You are on page 1of 6

‫جامعة ابن زهر‬

‫كلية العلوم القانونية واالجتماعية واالقتصادية‬


‫أكادير‬

‫القانون الدولي الخاص‬


‫األفواج ‪A-B-C‬‬

‫المحاضرة الثانية‬
‫"الجنسيــــة"‬
‫‪ -‬األحكام العامة للجنسية ‪-‬‬

‫الدكتورة جليلة دريسي‬

‫الموسم الجامعي‪2021-2020 :‬‬


‫‪1‬‬
‫الجنسية‬
‫يرتبط مواطنوا الدولة بدولتهم عن طريق رابطة الوالء المعبر عنها بالجنسيييية وهي‬
‫التوزيع القيانوني لألفراد في المجتمع اليدولي فمرزز الررد‬ ‫المعييار اليي يتم على أسيييييا‬
‫يتحدد وفقا لتوفر رابطة الجنسيييية بينب وبين دولتب التي يعيا داإق يمليمها فعلى أسييياسيييها‬
‫تتزيف حياتب ‪.1‬‬

‫على‬ ‫ومد عرفت محزمة العدق الدولية الجنسيييية بأنها "عالمة مانونية مائمة باألسيييا‬
‫رابطة اجتماعية وتضييامن فعاق في المعيشيية والمصييال والمشيياعر مع التالزم بين الحقوق‬
‫والواجبات"‪.2‬‬

‫فالجنسية هي من أهم المؤسسات القانونية التي تستطيع الدولة من خاللها تمييز الوطني‬
‫عن األجنبي‪ ،‬فهي تحدد شإصية الررد داإلها وداإق المجتمع الدولي فالررد الي ينتسب‬
‫يلى دولة ما بمقتضى رابطة الجنسية يعتبر من مواطنيها وبالتالي ينترع بزافة حقوق المواطنة‬
‫أما في الميدان الدولي فالجنسية زمعيار بواسطتب يحدد القانون الدولي نطاق سيادة الدولة من‬
‫الناحية الشإصية‪.‬‬

‫ومد نظم المشرع المغربي مواعد الجنسية في ظهير ‪ 6‬شتنبر ‪.1958‬‬

‫لدراسة الجنسية سنتناولها في أربعة فصوق‪:‬‬

‫‪ -1‬الفصل األول‪ :‬األحكام العامة الجنسية‪.‬‬


‫‪ -2‬الفصل الثاني‪ :‬األحكام الخاصة باكتساب الجنسية المغربية األصلية والطارئة‪.‬‬
‫‪ -3‬الفصل الثالث‪ :‬القواعد المنظمة للفقد والتجريد من الجنسية‪.‬‬
‫‪ -4‬الفصل الرابع‪ :‬إثبات الجنسية واإلجراءات القضائية‪.‬‬

‫‪ - 1‬ذ‪ .‬الحسين بلحساني‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.18‬‬


‫‪2‬‬
‫‪-cij.aff noterbohn.rec 1955. P 93.‬‬
‫‪2‬‬
‫الفصل األول‬
‫األحكام العامة الجنسية‬
‫لدراسة هيا الرصق سنعرض بداية لمدلوق الجنسية وأرزانها وإصائصها في (المبحث‬
‫األول) ونتناوق في المبحث الثاني مدى سلطة الدولة في تنظيم الجنسية (المبحث الثاني) وفي‬
‫األإير نتناوق طبيعة الحق في الجنسية (المبحث الثالث)‪.‬‬

‫المبحث األول‪ :‬مدلول الجنسية وأركانها وخصائصها‬

‫‪ -1‬مدلول الجنسية‪:‬‬
‫لقد درج فقهاء القانون الدولي الإاص في تحديد مرهوم الجنسية اللجوء أوال يلى االشتقاق‬
‫اللغو مبق اللجوء يلى التحديد القانوني لهيا المرهوم‪.‬‬

‫من حيث مرهومب اللغو ما تجدر اإلشارة يليب أنب أثار إالفا فقهيا بينا يي أن البعض‬
‫الي يريد العرق أو الساللة فهو‬ ‫يرى أن هيا التعبير "ا لجنسية" مشتق من مصطل الجن‬
‫تعبير غير سليم من عدة نواح متعددة‪:‬‬

‫أنب ال يمزن أن يدق على المعاني القانونية في يطار القانون الدولي الإاص‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫هاتب فإنب يصعب‬ ‫زما أن عبارة "الجنسية" ييا سلمنا أنها مشتقة من عبارة الجن‬ ‫‪-‬‬
‫من السهق‬ ‫واحد ألنب لي‬ ‫القبوق بوجود دولة معينة يتزون شعبها من عرق وجن‬
‫وعرق وساللة واحدة‪.‬‬ ‫الجزم أن هيا الشعب من جن‬

‫الجنسية مشتق من زلمة فرنسية وهي‬ ‫أما جانب آإر من الرقب يرى أن مصطل‬
‫" ‪ " Nationalité‬وهو بدوره تعبير غير سليم من الناحية القانونية ألنب ال يؤد يلى نر‬
‫المعنى باللغة العربية ألن الجنسية ال ترتبط باألمة )‪ (nation‬زظاهرة اجتماعية وينما بالدولة‬
‫زمؤسسة وظاهرة سياسية‪.‬‬

‫‪3‬‬
‫فقد ظق اصطالح الجنسية يطلق لرترة طويلة لرابطة اجتماعية مرادها انتماء الررد يلى‬
‫أمة معينة لزن اليوم أصب يستعمق في لغة القانون للداللة على انتماء الررد يلى دولة معينة‬
‫يلى أمة )‪ (nation‬ومعلوم أنب ال يشترط وصف األمة في الشعب فالدولة هي اجتماع‬ ‫ولي‬
‫أشإاص بصرة دائمة ومستقلة في يمليم واحد وتحت سلطان واحد دون ضرورة توفر شرط‬
‫وحدة التقاليد واللغة ووحدة المصال يلى غير يلك‪.‬‬

‫الي يقوم‬ ‫فالجنسيية يين هي الصيلة القانونية التي تربط الررد بدولة ما فهي األسيا‬
‫عليب زيان الدولة وزما يقوق الباحث الررنسيييي ‪ Niboyet‬أن الدولة تقوم بواسيييطة األفراد‬
‫اليين يزونون الشييعب فإيا زان من الممزن أن نتصييور الدولة دون يمليم فليسييت هناك دولة‬
‫بدون رعايا‪.‬‬

‫‪ -2‬أركان الجنسية‪:‬‬
‫ين الجنسية هي رابطة مانونية بين الررد والدولة يي يصب الررد بمقتضاها عضوا في‬
‫شعب هيه الدولة الشيء الي تقتضي لقيامها ضرورة توفر بعض األرزان‪ :‬وجود الدولة‪-‬‬
‫وجود الشإص‪ -‬وجود رابطة بين الشإص والدولة‪.‬‬

‫أ‪ -‬وجود الدولة‪:‬‬

‫والمنشئ للجنسية ومنحها لألفراد يزري فقط أن‬ ‫تعتبر الدولة هي الجهاز الوحيد المؤس‬
‫تزون هيه الدولة معترفا بها زيان تتوافر لب عناصره التأسيسية (السلطة السياسية‪ -‬اإلمليم‪-‬‬
‫الشعب) وال يشترط أن تزون تامة السيادة فنامصة السيادة يثبت لها حق ينشاء الجنسية زالدوق‬
‫الإاضعة لنظام االنتداب أو الوصايا أو الحماية‪.‬‬

‫ومن حيث المبدأ ال يمزن للدولة أن تمن أزثر من جنسية واحدة ولو زانت مزونة من‬
‫دويالت زالدوق االتحادية‪.‬‬

‫‪4‬‬
‫لها‬ ‫لها جنسية مانونية إاصة بها ألنب لي‬ ‫أما الشعوب الرامدة لالستقالق فقدانا تاما فلي‬
‫دولة‪.‬‬

‫ب‪ -‬وجود الشخص‬

‫ين تعبير الجنسية يلحق الشإص بصرتب الرردية وال يلحق مجموعات األفراد فالررد‬
‫الي تثبت لب جنسية الدولة يعد من مواطنيها‪.‬‬

‫وما تجدر اإلشارة يليب أنب ثار إالف واسع بين فقهاء القانون الدولي الإاص حوق‬
‫األشإاص االعتبارية أو المعنوية التي لها أهمية زبيرة في الحياة االمتصادية للدوق في الوامع‬
‫الحاضر حوق حق تمتعها بالجنسية زالشرزات والجمعيات ممتدا يلى بعض األمواق المنقولة‬
‫زالسرن والطائرات وغيرها‪.‬‬

‫لإلجابة عن هيه اإلشزالية ظهر اتجاهين‪:‬‬

‫على‬ ‫ينطو‬ ‫‪ -1‬األول‪ :‬يؤزد بأن استعماق تعبير الجنسية بالنسبة للشإص االعتبار‬
‫شيء من الإياق القانوني فرابطة الجنسية تقوم على الشعور بالوالء وهو شعور ال‬
‫يتوفر لدى الشإص االعتبار المجرد مطلقا من الح ‪.‬‬
‫الروحي لرابطة الجنسية بين‬ ‫‪ -2‬الثاني‪ :‬يقوق بأن الشعور بالوالء وين زان هو األسا‬
‫مع يلك رزنا مانونيا لقيام الجنسية فهناك بعض األفراد ال‬ ‫الررد والدولة يال أنب لي‬
‫يتوفر لديهم الشعور زالمجنون والصغير غير المميز ومع يلك فال نزاع في تمتعهم‬
‫بالجنسية‪.‬‬

‫ما تجدر اإلشارة يليب في هيا الصدد أنب ولو تمتع الشإص االعتبار بالجنسية فإنب ال‬
‫اآلثار التي تترتب للشإص الطبيعي‪.‬‬ ‫ينتج آثاره نر‬

‫‪5‬‬
‫ت‪ -‬وجود عالقة بين الشخص والدولة‬

‫ين ازتساب الجنسية يستند مبدئيا زما سبق التأزيد على يلك سابقا يلى وجود رابطة حقيقية‬
‫وفعلية بين الررد والدولة وهيا ما يعبر عنب بأن الجنسية عالمة مانونية تقوم على اعتبارات‬
‫سياسية واجتماعية‪.‬‬

‫القانوني للجنسية هو فزرة العقد التبادلي بين الررد‬ ‫ف بعض الرقب يرى بأن األسا‬
‫والدولة يصدر التعبير عن يرادة الدولة مقدما بما تضعب من شروط الزتساب جنسيتها أما‬
‫بناء على طلب ومد تزون ضمنية تستراد‬ ‫يرادة الررد فقد تزون صريحة زما في حالة التجني‬
‫من عدم رفضب لجنسيتب أو عدم سعيب يلى تغييرها زما مد تزون مرترضة عندما تثبت للشإص‬
‫فور ميالده يي أن الطرق زان سيإتار هيه الجنسية لو أمزنب التعبير عن يرادتب‪.‬‬

‫خصائص الجنسية‪:‬‬ ‫‪-3‬‬


‫من خالل تحديد مفهوم الجنسية كمؤسسة قانونية مهمة اتضح بشكل جلي أنها تمتاز‬
‫بخاصيتين أساسيتين‪:‬‬

‫أ‪ -‬الجنسية صفة تندمج في ذات الشخص‪:‬‬

‫إن الفرد الذي يحصل على جنسية دولة معينة يصبح بالتالي منتميا إليها بشكل فردي‪،‬‬
‫فتخوله الشعور بالوالء واالنتماء إليها ويصير عضوا في شعبها‪.‬‬

‫ب‪ -‬الجنسية أداة توزيع األفراد بين الدول‪:‬‬

‫هذه الميزة هي التي تؤكد بشكل جلي أن الجنسية ال ترتبط باألمة ‪ Nation‬كظاهرة‬
‫اجتماعية بل بالدولة كظاهرة سياسية‪.‬‬

‫‪6‬‬

You might also like