‫الفخر‬

‫الفخر هو ذكر محاسن اإلنسان و االعتزاز بها و كان الفخر الجاهلي على نوعين فخر ذاتي حيث يشيد‬
‫فيه المفتخر بنفسه مع المبالغة فيها أحيانا كما يصور نفسه بطال شجاعا و يذكر فضائله و حسبه‬
‫ونسبه ‪ ،‬أما الفخر القبلي هو افتخار الشاعر بصنائع قبيلته البطولية مع التعصب للقبيلة ‪ ،‬و مع مجيء‬
‫اإلسالم ذهبت العصبية القبلية و حلت محلّها عصبية العقيدة و اإلخاء في هللا كما نهى اإلسالم عن‬
‫التبجح باألنساب و األحساب و حث على األخوة و أن الناس سواسية ‪ ،‬ومضى حسان بن ثابت وغيره‬
‫من شعراء النبي ‪ ³‬يفخرون بإيمانهم‪ ،‬وبالقيم اإلسالمية الجديدة‪ ،‬وكما كان حسان يهجو قري ً‬
‫شا‪ ،‬فكذلك‬
‫و جبريـــل ٌ أمـــين هللا فينــا وروح القدس‬ ‫كان يفخر بالمسلمين‪ ،‬كما في همزيته التي جاء فيها ‪:‬‬
‫الحق ن ْتبعه حتى الممات ونص ٌر غير‬
‫ُّ‬ ‫ليس له كِفا ُء‪ .‬و كما في داليته إذ يقول‪ :‬فينا الرسول ُ وفينا‬
‫‪.‬محدود‬

‫و في العصر األموي و مع ما شهدته المرحلة من تمزق و تفرق في أمة اإلسالم عاد الفخر القبلي إلى‬
‫الظهور من جديد في شكل النقائض و شر الفرق السياسية و في العصر العباسي تحول الفخر من‬
‫الفخر الفردي و القبلي إلى الفخر القومي كمآثر العرب و فتوحاتهم و هذا يعني بداية ترسيخ مفهوم‬
‫‪.‬الدولة و انتهاء عهد الصراع القبلي‬