‫جامعة ابن زهر‬

‫كلية العلوم القانونية واالجتماعية واالقتصادية‬

‫أكادير‬

‫القانون ادلويل اخلاص‬

‫األفواج ‪A-B-C‬‬

‫المحاضرة السادسة‬

‫الدكتورة جليلــة دريســي‬

‫الموسم الجامعي‪2021-2020 :‬‬

‫‪1‬‬
 ‫الســـــالم عليمك ورمحــة هللا تعاىل وبــــراكته‬
‫المطلب الثالث‬
‫اآلثار المترتبة عن إسناد الجنسية المغربية األصلية‬
‫إن اآلثار التي تترتب على إسناد الجنسية المغربية األصلية على نوعين منها‬
‫ما يتعلق بالدولة ومنها ما يتعلق بالشخص الذي اكتسبها‪.‬‬

‫‪ -1‬بالنسبة للدولة‪:‬‬
‫إن الدولة صارت تملك حقا إزاء كل شخص أسندت له جنسيتها األصلية في‬
‫االنصهار واالندماج بالمجتمع المغربي‪ ،‬ويخضع إلى الوالء الدائم لها ولنظامها‬
‫السياسي‪ ،‬والدفاع عن الوطن ووجوب الخضوع للخدمة العسكرية بدون أي تهرب‪،‬‬
‫ألن أي تهرب من القيام بالخدمة العسكرية يفيد عدم والء الشخص للدولة المغربية‬
‫وبالتالي يعاقب عليها بمقتضى قانون العدل العسكري (الفصل ‪ 141‬وما بعده)‪.‬‬

‫كما أنه ال يحق ألي مغربي أن يرفض الجنسية المغربية األصلية التي أسندت‬
‫له ليصبح عديم الجنسية أو يتجنس بجنسية دولة أجنبية دون موافقة الحكومة‬
‫المغربية‪.‬‬

‫‪ -2‬بالنسبة للشخص الذي أسندت له الجنسية المغربية األصلية‪:‬‬

‫إن اآلثار التي تترتب لمصلحة الشخص مكتسب الجنسية المغربية األصلية‬
‫هي متعددة يمكن حصرها فيما يلي‪:‬‬

‫✓ حق كل شخص أن يتمتع بالحماية الديبلوماسية للدولة المغربية في جميع‬

‫مراحل حياته (قاصرا‪ ،‬راشدا)‪.‬‬

‫‪2‬‬
‫✓ حق كل شخص ممارسة جميع الحقوق السياسية والوطنية واإلدارية‬
‫والدينية بدون أي تمييز‪.‬‬
‫✓ عدم اعتداء الدولة على حق الشخص في جنسيته ألن هذا الحق صار‬
‫لصيقا به فال يمكنها تجريده منه حتى ولو ارتكب جرائم ضدها أي ما‬
‫يعرف بجرائم أمن الدولة الداخلي والخارجي‪.‬‬

‫المبحث الثالث‬
‫اكتساب الجنسية الطارئة (المكتسبة) وفق القانون المغربي‬
‫إن الجنسية الطارئة هي "التي تثبت للشخص في تاريخ الحق على الميالد‪،‬‬
‫وهي تكتسببب بوسببائى شببتى ومتنوعة تقوة إرادد الهرد في ا بش بكى أسبباسببي في‬
‫الغالبية العظمى من ا"‪.‬‬

‫فالجنسيية المكتسيبة أو ما يطلق عليها البعض بالجنسيية الطارئة هي الصيورة‬

‫الثانية التي تمكن الفرد من الحصيول على جنسيية دولة ما‪ ،‬فهي التي تؤكد ما ورد‬
‫في اإلعالن العالمي لحقوق اإلنسيييان في مادته الخامسييية التي جاء فيها أنه‪'' :‬لكى‬
‫فرد حق التمتع بجنسية ما''‪.‬‬

‫وباسيتقراء ظهير ‪ 6‬شيتنبر ‪ 1958‬المتعلق بقانون الجنسيية المغربي يتضيح‬

‫بشيكل جلي أن المشيرع المغربي وضيع قواعد الكتسياب الجنسيية المغربية الطارئة‪،‬‬
‫فقيد تكتسيييييب إميا بحكم القيانون (المطلبب األوى) أو عن طريق التجنيس (المطلبب‬
‫الثاني) أو عن طريق االسترجاع (المطلب الثالث)‪.‬‬

‫‪3‬‬
 ‫المطلب األوى‬
‫اكتساب الجنسية المغربية بحكة القانون‬
‫إن المقصيييود باكتسييياب الجنسيييية بحكم القانون هو "أن يصيييرل الشيييخص‬
‫المعني باألمر خالل أجل محدد برغبته في اكتسيييياب الجنسييييية المغربية مع حق‬
‫وزير العدل في المعارضة دون تبيان سبب هذا التعرض"‪.‬‬

‫ولقد نص المشيرع المغربي في قانون الجنسيية المغربي في الفصيلين التاسيع‬

‫والعاشييير على ثالث حاالت رئيسيييية الكتسييياب الجنسيييية المغربية بحكم القانون‬
‫ويتعلق األمر بياكتسييييياب هيذه الجنسيييييية عن طريق الوالدة بيالمغرب واإلقيامية بيه‬
‫(الهقرد األولى) أو عن طريق الكفيياليية (الهقرد الثببانيببة) أو عن طريق الزواج‬
‫(الهقرد الثالثة)‪.‬‬

‫الهقرد األولى‬

‫اكتساب الجنسية المغربية عن طريق الوالدد بالمغرب واإلقامة به‬

‫ينص الفصييل التاسييع من قانون الجنسييية المغربية في بنده األول على أنه ''يكتسببب‬
‫الجنسبية المغربية كى ولد مولود في المغرب من أبوين أجنبيين مولودين هما أيضبا فيه بعد‬
‫هذا بشبببرط أن تكون له إقامة اعتيادية ومنتظمة بالمغرب‬ ‫إجراء العمى بظ يرنا الشبببري‬
‫وأن يصببر داخى السببنتين لبلوغه سببن الرشببد برغبته في اكتسبباب هذه الجنسببية ما لة‬
‫هذا‪.‬‬ ‫يعارض في ذلك وزير العدى طبقا للهصلين ‪ 26‬و‪ 27‬من ظ يرنا الشري‬

‫إن كى شبببببخص مولود في المغرب من أبوين أجنبيين وله إقامة اعتيبادية ومنتظمبة‬
‫في المغرب‪ ،‬وكان األب قد ولد هو أيضبا فيه يكتسبب الجنسبية المغربية بتصبري يعبر فيه‬
‫أكثرية سكانه من جماعة لغت ا‬ ‫عن اختياره ل ا فيما إذا كان هذا األب ينتسب إلى بلد تتأل‬
‫العربية أو دين ا اإلسبببالة‪ ،‬وكان ينتمي إلى تلك الجماعة وذلك مع مراعاد حق وزير العدى‬
‫في المعارضة طبقا لمقتضيات الهصلين ‪ 26‬و‪.''27‬‬

‫‪4‬‬
‫يسيييتفاد من هذا النص التشيييريعي أن اكتسيياب الجنسيييية عن طريق الوالدة‬
‫بالمغرب واإلقامة به يشمل حالتين اثنتين‪:‬‬

‫✓ األولى‪ :‬في وجوب الوالدة في المغرب من أبوين أجنبيين ولدا فيه أيضا‪.‬‬
‫✓ الثبانيبة‪ :‬في وجوب الوالدة في المغرب من أبوين أجنبيين وكيان األب‬
‫أيضا ولد فيه متى كان هذا األب ينتمي إلى جماعة لغتها العربية أو دينها‬
‫اإلسالم‪.‬‬

‫أوال‪ :‬الوالدد في المغرب من أبوين أجنبيين ولدا بدورهما فيه‬

‫فهنا الوالدة ال تكون معيارا الكتسيييياب الجنسييييية بحكم القانون لكل من ولد‬
‫بالتراب المغربي من أبوين أجنبيين بل البد من ربطها بشيرط والدة األبوين أيضيا‬
‫فيه أي ما يطلق عليها بالميالد المضيياعف‪ ،‬فهو الشييرط الذي يدعم قرينة االندماج‬
‫بالمجتمع المغربي‪.‬‬

‫ومن الشروط األساسية الكتساب الجنسية في هذه الحالة هي‪:‬‬

‫‪-1‬أن يزداد الولد بالمغرب‪.‬‬

‫‪-2‬أن يكون الولد مزداد من أبوين يحمالن الجنسية األجنبية وقت الميالد‪.‬‬

‫‪-3‬أن يكون األبوان قيد ازداد بيدورهميا في المغرب بعيد فياتح أكتوبر ‪،1958‬‬
‫أي بعد تاريخ البدء في العمل بقانون الجنسية المغربي‪.‬‬

‫‪-4‬اإلقامة االعتيادية والمنتظمة للولد بالمغرب‪.‬‬

‫‪-5‬التصيريح داخل السينتين السيابقتين لبلوغ سين الرشيد بالرغبة في اكتسياب‬

‫الجنسييية المغربية ما لم يعارض في ذلك وزير العدل حسييب ما ورد في الفصييلين‬
‫‪ 26‬و‪ 27‬من قانون الجنسية المغربية‪.‬‬

‫‪5‬‬
‫ثانيا‪ :‬الوالدد في المغرب من أب أجنبي عربي أو مسببلة ولد بدوره‬
‫بالمغرب‬
‫هذه صيورة أخرى من صيور اكتسياب الجنسيية بناء على الميالد المضياعف‬
‫(أي أبوين أجنبيين) لكن بمميزات وخصيائص خاصية تظهر بشيكل جلي من خالل‬
‫الشروط اآلتية‪:‬‬

‫‪-1‬أن يزداد الولد بالمغرب‪.‬‬

‫‪-2‬أن يكون الولد مزداد من أبوين أجنبيين‪.‬‬

‫‪-3‬أن يكون األب منتمييا إلى بالد تتيللف أكثريية سييييكيانهيا من جمياعية لغتهيا‬
‫العربية أو دينها اإلسالم‪.‬‬

‫‪-5‬أن يكون األب عربيا أو مسلما‪.‬‬

‫يتضيييح بشيييكل جلي من خالل عرض مختلف هذه الشيييروط أن المشيييرع‬

‫المغربي يهيدف من خالل هيذه الحيالية التيلكييد على متيانية العالقيات وعمق الروابط‬
‫التي تجمع بين المجتمع المغربي والمجتمع العربي واإلسييالمي الشيييء الذي يبرر‬
‫إمكانية اكتساب الجنسية المغربية‪.‬‬

‫وتجيدر اإلشيييييارة إلى أن توفر الشيييييروط ليدى المعني بياألمر في الحيالتين‬

‫السييابقتين الواردتين في الفصييل التاسييع ال تخول له الحق في اكتسيياب الجنسييية‬
‫المغربيية بقوة القيانون‪ ،‬وإنميا تؤهليه فقط ليقيدم تصيييييريحيا بهيذا األمر ليدى وزير‬
‫العدل‪.‬‬

‫وتبقى مع ذلك لوزير العدل السييلطة التقديرية الواسييعة في مجال التصييريح‬

‫أعاله‪ ،‬إذ من حقه رفض إسييناد الجنسييية المغربية للمعني باألمر ولو توفرت لديه‬

‫‪6‬‬
‫كافة الشييروط المطلوبة حسييب ما ورد في الفقرة الثانية من الفصييل ‪ 26‬من قانون‬
‫الجنسية‪ ،‬مما يجعله في منلى عن أي طعن بالشطط في استعمال السلطة‪.‬‬

‫وحسيب الفصيل ‪ 27‬من قانون الجنسيية المغربي فننه‪ ":‬يبت وزير العدى في‬
‫التص بريحات المقدمة إليه داخى أجى س بنة ابتداء من تاريخ ثبوت التصببري ويعد‬
‫عدة البت داخى األجى بمثابة معارضة"‪.‬‬

‫فما دام أن األمر يتعلق بتصييريح فنن سييكوت وزير العدل وعدم اعتراضييه‬
‫على الطلب خارج األجل القانوني أي سييينة يعتبر بمثابة موافقة ضيييمنية‪ ،‬وهذا ما‬
‫يستنتج بمفهوم المخالفة‪.‬‬

‫الهقرد الثانية‬

‫اكتساب الجنسية المغربية عن طريق الكهالة‬

‫ما تجدر اإلشيييارة إليه أن هذه الحالة لم يكن يلخذ بها المشيييرع المغربي في‬
‫ظهير ‪ 6‬شيييييتنبر ‪ 1958‬وإنميا أتى بهيا ظهير ‪ 23‬ميارس ‪ 12007‬اليذي عيدل‬
‫مجموعة من فصول قانون الجنسية المغربي‪.‬‬

‫فينص البند الثاني من الفصييل التاسييع ''يمكن للشببخص المغربي الجنسببية‬

‫البذي يتولى كهبالبة مولود ولبد خبارج المغرب من أبوين مج ولين مبدد تزيبد عن‬
‫خمس سبنوات‪ ،‬أن يقدة تصبريحا لمن المكهوى الجنسبية المغربية‪ ،‬ما لة يعارض‬
‫في ذلك وزير العدى طبقا للهصلين ‪ 26‬و‪ 27‬من هذا القانون‪.‬‬

‫غير أنه يمكن للمكهوى الذي توافرت فيه الشببببروط المذكورد أعاله والذي‬
‫لة يتقدة كافلة بتصبببري بعد مرور خمس سبببنوات على الكهالة أن يقدة بصبببهة‬

‫‪ - 1‬منشور بالجريدة الرسمية عدد ‪ 5513‬بتاريخ ‪ 2‬أبريل ‪.2007‬‬

‫‪7‬‬
‫شببخصببية تصببريحا للحصببوى على الجنسببية المغربية خالى السببنتين السببابقتين‬
‫لبلوغه سبببببن الرشبببببد‪ ،‬وذلك مع مراعاد حق وزير العدى في المعارضبببببة طبقا‬
‫للهصلين المذكورين أعاله''‪.‬‬

‫فالمشييرع المغربي أضيياف هذه الحالة إلى الفصييل التاسييع حتى ولو لم يكن‬
‫المكفول مولودا في المغرب‪ ،‬وذلك لكونه يريد أن يوسيع من نطاق إضيفاء الصيفة‬
‫المغربيية على أشييييخياص مجهولي الهويية حتى ولو تميت والدتهم خيارج المغرب‪،‬‬
‫فهو نص تشيريعي يمتاز بكونه يضيمن التكافل االجتماعي الذي يقضيي بضيرورة‬
‫حماية األطفال المولودين خارج المغرب من آباء مجهولين‪.‬‬

‫فالمشيرع المغربي حسيب هذا النص عندما سيمح باكتسياب الجنسيية المغربية‬
‫عن طريق الكفالة‪ ،‬فقد كان هدفه األساسي هو أن يزاوج بين الدين والدولة‪.‬‬

‫الهقرد الثالثة‬

‫اكتساب الجنسية المغربية عن طريق زواج أجنبية بمغربي‬

‫هذه الحالة نص عليها المشيرع المغربي في الفصيل العاشير من قانون الجنسيية‬
‫والتي جاء فيها ما يلي‪:‬‬

‫''يمكن للمرأد األجنبيبة المتزوجبة من مغربي بعبد مرور خمس سبببببنوات‬

‫على األقبى على إقبامت با معبا في المغرب بكيهيبة اعتيباديبة ومنتظمبة أن تتقبدة أثنباء‬
‫قياة العالقة الزوجية إلى وزير العدى بتصري الكتساب الجنسية المغربية‪.‬‬

‫ال يؤثر انت اء العالقة الزوجية على التصري المقدة من طرف ا قبى انت اء‬
‫تلك العالقة‪.‬‬

‫يببت وزير العبدى في التصبببببري المقبدة إليبه داخبى أجبى سببب بنبة من تباريخ‬
‫إيداعه‪ ،‬ويعتبر عدة البت داخى هذا األجى بمثابة معارضة‪.‬‬
‫‪8‬‬
‫يسبري مهعوى اكتسباب الجنسبية ابتداء من تاريخ إيداع التصبري ‪ ،‬غير أن‬
‫التصببرفات القانونية التي سبببق للمعنية باألمر أن أبرمت ا طبقا لقانون ا الوطني‬
‫قبى موافقة وزير العدى تبقى صحيحة‪.‬‬

‫إن المرأد األجنبيبة التي تزوجبت من مغربي قببى تباريخ إجراء العمبى ب بذا‬
‫القانون يسببو ل ا أن تكتسببب الجنسببية المغربية بنهس الشببروط المنصببوص‬
‫علي ا في الهقرد األولى أعاله إذا كان زواج ا بالمغربي لة يهسبببخ ولة ينحى قبى‬
‫إمضاء التصري ''‪.‬‬

‫فما تجدر اإلشيارة إليه أن هذه الحالة الكتسياب الجنسيية كان منصيوصيا عليها‬
‫في الفصيل العاشير قبل تعديله سينة ‪ ،2007‬وقد أبقى هذا القانون األخير على هذا‬
‫الفصيل دون حذف أو إضيافة إال ما يتعلق بتعديل في الشيروط الجوهرية الخاصية‬
‫بمدة الزواج واإلقامة في المغرب فنن المشييرع شييدد فيها وذلك بعد رفع هذه المدة‬
‫من سنتين إلى خمس سنوات‪.‬‬

‫وما يسيتشيف من هذا النص التشيريعي أنه ال يكسيب المرأة األجنبية الجنسيية‬
‫المغربيية كيلثر مبياشييييير لزواجهيا من مغربي‪ ،‬بيل البيد لهيا ذليك إذا رغبيت بيلن تتقيدم‬
‫بتصيييريح في هذا الشيييلن إلى وزير العدل‪ ،‬ولهذا األخير تبقى السيييلطة التقديرية‬
‫الواسييعة في هذا المجال في قبول أو رفض هذا التصييريح‪ ،‬ويعتبر عدم بته داخل‬
‫أجل سييينة من تاريخ إيداع التصيييريح بمثابة معارضييية‪ ،‬معناه بمفهوم المخالفة أن‬
‫عدم البت في التصريح بعد مرور مدة سنة من تاريخ اإليداع بمثابة قبول ضمني‪.‬‬

‫سنة سعيدد‬
‫وفقكة هللا تعالى طلبتي األعزاء‬
‫‪9‬‬