدعوا اهلل تعالى ب�صالح �أعمالكم)‬
‫تعالى ‪:‬‬ ‫ق��ال رج��ل منهم ‪ :‬اللهم ك��ان يل �أب���وان �شيخان كبريان ‪ ،‬وكنت ال �أغبق‬
‫( َو َال َت ْد ُع مِ ن دُونِ اللهّ ِ مَا َال َين َف ُع َك َو َال َي ُ�ض ُّر َك َف�إِن َف َع ْلتَ َف�إِ َّن َك �إِ ًذا م َِّن‬ ‫ال وال ما ًال ‪ ،‬فن�أى بي طلب ال�شجر يوماً (�أبعدت) فلم‬ ‫(�أقدم) قبلهما �أه ً‬
‫�أرح عليهما (فلم يرجع) حتى ناما ‪ ،‬فحلبت لهما غبوقهما (ح�صتهما)‬
‫ني) ‪ -‬الظاملني ‪ :‬امل�شركني ‪.‬‬ ‫َّ‬
‫الظالمِ ِ َ‬ ‫ال �أو ما ًال‬
‫فوجدتهما نائمني ‪ ،‬فكرهت �أن �أوقظهما و�أن �أغبق قبلهما �أه ً‬
‫‪ - 3‬م�شروعية التو�سل �إلى اهلل بالأعمال ال�صاحلة ‪ ،‬وهي نافعة ومفيدة ‪،‬‬ ‫‪ ،‬فلبثت – وال��ق��دح يف ي��دي – �أنتظر ا�ستيقاظهما حتى ب��رق الفجر ‪،‬‬
‫وال �سيما عند ال�شدة ‪ ،‬وعدم م�شروعية التو�سل بالذوات واجلاه ‪.‬‬ ‫وال�صبية يت�ضاغون عند قدمي (ي�صيحون) فا�ستيقظا ف�شربا غبوقهما‬
‫(�شرب اللنب) ‪.‬‬
‫‪ - 4‬حب اهلل مقدم على حب ما تهوى النفو�س من ال�شهوات ‪.‬‬
‫(اللهم �إن كنت فعلت ذلك ابتغاء وجهك ففرج عنا ما نحن فيه من‬
‫‪ - 5‬من ترك الزنى والفجور خوفاً من املولى جناه اهلل من البلوى ‪.‬‬ ‫هذه ال�صخرة) ‪.‬‬
‫‪ - 6‬من حفظ حقوق العمال حفظه اهلل وقت ال�شدة ‪ ،‬وجناه من املحنة ‪.‬‬ ‫فانفرجت �شيئاً ال ي�ستطيعون اخلروج منها‬
‫يل ‪ ،‬فراوتها‬ ‫وقال الآخر ‪ :‬اللهم �إنه كانت يل ابنة عم كانت �أحب النا�س ا ّ‬
‫‪ - 7‬الدعاء �إلى اهلل مع التو�سل بالعمل ال�صالح يفتت ال�صخور ‪.‬‬ ‫على نف�سها ‪ ،‬فامتنعت مني ‪ ،‬حتى �أملت بها �سنة من ال�سنني (�أ�صابها جوع)‬
‫‪ - 8‬بر الوالدين و�إكرامهما مقدم على بر الزوجة والأوالد ‪.‬‬ ‫فجاءتني ‪ ،‬ف�أعطيتها ع�شرين ومائة دينار على �أن تخل بيني وبني نف�سها‬
‫‪ ،‬ففعلت ‪ ،‬حتى �إذا قدرت عليها ‪ ،‬قالت ‪ :‬اتق اهلل وال تف�ض اخلامت �إال بحقه‬
‫‪ - 9‬حق الأجري يحفظ له ‪ ،‬وال يجوز ت�أخريه ‪ ،‬قال ر�سول اهلل �صلى اهلل‬ ‫‪ ( ،‬ال تقربني �إال بنكاح �شرعي ) فتحرجت من الوقوع عليها ‪ ،‬فان�صرفت‬
‫عليه و�سلم ( �أعطوا الأجري حقه قبل �أن يجف عرقه) ‪.‬‬ ‫يل وتركت الذهب الذي �أعطيتها ‪.‬‬ ‫عنها وهي �أحب النا�س �إ ّ‬
‫(اللهم �إن كنت فعلت ذلك ابتغاء وجهك ففرج عنا ما نحن فيه) ‪.‬‬
‫‪ - 10‬ا�ستحباب تنمية مال الأج�ير الذي ترك حقه ‪ ،‬وهو عمل جليل ‪،‬‬
‫وهو من حق الأجري ‪.‬‬ ‫فانفرجت ال�صخرة غري �أنهم ال ي�ستطيعون اخلروج منها ‪.‬‬
‫وقال الثالث ‪ :‬اللهم ا�ست�أجرت �أجراء ‪ ،‬و�أعطيتهم �أجرهم غري رجل واحد‬
‫‪� - 11‬شرع من قبلنا هو �شرع لنا �إذا �أخرب به اهلل تعالى �أو ر�سوله �صلى اهلل‬ ‫ت��رك ال��ذي له وذه��ب ‪ ،‬فثمرت (ك�ثرت) �أج��ره حتى ك�ثرت منه الأم��وال‬
‫عليه و�سلم على طريق امل��دح ‪ ،‬ومل يثبت ن�سخه ‪ ،‬وه��ذه الق�صة ق�صها علينا‬ ‫‪ ،‬ف��ج��اءين بعد ح�ين ‪ ،‬فقال ‪ :‬ي��ا ع��ب��داهلل �أد ال ّ��ى �أج���ري ‪ ،‬فقلت ‪ :‬ك��ل ما‬
‫ر�سول اهلل �صلى اهلل عليه و�سلم يف مدح ه�ؤالء النفر الثالثة لنقتدي بهم يف‬ ‫ترى من �أجرك ‪ ،‬من الإبل والبقر والغنم والرقيق ‪ ،‬فقال ‪ :‬يا عبداهلل ال‬
‫عملهم ‪.‬‬ ‫ت�ستهزئ بي‪ ،‬فقلت ‪� ،‬إين ال �أ�ستهزئ بك ‪ ،‬ف�أخذه كله فا�ستاقه فلم يرتك‬

‫‪59‬‬
‫الحكمة من تكرار ضمير الفصل‬
‫لغة القران‬
‫«إياك» في سورة الفاتحة‬
‫اك َن ْع ُب ُد و�إِ َّي َ‬
‫اك َن ْ�س َت ِع ُ‬
‫ني {‬ ‫} �إِ َّي َ‬

‫وح ْ�صر العبادة هلل وح��ده دون �سواه‪ ،‬فال‬ ‫تخ�صي�ص َ‬


‫َ‬ ‫و�أف��اد هذا التقدمي‬ ‫اك َن ْع ُب ُد‬‫ذكر مف�سرو القر�آن الكرمي‪ ،‬مل�سات بيانية يف قول اهلل تعالى‪�« :‬إِ َّي َ‬
‫يعبد بحق وي�ستحق ال��ع��ب��ادة �إال اهلل وح���ده‪ ،‬وال ي�ستعان‪ ،‬ولي�س �أه�لاً‬ ‫ني» وحكمة تقدمي «�إياك نعبد على �إياك ن�ستعني»‪.‬‬ ‫و�إِ َّي َ‬
‫اك َن ْ�س َت ِع ُ‬
‫لال�ستعانة �إال اهلل تعالى وحده‪.‬‬ ‫وق��ال العلماء‪� ،‬إن افتقار العبد �إل��ى عبادة رب��ه وحاجته �إليه ال يعدلها‬
‫واملعنى‪ :‬نخ�صك بالعبادة‪ ،‬ونخ�صك باال�ستعانة‪ ،‬فال نعبد �إال �إي��اك‪ ،‬وال‬ ‫حاجة‪ ،‬ونعيمه بها ال يعدلها نعيم‪ ،‬ومل��ا ك��ان الإن�سان ال ي�ستطيع جلب‬
‫ن�ستعني �إال بك؛ �إذ ال ت�صح العبادة �إال هلل‪ ،‬وال يجوز اال�ستعانة �إال به‪.‬‬ ‫ما ينفعه ودفع ما ي�ضره �إال باال�ستعانة باهلل �سبحانه والتوكل عليه‪ ،‬وملا‬
‫كانت العبادة هي �أم املنافع وغايتها‪ ،‬جاء الإر�شاد منه �سبحانه �إلى �ضرورة‬
‫اال�ستعانة به عز وجل‪ ،‬والتوكل عليه يف حتقيق الغاية العظيمة والثبات‬
‫تكرار ضمير الفصل إياك ‪:‬‬ ‫عليها‪.‬‬
‫و�سر تكرار �إي��اك للتن�صي�ص على طلب العون منه تعالى‪ ،‬ف�إنه لو قال‬ ‫ومن �أجمع الأدعية و�أنفعها يف هذا املقام‪ :‬ما ورد يف �سورة الفاحتة من‬
‫�سبحانه‪� :‬إياك نعبد ون�ستعني الحتمل �أن يكون �إخبا ًرا بطلب املعونة من‬ ‫ني»‬‫اك َن ْ�س َت ِع ُ‬ ‫اك َن ْع ُب ُد و�إِ َّي َ‬‫اجلمع بني العبادة واال�ستعانة يف قوله تعالى‪�« :‬إِ َّي َ‬
‫غري �أن يعني ممن يطلب‪ ،‬وقيل‪� :‬إنه لو اقت�صر على واحد‪ ،‬رمبا توهم �أنه‬ ‫�سورة الفاحتة‪ ،‬الآية‪ ، 5 :‬حيث فر�ض �سبحانه علينا �أن نناجيه وندعوه‬
‫ال يتقرب �إلى اهلل تعالى �إال باجلمع بينهما والواقع خالفه‪.‬‬ ‫يف كل �صالة‪.‬‬
‫ويقول ابن القيم‪« :‬ويف �إعادة �إياك مرة �أخرى داللة على تعلق هذه الأمور‬ ‫ني»‪:‬‬ ‫اك َن ْ�س َت ِع ُ‬ ‫اك َن ْع ُب ُد و ِ�إ َّي َ‬
‫و�أو�ضح ابن القيم يف تف�سريه لقوله تعالى‪�ِ « :‬إ َّي َ‬
‫بكل واحد من الفعلني ففي �إع��ادة ال�ضمري من قوة االقت�ضاء لذلك ما‬ ‫و�سر اخللق والأمر‪ ،‬والكتب وال�شرائع‪ ،‬والثواب والعقاب انتهى �إلى هاتني‬
‫لي�س يف حذفه ف�إذا قلت مللك مث ً‬
‫ال �إياك �أحب و�إي��اك �أخاف كان فيه من‬ ‫الكلمتني‪ ،‬وعليهما مدار العبودية والتوحيد‪ ،‬حتى قيل‪� :‬أنزل اهلل مائة‬
‫اخت�صا�ص احلب واخلوف بذاته واالهتمام بذكره ما لي�س يف قولك �إياك‬ ‫كتاب و�أرب��ع��ة كتب‪ ،‬جمع معانيها يف ال��ت��وراة والإجن��ي��ل وال��ق��ر�آن‪ ،‬وجمع‬
‫�أحب و�أخاف»‪.‬‬ ‫معاين هذه الكتب الثالثة يف القر�آن‪ ،‬وجمع معاين القر�آن يف املف�صل‪،‬‬
‫اك‬‫اك َن ْع ُب ُد و�إِ َّي َ‬‫وجمع معاين املف�صل يف الفاحتة‪ ،‬ومعاين الفاحتة يف ‬{‪�‭‬إِ َّي َ‬
‫ني}‪.‭‬‬ ‫َن ْ�س َت ِع ُ ‬‬
‫التعبير بالعبادة واالستعانة بلفظ الجمع ال‬
‫اإلفراد‪:‬‬ ‫ني» هما الكلمتان املق�سومتان‬ ‫اك َن ْ�س َت ِع ُ‬ ‫اك َن ْع ُب ُد و ِ�إ َّي َ‬
‫و�أ�ضاف ابن القيم‪�ِ « :‬إ َّي َ‬
‫اك َن ْع ُب ُ ‬د}‪‭‬‬‫بني الرب وبني عبده ن�صفني‪ ،‬فن�صفهما له تعالى‪ ،‬وهو ‬{‪�‭‬إِ َّي َ‬
‫�إ�شارة �إلى �أهمية اجلماعة يف الإ�سالم‪ ،‬املراد من ذلك الإخبار عن جن�س‬ ‫ني}‪. »‭‬‬ ‫اك َن ْ�س َت ِع ُ ‬‬‫ون�صفهما لعبده وهو ‬{‪�ِ ‭‬إ َّي َ‬
‫العباد وامل�صلي فرد منهم‪ ،‬وال �سيما �إن كان يف جماعة �أو �إمامهم‪ ،‬ف�أخرب‬
‫عن نف�سه وعن �إخوانه‪.‬‬ ‫ني»‪ ،‬ومن‬ ‫���اك َن ْ�س َت ِع ُ‬‫���اك َن ْع ُب ُد و ِ�إ َّي َ‬
‫وبينّ العلماء الفوائد البيانية حول «�إِ َّي َ‬
‫هذه اللم�سات ما يلي‪� :‬أو ًال‪ :‬تقدمي مفعويل نعبد ون�ستعني‪ :‬قدم مفعويل‬
‫ولو قال ‪� :‬إياك �أعبد لكان ذلك تكرباً ‪ ،‬ومعناه �أين �أنا العابد �أما ملا قال‬ ‫����اك»‪ :‬يف اجلملة الأول��ى‬ ‫(نعبد) و(ن�ستعني) لق�صد االخت�صا�ص‪ :‬ف«�إ َّي َ‬
‫�إياك نعبد كان معناه �أين واحد من عبيدك‪ ،‬فالأول تكرب‪ ،‬والثاين توا�ضع‪،‬‬ ‫َ‬
‫مفعول به مقدّم على فعله وه��و‪َ ‭{‬ :‬ن ْع ُب ُ ‬د}‪ .‭‬و�إ َّي����اك‪ :‬يف اجلملة الثانية‬
‫ومن توا�ضع هلل رفعه اهلل‪ ،‬ومن تكرب و�ضعه اهلل‪.‬‬ ‫مفعول به مقدّم على فعله وهو‪َ ‭{‬ :‬ن ْ�س َت ِع ُ ‬‬
‫ني}‪.‭‬‬

‫‪60‬‬
‫استراحة‬ ‫كلمة السر ‪ :‬مهرجان تسويقي‬
‫‪10‬‬ ‫‪9‬‬ ‫‪8‬‬ ‫‪7‬‬ ‫‪6‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪1‬‬ ‫سياحي كويتي من ‪ 9‬أحرف‬
‫ل‬ ‫ب‬ ‫ط‬ ‫ح‬ ‫م‬ ‫ا‬ ‫ل‬ ‫ح‬ ‫�أ‬ ‫هـ‬ ‫‪1‬‬
‫أحالم ‪ ,‬تمر ‪ ,‬دليل ‪ ,‬زهر‬
‫ب‬ ‫ل‬ ‫ي‬ ‫ل‬ ‫د‬ ‫د‬ ‫ي‬ ‫ل‬ ‫ب‬ ‫ا‬ ‫‪2‬‬

‫�س‬ ‫ن‬ ‫ا‬ ‫خ‬ ‫د‬ ‫ب‬ ‫ا‬ ‫ر‬ ‫ت‬ ‫ق‬ ‫‪3‬‬
‫أقالم ‪ ,‬تحف ‪ ,‬دخان ‪ ,‬زبد‬
‫ت‬ ‫م‬ ‫ا‬ ‫ك‬ ‫ر‬ ‫ف‬ ‫ا‬ ‫ح‬ ‫ج‬ ‫ل‬ ‫‪4‬‬ ‫أسرار ‪ ,‬تراب ‪ ,‬دروب ‪ ,‬سهد‬
‫ا‬ ‫ل‬ ‫ح‬ ‫ز‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫ب‬ ‫�س‬ ‫م‬ ‫ا‬ ‫‪5‬‬ ‫بحور ‪ ,‬جواد ‪ ,‬ركام ‪ ,‬شوارع‬
‫‪6‬‬
‫ن‬ ‫ز‬ ‫�س‬ ‫ز‬ ‫ا‬ ‫د‬ ‫ج‬ ‫ن‬ ‫ر‬ ‫م‬
‫بناء ‪ ,‬جمر ‪ ,‬ربيع ‪ ,‬شفاء‬
‫ف‬ ‫ب‬ ‫هـ‬ ‫هـ‬ ‫ء‬ ‫ر‬ ‫و‬ ‫ء‬ ‫ر‬ ‫ت‬ ‫‪7‬‬
‫بستان ‪ ,‬حطب ‪ ,‬رائد ‪ ,‬شرق‬
‫ح‬ ‫د‬ ‫د‬ ‫ر‬ ‫د‬ ‫و‬ ‫ا‬ ‫ا‬ ‫و‬ ‫م‬ ‫‪8‬‬

‫ت‬ ‫ع‬ ‫ي‬ ‫ب‬ ‫ر‬ ‫ب‬ ‫د‬ ‫ن‬ ‫ح‬ ‫ر‬ ‫‪9‬‬
‫بليد ‪ ,‬حسن ‪ ,‬زحل ‪ ,‬شهر ‪ ,‬شمائل‬
‫ر‬ ‫ر‬ ‫ا‬ ‫ر‬ ‫�س‬ ‫ا‬ ‫ي‬ ‫ب‬ ‫ب‬ ‫ا‬ ‫‪10‬‬
‫حل كلمة السر ‪ :‬هال فبراير‬
‫ل‬ ‫ء‬ ‫ا‬ ‫م‬ ‫�ش‬ ‫ع‬ ‫ر‬ ‫ا‬ ‫و‬ ‫�ش‬ ‫‪11‬‬

‫�ش‬ ‫ف‬ ‫ا‬ ‫ء‬ ‫ر‬ ‫هـ‬ ‫�ش‬ ‫ق‬ ‫ر‬ ‫�ش‬ ‫‪12‬‬

‫كلمات متقاطعة‬
‫عمودي ًا‪:‬‬ ‫أفقي ًا‪:‬‬ ‫‪10‬‬ ‫‪9‬‬ ‫‪8‬‬ ‫‪7‬‬ ‫‪6‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪1‬‬
‫رواية لنجيب حمفوظ‬ ‫‪ - 1‬ق�صر كويتي‬ ‫‪1‬‬
‫‪ - 2‬نبات �شوكي – مر�ض ي�صيب‬ ‫‪ - 2‬حتمل – مرتددة‬
‫‪2‬‬
‫العيون ‪،‬‬ ‫‪ - 3‬حم�سن (معكو�سة)‪ -‬مي�س‬
‫‪ - 3‬يف�سر ( معكو�سة) – مت�شابهة‬ ‫‪ - 4‬عك�س �أتعبه – مت�شابهان‬ ‫‪3‬‬

‫‪� - 4‬ستار – يف الفم‬ ‫‪ - 5‬منكر للنعمة‬ ‫‪4‬‬

‫‪ - 5‬ممثلة م�صرية‬ ‫‪ - 6‬من الألب�سة ال�شعبية‬ ‫‪5‬‬


‫‪ - 6‬قحط – حرف هجاء‬ ‫العربية – علقم‬
‫‪6‬‬
‫( معكو�سة)‬ ‫‪� - 7‬آفة – زهور‬
‫‪7‬‬
‫‪ - 8‬للكتابة (معكو�سة) – جاملها ‪� - 7‬أثور – طني ( مبعرثة)‬
‫‪ - 8‬نقيد – مييل قلبه ( معكو�سة)‬ ‫‪ - 9‬مركب‬ ‫‪8‬‬

‫‪� - 9‬سهره‬ ‫‪ - 10‬يقارب‪ -‬مت�شابهة ‪.‬‬ ‫‪9‬‬


‫‪ - 10‬حقول خ�ضراء – ك�سائي ‪.‬‬ ‫‪10‬‬

‫عموديا ‪:‬‬ ‫أفقي ًا ‪:‬‬


‫‪ - 6‬حمل – ياء ( معكو�سة) ‪.‬‬
‫‪� - 7‬أمترد – ينط ‪.‬‬
‫‪ - 1‬ق�صر ال�شوق ‪.‬‬
‫‪� - 2‬صبار – رمد ‪.‬‬
‫‪� - 6‬شروال – مر ‪.‬‬
‫‪ - 7‬وباء – ورد ‪.‬‬
‫‪ - 1‬ق�صر د�سمان ‪.‬‬
‫‪� - 2‬صرب ‪ -‬حمتارة ‪.‬‬
‫حل الكلمات‬
‫‪ - 8‬ن�أ�سر – يهفو ( معكو�سة) ‪.‬‬
‫‪� - 9‬سمره ‪.‬‬
‫‪ - 3‬يربر ( معكو�سة) – و و و ‪.‬‬
‫‪ - 4‬حجاب – �سن ‪.‬‬
‫‪ - 8‬ورق ( معكو�سة) – الطفها ‪.‬‬ ‫‪ - 3‬بار ( معكو�سة ) – يلم�س ‪.‬‬ ‫المتقاطعة‬
‫‪� - 9‬سفينة ‪.‬‬ ‫‪� - 4‬أريحه – ر ر ‪.‬‬
‫‪� - 10‬سهول – ردائي ‪.‬‬ ‫‪� - 5‬سمية الألفي ‪.‬‬ ‫‪ - 10‬يداين ‪ -‬ي ي ي ي ‪.‬‬ ‫‪ - 5‬جاحد ‪.‬‬

‫‪61‬‬
‫ي�ستنكر �سوى اجلميل وما يعجبه �سوى كلمات املوت والنفاق واخليانة‪� .‬إن‬
‫حلزن �إنْ كان �أ�سلوباً للعي�ش فهو ُي�ضيع فر�صة احلياة على مُتقم�صه‪..‬‬
‫ف�إن احلياة �إن كانت مُي�سرة فهى رزق من اخلالق للمخلوق وناجت �سعيه‬
‫ا ُ‬
‫بريـد القـراء‬
‫لأن يكون �شيئاً ُيذكر‪ ،‬و�إن كانت غري ذلك فهى ابتالء وداف��ع للمعافرة‬
‫واملثابرة لالرتقاء ال �أن �أظل فى القاع �ألعن ال�صعود نحو قمم اجلبال‪.‬‬ ‫مذكرات طفلة أنانية‬
‫كاملر�أة الدائمة احل��زن والرجل دائ��م ال�صمت‪ ..‬كالهما يلعن الآخ��ر فى‬
‫قرارة نف�سه وال �أحد منهما يريد االرتقاء ال هى تريد االرتقاء بكلماتها‬
‫حلب وهم‬ ‫وفكرها وال هو يريد �أداء دوره فى احتواء �صوتها ! يبحثون عن ا ُ‬
‫كارهون لأنف�سهم‪ ..‬يبحثون عن الأمل والي�أ�س رفيق دربهم‪ ..‬يخططون‬
‫لال�شىء وي�صنعون الفراغ ويتوقعون كل �شىء ف ُي�صدمون!‪ ..‬وتلك دائرة‬
‫حياتهم يخ�شون من االنفالت منها‪� .‬إن احلياة دون هدف هو �شغل خانة‬
‫من خانات الأحياء دون ثمرة تجُ نى منها وجرمية ترتكب من الإن�سان فى‬
‫حق نف�سه‪.‬‬
‫جديد ‪ ,‬غريب ‪ ,‬مريب ‪ ,‬رهيب ‪ ,‬هذا هو �ضيفنا اجلديد‪.‬‬
‫�أت��ى ب��دون �أ�ستئذان ‪ ,‬و�شتت الأذه��ان ‪ ,‬و�سرق القلب وال��وج��دان ‪ ,‬و�أره��ق‬
‫الـذاكرون‬ ‫كل‪ ‬من يف البيت من �سكان‪.‬‬
‫ن�ضحك‪� ‬إذا �ضحك ‪ ,‬ونبكي �إذا �صل�صل بكا�ؤه يف الآذان ‪ .‬عامله غريب ‪,‬‬
‫له طباعه اخلا�صة‪� ,‬أحتاج وقتاَ كي اعتاد عليه ‪ ,‬منه ال مفر وال خال�ص‪,‬‬
‫ابتليت به وما لبليتي من منا�ص‪ ,‬علني �أحبه يوماَ ب�إخال�ص ‪� ,‬أو رمبا‬
‫علي حكم الق�صا�ص‪.‬‬ ‫�أقتله فيق�ضي ّ‬
‫قالت �أمي هو �أخوك ‪ ...‬قطعة مني يا وداد ‪ ,‬كما حتبينني‪� ...‬أحبيه ‪ ,‬وكما‬
‫حترتمينني ‪ ..‬احرتميه‪ .‬فقلت �صارخ َة ‪ :‬وكما �أنت حتبينني �ستحبينه‪,‬‬
‫وكما تداعبيني‪� ‬ستداعبينه‪ , ‬وكما �أنتِ يل‪� ...‬ستكونني ملقلتيه‪ , ‬ال! ب ُعدت‬
‫حممد عليمى ـ القاهرة‬ ‫عن �شاربيه‪� ....‬ستبقي يل واطلبيه �أن ُيقفل فاه‪ , ‬و�إال �سيح�صل له ما ال‬
‫يحمد ما عقباه ‪.‬‬
‫نعم اهلل علينا كثرية ال تعد وال حت�صى و�أوالها نعمة الإ�سالم‪ ،‬فاحلمد هلل‬ ‫�إ�سالم جهاد ـ الدوحة‬
‫رب العاملني‪ .‬ومن النعم املهمة جداً يف حياتنا والتي ال تتطلب منا عمل‬
‫الكثري وال �أي جهد والكثري منا غافل عنها‪ ،‬ذك��ر اهلل‪ .‬ونحن جال�سون‬
‫يف مكاننا ودون ب��ذل �أي جمهود‪ ،‬ميكننا ذك��ر اهلل بل�ساننا مع ا�ست�شعار‬ ‫أموات ولكن ال يشعرون !‬
‫الكلمات عندما ننطقها‪ ،‬وهي اال�ستغفار والت�سبيح والتحميد والتهليل‬
‫وقراءة بع�ض الآيات التي نحفظ‪.‬‬
‫ف��ر���ص ك��ث�يرة م��ت��اح��ة ل��ن��ا وا���س��ت��ث��م��ارات ع��ظ��ي��م��ة دون �أي ت��ع��ب‪ ،‬ف��ذك��ر‬
‫�لا ج���داً‬ ‫اهلل ي��ث��ق��ل امل����ي����زان ال�����ذي ي��ت��م��ن��ى �أي ���ش��خ�����ص �أن ي���ك���ون ث��ق��ي ً‬
‫ب��احل�����س��ن��ات‪ ،‬ف��ب��ال��ذك��ر ت��ك�ثر احل�����س��ن��ات ومت��ح��ى ال�����س��ي��ئ��ات ب������إذن اهلل‪،‬‬
‫فبدل �إ�شغال الل�سان بالتحدث بكالم ال ينفع ا�ستغله بذكر اهلل يف كل‬
‫�أوق��ات��ك‪ ،‬وت��ذك��ر الأج���ر العظيم ال��ذي �ستح�صل عليه ومغفرة الذنوب‬
‫ِين اللهَّ َ َكثِرياً َوال�� َّذاكِ�� َراتِ �أَعَ�� َّد اللهَّ ُ َلهُم َّم ْغ ِف َر ًة‬
‫قال اهلل تعالى‪َ ( :‬وال َّذا ِكر َ‬
‫يحيا بيننا �أ�شخا�ص ُقدّر لهم العي�ش كما وجدوا �أنف�سهم عليه دون حماولة َو�أَ ْج�� ًرا عَظِ ي ًما ) �سورة «الأحزاب �آية ‪ » 35‬ما �أعظمه من رب‪ ،‬جل جالله‪،‬‬
‫للتغيري �أو ال��ت���أث�ير‪ ،‬ودون نظرة مل��ا ب�ين يديه �أو نظرة �إل��ى �أع��ل��ى حيث وما �أعظمه من دين‪.‬‬
‫مُدبر الأمر‪ ..‬دائمني النظر �إلى كل ما هو �سيئ ومُنغ�ص‪ ،‬فرتى احلزن‬
‫رفيقهم ومُ�ستقبِل نظراتهم وترى اخلمول والتحجر فى حتركاتهم‪ ..‬فما يف الآخ�����رة ال ي��ت��ح��� ّ��س��ر الإن�������س���ان ع��ل��ى ع���ق���ارات و�أم������وال وذه����ب وف�ضة‬

‫‪62‬‬
‫وال م��ن�����ص��ب وال ج����اه ك����ان ي���ري���د �أو مي��ل��ك ب���ال���دن���ي���ا‪ ،‬ول���ك���ن ي��ت��ح��� ّ��س��ر‬
‫العالقة بين الصالة والصبر‬ ‫ع��ل��ى ���ش��يء واح����د‪� :‬أن���ه مل ي��ك�ثر ذك���ر اهلل يف ال��دن��ي��ا‪ .‬يف ك��ل م���رة تكون‬
‫و���س��ط ال��ن��ا���س �أو ك��ن��ت وح����دك ال جت��ع��ل الأف���ك���ار امل��زع��ج��ة �أو ال�سلبية‬
‫ت��ت�����س��رب �إل���ي���ك‪ ،‬ا���ش��غ��ل ف��ك��رك ول�����س��ان��ك ب��ذك��ر اهلل‪ .‬وال تن�س ك��ن��زاً من‬
‫ك��ن��وز اجل��ن��ة �أال وه���و ق���ول‪ :‬ال ح���ول وال ق���وة �إال ب���اهلل ال��ع��ل��ي العظيم‪.‬‬
‫����ول اللهَّ ِ َ���ص�� َّل��ى اللهَّ ُ‬
‫ويف احل���دي���ث َع����نْ َ�أ ِب������ي هُ ����� َر ْي����� َر َة‪َ ،‬ق�����ا َل ‪َ :‬ق�����ا َل َر� ُ����س ُ‬
‫عَ��لَ�� ْي�� ِه َو� َ���س��� َّل��� َم‪َ :‬ك�� ِل�� َم�� َت��انِ َخ��فِ��ي�� َف�� َت��انِ عَ��لَ��ى ال�� ِّل��� َ��س��انِ َث��قِ��ي��لَ�� َت��انِ فيِ المْ ِ���ي��� َزانِ‬
‫يم‪.‬‬‫َحبِي َب َتانِ �إِ َل���ى ال�� َّر ْح�� َم ِ��ن‪�ُ :‬س ْب َحا َن اللهَّ ِ َو ِب َ��ح�� ْم��دِ ِه ُ�س ْب َحا َن اللهَّ ِ ا ْل َعظِ ِ‬
‫ذكر خفيف على ل�سانك ال ي�أخذ منك دقائق معدودة‪ ،‬لكنه يثقل ميزانك‬
‫يقول العلماء �إن ال�صالة هي و�سيلة فعالة لعالج الأمرا�ض النف�سية حيث‬ ‫يوم القيامة ويتمنى الفرد لو �أنه �أكرث منه بالدنيا‪.‬‬
‫متنح امل�ؤمن ا�ستقراراً وطم�أنينة وين�سى هموم الدنيا وبخا�صة �صالة قيام‬
‫الليل ‪ ...‬لنقر�أ هذا النداء الإلهي الرائع‪َ } :‬يا �أَ ُّيهَا ا َّلذِ َ‬
‫ين �آَ َم ُنوا ْا�س َتعِي ُنوا‬ ‫فائدة القران‬
‫ِين{‪( ..‬البقرة‪.)153 :‬‬ ‫ال�ص اَل ِة �إِ َّن اللهَّ َ َم َع َّ‬
‫ال�صا ِبر َ‬ ‫ِال�صبرْ ِ َو َّ‬
‫ب َّ‬
‫فال�صرب �إذا امتزج مع ال�صالة كانا �شفاء قوياً لأي مر�ض‪ ،‬وبخا�صة �إذا‬
‫�أقام امل�ؤمن ال�صالة بخ�شوع تام ومل يفكر ب�شيء من �أمور الدنيا بل كان‬
‫همه �أن ير�ضي اهلل تعالى‪.‬‬
‫مبارك حميد ـ اجلهراء‬

‫الدين‬
‫دعاء النبي لعالج الهم وقضاء َ‬

‫هيا خالد الهاجري ـ الريموك‬


‫كان هناك رجل يقر�أ القر�آن ولكن ال يحفظ منه �شيئا ف�س�أله ابنه ال�صغري‬
‫قال �أحد العلماء �إن النبي �صلى اهلل عليه و�سلم جل�س ذات يوم يف م�سجده‬ ‫ما الفائدة من قراءتك دون ان حتفظ منه �شيئا ؟!‬
‫ف��ق��ال ����س����أخ�ب�رك الح��ق��ا اذا م��ل��أت ���س��ل��ة ال��ق�����ش ه����ذه م����ا ًء م���ن ال��ب��ح��ر واذا برجل يجل�س يف غري �أوقات ال�صالة بامل�سجد فا�ستدعاه و�س�أله ماذا‬
‫فقال الولد م�ستحيل ان املأها فقال له جرب ‪ ،‬كانت ال�سلة ت�ستخدم لنقل بك �أراك جتل�س يف غري �أوقات ال�صالة ؟‬
‫الفحم‪،‬ف�أخذهاال�صبيواجتهالىالبحروحاولملئهاواجتهب�سرعةالىابيه ف�أجابه الرجل ‪:‬الزمني الهم والدين وال �أدري ماذا �أفعل ‪.‬‬
‫ول��ك��ن امل���اء ت�سرب منها ف��ق��ال لأب��ي��ه ال ف��ائ��دة ف��ق��ال االب ج��رب ثانية!‬
‫ففعل فلم ينجح باح�ضار املاء وجرب ثالثة ورابعة وخام�سة دون جدوى فقال له النبي �أال �أعلمك كلمات اذا قلتها �صباحا وم�ساء �أذهب اهلل همك‬
‫فاعرتاه التعب وقال لأبيه الميكن ان منلأها باملاء! فقال االب البنه امل وق�ضى دينك ؟‬
‫تالحظ �شيئا على ال�سلة؟!‬
‫فقال الرجل ‪ :‬بلى يا ر�سول اهلل ‪ ،‬فقال الر�سول ‪ :‬قل “ اللهم اين �أعوذ‬
‫ه��������ن��������ا ت�������ن�������ب�������ه ال���������������ص�������ب�������ي ف����������ق����������ال ن��������ع��������م ي������������ا اب����������������ي ك������ان������ت بك من الهم واحلزن ومن العجز والك�سل ومن اجلنب والبخل ومن غلبة‬
‫م�����ت�����������س�����خ�����ة م����������ن ب�������ق�������اي�������ا ال�������ف�������ح�������م واالن ن�����ظ�����ي�����ف�����ة مت�����ام�����ا الدين وقهر الرجال فما من م�سلم قالها �صباحا وم�ساء متيقنا ان اهلل‬
‫فقال االب البنه وهذا متاما ما يفعله القر�آن بقلبك والقر�آن كماء البحر �سي�ستجيب له اال وفرج همه وق�ضى دينه ‪.‬‬
‫يجلي �صدرك حتى لو مل حتفظ منه �شيئا !‬
‫�أحمد يحيى ـ ال�ساملية‬
‫خالد ال�شمري ـ اجلهراء‬

‫‪63‬‬
‫يحتوي هذا الباب على �أحدث امل�ستجدات العربية والعاملية على‪� ‬شبكة‬
‫الإنرتنت‪ ،‬مبا فيها �أخبار املواقع وتقنيات الويب مثل‪ ‬جوجل‪،‬ياهو‪،‬‬
‫و�أخ��ب��ار ال�شبكات االجتماعية مبا فيها‪ ‬في�س بوك‪ ،‬تويرت‪ ،‬جوجل‬ ‫الكوثر نت‬
‫بل�س‪ ،‬ان�ستقرام‪ ،‬و�آخ����ر امل�����س��ت��ج��دات يف‪ ‬تقنيات ال��وي��ب‪ ،‬وامل�����ش��اري��ع‬
‫النا�شئة‪ ،‬و�أخبار رواد الأعمال على ال�صعيدين العربي والعاملي‪.‬‬ ‫تويتر تحتفل بالذكرى السنوية‬
‫وداع ًا لقلق األمهات‪ ..‬جوجل تتيح‬ ‫الثالثة إلطالق موقع ‪Vine‬‬
‫خدمة البحث اآلمن لألطفال‬

‫الآن �أ�صبح ب�إمكانك �أن ترتك طفلك يبحث عرب حمرك جوجل ‪Google‬‬
‫ب�أمان‪ ،‬دون اخلوف من ظهور نتائج ال تقبل �أن يراها‪� ،‬إذ �أطلقت جوجل‬
‫منتج “‪ ”Kiddle‬الذي يحوي حمرك بحث جديد خم�ص�ص للأطفال‪،‬‬
‫تتم فيه “فلرتة” النتائج ليقدم ل�صغريك املواقع الآمنة واملكتوبة بلغة‬
‫مب�سطة تتنا�سب مع تلك املرحلة العمرية‪.‬‬ ‫احتفلت تويرت م�ؤخرا بالذكرى ال�سنوية الثالثة لإطالق موقع “فاين”‬
‫‪ Vine‬لتبادل مقاطع الفيديو وال��ذي ي�سمح للم�ستخدمني بتبادل‬
‫‪ Kiddle‬لي�س منتجاً ر�سمياً جلوجل‪ ،‬بل جمرد حمرك بحث ت�ستخدمه‬ ‫مقاطع فيديو ال تزيد مدة كل منها عن �ست ثوانٍ ‪.‬‬
‫ال�شركة لتقدمي نتائج �آمنة للأطفال‪.‬‬
‫اً‬
‫واحتفال بهذه املنا�سبة ن�شرت �شركة تويرت‪ ،‬املالكة خلدمة فاين‪ ،‬قائمة‬
‫ومي��ك��ن لطفلك ا���س��ت��خ��دام حم���رك ال��ب��ح��ث اجل���دي���د‪ ،‬وال����ذي ال ي�شبه‬ ‫بع�شرة مقاطع فيديو كانت الأكرث اً‬
‫ال�صفحة املعتادة جلوجل و�إمنا بخلفية �أ�شبه بعامل الف�ضاء‪ ،‬وي�ساعده يف‬ ‫تداول على اخلدمة خالل العام‪ ،‬والتي‬
‫البحث �صورة لروبوت �آيل �صغري‪.‬‬ ‫تنوعت ما بني الأخبار العاجلة وحفالت توزيع اجلوائز والفيديوهات‬
‫امل�ضحكة وا�ستحوذت على اهتمام النا�س‪.‬‬
‫حم��رك البحث الب�صري ‪ Kiddle‬يتيح ل�ل�أط��ف��ال البحث الآم���ن عرب‬
‫االنرتنت بال�صور واملحتوى املكتوب والفيديو‪ ،‬فحينما يكتب الطفل كلمة‬ ‫و�أ����ض���اف���ت ال�����ش��رك��ة “وفيما ن�����س�ترج��ع ذك���ري���ات ال�����س��ن��ة ال��ث��ال��ث��ة على‬
‫�أو حمتوى للبحث ف�إن النتائج الثالث الأولى �ستكون هي املواقع الآمنة‬ ‫‪ VineYear3#‬جند �أن معظم اللحظات الأكرث قوة وترفيهًا هذا العام‬
‫املكتوب حمتواها خ�صي�صاً للأطفال واملنتقاة من قبل حمرري جوجل‪.‬‬ ‫هي �أكرب من �أي مقطع فاين واحد مبفرده‪� .‬إنها ق�ص�ص �أو�سع مكونة من‬
‫ويف حالة وجود كلمات غري منا�سبة يف البحث‪� ،‬سيقوم الروبوت اخلا�ص‬ ‫الكثري من مقاطع فاين والرميك�سات والت�شكيالت”‪.‬‬
‫بجوجل بغلق البحث‪ ،‬الآباء �أي�ضاً ميكنهم تر�شيح املواقع �أو الكلمات غري‬ ‫وب��ه��ذه املنا�سبة جمعت ت��وي�تر امل��ق��اط��ع ال��ت��ي جعلت م��ن ‪ 2015‬ال��ع��ام‬
‫امل�ستحبة ليقوم كيدل بغلقها بح�سب موقع ‪.Techtimes‬‬ ‫الأكرث تذك ًرا – ح�سب تعبريها – �إذ يوجد يف املجموعة املقاطع الأكرث‬
‫كما تتيح اخلدمة اجلديدة �أي�ضاً �صور ًة ب�صري ًة حمبب ًة للأطفال‪ ،‬ف� ً‬
‫ضال‬ ‫عر�ضا يف العام الثالث �إ�ضافة �إل��ى املن�شورات التي �أطلقت �شرارة �أكرب‬ ‫ً‬
‫عن ال�صور ذات احلجم الكبري واخلط املكتوب به حمتوى النتائج املنا�سب‬ ‫االجت��اه��ات خ�لال ال��ع��ام‪ ،‬مثل ‪ What Are Those‬و ‪Why You‬‬
‫لهم وغري املرهق لأعينهم‪.‬‬ ‫‪Always  Lying‬و‪.Duck Army‬‬

‫‪64‬‬
‫وك��ان��ت ال�����ش��رك��ة ق��د �أ����ش���ارت �إل����ى ان��ت��ه��اء ال��دع��م م����ؤخ���را‪ ،‬مم��ا ي�ضع‬
‫‪ iAllocate‬روبوت يساعد المستخدم‬
‫امل�ستخدمني �أم��ام خيارين �إم��ا البقاء مع النظام دون احل�صول على‬
‫حتديثات �أمنية مما ي�سبب زيادة هجمات القر�صنة �أو القيام بالتحديث‬ ‫على االستثمار النقدي‬
‫لن�سخة �أحدث من النظام‪.‬‬
‫‪8.1‬‬ ‫و�سيح�صل امل�ستخدمون الذين يقومون بالرتقية لن�سخة ويندوز‬
‫على دعم حتى تاريخ ‪ 10‬يناير ‪ ،2023‬بينما يح�صل امل�ستخدمون الذين‬
‫يقومون بالرتقية لن�سخة ويندوز ‪ 10‬على دعم حتى تاريخ ‪� 13‬أكتوبر‬
‫‪.2025‬‬
‫وتعمل مايكرو�سوفت على الدفع بقوة لأحدث ن�سخة من نظام ت�شغيلها‬
‫ويندوز ‪ ،10‬و�أ�شارت م�ؤخراً �إلى ان النظام يعمل على ‪ 200‬مليون جهاز‪.‬‬
‫وت��ه��دف ال�شركة للو�صول �إل���ى رق��م مليار ج��ه��از يعمل بوا�سطة نظام‬
‫ويندوز ‪ 10‬بغ�ضون ال�سنوات القادمة‪ ،‬و�سيتطلب ذلك التغلب على جمود‬
‫امل�ستخدمني وممانعة ال�شركات للتحويل �إلى النظام الأحدث‪.‬‬ ‫ت�ستخدم �شركة ‪ iAllocate‬والتي يقع مقرها يف والية �أتالنتا الأمريكية‬
‫نظام ذكاء �صنعي يقوم بتقدمي الن�صيحة للم�ستخدم حول كيفية ا�ستثمار‬
‫�أمواله وكيفية جمعها‪.‬‬
‫وي��ع��ت�بر ه���ذا ال��ن��م��وذج �أح����دث من����اذج ت��ط��وي��ع �أن��ظ��م��ة ال���ذك���اء ال�صنعي‬
‫والروبوتات خلدمة الإن�سان حيث تقوم مثل تلك الأنظمة على �سبيل‬
‫امل��ث��ال مب�ساعدة املحامني على ات��خ��اذ ال��ق��رارات ال�صائبة‪ ،‬وال��ي��وم تقوم‬
‫مب�ساعدة امل�ستخدم على معرفة كيفية ا�ستثمار امواله‪.‬‬
‫وي��ق��وم م��وق��ع ‪ iAllocate.me‬يف ال��وق��ت ال��راه��ن ب��ت��وف�ير جمموعة‬
‫من الأدوات للم�ستثمرين من كافة امل�ستويات لتثقيف �أنف�سهم ب�شكل‬
‫ذات��ي ح��ول امل�ستثمر املخفي امل��وج��ود بداخلهم‪ ،‬م��ع الأخ���ذ يف احل�سبان‬
‫ماذا في جعبة آبل في مارس؟‬ ‫ا�سرتاتيجية تخ�صي�ص الأ�صول ال�شخ�صية واال�سرتاتيجية‪.‬‬
‫‪ iphone 5se‬و آيباد آير ‪ 3‬و أساور جديدة‬ ‫مايكروسوفت تنهي دعمها لنظام‬
‫للساعة‬ ‫ويندوز ‪8‬‬
‫من املتوقع �أن تعقد �آب��ل م���ؤمت��راً يف مار�س املقبل تك�شف فيه عن عدة‬
‫منتجات جديدة منها هاتف‪ iphone 5se ‬و�آيباد �آير ‪ 3‬و�سيكون هناك‬
‫ت�صاميم و�أ�ساور جديدة لل�ساعة الذكية‪.‬‬
‫ويف هذا امل�ؤمتر �سن�شهد �إطالق‪� ‬آبل خط ت�صاميم جديد ل�ساعتها الذكية‬
‫تقدم ع��دة �أل���وان للأ�ساور ما يتيح خ��ي��ارات �أو���س��ع من احلالية‪� .‬إ�ضافة‬
‫للألوان �ستكون هناك �أ�ساور م�صنوعة من مواد جديدة كلياً �ستطلقها‬
‫عرب �شركاء حمددين وكان قد ت�سرب �أحد الت�صاميم وهو �شبكة معدنية‬
‫بلون وت�صميم نف�س ال�صورة �أعاله‪.‬‬
‫وعلى �صعيد املنتجات الربجمية ف�إن �آبل �ستعلن عن �إطالق نظام ت�شغيل‬
‫ال�ساعة اجلديد ‪ WatchOS 2.2‬الذي يجلب املزيد من التحديثات‬ ‫�أعلنت �شركة‪ ‬مايكرو�سوفت‪� ‬إنهاء دعمها لنظام الت�شغيل وي��ن��دوز ‪،8‬‬
‫واملزايا اجلديدة �إل��ى اخلرائط وت�سمح لعدة �ساعات ذكية باملزامنة مع‬ ‫م�شرية �إلى انه يجدر على امل�ستخدمني للنظام الرتقية للن�سخة الأحدث‬
‫هاتف �آيفون واحد وهي ميزة جديدة قدمتها يف حتديث ‪� iOS‬أي�ضاً‪.‬‬
‫‪� 8.1‬أو ‪ 10‬ل�ضمان ا�ستمرار ح�صولهم على التحديثات الأمنية‪.‬‬

‫‪65‬‬
‫األخيرة‬
‫(إن هذا إال قول البشر)‬
‫الوليد بن املغرية هو ال�شخ�صية الأول��ى بني وجهاء مكة‪ ،‬رزق من الأبناء‬
‫ع�شرة �أ�شهرهم خالد بن الوليد وع ّمر حتى ‪� 95‬سنة‪ ،‬وكانت له مكانة‬
‫يف قري�ش ل�سماحته وكرمه‪ ،‬فقد ك��ان يك�سو الكعبة عاما وي�ترك قري�شا‬
‫كلها تتعاون لك�سوتها عاما‪ ،‬ثم يك�سوها العام التايل‪ ،‬كان له مال وفري يف‬
‫الطائف من ب�ساتني ذات غالل كثرية وجت��ارة رائجة اذا رجعت الى مكة‬
‫تدخلها من عدة جهات لكرثة قوافله‪.‬‬
‫هذه املكانة الرفيعة كانت «�سببا لفتنته»‪� ،‬أعجب بالقر�آن الكرمي حينما‬
‫�سمعه‪ ،‬وهفت نف�سه نحوه‪ ،‬فقال‪�« :‬إن له حلالوة و�إن عليه لطالوة‪ ،‬و�إن‬
‫�أعاله ملثمر و�إن �أ�سفله ملغدق‪ ،‬و�إنه يعلو وال يعلى عليه» عندما بلغت هذه‬
‫الكلمات م�سامع �أبي جهل (عمرو بن ه�شام) انتف�ض يف جل�سته وقام يرتع�ش‬
‫من الغيظ‪� ،‬أخذ يذهب ويجيء يف داره ويت�ساءل عما �سيحدث اذا دخل �سيد‬
‫قري�ش الأول ال��ى الدين اجل��دي��د‪ ،‬لقد ك��ان يقول للنا�س «مل��اذا ينزل اهلل‬
‫ر�سالته على رج��ل ع��ادي‪ ،‬مل ال ينزلها على �سيد مكة الوليد بن املغرية‪،‬‬
‫�أو �سيد قبيلة ثقيف يف الطائف عروة بن م�سعود؟»‪ .‬ف�إذا قبل الوليد بهذا‬
‫الدين فماذا �سيبقى لأبي جهل ليقوله للنا�س؟ وكان القر�آن الكرمي قد‬
‫في�صل الزامل‬ ‫�سجل عباراته هذه (وقالوا لوال �أنزل هذا القر�آن على رجل من القريتني‬
‫عظيم)‪ ..‬لهذا �سارع �أبو جهل نحو الوليد وهو يحمل فكرة جهنمية‪ ،‬دخل‬
‫املغرية «�إن هذا اال قول الب�شر»‪.‬‬
‫عليه يف جمل�سه اخلا�ص وهو ي�صطنع لهجة ممثل حمرتف‪ ،‬قال له‪« :‬لقد‬
‫لقد بلغ غ�ضب الرب عز وجل على الوليد مبلغا مل ي�صل اليه �أحد يف زمانه‬ ‫جئتك من دار الندوة‪ ،‬النا�س يتحدثون هناك �أنه قد �أ�صابتك جائحة يف‬
‫فذكر �إنعامه عليه‪ ،‬ثم توعده ب�أنه �سيفرد له عذابا ال يقارن بغريه‪ ،‬قال‬ ‫مالك‪ ،‬و�سيجمعون لك املال الذي تطلبه حتى ال حتتاج الى حممد بعد �أن‬
‫تعالى (ذرين ومن خلقت وحيدا‪ ،‬وجعلت له ماال مم��دودا وبنني �شهودا‪،‬‬ ‫�سمعوا �أنك متدحه لأجل �أن يعينك» هنا اندفع الدم يف عروق �سيد قري�ش‬
‫ومهدت له متهيدا)‪..‬ثم و�صف القر�آن حال الوليد بدقة �شديدة (�إنه فكر‬ ‫الأول‪�« :‬أنا �أحتاج الى مال حممد؟ من قال هذا االفك؟» �أجابه �أبو جهل‪:‬‬
‫وقدر‪ ،‬فقتل كيف قدر‪ ،‬ثم قتل كيف قدر‪ ،‬ثم نظر‪ ،‬ثم عب�س وب�سر‪ ،‬ثم �أدبر‬ ‫«مدحك له هو ال�سبب»‪.‬‬
‫وا�ستكرب فقال �إن هذا �إال �سحر ي�ؤثر‪� ،‬إن هذا �إال قول الب�شر) نعم لقد فكر‬
‫الوليد وقدر‪ ،‬وقال «و اهلل ما هو من الكهان فقد علمنا زمزمتهم‪ ،‬وال هو‬ ‫ف��ق��ال ال��ول��ي��د «ب��ل ه��و ال���ذي يحتاج ال��ى م��ايل ول�ست ب��ال��ذي يتبعه‬
‫مبجنون فلي�س فيه خنق اجلنون وال و�سو�سته‪ ،‬ولي�س هو من ال�شعراء‬ ‫�أبدا» ف�سارع �أبو جهل الى القول‪« :‬كيف يعلم النا�س وقد ف�شت فيهم‬
‫فلي�س فيه رجزهم وقري�ضهم ومقبو�ضهم ومب�سوطهم وم��ا هو ب�ساحر‬ ‫مقالتك الأولى؟ قل غريها»‪.‬‬
‫فلي�س فيه عقدهم وال نفثهم»‪.‬‬ ‫جل�س الوليد على �أريكته و�أخذ يفكر‪ ،‬ثم قال‪�« :‬إنه �ساحر‪ ،‬نعم‪� ،‬ساحر فمن‬
‫�إذن لقد كفر بعد علم ودراية كاملة‪ ،‬لهذا ان�صب غ�ضب رب ال�سماء والأر�ض‬ ‫�سمعه فارق �أهله وتبعه‪ ،‬وما هذا الكالم الذي يقوله اال قول ب�شر»‪ ..‬خرج‬
‫على الوليد دفعة واحدة (�س�أ�صليه �سقر)‪�( ..‬س�أرهقه �صعودا)‪ ..‬حتى �أنت‬ ‫اب��و جهل مهروال ال��ى دار الندوة يكاد يطري من الفرح‪ ،‬دخ��ل ال��ى النا�س‬
‫يا حممد ال تت�صور حجم عذاب الوليد (و ما �أدراك ما �سقر‪ ،‬ال تبقي وال‬ ‫وهم مهمومون مبا تتناقله جمال�س مكة من حديث الوليد بن املغرية‪،‬‬
‫تذر)‪.‬‬ ‫فلما ر�أوه ف�سحوا له املجل�س‪ ،‬فجل�س وقال‪« :‬هل �سمعتم ما قاله الوليد بن‬
‫املغرية اليوم؟»‬
‫اللهم حنانيك‪ ،‬اللهم لطفك‪ ،‬اللهم �إن ل��ل��ق��ر�آن العظيم ال��ق��در العلي‪،‬‬
‫ولر�سالتك الكربى اجل�لال والكمال‪ ،‬فاغفر لنا‪ ،‬وال ت�ؤاخذنا مبا فعل‬ ‫ت�سمرت �أب�صار القوم وهم ينتظرون مقولة جديدة تعزز الأولى يف الثناء‬
‫املغرورون رغم علمهم الوثيق بلغة العرب‪ ،‬لغة القر�آن‪ ،‬اجلاهلون مب�صري‬ ‫على الدين اجلديد‪ ،‬ففاج�أهم �أبو جهل «لقد قال عن حممد انه �ساحر‪،‬‬
‫من يقول (�إن هذا اال قول الب�شر)‪.‬‬ ‫يفرق بني املرء و�أهله‪ ،‬وما كالمه هذا اال من قول الب�شر» فرح القوم ووثب‬
‫بع�ضهم يف و�سط املجل�س �سرورا مبا �سمع‪ ،‬وت��رددت �ضحكات �أبي جهل يف‬
‫�آذان ال��رج��ال الذين انت�شروا بني جمال�س مكة‪ ،‬لنقل مقالة الوليد بن‬

‫‪66‬‬
67
‫اﻟﻴﻮم اﻟﻮﻃﻨﻲ وﻳﻮم اﻟﺘﺤﺮﻳﺮ‬

‫اﻟﻜﻮﻳﺖ ‪ ..‬ﺑﻠﺪ اﻟﺨﻴﺮ ‪ ..‬ﺑﻠﺪ اﻟﻌﻄﺎء‬


‫ﺑﻠﺪ اﻻﻧﺴﺎﻧﻴﺔ‬

‫‪1 866 888‬‬


‫‪direct-aid.org‬‬
‫‪directaidorg‬‬
‫‪68‬‬

You might also like