Professional Documents
Culture Documents
اﻟﺴﺆال
ﻓ ﺑﻼد اﻟﺸﺎم وﺧﺼﻮﺻﺎ ﻓﻠﺴﻄﻴﻦ وﺳﻮرﻳﺎ ،ﻫﻨﺎك ﻣﺎ ﻳﻌﺮف ب " ﻃﺎﺳﺔ اﻟﺮﻋﺒﺔ " ،وﻫ ﻋﺒﺎرة ﻋﻦ :وﻋﺎء أو آﻧﻴﺔ ﻣﻦ ﻧﺤﺎس أو
ﻏﻴﺮه ﻣﻨﻘﻮش ﻋﻠﻴﻬﺎ آﻳﺎت ﻗﺮاﻧﻴﺔ ﻣﺜﻞ آﻳﺔ اﻟﺮﺳ ، وﻳﺴﺘﺨﺪﻣﻬﺎ ﻛﺒﺎر اﻟﺴﻦ ﺑﻬﺪف ﻋﻼج اﻷﻃﻔﺎل واﻷﺑﻨﺎء ﻣﻦ ﺣﺎﻟﺔ اﻟﺮﻋﺐ أو
اﻟﺨﻮف إن اﺻﺎﺑﺘﻬﻢ ﻣﻦ ﺟﺮاء ﻛﻮاﺑﻴﺲ وأﺣﻼم ﻣﺰﻋﺠﺔ أو ﻏﻴﺮﻫﺎ ،ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ وﺿﻊ ﻣﺎء ﺑﻬﺎ ،واﻟﻄﻠﺐ ﻣﻦ اﻟﺨﺎﺋﻒ اﻟﺸﺮب ﻣﻨﻬﺎ
ﺑﺤﺠﺔ أﻧﻬﺎ ﻣﺒﺎرﻛﺔ ﺑﻼم اﻟﻪ .ﻣﺎ ﺣﻢ اﺳﺘﺨﺪام ﻫﺬه اﻵﻧﻴﺔ ،واﻻﻋﺘﻘﺎد ﺑﺄﻧﻬﺎ ﺗﻌﺎﻟﺞ ﻣﻦ اﻟﺨﻮف ؟ وﻫﻞ ﺗﻌﺘﺒﺮ ﻣﻦ اﻟﺒﺪع واﻟﺸﺮﻛﻴﺎت
،أو اﻟﺘﻤﺎﺋﻢ أو اﻣﺘﻬﺎن ﻛﻼم اﻟﻪ ﻋﺰ وﺟﻞ ؟ أم ﻳﺼﺢ اﻋﺘﺒﺎرﻫﺎ ﻣﻦ اﻟﺮﻗﻴﺔ اﻟﺸﺮﻋﻴﺔ ﻛﻤﺎ ﻳﺪﻋ ﻣﻦ ﻳﺤﻠﻞ اﺳﺘﺨﺪاﻣﻬﺎ واﻟﺸﺮب ﻣﻨﻬﺎ
؟ إذا ﻛﺎﻧﺖ ﺣﺮام ﻓﻤﺎ اﻟﻔﻌﻞ اﻟﺸﺮﻋ اﻟﺬي ورد ﻋﻦ اﻟﻨﺒ ﺻﻠ اﻟﻪ ﻋﻠﻴﻪ وﺳﻠﻢ ﻟﻌﻼج اﻟﺨﻮف أو اﻟﻮاﺑﻴﺲ ؟
اﻹﺟﺎﺑﺔ اﻟﻤﻔﺼﻠﺔ
اﻟﺤﻤﺪ ﻟﻪ
ﻻ ﺣﺮج ﻓ ﻛﺘﺎﺑﺔ آﻳﺎت ﻣﻦ اﻟﻘﺮآن ﻓ ﺻﺤﻦ أو ورق ﺑﻤﺎدة ﻃﺎﻫﺮة ﻏﻴﺮ ﻣﻀﺮة ﻛﺎﻟﺰﻋﻔﺮان أو ﻣﺎء اﻟﻮرد ،ﺛﻢ ﺷﺮب ﻫﺬا اﻟﻤﺎء أو
وأﻣﺎ وﺿﻊ اﻟﻤﺎء ﻓ إﻧﺎء ﻗﺪ ﻧُﻘﺸﺖ ﻋﻠﻴﻪ آﻳﺎت ﻣﻦ اﻟﻘﺮآن اﻟﺮﻳﻢ ﻟﻼﺳﺘﺸﻔﺎء ﺑﻪ ﻣﻦ اﻟﺮﻋﺒﺔ واﻟﺨﻮف :ﻓﻐﻴﺮ ﻣﺸﺮوع ؛ ﻷن ﻫﺬه
اﻟﺘﺎﺑﺔ ﻣﻨﻘﻮﺷﺔ وﻻ ﺗﻤﺘﺰج ﺑﺎﻟﻤﺎء ﻛﻤﺎ ﻫﻮ اﻟﺤﺎل ﻋﻨﺪ ﻛﺘﺎﺑﺘﻪ ﺑﺎﻟﺰﻋﻔﺮان وﻧﺤﻮه .
وﻣﻦ اﻟﻤﻌﻠﻮم أن ﺗﺄﺛﻴﺮ اﻟﺮﻗﻴﺔ ﻳﻮن إﻣﺎ ﺑﺎﻟﻨﻔﺚ ﻣﻊ اﻟﻘﺮاءة أو ﺑﺎﻟﺘﺎﺑﺔ ﺑﻤﺎدة ﺗﺘﺤﻠﻞ ﺑﺎﻟﻤﺎء ،وﻫﺬا ﻏﻴﺮ ﻣﺘﺤﻘﻖ ﻓ ﻫﺬه " اﻟﻄﺎﺳﺔ ".
وﻗﺪ ﺳﺄﻟﻨﺎ اﻟﺸﻴﺦ ﻋﺒﺪ اﻟﺮﺣﻤﻦ اﻟﺒﺮاك ﺣﻔﻈﻪ اﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟ ﻋﻦ ﻫﺬه اﻟﻤﺴﺄﻟﺔ ﻓﻘﺎل " :ﻫﺬه ﻻ أﺛﺮ ﻟﻬﺎ ،وﻫ ﻣﻦ ﺑﺪع اﻟﻌﻼج ﺑﺎﻟﻘﺮآن
"اﻧﺘﻬ.
وﺳﺌﻞ اﻟﺸﻴﺦ اﺑﻦ ﻋﺜﻴﻤﻴﻦ رﺣﻤﻪ اﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟ : ﻫﻞ ﺗﺠﻮز ﻛﺘﺎﺑﺔ ﺑﻌﺾ آﻳﺎت اﻟﻘﺮآن اﻟﺮﻳﻢ " ﻣﺜﻞ آﻳﺔ اﻟﺮﺳ " ﻋﻠ أواﻧ اﻟﻄﻌﺎم
ﻓﺄﺟﺎب ﺑﻘﻮﻟﻪ " :ﻳﺠﺐ أن ﻧﻌﻠﻢ أن ﻛﺘﺎب اﻟﻪ ﻋﺰ وﺟﻞ أﻋﺰ وأﺟﻞ ﻣﻦ أن ﻳﻤﺘﻬﻦ إﻟ ﻫﺬا اﻟﺤﺪ وﻳﺒﺘﺬل إﻟ ﻫﺬا اﻟﺤﺪ ،ﻛﻴﻒ ﺗﻄﻴﺐ
ﻧﻔﺲ ﻣﺆﻣﻦ أن ﻳﺠﻌﻞ ﻛﺘﺎب اﻟﻪ ﻋﺰ وﺟﻞ وأﻋﻈﻢ آﻳﺔ ﻓ ﻛﺘﺎب اﻟﻪ وﻫ آﻳﺔ اﻟﺮﺳ أن ﻳﺠﻌﻠﻬﺎ ﻓ إﻧﺎء ﻳﺸﺮب ﻓﻴﻪ وﻳﻤﺘﻬﻦ
2/1
وﻳﺮﻣ ﻓ اﻟﺒﻴﺖ وﻳﻠﻌﺐ ﺑﻪ اﻟﺼﺒﻴﺎن ؟!
ﻫﺬا اﻟﻌﻤﻞ ﻻ ﺷﻚ أﻧﻪ ﺣﺮام ،وأﻧﻪ ﻳﺠﺐ ﻋﻠ ﻣﻦ ﻋﻨﺪه ﺷء ﻣﻦ ﻫﺬه اﻷواﻧ أن ﻳﻄﻤﺲ ﻫﺬه اﻵﻳﺎت اﻟﺘ ﻓﻴﻬﺎ ،ﺑﺄن ﻳﺬﻫﺐ ﺑﻬﺎ إﻟ
اﻟﺼﺎﻧﻊ ﻓﻴﻄﻤﺴﻬﺎ ،ﻓﺈن ﻟﻢ ﻳﺘﻤﻦ ﻣﻦ ذﻟﻚ ﻓﺎﻟﻮاﺟﺐ ﻋﻠﻴﻪ أن ﻳﺤﻔﺮ ﻟﻬﺎ ﻓ ﻣﺎن ﻃﺎﻫﺮ وﻳﺪﻓﻨﻬﺎ .
وأﻣﺎ أن ﻳﺒﻘﻴﻬﺎ ﻣﺒﺘﺬﻟﺔ ﻣﻤﺘﻬﻨﺔ ﻳﺸﺮب ﺑﻬﺎ اﻟﺼﺒﻴﺎن وﻳﻠﻌﺒﻮن ﺑﻬﺎ ،ﻓﺈن اﻻﺳﺘﺸﻔﺎء ﺑﺎﻟﻘﺮآن ﻋﻠ ﻫﺬا اﻟﻮﺟﻪ ﻟﻢ ﻳﺮد ﻋﻦ اﻟﺴﻠﻒ
2/2