You are on page 1of 27

‫جامعة القاضي عياض‬

‫كلية العلوم القانونية والتقتصادية والجتماعية‬

‫مراكش‬

‫محاضرات في العقود المسماة‬


‫للتستاذ الحسين أمنار‬
‫السنة الجامعية ‪2015/2016‬‬

‫‪:‬توطئة‬
‫‪:‬الحمد ل والصل ة والسل م على رسول ال‪ ،‬وعلى آله وصحبه ومن اتبع هداه‪ ،‬أما بعد‬

‫‪:‬أول ‪ :‬تعريف العقد وخصائصه‬


‫للعقد عد ة تعريفات‪ ،‬جلها من وضع الفقه‪ ،‬وأنسب تعريف هو الذي يعتبر العقد عبار ة عن‪" :‬اتفاق بين طرفين أو‬
‫"أكثر بهدف إنشاء اللتزا م أو نقله أو إنهائه أو تعديله‬

‫‪:‬وهذا التعريف يستلز م توفر الخصائص التالية‬

‫ضرور ة وجود أكثر من إراد ة واحد ة‪ ،‬وهذا ما يميز العقد عن التصرفات الرادية المنفرد ة )الهبة‪- ،‬‬
‫الوصية‪(...،‬؛‬
‫‪.‬اقتصار مفهو م العقد على التفاقيات التي تهدف إلى إنتاج أثر قانوني ‪-‬‬

‫‪:‬ثانيا ‪ :‬تعريف العقود المسماة‬


‫العقود المسما ة هي العقود التي نظمها المشرع بقواعد قانونية خاصة من خلل تخصيصه باسم معين وتحديد‬
‫‪.‬شروطه وآثاره القانونية‬

‫أما العقود غير المسما ة فتخضع للقواعد العامة في نظرية العقد وإلى أقرب العقود شبها لها‪ ،‬ولم يخصها المشرع‬
‫بتنظيم خاص وإنما أفرزتها ضرورات التعامل بين الفراد‪ ،‬وليس لها اسم تعرف به‪ ،‬لقلة تداولها وضعف‬
‫‪.‬شيوعها‬

‫إل أن عد م تسمية هذه العقود ل يعني أنها ل هوية لها‪ ،‬حيث يتكفل الواقع العملي بإفرازها و تسميتها‪ ،‬مثاله عقد‬
‫‪...‬الفندقة وعقد الضيافة و‬

‫والمحكمة ليست ملزمة بالتسمية التي أطلقها طرفا العقد على العقد‪ ،‬أي أن للمحكمة سلطة الوقوف على التسمية‬
‫‪.‬الحقيقية للعقد‬

‫‪.‬وسوف نقتصر في دراستنا على عقدي البيع والكراء‬

‫‪:‬الباب الول ‪ :‬عقد البيع‬


‫‪.‬تولى المشرع المغربي تنظيم عقد البيع في القسم الول من الكتاب الثاني بمقتضى الفصول من ‪ 478‬إلى ‪618‬‬

‫‪:‬الفصل الول ‪ :‬التعريف بعقد البيع‬


‫عرف المشرع المغربي عقد البيع بمقتضى الفصل ‪ 478‬من ق‪.‬ل‪.‬ع " عقد البيع عقد بمقتضاه ينقل أحد‬
‫‪".‬المتعاقدين للخر ملكية شيء أو حق في مقابل ثمن يلتز م هذا الخير بدفعه له‬

‫ويستنتج من خلل التعريف أعله أن عقد البيع عقد ناقل للملكية بمجرد تراضي الطرفين دونما الحاجة إلى الداء‬
‫‪.‬أو التسليم كإجراء مترتب عن العقد‬

‫كما نلحظ أن تعريف المشرع المغربي واسع من حيث أنه ل يكتفي بنقل ملكية الشياء فحسب وإنما يشمل نقل‬
‫‪.‬الحقوق المالية الخرى سواء كانت حقوقا مادية أو معنوية ناشئة في المجال الدبي أو الفني‬

‫‪:‬الفصل الثاني ‪ :‬تمييز عقد البيع عن بعض العقود المشابهة له‬


‫‪:‬البيع والكراء ‪1-‬‬
‫إذا كان عقد البيع ينقل الملكية فعقد الكراء ل ينقلها‪ ،‬بل يرتب فقط حقا شخصيا في ذمة المؤجر للعين‪ ،‬باستثناء‬
‫الكراء الطويل المد الذي يرتب حقا عينيا‪ .‬كما أن الكراء يستلز م أهلية الداء‪ ،‬على عكس عقد البيع الذي يستلز م‬
‫‪.‬أهلية التصرف‬

‫‪:‬البيع والمقايضة ‪2-‬‬


‫تشترك المعاوضة مع عقد البيع في كافة عناصره ما عدا عنصر الثمن الذي يقابله البدل في المعاوضة‪ ،‬غير أن‬
‫هناك حالة المقايضة مع زياد ة مبلغ نقدي للطرف الذي حصل التبادل معه‪ ،‬وهكذا إذا كان الفارق المالي في عقد‬
‫المقايضة أقل من الثمن الساسي فالعقد معاوضة‪ ،‬و إذا كان الفارق المالي في عقد المعاوضة يفوق قيمة البدل‬
‫‪.‬فالعقد بيع‬

‫‪:‬البيع و الهبة ‪3-‬‬


‫في البيع يتم نقل الملكية في مقابل نقدي بخلف الهبة فنقل الملكية فيها يتم بدون مقابل‪ ،‬حيث أن عقد الهبة من‬
‫‪.‬العقود التبرعية‬

‫‪:‬البيع والمقاولة ‪4-‬‬

‫ل وجه للتفاق بين العقدين‪ ،‬فالبيع يرد على الملكية‪ ،‬بينما المقاولة ترد على العمل المادي‪ .‬لكن يقع الخلط بينهما‬
‫في حالة التزا م المقاول بأن يقد م الماد ة والعمل للطرف الخر‪ ،‬فهل يكون هذا العقد عقد بيع أ م عقد مقاولة؟‬
‫المعيار للتفريق بينهما هو تحديد العنصر الغالب‪ ،‬فإذا كانت الماد ة هي العنصر الغالب فالعقد عقد بيع‪ ،‬وإن كانت‬
‫‪.‬المقاولة هي العنصر الغالب فالعقد عقد مقاولة‬

‫‪:‬البيع والوكالة ‪5-‬‬


‫‪.‬البيع من العقود الناقلة للملكية‪ ،‬والوكالة من العقود التي ترد على العمل‪ ،‬وبالتحديد العمل القانوني‬

‫‪:‬الفصل الثالث ‪ :‬خصائص عقد البيع‬


‫‪:‬عقد رضائي ‪1-‬‬
‫يكفي لنعقاد عقد البيع التقاء اليجاب والقبول‪ ،‬دون الحاجة لفراغ هذا التراضي في شكل معين‪ .‬حيث نص‬
‫الفصل ‪ 488‬من ق‪.‬ل‪.‬ع على انه‪" :‬يكون البيع تاما بمجرد تراضي عاقديه‪ ،‬أحدهما بالبيع والخر بالشراء‪،‬‬
‫‪".‬وباتفاقهما على المبيع والثمن والشروط الخرى‬

‫على أن المشرع المغربي قد تطلب احترا م بعض الشكليات في بعض أنواع البيوع كتلك الوارد ة على العقار أو‬
‫الحقوق العينية العقارية أو الشياء المرهونة رهنا رسميا‪ ،‬حيث اشترط كتابة هذه العقود في محررات ثابتة‬
‫التاريخ‪ ،‬ول يكون لها آثر قانوني في مواجهة الغير إل إذا أفرغت في الشكل المحدد بمقتضى القانون‪ ،‬وذلك‬
‫حسب ما جاء به الفصل ‪ 489‬من ق‪.‬ل‪.‬ع‬

‫‪:‬عقد ملزم للجانبين ‪2-‬‬


‫فالبائع يلتز م بنقل ملكية المبيع للمشتري‪ ،‬وضمان سلمة هذا النتقال من العيوب والتعرضات التي تؤثر على‬
‫الغاية المقصود ة من إبرا م عقد البيع‪ ،‬أما المشتري فيلتز م بأداء الثمن وفق الطريقة المتفق عليها‪ ،‬كما يتسلم المبيع‬
‫‪.‬في الوقت المناسب‬

‫‪:‬عقد ناتقل للملكية ‪3-‬‬


‫هي أهم خاصية لعقد البيع فهو عقد ينقل الملكية مباشر ة للمشتري دون الحاجة للتقيد بأي إجراء آخر شكلي ما‬
‫عدا في الحالت الستثنائية التي يتطلب فيها القانون سلوك إشهار أو كتابة رسمية كالحالة المنصوص عليها في‬
‫الفصل ‪ 489‬من ق‪.‬ل‪.‬ع‬

‫‪:‬من العقود الرضائية كأصل عام ‪4-‬‬


‫ينعقد البيع حسب الفصل ‪ 488‬من ق‪.‬ل‪.‬ع بمجرد تراضي عاقديه أحدهما بالبيع والخر بالشراء وباتفاقهما على‬
‫‪.‬المبيع والثمن وشروط العقد الخرى‬

‫على أن المشرع المغربي قد تطلب احترا م بعض الشكليات في بعض أنواع البيوع كتلك الوارد ة في الفصل ‪489‬‬
‫من ق‪.‬ل‪.‬ع‬

‫‪:‬عقد البيع عقد معاوضة ‪5-‬‬


‫فطبقا للفصل ‪ 487‬من ق‪.‬ل‪.‬ع يأخذ البائع عوضا عن المبيع‪ ،‬وهو الثمن الذي يلتز م المشتري أن يدفعه له في‬
‫‪.‬المكان والتاريخ المتفق عليهما‪ ،‬فكل طرف في العقد ملتز م اتجاه الطرق الخر بالقيا م بعمل‬

‫‪:‬الفصل الرابع ‪ :‬أركان عقد البيع‬


‫‪:‬المبحث الول ‪ :‬التراضي على البيع‬
‫البيع عقد رضائي يقو م على توافق الرادتين على عناصره الجوهرية وعلى باقي الشروط المشروعة الخرى‬
‫التي يعتبرها الطرفان أساسية‪ ،‬وذلك حسب منطوق الفصل ‪ 19‬من ق‪.‬ل‪.‬ع‬
‫نفس المنحى جاء في الفصل ‪ 488‬من ق‪.‬ل‪.‬ع ‪" :‬يكون البيع تاما بمجرد تراضي عاقديه أحدهما بالبيع والخر‬
‫"بالشراء وباتفاقهما على المبيع والثمن وشروط العقد الخرى‬

‫وحتى يكون الرضا صحيحا‪ ،‬لبد أن يكون الطرفين مكتمل الهلية‪ ،‬وأن تكون إرادتهما خالية من أي عيب يفسد‬
‫‪.‬عملية التعاقد‬

‫‪:‬ومن المور التي يجب حصول الرضا عليها‬

‫‪:‬المطلب الول ‪ :‬المور أو المسائل الرئيسية‬


‫‪:‬الفقرة الولى ‪ :‬طبيعة أو نوع العقد‬
‫فلبد أن تتلقى الرادتان على طبيعة العقد‪ ،‬فلو قال شخص لخر‪ :‬أبيعك عقاري بألف درهم‪ ،‬فأخذه‬
‫‪.‬الخر على أنه هبة‪ ،‬فل يقو م عقد البيع‬

‫‪:‬الفقرة الثانية ‪ :‬الشيء أو الحق المبيع‬


‫وهو المحل الذي يرد عليه البيع‪ ،‬فلو قال شخص لخر‪ :‬أبيعك منزلي بفاس‪ ،‬فيقول الخر‪ :‬قبلت شراء منزلك‬
‫‪.‬بمراكش‪ ،‬فهنا ل ينعقد البيع‬
‫‪:‬الفقرة الثالثة ‪ :‬الثمن‬
‫‪.‬فإذا خل عقد البيع من الثمن فل يقو م هذا العقد‬

‫‪:‬المطلب الثاني ‪ :‬المور أو المسائل الثانوية‬


‫وهي مكان وزمان التسليم‪ ،‬طريقة الوفاء بالثمن‪ ،‬تحمل مصروفات العقد‪ ،‬وتحمل مصروفات التسليم أو التسلم‪،‬‬
‫فهذه المسائل التفصيلية ل توثر على قيا م العقد؛ لنه يتكفل بتحديدها إما التفاق أو قواعد القانون المكملة أو‬
‫‪.‬العرف أو قواعد العدالة‬

‫‪:‬المبحث الثاني ‪ :‬الشيء المبيع‬


‫‪.‬ويشترط في المبيع أن يكون موجودا أو مستقبل‪ ،‬معينا أو قابل للتعيين‪ ،‬وأن يكون قابل للتعامل فيه‬

‫‪:‬المطلب الول ‪ :‬أن يكون المبيع موجودا أو تقابل للوجود‬


‫ل يمكن أن ينعقد البيع إل إذا كان المبيع موجودا أو قابل للوجود في المستقبل‪ .‬فإذا كان المبيع معدوما أو وهميا‪،‬‬
‫فل ينعقد العقد‪ ،‬ونفس الحكم يسري في حال وجود المبيع إل أنه يتعذر تسليمه‪ .‬وقد يوجد المبيع أثناء التفاوض‬
‫على البيع‪ ،‬إل أنه يهلك أو يضيع من صاحبه عند إبرا م البيع النهائي‪ ،‬حيث تسري هنا أحكا م المبيع غير الموجود‬
‫أصل‪ ،‬أي بطلن البيع‪ ،‬إل أن البطلن يقتصر على الوضاع التي يكون فيها الهلك أو الضياع قد حصل قبل‬
‫‪.‬إبرا م العقد‪ ،‬أما إذا حصل بعد البرا م‪ ،‬فإن الحكم هو القابلية للفسخ وليس البطلن‬

‫ول يعني شرط وجود المبيع‪ ،‬لزوما إحضاره في مجلس العقد‪ ،‬حيث يكتفي بذكر المواصفات المميز ة من طرف‬
‫‪.‬المشتري‬

‫ويمكن أن يكون محل البيع أشياء مستقبلية إذا كانت قابلة للوجود في فتر ة معينة ومعقولة‪ ،‬وقد أجاز المشرع‬
‫المغربي هذا النوع من البيوع في الفصل ‪ 61‬من ق‪.‬ل‪.‬ع‬

‫‪:‬المطلب الثاني ‪ :‬أن يكون المبيع معينا أو تقابل للتعيين‬


‫لن المبيع يشكل محل التزا م البائع‪ ،‬فل يجوز أن يكون مجهول‪ ،‬لن جهالة المبيع بمثابة البيع المعدو م‪ ،‬لذلك‬
‫‪.‬وجب تحديده بدقة‬

‫‪:‬الفقرة الولى ‪ :‬شرط التعيين في بيع الشيء القيمي‬


‫إن الشيء القيمي هو الذي ليس له مقابل في السوق‪ ،‬كالقطع الرضية أو اللوحات الفنية‪ ،‬حيث يلز م أن يحدد‬
‫‪.‬المتعاقدان مواصفاته بدقة‪ ،‬كالحدود والمساحة الجمالية للبقعة الرضية‬

‫‪:‬الفقرة الثانية ‪ :‬شرط التعيين في بيع الشياء المثلية‬


‫‪.‬يمكن تحديد الشياء المثلية بالنوع أو الوزن أو المقياس أو العدد أو الصنف‬

‫‪:‬الفقرة الثالثة ‪ :‬شرط التعيين في البيع الجزافي‬


‫عرف المشرع المغربي البيع الجزافي في الفصل ‪ 490/2‬من ق‪.‬ل‪.‬ع‪" :‬البيع الجزافي هو الذي يرد بثمن واحد‬
‫على جملة أشياء‪ ،‬دون أن يعتبر عددها أو وزنها أو قياسها إل لجل تعيين ثمن المجموع"‪ .‬حيث يتم تعيين المبيع‬
‫بطريقة إجمالية في شكل صفقة غير قابلة للتجزئة‪ ،‬ومثاله التفاق على شراء غلة أو محصول زراعي بثمن‬
‫‪.‬إجمالي‪ ،‬ويكتفي بتعيين جنس المبيع ونطاقه‬

‫‪.‬وقد يرد البيع الجزافي على الشياء المثلية أو القيمية أو هما معا‬

‫‪:‬المطلب الثالث ‪ :‬أن يكون المبيع من الشياء الجائز التعامل بها‬


‫يعتبر البيع تاما إذا ما انصب على أشياء تدخل في دائر ة الموال التي يجوز التعامل فيها‪ ،‬وذلك ما لم يوجد نص‬
‫‪.‬قانوني يقضي بغير ذلك‬

‫وهكذا يحظر التعامل في الشياء التي يكون محلها مستحيل بطبيعته أو بحكم القانون وكذلك يبطل اللتزا م‬
‫‪.‬المرتبط بها‪ ،‬كبيع الشمس أو الهواء‬

‫‪.‬ويمنع أيضا بيع الشياء المعتبر ة من النجاسات وفقا لحكا م الشريعة السلمية كالخمر والخنزير‬

‫ويلز م التأكيد على أن عد م الصلحية للتعامل يرجع إلى عد م المشروعية المقرر ة إما بمقتضى القانون أو لمخالفة‬
‫النظا م العا م والداب‪ ،‬والتحريم يكون لعلة تحقيق المصلحة العامة‪ ،‬أما إذا اقتصر المر على مصلحة خاصة‪ ،‬فإن‬
‫‪:‬المنع ل يكون مطلقا‪ ،‬بل يظل مصيره بيد من له الحق فيه‪ ،‬من ذلك ما قرره المشرع المغربي في‬

‫‪:‬الفقرة الولى ‪ :‬بيع ملك الغير‬


‫يشترط في البائع أن يكون مالكا للشيء المبيع‪ ،‬رغم أن المشرع المغربي أجاز أن يبيع البائع ملك غيره في‬
‫‪:‬الفصل ‪ 485‬من ق‪.‬ل‪.‬ع‪ " :‬يقع بيع ملك الغير صحيحا‬

‫إذا أقره المالك؛ ‪-‬‬

‫‪.‬إذا كسب البائع فيما بعد ملكية الشيء المبيع ‪-‬‬

‫وإذا رفض المالك القرار‪ ،‬كان للمشتري أن يطلب فسخ البيع‪ ،‬وزياد ة على ذلك يلتز م البائع بالتعويض إذا كان‬
‫‪.‬المشتري يجهل عند البيع أن الشيء مملوك للغير‬

‫"‪.‬ول يجوز إطلقا للبائع أن يتمسك ببطلن البيع بحجة أن الشيء مملوك للغير‬

‫‪:‬الفقرة الثانية ‪ :‬بيع المريض مرض موته‬


‫ينص الفصل ‪ 479‬من ق‪.‬ل‪.‬ع على أن‪" :‬البيع المعقود من مريض في مرض موته تطبق عليه أحكا م الفصل‬
‫‪ 344‬إذا جرى لحد ورثته قصد محاباته‪ ،‬كما إذا بيع له شيء بثمن يقل بكثير عن قيمته الحقيقية أو اشترى منه‬
‫‪ ".‬شيئا بثمن يجاوز قيمته‬

‫أما البيع المعقود من المريض مرض موته لغير وارث‪ ،‬فتطبق عليه أحكا م الفصل ‪ 345‬من ق‪.‬ل‪.‬ع‬

‫‪:‬أول ‪ :‬البيع المعقود من المريض مرض موته لدحد ورثته‬


‫‪:‬يأخذ هذا البيع حكم البراء المعقود من مريض مرض موته بشروط وهي‬

‫أن يقصد من هذا البيع محابا ة الوارث وتفضيله على باقي الورثة‪ ،‬وأن يقل ثمن بيع المبيع عن قيمته الحقيقية؛ ‪-‬‬

‫‪.‬أن يتولى إقرار هذا البيع من قبل الورثة‪ ،‬أي أن يرتضوه في حقهم ‪-‬‬

‫‪:‬ثانيا ‪ :‬البيع المعقود من مريض مرض موته لشخص أجنبي عن الورثة‬


‫إذا وقع البيع لشخص أجنبي عن الورثة‪ ،‬فالحكم الذي يسري عليه هو حكم البراء الحاصل لغير الورثة‪ ،‬وهذا‬
‫البراء يكون صحيحا في حدود ثلث ما تبقى من تركة المورث بعد سداد ديونه ومصرفات جنازته‪ ،‬فإن كان‬
‫الفارق بين الثمن وقيمة الشيء الحقيقية يزيد عن ثلث التركة‪ ،‬فإنه يكون نافذا في حدود الثلث ل غير‪ ،‬وعلى‬
‫‪.‬المشتري أن يرد ما زاد عن الثلث‬

‫‪:‬المبحث الثالث ‪ :‬الثمن‬


‫‪.‬الثمن عنصر أساسي في عقد البيع‪ ،‬تثار حوله إشكالت قانونية من حيث وجوده وتحديده و وجديته‬

‫‪:‬المطلب الول ‪ :‬يجب أن يكون الثمن مبلغا من النقود‬


‫المتعارف عليه قانونا هو أن الثمن يكون نقدا أي مبلغا من النقود‪ ،‬فلو كان العقد بضاعة مقابل أخرى لكان العقد‬
‫عندئذ معاوضة‪ ،‬لكن لو كان الثمن محددا في مبلغ نقدي وكان الدفع بالسلع أو البضائع فالعقد يكون بيعا‪ ،‬وقد‬
‫‪.‬يكون بعض الثمن من النقود والبعض الخر مال غير نقدي عندئذ ينظر إلى العنصر الغالب فيه‬

‫‪:‬المطلب الثاني ‪ :‬جدية الثمن‬


‫يكون الثمن مستحقا فعل في حالة ما إذا كان متناسبا مع قيمة المبيع حسب السعر المتداول في السوق‪ ،‬بحيث ل‬
‫يكون تافها أو بخسا‪ ،‬وأن يكون حقيقيا‪ .‬وإذا اتفق المتعاقدان على أن الثمن المذكور لن يكون واجب الداء فإن‬
‫‪.‬العقد ليس بيعا بل هبة لتخلف شرط شكلي هو شرط الثمن‬

‫‪:‬المطلب الثالث ‪ :‬تقابلية الثمن للتحديد‬


‫ينص الفصل ‪ 487‬من ق‪.‬ل‪.‬ع على أنه‪" :‬يجب أن يكون الثمن الذي ينعقد عليه البيع معينا‪ ،‬ول يسوغ أن يعهد‬
‫بتعيينه إلى أحد من الغير‪ ،‬كما أنه ل يسوغ أن يقع الشراء بالثمن الذي اشترى به الغير ما لم يكن الثمن معروفا‬
‫من المتعاقدين"‪ ،‬ومع ذلك يجوز الركون إلى الثمن المحدد في قائمة أسعار السوق‪ ،‬فيفترض في المتعاقدين أنهما‬
‫‪.‬ركنا إلى متوسط السعار الذي تجري به الصفقات‪ .‬فإذا لم يعين المتعاقدان مقدار الثمن‪ ،‬فإن العقد ل يكون بيعا‬

‫‪:‬الفصل الخامس ‪ :‬آثار البيع‬


‫يعتبر عقد البيع من العقود الملزمة للجانبين‪ ،‬فهو يرتب التزامات معينة على عاتق البائع‪ ،‬تقابلها التزامات أخرى‬
‫‪.‬تقع على عاتق المشتري والتي يتعين على كل الطرفين احترامها‬

‫المبحث الول ‪ :‬التزامات البائع‬


‫‪:‬المطلب الول ‪ :‬اللتزام بنقل الملكية‬
‫ينص الفصل ‪ 491‬من ق‪.‬ل‪.‬ع على أنه‪" :‬يكسب المشتري بقو ة القانون ملكية الشيء المبيع بمجرد تما م العقد‬
‫‪".‬بتراضي طرفيه‬

‫يستفاد من هذا النص أن المشرع المغربي يؤكد على خاصية نقل الملكية التي يتميز بها عقد البيع‪ ،‬فملكية الشيء‬
‫‪.‬المبيع تنتقل إلى المشتري بمجرد إبرا م البيع‪ ،‬حيث يصبح مالكا له بقو ة القانون‬

‫‪:‬ويختلف نقل الملكية باختلف طبيعة المبيع‬

‫‪:‬الفقرة الولى ‪ :‬نقل الملكية في المبيع المعين بالنوع‬


‫المبيع المعين بالنوع هو المعروف بين الناس بالعد والكيل والوزن والقياس‪ ،‬ويتم نقل الملكية في هذا النوع‬
‫بالفراز‪ ،‬ويتم الفراز بالطريقة التي تتفق مع طبيعة المبيع )فالحبوب بالكيل‪ ،‬والقماش بالقياس(‪ .‬وتنتقل الملكية‬
‫بمجرد الفراز‪ ،‬حتى لو لم يتسلم المشتري الشيء المبيع‪ .‬والبائع هو الملتز م بنقل الملكية‪ ،‬وبالتالي هو الملتز م‬
‫‪.‬بالفراز‪ ،‬ويكون ذلك على نفقته الخاصة‪ ،‬ما لم يتفق على خلف ذلك‬

‫‪:‬الفقرة الثانية ‪ :‬نقل الملكية في المبيع المعين بالذات‬


‫المبيع المعين بالذات هو الذي يحمل في ذاته عناصر تميزه عن الغير‪ .‬وتنتقل الملكية في المبيع المعين بذاته بقو ة‬
‫‪:‬القانون فور التعاقد وبتوافر شرطين‬

‫أن يكون المبيع معينا بذاته‪ ،‬لن الملكية ل ترد إل على شيء معين بالذات؛ ‪-‬‬

‫‪.‬أن يكون المبيع مملوكا للبائع ‪-‬‬

‫‪:‬واستثناء على هذه القاعد ة‬

‫المبيع غير الموجود وقت البيع؛ ‪-‬‬

‫‪.‬التفاق على تأجيل نقل الملكية ‪-‬‬

‫ويستفاد من الفصل ‪ 489‬من ق‪.‬ل‪.‬ع أن القانون يعلق نقل ملكية العقار أو الحقوق العقارية أو الشياء التي يمكن‬
‫‪.‬رهنها رهنا رسميا على احترا م الشروط الشكلية وهي الكتابة ثم التسجيل‬

‫إضافة إلى ما سبق يمكن اعتبار اتفاق المتعاقدين على تأجيل انتقال الملكية بمثابة استثناء من القاعد ة العامة‪،‬‬
‫وذلك إما بسبب عد م توفر المشتري على الثمن كامل‪ ،‬أو أن التفاق يكون قد تم على كيفية السداد بأقساط إلى‬
‫‪.‬حين سداد كل الثمن‬

‫وعموما فإن هذه الستثناءات ل تمنع بمجرد تراضي الطرفين من ترتيب انتقال الملكية وإلى جانبه آثار فرعية‬
‫‪:‬أخرى تتمثل في‬

‫بمجرد تما م عقد البيع يجوز للمشتري أن يقو م بتفويت المبيع حتى قبل أن يحصل عليه بتسليمه له من طرف ‪1-‬‬
‫‪.‬البائع‬

‫يمكن للبائع أن يحيل الثمن ‪ -‬ولو لم يتسلمه بعد من طرف المشتري ‪ -‬على شخص آخر‪ ،‬ما لم يتفق المتعاقدان ‪2-‬‬
‫‪.‬على خلف ذلك‪ ،‬أو كان المبيع عبار ة عن مواد غذائية منع القانون الحالة فيها بين المسلمين‬
‫انعقاد البيع يعطي للمشتري الحق في التصرف في الشيء ولو قبل تسلمه‪ ،‬وهذا يرتب تحمل المشتري ‪3-‬‬
‫لمصاريف حفظ وصيانة المبيع وجني ثماره‪ ،‬وكذلك تحمله للضرائب المفروضة عليه‪ ،‬إضافة إلى تحمله تبعة‬
‫هلك المبيع قبل التسليم‪ ،‬وغيرها من العباء والتحملت ما لم يشترط غير ذلك‪ .‬ويستثنى من ذلك إذا كان المبيع‬
‫مما يقاس أو يتم قياسه بالكيل أو العدد‪ ،‬او أن البيع يكون على شرط التجربة أو على شرط المذاق‪ ،‬أو على‬
‫أساس مجرد الوصف‪ ،‬حيث يظل البائع متحمل لتبعة هلك المبيع ما دا م لم يتم قياسه أو عده أو تجربته أو مذاقه‬
‫‪.‬أو فحصه‪ ،‬ولم تتم الموافقة عليه من طرف المشتري أو من ينوب عنه‪ ،‬وإن كان المبيع بحوز ة المشتري‬

‫ينضاف إلى ذلك حالة هلك المبيع وهو ما زال في حوز ة البائع‪ ،‬حيث يتحمل هذا الخير تبعة هلك المبيع إلى‬
‫أن يتسلمه المشتري‪ .‬ثم حالة بيع الثمار على الشجار ومنتجات البساتين والمحصولت قبل جنيها‪ ،‬حيث يتحمل‬
‫‪.‬البائع هلك المبيع إلى تما م نضجه ولو قبل حصول التسليم ما لم يتفق على خلفه‬

‫‪:‬المطلب الثاني ‪ :‬اللتزام بتسليم المبيع‬


‫بناء على مقتضيات الفصل ‪ 499‬من ق‪.‬ل‪.‬ع‪ ،‬فإن البائع ملز م بالتخلي عن المبيع ورفع يده عنه لحساب المشتري‬
‫حتى يتمكن من حيازته حياز ة هادئة‪ ،‬بل إن مجرد إعل م البائع المشتري بأن المبيع تحت تصرفه يعني أن التسليم‬
‫‪.‬قد تم‬

‫‪:‬الفقرة الولى ‪ :‬طرق التسليم‬


‫‪:‬يجب على البائع تسليم العين المبيعة‬

‫إذا كان المبيع شيئا معينا بالذات‪ ،‬وجب تسليمه بذاته ول يصح للبائع أن يستعيض عنه بشيء آخر إل إذا ‪-‬‬
‫‪.‬ارتضاه المشتري‬

‫إذا كان المبيع شيئا معينا بنوعه‪ ،‬وجب على البائع أن يسلم شيئا من نفس النوع وبنفس المقدار ومن نفس ‪-‬‬
‫‪.‬الصنف‪ ،‬فإن لم يكن الصنف محددا فيجب تسليم المبيع من صنف متوسط‬

‫‪.‬التسليم إما أنه مادي فعلي‪ ،‬أو تسليم حكمي‬

‫‪:‬أول ‪ :‬التسليم الفعلي‬


‫يكون التسليم فعليا حسب الفصل ‪ 499‬من ق‪.‬ل‪.‬ع‪ ،‬بوضع المبيع تحت يد وتصرف المشتري الذي يتمكن من‬
‫حيازته والنتفاع به دون مشاكل‪ ،‬وإعلمه أن المبيع قد وضع تحت تصرفه بأية طريقة كانت كتابيا أو شفويا أو‬
‫‪.‬أية وسيلة أخرى يستفاد منها أن التسليم قد تم‬

‫وتختلف طرق التسليم الفعلي بدوره باختلف ما لو تعلق المر بعقار أو بمنقول أو بمجرد حق من الحقوق‬
‫‪.‬المجرد ة‬

‫‪.‬فتسليم العقارات يتم بتخليتها أو إخلئها من طرف البائع ‪-‬‬

‫أما بالنسبة لتسليم المنقولت‪ ،‬فإنه يتم عن طريق المناولة أي من يد إلى يد‪ ،‬كما قد يتم عن طريق تسليم مفاتيح ‪-‬‬
‫‪.‬الدار أو مفاتيح المخزن أو أي مكان آخر يوجد به هذا المنقول‬
‫وإذا كان المبيع عبار ة عن حق مجرد كحق المرور مثل‪ ،‬فإن تسليمه يتم عن طريق وضعه تحت تصرف ‪-‬‬
‫المشتري وذلك بتسليم السندات التي تثبت وجوده‪ ،‬أو بالسماح للمشتري باستعماله مع وضع يده بدون أية عوائق‬
‫‪.‬إذا كان استعماله هذا الحق يقتضي حياز ة شيء معين‬

‫‪:‬ثانيا ‪ :‬التسليم الحكمي‬


‫وهو التسليم الذي يتم بمجرد اتفاق بين البائع والمشتري يتم بمقتضاه تسليم المبيع‪ ،‬وليس تسليما ماديا يتمثل في‬
‫‪.‬المناولة اليدوية أو إخلء العقار‬

‫والتسليم الحكمي يكون في حالة ما إذا كان المبيع في حياز ة المشتري‪ ،‬وذلك قبل أن يتم البيع‪ ،‬بأن كان مكتريا له‬
‫‪.‬أو مرهونا عنده أو مستعيرا له‪ ،‬ثم يقع البيع فيصبح عندئذ المشتري حائزا للمبيع حياز ة مادية‬

‫كما يكون التسليم حكميا‪ ،‬وذلك في حالة بقاء المبيع في حياز ة البائع عند البيع‪ ،‬ولكن ليس كمالك له وإنما‬
‫‪.‬كمستأجر أو مستعير أو مودع عنده‬

‫‪:‬الفقرة الثانية ‪ :‬مكان وزمان التسليم‬


‫مكان التسليم هو المكان الذي يوجد به الشيء المبيع عند البيع‪ ،‬إل استثناء وذلك عند اتفاق البائع والمشتري على‬
‫‪.‬مكان غير المكان الذي يوجد به الشيء المبيع‬

‫أما بالنسبة لزمان التسليم‪ ،‬فيتم التسليم وفقا للفصل ‪ 504‬من ق‪.‬ل‪.‬ع‪ ،‬مباشر ة بعد اتفاق المتعاقدين على كل‬
‫‪.‬المقتضيات والشروط اللزمة لتما م البيع‬

‫على أن المر يختلف متى كانت طبيعة الشيء المبيع تقتضي وقتا من الزمن لتسليمه كما لو كانت بضائع أو سلع‬
‫‪.‬يتطلب صنعها مد ة من الزمن حيث يجب أن يكون وقت التسليم هو وقت انتهاء الصنع‬

‫ومثاله بيع العقار في طور النجاز‪ ،‬الذي عرفه المشرع المغربي في الفصل ‪ 618/1‬من قانون اللتزامات‬
‫والعقود‪" :‬يعتبر العقار في طور النجاز كل اتفاق يلتز م بمقتضاه البائع بإنجاز عقار داخل أجل محدد‪ ،‬كما يلتز م‬
‫فيه المشترك بأداء الثمن تبعا لتقد م الشغال"‪ .‬حيث أنه ل يقع التسليم إل بعد انتهاء الشغال والقيا م بتحرير عقد‬
‫بيع نهائي في محرر رسمي أو بموجب عقد ثابت التاريخ‪ ،‬يتم تحريره من طرف مهني ينتمي إلى مهنة قانونية‬
‫‪.‬منظمة يخول لها قانونها تحرير العقود وذلك تحت طائلة البطلن‬

‫وكذلك إذا استقر العرف على أل يكون التسليم فورا‪ ،‬على أن المر يختلف إذا ما اتفق المتعاقدين على غير ذلك‬
‫‪.‬ما دا م أن المقتضيات ليست من النظا م العا م‬

‫‪:‬الفقرة الثالثة ‪ :‬نفقات التسليم‬


‫اعتبارا لكون تسليم المبيع التزا م في ذمة البائع ويقابله التزا م المشتري بتسليم الثمن‪ ،‬فإن مصروفات التسليم تكون‬
‫على البائع ومصروفات التسلم تكون على المشتري‪ ،‬ومثال تلك المصروفات التوثيق والتسجيل والتمبر والتغليف‬
‫‪.‬والنقل؛ على أن هاته المقتضيات ليست من النظا م العا م فيجوز التفاق على مخالفتها‬

‫‪:‬الفقرة الرابعة ‪ :‬ملحقات المبيع عند التسليم‬


‫التزا م البائع بالتسليم يشمل إضافة إلى الشيء المبيع توابعه أو ملحقاته‪ ،‬حيث أن التسليم ل يقتصر على المبيع‬
‫فحسب‪ ،‬بل يشمل أيضا ثماره ومنتجاته وزوائده سواء كانت طبيعية أو معدنية ما لم يوجد اتفاق بين المتعاقدين‬
‫يقضي بخلف ذلك‪ .‬ويلتز م البائع بالمحافظة على المبيع وعلى توابعه إلى حين وقت التسليم‪ ،‬فإذا هلك أو أصابه‬
‫‪.‬تلف بسبب خطأ البائع فإنه يتحمل تبعة هلكه‬

‫وبناء على ما سبق‪ ،‬فالبائع ملز م بتسليم الشيء المبيع على النحو الذي قدمناه‪ ،‬وإذا ما أخل أو خالف هذه‬
‫المقتضيات يسأل إما بفسخ العقد أو إنقاص الثمن‪ ،‬ويلز م على المشتري رفع الدعوى خلل سنة من تاريخ العقد‬
‫‪.‬أو من تاريخ تسليم المبيع‬

‫‪:‬الفقرة الخامسة ‪ :‬ضمان دحق البائع في الحصول على الثمن‬


‫إن امتناع البائع على تسليم الشيء المبيع‪ ،‬أو تسليمه في غير المكان المتفق عليه‪ ،‬أو الزمان المحدد له ‪ -‬كأن‬
‫يتأخر في تسليمه ‪ -‬أو تسليمه للمبيع في غير الحالة التي كان عليها عند التفاق‪ ،‬يعطي للمشتري الحق في إجبار‬
‫البائع على تنفيذ ما تم التفاق عليه‪ .‬كما يمكن للمشتري أيضا أن يطالب بفسخ عقد البيع مادا م أن البائع لم يوف‬
‫‪.‬باللتزامات الملقا ة على عاتقه‪ ،‬أو أن يمتنع عن تنفيذ التزامه بأداء الثمن إلى حين تسلم المبيع‬

‫وإذا كان المشرع قد مكن المشتري من هذه الوسائل القانونية لضمان حقه في الحصول على المبيع‪ ،‬فإنه‬
‫بالمقابل‪ ،‬وفقا لما جاء به الفصل ‪ 505‬من ق‪.‬ل‪.‬ع‪ ،‬أعطى الحق للبائع في حبس الشيء المبيع وعد م تسليمه‬
‫‪.‬للمشتري إلى حين حصوله على الثمن‪ ،‬شريطة أن يكون البيع قد انعقد على عد ة أشياء مر ة واحد ة‬

‫‪:‬المطلب الثالث ‪ :‬اللتزام بضمان التعرض والتستحقاق‬


‫يقتضي التزا م البائع بنقل ملكية الشيء المبيع ‪ -‬كما سبقت الشار ة إلى ذلك ‪ -‬نقل حياز ة هذا المبيع حياز ة هادئة‬
‫تمكن المشتري من النتفاع به دون مشاكل‪ ،‬أي خالية من أي تعرض سواء من طرف البائع نفسه أو من طرف‬
‫‪.‬الغير‬

‫‪:‬الفقرة الولى ‪ :‬ضمان التعرض الشخصي الصادر عن البائع‬


‫‪:‬أول ‪ :‬التعرض المادي‬
‫‪.‬التعرض المادي هو حرمان المشتري من النتفاع بالمبيع دون الستناد إلى حق يدعيه وإنما إلى القو ة والبطش‬

‫لقيا م ضمان تعرض البائع يجب أن يصدر من هذا الخير عمل من شأنه أن يحول دون انتفاع المشتري بالمبيع‬
‫كليا أو جزئيا‪ ،‬وعليه‪ ،‬فإن ضمان التعرض ل يقو م إل إذا كان هنالك تعرض فعل‪ ،‬بأن يمتنع البائع عن تسليم‬
‫‪.‬المبيع دون مبرر‪ ،‬أو أن يهدد المشتري بأنه سيحرمه من بعض أو كل المزايا التي له الحق في الحصول عليها‬

‫أما إذا لم يتحقق هذا التعرض فعل‪ ،‬بأن كان مجرد احتمال‪ ،‬مثال ذلك أن يخبر البائع المشتري بأنه سيمنعه من‬
‫النتفاع بالمبيع‪ ،‬أو سينقص من مزاياه ول ينفد هذه التهديدات‪ ،‬فالمر ل يتعلق بتعرض يقتضي الحتجاج على‬
‫‪.‬البائع بضمانه‬

‫وهكذا يكون التعرض ماديا عندما يمنع البائع المشتري من النتفاع بالمبيع‪ ،‬وذلك بقيامه بأعمال مادية‪ ،‬ومثال‬
‫ذلك‪ ،‬أن ينافس البائع المشتري بفتحه لمحل تجاري مجاور للمحل التجاري الذي باعه له ومن نفس النوع‪ ،‬وفي‬
‫‪.‬هذا منافسة غير مشروعة‪ ،‬وهو عمل يمنع المشتري من التمتع بمزايا هذا المحل‬
‫‪:‬ثانيا ‪ :‬التعرض القانوني‬
‫‪.‬التعرض القانوني يقصد به الفعل الذي يستند إلى ادعاء حق ما يتعارض مع حق المشتري‬

‫حيث يمكن أن يقو م التعرض المادي بقيا م البائع بتصرفات قانونية تتمثل في بيعه لنفس العقار مر ة ثانية لمشتري‬
‫ثاني‪ ،‬أو بادعائه حقا لنفسه على المبيع‪ ،‬كأن يبيع شخص عقارا ل يملكه ثم تؤول إليه ملكيته بالشراء أو الوصية‬
‫‪.‬أو أي سبب آخر فيقو م هو بمطالبة المشتري بالستحقاق‪ ،‬فمثل هذا الدعاء باطل‬

‫التعرض المبني على الستحقاق يكون عندما يدعي الغير ملكية الشيء المبيع ويرفع دعوى الستحقاق على‬
‫المشتري‪ ،‬وبالتالي في حالة استحقاق الغير للشيء المبيع‪ ،‬يرجع المشتري على البائع لضمان الستحقاق ويرفع‬
‫‪.‬عليه دعــوى ضمان الستحقاق‬

‫‪:‬ولقد أكدت الفقر ة الولى من الفصل ‪ 535‬من ق‪.‬ل‪.‬ع على أن‬

‫استحقاق جزء معين من المبيع كاستحقاقه كله‪ ،‬إذا بلغ هذا الجزء بالنسبة إلى الباقي من الهمية بحيث أن"‬
‫"‪.‬المشتري ما كان ليشتري بدون ذلك الجزء‬

‫إل أنه يشترط أن يقو م المشتري بإعل م البائع بدعوى الستحقاق المرفوعة ضده على الشيء المبيع‪ ،‬بحيث إذا لم‬
‫يقم بذلك رغم تنبيه المحكمة له بأنه عند استمراره في الدعوى بمفرده دون اللجوء إلى البائع فإن حقه في‬
‫‪.‬الرجوع على هذا الخير يضيع‬

‫‪:‬الفقرة الثانية ‪ :‬ضمان البائع لتعرض الغير‬


‫‪:‬أول ‪ :‬الصل هو الضمان‬
‫البائع يضمن التعرض المادي سواء أكان منه شخصيا أو كان واقعا من أحد ممن هم تحت رقابته‪ .‬كما يضمن‬
‫‪:‬التعرض القانوني الصادر منه‪ ،‬إل أنه ل يضمن التعرض القانوني الصادر من الغير إل بالشروط التالية‬

‫أن يكون التعرض تعرضا قانونيا؛ ‪-‬‬

‫أن يكون التعرض سابقا على البيع أو تاليا له‪ ،‬ولكن بسبب يرجع إلى البائع؛ ‪-‬‬

‫‪.‬أن يكون التعرض واقعا فعل وحال وليس وشيك الوقوع أو محتمل ‪-‬‬

‫‪:‬ثانيا ‪ :‬التستثناء عدم الضمان‬


‫‪:‬يعفى البائع من الضمان ول يلتز م بذلك‬

‫إذا أخطر المشتري بوجود حق ارتفاق خفي على المبيع؛ ‪-‬‬

‫‪.‬إذا كان الحق ظاهرا أو توجد علمات ظاهر ة تدل على وجوده ‪-‬‬

‫‪:‬وعموما فإن الستحقاق ل يقو م إل في حالت معينة حددها المشرع في الفصل ‪ 534/2‬من ق‪.‬ل‪.‬ع‬
‫‪:‬يكون الستحقاق واقعا ضد المشتري في الحالت التالية"‬

‫إذا حر م المشتري من حوز الشيء كله أو بعضه؛ ‪1-‬‬


‫إذا كان المبيع في حوز الغير ولم يتمكن المشتري من استرداده منه؛ ‪2-‬‬

‫"‪.‬إذا اضطر المشتري لتحمل خسار ة من أجل افتكاك المبيع ‪3-‬‬

‫‪:‬الفقرة الثالثة ‪ :‬الثار القانونية للتعرض والتستحقاق‬


‫من خلل ما سبق يمكننا القول بأن للمشتري الحق في الرجوع على البائع بضمان الستحقاق وذلك بإعلمه‬
‫بالدعوى المرفوعة ضده لمطالبته بالوقوف إلى جانبه للدفاع عن حقه في المبيع الذي اشتراه منه‪ .‬فإذا نجح البائع‬
‫في رد تعرض الغير فإنه يكون قد وفى بالتزامه بضمان التعرض والستحقاق الملقى على عاتقه من جراء إبرا م‬
‫البيع‪ ،‬أما إذا لم ينجح في ذلك وجب عليه ضمان حق المشتري وتعويضه عما أصابه من ضياع للشيء المبيع‬
‫‪:‬كله أو جزء منه‪ .‬وعندئذ يحق للمشتري مطالبة البائع بما يلي‬

‫أول ‪ :‬في التستحقاق الكلي ‪ :‬بالثمن ومصروفات العقد‪ ،‬بالمصروفات القضائية التي أنفقها على دعوى الضمان‪،‬‬
‫وبالخسائر المترتبة مباشر ة عن الستحقاق‪ ،‬وذلك طبقا لما جاء به الفصل ‪ 538‬من ق‪.‬ل‪.‬ع‬
‫ويقتضي الفصل ‪ 541‬من ق‪.‬ل‪.‬ع أن يتحمل البائع المدلس‪ ،‬بزياد ة قيمة المبيع‪ ،‬دخول هذه القيمة ضمن مبلغ‬
‫‪.‬التعويض‬

‫ثانيا ‪ :‬في التستحقاق الجزئي ‪ :‬يكون للمشتري خيار بين فسخ البيع واسترداد كل الثمن‪ ،‬لكن إذا لم يبلغ‬
‫‪.‬الستحقاق الجزئي من الهمية الحد الكافي لتبرير الفسخ يبقى للمشتري الحق في إنقاص الثمن بالقدر المستحق‬

‫ثالثا ‪ :‬الضمان والتبعة ‪ :‬للبائع إعفاء نفسه من الضمان كشرط يضعه في العقد‪ ،‬لكن ل يعفى إل من التعويض‪،‬‬
‫أما رد الثمن ونفقات العقد فتبقى على ذمته‪ ،‬وذلك طبقا لما جاء به الفصل ‪ 540‬من ق‪.‬ل‪.‬ع‬
‫غير أن البائع يلزمه الضمان والتعويض في آن واحد إذا تأسس الستحقاق على فعله الشخصي أو على قيامه‬
‫بالتدليس كأن يعرف سبب الستحقاق ولم يصرح به‪ ،‬وذلك طبقا لما جاء به الفصل ‪ 544‬من ق‪.‬ل‪.‬ع‬
‫لكن إذا كان المشتري عالما بالستحقاق فإن البائع يعفى من التعويض‪ ،‬ول يتحمل إل تبعة الستحقاق دون‬
‫الضمان وهي أن يرد الثمن أو يتحمل إنقاصه‪ ،‬وذلك طبقا لما جاء به الفصل ‪ 545‬من ق‪.‬ل‪.‬ع‬

‫رابعا ‪ :‬إعفاء البائع من الضمان ‪ :‬يكمن إعفاء البائع من الضمان في حالت حصرية ذكرت في الفصل ‪546‬‬
‫‪:‬من ق‪.‬ل‪.‬ع‬

‫‪:‬ل يلتز م البائع بأي ضمان أصل"‬

‫إذا وقع انتزاع المبيع بالكراه أو نتيجة قو ة قاهر ة؛ ‪-‬‬

‫إذا حصل النتزاع بفعل السلطة‪ ،‬ما لم يكن فعلها مبنيا على حق سابق ثابت لها يخولها العمل على احترامه‪ ،‬أو ‪-‬‬
‫على فعل يعزى للبائع؛‬

‫"‪.‬إذا حصل للمشتري عرقلة في التصرف‪ ،‬نتيجة تعد من الغير‪ ،‬بدون أن يدعي أي حق على العين المبيعة ‪-‬‬

‫ول يتحمل البائع الضمان ول يسأل عنه‪ ،‬أيضا‪ ،‬إذا تسبب المشتري بخطأ منه في حصول الستحقاق‪ ،‬في ما إذا‬
‫ترك مد ة التقاد م الباديء قبل البيع تتم ضده‪ ،‬أو كما إذا تسبب في الستحقاق بفعله الشخصي‪ ،‬وذلك وفق الفصل‬
‫‪ 545‬من ق‪.‬ل‪.‬ع‬
‫‪:‬المطلب الرابع ‪ :‬ضمان عيوب الشيء المبيع‬
‫الصل أن البائع ملز م ليس فقط بنقل ملكية الشيء المبيع‪ ،‬بل أيضا بتمكينه من حيازته حياز ة هادئة ومفيد ة تمكنه‬
‫من الستفاد ة منه‪ ،‬وتستجيب للغراض التي أعد لها‪ ،‬وأيضا الهداف التي كانت دافعا وراء شراءه‪ .‬وهكذا‬
‫فظهور عيب خفي ومؤثر في هذا المبيع‪ ،‬من شأنه أن يعيق استعماله‪ ،‬أو أن يجعله غير صالح للستعمال‪ ،‬مما‬
‫يجعل البائع هنا مخل بالتزامه بضمان انتفاع المشتري بالمبيع‪ ،‬ويعطي لهذا الخير الحق في رفع دعوى ضمان‬
‫‪.‬العيوب الخفية‬

‫‪:‬الفقرة الولى ‪ :‬شروط العيوب الموجبة للضمان‬


‫‪:‬يشترط المشرع في العيب لكي يكون موجبا للضمان‪ ،‬الشروط التالية‬

‫‪:‬الشرط الول ‪ :‬أن يكون العيب تقديما‬


‫العيب القديم حسب مقتضيات الفصل ‪ 552‬من ق‪.‬ل‪.‬ع‪ ،‬هو العيب الذي يكون موجودا بالمبيع عند البيع متى كان‬
‫المبيع معينا بالذات‪ ،‬أو موجودا بالمبيع في وقت التسليم إذا كان المبيع غير معين بالذات‪ .‬فمتى اتضح أن تاريخ‬
‫وجود العيب بالمبيع كان قبل انتقال الملكية عد من العيوب الواجب على البائع ضمانها‪ ،‬أما إذا اتضح أن العيب‬
‫أصاب المبيع بعد انتقال الملكية‪ ،‬فل يعد عيبا واجب الضمان‪ ،‬وإنما يظل غير مضمون ويتحمله المشتري وليس‬
‫‪.‬البائع‬

‫‪:‬الشرط الثاني ‪ :‬أن يكون العيب مؤثرا‬


‫العيب المؤثر والموجب للضمان‪ ،‬هو العيب الذي ينقص من قيمة المبيع نقصا محسوسا‪ ،‬أو يجعله غير صالح‬
‫‪.‬للستعمال بحسب الغرض الذي أعد له‬

‫وعكس العيب المؤثر‪ ،‬هنالك العيب الذي ل يؤثر في المبيع‪ ،‬أي العيب الموجود لكنه ل ينقص من قيمة المبيع‬
‫ول من إمكانية وصلحية استعماله نقصانا كبيرا‪ ،‬بل يكون نقصانا يسيرا‪ .‬فهدا البيع ل يخول المشتري مطالبة‬
‫البائع بضمانه‪ ،‬وهو ما أكدته الفقر ة الولى من الفصل ‪ 549‬من ق‪.‬ل‪.‬ع‬
‫على أنه ل يلز م أن تكون الصفات والمنافع التي يتميز بها المبيع هي الصفات والمنافع المألوفة عاد ة بالنسبة لهذا‬
‫المبيع‪ ،‬لكن يمكن للمشتري أن يشترط على البائع منافع ومزايا أخرى يلتز م هذا الخير بتحقيقها للمشتري‪ ،‬وعد م‬
‫توفر هذه الصفات في المبيع عند التسليم يعتبر عيبا مؤثرا ويعطي للمشتري الحق في طلب الضمان‪ ،‬وهذا ما‬
‫أكدته الفقر ة الثانية من الفصل ‪ 594‬من ق‪.‬ل‪.‬ع‬
‫إضافة إلى ما سبق‪ ،‬فإن الفصل ‪ 549‬من ق‪.‬ل‪.‬ع يقضي بعد م ضمان البائع العيوب التي جرى العرف على‬
‫التسامح فيها‪ ،‬فقد يكون العيب مؤثرا في المبيع لكن العرف ل يعتبره كذلك وهو بهذا ل يعد عيبا موجبا للضمان‪،‬‬
‫غير أنه إذا كان العرف المحلي يلز م البائع بضمان العيب الخفي وجب العمل بمقتضياته لنه أخص من العرف‬
‫‪.‬العا م‬

‫‪:‬الشرط الثالث ‪ :‬أن يكون العيب خفيا‬


‫ل يكفي أن يكون العيب مؤثرا أو قديما لطلب المشتري من البائع ضمان العيب‪ ،‬بل يجب إضافة إلى ذلك أن‬
‫يكون هذا العيب خفيا‪ ،‬والمقصود بالعيب الخفي‪ ،‬هو العيب غير الظاهر والذي ل يمكن أن يتبينه المشتري عند‬
‫‪.‬فحصه للمبيع وبذله في ذلك عناية الرجل العادي‬

‫وهكذا فإن البائع ل يضمن العيب الظاهر الذي يكون بإمكان المشتري أن يكشفه عند تسلمه للمبيع‪ .‬فبناء على‬
‫الفصل ‪ 469‬من ق‪.‬ل‪.‬ع يخرج من نطاق العيب الخفي كل عيب كان بإمكان المشتري أن يعرفه‪ ،‬أما إذا لم يكن‬
‫ملما به‪ ،‬أو ل يستطيع أن يعلم به فإنه يعتبر عيبا خفيا يلتز م البائع بضمانه‪ .‬ويدخل في حكم العيب الخفي أيضا‪،‬‬
‫‪.‬كل عيب صرح البائع بعد م وجوده وكان بإمكان المشتري ‪ -‬لول التصريح ‪ -‬أن يتعرف عليه ويكتشفه بسهولة‬

‫على أن البائع ل يضمن العيب الخفي إذا كان ظاهرا بحيث يسهل اكتشافه من طرف المشتري‪ ،‬أو إذا لم يكن‬
‫‪.‬ظاهرا ولكن البائع صرح به فرضي به المشتري‬

‫لكن ما هي المعايير الممكن اعتمادها للتمييز بين العيب الخفي الموجب للضمان‪ ،‬والعيب غير الخفي المسقط‬
‫للضمان؟‬

‫‪:‬يجب التمييز بين‬

‫المعيار الشخصي ‪ :‬أشار المشرع المغربي إلى هذا المعيار ضمن مقتضيات الفصل ‪ 553‬من ق‪.‬ل‪.‬ع حين ‪1-‬‬
‫أعطى للمشتري الحق في فحص المبيع فور تسلمه حتى يمكنه من التعرف على العيب بالفحص العادي‪ ،‬وهذا‬
‫النوع من الفحص ل يتأتى إ لل للرجل العادي‪ ،‬وعليه‪ ،‬فإذا كان العيب ظاهرا‪ ،‬وتمكن المشتري من التعرف عليه‪،‬‬
‫فل ضمان على البائع‪ ،‬أما إذا تطلب الفحص خبر ة خاصة‪ ،‬فإن العيب يكون آنذاك خفيا وواجب الضمان‪ .‬وهذا‬
‫‪.‬المعيار الكثر تطبيقا‬

‫المعيار الموضوعي ‪ :‬إذا وضعنا المشتري العادي في نفس الظروف‪ ،‬هل يمكنه التعرف على العيب أ م ل؟ إذا ‪2-‬‬
‫كان الجواب بنعم وأمكنه أن يتعرف على العيب‪ ،‬فل ضمان على البائع‪ .‬أما إذا وضع في نفس الظروف ولم‬
‫‪.‬يتمكن من التعرف على العيب‪ ،‬فإن العيب يكون آنذاك خفيا وواجب الضمان‬

‫‪:‬الفقرة الثانية ‪ :‬دعوى ضمان العيوب الخفية‬


‫يكون للمشتري الحق في الرجوع على البائع ومطالبته بضمان العيوب التي بالمبيع‪ ،‬وذلك متى توفرت الشروط‬
‫‪.‬السالفة الذكر والمتمثلة في وجوب أن يكون العيب قديما ومؤثرا وخفيا‬

‫يوجب المشرع‪ ،‬من خلل مقتضيات نص الفصل ‪ 553‬من ق‪.‬ل‪.‬ع‪ ،‬على المشتري عند تسلمه الشيء المبيع‪،‬‬
‫وبعد فحصه‪ ،‬أن يقو م بإخطار البائع بكل العيوب التي يكتشفها في المبيع‪ ،‬وذلك في غضون سبعة أيا م منذ التسليم‬
‫إذا تعلق المر بأشياء منقولة‪ .‬ومضي هذه المد ة دون أن يعلم المشتري البائع بالعيب الذي اكتشفه في المبيع ينبني‬
‫‪.‬عليه اعتبار المشتري قابل له بالحالة التي عليها‪ ،‬أي بعيوبه الموجود ة به‬

‫أما إذا كان العيب مما ل يمكن كشفه إل عن طريق فحص فني غير عادي فإن المشتري في هذه الحالة ملز م‬
‫‪.‬بإعل م البائع فور اكتشافه‪ ،‬أي بمجرد ظهوره‪ ،‬وإن لم يقم بذلك اعتبر قابل للشيء المبيع رغم العيب الذي به‬

‫‪.‬نفس الشيء بالنسبة للمشتري الذي لم يتمكن من فحص المبيع لسبب خارج عن إرادته‬
‫وقد اشترط المشرع المغربي إضافة إلى ما سبق‪ ،‬أن يتم إثبات العيب عند اكتشافه من طرف المشتري بواسطة‬
‫السلطة القضائية أو بواسطة خبراء متخصصين في ذلك بحضور البائع أو نائبه الموجود بعين المكان‪ .‬ويبقى‬
‫‪.‬للمشتري الحق في إثبات حالة المبيع‪ ،‬وأن به عيبا وذلك بكافة وسائل الثبات‬

‫أما إذا خيف على المبيع أن يصيبه تلف‪ ،‬ولم يكن للبائع نائب بعين المكان‪ ،‬التز م المشتري بصيانته‪ ،‬وإذا اقتضى‬
‫المر أكثر من ذلك قا م ببيعه وذلك بحضور ممثل عن السلطة المختصة في مكان وجوده مع إخطار البائع بذلك‬
‫)الفصل ‪(554‬‬
‫خلصة القول‪ ،‬وذلك حسب ما نص عليه الفصل ‪ 556‬من ق‪.‬ل‪.‬ع‪ ،‬أنه إذا ثبت وجود عيب خفي بالمبيع كان‬
‫‪.‬للمشتري الحق إما في طلب فسخ البيع‪ ،‬وإما بالحتفاظ بالمبيع مع إنقاص الثمن بما يتناسب مع قيمته الحقيقية‬

‫‪:‬أول ‪ :‬دحق المشتري في فسخ البيع‬


‫يستفاد من الفقر ة الولى من الفصل ‪ 556‬من ق‪.‬ل‪.‬ع أنه في حالة ثبوت عيب في الشيء المبيع وتمكن المشتري‬
‫من القيا م بكل الجراءات اللزمة لثبات ذلك‪ ،‬حق له أن يطلب فسخ البيع الذي يجمع بينه وبين البائع متى كان‬
‫هذا العيب ينقص من قيمة المبيع‪ ،‬أي متى كان عيبا جسيما ينقص من المبيع نقصا محسوسا‪ ،‬أو يجعله غير‬
‫‪.‬صالح للستعمال فيما أعد له بحسب طبيعته أو بمقتضى العقد‬

‫وهكذا إذا تقرر الفسخ‪ ،‬استرد البائع المبيع المشوب بالعيب وذلك بالحالة التي كان عليها عند إبرا م العقد‪ ،‬وأيضا‬
‫استرد توابعه وما زاد عليه واندمج فيه الحكم بالفسخ‪ ،‬وزياد ة على الثمار السابقة على هذا التاريخ إل إذا كانت‬
‫‪.‬هذه الثمار غير معقود ة عند البيع‪ ،‬فإن المشتري يمتلكها ول يردها إذا كان قد جناها‬

‫في حين يسترد المشتري الثمن الذي أداه للبائع ومصروفات العقد‪ ،‬ومصروفات الزراعة والري والثمار التي‬
‫‪.‬ردها للبائع‪ ،‬إضافة إلى التعويض عن الخسار ة التي لحقته من جراء شراء المبيع‬

‫أما إذا كان المبيع من الشياء التي ل يضرها التقسيم‪ ،‬كان للمشتري الحق في طلب الفسخ الجزئي‪ ،‬وذلك بالنسبة‬
‫للجزء المعيب من هذه الشياء وبقاء العقد قائما بالنسبة للشياء الخرى غير المعيبة‪ ،‬في حين إذا كانت الشياء‬
‫ل تقبل التقسيم فإن إصابة بعضها بالعيب يجعل العقد قابل للفسخ الكلي وذلك وفقا لحكا م الفصل ‪ 558‬من‬
‫ق‪.‬ل‪.‬ع‬

‫‪:‬ثانيا ‪ :‬دحق المشتري في إنقاص الثمن‬


‫يسقط حق المشتري في طلب فسخ البيع‪ ،‬حيث يكون من حقه طلب إنقاص الثمن‪ ،‬وذلك إذا كان العيب غير جسيم‬
‫بحيث لو علم به المشتري ساعة التسليم لشترى المبيع ولكن بثمن أقل‪ ،‬أو إذا كان المبيع قد تعيب بسبب خطأ‬
‫المشتري أو بسبب خطأ الشخاص الذين يسأل عنهم‪ ،‬أو إذا استعمل هذا الشيء استعمال من شأنه أن ينقص من‬
‫‪.‬قيمته بشكل محسوس‪ ،‬إضافة إلى استعماله قبل أن يكتشف العيب الذي به‬

‫ونص الفصل ‪ 563‬من ق‪.‬ل‪.‬ع على أنه‪" :‬إذ هلك الشيء المبيع بسبب العيب الذي كان يشوبه أو بحادث فجائي‬
‫‪".‬ناتج عن هذا العيب‪ ،‬كان هلكه على البائع فيلتز م برد الثمن ويلتز م أيضا بالتعويضات إذا كان سيء النية‬

‫على أن حق المشتري في طلب الفسخ أو إنقاص الثمن يسقط في حالة ما إذا هلك المبيع بسبب حادث فجائي‪ ،‬أو‬
‫خطأ المشتري أو خطأ أحد الشخاص الذين يسأل عنهم أو إذا سرق منه الشيء المبيع أو اختلس منه‪ ،‬أو إذا قا م‬
‫‪.‬بتغيير الشيء المبيع على نحو يلتز م معه برد الثمن وأيضا بالتعويضات إذا كان سيء النية‬
‫‪:‬ويسقط التزا م البائع بضمان العيوب الخفية في الحالت التالية‬

‫إذا صرح بوجود هذه العيوب في المبيع أو بخلوه من الصفات المتطلبة فيه؛ ‪1+‬‬

‫‪.‬إذا اشترط عد م مسؤوليته عن أي ضمان ‪2+‬‬

‫إل أنه يبقى من حق المشتري رفع دعوى ضمان العيوب الخفية أو دعوى خلو المبيع من الصفات الموعود بها‬
‫‪.‬وإن كان بإمكانه أن يكتشفها أو أن يعرفها بسهولة وذلك متى صرح البائع بعد م وجودها‬

‫وتسقط دعوى ضمان العيوب الخفية حسب مقتضيات الفصل ‪ 573‬من ق‪.‬ل‪.‬ع‪ ،‬بمرور مد ة ‪ 365‬يوما بعد‬
‫‪.‬التسليم بالنسبة للعقارات‪ ،‬ومد ة شهر بالنسبة للمنقولت والحيوانات‬

‫‪:‬المبحث الثاني ‪ :‬التزامات المشتري‬


‫‪:‬يلتز م المشتري بموجب عقد البيع بالتزامات ثلثة وهي‬

‫‪:‬المطلب الول ‪ :‬اللتزام بأداء الثمن‬


‫يعد التزا م المشتري بأداء الثمن اللتزا م المقابل للتزا م البائع بنقل ملكية الشيء المبيع‪ ،‬فدفع الثمن من طرف‬
‫المشتري لن يتم إل بانتقال ملكية المبيع المتفق عليه من طرف البائع‬
‫يدفع البائع الثمن بالكيفية والطريقة المحدد ة في العقد‪ ،‬وفي الزمان والمكان المتفق عليهما؛ لكن إذا سكت العقد‬
‫عن تحديد كيفية الوفاء بالثمن فإن ذلك يتم فورا‪ ،‬وهذا ما يقضي به الفصل ‪ 577‬من ق‪.‬ل‪.‬ع‬
‫إل أن المر يختلف متى وجد عرف يقضي بغير ذلك أو يبين طريقة وكيفية أداء الثمن من طرف المشتري للبائع‬
‫عند سكوت العقد حيث يتعين اتباع حكم العرف وهذا ما يبينه الفصل ‪ 578‬من ق‪.‬ل‪.‬ع‬
‫وهكذا‪ ،‬متى أصبح الثمن مستحق الداء حسب اتفاق المتعاقدين أو بمقتضى القانون‪ ،‬كان من حق البائع الحصول‬
‫عليه مقابل تسليمه للمبيع‪ ،‬إل أنه يجوز للمشتري حبس الثمن وعد م أدائه للبائع وإن كان مستحق الداء‪ ،‬وذلك إذا‬
‫امتنع البائع عن تسليم البائع بأن تعرض للمشتري ومنعه من النتفاع بمزايا هذا الشيء المبيع‪ ،‬أو عند وجود‬
‫‪.‬أسباب استجدت يخشى معها من وقوع التعرض ضده‪ ،‬أو وجد بالمبيع عيب يوجب الضمان‬

‫على أنه يشترط للقيا م بحبس الثمن عن البائع في الحالت السابقة الذكر‪ ،‬أل يكون هناك اتفاق بين المتبايعين‬
‫يقضي بعد م السماح للمشتري بحبس الثمن لسبب من هذه السباب‪ ،‬وذلك لن ضمانة حبس الثمن ليست من‬
‫النظا م العا م‪ ،‬وبالتالي يجوز للمتعاقدين التفاق على مخالفتها‪ ،‬وهذا ما أكده الفصل ‪ 583/3‬من ق‪.‬ل‪.‬ع‬
‫إذا أخل المشتري بالتزامه الوفاء بالثمن جاز للبائع أن يلزمه بالتنفيذ الجبري‪ ،‬كما يمكنه أن ينفد على المبيع بعد‬
‫أن أصبح في ملك المشتري‪ ،‬وله عليه حق المتياز بحيث يتقد م على سائر دائنيه‪ ،‬كما يمكن فسخ البيع الذي‬
‫يجمعه بالمشتري‪ ،‬وهذه المكانيات تعتبر بمثابة ضمانات يستفيد منها البائع إذا ما أخل المشتري بالتزامه بأداء‬
‫‪.‬الثمن المفروض عليه‬

‫‪:‬المطلب الثاني ‪ :‬اللتزام بتسلم المبيع‬


‫قد أشار المشرع من خلل نص الفصل ‪ 580‬من ق‪.‬ل‪.‬ع إلى الحكا م الواجب إتباعها لتسلم المشتري المبيع‪،‬‬
‫بحيث أن زمان تسلم المبيع وكذلك مكانه هما عاد ة نفس مكان وزمان تسليم المبيع للبائع‪ ،‬فإذا اتفق كل من‬
‫المتبايعين على حصول التسليم في مكان وزمان معينين وجب احترا م هذا التفاق وتنفيذه‪ ،‬وفي حالة سكوت العقد‬
‫على تحديد الزمان والمكان الذين ستتم فيهما التسليم وجب إتباع العرف‪ ،‬وعند سكوت العرف أيضا يقع التسليم‬
‫‪.‬فور إبرا م البيع‬

‫وعموما يلتز م المشتري بتسلم المبيع‪ ،‬وفي حالة عد م تنفيذه لهذا اللتزا م بأن لم يتقد م في المكان والزمان المحددين‬
‫اعتبر مخل بالتزامه وجرت عليه أحكا م الدائن المماطل المشار إليها في الفصل من ‪ 270‬إلى ‪ 274‬من ق‪.‬ل‪.‬ع‪،‬‬
‫‪.‬حيث يتحمل تبعة هلك المبيع مع واجب تحمله لمصروفات الصيانة والمحافظة عليه‬

‫‪:‬المطلب الثالث ‪ :‬اللتزام بأداء نفقات تسليم المبيع‬


‫عمل بمقتضيات الفصلين ‪ 509‬و ‪ 511‬من ق‪.‬ل‪.‬ع فإن نفقات تسليم المبيع تقع عاد ة على البائع الذي يتحمل‬
‫مصروفات نقل المبيع إلى موضع تسليمه والرسو م المستحقة على البضائع المستورد ة وغيرها‪ ،‬أما نفقات تسلم‬
‫المبيع فهي التي تقع على المشتري الذي يلتز م بمصروفات رفع المبيع ونقله من مكان تسلمه إلى مكان خزنه‪،‬‬
‫وأيضا مصروفات التوثيق والتسجيل ومصروفات التمبر اللزمة لرسم الشراء‪ ،‬إضافة إلى مصروفات التسليم‬
‫‪.‬بحق المرور والمكوس والضرائب الجمركية‬

‫هذا‪ ،‬وتقع هذه المصروفات على عاتق المشتري ما لم يقض التفاق أو العرف بخلف ذلك‪ ،‬فإذا اتضح أن‬
‫العرف يقضي بخلف ما سبق بيانه وجب إتباعه‪ ،‬وأيضا إذا اتفق أطراف عقد البيع على جعل النفقات متساوية‬
‫أو تحميلها لحدهما دون الخر لز م احترا م هذا التفاق‪ ،‬وذلك لن مقتضيات الفصول السابقة الذكر ليست من‬
‫‪.‬النظا م العا م حيث يجوز مخالفتها‬

‫‪:‬الباب الثاني ‪ :‬عقد الكراء‬


‫‪:‬مقدمة‬
‫‪:‬أول ‪ :‬تعريف عقد الكراء‬
‫يعتبر عقد الكراء من أهم العقود المسما ة بعد البيع‪ ،‬نظرا لكثر ة تداوله بين الناس والتعامل بشأنه‪ ،‬بحيث بواسطته‬
‫يتمكن الملك من استغلل واستعمال ما لديهم من ممتلكات‪ ،‬ويمكن في نفس الوقت الغير من النتفاع بهذه‬
‫‪.‬الممتلكات أيضا‬

‫وقد عرف المشرع المغربي عقد الكراء في الفصل ‪ 627‬من ق‪.‬ل‪.‬ع بأنه‪" :‬عقد بمقتضاه يمنح أحد طرفيه للخر‬
‫‪".‬منفعة منقول أو عقار خلل مد ة معينة في مقابل أجر ة محدد ة يلتز م الطرف الخر بدفعها له‬

‫‪:‬ثانيا ‪ :‬خصائص عقد الكراء‬


‫‪:‬يمكن أن نستخلص من خلل التعريف الذي أورده المشرع المغربي لعقد الكراء خصائص متعدد ة أهمها ما يلي‬

‫‪:‬الكراء عقد رضائي ‪1-‬‬


‫كان يكفي لنعقاد الكراء توافق اليجاب والقبول بين المكري والمكتري‪ ،‬باستثناء الفصل ‪ 629‬من ق‪.‬ل‪.‬ع الذي‬
‫يشترط الكتابة إذا كان محل الكراء عقارات أو حقوق عقارية‪ ،‬لكن بدخول القانون ‪ 76.12‬أصبحت الكتابة‬
‫‪.‬إلزامية‬

‫‪:‬الكراء عقد ملزم للجانبين ‪2-‬‬


‫‪.‬إذ أن المكري ملز م بتمكين المكتري من النتفاع بالعين المكترا ة والمكتري ملز م بنفس المد ة بالوفاء بالجر ة‬

‫‪:‬الكراء من عقود المعاوضة ‪3-‬‬


‫‪.‬أي أن كل طرف من أطراف العقد يلتز م بأن يؤؤدي عوضا عما يأخذه‬

‫‪:‬الكراء عقد يرد على المنفعة ‪4-‬‬


‫وهو ل يرتب إل حقا شخصيا لفائد ة المكتري مؤداه النتفاع المؤقت مع واجب رد الشيء على حالته عند انتهاء‬
‫‪.‬الكراء‬

‫‪:‬الكراء من عقود المدة ‪5-‬‬


‫فهو منته بانقضاء المد ة التي ابر م لها بقو ة القانون‪ ،‬وهو عقد دوري التنفيذ يلز م طرفيه بالتزامات معينة ضمن‬
‫‪.‬فتر ة زمنية معينة‬

‫‪:‬الكراء من أعمال الدارة ‪6-‬‬


‫حيث ل يشترط لنعقاده أهلية التصرف‪ ،‬وإنما انعقاده يتم بتوافر المتعاقدين على أهلية الدار ة التي تقو م لكل‬
‫‪.‬شخص سليم العقل وإن قل عمره عن السن القانوني للتصرف‬

‫‪:‬ثالثا ‪ :‬آثار عقد الكراء‬


‫‪:‬التزامات المكري ‪1-‬‬
‫‪:‬أ‪ -‬اللتزام بتسليم العين المكراة‬
‫حيث ينص الفصل ‪ 636‬من ق‪.‬ل‪.‬ع على أن "تسليم الشيء المكترى ينظم بمقتضى الحكا م المقرر ة لتسليم‬
‫"الشيء المبيع‬

‫‪:‬ب‪ -‬اللتزام بالصيانة‬


‫‪.‬الصلدحات الكبرى ‪ :‬هي الصلحات الضرورية للحفاظ على العين المكترا ة وجعلها صالحة للستعمال ‪-‬‬

‫الصلدحات المستعجلة ‪ :‬هذه الصلحات في حقيقة المر من حقوق فإن قا م بها فإنه للحفاظ على العين ‪-‬‬
‫المكرا ة من التهد م أو لتفادي خطر يتهددها‪ ،‬ولكن للمكري أن يجبر المكتري على تمكينه من القيا م بها شريطة أن‬
‫تكون هذه الصلحات مستعجلة ول تتحمل التأخير إلى نهاية عقد الكراء‪ .‬والتزا م المكري بالصلح والصيانة‬
‫‪.‬واجب عليه‪ ،‬ويجوز للمكتري رفع دعوى أما م القضاء لجباره على الوفاء بالتزامه بالصيانة‬
‫‪:‬ج‪ -‬اللتزام بالضمان‬
‫‪:‬ينص الفصل ‪ 643‬من ق‪.‬ل‪.‬ع على أن‪" :‬الضمان الذي يلتز م به المكري للمكتري يرد على أمرين‬

‫أول‪ :‬النتفاع بالشيء المكترى وحيازته بل معارض؛‬

‫‪.‬ثانيا‪ :‬استحقاق الشيء والعيوب التي تشوبه‬

‫‪".‬ويثبت هذا الضمان بقو ة القانون‪ ،‬وإن لم يشترط‪ ،‬ول يحول حسن نية المكري دون قيامه‬

‫‪:‬التزامات المكتري ‪2-‬‬


‫‪:‬يلتز م المكتري بمقتضى الفصل ‪ 663‬من ق‪.‬ل‪.‬ع بثلثة التزامات أساسية‬

‫اللتزا م بدفع الوجيبة الكرائية؛ ‪-‬‬

‫الحفاظ على العين المكترا ة واستعمالها دون إفراط أو إساء ة وفقا لعدادها الطبيعي أو لما خصصت بمقتضى ‪-‬‬
‫العقد؛‬

‫‪.‬رد العين المكترا ة عند انتهاء العقد ‪-‬‬

‫عقد الكراء التجاري منظم بظهير ‪ 25‬ماي ‪ ،1955‬أما عقد الكراء السكني والمهني منظم بمقتضى القانون‬
‫‪ ،67.12.‬وسوف نقتصر على دراسة القانون ‪67.12‬‬

‫القواعد الخاصة ‪ :‬القانون رتقم ‪ 67.12‬المتعلق بتنظيم العلتقات التعاتقدية بين‬


‫‪:‬المكري والمكتري للمحلت المعدة للسكنى أو للتستعمال المهني‬
‫‪:‬الفقرة الولى ‪ :‬نطاق التطبيق‬
‫تنص الماد ة الولى من القانون ‪ 67.12‬على أنه‪" :‬تطبق مقتضيات هذا القانون على أكرية المحلت المعد ة‬
‫للسكنى أو للستعمال المهني مؤثثة أو غير مؤثثة‪ ،‬التي تفوق مد ة كرائها ثلثين يوما‪ ،‬وكذا مرافقها من أقبية‬
‫‪".‬ومرائب وأسطح وساحات وحدائق والتي ل تخضع لتشريع خاص‬

‫‪:‬الفقرة الثانية ‪ :‬الركان الشكلية لعقد الكراء‬


‫‪:‬أول ‪ :‬الكتابة‬
‫يبر م عقد الكراء وجوبا بمحرر ثابت التاريخ‪ ،‬ويتضمن هذا العقد‪ ،‬حسب مقتضيات الماد ة ‪ 3‬من القانون‬
‫‪ ،67.12:‬البيانات التالية‬

‫السم الشخصي والعائلي للمكري والمكتري‪ ،‬المهنة‪ ،‬الموطن‪ ،‬ووثيقة إثبات الهوية؛ ‪-‬‬

‫السم الكامل والمقر الجتماعي‪ ،‬إذا كان المكري أو المكتري شخصا معنويا‪ ،‬وعند القتضاء جميع المعلومات ‪-‬‬
‫المتعلقة بالممثل القانوني؛‬
‫تحديد المحلت المكترا ة والمرافق التابعة لها والغرض المخصص لها وكذا التجهيزات المعد ة للستعمال ‪-‬‬
‫الخاص من طرف المكتري وحده؛‬

‫بيان مبلغ الوجيبة الكرائية المتفق عليها ودورية أدائها؛ ‪-‬‬

‫طبيعة التكاليف الكرائية التي يتحملها المكتري؛ ‪-‬‬

‫الوسيلة المتفق عليها لداء الوجيبة والتكاليف الكرائية؛ ‪-‬‬

‫‪.‬اللتزامات الخاصة التي يتحملها كل طرف ‪-‬‬

‫‪:‬ثانيا ‪ :‬إعداد بيان وصفي‬


‫من خلل مقتضيات الماد ة ‪ 7‬من القانون ‪ 67.12‬يجب إعداد بيان وصفي لحالة المحل موضوع الكراء وقت‬
‫‪.‬تسلم المحل ووقت استرجاعه‪ ،‬ويكون هذا البيان مرفقا بالعقد‬

‫‪.‬ويعتبر هذا البيان الوصفي وسيلة لتفادي النزاعات بين المتعاقدين‬

‫وحسب مقتضيات الماد ة ‪ 5‬من القانون ‪ ،67.12‬يجب على المكري أن يقو م بتسليم المحل والمرافق التابعة له‬
‫والتجهيزات المذكور ة في عقد الكراء للمكتري‪ ،‬بالضافة إلى أن المحل المعد للسكنى‪ ،‬يجب أن يتوفر على‬
‫‪.‬المواصفات الضرورية من حيث الجزاء المكونة له وشروط التهوية والمطبخ ودور ة المياه والكهرباء والماء‬

‫‪:‬ثالثا ‪ :‬الصيانة والصلدحات‬


‫يراد بالصلحات‪ ،‬وفقا للماد ة ‪ ،19‬أشغال الصيانة المألوفة والصلحات البسيطة التي يقتضيها الستعمال‬
‫‪.‬الطبيعي للمحلت‬

‫‪:‬تشمل هذه الصلحات‪ ،‬والمذكور ة في الماد ة ‪ ،19‬وهي على سبيل المثال‬

‫الجزاء الخارجية المخصصة للستعمال الخاص للمكتري كالبواب والنوافذ واللواح الزجاجية والقفال؛ ‪-‬‬

‫الجزاء الداخلية كالتجهيزات الكهربائية وأشغال التبليط والصباغة والحداد ة والستائر والشبابيك؛ ‪-‬‬

‫‪.‬إصلح أو تغيير صنابير الماء والتجهيزات الصحية بالمحل المكترى ‪-‬‬

‫وتتم هذه الصلحات على نفقة المكتري ول يلز م بها المكري إل إذا كان مكلفا بها بموجب العقد‪ ،‬وذلك عندما‬
‫‪.‬يكون بين المكري والمكتري اتفاق حول إصلحات يتحملها المكتري‬

‫بالضافة إلى أنه‪ ،‬وفي غياب المواصفات المذكور ة بالماد ة ‪ ،5‬يمكن للطراف‪ ،‬قبل تسلم المحل المكترى وإعداد‬
‫البيان الوصفي‪ ،‬التفاق كتابة على الشغال التي يمكن للمكتري القيا م بها وكيفية خصم مصاريفها من الوجيبة‬
‫الكرائية‪ ،‬ويمكن أن يكون هذا التفاق مؤرخا وموقعا من الطرفين ومصادقا على توقيعهما لدى الجهات‬
‫‪.‬المختصة‬

‫‪:‬الفقرة الثانية ‪ :‬اتستيفاء الوجيبة الكرائية والتكاليف التابع لها‬


‫يعتبر أداء الوجيبة الكرائية من أهم اللتزامات التي تقع على المكتري‪ ،‬فبمجرد حلول الجل ولم يقم المكتري‬
‫بأداء وجيبة الكراء‪ ،‬يمكن للمكري اللجوء إلى القضاء‪ ،‬وأن يطلب من رئيس المحكمة البتدائية الذن له بتوجيه‬
‫‪.‬إنذار بالداء إلى المكتري‬

‫ول يقبل طلب المكري إل إذا كانت العلقة الكرائية بين الطرفين ثابتة بموجب محرر كتابي ثابت التاريخ أو حكم‬
‫‪.‬نهائي يحدد الوجيبة الكرائية بينهما‬

‫‪.‬ويحدد النذار أجل ل يقل عن ‪ 15‬يوما من تاريخ تبليغ النذار لتسديد المكتري ما عليه من المبالغ غير المؤدا ة‬

‫‪:‬ويجب أن يتضمن النذار تحت طائلة عد م القبول‬

‫السماء الشخصية والعائلية للطراف؛ ‪-‬‬

‫عنوان المكري؛ ‪-‬‬

‫عنوان المحل المخصص للكراء‪ ،‬وعند القتضاء موطن أو محل إقامة المكتري؛ ‪-‬‬

‫مبلغ وجيبة الكراء والتكاليف التابعة لها المطالب بها؛ ‪-‬‬

‫المد ة المستحقة؛ ‪-‬‬

‫‪.‬مجموع ما بذمة المكتري ‪-‬‬

‫وفي حالة عد م الداء الكلي أو الجزئي للمبالغ المستحقة والمحدد ة في النذار‪ ،‬يمكن للمكري أن يطلب من رئيس‬
‫‪.‬المحكمة البتدائية المصادقة على النذار والمر بالداء )الماد ة ‪(26‬‬

‫يصدر رئيس المحكمة أو من ينوب عنه‪ ،‬أمرا بالمصادقة على النذار مع المر بالداء‪ ،‬يضمن بنفس الطلب في‬
‫أجل ‪ 48‬ساعة من تاريخ تسجيل الطلب‪ ،‬اعتمادا على محضر التبليغ والوثائق والبيانات المذكور ة في الماد ة ‪22‬‬
‫‪.‬وما يليها‬

‫تجدر الشار ة إلى أن رئيس المحكمة ليس ملزما بالستجابة للطلب‪ ،‬وبالتالي يحق للمكري أن يرفع النزاع أما م‬
‫‪.‬المحكمة البتدائية‪ ،‬والمطالبة باستيفاء الوجيبة الكرائية والتكاليف التابعة لها طبقا للقواعد العامة‬

‫‪.‬وفي حالة قبول الطلب‪ ،‬يمكن للمكتري أن يرفع النزاع أما م المحكمة البتدائية طبقا للقواعد العامة‬

‫وإذا ثبت أن المكري قد توصل بمستحقاته‪ ،‬ومع ذلك واصل بسوء نية مسطر ة المصادقة على النذار‪ ،‬يحق‬
‫للمكتري آنذاك المطالبة بالحكم له بتعويض عن الضرر يتراوح بين مقابل وجيبة كراء شهرين وستة أشهر‪،‬‬
‫‪.‬وذلك بصرف النظر عن المتابعات الجنائية ضد المكري عند القتضاء‬

‫وإذا لم امتنع المكتري عن أداء الوجيبة الكرائية‪ ،‬رغم التوصل بالنذار وحكم المحكمة عليه بالداء‪ ،‬يخضع‬
‫للفصل ‪ 542‬من م‪.‬ق‪.‬ج‬

‫‪:‬الفقرة الثالثة ‪ :‬مراجعة الوجيبة الكرائية‬


‫تعد الوجيبة الكرائية من بين أهم البيانات المضمنة بعقد الكراء‪ ،‬وهذا ل يمنع أن تكون قابلة للمراجعة‪ .‬ويحق‬
‫للمكري والمكتري التفاق على شروط مراجعة الوجيبة الكرائية ونسبة الرفع من قيمتها أو تخفيضها )الماد ة‬
‫‪ .(31‬لكن ل يجوز التفاق على رفع مبلغ الوجيبة الكرائية خلل مد ة تقل عن ‪ 3‬سنوات تبتدئ من تاريخ إبرا م‬
‫العقد أو من تاريخ آخر مراجعة قضائية أو اتفاقية‪ ،‬أو التفاق على زياد ة تتعدى النسب المقرر ة في الماد ة ‪ 34‬من‬
‫القانون ‪" :67.12‬تحدد نسبة الزياد ة في الوجيبة الكرائية في ‪ 8‬بالمائة بالنسبة للمحلت المعد ة للسكنى‪ ،‬و ‪10‬‬
‫بالمائة بالنسبة للمحلت المعد ة للستعمال المهني‪ .‬وأي اتفاق يخالف هذه المقتضيات يعتبر كأن لم يكن ويبقى‬
‫‪.‬العقد صحيحا‬

‫إل أنه يمكن للمحكمة أن تحدد نسبة الزياد ة في مبلغ الوجيبة الكرائية‪ ،‬بما لها من سلطة تقديرية‪ ،‬ودون التقيد‬
‫بالنسبتين المذكورتين في الماد ة ‪ ،34‬إذا كان مبلغ قيمة الوجيبة الكرائية ل يتجاوز ‪ 400‬درهم شهريا على أل‬
‫‪.‬تتعدى نسبة الزياد ة المحكو م بها ‪ 50‬بالمائة‬

‫وفي حالة لم يقع اتفاق بين الطرفين على شروط مراجعة الوجيبة الكرائية ونسبة الرفع من قيمتها‪ ،‬أمكن‬
‫مراجعتها بعد مرور كل ثلث سنوات على القل من تاريخ التفاق على الوجيبة أو من تاريخ مراجعتها بين‬
‫‪.‬الطراف مباشر ة أو من التاريخ الذي حددته المحكمة لخر مراجعة‪ ،‬وذلك طبقا للنسب المقرر ة في الماد ة ‪34‬‬

‫وتنص الماد ة ‪ 36‬من القانون ‪ 67.12‬على أنه‪":‬يمكن للمكتري المطالبة بتخفيض مبلغ الوجيبة الكرائية إذا‬
‫"‪.‬طرأت ظروف أثرت على استعمال المحل للغرض الذي اكتري من أجله‬

‫‪:‬الفقرة الرابعة ‪ :‬تولية الكراء والتخلي عنه‬


‫يمكن للمكتري تولية الكراء أي كراء العين المكترا ة لمكتري ثاني‪ ،‬ويسمى المكتري الثاني بالمكتري من الباطن‬
‫أو المكتري الفرعي‪ ،‬ويدعى الكراء بالكراء من الباطن أو الكراء الفرعي‪ .‬ويمكن للمكتري التخلي عن حقه في‬
‫‪.‬الكراء ليحل محله شخص آخر‬

‫القواعد العامة ل تجيز التولية أو التخلي إل بموافقة المالك‪ .‬لكن ووفقا لما نصت عليه الماد ة ‪ 39‬من القانون‬
‫‪ ،67.12‬يمنع على المكتري تولية المحل المعد للسكنى أو التخلي عنه بدون موافقة المكري في محرر كتابي‬
‫ثابت التاريخ ما لم يتم التنصيص على خلف ذلك في عقد الكراء‪ .‬ويجب أن تشمل الموافقة الكتابية عند التولية‬
‫‪.‬مبلغ الوجيبة الكرائية الجديد ة‪ ،‬وكذا التكاليف الكرائية عند القتضاء‪ ،‬وباقي شروط التولية المتفق عليها‬

‫أما بالنسبة للمحلت المعد ة للسكنى‪ ،‬فقد نصت الفقر ة الولى من الماد ة ‪ 40‬على أنه ل يحق للمكري أن يعترض‬
‫على التولية أو التخلي إذا ما التز م المتولى له أو المتخلى له باستعمال المحل أو المحلت المكترا ة لمزاولة نفس‬
‫النشاط المهني الذي كان يزاوله المكتري الصلي‪ ،‬أو لمزاولة نشاط مهني مماثل‪ ،‬شريطة أن ل يترتب عن ذلك‬
‫‪.‬إدخال تغييرات على المحل المكترى‪ ،‬أو إحداث تحملت إضافية بالنسبة للمكري أو تغيير طبيعة عقد الكراء‬

‫في حالة التولية أو التخلي بصفة غير قانونية‪ ،‬يعتبر المتولى له أو المتخلى له محتل للمحل دون حق أو سند‪،‬‬
‫وللمكري في هذه الحالة أن يطلب من قاضي المور المستعجلة إصدار أمر بطرده هو والمكتري أو من يقو م‬
‫مقامهما‪ .‬ويصبح عقد التولية أو التخلي وكذا عقد الكراء الصلي بمجرد صدور المر القضائي مفسوخين بقو ة‬
‫‪.‬القانون‬

‫‪:‬الفقرة الخامسة ‪ :‬إنهاء عقد الكراء‬


‫ل تنتهي عقود كراء المحلت المعد ة للستعمال المهني أو السكني إل بعد الشعار بالفراغ وتصحيحه عند‬
‫القتضاء )الماد ة ‪ ،(44‬أي أن على المكري الذي يرغب في إنهاء عقد الكراء أن يوجه إشعارا بالفراغ إلى‬
‫‪:‬المكتري يستند على أسباب جدية ومشروعة‪ ،‬والتي جاءت في الماد ة ‪ ،45‬وهي‬

‫استرداد المحل المكترى لسكنه الشخصي‪ ،‬أو لسكن زوجه‪ ،‬أو أصوله أو فروعه المباشرين من الدرجة الولى‪- ،‬‬
‫أو المستفيدين ‪ -‬إن وجدوا ‪ -‬من الوصية الواجبة‪ ،‬أو المكفول؛‬

‫ضرور ة هد م المحل المكترى وإعاد ة البناء أو إدخال إصلحات ضرورية عليه تستوجب الفراغ؛ ‪-‬‬

‫‪.‬التماطل في الداء ‪-‬‬

‫وتجدر الشار ة إلى أنه ل يوجد سبب آخر لنهاء العقد خارج الماد ة ‪ ،45‬لذلك فنهاية مد ة عقد الكراء‪ ،‬في حالة لم‬
‫يشترط العقد على التجديد‪ ،‬ليس سببا لنهاء العقد‪ .‬وذلك ما نصت عليه الماد ة ‪ 48‬من القانون ‪" :67.12‬ل يمكن‬
‫"‪.‬للمحكمة أن تصحح الشعار بالفراغ إل للسباب الوارد ة في الماد ة ‪45‬‬

‫‪:‬يتضمن الشعار بالفراغ تحت طائلة البطلن‬

‫السباب التي يستند عليها المكري؛ ‪-‬‬

‫شموله مجموع المحل المكترى بكل مرافقه؛ ‪-‬‬

‫‪.‬أجل شهرين على القل ‪-‬‬

‫‪.‬يبتدئ أجل الشهرين من تاريخ التوصل بالشعار‬

‫إذا استجاب المكتري من تلقاء نفسه‪ ،‬وقا م بإفراغ المحل المكترى بعد توصله بالشعار‪ ،‬فل إشكال آنذاك‪ .‬لكن إذا‬
‫امتنع عن الفراغ صراحة أو ضمنيا وذلك ببقائه في المحل بعد مضي الجل المحدد في الشعار‪ ،‬أمكن‬
‫للمكري أن يطلب من المحكمة التصريح بتصحيح الشعار والحكم على المكتري هو ومن يقو م مقامه‬
‫‪.‬بالفراغ‬

‫المقصود بتصحيح الشعار أي أن المحكمة هي التي تبث في صحة السباب المضمنة بالشعار والتي دعت‬
‫‪.‬المالك إلى توجيه هذا الشعار إلى المكتري‬

‫‪:‬ل يقبل طلب تصحيح الشعار بالفراغ إل بتوفر الشرطين التاليين‬

‫أن يكون المحل المطلوب إفراغه ملكا للمكري منذ ‪ 18‬شهرا على القل من تاريخ الشعار بالفراغ‪ ،‬على أن ‪-‬‬
‫للوارث والموصى له والمكفول حق الستفاد ة من احتساب المد ة التي كان يملكه خللها المالك السابق؛‬

‫أن يكون المكري أو زوجه أو أصوله أو فروعه المباشرين من الدرجة الولى أو المستفيدون من الوصية ‪-‬‬
‫‪.‬الواجبة أو المكفول‪ ،‬ل يشغلون سكنا في ملكيتهم أو كافيا لحاجياتهم العادية‬

‫إل أنه ل تشترط هذه الشروط إذا عرض المكري على المكتري سكنا مماثل للمحل المطلوب إفراغه بنفس‬
‫‪.‬المواصفات ونفس الوجيبة الكرائية‬
‫ويكون من حق المكتري الرجوع إلى المحل بعد إصلحه أو إعاد ة بنائه بالولوية‪ ،‬بشرط أن يستعمل هذا الحق‬
‫داخل أجل الشهرين المواليين للشعار الصادر عن المكري )الفقر ة الثانية من الماد ة ‪ .(50‬ووفقا لما جاء بالفقر ة‬
‫الثالثة من الماد ة ‪ ،50‬يتعين على المكري إخبار المكتري خلل أجل ‪ 15‬يوما من تاريخ تسلمه رخصة البناء أو‬
‫‪.‬شهاد ة المطابقة حسب الحالة‪ ،‬وذلك بحسب الكيفيات المشار إليها في الفصول ‪ 37‬و ‪ 38‬و ‪ 39‬من ق‪ .‬م‪ .‬م‬

‫وفي حالة تصحيح الشعار بالفراغ‪ ،‬يجب على المكري أن يؤدي للمكتري إضافة إلى صوائر النتقال المثبتة‪،‬‬
‫‪.‬تعويضا قيمته وجيبة كراء سنة حسب آخر مبلغ الوجيبة المؤدى من طرف المكتري‬

‫إذا تبين أن الفراغ من المحل إما تلقائيا تبعا للشعار بالفراغ أو تنفيذا للحكم القاضي بالتصحيح‪ ،‬قد تم بناء على‬
‫سبب غير صحيح أو سبب لم ينفذ من طرف المكتري‪ ،‬يكون للمكتري الحق في أن يطالب المكري‬
‫‪.‬بتعويض يساوي قيمة الضرر الذي لحقه نتيجة ذلك ل يقل عن الوجيبة الكرائية لمد ة سنة )الماد ة ‪(52‬‬

‫يستمر مفعول العقد في حالة وفا ة المكتري‪ ،‬لفائد ة زوج المتوفى أو فروعه أو أصوله المباشرين من الدرجة‬
‫الولى أو المستفيد من الوصية الوجيبة أو المكفول‪ ،‬الذين كانوا تحت كفالته بصفة قانونية ويعيشون معه‬
‫فعليا عند وفاته‪ .‬ويتمتعون بحق تولية الكراء أو التخلي عنه )الماد ة ‪ .(53‬وفي حالة طلق الزوجين‪،‬‬
‫تستفيد ال م الحاضنة لطفالها من استمرار مفعول الكراء بنفس الشروط التعاقدية التي تربط مطلقها مع‬
‫‪.‬المكري )الماد ة ‪(54‬‬

‫‪:‬الفقرة السادتسة ‪ :‬فسخ عقد الكراء‬


‫‪.‬الفسخ يكون غالبا في العقود الملزمة للجانبين‪ ،‬وذلك عندما يخل أحد أطراف العقد بالتزاماته‬

‫يصبح عقد التولية والتخلي وكذا عقد الكراء الصلي‪ ،‬في حالة التولية أو التخلي بصفة غير قانونية‪ ،‬مفسوخين‬
‫بقو ة القانون بمجرد صدور المر القضائي ‪ -‬الذي كان بناء على طلب المكري ‪ -‬القاضي بطرد المتخلى‬
‫‪.‬له أو المتولى والمكتري أو من يقو م مقامهما من العين المكرا ة‬

‫وتنص الماد ة ‪ 55‬من القانون ‪ 67.12‬على أنه يفسخ عقد الكراء بقو ة القانون أيضا بوفا ة المكتري مع مراعا ة‬
‫‪.‬أحكا م الماد ة ‪53‬‬

‫تنص الماد ة ‪ 56‬على أنه‪" :‬يمكن للمكري أن يطلب من المحكمة فسخ عقد الكراء وإفراغ المكتري ومن يقو م‬
‫‪:‬مقامه‪ ،‬دون توجيه أي إشعار بالفراغ وذلك في الحالت التالية‬

‫استعمال المحل أو التجهيزات المكترا ة في غير ما أعدت له؛ ‪-‬‬

‫إدخال تغييرات على المحل المكترى بدون موافقة أو إذن المكري‪ ،‬ويمكن للمكري أن يلز م المكتري عند ‪-‬‬
‫إفراغه للمحل‪ ،‬في حالة عد م الحصول على الموافقة‪ ،‬أن يرجع الحالة إلى ما كانت عليه أو الحتفاظ‬
‫لفائدته بالتغييرات المنجز ة دون أن يكون للمكتري حق المطالبة بالتعويض عن المصاريف المؤدا ة‪ ،‬وفي‬
‫حالة شكلت التغييرات المنجز ة خطرا على المحل أو على اشتغال الجهز ة الموجود ة به‪ ،‬يحق للمكري أن‬
‫يلز م المكتري بإرجاع الحالة إلى ما كانت عليه بصفة استعجاليه وعلى نفقته )الماد ة ‪(15‬؛‬

‫إهمال المحل المكترى على نحو يسبب له ضررا كبيرا؛ ‪-‬‬


‫عد م أداء الوجيبة الكرائية التي حل أجلها رغم توصله بإنذار الداء‪ ،‬وهي من السباب التي يمكن للمكري أن ‪-‬‬
‫يستند عليها ليوجه إشعارا بالفراغ للمكتري رغبة في إنهاء عقد الكراء )الماد ة ‪(45‬؛‬

‫استعمال المكتري المحل المكترى لغراض غير تلك المتفق عليها في العقد أو المخالفة للخلق الحميد ة أو ‪-‬‬
‫‪.‬النظا م العا م أو القانون‬

‫‪:‬الفقرة السابعة ‪ :‬اتسترجاع دحيازة المحلت المهجورة أو المغلقة‬


‫‪:‬أول ‪ :‬التسترجاع من طرف المكري‬
‫‪:‬متى يكون المحل مهجورا ‪1+‬‬
‫‪:‬يعتبر المحل مهجورا‪ ،‬وفقا لما نصت عليه الماد ة ‪ ،57‬إذا ظل مغلقا لمد ة ستة أشهر عل القل بعد‬

‫إخلء المكتري المحل المكترى من جميع منقولته وأغراضه كليا أو جزئيا؛ ‪+‬‬

‫غياب المكتري عن المحل وعد م تفقده من طرفه شخصيا‪ ،‬أو من طرف من يمثله أو من يقو م مقامه؛ ‪+‬‬

‫وفا ة المكتري أو فقدانه للهلية القانونية وعد م ظهور أي من الشخاص المستفيدين المنصوص عليهم في الماد ة ‪+‬‬
‫‪54.‬‬

‫‪.‬ول يعتبر المحل مهجورا إذا استمر المكتري في الوفاء بالتزاماته إزاء المكري )الماد ة ‪(58‬‬

‫‪:‬مسطرة التسترجاع ‪2-‬‬


‫‪:‬يقد م طلب استرجاع المحل المهجور إلى رئيس المحكمة بصفته قاضيا للمستعجلت‪ ،‬مشفوعا بالوثائق التالية‬

‫العقد أو السند الكتابي المثبت للعلقة الكرائية؛ ‪-‬‬

‫‪.‬محضر معاينة واقعة إغلق وهجر المحل وتحديد أمد الغلق )الماد ة ‪- (59‬‬

‫يتم استدعاء المكتري من خلل عنوانه الوارد في عقد الكراء أو في أية وثيقة رسمية صادر ة عن المكتري‪ .‬وفي‬
‫‪.‬حالة تعذر الستدعاء‪ ،‬يستدعى المكتري في عنوان المحل المكترى )الماد ة ‪(60‬‬

‫وإذا تعذر استدعاء المكتري شخصيا‪ ،‬ل يبت رئيس المحكمة في الطلب إل بعد المر بإجراء بحث بواسطة‬
‫‪.‬الشرطة القضائية تحت إشراف النيابة العامة )الماد ة ‪(62‬‬

‫إذا توصل المكتري بالستدعاء بصفة شخصية ولم يدلي بأي جواب‪ ،‬يثبت رئيس المحكمة ذلك في طلب‬
‫‪.‬استرجاع المحل وفقا لما يقتضيه القانون )الماد ة ‪(61‬‬

‫‪.‬إذا قضى رئيس المحكمة باسترجاع حياز ة المحل ينفذ المر الصادر عنه على الصل )الماد ة ‪(63‬‬

‫إذا ظهر المكتري أو من يمثله أو يقو م مقامه أثناء تنفيذ المر بالسترجاع‪ ،‬يقو م المكلف بالتنفيذ بتحرير محضر‬
‫إخباري يرفعه حال إلى رئيس المحكمة أو القاضي المكلف بالتنفيذ الذي له أن يأمر بوقف التنفيذ في غيبة‬
‫الطراف‪ .‬ول يجوز متابعة المكتري إل بناء على شكاية من المكري أو من يمثله أو من يقو م مقامه‪.‬‬
‫ويجوز للمحكمة إما تلقائيا أو بناء على طلب من الشخص المشتكي المر بإرجاع الحالة إلى ما كانت‬
‫‪.‬عليه )الماد ة ‪(66‬‬

‫وقد نصت الماد ة ‪ 65‬من القانون ‪ 67.12‬على أنه‪" :‬يقو م المكلف بالتنفيذ بتحرير محضر وصفي للمنقولت‬
‫الموجود بالمحل‪ ،‬وتبقى هذه المنقولت في عهد ة المكتري إلى حين إتما م إجراءات الفصل ‪ 447‬من‬
‫"ق‪ .‬م‪ .‬م بشأنها‬

‫وبالرجوع إلى الفصل ‪ 447‬من ق‪ .‬م‪ .‬م‪ ،‬فإن الشياء المنقولة الموجود ة بالمحل وقت استرجاع حيازته‪ ،‬تكون من‬
‫حق المكري إذا كان مدينا للمكتري‪ ،‬وإل فترد إلى المكتري أو توضع تحت تصرفه خلل أجل ثمانية‬
‫‪.‬أيا م‪ ،‬فإذا رفض تسلمها بيعت بالمزاد وأودع الثمن الصافي في كتابة الضبط‬

‫‪:‬ثانيا ‪ :‬التسترجاع من طرف المكتري‬


‫إذا ظهر المكتري أو ذوي حقوقه المنصوص عليهم في الماد ة ‪ ،54‬بعد تنفيذ المر باسترجاع الحياز ة‪ ،‬جاز لمن‬
‫يعنيه المر أن يتقد م بطلب أما م رئيس المحكمة بصفته قاضي المستعجلت بإرجاع الحالة إلى ما كانت‬
‫عليه‪ .‬ول يقبل الطلب إل إذا أثبت صاحبه أنه أدى ما كان بذمته من مبالغ كرائية‪ .‬ول يقبل الطلب أيضا‬
‫‪.‬بعد مرور ستة أشهر على التنفيذ المشار إليه في الماد ة ‪65‬‬

‫إذا استحال تنفيذ المر بإرجاع الحالة إلى ما كانت عليه‪ ،‬جاز للمكتري أو من يمثله أو يقو م مقامه المطالبة‬
‫‪.‬بالتعويض عن الضرر أما م المحكمة المختصة )الماد ة ‪(69‬‬

‫وال ولي التوفيق‬


‫محمد رضى السلمي‬

You might also like