You are on page 1of 267

‫اﻟﻤﻘﺪﻣﮥ‬

‫ﺑسم ﷲ وا�مد ﮻ والصالة والسالم على رسول ﷲ‪.‬‬

‫مﻦ أعﻈم ا�ﺘع � حﻴـا� هـﻲ ﺗلـك الـ� أﺟـدها � ﺗـدﺑر آﻳـات ﷲ‬

‫ﺗعا�‪ ،‬والﻐوص � �ارها واسﺘﺨراج كﻨوزها‪ ،‬ﺛم رﺑطهـا ﺑـالواﻗع‪،‬‬


‫ً‬ ‫ً‬
‫ﻷﺟد ل�ل سﺆال ﺟواﺑا ول�ل مﺸ�لﺔ حال‪...‬أﺟوﺑـﺔ وحلـوال رﺑاﻧﻴـ�ﺔ‬

‫معصومﺔ مـﻦ ا�طـﺄ‪ ،‬حﻘـاﺋﻖ مطلﻘـﺔ ال ﻳﺄﺗﻴهـا الﺒاطـل مـﻦ ﺑـ�‬

‫ﻳدﻳها وال مﻦ ﺧلﻔها‪...‬‬

‫ﻓــﺄرى اﻵﻳــات ﺗنﺸــل� مــﻦ حــ�ة اﻷﻓ�ــار ا�ﺘﻀــارﺑﺔ‪ ،‬وﺗثﺒﺘــ� �‬


‫ُ َ ﱢ‬
‫ا�واﻗﻒ الصعﺒﺔ‪ ،‬وﺗسكﻦ ﻗل� ح� �دق ﺑه ا�ﺨاوف‪،‬‬

‫ٌ‬
‫حﺒل ٌمد مﻦ السماء ٌ‬
‫وﻧور أﺿاء ﻇلمات ا�ﻴاة‪...‬‬ ‫�ﺄﻧها‬

‫‪1‬‬
‫َُﱢ‬
‫كم أسﺘمﺘع ح� أﻧﻘل الﻨﻈر ﺑـ� آﻳـات ﷲ ا�سـطورة � الﻘـرآن‪،‬‬

‫وآﻳاﺗــه ا�ﻨﻈــورة � الكــون وا�ﺨلوﻗــات‪...‬كم ﻳر�ــﻒ ﻗلــ� حــ�‬

‫أدرس ﻇاهرة دﻗﻴﻘﺔ � ﺟسم اﻹﻧسان أو � إﺑـداع ﺧلـﻖ ال�اﺋﻨـ�ات‬


‫َٰ َ َ َ ً َ َ َ َ‬ ‫َّ‬
‫ﺛم ﻳمﻸ كﻴا� �لـه ﻗـول ر� عـﺰ وﺟـل‪﴿ :‬إِن ِ� � ِلـك �يـة ۖ ومـا �ن‬

‫ُ‬ ‫َّ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َّ َ َّ َ َ ُ َ ْ‬ ‫َ‬ ‫َ ْ َ ُ ُ ُّ ْ‬


‫أ��هم مؤ ِمنِ� ۝ �ن ر�ك لهو الع ِز�ز الر ِحيم﴾‪...‬‬

‫كم رأﻳﺖ ﺑﻨﻔ� مصداق دعاء الﻨ� صلى ﷲ علﻴـه وسـلم حـ�‬
‫ﱠ‬
‫وﺟه صاحﺐ الهم أن ﻳدعو ﷲ‪) :‬أن �عل الﻘرآن رﺑﻴع ﻗل� وﻧـور‬

‫صدري وﺟالء حﺰ� وذهاب ه�(‪...‬رأﻳﺖ كﻴﻒ ﻳعطﻴـك الﻘـرآن‬


‫َ َ َٰ َ َ ْ َ ْ َ َ ْ َ ُ ً ّ ْ َ ْ َ‬ ‫ً‬
‫روحا ﺟدﻳدة ﴿و��ل ِك أوحينا إِ�ك روحا مِن أم ِرنا﴾‪...‬‬

‫ُ ْ‬ ‫ﱡ‬ ‫ُ‬
‫ﻧعم‪ ،‬أ ِحـﺐ كﺘـاب ﷲ‪ ،‬وأراﻩ ا�ﻨـﺔ العﻈـ� الـ� لـو لـم ﻳـﻨ ِعم ﷲ‬

‫علﻴﻨ�ا إال ﺑها لكﻔى ح� �عل حﻴاﺗﻨ�ا �لها له‪ ،‬ولﻦ ﻧوﻓﻴه حﻘه‪...‬‬

‫‪2‬‬
‫وا�حــــﺐ ال ﻳســــﺘطﻴع الكﺘمــــان! ﻓﺄر�ــــد ﻹﺧــــوا� وأﺧــــوا� أن‬

‫ﻳﺸـاركو� حــﺐ الﻘــرآن وحـﺐ ﺗــدﺑرﻩ‪...‬ومﻦ أﺟــل ذلـك �ــان هــﺬا‬

‫الكﺘاب‪.‬‬

‫َ‬
‫ﺑدأت ﻓكـرة الكﺘـاب ﺑﻘﻨاعـﺔ لـدي أن الﻘـرآن ال ُﻳـد ﱠرس ﺑالطر�ﻘـﺔ‬
‫ً‬
‫الصحﻴحﺔ‪ ،‬ﻓال�ك� عادة ما ﻳكون على ا�ﻔﻆ دون الﻔهـم‪ .‬وﷲ‬
‫َ َ َ َ َ َ َّ ُ َ ْ ُ ْ َ‬ ‫ً‬
‫ﺗعا� ﺟعل الﺘدﺑر واﺟﺒا على ا�مﻴع ﻓﻘال‪﴿ :‬أف� �تدبرون القرآن‬

‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َّ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫َ ٌ َ َ َْ ُ َْ َ ُ َ َ ٌ ّ‬ ‫َ‬ ‫َ ْ َ َٰ ُ ُ َ ْ َ ُ‬


‫وب أ�فالها﴾‪ ،‬وﻗال‪﴿ :‬كِتاب أنز�اه إِ�ك مبارك ِ�دبروا آياتِهِ‬‫أم � ق ل ٍ‬

‫َ‬ ‫َ َ َ َ َّ َ ُ ُ ْ َ ْ‬
‫و ِ�تذكر أولو ا�� ِ‬
‫اب﴾‪.‬‬

‫ً‬
‫وما ُﻳعﻘد مﻦ مساﺑﻘات أحﻴاﻧـا � الﻘـرآن ﻓعـادة مـا ﻳﻐﻔـل ﺟاﻧـﺐ‬
‫ُ‬
‫ُ‬
‫ﻓعﺰمﺖ على صﻴاﻏﺔ ﱡ‬
‫الﺘدﺑرات على ﺷـ�ل أسـﺌلﺔ ﺗسـﺘﺜ�‬ ‫الﺘدﺑر‪.‬‬

‫ذهﻦ الﻘارئ وا�اﻓﻆ للﻘرآن لﻴﺒحﺚ عﻦ اﻵﻳـﺔ الـ� �مـل معـ�‬

‫معﻴﻨ ـ ً�ا‪ ،‬أو إﺟاﺑــﺔ عــﻦ ســﺆال ﻳمــس حﻴاﺗــه‪ ،‬أو آﻳــﺔ َﻳـ ُرد ﺑهــا علــى‬
‫ً‬
‫صــاحﺐ ﺷــﺒهﺔ أو �ســم ﺑهــا ﺧالﻓــا ﺑــ� مﺨﺘلﻔــ� � مســﺄلﺔ‪،‬‬
‫‪3‬‬
‫ً‬
‫مراعﻴــا � ذلــك أن ﻳكــون لهــﺬﻩ اﻷســﺌلﺔ ﺗطﺒﻴﻘــات عملﻴــﺔ �عــل‬
‫ا�سلم ﻳس� � حﻴاﺗه ﺑﻨور الﻘرآن كما ﻗال ﷲ ﺗعـا�‪َ ﴿ :‬و َج َعلْ َنـا َ�ُ‬

‫نُ ً‬
‫ورا َ� ْم ِ� بِهِ ِ� ا�َّ ِ‬
‫اس﴾‪.‬‬

‫ُ‬
‫وأﻗمــﺖ ا�ســاﺑﻘﺔ � رمﻀــان مــﻦ العــام ‪1439‬مــﻦ هﺠــرة ﻧبﻴﻨ ـ�ا‬

‫صلى ﷲ علﻴهوسل�‪ .‬كﻨا ﻧطرح ﻓﻴها أسﺌلﺔ � ﺑـﺚ مﺒاﺷـر علـى‬

‫صﻔح� الرسمﻴﺔ و�ﺸارك اﻹﺧوة واﻷﺧوات مﻦ أ�ـاء العـالم �‬

‫اﻹﺟاﺑﺔ‪.‬‬
‫ٌ‬ ‫ً‬
‫علمــا ﺑــﺄ� أ�ــرى � اﻷســﺌلﺔ أن ﻳكــون � ســلﻒ ﻓﻴهــا مــﻦ أﻗــوال‬

‫ا�ﻔسر�ﻦ أو العلماء‪ ،‬وإذا لم أﺟد ا�ع� الدﻗﻴﻖ ا�ـراد ﻓـﺈ� أسـﺄل‬


‫ً‬
‫أهــل العلــم لــﺌال ﻳكــون االســﺘنﺒ�اط والﻔهــم ﺧارﺟــا عــﻦ ﻗواعــد‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫الﺘﻔس� ا�عﺘ�ة‪ .‬وكﺜ�ا ما اﻧﻘدح � ذه� مع� مع� ﻓﺒحﺜﺖ �‬

‫أمهـات الﺘﻔاســ� ا�عروﻓــﺔ ﻓلــم أﺟــدﻩ حــ� وﻗعــﺖ علﻴــه � �ـ ٍ‬


‫ـالم‬

‫الﺑــﻦ ﺗﻴمﻴــﺔ أو اﺑــﻦ الﻘــﻴم أو اﺑــﻦ عاﺷــور أو ﻏــ�هم مــﻦ العلمــاء‪،‬‬


‫‪4‬‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫ﻓﻔرحﺖ ﺑه ﻓرحا عﻈﻴما أن ﷲ ﺗعا� وﻓـﻖ لهـﺬا الﻔهـم ولـم ﻳكـﻦ‬
‫ً‬
‫ُمﺘ�لﻔا وال ﺧارﺟا عﻦ ﻗواعد اللﻐﺔ وال محكمات اﻹسالم‪.‬‬
‫ً‬
‫و�اﻧــﺖ ﺗعلﻴﻘــات اﻹﺧــوة ا�ﺸــارك� � ا�ســاﺑﻘﺔ إ�اﺑﻴ ـ�ﺔ ﺟــدا‪،‬‬

‫ع�وا ﻓﻴهـا عـﻦ أﻧهـم ﺑعـد االﺷـ�اك � ا�سـاﺑﻘﺔ أصـﺒحوا �ـﺄﻧهم‬


‫ُ‬
‫ﻷول مرة ﻳﻘرؤون الﻘرآن‪ ،‬وعﻈم حﺒه � ﻗلوﺑهم ورﺑطه ﺑواﻗعهم‪.‬‬
‫ً‬
‫ﺛم أﻗمﻨا موسما آﺧر مـﻦ ا�سـاﺑﻘﺔ � رمﻀـان عـام ‪ ،1440‬وهـﺬﻩ‬

‫ا�رة أعاﻧﻨ�ا ﺑعﺾ اﻹﺧوة الﻔاﺋﺰ�ﻦ وا�ﺸارك� � ا�وسـم اﻷول �‬

‫كﺘاﺑﺔ اﻷسﺌلﺔ‪.‬‬

‫ولــﺬا‪ ،‬ﻓمــا ســ�وﻧه مــﻦ أســﺌلﺔ وإﺟاﺑــات � الكﺘــاب ليســﺖ مــﻦ‬

‫صﻴاﻏﺔ العﺒد الﻔﻘ� وحدﻩ‪ ،‬ﺑل ﺷاركه ﻓﻴها إﺧواﻧه وأﺧواﺗه‪.‬‬

‫وا�ــــﻖ أﻧــــ� ذهلــــﺖ ﺑمســــﺘوى اﻹﺧــــوة واﻷﺧــــوات � �لــــ�‬

‫ا�ساﺑﻘﺘ�! ﻓمﻨهم مﻦ �ـان �ﻴـﺐ عـﻦ السـﺆال ﺑسـرعﺔ ﻓاﺋﻘـﺔ‪،‬‬

‫‪5‬‬
‫ً‬
‫علمــا ﺑــﺄن عامــﺔ اﻷســﺌلﺔ ليســﺖ ممــا �ــدﻩ ﺑســهولﺔ وال ﺑﺸــ�ل‬

‫يﺶ‬ ‫َ‬
‫مﺒاﺷر � الﺘﻔاس�‪ .‬ﻓسـرعﺔ اﻹﺧـوة � إﺟاﺑاﺗهـا ﺗـدل علـى عـ ٍ‬
‫ُﱠ‬
‫وذ�اء مﺘ ِﻘ ٍد‪.‬‬
‫ٍ‬ ‫حاﺿر‬
‫ٍ‬ ‫ﺑﺬهﻦ‬
‫ٍ‬ ‫مع ﺗدﺑر الﻘرآن‬

‫وا�لﻔـــﺖ للﻨﻈـــر أن اﻹﺧـــوة واﻷﺧـــوات الﻔـــاﺋﺰ�ﻦ والﻔـــاﺋﺰات �‬

‫ا�وسم� �اﻧوا مﻦ أصحاب االﺧﺘصاصات � الطﺐ والـدكﺘوراﻩ‬

‫ﻓﻴــه وال�مﺠــﺔ ا�اســوﺑﻴ�ﺔ واللﻐــﺔ اﻹ�ل��ــﺔ ومــا إ� ذلــك مــﻦ‬

‫الﺘﺨصصات‪.‬‬

‫ﻓطلﺒﺖ مﻦ ﺑعﺾ إﺧـوا� ا�ﺸـارك� � ا�سـاﺑﻘات الماﺿـﻴﺔ أن‬

‫ﻳعﻴﻨو� على ﺗرﺗيﺐ اﻷسﺌلﺔ واﻷﺟوﺑﺔ وﺗﻨﻘﻴحها واسﺘثﻨ�اء مـا ﻗـد‬

‫ُﻳﺸ�ل ﻓهمـه مﻨهـا و�ﺰ�ـدوا علﻴهـا ﻓواﺋـد واﻗﺘﺒ�اسـات مـﻦ أﻗـوال‬

‫ا�ﻔسر�ﻦ‪ .‬ﻓﺨرج هﺬا الكﺘاب الﺬي أسﺄل ﷲ أن �علـه � مـ�ان‬


‫ً‬
‫حسﻨاﺗﻨ�ا ﺟمﻴعا‪.‬‬

‫‪6‬‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫وإﻧﻨ ـ�ا ﻧســﺄل ﷲ ﺗعــا� أن ﻳﺒ ـ�ارك � هــﺬا الكﺘــاب ﺑركــﺔ عﻈﻴمــﺔ‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫و�ﻨﻔع ﺑه كﺜـ�ا مـﻦ ﺧلﻘـه و�ﺠعلـه سـﺒﺒ�ا � رؤ�ـﺔ وﺟهـه الكـر�م‬
‫َ‬ ‫ﱠ‬
‫واالﺟﺘماع ﺑمﻦ علمﻨا الﻘـرآن ﺑرسـول ﷲ محمـد صـلى ﷲ علﻴـه‬

‫وسلم‪.‬‬

‫الﻔﻘراء إ� عﻔو رﺑهم‪،‬‬

‫إﻳاد ﻗﻨﻴ� وﻓر�ﻖ العمل على الكﺘاب‪.‬‬

‫ﺗاﺑعوﻧا على‪:‬‬
‫‪Dr_EyadQun‬‬

‫‪Eyadqunaibi‬‬

‫‪www.al-furqan.org‬‬

‫‪7‬‬
‫ﻃﺮﻳﻘﺔ اﻟﻜﺘﺎب‬

‫ﺗﻘسﻴم اﻷسﺌلﺔ على حسﺐ اﻷﺟﺰاء‪� ،‬ل ﺟـﺰء لـه أسـﺌلﺘه الـ�‬ ‫•‬

‫ﺗﻘيس ﻓهمه‪.‬‬

‫معﻈــم اﻷســﺌلﺔ إن ﺷــاء ﷲ ميســورة والــﺒعﺾ مﻨهــا ﻳﻘــيس‬ ‫•‬

‫الﻔهم العا� لكﺘاب ﷲ‪.‬‬


‫ً‬
‫هﻨالــك ﻗراﺑــﺔ الﺜالﺛــ� ســﺆاال للﻔــاﺋﻘ� ﺑعــد أســﺌلﺔ ا�ــﺰء‬ ‫•‬

‫الﺜالﺛ�‪ ،‬وهﻲ مﻦ الﻘرآن �له‪.‬‬

‫ﺑعــد اﻷســـﺌلﺔ ســﺘﺠد اﻹﺟاﺑـــات مﻨﻈمـــﺔ مرﺗﺒــ�ﺔ مـــع ﺑعـــﺾ‬ ‫•‬

‫الﺘوﺿﻴحات مﻦ كﺘﺐ الﺘﻔاس� � اﻷﻏلﺐ مع ذكر مصادرها‪.‬‬

‫‪8‬‬
‫ﻃﺮق اﻻﻧﺘﻔﺎع ﺑﺎﻟﻜﺘﺎب‬

‫ﻳصلح الكﺘاب ل�ل ﻓرد مﻨا‪ .‬ﻓﺈذا ما ﻗـرأ وردﻩ مـﻦ الﻘـرآن اﺧﺘـ�‬ ‫•‬

‫ﻓهمــه وحــاول اﻹﺟاﺑــﺔ ﺛــم ﻳﻨﻈــر � اﻹﺟاﺑــﺔ لــ�ى هــل واﻓﻘــﺖ‬


‫ََ ْ‬
‫إﺟاﺑﺘـ ـ�ه أم ال؟ ﻓـــﺈن واﻓﻘـ ـﺖ ﻓلﻴحمـــد ﷲ‪ ،‬وإال ﻓﻘـــد حـــاول‪،‬‬

‫وسﺘﻀعه اﻹﺟاﺑﺔ ﺑﺈذن ﷲ على سلم ﺗدﺑر الﻘرآن‪.‬‬

‫الكﺘــاب مــادة ممﺘــازة لعﻘــد ا�ﻨاﻓســات ﺑــ� الطــالب واﻷﺑﻨـ�اء‬ ‫•‬

‫َ‬ ‫ُ‬
‫واﻷس ر � اللﻘاءات والﻨدوات وا�ﺠالس‪ .‬ﻓما أﺟمـل ا�ﺠـالس‬

‫ال� �ﺘمع ﻓﻴها على كﺘاب ﷲ وﺗدﺑرﻩ‪.‬‬


‫ً‬
‫وهو مﻔﻴد ﺟدا �راكﺰ �ﻔﻴﻆ الﻘرآن‪ ،‬لﻴدمﺠوا ا�ﻔﻆ والﻔهم‪.‬‬ ‫•‬

‫ومﻦ ا�مكﻦ اﻧﺘﻘاء اﻷسﺌلﺔ ال� ﺗﻨ�اسﺐ الﻔﺌﺔ العمر�ﺔ‪ ‬‬


‫ً‬
‫ﻳصلح أﻳﻀا � ال�لﻴات الﺸرعﻴﺔ الﺧﺘﺒ�ار ﻓهم الطالب لكﺘاب‬ ‫•‬

‫ﷲ‪ .‬‬

‫‪9‬‬
‫مــﻦ ا�مكــﻦ اســﺘﻐالله � رمﻀــان �مــع الﻨــاس علــى مﺄدﺑــﺔ‬ ‫•‬

‫الﻘرآن عﻘﺐ الصلوات مﺜال أو ﺑ� ركعات ال�او�ح‪.‬‬

‫ﻳعطﻴك ﻓهما ﺟﻴدا لﺘكون على أرﺿـﻴﺔ صـلﺒﺔ ﻗﺒـل �ـل موسـم‬ ‫•‬

‫ﺟدﻳد مﻦ مواسم مساﺑﻘﺔ ﺗبﻴ�اﻧا ل�ل �ء الرمﻀاﻧﻴ�ﺔ‪ .‬‬

‫الكﺘاب ﺗطﺒﻴﻖ لما ﻧدﺑﻨ�ا ﷲ إلﻴه � أك� مﻦ آﻳﺔ مﻦ مﺜـل ﻗولـه‬ ‫•‬

‫ﺗعا�‪ :‬‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َّ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ َ َ َ َ َّ َ ُ َ َ َ‬
‫� ا�ِ لوجـدوا فيـهِ‬‫﴿أف� �تدبرون القرآن ولـو �ن ِمـن عِنـ ِد غـ ِ‬
‫ً‬ ‫ً َ‬
‫اختِ�فا كث�ا﴾‪]‬النساء‪[82:‬‬
‫َ‬
‫ُ‬ ‫َ َ َ َ َ َّ َ ُ َ َ َ ُ‬
‫لوب أقفالها﴾ ]محمد‪[24:‬‬
‫﴿أف� �تدبرون القرآن أم � ق ٍ‬
‫ـاء ُه ُم ا�َ َّولــ�﴾َ‬
‫أت آبـ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ ُ‬ ‫َ َ َ‬
‫ُ‬ ‫َّ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫َََ‬
‫﴿أفلـم يـدبروا القـول أم جــاءهم مــا لـم يـ ِ‬

‫]ا�ﺆمﻨون‪[68:‬‬
‫َ‬ ‫َ َ َ َ َّ َ ُ ُ‬ ‫َّ‬ ‫َّ‬ ‫ٌ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ٌ َ َ ُ َ َ‬
‫�ـاب﴾‬ ‫َ‬
‫﴿كِتاب أنز�اه إِ�ك مبارك ِ�دبروا آياتِهِ و ِ�تذكر أولـو ا�‬
‫ِ‬

‫]ص‪[29:‬‬
‫‪10‬‬
‫ﻳصــلح لﺘـ ُ‬
‫ـدار ِس كﺘــاب ﷲ � ﺑيــﺖ مــﻦ ﺑﻴــوت ﷲ‪ ،‬وﻓرصــﺔ‬ ‫•‬

‫ﺟﻴدة لصﻨاعﺔ أسﺌلﺔ ﺗدﺑر�ﺔ على ﻧهﺠه‪ .‬وﺑالﺘـا� �صـل علـى‬

‫آﺛار الﺘدارس ا�ﺒاركﺔ � زمﻦ عﺰ ﻓﻴه الﺘدارس‪ .‬ﻗال رسول ﷲ‬


‫ﱠ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ٌ‬ ‫ْ‬ ‫ََ ََْ َ َ‬
‫ﷲ‬‫وت ِ‬ ‫صلى ﷲ علﻴه وسلم‪) :‬وما اﺟﺘمع ﻗوم ِ� ﺑي ٍﺖ ِمـﻦ ﺑﻴـ ِ‬
‫وﻧ ُه َﺑ ْيـــ َﻨ ُه ْم؛ إ ﱠال َﻧ َﺰ َلـــ ْﺖ َع َلـــ ْﻴهمُ‬
‫َ ْ ُ َ َ َ ﱠ َ َ ََ َ ُ َ‬
‫ﷲ‪ ،‬و�ﺘ�دارســـ‬
‫ِ‬ ‫�‬ ‫ﻳﺘلـــون ِكﺘـــاب ِ‬
‫ﷲُ‬ ‫ﱠ َُ َ َ َ ْ ُ ُ ﱠ ْ َ ُ َ َ ﱠ ْ ُ ُ ْ َ َ َ ُ َ َ َ َ ُ ُ ﱠ‬
‫الس ِكﻴﻨ�ﺔ‪ ،‬وﻏ ِﺸﻴﺘهم الرحمﺔ‪ ،‬وحﻔﺘهم المال ِﺋكﺔ وذكـرهم‬
‫ُ‬ ‫َ ْ َْ‬
‫ِﻓﻴمﻦ ِعﻨدﻩ( ‪‬رواﻩ مسلم‪.‬‬

‫إذا �ـــان ا�تســـاﺑﻘون مﺘمﻴـــﺰ�ﻦ � ﺗـــدﺑرهم وﻓهمهـــم للﻘـــرآن‪،‬‬ ‫•‬

‫ﻓﻨﻨصــح الــﺬي �ــري ا�ســاﺑﻘﺔ ﺑــﺄن ﻳســﺄلهم اﻷســﺌلﺔ دون أن‬

‫��هم مﻦ أي ﺟﺰء اﻹﺟاﺑﺔ‪ ،‬ﻳع� ﻳﻘول لهم‪ :‬أﻳﻦ � الﻘرآن �له‬


‫ً‬
‫ا�ع� الﻔال�؟ ﻓﻴنﺘﻘﻲ سﺆاال مـﻦ ا�ـﺰء اﻷول ﺛـم العاﺷـر ﺛـم‬
‫ً‬
‫الــﺜمﻦ مــﺜال وهكــﺬا‪ .‬ﻷن ا�ﺘمﻴــﺰ�ﻦ سيســهل علــﻴهم معرﻓــﺔ‬

‫ا�واب إذا ﺗم �دﻳد ا�ﺰء‪.‬‬

‫‪11‬‬
‫ﻧﺆكــد علﻴــ ك أ� الﻘــ ارئ‪/‬أﺧ� الﻘارﺋــﺔ أال ﺗســرع ﺑــالﻨﻈر �‬ ‫•‬

‫ا�ــواب‪ ،‬ﺑــل أن ﺗﺒ ـ�ﺬل �ــل ﺟهــد ممكــﻦ � الﺘﻔكــر ومحاولــﺔ‬

‫معرﻓﺔ اﻵﻳﺔ ا�رادة‪.‬‬

‫‪12‬‬
‫اﻷﺳﺌﻠﺔ‬

‫اﻟﺠﺰء اﻷول‬

‫‪ .1‬حــ� ﺧلــﻖ ﷲ آدم‪� ،‬ــان ســﺒحاﻧه ﻳعلــم أن آدم ســﻴهﺒط مــﻦ‬


‫ا�ﻨﺔ‪ ،‬وما حصل مع آدم وحواء مﻦ ﺗعلﻴم ﺛـم مـﻦ الﺘعـرض‬
‫لوسوسﺔ الﺸﻴطان الـﺬي أﻏراهمـا ﺑاﻷ�ـل مـﻦ الﺸـﺠرة �ـان‬
‫ً‬ ‫ﱡ‬
‫�ل ـه ﺗهﻴﺌ ـ�ﺔ �همــﺔ عﻈﻴمــﺔ ﺗﺘطلــﺐ أن ﻳكــون لــدﻳهما حر�ــﺔ‬
‫االﺧﺘﻴـ ـ�ار وأن ﻳنﺘﺒهـــا لعـــداوة الﺸـــﻴطان ومﻘاومـــﺔ ﻧـــوازع‬
‫الﺸهوات‪ .‬اذكر ﺟﺰءا مﻦ آﻳﺔ ﻳدل على ذلك‪.‬‬

‫‪ .2‬اﻷدلﺔ على صحﺔ دﻳﻦ ﷲ ﺗعا� واﺿحﺔ ﺷاﻓﻴﺔ �اﻓﻴـﺔ ل�ـل‬


‫طالﺐ حﻖ‪ .‬ﻓﺈذا رﻓﻀها أحد‪ ،‬ﻓهﺬا داللـﺔ علـى سـوﺋه وعلـى‬
‫أن ا�روج عﻦ طر�ﻖ ا�� ﺷﺄﻧه ودأﺑه‪ ،‬وذلك ﻳهﻴﺌـ�ه للكﻔـر‬
‫ﺑمﺜــل هــﺬﻩ اﻷدلــﺔ‪ .‬و� ذلــك رد علــى مــﻦ ﻳــدعﻲ أن "ا�لحــد‬
‫َُْ ُ‬
‫ا�سك�" ﻗد ﺗعرض علﻴه أدلﺔ اﻹسالم ﻓـال ﻳﻘﺒلهـا و�كـون‬
‫معﺬورا ﻷﻧه لم ﻳﻘﺘﻨع ﺑها! ﺑل إذا رﻓﺾ ﱡ‬
‫أي أحد أدلﺔ‬ ‫ً‬ ‫مع ذلك‬
‫‪13‬‬
‫لـﻨﻘص � اﻷدلـﺔ‪ .‬اذكـر آي ﺗـدل‬
‫ٍ‬ ‫اﻹسالم ﻓهﺬا لعﻴـﺐ ﻓﻴـه ال‬
‫على ذلك‪.‬‬

‫‪ .3‬ﺗ�ــالﻴﻒ اﻹســالم ﺛﻘﻴلـ ﺔ علــى ﺿــعﻴﻒ الﻴﻘــ�‪ ،‬و�لمــا زاد‬


‫ﻳﻘﻴﻨــك ﺑــا﮻ وﺑــالﻴوم اﻵﺧــر ســهل علﻴــك الﻘﻴــام ﺑهــا ‪ .‬اذكــر‬
‫ا�واب � آﻳﺘ� مﺘﺘ�الﻴﺘ�‪.‬‬

‫‪ .4‬مﻦ عادة الﻈا�� وا�ﺘـﺂمر�ﻦ علـى ا�سـلم� أﻧهـم ﻳعملـون‬


‫ﺑعﺾ اﻷعمـال "ا���ـﺔ" لﻀـحاﻳا ﻇلمهـم وﺗـﺂمرهم! ﻓـال‬
‫َ‬
‫)أحس ـﻨوا � هــﺬا ا�اﻧــﺐ وإن �ــاﻧوا‬ ‫ﻳﻘــال � هــﺬﻩ ا�الــﺔ‪:‬‬
‫أســاؤوا � ﻏــ�ﻩ(‪ ،‬ﺑــل هــم مــﺬمومون ﺑالتســﺒﺐ � اﻷذﻳــﺔ‬
‫َ‬ ‫ُ‬
‫للﻨــاس وال �مــدون علــى �ﻔﻴــﻒ آﺛــار أذﻳــﺘهم ﺑعــد ذلــك‪.‬‬
‫ا�واب � آﻳﺘ� مﺘﺘ�الﻴﺘ�‪.‬‬

‫‪ .5‬ﷲ عﺰ وﺟل ُﻳ ّ‬
‫عﺠﺐ لعﺒادﻩ أمـر الﻔاكهـﺔ الـ� ﺗكـون ﺑـﻨﻔس‬
‫الﺸ�ل ولكﻦ ﺑمﺬاق مﺨﺘلﻒ‪ .‬اذكر آﻳﺔ ﺗدل على هﺬا ا�ع�‪.‬‬

‫‪14‬‬
‫‪ .6‬مﻐﻔــرة ﷲ لــﺬﻧﺐ عﺒــد ال ﻳلــﺰم مﻨهــا محــو اﻵﺛــار الدﻧﻴو�ــﺔ‬
‫ﺟﺰءا مﻦ آﻳﺔ ﻳوﺿح هﺬا ا�ع�‬ ‫�عصﻴﺘ�ه‪ .‬اذكر ً‬

‫‪ � .7‬ا�ــدﻳﺚ عــﻦ أدلــﺔ وﺟــود ﷲ ﺗعــا�‪ :‬ﻧــﺬكر دلﻴــل إ�ــاد‬


‫ُ‬ ‫ُ‬
‫وﺟدت مـﻦ ا�ﻴـوان ا�ﻨـوي‬ ‫للمﺨلوﻗات‪.‬ﻗد ﻳﻘول ﻗاﺋل‪ :‬أﻧا أ ِ‬
‫ﻷ� وﺑو�ﻀــﺔ أ�… ﻓﻨﻘــول‪ :‬هــﺆالء اﻵﺑــاء ﺑــدورهم وآﺑــاء‬
‫آﺑــاﺋهم الﺑــد لهــم مــﻦ ﺧــالﻖ ﻳنﺘهــﻲ عﻨــدﻩ التسلســل‪ .‬ﻳعــ�‬
‫ً‬
‫ﻳسﺘحﻴل عﻘال أن ﺗتسلسـل اﻷسـﺒاب إ� مـا ال ﺑداﻳـﺔ‪ .‬اذكـر‬
‫ﺛالث �لمات مﻦ آﻳﺔ ﺗﺸ� إ� هﺬا ا�ع�‪.‬‬

‫‪ .8‬مــﻦ ُعلو�ــﺔ ا�طــاب الﻘــرآ� أﻧــك �ــد أن ﷲ ﺗعــا� ﻳهــدد‬


‫ُ‬ ‫ً‬
‫ﺗهدﻳدا �لع الﻘلوب ﺛم ﻳتﺒعـه �طـاب ﻓﻴـه إﻳﻨـ�اس وإرﺷـاد‬
‫َّ‬ ‫َ‬ ‫َ َ َ َّ‬ ‫ََ‬
‫وﻓﺘح ﺑاب الﺘوﺑﺔ كما ﻗال ﺗعـا�‪﴿ :‬لقد �فـر ا�يـن قـالوا إِن‬
‫ّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ٌ‬ ‫ّ‬ ‫ُ َ َ‬ ‫َّ َ‬
‫واحـد �ن لـم ينتهـوا �مـا‬ ‫ا� ثال ِث ث�ث ٍة َومـا ِمـن إ ِ ٍ� إِ� إِ� ِ‬
‫ٌ‬
‫َ‬ ‫ََ‬ ‫ُ َ ٌ َ‬ ‫َ َ َ َ َّ َّ َّ َ َ َ‬
‫يَقولون �مسن ا�ين �فروا مِنهم عذاب أ�م ۝ أف� يتو�ـون‬
‫َ‬ ‫ٌ‬

‫ٌ‬ ‫َ‬ ‫ٌ‬ ‫َ ُ َ َّ ُ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ َّ‬


‫إِ� ا�ِ و�ستغفِرونه وا� غفور رحيم﴾ ]الماﺋدة‪[74-73:‬‬

‫‪15‬‬
‫اذكر آﻳﺔ ﻓﻴها إﻗﺒـال مـﻦ ﷲ ﺗعـا� علـى عﺒـادﻩ ﺑعـد �و�ـﻒ‬
‫وﺗﻘر�ع‪.‬‬
‫‪ .9‬ﻗد ﻳصل ا�رء مطموس الﻘلﺐ إ� مرحلﺔ أﻧـه ال ﻳـدرك سـوء‬
‫عاﻗﺒﺔ أﻓعاله � اﻷرض وا�لﻖ‪.‬‬

‫‪16‬‬
‫اﻟﺠﺰء اﻟﺜﺎﻧﻲ‬

‫‪ .1‬مﻦ مﻈاهر ا�ﻴود عﻦ دﻳﻦ ﷲ � ا�صومات العﺸاﺋر�ﺔ‪:‬‬


‫ُ‬
‫أﻧك �د َمﻦ إذا ﻗﺘل مﻨهم ﺷﺨص حرصوا على أن ﻳﻘﺘلوا‬
‫ً‬ ‫ﺷﺨصا َ‬
‫ً‬
‫أوﺟه أو عددا أك� مﻦ‬ ‫مﻦ عﺸ�ة الﻘاﺗل‬
‫اﻷﺷﺨاص‪ .‬أذكر آﻳﺔ �اطﺐ ﺑها هﺆالء وﺗﺒ� لهم أن ﷲ‬
‫ﻳﻨهاهم عﻦ ذلك‪.‬‬

‫َ‬ ‫ُ‬
‫‪ .2‬ﻳك� � الﻨاس أﻧهـم إذا �اصـموا ﻓـﺈﻧهم ﻳﺘعـامون عـﻦ أوامـر‬
‫ﷲ ﺗعا� � الﺘعامل مع ا�صومﺔ‪ ،‬م�ر�ﻦ ﻷﻧﻔسهم ﺑـﺄﻧهم‬
‫ﻏاﺿــﺒون وأن الطــرف اﻵﺧــر ﻳســﺘحﻖ هــﺬا الﺘعامــل‪ ،‬و�ﺄﻧــه‬
‫لـيس مطلوﺑــا مـﻨهم أن ﻳل�مــوا أمـر ﷲ إذا �ــاﻧوا مﺘكــدر�ﻦ!‬
‫اذكر آﻳﺔ مﺨﻴﻔﺔ ﺟعل ﷲ ﻓﻴها هﺬا السـلوك اسـﺘهاﻧﺔ ﺑـﺄمرﻩ‬
‫وﻧهﻴه‪ ،‬لﺘنﺘﻘل ا�سﺄلﺔ مﻦ ﺗعامل ﺑ� ﺧصم� إ� ﺗعامل مع‬
‫ﷲ سﺒحاﻧه‪.‬‬

‫‪17‬‬
‫‪ .3‬اﻷعﻴــاد � اﻹســالم مواســم ﺷــكر ﮻ ﺗعــا� علــى الهداﻳــﺔ‬
‫والﺘوﻓﻴﻖ للطاعات‪ ،‬وليس كما ﻳر�ـد ا�ﻔسـدون أن �علوهـا‬
‫مواسم معصﻴﺔ وﻏﻔلﺔ‪ .‬اذكر ً‬
‫ﺟﺰءا مﻦ آﻳﺔ ﻳدل علـى ا�ملـﺔ‬
‫اﻷو�‪.‬‬

‫‪ .4‬راعى اﻹسالم ا�اﺟات الﻔطر�ﺔ للمرأة كما راعاهـا للرﺟـل‪.‬‬


‫والـ ُ‬
‫ـﺰواج مــﻦ مﻘاصــدﻩ �ﻘﻴــﻖ الســكﻦ واالســﺘﻘرار الﻨﻔ� ـ‬
‫ل�لﻴهمــا‪ ،‬ولــيس كمــا ﻳــدعﻲ ُم َر ﱢوﺟــو ال�عــﺔ النســو�ﺔ الــ�‬
‫ﺗصﻒ اﻹسالم ﺑﺄﻧه دﻳﻦ ذكوري‪ .‬اذكر ﺟـﺰءا مـﻦ آﻳـﺔ ﻳوﺿـح‬
‫هﺬا ا�ع�‪.‬‬

‫ٌ‬
‫‪ .5‬إذا لم ﻳهﺘم ا�سلمون ﺑﺄمر ا�هاد ﻓﺈن ذلك مدعاة لـدمارهم‬
‫ّ‬
‫وﺿﻴاع ﺷﺄﻧهم‪ .‬اذكر آﻳﺔ ﺗﺒ� هﺬا ا�ع�‪.‬‬

‫‪ .6‬عﻨدما ﻳهون حـﻖ ﷲ علـى الﻨـاس‪ ،‬ﻓﻘـد �ـدهم ﻳﺘعـاطﻔون‬


‫ُ ّ‬ ‫َ ُ ﱡ‬
‫مع مﻦ ﻳصد عﻦ سﺒﻴ�ل ﷲ و�ﻀلل الﻨاس � دﻳﻨهم كﺒعﺾ‬
‫ً‬
‫دعاة اﻹ�اد‪� ،‬ﺠﺔ أن هﺬا ا�لحد "إﻧسا�" لم ﻳﺰهـﻖ روحـا‪،‬‬

‫‪18‬‬
‫ﺑل ورﺑما دعم ﺑعﺾ ﻗﻀاﻳا ا�سـلم�‪ .‬وﻗـد �ـد مـﻦ ﻳﻘـول‪:‬‬
‫)هﺬا ا�لحد لم ﻳﻘﺘل ﻧملﺔ(‪ .‬اذكر أرﺑع �لمـات مـﻦ آﻳـﺔ ﺗﺒـ�‬
‫أن ﺟرمه أﺷد مﻦ ﺟرم إزهاق اﻷرواح‪.‬‬

‫‪ .7‬االســﺘثﻨ�اء ا�ﻨﻘطــع ﻳكــون ﻓﻴــه ا�ســﺘﺜ� مــﻦ ﻏــ� ﺟــنس‬


‫ا�سﺘﺜ� مﻨه‪ ،‬أو ﻳكون ﺑمع� )ولكﻦ(‪ .‬اذكر آﻳـﺔ ﻳـﺆدي عـدم‬
‫إدراك أن االســﺘثﻨ�اء ﻓﻴهـــا مﻨﻘطــع إ� ﺧلـــل � ﻓهــم حـــدود‬
‫العالﻗﺔ ﺑ� ا�نس�‪.‬‬

‫‪19‬‬
‫اﻟﺠﺰء اﻟﺜﺎﻟﺚ‬

‫‪ .1‬هﻨــاك ﺟملــﺔ مع�ﺿــﺔ � آﻳــﺔ‪ ،‬اع�اﺿــها ﻳــدل علــى أن ﷲ‬


‫ُﻳ َع ﱢﺠ ُﺐ ﻓﻴها مﻦ الﻀالل الﺬي َﻳ ِص ُل إلﻴه مﻦ ُحرم مﻦ هداﻳﺔ‬
‫ً‬
‫ﷲ وﺗوﻓﻴﻘه‪� ،‬ﻴﺚ ﻳﻘول أﻗواال ال ﻳﻘولهـا عاﻗـل‪ ،‬ﺗـدل علـى‬
‫اسﺘهاﻧﺔ ﺑصـﻔات ﷲ‪ .‬اذكـر هـﺬﻩ اﻵﻳـﺔ وا�ملـﺔ ا�ع�ﺿـﺔ‬
‫ﻓﻴها‪.‬‬

‫َُْ ً‬ ‫ُ َ‬
‫‪ .2‬اﻷصل � العلم أن � ِدث ﺗواﺿعا للحﻖ وألﻔـﺔ ﺑـ� الﻨـاس‪،‬‬
‫لكﻦ مﻦ الﻨاس مﻦ ا�ﺬوﻩ سﺒﺒ�ا لالﺧﺘالف ومـادة للﺘحاسـد‬
‫والﺘﻈالم‪ ،‬ﻓعملوا ﺑعكس مﻘصدﻩ‪ .‬اذكر آﻳﺔ ﺑهﺬا ا�ع�‪.‬‬

‫‪ .3‬إذا ﺿ� ا�سـلم � سـﺒﻴ�ل دﻳﻨـ�ه وﺑـﺬل لـه الﻐـا� والﻨﻔـيس‬


‫ً‬ ‫ً‬
‫موﻗﻨا ومصدﻗا ﺑا�ﺰاء ﻓﺈن ذلك ﻳﺰ�دﻩ ﺗمس�ا ﺑدﻳﻨـ�ه وﺛﺒ�اﺗـا‬
‫علﻴه‪ .‬اذكر ﺛالث �لمات مﻦ آﻳﺔ ﺗدل على ذلك‪.‬‬

‫‪20‬‬
‫‪ .4‬ﻳدرك ا�ﺆمﻦ أن الص� � الﺸداﺋد وا�واﻗﻒ الصعﺒﺔ ال ﻳنﺒع‬
‫مﻦ ﺛﻨ�اﻳا ﻧﻔسه الﻀعﻴﻔﺔ‪ ،‬لﺬلك ﻓهو ﻳسﺘمدﻩ دومـا مـﻦ ﷲ‬
‫ﺗعا�‪ .‬اذكر آﻳﺔ ﺗدل ﺑهﺬا ا�ع�‪.‬‬

‫ُ‬ ‫َُ ﱢ‬
‫‪ .5‬عــادة مــا � ـﺬل الﺸــﻴطان عــﻦ طاعــﺔ ﷲ ﺑــالﺘﺨو�ﻒ مــﻦ‬
‫عواﻗﺐ هﺬﻩ الطاعﺔ‪ .‬اذكر آﻳﺔ ﺗدل على ذلك‪.‬‬

‫‪ .6‬الﻘرآن ﻳعمل على ﺗطه� الﻘلـﺐ مـﻦ ﺧـواطر السـوء‪ ،‬وذلـك‬


‫ﺑاسﺘحﻀار أن ﷲ مطلع على ما �ول ﻓﻴه‪ ،‬ﻓيسـﺘ� العﺒـد‬
‫ُ ّ‬ ‫ﷲ َ‬ ‫أن ﻳــرى ُ‬
‫ﻗلﺒ ـه محــال لﺘﻔكــ� رديء‪ .‬اذكــر آﻳــﺔ ﺗ ـﻨ� هــﺬﻩ‬
‫الرﻗاﺑﺔ‪.‬‬

‫‪� .7‬لﻒ ﺑعﺾ الﺘﺠار أﻳماﻧـا �اذﺑـﺔ أن الﺒﻀـاعﺔ علﻴـه ﺑكـﺬا أو‬
‫َ ﱠ َ‬
‫ُدﻓع له ﻓﻴها كﺬا‪ ،‬وال ﻳـدري أن ﷲ ‪-‬ﺗعـا�‪ -‬هـدد مـﻦ ﻳﻔعـل‬
‫ذلك ﺑﺂﻳﺔ‪ .‬اذكرها‪.‬‬

‫‪21‬‬
‫َّ‬
‫‪ .8‬إحدى اﻷﺧوات الﻔاﺿـالت حﺜـﺖ معارﻓهـا علـى الﺘـ�ع ﺑمـا‬
‫لدﻳهم مﻦ مالﺑس زاﺋدة لﺘعطﻴها للﻔﻘراء‪ .‬ﻓﺠاءﺗهـا ﺗ�عـات‬
‫مــﻦ أﻧــاس أﻏﻨﻴـ�اء ﺑمالﺑــس متســﺨﺔ مــا �ــاﻧوا لﻴحﺒــوا مﺜلهــا‬
‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫لهم‪ .‬اذكر آﻳﺔ �سﻦ أن �اطﺐ ﺑها اﻷﺧـﺖ هـﺆالء لﺘنﺒـﻴههم‬
‫على ﺧطﺌهم‪.‬‬

‫‪22‬‬
‫اﻟﺠﺰء اﻟﺮاﺑﻊ‬

‫ُ ّ‬
‫‪ .1‬اذكر آﻳﺔ ﺗﺒ� أن الﺘعرض لﻀﻴﻖ ﻧﻔ� ﻗد ﻳكـون رحمـﺔ مـﻦ‬
‫ُ ّ‬
‫حﻴــﺚ أﻧــه �ﻔ ـﻒ مــﻦ اﻹحســاس ﺑﻀــﻴﻖ ﻧﻔ� ـ آﺧــر‪ ،‬ﻓﻘــد‬
‫سـلﺒﻴ�ا ًّ‬
‫ﻗو�ـا‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫ﺷـعورا‬ ‫ﻳﺘعرض اﻹﻧسـان �ﺸـ�لﺔ ﺗسـﺒﺐ لدﻳـه‬
‫)ﺧوف‪ ،‬حﺰن‪ ،‬ﻧدم(‪ ،‬ﺛم ﺑعد ذلك ﻳﺘعرض لمـا ﻳسـﺒﺐ لدﻳـه‬
‫ﺷعورا ً‬
‫سلﺒﻴ�ا أﻗوى مـﻦ اﻷول إ� درﺟـﺔ أﻧـه ﻳنسـﻴه الﺸـعور‬ ‫ً‬
‫ّ‬
‫ﺸع ُر ﺑارﺗﻴـ�اح ﻷن‬ ‫ُ‬
‫اﻷول‪ .‬عﻨد زوال هﺬا ا�سﺒﺐ الﺜا�‪ ،‬ﻓﺈﻧه ﻳ ِ‬
‫اﻷول �ان ﻗد ﺗﻀاءل ﺑسﺒﺐ الﺜا�‪ .‬اذكر آﻳﺔ ﺗـدل علـى مﺜـل‬
‫هﺬا‪.‬‬

‫ُ‬ ‫ً‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ ْ‬ ‫ُ ّ‬


‫ﺑﺘ�لﻴﻒ وﺗﻀمﻦ لهـم ﺿـماﻧا ﻳـر�ح‬
‫ٍ‬ ‫‪ .2‬اذكر آﻳﺔ ﺗ�لﻒ ا�ﺆمﻨ�‬
‫ﻗلوﺑهم مﻦ ا�وف مﻦ مﺆامرات أعداﺋهم وﻗوﺗهم‪.‬‬

‫َّ َّ َ َ ْ ُ ُ َ‬
‫‪ .3‬ﻗرأﻧا � ا�ﺰء الﺜالـﺚ ﻗـول ﷲ ﺗعـا�‪﴿ :‬إِن ا�ِيـن ي�فـرون‬
‫َ‬ ‫ْ ُ‬ ‫� ب َغـــ ْ‬ ‫َ‬ ‫َّ َ َ ْ ُ ُ‬
‫� َحـــ ٍّق َو َ�ق ُتلـــون‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ون ا�َّب ّيـــ َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫لـــ‬ ‫ت‬ ‫ق‬ ‫�‬ ‫و‬ ‫ِ‬ ‫ا�‬ ‫ات‬
‫ِ‬ ‫ب َ‬
‫آيـــ‬‫ِ‬
‫ََ ّ ْ ُ َ َ َ‬
‫َّ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َّ َ َ ْ ُ ُ َ ْ‬
‫اب أ ِ�ـ ٍ�﴾ ]آل‬‫اس فب ِ�ـهم بِعـذ ٍ‬ ‫ا�ِين يأمرون بِال ِقس ِط مِن ا� ِ‬

‫‪23‬‬
‫عمــران‪ .[21:‬وﻗــد ﻳســﺄل ســاﺋل‪ :‬هــل ﻳمكــﻦ أن ﻳكــون ﻗﺘــل‬
‫ّ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ً‬
‫� ح ٍق﴾ هـﻲ‬ ‫اﻷﻧبﻴ�اء �ﻖ أصال؟ وا�واب أن هﺬﻩ العﺒـارة ﴿بِغ ِ‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ًَْ‬
‫لﺰ�ادة ﺑﻴ�ان ﺷﻨاعﺔ ﻓعلهم‪ ،‬ﻓليسﺖ ﻗﻴدا إذا ﺗـوﻓر حـرم ﻗﺘـل‬
‫اﻷﻧبﻴ�اء وإذا لم ﻳﺘـوﻓر ﺟـاز ﻗـﺘلهم! اذكـر آﻳـﺔ ﻓﻴهـا عﺒـارة ﻗـد‬
‫ُﻳﻈﻦ أﻧها للﺘﻘﻴﻴ�د ﺑيﻨما هﻲ للتﺸﻨﻴع‪.‬‬

‫‪ .4‬ﻳتساءل الـﺒعﺾ‪ :‬مـا الـدلﻴل علـى أن الﻘـرآن �ـالم ﷲ؟ و�‬


‫اﻹﺟاﺑﺔ عـﻦ هـﺬا السـﺆال كﺜـ�ا مـا ﻧس�سـل ﺑا�ـدﻳﺚ عـﻦ‬
‫اﻹعﺠاز الﺒالﻏﻲ واﻷدلﺔ العلمﻴـﺔ واﻹﻧﺒـ�اء ﺑﺄﺧﺒـار ا�سـﺘﻘﺒل‬
‫ً‬ ‫والما�‪ ،‬وهﺬا �له صحﻴح‪ْ .‬‬
‫لكﻦ حﻘﻴﻘـﺔ هﻨـاك دلﻴـل مهـم‬
‫ﺟدا‪ ،‬وهو أن أسلوب الﻘرآن � ﺧطاب الﻨ� صـلى ﷲ علﻴـه‬
‫وسلم هو أسلوب ﺧطاب رب لعﺒد‪ ،‬ال أسـلوب إﻧسـان ﻳر�ـد‬
‫أن ﻳصﻨع لﻨﻔسه مﺠدا مﺰعوما ﺑصﻴاﻏﺔ �ـالم ﺛـم ﻧسـﺒﺘ�ه إ�‬
‫ّ‬ ‫ً‬
‫ﷲ ‪-‬ﺗعا�‪ ،-‬ﻓمﺜال ﺗرى الﻘرآن ﻳﺘوعـد الﻨـ� إن ع�ـ رﺑـه‪،‬‬
‫ّ‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ْ‬
‫و� ا�ﻘاﺑل إن ﻓعل الﻨ� ﻓعال عﻈﻴما ﺗـرى أن الﻘـرآن ﻳنسـﺐ‬
‫الﻔﻀـــل � ذلـــك إ� ﷲ‪ .‬وذلـــك �ـــالف مـــا ﺗـــراﻩ � كﺘـــﺐ‬
‫ً‬
‫الﺒهاﺋﻴ�ﺔ والﻘادﻳاﻧﻴ�ﺔ والﺒاﺑﻴ�ﺔ مﺜال مﻦ ﻧسﺒﺔ أمﺠاد موهومـﺔ‬

‫‪24‬‬
‫إ� أﻧﻔســهم وﻗدســﻴﺔ مهمــا ﻓعلــوا‪ .‬اذكــر آﻳــﺔ ﺗﺘحــدث عــﻦ‬
‫ً‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫موﻗﻒ أحسﻦ ﻓﻴه الﻨ� الﺘصرف ﺟدا‪ ،‬لكـﻦ اﻵﻳـﺔ مـع ذلـك‬
‫ﻧسﺒﺖ الﻔﻀل إ� ﷲ أن وﻓﻖ ﻧبﻴ�ه إ� هﺬا الﺘصرف‪.‬‬

‫‪ .5‬ﺟملﺔ مع�ﺿﺔ ﺟاءت � م�ان ﺑدﻳع ﻳﺘﺠلـى ﻓﻴهـا ﻷﺑعـد حـد‬


‫ا�ع� الﺬي ذكرﻧاﻩ مﻦ أن الﻘرآن ﺧطاب رب لعﺒد‪ .‬ﻓـالﻨ� ‪-‬‬
‫ّ‬
‫صلى ﷲ علﻴه وسلم‪ -‬مﺒلﻎ عﻦ رﺑه‪ ،‬لـيس لـه أن ﻳﺘوﻗـع وال‬
‫ح� أن ﻳﻘﺘص ﷲ له مﻦ ﻇا�ﻴه � الدﻧﻴ�ا‪ .‬ﺑل علﻴه التسلﻴم‬
‫لﺘصــار�ﻒ الﻘــدر �لهــا‪ ،‬ﻓﺈﻧمــا هــو عﺒــد لــرب �كــم مــا ﻳﺸــاء‬
‫ً‬
‫و�ﻔعــل مــا ﻳر�ــد‪ .‬اذكــر �دﻳــدا هــﺬﻩ ا�ملــﺔ ا�ع�ﺿــﺔ الــ�‬
‫ﻳﺘﺠلى ﻓﻴها ا�ع� ا�ﺬكور‪.‬‬

‫‪ .6‬ﻳــدعو الــﺒعﺾ إ� ﺟمــع أﺑﻨـ�اء ا�ﺠﺘمــع الواحــد علــى مﺒــادئ‬


‫أرﺿﻴﺔ ﺑدعوى أن هﺬا ﻳوحدهم‪ ،‬ولو علـى حسـاب الﺘﻔـر�ط‬
‫� حــﻖ ﷲ ﺗعــا� و�ــاوز ﺷــراﺋعه وأح�امــه‪ .‬ﺑيﻨمــا ﻳعلمﻨــا‬
‫الﻘـــرآن أن ﺗـــرك مـــا أﺧـــرج ﷲ هـــﺬﻩ اﻷمـــﺔ ﻷﺟلـــه‪ ،‬وﺗـــرك‬

‫‪25‬‬
‫الﺘــوا� ﺑــال�ام حــدودﻩ‪ ،‬ﻳــﺆدي إ� ﺗمــﺰق ا�ﺠﺘمــع وﺿــﻴاع‬
‫وحدﺗه‪ .‬اذكر آﻳﺘ� مﺘﺘ�الﻴﺘ� ﻳﻔﻴد ﺗعاﻗﺒهما هﺬاا�ع�‪.‬‬

‫‪ .7‬مﻦ حسـﻦ ﺗعامـل اﻹسـالم مـع الرﻗﻴـﻖ واﻹمـاء ّأﻧـه َ‬


‫سـماهم‬
‫ـمﻴات ﺗكـــرمهم وﺗﺸـــعرهم �ســـﻦ الصـــلﺔ مـــع مـــﻦ‬
‫ﺑتســ ٍ‬
‫ﻳمﺘلكوﻧهم و�ﺄﻧهم مﻦ أﻓراد العاﺋلﺔ‪ .‬اذكر �لمﺘ� مﺘﻔـرﻗﺘ�‬
‫مﻦ آﻳﺔ ﻓﻴهما هﺬا ا�ع�‪.‬‬

‫‪ .8‬ا�عصﻴﺔ سﺒﺐ للهوان وا�ﺬلﺔ‪ .‬اذكر آﻳﺔ ﺗدل على ذلك‪.‬‬

‫‪� .9‬ـــاول الـــﺒعﺾ الﺘوﻓﻴـــﻖ ﺑـــ� ﺧراﻓـــﺔ الﺘطـــور واﻹســـالم‬


‫ً‬
‫مﺘــﺄول� ﺑــﺬلك اﻵﻳــات ﺗــﺄوال واﺿــح الــﺒطالن‪ .‬اذكــر ﺛــالث‬
‫�لمــات مــﻦ آﻳــﺔ‪ ،‬ﺗﺒطــل ﻓكــرة أن ﻳكــون والــدا البﺸــر�ﺔ ﻗــد‬
‫ﺗطورا عﻦ �اﺋﻨ�ات أد�‪.‬‬

‫ً‬
‫‪ .10‬مﻦ أهم ما ﻳﻨﺠو ﺑه ا�سلم أن ﻳكون مع�ﻓـا ﺑﺬﻧﺒـ�ه إذا أذﻧـﺐ‬
‫ُُ‬ ‫َ َ ُ َ ََُْ‬
‫�فـوا ِبـذنو� ِ ِه ْم‬ ‫ال أن ﻳداﻓع عﻨه‪ ،‬ﻗال ﷲ ﺗعـا�‪﴿ :‬وآخـرون اع‬

‫‪26‬‬
‫َّ ُ َ َ ُ َ َ َ ْ ْ َّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ً‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ َ ُ َ َ ً َ ًِ َ َ‬
‫خلطوا �م� صا�ا وآخر سيِئا ع� ا� أن �توب علـي ِهم ۚ إِن‬

‫يم﴾ ]الﺘوﺑﺔ‪ .[102:‬لكﻦ ﻗـد �ـدر أحـدﻧا ﻧﻔسـه‬ ‫ا� َ� ُف ٌ‬


‫ور َّر ِ‬
‫ح ٌ‬ ‫َّ َ‬
‫ﱢ‬ ‫ُ َ‬
‫ﺑﺄﻧه مع�ف ﺑﺬﻧﺒ�ه ﻓال ﻳﻘلع عﻨه‪ .‬اذكر ﺧمس �لمـات ﺗكمـل‬
‫ا�ع� وﺗمﻨع مﻦ سوء الﻔهم هﺬا‪.‬‬
‫‪ .11‬ﺷرك ا�رء سﺒﺐ �وﻓه مﻦ عدوﻩ‪ .‬اذكـر آﻳـﺔ ﺗـدل علـى هـﺬا‬
‫ا�ع�‪.‬‬

‫‪ .12‬عدم اﻹﻳمان ﺑاﻵﺧرة �عـل اﻹﻧسـان ﻳﺘحسـر علـى مصـاﺋﺐ‬


‫الدﻧﻴ�ا‪ ،‬وهﻲ مﻦ عﻘوﺑات ﷲ لهﺆالء‪ .‬اذكر سـﺖ �لمـات مـﻦ‬
‫آﻳﺔ ﺗدل على هﺬا ا�ع�‪.‬‬

‫‪ .13‬الـــﺬي ال ﻳـــر� ﺑﻘـــدر ﷲ ﻓﺈﻧـــه ﻳـــدﺧل الﻐـــم علـــى ﻧﻔســـه‬


‫ﺑﻨﻔسه‪ .‬اذكر �لمﺘ� مﻦ آﻳﺔ ﺗدالن على هﺬا ا�ع�‪.‬‬

‫‪27‬‬
‫اﻟﺠﺰء اﻟﺨﺎﻣﺲ‬

‫ُ ّ‬ ‫َ‬
‫‪ .1‬ﺗرى مﻦ ﻳﻔﻀل ﺑعﺾ ا�ﺸرك� أو ا�لحدﻳﻦ علـى ا�سـلم�‬
‫ً‬
‫ﺑدعوى أﻧهم أك� إﻧساﻧﻴ�ﺔ أو أﻓﻀل أﺧالﻗا‪ .‬اذكر آﻳﺔ ﺗسﺘدل‬
‫ﺑها على هﺆالء لﺘﺒ� لهم أن ﷲ ﺷﻨع على مـﻦ ﻳﻔﻀـل ً‬
‫�ـاﻓرا‬
‫على مﺆمﻦ‪.‬‬

‫‪ .2‬ﺑعــﺾ الﺸــﺒاب والﻔﺘﻴــ�ات ال ﻳلــ�م ﺑــﺄمر ﷲ عــﺰ وﺟــل �‬


‫الﺘعامـل مـع ا�ـنس اﻵﺧــر‪ .‬و�ـدﺧل � ذلـك مسـاﺋل ﻏــﺾ‬
‫ً‬
‫الﺒصر مﺜال‪ .‬ﻓﺈذا راﺟعﺘـه ﻗـال لـك ﻳـا أ� أﻧـا ﺑﺸـر مـﻦ �ـم‬
‫ُ ّ‬
‫ودم وﻧوازع والﻔﺘﻨ�ﺔ ﺷدﻳدة‪ .‬اذكر آﻳﺔ ﺗﺒ� � سـﻴاﻗها أن ﷲ‬
‫ﺗعا� ما ﺷرع الﺬي ﺷرع لﻨا مﻦ حدود � العالﻗﺔ ﺑ� الرﺟـل‬
‫وا�ــرأة إال وهــو ﺗعــا� ﻳعلــم مــا لــدﻳﻨ�ا مــﻦ ﻧــوازع‪ ،‬ﻓحــد هــﺬﻩ‬
‫ا�ــدود رحمــﺔ ﺑﻨــ�ا حــ� ال ﻧﻘــع � اﻵﺛــار ا�ــدمرة للﻔــو�‬
‫اﻷﺧالﻗﻴﺔ‪.‬‬

‫‪28‬‬
‫‪ .3‬اذكر آﻳﺔ ﺗﺒ� أن ﺑعﺾ الﻨاس ﻳرﺗكﺒـون ا�حرمـات أكـ� ممـا‬
‫ً‬ ‫ُ‬
‫لو أﻧهم أمروا ﺑها أمرا ﺷرعﻴا!‬

‫‪ .4‬ليس ﺑا﮻ ﺗعا� مـﻦ حاﺟـﺔ � عـﺬاب الﻨـاس‪ ،‬إﻧمـا العـﺬاب‬


‫ﺟــﺰاء الســوء‪ .‬اذكــر آﻳــﺔ ﺗــدل علــى أن العﺒــاد إذا �ــاﻧوا مــﻦ‬
‫ا�ــﺆمﻨ� وأﻇهــروا العرﻓــان ﮻ ﺗعــا� �مﻴلــه علــﻴهم ﻓﺈﻧــه‬
‫سﺒحاﻧه و ﺗعا� ال حاﺟﺔ له ﺑعﺬاﺑهم‪.‬‬

‫‪ .5‬اذكر آﻳﺔ ﻳﺘﻀح ﻓﻴها ا�ع� الﺬي ذكرﻧاﻩ مـﻦ ﻗﺒـل أن الﻘـرآن‬
‫ﻳنســﺐ الﻔﻀــل إ� ﷲ ﻓﻴمــا �صــل للﻨــ� مــﻦ ﺧــ� ﺑيﻨمــا‬
‫ﻳنســﺐ التســﺒﺐ � ا�كروهــات علــى الــﻨﻔس إ� الﻨــ� إن‬
‫أصاﺑه �ء مﻨها‪.‬‬

‫‪ .6‬مﻦ الﻨاس مﻦ ﻳ�ر اﻹعراض عﻦ حكم ﷲ وﺗعطﻴـل العمـل‬


‫ﺑه مﻦ ﺑاب ا�ﻔـاظ علـى السـلم ا�ﺠﺘمعـﻲ والﺘعـاﻳﺶ ﺑـ�‬
‫أهل ا�لل ا�ﺨﺘلﻔﺔ‪ .‬اذكر آﻳات �كﻲ عﻦ أمﺜالهم هﺬا العـﺬر‪،‬‬
‫والرد علﻴهم‪.‬‬

‫‪29‬‬
‫‪ .7‬ﻳﻔﺘح ﷲ أﺑواب الﺘوﺑﺔ‪ ،‬وا�ﻔسدون �رﻓون الداﺧل� عﻨها‪.‬‬
‫اذكر آﻳﺔ ﺗدل على هﺬا ا�ع�‪.‬‬

‫‪ .8‬مﻦ أﻧـواع الـالم الم العلـﺔ والم الﺘﻘو�ـﺔ‪ .‬إذا ﻗلـﺖ‪ :‬إ� ﻧصـ�‬
‫َّ‬
‫لك‪ ،‬ﻓالالم هﻨا ﺗس� الم الﺘﻘو�ﺔ‪ .‬ﺑيﻨمـا � ﻗولـه ﺗعـا�‪﴿ :‬إِن‬
‫ا�ُ‬ ‫َّ ُ َ ٰ َ َّ َ ْ َ َ َ َّ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫َّ َ َ ُ ُّ َ َ ْ َ َ‬
‫ا�ِين �غضون أصوا�هم عِند رسو ِل ا�ِ أو��ِك ا�ِين امتحن‬
‫ٰ‬ ‫َ‬ ‫ُ ُ َ ُ ْ َّ ْ‬
‫قلو�هم ل ِلتقوى﴾ ]ا�ﺠرات‪ ،[3:‬ﻓ الالم الم العلﺔ‪ .‬والﺘﻘـدﻳر ‪:‬‬
‫امﺘحﻦ ﻗلوﺑهم ﻷﺟل الﺘﻘـوى ‪ ،‬أي لﺘكـون ﻓﻴهـا الﺘﻘـوى‪.‬اذكر‬
‫أرﺑع �لمات مﻦ آﻳﺔ ﻳﺆدي عدم معرﻓﺔ أن الـالم ﻓﻴهـا الم علـﺔ‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫إ� سوء ﻓهم �ﺄن ﷲ ﺗعا� ﻳﻨهـى ﻧبﻴـ�ه أن ﻳﻘـﻒ موﻗﻔـا ﻗو�ـا‬
‫مﻦ ﻗوم سوء‪.‬‬

‫‪30‬‬
‫اﻟﺠﺰء اﻟﺴﺎدس‬

‫‪ .1‬ﻗــد �صــل معــك مواﻗــﻒ ﻳﺘﻀــح ﻓﻴهــا عﻨاﻳــﺔ ﷲ ﺑــك أو‬


‫اسﺘﺠاﺑﺘ�ه لدعاﺋك ﺑﺸ�ل ﻳسﺘع� علـى الﺘﻔاسـ� المادﻳـﺔ‬
‫ُ‬
‫ا�عﺘادة‪ ،‬ﻓتسر ﺑها‪ .‬لكﻦ علﻴك ﺗﺬكر أن واﺟﺐ الﺸكر ﻳعﻈم‬
‫وإﺛم كﻔران هﺬﻩ ا�واﻗﻒ ﻳعﻈم كﺬلك‪.‬‬

‫ّ‬ ‫‪ .2‬علـــى ا�ســـلم أن ُﻳـ ـ ﱢ‬


‫وطﻦ ﻧﻔســـه علـــى أن ﺟـــﺰاء اﻷعمـــال‬
‫وا�صــال ا�ـ ّـ�ة ﺑﺘمامــه هــو � اﻵﺧــرة‪ ،‬ال � الــدﻧﻴ�ا‪ .‬اذكــر‬
‫ّ‬ ‫ً‬
‫ﺟﺰءا مﻦ آﻳﺔ ﻳوﺿح هﺬا ا�ﻔهوم‪.‬‬

‫‪ .3‬اذكر آﻳﺔ مﻦ اﻷﺟﺰاء الساﺑﻘﺔ �مل ا�ع� ﻧﻔسه‪.‬‬

‫‪ .4‬كﻨــﺖ ﻗــد أﺟر�ــﺖ اســﺘبﻴ�اﻧا � عــدة مســاﺟد حــول أســﺒاب‬


‫الوﻗوع � ا�عا�‪ ،‬و� هﺬا االسﺘبﻴ�ان وﺿـعﻨا أكـ� مـﻦ ‪50‬‬
‫ســﺒﺒ�ا‪ .‬ﻓ�ــان ﺛــا� أكــ� ســﺒﺐ اﺧﺘــارﻩ معﺒﺌــو االســﺘبﻴ�ان هــو‬
‫اعﺘمادهم على رحمﺔ ﷲ عﺰ وﺟل‪ .‬إذن ﻓكﺜ� مﻨا ليس عﻨدﻩ‬

‫‪31‬‬
‫ﺗــوازن ﺑــ� ا�ــوف مــﻦ ﷲ والرﺟــاء � رحمﺘــه اذكــر آﻳﺘــ�‬
‫مﺘﺘ�الﻴﺘ� ﺗبﻴﻨ�ان أن الواحد مﻨا ﻗد ﻳعمـل عمـال عﻈﻴمـا ﻓﻴـه‬
‫كﺜ� مﻦ الﺘﻀحﻴات لكﻨه إن ﺗهاون أﺛﻨ�اءﻩ ﺑﺄمر مﻦ أوامر ﷲ‬
‫عﺰ وﺟل ﻓهو معرض لعﻘوﺑﺘ�ه ﺗعا�‪.‬‬

‫‪ .5‬مﻦ أك� ما ﻳعـول علﻴـه أﺗﺒـ�اع ﺧراﻓـﺔ الﺘطـور ﻇـاهرة الﺸـﺒه‬


‫ﺑ� كﺜ� مﻦ ال�اﺋﻨ�ات‪ .‬ﻓﻨﻘول لهم‪ :‬مﻦ أصﻨاف ال�اﺋﻨ�ات ما‬
‫ﻳصعﺐ الﺘﻔر�ﻖ ﺑيﻨها ﺟدا لﺸدة ﺷﺒهها مع أﻧهـا مﺨﺘلﻔـﺔ �‬
‫حﻘاﺋﻘهــا اﺧﺘالﻓــا معﺘــ�ا‪ .‬اذكــر أدل �لمــﺔ � آﻳــﺔ علــى هــﺬا‬
‫ا�ع�‪.‬‬

‫‪ .6‬كﺜ� مﻦ الﻨاس ال ﻳهمه أمر اﻵﺧرة وال ﻳﻔكر ﻓﻴه‪ .‬لـﺬلك ﻓﺈﻧـه‬
‫ً‬
‫ﻳﻨﻈر‪ :‬ﻓﺈن أمﻦ مﻦ عﺬاب الدﻧﻴ�ا اﺟ�أ على ا�عـا� معرﺿـا‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫ﺗماما عﻦ هدي الو�‪ .‬اذكر آﻳﺔ ﺗصﻒ ﻗوما هﺬا حالهم‪.‬‬

‫‪ .7‬الـــﺬي ﻳﺘعمـــﻖ � ا�ﻘـــاﺋﻖ و�ـــﺘمكﻦ مﻨهـــا �ﻴـــﺚ ال ﺗﻐـــرﻩ‬


‫ً‬
‫الﺸـــﺒهات والﺸـــهوات ﻓﺈﻧـــك �ـــدﻩ ﺑعﻴـــدا عـــﻦ الﺘ�لـــﻒ‬

‫‪32‬‬
‫والﺘعﻨﺖ‪ ،‬ليس ﺑيﻨ�ه وﺑ� ا�ﻖ حاﺟﺐ‪ ،‬ﻳعرف دالﺋل صدق‬
‫ً‬
‫اﻷﻧبﻴ�اء وال ﻳطلـﺐ مـﻨهم ﺧـوارق العـادات‪ ،‬وﺗـراﻩ ﺑعﻴـدا عـﻦ‬
‫العدوان على ممﺘل�ات اﻵﺧـر�ﻦ أو الطمـع ﻓﻴهـا‪ .‬ﻓﻘلﺒـه ﻗـد‬
‫ﺗعلﻖ ﺑاﻵﺧرة‪ .‬اذكر آﻳﺔ ﺗدل على هﺬا ا�ع� مﻦ سﻴاﻗها‪.‬‬

‫‪ .8‬هﻨاك �لمﺔ مسﺘﻐرﺑﺔ مﻦ السﻴاق �ﻦ ال ﻳﻔهم معﻨاهـا‪ ،‬ﺗـدل‬


‫على أن ا�ﺸﻴﺔ مﻦ ﷲ ﺗ�ع مﻦ ﻗلﺐ ا�ﺆمﻦ هﻴﺒـ�ﺔ اﻷعـداء‬
‫وا�وف مﻨهم‪ .‬ما هﻲ هﺬﻩ ال�لمﺔ؟‬

‫‪33‬‬
‫اﻟﺠﺰء اﻟﺴﺎﺑﻊ‬

‫‪ .1‬الﻘــرآن ال ﻳــﺄ� ﺑاﻷدلــﺔ الواﺿــحﺔ ﻓحســﺐ‪ ،‬ﺑــل ﻳﺒــ� الﺒنﻴ ـ�ﺔ‬


‫العﻘلﻴﺔ الﻔكر�ﺔ الﻔطر�ﺔ السلﻴمﺔ ال� ﺗسﺘﻔﻴد مـﻦ اﻷدلـﺔ‬
‫وﺗسﺘطﻴع الﺘﻔر�ﻖ ﺑ� ا�ﻖ والﺒاطل‪.‬‬

‫‪ .2‬كﺜــ� مــﻦ الﻨــاس ﻳﺸــكر رﺑــه ﻓﻘــط علــى الــﻨعم الدﻧﻴو�ــﺔ‬


‫و�ﻐﺾ طرﻓه عﻦ الـﻨعم الدﻳنﻴـ�ﺔ‪ .‬اذكـر آﻳـﺔ ﺗـدلل علـى أﻧـه‬
‫ﻳﺘوﺟــﺐ علــى العﺒــاد ﺷــكر ﷲ لمــا ﻳمــﻦ علــﻴهم مــﻦ معرﻓــﺔ‬
‫اﻷح�ام الﺸرعﻴﺔ وﺗبﻴيﻨها‪.‬‬

‫َ‬
‫‪ .3‬ا�ﺆمﻦ حر�ص على دﺧول إﺧواﻧه ا�ﻨﺔ‪ .‬ﻗال ﷲ ﴿ َومـا �ن‬
‫ٌ‬ ‫َ‬ ‫�م إ َّن َّ َ‬
‫َ ُ‬ ‫َ‬ ‫َّ ُ‬
‫ٌ‬
‫حـــيم﴾‬ ‫اس لـــ َرءوف َر‬ ‫ا� ب ّ‬
‫ا�ـــ ِ‬‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ضـــيع إيمـــان‬ ‫ا� ِ�ُ‬

‫]الﺒﻘرة‪ [143:‬ردا على مﻦ سﺄل عـﻦ حـال مـﻦ مـات وﻗﺒلﺘـه‬


‫إ� ﺑيﺖ ا�ﻘدس هﻨاك آﻳﺔ أﺧرى � هﺬا ا�ﺰء ﻓﻴها الرد على‬
‫سﺆال كهﺬا‪.‬‬

‫‪34‬‬
‫‪ .4‬كﺜ� مﻦ الﻨاس ﻳﻐ� ﺑسعﺔ رحمـﺔ ﷲ وهـو مﻘصـر � طاعـﺔ‬
‫ﷲ مســرف علــى ﻧﻔســه و�ﻘــول رحمﺘــه ســﺒحاﻧه واســعﺔ‬
‫وســﻴﻐﻔر لﻨــا ﺟمﻴعــا اذكــر آﻳــﺔ مــﻦ ﺟــﺰء الﻴــوم ﻳعلمﻨــا ﻓﻴهــا‬
‫ســﺒحاﻧه أﻧــه ال ﺑــد للمــرء مــﻦ ﺟﻨــاح� ﻳطــ� ﺑهمــا ا�ــوف‬
‫والرﺟاء‪.‬‬

‫‪ .5‬اذكـــر آﻳـــﺔ ﺗوﺿـــح أن ا�ﺸـــرك� �معـــون ﺑـــ� الﻀـــالل‬


‫واﻹﺿــالل ﻓــال هــم ﻳنﺘﻔعــون الهــدى وال هــم ﻳر�ــدون ﻧﻔعــه‬
‫لﻐ�هم ‪.‬‬

‫‪ .6‬ﻧﺬارة الﻘرآن �مﻴع الﻨاس لكـﻦ ﷲ سـﺒحاﻧه ﺧـص ﻧﺬارﺗـه‬


‫للمﺆمﻨ� � ﺑعـﺾ اﻵﻳـات ﻷﻧهـم ا�ﻨﺘﻔعـون علـى ا�ﻘﻴﻘـﺔ‬
‫َ َ ًّ َ َ َّ َ ُ َ َ‬ ‫َ‬
‫ﺑالﻘرآن كما ﻗال ﺗعـا�‪ُ�ِ ﴿ :‬ن ِذ َر من �ن حيا و� ِ‬
‫حـق القـول �‬
‫ال�ف َ‬
‫ِر�ن﴾ ]ﻳس‪ .[70:‬اذكر آﻳﺔ ﺑﻨﻔس ا�ع�‪.‬‬

‫‪35‬‬
‫آﻳــﺔ ﻓﻴهــا ﺗنﺒﻴـ�ه علــى أﻧــه �ــﻖ ا�مــد ﮻ عﻨــد هــالك‬ ‫‪.7‬‬
‫الﻈلمﺔ ﻷن هالكهم صـالح للﻨـاس والصـالح أعﻈـم الـﻨعم‬
‫وﺷكر الﻨعمﺔ واﺟﺐ‪ .‬اذكر هﺬﻩ اﻵﻳﺔ‪.‬‬

‫‪36‬‬
‫اﻟﺠﺰء اﻟﺜﺎﻣﻦ‬

‫‪ .1‬مﻦ أﺷرف ا�ﻨح ال� ﻳﻨعم ﷲ ﺑهـا علـى مـﻦ ﻳطﻴعـه و�ﺘﻘﻴـه‬
‫ُ‬
‫أن ﻳعلمــه العلــوم الﻨاﻓعــﺔ الــ� �ــي الﻘلــﺐ وﺗصــلح الــدﻧﻴ�ا‬
‫َّ ُ‬
‫واﻵﺧرة‪ .‬وكﺜ�ا ما ُﻳﺬكر � هﺬا ا�ع� ﻗول ﷲ ﺗعا�‪َ ﴿ :‬وا�قـوا‬
‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َّ َ َ ُ َ ّ ُ ُ ُ ّ‬
‫ا� و�عل ِم� ـم ا�﴾ ]الﺒﻘــرة‪ ،[282:‬و�ﻘولــون مﻨهــا حكمــﺔ‬
‫)اﺗﻖ ﷲ ﻓﻴما ﺗعلم ﻳعلمك ما لم ﺗعلم(‪ .‬اذكر آﻳﺔ ﺗـدل علـى‬
‫ﱢ‬
‫أن ﷲ ﻳعلم مﻦ ﻳطﻴعه �ﺄﻧه ﻳراﻩ ﺑﺄﺷرف العلوم‪.‬‬

‫ّ‬
‫‪ .2‬ال �ﺐ ﷲ ﺗعا� أن ُﻳعﻨﺖ ا�سلم� ﺑﺄح�امه أو ﻳصـل ﺑهـم‬
‫اﻷمـــر إ� الوسوســـﺔ‪.‬اذكر ﺟملـــﺔ مع�ﺿـــﺔ �ﻔـــﻒ عﻨـــا �‬
‫ﺗ�لﻴﻒ ﻗد ﺗدﻓعﻨا ﻓﻴه أﻧﻔسﻨا إ� اﻹﻓراط ا�ﺬموم‪.‬‬

‫‪ .3‬ليس أحدﻧا مطالﺒا ﺑﻘول ا�ﻖ � �ل مﻘام‪ .‬لكﻨه مطالﺐ أال‬


‫ﻳﻘول ﺑاطال‪.‬اذكر ً‬
‫ﺟﺰءا مﻦ آﻳﺔ ﻳوﺿح هﺬا ا�ﻔهوم‪.‬‬

‫‪37‬‬
‫‪ .4‬ﻳدعﻲ الﺒعﺾ أن اﻹﻳمـان ال ﻳسـﺘلﺰم العمـل‪ ،‬وأن العﺒـد ﻗـد‬
‫ﻳﻨﺠو عﻨد ﷲ ﺑﺈﻳماﻧه ﺑﻘلﺒه ﻓحسﺐ دون ا�اﺟﺔ إ� مﺘاﺑعﺔ‬
‫ذلك اﻹﻳمان ﺑاﻷعمال الصا�ات والطاعات واالﺑﺘعـاد عـﻦ‬
‫ا�ﻨهﻴات‪ ..‬اذكر )‪� 5‬لمات( مﻦ آﻳﺔ ﺗﺒ� أن �اة العﺒـد عﻨـد‬
‫ﷲ ال ﺗﺘحﻘﻖ ﺑمﺠرد اﻹﻳمان الﻘل� ﻓﻘط‪.‬‬

‫‪ .5‬ﻳطمع ا�ﺆمﻦ � أن ﻳﺆمﻦ الﺰعماء والساسﺔ ﻷن ذلك مـدعاة‬


‫أن ﻳﻨصــلح حــال الرعﻴــﺔ‪...‬لكﻦ عــدم إﻳمــاﻧهم ال ﻳنﺒﻐــﻲ أن‬
‫َ‬
‫ﻳكون سﺒﺒ ً�ا � اسـﺘﻴحاش الطر�ـﻖ‪ ،‬إذ أن مـﻦ ﻗـد ر ﷲ ﺗعـا�‬
‫أن ﺗكون السﻴادة � كﺜ� مﻦ اﻷماكﻦ واﻷزمﻨﺔ ﻷهل السـوء‪.‬‬
‫اذكر آﻳﺔ ﺗدل على ذلك‪.‬‬

‫ُ‬
‫‪ .6‬و� ﷲ عﺰ وﺟل‪ ،‬ال �ﺘـار ﷲ لـه إال الكمـل مـﻦ البﺸـر‪ ،‬وال‬
‫ﺷﺨصـا ً‬
‫معﻴﺒـ�ا‪ .‬اذكـر آﻳـﺔ ﺗﺒـ� أن ﷲ‬ ‫ً‬ ‫ﻳمكﻦ أن �ﺘار ﷲ له‬
‫�ﺘار لوحﻴه أﻓﻀل البﺸر‪ .‬اذكر آﻳﺔ �مل مع� االصطﻔاء‪.‬‬

‫‪38‬‬
‫‪ .7‬مﻦ أعﻈم ا�حﻦ ال� ﻳمر ﺑها ا�سلم الﺘﺨو�ﻒ الﺬي ﻳعاﻧﻴـ�ه‬
‫� حﻴاﺗه ﻧتﻴﺠﺔ ﺗمسكه ﺑﺄوامر الدﻳﻦ‪ ،‬وﻗلﺔ مﻦ ﻳﻨصـرﻩ علـى‬
‫ّ‬
‫ا�ـــ� وﺿـــعﻔهم‪ .‬اذكـــر آﻳـــﺔ ﺗســـلﻲ ا�ـــﺆمﻨ� مـــﻦ هـــﺬﻳﻦ‬
‫اﻷمر�ﻦ‪.‬‬

‫‪ .8‬أن ﺗــر� ﺑــالﻈلم حــ� ولــو لــم ﺗمارســه �علــك مــﻦ الﻘــوم‬
‫ً‬
‫الﻈا�� وملحﻘا ﺑهم‪.‬‬

‫‪39‬‬
‫اﻟﺠﺰء اﻟﺘﺎﺳﻊ‬

‫‪ .1‬اذكر آﻳﺔ‪ ،‬ذكرت ﻓﻴها أوصـاف للﻨـ� صـلى ﷲ علﻴـه وسـلم‬


‫ﺗﻘوم ﺑها ا�ﺠﺔ على أهل الكﺘاب‪.‬‬

‫‪ .2‬عادة ما ﻳﺒ�دأ الﻘرآن أﺧﺒار الﻴهود ﺑﻘول ﷲ ﺗعـا�‪) :‬وإذ(‪� .‬‬


‫أحد ا�واﺿع ﺑدأ ﺑﺒ�داﻳﺔ ﻏ� معﺘادة ﺑما ﻳﺸعر ﺑﺄن لهﺬا ا��‬
‫ﺷﺄﻧا آﺧر‪.‬‬

‫‪ .3‬اذكر ً‬
‫ﺟﺰءا مﻦ آﻳـﺔ ﻳﺒـ� أن مـﻦ ﺗعلـم العلـم ﺗﻘـوم علﻴـه ﺑهـ ا‬
‫حﺠﺔ‪.‬‬

‫‪� .4‬ــان مــﻦ ا�ﺘوﻗــع أن ﻳﺜــ� الﻘــرآن علــى الﻨــ� والصــحاﺑﺔ �‬


‫موﺿـع ﺛﻨـ�اء ال ﻳﺸــوﺑه إﻇهــار أي ﺿــعﻒ لــدﻳهم‪ .‬ومــع ذلــك‬
‫ﺟــاءت اﻵﻳــات علــى ﻏــ� ا�ﺘوﻗــع ﺑمــا ﻳﺸــعر اﻧــه ﺗﻨﺰ�ــل مــﻦ‬
‫حكﻴم علﻴم‪.‬‬

‫‪40‬‬
‫ُ‬
‫‪ .5‬الكمل مﻦ ا�ﺆمﻨ� ﻳﻐﻀـﺒون إذا اﻧﺘهكـﺖ محـارم ﷲ‪ .‬اذكـ ر‬
‫ً‬
‫ﺟﺰءا مﻦ آﻳﺔ ﻳدل على هﺬا ا�ع�‪.‬‬

‫َ‬ ‫ّ‬
‫‪ .6‬ﺑعــﺾ الﻨــاس إذا رأى أن اﺗﺒ ـ�اع الــدﻳﻦ ا�ــﻖ لــم ﻳرﻓــع عﻨــه‬
‫مصاﺋﺐ الدﻧﻴ�ا ال� ﻳعاﻧﻴها ﻓﺈﻧه ﻳﺒ�دأ ﺑالتﺸـكﻴك مـﻦ ﻓاﺋـدة‬
‫هﺬا االﺗﺒ�اع‪ .‬اذكر آﻳﺔ ﺗﺬكر هﺬا ا�لل � الﺘﻔك�‪.‬‬

‫‪ .7‬إن أردت دعــوة الﻨــاس إ� الﺘمســك ﺑــﺄمر ﷲ‪ ،‬ﻓعلﻴـــك أن‬


‫ﺗكــون مــﻦ أهــل العــﺰم � العمــل ﺑــﺄمر ﷲ‪ ،‬وا�ــد وا�ــرص‬
‫دون ﺗﺄﺧ� وال ﺗساهل وال اﻧﻘطاع عﻨد ا�ﺸﻘﺔ وال ملـل‪ .‬اذكـر‬
‫�لمﺘ� ﺗﺸ�ان لهﺬا ا�ع�‪.‬‬

‫‪41‬‬
‫اﻟﺠﺰء اﻟﻌﺎﺷﺮ‬

‫‪ .1‬ﻗد ﻳﺘصور الﺒعﺾ أن سﺒﺐ ا�الف والتﺸـاحﻦ ﺑـ� أﻓـراد‬


‫ا�ﺠﺘمــع الواحــد مــﻦ ا�ﺠﺘمعــات اﻹﻧســاﻧﻴ�ﺔ هــو اﻗﺘصــادي‬
‫ﺑالدرﺟـــﺔ اﻷو�‪� ،‬ﻴـــﺚ إذا ازدهـــر اﻗﺘصـــاد هـــﺬا ا�ﺠﺘمـــع‬
‫ُ ّ‬
‫وسـدت حاﺟــات الﻨــاس و�ﻘﻘــﺖ لهــم الرﻓاهﻴــﺔ ﻓــﺈن هــﺬا‬
‫كﻔﻴل ﺑﺄن ﻳﻘ� علـى ا�ﺸـا�ل االﺟﺘماعﻴـﺔ و�ـدث اﻷلﻔـﺔ‬
‫والﺘماسك ﺑ� اﻷﻓراد‪ .‬اذكر آﻳﺔ ﺗدل على ﺧالف ذلك‪.‬‬

‫‪ .2‬مــﻦ أﻗﺒــل ﺑوﺟهــه علــى الﺒاطــل وأهلــه وأعــرض ﺑﻈهــرﻩ عــﻦ‬


‫ا�ﻖ وأهله ﻓﺈن ا�ﺰاء ﻳﺄﺗﻴ�ه عﻨد موﺗه وﻓاﻗا‪ .‬اذكر آﻳﺔ ﻓﻴهـا‬
‫هﺬا ا�ع�‪.‬‬

‫ً‬
‫‪ .3‬ﻗد ﻳﻔكـر ا�سـلم ﺑـﻨﻘﺾ عهـدﻩ مـع ﻏـ� ا�سـلم�‪ ،‬مﺘعـﺬرا‬
‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫ﺑﺄﻧهم أهل ﻏدر‪ .‬لكﻦ هﻨاك آﻳﺔ ﺗمﻨعـه‪ ،‬إذ هـﻲ ﺗطمـ ِ� الﻨـ�‬
‫صلى ﷲ علﻴه وسلم إ� أن ﷲ ﺗعـا� ﻳكﻔﻴـه ﺷـر الﻐـادر�ﻦ‬
‫ا�ﺨــادع�‪ .‬ﻓا�ســلم ﻳﺘــ�ﺄ� ﺑــالﻨ� � الوﻓــاء ﺑالعهــد مــع‬

‫‪42‬‬
‫ا�ﺸــرك�‪ ،‬و�رﺟــو مــﻦ ﷲ أن ﻳكﻔﻴــه ﺷــر ﻏــدرهم‪ .‬لكﻨــه ال‬
‫ﻳﻐدر وال �ون‪.‬‬

‫‪ .4‬اذكــر آﻳــﺔ ﺟعــل ﷲ ﻓﻴهــا ﻏﺒــاوة الكﻔــر مﻨﺘﻘصــﺔ مــﻦ ﻗــوة‬


‫الكﻔار وإن ك�وا‪.‬‬

‫محرم ـا ً‬
‫إكرام ـا لﻨﻔســه أن‬ ‫ً‬ ‫‪ .5‬ﻗــد ﻳــ�ك أحــدﻧا ً‬
‫واﺟﺒ ـا أو ﻳﻔعــل‬
‫ً‬
‫ﻳﻨ�الهــا اﻷذى مــﺜال‪ ،‬ﻗــد ﺗﺘهــرب الﻔﺘــاة مــﻦ لــبس ا�ﺠــاب‬
‫الصـــحﻴح ﺧوﻓـــا مـــﻦ اســـﺘهﺰاء صـــدﻳﻘاﺗها‪ ،‬وﻗـــد ﻳســـﺘ�‬
‫الﺸــﺨص ذو ا��اﻧــﺔ العلمﻴــﺔ و االﺟﺘماعﻴــﺔ والــ�اء مــﻦ أن‬
‫ﻳﻨكر على زمالﺋه ﺑعﺾ ا�مارسـات ا�حرمـﺔ ﻷن ﻧﻈـرﺗهم لـه‬
‫سﺘﺨﺘلﻒ‪ .‬لكﻦ ا�ﺆمﻦ �ﻖ ﻳنﺒﻐﻲ أال ﻳﺄﻧﻒ مﻦ �مل ﺗﺒعات‬
‫الــدعوة والﺘﻀــحﻴﺔ � ســﺒﻴ�ل ﷲ‪ .‬ﺑــل علﻴﻨــ�ا أن ﻧﺘــ�ﺬكر أن‬
‫ُ‬
‫رســـول ﷲ ‪-‬صـــلى ﷲ علﻴـــه وســـلم‪ -‬أوذي � ﷲ وﺷــ ِﺘم‬
‫َ‬ ‫ُْ‬ ‫ُ‬ ‫ُ َ‬ ‫ُ‬
‫وﺿ ِرب وأﻏ� علﻴه ور� ﺑا�ﺠارة وأل ِﻘﻲ على ﻇهـرﻩ سـال‬
‫ُّ‬ ‫ُّ‬
‫الﺸعﺐ واﺿطر ل�ك ﺑلـدﻩ‬ ‫ا�ﺰور وكﺬب وهدد وحوصر � ِ‬
‫ُ‬
‫وأوذﻳﺖ اﺑنﺘ�اﻩ واﻓ�ي على أهل ﺑيﺘـ�ه وﺟـاع وعطـﺶ و�مـل‬

‫‪43‬‬
‫ً‬
‫ا�ﺸــاق‪ ،‬ﻓلــيس أحــدﻧا أكــرم ﻧﻔســا وال أرﻓــع ﻗــدرا وال أرهــﻒ‬
‫حسا مﻦ رسول ﷲ ‪-‬صلى ﷲ علﻴـه وسـلم‪ ،-‬مهمـا �اﻧـﺖ‬ ‫ً‬

‫م�اﻧﺘ�ه االﺟﺘماعﻴﺔ والعلمﻴﺔ والمادﻳـﺔ‪ .‬اذكـر آﻳـﺔ ﺗـدل علـى‬


‫أﻧه ال �وز للمسلم أن ﻳ�ﻓع ﺑﻨﻔسه عﻦ أمر ﻓعله رسول ﷲ‬
‫أو حصل له ‪-‬علﻴه الصالة والسالم‪.-‬‬

‫‪ .6‬مـــﻦ أعﻈـــم أســـﺒاب هﺰ�مـــﺔ اﻷمـــﺔ ﻓســـاد ذات ﺑيﻨهـــا �‬


‫ا�ﺰﺋﻴ�ات � زمﻦ صراع ال�لﻴـات‪ .‬اذكـر ﺧمـس �لمـات مـﻦ‬
‫آﻳﺔ ﺗدل على ذلك‪.‬‬

‫‪ .7‬عﻨد سهولﺔ الﺘ�الﻴﻒ و�سـر الطاعـات ﻳمكـﻦ ﻷي ﺷـﺨص‬


‫�ان ّاد ُ‬
‫عاء اﻹﻳمان واالمﺘﺜ�ال‪ .‬لكﻦ ال ﻳتﺒ� ا�ـﺆمﻦ ا�ﻘﻴﻘـﻲ‬
‫مــﻦ ا�ﻨــاﻓﻖ أو ﺿــعﻴﻒ اﻹﻳمــان إال � الﺸــداﺋد والﺘ�ــالﻴﻒ‬
‫الصعﺒﺔ‪ .‬اذكر آﻳﺔ ﺗدل على هﺬا ا�ع�‪.‬‬

‫‪44‬‬
‫‪ .8‬اﻷمــر ﺑــا�عروف والﻨهـــﻲ عــﻦ ا�ﻨكــر لـــيس مهمــﺔ الـــدعاة‬
‫والعلماء ﻓﻘط‪ ،‬ﺑل مهمﺔ �ل مﺆمﻦ‪ ،‬ﺑمـا ﻓـﻴهم النسـ اء‪ .‬اذكـر‬
‫آﻳﺔ ﺗدل على ذلك‪.‬‬

‫ً‬
‫‪ .9‬كﺜ�ا ما ﻧﺘطلـع إ� ﻧعـم زاﺋـدة علـى مـا � أﻳـدﻳﻨ�ا‪ ،‬وﻧن�ـ أن‬
‫ﷲ ﺗعا� إن آﺗاﻧا هﺬﻩ الـﻨعم ﻓﻘـد ال ﻧسـﺘطﻴع الوﻓـاء �ﻘهـا‪،‬‬
‫ﻓﺘﺘحول هﺬﻩ الﻨعم إ� سﺒﺐ ﻓﺘﻨ�ﺔ لﻘلوﺑﻨ�ا ﻳهلكﻨـا � أﺧراﻧـا‪.‬‬
‫اذكر مطلع ﺛالث آﻳات مﺘﺘ�اﺑعات ﺗﺒ� ذلك‪.‬‬

‫‪� .10‬لمﺘان وردﺗا � آﻳﺔ �اﻧﺘ�ا ﺑمﺜاﺑﺔ ﺷـهادة مـﻦ ﷲ علـى صـدق‬
‫الصحاﺑﺔ رﺿوان ﷲ علﻴهم‪ .‬ما هما؟‬

‫‪ .11‬مﻦ أﻓﻀل الطرق �واﺟهﺔ �لمات الﺘهكم هـو أن ﺗسـﺘﺨدمها‬


‫ذاﺗها وﺗﻐ� مسارها‪ ،‬ﻓكما ﻗد ﺗسﺘﺨدم ال�لمﺔ للﺬم والﻘـدح‬
‫‪ ،‬ﻓﺈﻧــه ﻳمكــﻦ اســﺘﺨدامها � ســﻴاق آﺧــر للمــدح ورﻓــع ﺷــﺄن‬
‫صاحﺒها‪ .‬هﻨاك �لمﺔ وردت مرﺗ� � آﻳﺔ واحدة ﻓﺠاءت مرة‬

‫‪45‬‬
‫� سﻴاق السﺨر�ﺔ ﺛم أصﺒحﺖ � سـﻴاق ا�ـدح والرﻓعـﺔ‪ ،‬مـا‬
‫هﻲ هﺬﻩ ال�لمﺔ؟‬

‫‪ .12‬مــﻦ كمــال علــم ﷲ ﺗعــا� أﻧــه ﻳعلــم مــا �ــان ومــا ﻳكــون ومــا‬
‫سﻴكون وما لم ﻳكﻦ لو �ان كﻴﻒ �ان ﻳكون‪ .‬هﻨاك آﻳﺔ ﻳـﺆدي‬
‫سوء ﻓهمها إ� ﻇﻦ أن ﷲ ﺗعا� ﻳسﺘﺠد له مﻦ ﺗﻐـ� أحـوال‬
‫الﻨاس علم لم ﻳكﻦ ﻳعلمه مـﻦ ﻗﺒـل‪ .‬اذكـر ال�لمـات اﻷرﺑعـﺔ‬
‫ال� ﻗد ﺗﻔهم هكﺬا‪.‬‬

‫‪ .13‬أعﻈم الﻨعﻴم � ا�ﻨﺔ هو الﻨعـﻴم الـرو� ﺑﺘحصـﻴل مرﺿـاة‬


‫ﷲ ﺗعا�‪ .‬اذكر أرﺑع �لمات ﺗدل على هﺬا ا�ع� ‪.‬‬

‫‪ .14‬ﻧﻔــرح ﺑهــالك ا�ﺠــرم� الــﺬﻳﻦ لطــا�وا حــارﺑوا الــدﻳﻦ لكــﻦ‬


‫�ﺰﻧﻨــ�ا أن ﻳكــون هالكهــم علــى ﻳــدي مــﻦ لــيس ﺧــ�ا مــﻨهم‬
‫ﻓا�سلم ال ﻳنﺘﻈر ﻏ�ﻩ مﻦ البﺸر ليﺸﻔﻲ ﻏلﻴله‪ .‬اذكر آﻳﺔ ﻓﻴها‬
‫هﺬا ا�ع�‪.‬‬

‫‪46‬‬
‫اﻟﺠﺰء اﻟﺤﺎدي ﻋﺸﺮ‬

‫‪ .1‬ﻳسﺘﺨدم ﺑعﺾ الﻨاس عﺒارة )ال ﺑ�حم وال ﺑﻴﺨلﻲ مﻦ ﻳـرحم‬


‫ﺷـﺨص عـدﻳم الرحمـﺔ‪،‬‬
‫ٍ‬ ‫وال ﺑﻴﺨلﻲ رحمﺔ ﷲ ﺗ�ل( لوصﻒ‬
‫لكـﻦ هـﺬﻩ العﺒـارة ﻏـ� مﻘﺒولـﺔ ﺷـرعا‪ .‬اذكـر آﻳـﺔ ﺗﺒطـ ل هـﺬا‬
‫ٌ‬
‫العﺒارة وﺗﺒ� أﻧه ال ﻳسﺘطﻴع أحد أن ﻳمﻨع رحمﺔ ﷲ‪.‬‬

‫‪ .2‬ﻗد �ـد إﻧسـاﻧا ﻇالمـا ﻓﻴكـون مﻨـك ﺷـدة علﻴـه ﺑـل و�ارﺑـه‬
‫و�ﺘﻀــرر هــو مــﻦ حرﺑــك لــه‪ .‬حــ� إذا ﺧﻀــع طﻴبــﺖ ﺧــاطرﻩ‬
‫ﺑﻘولك‪ :‬لم ﻳكﻦ هﻴﻨ�ا علﻲ أن أﻓعل مـا ﻓعلﺘـه ﺑـك‪ ،‬ولـم ﻳكـﻦ‬
‫هﻴﻨ�ا علﻲ أن أرى ا�ﺸﻘﺔ ال� �ﻘﺖ ﺑك والﻀرر الﺬي آ�ك‪،‬‬
‫لك� مـا ﻓعلـﺖ الـﺬي ﻓعلﺘـه ﺑـك إال رﻏﺒـﺔ � ﺧـ�ك وحسـﻦ‬
‫العاﻗﺒﺔ لك‪ .‬اذكر آﻳﺔ ﺗﺬكر ﺑهﺬا ا�وﻗﻒ‪.‬‬

‫ً‬ ‫ُ‬
‫‪ .3‬ﻗد ﻳعمل أحدﻧا معصﻴﺔ ﻓﺘﺒﻘى �دث ﺷ�ا � ﻗلﺒه ‪-‬ﺧاصـﺔ‬
‫مـــا �ـــان مﻨهـــا � معاوﻧـــﺔ ال�ـــاﻓر�ﻦ أو اﻹﺿـــرار ﺑاﻹســـالم‬
‫وا�سلم�‪ -‬مع أن صاحﺒها ﻗد ﻳكـون ﻧسـﻴها ﻓـال ﻳﻔطـﻦ إ�‬

‫‪47‬‬
‫هﺬا ا�صدر مـﻦ مصـادر مـرض ﻗلﺒـه‪ .‬اذكـر آﻳـﺔ ﺗـﺬكر حالـﺔ‬
‫كهﺬﻩ‪.‬‬

‫‪ .4‬الـــﺬي ﻳعـــ�ف ﺑﺬﻧﺒــ�ه ﺗـــر� لـــه ا�ﻐﻔـــرة �ـــالف مـــﻦ ُﻳــ َ ّ� ر‬


‫ُ َ‬
‫رعﻦ معصﻴﺘ�ه‪ .‬اذكر آﻳﺔ ﺗدل على هﺬا‪.‬‬ ‫و�ﺸ ِ‬

‫ُ‬ ‫ُ‬
‫‪ .5‬ﻗد ﺗدعى إ� ﻗﻨاة ﺗلﻔﺰ�وﻧﻴ�ﺔ ﺗوﺟهها العام س�‪ ،‬ﺗدعى إلﻴها‬
‫لﺘــﺘ�لم عــﻦ موﺿــوع مــﻦ مواﺿــﻴع ا�ــ� الــ� ﻓﻴهــا مﻨﻔعــﺔ‬
‫للﻨاس‪ .‬اذكر آﻳﺔ �علك ﺗمﻴل إ� عدم الﻈهور � هﺬﻩ الﻘﻨاة‪.‬‬

‫‪ .6‬اذكــر آﻳــﺔ ﺗــدل علــى أن آﻳــات الﻘــرآن إن لــم ﺗﻨﻔــع أحــدا ولــم‬
‫ﺗرﻓعه وﺗطهرﻩ ﻓهﺬا �لل ﻓﻴه ال �لل � اﻵﻳات‪.‬‬

‫‪ .7‬إذا رأﻳﺖ إﻧساﻧا ﻳﺰ�ﻎ و�ﻨحرف ﺑعـد أن �ـان علـى هـدى ﻓﻴمـا‬
‫ً‬
‫ﻳعط هﺆالء ﻓرصا‪ ،‬أو‬ ‫ﻳﻈهر ‪،‬ﻓال ﺗ� الﻈﻦ ﺑا﮻ ﺗعا� أﻧه لم ِ‬
‫ﱢ‬
‫أﻧــه لــم ﻳوﺿـح لهــم الهــدى مــﻦ الﻀــالل‪ ،‬ﺑــل ا�ــراﻓهم هــﺬا‬

‫‪48‬‬
‫لعﻴﺐ ﻓﻴهم وإهمالهم لما ﱠ‬
‫ﻓصل ﷲ أن ﻳعملوا ﺑـه‪ .‬اذكـر آﻳـﺔ‬
‫ﺗدل على ذلك‪.‬‬

‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ٌ‬


‫ﺑﺄمر و�ﻀمﻦ لهم ﻓﻴها ﺿماﻧا ‪،‬لكﻨـه‬
‫‪ .8‬آﻳﺔ ﻳﺄمر ﷲ ﻓﻴها عﺒادﻩ ٍ‬
‫َ‬ ‫ﱠ‬
‫ﺗعا� عﻘﺐ الﻀمان ﺑعﺒارة ﺗﺒ� للمﺆمﻨ� أن علـﻴهم طاعـﺔ‬
‫ﷲ � أمرﻩ هﺬا ﺑﻐﺾ الﻨﻈر عﻦ الﻀمان‪ .‬أي أﻧهم ليس لهم‬
‫أن ﻳطـــالﺒوا ﷲ ﺑالﻀـــمان لﻴل�مـــوا اﻷمـــر‪ ،‬ﻓﺈﻧمـــا الﻀـــمان‬
‫ﱡ ٌ‬
‫ﺗﻔﻀل مﻦ ﷲ ﺗعا�‪ .‬اذكر هﺬﻩ ا�ﺰء مﻦ اﻵﻳﺔ �دﻳدا )مـﻦ‬
‫�لمﺘ�(‪.‬‬

‫‪ .9‬ﻗﻴـــل‪ :‬إذا أردت أن ﺗعـــرف عﻨـــد ﷲ َمﻘامـــك ﻓـــاﻧﻈر ﻓﻴمـــا‬


‫الع ّم ال أن ﻳعـرف ﻗـدرﻩ‬‫أﻗامك‪ .‬وﻗال اﺑﻦ الﻘﻴم‪ :‬مﻦ أراد مﻦ ُ‬

‫عﻨــد الســلطان ﻓلﻴﻨﻈــر مــاذا ﻳولﻴــه مــﻦ العمـ ل وﺑــﺄي �ء‬


‫ﻳﺸﻐله‪ .‬اذكر آﻳﺔ ﺗﺒ� أن مﻦ هان على ﷲ ﻓـﺈن ﷲ ﺗعـا� ال‬
‫ﻳوﻓﻘه للطاعات العﻈﻴمﺔ‪.‬‬

‫‪49‬‬
‫‪ .10‬اذكر آﻳﺔ ﺗرد ﺑها على مﻦ �عل مﻘﻴاس ا�ﻔاﺿلﺔ ﺑ� الﻨـاس‬
‫على أساس "اﻹﻧساﻧﻴ�ﺔ" و�هون مﻦ ﺷﺄن الﺘوحﻴد � ذلك‪.‬‬

‫‪ .11‬مﻦ كرم ﷲ ﺗعا� أﻧه ﻳثﻴﺐ ا�ﺆمﻦ على مـا ﻳعاﻧﻴـ�ه � سـﺒﻴ�ل‬
‫الﻐاﻳات العﻈﻴمﺔ‪ ،‬وعلى أﻓعـال ال ﻳﻘصـد ﺑهـا اﻷﺟـر ﺑـﺬاﺗها‪،‬‬
‫لكﻦ ﷲ ﺗعا� ﻳثﻴﺒ�ه ﺑاعﺘﺒ�ار ﺷرف الﻐاﻳﺔ مﻨها‪ .‬ولﺘﺄكﻴد هﺬا‬
‫َ‬
‫�لمـات ﺗم�هـا عـﻦ اﻵﻳـﺔ‬
‫ٍ‬ ‫آﻳـﺔ ﺛـالث‬
‫ﺧاﺗمـﺔ ٍ‬
‫ِ‬ ‫ا�ع� زاد ﷲ �‬
‫ال� ﺑعدها‪ .‬ما هﻲ هﺬﻩ ال�لمات الﺜالﺛﺔ؟‬

‫‪� .12‬لمﺔ ﺟاءت ﺗصر�ا � موﺿع الﻀم� داللﺔ على أن ما ﻳﻨعم‬


‫ﺑه ﷲ ﺗعا� على عﺒادﻩ إﻧما هو محـﺾ ﺗكـرم مﻨـه سـﺒحاﻧه‪.‬‬
‫ما هﻲ هﺬﻩ ال�لمﺔ‪.‬‬

‫‪ .13‬مــﻦ اﻷســالﻴﺐ العرﺑﻴ ـ�ﺔ أســلوب الﺘهﻴــﻴﺞ واﻹلهــاب‪� .‬ــﺄن‬


‫ﺗﻘول لﺸﺨص‪ :‬إن لم ﺗرد مساعد� ﻓال ﺗﻔعـل‪ ،‬وأﻧـﺖ ﺗعلـم‬
‫أﻧه ﻳر�د مساعدﺗك وال ﻳﻈﻦ ﺑـه إال هـﺬا‪ .‬لكـﻦ �ﺄﻧـك ﺗهﻴﺠـه‬

‫‪50‬‬
‫وﺗلهﺐ حماسﺘه لﻴﻘول لك‪ :‬ﺑل أساعدك ﺑال ﺗردد‪ .‬اذكـر آﻳـﺔ‬
‫ﻓﻴها ﺗهﻴﻴﺞ وإلهاب للﻨ� صلى ﷲ علﻴه وسلم ‪.‬‬

‫�لمات ﺗﺘوسط آﻳـﺔ كر�مـﺔ‪ ،‬ﺗﺸـ� إ� أن زمـﻦ ﺗﺒـ�دل‬ ‫‪ُ .14‬‬


‫ﺧمس‬
‫ٍ‬
‫ا�ال على هﺬﻩ اﻷرض مﻦ اﻹﻗﺒال إ� اﻹدﺑار ﻳكـون � ذروة‬
‫ﺷـــعور اﻷﻗـــوام ﺑـــالﻘوة والﻐلﺒـــﺔ والﺘمكـــ�‪ .‬مـــا هـــﻲ هـــﺬﻩ‬
‫ال�لمات؟‬

‫‪ .15‬مﻦ أسالﻴﺐ الﻘرآن إطماع ال�ـاﻓر�ﻦ وا�ﻨـاﻓﻘ� ﺑﺈﺷـعارهم‬


‫ً‬ ‫ّ‬
‫أن طلــﺒهم أﺟﻴــﺐ‪ ،‬حــ� إذا ﺗــﺄملوا وﺟــدوا مــا ﻇﻨ ـوﻩ إﺟاﺑــﺔ‬
‫عكس ما طلﺒوا! اذكر �لمﺘ� مﻦ آﻳﺔ ﻓﻴهما هﺬا اﻷسلوب‪.‬‬ ‫َ‬

‫‪ .16‬مﻦ أسالﻴﺐ الﻘرآن � االسـﺘهﺰاء ﺑﺄهـل الﺒاطـل "االسـﺘثﻨ�اء‬


‫الﺘهك�"‪ ،‬وهـو مـﻦ ﻗﺒﻴـ�ل ﺗﺄكﻴـد ال�ـء ﺑمـا ﻳﺸـﺒه ﺿـدﻩ‪..‬‬
‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ َ َ ْ َ ْ‬ ‫ُ‬ ‫َّ َّ َ َ َّ‬
‫كﻘوله ﺗعا� � اﻷعراف‪﴿ :‬إِن ا�ِين كـذبوا بِآيات ِنـا واسـتك�وا‬
‫� يَ ِلـجَ‬‫ا� َّنـ َة َحـ َّٰ‬ ‫َ ْ َ َ ُ َ َّ ُ َ ُ ْ َ ْ َ ُ َّ َ َ َ َ ْ ُ ُ َ‬
‫ون ْ َ‬ ‫�نها � �فتح لهم �بواب السماءِ و� يدخل‬
‫َُ‬ ‫َ‬ ‫َ ّ ْ‬ ‫َْ َ ُ‬
‫اط﴾ ]اﻷعــراف‪ .[40:‬ﻓاســﺘحالﺔ ولــوج‬ ‫ا�مــل ِ� ســ ِم ا�ِيــ ِ‬

‫‪51‬‬
‫ا�مـــل � ســـم ا�ﻴـــاط ﺗﺆكـــد علـــى ﺧلـــودهم � العـــﺬاب‬
‫واسﺘحالﺔ دﺧـولهم ا�ﻨـﺔ‪ .‬اذكـر أرﺑـع �لمـات مـﻦ آﻳـﺔ ﻓهـم‬
‫مﻨها ﺑعﺾ أهل العلم اسﺘثﻨ�اءا ﺗهكمﻴا مﺸاﺑها‪.‬‬

‫‪ .17‬ذم ﷲ � الكﻔار أﻧهم سرعان ما ﻳﺆمﻨون ﺑاﻷصﻨام رﻏم عدم‬


‫َ‬ ‫ً‬
‫ﻳﻘﻴـــﻨهم ‪،‬ﺑـــل هـــم ﻳﻈﻨـــون ﻇﻨـــا وال ﻳﻘـــ� � ﻗلـــوﺑهم �ـــاﻩ‬
‫معﺒوداﺗهم الﺒاطلﺔ‪ .‬اذكر آﻳﺔ ﺗوﺿح هﺬا ا�ع� وﺗﺸ� إ� أن‬
‫ا�ﺆمﻦ ﻳنﺒﻐى أن ﻳكون إﻳماﻧه ﻳﻘﻴنﻴ�ا‪.‬‬

‫‪ .18‬اذكر آﻳﺔ �ﺾ على �ل أﻧواع علوم الطﺒﻴعﺔ الﻨاﻓعﺔ‪.‬‬

‫‪ .19‬اذكر آﻳﺔ ﺗعﻴﺐ على اﻹﻧسان أن ﻳسارع إ� إﻧ�ار ما �هله‪.‬‬

‫‪52‬‬
‫اﻟﺠﺰء اﻟﺜﺎﻧﻲ ﻋﺸﺮ‬

‫‪ .1‬ﻗــد ﻳﻈــﻦ الﻘــارئ لﻘولــه ﺗعــا� ‪-‬ح�اﻳــﺔ عــﻦ ﻧبﻴ ـ�ه لــوط‪� -‬‬
‫َ‬ ‫ُ ُْ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ َُ‬
‫سورة ِا�ﺠر ﴿�ٰؤ� ِء �ن ِا� إِن كنتم فا ِعلِ�﴾ ]ا�ﺠر‪ [71:‬أﻧـه‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫�لمـات‬
‫ٍ‬ ‫ﺛـالث‬ ‫اذكـر‬ ‫معصـﻴﺔ‪.‬‬ ‫مـﻦ‬ ‫أهون‬ ‫�عصﻴﺔ‬
‫ٍ‬ ‫ﻳدعو ﻗومه‬
‫آﻳﺔ � هﺬا ا�ﺰء ﺗدﻓع هﺬا الﻈﻦ‪.‬‬
‫مﻦ ٍ‬

‫‪ .2‬مﻦ أهم ا�واﺟﺰ الﻨﻔسﻴﺔ ال� ﻳنﺒﻐﻲ العمل على كسرها �‬


‫ﱡ‬ ‫ﻧﻔــوس ا�ﺨـ َ‬
‫ـاطﺒ� ﺑالــدعوة ﻇــﻨهم أﻧﻨ ـ�ا ﻧــدعوهم � ســﺒﻴ�ل‬
‫�صﻴل مصالح دﻧﻴو�ﺔ‪ .‬اذكر آﻳﺔ ﺗدل على ذلك‪.‬‬

‫‪ .3‬اذكر �لمﺔ مﻦ ﺟﺰء الﻴوم ﻳسﺘدل ﺑها ﺑعـﺾ العلمـاء علـى أن‬
‫مﺠرد ﺑالﻏﺔ الﻘرآن وﻓصاحﺘه �اﻓﻴﺔ � اﻹعﺠاز ﺑﻘطع الﻨﻈر‬
‫عﻦ علو معاﻧﻴ�ه وما حواﻩ مﻦ الدالالت اﻷﺧرى علـى أﻧـ ه مـﻦ‬
‫عﻨد ﷲ‪.‬‬

‫‪53‬‬
‫ً‬ ‫َ‬
‫‪ .4‬ﻗوم مﻦ أﻗوام اﻷﻧبﻴ�اء كرروا � ﺟحدهم رسالﺔ ﻧبﻴهم �لمـﺔ‪،‬‬
‫ﻓﻘاﺑلهــا ﻧبــﻴهم ﺑ�لمـ ٍـﺔ ﺗطعــﻦ � أﻓهــامهم وﺗﻘــدﻳراﺗهم الــ�‬
‫اعﺘمدوا علﻴها‪ .‬ما هﻲ هﺬﻩ ال�لمﺔ؟‬

‫َ‬
‫ا�ســلم ﺑال�ﻏﻴــﺐ ﺑﺈﺷــعارﻩ أﻧــه‬ ‫الﺒاطــل‬ ‫ﻳســاوم ُ‬
‫أهــل‬ ‫ُ‬ ‫‪ .5‬ﻗــد‬
‫ِ‬
‫ً‬
‫سﻴﺒﻘى مح�ما عﻨدهم إذا �لى عﻦ دعوﺗه‪ .‬اذكر موﺿـع�‬
‫� �ـــل مﻨهمـــا ‪� 4‬لمـــات اســـﺘﺨدم ﻓﻴهمـــا ﻗــ ُ‬
‫ـوم ﻧــ ﱟ‬
‫ـ� هـــﺬا‬
‫اﻷسلوب‪.‬‬

‫‪ .6‬التســـو�ﻒ ﺑاالســـﺘﻘامﺔ‪ ،‬وﺗمﻨﻴـــ�ﺔ الـــﻨﻔس أن هـــﺬا آﺧـــر‬


‫اﻷﺧطــاء‪ ،‬مــدﺧل ﺷــﻴطا� الﻗﺘحــام ا�ﺨالﻔــﺔ ﺛــم الركــون إ�‬
‫لتسو�ﻒ كهﺬا‪.‬‬ ‫مﺜلها‪ .‬اذكر ﺧمس �لمات مﻦ آﻳﺔ ﻓﻴها ٌ‬
‫ذكر‬
‫ٍ‬

‫‪ .7‬عﺰة الﻨﻔس ﺗﺰ�د ﺛﻘﺔ الﻨاس ﺑصـدﻗك‪ .‬اذكـر آﻳـﺔ ﺗـدل علـى‬
‫ذلك‪.‬‬

‫‪54‬‬
‫اﻟﺠﺰء اﻟﺜﺎﻟﺚ ﻋﺸﺮ‬

‫‪ .1‬اذكر عﺒارة دﻗﻴﻘﺔ اسﺘﺨدمها الﻘرآن ﺗﺒـ� حـﺬر ﻳوسـﻒ مـﻦ‬


‫الكﺬب ح� وإن �ان ﻹﺗمام ﺧطﺔ له مﻨها مﻘصد ﻧبﻴ�ل‪.‬‬

‫‪ .2‬اذكر ﺟﺰءا مﻦ آﻳﺔ ﻳﺒ� أن ﷲ عﺰ وﺟل إذا ﻗدر أمـرا ﻳسـر لـه‬
‫أسﺒاﺑا ﺧﻔﻴﺔ ال �طر ﺑالﺒال‪.‬‬

‫‪ .3‬اذكر موطﻨ� مﻦ مواطﻦ أدب ﻳوسﻒ � الﺘعﺒ� مع إﺧوﺗه‪.‬‬

‫‪ .4‬سالمﺔ الدﻳﻦ ﻧعمﺔ ﻳم� ﷲ ﺑها على العﺒـد وإن �اﻧـﺖ مـﻦ‬
‫ﺧالل مصﻴﺒ�ﺔ ﺗصﻴﺐ ا�رء � دﻧﻴ�اﻩ‪ .‬اذكر آﻳﺔ ﺗدل على ذلك‪.‬‬

‫ً‬
‫ﺧروﺟــه مــﻦ الســﺠﻦ‪،‬‬
‫ِ‬ ‫ﻗﻀــﻴﺔ‬
‫ِ‬ ‫‪ .5‬كــم �لمــﺔ ﻗالهــا ﻳوســﻒ �‬
‫ً َ‬
‫�لمﺔ ﻗالها � الدعوة إ� رﺑه سﺒحاﻧه؟‬
‫مﻘارﻧﺔ ِﺑكم ٍ‬

‫‪55‬‬
‫ً‬ ‫َ‬
‫‪ .6‬ﺗ�لمــﺖ ﺑاللهﺠــﺔ ا�حلﻴــﺔ لﺘﻘــرب مﻔهومــا إ� الﻨــاس وأﻧــﺖ‬
‫ﺗعلم أﻧهم ما �اﻧوا لﻴﻔهمـوﻩ ﺑﻐـ� هـﺬا‪ .‬ﻓعاﺗﺒـك صـدﻳﻘك أن‬
‫هﺬا �ل ﺑا�ﻔاظ على اللﻐـﺔ الﻔصـ�‪ .‬اذكـر ﺟـﺰءا مـﻦ آﻳـﺔ‬
‫ﺗرد ﺑها علﻴه‪.‬‬

‫‪ .7‬مـــﻦ أســـالﻴﺐ أهـــل الﺒاطـــل أﻧهـــم ﻳﺘ�لمـــون عـــﻦ مﺨالﻔـــﺔ‬


‫ُ َ ﱠ‬
‫مسـاءلﺔ‬
‫ِ‬ ‫مﺔ ال ﻧﻘاش ﻓﻴها‪ ،‬ﺗهرﺑا مـﻦ‬ ‫كﺘهمﺔ مسل ٍ‬‫مﻘدساﺗهم ٍ‬
‫صــحﺔ مــا ﻗدســوﻩ‪ .‬اذكــر ســﺒع �لمــات مــﻦ آﻳــﺔ ﺗﺸــ� لهــﺬا‬
‫ا�ع�‪.‬‬

‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ُ َ‬
‫‪ .8‬مﻦ ﺛمرات معرﻓـﺔ ا�ـﻖ واﺗﺒ�اعـه ﻳﻘﻴﻨـك ﺑـﺄن ﷲ إذ وﻓﻘـك‬
‫ََ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ﱢ‬ ‫ً‬
‫عاﻗﺒﺘـك مـ�‬‫لﺬلك ﻓﺈﻧه أراد ﺑك ﺧـ�ا ﻓسـﻴدﺑ ر لـك و� ِسـﻦ ِ‬
‫َ‬
‫�ﺄت إلﻴه‪ .‬اذكر ﺟﺰءا مﻦ آﻳﺔ ﻳدل على ذلك‪.‬‬

‫‪56‬‬
‫اﻟﺠﺰء اﻟﺮاﺑﻊ ﻋﺸﺮ‬

‫خرة َِ‬ ‫ْ‬ ‫َّ َّ َ َ ُ ْ ُ َ‬


‫‪ .1‬عﻨــد ﻗــراءة ﻗــول ﷲ ﺗعــا�‪﴿ :‬إِن ا�ِيــن � يؤمِنــون ِبــا� ِ‬
‫َ َ َُ‬ ‫َ ُ َ ُّ َ ْ َ َ َ َ َ ْ َ َ ْ ُ َٰ‬
‫ليسـمون الم��ِكـة �سـ ِمية ا�نــ�﴾ ]الـﻨﺠم‪ ،[27:‬و﴿وجعلـوا‬
‫ْ َ َ َ َ َّ َ ُ ْ َ ُ َّ ْ َ ٰ َ ً‬
‫الم��ِكة ا�ِين هم عِباد الـرح� ِن إِناثـا﴾ ]الﺰﺧـرف‪ ،[19:‬ﻓﻘـد‬
‫ﱠ‬
‫ﺗﻈــﻦ أن َم َصـ ﱠﺐ اﻹﻧ�ــار هــو أﻧهــم ادعــوا أن ﺧــواص ﷲ مــﻦ‬
‫الﺒﻨ�ات‪ ،‬وأﻧهم لو ادعـوهم ذكـورا لمـا أﻧكـر ﷲ علـﻴهم‪ .‬اذكـر‬
‫مــﻦ ﺟــﺰء الﻴــوم ﺟملــﺔ مــﻦ أرﺑــع �لمــات ﺗصــحح هــﺬا الﻔهــم‬
‫وﺗﺒ� مصﺐ اﻹﻧ�ار‪.‬‬

‫ً‬ ‫ً‬
‫أسﺒاب أرﺿﻴﺔ ﻇاﻧ� ﻓﻴهـا‬
‫ٍ‬ ‫‪ .2‬كﺜ�ا ما �د أﻗواما ﻳسﺘﻨ�دون إ�‬
‫اﻷمان‪ ،‬وﻗد ﺗكون مما ﻳسﺨط ﷲ‪ ،‬ﻓﻴﺠعل ﷲ ﻧهاﻳﺘهم مﻦ‬
‫الﻨاحﻴﺔ الﺬي ﻇﻨوها سـﺒﺐ أمـاﻧهم! اذكـر آﻳـﺔ ﺗـﺬكرك ﺑهـﺬا‬
‫ا�ع�‪.‬‬

‫‪57‬‬
‫‪ .3‬االسﺘثﻨ�اء ا�ﻨﻘطع ﻳعـ� االﻧﻘطـاع ﺑـ� ا�سـﺘﺜ� وا�سـﺘﺜ�‬
‫ُ ﱠ‬ ‫ُ‬
‫مﻨه‪ .‬اذكر آﻳﺘ� مﺘﺘ�الﻴﺘ� مـﻦ ﺟـﺰء الﻴـوم ﻳسـاعد إدراك أن‬
‫َ‬
‫هم ﺧاطﺊ‪.‬‬ ‫ٌ‬
‫مﻨﻘطع على دﻓع ﻓ ٍ‬
‫ِ‬ ‫اسﺘثﻨ َ�اء ُهما‬

‫‪ .4‬اذكر آﻳﺔ ﺗـرد ﺑهـا علـى مـﻦ ﻳـدعﻲ أن مهمـﺔ الﻨـ� صـلى ﷲ‬
‫علﻴه وسـلم ا�صـرت � ﺗﺒلﻴـﻎ الﻘـرآن ﺑمـا ﻳﻐـ� عـﻦ حﻔـﻆ‬
‫السﻨﺔ‪.‬‬

‫ُُ‬
‫‪ .5‬اذكر آﻳﺔ مﻦ ﺗثﺒﺖ ﺟهﺔ العلو ﮻ ﺗعا�‪.‬‬

‫‪ .6‬اذكر �لمﺔ مﻦ ﺟﺰء الﻴوم ﺗﺒ� أﻧه ال ﻳلﻴﻖ ﺑا�ﻨﺔ إال مـﻦ �ـان‬
‫ً‬
‫مطهرا مﻦ �ل ﺧﺒﺚ‪.‬‬

‫‪ .7‬ﻗـــال رســـول ﷲ صـــلى ﷲ علﻴـــه وســـلم‪) :‬ومـــﻦ ســـﻦ �‬


‫اﻹسالم سﻨﺔ سﻴﺌ�ﺔ �ان علﻴه وزرهـا ووزر مـﻦ عمـل ﺑهـا مـﻦ‬
‫ﺑعدﻩ ال ﻳﻨﻘص ذلك مﻦ أوزارهم ﺷﻴﺌ�ا( )رواﻩ مسلم(‪ .‬اذكـر‬
‫ً‬
‫آﻳﺔ ﺗﺸ� إ� ا�ع� ﻧﻔسه‪.‬‬

‫‪58‬‬
‫‪ .8‬اذكر أرﺑع �لمات مـﻦ آﻳـﺔ ﺗﺒـ� أن ﷲ ﺗعهـد ﺑبﻴـ�ان الطر�ـﻖ‬
‫ا�سﺘﻘﻴم ا�وصل إلﻴه‪.‬‬

‫ّ‬
‫‪� .9‬لمـ ا زاد إﻳمــان العﺒــد ﺑلﻘــاء رﺑــه زاد عﻔــوﻩ وﺗســامحه وﻗــل‬
‫اﻧﺘصــارﻩ لﻨﻔســه‪ ،‬ﻓا�نﺸــﻐلون ﺑــاﻵﺧرة ال وﻗــﺖ للعــداوات‬
‫والﺸحﻨاء عﻨدهم‪ .‬اذكر ﺟﺰءا مﻦ آﻳﺔ ﺗﺬكرك ﺑهﺬا ا�ع�‪.‬‬

‫ُ ُ‬ ‫ُ َّ َ َ ُ َ ُ‬
‫‪﴿ .10‬هن أطهر ل�م﴾ ]هود‪ [78:‬ﺗعﻴنﻨ�ا على صحﺔ ﻓهم ﺛالث‬
‫�لمات مﻦ آﻳﺔ وردت � هﺬا ا�ﺰء‪ .‬ما هﻲ هﺬﻩ ال�لمات‬
‫الﺜالﺛﺔ؟‬

‫‪59‬‬
‫اﻟﺠﺰء اﻟﺨﺎﻣﺲ ﻋﺸﺮ‬

‫نسـ ُﺐ الﻘـرآن ﻓﻴـه‬ ‫َ‬


‫‪ .1‬اذكر موﻗﻔا عﻈﻴمـا للﻨـ� علﻴـه السـالم ﻳ ِ‬
‫َ‬ ‫ُ ُ َ َ‬ ‫َ‬
‫ﻈهر الﻀعﻒ البﺸري الﺬي ﺧ ِﻔ َﻲ � ﻧﻔس‬ ‫الﻔﻀل إ� ﷲ و�‬
‫الﻨ� صلى ﷲ علﻴه وسلم‪.‬‬

‫‪ .2‬اذكــر آﻳﺘــ� ﻓﻴهمــا ﺧطــاب للﻨــ� ﺑمــا ﻳﺆكــد علــى أن كرامﺘــه‬


‫على ﷲ مﻘروﻧﺔ ﺑطاعﺘه‪ ،‬وأﻧه إن أﺷرك ﻓﻘد هﺬﻩ الكرامﺔ‪.‬‬

‫‪ .3‬ﻗال ﺗعا� � أهل الﻨار‪ �﴿ :‬يُق� علـيهم فيموتـوا و� �فـف‬

‫عنهم من عذابها﴾ ]ﻓاطر‪ .[36:‬وهﺬا ُﻳﺸعر ﺑـﺄن ﻧـار ﺟهـﻨم ال‬


‫�ﺒو‪ .‬اذكر آﻳﺔ ﻓﻴها حرف واحد �ل ما ﻗد ﻳﻈهر أﻧـه ﺗعـارض‬
‫ﺑ� اﻵﻳﺘ�‪.‬‬

‫ُ ُ‬
‫‪ .4‬آﻳــﺔ ﺗعــ� � حــل ا�ﺸــا�ل ﺑــ� ا�ســلم�‪ ،‬وﺗﻔســر وﻗــوع‬
‫ا�الف ﺑ� طرﻓ� ُمر�دﻳﻦ للﺨ�‪.‬‬

‫‪60‬‬
‫ً‬
‫‪ .5‬ﺗﺸو�ه الصادﻗ� ﺑاﻷلﻘاب وسـﻴلﺔ ﺟاهلﻴـﺔ‪ ،‬ﻳطلﻘـون لﻘﺒـا‬
‫ﺑـــاﻷمس ﻳﻨــ�اﻗﺾ لﻘـــﺐ الﻴـــوم وا�ﻘصـــود واحـــد‪ ،‬ﺗﺸـــو�ه‬
‫صــورﺗه وﺗﻨﻔــ� الﻨــاس عﻨــه‪ .‬اذكــر مطلــع آﻳــﺔ ﺗــدل علــى‬
‫�ﺒطهم � ذلك‪.‬‬

‫ﻧــ� وﺗواﺿــعه �‬
‫‪ .6‬اذكــر �لمﺘــ� مــﻦ آﻳــﺔ ﺗــدالن علــى أدب ٍ‬
‫ﺗعامله مع مﻦ ﻳﻘوم �دمﺘه‪.‬‬

‫‪ .7‬سﺖ �لمات مﻦ آﻳﺔ ﺗدل على أن اﻹﻧسـان ﻳرﺟـع إ� رﺑـه ﺑـال‬


‫مال وال أهل وال عﺸ�ة‪ .‬ما هﻲ؟‬

‫ً ُ ﱢ‬ ‫ُ‬
‫أﻗـواهم عﺰ�مـﺔ ﻳﻘـدم‬ ‫‪ .8‬ﺟعل ﷲ الـدﻧﻴ�ا مﻐر�ـﺔ ملهﻴـﺔ‪ ،‬لـ�ى‬
‫حﻖ رﺑه على ﺷهوة ﻧﻔسه‪ .‬اذكر آﻳﺔ ﺗدل على هﺬا ا�ع�‪.‬‬

‫ﻓعﺔ أو ﺧ� ﺗصـل إلﻴـه‪ ،‬ﻓ�ـل مـا أﻧـﺖ‬


‫‪ .9‬ال ﺗﻐ� ﺑﻨﻔسك � أﻳﺔ ِر ٍ‬
‫ﻓﻴه مﻦ ﺧ� هـو محـﺾ ﻓﻀـل مـﻦ ﷲ‪ ،‬وهـو سـﺒحاﻧه ﻗـادر‬
‫على سلﺒه مﻨك‪ .‬اذكر آﻳﺔ ﺗدل على هﺬا ا�ع�‪.‬‬

‫‪61‬‬
‫‪ .10‬صاحﺒك ﻳﺘﻘرب إ� ﷲ ﺑمـا لـم ﻳﺸـرع‪ .‬ﻧصـحﺘه ﻓﻘـال لـك‪:‬‬
‫)ا�هم العمل ﺑنﻴ�ﺔ طﻴﺒ�ﺔ(‪ .‬اذكر �لمﺔ مﻦ آﻳﺔ ﺗرد ﺑها علﻴه‪.‬‬

‫ُ‬ ‫َ َ َ ُ ُ َ ْ َ ْ َ َ ْ َ‬
‫خرة ِ نـ ِزد � ِ�‬ ‫‪ .11‬ﻗرأ ﻗارئ ﻗول ﷲ ﺗعا�‪﴿ :‬من �ن ي ِر�د حرث ا� ِ‬
‫ْ‬ ‫َْ ََ َ‬ ‫َ ْ َ َ َ َ ُ ُ َ ْ َ ُّ ْ ُ ْ‬
‫خرة ِ مِن‬‫َ‬ ‫ا�� َيا نؤتِهِ مِنها وما � ِ� ا� ِ‬
‫ُ‬ ‫حرثِهِ ۖ ومن �ن ي ِر�د حرث‬
‫َّ‬
‫يب﴾ ]الﺸــورى‪ [20:‬ﻓﻘــال‪ :‬لكــﻦ هﻨــاك طــالب دﻧﻴــ�ا‬ ‫ٍ‬ ‫صــ‬ ‫ِ‬ ‫ن‬

‫حﻴاﺗهم صعﺒﺔ للﻐاﻳﺔ‪ .‬ﻓﺄﻳﻦ ما آﺗاهم ﷲ مﻨهـا؟ ﻓﺄﺟﺒﺘـ�ه أن‬


‫ً‬
‫الﻘرآن ﻳﻔسر ﺑعﻀه ﺑعﻀا وأن هﻨاك �لمﺘ� مﻦ آﻳﺔ �ﻴﺒـ�ان‬
‫عﻦ سﺆاله‪ .‬ما هما؟‬

‫ُ‬
‫ﻳنسـ ُﺐ ﻓﻴـه‬
‫ِ‬ ‫وسـلم‬ ‫علﻴـه‬ ‫ﷲ‬ ‫صـلى‬ ‫الﻨـ�‬ ‫مـﻦ‬ ‫�ات‬
‫ٍ‬ ‫ﺒ‬‫ﺛ‬ ‫موﻗﻒ‬ ‫‪.12‬‬
‫َ‬
‫الﻘرآن الﻔﻀل إ� ﷲ ﺗعـا�‪ .‬اذكـر ﺛـالث �لمـات ﻓﻴهـا هـﺬﻩ‬
‫النسﺒﺔ‪.‬‬

‫‪ .13‬اذكر آﻳﺔ أرخ ﻓﻴها الﻘرآن �ادﺛﺔ ﺑعﺒارة �مع ﺑـ� ا�سـاب‬
‫ﺑالسﻨ� الﺸمسﻴﺔ والﻘمر�ﺔ‪.‬‬

‫‪62‬‬
‫اﻟﺠﺰء اﻟﺴﺎدس ﻋﺸﺮ‬

‫‪ .1‬مــﻦ اﻷســالﻴﺐ اللطﻴﻔــﺔ � الــدعاء أن ﺗﺘوســل إ� ﷲ ﺗعــا�‬


‫ﺑﺄﻧــك ﻳــا رب لــم َﺗ ـ ُر ﱠد� ﺧاﺋﺒ ـ�ا ﻓﻴمــا كﻨــﺖ ادعــوك مــﻦ ﻗﺒــل‪ُ،‬‬

‫وعودﺗ� على كرمك وﺟمﻴل صـﻨعك � ﻓـﺄكرم� ﺑاسـﺘﺠاﺑﺔ‬


‫هﺬا الدعاء أﻳﻀا‪ .‬اذكر آﻳﺔ �مل هﺬا ا�ع�‪.‬‬

‫ُ َﱢ‬
‫‪ .2‬اذكــر آﻳــﺔ ﻓﻴهــا إﺿــاﻓﺔ )مــﻦ ﺛــالث �لمــات( ﺗ ـ�ﻩ ﻧبﻴ ـ ً�ا عــﻦ‬
‫ُ‬ ‫َ‬
‫ﻧﻘﻴصﺔ ﻧ َس َﺒﺘها إلﻴه كﺘﺐ أهل الكﺘاب ا�حرﻓﺔ‪.‬‬
‫ٍ‬

‫ُ َ َُ َ‬ ‫َ َ َ ْ َ ُ َّ َ َ ْ ُ ْ ْ َ َ َ َ ْ ِ ّ َ‬
‫شيت أن �قـول‬ ‫‪﴿ .3‬قال يا ا�ن أم � تأخذ بِلِحي ِ� و� بِرأ� إ ِ ِ� خ ِ‬
‫ب َقـ ْو�﴾ ]طـه‪ُ .[94 :‬ﺗ ﱠ‬
‫ﻔسـ ر‬ ‫يل َو َلـ ْم تَ ْر ُقـ ْ‬
‫ْ َ َ‬
‫ا�‬‫�‬ ‫إ‬ ‫�‬‫� بَ‬ ‫فَ َّرقْ َ‬
‫ت بَ ْ َ‬
‫ِ‬ ‫ِ ِ ِ‬
‫هﺬﻩ اﻵﻳﺔ ﺑﺂﻳﺔ أﺧرى مﻦ ﻏ� هﺬا ا�ﺰء‪ ،‬اذكرها‪.‬‬

‫‪ .4‬اسﺘﺨدام ﺿـم� معـ� � �لمـﺔ مـﻦ آﻳـﺔ اﺷـﺘﻖ مﻨهـا ﺑعـﺾ‬


‫العلمــاء أن ﻧﻔﻘــﺔ ا�ــرأة علــى زوﺟهــا � الكســوة والطعــام‬
‫والﺸراب وا�سكﻦ‪ .‬اذكر ال�لمﺔ ال� ﻓﻴها هﺬا الﻀم�‪.‬‬
‫‪63‬‬
‫ﱢ‬ ‫ُ‬
‫‪ � .5‬ـو ز الــﺒعﺾ لﻨﻔســه مﺸــاركﺔ أهــل الكﺘــاب � أعﻴــادهم‬
‫َُ ﱢ‬
‫الدﻳنﻴ�ﺔ ِ ُ� ﱠﺠﺔ التسامح و�ﺄﻧه ﻏﻔل ﻓﻴما ﻏﻔـل عـﻦ آﻳـﺔ ﺗﺒـ�‬
‫ﻓﺰع ا�الﺋﻖ ﻏ� الﺜﻘل� مﻦ عﻘﻴدﺗهم الﺸركﻴﺔ‪ .‬اذكـر هـﺬﻩ‬
‫اﻵﻳﺔ‪.‬‬

‫ٌ‬ ‫ْ‬
‫السم مﻦ أسماء ﷲ ا�س�‬ ‫�لمات مﻦ آﻳﺔ ﻓﻴها ِذك ر ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫‪ .6‬ﺛالث‬
‫كﻨــا ﻧﺘوﻗــع أن ُﻳ ـﺬك ر ﻏــ�ﻩ‪ ،‬ولكــﻦ ِذكــر هــﺬا االســم � ذلــك‬
‫ُ‬ ‫َ‬
‫ا�وﺿع ﻳو� ِﺑ ِعﻈ ِم ﺟرم مﻦ ﻳعﺬﺑه ﷲ‪.‬‬

‫‪64‬‬
‫اﻟﺠﺰء اﻟﺴﺎﺑﻊ ﻋﺸﺮ‬

‫‪ .1‬لما �ان ﺗﻀﻴﻴع ﻧصـوص الـو� الﻘـرآ� أمـرا مسـﺘحﻴال علـى‬


‫الﺸﻴطان ﻷن ﷲ ﻗدر حﻔﻈه ﻓـﺈن محاولـﺔ الﺸـﻴطان ﺗكـون‬
‫ً‬
‫ﺑﺘﻀﻴﻴع مع� الﻨص ﺑا�طﺄ � الﻔهـم‪ .‬اذكـر آﻳـﺔ �مـل هـﺬا‬
‫ا�ع�‪.‬‬

‫‪ .2‬ا�ﻖ واحد والﺒاطل ﻳﺘعدد‪ .‬اذكر آﻳﺔ ﺗﺒ� �ﺒط الكﻔار ﺑـ�‬
‫أﻗوال عدﻳدة �لها ﺑاطلﺔ‪.‬‬

‫‪ .3‬مﻦ مﻨهﺞ أهل الﺒاطل أﻧهم ﻳﺘهرﺑـون مـﻦ مﻨاﻗﺸـﺔ ا�ـﻖ إ�‬
‫االﻧﺘﻘاص مﻦ ﻗاﺋله‪ .‬اذكر آﻳﺔ �مل هﺬا ا�ع�‪.‬‬

‫‪ .4‬أورد ﺑعﺾ ا�ﻔسر�ﻦ ما ُﻳعرف ﺑﻘصﺔ الﻐراﻧﻴﻖ‪ ،‬وذلـك عﻨـد‬


‫ََ‬ ‫ُ‬ ‫َّ‬ ‫َْ َ‬ ‫َ‬ ‫ََ ََْ ْ‬
‫ول و�‬ ‫ﺗﻔس�هم لﻘوله ﺗعا�‪﴿ :‬وما أرسلنا مِن �ب ِلـك ِمـن رسـ ٍ‬
‫َ َ َ ُ َّ ُ َ ُ ْ‬ ‫َّ‬ ‫ْ‬ ‫َ َّ َ َ َ َّ َ ْ َ َّ ْ َ ُ ُ‬
‫� �ل� الشيطان ِ� أمنِي ِتـهِ �ينسـخ ا� مـا يلـ ِ�‬ ‫ن ّ‬
‫� إِ� إِذا �م ٰ‬
‫ٍِ‬
‫ٌ‬ ‫َ‬ ‫ٌ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ َّ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َّ ْ َ ُ ُ َّ ُ ْ ُ َّ‬
‫] ا�ﺞ‪،[58:‬‬ ‫﴾‬‫ِيم‬ ‫ك‬‫ح‬ ‫يم‬‫ِ‬ ‫ل‬ ‫ع‬ ‫ا�‬ ‫و‬ ‫ۗ‬ ‫ِ‬ ‫ه‬‫ِ‬ ‫ت‬ ‫ا‬ ‫آي‬ ‫ا�‬ ‫الشيطان �م � ِ‬
‫�م‬

‫‪65‬‬
‫والﻘصــﺔ ﺗــﺰعم أن رســول ﷲ ﻗــرأ ﻳومــا ﺑمكــﺔ ســورة الــﻨﺠم‪،‬‬
‫ت َوالْ ُعـ َّز ٰ‬
‫ى ۝ َو َم َنـاةَ‬ ‫َ َ َ َ ْ ُ ُ َّ‬
‫الـ� َ‬ ‫ح� إذا مـا وصـل موﺿـع ﴿أفـر��تم‬
‫ْ‬ ‫َّ َ َ ْ ُ‬
‫َ‬
‫ا�ـة ا�خـر ٰى﴾ ألﻘــى الﺸـﻴطان علـى لسـاﻧه أو � ســكﺘﺘ�ه‪:‬‬ ‫ا� ِ‬
‫)ﺗلــك الﻐراﻧﻴــﻖ العلــى وإن ﺷــﻔاعﺘهﻦ لــ�ﺗ�(‪ .‬وﻗــد ﺑــ�‬
‫علماء ا�دﻳﺚ ﺑطالن هﺬﻩ الﻘصﺔ سﻨدا ومﺘﻨ�ا‪ .‬ومـﻦ وﺟـوﻩ‬
‫ﺑطالﻧها أن ﷲ عﺰ وﺟل ﺷاء �كمﺘه ورحمﺘه أن ﻳﺒﻘى وحﻴـه‬
‫َ‬ ‫َّ‬ ‫َّ ْ َ َ ْ َ َ َ َ ََّ َ َ ْ َٰ َ ْ َ‬
‫ﻧﻘﻴا صاﻓﻴا ﴿ ِ�هلِك من هلك عـن بيِنـ ٍة و�حـي مـن � عـن‬

‫بَ ّي ِ َنــ ٍة﴾ ]اﻷﻧﻔــال‪ .[42:‬ﺑيﻨمــا لــو وﻗعــﺖ الﻘصــﺔ للــﺰم مﻨهــا‬
‫الﺘﺒ�اس ا�ﻖ ﺑالﺒاطل � الو�‪ .‬اذكر آﻳﺔ مﻦ ﻏ� هـﺬا ا�ـﺰء‬
‫ﺗﺒ� أن الﻘرآن ‪-‬عدا عـﻦ حﻔﻈـه � ذاﺗـه‪ -‬ﻓﺈﻧـه ال ﻳمكـﻦ أن‬
‫�ﺘلط ﺑﺰو ر أو أي �ء ﻏ� ا�ﻖ‪.‬‬

‫‪ .5‬ﻧهى ﷲ ﻧبﻴ�ه‪ ،‬ومﻦ ﺑعدﻩ أمﺘه‪ ،‬أن ﻧمد أعﻴنﻨ�ا إ� مـا مﺘـع ﺑـه‬
‫ال�اﻓر�ﻦ � الدﻧﻴ�ا‪ .‬ورسول ﷲ ﻳص�ﻧا �ﻘﻴﻘﺔ أن مـا حرمﻨـا‬
‫ُ‬
‫مﻨه � الدﻧﻴ�ا وﺗمﺘعوا هم ﺑه سـﻴكون لﻨـا � اﻵﺧـرة و�رمـون‬
‫هـــم مﻨـــه‪ .‬كمـــا ﻗـــال � ا�ـــدﻳﺚ الـــﺬي رواﻩ الﺒﺨـــاري‪) :‬ال‬
‫ﱢ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ـﺬهﺐ‬
‫ِ‬ ‫ﺗلبســـوا ا�ر�ـــر وال الـــدﻳﺒ�اج‪ ،‬وال ﺗﺸـــرﺑوا � آﻧﻴــ ِ�ﺔ الــ‬
‫‪66‬‬
‫ﱠ‬
‫حاﻓ َها‪ ،‬ﻓﺈﻧهـا لهـم � الـدﻧﻴ�ا ولﻨـا �‬
‫والﻔﻀﺔ‪ ،‬وال ﺗـﺄ�لوا � ِصـ ِ‬
‫ِ‬
‫اﻵﺧرة(‪ .‬اذكر موﺿعا � الﻘرآن ﻓﻴه أن حﻘﻴﻘﺔ حصـر ا�ﻨـﺔ‬
‫ِ‬
‫على ا�ﺆمﻨ� ﻳنﺒﻐﻲ أن ﺗعﻴﻨهم وﺗكﻔﻴهم كﺰاد ﻳ�ودون ﺑـه �‬
‫طر�ﻘهم إ� ﷲ‪ .‬ﺧاصﺔ �ﻦ ﺗعلـﻖ ﻗلﺒـه ﺑـاﻵﺧرة عـﻦ طر�ـﻖ‬
‫العﺒادة‪.‬‬

‫‪� .6‬ـد مــﻦ ﻳم�ـ عمــرﻩ � الﻈلـم واﻹﻓســاد وﺗــرو�ﺞ الﺒاطــل‬


‫ومحارﺑــﺔ ا�ــﻖ‪ .‬اذكــر آﻳــﺔ ﺗصــور �ﻈــﺔ ﺗمﺜــل ذورة ﻧــدمهم‬
‫على هﺬا �له و�ﻘﻴﻨهم ﺑما أﻧكروا مﻦ ﻗﺒل‪.‬‬

‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ ُ ُ‬
‫‪ .7‬ﺗلمع لمع ا�ﻖ للعﺒـد‪ ،‬وحـ� أعـ� الكﻔـرة ﻳكـون ا�ـﻖ ﻗـد‬
‫ﱡ‬
‫ﻇهر لهم � محطات‪ .‬ﻓمـﻦ اسـﺘﻐل هـﺬﻩ اللمـع �ـا وسـعد‪،‬‬
‫ومــﻦ ﺗكــ� وأعــرض وﺟحــد ﺷــﻘى‪ .‬اذكــر آﻳﺘــ� مﺘﺘ ـ�الﻴﺘ�‬
‫ﺗصﻒ موﻗﻔا �ع ﻓﻴه ا�ﻖ لﻘوم ﻓﺠحدوﻩ‪.‬‬

‫ﱢ‬ ‫ُ َ‬
‫‪� .8‬لمﺔ ﺑمع� "ﻧﻀﻴﻖ" وردت � أﻳﺔ � هﺬا ا�ﺰء‪ ،‬ﻳﺆدي عدم‬
‫ﻓهمها لسوء ﻓهم كﺒ�‪ .‬اذكر هﺬﻩ ال�لمﺔ‪.‬‬

‫‪67‬‬
‫‪ .9‬ﻗال لك صـدﻳﻘك‪ :‬لمـاذا �ـوف الﻨـاس مـﻦ ﷲ و ال ﻧكﺘﻔـﻲ‬
‫ﺑا�دﻳﺚ عﻦ رحمﺔ ﷲ والرﺟاء ﻓﻴها؟ لماذا ﻧرهﺒهم مﻦ ﷲ‬
‫ﺑدل أن �ﺒﺒهم ﻓﻴه؟ اسـﺘوﻗﻔﺘك آﻳـﺔ ولﻔـﺖ ﻧﻈـرك ﻓﻴهـا أن‬
‫ً‬
‫مﻦ لم ﻳﻘوموا ﺑمعصﻴﺔ أﺑدا ﺑاﻹﺟمـاع‪ ،‬ﺑـل هـم مﺠﺘهـدون �‬
‫الطاعﺔ �اﻓون ﷲ‪ ،‬ﻓكﻴﻒ ﺑﻨ�ا �ﻦ؟! اذكر أرﺑع �لمات ﺗدل‬
‫على هﺬا ا�ع�‪.‬‬

‫‪ .10‬اذكر �لمﺘ� ﺗدالن على أن هﺬا الﻘـرآن ﺷـرف �ـﻦ عمـل ﺑمـا‬
‫ﻓﻴه‪.‬‬

‫‪ .11‬لك صدﻳﻖ ﺑدأ ﻳهﺘم ﺑدراسﺔ الﻔلسـﻔﺔ وأصـﺒح ﻳﻐلـﺐ علﻴـه‬


‫اســـﺘﺨدامها � دعوﺗـــه الﻨـــاس إ� االســـﺘﻘامﺔ‪ .‬اذكـــر أرﺑـــع‬
‫ُ‬ ‫ُ‬
‫�لمات مﻦ آﻳﺔ ﺗﺒ� ِﺑها له أﻧه حاد عﻦ الطر�ﻖ الـﺬي أمـر ﺑـه‬
‫الﻨ� صلى ﷲ علﻴه وسلم‪.‬‬

‫‪ .12‬ﺗــرك العﺒــادة مﺬلــﺔ لﺘاركهــا‪ .‬اذكــر ســﺒع �لمــات مــﻦ آﻳــﺔ‬


‫ﺗﺬكرك ﺑهﺬا ا�ع�‪.‬‬

‫‪68‬‬
‫اﻟﺠﺰء اﻟﺜﺎﻣﻦ ﻋﺸﺮ‬

‫‪ٌ .1‬‬
‫واو � آﻳـــﺔ أﻓـــادت أن ﻗﺒلهـــا محـــﺬوﻓا مـــﻦ أوﺟـــه ا�ﻨـــاﻓع‬
‫والﺘصرف ال� ﺗكون � الدﻧﻴ�ا وال ﺗكـون � اﻵﺧـرة‪ � .‬أي آﻳـﺔ‬
‫وردت هﺬﻩ الواو؟‬

‫‪ .2‬اذكر آﻳﺔ ﺗﺒ� ﻧﻔع الﻔطرة الﻨﻘﻴﺔ‪.‬‬

‫‪ .3‬مــﻦ أســالﻴﺐ أهــل الﺒاطــل الطعــﻦ � ﻧواﻳــا ا�صــلح� مــﻦ‬


‫دعوﺗهم وادعـاء أﻧهـا لمـﺂرب ﺷﺨصـﻴﺔ‪ .‬اذكـر آﻳـﺔ ﺗـدل علـى‬
‫ذلك‪.‬‬

‫‪ .4‬اذكـــر آﻳـــﺔ ﻓﻴهـــا ﻗاعـــدة الﺘ�لﻴـــﻒ والﻀـــمان ممـــا ﻳﺘمﻨـــاﻩ‬


‫ا�سلمون ﺟمﻴعا هﺬﻩ اﻷﻳام‪.‬‬

‫‪69‬‬
‫‪ .5‬ﻗــد ﻳهلــك ا�ــرء ﺑﺄعمــال الﻘلــوب وهــو ال ﻳﺸــعر‪ .‬ومــﻦ كﺒــاﺋر‬
‫الﻘلوب ما هو أﺷد مـﻦ كﺒـاﺋر ا�ـوارح‪ .‬اذكـر آﻳـﺔ ﺗهـدد مـﻦ‬
‫ﻳرﺗكﺐ إحدى هﺬﻩ الكﺒاﺋر‪.‬‬

‫‪ .6‬ﻗال الﺸاعر‪:‬‬
‫ووﺿع الﻨدى � موﺿع السﻴﻒ ﺑالعال‬

‫ُم ِﻀ ٌر كوﺿع السﻴﻒ � موﺿع الﻨدى‬

‫أي أن الل� والعطﻒ � ﻏ� محله مﻀـر‪ .‬اذكـر آﻳـﺔ ﺗـﺬم لﻴﻨـ ً�ا‬
‫ً‬
‫وعطﻔا � ﻏ� محله‪.‬‬

‫َ‬ ‫َ َ َّ ْ َ ُ َ‬
‫ا��سان إِذا مـا‬
‫‪ .7‬آﻳﺘ�ان ﺑمع� ﻗوله ﺗعا� � سورة الﻔﺠر‪﴿ :‬فأما ِ‬
‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ْ َ َ ُ َ ُّ ُ َ َ ْ َ ُ َ َ َّ َ ُ َ َ ُ ُ َ ّ َ‬
‫َ‬
‫ا�ت�ه ر�ه فأ� َرمه و�عمه �يقول ر ِ� أ�رم ِن﴾ ]الﻔﺠر‪.[15:‬‬

‫‪ .8‬مﻦ عالمات ﻗﺒول العﺒادة أن ﺗﺰ�د صاحﺒها مـﻦ ﷲ ﺧﺸـﻴﺔ‬


‫ﱢُ‬ ‫ﱡ‬ ‫ُ‬
‫ال ﺗﻐرﻩ وال ﺗﺆمﻨـه‪ ،‬ﻓﻘـد ذكـر ﷲ حـالهم علـى سـﺒﻴ�ل الﺜﻨـ�اء‪،‬‬
‫مما ُﻳﺸعر ﺑﻘﺒول أعمالهم‪.‬‬

‫‪70‬‬
‫اﻟﺠﺰء اﻟﺘﺎﺳﻊ ﻋﺸﺮ‬

‫َ َ َ ْ َ َ ُّ ْ َ َ ْ َ ً َ َ ْ َ ُ ْ َ َ َ َ َ ُ‬
‫‪ .1‬ﻗال ﷲ ﺗعا�‪�﴿ :‬ذا أردنا أن �هلِك قر�ة أمرنا م��ِيها �فسقوا‬
‫ً‬ ‫ْ‬ ‫َ َ َ َّ َ َ ْ َ ْ َ ْ ُ َ َ َّ ْ َ َ َ‬
‫�ِيها فحق عليها القول فدمرناها تدمِ�ا﴾ ] اﻹسراء‪[16:‬‬
‫مﻦ اﻷوﺟه � ﺗﻔس�ها‪ :‬أي أمرﻧا م�ﻓﻴها ﺑما ﻳـﺄمر ﺑـه الرسـل‬
‫عادة مﻦ اﻹﻳمان والطاعﺔ‪ .‬ﻓﻔسﻘوا ﻓﻴها‪.‬‬
‫وهﺬا مﻦ طراﺋﻖ اللﻐـﺔ العرﺑﻴـ�ﺔ‪ ،‬أن �ـﺬف �ـالم مﻔهـوم مـﻦ‬
‫السﻴاق‪ .‬ﻗد ﻳﻨكـر مـﻦ ال ﻳعـرف ﺑالعرﺑﻴـ�ﺔ مﺜـل هـﺬا الﺘﻔسـ�‬
‫و�ﻘول مـﻦ أﻳـﻦ لكـم هـﺬﻩ الﺘﻘـدﻳرات الـ� لـم ﺗـرد � اﻵﻳـﺔ‪.‬‬
‫اذكر مﻦ هﺬا ا�ﺰء آﻳﺔ ﺗسﺘدل لها ﺑها ﺑﺘﻘدﻳر ﺷﺒﻴ�ه‪.‬‬

‫‪ .2‬اذكــر آﻳــﺔ ﺗــرد ﺑهــا علــى أصــحاب ا�ﺒــدأ ا�ســ� ﺑاﻹﻧســا�‪،‬‬


‫والﺬي �عل معﻴار ا�ﻔاﺿلﺔ ﺑـ� الﻨـاس مـا ﻳﺘحلـون ﺑـه مـﻦ‬
‫أﺧالق أو ﻧﻔع مادي عل� للﻨاس ﺑصرف الﻨﻈر عﻦ عالﻗﺘهم‬
‫ﺑا﮻ ﺗعا�‪ .‬هﺬﻩ اﻵﻳﺔ ال ﺗعطﻲ أﻳـﺔ ﻗﻴمـﺔ للمعـرض عـﻦ ﷲ‬
‫ﺗعا�‪.‬‬

‫‪71‬‬
‫‪ .3‬على ا�سلم أال ﻳتﻨ�ازل عﻦ حﻘوﻗـه الـ� وهﺒـه ﷲ إﻳاهـا وأن‬
‫ُ ْ َ‬
‫ﻳعلم أن الﻔﻀل ﻓﻴها ﮻ وحـدﻩ‪ ،‬كمـا علﻴـه أال ﺗسـ ِكﺘه �اﺗـه‬
‫مﻦ الﻈلم عﻦ ا�طالﺒﺔ �ﻘوق اﻵﺧر�ﻦ ا�ﻈلـوم�‪ .‬ﻓـﺒعﺾ‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫الﻈــا�� ﻗــد ﻳﻈلــم مﺠموعــﺔ مــﻦ الﻨــاس ﻇلمــا عامــا ﺛــم إذا‬
‫أحســﻦ إ� أحــدهم وأعطــاﻩ ﺷــﻴﺌ�ا مــﻦ حﻘوﻗــه اعﺘــ� ذلــك‬
‫ُ‬ ‫ً‬ ‫ﱡ ً‬
‫ﺗﻔﻀـال‪ .‬اذكــر آﻳــﺔ ﺗﺒــ� أن ا�ــﺆمﻦ �ــﻖ ال ﻳكﻔﻴــه أن �ســﻦ‬
‫الﻈالم إلﻴه إن �ـان ﻳﻈلـم اﻵﺧـر�ﻦ‪ ،‬وال ﻳعﺘـ� اسـﺘثﻨ�اءﻩ مـﻦ‬
‫ً‬
‫هﺬا الﻈلم ﻓﻀال مﻦ الﻈالم علﻴه‪.‬‬

‫ً‬
‫‪ .4‬اذكر آﻳﺔ ﺗﺒ� ﺗالعﺐ ا�ﺒطل� ﺑا�ﻘاﺋﻖ وﻗلﺒهم للتسمﻴات‬
‫�ﻴــﺚ ﻳثﻨــون علــى عﻨــادهم و�ــﺬمون دعــوة ا�ــﻖ � اﻵﻳــﺔ‬
‫ذاﺗها‪.‬‬

‫ً‬
‫‪ .5‬اذكــر آﻳــﺔ ﺗﺒــ� أن مــا ﻳﺘمــادى ﺑــه ا�كــﺬﺑون ﺑالرســالﺔ مــﻦ‬
‫طلﺒات إﻧما هو ﻧاﺑع عﻦ ك�هم‪.‬‬

‫‪72‬‬
‫اﻟﺠﺰء اﻟﻌﺸﺮون‬

‫‪� .1‬لمــﺔ الﺘوحﻴــد مﻘدمــﺔ علــى وحــدة ال�لمــﺔ‪ .‬وال ُﻳﺜــ� علــى‬
‫اﺟﺘماع الﻨاس إن �ان على ﺿالل‪ .‬اذكر آﻳﺔ ﺗﺒ� كﻴـﻒ ﱠ‬
‫ﻓـرق‬
‫ﻧ� ﻗومه وأحدث ﺑيﻨهم ﺧالﻓا‪.‬‬

‫‪� .2‬لمﺔ وردت � آﻳﺔ‪ ،‬ﺗصﻒ الكﻔار ﺑﺄﻧهم �علون ﮻ ﻧﻈ�ا‪.‬‬

‫‪ .3‬آﻳﺔ ﺗﺒ� أن الكﻔار لم ﻳكوﻧوا على ﻗول واحد � ﺷﺄن الﺒعـﺚ‬


‫ﺑعد ا�وت‪.‬‬

‫‪ .4‬مــﻦ رحمــﺔ ﷲ عــﺰ وﺟــل أﻧــه إذا أراد أن ﻳبﺘلــﻲ ا�ــﺆمﻦ ﺑﺒ�ــالء‬
‫ُ‬
‫طو�ل‪ ،‬ﻓﻘـد ﻳر�ـه � ﺑـداﻳات الـﺒالء أمـارات ﺗﺸـعر ﺑـﺄن هـﺬا‬
‫الﺒالء سﻴنﺘهﻲ‪ .‬اذكر آﻳﺔ ﻓﻴها ﺑﺸارة كهﺬﻩ‪.‬‬

‫‪73‬‬
‫اﻟﺠﺰء اﻟﺤﺎدي واﻟﻌﺸﺮون‬

‫ّ‬
‫‪ .1‬الﻨ� علﻴـه الصـالة والسـالم لـه ﻗـدر عﻈـﻴم ومﻨـﺔ علـى �ـل‬
‫واحد ﻓﻴﻨ�ا وله ﻧصﻴﺐ مﻦ أﻧﻔسﻨا أك� مﻦ ﻧصﻴبﻨ�ا �ﻦ مﻨها‪.‬‬
‫ﻓــال ﻳنﺒﻐــﻲ ﻷحــد أن ﻳــرى أوامــر رســول ﷲ وﻧواهﻴــه �ﺄﻧهــا‬
‫َ ﱡ‬
‫ﺗدﺧل � ﺷﺄﻧه‪ ،‬ﺑل له علﻴـه الصـالة والسـالم حـﻖ الﺘصـرف‬
‫ﺑﻨ�ا أك� مﻦ حﻘﻨا � الﺘصرف ﺑﺄﻧﻔسـﻨا‪ ..‬اذكـر آﻳـﺔ ﺗـدل علـى‬
‫هﺬا ا�ع�‪.‬‬

‫ُ‬
‫ﺨدمﺖ ﻓﻴهــا أداة ﺷــرط معﻴﻨ ـ�ﺔ عﻨــد ذكــر‬
‫‪ .2‬آﻳــﺔ كر�مــﺔ اسـ ِ‬
‫ـﺘ‬
‫ا�� للداللﺔ علـى أن ا�ـ� الـﺬي ﻳوصـله ﷲ لعﺒـادﻩ كﺜـ�‪،‬‬
‫ُ‬
‫ﺨدمﺖ أداة ﺷرط أﺧرى عﻨد ذكر مـا ﻳسـوء العﺒـاد‬
‫ِ‬ ‫اسﺘ‬ ‫ﺑيﻨما‬
‫للتﺸكﻴك � وﻗوعه‪ .‬ما هﻲ هﺬﻩ اﻵﻳﺔ؟‬

‫‪ .3‬هﻨـــاك موﺿـــعان � ســـورة مـــﻦ الســـور ﻗـــد ﻳﻈهـــر ﺑيﻨهمـــا‬


‫الﺘعارض للوهلﺔ اﻷو�‪ .‬لكﻦ ﻳمكﻦ ا�مع ﺑيﻨهما ﺑالﻘول أن‬
‫ﷲ عﺰ وﺟل ُﻳ ّثﺒﺖ ا�ﺆمﻨ� � مواطﻦ الﺸـدة‪ ،‬ولكﻨـه ﺗعـا�‬

‫‪74‬‬
‫ﻗــد ال �ــرﺟهم مــﻦ هــﺬﻩ الﺸــدة إال ﺑعــد أن ﻳﺸــﺘد ﺧــوﻓهم‬
‫و�تساءلوا عﻦ ﻧصر ﷲ لدﻳﻨ�ه وأولﻴاﺋه‪ ،‬حـ� ال �رﺟـوا مـ ﻦ‬
‫الﺸدة مﻐﺘر�ﻦ ﺑﺄﻧﻔسهم وﺛﺒ�اﺗهم‪ ،‬ﺑل �رﺟـون مﻨهـا ﺑعـد أن‬
‫ﺗﻨكسر ﻧﻔوسهم أمام ﷲ ‪-‬عﺰ وﺟل‪ -‬و�سﺘحﻴوا مﻦ رﺑهم لما‬
‫ﺟال � ﺧاطرهم عﻦ ﻧصرﻩ لدﻳﻨ�ه وأولﻴاﺋـه‪ ،‬وﺑعـد أن ﻳعلمـوا‬
‫أﻧهم ﺑﺬواﺗهم ﺿعﻔاء‪ .‬اذكر هاﺗ� اﻵﻳﺘـ� اللﺘـ� ﻗـد ﻳﻈهـر‬
‫مﻨهمـــا الﺘعـــارض لكـــﻦ ﻳمكـــﻦ ا�مـــع ﺑيﻨهمـــا ﺑمـــا ﺗﻘــ دم‪،‬‬
‫وﺗصﻔان موطﻨ� مﺨﺘلﻔ� �ادﺛﺔ معﻴﻨ�ﺔ‪.‬‬

‫‪75‬‬
‫اﻟﺠﺰء اﻟﺜﺎﻧﻲ واﻟﻌﺸﺮون‬

‫‪� .1‬ﺐ على ا�سـلم� ا�ﻔـاظ علـى الـدعوة والﺘـﺬك� الـداﺋم‬


‫ﺑا﮻ وﺷرعه ﻹﻳﻘاظ الﻨاس مـﻦ ﻏﻔلـﺘهم‪ ،‬ﻓ�ـل أمـﺔ ﻳﻨﻘطـع‬
‫عﻨها اﻹﻧﺬار ال ﺑد وأن ﺗﻘـع � عﺘمـﺔ الﻀـالل‪ .‬اذكـر آﻳـﺔ ﺗـدل‬
‫على ذلك‪.‬‬

‫ُ‬
‫‪ .2‬اذكر آﻳﺔ ﺗدلل علـى وﻇﻴﻔـﺔ هامـﺔ لﺰوﺟـات الﻨـ� صـلى ﷲ‬
‫علﻴه وسلم‪.‬‬

‫‪ .3‬اذكر آﻳﺔ ﺗدلل على صدق رسول ﷲ صـلى ﷲ علﻴـه وسـلم‬


‫ً‬
‫� أﻧه أ� ﺑـالﻘرآن وحﻴـا مـﻦ ﷲ‪ ،‬إذ ﻳﻈهـر ﻓﻴهـا عﺘـاب للﻨـ�‬
‫ّ‬
‫صلى ﷲ علﻴه وسلم مما ﻳﺆكد أن الﻘرآن الكر�م هو ﺧطاب‬
‫رب لعﺒد‪.‬‬‫ﱟ‬

‫‪ .4‬ﻳﻈﻦ الﺒعﺾ أن ﺗوسﻴع رزﻗـه � الـدﻧﻴ�ا هـو دلﻴـل علـى رﺿـا‬


‫ﷲ ﺗعــا� عﻨــه وﻗرﺑــه مﻨــه‪ .‬وﻗــد ﻧﻔــى الﻘــرآن الكــر�م مــرارا‬

‫‪76‬‬
‫صحﺔ هﺬا الﻈﻦ‪ ,‬وﺑ� أن ﺗوسﻴع الرزق � الدﻧﻴ�ا ليس دلـﻴال‬
‫على رﺿا ﷲ‪ ،‬اذكر آﻳﺔ ﺗدل على ذلك‪.‬‬

‫ُ‬ ‫َ‬
‫‪� .5‬ســﻦ � محاولــﺔ إﻗﻨــاع مــﻦ هــم علــى ﺑاطــل أال ﺗكﺘﻔـــﻲ‬
‫ﺑــدعوﺗهم وهــم � ﺟمــع‪ ،‬إذ ﻳﻐــوي ﺑعﻀــهم ﺑعﻀــا و�ﺰاﻳــد‬
‫ﺑعﻀهم على ﺑعﺾ � الﻘﻨاعﺔ ﺑالﺒاطل وعدم الﺘـﺄﺛر ﺑـا�ﻖ‪.‬‬
‫اذكر آﻳﺔ ﺗدل على هﺬا ا�ع�‪.‬‬

‫‪ .6‬ﻳﺘعــﺬر ﺑعـــﺾ الﺸـــﺒاب والﻔﺘﻴــ�ات � عـــدم اﻧﻀـــﺒاطهم �‬


‫الﺘعامــل ﺑــﺄن "الﻨواﻳــا حســﻨﺔ والﻘصــد ﺷــر�ﻒ"‪ .‬اذكــر آﻳــﺔ‬
‫�عل وﺟوب اﻧﻀﺒاطهم مﻦ ﺑاب اﻷو� واﻷحرى‪.‬‬

‫‪ .7‬كم مﻦ ﻇالم �ان ﻳرﺗع � ا�لـﺬات ﻏـاﻓال مﺘﻨعمـا �ـﺄن الـدﻧﻴ�ا‬


‫داﺋمﺔ له‪ .‬و� �ﻈﺔ ُحـرم مـﻦ �ـل �ء‪ :‬مـﻦ ﺷـهوة ا�ـنس‬
‫اﻵﺧــر‪ ،‬المــال‪ ،‬الﺜﻴــ�اب وا�راكــﺐ الﻔــاﺧرة‪ ،‬الطــرب‪ ،‬لﺬﻳــﺬ‬
‫الطعام والﺸراب‪ .‬وهﺬا �له اﻧﻘطع مﻨه ﺑال عـودة إلﻴـه أﺑـدا‪.‬‬
‫اذكر آﻳﺔ ﺗصور هﺬا ا�ال‪.‬‬

‫‪77‬‬
‫اﻟﺠﺰء اﻟﺜﺎﻟﺚ واﻟﻌﺸﺮون‬

‫‪ .1‬مﻦ أﺧطر وساﺋل ا�ﺒطل� � ﺗمر�ر ﺑاطلهم وإﻓسادهم أﻧهـم‬


‫ُﻳﻈهروﻧه � ﺛوب طاعﺔ وﻗر�‪ ،‬ح� �سـﺐ ا�ﻐـ� ﺑهـم أﻧهـم‬
‫ﻳعملــون ﺧــ�ا‪ ،‬وحﻘﻴﻘــﺔ اﻷمــر أﻧــه ﻳبﺘعــدون ﺑهــﺬا الﻔعــل أو‬
‫االعﺘﻘاد عﻦ ﷲ ﺗعا�‪ .‬اذكر آﻳﺔ ﻳمكﻦ ﻓهمها ﺑهﺬا ا�ع�‪.‬‬

‫‪ .2‬هﻨاك �ﻈـﺔ سـعادة ﻏـامرة �ـس ﺑهـا ا�ـﺆمﻦ ﻳـوم الﻘﻴامـﺔ‬


‫عﻨد إدراك حﻘﻴﻘﺔ عﻈﻴمﺔ‪ :‬أن ال ﻓﻨاء ﺑعد هـﺬﻩ اللحﻈـﺔ‪ ،‬وال‬
‫َ ُ‬
‫عﺬاب �اف أﺑدا‪ ،‬ﺑل هو ا�لود � الﻨعﻴم ا�ﻘﻴم‪ .‬ﻓﻘـد اعﺘـاد‬
‫ا�ﺆمﻦ � الدﻧﻴ�ا أن ا�وت ﻳﻘطع الﻔرحﺔ و�عكر صﻔو ا�ﻴاة‪،‬‬
‫كما أﻧه �ان �� عﺬاب ﷲ‪ .‬لكﻦ مﻦ اﻵن ﻓصاعدا ال موت‬
‫وال عﺬاب‪ .‬ﻓيسعد ا�ﺆمﻦ ﺑهـﺬﻩ ا�ﻘﻴﻘـﺔ سـعادة ال ﺗنﺘهـﻲ‪.‬‬
‫و�ﻐﺒط ﻧﻔسه على هـﺬﻩ الﻨعمـﺔ العﻈﻴمـﺔ‪ .‬اذكـر اﻵﻳـﺔ الـ�‬
‫ﻳﻐﺒط ﻓﻴها ا�ﺆمﻦ ﻧﻔسه مﺘعﺠﺒا على هﺬﻩ الﻨعمﺔ‪ ،‬ﻧعمـﺔ أن‬
‫ال موت وال عﺬاب ﺑعد الﻴوم‪.‬‬

‫‪78‬‬
‫ّ‬
‫‪ .3‬مــﻦ أســالﻴﺐ ا�ﺒطلــ� أﻧهــم ﻳــدعون ﺗﻨ�اﻗﻀــا � الﻘــرآن مــﻦ‬
‫ﺧالل ﺗطﺒﻴﻖ ﻗواعد دﻧﻴو�ﺔ على اﻵﺧرة! اذكر آﻳﺔ ﻓعل معهـا‬
‫أﺑو ﺟهل ذلك‪.‬‬

‫َْ ً ََ ْ ُ َ ََ َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫َ َ َ َْ َ ْ َ‬


‫‪ .4‬ﻗال ﷲ ﺗعا� ﴿وجعلنا �عض�م �ِ ع ٍض ف ِتنـة �تصـ ِ�ون ۗ و�ن‬
‫َ ُّ َ‬
‫ك بَ ِص ً‬
‫�ا﴾ ]الﻔرﻗان‪ ،[20:‬ﻓا﮻ أمر الﻔﻘـراء ﺑالصـ�‪ ،‬وأمـر‬ ‫ر�‬
‫اﻷﻏﻨﻴ�اء ﺑاﻹعطاء‪ ،‬ﻓلﺬلك �ـان الﻐـ� ﻓﺘﻨـ�ﺔ للﻔﻘـ�‪ ،‬والﻔﻘـ�‬
‫ﻓﺘﻨ�ﺔ للﻐ�‪ .‬اذكر آﻳﺔ ﺗثﺒﺖ ﺟهل ﺑعﺾ الﻨاس ﺑهﺬﻩ ا�كمﺔ‬
‫‪.‬‬‫اﻹلهﻴﺔ أو �اهلهم لها‬

‫ّ‬
‫الﻨﻔ� ﻷهـل الﻨـار اكتﺸـاﻓهم ﺧطـﺄ مـواز�ﻨهم‬ ‫‪ .5‬مﻦ العﺬاب‬
‫ال� �اﻧوا ﻳﻘيسون الﻨاس ﺑها � الـدﻧﻴ�ا‪ ،‬اذكـر آﻳـ ﺔ �مـل هـﺬا‬
‫ا�ع�‪.‬‬

‫‪79‬‬
‫اﻟﺠﺰء اﻟﺮاﺑﻊ واﻟﻌﺸﺮون‬

‫ُ‬
‫‪ .1‬اذكر آﻳﺔ ﺗﻘرأ ﻓﻴها �لمﺔ ﺑﺰ�ـادة ألـﻒ � ﻗـراءة صـحﻴحﺔ‪ ،‬ﺑمـا‬
‫ﻳثﺒﺖ ﻗلوب ا�ﺆمﻨ�‪.‬‬

‫ً‬
‫‪ .2‬اذكر ﺟﺰءا مﻦ آﻳﺔ )‪� 4‬لمات( ﻓﻴـه ﺗ�لﻴـﻒ وﺿـمان‪� ،‬ﻴـﺚ‬
‫ّ‬
‫على ﻗدر ﺗﺬللك ﮻ وﺧﻀوعك وطاعﺘك ومحﺒﺘك له‪ ،‬ﻓﺈﻧـه‬
‫سﺒحاﻧه ﻳﺘو� أمرك ﺑما ﻳﻐﻨﻴك عمـﻦ سـواﻩ و�ﻔﻈـك ممـﻦ‬
‫سواﻩ‬

‫ُ‬
‫‪ .3‬اذكــر ﺧمــس �لمــات مــﻦ آﻳــﺔ كر�مــﺔ ﺗﻈهــر مــدى حــرص‬
‫َُ‬
‫اﻷﻧبﻴ�اء على هداﻳﺔ أﻗوامهم �ﻴﺚ ال ﻳ�كون وسﻴلﺔ ﻳﺘوسـل‬
‫ﺑها إ� هداﻳﺘهم إال ا�ﺬوها‪.‬‬

‫‪ .4‬اذكر ﺛالث �لمات مﻦ آﻳﺔ ﺗدل على أن إﻇهار العدل ا�طلـﻖ‬


‫ﻳكون � اﻵﺧرة‪.‬‬

‫‪80‬‬
‫اﻟﺠﺰء اﻟﺨﺎﻣﺲ واﻟﻌﺸﺮون‬

‫ﱠ‬
‫‪ .1‬الـ ُــمﺒﺘلى �ﻔــﻒ عﻨــه عــادة وﺟــود أﻧــاس حولــه مصـــاﺑ�‬
‫ّ‬
‫ﺑا�صــاﺋﺐ‪ .‬لكــﻦ هــﺬا الﺘعــﺰي ال ﻳكــون واﻗعــا مــع أهــل الﻨــار‪.‬‬
‫اذكر آﻳﺔ ﺗدل على ذلك‪.‬‬

‫‪ .2‬ﻳﻈﻦ ﺑعﺾ الﻨاس أن ﻓﻴه مﻘومـات ﺷﺨصـﻴﺔ ومﺠـدا ذاﺗﻴـ�ا‬


‫ال ﻳﺆهلــه إال ل�ــل كرامــﺔ واحــ�ام‪ ،‬وأﻧــه ال ﻳلﻴــﻖ ﺑــه �ء مــﻦ‬
‫ا�ﺸــﻘﺔ والﻀــرر‪ ،‬حــ� ﻳســﺘﺒعد أن ﻳﺘعــرض لﺒالﻳــا ﺗكســر‬
‫الﻨﻔس وﺗﺬلها‪ .‬اذكر آﻳﺔ ﺗﺘحدث عﻦ مﺜل هﺬﻩ الﻨﻔسﻴات‪.‬‬

‫‪ .3‬ﻳﻈــﻦ الــﺒعﺾ أن مســﺄلﺔ وﺟــود ﷲ ﺗعــا� أﻏلﺒﻴــ�ﺔ ﻗاﺑلــﺔ‬


‫للﻨﻘاش‪ .‬ومما ﻳﺆدي ﺑـه إ� هـﺬا الـوهم ﻗولـه‪ :‬لـو �ـان وﺟـود‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫ﷲ أمــرا ﻗطعﻴــا ﻳﻘﻴنﻴـ�ا ﻓكﻴــﻒ �ﻔــى علــى عــدد مــﻦ علمــاء‬
‫الطﺒﻴعﺔ الﻐرﺑﻴ� اﻷذكﻴـاء ا�ﺘمﻴـﺰ�ﻦ � مﺠـالهم‪ .‬اذكـر آﻳـﺔ‬
‫ﺗﻘلﺐ هﺬﻩ الﺸﺒهﺔ دلﻴال على ﻗدرة ﷲ‪.‬‬

‫‪81‬‬
‫ّ‬ ‫‪ .4‬اﻹعالم َﻳﻘرن ّ‬
‫الﺘدﻳﻦ ﺑا�ﻨﻔرات والعصﻴان ﺑا�رﻏوﺑات‪ .‬كﺜ�ا‬
‫مــا ﻳﻘــرن ا�ﺠــاب ﺑــالﻔﻘر ُ‬
‫والﺒ ـﺆس‪ ،‬و�ﻘــرن الﺘــ�ج ﺑــالﻐ�‬
‫وا�مال وا�سﺘوى العلـ� الرﻓﻴـع والسـعادة والﻀـح�ات‪.‬‬
‫وﻗــل مﺜــل ذلــك مــع اللحﻴــﺔ والعدﻳــد مــﻦ مﻈــاهر اﻹســالم‪.‬‬
‫ﺑﺬلك ﻳﻀرب على وﺗر ﻧﻔ� مﺆﺛر ﺟدا‪ ،‬وهو ﺗوهم أن اﻗ�ان‬
‫اﻷﺷــﻴاء ﻳعــ� أن أحــدها ﻳســﺒﺐ اﻵﺧــر‪ .‬و�ــﺄن الﺘــ�ج وﻗلــﺔ‬
‫ّ‬ ‫ُ‬
‫الــدﻳﻦ ﺗســﺒﺐ "الــر�" والســعادة ﺑيﻨمــا ا�ﺠــاب ســﺒﺐ �‬
‫ُ‬ ‫ّ‬
‫الﺒﺆس والﻔﻘـر‪ .‬ولـﺬلك ﻓمـﻦ ز�ـاة الـﻨعم الـ� ﻳـﻨعم ﷲ ﺑهـا‬
‫ُ‬
‫علﻴـــك أن ﺗﻈهـــر اﻗـــ�ان علمـــك أو مالـــك ﺑالـــدﻳﻦ لﺘكســـر‬
‫االﻗــ�ان ا�ﺸــﺌوم الــﺬي ﻳر�ــدﻩ ا�ﺒطلــون وإعالمهــم‪ .‬اذكــر‬
‫ﺛالث آﻳات مﺘﺘ�الﻴات ﺗﺬكرك ﺑهﺬا ا�ع�‪.‬‬

‫‪� .5‬ل ما ﺧالﻒ أح�ام ﷲ ﺗعا� ﻓال ﻳمكﻦ وصﻔه ﺑﺄﻧه سﻴاسـﺔ‬
‫حسﻨﺔ وال إصالح وال عدل وال مراعاة للﺘعددﻳﺔ وال ﻏ� ذلـك‬
‫ﱠ‬
‫مــﻦ اﻷلﻔــاظ الــ� ﺗــﺰ�ﻦ ﺑهــا محــادة ﷲ � أح�امــه‪ .‬ﺑــل هــﻲ‬
‫أهــواء محﻀــﺔ مﻨﺒعﺜــﺔ عــﻦ الﺸــهوات ا�ﺬمومــﺔ وأمــراض‬
‫الﻘلوب‪ .‬اذكر آﻳﺘ� � سورﺗ� مﺨﺘلﻔﺘ� ﺗدالن على ذلك‪.‬‬

‫‪82‬‬
‫‪ .6‬ﻳﺘعمــد أهــل الﺒاطــل ﻧﺸــر الرذاﺋــل والﺸــهوات ا�حرمــﺔ �‬
‫أﻗوامهم ليسهل علﻴهم سوﻗهم � طر�ـﻖ الﻀـالل وحملهـم‬
‫على ﺗﻨﻔﻴﺬ ما ﻳﺄمروﻧهم ﺑه مﻦ ﺑاطل‪ .‬اذكر آﻳﺔ ﺗﺸـ� إ� هـﺬا‬
‫ا�ع�‪.‬‬

‫‪� .7‬لمﺔ أطلﻘها ﷲ ﺗعا� على وحﻴه؛ ﻧسﺘدل مﻦ ﺧاللهـا علـى‬


‫ً‬
‫أن اﻹﻧســان الــﺬي ﻳعــيﺶ ﺑعﻴــدا عــﻦ الــو� وإﻗامــﺔ أمــر ﷲ‬
‫ﻳﺸــﺒه ﺟﺜــﺔ هامــدة ال حﻴــاة ﻓﻴهــا‪ .‬اذكــر ال�لمــﺔ واﻵﻳــﺔ الــ�‬
‫وردت ﻓﻴها‪.‬‬

‫‪83‬‬
‫اﻟﺠﺰء اﻟﺴﺎدس واﻟﻌﺸﺮون‬

‫ً‬
‫‪ .1‬اذكر آﻳﺔ ﻗد ﻳسﺘدل ﺑها ا�سﺘدل ﺧطـﺄ علـى عـدم وﺟـود أﻳـﺔ‬
‫ﺑﻘﻴﺔ مﻦ دعوة الرسل علﻴهم السالم لدى ا�ﺸـرك� � عهـد‬
‫الﻨ�‪.‬‬

‫‪ .2‬لـــيس ﺷـــرطا أن ﻳﻨطﺒـــﻖ الـــﻨص � ال�ـــاﻓر�ﻦ أو ا�ﻨـــاﻓﻘ�‬


‫ﺑ�امل ﺟﺰﺋﻴ�اﺗه على أحدﻧا ح� ﻳﺸـعر أﻧـه �اطﺒـه‪ .‬وﺑالﺘـا�‬
‫ﻓــﺈذا ﻗــرأ ﻗــارئ آﻳــات ﺗصــﻒ ال�ــاﻓر�ﻦ أو ا�ﻨــاﻓﻘ� وأحــس‬
‫ﺑداﻳﺔ ﺑاﻧطﺒاق الصـﻔات علﻴـه ﺛـم ﺟـاءت صـﻔﺔ � اﻵﻳـات ال‬
‫ﺗﻨطﺒﻖ علﻴه ﻓال ﻳنﺒﻐﻲ أن ﻳﺸعرﻩ ذلـك أن اﻵﻳـات ال ﺗعﻨﻴـ�ه‪.‬‬
‫ﺑل له مﻦ الوعﻴد ومﻦ ﱡ�ﻘـﻖ اسـم الﻨﻔـاق ﻓﻴـه ﺑﻘـدر اﻧطﺒـاق‬
‫اﻵﻳات علﻴه‪ ،‬وله مـﻦ اﻹﻳمـان ﺑﻘـدر مﺨالﻔﺘهـا �الـه‪ .‬اذكـر‬
‫آﻳﺔ ﻳمكﻦ االسﺘدالل ﺑها على مسلم ّ‬
‫مﺘﻨعم ﺑالرﻏم مـﻦ ذكـر‬
‫الكﺜ� مﻦ ا�عا� ﻓﻴها‪ ،‬ﺑل واسﺘدل ﺑها أحد الصحاﺑﺔ‪.‬‬

‫‪84‬‬
‫ك َو َ�ـ ْ�َ‬ ‫َ ََْ َ ُْ ْ َ َ َ َْ ََْ َ‬
‫‪ .3‬آﻳﺔ ﺑمع� ﻗوله ﺗعا�‪�﴿ :‬ذا قرأت القرآن جعلنـا بينـ‬
‫� قُ ُلـو�همْ‬ ‫َ َ َ َْ ََ‬ ‫ً‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫َّ‬ ‫ً‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َّ َ َ ُ ْ ُ َ ْ‬
‫ِِ‬ ‫ٰ‬ ‫حجابا مستورا ۝ وجعلنا‬ ‫خرة ِ ِ‬‫ا�ِين � يؤمِنون بِا� ِ‬
‫ْ‬ ‫ُْ‬ ‫َ َ َ ْ َ َ َّ َ‬ ‫ً‬ ‫َ َّ ً َ َ ْ َ ُ ُ َ َ ْ َ ْ‬
‫آن‬
‫�نة أن �فقهوه و ِ� آذان ِ ِهم وقرا ۚ �ذا ذكـرت ر�ـك ِ� القـر ِ‬ ‫أ ِ‬
‫ً‬ ‫َ ْ َ ُ َ َّ ْ َ َ ٰ َ ْ َ ْ ُ ُ‬
‫وحده ولوا � أدبارِهِم �فورا ۝﴾ ]اﻹسراء‪.[46-45:‬‬

‫ْ َ َ ْ ُ ُ ُ ْ َّ ُ‬
‫�ــمْ‬ ‫‪ .4‬اذكــر آﻳﺘــ� ﺑمعـــ� ﻗولــه ﺗعــا�‪�﴿ :‬ن أطعتمــوهم إِن‬
‫‪:‬‬ ‫َُ ْ ُ َ‬
‫��ون﴾ ] اﻷﻧعام ‪.[121‬‬ ‫لم ِ‬

‫‪ .5‬ﻳﺘعامــل الــﺒعﺾ مــع ســ� الصــحاﺑﺔ و�ــﺄﻧهم معصــومون ال‬


‫�طﺌون‪ .‬ومﺜل هﺬا ﻳسهل ﺗﺸـكﻴكه � الصـحاﺑﺔ‪ .‬اذكـر آﻳـﺔ‬
‫ﺗـــدل علـــى أﻧـــه لـــوال لطـــﻒ ﷲ ﺑالصـــحاﺑﺔ � الﺘ�ـــالﻴﻒ‬
‫الﺸرعﻴﺔ لﺒدر مﻨهم ما ﻳﻔسد دﻳﻨهم‪.‬‬

‫َ‬
‫‪ .6‬عﻨد الﺸداﺋد ﺗﺘكﺸﻒ ا�ﻘاﺋﻖ‪ ،‬وﺗﻈهـر ُمﺨ ﱠﺒـﺂت الﻨﻔـوس‪،‬‬
‫ﻓﻴﺘهاوى أﻗوام‪ ،‬اذكر آﻳﺔ ﺗدل على هﺬا ا�ع�‪.‬‬

‫‪85‬‬
‫‪ .7‬آﻳــﺔ ﻓﻴهــا ذكـ ر مــﻦ ﻳــﺘعﻆ مــﻦ ا�لــﻖ ﺑﻔعــل ﷲ � اﻷﻗــوام‬
‫الساﺑﻘﺔ‪ .‬أﻓاد حرف )أو( ﻓﻴهـا ﺗﺒـ�اﻳﻦ هـﺆالء ا�ﺘعﻈـ� علـى‬
‫مـــرﺗبﺘ� إحـــداهما ﺧـــ� مـــﻦ اﻷﺧـــرى وإن �ـــاﻧوا ﺟمﻴعـــا‬
‫ممدوح�‪ .‬اذكر هﺬﻩ اﻵﻳﺔ‪.‬‬

‫ُ ُ‬ ‫ّ‬
‫ﻧ� كر�م � ﺗعامله مع ﺿﻴوﻓه‪� ،‬ﻴـﺚ‬ ‫‪� .8‬لمﺔ دلﺖ على ﺧلﻖ ٍ‬
‫لــم ﻳﺸــعرهم ﺑــا�رج حــ� أراد أن ﻳﻀـ ّـﻴﻔهم‪ .‬مــا هــﻲ هــﺬﻩ‬
‫ال�لمﺔ؟‬

‫‪ .9‬لــــو ﺷــــاء ﷲ ﻷهلــــك ال�ــــاﻓر�ﻦ ا�عــــادﻳﻦ ﮻ ولرســــوله‬


‫َ‬ ‫َ‬
‫وللمﺆمﻨ� ﺑ�لمﺔ مﻨه‪ ،‬ﺑل لما ﺧلﻘهـم أصـال‪ ،‬لكﻨـه سـﺒحاﻧه‬
‫ّ‬
‫ﺑ� حكمﺘه مﻦ وﺟودهم ومحارﺑﺘهم‪ .‬اذكر آﻳـﺔ ﺗوﺿـح ذلـك‬
‫ا�ع�‪.‬‬

‫‪86‬‬
‫اﻟﺠﺰء اﻟﺴﺎﺑﻊ واﻟﻌﺸﺮون‬

‫‪ .1‬اذكر �لمﺔ ﺗﺸ� إ� عدم إﻳمان امرأة لوط‪.‬‬

‫َ ُ َ ُ َ َّ‬
‫ا�َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َّ ْ‬
‫‪ .2‬ﻗال ﷲ ﺗعا� � سورة النسـاء‪﴿ :‬إِن المنـاف ِ ِق� �ـادِعون‬

‫َو ُه َو َخاد ُِ� ُه ْم﴾ ]النساء‪ .[142:‬اذكر آﻳﺔ ﺗﺒ� كﻴـﻒ �ـدعهم‬
‫ﷲ‪.‬‬

‫َّ‬
‫ا�َ‬ ‫َ َّ ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ َ ُّ َ َّ‬
‫‪ .3‬آﻳﺔ ﺑمع� ﻗول ﷲ ﺗعـا�‪﴿ :‬يا ��ها ا�ِيـن آمنـوا إِن �تقـوا‬
‫َ ْ َ َّ ُ ْ ُ ْ َ ً‬
‫�عل ل�م فرقان﴾ ] اﻷﻧﻔال‪.[29:‬‬

‫‪ .4‬آﻳﺔ ﺗﺒ� العاﻗﺒﺔ ا�ﺨﻴﻔﺔ � �ﻈﺔ حاسمﺔ ﻳـوم الﻘﻴامـﺔ �ـﻦ‬


‫�ﻴط ﻧﻔسه ﺑدواعﻲ اال�راف مﻦ ﺷـهوات وﺷـﺒهات‪ .‬اذكـر‬
‫ال�لمﺘـــ� �دﻳـــدا � هـــﺬﻩ اﻵﻳـــﺔ اللﺘـــ� ﺗـــﺬكران ﺗســـﺒﺐ‬
‫الﺸﺨص لﻨﻔسه ﺑهﺬا الﺰ�ﻎ واال�راف‪.‬‬

‫‪87‬‬
‫‪ .5‬الﻨاس �اسﺒوﻧك على الﻨﺘ�ا� واﻹ�ازات‪ ،‬ﻓلـو أﻧـك درسـﺖ‬
‫�صل الﺸهادة ا�امعﻴﺔ لﻈرف طرأ ﻓﺈﻧك ال‬ ‫سﻨوات ﺛم لم ّ‬
‫ﺗعامل معاملﺔ مﻦ ّ‬
‫حصلها‪ .‬وعﻨـدما ﺗكﺘـﺐ سـ�ﺗك الﺬاﺗﻴـ�ﺔ‬ ‫َ‬

‫ﻓﺈﻧك ﺗكﺘﺐ إ�ازاﺗك‪ ،‬ال ﺟهودك ال� لم ﺗﺜمر ﻓﻴما ﻳﺒ�دو‪.‬‬


‫ُ‬
‫ﺑيﻨما ﷲ سﺒحاﻧه مﻦ كمال عدله وحكمﺘه أﻧه �اسﺐ علـى‬
‫ّ‬
‫العمـــل وا�حاولـــﺔ حـــ� وإن لـــم ﻳـــﺆد إ� الﻨﺘـ ـ�ا� الدﻧﻴو�ـ ـ ﺔ‬
‫ا�رﺟوة‪ .‬اذكر �لمﺔ واحدة مﻦ آﻳﺔ ﺗدل على هﺬا ا�ع�‪.‬‬ ‫ّ‬

‫‪88‬‬
‫اﻟﺠﺰء اﻟﺜﺎﻣﻦ واﻟﻌﺸﺮون‬

‫‪ .1‬مﻦ الﻨاس مﻦ �س أن مﺨالطﺘه ﻹﺧواﻧه ا�سلم� ﺗعرﺿـه‬


‫�واﻗﻒ ﺗﻘلـل مـﻦ ﺟاهـه وﺗنـﺘﻘص مـﻦ هﻴبﺘـ�ه‪ ،‬مـع أن هـﺬﻩ‬
‫ا�واﻗﻒ ليس ﻓﻴها مﻨكر‪ .‬اذكر له آﻳﺔ ﺗﺬكرﻩ ﺑها‪.‬‬

‫‪ .2‬اذكر آﻳﺔ ﻓﻴها أن ا�ﺆمﻦ ﻳدرك ﻳوم الﻘﻴامﺔ أﻧـه ّ‬


‫ﻗصـر‪ ،‬إذ �ـان‬
‫ﺑﺈم�اﻧه أن ﻳﺸ�ي ﺑعمرﻩ م�لﺔ أعلى � ا�ﻨﺔ و�عمـل مﺰ�ـدا‬
‫مﻦ اﻷعمال الصا�ﺔ‪ ،‬علما ﺑﺄن هﺬا ا�عـ� هـو � �لمـﺔ مـﻦ‬
‫اﻵﻳﺔ‪.‬‬

‫ً‬
‫‪ .3‬اذكر آﻳﺔ ﺗﺒ� أن دور الﻨ� ليس مﻘﺘصرا على ﺗالوة الﻘرآن‪.‬‬

‫‪ .4‬كﺜــ� مــﻦ الﻨــاس ﻳﻔعــل ا�عصــﻴﺔ و�نﺘﻈــر ﻧﻘصــا � رزﻗــه أو‬


‫معكــرا ﻳصــﻴﺒ�ه‪ ،‬ﻓــﺈن لــم �صــل اطمــﺄن وﺗــاﺑع � معصــﻴﺘ�ه‪.‬‬
‫ومﻦ أسﺒاب اال�راف � هﺬﻩ الﻨﻔسﻴﺔ ﻗلﺔ الﺘﻔك� � اﻵﺧرة‬
‫والﻨﻈر إ� الـدﻧﻴ�ا �ﺄﻧهـا دار ﺟـﺰاء‪ ،‬وﻗلـﺔ إﻳمـان ﺑصـﻔات ﷲ‪،‬‬

‫‪89‬‬
‫�ﻴــﺚ ﻳﻐﻴــﺐ عــﻦ هــﺬا اﻹﻧســان أن ﷲ ﺗعــا� حكــﻴم لــيس‬
‫ّ‬
‫�البﺸــر الــﺬﻳﻦ ﻳســﺘﺨﻔهم الﻐﻀــﺐ‪ ،‬وهــو ﺗعــا� حلــﻴم ال‬
‫ﻳعاﺟل ﺑالعﻘوﺑﺔ‪ .‬اذكر آﻳﺔ ﺗﺘ�لم عﻦ مﺜل هﺬﻩ الﻨﻔسﻴﺔ‪.‬‬

‫‪ .5‬ﻳتسﺒﺐ ﺑعﻀﻨا � إحﺰان إﺧواﻧـه ا�سـلم� ﺑلﻐﺘـه السـلﺒﻴ�ﺔ‪،‬‬


‫علما ﺑﺄن إدﺧال ا�ﺰن علـﻴهم مـﻦ مﻘاصـد الﺸـﻴطان‪ .‬اذكـر‬
‫آﻳﺔ ﺗدل على ذلك‪.‬‬

‫‪ .6‬مﻦ ا�سلم� مﻦ �س ﺑﺄن أح�ـام الـوالء والـ�اء � الﺘعامـل‬


‫مــع صــدﻳﻘه أو ﻗر�ﺒـ�ه مــﻦ ﻏــ� ا�ســلم� ﺛﻘﻴلــﺔ علﻴــه وأﻧهــا‬
‫ﺗﻨ�اﻓر "حسه ا�رهﻒ" ا�حﺐ لﻺﻧساﻧﻴ�ﺔ‪.‬ا ذكر آﻳﺔ ﺗﺒـ� ﺑهـا‬
‫لهﺆالء أن االسﺘﻘامﺔ على أمر ﷲ مدعاة �صول مـا �ﺒوﻧـه‬
‫مﻦ حسﻦ عالﻗﺔ ﺑالﻨاس‪ ،‬لكﻦ مع اﺟﺘماع على ا�ﻖ‪.‬‬

‫‪ .7‬اذكر آﻳﺘ� ﺗﺘ�لمان عمﻦ دﻳدﻧهم اال�ﻴاز إ� اﻷﻗـوى ﺑﻐـﺾ‬


‫الﻨﻈر أهو على حﻖ أم على ﺑاطل‪.‬‬

‫‪90‬‬
‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ َّ َ َ ْ ُ ُ‬
‫‪ .8‬اذكر آﻳﺔ ﺑمع� ﻗول ﷲ ﺗعا�‪�﴿ :‬م قست قلو��م ِمـن �عـ ِد‬
‫ً‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ ٰ َ َ َ َ ْ َ َ َ ْ َ َ ُّ َ‬
‫�ل ِك ف ِ� �� ِجارة ِ أو أشد قسوة﴾ ]الﺒﻘرة‪.[74:‬‬

‫‪91‬‬
‫اﻟﺠﺰء اﻟﺘﺎﺳﻊ واﻟﻌﺸﺮون‬

‫‪ .1‬اذكــر آﻳــﺔ ﺗــرد ﺑهــا علــى مــﻦ ﻳــ�ر وﺿــع ﺗﺸــر�عات مﺨالﻔــﺔ‬
‫ﻷح�ــام ﷲ ﺗعــا� مــﻦ ﺑــاب مراعــاة ا�اﺟــات اﻹﻧســاﻧﻴ�ﺔ‬
‫والﺘﺨﻔﻴﻒ عﻦ الﻨاس‪.‬‬

‫‪ .2‬اذكر �لمﺔ � آﻳﺔ ﺑمع� العﻈمﺔ وا�الل والﻐ�‪.‬‬

‫‪ .3‬اذكــر آﻳــﺔ ﺗــدل علــى ﻗﻴومﻴــﺔ ﷲ ا�ســﺘمرة‪ ،‬والــ� ال �ــل‬


‫الﻘــواﻧ� محلهــا‪ .‬إذ أن الﻘــواﻧ� ليســﺖ إال أوصــاﻓا ﻷﻓعــال‬
‫ﷲ �لﻘه‪.‬‬

‫ّ‬
‫‪ .4‬اذكـــر آﻳـــﺔ ﻓﻴهـــا ﺗوﺟﻴـــه لل�ـــاﻓر�ﻦ أال ﺗﺸـــﻐلهم عـــداوﺗهم‬
‫ﱡ‬
‫للمﺆمﻨ� عﻦ ﺗطلﺐ الﻨﺠاة ﻷﻧﻔسهم‪.‬‬

‫‪92‬‬
‫ً‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ َ ٰ َ َ َ ْ َ ُ ْ ُ َّ ً‬
‫‪ .5‬ﻗال ﷲ ﺗعا�‪﴿ :‬ك�ل ِك جعلنا�م أمة وسطا﴾ ]الﺒﻘرة‪،[143:‬‬
‫ﺑمعــ� اﻷﻓﻀــل واﻷكــ� ﺧ��ــﺔ‪ .‬اذكــر آﻳــﺔ ﻓﻴهــا الوســطﻴﺔ‬
‫ﺑا�ع� ذاﺗه‪.‬‬

‫‪93‬‬
‫اﻟﺠﺰء اﻟﺜﻼﺛﻮن‬

‫‪ .1‬اذكر �لمﺔ مﻦ آﻳـﺔ ﻳسـﺘدل ﺑهـا علـى أن م�لـﺔ ا�ـﺆمﻨ� عﻨـد‬


‫ﷲ ﻳوم الﻘﻴامﺔ أعﻈم مﻦ م�لﺔ ا�الﺋكﺔ‪.‬‬

‫‪ � .2‬محاوالت الﺘوﻓﻴﻖ ﺑ� اﻹسـالم وﺧراﻓـﺔ الﺘطـور ﻳسـﺘدل‬


‫ادة ِ الْ َعز�ـزُ‬ ‫َ َّ َ َ‬
‫ب والشـه‬ ‫ْ‬ ‫َٰ َ َ ُ ْ َ‬
‫ِ‬ ‫الﺒعﺾ ﺑﻘول ﷲ ﺗعا�‪�﴿ :‬ل ِك �ل ِم الغيـ ِ‬
‫َ‬ ‫َّ َ ْ َ َ ُ َّ َ ْ َ َ َ ُ َ َ َ َ َ ْ َ ْ‬ ‫ح ُ‬ ‫َّ‬
‫ان ِمـن‬ ‫ا��سـ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ق‬ ‫ل‬ ‫خ‬ ‫أ‬ ‫د‬ ‫�‬ ‫و‬ ‫ۖ‬ ‫ه‬ ‫ق‬‫ل‬ ‫خ‬ ‫ء‬
‫ٍ‬ ‫�‬ ‫�‬ ‫ن‬ ‫س‬ ‫ح‬ ‫أ‬ ‫ِي‬ ‫ا�‬ ‫۝‬ ‫يم‬ ‫ِ‬ ‫الر‬
‫ِط� ۝ ُ� َّم َج َع َل � َ ْسلَ ُه مِن ُس َ�لَ ٍة ّمِن َّمـا ٍء َّمهـ� ۝ ُ�ـ َّم َسـ َّواهُ‬
‫ِ ٍ‬ ‫ٍ‬
‫ُ‬ ‫ََ‬
‫َو�ف َخ �ِيهِ مِن ُّرو ِحهِ﴾ ]السﺠدة‪ [9-6:‬ﻇـاﻧ� أن ﴿�ـم﴾ ﺗعـ�‬
‫َّ‬

‫داﺋما ال�ﺗيﺐ مع ال�ا�‪ .‬ﺑيﻨما ا�ﻘﻴﻘﺔ أﻧها ﻗد ﺗكون �ﺠرد‬


‫ُ‬
‫ﺗرﺗيﺐ الﺬكر أو ال�ﺗيﺐ الرﺗ�‪ .‬اذكر آﻳﺔ ﻓﻴها ﴿�ـ َّم﴾ لل�ﺗيـﺐ‬
‫الﺬكري‪.‬‬

‫‪ .3‬ﺑالرﻏم مﻦ ﻧعﻴم ا�ﻨﺔ الﺬي ﻳﺸﻐل ا�ـﺆمﻦ عـﻦ �ـل ﺷـاﻏل‬


‫إال أن ﺑعــﺾ ا�ــﺆمﻨ� ال ﻳكﺘمــل ﻧعــﻴمهم إال ﺑالتﺸــﻔﻲ ممــﻦ‬
‫�ـــاﻧوا ﻳعـــﺬﺑوﻧهم � الـــدﻧﻴ�ا‪ ،‬ﻓﺒعـــد دﺧـــول ا�ﻨـــﺔ مﺒاﺷـــرة‪،‬‬
‫‪94‬‬
‫ﻳﺘ�ﺬكرون ﺑعﺾ أهل الﻨار الـﺬﻳﻦ �ـاﻧوا ﻳسـﺘك�ون علـﻴهم أو‬
‫َ َ َ ٰ َ ْ َ ُ ْ َ َّ َ ْ َ َ َّ َ َ ْ َ َ ْ َ‬
‫ﻳعـﺬﺑوﻧهم ﴿ونادى أصحاب ا�نةِ أصحاب ا�ارِ أن قـد وجـدنا‬
‫ًّ‬ ‫ُ‬ ‫ُّ‬ ‫ًّ َ ْ‬ ‫َ‬
‫َم ـا َو َع ـ َدنا َر ُّ� َن ـا َحق ـا � َه ـل َو َج ـدتم َّم ـا َو َع ـ َد َر ُّ�� ـ ْم َحق ـا﴾‬

‫]اﻷعراف‪.[44:‬‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫ﺷــﺒﻴها ﺑــﺬلك ﻓﻴــه ﺷــﻔاء لصــدور‬ ‫اذكــر آﻳــﺔ ﺗﺒــ� مﺸــهدا‬
‫ا�ﺆمﻨ�‪.‬‬

‫‪ .4‬مــﻦ ﻗــرأ ســورة ﻳــوﻧس ﻳعــرف ا�ــﺾ علــى علــوم الطﺒﻴعــﺔ‬


‫ْ‬ ‫َ َْ‬ ‫َ‬
‫اذا � َّ‬
‫الســـ َم َ‬ ‫ُ‬
‫انظـــ ُروا َ‬ ‫ُ‬
‫ات وا�ر ِض﴾‬‫او ِ‬ ‫ِ‬ ‫مـــ‬ ‫ل‬
‫ِ‬ ‫قـــ‬ ‫الﻨاﻓعـــﺔ ﴿‬
‫]ﻳوﻧس‪.[101:‬‬
‫اذكر ﺛالﺛﺔ مواﺿع مﺘﻔرﻗﺔ مﻦ ا�ﺰء الﺜالﺛ� ﻳﺄمر ﷲ ﻓﻴهـا‬
‫ّ‬
‫ا�ﺆمﻨ� ﺑالﺘﻔك ر � ﺧلﻖ ﷲ‪.‬‬

‫ً‬ ‫ٌ‬
‫‪ .5‬آﻳﺔ مﻦ هﺬا ا�ﺰء ﻳﻘـرأ ﺑهـا الـﺒعﺾ و�سـكﺖ‪ ،‬مسـﺘدال ﺑهـا‬
‫ّ‬
‫وأحﻘﻴــﺔ أي ﺷــﺨص‬ ‫علــى حر�ــﺔ الﺘــدﻳﻦ وحر�ــﺔ اﻹ�ــاد‬
‫ٌ‬
‫كمـا�‬ ‫ﺑاﺧﺘﻴ�ار دﻳﻨـ�ه الـﺬي ﻳعﺠﺒـه‪ ،‬و�ـﺄن اﺧﺘﻴـ�ار الـدﻳﻦ ٌ‬
‫أمـر‬
‫واحـد مـا ﻳعﺠﺒـه‪ ،‬ولكـﻦ مـﻦ ﻳكمـل ﺗـالوة اﻵﻳـات‬
‫ٍ‬ ‫ﻳنﺘﻘﻲ �ل‬
‫‪95‬‬
‫ﻳعرف أن هﺬا ﺗهدﻳـد ووعﻴـد مـﻦ ﷲ ﺗعـا� �ـﻦ أعـرض عـﻦ‬
‫دﻳﻨ�ه‪.‬‬

‫َ‬ ‫َ ََ ْ َ َ َْ َْ َ‬
‫ات‬
‫‪ � .6‬سورة الﺒﻘرة ﻗرأﻧا ﻗول ﷲ ﺗعـا� ﴿ولقد أنز�ا إِ�ـك آيـ ٍ‬
‫ات﴾ ]الﺒﻘرة‪ ،[99:‬مما ﻳﺒ� أن اﻷدلﺔ على صحﺔ دﻳﻦ ﷲ‬ ‫بَ ّي َ‬
‫ن‬
‫ِ ٍ‬
‫ﺗعا� واﺿـحﺔ ﺷـاﻓﻴﺔ �اﻓﻴـﺔ ل�ـل طالـﺐ حـﻖ‪ .‬ﻓـﺈذا رﻓﻀـها‬
‫أحــد ﻓهــﺬا داللــﺔ علــى ســوﺋه وعلــى أن ا�ــروج عــﻦ طر�ــﻖ‬
‫ا�� ﺷﺄﻧه ودأﺑـه ﻷن ذلـك ﻳهﻴﺌـ�ه للكﻔـر ﺑمﺜـل هـﺬﻩ اﻷدلـﺔ‪.‬‬
‫ُ‬
‫و� ذلك رد على مﻦ ﻳدعﻲ أن "ا�لحد ا�سك�" ﻗد ﺗعـرض‬
‫ً‬
‫علﻴه أدلﺔ اﻹسالم ﻓال ﻳﻘﺒلها و�كـون مـع ذلـك معـﺬورا ﻷﻧـه‬
‫لم ﻳﻘﺘﻨع ﺑها! ﺑل إذا رﻓﺾ أي أحد أدلﺔ اﻹسالم ﻓهﺬا لعﻴـﺐ‬
‫ﻓﻴه ال لعﻴﺐ � اﻷدلﺔ‪ .‬اذكر آﻳﺔ مـﻦ هـﺬا ا�ـﺰء ﺗﺆكـد ﻧﻔـس‬
‫ا�ع�‪.‬‬

‫‪ .7‬الــﺒعﺾ �عــل الــدﻧﻴ�ا مركﺰ�ــﺔ ل�ــل أعمالــه الصــا�ﺔ الــ�‬


‫ﱢ‬
‫ﺗعﻴﻨ�ه علﻴه مﺜل "صل لﺘﻨ�ال الﻨﺠاح" أو "ﺗصدق حـ� ﻳﺰ�ـد‬
‫ﷲ لك � المال"‪ ،‬ولكﻦ مﻦ ﻳﺒ� أعماله الصا�ﺔ على هﺬﻩ‬
‫‪96‬‬
‫اﻷسس ﻓﺈﻧها ﻗاﺑلﺔ لالﻧهﻴار‪ ،‬والصـحﻴح أن ﻧﺆسـس أعمالﻨـا‬
‫على اﻹﻳمان ﺑالﺒعﺚ وا�ﺰاء ﻓهﻲ الـ� ﺗعـ� علـى اﻷعمـال‬
‫الصا�ﺔ‪.‬‬
‫اذكر آﻳﺘ� ﺗﺒ� أن اﻹﻳمان ﺑالﺒعﺚ وا�ـﺰاء هـو الـﺬي ﻳعـ�‬
‫اﻹﻧسان � اﻹﻗدام على اﻷعمال الصا�ﺔ‪.‬‬

‫‪ .8‬المال مﻦ مﻘومات ا�ﻴاة‪ ،‬ولكﻦ الﺒعﺾ ا�ـﺬﻩ ﻏاﻳـﺔ لهـﺬﻩ‬


‫ا�ﻴاة ﻓصـار �ـرص � حﻴاﺗـه �لهـا علـى ﺟمـع المـال ﻓـ�ى‬
‫ﻓﻴه رﻓعﺘه وكرامﺘه وعﺰﺗـه وﺗـﺄم� مسـﺘﻘﺒل أوالدﻩ � ﺟمـع‬
‫المــال‪ ،‬حــ� ﻳنﺸــﻐل ﺑﺘﺠمﻴعــه طــوال حﻴاﺗــه ﻓﺸــﻐله عــﻦ‬
‫ﻏاﻳﺘ�ه مﻦ هﺬﻩ ا�ﻴاة‪ .‬اذكر آﻳﺘ� �ـﺬر ﷲ ﻓﻴهمـا مـﻦ هـﺬا‬
‫الصﻨﻒ‪.‬‬

‫‪ .9‬رﺑمـــا ﻳﺘـــوهم الـــﺒعﺾ أن ﺗـــﺰ�� الﺒاطـــل رﺑمـــا ﻳﺄﺗﻴــ�ه مـــﻦ‬


‫ﺷﻴاط� ا�ﻦ ﻓﻘط وال ﻳﺄﺗﻴـ�ه مـﻦ ﺷـﻴاط� اﻹﻧـس‪ ،‬ولكـﻦ‬
‫� َع ُد ًّوا َشـ َيا ِط�َ‬ ‫ً َ َ َٰ َ َ َ ْ َ ُ ّ‬
‫ِ� نَ ّ‬
‫ِ ٍِ‬ ‫ﷲ حﺬرﻧا مﻨهم سـو�ا ﴿و��ل ِك جعلنا ل‬
‫ّ‬ ‫َ ْ‬ ‫ْ‬
‫ا� ِن﴾ ]اﻷﻧعام‪.[112:‬‬
‫�س و ِ‬
‫ا� ِ‬
‫ِ‬

‫‪97‬‬
‫اذكر آﻳﺔ ﺗﺆكد علـى أن الوسوسـﺔ ﺗـﺄ� مـﻦ ﺷـﻴاط� اﻹﻧـس‬
‫وا�ﻦ‪ ،‬و�ﺠﺐ على اﻹﻧسان ا�ﺬر مﻨهم‪.‬‬

‫‪ .10‬اذكر آﻳﺔ ﺗﺒ� أن أﺑا ﺑكـر هـو أﻓﻀـل هـﺬﻩ اﻷمـﺔ ﺑعـد الﻨـ� ‪-‬‬
‫صلى ﷲ علﻴه وسلم‪.-‬‬

‫‪98‬‬
‫أﺳﺌﻠﺔ اﻟﻔﺎﺋﻘﻴﻦ‬

‫ُ‬
‫‪ .1‬اﻹﻧسان ﻳﺸﺘد ﻏﻀﺒه إذا أحس ﺑﺄﻧه ﻏدر وﷲ ﺗعا� م�ﻩ عﻦ‬
‫ذلك ﻹحاطﺔ علمه ﺑ�ـل �ء‪ ،‬ﻓـال ﻳﺘصـور أن ُﻳﻐـدر ﺑـه ﺗعـا�‬
‫لﻴكون هﺬا سـﺒﺒ�ا � اﺷـﺘداد ﻏﻀـﺒه مـﻦ أﻗـوام‪ ،‬ﺑـل هـو ﺗعـا�‬
‫ﻳعلــم أصــال أن ســﻴﻘع مــﻨهم مــا وﻗــع‪ .‬هﻨــاك آﻳﺘ ـ�ان ﺗــﺬكران‬
‫المعـ� الـﺬي ذكرﻧـا‬‫مﺘـوهم َ‬
‫ٌ‬ ‫الﻘصﺔ ﻧﻔسها‪ ،‬لكـﻦ ﻗـد ﻳﺘـوهم‬
‫ﻓﺠاء � اﻷﺧرى عﺒارة مﻦ ‪� 4‬لمات �ﺄﻧها اح�از لهﺬا الﻈﻦ �‬
‫حﻖ ﷲ ﺗعا�‪ .‬ما هﻲ هﺬﻩ العﺒارة‪.‬‬

‫‪ .2‬اذكر آﻳﺔ ﺗﻈهر كﻴﻒ أن أهل الﺒاطل �ﺘﻘرون عﻘـول الﻨـاس‬


‫و�اطﺒوﻧهم �ﺄطﻔال‪.‬‬

‫ﱠ‬ ‫ً‬
‫‪ .3‬ﻗد ﺗدعوك ﻧﻔسك ﻷن ﺗﻔعل أمرا محرمـا مـﻦ ﺑـاب الﺸـﻔﻘﺔ‬
‫علــى صــدﻳﻘك أو زمﻴلــك �ــﺄن ﺗﻐﺸﺸــه � اﺧﺘﺒـ�ار‪ .‬اذكــر آﻳــﺔ‬
‫ﺗﺬكر ﺑها ﻧﻔسك أن ﷲ ﻳطالﺒك ﺑالعدل الﺸرعﻲ � �ل مﻘام‬
‫ﻷﻧك لﻦ ﺗكون أرحم مﻦ ﷲ ﺑهﺬا الﺬي أﺷﻔﻘﺖ علﻴه‪.‬‬
‫‪99‬‬
‫ً‬
‫‪ .4‬ذكرﻧا أن الﺬي ﻳﻀ� مﻦ أﺟل مﺒدأ ﻳﺰداد ﺗمسـ�ا ﺑـه‪ ،‬وذلـك‬
‫َ َ َ ُ َّ َ ُ ُ َ َ ْ َ َ ُ ُ ْ َ َ َ ْ َ‬
‫ات‬
‫عﻨد ﻗوله ﺗعـا�‪﴿ :‬ومثل ا�ِين ينفِقون أمـوالهم ابتِغـاء مرضـ ِ‬
‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫َّ َ َ ْ ً ّ ْ َ‬
‫ا�ِ وتثبِيتا ِمـن أنف ِسـ ِهم﴾‪ ...‬اﻵﻳـﺔ ]الﺒﻘـرة‪ ،[265:‬وذكرﻧـا أن‬
‫هﺬا ﻳﻨطﺒﻖ ح� على ا�ﺒادئ الﺒاطلﺔ‪ ،‬مما ﻳصـعﺐ اسـﺘﺠاﺑﺔ‬
‫أصحاﺑها لدعوة ا�ﻖ‪ ،‬إذ أن أحدهم مرﺑوط ﺑما ﻗدم � حﻴاﺗه‬
‫مﻦ وﻗﺖ وﺟهد ومال وﺗﻀحﻴات � سﺒﻴ�ل مﺒدﺋه‪ ،‬و�صـعﺐ‬
‫علﻴه ﺟدا أن ﻳﺘﻘﺒل ﻓكرة أﻧه وهو اﻵن اﺑﻦ أرﺑع� أو ﺧمسـ�‬
‫أو سﺘ� ﻗد أﺿاع ماﺿﻴه �له � ﺑاطل لﻦ ﻳسﺘﻔﻴد مﻨه‪ .‬اذكر‬
‫آﻳﺔ �ل هﺬا اﻹﺷ�ال الﻨﻔ� الﺬي ﻳعﻴﻖ كﺜﻴـر�ﻦ عـﻦ ﻗﺒـول‬
‫ا�ـــﻖ‪ ،‬وﺗعطـــﻴهم دﻓعـــﺔ هاﺋلـــﺔ ال �ســـون معهـــا �ســـارة‬
‫المـــا� و�ـــل مـــا ﻓﻴـــه‪ ،‬ﺑـــل ﻳـــدركون أﻧهـــم إن ﻗﺒلـــوا ا�ـــﻖ‬
‫اسﺘﻔادوا مﻦ هﺬا الما�‪.‬‬

‫‪ .5‬هﻨاك مﺸهد مﺆﺛر ﻳعرﻓه اﻵﺑاء‪ .‬الطﻔـل الصـﻐ� ﻗـد ﻳع�ـ‬


‫والدﻩ ﻓﻴعاﻗﺒه اﻷب‪ ،‬ﻓﻴﺠلس االﺑـﻦ � زاو�ـﺔ ﺑالﺒيـﺖ حﺰ�ﻨـ�ا‬
‫صامﺘا ال ﻳعرف كﻴﻒ ﻳس�� أﺑاﻩ‪ .‬اﻷب ﺑرحمﺘـه وإﺷـﻔاﻗه‬
‫ال �ﺐ أن ﻳرى ولدﻩ على هﺬا ا�ال‪ ،‬ﻓﻴدﻓع اﻷم لﺘﻘول للولد‬

‫‪100‬‬
‫ﺗعال واعﺘﺬر ﻷﺑﻴك وﻗل له أﻧك آسﻒ ولﻦ ﺗعﻴـد هـﺬا ا�طـﺄ‬
‫وأﻧك ﺗر�ـد مﻨـه ا�سـامحﺔ‪ .‬ﻓـاﻧﻈر إ� رحمـﺔ اﻷب الـﺬي هـو‬
‫ﺑﻨﻔسه ﻳلﻘﻦ ولدﻩ ماذا ﻳﻘول لﻴعﺘﺬر ح� ال ﺗسـﺘمر ا�ﻔـوة‪.‬‬
‫و﮻ ا�ﺜل اﻷعلى‪ .‬ﷲ ﺗعا� أرحم ﺑﻨ�ا مﻦ آﺑاﺋﻨ�ا وأمهاﺗﻨ�ا‪ .‬اذكر‬
‫آﻳﺔ ﺗﺬكرك ﺑهﺬا ا�ﺸهد ﺗﻈهر ﻓﻴها رحمﺔ ﷲ ﺗعا�‪.‬‬

‫‪ .6‬أوامر ﷲ ورسـوله �ﻴيﻨـ�ا‪ .‬ﻓعلﻴﻨـ�ا االسـﺘﺠاﺑﺔ الﻔور�ـﺔ دون‬


‫ﺗراخ وال ﺗردد‪ .‬اذكر آﻳﺔ ﺗدل على هﺬا‪.‬‬
‫ٍ‬

‫َ َ َﱠ‬
‫‪ .7‬اذكــر آﻳــﺔ ﺗﺸــ� إ� أن ِم ﱠمـﻦ �ــان ﻗﺒلﻨــا مـﻦ ﻧﻔـ ر الﻨــاس عــﻦ‬
‫َ‬

‫اﻹﻗﺒال على ﷲ ﺑالطمع ﺑما � أﻳدﻳهم مﺘﺨﺬﻳﻦ الدﻳﻦ مطﻴﺔ‬


‫لﺬلك‪.‬‬

‫‪ .8‬اذكر ﺛالث مواﺿع مﻦ الﻘرآن ﻳﺬكر ﻓﻴهـا ﷲ ﺗعـا� صـﻔات‬


‫كﺜ�ة حمﻴدة للمﺆمﻨ�‪ ،‬لكﻦ عﻨدما ﻳـﺘ�لم عـﻦ ا�ـﺰاء �ﺘـار‬
‫صﻔﺔ الص� �دﻳدا ﺑما ُﻳﺸعر ﺑﺄن مدار اﻷمر على الص�‪.‬‬

‫‪101‬‬
‫‪ .9‬اذكــر آﻳﺘــ� �عــل ﷲ ﻓﻴهمــا الﻘــدوة للمــﺆمﻨ� علــى مــر‬
‫السﻨ� اﺛنﺘ� مﻦ النساء‪.‬‬

‫‪ .10‬اذكــــر آﻳﺘــــ� مــــﻦ موﺿــــع� مﺨﺘلﻔــــ� ﻳعــــ� إدراك أن‬


‫اسﺘثﻨ�اءهما مﻨﻘطع على ﻧﻔﻲ أن ﻳكون الﻨ� صلى ﷲ طالﺒـا‬
‫مﻦ الﻨاس ﺑدعوﺗه أي وﺟه مﻦ وﺟوﻩ االﻧﺘﻔاع الدﻧﻴو�ﺔ‪.‬‬

‫‪ .11‬آﻳــﺔ ﱠ‬
‫ﻳوﺟــه ﻓﻴهــا ا�طــاب ﻷهــل الكﺘــاب ﺑمــا ﻗــد ﻳــوهمهم‬
‫ُ‬
‫ﺑاسﺘعطاﻓهم‪ ،‬ﻓﺘﺨﺘم ﺑ�لمات ﺗﻨكسهم وﺗﻘمـع ﻏـرورهم‪ .‬مـا‬
‫هﻲ هﺬﻩ ال�لمات؟‬

‫َ ُ ْ َ َْ ُ َ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫َ ُ‬
‫‪﴿ .12‬فكبكِبــوا �ِيهــا هــم والغــاوون﴾ ]الﺸــعراء‪ [94:‬الحــﻆ!‬
‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫َ ُ‬
‫ﻓكﺒكﺒوا‪ ...‬والوﻗع الصو� لل�لمﺔ )فكبكِبوا﴾ ﻳﺸـعرك ﺑر�ـام‬
‫على ﺑﻨ�اﻳﺔ‪ُ ،‬ﻳدﻓع ﺑه إ� ا�اﻓﺔ لﻴﻘع � هاو�ﺔ على دﻓعات‪...‬‬
‫ْ‬
‫َ ُ ْ َ َ ُ َ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫‪.‬‬
‫﴿ فكبكِبوا �ِيها هـم والغـاوون﴾ اذكـر آﻳـﺔ أﺧـرى �مـل معـ�‬
‫مﺸاﺑها‪.‬‬

‫‪102‬‬
‫ﺑالء ﺑمـا ﻳـدل‬
‫‪ .13‬اذكر آﻳﺔ �� ﷲ ﻓﻴها ﻧبﻴ�ا مﻦ أﻧبﻴ�اﺋه � ﺑداﻳﺔ ٍ‬
‫على أن ﺑالءﻩ هﺬا سﻴنﺘهﻲ‪.‬‬

‫‪ .14‬مﻦ الﻈا�� مﻦ ال ﻳﻘﺘصر علـى ﺗﻀـﻴﻴع حـﻖ ﷲ � سﻴاسـﺔ‬


‫العﺒــــاد‪ ،‬ﺑــــل و�ﺘــ ـ�اﺟر ﺑالــــدﻳﻦ و�ﺘﺨــــﺬﻩ مطﻴــــﺔ ﻷهواﺋــــه‬
‫الﺸﺨصــﻴﺔ‪ .‬هــﺆالء ﻳﺘﻈــاهرون ﺑﺘعﻈــﻴم حــﻖ ﷲ ﺑــﺄن �علــوا‬
‫"ﺷﻴﺌ�ا" مﻦ اﻷمر له‪ .‬وحﻘﻴﻘﺔ اﻷمر أن هﺬا الـﺬي ﺟعلـوﻩ ﮻‬
‫ﻳــﺆول � الﻨهاﻳــﺔ ﻷهــواﺋهم‪ ،‬وال �ﻔﻈــون ﮻ حﻘــا‪ ،‬ﺑيﻨمــا هــم‬
‫ﺷحﻴحون ﺟـدا ﺑمﺘـاع الـدﻧﻴ�ا أن ﻳصـرﻓوا مﻨـه ﺷـﻴﺌ�ا لﺘعﻈـﻴم‬
‫حرمــات ﷲ‪ .‬اذكــر آﻳــﺔ ﺗــﺬكرك �ــال هــﺆالء‪ ،‬واذكــر لﻔﺘــﺔ‬
‫عﺠﻴﺒ�ﺔ � ﺗركﻴﺐ مطلعها ﻳسﺘﻐرﺑها مﻦ هان حﻖ ﷲ علـﻴهم‬
‫ممــﻦ ﻳــرون ﺟعــل �ء مــﻦ اﻷمــر ﮻ أحســﻦ مــﻦ ال �ء مــﻦ‬
‫ﺑاب )وال الﺒالش(!‬

‫‪ .15‬اذكر آﻳﺔ ﺑمطلع مﺸاﺑه لﻶﻳﺔ السـاﺑﻘﺔ ُﻳﻨكـر علـى مـﻦ ﺟعـل‬
‫ﺷﻴﺌ�ا مﻦ اﻷمر ﮻‪.‬‬

‫‪103‬‬
‫‪ .16‬اذكر آﻳﺔ ﻳسﺘدل ﺑها ﺑعﺾ العلماء على كرو�ﺔ اﻷرض‪.‬‬

‫‪ .17‬ﻳﻈﻦ الﺒعﺾ أن ﺑﺈم�اﻧه أن ﻳع� ﷲ ﺗعا� ﺛم ﻳﺘـوب إلﻴـه‬


‫َ ْ َ ُ َ َّ َّ‬
‫ا�َ‬ ‫� الوﻗﺖ الﺬي ﻳر�د! و�ن� ﻗول ﷲ ﺗعا� ﴿واعلمـوا أن‬
‫َُ ُ ََْ َْ ْ َ َ ْ‬
‫�ول ب� المر ِء وقلبِهِ﴾ ]اﻷﻧﻔال‪ .[24:‬اذكر محل الﺸـاهد مـﻦ‬
‫آﻳﺔ �مل ﻧﻔس ا�ع� مﻦ أن ا�رء ال ﻳسﺘطﻴع أن ﻳﺘـوب مـا لـم‬
‫ﻳﺄذن ﷲ له ﺑهﺬﻩ الﺘوﺑﺔ‪.‬‬

‫‪ .18‬آﻳات أح�ام كﺜ�ة � سورة واحدة ﺗـﻨﻈم مسـﺄلﺔ اﺟﺘماعﻴـﺔ‪،‬‬


‫ومع ذلك ﻳﺘهاون كﺜ� مﻦ ا�سلم� ﻓﻴها ﺑدواﻓع مﻨها الﻔﺠور‬
‫� ا�صومﺔ‪ .‬ﻳالحﻆ أن ﷲ ﺗعـا� ﺗهـدد ﺑعـد آﻳـات اﻷح�ـام‬
‫مﻦ �الﻒ أمرﻩ ﺗهدﻳدا ﺷدﻳدا‪ ،‬وﻗد �سﺐ ﻗـارئ اﻵﻳـات أن‬
‫هﺬا الﺘهدﻳد ال عالﻗﺔ له ﺑما سـﺒﻖ مـﻦ آﻳـات اﻷح�ـام‪ ،‬مـع أن‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫مﺨالﻔﺘها داﺧلﺔ � هﺬا الﺘهدﻳـد والوعﻴـد دﺧـوال أولﻴـا‪ .‬اذكـر‬
‫آﻳﺔ الوعﻴد ا�ﻘصودة‪.‬‬
‫‪ � .19‬محاوالت الﺘوﻓﻴﻖ ﺑ� اﻹسـالم وﺧراﻓـﺔ الﺘطـور ﻳسـﺘدل‬
‫ادة ِ الْ َعز�ـزُ‬
‫َ َّ َ َ‬
‫ب والشـه‬ ‫ْ‬ ‫َٰ َ َ ُ ْ َ‬
‫ِ‬ ‫الﺒعﺾ ﺑﻘول ﷲ ﺗعـا�‪�﴿ :‬ل ِك �ل ِم الغيـ ِ‬
‫‪104‬‬
‫َ‬ ‫َّ َ ْ َ َ ُ َّ َ ْ َ َ َ ُ َ َ َ َ َ ْ َ ْ‬ ‫الر ِ ُ‬‫َّ‬
‫ا��سـا ِن ِمـن‬ ‫حيم ۝ ا�ِي أحسن � � ٍء خلقه ۖ و�دأ خلق ِ‬
‫ِط� ۝ ُ� َّم َج َع َل � َ ْسلَ ُه مِن ُس َ�لَ ٍة ّ ِمـن َّمـا ٍء َّمهـ� ۝ ُ�ـ َّم َسـ َّواهُ‬
‫ِ ٍ‬ ‫ٍ‬
‫ُ‬ ‫َ‬
‫َو َ�ف َخ �ِيهِ مِن ُّرو ِحهِ﴾ ]السﺠدة‪ ،[9-6:‬ﻇاﻧ� أن ﴿�ـ َّم﴾ ﺗعـ�‬
‫داﺋما ال�ﺗيﺐ مع ال�ا�‪ .‬ﺑيﻨما ا�ﻘﻴﻘﺔ أﻧها ﻗد ﺗكـون �ﺠـرد‬
‫ﺗرﺗيﺐ الﺬكر أو ال�ﺗيﺐ الرﺗ�‪ .‬اذكر آﻳﺔ ﺗﺘحدث عﻦ ﺷـعاﺋر‬
‫ا�ﺞ و ﴿ ُ� َّم﴾ ﻓﻴها هﻲ ‪-‬ﺑوﺿوح‪ -‬ليسﺖ لل�ﺗيﺐ‪.‬‬

‫‪ .20‬اذكر آﻳﺔ �ﺬر مﻦ سﻦ السﻨﺔ السﻴﺌ�ﺔ ﺑـﺄن ﻳكـون اﻹﻧسـان �‬


‫طلﻴعﺔ مﻦ ﻳعمل عمال محرما أو ﻳرﻓﺾ دعوة إ� حﻖ‪.‬‬

‫‪ .21‬سﺄلﺘ� اﺑﻨ� سـارة رحمهـا ﷲ‪ :‬مـا دام أمـر الـدﺟال معلومـا‬


‫ﺑيﻨــ�ه لﻨـــا ﻧبﻴﻨـ ـ�ا ﻓكﻴـــﻒ ﻳتﺒعـــه أﻧـــاس مـــﻦ ا�ســـلم� عﻨـــد‬
‫ﺧروﺟــه؟ ﻓﻘلــﺖ لهــا‪ :‬مــﻦ عﻘوﺑــﺔ ا�عــا� ﻧســﻴان العلــم‬
‫ُ‬
‫الﻨــاﻓع‪ ،‬واسﺘحﻀــرت ﻗــول اﺑــﻦ ﺗﻴمﻴــﺔ � مﺠمــوع الﻔﺘــاوى‪:‬‬
‫)مﻦ الﺬﻧوب ما ﻳكون سﺒﺒ�ا �ﻔاء العلم الﻨاﻓع أو ﺑعﻀه‪ ،‬ﺑـل‬
‫ﻳكون سﺒﺒ�ا لنسﻴان ما َع ِل َم والﺷـﺘﺒ�اﻩ ا�ـﻖ ﺑالﺒاطـل(‪ .‬اذكـر‬
‫آﻳﺔ ﺗدل على ذلك‪.‬‬
‫‪105‬‬
‫يء ّم َِن ال ْ ُم ْ�� ِ� َۙ‬ ‫‪ � .22‬ﻗوله ﺗعا� � سورة الﺘوﺑﺔ‪﴿ :‬أَ َّن َّ َ‬
‫ا� بَر ٌ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ٌ‬ ‫ُ‬ ‫ََُ ُ‬
‫ورسو�﴾‪ ،‬معلوم أﻧها ليسﺖ ﺑالكسـر )ورسـو ِله(‪ ،‬لكـﻦ الحـﻆ‬
‫َ‬ ‫ً‬
‫أﻧهــــا ليســــﺖ ﺑــــالﻔﺘح أﻳﻀــ ـا )ورســــوله(‪ .‬ﻓهــــﺬا عطــــﻒ‬
‫ﺟمل‪�..‬لمﺔ ع�ت عﻦ ﺟملﺔ‪.‬‬
‫اذكــر عطــﻒ ﺟمــل �ﻴــﺚ ﺗعــ� �لمــﺔ عــﻦ ﺟملــﺔ ﺑمــا ﻳرﻓــع‬
‫استﺸ�اال ﻳرد � الﺬهﻦ عﻦ آﻳﺔ‪.‬‬

‫ً‬
‫‪ .23‬إدمان ا�عا� ﻗد �عل صاحﺒها ﻳﺘﺠرأ على الكﺒاﺋر علﻨا ﺑال‬
‫حﻴاء‪ .‬اذكر آﻳﺔ ﺗﺸ� إ� هﺬا ا�ع�‪.‬‬

‫‪� .24‬رص الﻨاس على �صﻴل أسـﺒاب السـعادة المادﻳـﺔ‪ .‬لكـﻦ‬


‫مﻦ عﻘوﺑﺔ ﷲ عﺰ وﺟـل للمعرﺿـ� عـﻦ طاعﺘـه واﻹﺧـالص‬
‫له أﻧه ﻗد �عل سﺒﺐ السعادة هو ذاﺗـه سـﺒﺐ الﺸـﻘاء لهـم‪.‬‬
‫اذكر آﻳﺘ� متﺸاﺑهﺘ� مﻦ سورة واحدة ﺗﺒ� أن ما هو سﺒﺐ‬
‫سعادة عادة �عله ﷲ سﺒﺐ ﺷﻘاء لﺒعﺾ الﻨاس‪.‬‬

‫‪106‬‬
‫عﺒاد له ﺷوﻗا إ� لﻘاﺋه ﻓص�هم ﺑﺂﻳـﺔ‪.‬‬
‫‪ .25‬علم ﷲ عﺰ و ﺟل مﻦ ٍ‬
‫ما هﻲ هﺬﻩ اﻵﻳﺔ؟‬

‫‪ .26‬ﻳعرض أهل الﺒاطل الﺸﺒهات‪ .‬ﻓﻴﺄ� أهـل العلـم لﻴعا�وهـا‬


‫و�ردوها‪ .‬ﻓ�ون ﺗهاﻓﺖ ما ﻳﻘﻒ � طر�ﻖ دﻳـﻨهم الﻘـو�م‪ ،‬ﺑـل‬
‫وﻗد ﻳﻈهر � ﺛﻨ�اﻳا الرد على الﺸﺒهﺔ ﺟمالﻴات للدﻳﻦ ما �اﻧﺖ‬
‫ﻇاهرة لهم ﻗﺒلها‪ ،‬مما ﻳﺰ�د رسوخ الﻴﻘ� � ﻗلوب ا�ـﺆمﻨ�‪.‬‬
‫اذكر آﻳﺔ ﺗﺬكرك ﺑهﺬا ا�ع�‪.‬‬

‫‪ .27‬آﻳﺘ ـ�ان مﺘﺘ�الﻴﺘ ـ�ان ذكــر ﷲ � أوالهمــا ﺛــالث صــﻔات ﻷهــل‬


‫الكﺘاب واﻗﺘصر � الﺜاﻧﻴ�ﺔ على صﻔﺘ�‪ ،‬و� عدم ذكر الﺜالﺜﺔ‬
‫ملمح مﻦ مالمح عﺰة ا�سلم‪ .‬ما هما هاﺗان اﻵﻳﺘ�ان؟‬

‫‪ .28‬آﻳﺔ ﻧﻈمها ﺑـدﻳع! ذكـر ﷲ ﻓﻴهـا إحـدى أﻓعـال أهـل الكﺘـاب‬


‫ُ‬
‫الماﺿﻴﺔ ﺑصﻴﻐﺔ ﺗﺸعر ﺑالﺘﺠدد لﺒﻴ�ان ﺷـﻨاعﺘها ولﻴـدل علـى‬
‫مﺸــاركﺔ ا�ﺨــاطﺒ� زمــﻦ الﻨــ� ﻓﻴهــا وإن ﺑعــد العهــد عﻨهــا‪.‬‬
‫ومــع ذلــك ذكــر ﷲ �لمﺘــ� � وســط الســﻴاق ﺑمــا ﻳﻘطــع‬

‫‪107‬‬
‫أطماعهم أن ﻳﻔعلوا مﺜلهـا مـع الﻨـ� صـلى ﷲ علﻴـه وسـلم‪،‬‬
‫و�ســكﻦ ﻗلــﺐ الﻨــ� أﻧهــم لــﻦ ﻳﻔعلــوا مﺜلهــا معــك‪ .‬مــا همــا‬
‫ال�لمﺘان؟‬

‫‪ .29‬ﻗال اﺑﻦ ﺗﻴمﻴﺔ‪) :‬كﻴﻒ ﺗطلﺐ الدلﻴل على مـﻦ هـو دلﻴـل �ـل‬
‫�ء؟!( وهـــو ﺑـــﺬلك ﻳﺸـــ� إ� حﻘﻴﻘـــﺔ أن داللـــﺔ ﷲ علـــى‬
‫اﻷﺷﻴاء وا�ﻘاﺋﻖ أﻗوى مﻦ داللﺘهـا علﻴـه‪.‬ﻓﺈذا ﻓﻘـد اﻹﻧسـان‬
‫اﻹﻳمــان ﺑــا﮻ ﻓﺈﻧــه ال ﻳعــود ﺑﺈم�اﻧــه اﻹﻳمــان ﺑــﺄي �ء علــى‬
‫أساس عل�‪ ،‬وإذا أﻧكر وﺟود ﷲ ﻓﺈن عﻘله ﻳﻨحرف عـﻦ �ـل‬
‫حﻖ‪ .‬ﻓاﻹﻳمان ﺑا﮻ مﺒدأ �ل عﻘل سلﻴم للوصول للحﻖ � �ـل‬
‫�ء‪ .‬اذكر آﻳﺔ ﻗد ﺗكون هﻲ اﻷدل على هﺬا ا�ع�‪.‬‬

‫‪108‬‬
‫اﻹﺟﺎﺑﺎت‬

‫اﻟﺠﺰء اﻷول‬

‫َ َ ً‬ ‫َ‬ ‫ٌ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ َ ُّ َ‬


‫رض خليفـة قــالوا‬ ‫جاعـل ِ� ا� ِ‬ ‫ِ‬ ‫‪�﴿ .1‬ذ قــال ر�ـك ل ِلم��ِكـةِ إِ�‬
‫ِماء َو َ�ـ ُن � ُ َسـ ّب ُح �َمـدكَ‬
‫َ‬ ‫ّ‬ ‫ََ ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ََ َُ‬
‫ِ ِ ِ‬ ‫سد فيها و�سفِك ا�‬ ‫��عل فيها من يف ِ‬
‫َ َ َ‬ ‫ُ‬ ‫ََُ ّ ُ َ َ َ ّ َ َ‬
‫و�ق ِدس لك قال إِ� أعلم ما � تعلمون﴾ ]الﺒﻘرة‪[30:‬‬
‫ً‬
‫ﻓا﮻ ‪-‬عﺰ وﺟل‪َ -‬ع ِلـم أزال أن آدم سـﻴ�ل إ� اﻷرض ﺑسـﺒﺐ‬
‫ْ‬ ‫َْ‬ ‫ّ َ ٌ‬
‫اعـل ِ� ا�ر ِض‬
‫معصﻴﺘ�ه مﻦ ﻗﺒل أن �لﻘه‪ ،‬كمـا ﻗـال‪﴿ :‬إ ِ ِ� ج ِ‬

‫�ء عـﻦ‬‫معصـﻴﺘ�ه‪ ،‬وال �ـرج ٌ‬ ‫علـى‬ ‫ﻩ‬‫يف ًة﴾‪ ،‬ولكﻨه لـم ُ�ـ َ� ُ‬
‫َ َ‬
‫خل ِ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ﺗﻘدﻳر ﷲ ‪-‬ﺗعا�‪ -‬وحكمﺘه‪.‬‬
‫ُ‬
‫ﻗارن ذلك ﺑما � كﺘﺐ أهل الكﺘاب ا�حرﻓﺔ الـ� ﺗﻈهـر و�ـﺄن‬
‫الرب ﺗﻔاﺟﺄ وﻏﻀﺐ وﺧاف مﻦ أ�له آدم وحواء مﻦ الﺸﺠرة‪،‬‬
‫ﺗعا� ﷲ عﻦ ذلك‪.‬‬

‫‪109‬‬
‫َ‬ ‫َّ‬ ‫َ َ ُ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫َ َ‬ ‫َََ َ‬
‫الفاسـقون﴾‬ ‫ُ‬
‫نات وما ي�فر بِهـا إِ�‬ ‫َ‬
‫ِ‬ ‫آيات بي ِ ٍ‬
‫‪﴿ .2‬ولقد أنز�ا إِ�ك ٍ‬
‫]الﺒﻘرة‪[99:‬‬
‫نــات﴾ � ﻏاﻳــﺔ الوﺿــوح‪،‬‬‫ي‬‫حﻴــﺚ ذكــر ﷲ ﺗعــا� أن آﻳاﺗــه ﴿بَ ّ‬
‫ِ ٍ‬
‫والداللﺔ و�اﻓﻴﺔ ﻹﻗامﺔ ا�ﺠﺔ‪ ،‬وأعﻘﺒهـا ‪-‬سـﺒحاﻧه‪ -‬ﺑﻘولـه‬
‫َ َ َ ْ ُ ُ َ َّ ْ َ ُ َ‬
‫﴿وما ي�فر بِها إِ� الفا ِسقون﴾‪ .‬ﻓﺘﻘـدﻳم الﻨﻔـﻲ مـع االسـﺘثﻨ�اء‬
‫ﻳﻔﻴد ا�صر‪ ،‬ﻳع� هـﺬﻩ اﻵﻳـات الواﺿـحات ال ﻳكﻔـر ﺑهـا إال‬
‫الﻔاسﻘون ا�احدون ﻷمر ﷲ ﺗعا�‪.‬‬

‫ٌَ ّ ََ‬ ‫َ َ‬ ‫َّ‬ ‫الصـــ� َو َّ‬


‫اســـتعينوا ب َّ‬
‫َ‬ ‫‪َ ﴿ .3‬‬
‫الصـــ�ة ِ �نهـــا لكبـــ�ة إِ� �‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫و‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ َ َّ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ َّ َ َ ُ ّ َ َ َّ‬
‫ا�اش ـع�۝ا�يــن �ظن ـون ��هــم م�قــو ر� ِ ِه ـم و��هــم إِ�ــهِ‬ ‫ِ‬
‫َ‬
‫را ِجعون۝﴾ ]الﺒﻘرة‪[46-45:‬‬
‫َّ‬
‫ﻓــا﮻ ﻳــﺬكر لﻨــا � اﻵﻳــﺔ الكر�مــﺔ � ﺷــﺄن الصــالة ﴿�نهــا‬
‫ٌ‬ ‫َ‬ ‫َ َ‬
‫لكبــ�ة﴾‪ ،‬ﻳعــ�‪ :‬ﺛﻘﻴلــﺔ أو ﺷــاﻗﺔ علــى الﻨﻔــوس‪ .‬إال أﻧهــا ﻏــ�‬
‫ﺛﻘﻴلﺔ على عﺒـادﻩ ا�اﺷـع�‪ ،‬ووصـﻒ هـﺆالء ا�اﺷـع� ﺑـ ـ‬
‫ّ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َّ َ َ ُ ّ َ َ َّ‬
‫﴿ا�ين �ظنون ��هم م�قـو ر� ِ ِهـم﴾ ﻳعـ� لـدﻳهم الﻴﻘـ� ﺑـﺄﻧهم‬
‫مﺒعوﺛـــون ومحاســـﺒون وراﺟعـــون إ� ﷲ ‪-‬ﺗعـــا�‪ ،-‬وهـــﺬا‬

‫‪110‬‬
‫الﻴﻘ� هو ما ﻳعﻴﻨهم على إﻗامﺔ الصالة‪ .‬والﻈـﻦ هﻨـا ﺑمعـ�‬
‫ً‬
‫الﻴﻘ�‪ ،‬كما � ﻗوله ﺗعا� مﺜال‪﴿ :‬ورأى المجرمون ا�ار فظنـوا‬

‫أنهم مواقعوها﴾‪.‬‬
‫ّ َ‬
‫ﻗــال اﺑــﻦ عاﺷــور‪) :‬وا�ــراد ﺑا�اﺷــع هﻨــا الــﺬي ذلـل ﻧﻔســه‪،‬‬
‫وكســـر َســورﺗها وعودهـــا أن ﺗطمـــ� إ� أمـــر ﷲ‪ ،‬وﺗطلـــﺐ‬
‫حسـﻦ العواﻗــﺐ‪ ،‬وأن ال ﺗﻐــ� ﺑمــا ﺗﺰ�ﻨـ�ه الﺸــهوة ا�اﺿــرة‪.‬‬
‫ﻓهــﺬا الــﺬي �اﻧــﺖ ﺗلــك صــﻔﺘه ﻗــد اســﺘعدت ﻧﻔســه لﻘﺒــول‬
‫ا�ــ�‪ .‬و�ــﺄن ا�ــراد ﺑا�اﺷــع� هﻨــا ا�ــاﺋﻔون الﻨــاﻇرون �‬
‫ََ ﱡ‬
‫العواﻗﺐ‪ ،‬ﻓﺘ ِﺨﻒ علﻴهم االسﺘعاﻧﺔ ﺑالص� والصالة‪ ،‬مـع مـا‬
‫� الص� مﻦ الﻘمع للﻨﻔس وما � الصـالة مـﻦ الـ�ام أوﻗـات‬
‫معﻴﻨ�ﺔ وطهارة � أوﻗات ﻗـد ﻳكـون للعﺒـد ﻓﻴهـا اﺷـﺘﻐال ﺑمـا‬
‫ً‬ ‫ﻳهوى أو ﺑما ﱢ‬
‫�صل مﻨه ماال أو لﺬة(‪.‬‬

‫َ‬ ‫َ ُ َ ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ ُ‬ ‫َ َ‬


‫‪�﴿ .4‬ذ أخ ـذنا ميثــاق�م � �س ـفِكون دِمــاء�م و� � ِرجــون‬
‫دون ۝ ُ�ـ َّم أَنـتمُ‬
‫ُ ُ َّ َ َ ُ َ َ ُ َ َ َ‬ ‫َ ُ َ ُ‬
‫أنفس�م مِن دِيارِ�م �ـم أقـررتم وأنـتم �شـه‬
‫ُ‬ ‫َ َ ً‬ ‫ُ َ ُ َ َ ُ َ ُ َ ُ‬
‫هؤ� ِء تقتلون أنفس�م و� ِرجون فر�قـا ِمـن�م ِمـن دِيـارِهِم‬

‫‪111‬‬
‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ ُ ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ َ َ ََ‬
‫دوان �ن يـأتو�م أسـارى تفـادوهم‬ ‫ا�ث ِم والع ِ‬‫تظاهرون علي ِهم ب ِ ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ ُ ََ‬ ‫ُ‬ ‫َ ُ َ ُ َ َّ ٌ َ َ‬
‫ِتــاب‬
‫عض الك ِ‬ ‫وهــو �ــرم علــي�م إِخــراجهم أ�تؤمِنــون ِبــب ِ‬
‫ٌ‬ ‫ُ ّ‬ ‫َ‬ ‫َ َ ُ َ َ َُ‬ ‫ََ ُ َ‬
‫رون ب َ‬
‫خـزي ِ�‬ ‫فعل ذل ِك مِن�م إِ� ِ‬ ‫عض فما جزاء من ي‬ ‫ِ ٍ‬ ‫ب‬ ‫وت�ف‬
‫ُ‬ ‫َ َ َّ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫ََ‬ ‫َ َُّ َ‬ ‫ُّ َ َ َ‬ ‫َ‬
‫ذاب وما ا� ب ِ ِ‬
‫غافـ ٍل‬ ‫ِ‬ ‫الع‬ ‫د‬
‫ِ‬ ‫ش‬ ‫أ‬ ‫�‬‫ا�ياة ِ ا�نيا و�وم ال ِقيامةِ يرد ِ‬
‫إ‬ ‫ون‬
‫َ ّ َ َ َ‬
‫عملون﴾ ]الﺒﻘرة‪[85-84:‬‬ ‫�ما ت‬

‫ﻗال السدي‪) :‬إن ﷲ ﺗعا� أﺧﺬ على ﺑـ� إسـراﺋﻴ�ل � الﺘـوراة‬


‫ً‬ ‫ُ‬ ‫ً‬
‫أن ال ﻳﻘﺘــل ﺑعﻀــهم ﺑعﻀــا‪ ،‬وال �ــرج ﺑعﻀــهم ﺑعﻀــا مــﻦ‬
‫دﻳـــارهم‪ ،‬وأﻳمـــا عﺒـــد أو أمـــﺔ وﺟـــدﺗموﻩ مـــﻦ ﺑـــ� إســـراﺋﻴ�ل‬
‫ﻓاﺷ�وﻩ ﺑما ﻗـام مـﻦ ﺛمﻨـه وأعﺘﻘـوﻩ‪ ،‬ﻓ�اﻧـﺖ ﻗر�ﻈـﺔ حلﻔـاء‬
‫اﻷوس‪ ،‬والﻨﻀــ� حلﻔــاء ا�ــﺰرج‪ ،‬و�ــاﻧوا ﻳﻘﺘﺘلــون � حــرب‬
‫سم� ﻓﻴﻘاﺗل ﺑﻨو ﻗر�ﻈﺔ وحلﻔاؤهم وﺑﻨو الﻨﻀـ� وحلﻔـاؤهم‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫وإذا ﻏلﺒــوا أﺧرﺑــوا دﻳــارهم وأﺧرﺟــوهم مﻨهــا‪ ،‬وإذا أسـ ر رﺟــل‬
‫مــﻦ الﻔــر�ﻘ� ﺟمعــوا لــه حــ� ﻳﻔــدوﻩ وإن �ــان اﻷســ� مــﻦ‬
‫ُ‬
‫عـــدوهم‪ ،‬ﻓﺘ َعـــ ﱢ�هم اﻷعـــراب وﺗﻘـــول‪ :‬كﻴـــﻒ ﺗﻘـــاﺗلوﻧهم‬
‫ُ‬
‫وﺗﻔـــدوﻧهم ﻗـــالوا‪ :‬إﻧـــا أ ِمرﻧـــا أن ﻧﻔـــدﻳهم‪ ،‬ﻓﻴﻘولـــون‪ :‬ﻓلـــم‬
‫ﺗﻘاﺗلوﻧهم؟ ﻗالوا‪ :‬إﻧا ﻧسﺘحي أن ُﻳسﺘﺬل حلﻔاؤﻧا(‪.‬‬

‫‪112‬‬
‫ﻓالﻴهود �اﻧوا ﻳﻔعلون هﺬﻩ اﻷﻓعال مﻦ اﻓﺘداء اﻷسرى والـ�‬
‫ﻇاهرهـــا )أعمـــال ﺧ��ـــﺔ( ومـــع ذلـــك لـــم ﻳﻘـــل ﷲ لهـــم‪:‬‬
‫أحسﻨﺘم � هﺬا ا�اﻧﺐ )اﻓﺘداء اﻷسرى(‪ ،‬وإن كﻨﺘم أسـﺄﺗم‬
‫� ﻏ�ﻩ )ﻗﺘال إﺧواﻧهم مﻦ الﻴهود والتسﺒﺐ � أسرهم(‪.‬‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫ﺧطاﺑـا ﺷـدﻳدا ﺑسـﺒﺐ ﺗسـﺒﺒهم‬ ‫ﺑل إن ﷲ ﺗعا� ﻳوﺟـه لهـم‬
‫َ ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ﺑاﻷذﻳﺔ مﻦ الﺒداﻳـﺔ ومﺨالﻔـﺔ الﻨهـﻲ ﴿� �سـفِكون دِمـاء�م‬
‫ً‬ ‫ُ‬ ‫َ َ ُ َ ُ‬ ‫َ ُ‬
‫و� � ِرجون أنفس�م مِن دِيارِ�م﴾‪ ،‬و�وﺟه لهم ﺧطاﺑا � ﻏاﻳﺔ‬
‫َ‬ ‫ٌ‬ ‫ُ ّ‬ ‫َ‬ ‫َ َ ُ َ َ َُ‬
‫خـزي ِ� ا�يـاة ِ‬ ‫فعل ذل ِك مِن�م إِ� ِ‬ ‫التﺸﻨﻴع ﴿فما جزاء من ي‬
‫ّ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ َ َّ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫ََ‬ ‫َ َُّ َ‬ ‫ُّ َ َ َ‬
‫ذاب وما ا� ب ِ ِ‬
‫غافـ ٍل �مـا‬ ‫ِ‬ ‫الع‬ ‫د‬
‫ِ‬ ‫ش‬ ‫أ‬ ‫�‬ ‫ا�نيا و�وم القِيامةِ يرد ِ‬
‫إ‬ ‫ون‬
‫َ َ َ‬
‫لون﴾‪.‬‬ ‫تعم‬

‫َ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ َّ َ‬ ‫ّ‬ ‫َ َ ّ َّ َ َ َ َ ُ‬


‫ات �ـري ِمـن‬ ‫ات أن لهم جن ٍ‬ ‫ا� ِ‬ ‫� ا�ين آمنوا وع ِملوا الص ِ‬ ‫‪ ﴿ . 5‬و� ِ ِ‬
‫ُ‬ ‫َ َّ‬ ‫ً‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ َ َ ُ ُ َّ‬
‫�تِها ا�نهار �ما رزِقوا مِنها مِن �مر ٍ� رِزقا قالوا هذا ا�ي رزِقنا‬
‫َ ٌ ُ َ َّ َ ٌ َ ُ‬ ‫ُ‬ ‫ً ََ‬ ‫َُ‬ ‫َ ُ َُ‬
‫مِن قبل وأتوا بِهِ متشـابِها ولهـم فيهـا أزواج مطهـرة وهـم فيهـا‬
‫َ‬
‫خا�ون﴾ ]الﺒﻘرة‪[25:‬‬ ‫ِ‬

‫‪113‬‬
‫ً‬ ‫َُ‬ ‫َُ‬
‫﴿وأتــوا ب ِـهِ متشــابِها﴾ ﻗﻴــل‪ :‬ﻳﺸــﺒه ﺑعﻀــه ﺑعﻀــا‪ ،‬و�ﺘلــﻒ �‬
‫الطعم‪ ،‬ﻓال سﺂمﺔ وال رﺗاﺑﺔ � ا�ﻨﺔ‪ .‬ح� الﻔاكهﺔ ال� ﺗﺒ�دو‬
‫ﺑﻨﻔس الﺸ�ل ﻳﺘﻐ� طعمها مﻦ ﻗﺒﻴ�ل ا�ﻔاﺟﺄة وﷲ أعلم‪.‬‬

‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ ً َ‬ ‫‪﴿ .6‬قُ َ‬


‫يعا فإ ِ ّما َيـأت ِيَ َّن�م ِمـ ّ� هـ ًدى � َمـن ت ِبـ َع‬‫لنا اهبِطوا مِنها �‬
‫َ ُ َ َ َ‬ ‫ُ َ َ َ ٌ ََ‬
‫هداي ف� خوف علي ِهم و� هم �زنون﴾ ]الﺒﻘرة‪[38:‬‬
‫ّ َ‬ ‫ّ‬
‫ﻓا﮻ ‪-‬عﺰ وﺟل‪ -‬ﻗ ِﺒل ﺗوﺑﺔ آدم كما أوﺿح � سورة اﻷعـراف‬
‫ْ‬ ‫ََ َ ََ‬ ‫َ‬ ‫َّ ّ َ‬ ‫ُ‬ ‫َ َ َ َّ ٰ َ‬
‫ات �تاب عليهِ﴾‪ ،‬ولكﻦ مع هـﺬﻩ الﺘوﺑـﺔ‬
‫﴿�تل� آدم مِن ر�ِهِ �ِم ٍ‬
‫مــﻦ ﷲ ﻓﺈﻧهــا لــم ﺗمـ ُـح اﻵﺛــار الدﻧﻴو�ــﺔ‪ ،‬وهــﻲ الهﺒــوط مــﻦ‬
‫لنا اهبطوا مِنها َ� ً‬ ‫ُ‬
‫ا�ﻨﺔ ﴿ق َ‬
‫يعا﴾‪.‬‬ ‫ِ‬
‫َ‬
‫ومﺜــال آﺧــر علــى ذلــك ﻗــول ﷲ ‪-‬ﺗعــا�‪�﴿ :-‬ذ قــال مــو�‬
‫َ َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ّ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ ِ َّ ُ َ َ ُ َ ُ‬ ‫َ‬
‫ا�اذِ�م العِجـل فتو�ـوا‬ ‫ل ِقو ِمهِ يا قوم إِن�م ظلمتم أنفس�م ب ِ ِ‬
‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ َ ٌ َ ُ‬ ‫ُ َ ُ َ ُ َ ُ‬
‫إِ� بارِ�ِ�م فاقتلوا أنفس�م ذل ِ�م خ� ل�م عِند بـارِ�ِ�م‬
‫ُ‬ ‫َّ‬ ‫ُ‬ ‫ّ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫َ َ َ َ ُ َّ ُ ُ‬
‫فتاب علي�م إِنه هو ا�واب الرحيم﴾ ]الﺒﻘرة‪.[54:‬‬

‫‪114‬‬
‫َ َ ََ ُ‬ ‫َ‬ ‫ّ َ َ‬ ‫ّ‬
‫ﻓا﮻ ‪-‬عﺰ وﺟل‪ -‬ﻗ ِﺒل ﺗوﺑـﺔ ﺑـ� إسـراﺋﻴ�ل ﴿فتـاب علـي�م﴾‪،‬‬
‫ولكﻦ هﺬﻩ الﺘوﺑﺔ مـﻦ ﷲ �اﻧـﺖ مﺸـروطﺔ ﺑتﻨﻔﻴـﺬ العﻘوﺑـﺔ‬
‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ َ ٌ َ ُ‬ ‫َ ُ َ ُ َ ُ‬
‫الدﻧﻴو�ﺔ ﴿فاقتلوا أنفس�م ذل ِ�م خ� ل�م عِند بارِ�ِ�م﴾‪.‬‬

‫َ َ َ ُ َ َّ‬ ‫َ َّ ُ ُ َّ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ُّ‬ ‫َ‬


‫َ‬ ‫ّ‬
‫‪﴿ .7‬يا ��هـا ا�ـاس اعبـدوا ر��ـم ا�ي خلق�ـم وا�يـن ِمـن‬
‫َ ُ َ َ َّ ُ َ َّ َ‬
‫قبلِ�م لعل�م �تقون﴾ ]الﺒﻘرة‪.[21:‬‬

‫َ َ َ ُ َ َّ‬ ‫َ َّ ُ ُ َّ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ُّ‬ ‫َ‬


‫َ‬
‫‪﴿ .8‬يا ��هـا ا�ـاس اعبـدوا ر��ـم ا�ي خلق�ـم وا�يـن ِمـن‬ ‫ّ‬
‫َ ُ َ َ َّ ُ َ َّ َ‬
‫قبلِ�م لعل�م �تقون﴾ ]الﺒﻘرة‪.[21:‬‬
‫ُ َ ُ َ َ ُ َ َ ُ ُ َّ َ َ َ‬
‫ﺑعد ﻗوله ﺗعـا�‪﴿ :‬يَ�اد ال�ق �طف أبصارهم �ما أضاء لهـم‬
‫ُ‬
‫َ َّ ُ َ َ َ‬ ‫ََ‬ ‫َ ََ ََ‬ ‫َ‬
‫َمشوا فيهِ �ذا أظلم علي ِهم قاموا ولو شـاء ا� �هـب �ِسـمعِ ِهم‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫َ‬ ‫َّ َّ َ َ ُ ّ َ‬ ‫ََ‬
‫ٌ‬
‫� � ٍء قدير﴾ ]الﺒﻘرة‪[20:‬‬ ‫وأبصارِهِم إِن ا� � ِ‬
‫� َهـبَ‬ ‫َ َّ ُ َ َ‬ ‫ََ‬
‫ﻓﺠاء الﺘﺨو�ﻒ والﺘﻘر�ع � اﻵﻳـﺔ اﻷو� ﴿ولو شاء ا�‬
‫ََ‬
‫� ِ َسمعِ ِهم وأبصارِهِم﴾‪ ،‬ﺛم أﺗﺒعه �طاب إﻗﺒـال ورحمـﺔ مـﻦ ﷲ‬
‫َ َّ ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ُّ‬ ‫َ َ‬
‫ُ‬ ‫ّ‬
‫ﺗعا�‪﴿ :‬يا ��ها ا�اس اعبدوا ر��م﴾‪.‬‬

‫‪115‬‬
‫َ‬
‫رض قـــالوا إنَّمـــا َ�ـ ـنُ‬‫فسـ ـدوا ِ� ا� ِ‬
‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ َ‬
‫‪�﴿ .9‬ذا قيـــل لهـ ـم � ت ِ‬
‫ِ‬
‫َ ُ َ‬ ‫َ‬ ‫َ َ َّ ُ ُ‬
‫ل�ـن � �شــعرون﴾‬ ‫َ‬
‫سدون و ِ‬ ‫ُمصـلِحون۝أ� إِ�هـم هـم الـــمف ِ‬
‫ُ‬ ‫ُ‬

‫]الﺒﻘرة‪[12-11:‬‬
‫ﻓا�ﻨاﻓﻘون لم ﻳستﺸعروا سوء عاﻗﺒﺔ أﻓعـالهم‪ ،‬وأﻧهـا ﺗنﺸـر‬
‫الﻔساد � اﻷرض‪ ،‬ﺑل أوصلهم ع� ﻗلوﺑهم إ� استﺸعار أن‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َّ َ‬
‫ما ﻳﻔعلوﻧه هو مﻦ اﻹصالح ﴿قالوا إِنما �ن مصلِحون﴾‪.‬‬

‫‪116‬‬
‫اﻟﺠﺰء اﻟﺜﺎﻧﻲ‬

‫ا�ـرُّ‬
‫ت� ُ‬ ‫َ َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ َ ََ ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ ُّ َ َّ‬
‫‪﴿ .1‬يا ��ها ا�ين آمنوا ك ِتـب علـي�م ال ِقصـاص ِ� القـ‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ َ ُ َ َ ُ‬
‫� َ ُ� مِن أخيـهِ َ�ءٌ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ا� ّ ِر والعبد بِالعب ِد وا�ن� بِا�ن� �من ع ِ َ‬ ‫ب ُ‬
‫ِ‬
‫َ َ ٌ ِ َّ ُ‬ ‫ََ ٌ َ‬ ‫َ‬ ‫َ ّ ٌ‬
‫حسان ذل ِك �فيف مـن ر�ِ�ـم‬ ‫ٍ‬ ‫عروف وأداء إِ�هِ �ِإ ِ‬
‫ِ‬ ‫فات ِباع بِالم‬
‫َ َ َ ََُ َ ٌ َ‬ ‫� ٌة َ� َمن َ‬ ‫َو َر َ‬
‫ٌ‬
‫اعتدى بعد ذل ِك فله عذاب أ�م﴾ ]الﺒﻘرة‪[178:‬‬ ‫ِ‬
‫ﻗال الﻘرط�‪) :‬أي أن ا�ر إذا ﻗﺘل ا�ـر‪ ،‬ﻓـدم الﻘاﺗـل كـﻒء‬
‫لــدم الﻘﺘﻴ ـ�ل‪ ،‬والﻘصــاص مﻨــه دون ﻏــ�ﻩ مــﻦ الﻨــاس‪ ،‬ﻓــال‬
‫�اوزوا ﺑالﻘﺘل إ� ﻏ�ﻩ ممـﻦ لـم ﻳﻘﺘـل ﻓﺈﻧـه حـرام علـﻴكم أن‬
‫ﺗﻘﺘلوا ﺑﻘﺘﻴلكم ﻏ� ﻗاﺗله(‪.‬‬

‫َ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫ُ‬ ‫َ َ َ َ َ َ ُ َّ َ َ‬ ‫َ َّ ُ ُ ّ‬


‫عـروف أو‬
‫ٍ‬ ‫مسـكوهن بِم‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫‪�﴿ .2‬ذا طلقتم النِساء �ـبلغن أجلهـن فأ ِ‬
‫عتـدوا َو َمـن يَ َ‬ ‫كوه َّن � ًارا �ِ َ َ‬‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ ّ ُ‬
‫فعـل‬ ‫ِ‬ ‫عروف َو� ت ِ‬
‫مسـ‬ ‫ٍ‬ ‫�حوه َّن ب ِ َم‬
‫ِ‬
‫ِعمـتَ‬
‫اذكروا ن َ‬‫َّ ُ ُ ً َ ُ‬ ‫َّ‬ ‫َ ََ َ ََ َ َ ُ َ َ‬
‫آيات ا�ِ هزوا و‬ ‫ِ‬ ‫خذوا‬‫ذل ِك �قد ظلم نفسه و� �ت ِ‬
‫َ َ ُ ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َّ َ َ ُ َ َ َ َ َ َ ُ‬
‫ِتاب وا� ِكمةِ يعِظ�ـم‬ ‫ا�ِ علي�م وما أنزل علي�م مِن الك ِ‬
‫ٌ‬ ‫َ‬ ‫َ َّ ُ َّ َ َ َ َ َّ َّ َ ُ ّ َ‬
‫بِهِ وا�قوا ا� واعلموا أن ا� بِ� ِل � ٍء عليم﴾ ]الﺒﻘرة‪[231:‬‬

‫‪117‬‬
‫ﻗال الﻘرط�‪) :‬وروي عﻦ عاﺋﺸﺔ أن الرﺟل �ان ﻳطلﻖ امرأﺗه‬
‫ّ ُ‬
‫ﺛــم ﻳﻘــول ‪ :‬وﷲ ال أو ِرﺛ ـك وال أدعــك‪ .‬ﻗالــﺖ‪ :‬وكﻴــﻒ ذاك؟‬
‫ﱠ‬
‫ﻗـــال‪ :‬إذا كـــدت ﺗﻘﻀـــ� ِعـ ـدﺗك راﺟعﺘـــك(‪ ،‬ﻓ�لـــﺖ‪َ ﴿ :‬و�‬
‫َّ‬
‫ا�ِ ُه ُز ًوا﴾‪.‬‬ ‫آيات‬ ‫َ َّ‬
‫خذوا ِ‬
‫�ت ِ‬
‫ﻗال علماؤﻧا‪ :‬واﻷﻗوال �لها داﺧلﺔ � مع� اﻵﻳـﺔ؛ ﻷﻧـه ﻳﻘـال‬
‫�ﻦ سﺨر مﻦ آﻳات ﷲ‪ :‬ا�ﺬها هـﺰوا‪ .‬و�ﻘـال ذلـك �ـﻦ كﻔـر‬
‫ﺑهــا‪ ،‬و�ﻘــال ذلــك �ــﻦ طرحهــا ولــم ﻳﺄﺧــﺬ ﺑهــا وعمــل ﺑﻐ�هــا‪،‬‬
‫ﻓعلــى هــﺬا ﺗــدﺧل هــﺬﻩ اﻷﻗــوال � اﻵﻳــﺔ‪ .‬و ﴿آيَـ ِ‬
‫ات ا�ِ﴾ هــﻲ‬
‫دالﺋله وأمرﻩ وﻧهﻴه‪.‬‬

‫اس َو َ� ّينـات ِمـنَ‬ ‫ّ‬ ‫ً‬ ‫ُ‬ ‫ُ ُ‬ ‫َ ُ َ َ َ َّ ُ َ‬


‫ِ ٍ‬ ‫نزل فيهِ القرآن هدى ل ِلن ِ‬ ‫‪﴿ .3‬شهر رمضان ا�ي أ ِ‬
‫َ‬
‫مه َو َمـن �ن‬ ‫لي ُصـ ُ‬‫هر فَ َ‬ ‫ُ ُ َّ‬
‫الشـ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫رقان � َمن شـ ِه َد ِمـن�م‬
‫َ ُ‬
‫الف‬ ‫ُ‬
‫الهدى و‬
‫ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ ّ ُ َ َ ُ ُ َّ ُ ُ‬ ‫ٌ‬ ‫َّ‬ ‫َ ً َ َ َ َ َ‬
‫مر�ضا أو � سف ٍر ف ِعدة مِن �يا ٍ� أخر ير�د ا� بِ�م الي� و�‬
‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َّ َ َ ُ َ ّ ُ َّ َ َ‬ ‫ُ ُ ُ ُ ُ َ َ ُ ُ‬
‫ير�د بِ�م الع� و�ِ ك ِملوا العِدة و�ِ ك ِ�وا ا� � ما هدا�م‬
‫َ َ َ َّ ُ َ ُ َ‬
‫ولعل�م �شكرون﴾ ]الﺒﻘرة‪[185:‬‬

‫‪118‬‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫ﻓا﮻ ‪-‬عﺰ وﺟل‪ -‬ﺷرع لﻨا أن ﻧعﻈمه ﺑﺬكرﻩ ﺑعد االﻧﺘهـاء مـﻦ‬
‫صﻴام ﺷهر رمﻀان‪ً ،‬‬
‫ﺷكرا له على ما أﻧعم علﻴﻨ�ا مﻦ الهداﻳـﺔ‬
‫� هــﺬا الﺸــهر‪ ،‬وأوﺿــح لﻨــا أن هــﺬا الﺘكﺒــ� هــو الســﺒﻴ�ل إ�‬
‫ﺷكرﻩ ﴿ولعل�م �شكرون﴾ أي )كﻲ ﺗﺸكرو�(‪.‬‬
‫ﻓ�ــان مــ�ء عﻴــد الﻔطــر مﻨاســﺒﺔ لﺸــكر ﷲ ﺗعــا� ﺑﺈكﺜــار‬
‫الﺘكﺒ� ح� الوصول إ� مصلى العﻴد‪ ،‬كما هو ا�ال � عﻴد‬
‫اﻷﺿ� ا�ﺒارك الﺬي ﺷرع ﷲ ﻓﻴه الﺘكﺒ� والﺘحمﻴد والﺜﻨ�اء‬
‫ً‬
‫ﺷـكرا لـه علـى ﺗوﻓﻴﻘـه للطاعـﺔ والعمـل الصـالح‪ ،‬كمـا‬ ‫علﻴه‬
‫ْ َّ َ َ ُ َ ّ ُ َّ َ َ َ ٰ َ َ َ ُ‬
‫ا�مْ‬ ‫َ ُ ْ ُ‬
‫ﻗــال ﺗعــا� ﴿و�ِ ك ِملـوا ال ِعـدة و�ِ كـ ِ�وا ا� � مـا هـد‬
‫َ َ َ َّ ُ ْ َ ْ ُ ُ َ‬
‫ولعل�م �شكرون﴾‪.‬‬

‫َّ‬ ‫ُ‬ ‫ُ َّ َ ٌ َ ُ ْ َ َ ْ ُ ْ َ ٌ َ‬
‫‪﴿ .4‬هن �ِ اس ل�م و��تم �ِ اس لهن﴾ ]الﺒﻘرة‪[187:‬‬
‫ﻓﺄوﺿـــح ﷲ ﺗعـــا� أن الرﺟـــال لﺒـــاس لﺰوﺟـــاﺗهم‪ ،‬كمـــا أن‬
‫زوﺟاﺗهم لﺒاس لهم‪ ،‬واللﺒـاس هﻨـا ﺑمعـ� السـكﻦ كمـا ﻗـال‬
‫اﺑﻦ عﺒاس ومﺠاهد وﻏ�هما‪.‬‬

‫‪119‬‬
‫ُ َ َّ ُ َ َ َ‬ ‫َ‬ ‫َّ َ ُ‬ ‫َ‬ ‫ََ‬
‫سنوا‬
‫بيل ا�ِ و� تلقوا بِأيدي�م إِ� ا�هلكةِ وأح ِ‬
‫‪﴿ .5‬وأنفِقوا � س ِ‬
‫ن�﴾ ]الﺒﻘرة‪[195:‬‬‫س َ‬ ‫ب ُ‬
‫الـمح ِ‬ ‫ا� ُ�ِ ُّ‬
‫إ َّن َّ َ‬
‫ِ‬
‫ٌ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫ََ‬
‫بيل ا�ِ﴾ ﻓ�ل ﺧ� ﻓهو � سـﺒﻴ�ل ﷲ‪ ،‬ولكـﻦ مـﻦ‬ ‫﴿وأنفِقوا � س ِ‬
‫َ‬
‫أوﺟ ـ ِه الﺘﻔاســ� � اﻵﻳــﺔ هﻨــا أن ا�ﻘصــود ﺑــه هــو ا�هــاد �‬
‫ُ َ َّ ُ َ‬ ‫َ‬
‫سﺒﻴ�ل ﷲ‪َ ﴿ ،‬و� تُلقوا بِأيدي�م إِ� ا�هلكةِ﴾‪.‬‬
‫ﺑﺘﺨلﻔكم عﻦ اﻹﻧﻔاق � ا�هاد‪ّ .‬‬
‫ﻓعـ� سـﺒحاﻧه عـﻦ أن ﺗـرك‬
‫اﻹﻧﻔاق � سﺒﻴ�ل ﷲ مدعاة للهـالك‪) .‬مسـﺘﻔاد مـﻦ ﺗﻔسـ�‬
‫اﺑﻦ كﺜ�(‬
‫و� سﺒﺐ ﻧﺰول اﻵﻳﺔ‪ ،‬ﻗال أﺑو أﻳـوب اﻷﻧصـاري ‪ :‬ﻧﺰلـﺖ ﻓﻴﻨـ�ا‬
‫معﺸــر اﻷﻧصــار وذلــك أن ﷲ ﺗعــا� لمــا أعــﺰ دﻳﻨــ�ه وﻧصــر‬
‫رسوله‪ ،‬ﻗلﻨا ﻓﻴما ﺑيﻨﻨ�ا إﻧا ﻗد ﺗركﻨـا أهلﻨـا وأموالﻨـا حـ� ﻓﺸـا‬
‫اﻹسالم وﻧصر ﷲ ﻧبﻴ�ه ﻓلو رﺟعﻨا إ� أهلﻴﻨ�ا وأموالﻨا ﻓﺄﻗمﻨـا‬
‫ََ‬
‫ﻓﻴهــا ﻓﺄصــلحﻨا مــا ﺿــاع مﻨهــا ﻓــﺄﻧﺰل ﷲ ﺗعــا�‪﴿ :‬وأن ِفقــوا �‬
‫ُ َ َّ ُ َ‬ ‫َ‬
‫ا�ِ َو� تُلقوا بِأيدي�م إِ� ا�هلكةِ﴾‪.‬‬
‫َّ‬
‫بيل‬
‫ِ‬ ‫س‬‫َ‬

‫ﻓالﺘهلكﺔ اﻹﻗامﺔ � اﻷهل والمال وﺗرك ا�هاد‪ ،‬ﻓما زال أﺑـو‬


‫أﻳـــوب �اهـــد � ســـﺒﻴ�ل ﷲ حـــ� �ـــان آﺧـــر ﻏـــﺰوة ﻏﺰاهـــا‬

‫‪120‬‬
‫ﺑﻘســطﻨطﻴنﻴ�ﺔ � زمــﻦ معاو�ــﺔ ‪-‬ر� ﷲ عﻨهمــا‪ ،-‬ﻓﺘــو�‬
‫هﻨـــاك ودﻓـــﻦ � أصـــل ســـور الﻘســـطﻨطﻴنﻴ�ﺔ‪ .‬وا�ـــدﻳﺚ‬
‫صححه اﻷلﺒا� وﻏ�ﻩ‪.‬‬

‫َ ُُْ ُ ْ َ ْ ُ َ ُْ ُ ُ ْ ََ ْ ُ ُ ّ ْ َ ْ ُ َ ْ َ ُ ُ‬
‫و�م ْۚ‬ ‫‪﴿ .6‬وا�تلوهم حيث ثقِفتموهم وأخ ِرجـوهم ِمـن حيـث أخرجـ‬
‫�َّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ ْ ْ َ ُ َ َ ُّ َ ْ َ ْ َ َ ُ َ ُ ُ ْ َ ْ‬
‫ج ِد ا�ر ِام حـ ٰ‬ ‫والفِتنة أشد مِن القت ِل ۚ و� �قات ِلوهم عِند المس ِ‬
‫اء الْ َ� ِفـر�ن﴾َ‬‫وه ْم ۗ َكـ َ�ٰل َِك َجـ َز ُ‬
‫َ َ َُ ُ ْ َ ُُْ ُ‬ ‫ْ‬ ‫َُ ُ ُ‬
‫�قات ِلو�م �ِيهِ ۖ فإِن قاتلو�م فا�تل‬
‫ِ‬
‫]الﺒﻘرة‪[191:‬‬
‫َ ْ ْ َ ُ َ َ ُّ َ ْ َ ْ‬
‫ﻗال الﻘـرط�‪ :‬ﻗولـه ﺗعـا� ‪﴿ :‬والفِتنـة أشـد ِمـن القتـ ِل﴾‪ ،‬أي‪:‬‬
‫الﻔﺘﻨـ�ﺔ الــ� حملــوكم علﻴهــا ورامــوا رﺟــوعكم ﺑهــا إ� الكﻔــر‬
‫أﺷد مﻦ الﻘﺘل‪.‬‬
‫وﻗال مﺠاهـد‪ :‬أي مـﻦ أن ﻳﻘﺘـل ا�ـﺆمﻦ‪ ،‬ﻓالﻘﺘـل أﺧـﻒ علﻴـه‬
‫مﻦ الﻔﺘﻨ�ﺔ(‪.‬‬

‫َ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ ُ َ ََ‬


‫خطبـةِ النِسـاءِ أو‬ ‫َّ‬
‫‪﴿ .7‬و� جناح علي�م فيمـا عرضـتم ِبـهِ ِمـن ِ‬
‫َ‬ ‫َّ‬ ‫ُ‬ ‫ُ َ َ َّ ُ َ َّ ُ َ َ ُ َ‬ ‫َ ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ل�ـن �‬ ‫س�م علِم ا� �ن�م سـتذكرو�هن و ِ‬ ‫أ�ننتم � أنف ِ‬

‫‪121‬‬
‫َ ً َ ً‬
‫عروفـا َو� تَعزمــوا ُعقـ َ‬
‫ـدةَ‬ ‫ُ َّ ًّ ّ َ َ‬ ‫ُ‬
‫ِ‬ ‫م‬ ‫و�‬ ‫ـ‬ ‫ق‬ ‫ـوا‬
‫ـ‬ ‫قول‬ ‫ت‬ ‫ن‬‫أ‬ ‫�‬ ‫ِ‬ ‫إ‬ ‫ا‬‫�‬‫ِ‬ ‫ن‬‫دوه‬ ‫واعـ‬
‫ِ‬ ‫ت‬
‫ُ‬ ‫َ َّ َّ َ َ َ‬ ‫ُ َ َ َ ُ َ َ‬ ‫ّ ِ َ ّ َ ُ َ‬
‫ا� ِ�ح ح� يبلـغ الكِتـاب أجلـه واعلمـوا أن ا� يعلـم مـا �‬
‫فـــور َحلـــيم﴾ٌ‬
‫ٌ‬ ‫َ َّ َّ َ َ‬ ‫َ ُ َ َ‬ ‫ُ َ‬ ‫َ ُ‬
‫ســـ�م فاحـــذروه واعلمـــوا أن ا� غ‬
‫أنف ِ‬
‫]الﺒﻘرة‪[235:‬‬
‫َّ َ ْ َ ُ ُ َ ْ ً َ ْ ُ ً‬
‫ﻗال الﻘـرط�‪ :‬ﻗولـه ‪-‬ﺗعـا�‪﴿ :-‬إِ� أن �قولـوا قـو� معروفـا﴾‬
‫ً‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫اسﺘثﻨ�اء مﻨﻘطع ﺑمع� ل ِكﻦ(‪ .‬ﻳع� ال ﺗواعدوهﻦ سـرا‪ ،‬لكـﻦ‬
‫لكم أن ﺗﻘولوا لهـﻦ ﻗـوال معروﻓـا‪ ،‬وهـو الﺘعـر�ﺾ ﺑا�طﺒـﺔ‬
‫دون ﺗصر�ح‪ .‬وليس ا�ﻘصود إﺑاحـﺔ ا�واعـدة سـرا مـﻦ أﺟـل‬
‫هﺬا الﻘول ا�عروف‪.‬‬
‫وللﺘﻔر�ﻖ ﺑـ� االسـﺘثﻨ�اء ا�ﺘصـل واالسـﺘثﻨ�اء ا�ﻨﻘطـع‪ ،‬ﻓـﺈن‬
‫ا�ســﺘﺜ� إذا �ــان مــﻦ ﺟــنس ا�ســﺘﺜ� مﻨــه ﻓــﺈن أهــل العلــم‬
‫ً‬
‫ﻳســموﻧه مﺘصــال‪ ،‬وإذا �ــان مــﻦ ﻏــ� ﺟنســه ﻓﺈﻧــه ﻳســ�‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫مﻨﻘطعا‪ ،‬كما إذا ﻗﻴل‪ :‬ﻗام الﻘـوم إال ز�ـدا‪ ،‬ﻓهـﺬا مﺘصـل؛ ﻷن‬
‫ز�د )ا�سﺘﺜ�( مﻦ ﺟنس ا�سﺘﺜ� مﻨه وهو الﻘوم‪ ،‬لكـﻦ إذا‬
‫ً‬
‫ﻗﻴل‪ :‬ﻗام الﻘوم إال أسدا‪ ،‬ﻓهﺬا ﻳسموﻧه مﻨﻘطعـا؛ ﻷن اﻷسـد‬
‫ليس مﻦ ﺟنس الﻘوم )ا�سﺘﺜ� مﻨه(‪.‬‬

‫‪122‬‬
‫اﻟﺠﺰء اﻟﺜﺎﻟﺚ‬

‫َ‬ ‫َّ ُ َ َ َ َّ‬ ‫َ‬ ‫ٌَ‬ ‫َ َ‬


‫َ‬
‫نزل � ا�ين آمنوا‬ ‫أ‬ ‫ي‬ ‫ا�‬ ‫ب‬ ‫ِنوا‬‫م‬‫آ‬ ‫ِتاب‬ ‫ك‬ ‫ال‬ ‫هل‬ ‫أ‬ ‫ِن‬ ‫م‬ ‫ة‬ ‫ف‬ ‫طا�‬ ‫ت‬ ‫‪﴿ .1‬وقال‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َ‬ ‫ّ‬ ‫َ َ ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ ُ َ َ َّ‬ ‫ُ‬ ‫َو َ‬
‫جعون۝و� تؤمِنوا إِ� ل ِمـن‬ ‫خره لعلهم ير ِ‬ ‫جه ا�َّهارِ َوا�فروا آ ِ‬
‫ِثل ما أوتيتمُ‬‫َّ َ ُ َ َ ٌ َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ َ َ ُ ُ َّ‬
‫تبِع دين�م قل إِن الهدى هدى ا�ِ أن يؤ� أحد م‬
‫ا�ِ يُؤتيهِ َمن �َشـاءُ‬‫َ َ ّ ُ ُ َّ َ َ َ َّ‬ ‫َ ُ ّ ُ‬
‫أو �اجو�م عِند ر�ِ�م قل إِن الفضل �ِي ِد‬

‫ليم﴾ ]آل عمران‪[73-72:‬‬ ‫َو َّ ُ‬


‫ا� وا ِس ٌع َع ٌ‬

‫ﻗال اﺑﻦ عاﺷور‪ :‬وﻓاﺋدة االعـ�اض � أﺛﻨـ�اء �المهـم ا�ﺒـادرة‬


‫ّ‬
‫ﺑما ﻳﻔﻴد ﺿاللهم ﻷن ﷲ حرمهم الﺘوﻓﻴﻖ‪.‬‬
‫ّ َ َ َ َ ُ‬ ‫ُ‬
‫وﻗال اﺑﻦ كﺜ� � ﺗﻔس� ﴿ َو� تؤمِنوا إِ� ل ِمن تبِع دين�م﴾‬

‫أي‪ :‬ال ﺗطمﺌﻨــوا وﺗﻈهــروا ســركم ومــا عﻨــدكم إال �ــﻦ ﺗﺒــع‬
‫َ‬
‫دﻳــﻨكم‪ ،‬وال ﺗﻈهــروا مــا ﺑﺄﻳــدﻳكم إ� ا�ســلم�‪ ..‬وﻗولــه ﴿أن‬
‫َ َّ ُ‬ ‫ُ َ ُ ّ ُ‬ ‫َ َ ٌ َ‬
‫يُؤ� أحد مِثل ما أوتيتم أو �اجو�م عِند ر�ِ�م﴾‪ ،‬ﻳﻘولـون‪ :‬ال‬
‫ﺗﻈهروا ما عﻨـدكم مـﻦ العلـم للمسـلم�‪ ،‬ﻓﻴﺘعلمـوﻩ مـﻨكم‪،‬‬
‫و�ســاووكم ﻓﻴــه‪ ،‬و�مﺘــازوا ﺑــه علــﻴكم لﺸــدة اﻹﻳمــان ﺑــه‪ ،‬أو‬
‫�اﺟوكم ﺑه عﻨد ﷲ‪.‬‬

‫‪123‬‬
‫ﻓاﻧﻈر كﻴﻒ أن هﺆالء ما ﻗدروا ﷲ حﻖ ﻗدرﻩ ﻓ�اﻧوا ﻳﺘ�لمـون‬
‫و�ــﺄن ﷲ ‪-‬ﺗعــا�‪ -‬ال ﻳعلــم سـ ّـرهم و�ــواهم‪ ،‬ﻓﺨــاﻓوا أن إذا‬
‫ُ ّ ً‬ ‫ّ‬
‫آمﻨوا لﻐ� أهل ملﺘهم أن ﻳكون ذلك حﺠﺔ علـﻴهم عﻨـد رﺑهـم‪،‬‬
‫ﻓعﺠﺐ ﷲ مﻦ حـالهم‬ ‫و�ﺄن ﷲ ال ﻳطلع على ﻧﻘاﺷهم هﺬا‪ّ .‬‬
‫َّ‬ ‫ُ‬ ‫َّ‬ ‫ُ‬
‫ا�﴾‪ ،‬وﷲ أعلم‪.‬‬ ‫الهدى ه َدى‬
‫ﺑهﺬﻩ ا�ملﺔ ا�ع�ﺿﺔ ﴿قل إن ُ‬
‫ِ‬

‫َ َّ ْ ْ َ ُ َ َ ْ َ َ َ َّ َ ُ ُ ْ َ َ َّ‬ ‫ا� َ‬‫‪﴿ .2‬إ َّن ّ‬


‫ا�س�م ۗ وما اختلف ا�ِين أوتوا الكِتاب إِ�‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ا�‬ ‫ِند‬ ‫ع‬ ‫ِين‬ ‫ِ‬
‫َّ َ َّ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ ْ َ َ َ ُ ُ ْ ْ ُ َ ًْ ََُْ ْ َ َ َ ْ ُ‬
‫ات ا�ِ فإِن‬ ‫مِن �ع ِد ما جاءهم العِلم �غيا بينهم ۗ ومن ي�فر بِآي ِ‬
‫َ‬ ‫َّ َ َ ُ ْ‬
‫اب﴾ ]آل عمران‪[19:‬‬ ‫��ع ا� ِس ِ‬ ‫ا� ِ‬
‫َّ‬ ‫ْ ََ‬
‫وهﻨاك آﻳﺔ مﻦ سورة الﺒﻘرة ﺑهﺬا ا�ع�‪َ ﴿ :‬و َما اخ َتلف �ِيـهِ إِ�‬
‫ات َ� ْغيــا ً بَ ْيــ َن ُهم﴾ْ‬‫اء�ْ ُه ُم ْا�َ ّي َنــ ُ‬
‫وه ِمــ ْن َ� ْعــ ِد َمــا َجــ َ‬ ‫َّ َ ُ ُ‬
‫وتــ ُ‬
‫ِ‬ ‫ا�ِيــن أ‬
‫]الﺒﻘرة‪ .[213:‬ﻗال اﺑﻦ كﺜ�‪ :‬ﻓاﺧﺘلﻔوا � ا�ﻖ لﺘحاسـدهم‬
‫ُ‬ ‫َ َ َ‬
‫ﻓح ِمل ﺑعﻀهم ﺑﻐﺾ الـﺒعﺾ اﻵﺧـر‬ ‫وﺗﺒ�اﻏﻀهم وﺗداﺑرهم‪،‬‬
‫على مﺨالﻔﺘه � ﺟمﻴع أﻗواله وأﻓعاله‪ ،‬وإن �اﻧﺖ حﻘا(‪.‬‬

‫‪124‬‬
‫ا�ِ َوتَثْب ً‬
‫يتـا ّ ِمـنْ‬ ‫َّ‬ ‫َ َ َ ُ َّ َ ُ ُ َ َ ْ َ َ ُ ُ ْ َ َ َ ْ َ‬
‫ِ‬ ‫ات‬
‫‪﴿ .3‬ومثل ا�ِين ينفِقون أموالهم ابتِغـاء مرضـ ِ‬
‫َْْ‬ ‫َ‬ ‫َ ُ ْ َ َ َ َ َّ َ ْ َ َ َ َ َ َ ٌ َ َ ْ ُ ُ َ‬
‫�‬‫ضـعف ِ‬ ‫س ِهم كمث ِل جن ٍة بِر�و ٍ� أصا�ها وابِل فآتـت أ�لهـا ِ‬ ‫أنف ِ‬
‫ون بَ ِصــ�﴾ٌ‬ ‫ْ َ َ ٌ َ َ ٌّ َ َّ ُ َ َ ْ َ ُ َ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬
‫فــإِن لــم ي ِصــبها و ِابــل �طــل ۗ وا� بِمــا �عملــ‬

‫]الﺒﻘرة‪[265:‬‬
‫ـ�ء علـــى الوﺟـــه اﻷول � ﺗﻔســـ�‬ ‫ﻗـــال اﺑـــﻦ عاﺷـــور‪) :‬و�ــ ُ‬
‫ُ‬
‫الﻔﺨر‪ ،‬وهو ما ﺗﻘـرر �‬ ‫أﺧال� ﺟلﻴل أﺷار إلﻴه‬ ‫ّ‬ ‫الﺘثﺒيﺖ مع�‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ﱡ‬ ‫ﱠ‬
‫وﺟـﺐ حصـول‬ ‫ا�كمﺔ ا�لﻘﻴﺔ أن ﺗكر ر اﻷﻓعال هـو الـﺬي ﻳ ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َْ ُ‬ ‫ّْ‬ ‫ََ‬
‫الﻔاﺿلﺔ � الﻨﻔس‪� ،‬ﻴﺚ ﺗنساق ع ِﻘﺐ حصولها إ�‬ ‫ِ‬ ‫كﺔ‬
‫المل ِ‬
‫ُ‬
‫الكمــاالت ﺑاﺧﺘﻴ�ارهــا‪ ،‬وﺑــال �لﻔــﺔ وال ﺿــﺠر‪ ،‬ﻓاﻹﻳمــان ﻳــﺄمر‬
‫ـﺄمورات ُﻳ ّثﺒـﺖ‬
‫ِ‬ ‫ﺑالصــدﻗﺔ وأﻓعــال الــ�‪ ،‬والــﺬي ﻳــﺄ� ﺗلــك المـ‬
‫ً‬
‫ﻧﻔسه ﺑﺄﺧالق اﻹﻳمان‪ ،‬وعلى هﺬا الوﺟه ﺗص� اﻵﻳﺔ �ر�ﻀـا‬
‫على ﺗكر�ر اﻹﻧﻔاق(‪.‬‬
‫وﻗال ﻏ�ﻩ مﻦ ا�ﻔسـر�ﻦ �ـاﺑﻦ كﺜـ� أن ﷲ سـﻴﺠﺰ�هم علـى‬
‫ذلك أوﻓر ا�ﺰاء‪.‬‬

‫َ ُ َ َّ َ َ ۡ ۡ‬
‫غ َعلَي َنا َص ۡ�ا َو َ� ّبـتۡ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ َ َّ َ َ ُ َ ُ‬
‫ِ‬ ‫‪﴿ .4‬ولما برزوا ِ�الوت وجنو ِده ِۦ قالوا ر�ناۤ أف ِر‬
‫َ‬ ‫ََۡ ََ َ ُ َۡ ََ َۡ ۡ ۡ َ‬
‫أقدامنا وٱن�نا � ٱلقو ِم ٱلكـفِ ِر�ن﴾ ]سورة الﺒﻘرة‪.[250:‬‬
‫‪125‬‬
‫ُ‬ ‫َ‬
‫الفحشـاءِ َو َّ ُ‬ ‫ُ َ ُ ُ ُ َ َ ََ ُ ُ‬ ‫َّ‬
‫ا� يَ ِعـ ُد�م‬ ‫أم ُر�م ِب‬ ‫‪﴿ .5‬الشيطان يعِد�م الفقر و�‬
‫ٌ‬ ‫َ‬ ‫ٌ‬ ‫ُ‬ ‫َ َ ً ُ َ َ ً َ َّ‬
‫مغفِرة مِنه وفض� وا� وا ِسع عليم﴾ ]الﺒﻘرة‪[268:‬‬
‫قر﴾ ﻳع� ّ‬ ‫الف َ‬ ‫ُ َ ُ ُ ُ َ‬ ‫َّ‬
‫�وﻓكم مﻦ الﻔﻘر إذا أﻧﻔﻘـﺘم‬ ‫﴿الشيطان يعِد�م‬
‫� سﺒﻴ�ل ﷲ‪،‬‬
‫َ‬
‫ََ ُُ ُ‬
‫�م بِالفحشاءِ﴾ أي ﺑالﺒﺨل وعدم إعطاء الﺰ�اة‪.‬‬ ‫﴿و�أمر‬
‫َُ ﱢُ َ‬
‫ﺿع هﺬﻩ اﻵﻳﺔ أمام عﻴنﻴك عﻨدما �ـﺬلك الﺸـﻴطان عـﻦ أي‬
‫طاعﺔ و�وﻓك ﺑعواﻗﺐ هﺬﻩ الطاعـﺔ‪ .‬ﺗـﺬكر وعـد الﺸـﻴطان‬
‫ً‬ ‫َ‬ ‫َ َّ ُ َ ُ ُ‬
‫�م َمغ ِف َرةً م ُ‬
‫ِنه َوفض�﴾‪.‬‬ ‫ووعد ﷲ ‪-‬ﺗعا�‪﴿ -‬وا� ي ِعد‬

‫ُ‬ ‫ُ َ ُ ُ َ َ ُ َّ ُ َ َ َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬


‫‪﴿ .6‬قل إِن �فوا ما � صدورِ�م أو تبدوه يعلمـه ا� و�علـم مـا ِ�‬
‫َ‬ ‫َ َّ ُ َ ُ ّ َ‬ ‫َ‬ ‫ماوات َ‬ ‫َّ‬
‫ٌ‬
‫� � ٍء قــ ـدير﴾ ]آل‬ ‫�‬ ‫ا�‬ ‫و‬ ‫ِ‬
‫رض‬ ‫ا�‬ ‫�‬‫ِ‬ ‫ـا‬
‫ـ‬ ‫مــ‬‫و‬ ‫ِ‬ ‫ـ‬ ‫الســ‬
‫ِ‬
‫عمران‪.[29:‬‬

‫َ‬ ‫ًََ َ ً ُ‬ ‫َّ َ َ‬ ‫َ‬ ‫َّ َّ َ َ َ َ‬


‫ول�ـك �‬ ‫‪﴿ .7‬إِن ا�ين �ش�ون بِعهـ ِد ا�ِ وأيمـان ِ ِهم �منـا قلـي� أ ِ‬
‫نظـ ُر إ َ�هـم َيـومَ‬
‫َ َ ُ َ ّ ُ ُ ُ َّ ُ َ َ ُ‬
‫ا�خـرة ِ و� ي�لِمهـم ا� و� ي‬ ‫ُ‬ ‫َ َ َ‬
‫ِ ِ‬ ‫خ�ق لهـم ِ� ِ‬
‫َ َُ َ ٌ َ‬ ‫َ َ َُّ‬
‫ٌ‬
‫القِيامةِ و� يز�ي ِهم ولهم عذاب أ�م﴾ ]آل عمران‪[77:‬‬

‫‪126‬‬
‫روى الﺒﺨاري � كﺘـاب الﺒﻴـوع )حـدﻳﺚ رﻗـم ‪) :(2088‬عـﻦ‬
‫َ َْ ً‬ ‫ﱠ َ ً‬
‫عﺒــد ﷲ ﺑــﻦ أ� أو� أن رﺟــال أﻗــام ِس ـلعﺔ وهــو � الســوق‪،‬‬
‫ﻴهـا َر ُﺟـ ًال مـﻦَ‬ ‫ﺑا﮻ َلﻘ ْد ُأ ْع َطى َﺑها ما َل ْم ُﻳ ْعط ل ُﻴوﻗـ َع ﻓ َ‬‫ﱠ‬ ‫َ َََ‬
‫ِ‬ ‫ِ ِ ِ‬ ‫ﻓحلﻒ ِ‬
‫َ ْ َ ُ َ َ ْ َّ َ‬
‫و� ْ� َمانِه ْم َ� َمناً‬ ‫َّ َّ‬ ‫َ ََََ ْ‬ ‫الم ْ‬
‫ُ‬
‫ِ‬ ‫ا�‬ ‫د‬
‫ِ‬ ‫ه‬ ‫بع‬ ‫ون‬ ‫�‬ ‫ش‬ ‫�‬ ‫َ‬
‫ِين‬‫ا�‬ ‫إن‬ ‫﴿‬ ‫‪:‬‬‫ﺖ‬ ‫لـ‬ ‫�‬ ‫ﻓ‬ ‫‪،‬‬ ‫�‬ ‫م‬ ‫ل‬
‫ِ‬ ‫س‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َ ً‬
‫قلِي�﴾(‪.‬‬

‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ َ َ ْ ُ ْ َ َّ َ ْ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫َ َ ُّ َ َّ َ َ ُ َ ُ‬


‫ات ما كسبتم ومِمـا أخرجنـا‬ ‫‪﴿ .8‬يا ��ها ا�ِين آمنوا أنفِقوا مِن طيِب ِ‬
‫َْ َ ْ ُ ُ ُ َ‬
‫ون َول َ ْسـتمُ‬ ‫ُ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫ََ َ‬ ‫ْ‬ ‫َْ‬ ‫ّ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫ل�م ِمـن ا�ر ِض ۖ و� �يممـوا ا�بِيـث مِنـه تنفِقـ‬ ‫َ‬
‫� َ�ِيــد﴾ٌ‬ ‫اعلَ ُمــوا أَ َّن َّ َ‬
‫ا� َغــ ِ ٌّ‬ ‫َ ْ‬ ‫َّ َ ُ ْ ُ‬
‫خ ِذيــهِ إِ� أن �غ ِمضــوا �ِيــهِ ۚ و‬ ‫بِآ ِ‬
‫]الﺒﻘرة‪[267:‬‬
‫َّ َ ُ ْ ُ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫ََ‬
‫خ ِذيـهِ إِ� أن �غ ِمضـوا‬
‫ﻗال الﻘـرط�‪ :‬ﻗولـه ﺗعـا�‪﴿ :‬ولسـتم بِآ ِ‬
‫�ِيهِ﴾ أي لسﺘم ﺑﺂﺧﺬﻳه � دﻳوﻧكم وحﻘوﻗكم مﻦ الﻨـاس إال أن‬
‫ﺗتســـاهلوا � ذلـــك وﺗ�كـــوا مـــﻦ حﻘـــوﻗكم‪ ،‬وﺗكرهوﻧـــه وال‬
‫ﺗرﺿوﻧه‪ .‬أي‪ :‬ﻓال ﺗﻔعلوا مع ﷲ ما ال ﺗرﺿوﻧه ﻷﻧﻔسكم‪.‬‬

‫‪127‬‬
‫اﻟﺠﺰء اﻟﺮاﺑﻊ‬

‫ْ ُ ْ ُ َ َ َ َ ْ ُ َ َ َ َ َ َّ ُ ُ َ ْ ُ ُ ْ ُ ْ َ ُ‬
‫ا�مْ‬ ‫‪﴿ .1‬إِذ تص ِعدون و� تلوون � أح ٍد والرسول يدعو�م ِ� أخر‬
‫َ‬ ‫َ َ َ َ ُ ْ َ َّ ً َ ّ ّ َ ْ َ َ ْ َ ُ ْ َ َ َ َ َ ُ ْ َ َ‬
‫ف�ث ـاب�م �م ـا بِغ ـ ٍ� ل ِك ـي� �زن ـوا � م ـا ف ـات�م و� م ـا‬
‫َ َ َ ُ ْ َ َّ ُ َ ٌ َ َ ْ َ ُ َ‬
‫أصاب�م ۗ وا� خبِ� بِما �عملون﴾ ]آل عمران‪[153:‬‬
‫ْ‬ ‫َََ َ ُ‬
‫ﻗــال الســعدي � ﺗﻔســ�ﻩ‪﴿) :‬ف�ثــاب�م﴾ أي‪ :‬ﺟــازاكم علــى‬
‫ً‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َْ‬ ‫ّ‬ ‫َ َّ ً َ‬
‫ﻓعلكــم ﴿�م ـا بِغ ـ ٍ� أي‪ :‬ﻏمــا ﻳتﺒ ـع ﻏم ـا‪ ،‬ﻏــم ﺑﻔــوات الﻨصــر‬
‫وﻓوات الﻐﻨﻴمﺔ‪ ،‬وﻏم ﺑاﻧهﺰامكم‪ ،‬وﻏم أﻧساكم �ل ﻏـم‪ ،‬وهـو‬
‫ُ‬ ‫ً‬
‫سماعكم أن محمدا ﷺ ﻗد ﻗ ِﺘل‪ .‬ولكـﻦ ﷲ ‪-‬ﺑلطﻔـه وحسـﻦ‬
‫ﻧﻈرﻩ لعﺒادﻩ‪ -‬ﺟعل اﺟﺘماع هﺬﻩ اﻷمور لعﺒادﻩ ا�ﺆمﻨ� ﺧـ�ا‬
‫ْ‬ ‫ّ َ ْ َ ََُْ ْ ََ َ َ َ ُ‬
‫لهم‪ ،‬ﻓﻘال‪﴿ :‬لِكي� �زنوا � ما فات�م﴾ مﻦ الﻨصر والﻈﻔر‪،‬‬
‫ْ‬ ‫َ َ َ َ َ َ ُ‬
‫﴿و� ما أصاب�م﴾ مﻦ الهﺰ�مﺔ والﻘﺘـل وا�ـراح‪ ،‬إذا �ﻘﻘـﺘم‬
‫أن الرســـول ﷺ لـــم ﻳﻘﺘـــل هاﻧـــﺖ علـــﻴكم ﺗلـــك ا�صـــﻴﺒ�ات‪،‬‬
‫واﻏﺘﺒطﺘم ﺑوﺟودﻩ ا�سلﻲ عﻦ �ل مصـﻴﺒ�ﺔ ومحﻨـﺔ‪ ،‬ﻓللـه مـا‬
‫� ﺿمﻦ الﺒالﻳا وا�حﻦ مﻦ اﻷسرار وا�كم‪ ،‬و�ل هﺬا صـادر‬

‫‪128‬‬
‫عﻦ علمه وكمال ﺧ�ﺗـه ﺑﺄعمـالكم‪ ،‬وﻇـواهركم وﺑـواطﻨكم‪،‬‬
‫َ َّ ُ َ ٌ َ َ ْ َ ُ َ‬
‫ولهﺬا ﻗال‪﴿ :‬وا� خبِ� بِما �عملون﴾(‪.‬‬

‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ ْ ُ َ َ َّ ُ َ َ ُ ُّ ُ ْ َ ْ ُ ُ ْ َ ْ ً َّ َّ‬


‫‪�﴿ .2‬ن تصـ ِ�وا و�تقـوا � ي�ـ�م كيـدهم شـيئا ۗ إِن ا� بِمـا‬
‫ٌ‬ ‫ََُْ َ ُ‬
‫�عملون �ِيط﴾ ]آل عمران‪[120:‬‬
‫ً‬
‫ﻗاعــدة الﺘ�لﻴــﻒ والﻀــمان ذكرهــا اﺑــﻦ الﻘــﻴم‪ ،‬ﻓمــﺜال �لﻨــا‬
‫َّ َ َ ْ َ َّ ُ َ ْ‬
‫�ﻔﻆ ﻗول ﷲ ﺗعـا� ﴿ َو َمـن َ� َّتـ ِق ا� �عـل � �رجـا﴾‪ ،‬رﺑمـا‬
‫ً‬ ‫َ‬

‫ﺗسﺄل‪ :‬ما الﺘ�لﻴﻒ � هﺬﻩ اﻵﻳﺔ؟ )ﺗﻘوى ﷲ(‪ ،‬وما الﻀمان‬


‫ً‬ ‫َ‬
‫مﺨرﺟـا وأن‬ ‫لعﺒـدﻩ إذا �لﻔـه؟ )أن �عـل لـه‬
‫ِ‬ ‫ﷲ‬ ‫ﻨه‬‫م‬‫الﺬي ِ‬
‫ﺿ‬
‫ﻳرزﻗه مﻦ حﻴﺚ ال �تسﺐ(‪.‬‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫وﺗرى مﺜاال لهﺬﻩ الﻘواعد كﺜ�ا � الﻘرآن‪ ،‬مﻦ مﺜل هﺬﻩ اﻵﻳـﺔ‬
‫َ َ ُ ُّ ُ‬ ‫َ ْ ُ َ ُ‬
‫�مْ‬ ‫�وا َو� َّتقــوا � ي�ــ‬
‫ا�ــﺬكورة � هــﺬا ا�وﺿــع ﴿�ن تصــ ِ‬
‫َّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫كيْ ُد ُه ْم شـيْ ًئا﴾‪ ،‬ﻓـا﮻ �لﻔهـم ﺑالصـ� والﺘﻘـوى‪ ،‬وﺿـمﻦ لهـم‬
‫ً‬
‫حﻴنﺌ ٍ�ﺬ أن ال ﻳﻀرهم كﻴد أعداﺋهم ﺷﻴﺌ�ا‪.‬‬
‫الﻘﻴم ٌ‬
‫�الم � الﻔواﺋد ﻧﻔيس � وصـﻒ هـﺬﻩ الﻘاعـدة‪،‬‬ ‫والﺑﻦ ّ‬

‫حﻴــﺚ ﻗــال‪) :‬وﷲ ســﺒحاﻧه ﻗــد أمــر العﺒــد ﺑــﺄمر وﺿــمﻦ لــه‬

‫‪129‬‬
‫ً‬
‫ﺿـــماﻧا‪ ،‬ﻓـــﺈن ﻗـــام ﺑـــﺄمرﻩ ﺑالﻨصـــح والصـــدق واﻹﺧـــالص‬
‫ُ‬ ‫َ َ‬ ‫َ‬
‫واالﺟﺘهاد‪ ،‬ﻓﺈﻧه سﺒحاﻧه ﺿ ِمﻦ الرزق �ﻦ ع ِﺒدﻩ‪ ،‬والﻨصـر �ـﻦ‬
‫همـه ومـرادﻩ‪،‬‬‫ﺗو�ل علﻴه واسﺘﻨصر ﺑه‪ ،‬والكﻔاﻳﺔ �ﻦ �ان هو ﱠ‬
‫َ َ َ‬
‫وا�ﻐﻔرة �ﻦ اسﺘﻐﻔرﻩ‪ ،‬وﻗﻀاء ا�ـوا� �ـﻦ صـدﻗه � طلﺒهـا‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ووﺛــﻖ ﺑــه وﻗـ ِوي رﺟــاؤﻩ وطمعــه � ﻓﻀــله وﺟــودﻩ‪ .‬ﻓــالﻔ ِطﻦ‬
‫الكيس إﻧما ﻳهـﺘم ﺑـﺄمرﻩ وإﻗامﺘـه وﺗوﻓﻴﻘـه ال ﺑﻀـماﻧه‪ ،‬ﻓﺈﻧـه‬
‫الــو� الصــادق‪ ،‬ومــﻦ أو� ﺑعهــدﻩ مــﻦ ﷲ‪ .‬ﻓمــﻦ عالمــات‬
‫الســعادة صـــرف اهﺘمامـــه إ� أمـــر ﷲ دون ﺿـــماﻧه‪ .‬ومـــﻦ‬
‫عالمــات ا�رمــان ﻓــراغ ﻗلﺒــه مــﻦ االهﺘمــام ﺑــﺄمرﻩ وحﺒــه‬
‫وﺧﺸﻴﺘ�ه واالهﺘمام ﺑﻀماﻧه ‪ ،‬وﷲ ا�سﺘعان(‪.‬‬

‫َ َ ُّ َ َّ َ َ ُ َ َ ْ ُ ُ ّ َ َ ْ َ ً ُّ َ َ َ ً َ َّ ُ َّ‬
‫ا�َ‬ ‫الر�ا أضعافا مضا�فة ۖ وا�قوا‬‫‪﴿ .3‬يا ��ها ا�ِين آمنوا � تأ�لوا ِ‬
‫َ َ َّ ُ ْ ُ ْ ُ َ‬
‫لعل�م �فلِحون﴾ ]آل عمران‪[130:‬‬
‫ْ‬ ‫ً َ‬ ‫ُ ُ ُ‬
‫ﻗال اﺑﻦ عاﺷور‪ :‬وحﻴنﺌـ ٍ�ﺬ ﻓا�ـال ال ﺗ ِﻔﻴـد مﻔهومـا كـﺬلك إذ‬
‫ُ َ‬ ‫ﱠْ‬
‫ليس الﻘصد ِمﻨها الﺘﻘ ِﻴﻴ�د ﺑل التﺸﻨﻴع‪ ،‬ﻓال ﻳﻘﺘصر الﺘحـر�م‬
‫َ‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫ﺑهﺬﻩ اﻵﻳﺔ َعلى الرﺑا الﺒا ِل ِﻎ أﺿعاﻓا كﺜـ�ة‪ ،‬حـ� ﻳﻘـول ﻗاﺋـل‪:‬‬
‫ـيس ِﺑمحـ ﱠـر ٍم‪،‬‬
‫إذا �ــان الرﺑــا أﻗــل م ـﻦ ﺿــعﻒ رأس المــال ﻓلـ َ‬
‫ِ‬
‫‪130‬‬
‫ﻓليس هﺬا ا�ال هو َم َص ﱠﺐ الﻨهﻲ عﻦ أ�ل الرﺑا ح� َﻳﺘـ َو ﱠهمَ‬
‫ً‬ ‫َ‬ ‫ُ َ َ ﱢ ٌ ﱠُ ْ َ ُ َ‬
‫الﻀعﻒ لم ﻳكﻦ حراما‪.‬‬ ‫مﺘوهم أﻧه إن �ان دون ِ‬

‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫َ َ‬ ‫َ َ َ ْ َ ّ َ َّ‬


‫ا�ِ �ِ ت لهم﴾ ]آل عمران‪.[159:‬‬ ‫‪﴿ .4‬فبِما ر� ٍة مِن‬
‫وا�ع�‪ :‬ما �اﻧﺖ رحمﺘك ﺑﺄصـحاﺑك الـﺬﻳﻦ ﺗولـوا عﻨـك ﻳـوم‬
‫َ ﱠ َ ﱠ‬
‫ﺑرحمﺔ مﻦ ﷲ ‪-‬ع ﺰ وﺟل‪ -‬أن وﻓﻘك‬ ‫ٍ‬ ‫أحد وص�ك علﻴهم إال‬
‫ٍ‬
‫لهﺬا‪.‬‬

‫ٌ‬ ‫ْ‬ ‫َْ َ َ َ َ َْْ َ‬


‫‪﴿ .5‬ليس لك مِن ا�م ِر �ء﴾ ]آل عمران‪[128:‬‬
‫روى مسـلم عــﻦ أﻧـس ر� ﷲ عﻨــه‪) :‬أن رسـول ﷲ صــلى‬
‫ُ ﱠ‬ ‫ُ‬
‫ﷲ علﻴه وسلم كسـرت رﺑاعﻴﺘـ �ه ﻳـوم أحـد‪ ،‬وﺷـﺞ � رأسـه‪،‬‬
‫ﻓﺠعل ﻳسلﺖ الدم عﻨه‪ ،‬و�ﻘـول‪» :‬كﻴـﻒ ﻳﻔلـح ﻗـوم ﺷـﺠوا‬
‫ﻧبــﻴهم‪ ،‬وكســروا رﺑاعﻴﺘ ـ�ه‪ ،‬وهــو ﻳــدعوهم إ� ﷲ؟«‪ ،‬ﻓــﺄﻧﺰل‬
‫ْ‬ ‫َ َْْ َ‬ ‫َْ َ َ َ‬
‫ﷲ عﺰ وﺟـل‪﴿ :‬ليس لـك ِمـن ا�مـ ِر �ء﴾(‪ .‬وروى الﺒﺨـاري‬
‫مﺜله‪.‬‬
‫وسﻴاق هﺬﻩ اﻵﻳﺔ مﻦ ا�ﺰء كما ﻳلـﻲ‪ْ َ�ِ ﴿ :‬ق َط َع َط َر ًفا ّم َِن َّا�ِيـنَ‬
‫ْ‬ ‫َْ‬ ‫َ ْ َ َ َ‬ ‫َ‬ ‫َ َُ َْ َ ْ َُ ْ ََ َ ُ َ‬
‫َ‬
‫�فروا أو ي�بِتهم �ينقلِبوا خا�ِبِ� ۝ لـيس لـك ِمـن ا�مـ ِر‬
‫‪131‬‬
‫ُ َ‬ ‫َ َ َ ْ ْ َ ْ ُ َ ّ َ ُ ْ َ َّ ُ ْ َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ َ‬
‫� ٌء أو �تـ ـوب علـ ـي ِهم أو �عـ ـ ِذ�هم فـ ـإِ�هم ظـ ـال ِمون﴾ ]آل‬
‫ْ‬

‫عمران‪.[128-127:‬‬
‫ﻓــا﮻ ‪-‬عــﺰ وﺟــل‪ -‬ذكــر أرﺑــع ﺗصــار�ﻒ ﻗــد ﻳصـ ّـرف ﺑهــا أمــر‬
‫هــﺆالء‪ ،‬وﺟعــل ﺑــ� هــﺬﻩ الﺘصــار�ﻒ اﻷرﺑعــﺔ هــﺬﻩ العﺒــارة‬
‫ّ‬ ‫ْ‬ ‫َْ َ َ َ َ َْْ َ‬
‫ا�ع�ﺿـﺔ ﴿ليس لك مِن ا�مـ ِر �ء﴾ لﺘﺆكـد أن رسـول ﷲ ‪-‬‬
‫ًّ‬
‫صلى ﷲ علﻴه وسلم‪ -‬لـيس إال مﺒلﻐـا ولـيس لـه مـﻦ اﻷمـر‬
‫�ء‪ ،‬وال ح� أن ﻳﺘوﻗع أن ﻳنﺘﻘم ﷲ له مﻦ هﺆالء � الدﻧﻴ�ا‪.‬‬

‫َ‬ ‫َ َ َ ََ ُ َ‬ ‫َ‬ ‫ُ ُ َّ ٌ‬ ‫َ َ ُ‬
‫عروف‬
‫ِ‬ ‫� و�ـأمرون ِبـالم‬
‫ِ‬ ‫ا�ـ‬ ‫�‬ ‫ِ‬ ‫إ‬ ‫دعون‬ ‫يـ‬ ‫ة‬ ‫مـ‬ ‫أ‬ ‫م‬ ‫ِن�‬ ‫م‬ ‫ن‬ ‫�‬ ‫‪﴿ . 6‬و �‬
‫َ َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ ُ‬ ‫ُ َ َُ‬ ‫ون َ‬‫ََ َ َ‬
‫ول�ـك هـم المفلِحـون ۝ و� ت�ونـوا‬‫ُ‬ ‫أ‬‫و‬ ‫ر‬ ‫نكـ‬ ‫الم‬ ‫ن‬ ‫ع‬ ‫و�نه‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ُ‬ ‫َ ُ ُ َّ ُ َُ َ َ‬ ‫َ‬ ‫َ َّ َ َ َ َّ َ َ َ‬
‫��ين �فرقوا واختلفوا مِن بع ِد ما جاءهم ا�يِنات وأول�ِك لهـم‬
‫ظيم﴾ ]آل عمران‪.[105-104:‬‬ ‫ذاب َع ٌ‬ ‫َع ٌ‬

‫َ‬ ‫ُْ ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫َ ْ‬ ‫َ‬ ‫ُ ْ َ ًْ َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ َ َّ‬
‫ات‬
‫ات المؤمِنـ ِ‬ ‫‪﴿ .7‬ومن لم �ست ِطع مِن�م طو� أن يـنكِح المحصـن ِ‬
‫َ َّ ُ َ‬ ‫َّ َ َ َ ْ َ ْ َ ُ ُ ّ َ َ َ ُ ُ ْ ُ ْ‬
‫ا� أ ْع َلـمُ‬ ‫ات ۚ و‬ ‫َ‬
‫ف ِمن ما ملكت ��مان�م مِن �تيات ِ�م المؤمِنـ ِ‬
‫َ‬

‫‪132‬‬
‫وه َّن �ـإذْن أَ ْهلِهـن﴾َّ‬
‫ُ ُ‬
‫ح‬ ‫�‬
‫ِ‬ ‫ان‬
‫َ‬
‫فـ‬ ‫ۚ‬ ‫ض‬ ‫عـ‬
‫َ ُ َْ ُ ُ‬
‫�م ّمِن َ� ْ‬ ‫�ِإِيمان ِ�م ۚ �عض‬
‫ِ‬ ‫ِ ِ ِ‬ ‫ٍ‬
‫]النساء‪.[25‬‬
‫إماء وﻗال عمﻦ ﻳملكهﻦ أهلهﻦ‪.‬‬ ‫�ات وليس ً‬ ‫ّ‬
‫سماهﻦ ﷲ ﻓﺘﻴ ٍ‬
‫أح ـ ُد ُك ْم َع ْﺒ ـدي َأم ـ�‪ْ ،‬ول َﻴ ُﻘ ـ ْل َﻓﺘــايَ‬
‫و� ا�ــدﻳﺚ‪) :‬وال َﻳ ُﻘ ـ ْل َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ُ‬ ‫َ‬
‫ال�( )رواﻩ مسلم(‪.‬‬ ‫ﻓﺘا� ﻏ ِ‬

‫َ ْ َ َ ْ ُ ّ َّ ُ َ ْ َ َ ُ ُ َّ َ ْ ّ َ َّ‬
‫ا�ِ َو َح ْبـل ّ ِمـنَ‬
‫ٍ‬ ‫��ت علي ِهم ا�ِلة ��ن ما ثقِفوا إِ� ِ�ب ٍل مِن‬ ‫‪ِ ﴿ .8‬‬
‫ّ َ َّ َ ُ َ ْ َ َ ْ ُ ْ َ ْ َ َ ُ َ ٰ َ‬ ‫ََ ُ َ َ‬ ‫ا�َّ‬
‫��ت علـي ِهم المسـكنة ۚ � ِلـك‬ ‫ِ‬ ‫و‬ ‫ِ‬ ‫ا�‬ ‫ِن‬
‫م‬ ‫ب‬
‫ٍ‬ ‫ض‬ ‫غ‬‫ِ‬ ‫ب‬ ‫وا‬ ‫اء‬ ‫�‬ ‫و‬ ‫اس‬‫ِ‬
‫اء ب َغـ ْ� َحـق ّۚ‬ ‫َّ َ َ ْ ُ ُ َ َ‬
‫ون ْا�نب َيـ َ‬ ‫َ‬ ‫َ َّ ُ ْ َ ُ َ ْ ُ ُ َ‬
‫ِ ِ ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ات ا�ِ و�قتلـ‬ ‫بِ��هم �نوا ي�فرون بِآي ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫�ٰل َِك ب ِ َما َع َصوا َّو�نُوا َ� ْع َت ُدون﴾ ]آل عمران‪[112:‬‬
‫أي‪ :‬ألﺰمهم ﷲ الﺬلﺔ والصﻐار أﻳﻨما �اﻧوا ﻓال ﻳﺄمﻨون‪.‬‬

‫واحـدةَ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ ََ‬ ‫َ ُّ َ ّ ُ َّ َ َّ ُ ُ َّ‬


‫فـس ِ ٍ‬ ‫‪﴿ .9‬يا ��ها ا�اس اتقوا ر��م ا�ي خلق�ـم ِمـن ن ٍ‬
‫َّ‬
‫ا�َ‬ ‫ً َ َّ ُ‬ ‫َ‬ ‫ً‬ ‫ً َ‬ ‫ُ‬ ‫َ َ َ َ َّ‬ ‫َ‬ ‫َ َ َ‬
‫وخلق مِنها زوجها و�ث مِنهما رِجـا� كثـ�ا و� ِسـاء وا�قـوا‬
‫ً‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ َّ َّ َ َ َ َ‬ ‫َ َ‬ ‫َ َ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬
‫ا�ي �ســاءلون ِبــهِ وا�رحــام إِن ا� �ن علــي�م رقيبــا﴾‬

‫]النساء‪[١:‬‬

‫‪133‬‬
‫ّ‬
‫ﻓا﮻ عﺰ وﺟل ��ﻧا أﻧه ﺧلﻖ حواء مﻦ آدم‪.‬‬

‫نف َس ُه ۡم َذ َك ُروا ْ ٱ َّ�َ‬ ‫َ َّ َ َ َ َ ُ ْ َ ٰ َ ً َ ۡ َ َ ُ ٓ ْ َ ُ‬


‫حشة أو ظلموا أ‬ ‫‪﴿ .10‬وٱ�ِين إِذا �علوا � ِ‬
‫� ماَ‬ ‫�وا ْ َ َ ٰ‬ ‫وب إ َّ� ٱ َّ ُ‬
‫� َول َ ۡم يُ ِ ُّ‬
‫ِ‬
‫َ ۡ َ ۡ َ ُ ْ ُ ُ ۡ َ َ َ ۡ ُ ُّ‬
‫�ن ُ َ‬ ‫فٱستغفروا ِ�نو� ِ ِهم ومن �غفِر ٱ‬
‫ُ‬ ‫ََُ ْ َُ ۡ ََۡ‬
‫�علوا وهم �علمون﴾ ]آل عمران‪.[135:‬‬

‫َ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َّ َ َ َ‬ ‫ُ‬ ‫َ ُ‬


‫َ‬ ‫ُّ‬ ‫ُ‬
‫لوب ا�ين �فروا الرعب بِما أ��وا ِبـا�ِ مـا لـم‬ ‫‪﴿ .11‬سنل� � ق ِ‬
‫الظـال َ‬
‫ِم�﴾ ]آل‬ ‫ّ‬ ‫ئس َم َ‬
‫ثـوى‬ ‫ار َو�ـ َ‬
‫ا�ـ ُ‬ ‫ُ‬
‫أواه ُم ّ‬ ‫�ل بهِ ُسلطانًا َو َ‬
‫مـ‬ ‫يُ َ ّ‬
‫ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫عمران‪[151:‬‬
‫ﻓا﮻ ‪-‬ﺗعا�‪�� -‬ﻧا أﻧه ألﻘى هﺬا الرعﺐ � ﻗلوب ال�اﻓر�ﻦ‬
‫ﻳوم أحد‪ ،‬ﺑسﺒﺐ مـا ا�ـﺬوا مـﻦ دوﻧـه مـﻦ اﻷﻧـداد واﻷصـﻨام‬
‫ً‬ ‫ُ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬
‫�ل بِهِ سلطانا﴾‪ ،‬والﺒاء هﻨا ﺑاء سﺒبﻴ�ﺔ‪.‬‬ ‫َ‬
‫﴿بِما أ��وا بِا�ِ ما لم ي ِ‬

‫َ‬ ‫َ َّ َ َ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ ُّ َ َّ‬


‫‪﴿ .12‬يا ��ها ا�ين آمنوا � ت�ونوا ��ين �فروا وقـالوا ِ ِ�خـوان ِ ِهم‬
‫ُ ًّ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫رض أو �نوا غزى لو �نوا عِندنا مـا مـاتوا ومـا‬‫��وا ِ� ا� ِ‬‫إِذا َ َ‬

‫‪134‬‬
‫ميـت َو َّ ُ‬ ‫َ َّ ُ ُ‬ ‫ُ‬ ‫جع َل َّ ُ‬
‫ا� ذل َِك َح َ‬ ‫قُتِلوا ِ�َ َ‬
‫ا�‬ ‫ُ‬ ‫ا� �ي َو ُ�‬ ‫�ةً � قلو� ِ ِهم و‬
‫لون بَ ٌ‬ ‫َ َ َ‬
‫ص�﴾ ]آل عمران‪.[156:‬‬ ‫بِما تعم‬

‫ُ‬ ‫ًَ‬ ‫َ‬ ‫ً‬ ‫َ ّ ًَََ ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ َّ َ َ َ َ َ ُ‬


‫‪�﴿ .13‬م أنزل علي�م مِن بع ِد الغ ِم أمنة نعاسا يغ� طا�ِفة مِن�م‬
‫َّ‬ ‫َّ‬ ‫َ َ ٌ َ َ َ َّ ُ َ ُ ُ ُ َ ُ ّ َ َّ َ َ َ ّ َ‬
‫وطا�ِفة قد أهمتهم أنفسهم �ظنون بِا�ِ غ� ا� ِق ظن ا�اهِلِيـةِ‬
‫ُ َّ َ َ ُ َّ ُ َّ ُ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫َ‬ ‫َ َ َ‬ ‫يَ‬
‫مر مِن � ٍء قل إِن ا�مر �ه ِ�ِ �فون �‬ ‫ِ‬ ‫ا�‬ ‫ِن‬ ‫م‬ ‫ا‬ ‫�‬ ‫ل‬ ‫ه‬ ‫قولون‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ َ َ َ‬ ‫َ‬ ‫َ َ َ‬ ‫ُ‬ ‫َ ُ‬
‫ٌ‬ ‫َ‬
‫مـر �ء مـا‬ ‫س ِهم ما � يبدون لك يقولون لو �ن �ا ِمـن ا� ِ‬ ‫أنف ِ‬
‫ب َع َلـيهمُ‬ ‫يـن ُك ِتـ َ‬ ‫� َز َّا� َ‬ ‫ِ�م َلـ َ َ‬
‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ ُ َ ُ‬
‫قتِلنا هاهنا قل لو كنتم � بيوت‬
‫ُ‬
‫ِ‬
‫َ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ َ َ َ َّ‬ ‫َ‬ ‫َ ُ‬
‫حص ما �‬ ‫جعِ ِهم و ِ�بت ِ� ا� ما � صدورِ�م و ِ�م ِ‬ ‫القتل إِ� مضا ِ‬
‫ليم بذات ُّ‬ ‫�م َو َّ ُ َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬
‫الصدورِ﴾ ]آل عمران‪[154:‬‬ ‫ا� ع ٌ ِ ِ‬ ‫ق ِ‬
‫لو�‬
‫ﻗــال اﺑــﻦ عاﺷــور‪ :‬ومعــ� أهمــﺘهم أﻧﻔســهم أي حــدﺛﺘهم‬
‫أﻧﻔسهم ﺑما ﻳدﺧل علـﻴهم الهـم وذلـك ﺑعـدم رﺿـاهم ﺑﻘـدر‬
‫ﷲ ‪ ،‬وﺑﺸــدة ﺗلهﻔهــم علــى مــا أصــاﺑهم و�ســرهم علــى مــا‬
‫ﻓاﺗهم مما ﻳﻈﻨوﻧه مﻨﺠﻴا لهم لو عملوﻩ‪.‬‬

‫‪135‬‬
‫اﻟﺠﺰء اﻟﺨﺎﻣﺲ‬

‫ْ‬ ‫ُْ ُ َ ْ‬ ‫َ‬ ‫ً ّ َ ْ‬ ‫َ َ ْ َ َ َ َّ َ ُ ُ َ‬


‫ت‬‫ا�بـ ِ‬ ‫‪�﴿ .1‬لم تر إِ� ا�ِين أوتـوا ن ِصـيبا ِمـن الكِتـ ِ‬
‫اب يؤمِنـون ب ِ ِ‬
‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ َ ُ ُ َ َّ َ َ َ ُ َ ُ َ َ ْ َ ٰ َ َّ‬ ‫َ َّ ُ‬
‫ٰ‬
‫وت و�قولون ل ِ�ِين �فروا �ؤ� ِء أهدى مِن ا�ِين آمنوا‬ ‫والطاغ ِ‬
‫ا� فَ َلـن َ�ـ َد َ�ُ‬
‫ا� ۖ َو َمن يَلْ َعـن َّ ُ‬
‫ِين لَ َع َن ُه ُم َّ ُ‬ ‫ُ َٰ َ‬
‫ك َّا� َ‬ ‫َ ً‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫سبِي� ۝ أو�� ِ‬
‫�ا ﴾ ]النساء‪[52-51:‬‬ ‫نَ ِص ً‬
‫ّ‬
‫ﻓهﺬﻩ اﻵﻳـﺔ �اﻧـﺖ � ٍ‬
‫ﻗـوم مـﻦ الﻴهـود ﻳﻔﻀـلون الكﻔـار علـى‬
‫ا�سلم� �هلهم‪ ،‬وﻗلـﺔ دﻳـﻨهم‪ ،‬وكﻔـرهم ﺑكﺘـاب ﷲ الـﺬي‬
‫ﺑﺄﻳدﻳهم ‪.‬‬

‫ُ ُ َّ ُ ُ َ ّ َ َ ُ ْ َ َ ْ َ ُ ْ ُ َ َ َّ َ ِ َ ْ ُ‬
‫�مْ‬ ‫‪﴿ .2‬ي ِر�د ا� ِ�ب ِ� ل�ـم و�هـ ِدي�م سـن ا�ِيـن مـن �ـبل ِ‬
‫�ـد أَن َ� ُتـوبَ‬
‫ا� يُر ُ‬‫يم ۝ َو َّ ُ‬
‫كـ ٌ‬ ‫َ‬ ‫ٌ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ َ ُ َ َ َ ْ ُ ْ َ َّ‬
‫و�توب علـي�م ۗ وا� ع ِلـيم ح ِ‬
‫ِ‬
‫ً‬ ‫َ‬ ‫َ َ ْ ُ ْ َ ُ ُ َّ َ َ َّ ُ َ َّ َ َ َ َ ُ َ ْ ً‬
‫ات أن ت ِميلوا مي� ع ِظيما۝‬ ‫علي�م و� ِر�د ا�ِين يتبِعون الشهو ِ‬
‫ً‬ ‫ُ ْ َ ُ َ ْ َ ُ َ‬ ‫َ‬ ‫ُ َّ ُ َ ُ َ ّ َ‬ ‫ُ‬
‫ا��ســان ضــعِيفا﴾‬ ‫ي ِر�ــد ا� أن � ِفــف عــن�م ۚ وخ ِلــق ِ‬
‫]النساء‪[28-26:‬‬

‫‪136‬‬
‫��ﻧا ﷲ ‪-‬ﺗعا�‪ -‬أﻧـه ُﻳ ّ‬
‫سـهل علﻴﻨـ�ا � أح�ـام الﺸـرع ﻓﻴمـا‬
‫أمرﻧا ﺑـه ومـا ﻧهاﻧـا عﻨـه‪ ،‬وهـو ﻳعلـم ‪-‬سـﺒحاﻧه‪ -‬أن اﻹﻧسـان‬
‫ً‬
‫ﺧلﻖ ﺿعﻴﻔا ﻳسﺘمﻴله هواﻩ وﺷهوﺗه‪ ،‬وال ﻳص� عـﻦ النسـاء‪.‬‬
‫)مسﺘﻔاد مﻦ ﺗﻔس� الﺒﻐوي(‪.‬‬

‫َ ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ َ ْ َ َّ َ َ ْ َ َ َ ْ ْ َ ْ ُ ُ َ ُ َ ُ ْ َ ْ‬
‫‪﴿ .3‬ولو �نا كتبنا علي ِهم أ ِن ا�تلوا أنفس�م أوِ اخرجوا مِن دِيـارِ�م‬
‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫َّ َ َ ُ ُ َّ َ ٌ ّ ْ‬
‫ما �علوه إِ� قلِيل مِنهم ۖ﴾ ]النساء‪[66:‬‬
‫ُ‬
‫ﻗال اﺑﻦ كﺜ�‪- �� :‬ﺗعا�‪ -‬عﻦ أك� الﻨاس أﻧهم لو أ ِم روا ﺑمـا‬
‫هم مرﺗكﺒوﻧه مـﻦ ا�ﻨـاهﻲ لمـا ﻓعلـوﻩ; ﻷن طﺒـاعهم الردﻳﺌـ�ﺔ‬
‫مﺠﺒولﺔ على مﺨالﻔﺔ اﻷمر‪ ،‬وهﺬا مﻦ علمه ‪ -‬ﺗﺒـ�ارك وﺗعـا�‬
‫‪ -‬ﺑما لم ﻳكﻦ لو �ان ﻓكﻴﻒ �ان ﻳكون‪.‬‬

‫نـت ْم ۚ َو َ� َن َّ ُ‬
‫ا� َشـاكِراً‬ ‫آم ُ‬ ‫َ َ‬
‫ك ْر ُ� ْم َو َ‬ ‫َّ َ ْ َ ُ َّ ُ َ ُ‬
‫ا� ب ِ َعذابِ� ْم إِن شـ‬ ‫‪﴿ .4‬ما �فعل‬
‫َعل ِ ً‬
‫يما﴾ ]النساء‪[147:‬‬
‫ﻗال الﻘرط�‪ :‬اسﺘﻔهام ﺑمع� الﺘﻘر�ـر للمﻨـاﻓﻘ�‪ .‬الﺘﻘـدﻳر‪:‬‬
‫أي مﻨﻔعﺔ له � عﺬاﺑكم إن ﺷكرﺗم وآمﻨﺘم؛ ﻓﻨﺒ�ه ﺗعا� أﻧـه ال‬

‫‪137‬‬
‫ﻳعﺬب الﺸاكر ا�ـﺆمﻦ‪ ،‬وأن ﺗعﺬﻳﺒـ�ه عﺒـادﻩ ال ﻳﺰ�ـد � ملكـه‪،‬‬
‫وﺗركه عﻘوﺑﺘهم على ﻓعلهم ال ﻳﻨﻘص مﻦ سلطاﻧه‪.‬‬

‫َ ّ َ َ‬ ‫َّ َ َ َ َ ْ َ َ َ َ َ َّ َ َ َ َ َ َ‬
‫‪﴿ .5‬ما أصابك مِن حسن ٍة ف ِمن ا�ِ ۖ وما أصـابك ِمـن سـيِئ ٍة ف ِمـن‬
‫َّ ْ‬
‫�ف ِس َك ۚ﴾ ]النساء‪.[79:‬‬

‫َ َ ْ َ َ َ َّ َ َ ْ ُ ُ َ َ َّ ُ ْ َ ُ َ ُ َ َ ْ َ َ َ ُ َ‬
‫نزل مِن‬ ‫نزل إِ�ك وما أ ِ‬ ‫‪�﴿ .6‬لم تر إِ� ا�ِين يز�مون ��هم آمنوا بِما أ ِ‬
‫ُ‬ ‫ََْ ُ ُ َ َ ُْ‬ ‫َ ْ َ ُ ُ َ َ َ َ َ َ ُ َ َّ ُ‬
‫وت وقد أمِروا أن ي�فروا‬ ‫�بلِك ي ِر�دون أن �تحاكموا إِ� الطاغ ِ‬
‫ِيل ل َ ُه ْم َ� َعالَواْ‬
‫َ َ‬ ‫ً‬ ‫َ‬ ‫َ ُ ُ َّ ْ َ ُ َ ُ َّ ُ ْ َ َ ً‬
‫ضلهم ض�� بعِيدا ۝ إِذا �‬ ‫بِهِ و� ِر�د الشيطان أن ي ِ‬
‫َ َ ُ ُّ َ َ َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ََْ َ ْ‬ ‫ُ‬ ‫َّ‬ ‫َ ٰ َ َ َ َ َّ ُ َ‬
‫إِ� ما أنزل ا� �� الرسـو ِل ر�يـت المنـافِقِ� يصـدون عنـك‬
‫ت َ� ْيـ ِديه ْم ُ�ـمَّ‬ ‫يب ٌة ب َما َقـ َّد َم ْ‬ ‫كيْ َف إ َذا أَ َص َ‬
‫ا�تْ ُهم ُّم ِص َ‬ ‫َ َ‬
‫ف‬ ‫۝‬ ‫ا‬
‫ُ ُ ً‬
‫ود‬ ‫صد‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َّ ْ َ َ ْ َ َّ ْ َ ً َ َ ْ ً‬ ‫َ ُ َ َْ ُ َ‬
‫وك �لِفــون ِبــا�ِ إِن أردنــا إِ� إِحســانا وتو�ِيقــا ۝﴾‬ ‫جــاء‬

‫]النساء‪.[62-60:‬‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ َّ ُ ُ ُ َ َ ُ َ َ َ ْ ُ ْ َ ُ ُ َّ َ َ َّ ُ َ َّ‬
‫ات أن‬ ‫َ‬
‫‪﴿ .7‬وا� ي ِر�د أن �توب علي�م و� ِر�د ا�ِين يتبِعون الشهو ِ‬
‫يما﴾ ]النساء‪.[27:‬‬ ‫تَ ِميلُوا َميْ ً� َع ِظ ً‬

‫‪138‬‬
‫َ َ َّ‬
‫ا�ُ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ َ‬ ‫َ‬
‫ّ َ‬
‫‪﴿ .8‬إِنا أنز�ا إِ�ك الكِتاب بِا� ِق �ِ ح�م ب� ا� ِ‬
‫اس بِما أراك‬
‫صيما﴾ ]النساء‪.[105:‬‬‫ن� َخ ً‬ ‫َ َ ُ‬
‫�ن ل ِلخا� َ‬
‫ِ‬ ‫و� ت‬
‫ﻗــال الســعدي رحمــه ﷲ‪) :‬أي ال �اصــم َع ـﻦ َم ـﻦ عرﻓــﺖ‬
‫ّ‬
‫مﻨكر حﻘا علﻴـه‪ ،‬سـواء علـم‬
‫ٍ‬ ‫أو‬ ‫له‪،‬‬ ‫ليس‬ ‫ما‬ ‫ع‬‫ﺧﻴاﻧﺘ�ه‪ ،‬مﻦ ٍ‬
‫مد‬
‫ذلك أو ﻇﻨه‪ .‬ﻓﻔﻲ هﺬا دلﻴل على �ر�م ا�صومﺔ � ﺑاطـل‪،‬‬
‫والﻨﻴ�اﺑـــﺔ عـــﻦ ا�ﺒطـــل � ا�صـــومات الدﻳنﻴـ ـ�ﺔ وا�ﻘـــوق‬
‫الدﻧﻴو�ــﺔ‪ .‬و�ــدل مﻔهــوم اﻵﻳــﺔ علــى ﺟــواز الــدﺧول � ﻧﻴ�اﺑــﺔ‬
‫ا�صومﺔ �ﻦ لم ﻳعرف مﻨه ﻇلم(‪.‬‬
‫وﻗــــد ﻳﻔهــــم الــــﺒعﺾ أن ا�ﻘصــــود ال �اصــــم ا�ــــاﺋﻨ�‬
‫و�ادلهم‪ ،‬لكـﻦ ا�ﻘصـود ال �اصـم مـﻦ مـﻦ أﺟـل ا�ـاﺋﻨ�‬
‫ََ‬
‫و�ـــادل عـــﻨهم‪ ،‬والـــدلﻴل ﻗـــول ﷲ ‪-‬ﺗعـــا�‪ -‬ﺑعـــدها‪﴿ :‬و�‬
‫َ َ‬ ‫َ‬ ‫ُّ‬ ‫ُ َ ٰ ۡ َ َّ َ ۡ َ ُ َ َ ُ َ ُ ۡ َّ َّ َ َ‬
‫�ـب مـن �ن‬ ‫ٱ�يـ ن �تـانون أنفسـه ۚم إِن ٱ� � ِ‬
‫�ـ ِدل ع ِن ِ‬
‫َ َّ ً َ ً‬
‫خوانا أ�ِيما﴾ ]سورة النساء ‪.[107‬‬

‫‪139‬‬
‫اﻟﺠﺰء اﻟﺴﺎدس‬

‫ُ َ ّ‬ ‫ُْ‬ ‫َ ُ َ‬ ‫َ َ َّ ُ ّ ُ َ ّ ُ‬
‫�ل َها َعليْ� ْم ۖ � َمـن يَ�فـ ْر َ� ْعـ ُد ِمـن� ْم فـإ ِ ِ�‬‫‪﴿ .1‬قال ا� إ ِ ِ� م ِ‬
‫َ‬ ‫ُ َ ّ ُ ُ َ َ ً َّ ُ َ ّ ُ ُ َ َ ً ّ َ ْ َ َ‬
‫أع ِذبه عذابا � أع ِذبه أحدا مِن العال ِم�﴾ ]الماﺋدة‪[115:‬‬
‫ﻗال الﺒﻐوي‪ :‬وذلك أن ﺑ� إسراﺋﻴ�ل سﺄلوا ﷲ ‪-‬ﺗعا�‪ -‬ﻧﺰول‬
‫ماﺋــدة مــﻦ الســماء‪ ،‬ﻓــﺄﺧ�هم ﷲ‪ :‬إن ســﺄلﺘم ﻧــﺰول الماﺋــدة‬
‫ﻓﺈﻧها سﺘ�ل علﻴكم ‪ ،‬ولكﻦ مﻦ ﻳكﻔر ﺑعد ﻧﺰول الماﺋـدة ﻓﺈﻧـه‬
‫ً‬ ‫ﻳعﺬﺑه ً‬
‫عﺬاﺑا لم ﻳعﺬﺑه أحدا مﻦ عالم زماﻧهم‪.‬‬

‫َ ْ ُ ُ ْ َ ُ ْ َ َّ ٌ َ ْ‬ ‫َّ‬ ‫ُ‬ ‫َ َ َّ ُ َ ٰ َ َ ْ ُ َ َ‬
‫صد�هم ۚ لهم جنات � ِري مِن‬ ‫‪﴿ .2‬قال ا� �ذا يوم ينفع الصا ِدق ِ� ِ‬
‫ا� َ�ـنْ ُه ْم َو َر ُضـوا َ� ْنـه ُۚ‬
‫� َّ ُ‬ ‫َ َ‬ ‫َْ َ ََْْ ُ َ‬
‫ِيها �بَ ًدا ۚ َّر ِ َ‬ ‫َ‬
‫ا�ِين �‬ ‫�تِها ا��هار خ ِ‬
‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ َ َْ ْ ُ ْ‬
‫�ٰل ِك الفوز الع ِظيم﴾ ]الماﺋدة‪[119:‬‬
‫ومﻨاسﺒﺔ هﺬﻩ اﻵﻳﺔ ﺑما ﻗﺒلها أن ﻧ� ﷲ عي� لما ﻗال لرﺑه‪:‬‬
‫ك أَ َ‬
‫نـت الْ َعز�ـزُ‬ ‫َ ْ ْ َ ُ ْ َ َّ َ‬ ‫َ‬ ‫ُ َ ّ ْ ُ ْ َ َّ ُ ْ َ ُ‬
‫﴿إِن �ع ِذ�هم فإِ�هم عِبادك ۖ �ن �غ ِفـر لهـم فإِنـ‬
‫ِ‬
‫َ َ َّ ُ َ ٰ َ َ ْ ُ َ َ‬
‫نفـعُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫ا�كِيم﴾‪ ،‬ﻓﻘال ﷲ � اﻵﻳﺔ ال� ﺗلﻴهـا ﴿قال ا� �ذا يوم ي‬
‫ُ‬
‫ِ� ِصـ ْد� ُه ْم﴾‪ ،‬ﻳعـ�‪ :‬ﺗكـون هـﺬﻩ اﻷﺷـﻴاء � ﻳـوم ﻳﻨﻔـع‬ ‫َّ‬
‫الصا ِدق َ‬

‫‪140‬‬
‫الصادﻗ� � الدﻧﻴ�ا صدﻗهم � اﻵﺧرة ‪ ،‬ولـو كـﺬﺑوا ﺧـﺘم ﷲ‬
‫على أﻓـواههم وﻧطﻘـﺖ ﺑـه ﺟـوارحهم ﻓاﻓﺘﻀـحوا )مسـﺘﻔاد‬
‫مﻦ ﺗﻔس� الﺒﻐوي(‪.‬‬

‫َ‬ ‫َّ َ ُ َ َّ ْ َ ُ ُ َ ُ ْ َ ْ َ ْ َ َ َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ َُ ْ‬ ‫ُ ُّ َ ْ‬


‫ت ۗ ��ما توفون أجور�م يوم ال ِقيامـةِ� �مـن‬ ‫ِ‬ ‫و‬ ‫م‬ ‫ال‬ ‫ة‬ ‫ق‬‫ِ‬ ‫ا�‬‫ذ‬ ‫س‬ ‫‪ٍ � �﴿ . 3‬‬
‫ف‬
‫ْ َ َ ُ ُّ ْ َ َّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َّ َ ُ ْ َ ْ َ َّ َ َ َ ْ َ‬ ‫ْ َ َ‬
‫َ‬
‫خل ا�نة �قـد فـاز ۗ ومـا ا�يـاة ا��يـا إِ�‬ ‫ُزح ِزح ع ِن ا�ارِ وأد ِ‬
‫ُ‬ ‫ََ ُ ُْ‬
‫متاع الغرورِ﴾ ]آل عمران‪[185:‬‬
‫و)إﻧما( أداة ﺗﻔﻴد ا�صر‪ :‬ﻳع� لﻦ ﺗسـﺘوﻓوا ﺟـﺰاء أعمـالكم‬
‫ﺧ�ا ﻓﺨ� وإن ً‬
‫ﺷرا ﻓﺸر‪.‬‬ ‫إال ﻳوم الﻘﻴامﺔ‪ ،‬إن ً‬

‫الصـيْ ِد َ� َنـ ُا�ُ‬‫�ـء ّ ِمـ َن َّ‬ ‫ْ‬ ‫َ َ ُّ َ َّ َ َ ُ َ َ ْ ُ َ َّ ُ ُ َّ ُ َ‬


‫ٍ‬ ‫‪﴿ .4‬يا ��ها ا�ِين آمنـوا �بلـون�م ا� � ِ‬
‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ُ ْ َ َ ُ ُ ْ َ ْ َ َ َّ ُ َ َ َ ُ ُ ْ َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫ا� َت َدىٰ‬ ‫َ‬
‫ب ۚ �م ِن‬ ‫ْ‬
‫�ي ِدي�م ورِماح�م ِ�علم ا� من �افه بِالغي ِ‬
‫َ‬ ‫ََْ َ َ ََُ َ َ ٌ َ‬
‫آم ُنوا َ� َ� ْق ُتلُوا َّ‬
‫الصيْدَ‬ ‫ِين َ‬‫اب أ ِ� ٌم ۝ يَا � ُّ� َها َّا� َ‬‫�عد �ٰل ِك فله عذ‬
‫اء ّمِثْ ُل َمـا َ� َتـ َل ِمـنَ‬ ‫ِن�م ُّم َت َع ّم ًدا فَ َ‬
‫ج َز ٌ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ََ ُ ْ ُ ُ ٌ َ َ َََ‬
‫ِ‬ ‫وأنتم حرم ۚ ومن �تله م‬
‫ك ْع َبـةِ أَ ْو َك َّفـ َ‬
‫ارةٌ‬ ‫ََ َ ْ ّ ُ ْ َ ًْ َ َ ْ َ‬ ‫َْ ُ‬
‫ا�َّ َع ِم �� ُم بِهِ ذوا عد ٍل مِن�م هـديا بـال ِغ ال‬
‫َّ‬ ‫ََ‬ ‫ْ‬ ‫َ َْ َ ُْ َ َ َ ً ّ ُ َ ََ َ َ‬ ‫ُ‬
‫ا�ُ‬ ‫صياما ِ�َذوق و�ال أم ِره ِ ۗ �فـا‬ ‫َط َعام َم َساكِ� أو عدل �ٰل ِك ِ‬

‫‪141‬‬
‫َ‬ ‫َ َّ َ َ َ َ َ ْ َ َ َ َ َ ُ َّ ُ ْ ُ َ َّ ُ َ ٌ ُ‬
‫�ما سلف ۚ ومن �د �ينـتقِم ا� مِنـه ۗ وا� ع ِز�ـز ذو انتِقـا ٍ�﴾‬

‫]الماﺋدة‪[95-94:‬‬
‫ﻓالعمل العﻈﻴم هﻨا هو ا�ﺞ‪ ،‬والﺘهـاون � حرمـﺔ صـﻴد الـ�‬
‫ََْ ََْ َ َ ََُ َ َ ٌ َ‬ ‫َ‬
‫ﻓله عﻘوﺑﺔ ﺷدﻳدة ﴿� َم ِن ا�تد ٰى �عد �ٰل ِك فله عـذاب أ ِ�ـم﴾‪،‬‬
‫ٌ‬
‫و� اﻵﻳــﺔ الﺘالﻴــﺔ ﻗــال ‪-‬ســﺒحاﻧه‪َ ﴿ :-‬و َمــ ْن َ� َد َ� َي َ‬
‫نــتقِ ُم َّ ُ‬
‫ا�‬

‫مِنْ ُه ۗ﴾‪.‬‬

‫ْ‬ ‫ََ َ ُّ َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ ُ َ َّ َ َ َ َ َّ َ َ ً َ َ ْ‬


‫� � ٍء‬ ‫‪﴿ .5‬وهو ا�ِي أنزل مِن السـماءِ مـاء فأخرجنـا ِبـهِ �بـات ِ‬
‫َ َ ْ َ ْ َ ْ ُ َ ً ُّ ْ ُ ْ ُ َ ًّ ُّ َ َ ً َ َ َّ ْ‬
‫�ا � ِرج مِنه حبـا م�اكِبـا و ِمـن ا�خـ ِل ِمـن‬ ‫فأخرجنا مِنه خ ِ‬
‫الر َّما َن ُم ْشتَبهاً‬ ‫َ َّ ْ ُ َ‬
‫ون َو ُّ‬ ‫َ‬ ‫ّ ْ َ ْ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ ْ َ َْ ٌ َ ٌَ‬
‫ِ‬ ‫اب والز�ت‬ ‫ات مِن أ�ن ٍ‬ ‫طلعِها ق ِنوان دا�ِية وجن ٍ‬
‫ِ�ـمْ‬ ‫َٰ ُ‬ ‫َّ‬ ‫َ ََْ َ ََْ‬ ‫َ‬ ‫ُ ُ َٰ َ‬ ‫َ َ َْ ُ َ َ‬
‫وغ� متشاب ِ ٍه ۗ انظـروا إِ� �مـ ِره ِ إِذا ��مـر و�ن ِعـهِ ۚ إِن ِ� �ل‬
‫َ َ َّ ْ ُْ ُ َ‬
‫ات ل ِقو ٍ� يؤمِنون﴾ ] اﻷﻧعام‪[99:‬‬ ‫�ي ٍ‬
‫ﻓالﺸــﺒه إ� حــد الﺘطــاﺑﻖ الﺸــ�لﻲ مــع االﺧــﺘالف الكﺒــ� �‬
‫ا�ﻘاﺋﻖ مﻈهر آﺧر مـﻦ مﻈـاهر الﻘـدرة الـ� ﻳﺒـ�اهﻲ ﺑهـا ﷲ‬
‫ﺗعا�‪ .‬ومﺜله الﺘطاﺑﻖ � المادة الوراﺛﻴ�ﺔ مع االﺧﺘالف الكﺒـ�‬
‫� أﻧواع ا�الﻳا‪.‬‬

‫‪142‬‬
‫ﻗال السعدي‪ :‬ﻳسﺘدل ﺑها علـى رحمـﺔ ﷲ‪ ،‬وسـعﺔ إحسـاﻧه‬
‫وﺟودﻩ‪ ،‬وكمال اﻗﺘدارﻩ وعﻨاﻳﺘ�ه ﺑعﺒادﻩ‪ .‬ولكﻦ ليس �ل أحـد‬
‫ﻳعﺘــ� و�ﺘﻔكــر ولــيس �ــل مــﻦ ﺗﻔكــر‪ ،‬أدرك ا�عــ� ا�ﻘصــود‪،‬‬
‫َّ‬
‫ولهــﺬا ﻗﻴــد ﺗعــا� االﻧﺘﻔــاع ﺑاﻵﻳــات ﺑــا�ﺆمﻨ� ﻓﻘــال‪﴿ :‬إِن ِ�‬
‫َ ْ ُْ ُ َ‬ ‫َ‬ ‫َ َ َ‬
‫ات ل ِقو ٍ� يؤمِنون﴾ ﻓـﺈن ا�ـﺆمﻨ� �ملهـم مـا معهـم‬ ‫ذل ِ�م �ي ٍ‬
‫مــﻦ اﻹﻳمــان‪ ،‬علــى العمــل ﺑمﻘﺘﻀــﻴاﺗه ولوازمــه‪ ،‬الــ� مﻨهــا‬
‫الﺘﻔكر � آﻳات ﷲ‪ ،‬واالسﺘنﺘ�اج مﻨها ما ﻳراد مﻨهـا‪ ،‬ومـا ﺗـدل‬
‫علﻴه‪ ،‬عﻘال‪ ،‬وﻓطرة‪ ،‬وﺷرعا‪.‬‬

‫ا� َع َلـيْه ْم ُ�ـمَّ‬


‫اب َّ ُ‬ ‫َ َ ُ َ َّ َ ُ َ‬
‫ون ف ِتْ َن ٌة َ� َع ُموا َو َص ُّموا ُ� َّم تَ َ‬
‫ِ‬ ‫سبوا �� ت�‬‫‪﴿ .6‬وح ِ‬
‫َ‬ ‫َ ُ َ َ ُّ َ ٌ ّ ْ ُ ْ َ َّ ُ َ ٌ َ َ ْ َ ُ‬
‫�موا وصموا كثِ� مِنهم ۚ وا� ب ِص� بِما �عملون﴾ ]الماﺋدة‪[71:‬‬
‫ﻗال اﺑﻦ عاﺷور ‪ :‬أي ﻓعلوا ما ﻓعلـوا مـﻦ الﻔﻈـاﺋع عـﻦ ﺗعمـد‬
‫َ َّ‬
‫ﺑﻐرور‪ ،‬ال عـﻦ ﻓلﺘـﺔ أو ﺛـاﺋرة ﻧﻔـس حـ� ﻳنﻴﺒـوا و�ﺘوﺑـو‪��﴿ ..‬‬
‫ٌ‬ ‫َ ُ َ‬
‫ون ف ِتْ َن ـة﴾‪ :‬وا�عــ�‪ :‬وﻇﻨــوا أن ﷲ ال ﻳصــﻴﺒهم ﺑﻔﺘﻨـ�ﺔ �‬‫ت� ـ‬
‫الدﻧﻴ�ا ﺟﺰاء على ما عـاملوا ﺑـه أﻧبﻴ�اءهم‪...‬ﻓـﺄمﻨوا عﻘـاب ﷲ‬
‫� الدﻧﻴ�ا ﺑعد أن اسﺘﺨﻔوا ﺑعﺬاب اﻵﺧرة‪.....‬‬

‫‪143‬‬
‫ّ‬ ‫َ َ ُ َ َّ َ ُ َ ْ َ ٌ‬ ‫ّ‬
‫ودل ﻗوله ﴿وح ِسبوا �� ت�ون ف ِتنة﴾ على أﻧهـم لـو لـم �سـﺒوا‬
‫ّ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬
‫ذلك الرﺗدعوا‪ ،‬ﻷﻧهم �اﻧوا أحرص على سالمﺔ الـدﻧﻴ�ا مـﻨهم‬
‫على السالمﺔ � اﻵﺧرة ال�طاط إﻳماﻧهم وﺿـعﻒ ﻳﻘﻴـﻨهم‪.‬‬
‫ا�ـــﺬالن أن ﻳﻔســـد‬ ‫إلﻴهـــا‬ ‫ق‬ ‫ّ‬
‫ﺗطـــر‬ ‫وهـــﺬا ﺷـــﺄن اﻷمـــم إذا‬
‫ِ‬
‫ً‬ ‫اعﺘﻘادهم و�ﺘلط إﻳماﻧهم و�ص� ّ‬
‫همهم مﻘصورا على ﺗدﺑ�‬
‫ّ‬
‫عاﺟلﺘهم‪ ،‬ﻓﺈذا ﻇﻨوا اسﺘﻘامﺔ العاﺟلﺔ أﻏمﻀوا أعﻴـﻨهم عـﻦ‬
‫ّ‬
‫اﻵﺧرة‪ ،‬ﻓﺘطلﺒوا السالمﺔ مـﻦ ﻏـ� أسـﺒاﺑها‪ ،‬ﻓﺄﺿـاعوا الﻔـوز‬
‫ّ‬
‫اﻷﺑــدي وﺗعلﻘــوا ﺑــالﻔوز العاﺟــل ﻓﺄســاؤوا العمــل ﻓﺄصــاﺑهم‬
‫ُ‬
‫واﻵﺟل‪.‬‬ ‫ُ‬
‫العاﺟل ﺑالﻔﺘﻨ�ﺔ‬ ‫العﺬاﺑان‬

‫ُ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ِنون يُ‬ ‫ِنهم َو ُ‬‫خون � العِل ِم م ُ‬ ‫َ‬ ‫�ن ّ‬
‫نـزل‬
‫ِ‬ ‫أ‬ ‫مـا‬ ‫ِ‬ ‫ب‬ ‫ِنـون‬ ‫م‬ ‫ؤ‬ ‫م‬ ‫ؤ‬ ‫الم‬ ‫ِ‬ ‫الرا ِس‬ ‫‪﴿ .7‬ل ِ ِ‬
‫الـز�ةَ‬
‫ؤتـون َّ‬ ‫َ‬ ‫الصـ�ةَ َوالمُ‬ ‫قيمـ� َّ‬ ‫َ‬ ‫ك َوالمُ‬‫َ َ‬ ‫َ َ َ ُ َ‬
‫بلـ‬
‫نزل مِن ق ِ‬ ‫إِ�ك وما أ ِ‬
‫ً‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ َّ‬
‫ً‬
‫ول�ـك سـنؤتي ِهم أجـرا عظيمـا﴾‬ ‫أ‬ ‫ر‬ ‫ا�خـ‬ ‫ِ‬
‫وم‬ ‫ا�ِ َوا�َ‬ ‫َ ُ‬
‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫والمؤمِنون ب ِ‬
‫]النساء‪[162:‬‬
‫الحﻆ اﻵﻳات ال� ﻗﺒلها‪:‬‬

‫‪144‬‬
‫� َل َعلَيْه ْم ك َِت ًابـا ّ ِمـ َن َّ‬
‫السـ َماءِ ۚ َ� َقـدْ‬ ‫ْ َُ َ‬
‫ك أَ ْه ُل الْك َِتاب أَن تُ َ ّ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫﴿�س�ل‬
‫َ‬ ‫ك َ� َقـالُوا أَر َنـا َّ َ‬
‫ا� َج ْهـ َرةً فَأ َخـ َذ�ْ ُهمُ‬ ‫َٰ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ َُ ُ َ ٰ َ ْ‬
‫ِ‬ ‫س�لوا مو� أ�� مِن � ِلـ‬
‫ْ‬ ‫َّ َ ُ ُ ْ‬
‫الصاعِقة بِظل ِم ِهم ۚ ﴾ ]النساء‪[153:‬‬
‫ﻓهم طلﺒوا ﺧوارق العادات‬
‫َ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫َ ُ ْ ّ َ َّ َ َ ُ َ َّ ْ َ َ َ‬
‫ات‬‫ﺛم ﺑعدها ﺑﺂﻳات‪﴿ :‬فبِظل ٍ� مِن ا�ِين هادوا حرمنا علي ِهم طيِب ٍ‬
‫الر َ�ا َو َقـدْ‬
‫خ ِذه ُِم ّ‬‫ََ ْ‬ ‫ً‬ ‫َّ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫ُ َّ ْ َ‬
‫ِ‬ ‫يل ا�ِ كثِ�ا ۝ وأ‬ ‫حلت لهم و�ِص ِدهِم عن سب ِ ِ‬ ‫أ ِ‬
‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ُُ َ ُْ ََ ْ ْ َْ َ َ‬
‫اطـل ۚ َوأ ْ� َتـ ْدنَا ل ِلْ َ� ِفـر�نَ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬
‫�هوا �نه وأ�ل ِ ِهم أمـوال ا�ـ ِ‬
‫ِ‬ ‫اس بِا� ِ ِ‬
‫ً‬ ‫ُْ ْ َ َ ً َ‬
‫مِنهم عذابا أ ِ�ما﴾ ]النساء‪[161-160:‬‬
‫وهﺬا هو الطمع ﻓﻴما � أﻳدي الﻨاس‪...‬‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫خون � العِل ِم ِمـ ُ‬
‫نهم َو ُ‬ ‫�ن ّ‬
‫ِنـون﴾ ﻳعـ�‬
‫المؤم‬ ‫ِ‬ ‫الرا ِس‬ ‫ﺛم ﺑعـدها ﴿ل ِ ِ‬
‫أحوالهم مﺨﺘلﻔﺔ عما ذكر مﻦ حال عامﺔ أهل الكﺘاب‪ ،‬ﻓهم‪:‬‬
‫ُ َ َ َ‬ ‫َ‬ ‫﴿ي ُ‬
‫نزل إِ�ك﴾ دون طلﺐ ﺧوارق‪.‬‬
‫ِ‬ ‫أ‬ ‫ما‬‫ِ‬ ‫ب‬ ‫ِنون‬
‫م‬ ‫ؤ‬

‫ادخلـوا َع َلـيهمُ‬
‫ُ‬ ‫ا� َعلَيهماَ‬ ‫افون أَ َ‬
‫نع َم َّ ُ‬ ‫َ‬ ‫َ َّ َ َ‬
‫�ن مِن ا�ين �‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫‪﴿ .8‬قال رج ِ‬
‫ا�ِ َ� َت َو َّ�ـوا إن ُكنـتمُ‬‫َ َ َ َ َّ‬ ‫َ َ َ َ ُ ُ َ َّ ُ‬
‫ِ‬ ‫�‬ ‫و‬ ‫ون‬ ‫��ـ‬‫ِ‬ ‫م‬ ‫�‬ ‫ا�اب فإِذا دخلتموه فإِن‬

‫ِن�﴾ ]الماﺋدة‪[23:‬‬ ‫ُمؤم َ‬

‫‪145‬‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫افون﴾ لﺘوﺿح لﻨـا أن ﺧـوف هـﺬان الـرﺟالن‬‫ﻓﺠاءت �لمﺔ ﴿�‬
‫مﻦ ﷲ ‪-‬ﺗعا�‪ -‬ﻧﺰعﺖ مﻦ ﻗلوﺑهم هﻴﺒ�ﺔ اﻷعـداء مـﻦ ﻗﺘـال‬
‫ُ‬
‫الﻘــوم ا�ﺒــار�ﻦ‪ ،‬والــﺬﻳﻦ أمــروا ﺑﻘﺘــالهم ﺑــرﻏم ﺧــوف ﺑــ�‬
‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َّ َ َّ ْ ُ َ َ َ َّ ٰ َ ْ‬
‫إسراﺋﻴ�ل مﻨهم ﴿�نا لن ندخلها ح� �رجوا مِنها﴾‪.‬‬

‫‪146‬‬
‫اﻟﺠﺰء اﻟﺴﺎﺑﻊ‬

‫سـهِۦ َو َمـنْ‬ ‫َّ ّ ُ ْ َ َ ْ َ ۡ َ َ َ َ ۡ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َْ َ َ ُ‬


‫ف‬
‫ِ ِ ۖ‬ ‫ن‬‫ل‬ ‫ف‬ ‫�ـ‬ ‫ب‬‫�‬ ‫ن‬ ‫م‬ ‫�‬ ‫ۖ‬ ‫م‬ ‫�‬‫ِ‬ ‫�‬ ‫ر‬ ‫ِن‬
‫م‬ ‫ر‬ ‫ِ‬ ‫ا�‬ ‫ص‬ ‫ب‬ ‫م‬ ‫�‬ ‫‪﴿ .1‬قد جاء‬
‫َ‬ ‫َ َ َ َ ََْ ََ ََ َ َْ ُ‬
‫يظ﴾ ] اﻷﻧعام‪[104:‬‬ ‫ع ِ� �عليها ۚ وما �نا علي�م ِ�فِ ٍ‬
‫ﻗال اﺑـﻦ عاﺷـور‪) :‬وﺑصـاﺋر ﺟمـع ﺑصـ�ة‪ ،‬والﺒصـ�ة‪ :‬العﻘـل‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫الﺬي ﺗﻈهر ﺑه ا�عا� وا�ﻘاﺋﻖ‪ ،‬كما أن الﺒصـر إدراك العـ�‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫ال ـﺬي ﺗﺘﺠل ـى ﺑــه اﻷﺟســام‪ ،‬وأطلﻘــﺖ الﺒصــاﺋر علــى مــا هــو‬
‫سﺒﺐ ﻓﻴها(‪.‬‬
‫وﻗــال � موﺿــع آﺧــر‪ ) :‬وإﻧمــا ﺟمــع »الﺒصــاﺋر« ﻷن الﻘــرآن‬
‫ً‬
‫أﻧواعا مﻦ الهدى على حسﺐ الﻨوا� الـ� ﻳهـدي إلﻴهـا‪ ،‬مـﻦ‬
‫ﺗﻨو�ر العﻘل � إصالح االعﺘﻘـاد‪ ،‬وﺗسـدﻳد الﻔهـم � الـدﻳﻦ‪،‬‬
‫ووﺿع الﻘواﻧ� للمعامالت وا�عاﺷرة ﺑ� الﻨـاس‪ ،‬والداللـﺔ‬
‫على طـرق الﻨﺠـاح والﻨﺠـاة � الـدﻧﻴ�ا‪ ،‬والﺘحـﺬﻳر مـﻦ مهـاوي‬
‫ا�سران(‪.‬‬

‫ُ ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ ُ ُ َّ ُ َّ‬


‫خذ�م بِمـا‬ ‫�ن يؤا ِ‬ ‫َ‬
‫خذ�م ا� بِاللغوِ � أيمان ِ�م ول ِ‬ ‫‪ �﴿ .2‬يُؤا ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ َ َ‬ ‫ُ‬ ‫َ َّ ُ ُ َ َ َ َ ّ َ ُ‬
‫َ‬
‫�قد�م ا�يمان فكفارته إِطعام ع�ة ِ مساك� ِمـن أوسـ ِط مـا‬

‫‪147‬‬
‫ر�ر َر َ� َبة َ� َمن لَم َ�د فَصيامُ‬
‫ُ‬ ‫َُُ َ َ‬ ‫ُ َ‬ ‫َ َ‬ ‫ُ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫�‬ ‫و‬ ‫أ‬ ‫م‬ ‫ه‬ ‫�‬ ‫ِسو‬ ‫ك‬ ‫و‬ ‫أ‬ ‫م‬ ‫هلي�‬ ‫أ‬ ‫مون‬ ‫ع‬
‫ِ‬ ‫ط‬ ‫ت‬
‫َ َ ُ‬ ‫َ َ ُ َ َ‬ ‫ُ‬ ‫َ َّ َُ َ‬ ‫ّ‬ ‫َ َ َ‬
‫ث�ثةِ �يا ٍ� ذل ِك كفارة أيمان ِ�م إِذا حلفتم واحفظـوا أيمـان�م‬
‫َ َ َّ ُ َ ُ َ‬ ‫َ َ ُ َ ّ ُ َّ ُ َ ُ‬
‫كذل ِك �ب ِ� ا� ل�م آياتِهِ لعل�م �شكرون﴾ ]الماﺋدة‪[89:‬‬
‫ﻓهﺬﻩ ﻧعمﺔ ﻳوﺿح ﷲ عﺰ وﺟل طر�ﻘﺔ ﺗكﻔ� اﻹﻳمان‪ ،‬وهﺬﻩ‬
‫الﻨعمــﺔ ﻓﻴهــا الﺘيســ� علــى ا�ســلم�‪ ،‬ﻳبﻴﻨهــا ﷲ للﻨــاس‬
‫لعلهم ﻳﺸكروﻩ على هﺬﻩ الﻨعمﺔ‪.‬‬

‫َ‬ ‫ٌ‬ ‫ُ‬ ‫ّ‬ ‫َ َ َ َ َّ َ َ َ َ ُ‬


‫ات جناح فيمـا طعِمـوا إِذا‬ ‫ا� ِ‬ ‫‪﴿ .3‬ليس � ا�ين آمنوا وع ِملوا الص ِ‬
‫ُ َّ َ‬ ‫ات ُ�ـ َّم َّا� َقـوا َو َ‬
‫آمنـوا �ـ َّم ا�قـوا‬ ‫ِ‬
‫ا�‬ ‫آمنوا َو َعم ُلـوا ّ‬
‫الصـ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫و‬ ‫وا‬‫ق‬
‫َ َّ َ‬
‫ما ا�‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ُّ‬ ‫َ َّ ُ ُ‬ ‫َ‬ ‫ََ‬
‫وأحسنوا وا� �ِب المح ِسن�﴾ ]الماﺋدة‪[93:‬‬
‫َ َ‬
‫ﻗـــال الســـعدي‪ّ ) :‬لمـ ـا ﻧـ ـﺰل �ـــر�م ا�مـــر والﻨهـــﻲ اﻷكﻴـــد‬
‫والتﺸــدﻳد ﻓﻴــه‪ ،‬ﺗمــ� أﻧــاس مــﻦ ا�ــﺆمﻨ� أن ﻳعلمــوا حــال‬
‫إﺧواﻧهم الﺬﻳﻦ ماﺗوا علـى اﻹسـالم ﻗﺒـل �ـر�م ا�مـر وهـم‬
‫َ ْ َ ََ‬
‫ﻳﺸرﺑوﻧها‪ .‬ﻓﺄﻧﺰل ﷲ هﺬﻩ اﻵﻳﺔ‪ ،‬وأﺧـ� ﺗعـا� أﻧـه ﴿لـيس �‬
‫َ‬ ‫ٌ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫َّ َ َ ُ َ َ ُ‬
‫ا� ِ‬
‫ات جنـاح﴾ أي‪ :‬حـرج وإﺛـم ﴿�ِيمـا‬ ‫ا�ِين آمنوا وع ِملـوا الصـ ِ‬

‫َطعِ ُم ـوا﴾ مــﻦ ا�مــر وا�يســر ﻗﺒــل �ر�مهمــا‪ .‬ولمــا �ــان ﻧﻔــﻲ‬

‫‪148‬‬
‫َ‬
‫ا�ﻨاح ﻳﺸمل ا�ﺬكورات وﻏ�هـا‪ ،‬ﻗﻴـد ذلـك ﺑﻘولـه‪﴿ :‬إِذا َمـا‬
‫َ‬ ‫َّ‬ ‫َّ َ ْ َ َ ُ َ َ ُ‬
‫ات﴾ أي‪ :‬ﺑﺸــرط أﻧهــم ﺗــاركون‬ ‫ا� ِ‬‫ا�ق ـوا وآمن ـوا وع ِمل ـوا الص ـ ِ‬

‫للمعا�‪ ،‬مﺆمﻨـون ﺑـا﮻ إﻳماﻧـا صـحﻴحا‪ ،‬موﺟﺒـا لهـم عمـل‬


‫الصا�ات‪ ،‬ﺛم اسﺘمروا على ذلك‪ .‬وإال ﻓﻘـد ﻳﺘصـﻒ العﺒـد‬
‫ﺑﺬلك � وﻗـﺖ دون آﺧـر‪ .‬ﻓـال ﻳكﻔـﻲ حـ� ﻳكـون كـﺬلك حـ�‬
‫ﻳﺄﺗﻴ�ه أﺟله‪ ،‬و�دوم على إحساﻧه‪ ،‬ﻓﺈن ﷲ �ﺐ ا�حسﻨ� �‬
‫عﺒــادة ا�ــالﻖ‪ ،‬ا�حســﻨ� � ﻧﻔــع العﺒﻴ ـ�د‪ ،‬و�ــدﺧل � هــﺬﻩ‬
‫اﻵﻳﺔ الكر�مﺔ‪ ،‬مﻦ طعم ا�حرم‪ ،‬أو ﻓعل ﻏـ�ﻩ ﺑعـد الﺘحـر�م‪،‬‬
‫ﺛم اع�ف ﺑﺬﻧﺒ�ه وﺗاب إ� ﷲ‪ ،‬واﺗﻘـى وآمـﻦ وعمـل صـا�ا‪،‬‬
‫ﻓﺈن ﷲ ﻳﻐﻔر له‪ ،‬و�رﺗﻔع عﻨه اﻹﺛم � ذلك(‪.‬‬

‫ديد العِقـــاب َوأَ َّن َّ َ‬


‫ا� َغفــ ٌ‬
‫ـور َرحـــيم﴾ٌ‬ ‫‪﴿ .4‬اعلَمـــوا أَ َّن َّ َ‬
‫ا� َشـ ـ ُ‬
‫ِ‬
‫]الماﺋدة‪.[98:‬‬

‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ ّ َ ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َُ َ َ َ َ ُ ََ َ َ‬


‫‪﴿ .5‬وهم ينهون عنه و�نـأون عنـه �ن يهلِكـون إِ� أنفسـهم ومـا‬
‫َ ُ َ‬
‫رون﴾ ]اﻷﻧعام‪[26:‬‬ ‫�شع‬

‫‪149‬‬
‫َُ َ َ َ‬
‫ون َع ُ‬
‫نه﴾ أي‪ :‬ﻳﻨهـون الﻨـاس عـﻦ اﺗﺒـ�اع محمـد صـلى‬ ‫﴿وهم ينه‬
‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ََ َ َ‬
‫ﷲ علﻴه وسلم ﴿و�نأون عنه﴾‪ ،‬أي‪ :‬ﻳتﺒ�اعدون عﻨه ﺑﺄﻧﻔسهم‪.‬‬

‫ُ‬ ‫َّ َ َ َ‬ ‫َ َ ُ َ‬ ‫َّ َ َ‬ ‫ََ‬


‫دونـهِ‬
‫‪﴿ .6‬وأن ِذر بِهِ ا�ين �افون أن ��وا إِ� ر� ِ ِهم ليس لهم مِن ِ‬
‫َ ٌّ َ َ ٌ َ َ َّ ُ َ َّ َ‬
‫و ِ� و� شفيع لعلهم �تقون﴾ ]اﻷﻧعام‪.[51:‬‬

‫ـد ِ َّ�ِ َر ّب العــالَم�﴾َ‬


‫ا�مـ ُ‬ ‫وم َّا�يـ َ‬
‫ـن َظلَمــوا َو َ‬ ‫ِ‬ ‫ـ‬
‫ُ َ‬
‫الق‬ ‫ر‬ ‫ـ‬ ‫داب‬ ‫‪ُ �َ ﴿ .7‬ق ِطـ َ‬
‫ع‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫]اﻷﻧعام‪[45:‬‬
‫ٌ‬
‫ا�راد مﻨها ْاع ِﺘﺒ�ارات ﺛالﺛﺔ‪:‬‬ ‫ﻗال اﺑﻦ عاﺷور‪ :‬ﻓﻔﻲ ِ‬
‫ْ ََْ ُ ﱠ‬ ‫ْ‬ ‫َ َْ ً‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬
‫أحدها‪ :‬أن ﺗكون ﺗل ِﻘﻴﻨ�ا ِللرسول ﷺ وا�ﺆمﻨ� أن �مـدوا ﷲ‬
‫ﱠ‬
‫ـا��‪ ،‬ﻷن ذلــك‬ ‫ـالك الﻈـ ِ‬ ‫علــى ﻧصــرﻩ رســله وأولﻴــاءهم وإهـ ِ‬
‫ﱠ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ َ ٌ‬
‫ﷲ‬ ‫ﺗـﺬك ِ� ِ‬ ‫ﻓسـاد �ـان � اﻷر ِض‪ ،‬وﻷن � ِ‬ ‫ٍ‬ ‫الﻨصر ﻧعمﺔ ﺑﺈزالـﺔ‬
‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ّ‬ ‫ً‬ ‫ّ‬
‫الﻨـ َ‬
‫ﺐ اﻷسـو ِة ِﺑمــا حصـل �ـﻦ ﻗــﺒلهم أن‬ ‫ِ‬ ‫ﺗرﻗـ‬ ‫إ�‬ ‫ـاء‬
‫ـ‬ ‫إﻳم‬ ‫ﺑـه‬ ‫اس‬
‫ُ ُ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫َََ ﱠُ َ ْ َ ﱠ َ َ َ َ ُ ْ‬
‫ﻳ�ﻗﺒ ـوا ﻧص ـ ر ﷲ كمــا ﻧص ـ ر الم ـﺆ ِم ِﻨ� مــﻦ ﻗــﺒ ِل ِهم؛ ﻓﻴك ـون‬
‫َْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ً ً‬
‫ﻓعل ِه‪ ،‬عـدل َعـ ْﻦ ﻧ ْصـ ِﺒ ِه وﺗﻨ ِكـ ِ� ِﻩ‬ ‫ِ‬ ‫مﻦ‬ ‫ﺑدال‬ ‫ا� ْم ُد ِ َّ�ِ﴾ مصدرا‬
‫﴿ َ‬

‫‪150‬‬
‫َ‬ ‫ﱠ‬ ‫ﱠ َ‬ ‫ْ‬ ‫َْ‬
‫وام والﺜﺒـ�ات‪ ،‬كمـا‬ ‫إ� رﻓ ِع ِه وﺗعر�ﻔه للد اللﺔ علـى معـ� الـد ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ ْ ُ َّ‬ ‫ََ ﱠ َ َْ َ‬
‫ﺗﻘدم � ﻗو ِل ِه ﺗعا� ﴿ا�مد ِ�ِ﴾ � سور ِة ِ‬
‫الﻔا� ِﺔ‪.‬‬
‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫ًَ‬ ‫َ ْ ُ َّ‬ ‫ْ‬
‫كون ما ذ ِك ر ﻗﺒله ﻧعمﺔ‬ ‫ﺛاﻧﻴها‪ :‬أن ﻳكون ﴿ا�مد ِ�ِ﴾ ِكﻨاﻳﺔ عﻦ ِ‬
‫َ‬ ‫َ ْ ْ َ ُ َ‬ ‫َ‬ ‫ﱠ‬ ‫ﱠ‬ ‫مــﻦ َ‬
‫واز ِم ا�مـ ِد أن ﻳكـون علــى‬ ‫ِ‬ ‫ـ‬ ‫ل‬ ‫ﻦ‬ ‫ـ‬ ‫م‬ ‫ن‬
‫ِ ِ‬‫ﻷ‬ ‫‪-‬‬ ‫ـا�‬‫ـ‬‫ﺗع‬ ‫‪-‬‬ ‫ﷲ‬ ‫ِ ِ‬ ‫م‬ ‫ـ‬ ‫ﻧع‬
‫ْ َ‬ ‫ُ‬ ‫َ َُ َ ُ َ ْ ﱠ َ َ َ‬ ‫ُ‬ ‫َ َ َ ﱠ‬
‫وﺗلـك‬ ‫داﺑـ ر الﻘـو ِم الـ ِﺬﻳﻦ ﻇلمـوا‪ِ .‬‬ ‫ﻧعمـﺔ‪ ،‬ﻓ�ﺄﻧـه ِﻗﻴــل‪ :‬ﻓﻘ ِطـع ِ‬
‫ﷲ َﺗ ْﻘ َﺘ� َح ْم َدﻩ‪ُ.‬‬ ‫َ ﱠ‬ ‫ْ َ ٌ‬
‫ِ‬ ‫ِﻧعمﺔ ِمﻦ ِﻧع ِم ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ ُ ْ ﱠ‬ ‫ْ‬
‫الل ـ ِه‬
‫﮻ ‪-‬ﺗعــا�‪ِ -‬م ـﻦ ِﻗﺒ ـ ِل ﺟ ِ‬ ‫ﺛالﺜهــا‪ :‬أن ﻳكــون إﻧﺸــاء حم ـ ِد ِ ِ‬
‫ّ‬ ‫ﱠ َ‬ ‫َ‬ ‫ُ ْ َْ ًَ‬
‫مســﺘعمال � الﺘعﺠﻴـــﺐ ِمــﻦ معاملـــﺔ ﷲ ‪-‬ﺗعـــا�‪ -‬إﻳــاهم‬
‫َ‬ ‫ْ َ ﱠ‬
‫درﺟات اﻹمهال إ� أن حﻖ علﻴهم العﺬاب‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫وﺗدر�ﺠهم �‬ ‫ِ‬

‫‪151‬‬
‫اﻟﺠﺰء اﻟﺜﺎﻣﻦ‬

‫ُّ‬ ‫ً‬ ‫َ َ ً َ َ َّ َ َ َ َ َ‬ ‫‪َّ �ُ ﴿ .1‬م آتَينا َ‬


‫�‬
‫ِ‬ ‫لـ‬
‫ِ‬ ‫فصـي�‬ ‫ت‬ ‫و‬ ‫ن‬ ‫حسـ‬ ‫أ‬ ‫ي‬ ‫ا�‬ ‫�‬ ‫ا‬ ‫مام‬ ‫ت‬ ‫ِتاب‬ ‫ك‬ ‫ال‬ ‫مو�‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ ُ ً َ َ َ ً َ َ َّ‬ ‫َ‬
‫� ٍء وهدى ور�ة لعلهم بِلِقاءِ ر� ِ ِهم يؤمِنون﴾ ]اﻷﻧعام‪.[154:‬‬
‫ً‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ َ َّ َ‬
‫َ‬
‫ﻗــال اﺑــﻦ كﺜــ�‪) :‬وﻗولــه‪ �﴿ :‬ا�ِي أحســن﴾ أي‪ :‬ﺟــﺰاء علــى‬
‫َ‬
‫إحساﻧه � العمل‪ ،‬وﻗﻴامه ﺑﺄوامرﻧا َوطاعﺘﻨ�ا(‪.‬‬

‫بلـ َغ أَ ُشـ َّدهُ‬‫َ َ َ ُ َ ّ َ ُ‬ ‫َّ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬


‫قر�وا مال ا�تي ِم إِ� ِبـال� ِ� أحسـن حـ� ي‬
‫َ‬ ‫‪َ ﴿ .2‬و� تَ َ‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ َ ُّ َ ً ّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ َ‬ ‫ََ ُ‬
‫سط � ن�لِف نفسا إِ� وسـعها �ذا‬ ‫وأوفوا الكيل والم�ان بِالقِ ِ‬
‫ُ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َّ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ََ َ ُ‬ ‫ُ ُ َ‬
‫لتم فاع ِدلوا ولو �ن ذا قر� و�ِعه ِد ا�ِ أوفوا ذل ِ�م وصـا�م‬ ‫ق‬
‫َ‬ ‫َ َ َّ ُ َ َ َّ‬
‫بِهِ لعل�م تذكرون﴾ ]اﻷﻧعام‪[152:‬‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ َ ُّ َ ً ّ‬
‫﴿� ن�لِف نفسا إِ� وسعها﴾ ﺟاءت هﺬﻩ ﺟملـﺔ مع�ﺿـﺔ ﺑـ�‬
‫مﺠموعــﺔ الوصــاﻳا الرﺑاﻧﻴـ�ﺔ ﺑطر�ﻘــﺔ ملﻔﺘــﺔ ﺗﺸــعر ﺑﻀــرورة‬
‫هﺬا الﺘﺬك� � هـﺬا ا�وﺿـع ‪ ،‬حـ� �ـدث حالـﺔ مـﻦ الﺘـوازن‬
‫ا�طلوب � كﻴان الﻔرد وال ﻳﻐلﺐ علﻴه ا�وف ا�ﺒالﻎ ﻓﻴه‪.‬‬

‫‪152‬‬
‫بلـ َغ أَ ُشـ َّدهُ‬‫َ َ َ ُ َ ّ َ ُ‬ ‫َّ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬
‫قر�وا مال ا�تي ِم إِ� ِبـال� ِ� أحسـن حـ� ي‬
‫َ‬ ‫‪َ ﴿ .3‬و� تَ َ‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ َ ُّ َ ً ّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ َ‬ ‫ََ ُ‬
‫سط � ن�لِف نفسا إِ� وسـعها �ذا‬ ‫وأوفوا الكيل والم�ان بِالقِ ِ‬
‫ُ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َّ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ََ َ ُ‬ ‫ُ ُ َ‬
‫لتم فاع ِدلوا ولو �ن ذا قر� و�ِعه ِد ا�ِ أوفوا ذل ِ�م وصـا�م‬ ‫ق‬
‫َ‬ ‫َ َ َّ ُ َ َ َّ‬
‫بِهِ لعل�م تذكرون﴾ ]اﻷﻧعام‪.[152:‬‬

‫َ ُ َ َ َ َ ُّ َ َ َ َ َ ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ َ ُ َ ّ َ َ‬


‫أ� بعـض‬ ‫أ� ر�ك أو ي ِ‬ ‫‪﴿ .4‬هل ينظرون إِ� أن تأ�ِيهم الم��ِكة أو ي ِ‬
‫ُ َ‬ ‫َ َ ُ َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َّ َ‬
‫ك يَ َ‬
‫آيات َر ّ�ِك � ينفع نفسـا إيمانهـا لـم‬
‫ً‬ ‫ِ‬ ‫وم يَأ� بَعض‬ ‫آيات ر� ِ‬
‫ِ‬
‫ّ‬ ‫َ ً ُ‬ ‫َ ُ َ َ‬ ‫َ ُ‬
‫آم َنت مِن قبل أو كسبت � إيمان ِها خ�ا ق ِل انت ِظـروا إِنـا‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫�ن َ‬ ‫ت‬
‫َ‬ ‫ُم َ‬
‫نت ِظرون﴾ ]اﻷﻧعام‪[158:‬‬
‫ً‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ َ‬
‫ﻗال اﺑﻦ كﺜ�‪﴿) :‬أو كسبت � إيمان ِها خ�ا﴾ أي‪ :‬وال ﻳﻘﺒـل مﻨهـا‬
‫كسﺐ عمل صالح إذا لم ﻳكﻦ عامال ﺑه ﻗﺒل ذلك(‪.‬‬

‫َ‬ ‫َ ُ‬ ‫َ ُ‬ ‫ُّ َ َ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ََ َ‬


‫� قر� ٍة أ�ابِر � ِرميها ِ�مكـروا فيهـا ومـا‬‫‪﴿ .5‬و�ذل ِك جعلنا � ِ‬
‫َ َ ُ َ‬ ‫َ ُ َ ّ َ ُ‬
‫يمكرون إِ� بِأنف ِس ِهم وما �شعرون﴾ ]اﻷﻧعام‪[123:‬‬
‫َ ُ‬ ‫ُّ َ َ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ََ َ‬
‫� قر� ٍة أ�ابِر � ِرميهـا﴾ أي‪:‬‬
‫ﻗال الﺒﻐـوي‪﴿ :‬و�ذل ِك جعلنا � ِ‬
‫كما أن ﻓساق مكﺔ أ�اﺑرها‪ ،‬كﺬلك ﺟعلﻨـا ﻓسـاق �ـل ]ﻗر�ـﺔ[‬
‫‪153‬‬
‫أ�اﺑرهــا‪ ،‬أي‪ :‬عﻈماءهــا‪ ،‬ﺟمــع أكــ�‪ ،‬مﺜــل أﻓﻀــل وأﻓاﺿــل‪،‬‬
‫وأســود وأســاود‪ ،‬وذلــك ســﻨﺔ ﷲ ‪-‬ﺗعــا�‪ -‬أﻧــه ﺟعــل � �ــل‬
‫ﻗر�ﺔ أﺗﺒ�اع الرسل ﺿـعﻔاءهم‪ ،‬كمـا ﻗـال � ﻗصـﺔ ﻧـوح علﻴـه‬
‫َ ُ َ ُ ْ ُ َ َ َ َّ َ َ َ ْ َ ْ َ ُ َ‬
‫السـالم ‪﴿ :‬قالوا �نؤمِن لك وا�بعك ا�رذلون﴾ ]الﺸـعراء‪،[111:‬‬
‫وﺟعل ﻓساﻗهم أ�اﺑرهم‪.‬‬

‫َ ُ ُ ُ َّ‬ ‫َ‬ ‫َ ُ َ َ ّ ُ‬ ‫َ ُ ٌَ‬


‫أو� رسل ا�ِ‬ ‫ِ‬ ‫ما‬ ‫ِثل‬ ‫م‬ ‫ؤ�‬ ‫ن‬ ‫�‬ ‫ح‬ ‫ِن‬ ‫م‬ ‫ؤ‬ ‫ن‬ ‫ن‬ ‫ل‬ ‫قالوا‬ ‫ة‬ ‫‪�﴿ .6‬ذا جاءتهم آي‬
‫َ‬ ‫َّ ُ َ َ ُ َ ُ َ َ ُ‬
‫غار عِندَ‬
‫جرموا َص ٌ‬ ‫ين أ َ‬ ‫صيب َّا� َ‬‫ُ‬ ‫َ‬
‫سا�َ ُه َسيُ‬
‫ا� أعلم حيث �عل رِ‬
‫ُ َ‬ ‫ذاب َش ٌ‬ ‫َّ‬
‫ا�ِ َو َع ٌ‬
‫ديد بِما �نوا يَمكرون﴾ ]اﻷﻧعام‪[124:‬‬
‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َّ ُ َ ْ َ ُ َ ْ ُ َ ْ َ ُ َ َ‬
‫ﻗال السعدي‪﴿) :‬ا� أعلم حيث �عـل رِسـا�ه﴾ ﻓـﻴمﻦ علمـه‬
‫ﻳصلح لها‪ ،‬و�ﻘوم ﺑﺄعﺒاﺋها‪ ،‬وهـو مﺘصـﻒ ﺑ�ـل ﺧلـﻖ ﺟمﻴـل‪،‬‬
‫ومﺘــ�ئ مــﻦ �ــل ﺧلــﻖ د�ء‪ ،‬أعطــاﻩ ﷲ مــا ﺗﻘﺘﻀــﻴه حكمﺘــه‬
‫أصال وﺗﺒعا(‪.‬‬

‫َ‬ ‫ُ‬
‫ِنـد َر ّ� ِ ِهـم َوهـ َو َو ِ ُّ� ُهـم بِمـا �نـوا يَع َملـون﴾‬
‫�م ع َ‬ ‫‪﴿ .7‬ل َ ُهم ُ‬
‫دار َّ‬
‫الس ِ‬
‫]اﻷﻧعام‪.[127:‬‬

‫‪154‬‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ َ َ ُ َ َ َ ُ َّ َ َ َ ُ َ‬
‫‪﴿ .8‬فأ�يناه وأهله إِ� امر�ته �نت مِن الغابِر�ن﴾ ]اﻷعراف‪[83:‬‬
‫وذلــك أن امــرأة لــوط لــم ﺗكــﻦ ﺗمــارس الﻔاﺷــحﺔ ومــع ذلــك‬
‫أ�ﻖ ﷲ ﺑها العـﺬاب وﺟعلهـا مـﻦ الﻘـوم )الﻐـاﺑر�ﻦ( ﻳعـ�‬
‫الهالك�‪ ،‬وذلك لرﺿاها ﺑالﻈلم‪ ،‬و�اﻧﺖ ﺗﺘﺠسس لهم علـى‬
‫لوط وﺗﺄﺗﻴهم ﺑﺄﺧﺒارﻩ‪.‬‬

‫‪155‬‬
‫اﻟﺠﺰء اﻟﺘﺎﺳﻊ‬

‫َ ُ‬ ‫ً‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ َ‬ ‫ُ ّ َّ َّ‬ ‫َّ‬ ‫َّ َ َ َّ َ َّ َ‬


‫�دونه مكتو�ا عِنـدهم‬ ‫َّ‬
‫‪﴿ .1‬ا�ين يتبِعون الرسول ا� ِ� ا� ِ� ا�ي ِ‬
‫ُ َ‬ ‫ُ‬ ‫أم ُر ُهم بـ َ‬
‫عروف َو َ�نهـاهم َعـ ِن المنكـ ِر‬ ‫ِ‬ ‫الم‬ ‫ِ‬
‫ا�وراة ِ َوا��يل َيـ ُ‬
‫ِ ِ‬
‫� َّ‬
‫ِ‬
‫َُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َُ َ ُّ ََ ُ َ َ ََ َ‬ ‫ّ‬ ‫َّ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ ُ ُّ َ‬
‫بات و�ح ِرم علي ِهم ا�با�ِث و�ضع عنهم إِ�هم‬ ‫حل لهم الطي ِ ِ‬ ‫و� ِ‬
‫روه َونَ َ�ـوهُ‬‫آمنـوا بـهِ َو َعـ َّز ُ‬ ‫ين َ‬ ‫غ�ل َّال� �نَت َعلَيهم فَ َّا� َ‬ ‫َ َ َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫وا�‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ ُ‬ ‫ّ َ َّ ُ َ َ َ ُ ُ‬ ‫َو َّا� َب ُ‬
‫ُ‬
‫ول�ــك هــم المفلِحــون﴾‬ ‫أ‬ ‫ه‬ ‫عــ‬ ‫م‬ ‫ل‬‫نــز‬ ‫أ‬ ‫ي‬ ‫ا�‬ ‫ور‬ ‫ا�ــ‬ ‫وا‬ ‫عــ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫]اﻷعراف‪.[157:‬‬

‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ َ‬


‫حـر إِذ يعـدون ِ�‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫حـا�ة ا� ِ‬ ‫ِ‬ ‫‪﴿ .2‬واسألهم ع ِن القر�ةِ الـ� �نـت‬
‫َ‬
‫وم � �َسـبِتون �‬
‫� ً� َو َ�ـ َ‬ ‫وم َسبتِهم ُ َّ‬ ‫ُ‬
‫حيتا� ُهم يَ َ‬ ‫م‬ ‫ه‬ ‫أتي‬
‫َ‬
‫ت‬ ‫ذ‬ ‫إ‬ ‫بت‬
‫ِ‬ ‫َّ‬
‫الس‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫قون﴾ ]اﻷعراف‪.[163:‬‬ ‫َ ُ َ‬ ‫َ َ َ ُ‬ ‫َ‬
‫تأتي ِهم كذل ِك نبلوهم بِما �نوا يفس‬

‫َ‬ ‫َ َ ُ َ َ َ َ‬ ‫َ ٌ َ ُ‬ ‫َ‬ ‫َ َ ََ‬


‫‪﴿ .3‬فخلف مِن بع ِدهِم خلف ورِثوا الكِتاب يأخذون عـرض هـذا‬
‫ُ ُ َ ُ ُ ََ‬ ‫َ َ ٌ‬ ‫َ‬ ‫َ َ ُ َُ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ا�د� و�قولون سيغفر �ا �ن يأت ِ ِهم عـرض مِثلـه يأخـذوه �لـم‬
‫َ‬
‫ا�ِ إ ِ َّ� َ‬
‫ا� ـقَّ‬ ‫َ َ َّ‬ ‫َ‬
‫ـاب أن � يقولــوا �‬ ‫ـ‬‫ِت‬
‫ك‬ ‫ال‬
‫ُ‬
‫ـاق‬‫ـ‬ ‫ميث‬ ‫م‬ ‫ه‬ ‫ي‬‫ـ‬
‫ََ‬
‫ل‬ ‫ع‬ ‫ذ‬ ‫ـ‬
‫ُ َ‬
‫ؤخ‬ ‫ي‬
‫ِ‬ ‫ِ‬

‫‪156‬‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ ُ َ ٌ َّ َ َ َّ َ َ َ‬ ‫َو َد َرسوا ما فيهِ َو ّ‬
‫خرة خ� ل ِ�يـن �تقـون أفـ� تعقِلـون﴾‬‫ا� ُار ا� ِ‬
‫]اﻷعراف‪.[169:‬‬

‫المـؤمِن�َ‬ ‫َ ّ َّ َ ً‬
‫ر�قـا ِمـ َن ُ‬ ‫َ َ‬ ‫َ َ َ َ َ َ ُّ َ‬
‫‪﴿ .4‬كما أخرجك ر�ك مِن بيتِك بِا� ِق �ن ف‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ل�رِهون﴾ ]اﻷﻧﻔال‪[5:‬‬
‫ﻗــال ا�ــ�د ‪ :‬ﺗﻘــدﻳرﻩ اﻷﻧﻔــال ﮻ وللرســول وإن كرهــوا ‪ ،‬كمــا‬
‫أﺧرﺟـك رﺑــك مـﻦ ﺑيﺘــك ﺑــا�ﻖ وإن كرهـوا ‪ .‬وﻗﻴــل ‪ :‬ﺗﻘــدﻳرﻩ‬
‫امﺾ ﻷمر ﷲ � اﻷﻧﻔال وإن كرهوا كما مﻀﻴﺖ ﻷمر ﷲ �‬
‫ا�روج مﻦ الﺒيﺖ لطلﺐ الع� وهم �ارهون‪.‬‬

‫ُ‬ ‫َ َ‬ ‫َ‬ ‫َ َ ً َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫ََ‬


‫‪﴿ .5‬ولما رجع مو� إِ� قو ِمهِ غضبان أ ِسفا قال بِئسـما خلفتمـو�‬
‫َ‬ ‫َ َ ُ َ َ َّ ُ ََ َ َ َ ََ َ َ‬ ‫َ‬
‫أس أخيـهِ‬ ‫َ‬
‫جلتم أمر ر�ِ�م وأل� ا�لواح وأخذ بِر ِ‬ ‫مِن بعدي أع ِ‬
‫َ ُ َ َ‬ ‫َ َ ُ َّ َّ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫�ُ ُّر ُه إِ�هِ قال ابن أم إِن القوم استضـعفو� و�دوا يقتلـون� فـ�‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬

‫الظـــال ِم�﴾َ‬‫َ َ َ ِ ّ‬ ‫َ‬ ‫َ َ َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬


‫َ‬
‫�شـ ـ ِمت ِ� ا�عـ ـ داء و� �علـــ� مـ ـع القـ ـوم‬
‫]اﻷعراف‪.[150:‬‬

‫‪157‬‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ َ َ‬
‫جئتنـا قـال ع�ـ‬ ‫بل أن تأت ِينا ومِن بع ِد مـا ِ‬
‫‪﴿ .6‬قالوا أوذينا مِن ق ِ‬
‫ََ ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ َ ُ َّ ُ َ َ َ َ‬ ‫ُ‬ ‫َ ُّ ُ َ‬
‫نظـرَ‬ ‫رض �ي‬‫ر��ـم أن يهل ِـك عـدو�م و�ســتخلِف�م ِ� ا� ِ‬
‫َ َ َ َ َ‬
‫كيف تعملون﴾ ]اﻷعراف‪[129:‬‬
‫ﻗال ﺑﻨو إسـراﺋﻴ�ل �ـو� مﺘﻀـﺠر�ﻦ مـﻦ طـول مـا مكﺜـوا �‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َْ َ ْ َْ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫ْ‬
‫عــﺬاب ﻓرعــون‪ ،‬وأذﻳﺘـ�ه‪﴿ :‬أوذِينـا ِمـن �بـ ِل أن تأت ِينـا﴾ ﻓــﺈﻧهم‬
‫ﻳسوموﻧﻨ�ا سوء العﺬاب‪ ،‬ﻳﺬ�ون أﺑﻨ�اءﻧا و�سـﺘحﻴون ﻧسـاءﻧا‬
‫﴿ َوم ِْن َ� ْع ِد َما ِجئْتَ َنا﴾ كﺬلك ﺑﺈعادة الﻘﺘل علﻴﻨ�ا‪.‬‬
‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ َ ْ ُ ُ َّ َ َ َ‬
‫ٰ‬
‫اس من �عبد ا� � حر ٍف ۖ‬ ‫ومﺜله ﻗول ﷲ ‪-‬ﺗعـا�‪َ ﴿ -‬وم َِن ا�َّ ِ‬
‫َُْ َْ ٌ‬ ‫َ‬ ‫ْ َ‬ ‫َ ُ َ ْ ٌ ْ َ َ َّ‬ ‫َ‬ ‫ْ َ‬ ‫َ‬
‫فـــإِن أصـــابه خـــ� اطمـــأن ِبـــهِ ۖ �ن أصـــا�ته ف ِتنـــة‬
‫ان ال ْ ُمب�﴾ُ‬ ‫َ َ ُّ ْ َ َ ْ َ َ َ ٰ َ ُ َ ْ ُ ْ َ ُ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ٰ‬ ‫َ َ َ ََ‬
‫ِ‬ ‫خرة ۚ �ل ِك هو ا��‬ ‫انقلب � وج ِههِ خ ِ� ا��يا وا� ِ‬
‫]العﻨكﺒوت‪.[11:‬‬

‫ُّ َ‬ ‫ً‬ ‫َ َ ً ََ‬ ‫ُّ َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َََ َ‬


‫� � ٍء‬ ‫� � ٍء موعِظـة وتفصـي� ِلـ ِ‬ ‫ِ‬
‫‪ .7‬و�تبنا � ِ� ا�لواح مِن ِ‬
‫ُ‬ ‫َ ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ َّ َ ُ َ َ َ ُ‬ ‫َ ُ‬
‫ر��م دارَ‬ ‫وم ـك يَأخ ـذوا بِأحس ـنِها س ـأ‬
‫َ‬ ‫فخ ـذها بِق ـو ٍ� وأم ـر ق‬

‫ق�﴾ ]اﻷعراف‪.[145:‬‬ ‫الفا ِس َ‬

‫‪158‬‬
‫اﻟﺠﺰء اﻟﻌﺎﺷﺮ‬

‫يعا ما َ� َّل َ‬
‫فـت َبـ�َ‬ ‫رض َ� ً‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ َ َ‬
‫‪﴿ .1‬و�لف ب� قلو� ِ ِهم لو أنفقت ما ِ� ا� ِ‬
‫َ َ َّ َ َ َ ُ‬

‫ـز َحكـــيم﴾ٌ‬ ‫ا� َ� َّلـ ـ َف بَيــ َ‬


‫ـن ُهم إ ِ َّنـ ـ ُه َعز�ــ ٌ‬ ‫ل�ـ ـ َّن َّ َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫قلـــو� ِ ِهم و ِ‬
‫]اﻷﻧﻔال‪.[63:‬‬
‫ﻓهــﺬﻩ اﻵﻳــﺔ � اﻷوس وا�ــﺰرج‪ ،‬ﻗــال الســعدي‪) :‬ﻓــاﺟﺘمعوا‬
‫واﺋﺘلﻔوا‪ ،‬وازدادت ﻗوﺗهم ﺑسﺒﺐ اﺟﺘمـاعهم‪ ،‬ولـم ﻳكـﻦ هـﺬا‬
‫ّ‬
‫ﺑسعﻲ أحد‪ ،‬وال ﺑﻘوة ﻏ� ﻗـوة ﷲ‪،‬ﻓلـو أﻧﻔﻘـﺖ مـا � اﻷرض‬
‫ﺟمﻴعا مﻦ ذهﺐ وﻓﻀﺔ وﻏ�هما لﺘـﺄلﻴﻔهم ﺑعـد ﺗلـك الﻨﻔـرة‬
‫ْ‬ ‫َ َ َّ ْ َ َ ْ َ ُ ُ‬
‫والﻔرﻗﺔ الﺸـدﻳدة ﴿ما �لفت بـ� قلـو� ِ ِهم﴾ ﻷﻧـه ال ﻳﻘـدر علـى‬
‫ّ‬
‫ﺗﻘلﻴﺐ الﻘلوب إال ﷲ ﺗعا�(‪.‬‬

‫َ‬
‫جـوههمُ‬ ‫َ‬
‫�ون وُ‬ ‫َ‬ ‫َ ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ َ َ َّ َّ َ َ َ‬ ‫ََ َ‬
‫�ـ‬
‫‪﴿ .2‬ولو ترى إِذ �تو� ا�ين �فروا الم��ِكـة ي ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ََ‬
‫ر�ق﴾ ]اﻷﻧﻔال‪.[50:‬‬ ‫َ‬
‫وأدبارهم وذوقوا عذاب ا� ِ‬

‫‪159‬‬
‫ا� ُه َو َّا�ي َ� َّيـ َدكَ‬ ‫َ َ َ َ َ َّ َ َ َ‬
‫ك َّ ُ‬ ‫‪�﴿ .3‬ن يُر�دوا أن �دعوك فإِن حسب‬
‫ب َن�ه ِ َو� ُ‬
‫المؤم َ‬
‫ِن�﴾ ]اﻷﻧﻔال‪.[62:‬‬ ‫ِ ِ ِ‬

‫ِ ُ‬ ‫َ ُ‬ ‫َ ََ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُّ‬ ‫َ‬


‫� ح ِر ِض المؤمِن� � القِتـا ِل إِن ي�ـن مـن�م‬ ‫ّ‬ ‫َّ‬
‫‪﴿ .4‬يا ��ها ا� ُّ‬
‫ِ‬
‫ٌَ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫ِا� َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫� �ن يَ�ن مِن�م مِائة يَغلِبـوا‬ ‫ِ‬ ‫ت‬ ‫م‬ ‫بوا‬‫ِ‬ ‫ل‬ ‫غ‬ ‫رون يَ‬
‫ِ‬ ‫ب‬ ‫صا‬ ‫ِ�ون‬ ‫ع‬
‫َ َّ ُ َ ٌ َ َ َ‬ ‫َ ً َ َّ َ َ َ‬
‫ألفا مِن ا�ين �فروا بِ��هم قوم � يفقهون﴾ ] اﻷﻧﻔال‪.[65:‬‬

‫َ‬ ‫َ َ َ َ َّ‬ ‫َ‬


‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ َ ََ َ َ‬ ‫َ َ‬
‫عراب أن �تخلفوا عن‬ ‫هل المدينةِ ومن حولهم مِن ا� ِ‬ ‫‪﴿ .5‬ما �ن ِ� ِ‬
‫صيبهمُ‬‫سهِ ذل َِك ب َ� َّ� ُهم � يُ ُ‬ ‫ِ‬ ‫ف‬
‫َ َ‬
‫ن‬ ‫ن‬ ‫ع‬ ‫م‬ ‫ه‬ ‫س‬
‫ِ‬
‫َ ُ‬
‫نف‬ ‫أ‬ ‫ب‬ ‫بوا‬
‫َّ َ َ َ‬
‫رغ‬ ‫ي‬ ‫�‬ ‫و‬ ‫ِ‬ ‫ا�‬ ‫ل‬ ‫سو‬‫َ‬
‫ر‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ً‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫َ ٌَ َ َ َ ٌ َ َ َ َ ٌ‬
‫بيل ا�ِ و� �طئـون مو ِطئـا‬ ‫ظمأ و� نصـب و� �مصـة � سـ ِ‬
‫َ َ ٌ‬ ‫ُ‬ ‫َ ُ ّ َ ً ّ ُ َ َ‬ ‫َ ُ ُّ َ َ َ َ‬
‫يغيظ الكفار و� ينالون مِن عد ٍو ني� إِ� ك ِتـب لهـم ِبـهِ �مـل‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ٌ َّ َّ َ ُ ُ َ‬
‫َ‬
‫صال ِح إِن ا� � يضيع أجر المح ِسن�﴾ ]الﺘوﺑﺔ‪[120:‬‬
‫ﻗال ا�سﻦ‪ :‬ال ﻳرﻏﺒـوا ﺑﺄﻧﻔسـهم أن ﻳصـﻴﺒهم مـﻦ الﺸـداﺋد‬
‫ﻓﻴﺨﺘــاروا ا�ﻔــﺾ والدعــﺔ‪ ،‬ورســول ﷲ صــلى ﷲ علﻴــه‬
‫وسلم � مﺸﻘﺔ السﻔر ومﻘاساة الﺘعﺐ‪.‬‬

‫‪160‬‬
‫ُ ُ‬ ‫َ‬ ‫ََ َ‬ ‫ََ َ‬ ‫َ‬ ‫َ َ ُ َّ َ َ َ َ ُ َ َ‬
‫‪﴿ .6‬وأطيعوا ا� ورسو� و� تنازعوا �تفشـلوا وتـذهب ر�ح�ـم‬
‫الصاب َ‬
‫ر�ن﴾ ]اﻷﻧﻔال‪[46:‬‬ ‫َواص�وا إ َّن َّ َ‬
‫ا� َم َع ّ‬
‫ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ََ َ‬
‫ﻗال السعدي‪) :‬ﻗوله ‪-‬ﺗعـا�‪﴿ -‬و� �نـازعوا﴾ ﺗﻨ�ازعـا ﻳوﺟـﺐ‬
‫ﺗﺸــﺘﺖ الﻘلــوب وﺗﻔرﻗهــا‪َ �َ ﴿ ،‬ت ْف َشــلُوا﴾ أي‪� :‬ﺒﻨــوا ﴿ َو َتــ ْذ َه َ‬
‫ب‬
‫ُ ُ‬
‫�ــ ْم﴾ أي‪ :‬ﺗﻨحــل عــﺰاﺋمكم‪ ،‬وﺗﻔــرق ﻗــوﺗكم‪ ،‬و�رﻓــع مــا‬ ‫رِ�ح‬
‫ّ‬
‫وعدﺗم ﺑه مﻦ الﻨصر على طاعﺔ ﷲ ورسوله(‪.‬‬

‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ً َ َّ‬ ‫ً‬ ‫َ ََ ً َ ً ََ َ‬ ‫َ‬


‫ل�ـن �عـدت‬ ‫قاصـدا ��بعـوك و ِ‬ ‫‪﴿ .7‬لو �ن عرضا قر�با وسـفرا ِ‬
‫َ َ ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َّ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ َ ُ ُّ َّ ُ‬
‫علي ِهم الشقة وسـيحلِفون ِبـا�ِ لـوِ اسـتطعنا �رجنـا مع�ـم‬
‫َ‬ ‫َ َ ُ َ ُ َ َّ ُ َ َ ُ َّ ُ َ‬
‫يُهلِكون أنفسهم وا� يعلم إِ�هم ل�ذِبون﴾ ]الﺘوﺑﺔ‪[42:‬‬
‫ً‬ ‫َ َ ََ ً َ‬
‫ﻗال الﺒﻐوي‪ :‬ﻗوله ‪-‬ﺗعا�‪﴿ -‬لو �ن عرضا قر�با﴾ ‪ ،‬أي ‪ :‬لو �ان‬
‫َ‬
‫مــا ﺗــدعون إلﻴــه ا�ﻨــاﻓﻘ� ﻏﻨﻴمــﺔ ﻗر�ﺒ ـ�ﺔ ا�ﺘﻨ ـ�اول ‪َ ﴿ ،‬و َس ـف ًرا‬
‫َ‬ ‫َ َّ‬
‫ل�ـن‬ ‫قاص ًدا﴾ أي ﻗر�ﺒ�ا هﻴﻨـ�ا ‪��﴿ ،‬بعـوك﴾ �رﺟـوا معـك ‪﴿ ،‬و ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ِ‬
‫َ َ ُ ُّ َّ ُ‬
‫َ� ُع َدت علي ِهم الشقة﴾ أي ‪ :‬ا�ساﻓﺔ ‪ ،‬والﺸﻘﺔ ‪ :‬السﻔر الﺒعﻴد‪.‬‬

‫‪161‬‬
‫َ‬ ‫َ ُ َ‬ ‫َ‬ ‫ُ َ ُ ُ َ‬ ‫َ‬
‫ِنون َو ُ‬ ‫‪َ ﴿ .8‬و ُ‬
‫عروف‬
‫ِ‬ ‫عض يأمرون ِبـالم‬ ‫ب‬ ‫ُ‬
‫اء‬ ‫و�‬
‫ِ‬ ‫أ‬ ‫م‬ ‫ه‬ ‫عض‬ ‫ب‬ ‫ِنات‬ ‫م‬ ‫ؤ‬ ‫الم‬ ‫المؤم‬
‫ٍ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ َ‬ ‫ََ َ َ‬
‫نهون َع ِن المنك ِر و�قيمون الص�ة و�ؤتـون الـز�ة و�طيعـون‬
‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫و�‬
‫ا� عَ‬‫ا� إ َّن َّ َ‬ ‫� ُه ُم َّ ُ‬‫ك َســ َ� َ ُ‬ ‫َ‬ ‫َُ ُ‬ ‫َّ َ‬
‫ز�ــز َحكــيم﴾ٌ‬
‫ٌ‬ ‫ِ‬ ‫ول�ــ‬ ‫أ‬ ‫ســو�‬ ‫ا� َو َ‬
‫ر‬
‫ِ‬
‫]الﺘوﺑﺔ‪.[71:‬‬

‫َ‬
‫كـو�نَّ‬ ‫ا� لَ�ن آتانا مِن فَضـلِهِ َ�َ َّصـ َّد َ� َّن َو َ�َ‬‫�ه َد َّ َ‬‫َ‬
‫ِنهم َمن‬
‫‪َ ﴿ .9‬وم ُ‬
‫ِ‬
‫َ َ َ َّ َ ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ ََ‬ ‫م َِن ّ‬
‫�۝فل ّما آتـاهم ِمـن فضـلِهِ �ِلـوا ِبـهِ وتولـوا وهـم‬ ‫الص ِ‬
‫ا�‬
‫َ َُ‬ ‫ُ‬ ‫َ ِ َ َ َ‬ ‫ُ‬ ‫ً‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ ََ َ‬ ‫ُ‬
‫عرضون۝فأعقبهم ن ِفاقا � قلو� ِ ِهم إِ� يوم يلقونه بِمـا أخلفـوا‬ ‫ِ‬ ‫م‬
‫َ‬ ‫ا� ما َو َع ُ‬‫َّ َ‬
‫بون﴾ ]الﺘوﺑﺔ‪.[77-75:‬‬ ‫دوه َو�ِما �نوا يَ� ِذ‬

‫َ ُ ُُ ُ ُ ُُ ُ َ َ ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ ُ ُ َّ‬


‫� ل �م‬ ‫‪﴿ .10‬ومِنهم ا�ين يؤذون ا� ِ� و�قولون هو أذن قل أذن خ ٍ‬
‫ن�م َو َّا�يـنَ‬
‫ِ ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ َ َ َ ٌ َّ‬
‫ِلمؤمِن� ور�ة ل ِ�ين آمنوا مـ‬ ‫ا�ِ َو ُ�ؤم ُِن ل ُ‬‫ُ ُ َّ‬
‫يؤمِن ب ِ‬
‫َ َ َ َّ َ ُ َ ٌ َ‬
‫يُؤذون رسول ا�ِ لهم عذاب أ�م﴾ ]الﺘوﺑﺔ‪[61:‬‬
‫ٌ‬

‫ﻗال اﺑﻦ عاﺷور واﻹﻳمان للمﺆمﻨ� ﺗصدﻳﻘهم � ما ��وﻧه‪،‬‬


‫ُ ﱢ َ ّ‬ ‫ﱠ َ‬
‫لﻔـالن ِﺑ َم ْعـ� صـدﻗه‪ِ ،‬ولـﺬلك عـدي ﺑـالال ِم دون‬
‫ٍ‬ ‫ﻳﻘال‪ :‬آمـﻦ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫الﺒاء كما � ﻗولـه ‪ -‬ﺗعـا�‪ -‬ح�اﻳـﺔ عـﻦ إﺧـوة ﻳوسـﻒ‪﴿ :‬ومـا‬ ‫ِ‬
‫‪162‬‬
‫َ‬ ‫ّ‬ ‫ْ َ ُ ْ َ َ ْ ُ‬
‫أنت بِمؤم ٍِن �ا ولـو كنـا صـا ِدق ِ�﴾ ]ﻳوسـﻒ‪ [17:‬ﻓﺘصـدﻳﻘه‬
‫اﻹﻳمـان واز ٌع َلهـم عـﻦْ‬
‫َ‬ ‫َ ﱠ‬
‫ن‬ ‫ﻷ‬ ‫؛‬ ‫ﻳكـﺬﺑون‬ ‫ال‬ ‫ن‬ ‫صادﻗو‬ ‫هم‬
‫ﱠ‬
‫ﻷﻧ‬ ‫اهم‬ ‫ّ‬
‫إﻳ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ً‬ ‫ﱠ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ْ ُْ‬
‫�ــ�‬
‫أن �ــ ِ�وﻩ الكــﺬب‪ ،‬ﻓكمــا أن الرســول ال ﻳﺆاﺧــﺬ أحــدا ِ‬
‫ُْ‬ ‫ال�اذب ﻓهو ُ‬
‫و�ؤم ُِن‬ ‫عامل الﻨاس ﺑﺸهادة ا�ﺆمﻨ�‪ ،‬ﻓﻘولـه‪﴿ :‬‬ ‫ِ‬ ‫ﻳ‬
‫ْ‬ ‫ّ َ‬ ‫ّ‬ ‫َ َ‬ ‫ٌ‬ ‫َ‬ ‫ُْ ْ‬
‫ل ِلمؤ ِمنِ�﴾ ﺛﻨ�اء علﻴه ِﺑﺬ ِلك ﻳﺘﻀمﻦ اﻷمر ﺑه‪ ،‬ﻓهو ﺿـد ﻗو ِلـ ِه‪:‬‬
‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ٌ ََ َ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬
‫َّ‬
‫فاســق بِنبــأ ٍ �تبينــوا﴾‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫﴿يــا أيُّهــا ِ‬
‫ا�يــن آمنــوا إن جــاء�م ِ‬
‫]ا�ﺠرات‪.[6:‬‬

‫َ َُ ُُ ٌ ُ ُُ ُ َ َ ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ ُ ُ َّ‬


‫� ل�ـم‬ ‫‪﴿ .11‬ومِنهم ا�ين يؤذون ا� ِ� و�قولون هو أذن قل أذن خ ٍ‬
‫ن�م َو َّا�يـنَ‬
‫ِ ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ َ َ َ ٌ َّ‬
‫ِلمؤمِن� ور�ة ل ِ�ين آمنوا مـ‬ ‫ا�ِ َو ُ�ؤم ُِن ل ُ‬‫ُ ُ َّ‬
‫يؤمِن ب ِ‬
‫َ َ َ َّ َ ُ َ ٌ َ‬
‫يُؤذون رسول ا�ِ لهم عذاب أ�م﴾ ]الﺘوﺑﺔ‪[61:‬‬
‫ٌ‬
‫َ ُ َ ُُ ٌ‬
‫ﻗال السـعدي‪ :‬ﻗـول‪-‬ﺗعـا�‪َ ﴿ -‬و َ�قولـون هـو أذن﴾ ﻳعـ� �ـان‬
‫ﻳﻘول ا�ﻨاﻓﻘون عﻦ الﻨ� ‪-‬صلى ﷲ علﻴه وسلم‪ -‬أﻧه ﻳﻘﺒل‬
‫�ل ما ﻳﻘال لـه‪ ،‬ال ﻳمـ� ﺑـ� صـادق و�ـاذب‪ ،‬ﻓـرد ﷲ علـﻴهم‬
‫ً‬ ‫ُ ُُ ُ َ َ ُ‬
‫� ل�م﴾ أي‪ :‬ﻳﻘﺒل مﻦ ﻗال لـه ﺧـ�ا وصـدﻗا‪.‬وأمـا‬
‫﴿قل أذن خ ٍ‬

‫‪163‬‬
‫إعراﺿـــه وعـــدم ﺗعﻨﻴﻔـــه لكﺜـــ� مـــﻦ ا�ﻨـــاﻓﻘ� ا�عﺘـــﺬر�ﻦ‬
‫ﺑاﻷعﺬار الكﺬب‪ ،‬ﻓلسعﺔ ﺧلﻘه‪ ،‬وعدم اهﺘمامه ﺑﺸﺄﻧهم‪.‬‬
‫ُ َْ ُ ُ ْ ُُْ َ ْ َ ُ ْ ُ َْ ُ ُ ْ‬
‫ﻗــال اﺑــﻦ عاﺷــور‪ :‬وﺟملـﺔ ﴿ق ـل أذن خ ـ� ل� ـم﴾ ﺟملـﺔ ﻗـل‬
‫ٍ‬
‫ُ ََ‬ ‫َ َ‬ ‫َ‬ ‫ًّ‬ ‫ْ‬ ‫ُ ْ َََْ ٌ ْ ْ ً‬
‫مســ ـﺘﺄﻧﻔﺔ اســ ـ ِﺘئﻨ�اﻓا اﺑ ِﺘــ ـ�دا ِﺋﻴ�ا‪ ،‬علــــى ط ِر�ﻘــ ـ ِﺔ المﻘاولــ ـ ِﺔ‬
‫َ ً َ‬ ‫ْ‬ ‫َ ْ ْ َْ َ ْ‬ ‫ـاو َرة‪ ،‬ﻹ ْ‬‫والمحـ َ‬‫ُ‬
‫ﺐ مﻘ ِص ـ ِد ِهم إﻏاﻇ ـﺔ لهــم‪،‬‬ ‫ـال ﻗ ـو ِل ِهم ِﺑﻘل ـ ِ‬
‫ِ‬ ‫ـ‬ ‫ط‬ ‫ﺑ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ا�كـﻴم ﱠالـﺬي َ ْ�مـلُ‬ ‫اﻷ ْسـ ُلوب َ‬ ‫َ ُ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َْ ً‬
‫ِ‬ ‫ِ ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ﻘاص ِد ِهم‪ ،‬وهو ِمﻦ‬ ‫وكمدا ِلم ِ‬
‫ﻴهـا َلـهُ‬ ‫�ـد ُﻩ‪َ ،‬ﺗ ْنﺒ ً‬
‫ُ ُ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ َ ُ َ َ ُ َ َﱢ‬
‫ﻴه المﺨاطﺐ �الم المـﺘ�ل ِم علـى ﻏـ ِ� مـا ﻳ ِر‬
‫ِ‬ ‫ِﻓ ِ‬
‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫ﱠ‬
‫َعلى أﻧه اﻷو� ِﺑﺄن ﻳراد‪.‬‬
‫ُ‬ ‫ْ‬

‫َ ُ‬ ‫ُ َ ً َ‬ ‫َ َ َّ َ َّ ُ َ ُ َ َ َ َ َّ‬
‫‪﴿ .12‬ا�ن خفف ا� عن�م وعلِم أن فـي�م ضـعفا فـإِن ي�ـن‬
‫ُ َ ٌ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫ِا� َ‬ ‫ِن�م مِائَ ٌة صاب َرةٌ يَ‬
‫ُ‬
‫� �ن يَ�ن مِن�م ألف يغلِبوا‬
‫َ‬
‫ِ‬ ‫ت‬ ‫م‬ ‫بوا‬ ‫ِ‬ ‫ل‬ ‫غ‬ ‫ِ‬ ‫م‬
‫َ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َّ َ َّ‬ ‫َ َ‬
‫ذن ا�ِ وا� مع الصابِر�ن﴾ ]اﻷﻧﻔال‪[66:‬‬ ‫� �ِإ ِ ِ‬ ‫ألف ِ‬
‫)ﻳمكﻦ أن ﻧﻔهم معـ� ﴿ َو َعل ِ َم﴾ أو ﴿�علم﴾ ﺑمعـ� أن ﷲ أﺑـدى‬
‫وأﻇهر ما �ان ﻳكﻨه مﻦ علمه ا�ـاص الـﺬي لـم ﻳطلـع علﻴـه‬
‫رسول ﻓاسﺘﺒ�دل ﺑاﻷمر أمرا‪ .‬والﺬي ﻳﺆ�د هـﺬا الﻔهـم ولـيس‬
‫كما ﻳﺘوهمه الﺒعﺾ مﻦ أن ﷲ لم ﻳكـﻦ ﻳعلـم ﺛـم �صـل لـه‬

‫‪164‬‬
‫العلم ﺑعد ذلك‪ ،‬وإﻧما ﻳراد ﺑه الﺘمﻴـ� واﻹﻇهـار والـﺬي ﻳﺆ�ـد‬
‫إرادة ذلك‬
‫و�مكﻦ ﻓهم هﺬﻩ اﻵﻳﺔ ﺑﻔهم اﻵﻳﺘ� الﻘادمﺘ�‪ .‬ﻗـال ﺗعـا�‪:‬‬
‫َّ َ َ َ ْ َ َ‬ ‫َّ َ َ ُ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫َ َُ ُ‬
‫َ‬
‫اس من �قول آمنا ِبـا�ِ فـإِذا أوذِي ِ� ا�ِ جعـل ف ِتنـة‬ ‫﴿ َوم َِن ا�َّ ِ‬
‫َّ‬ ‫َ َ َ ْ ٌ ّ َّ ّ َ َ َ ُ ُ َّ َّ ُ‬ ‫َّ َ َ‬ ‫َ َ َ‬
‫اب ا�ِ ول�ِن جاء ن� ِمـن ر ِ�ـك �قـولن إِنـا كنـا‬ ‫اس كعذ ِ‬ ‫ا�َّ ِ‬
‫ا� بـ ـأَ ْعلَ َم ب َمـ ـا � ُصـ ـ ُدور الْ َعـ ـالَم�﴾َ‬ ‫ُ‬ ‫َ َ ُ ْ َ َ َ ْ َ َّ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫مع�ـ ـم أولـ ـيس‬

‫]العﻨكﺒوت‪[9:‬‬
‫ﻓﺈن اﻵﻳـﺔ ﺑعـد أن صـرحﺖ أن ﷲ ﺗعـا� أعلـم ﺑمـا � صـدور‬
‫العا�� ﻗالﺖ‪:‬‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ َ َ ْ َ َ َّ َّ ُ َّ َ َ ُ َ َ َ ْ َ َ َّ ْ‬
‫﴿و�علمن ا� ا�ِين آمنوا و�علمن المنافِقِ�﴾ ]العﻨكﺒوت‪[10:‬‬
‫مما ﻳكﺸﻒ كﺸﻔا ﻗطعﻴـا عـﻦ أن ا�ـراد مـﻦ ﻗولـه ﴿ َو َ�َ ْعلَ َمـنَّ‬

‫َّ ُ‬
‫ا�﴾ ليس هو العلم ﺑعد ا�هل وإال ﻓكﻴﻒ ﻳكون أعلم ﺑما �‬
‫صدور العا�� ﺛم ﻳﻘول � ذات الوﻗﺖ أﻧه ال ﻳعلم ﺑا�ﺆمﻨ�‬
‫وا�ﻨاﻓﻘ� وأﻧه ﻳبﺘلﻴهم ح� �صل له العلم‪.‬‬
‫وكﺬلك ﻳمكﻦ الﺘﺄﻳﻴ�د ﺑﻘوله ﺗعا�‪:‬‬

‫‪165‬‬
‫ُ ْ َ ّ‬ ‫ُُ‬ ‫ُ ُ ُ‬ ‫� َّ ُ َ‬
‫ا�ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫حـص مـا ِ� قلـو�ِ�م و‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫ا� ما ِ� صـدورِ�م و ِ�م ِ‬ ‫﴿ َو ِ�َبْ َت ِ َ‬
‫َ ٌ َ‬
‫ات ال ُّص ُدورِ﴾ ]آل عمران‪[154:‬‬‫يم بِذ ِ‬ ‫عل ِ‬
‫ﻓﻘد أﻓادت اﻵﻳﺔ أﻧه ﻳبﺘلﻲ ما � صـدورهم وهـو مـﻦ مكﻨـون‬
‫الﻐﻴﺐ و�محص ما� ﻗلـوﺑهم وهـو مـﻦ مكﻨـون الﻐﻴـﺐ‪ ،‬ﺛـم‬
‫يم بذات ُّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫الص ُدورِ﴾ ﻓﺈذا �ان ﻳعلم ما � صدورهم‬ ‫ﻳﻘول أﻧه ﴿عل ِ ٌ ِ ِ‬
‫ﻓلماذا االﺑﺘ�الء والﺘمحﻴص لو لـم ﻳكـﻦ الﻐـرض مﻨـه الﺘمﻴـ�‬
‫واﻹﻇهار‪ ،‬وليس �صﻴل العلم ﻷﻧـه صـرح � ذﻳـل اﻵﻳـﺔ أﻧـه‬
‫َ ٌ‬
‫يم بــذات ُّ‬ ‫َ‬
‫الصــ ُدورِ﴾(‪] .‬مســﺘﻔاد مــﻦ موﻗــع الــرد علــى‬ ‫ِ‬ ‫﴿ع ِلــ ِ‬
‫اﻹ�اد[‪.‬‬

‫ِنات َج ّنات َ�ري مِن َ�ت ِ َهـا ا�َنهـارُ‬


‫المؤم ِ‬ ‫المؤم َ‬
‫ِن� َو ُ‬ ‫ا� ُ‬‫‪َ ﴿ .13‬و َع َد َّ ُ‬
‫ٍ‬
‫ا�‬
‫ٌ َ َّ‬
‫ن‬ ‫ِ‬
‫مـ‬ ‫ضـوان‬ ‫ر‬ ‫َ‬
‫و‬ ‫دن‬‫ع‬‫ين فيها َو َمسا� َن َط ّي َب ًة � َج ّنات َ‬ ‫خا� َ‬‫ِ‬
‫ِ‬ ‫ٍ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ُ‬
‫أ�� ذل ِك هو الفوز العظيم﴾ ]الﺘوﺑﺔ‪.[7:‬‬‫َ‬

‫‪166‬‬
‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫ُ ََ َ َ ُ َ َ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫ُ َ َ َ َّ َ‬
‫� و�ن نـ��ص بِ�ـم‬ ‫ِ‬ ‫ي‬‫سن‬‫ا�‬ ‫ى‬ ‫حد‬ ‫إ‬ ‫�‬
‫ِ ِ ِ‬ ‫إ‬ ‫نا‬ ‫ب‬ ‫صون‬ ‫‪﴿ .14‬قل هل تر�‬
‫ّ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫ََ‬ ‫َ َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ ُ َ ُ ُ َّ‬
‫ذاب ِمـن عِنـ ِده ِ أو بِأيـدينا ف��صـوا إِنـا‬ ‫أن يصيب�م ا� بِعـ ٍ‬
‫َ‬
‫� ّ�ِصون﴾ ]الﺘوﺑﺔ‪.[52:‬‬ ‫�م ُم َ َ‬
‫َ َ ُ‬
‫مع‬

‫‪167‬‬
‫اﻟﺠﺰء اﻟﺤﺎدي ﻋﺸﺮ‬

‫ُ َ َ َ‬ ‫َ‬ ‫َ َُ ّ ُ‬ ‫َ َ َ َّ ُ ُ ّ َ‬
‫� ف�‬ ‫�‬
‫ِ ِ ٍ‬‫دك‬‫ر‬ ‫ي‬ ‫�ن‬ ‫و‬ ‫ه‬ ‫�‬ ‫ِ‬ ‫إ‬ ‫�‬ ‫ف‬ ‫ش‬
‫ِ‬ ‫�‬ ‫�‬ ‫‪�﴿ .1‬ن يمسسك ا� ب ِ ٍ‬
‫�ف‬
‫الـر ُ‬
‫حيم﴾‬ ‫الغ ُ‬
‫فـور َّ‬ ‫َُ َ َ‬ ‫صيب بهِ َمن � َ ُ‬
‫شاء مِن عِبا ِده ِ وهـو‬ ‫ُ‬ ‫راد ل َِفضلِهِ يُ‬
‫َّ‬
‫ِ‬
‫]ﻳوﻧس‪.[107:‬‬

‫ز�ـز َعلَيـهِ مـا َعنـتمُّ‬


‫ٌ‬ ‫ُ‬
‫�م عَ‬ ‫َ ُ‬ ‫َ ُ َ ٌ‬ ‫ََ‬
‫ِ‬ ‫‪﴿ .2‬لقد جاء�م رسـول ِمـن أنف ِ‬
‫سـ‬
‫ٌ‬ ‫َ‬ ‫َ َ ٌ‬ ‫ُ‬ ‫َ ٌ ََ ُ‬
‫حر�ص علي�م بِالمؤمِن� رءوف رحيم﴾ ]الﺘوﺑﺔ‪[128:‬‬
‫ﻓﻘد ﺟاء � ﺗﻔس� الط�ي‪) :‬ﻗال أﺑو ﺟعﻔر‪ :‬وأو� الﻘـول� �‬
‫ذلك ﺑالصـواب‪ُ ،‬‬
‫ﻗـول اﺑـﻦ عﺒـاس‪ .‬وذلـك أن ﷲ ﱠ‬
‫عـم ﺑـا��‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫عﻦ ّ‬
‫ﻧ� ﷲ أﻧه عﺰ�ﺰ علﻴه ما عﻨﺖ ﻗومه‪ ,‬ولم �صص أهـل‬
‫ُ‬
‫ا�ـ� مـﻦ[‬ ‫اﻹﻳمان ﺑه‪ .‬ﻓ�ان صلى ﷲ علﻴه وسلم ]كما ﺟاء‬
‫ََ ُ‬ ‫ٌ‬
‫ﷲ ﺑه‪ ،‬عﺰ�ﺰ علﻴه عﻨﺖ ﺟمعهم‪.‬‬
‫ﻓﺈن ﻗال ﻗاﺋل‪ :‬وكﻴﻒ �وز أن ﻳوصﻒ صلى ﷲ علﻴه وسـلم‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ً‬
‫ﺑﺄﻧــه �ــان عﺰ�ــﺰا علﻴــه عﻨــﺖ ﺟمــﻴعهم‪ ،‬وهــو ﻳﻘﺘــل كﻔــارهم‪،‬‬
‫و�س� ﱠ‬
‫ذرار�هم‪ ،‬و�سلﺒهم أموالهم؟‬

‫‪168‬‬
‫ﻗﻴــل‪ :‬إن إســالمهم‪ ،‬لــو �ــاﻧوا أســلموا‪� ،‬ــان أحـ ﱠ‬
‫ـﺐ إلﻴــه مــﻦ‬
‫إﻗامﺘهم علـى كﻔـرهم وﺗكـﺬﻳﺒهم إﻳـاﻩ‪ ،‬حـ� ﻳسـﺘحﻘوا ذلـك‬
‫ٌ‬
‫مﻦ ﷲ‪ .‬وإﻧما وصﻔه ﷲ ﺟل ﺛﻨ�اؤﻩ ﺑﺄﻧه عﺰ�ـﺰ علﻴـه عﻨـﺘهم‪,‬‬
‫ﱡ‬ ‫ُ‬ ‫ً‬
‫ﻷﻧــه �ــان عﺰ�ــﺰا علﻴــه أن ﻳــﺄﺗوا مــا ﻳعﻨــﺘهم‪ ،‬وذلــك أن ﻳﻀــلوا‬
‫ﻓيسﺘوﺟﺒوا العﻨﺖ مﻦ ﷲ ﺑالﻘﺘل والس�(‪.‬‬

‫ر�ب ًة � قُلو�هم إ ّ� أَن َ� َق َّط َع قُ ُ‬


‫لـو�همُ‬ ‫نيا� ُه ُم َّا�ي َ� َنوا َ‬
‫َ ُ ُ ُ‬
‫‪ �﴿ .3‬يزال ب‬
‫ِِ ِ‬
‫ليم َح ٌ‬
‫كيم﴾ ]الﺘوﺑﺔ‪[110:‬‬ ‫َو َّ ُ‬
‫ا� َع ٌ‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫أي أن ﺑنﻴ�اﻧهم للمسﺠد الﻀرار أورث ﺷ�ا وﻧﻔاﻗا � ﻗلوﺑهم‪.‬‬

‫ًِ َ َ‬
‫آخـ َر َسـ ّيئاً‬ ‫َ َ ً‬ ‫َ َ‬ ‫ُ‬ ‫رون َ َ‬ ‫َ َ َ‬
‫ِ‬ ‫و‬ ‫ا‬ ‫صـا�‬ ‫�‬ ‫مـ‬ ‫�‬ ‫طـوا‬ ‫ل‬ ‫خ‬ ‫م‬ ‫ه‬ ‫نو�‬
‫ِ ِِ‬ ‫ذ‬ ‫ب‬ ‫فوا‬‫اع�‬ ‫‪﴿ .4‬وآخ‬
‫ـور َرحــــيم﴾ٌ‬ ‫ا� َغفـــ ٌ‬ ‫ا� أَن يَتـــ َ‬
‫ـوب َع َلــ ـيهم إ َّن َّ َ‬ ‫َع َ�ــ ـ َّ ُ‬
‫ِ ِ‬
‫]الﺘوﺑﺔ‪.[102:‬‬

‫‪169‬‬
‫ا�قوى ِمـن أَ َّول َيـو� أَ َحـقُّ‬ ‫� َّ‬ ‫ٌ ُ ّ َ ََ‬
‫س‬ ‫س‬ ‫أ‬ ‫د‬ ‫ج‬ ‫س‬‫م‬‫َ‬ ‫ًََ َ‬
‫ل‬ ‫ا‬‫د‬ ‫ب‬‫�‬ ‫ِ‬ ‫ه‬ ‫في‬ ‫م‬
‫َُ‬
‫ق‬‫‪� �﴿ .5‬‬
‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫الم َّط ّهـر�ن﴾َ‬
‫ب ُ‬ ‫ون أَن َ� َت َط َّهروا َو َّ ُ‬
‫ا� ُ�ِ ُّ‬ ‫ٌ ُ ّ َ‬ ‫َ‬ ‫َ َ‬
‫ِ‬ ‫أن تقوم فيهِ فيهِ رِجال �ِب‬
‫]الﺘوﺑﺔ‪[108:‬‬
‫َ‬ ‫ُ‬
‫ﺟاء � ﺗﻔس� الﺒﻐوي‪�َ �﴿) :‬قم فيـهِ �بـدا﴾ ﻗـال اﺑـﻦ عﺒـاس‪:‬‬
‫ً‬ ‫َ‬

‫"ال ﺗصل ﻓﻴه" مﻨع ﷲ ﺗعا� ﻧبﻴ�ه صلى ﷲ علﻴـه وسـلم أن‬
‫ﻳصلﻲ � مسﺠد الﻀرار(‪.‬‬
‫َ‬ ‫ً‬ ‫ُ‬ ‫ََ ٌ َ َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ َ َّ َّ‬
‫جسـ ِهم ومـاتوا‬
‫‪﴿ .6‬وأما ا�ين � قلو� ِ ِهم مرض فزادتهم رِجسا إِ� رِ ِ‬
‫َ‬ ‫ُ‬
‫ِرون﴾ ]الﺘوﺑﺔ‪[125:‬‬ ‫َوهم �ف‬
‫َ َ ٌ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ َ َّ َّ‬
‫ﺟاء � ﺗﻔس� الط�ي‪﴿) :‬وأما ا�ين � قلـو� ِ ِهم مـرض﴾‪ ,‬ﻧﻔـاق‬
‫وﺷك � دﻳﻦ ﷲ‪ ,‬ﻓﺈن السورة ال� أﻧـﺰلﺖ = )زادﺗهم ً‬
‫رﺟسـا‬
‫إ� رﺟســهم(‪ ،‬وذلــك أﻧهــم ﺷــكوا � أﻧهــا مــﻦ عﻨــد ﷲ‪ ,‬ﻓلــم‬
‫ً‬ ‫ﱟ‬ ‫ّ‬
‫ﻳﺆمﻨــوا ﺑهــا ولــم ﻳصــدﻗوا‪ ,‬ﻓ�ــان ذلــك ز�ــادة ﺷــك حادﺛــﺔ �‬
‫ﺗﻨـﺰ�ل ﷲ‪ ،‬لﺰمهم اﻹﻳمان ﺑه علﻴهم‪ ،‬ﺑل ارﺗاﺑوا ﺑﺬلك‪ ,‬ﻓ�ـان‬
‫َْ‬
‫� مﻦ أﻓعالهم(‪.‬‬
‫ذلك ز�ادة ﻧ ٍ‬

‫‪170‬‬
‫َ َّ َ‬ ‫ُ‬ ‫َ ُ َ ّ ََُّ َ‬ ‫وما بَ َ‬‫ا� ِ�ُض َّل قَ ً‬
‫َ َّ‬
‫عد إِذ هداهم ح� �ب ِ� لهم ما �تقون‬ ‫‪َ ﴿ .7‬وما �ن ُ ِ‬
‫ٌ‬ ‫َ‬ ‫َّ َّ َ ُ ّ َ‬
‫إِن ا� بِ� ِل � ٍء عليم﴾ ]الﺘوﺑﺔ‪.[115:‬‬

‫المسـجدَ‬ ‫�ون َ�َ ٌس َفـ� يَ َ‬


‫قر ُ�ـوا َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ ُّ َ َّ‬
‫ِ‬ ‫�‬
‫‪﴿ .8‬يا ��ها ا�ين آمنوا إِ�ما الم ِ‬
‫غني� ُم َّ ُ‬
‫ُ‬ ‫ُ َ ًَ َ َ َ‬
‫وف يُ‬ ‫ا� َ‬
‫رام بَ َ‬ ‫َ‬
‫ا� مِن‬ ‫خفتم عيلة فس‬ ‫عد � ِم ِهم هذا �ن ِ‬
‫ليم َح ٌ‬‫ا� َع ٌ‬ ‫شاء إ َّن َّ َ‬
‫َِ‬ ‫َ‬
‫كيم﴾ ]الﺘوﺑﺔ‪[28:‬‬ ‫فضلِهِ إِن‬

‫ﻗال الﺒﻴﻀاوي‪) :‬ﻗﻴدﻩ ﺑا�ﺸﻴﺌ�ﺔ لﺘﻨﻘطع اﻵمال إ� ﷲ ﺗعا�‬


‫ٌ‬ ‫َ‬
‫و ِل ُﻴن ﱢﺒ ـ�ه علــى أﻧــه ﺗعــا� مﺘﻔﻀــل � ذلــك وأن الﻐــ� ا�وعــود‬
‫لﺒعﺾ دون ﺑعﺾ و� ٍ‬
‫عام دون عام(‪.‬‬ ‫ٍ‬ ‫ﻳكون‬

‫َ‬
‫عـا�همُ‬ ‫ُ‬ ‫َ َ َّ‬ ‫َ‬ ‫ً‬ ‫َّ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ َ َََ ّ َ‬ ‫ََ َ ُ‬
‫ل�ـن كـ ِره ا� انب ِ‬
‫‪﴿ .9‬ولو أرادوا ا�روج �عدوا � عدة و ِ‬
‫اقعدوا َم َع القاع َ‬ ‫َ َ َّ َ ُ َ َ‬
‫قيل ُ‬
‫ِدين﴾ ]الﺘوﺑﺔ‪.[46:‬‬ ‫�ثبطهم و‬

‫َّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫ََ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫َ‬
‫رام كمن آمـن ِبـا�ِ‬ ‫َ‬
‫ج ِد ا� ِ‬ ‫ِ‬
‫ا�اج وعِمارة المس ِ‬ ‫‪﴿ .10‬أجعلتم ِسقاية‬
‫ا�ِ َو َّ ُ‬
‫َ َّ‬ ‫َ َ َ‬ ‫َّ‬ ‫َ َ‬
‫جاه َد � َ‬ ‫َوا�َ ِ‬
‫ا� �‬ ‫سـتوون عِنـد‬ ‫بيل ا�ِ � �‬ ‫ِ‬ ‫س‬ ‫خ ِر و‬
‫وم ا� ِ‬
‫َ َ ّ‬
‫الظال َ‬
‫ِم�﴾ ]الﺘوﺑﺔ‪[19:‬‬ ‫يَه ِدي القوم‬

‫‪171‬‬
‫ﻗال السعدي � ﺗﻔس�ﻩ‪) :‬لمـا اﺧﺘلـﻒ ﺑعـﺾ ا�سـلم�‪ ،‬أو‬
‫ﺑعـــﺾ ا�ســـلم� وﺑعـــﺾ ا�ﺸـــرك�‪ � ،‬ﺗﻔﻀـــﻴل عمـــارة‬
‫ا�ســﺠد ا�ــرام‪ ،‬ﺑالﺒﻨــ�اء والصــالة والعﺒــادة ﻓﻴــه وســﻘاﻳﺔ‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫ا�اج‪ ،‬على اﻹﻳمان ﺑا﮻ وا�هاد � سﺒﻴله‪ ،‬أﺧـ� ﷲ ﺗعـا�‬
‫ِمــارةَ‬ ‫ِّ‬
‫ا�ــاج َوع َ‬ ‫ََ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ﺑالﺘﻔــاوت ﺑيﻨهمــا‪ ،‬ﻓﻘــال‪﴿ :‬أجعلــتم ِســقاية‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ج ِد َ‬ ‫َ‬
‫بيل‬
‫ِ‬ ‫سـ‬ ‫�‬ ‫د‬ ‫جاهـ‬‫و‬ ‫ر‬
‫ِ‬ ‫ا�خـ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫وم‬ ‫ا�‬ ‫و‬ ‫ِ‬ ‫ا�‬ ‫ِ‬ ‫ب‬ ‫ن‬ ‫آم‬ ‫ن‬ ‫م‬ ‫ك‬ ‫ِ‬
‫رام‬ ‫ا�‬ ‫ِ‬ ‫س‬‫الم‬
‫َ َّ‬ ‫َ َ َ‬ ‫َّ‬
‫ا�ِ﴾‪.‬‬ ‫ستوون عِند‬ ‫ا�ِ � �‬
‫ّ‬
‫ﻓا�هــاد واﻹﻳمــان ﺑــا﮻ أﻓﻀــل مــﻦ ســﻘاﻳﺔ ا�ــاج وعمــارة‬
‫ا�سﺠد ا�رام ﺑدرﺟات كﺜ�ة‪ ،‬ﻷن اﻹﻳمان أصل الدﻳﻦ‪ ،‬وﺑه‬
‫ﺗﻘﺒل اﻷعمال‪ ،‬وﺗﺰكو ا�صال(‪.‬‬
‫ٌ‬
‫ﻓ�ــان هــﺬا رد مــﻦ ﷲ ﺗعــا� علــى مــﻦ ﻳﻔاﺿــل ﺑــ� عمــارة‬
‫ا�ســﺠد ا�ــرام واﻹﻳمــان ﺑــا﮻‪ ،‬ﻓكﻴــﻒ ﺑمــﻦ ﻳﻔاﺿــل ﺑــ�‬
‫اﻹﻳمان ﺑا﮻ وأعمال دون ذلك ﺑكﺜ�؟!‬

‫َ‬ ‫َ َ َ َ َّ‬ ‫َ‬


‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ َ ََ َ َ‬ ‫َ َ‬
‫عراب أن �تخلفوا عـن‬ ‫هل المدينةِ ومن حولهم مِن ا� ِ‬ ‫‪﴿ .11‬ما �ن ِ� ِ‬
‫سهِ ذل َِك ب َ� َّ� ُهم � يُ ُ‬
‫صيبهمُ‬ ‫ِ‬ ‫ف‬
‫َ َ‬
‫ن‬ ‫ن‬ ‫ع‬ ‫م‬ ‫ه‬ ‫س‬
‫ِ‬
‫َ ُ‬
‫نف‬ ‫أ‬ ‫ب‬ ‫بوا‬
‫َّ َ َ َ‬
‫رغ‬ ‫َرسو ِل ا�ِ و� ي‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬

‫‪172‬‬
‫ً‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫َ ٌَ َ َ َ ٌ َ َ َ َ ٌ‬
‫بيل ا�ِ و� �طئـون مو ِطئـا‬ ‫ظمأ و� نصـب و� �مصـة � سـ ِ‬
‫َ َ ٌ‬ ‫ُ‬ ‫َ ُ ّ َ ً ّ ُ َ َ‬ ‫َ ُ ُّ َ َ َ َ‬
‫يغيظ الكفار و� ينالون مِن عد ٍو ني� إِ� ك ِتـب لهـم ِبـهِ �مـل‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ٌ َّ َّ َ ُ ُ َ‬
‫َ‬
‫صال ِح إِن ا� � يضيع أجر المح ِسن�﴾ ]الﺘوﺑﺔ‪[120:‬‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫ﻓــا﮻ عــﺰ وﺟــل عــدد ﺑعــﺾ ا�ﺸــاق الــ� ﻳﺒلﻐهــا ا�ﺠاهــد �‬
‫َ‬ ‫َ َ‬ ‫ُُ َ َ ٌ‬
‫سﺒﻴ�ل ﷲ ﴿� يُصـيبهم ظمـأ﴾ ﻳعـ� عطـﺶ‪﴿ ،‬و� نصـب﴾ أي‬
‫ٌ‬
‫َّ‬
‫ا�ِ﴾‪.‬‬ ‫بيل‬ ‫ﺗعﺐ‪َ ﴿ ،‬و� َ� َم َص ٌة﴾ أي مﺠاعﺔ‪َ �﴿ ،‬‬
‫س‬
‫ِ‬
‫ﻓ�ل هﺬﻩ ا�ﺸاق الـ� ﺗكـون � سـﺒﻴ�ل ﷲ ﻳﺜـ�اب ا�ـرء علﻴهـا‬
‫ُ‬ ‫ٌ‬ ‫َ َ ٌ‬ ‫ُ‬ ‫ّ ُ َ َ‬
‫ص ال ِح﴾‪ ،‬وز�ـادة‬
‫لﺸرف الﻐاﻳﺔ مﻨها ﴿إِ� كتِب لهـم ِبـهِ �مـل ـ‬
‫ٌ‬ ‫َ ٌَ‬
‫﴿�مل صال ِح﴾ لﺘﺄكﻴد اﻹﺛاﺑﺔ على هﺬﻩ اﻷعمال‪.‬‬

‫ُ َ َ‬ ‫َ‬ ‫َ َُ ّ ُ‬ ‫َ َ َ َّ ُ ُ ّ َ‬
‫� ف� � ِشف � إِ� هـو �ن يـ ِردك ِ�ـ ٍ‬
‫�‬ ‫‪�﴿ .12‬ن يمسسك ا� ب ِ ٍ‬
‫َُ َ َ‬
‫الغ ُ‬ ‫صيب بـهِ َمـن � َ ُ‬
‫ُ‬ ‫راد ل َِفضلِهِ يُ‬
‫َّ‬ ‫َ‬
‫فـور‬ ‫شـاء ِمـن عِبـا ِده ِ وهـو‬ ‫ِ‬ ‫�‬ ‫ف‬

‫حيم﴾ ]ﻳوﻧس‪.[107:‬‬ ‫الر ُ‬


‫َّ‬

‫‪173‬‬
‫َ َ َ َ َّ َ َ َ َ‬ ‫َ‬
‫َ ّ ّ َ‬ ‫َ‬ ‫َ ُ‬
‫‪﴿ .13‬فإِن كنت � شـ ٍك مِمـا أنز�ـا إِ�ـك فاسـأ ِل ا�يـن يقـرءون‬
‫َ‬
‫�ـو� َّن ِمـنَ‬‫َّ َ َ َ‬ ‫ُّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ َ ََ‬ ‫الك َ‬
‫ِتاب مِن قبلِك لقد جاءك ا�ق مِن ر�ِك فـ� ت‬
‫م� َ‬‫ُ َ‬
‫�ن﴾ ]ﻳوﻧس‪.[94:‬‬ ‫الم‬

‫َ‬
‫اختلَ َط بهِ نَباتُ‬
‫السماءِ فَ َ‬ ‫نز�اهُ م َِن َّ‬ ‫ا�نيا َكما ٍء أ َ‬ ‫‪﴿ .14‬إِنَّما َم َث ُل َ‬
‫ا�ياة ِ ُّ‬
‫ِ‬
‫َ ُ ُ َُ‬ ‫َ َ َ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ َ َ‬
‫ّ‬ ‫ّ َ ُُ‬ ‫َ‬
‫ت ا�رض زخرفها‬ ‫رض مِما يأ� ا�اس وا�نعام ح� إِذا أخذ ِ‬ ‫ا� ِ‬
‫مرنا َ� ً� أَو نَهـاراً‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ِرون َعلَيها أتاها أ ُ‬‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ َّ َّ َ َ َ َّ َ ُ َ َّ‬
‫واز�نت وظن أهلها ��هم قاد‬
‫َ َ َُ ّ ُ‬ ‫َ‬ ‫َ ً ََ َ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ا�يـات‬
‫ِ‬ ‫مس كذل ِك �ف ِصـل‬ ‫َ‬
‫فجعلناها حصيدا كأن لم تغن بِا� ِ‬
‫َ َ َ َ َّ َ‬
‫ل ِقو ٍ� �تفكرون﴾ ]ﻳوﻧس‪.[24:‬‬

‫ـتم إ َ�ه ـم �ِ ُعرضــوا َع ـنهمُ‬ ‫انقلَبـ ُ‬


‫َ َ‬
‫ا‬ ‫ذ‬ ‫إ‬ ‫م‬ ‫ـ‬
‫َّ َ ُ‬
‫�‬ ‫ل‬ ‫ِ‬ ‫ا�‬ ‫ـ‬ ‫ب‬
‫َ‬
‫فون‬ ‫ِ‬ ‫ل‬ ‫ح‬‫ي‬‫‪َ ﴿ .15‬س ـ َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ ُ َّ‬ ‫ََ‬
‫ً‬ ‫ُ‬ ‫ٌ‬
‫عرضوا عنهم إِ�هم رِجـس ومـأواهم جهـنم جـزاء بِمـا �نـوا‬ ‫فأ ِ‬
‫َ‬
‫يَ� ِسبون﴾ ]الﺘوﺑﺔ‪.[95:‬‬

‫ر�ب ًة � قُلو�هم إ ّ� أَن َ� َق َّط َع قُ ُ‬


‫لـو�همُ‬ ‫نيا� ُه ُم َّا�ي َ� َنوا َ‬
‫َ ُ ُ ُ‬
‫‪ �﴿ .16‬يزال ب‬
‫ِِ ِ‬
‫ليم َح ٌ‬
‫كيم﴾ ]الﺘوﺑﺔ‪[110:‬‬ ‫َو َّ ُ‬
‫ا� َع ٌ‬

‫‪174‬‬
‫َ ُ ُ ّ ْ‬
‫أن َ� َق َّطـ َع قُ ُلـ ُ‬
‫و� ُهم﴾ْ‬ ‫ﻗال اﺑﻦ عاﺷور � ﺗﻔسـ�ﻩ‪) :‬وﻗولـه‪﴿ :‬إ�‬
‫ﺿـدﻩُ‬‫ﱠ‬ ‫ال�ء ﺑما ﻳﺸﺒهُ‬ ‫ﺄكﻴد ﱠ ِْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ﱞ‬ ‫ٌ ََ ﱡ‬
‫اسﺘثﻨ�اء ﺗهك ِ�‪ .‬وهو ِمﻦ ﻗﺒﻴ�ل ﺗ ِ‬
‫ا� َّن َة َحـ ّ� يَ ِلـ َج َ‬
‫ا� َمـ ُل � َسـ ِمّ‬ ‫ون َ‬ ‫َْ ُ ُ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ﻘوله ‪ -‬ﺗعا�‪﴿ :‬و� يدخل‬‫ك ِ‬
‫أي َﻳ ْﺒﻘــى ر�ﺒ ـ ً�ﺔ أﺑـ ًـدا ّإال ْأن ُﺗ َﻘ ﱠط ـعَ‬
‫ـاط﴾ ]اﻷعــراف‪ْ ،[40:‬‬ ‫ا�ِيـ ِ‬
‫َ‬ ‫ﱠ‬ ‫ُ َ‬
‫ﻗلوﺑهم ِمﻨهم وما هﻲ ِﺑمﻘطع ٍﺔ(‪.‬‬
‫ٌ‬
‫ـوال وﺟﻴهــﺔ مﻨهــا أن ّ‬
‫الﺘﻘطـع‬ ‫وﻗــد ﻗﻴــل � ﺗﻔســ�ها أﻳﻀــا أﻗـ‬
‫ﺟاء ﺑمع� الﻨدم الﺸدﻳد )ﻗاله السعدي(‪ ،‬وﻗﻴل ﺑﺄﻧـه ا�ـوت‬
‫)ﺗﻔس� اﺑﻦ كﺜ�(‪.‬‬

‫َ َ ّ َ ً َّ‬ ‫ُ‬ ‫َّ‬ ‫َ َ َّ ُ َ َ ُ ُ ّ َ ًّ َّ َّ‬


‫‪﴿ .17‬وما يتبِع أ��هم إِ� ظنا إِن الظن � يغ� مِن ا� ِق شـيئا إِن‬
‫َ َ َ‬ ‫َّ َ‬
‫ا� َع ٌ‬
‫لون﴾ ]ﻳوﻧس‪.[36:‬‬ ‫ليم بِما يفع‬

‫ا�ـ ُذرُ‬ ‫ُ‬ ‫َ ُ‬ ‫َ َ‬ ‫َّ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬


‫ا�يات َو ُّ‬ ‫غ�‬ ‫ت‬ ‫ما‬‫و‬ ‫ِ‬
‫رض‬ ‫ا�‬‫و‬ ‫ماوات‬‫الس‬ ‫�‬ ‫ماذا‬ ‫روا‬ ‫انظ‬ ‫ل‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫‪﴿ .18‬ق ِ‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ َ‬
‫عن قو ٍ� � يؤمِنون﴾ ]ﻳوﻧس‪.[101:‬‬

‫‪175‬‬
‫‪﴿ .19‬بَل َك َّذبوا بما لَم ُ�يطوا بعِل ِمهِ َول َ ّما يَأتِهم تَأو�لُ ُه َكذل َِك َكـ َّذبَ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫الظــال ِم�﴾َ‬ ‫َ ُ ّ‬ ‫َ‬ ‫َ ُ َ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬
‫ا�يــن ِمــن قــبل ِ ِهم فــانظر كيــف �ن �ق ِبــة‬
‫]ﻳوﻧس‪.[39:‬‬

‫‪176‬‬
‫اﻟﺠﺰء اﻟﺜﺎﻧﻲ ﻋﺸﺮ‬

‫َ‬ ‫َ‬ ‫الس ّ‬


‫َّ‬ ‫َ َ َ‬ ‫َ ُ‬ ‫َ‬ ‫َ َُ َ ُ ُ ُ َ َ َ‬
‫ات قال‬
‫ِ ِ‬‫ئ‬ ‫ي‬ ‫لون‬ ‫عم‬‫ي‬ ‫�نوا‬ ‫بل‬ ‫ق‬ ‫ِن‬
‫م‬ ‫و‬ ‫ِ‬ ‫ه‬ ‫�‬‫‪﴿ .1‬وجاءه قومه يهرعون إ ِ‬
‫َّ َ َ ُ‬ ‫ُ َّ َ َ ُ َ ُ َ َّ ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ِ‬
‫َ‬
‫يا قوم هؤ� ِء بنا� هن أطهر ل�م فا�قوا ا� و� � ِ‬
‫زون �‬
‫ُ َ ٌُ‬ ‫ََ‬
‫َضي� �ليس مِن�م رجل رشيد﴾ ]هود‪.[78:‬‬
‫ٌ‬ ‫َ‬ ‫َ‬

‫ّ َ َ َّ َ َ‬
‫َ‬
‫َ‬ ‫ً‬ ‫َ َُ ُ َ َ‬ ‫َ َ‬
‫جـري إِ� � ا�ِ ومـا أنـا‬ ‫ِ‬
‫‪﴿ .2‬و�ا قوم � أس�ل�م عليهِ ما� إِن أ ِ‬
‫َّ َ ّ َ ُ َ ً َ َ َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬
‫بِطارِ ِد ا�ين آمنوا إِ�هم م�قو ر� ِ ِهم ولكِ� أرا�م قوما �هلون﴾‬
‫]هود‪.[29:‬‬

‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ َ ُ ُ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬


‫�ات وادعوا مـ ِن‬ ‫َ‬
‫� سو ٍر مِثلِهِ مف� ٍ‬‫‪﴿ .3‬أم يقولون اف�اه قل فأتوا بِع ِ‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َّ‬ ‫ََ ُ‬
‫ا�ِ إِن كنتم صادِق�﴾ ]هود‪[13:‬‬ ‫دون‬
‫استطعتم مِن ِ‬
‫�ـــات﴾ أﻧهـــا‬ ‫ﻗـــال اﺑـــﻦ عاﺷـــور � ﺗﻔســـ�ﻩ‪) :‬ومعـــ� ﴿ ُم َ َ‬
‫ف�‬
‫ٍ‬
‫مﻔ��ات ا�عا� كما ﺗﺰعمـون علـى الﻘـرآن أي ﺑمﺜـل ﻗصـص‬
‫أهل ا�اهلﻴﺔ وﺗ�اذﻳﺒهم ‪ .‬وهﺬا مﻦ إرﺧاء العﻨـان والتسـلﻴم‬
‫ا�د� ‪ ،‬ﻓا�ماﺛلﺔ � ﻗوله ﴿مِثلِهِ﴾ هﻲ ا�ماﺛلﺔ � ﺑالﻏﺔ ال�الم‬

‫‪177‬‬
‫وﻓصاحﺘه ال � سداد معاﻧﻴـ�ه ‪ .‬ﻗـال علماؤﻧـا ‪ :‬و� هـﺬا دلﻴـل‬
‫علــى أن إعﺠــازﻩ وﻓصــاحﺘه ﺑﻘطــع الﻨﻈــر عــﻦ علـ ّـو معاﻧﻴ ـ�ه‬
‫ً‬
‫وﺗصدﻳﻖ ﺑعﻀه ﺑعﻀا(‪.‬‬

‫َ‬ ‫ً‬ ‫َ َ ّ ََ‬ ‫َ‬ ‫َ َ َ َ ُ َّ َ َ َ‬


‫‪﴿ .4‬فقال الم� ا�ين �فروا مِن قو ِمهِ مـا نـراك إِ� ��ـا مِثلنـا‬
‫َ ُ‬ ‫َ َّ َ َ‬ ‫َ َ َ َّ َ َ َ َّ َّ َ ُ َ ُ‬
‫أي وما نرى ل�ـم‬ ‫وما نراك ا�بعك إِ� ا�ين هم أراذِ�ا بادِي الر ِ‬
‫ُ‬ ‫َ َََ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ُّ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ََ‬
‫وم أرأيـتم إِن‬ ‫ضل بل �ظن�م �ذِب� ۝ قـال يـا قـ ِ‬ ‫علينا مِن ف ٍ‬
‫ََ ُ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ ًَ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫ُ ُ َ‬
‫كنت � بيِن ٍة مِن ر� وآتا� ر�ة مِن عِن ِده ِ �ع ِميـت علـي�م‬
‫َ‬ ‫ََ ُ َ‬ ‫َُ ُ ُ‬
‫لزمكموها وأنتم لها �رِهون﴾ ]هود‪.[28-27:‬‬ ‫�ن ِ‬

‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ َ‬ ‫ََ‬ ‫َ ُ َ َ‬ ‫‪﴿ .5‬قالوا يا صال ُِح قَد ُك َ‬


‫رج ًّوا قبل هذا �تنهانا أن نعبد مـا‬ ‫نت فينا م‬
‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َّ َ َ ّ ّ َ‬ ‫َ ُُ ُ‬
‫ر�ب﴾ ]هود‪[62:‬‬ ‫يعبد آباؤنا �ننا ل� ش ٍك مِما تدعونا إِ�هِ م ٍ‬
‫َ ُ ُ ُ َ َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ َ ُ َ َ ُ َ َ ُُ َ َ َ‬
‫﴿قالوا يا شعيب أص�تك تأمرك أن ن�ك مـا يعبـد آباؤنـا أو أن‬
‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َّ َ َ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ ََ‬
‫َّ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫فعل � أموا�ِ ا ما �شاء إِنك �نت ا�ليم الرشيد﴾ ]هود‪[87:‬‬ ‫ن‬
‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ََ ﱡ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫�لـه‪ ،‬و�ـدل مـا ﻗﺒلـه علـى‬
‫ﻗال الﻘرط�‪( :‬وأحسـﻦ مـﻦ هـﺬا ِ‬
‫ﱠ َ ﱠ َ َ َ ُ ﱠ ُ َ ًّ َ َ َ َ ُ ُ َ َ‬
‫ﺘه‪ ،‬أي �إﻧك أﻧﺖ ا� ِلﻴم الر ِﺷـﻴد حﻘـا‪ ،‬ﻓكﻴـﻒ ﺗﺄمرﻧـا أن‬
‫صح ِ‬

‫‪178‬‬
‫َ َ ُ َ َ ُ َ َ َ ُ َ‬ ‫َ َ َ َ ُُ َ َُ ََُ ﱡ ََ‬
‫ﻴه‪" .‬أصالﺗك ﺗـﺄمرك أن ﻧـ�ك‬ ‫ﻧ�ك ما ﻳعﺒد آﺑاؤﻧا! و�دل عل ِ‬
‫عﺒ َادﺗه‪َ ،‬و َأ ﱠﻧهُ‬
‫صالﺗه َو َ‬ ‫َ‬ ‫ﻧك ُروا َل ﱠما َر َأوا مﻦ َك�ةَ‬‫َ َ ُُ ُ َ َ‬
‫ما ﻳعﺒد آﺑاؤﻧا" أ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ُ‬ ‫َ ٌ َ ٌ َ َ ُ َ َ ُُ ُ َ َ َ َ َ ُ ُ َ ُ‬
‫حلﻴم رﺷـﻴد ِﺑـﺄن ﻳكـون ﻳـﺄمرهم ِﺑـ� ِك مـا �ـان ﻳعﺒـد آﺑـاؤهم‪،‬‬
‫ت َ� بَ ّينةَ‬ ‫قال يَا قَ ْو ِم أَ َر َ� ْ� ُت ْم إ ْن ُكنْ ُ‬‫َ‬
‫علﻴه‪﴿ .‬‬
‫ََ َ ُ َ ً َ َُ ﱡ‬
‫ِ ٍ‬ ‫ِ‬ ‫وﺑعدﻩ أﻳﻀا ما ﻳدل ِ‬
‫َ َ ُ‬ ‫ْ ُ ْ ً َ َ ً‬ ‫َ‬
‫ِمــ ْن َر ّ� َو َر َزقــ� مِنــه رزقــا حســنا﴾ أي أﻓــال أﻧه ـاكم عــﻦ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َ ُ ُ ََ‬ ‫ََ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫الﻀـــال ِل؟! وهـــﺬا �لـــه ﻳـــدل علــى أﻧهـــم ﻗــ الوﻩ علــى وﺟــ ِـه‬
‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َّ‬
‫ﻴه(‪.‬‬
‫اعﺘﻘادهم ِﻓ ِ‬ ‫ا�ﻘﻴﻘﺔ‪ ،‬وأﻧه ِ‬
‫ِ‬
‫وﻗد ﻗﻴل � ﺗﻔس�ها أﻳﻀـا أﻧهـا ﻗﻴلـﺖ علـى وﺟـه االسـﺘهﺰاء‬
‫والسﺨر�ﺔ‪.‬‬

‫ُ‬ ‫ُ َ ً َ ُ َ ُ َ ُ َ‬ ‫ُ َ َ‬ ‫‪ُ ﴿ .6‬‬


‫َ‬
‫اقتلــوا يوس ـف أوِ اطرحــوه أرض ـا � ـل ل� ـم وجــه أبــي�م‬

‫�﴾ ]ﻳوسﻒ‪[9:‬‬ ‫صا� َ‬


‫ِ‬ ‫َوتَ�ونوا مِن بَع ِده ِ قَ ً‬
‫وما‬

‫ﻗال السعدي � ﺗﻔس�ﻩ‪َ ﴿) :‬وتَ�ونوا مِن بَع ِده ِ﴾ أي‪ :‬مـﻦ ﺑعـد‬
‫َ‬
‫ِ�﴾ أي‪ :‬ﺗﺘوﺑون إ� ﷲ‪ ،‬وﺗسﺘﻐﻔرون‬ ‫هﺬا الصﻨﻴع ﴿ق ْو ًما َص ِ‬
‫ا� َ‬

‫مﻦ ﺑعد ذﻧﺒكم‪ .‬ﻓﻘدموا العﺰم على الﺘوﺑﺔ ﻗﺒل صدور الﺬﻧﺐ‬

‫‪179‬‬
‫مـــﻨهم ﺗســـهﻴال لﻔعلـــه‪ ،‬وإزالـــﺔ لﺸـــﻨاعﺘه‪ ،‬وﺗنﺸـــﻴطا مـــﻦ‬
‫ﺑعﻀهم لﺒعﺾ(‪.‬‬

‫َ َّ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ ُ َّ ُ َ َ َ‬ ‫َّ‬ ‫َ ُ ُ‬ ‫َ‬


‫سهِ قلـن حـاش ِ�ِ‬ ‫‪﴿ .7‬قال ما خطب�ن إِذ راود�ن يوسف عن نف ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ََ‬ ‫ما َ‬
‫ز�ـز ا�ن حصـحص‬ ‫الع‬ ‫ت‬ ‫أ‬ ‫َ‬
‫امـر‬ ‫ت‬‫ِ‬ ‫قالـ‬ ‫ء‬
‫ٍ‬ ‫سو‬ ‫ِن‬ ‫م‬ ‫ِ‬ ‫ه‬ ‫ي‬‫ل‬ ‫ع‬ ‫منا‬ ‫ِ‬ ‫ل‬ ‫ع‬
‫ِ‬
‫َ‬ ‫ّ‬ ‫َّ ُ َ‬ ‫َ ُُ َ َ‬ ‫ُّ َ‬
‫َ‬
‫ا�ق أنا راودته عن نف ِسهِ �نه ل ِمن الصادِق�﴾ ]ﻳوسﻒ‪[51:‬‬ ‫َ‬

‫ﻓعﺰة ﻧﻔـس ﻳوسـﻒ ورﻓﻀـه ا�ـروج إال ﺑعـد ﻇهـور ﺑراءﺗـه‬


‫�ان مﻦ أسﺒاب ز�ادة ﺛﻘﺔ ا�لـك ﺑـه والـﺬي اسﺘﻘ�ـ اﻷمـر‬
‫َ ُ َّ ُ َ‬ ‫َ ُ ُ‬
‫يوسـف َعـن‬ ‫طب� َّن إِذ راود�ـن‬ ‫ﺛم ﺟمع النسوة ﻓﻘـال ﴿ما خ‬
‫نَف ِسهِ﴾‪.‬‬

‫‪180‬‬
‫اﻟﺠﺰء اﻟﺜﺎﻟﺚ ﻋﺸﺮ‬

‫َُ ّ ً‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ َ َ َّ َ َ ُ َ ّ‬


‫‪﴿ .1‬قال معاذ ا�ِ أن نأخـذ إِ� مـن وجـدنا متاعنـا عِنـده إِنـا إِذا‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫لظال ِمون﴾ ]ﻳوسﻒ‪[79:‬‬
‫َ ََ‬
‫ﻓلم ﻳﻘل إال مﻦ سرق مﺘاعﻨا �رزا مﻦ الكﺬب‪.‬‬

‫َ ُ‬ ‫َ‬ ‫َ ُ ُ َّ ً َ َ َ‬ ‫َ َ‬ ‫َ‬ ‫َ ََ َ َََ ََ‬


‫ت هذا تأو�ل‬ ‫رش وخروا � سجدا وقال يا �ب ِ‬ ‫ّ‬ ‫‪﴿ .2‬ور�ع �بو�هِ � الع ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ ُ َ َ َ َ َ ّ َ ًّ َ َ َ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ؤ�اي مِن قبل قد جعلها ر� حقا وقـد أحسـن � إِذ أخـرج�‬ ‫ُر َ‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ َ َ َ َ َّ‬ ‫َ َ ُ‬ ‫م َِن ّ‬
‫جاء بِ�م م َِن ا�َدوِ مِن بع ِد أن نزغ الشيطان بي�‬ ‫جن و‬
‫ِ‬ ‫الس‬
‫ِ‬
‫�كـيم﴾ُ‬ ‫الع ُ‬
‫لـيم ا َ‬ ‫شـاء إ َّنـ ُه ُهـ َو َ‬
‫ُِ‬ ‫طيف ل ِما � َ‬‫َّ َ ّ َ ٌ‬ ‫� إِ َ‬‫َو َ� َ‬
‫خو� إِن ر� ل‬

‫]ﻳوسﻒ‪[100:‬‬
‫ومــﻦ معــا� اللطــﻒ الﺘﻘــدﻳر � ﺧﻔــاء‪ ،‬كمــا حــدث � ﻗصــﺔ‬
‫َ‬
‫ﻳوسﻒ ﺑداﻳﺔ مﻦ حسد إﺧواﻧه إ� أن صار عﺰ�ﺰ مصر‪.‬‬

‫َ ُ‬ ‫َ‬ ‫َ ُ ُ َّ ً َ َ َ‬ ‫َ َ‬ ‫َ‬ ‫َ ََ َ َََ ََ‬


‫ت هذا تأو�ل‬ ‫ّ‬
‫رش وخروا � سجدا وقال يا �ب ِ‬ ‫‪﴿ .3‬ور�ع �بو�هِ � الع ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ ُ َ َ َ َ َ ّ َ ًّ َ َ َ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ؤ�اي مِن قبل قد جعلها ر� حقا وقـد أحسـن � إِذ أخـرج�‬ ‫ُر َ‬

‫‪181‬‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ َ َ َ َ َّ‬ ‫َ َ ُ‬ ‫م َِن ّ‬
‫جاء بِ�م م َِن ا�َدوِ مِن بع ِد أن نزغ الشيطان بي�‬ ‫جن و‬
‫ِ‬ ‫الس‬
‫ِ‬
‫ا�كـيم﴾ُ‬ ‫الع ُ‬
‫لـيم َ‬ ‫شـاء إ َّنـ ُه ُهـ َو َ‬
‫ُِ‬ ‫َّ َ ّ َ ٌ‬
‫طيف ل ِما � َ‬ ‫� إِ َ‬‫َو َ� َ‬
‫خو� إِن ر� ل‬
‫]ﻳوسﻒ‪[100:‬‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ َ ََ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ َ‬
‫﴿قال هل علِمتم ما �علـتم �ِيوسـف وأخيـهِ إِذ أنـتم جـاهِلون﴾‬
‫]ﻳوسﻒ‪[89:‬‬
‫ُ َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫ْ َْ‬
‫ﻗــال الســعدي � ﺗﻔســ�ﻩ‪﴿) :‬إِذ ��ــتم جــاهِلون﴾ وهــﺬا ﻧــوع‬
‫اعﺘﺬار لهم �هلهم‪ ،‬أو ﺗـوﺑﻴﺦ لهـم إذ ﻓعلـوا ﻓعـل ا�ـاهل�‪،‬‬
‫مع أﻧه ال ﻳنﺒﻐﻲ وال ﻳلﻴﻖ مﻨهم(‪.‬‬

‫ميع َ‬
‫العليم﴾ُ‬ ‫الس ُ‬ ‫نه َك َ‬
‫يد ُه َّن إنَّ ُه ُه َو َّ‬ ‫� َف َع ُ‬
‫َ‬ ‫جاب َ ُ� َر ُّ� ُه فَ َ‬ ‫‪﴿ .4‬فَ َ‬
‫است َ‬
‫ِ‬
‫]ﻳوسﻒ‪[34:‬‬
‫ﻓهﺬﻩ ﻧعمﺔ أن مﻦ ﷲ ﺗعا� ﺑها على ﻳوسـﻒ أن صـرف عﻨـه‬
‫كﻴد النساء وإن أدﺧله السﺠﻦ‪.‬‬

‫‪182‬‬
‫َّ َ‬ ‫َ‬ ‫َ ُ َّ ُ‬ ‫ّ‬ ‫ََ‬ ‫َ َ َ ُ‬
‫ارجـع إِ� ر ِ�ـك‬‫‪﴿ .5‬وقال الملِك ائتو� بِهِ فلما جاءه الرسـول قـال ِ‬
‫َ‬
‫�يـ ِدهِنَّ‬ ‫َ َّ َ َ َ ُ َّ َّ َ ّ‬ ‫ُ ّ َ ّ‬ ‫ُ‬ ‫َ َ‬
‫فاسأ� ما بال النِسوة ِ الـ�� �طعـن أيـ ِد�هن إِن ر� ب ِ‬
‫ليم﴾ ]ﻳوسﻒ‪[50:‬‬ ‫َع ٌ‬
‫َ َ َ‬ ‫َ‬ ‫ّ َ َّ ُ ُ‬ ‫َ‬ ‫َ ُ َ ٌ ُ‬ ‫َ‬
‫أو�لـهِ قبـل أن‬ ‫قانـهِ إِ� �بأت�مـا بِت ِ‬ ‫﴿قال � يأتيكما طعـام ترز ِ‬
‫َ‬ ‫ّ َ َّ َ َ ّ ّ َ َ ُ َّ َ َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬
‫�ت مِلـة قـو ٍ� � يُؤمِنـون‬ ‫يَأ� َِيكما ذل ِكما مِما علم� ر� إِ� تر‬
‫عـت م َِّلـ َة آبـا� إبـراهيمَ‬ ‫رون ۝ َو َّا� َب ُ‬ ‫َ‬
‫�فـ‬‫خ َرة ِ هم ِ‬
‫ُ‬
‫بِا�ِ َوهم بِا� ِ‬
‫َّ ُ‬
‫ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ َ َ ُ َ َّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫�سحاق َو َ‬
‫ذلـك ِمـن‬ ‫�ك بِا�ِ مِن � ٍء ِ‬ ‫ِ‬ ‫�‬ ‫ن‬ ‫أ‬ ‫ا‬‫�‬ ‫�ن‬ ‫ما‬ ‫عقوب‬ ‫�‬
‫َ ُ َ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫َّ َ َ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫َّ َ َ َ َ َ‬ ‫َ‬
‫اس � �شـكرون‬ ‫�ن أ�� ا�ـ ِ‬ ‫اس ول ِ‬ ‫ضل ا�ِ علينا و� ا� ِ‬ ‫ف ِ‬
‫الواحـدُ‬ ‫ُ‬ ‫ٌ ُ َ َ ّ َ َ ٌ َ ِ َّ‬ ‫ََ‬ ‫ح َ� ّ‬
‫ِ‬ ‫جن أأر�ـاب متف ِرقـون خـ� أم ا�‬ ‫ِ‬ ‫السـ‬‫ِ‬ ‫۝ يا صـا ِ ِ‬
‫يتموها أَنــتمُ‬ ‫ـماء َسـ َّم ُ‬ ‫َ‬
‫دون ِمـن دون ِـهِ إ ِ ّ� أسـ ً‬ ‫َ‬
‫عبـ‬‫ار ۝ مــا تَ ُ‬ ‫َ‬
‫الق ّهـ ُ‬
‫ُ ُ ّ َّ َ َ َ َ ّ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ َ َ َّ‬ ‫َ ُ ُ‬
‫لطان إ ِ ِن ا��م إِ� ِ�ِ أمر ��‬ ‫ٍ‬ ‫س‬ ‫ِن‬ ‫م‬ ‫ها‬ ‫ِ‬ ‫ب‬ ‫ا�‬ ‫ل‬ ‫نز‬ ‫أ‬ ‫ما‬ ‫م‬‫�‬ ‫وآباؤ‬
‫َ َ َ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫َّ َ َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ّ‬ ‫ّ ّ ُ َ ّ ُ َ‬ ‫تَ ُ‬
‫اس � يعلمون‬ ‫�ن أ�� ا� ِ‬ ‫عبدوا إِ� إِياه ذل ِك ا�ين القيِم ول ِ‬
‫َ‬ ‫َّ‬ ‫َ َّ ُ َ َ َ‬ ‫َ‬ ‫َّ َ َ ُ ُ َ‬ ‫ح َ� ّ‬
‫ا�خـرُ‬ ‫ً‬
‫جن أما أحدكما فيس� ر�ه �را وأمـا‬ ‫الس‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫۝ يا صا ِ ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ ُ َّ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َّ‬ ‫َُ َ ُ ََ ُُ‬
‫ِ ِ﴾‬ ‫يان‬ ‫ت‬‫ف‬ ‫سـت‬ ‫�‬ ‫ِ‬ ‫ه‬ ‫في‬ ‫ي‬ ‫ا�‬ ‫مر‬ ‫ا�‬ ‫َ‬
‫�يصلب �تأ� الط� مِن رأ ِسهِ ق ِ�‬
‫]ﻳوسﻒ‪[41-37:‬‬

‫‪183‬‬
‫ﻓاﻧﻈر ﻳرحمك ﷲ كﻴﻒ حمل ﻳوسﻒ هم دعوﺗه � السـﺠﻦ‬
‫وكم ﺟاهد مﻦ أﺟل ﺗﺒلﻴﻐها وﻗارن ﺑ� �لماﺗه ال� ﻗالها مـﻦ‬
‫أﺟل دﻳﻨ�ه و�لماﺗه ال� ﻗالها مﻦ أﺟل ﺧروﺟه‪.‬‬

‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ َ ّ َ َ ُ َ ُ ُّ َّ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ َ‬


‫ضل ا� من‬ ‫سان قو ِمهِ ِ�ب ِ� لهم �ي ِ‬
‫سول إِ� بِل ِ ِ‬
‫‪﴿ .6‬وما أرسلنا مِن ر ٍ‬
‫ا� ُ‬
‫كيم﴾ ]إﺑراهﻴم‪.[4:‬‬ ‫شاء َو ُه َو َ‬
‫الع ُ‬
‫ز�ز َ‬ ‫شاء َو َ�هدي َمن � َ ُ‬
‫�َ ُ‬

‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ َ‬ ‫َّ‬ ‫َ ُ ُ ُ ُ َ َّ َ ٌّ‬


‫رض يـدعو�م‬ ‫ت وا� ِ‬ ‫‪﴿ .7‬قالت رسلهم أ ِ� ا�ِ شك فـا ِط ِر السـماوا ِ‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ ََُ ّ َُ‬ ‫ُ‬ ‫َ َ َ ُ‬
‫ًّ‬
‫خر�م إِ� أج ٍل مسـ� قـالوا إِن‬ ‫ِ�غفِر ل�م مِن ذنو�ِ�م و�ؤ ِ‬
‫َ َ ُ ُ ُ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫ُ‬ ‫َ َ َ‬ ‫َ ُ ّ ََ ٌ ُ ُ‬
‫أنتم إِ� �� مِثلنا تر�ـدون أن تصـدونا �مـا �ن يعبـد آباؤنـا‬

‫ب�﴾ ]إﺑراهﻴم‪.[10:‬‬ ‫فَأتونا � ُسلطان ُ‬


‫م‬
‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬

‫َ َّ َ‬ ‫َ‬ ‫ُ َُ ََ‬ ‫َ َ َ ّ َ َ َ َّ َ َ َ َّ َ َ َ‬
‫صـ�ن � مـا‬ ‫‪﴿ .8‬وما �ا �� �تو� � ا�ِ وقد هدانا سـبلنا و� ِ‬
‫َ َ َ َّ َ َ َ َ َّ ُ َ َ ّ َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫� المتو ِ�ون﴾ ]إﺑراهﻴم‪.[12:‬‬
‫آذيتمونا و� ا�ِ فليتو ِ‬

‫‪184‬‬
‫اﻟﺠﺰء اﻟﺮاﺑﻊ ﻋﺸﺮ‬

‫َ‬ ‫َ َ َ ََ ُ َ َُُ ُ َ‬
‫الكـ ِذ َب أ َّن ل َ ُهـمُ‬ ‫لسـنتهم‬
‫ِ‬ ‫أ‬ ‫ف‬ ‫ص‬
‫ِ‬ ‫ت‬ ‫و‬ ‫هون‬ ‫�ر‬ ‫ي‬ ‫ما‬
‫َ َ َ َ َّ‬
‫‪﴿ .1‬و�جعلون ِ ِ‬
‫�‬
‫َ َ َ َ َّ َ ُ ُ ّ َ َ َ َّ ُ ُ َ َ‬ ‫ُ‬
‫ا�س� � جرم أن لهم ا�ار و��هم مفرطون﴾ ]الﻨحل‪[62:‬‬
‫ﻗــال الطــ�ي‪) :‬وﺗﺄو�ــل ال�ــالم‪ :‬و�ﺠعلــون ﮻ مــا ﻳكرهوﻧــه‬
‫ﻷﻧﻔســـهم‪ ،‬و�ﺰعمـــون أن لهـــم ا�ســـ�‪ ،‬الـــﺬي ﻳكرهوﻧـــه‬
‫ﻷﻧﻔسهم‪ :‬الﺒﻨـ�ات �علـوﻧهﻦ ﮻ ﺗعـا�‪ ،‬وزعمـوا أن ا�الﺋكـﺔ‬
‫ﺑﻨـ�ات ﷲ‪ .‬وأمــا ُ‬
‫ا�ســ� الــ� ﺟعلوهــا ﻷﻧﻔســهم‪ :‬ﻓالــﺬكور‬
‫مﻦ اﻷوالد ‪ ،‬وذلك أﻧهـم �ـاﻧوا ﻳﺌـ�دون اﻹﻧـاث مـﻦ أوالدهـم ‪،‬‬
‫و�سﺘﺒﻘون الﺬكور مﻨهم‪ ،‬و�ﻘولون‪ :‬لﻨا الﺬكور و﮻ الﺒﻨ�ات ‪،‬‬
‫ُ ْ َ َُ َ َُ ْ َ َ ْ َ ُ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ َ ْ َ ُ َ َّ ْ‬
‫ات سبحانه ولهم ما �شتهون﴾‬ ‫وهو �و ﻗوله‪﴿ :‬و�جعلون ِ�ِ ا�ن ِ‬
‫]الﻨحل‪.([57:‬‬

‫َ َ‬
‫خـرَّ‬ ‫َ َ‬ ‫ُ‬ ‫َ َ َ َّ ُ ُ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ َ َ َ َّ‬
‫‪﴿ .2‬قد مكر ا�ين مِن قبل ِ ِهم ف�� ا� بنيا�هم ِمـن الق ِ‬
‫واعـ ِد ف‬
‫َ ُ َ‬ ‫َ ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ََ ُ‬ ‫َ‬ ‫َ َ ُ َّ ُ‬
‫علي ِهم السقف مِن فوق ِ ِهم وأتاهم العذاب مِن حيث � �شعرون﴾‬
‫]الﻨحل‪[26:‬‬

‫‪185‬‬
‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫َ ْ َ َ َ َّ َ ْ َ‬
‫ﻗال السعدي‪﴿ ) :‬قد مكر ا�ِين مِن �بل ِ ِهم﴾ ﺑرسلهم واحﺘـالوا‬
‫ﺑﺄﻧواع ا�ﻴل على رد ما ﺟاءوهم ﺑه وﺑﻨوا مﻦ مكـرهم ﻗصـورا‬
‫َ‬ ‫َ َ َ َّ ُ ُ ْ َ َ ُ ْ َ ْ َ‬
‫اعـ ِد﴾ أي‪ :‬ﺟاءهـا اﻷمـر مـﻦ‬ ‫هاﺋلﺔ‪﴿ ،‬ف�� ا� بنيا�هم ِمـن القو ِ‬
‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫ْ َ‬ ‫َ َ َّ َ َ ْ ُ َّ ْ ُ‬
‫أساسها وﻗاعدﺗها‪﴿ ،‬فخر علي ِهم السقف مِن فوق ِ ِهم﴾ ﻓصار مـا‬
‫ْ َْ ُ َ َْ ُُ َ‬ ‫ُ‬ ‫َََ ُ ُ َْ َ‬
‫ﺑﻨوﻩ عﺬاﺑا عﺬﺑوا ﺑه‪﴿ ،‬و�تاهم العذاب ِمـن حيـث � �شـعرون﴾‬
‫وذلك أﻧهم ﻇﻨوا أن هﺬا الﺒنﻴ�ان سﻴﻨﻔعهم و�ﻘـﻴهم العـﺬاب‬
‫ﻓصار عﺬاﺑهم ﻓﻴما ﺑﻨوﻩ ﱠ‬
‫وأصلوﻩ‪ .‬وهـﺬا مـﻦ أحسـﻦ اﻷمﺜـال‬
‫� إﺑطال ﷲ مكر أعداﺋه(‪.‬‬

‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ َ َ‬ ‫ّ‬ ‫َ ُ ُ ُّ ُ َ َ َ‬ ‫‪﴿ .3‬فَ َس َ‬


‫ج َد َ‬
‫الم��ِكة �هم أ�عـون ۝ إِ� إِبلـيس أ� أن ي�ـون‬
‫َم َع ّ‬
‫الساج َ‬
‫دين﴾ ِ‬
‫]ا�ﺠر‪[31-30:‬‬ ‫ِ‬
‫ّ‬
‫ال ﻳع� االسﺘثﻨ�اء أن إﺑليس مﻦ ا�الﺋكـﺔ‪ ،‬ﺑـل مـا ﺑعـد ﴿إِ�﴾ �‬
‫اﻵﻳﺔ مﻨﻘطع عما ﻗﺒلها‪ ،‬ﻓﻴصﺒح ا�ع�‪ :‬سـﺠد ا�الﺋكـﺔ ولـم‬
‫ﻳسﺠد إﺑليس‪.‬‬

‫‪186‬‬
‫َُّ َ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫َ َ ّ‬ ‫َ ُّ ُ َ َ‬ ‫ّ‬
‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫‪﴿ .4‬بِا�َي ِ ِ‬
‫نات والز� ِر وأنز�ا إِ�ك ا�ِكر �ِ ب ِ� ل ِلن ِ‬
‫اس ما ن ِزل إِ� ِهـم‬
‫َ َ َ َّ ُ َ َ َ َّ َ‬
‫ولعلهم �تفكرون﴾ ]الﻨحل‪[44:‬‬
‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫َ ُ َّ َ‬ ‫ﻗال الﻘـرط�‪َ ُ ِ�﴿) :‬ب ّ َ‬
‫� ل َّ‬
‫الكﺘـاب‬
‫ِ‬ ‫هـﺬا‬ ‫�‬ ‫م‬ ‫هـ‬
‫ِ ِ ِ ِ‬
‫﴾‬ ‫�‬ ‫إ‬ ‫ل‬‫ز‬ ‫نـ‬ ‫ا‬‫م‬ ‫ِ‬
‫اس‬ ‫ِلن‬ ‫ِ‬
‫ُ‬ ‫ﱠ‬ ‫َ َ‬ ‫َ‬ ‫َ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ َ‬
‫علـك‪ ،‬ﻓ الرسـول ﷺ‬ ‫ولـك و ِﻓ ِ‬ ‫عﻴـد ِﺑﻘ ِ‬
‫عـد والو ِ‬
‫ح�ـام والو ِ‬ ‫مﻦ اﻷ ِ‬
‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َُﱢ ٌ َ ﱠ َ ﱠ َ ﱠ ُ ُ ﱠ َ ََ‬
‫ِ‬
‫أح�ـام‬ ‫ﷲ ع ﺰ وﺟل مرادﻩ مما أﺟملـه ِ� ِكﺘ ِاﺑـ ِه ِمـﻦ‬ ‫مﺒ� ع ِﻦ ِ‬
‫ُ‬ ‫ﱢ‬ ‫ﱠ َ َ‬ ‫َ َ‬ ‫َ ﱠ‬ ‫ﱠ‬
‫�اة‪ ،‬وﻏ ِ� ذلك ِمما لم ﻳﻔصله(‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫الﺰ‬ ‫و‬ ‫الة‬
‫ِ‬ ‫الص‬

‫ََ َ َ ُ َ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬


‫رون﴾ ]الﻨحل‪.[50:‬‬ ‫‪�﴿ .5‬افون َر َّ� ُهم مِن فوق ِ ِهم و�فعلون ما يؤم‬

‫َ َ ٌ ََ ُ ُ ُ ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫َُ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َّ َ َ َ َ ّ ُ‬


‫‪﴿ .6‬ا�ين �توفاهم الم��ِكة طيِب� يقولون س�م علي�م ادخلـوا‬
‫ُ ُ َ َ َ‬ ‫َ َ‬
‫عملون﴾ ]الﻨحل‪[32:‬‬ ‫ا� َّنة بِما كنتم ت‬
‫ﻗــال الســعدي‪َ ﴿) :‬ط ّي َ‬
‫بــ�﴾ أي‪ :‬طــاهر�ﻦ مطهــر�ﻦ مــﻦ �ــل‬ ‫ِ‬
‫ﻧﻘص ودﻧس ﻳﺘطرق إلﻴهم و�ل � إﻳماﻧهم‪ ،‬ﻓطاﺑﺖ ﻗلوﺑهم‬
‫ﺑمعرﻓـــﺔ ﷲ ومحﺒﺘـــ�ه وألســـﻨﺘهم ﺑـــﺬكرﻩ والﺜﻨـــ�اء علﻴـــه‪،‬‬
‫وﺟوارحهم ﺑطاعﺘه واﻹﻗﺒال علﻴه(‪.‬‬

‫‪187‬‬
‫َّ َ ُ ّ َ‬
‫و�همُ‬ ‫َ َ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ًَ‬ ‫َ َُ‬
‫‪َ�ِ ﴿ .7‬ح ِملوا أوزارهم �مِلة يوم القِيامةِ ومِن أوزارِ ا�ين ي ِ‬
‫ضـل‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫َ‬
‫ِل� أ� ساء ما ي ِزرون﴾ ]الﻨحل‪.[25:‬‬ ‫بِ ِ ٍ‬
‫ع‬ ‫�‬ ‫غ‬

‫دا�م أَ َ‬
‫�عـ�﴾َ‬ ‫ُ‬ ‫شاء لَهَ‬
‫السبيل َومِنها جا� ٌر َولَو َ‬ ‫َ َ َ َّ‬
‫ا�ِ قَ ُ‬
‫صد َّ‬ ‫‪﴿ .8‬و�‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫]الﻨحل‪[9:‬‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ﱡ‬ ‫َ‬ ‫َﱠ َ‬
‫اﻧات‬
‫ﺬﻩ السور ِة ا�ﻴو ِ‬ ‫ﺟاء � ﺗﻔس� اﺑﻦ كﺜ�‪) :‬ولما ذكر ِ� ه ِ‬
‫َ َُ ََ َ َ ُُ َ ََ َ َ َ ً‬ ‫َ َ َ ِ َ َ َ‬
‫ِمﻦ اﻷﻧعام وﻏ ِ�ها‪ ،‬ال� ﻳركﺒوﻧهـا و�ﺒلﻐـون علﻴهـا حاﺟـﺔ ِ�‬
‫َ َ َ‬ ‫ُ َ َ َُ َ‬ ‫ََ‬ ‫ُ‬
‫ـدة‬
‫ِ‬ ‫ـ‬ ‫الﺒعﻴـ‬ ‫ـاكﻦ‬
‫ِ‬ ‫ـ‬ ‫مـ‬ ‫اﻷ‬ ‫و‬ ‫د‬ ‫ال‬
‫ِ ِ‬ ‫ـﺒ‬
‫ـ‬ ‫الـ‬ ‫�‬ ‫إ‬‫�‬ ‫م‬ ‫ه‬ ‫ال‬ ‫ـ‬ ‫ﺛﻘـ‬ ‫أ‬ ‫ل‬ ‫ـ‬ ‫مـ‬ ‫ِ‬ ‫�‬ ‫و‬ ‫م‪،‬‬ ‫ه‬‫ِِ‬‫دور‬ ‫ـ‬ ‫صـ‬
‫ُ‬ ‫ﱠ َ َُُ ﱠ‬ ‫ﱡ‬ ‫َ َ َ‬ ‫َ َ‬
‫رق الـ ِ� ﻳسـلكها الﻨـاس‬ ‫كر الط ِ‬ ‫الﺸاﻗﺔ ‪-‬ﺷرع ِ� ِذ ِ‬ ‫ِ‬ ‫سﻔار‬
‫و اﻷ ِ‬
‫ََ َ َ ََ‬ ‫َ ُ َ ﱢ ٌَ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ َ ﱠ َ َﱠ َ ﱠ‬
‫ﻴـه‪ ،‬ﻓﻘـ ال‪﴿ :‬و�‬ ‫ﻴه‪ ،‬ﻓﺒ� أن ا�ﻖ ِمﻨهـا مـا ِهـﻲ موصـلﺔ �إل ِ‬ ‫�إل ِ‬
‫يما َفـاتَّب ُعوهُ‬ ‫ا� ُم ْس َت ِق ً‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫َ َ َ َ ََ‬ ‫َّ‬ ‫ُ‬ ‫ا� قَ ْ‬ ‫َّ‬
‫ِ‬ ‫َ‬
‫�‬ ‫ِ‬ ‫ا‬‫ذ‬ ‫ه‬ ‫ن‬ ‫أ‬‫و‬ ‫﴿‬ ‫‪:‬‬ ‫ال‬ ‫ﻗ‬ ‫ا‬ ‫م‬ ‫ك‬ ‫﴾‬ ‫يل‬ ‫ب‬‫الس‬ ‫د‬ ‫ص‬ ‫ِ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َ‬ ‫ُّ َ َ َ َ‬ ‫َ َّ‬
‫�ـ ْم َ�ـ ْن َسـبيلِهِ﴾ ]اﻷﻧعـام‪،[153:‬‬
‫َ‬
‫ِ‬
‫ُ‬
‫ِ‬ ‫الس ُبل � َتف َّرق ب‬ ‫َو� تتب ُعوا‬
‫ِ‬
‫َ َ ُ َ ٌ‬ ‫ٌ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫َّ‬ ‫َ ٌ ََ‬ ‫َ َ َ َ َ‬
‫اهـد‪:‬‬‫]ا�ﺠر‪ . [41:‬ﻗ ال مﺠ ِ‬ ‫وﻗ ال‪﴿ :‬هذا ِ�اط � مستقِيم﴾ ِ‬
‫َ َ َ ُ ْ َ ﱢ ََ‬ ‫َّ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫َ َ َ َّ َ‬ ‫َ‬
‫يل﴾ ﻗـ ال‪ :‬ط ِر�ـﻖ ا�ـﻖ علـى‬ ‫ولـ ِه[ ‪﴿ :‬و� ا�ِ قصد السب ِ ِ‬ ‫ِ� ]ﻗ ِ‬
‫َ‬
‫سـالم‪ُ.‬‬ ‫َ َ‬ ‫َّ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫ﱠ َ َ َ ﱡ ﱢ ﱡ َ َ َ َّ َ‬
‫يل﴾ ﻗـ ال‪ِ :‬‬
‫اﻹ‬ ‫ﷲ‪ .‬وﻗ ال السـدي‪﴿ :‬و� ا�ِ قصد السـب ِ ِ‬ ‫ِ‬

‫‪188‬‬
‫َّ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫َ َ َ َّ َ‬ ‫َ‬ ‫ﱠ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ﱡ‬ ‫َ‬ ‫ََ َ‬
‫يل﴾‬
‫اس ِ� ﻗو ِل ِه‪﴿ :‬و� ا�ِ قصد السـب ِ ِ‬
‫اﺑﻦ عﺒ ٍ‬
‫وﻗ ال الع ِو� ع ِﻦ ِ‬
‫َُ ُ َ ََ ﱠ ََ ُ َ ََﱡ ُ ُ َ َ ﱠ َ‬
‫ﷲ الﺒﻴ�ان‪ ،‬أي‪ :‬ﺗﺒ� الهدى والﻀال ِل(‪.‬‬
‫ﻳﻘول‪ :‬وعلى ِ‬

‫َ ّ َّ ّ َ َ‬ ‫َ َ َ َ َ َُ ّ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫َ َ َ‬
‫ماوات وا�رض وما بينهما إِ� بِا� ِق �ن الساعة‬
‫ِ‬ ‫‪﴿ .9‬وما خلقنا الس‬
‫َّ َ َ َ‬ ‫َ‬ ‫َ ٌَ َ‬
‫��ِية فاصفحِ الصفح ا�ميل﴾ ]ا�ﺠر‪.[85:‬‬

‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬


‫‪﴿ .10‬قال هؤ� ِء بنا� إِن كنتم فاعِل�﴾ ] ا�ﺠر‪[71:‬‬
‫)ومعـ� ﴿ ُهـ َّن ْ‬
‫أط َهـ ُر﴾‬
‫ﺟاء � ﺗﻔس� اﺑﻦ عاﺷور ‪-‬ﺑﺘصرف‪َ :-‬‬
‫ُ َ ﱠ َ‬ ‫َ َ‬ ‫ﱠُ ﱠ َ ٌ َ َُْ َ َ َ‬
‫أﻧهﻦ حالل لكم �لﻦ ﺑيﻨكم وﺑ� الﻔاحﺸﺔ‪ .‬وﻗد روي أﻧه لـم‬
‫َ‬ ‫ّ ُ ﱠ ْ َ‬ ‫َ ُ ُ ّ‬
‫�ات هﻨـا ِمـﻦ ﻗﺒﻴـ ِ�ل‬ ‫ِ‬ ‫ـ‬‫الﺒﻨ‬ ‫الق‬ ‫إط‬ ‫أن‬ ‫اهر‬ ‫ﻓالﻈ‬ ‫�ان‪،‬‬ ‫ﺘ‬ ‫اﺑن‬ ‫إال‬ ‫ﻳكﻦ له‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َُ‬ ‫ﱠ‬
‫سـاء ِمـﻦ‬ ‫وأراد ِﻧ ً‬ ‫الء ِﻧسـاؤ ُه ﱠﻦ ك َﺒﻨـ ِ�ا�‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ﺆ‬ ‫ه‬ ‫أي‬ ‫‪،‬‬ ‫ﻎ‬‫ِ‬ ‫الﺒلﻴ‬ ‫�ه‬‫ِ‬ ‫ﻴ‬ ‫ﺸﺒ‬‫الت‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ ﱠ َ ُ َُُْ َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫إلﻴـه‪ .‬وهـﺬا معـ� مـا‬ ‫وم الﺬﻳﻦ ﺟاءوا ﻳهرعون ِ‬ ‫عدد الﻘ ِ‬ ‫ﻗو ِم ِه ِﺑ ِ‬
‫�علهـﻦﱠ‬ ‫ﺘادة‪ ،‬وهـو ا�ﻨاسـ ُﺐ َ‬ ‫َ ُ‬ ‫ﻓس َر ﺑه ُمﺠاه ٌد‪ُ ،‬‬
‫واﺑﻦ ُ‬ ‫ﱠ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫وﻗ‬ ‫‪،‬‬ ‫ﺒ�‬
‫ٍ‬ ‫ﺟ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ُ‬ ‫َ ُ َّ ْ َ ُ َ ُ ْ َ ﱠ َ َ ُ ﱠ َ َ َ‬ ‫َ‬
‫ومه إذ ﻗال ﴿هن أطهـر ل�ـم﴾‪ ،‬ﻓـﺈن ﻗومـه الـ ِﺬﻳﻦ حﻀـ روا‬ ‫ِل ِ‬ ‫ﻘ‬
‫ﱠ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ﱠ‬ ‫ﱢ ُ َََ‬ ‫َ ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ ُ َ ُ َ َ‬
‫الء النســاء ﻓ�وﺟ ـوهﻦ‪.‬‬ ‫ِعﻨــدﻩ كﺜــ�ون‪ ،‬ﻓﻴكــون المعــ�‪ :‬ه ـﺆ ِ‬
‫أح َس ُﻦ َ‬ ‫وهﺬا ْ‬ ‫َ‬
‫حام ِل(‪.‬‬
‫ِ‬ ‫الم‬

‫‪189‬‬
‫اﻟﺠﺰء اﻟﺨﺎﻣﺲ ﻋﺸﺮ‬

‫َ ً َ ً‬ ‫َ َ َ ُ َ‬ ‫َ ََ‬ ‫َّ‬ ‫َ َ‬ ‫َ‬


‫‪َ ﴿ .1‬ولــو� أن ثبتنــاك لقــد ِ‬
‫كــدت تــر�ن إِ� ِهــم شــيئا قلــي�﴾‬
‫]اﻹسراء‪.[74:‬‬

‫ً‬ ‫ً َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ َ َ‬ ‫ً‬ ‫َ َ َّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬


‫‪� �﴿ .2‬عــل مــع ا�ِ إِلهــا آخــر �تقعــد مــذموما �ــذو�﴾‬
‫]اﻹسراء‪[22:‬‬
‫ً‬ ‫َ‬ ‫ً‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ َ َ َ َ َّ ً َ َ َ‬
‫﴿و� �عل مع ا�ِ إِلها آخـر �ـتل� � جهـنم ملومـا مـدحورا﴾‬
‫]اﻹسراء‪[39:‬‬
‫وهــﺬﻩ أﻳﻀــا رســالﺔ لﻸمــﺔ مــﻦ ﺑعــدﻩ علﻴــه الســالم‪ .‬ﺟــاء �‬
‫َ ْ َ ْ َ َ َّ َ ً َ‬
‫آخـرَ‬ ‫ﺗﻔس� الط�ي‪) :‬عﻦ ﻗﺘادة‪ ،‬ﻗولـه ﴿� �عل مع ا�ِ إ ِلهـا‬
‫َََُْ َ ُْ ً َْ ُ‬
‫�تقعد مـذموما �ـذو�﴾ ﻳﻘـول‪ :‬مـﺬموما � ﻧعمـﺔ ﷲ‪ ،‬وهـﺬا‬
‫لﻨـ� ﮻ صـلى ﷲ‬‫ال�الم وإن �ان ﺧرج على وﺟـه ا�طـاب ّ‬
‫علﻴه وسلم‪ ،‬ﻓهو ّ‬
‫مع� ﺑه ﺟمﻴع مﻦ لﺰمه الﺘ�لﻴﻒ مـﻦ عﺒـاد‬
‫ّ ّ‬
‫ﷲ ﺟل وعﺰ(‪.‬‬

‫‪190‬‬
‫َ َ َ َ َُ َ‬ ‫ا� َ� ُه َو ُ‬
‫الم َ‬
‫هت ِد َو َمن يُ‬ ‫‪َ ﴿ .3‬و َمن يَه ِد َّ ُ‬
‫َ‬
‫و�ـاء ِمـن‬ ‫�د لهم أ ِ‬ ‫ن‬ ‫ل‬ ‫ف‬ ‫ل‬ ‫ِ‬ ‫ل‬ ‫ض‬
‫ِ‬
‫�مـا َو ُصـماًّ‬
‫ميـا َو ُ� ً‬‫يامةِ َ� ُوجـوهِهم ُع ً‬ ‫� ُهم يَ َ‬
‫وم القِ َ‬ ‫دونِهِ َو َ� ُ ُ‬
‫ِ‬
‫ً‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ ُ َ َ َّ ُ ُ َّ َ‬
‫مأواهم جهنم �ما خبت زِدناهم سع�ا﴾ ]اﻹسراء‪[97:‬‬
‫ﺟاء � ﺗﻔس� اﺑﻦ عاﺷور‪) :‬عﻦ اﺑﻦ عﺒاس ‪ :‬أن الكﻔـرة وﻗـود‬
‫للﻨار ﻗال ﺗعا� وﻗودها الﻨاس وا�ﺠارة ﻓـﺈذا أحـرﻗﺘهم الﻨـار‬
‫زال اللهﺐ الﺬي �ان مﺘصاعدا مـﻦ أﺟسـامهم ‪ ،‬ﻓـال ﻳلﺒﺜـون‬
‫أن ﻳعادوا كمـا �ـاﻧوا ﻓﻴعـود االلﺘهـاب لهـم ‪ .‬ﻓـا�ﺒو وازدﻳـاد‬
‫االﺷــﺘعال ﺑالنســﺒﺔ إ� أﺟســادهم ال � أصــل ﻧــار ﺟهــﻨم ‪،‬‬
‫ولهــﺬﻩ الﻨكﺘــﺔ ســلط ﻓعــل زدﻧــاهم علــى ﺿــم� ا�ﺸــرك�‬
‫للداللﺔ على أن ازدﻳاد السع� �ـان ﻓـﻴهم ‪ ،‬ﻓ�ﺄﻧـه ﻗﻴـل ‪� :‬لمـا‬
‫ﺧﺒﺖ ﻓﻴهم زدﻧاهم سع�ا ‪ ،‬ولم ﻳﻘل ‪ :‬زدﻧاها سع�ا( ‪.‬‬

‫َ َ َ ُ َ َ ُ َّ‬ ‫َ َ َ ُ َّ َّ‬ ‫َ ُ َّ‬ ‫ُ‬


‫‪َ ﴿ .4‬وقل لِعِبادي يقولوا ال� ِ� أحسن إِن الشيطان ي�غ بينهم إِن‬
‫َ َ‬
‫�ن ل ِ��سان َع ُد ًّوا ُم ً‬
‫بينا﴾ ]اﻹسراء‪.[53:‬‬ ‫َّ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫يطان‬ ‫الش‬

‫‪191‬‬
‫َ َ ً‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ َ َ َ َ َ َ َ َ َ َ ّ َ‬
‫‪﴿ .5‬انظر كيف ��وا لك ا�مثال فضلوا ف� �سـتطيعون سـبي�﴾‬

‫]اﻹسراء‪ ،[48:‬ومﺜﻴلﺘها � سورة الﻔرﻗان اﻵﻳﺔ الﺘاسعﺔ‪.‬‬


‫َ َ َ َ َ َ َ َ‬ ‫ُ‬
‫انظر﴾ ﻳا محمد ﴿كيف ��وا لك ا�مثـال﴾ اﻷﺷـﺒاﻩ‪ ،‬ﻗـالوا ‪:‬‬‫)﴿‬
‫َ‬ ‫َ َ ّ‬
‫ﺷاعر وساحر و�اهﻦ ومﺠﻨون ﴿فضلوا﴾ ﻓحـاروا وحـادوا ﴿فـ�‬
‫َ َ ً‬ ‫�َ َ‬
‫ســتطيعون ســبي�﴾ أي‪ :‬وصــوال إ� طر�ــﻖ ا�ــﻖ( )ﺗﻔســ�‬
‫الﺒﻐوي(‪.‬‬

‫َ‬ ‫َ َ ََ َ‬ ‫َ َ‬ ‫‪﴿ .6‬فَلَ ّما َ‬


‫داءنا لقـد لقينـا ِمـن َسـف ِرنا هـذا‬‫جاوزا قال ل ِفتاهُ آت ِنا غ‬
‫نَ َص ًبا﴾ ]الكهﻒ‪.[62:‬‬

‫ُ َ‬
‫قنا�م أ َّو َل َمـر ٍ�َّ‬‫َ َ َ‬ ‫ُ‬
‫جئتمونا كما خل‬
‫َ َ ّ َ َ ًّ َ َ‬ ‫َ ُ‬
‫‪﴿ .7‬وع ِرضوا � ر�ِك صفا لقد ِ‬
‫ً‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ َ َ ُ َ َّ َ َ َ َ‬
‫بل زعمتم �لن �عل ل�م موعِدا﴾ ]الكهﻒ‪.[48:‬‬

‫َ ً َ َ ُ َ ُ َ ُّ ُ َ َ ُ َ َ ً‬ ‫ََ َ‬ ‫ّ‬
‫‪﴿ .8‬إِنا َج َعلنا ما � ا� ِ‬
‫رض ز�نة لها �ِ بلوهم ��هم أحسن �مـ�﴾‬
‫]الكهﻒ‪.[7:‬‬

‫‪192‬‬
‫ََ‬ ‫َ َ ُ َّ َ ُ َ َ‬ ‫َ‬ ‫َ َ َ َّ َّ َ‬ ‫ََ‬
‫�د لك بِهِ علينـا‬ ‫َ‬
‫‪﴿ .9‬ول�ِن ِشئنا �ذه� بِا�ي أوحينا إِ�ك �م � ِ‬
‫َ ً‬
‫و�ي�﴾ ]اﻹسراء‪.[86:‬‬

‫َ َ‬ ‫َُ‬
‫ٌ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ َ َُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ََ َ َ‬
‫ول�ـك �ن‬
‫خرة وسـ� لهـا سـعيها وهـو مـؤمِن فأ ِ‬ ‫‪﴿ .10‬ومن أراد ا� ِ‬

‫شكورا﴾ ]اﻹسراء‪[19:‬‬ ‫ً‬ ‫عي ُهم َم‬‫َس ُ‬


‫ﻴهـا مـﻦَ‬ ‫ََ َ ََ َ ﱠ‬
‫الـد َار اﻵﺧـ َر َة َو َمـا ﻓ َ‬ ‫َ ُ ََ ْ ََ َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫وﻗوله‪﴿ :‬ومن أراد ا� ِخرة﴾ أي‪ :‬أراد‬
‫َ‬ ‫َ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ََ َ َ‬ ‫ُ‬ ‫ﱡ‬ ‫َ‬ ‫ﱠ‬
‫ور ﴿وســ� لهــا ســعيها﴾ أي‪ :‬طل ـﺐ ذلــك ِم ـﻦ‬ ‫ﻴم والس ـ ر ِ‬ ‫الﻨ ِع ـ ِ‬
‫ٌ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ََُ ُ ْ ٌ َ ََ‬ ‫ُ‬ ‫ﱠ‬ ‫َ َُ ََ ُ‬ ‫َ‬
‫مـﺆمﻦ‪،‬‬ ‫ول ﴿وهو مـؤمِن﴾ أي‪ :‬وﻗلﺒـه ِ‬ ‫ِ‬ ‫س‬ ‫الر‬ ‫ﺔ‬ ‫ع‬ ‫اﺑ‬ ‫ﺘ‬ ‫م‬ ‫وهو‬ ‫ه‬‫ِ‬ ‫ر�ﻘ‬
‫ِ‬ ‫ط‬
‫ً‬ ‫َُ َ َ َ َ َ ُُْ ْ َ ْ ُ‬ ‫َ‬ ‫َ ُ َ ﱢ ٌ ﱠ‬
‫ا�ﺰاء ﴿فأول�ِك �ن سعيهم مشـكورا﴾(‬ ‫ِ‬ ‫واب و‬
‫أي‪ :‬مصدق ﺑالﺜ ِ‬
‫)ﺗﻔس� اﺑﻦ كﺜ�(‪.‬‬

‫ر�ـد ُ�ـمَّ‬ ‫ر�د العاجلَ َة َع َّجلنا َ ُ� فيها مـا � َ ُ‬


‫شـاء ل َِمـن نُ ُ‬ ‫�ن يُ ُ‬ ‫َ‬
‫ن‬ ‫‪َ ﴿ .11‬‬
‫م‬
‫ِ‬
‫ً‬ ‫َ‬ ‫ً‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ َ َ‬
‫جعلنا � جهنم يص�ها مذموما مدحورا﴾ ]اﻹسراء‪.[18:‬‬

‫َ ً َ ً‬ ‫َ َ َ ُ َ‬ ‫َ ََ‬ ‫َّ‬ ‫َ َ‬ ‫ََ‬


‫كــدت تــر�ن إِ� ِهــم شــيئا قلــي�﴾‬
‫‪﴿ .12‬ولــو� أن ثبتنــاك لقــد ِ‬
‫]اﻹسراء‪.[74:‬‬
‫‪193‬‬
‫ً‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ََ‬
‫‪﴿ .13‬و�ِثـــوا � كهفِ ِهـ ـم ثـ ـ�ث مِائـ ـ ٍة ِسـ ـن� وازدادوا � ِســـعا﴾‬
‫]الكهﻒ‪[25:‬‬
‫ﺟاء � ﺗﻔس� اﺑﻦ عاﺷور‪) :‬ﻓع� عﻦ هﺬا العدد ﺑﺄﻧه ﺛالﺛماﺋﺔ‬
‫ســﻨﺔ وز�ــادة ﺗســع ‪ ،‬لــﻴعلم أن الﺘﻘــدﻳر ﺑالســﻨ� الﻘمر�ــﺔ‬
‫ا�ﻨاســﺒﺔ لﺘــار�ﺦ العــرب واﻹســالم مــع اﻹﺷــارة إ� مواﻓﻘــﺔ‬
‫ذلك ا�ﻘدار ﺑالسﻨ� الﺸمسﻴﺔ ال� ﺑها ﺗار�ﺦ الﻘـوم الـﺬﻳﻦ‬
‫مــﻨهم أهــل الكهــﻒ ‪ ،‬وهــم أهــل ﺑــالد الــروم ‪ ،‬ﻗــال الســهﻴلﻲ‬
‫]ص‪ � [301 :‬الــروض اﻷﻧــﻒ‪ :‬الﻨصــارى ﻳعرﻓــون حــدﻳﺚ‬
‫أهــل الكهــﻒ و�ﺆرﺧــون ﺑــه‪ ،‬وأﻗــول‪ :‬والﻴهــود الــﺬﻳﻦ لﻘﻨــوا‬
‫ﻗر�ﺸـــا الســـﺆال عـــﻨهم ﻳﺆرﺧـــون اﻷﺷـــهر �ســـاب الﻘمـــر‪،‬‬
‫و�ﺆرﺧون السﻨ� �ساب الدورة الﺸمسﻴﺔ‪ ،‬ﻓالﺘﻔاوت ﺑ�‬
‫أﻳام السﻨﺔ الﻘمر�ﺔ وأﻳام السﻨﺔ الﺸمسﻴﺔ �صل مﻨه سـﻨﺔ‬
‫ﻗمر�ــﺔ �املــﺔ � �ــل ﺛــالث وﺛالﺛــ� ســﻨﺔ ﺷمســﻴﺔ‪ ،‬ﻓﻴكــون‬
‫الﺘﻔاوت � ماﺋﺔ سﻨﺔ ﺷمسﻴﺔ ﺑﺜ�الث سـﻨ� زاﺋـدة ﻗمر�ـﺔ ‪،‬‬
‫كﺬا ﻧﻘله اﺑﻦ عطﻴﺔ عﻦ الﻨﻘـاش ا�ﻔسـر‪ ،‬وﺑهـﺬا ﺗﻈهـر ﻧكﺘـﺔ‬
‫الﺘعﺒ� عﻦ التسع السﻨ� ﺑاالزدﻳاد(‪.‬‬

‫‪194‬‬
‫اﻟﺠﺰء اﻟﺴﺎدس ﻋﺸﺮ‬

‫َ َ ّ ّ َ َ َ َ ُ ّ َ َ َ َ َّ ُ َ ً َ َ َ ُ‬
‫ب إِ� وهن العظم مِ� واشتعل الرأس شيبا ولم أ�ن‬ ‫‪﴿ .1‬قال ر ِ‬
‫َ َ ّ َ‬ ‫بُ‬
‫ب شقِ ًّيا﴾ ]مر�م‪.[4:‬‬
‫ِ‬ ‫ر‬ ‫ك‬ ‫��‬
‫ِ ِ‬ ‫د‬

‫َ ً‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ َ‬ ‫اضمم يَ َد َك إ� َ‬


‫‪َ ﴿ .2‬و ُ‬
‫� سـو ٍء آيـة‬
‫ِ‬ ‫غـ‬ ‫ن‬ ‫ِ‬
‫مـ‬ ‫يضـاء‬ ‫ب‬ ‫ج‬ ‫ر‬ ‫�ـ‬ ‫ك‬ ‫ناحـ‬
‫ِ‬ ‫ج‬ ‫ِ‬
‫ُ‬
‫أخرى﴾ ]طه‪[22:‬‬
‫َ‬
‫� سـو ٍء﴾ ﻳعـ� مـﻦ ﻏـ� عﻴـﺐ والسـوء هاهﻨـا ﺑمعـ�‬ ‫﴿مِن غـ ِ‬
‫ََ‬
‫ال�ص‪ .‬ﻗال اﺑﻦ عﺒاس‪� :‬ان لﻴدﻩ ﻧـور سـاطع ﻳ�ـء ﺑاللﻴـل‬
‫والﻨهار كﻀوء الﺸمس والﻘمر‪.‬‬
‫َ َ َ‬ ‫َ‬ ‫ُ ﱠ َ َ َُ ﱠ ﱡ َْ ً‬
‫دﺧـل ﻳـدك‬ ‫أما عﻨد أهل الكﺘاب‪) :‬ﺛم ﻗ ال له الرب أﻳﻀـا‪» :‬أ ِ‬
‫دﺧـ َل َﻳـ َد ُﻩ � ُع ﱢﺒـه ُﺛـ ﱠم َأﺧ َر َﺟ َهـا‪َ ،‬وإ َذا َﻳـ ُد ُﻩ َﺑ َ‬
‫رصـاءُ‬ ‫ُ ﱢ َ ََ َ‬
‫ِ� عﺒك«‪ .‬ﻓﺄ‬
‫�‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َ ﱠ‬
‫ﺜل الﺜ ِلﺞ(‪) .‬سﻔر ا�روج ‪.(6:4‬‬ ‫ِم‬

‫ُ‬ ‫َ َ‬ ‫َ‬ ‫َ َ ً َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫ََ‬


‫‪﴿ .3‬ولما رجع مو� إِ� قو ِمهِ غضبان أ ِسفا قال بِئسـما خلفتمـو�‬
‫َ‬ ‫َ َ ُ َ َ َّ ُ ََ َ َ َ ََ َ َ‬ ‫َ‬
‫أس أخيـهِ‬ ‫َ‬
‫جلتم أمر ر�ِ�م وأل� ا�لواح وأخذ بِر ِ‬ ‫مِن بعدي أع ِ‬

‫‪195‬‬
‫َ ُ َ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ َ ُ َّ َّ َ‬ ‫َ ُ ُّ ُ َ‬
‫�ره إِ�هِ قال ابن أم إِن القوم استضـعفو� و�دوا يقتلـون� فـ�‬
‫َ َ َ‬ ‫َ‬
‫َ َ َ ِ ّ‬
‫الظـــال ِم�﴾َ‬ ‫َ‬
‫� ا�عـــداء و� �علـــ� مـ ـع القـ ـوم‬ ‫�ُشـ ـ ِمت َ‬
‫ِ‬
‫]اﻷعراف‪[150:‬‬
‫الــﺒعﺾ ﻳــدعﻲ أن ﻧــ� ﷲ هــارون ﺗــركهم ﻳعﺒــدون العﺠــل‬
‫ُ َ َُ َ‬ ‫ّ َ‬
‫ش ـيت أن �ق ـول‬ ‫ﻷﺟــل الوحــدة الوطﻨﻴ ـ�ﺔ و�ستﺸــهد ﴿ إ ِ ِ� خ ِ‬
‫َّ َ‬
‫القـ َ‬
‫وم‬
‫ْ َ َ‬
‫�ا�ِيل﴾‪ ،‬ﺑيﻨما مﻦ ﻳﻘرأ اﻵﻳﺔ الﺜاﻧﻴ�ﺔ ﴿إِن‬ ‫� بَ ِ� ِإ‬ ‫فَ َّرقْ َ‬
‫ت بَ ْ َ‬

‫قتلــونَ�﴾ ﻳﻔهــم أن ﻧــ� ﷲ هــارون أﻧكــر‬ ‫ـعفو� َو�دوا يَ ُ‬ ‫َ‬


‫استضـ َ‬

‫علﻴهم � ﻏاﻳﺔ اﻹﻧ�ار ح� �ادوا ﻳﻘﺘلوﻩ‪ ،‬وأما الﺘﻔر�ﻖ الـوارد‬


‫ْ َ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ َ َ ُ َ َ َّ ْ َ َ ْ‬ ‫ّ َ‬
‫شيت أن �قول فرقت ب� بـ ِ� إِ�ا�ِيـل﴾‬ ‫� اﻷﻳﺔ اﻷو� ﴿ إ ِ ِ� خ ِ‬
‫ﻓﻴﻘصــد ﺑهــا ﺗﻔرﻗــﺔ ﺑــ� إســراﺋﻴ�ل إذا ﺗــرك هــارون َم ـﻦ َع َﺒ ـد‬
‫العﺠل و�ﻖ مو� مـع مـﻦ اﺗﺒعـه‪ .‬ﺟـاء � ﺗﻔسـ� الطـ�ي‪:‬‬
‫)ﻓﻘـــال لـــه هـــارون‪ :‬إ� ﺧﺸـــﻴﺖ أن ﺗﻘـــول‪ّ ،‬‬
‫ﻓرﻗـــﺖ ﺑـــ�‬
‫ﺟماعﺘهم‪ ،‬ﻓ�كﺖ ﺑعﻀهم وراءك‪ ،‬وﺟﺌﺖ ﺑﺒعﻀـهم‪ ،‬وذلـك‬
‫َّ َ َّ ُ‬
‫�ـمُ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫َ َ ْ َّ َ ُ ْ‬ ‫َﱢ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ﺑ� � ﻗول هارون للﻘوم ﴿يا قـوم إ�مـا فتِنـتم بـهِ �ن ر�‬
‫ِ‬
‫ْ‬ ‫ََ ُ َ‬ ‫ُ‬ ‫َّ ْ َ ُ َ َّ‬
‫و� وأ ِطيعوا أمـ ِري﴾ و� ﺟـواب الﻘـوم لـه وﻗـﻴلهم‬
‫الر�ن فاتبِع ِ‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ َ َّ َ ْ َ َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ ْ ََْ َ َ َ‬
‫﴿لن ن�ح عليهِ �كِفِ� ح� ير ِجع إِ�نا مو�﴾(‪.‬‬

‫‪196‬‬
‫كمـا ِمـنَ‬ ‫ُ َ َّ ُ‬ ‫َ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ ُ ٌّ َ َ‬ ‫َ ُ َّ‬ ‫َُ‬
‫وجـك فـ� � ِرجن‬ ‫ِ‬ ‫ِز‬ ‫ل‬‫و‬ ‫ك‬ ‫لـ‬ ‫و‬ ‫د‬ ‫ع‬ ‫هذا‬ ‫ن‬ ‫ِ‬ ‫إ‬ ‫م‬‫آد‬ ‫يا‬ ‫لنا‬ ‫ق‬ ‫‪�﴿ . 4‬‬
‫َ َ َّ َ َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫َّ َ َ َ‬
‫ا� َّنةِ فَتَش� ۝ إِن لك �� �وع �ِيهـا و� �عـر ٰ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ى ۝ و�نـك �‬
‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َْ َُ َ ََ‬
‫�﴾ ]طه‪[119-117:‬‬ ‫�ظمأ �ِيها و� تض ٰ‬

‫ﺟاء � ﺗﻔس� الﻘرط�‪) :‬وإﻧما ﺧصه ﺑﺬكر الﺸﻘاء ولـم ﻳﻘـل‬


‫ﻓتﺸﻘﻴان ‪ :‬ﻳعلمﻨا أن ﻧﻔﻘﺔ الﺰوﺟﺔ على الﺰوج ؛ ﻓمـﻦ ﻳومﺌـﺬ‬
‫ﺟرت ﻧﻔﻘﺔ النساء على اﻷزواج ‪ ،‬ﻓلما �اﻧﺖ ﻧﻔﻘﺔ حواء علـى‬
‫آدم كﺬلك ﻧﻔﻘات ﺑﻨ�اﺗها على ﺑ� آدم �ﻖ الﺰوﺟﻴـﺔ‪ .‬وأعلمﻨـا‬
‫� هــﺬﻩ اﻵﻳــﺔ أن الﻨﻔﻘــﺔ الــ� �ــﺐ للمــرأة علــى زوﺟهــا هــﺬﻩ‬
‫اﻷرﺑعﺔ ‪ :‬الطعام والﺸراب والكسوة وا�سكﻦ(‪.‬‬

‫ُ‬ ‫ُّ‬ ‫ُ َ َ َ ُّ َ ُ َ َ‬ ‫ُ َ َ َ َّ َ‬ ‫ُ‬


‫�اد َّ‬ ‫َ‬
‫�بـال‬
‫ِ‬ ‫ا‬ ‫ر‬ ‫�ـ‬
‫ِ‬ ‫و‬ ‫رض‬ ‫ا�‬ ‫ق‬ ‫نشـ‬‫ت‬ ‫و‬ ‫ِنـه‬
‫م‬ ‫رن‬‫ط‬ ‫ف‬ ‫ت‬ ‫�‬ ‫ماوات‬‫الس‬ ‫‪﴿ . 5‬ت‬

‫َه ًّدا﴾ ]مر�م‪[90:‬‬

‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫ٌ‬ ‫َ‬ ‫ّ َ ُ َ َ َ َّ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬


‫ت إِ� أخـاف أن �مسـك عـذاب ِمـن الـر ِ‬
‫�ن �تكـون‬ ‫‪﴿ .6‬يا �بـ ِ‬
‫ًّ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬
‫يطان و ِ�ا﴾ ]مر�م‪[45:‬‬
‫ل ِلش ِ‬

‫‪197‬‬
‫ﻳﻘول اﺑـﻦ عاﺷـور ‪) :‬و لﻺﺷـارة إ� أن أصـل حلـول العـﺬاب‬
‫ّ‬
‫ﺑمﻦ �ل ﺑه هو ا�رمان مﻦ الرحمﺔ � ﺗلـك ا�الـﺔ عـ� عـﻦ‬
‫ا�اللﺔ ﺑوصﻒ الرحمﻦ لﻺﺷارة إ� أن حلول العﺬاب ممـﻦ‬
‫ُ‬
‫ﺷﺄﻧه أن ﻳرحم إﻧما ﻳكون لﻔﻈاعﺔ ﺟرمه إ� حد أن �رمه مـﻦ‬
‫رحمﺘه َمﻦ ﺷﺄﻧه سعﺔ الرحمﺔ(‪.‬‬

‫‪198‬‬
‫اﻟﺠﺰء اﻟﺴﺎﺑﻊ ﻋﺸﺮ‬

‫ََ ّ َ َ‬ ‫ّ‬ ‫َ َ‬ ‫َ‬ ‫َ َ‬ ‫َ‬ ‫َ َ‬


‫ّ‬ ‫بلـك ِمـن ر ٍ‬
‫� إِ� إِذا �مـ� ألـ�‬ ‫سـول و� نـ ِ ٍ‬ ‫‪﴿ .1‬وما أرسلنا مِن ق ِ‬
‫ُ َّ‬
‫ا�ُ‬ ‫ُ ُ َّ ُ‬ ‫َّ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ ُ َّ َ َ َ ُ َّ‬ ‫َّ‬
‫�ـم‬
‫ل� الشيطان �م � ِ‬ ‫الشيطان � أمنِيتِهِ �ينسخ ا� ما ي ِ‬
‫كيم﴾ ]ا�ﺞ‪[52:‬‬ ‫ليم َح ٌ‬ ‫آياتِهِ َو َّ ُ‬
‫ا� َع ٌ‬

‫حﻴﺚ ﺟاء � ﺗﻔس� هﺬﻩ اﻵﻳﺔ أن الﺸﻴطان �دث ا�طﺄ إما‬


‫ُ َﱢ‬
‫على لسـان المﺒلـﻎ أو � عﻘـل مـﻦ ﺗﺒلﻐـه الـدعوة أو ﺑﺘﻀـﻴﻴع‬
‫آﺛـار الﻔهــم الصــواب للــﻨص و� ذلــك �ــان أمــر ﷲ ســﺒحاﻧه‬
‫َ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ َ َ َ ْ َ ْ ُ ْ َ َ ْ َ ْ ّ َ َّ‬
‫ان الر ِجي ِم﴾‪.‬‬
‫وﺗعا� ﴿فإ ِذا قرأت القرآن فاستعِذ بِا�ِ مِن الشيط ِ‬

‫َ َ‬ ‫ٌ َ‬ ‫َ ُ َ ُ‬ ‫ُ َ‬ ‫َ‬
‫‪﴿ .2‬بَل قالوا أضغاث أح� ٍ� ب ِل اف�اه بل هو شاعِر فليأت ِنا بِآي ٍة كما‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫َ‬ ‫َّ‬ ‫ُ َ َ‬
‫أر ِسل ا�ولون﴾ ]اﻷﻧبﻴ�اء‪.[5:‬‬

‫َ َ ّ ُ ُ ً َ َ َّ َ ُ‬
‫ذكرُ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫َ َ َّ َ َ َ‬
‫خذونك إِ� هزوا أهذا ا�ي ي‬‫‪�﴿ .3‬ذا رآك ا�ين �فروا إِن �ت ِ‬
‫َ‬
‫ِرون﴾ ]اﻷﻧبﻴ�اء‪.[36:‬‬ ‫ُ‬ ‫�م َو ُهم ب ِذ�ر َّ‬
‫ََ ُ‬
‫�ن هم �ف‬ ‫ِ‬ ‫الر‬ ‫ِ ِ‬ ‫آل ِهت‬

‫‪199‬‬
‫كـي�‬‫ح‬
‫َ ٌ‬
‫��ل ِمـن َ‬ ‫ت‬ ‫ِ‬ ‫ه‬‫ف‬
‫ِ‬ ‫ل‬
‫َ‬
‫خ‬ ‫ِن‬
‫م‬ ‫�‬ ‫‪ �﴿ .4‬يَأتيهِ ا�ا ِط ُل مِن بَ� يَ َديهِ َ‬
‫و‬
‫ٍ‬ ‫ِ‬
‫يد﴾ ]ﻓصلﺖ‪.[42:‬‬ ‫َ‬
‫ٍ‬ ‫�‬

‫ّ َ َّ َ َ‬
‫رض يَرثُهـا عِبـادِيَ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫َََ َ‬
‫ِ‬ ‫ِكر أن ا�‬
‫‪﴿ .5‬ولقد كتبنا ِ� الز�ورِ مِن بع ِد ا� ِ‬
‫ون﴾ ]اﻷﻧبﻴ�اء‪.[105:‬‬ ‫َ‬ ‫ّ‬
‫الص ِ‬
‫ا�‬

‫ّ‬ ‫ّ ُ‬ ‫َ َ‬ ‫َّ‬ ‫َّ َ ََ ُ‬ ‫فح ٌة مِن َ‬ ‫‪َ ﴿ .6‬ولَ�ن َم َّس ُ‬


‫تهم نَ َ‬
‫ذاب ر�ِك �قولن يـا و�لنـا إِنـا كنـا‬
‫ِ‬ ‫ع‬ ‫ِ‬
‫ظال َ‬
‫ِم�﴾ ]اﻷﻧبﻴ�اء‪.[46:‬‬

‫ُ َّ ُ‬ ‫َ‬ ‫َّ ُ َ ُ ُ ّ‬ ‫َ‬ ‫َ ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬


‫�سـوا‬
‫س ِهم فقالوا إِن�م أنتم الظال ِمون ۝ �م ن ِ‬
‫‪﴿ .7‬فرجعوا إِ� أنف ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ََ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫� رءو ِس ِهم لقد علِمـت مـا هـؤ� ِء ين ِطقـون﴾ ]اﻷﻧبﻴـ�اء‪-64:‬‬
‫‪.[65‬‬

‫َ‬ ‫ً َ َ َّ َ َ َ َ َ َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ َ‬ ‫ّ‬ ‫ََ‬


‫غاضبا �ظن أن لن نق ِدر عليـهِ فنـادى ِ�‬
‫ون إِذ ذهب م ِ‬‫‪﴿ .8‬وذا ا� ِ‬
‫َ ّ‬
‫الظـال ِم�﴾َ‬ ‫ُ‬ ‫َ َ ّ ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ ّ َ‬ ‫َ‬ ‫ُّ ُ‬
‫مات أن � إِ� إِ� أنت سبحانك إِ� كنـت ِمـن‬‫الظل ِ‬
‫]اﻷﻧبﻴ�اء‪[87:‬‬

‫‪200‬‬
‫َ َ َّ َ َ َ َ َ َ‬
‫ﺟاء � ﺗﻔس� اﺑﻦ كﺜ�‪�﴿) :‬ظن أن لن نق ِدر عليهِ﴾ أي‪ :‬ﻧﻀـﻴﻖ‬
‫علﻴــه � ﺑطــﻦ ا�ــوت‪ .‬ﻳــروى �ــو هــﺬا عــﻦ اﺑــﻦ عﺒــاس‪،‬‬
‫ومﺠاهــــد‪ ،‬والﻀــــحاك‪ ،‬وﻏــــ�هم‪ ،‬واﺧﺘــــارﻩ اﺑــــﻦ ﺟر�ــــر‪،‬‬
‫واستﺸهد علﻴه ﺑﻘوله ﺗعـا�‪َ ﴿ :‬و َمن قُد َر َعلَ ْيـهِ ر ْز ُقـ ُه فَلْ ُينفـقْ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َ َ ْ َُ‬ ‫َ َ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫ً‬ ‫َّ ُ َ ْ‬ ‫َّ َ ُ َّ ُ َ ُ َ ّ ُ‬
‫مِما آتاه ا� ۚ � ي�لِف ا� �فسـا إِ� مـا آتاهـا ۚ سـيجعل‬

‫�ا﴾ ]الطالق‪.([7:‬‬ ‫َّ ُ‬


‫ا� َ� ْع َد ُع ْ� � ُ ْ ً‬
‫ٍ‬

‫َ‬ ‫َ َ َُ َ َ َ َ ّ‬ ‫َ َ َ‬ ‫َ‬
‫‪﴿ .9‬يَعل ُم ما ب� أيدي ِهم وما خلفهم و� �شـفعون إِ� ل ِمـ ِن ارت�ـ‬
‫َ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫قون﴾ ]اﻷﻧبﻴ�اء‪[28:‬‬‫َوهم مِن خشيَتِهِ ُمشفِ‬
‫ﻓﺄﺧ� سﺒحاﻧه هﻨا عﻦ ﺧﺸﻴﺔ ا�الﺋكﺔ رﺑهم سﺒحاﻧه‪.‬‬

‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ ُ ََ‬ ‫ً‬ ‫َ ُ‬ ‫َ‬


‫ََ َ‬
‫‪﴿ .10‬لقــد أنز�ــا إِ��ــم كِتابــا فيــهِ ذِكــر�م أفــ� تعقِلــون﴾‬
‫]اﻷﻧبﻴ�اء‪[10:‬‬
‫ﻓﻴه ذكركم‪ :‬ﻳع� ﻓﻴه ﺷرﻓكم‪ ،‬كمـا ﻗـال ﺗعـا� � آﻳـﺔ آﺧـرى‬
‫َ ْ َّ‬
‫﴿�نَّ ُه �ِ� ٌر ل َك َول َِق ْوم َِك﴾ ]الﺰﺧرف‪.[44:‬‬

‫‪201‬‬
‫ُ َ َ‬ ‫َ‬ ‫ُّ‬ ‫ُّ‬ ‫ُّ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ َّ ُ ُ ُ‬
‫� و� �سمع الصم ا��ء إِذا ما ينذرون﴾‬‫‪﴿ .11‬قل إِنما أن ِذر�م بِالو ِ‬
‫]اﻷﻧبﻴ�اء‪[45:‬‬
‫َ‬ ‫َّ ُ ُ ُ‬ ‫َّ‬
‫�﴾ ﺗعـ� إﻧمـا ﻧـﺬار�‬
‫ِ‬ ‫الو‬ ‫بـ‬
‫ِ‬ ‫م‬‫�‬ ‫ر‬ ‫ذ‬
‫ِ‬ ‫نـ‬ ‫أ‬ ‫ما‬ ‫ن‬‫ِ‬ ‫إ‬ ‫﴿‬‫ﻓــ‬ ‫حصر‪،‬‬ ‫أداة‬ ‫﴾‬‫ما‬ ‫﴿إِن‬
‫لكــم هــﻲ ﺑــالو�‪ ،‬ﺑمــا ﻳوحﻴــه إ� ر�‪) .‬مســﺘﻔاد مــﻦ أﺿــواء‬
‫الﺒﻴ�ان‪/‬الﺸﻨﻘﻴطﻲ(‬
‫ُ‬ ‫ُ َ َ‬
‫والﺬي �عـل الﻔلسـﻔﺔ مرﺗكـﺰﻩ � الـدعوة ﻗـد حـاد عـﻦ هـﺬا‬
‫ا�ﻨهﺞ الﺬي وﺟه ﷲ ﺗعا� إلﻴه ﻧبﻴ�ه صلى ﷲ علﻴـه وسـلم‪،‬‬
‫ً‬
‫وﺟعل الﻔلسﻔﺔ عوﺿا عﻦ الو�‪.‬‬

‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ َ َ َ َ َّ َّ َ َ ُ ُ َ‬


‫رض‬ ‫ماوات وم ـن ِ� ا� ِ‬ ‫ِ‬ ‫‪�﴿ .12‬ل ـم ت ـر أن ا� �ســجد � م ـن ِ� الس ـ‬
‫واب َو َ� ٌ‬
‫ثـ� ِمـنَ‬ ‫ا� ُّ‬ ‫الشـ َ‬
‫ج ُر َو َّ‬ ‫ُ َ َّ‬
‫�بال و‬ ‫ا‬‫و‬ ‫جوم َ‬ ‫َ َّ ُ َ َ‬
‫الق َم ُر َوا�ُّ ُ‬‫والشمس و‬
‫ِ‬
‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َّ ُ َ َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ َ ٌ َ َّ َ َ‬ ‫ا�ّ‬
‫كـر ٍ�‬
‫ِ‬ ‫م‬ ‫ن‬ ‫ِ‬
‫مـ‬ ‫�‬ ‫ما‬ ‫ف‬ ‫ا�‬ ‫ن‬‫ِ‬ ‫ه‬
‫ِ‬ ‫ي‬ ‫ن‬ ‫م‬ ‫و‬ ‫ذاب‬ ‫الع‬ ‫ِ‬ ‫ه‬‫ي‬ ‫ل‬ ‫ع‬ ‫ق‬ ‫ح‬ ‫ث�‬ ‫�‬ ‫و‬ ‫اس‬ ‫ِ‬

‫شاء﴾ ]ا�ﺞ‪[18:‬‬ ‫فع ُل ما � َ ُ‬ ‫إ َّن َّ َ‬


‫ا� يَ َ‬
‫ِ‬

‫‪202‬‬
‫اﻟﺠﺰء اﻟﺜﺎﻣﻦ ﻋﺸﺮ‬

‫واكـهُ‬‫َ‬ ‫َ ُ‬ ‫ََ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫ََ َ َ ُ‬


‫عناب ل�ـم فيهـا ف ِ‬
‫ٍ‬ ‫يل وأ‬
‫ات مِن � ٍ‬
‫‪﴿ .1‬فأ�شأنا ل�م بِهِ جن ٍ‬
‫َ ُ َ‬ ‫َ‬ ‫ٌ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫كث�ة ومِنها تأ�ون﴾ ]ا�ﺆمﻨون‪[19:‬‬
‫ّ‬
‫ﻓــا﮻ عــﺰ وﺟــل عﻨــدما ذكــر الﻔواكــه � الــدﻧﻴ�ا ﻗــال � هﻨــا �‬
‫َ ُ َ‬
‫سورة ا�ﺆمﻨون ﴿ َومِنها تأ�ون﴾‪ ،‬ممـا ﻳـدل علـى محـﺬوف مـﻦ‬
‫أوﺟه ا�ﻨاﻓع والﺘصرف � الدﻧﻴ�ا ﺗﻘدﻳرﻩ‪ :‬ﺗﻨﻈرون إ� حسـﻨه‬
‫وﻧﻀــﺠه‪ ،‬ومﻨــه ﺗــﺄ�لون‪ .‬ﺑيﻨمــا عﻨــدما ذكــر ﷲ اﻷ�ــل مــﻦ‬
‫َّْ َْ ُ ُ َ‬
‫الﻔواكه � اﻷﺧرة ﻗـال‪﴿ :‬مِنها تأ�لون﴾ ﺑـدون حـرف الـواو �‬
‫َ ْ َ ْ َ َّ ُ َّ ُ ْ ُ ُ َ‬
‫وهـا ب َمـا ُك ُ‬
‫نـتمْ‬
‫ِ‬ ‫آﻳات سورة الﺰﺧـرف ﴿وت ِلك ا�نة الـ ِ� أورِ�تم‬
‫َ ُ ْ َ َ َ ٌ َ ٌَ ّ َْ َ ْ ُ ُ َ‬ ‫ََُْ َ‬
‫�عملــون ۝ ل�ــم �ِيهــا فاكِهــة ك ِثــ�ة مِنهــا تــأ�لون﴾‬
‫]الﺰﺧــرف‪ ،[73-72:‬لعــدم وﺟــود محــﺬوف ‪-‬أوﺟــه ا�ﻨــاﻓع‬
‫والﺘصرف الدﻧﻴو�ﺔ‪ -‬كما � آﻳﺔ سورة ا�ﺆمﻨون‪.‬‬

‫رض َم َث ُل نوره ِ َكمشـ�ة فيهـا مِصـباحٌ‬ ‫َ َ‬ ‫نور َّ‬


‫ا� ُ‬‫‪ُ َّ ﴿ .2‬‬
‫ٍ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ماوات وا� ِ‬
‫ِ‬ ‫الس‬
‫ب ُد ّر ٌّي يوقَ ُد مِن َش َ‬
‫جر ٍ�َ‬ ‫ُ َ ُّ َ ُ َ َ َّ َ َ‬
‫و� ٌ‬ ‫ُ‬
‫ِ‬ ‫ك‬ ‫ها‬ ‫ن‬ ‫�‬ ‫ك‬ ‫ة‬ ‫جاج‬ ‫الز‬ ‫ة‬
‫ٍ‬ ‫جاج‬‫ز‬ ‫�‬ ‫صباح‬ ‫ال ِم‬

‫‪203‬‬
‫ُ ََ َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫َ َّ َ َ‬ ‫ُ ََ َ َ‬
‫مبار� ٍة ز�تون ٍة � ��ِي ٍة و� غر�ِي ٍة ي�اد ز�تها ي�ـء ولـو لـم‬
‫شاء َو َ��ـ ُب َّ ُ‬
‫ا�‬ ‫نور َ� نور يَه ِدي َّ ُ‬
‫ا� �ِ وره ِ َمن � َ ُ‬ ‫نار ٌ‬‫سه ٌ‬ ‫تَ َ‬
‫مس ُ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬
‫ٌ‬ ‫َ‬ ‫َ َّ ُ ُ ّ َ‬ ‫ّ‬ ‫َ َ‬
‫اس وا� بِ� ِل � ٍء عليم﴾ ]الﻨور‪[35:‬‬ ‫ا�مثال ل ِلن ِ‬
‫ُ َ ُ ُ ُ ََ َ‬
‫ﻓهﻨاك ﻧوران‪ :‬ﻧور الﻔطرة الﻨﻘﻴﺔ ﴿يَ�اد ز�تها ي�ء ولو لـم‬

‫نار﴾‪ ،‬وﻧور الﻘرآن‪ ،‬ﻓﻨور الﻔطرة ﺧلﻘه ﷲ عﺰ وﺟـل �‬‫سه ٌ‬ ‫تَ َ‬


‫مس ُ‬
‫الﻘلوب‪ ،‬وﻧور الﻘرآن إذا ما أﺿﻴﻒ إ� ﻧـور الﻔطـرة صـار ً‬
‫ﻧـورا‬
‫على ﻧور‪.‬‬

‫ّ ََ ٌ ِ ُ ُ‬ ‫َ‬ ‫َ َ َ َ ُ َّ َ َ َ‬
‫‪﴿ .3‬فقال الم� ا�ين �فروا مِن قو ِمهِ مـا هـذا إِ� ��ـ مـثل�م‬
‫َ‬ ‫ًَ‬ ‫َ‬ ‫َ َّ ُ َ َ َ َ‬ ‫ُ ُ َ َ َ َ َّ َ َ َ ُ َ َ‬
‫ير�د أن �تفضل علي�م ولو شاء ا� �نزل م��ِكة ما سـ ِمعنا‬
‫َ‬ ‫َّ‬ ‫َ َ‬
‫بِهذا � آبا�ِنا ا�ول�﴾ ]ا�ﺆمﻨون‪.[24:‬‬

‫ا�ات لَيَ َ‬
‫سـتخل ِ َف َّنهمُ‬ ‫ّ‬ ‫ُ َ َ ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ َ َ َّ ُ َّ‬
‫‪﴿ .4‬وعد ا� ا�ين آمنوا مِن�م وع ِملوا الصـ ِ ِ‬
‫ِن ل َ ُهـم َ‬ ‫ك َ َّ‬‫َ َُ َ ّ‬ ‫َ‬ ‫َ َ َ َّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ديـن ُهمُ‬ ‫َ‬
‫رض كما استخلف ا�ين مِن قبل ِ ِهم و�م‬ ‫َ‬ ‫ِ� ا� ِ‬
‫َ ً َ ُ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َّ‬ ‫َُ َ ََُ ّ َ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬
‫ا�ِي ارت� لهم و�ب ِد�هم مِن بعـ ِد خـوف ِ ِهم أمنـا يعبـدون� �‬

‫‪204‬‬
‫َ‬ ‫َ َ َ َ َ َ َُ َ ُ‬ ‫�ون � َش ً‬
‫َ‬ ‫�ُ‬
‫الفاسـقون﴾‬
‫ِ‬ ‫يئا َو َمن �فر بعد ذل ِك فأول�ِك هـم‬
‫ُ‬ ‫�‬
‫ِ‬
‫]الﻨور‪.[55:‬‬

‫آمنـوا ل َ ُهـم َعـذابٌ‬ ‫ح َش ُة � َّا� َ‬


‫ين َ‬ ‫َ‬ ‫َّ َّ َ ُ ّ َ َ َ‬
‫ِ‬ ‫‪﴿ .5‬إِن ا�ين �ِبون أن �شيع الفا ِ‬
‫َ َ َ‬ ‫ُ‬ ‫َ َّ ُ َ َ َ َ‬ ‫َ‬ ‫ُّ‬ ‫َ‬
‫ُ‬ ‫َ‬
‫أ�م ِ� ا�نيا وا� ِخرة ِ وا� يعلم وأنتم � تعلمون﴾ ]الﻨور‪[19:‬‬ ‫ٌ‬

‫ﻗال اﺑﻦ الﻘﻴم رحمه ﷲ � )مدارج السـالك�(‪) :‬ﻓالكﺒـاﺋر‪:‬‬


‫والك�‪ ،‬والﻔﺨر‪ ،‬وا�ـﻴالء‪ ،‬والﻘﻨـوط مـﻦ‬
‫�الر�اء‪ ،‬والعﺠﺐ‪ِ ،‬‬
‫رحمـــﺔ ﷲ‪ ،‬والﻴـــﺄس مـــﻦ روح ﷲ‪ ،‬واﻷمـــﻦ مـــﻦ مكـــر ﷲ‪،‬‬
‫والﻔــرح والســرور ﺑــﺄذى ا�ســلم�‪ ،‬والﺸــماﺗﺔ ﺑمصــﻴبﺘهم‪،‬‬
‫ومحﺒﺔ أن ﺗﺸﻴع الﻔاحﺸﺔ ﻓﻴهم‪ ،‬وحسـدهم علـى مـا آﺗـاهم‬
‫ﷲ مﻦ ﻓﻀله‪ ،‬وﺗم� زوال ذلك عـﻨهم‪ ،‬وﺗواﺑـع هـﺬﻩ اﻷمـور‬
‫ً‬
‫�ر�مـا مـﻦ الﺰﻧـا وﺷـرب ا�مـر وﻏ�همـا مـﻦ‬ ‫ال� هﻲ أﺷـد‬
‫الكﺒاﺋر الﻈاهرة(‪.‬‬

‫‪205‬‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ َّ‬ ‫ّ َ ُ َ ّ َ‬
‫واح ـ ٍد مِنهمــا ِمائ ـة ج ـ� ٍة و�‬
‫اج�وا � ِ‬ ‫ـزا� ف ـ ِ‬ ‫‪﴿ .6‬الزا�ِي ـة والـ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َّ‬ ‫َ ٌَ‬ ‫َ ُ ُ‬
‫ا�ِ إِن كنتم تؤمِنـون ِبـا�ِ وا�ـ ِ‬
‫وم‬ ‫دين‬
‫ِ‬ ‫�‬ ‫ة‬ ‫أف‬‫ر‬ ‫ما‬‫ه‬‫ِِ‬ ‫ب‬ ‫م‬ ‫ذ�‬ ‫تأخ‬
‫المؤم َ‬
‫ِن�﴾ ]الﻨور‪[2:‬‬ ‫ذا� ُهما طا� َف ٌة م َِن ُ‬
‫شهد َع َ‬ ‫خر َوليَ َ‬
‫ِ‬ ‫ا� ِ ِ‬

‫ُ‬ ‫ُ َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ُّ‬ ‫َ َ َ َ َ َّ ُ‬


‫مـال و�نـ� ۝ �سـارِع لهـم ِ�‬ ‫ٍ‬ ‫‪��﴿ .7‬سبون �نما ن ِمدهم بِهِ ِمـن‬
‫َ ُ َ‬ ‫َ‬
‫رون﴾ ]ا�ﺆمﻨون‪[56-55:‬‬ ‫�ات بَل � �شع‬
‫ا� ِ‬
‫ُ‬ ‫ُّ‬ ‫َ َ َ َ َ َّ ُ‬
‫ﺟاء � ﺗﻔس� الﺒﻐوي‪��﴿) :‬سبون �نمـا ن ِمـدهم ِبـهِ ِمـن ٍ‬
‫مـال‬

‫ن�﴾ مـا ﻧعطـﻴهم و�علـه مـددا لهـم مـﻦ المـال والﺒﻨـ� �‬ ‫َو َ� َ‬

‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ َ‬ ‫ُ‬


‫�ات﴾ أي ‪ :‬ﻧعﺠل لهم � ا�ـ�ات ‪،‬‬ ‫الدﻧﻴ�ا ‪�﴿ .‬سارِع لهم ِ� ا� ِ‬
‫َ ُ َ‬
‫رون﴾ أن‬ ‫وﻧﻘدمها ﺛواﺑا ﻷعمالهم �رﺿاﺗﻨ�ا عﻨهم ‪﴿ ،‬بَل � �شـع‬
‫ٌ‬
‫ذلك اسﺘدراج لهم(‪.‬‬

‫َ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ َ ُ ُ ُ َ َ ٌ َ َّ‬ ‫َ َّ َ ُ َ‬


‫جعـون﴾‬
‫جلة ��هـم إِ� ر� ِ ِهـم را ِ‬ ‫‪﴿ .8‬وا�ين يؤتون ما آتوا وقلو�هم و ِ‬
‫]ا�ﺆمﻨون‪[60:‬‬
‫ُ َ َ ﱠ َ َ َ َْ َ ﱠ ﱢ َ ﱠ ﱠُ َ َْ َ َ ﱠَ َ َ ْ‬
‫روي أن عا ِﺋﺸــﺔ زوج الﻨــ ِ� صــلى ﷲ علﻴــ ِه وســلم ﻗ الــﺖ‪:‬‬
‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ َْ ُ َ ُ َ ﱠ َ ﱠ ﱠُ َ َْ َ َ ﱠَ َ ْ َ‬
‫ﷲ ص ـلى ﷲ علﻴ ـ ِه وس ـلم ع ـﻦ ه ـ ِﺬ ِﻩ اﻵﻳ ـ ِﺔ‪:‬‬
‫س ـ ﺄلﺖ رس ـول ِ‬
‫‪206‬‬
‫لـو� ُهم َوج َلـ ٌة﴾ َﻗ َالـ ْﺖ َعاﺋ َﺸـ ُﺔ‪َ :‬أ ُهـمُ‬
‫آتـوا َوقُ ُ‬
‫َ‬ ‫َ َّ َ ُ َ‬
‫﴿وا�ين يؤتون مـا‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َ َ ْ َُ َ ْ َ ْ َ َ َ ْ ُ َ َ َ َ َ ْ َ ﱢ ﱢ‬
‫الﺬﻳﻦ ﻳﺸرﺑون ا�م ر و�س ِرﻗون؟ ﻗ ال‪) :‬ال ﻳا ِﺑنﺖ الصـد ِﻳﻖ‪،‬‬ ‫ِ‬
‫َ َ ُ ُ َ َ ُ َ ﱡ َ َ ََ َ ﱠ ُ َ َ ُ ْ ََ ُ َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ََ ﱠ‬
‫ول ِكﻨهم ال ِﺬﻳﻦ ﻳصومون و�صلون و�ﺘصـدﻗون وهـم �ـاﻓون‬
‫َ‬ ‫َْ ْ َ َ ُ ْ َ‬ ‫ُ َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ ْ َ َُْ َ ُْ ْ ُ َ َ‬
‫ات وهــم لهــا‬ ‫أن ال ﻳﻘﺒ ـل ِم ـﻨهم‪﴿ ،‬أول ِ�ــك �ســارِعون ِ� ا� ـ� ِ‬
‫َ‬ ‫ُ‬
‫ون﴾ ]ا�ﺆمﻨون‪.([61:‬‬‫َسابِق‬

‫‪207‬‬
‫اﻟﺠﺰء اﻟﺘﺎﺳﻊ ﻋﺸﺮ‬

‫ً‬ ‫َ َ َّ ُ َ‬ ‫َ ُ َ َ َ َ َّ َ َ َّ‬
‫‪�﴿ .1‬قلنا اذهبا إِ� الق ِ‬
‫وم ا�ين كـذبوا بِآيات ِنـا فـدمرناهم تـدم�ا﴾‬
‫]الﻔرﻗان‪[36:‬‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫الحــﻆ كﻴــﻒ أن هﻨالــك حــﺬﻓا كﺒــ�ا � هــﺬﻩ اﻵﻳــﺔ مــا ﺑــ�‬
‫ذهاﺑهما وإهالك ﻗومهما‪.‬‬

‫َ َّ ُ َ َ َ‬ ‫ُ ُ ُ ََ‬ ‫َ َ ُ ُ َّ َ‬ ‫ُ‬
‫‪﴿ .2‬قل ما يعبـأ بِ�ـم ر� لـو� د�ؤ�ـم �قـد كـذبتم فسـوف‬
‫ُ‬
‫�ون ل ً‬ ‫يَ‬
‫ِزاما﴾ ]الﻔرﻗان‪[77:‬‬
‫ﻗال اﺑﻦ كﺜـ�‪) :‬أي‪ :‬ال ﻳﺒـ�ا� وال ﻳكـ�ث ﺑكـم إذا لـم ﺗعﺒـدوﻩ;‬
‫ﻓﺈﻧــه إﻧمــا ﺧلــﻖ ا�لــﻖ لﻴعﺒــدوﻩ و�وحــدوﻩ و�ســﺒحوﻩ ﺑكــرة‬
‫وأصﻴال(‪.‬‬

‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫َ َ َّ َ َ‬ ‫ُّ‬ ‫َ َ ٌ َ‬


‫‪َ ﴿ .3‬وت ِلـــك ن ِعمـــة �منهـــا � أن �بـــدت بـــ� إِ�ائيـــل﴾‬
‫ُ‬

‫]الﺸعراء‪[22:‬‬
‫ﻗال اﺑﻦ كﺜ�‪) :‬أي‪ :‬وما أحسﻨﺖ إ� ورﺑيﺘ� مﻘاﺑل ما أسـﺄت‬
‫إ� ﺑـــ� إســـراﺋﻴ�ل‪ ،‬ﻓﺠعلـــﺘهم عﺒﻴـ ـ�دا وﺧـــدما‪ ،‬ﺗصـــرﻓهم �‬
‫‪208‬‬
‫أعمالك ومﺸاق رعﻴﺘـك‪ ،‬أ� إحسـاﻧك إ� رﺟـل واحـد مـﻨهم‬
‫ﺑما أسﺄت إ� مﺠموعهم؟ أي‪ :‬ليس ما ذكرﺗه ﺷﻴﺌ�ا ﺑالنسـﺒﺔ‬
‫إ� ما ﻓعلﺖ ﺑهم(‪.‬‬

‫َ َ َ َ َ ََ ََ َ َ َ َ‬ ‫َ‬ ‫َ َ ُ ُّ‬
‫ضلنا عن آل ِهت ِنا لو� أن ص�نا عليها وسوف يعلمـون‬ ‫‪﴿ .4‬إِن �د � ِ‬
‫َ َ َ َ َ َ َ َ َ ُّ َ ً‬
‫ح� يرون العذاب من أضل سبي�﴾ ]الﻔرﻗان‪.[42:‬‬

‫َُ َ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ َ ُ َ ََ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ َ َّ‬


‫نزل علينا الم��ِكة أو نـرى‬ ‫‪﴿ .5‬وقال ا�ين � يرجون ل ِقاءنا لو� أ ِ‬
‫ُ ُ ًّ َ‬ ‫َ‬ ‫َ َ‬ ‫َ ُ‬ ‫َ‬ ‫ََ‬
‫ً‬ ‫َر َّ�نـــا لقـ ـ ِد اســـتك�وا � أنف ِ‬
‫سـ ـ ِهم و�تـ ـوا �تـ ـوا كبـــ�ا﴾‬ ‫َ‬

‫]الﻔرﻗان‪.[21:‬‬

‫‪209‬‬
‫اﻟﺠﺰء اﻟﻌﺸﺮون‬

‫ُ‬ ‫َّ َ َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ َ َ‬ ‫َ‬ ‫َََ َ‬


‫ً‬ ‫ِ‬
‫صا�ا أ ِن اعبدوا ا� فإِذا هم‬ ‫‪﴿ .1‬ولقد أرسلنا إِ� ثمود أخاهم‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫مون﴾ ]الﻨمل‪.[45:‬‬ ‫ر�قان �ت ِص‬
‫ِ‬ ‫ف‬

‫�ـم ِمـ َن َّ‬


‫السـماءِ مـاءً‬ ‫َ َ َ ََ ََ َ ُ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫َ َّ َ َ‬
‫ماوات وا�رض وأنـزل ل‬ ‫ِ‬ ‫‪﴿ .2‬أمن خلق الس‬
‫َ‬ ‫�م أَن تُنبتوا َشـ َ‬
‫َ َ ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ََ‬
‫ج َرها أإ�ٌ‬ ‫فأنبتنا بِهِ حدا�ِق ذات بهج ٍة ما �ن ل‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َ‬
‫وم يَع ِدلون﴾ ]الﻨمل‪[60:‬‬ ‫ا�ِ بَل ُهم قَ ٌ‬
‫َ َ َّ‬
‫مع‬
‫َ َ ٌ َ َ َّ‬
‫)﴿ أإ ِ� مع ا�ِ ﴾ ﻓعل هﺬﻩ اﻷﻓعـال حـ� ﻳعﺒـد معـه و�ﺸـرك‬
‫َْ ُ ْ َ ٌْ َ ْ ُ َ‬
‫ﺑـه؟ ﴿بل هـم قـوم �عـ ِدلون﴾ ﺑـه ﻏـ�ﻩ و�سـوون ﺑـه سـواﻩ مـع‬
‫علمهــم أﻧــه وحــدﻩ ﺧــالﻖ العــالم العلــوي والســﻔلﻲ ومــ�ل‬
‫الرزق( )ﺗﻔس� السعدي(‬

‫ُ‬ ‫َ ّ‬ ‫ُ‬ ‫َ ّ‬
‫اد َار َك ع ُ‬
‫خ َرة ِ بَل هم � ش ٍك مِنهـا َبـل هـم مِنهـا‬
‫ِلم ُهم ِ� ا� ِ‬ ‫‪﴿ .3‬ب ِل‬
‫مون﴾ ]الﻨمل‪.[66:‬‬ ‫َ َ‬
‫ع‬

‫‪210‬‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ َّ َ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ َ َ َ َ َ ُ َ َ ُّ‬ ‫َّ َّ‬
‫‪﴿ .4‬إِن ا�ي فرض عليك القرآن لرادك إِ� معا ٍد قل ر� أعلم مـن‬

‫ب�﴾ ]الﻘصص‪[85:‬‬‫م‬‫الهدى َو َمن ُه َو � َض�ل ُ‬


‫جاء ب ُ‬
‫َ‬
‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُّ‬ ‫َ‬
‫عﻦ اﺑﻦ عﺒاس‪﴿ :‬لرادك إِ� معا ٍد﴾ ﻗال‪ :‬إ� مكﺔ‪.‬‬

‫‪211‬‬
‫اﻟﺠﺰء اﻟﺤﺎدي واﻟﻌﺸﺮون‬

‫َ َ ُ ُ ُ َّ ُ ُ َ ُ ُ‬ ‫َ ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬


‫‪﴿ .1‬ا�َّـ ُّ‬
‫سـ ِهم وأزواجـه أمهــا�هم وأولـو‬ ‫� أو� ب ِـالمؤمِن� ِمـن أنف ِ‬ ‫ِ‬
‫المــؤمِن�َ‬ ‫َّ‬
‫ا�ِ ِمــ َن ُ‬ ‫َ‬ ‫َ ُ ُ َ‬ ‫َ‬
‫ِتــاب‬
‫ِ‬ ‫عض � ك‬ ‫ِ‬
‫رحــام بعضــهم أو� ِبــب ٍ‬ ‫ا�‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ َ ً‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ ّ َ َ‬ ‫َو ُ‬
‫ذلـك ِ�‬ ‫و�ـا�ِ�م معروفـا �ن ِ‬ ‫جر�ن إِ� أن تفعلـوا إِ� أ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ها‬ ‫الم‬
‫سطورا﴾ ]اﻷحﺰاب‪.[6:‬‬ ‫ً‬ ‫ِتاب َم‬ ‫الك ِ‬

‫َ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫ُ ُ َ ّ ٌَ‬ ‫ََ َ ّ َ َ ًَ َ‬


‫‪�﴿ .2‬ذا أذقنا ا�اس ر�ة ف ِرحوا بِها �ن ت ِصبهم سيِئة بِما قـدمت‬
‫ُ َ َ َ‬ ‫َ‬
‫أيدي ِهم إ ِذا هم يقنطون﴾ ]الروم‪[36:‬‬
‫ﻓعﻨــدما ذكــر ﷲ الرحمــﺔ اســﺘﺨدم حــرف ﴿إِذا﴾‪ ،‬وهــو حــرف‬
‫ﱠ ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫َ‬
‫ُﻳسﺘﺨدم ﻏالﺒا لما �ان مﻘطوعـا ﺑـه‪ ،‬مﺆكـدا حدوﺛـه‪ ،‬كﻘولـه‬
‫َ َ َ َ ْ‬ ‫َ َّ َ ُ َ‬
‫ا�شـ َّق ْ‬
‫اء َوعـ ُد‬‫ت﴾ ]اﻹﻧﺸـﻘاق‪﴿ ،[1:‬فـإِذا جـ‬ ‫ﺗعا� ﴿إِذا السـماء‬
‫َ‬ ‫ْ‬
‫ا� ِخرة ِ﴾ ]اﻹسراء‪.[7:‬‬
‫و� ا�ﻘاﺑــل عﻨــدما ذكــر الســﻴﺌ�ﺔ اﺧﺘــار حــرف الﺸــرط ﴿إِن﴾‪،‬‬
‫وهو حرف ﻳدﺧل � الﻐالﺐ على ما �ان ﻏـ� مﺆكـد وﺟـودﻩ‪،‬‬

‫‪212‬‬
‫َ ُ َ ً ُ ْ ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ ُ َ ً َََْ َ‬
‫مﺜـل ﴿�ن يك �ذِبا �عليـهِ ك ِذبـه ۖ �ن يـك صـادِقا ي ِصـب�م‬
‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ ْ ُ َّ‬
‫�عض ا�ِي يعِد�م ۖ﴾ ]ﻏاﻓر‪.[28:‬‬
‫َ‬ ‫ََ‬
‫ﻓاســﺘﺨدام حــرف ﴿إِذا﴾ الﺸــرطﻴﺔ مــع الرحمــﺔ ﴿�ذا أذقنــا‬
‫ّ َ َ َ ً‬
‫�ـة﴾ ﺗــدل علــى أن ا�ـ � الــﺬي ﻳوصــله ﷲ لعﺒــادﻩ‬ ‫ا� ـاس ر‬

‫كﺜ�‪� ،‬الف اسﺘﺨدام حرف ﴿إِن﴾ الﺸرطﻴﺔ مع ما ﻳسـوؤهم‬


‫ُ ُ َ ّ ٌَ‬
‫﴿�ن ت ِصبهم سيِئة﴾ للتﺸكﻴك � وﻗوعه‪.‬‬

‫ت ا�َبصارُ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ ُ َ َ ََ‬ ‫ُ‬


‫‪﴿ .3‬إِذ جاءو�م مِن فوق ِ�م ومِن أسفل مِن�م �ذ زاغ ِ‬
‫ك ُ‬
‫ابـت ِ�َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ ُ َ َ َ َ ُ ّ َ َّ ُّ‬ ‫ََََ‬
‫جر و�ظنون بِا�ِ الظنونـا۝ه ِ‬
‫نالـ‬ ‫ت القلوب ا�نا ِ‬ ‫و�لغ ِ‬
‫ً‬ ‫ً َ‬ ‫َ‬
‫ِنون َو ُ‬ ‫ُ‬
‫لزلوا زِلزا� شديدا﴾ ]اﻷحﺰاب‪[11-10:‬‬‫ِ‬ ‫ز‬ ‫المؤم‬
‫َ َ َ َ َّ ُ َ َ ُ‬
‫سـو�ُ‬ ‫َ‬ ‫َ َ‬ ‫ُ‬ ‫َ َّ ََ‬
‫﴿ولما رأى المؤمِنون ا�حزاب قالوا هذا مـا وعـدنا ا� ور‬
‫ً ََ‬ ‫ّ‬ ‫َ ُ‬ ‫ُ‬ ‫َو َصـــ َد َق َّ ُ‬
‫ا� َو َرســـو� ومـــا زادهـــم إِ� إيمانـــا و�ســـليما﴾‬
‫ً‬ ‫َ‬ ‫ُ‬

‫]اﻷحﺰاب‪[22:‬‬
‫ﻓـــا�ﺆمﻨون لمـــا رأوا اﻷحـــﺰاب صـــ�وا وﺛبﺘـــوا ﻓﻨﺠـــاهم ﷲ‬
‫َ‬
‫ﺑﺈﻳماﻧهم وأﻧطﻘهم ﺑ�الم حﻔﻆ علﻴهم دﻳـﻨهم‪﴿ ،‬هذا ما َو َع َدنا‬
‫ُ‬ ‫َّ ُ َ َ ُ ُ َ َ َ َ َّ ُ َ َ ُ‬
‫ا� ورسو� وصدق ا� ورسو�﴾‪.‬‬
‫‪213‬‬
‫ّ‬
‫ـﺘد ودام ا�صـــار ﺷــ ً‬
‫ـهرا وحـــاول‬ ‫لكـــﻦ الـــﺒالء اســـﺘمر واﺷــ‬
‫ا�ﺸركون اﻹﻏارة مﻦ ﻧﻘاط ﺿعﻒ ا�ﻨدق‪ ،‬وﻧﻘـﺾ الﻴهـود‬
‫ً‬ ‫ً َ‬ ‫َ‬
‫ِنون َو ُ‬ ‫� ُ‬ ‫َ‬ ‫العهـد ﴿ ُهنال َِك ُ‬
‫لزلوا زِلـزا� شـديدا﴾‪ � .‬هـﺬﻩ‬
‫ِ‬ ‫ز‬ ‫م‬ ‫ؤ‬ ‫الم‬ ‫ِ‬ ‫ابت‬
‫اللحﻈﺔ ﻧ� ﷲ ا�ﺆمﻨ� وأرسل الر�اح الـ� اﻗﺘلعـﺖ ﺧﻴـام‬
‫ا�ﺸــرك� �كمﺘــه ولــم ﻳﺘـ�ﺄﺧر الﻨصــر أكــ� مــﻦ ذلــك ا�ــد‪،‬‬
‫وهــﺬﻩ الﺰلﺰلــﺔ كســرﺗهم أمــام ﷲ وأﺷــعرﺗهم ﺑاﻓﺘﻘــارهم إ�‬
‫رحمﺘــه‪ ،‬ﻓــال ﻳصــﻴﺒهم العﺠــﺐ ﺑﺄﻧﻔســهم وال ﻳﻐــ�وا ﺑهــا‪ ،‬وال‬
‫ﻳســــﻨدون الﻔﻀــــل إ� أﻧﻔســــهم � الصــــ� والﺜﺒـــ�ات‪ ،‬ﺑــــل‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫ﻳسﻨدون الﻔﻀل �له إ� ﷲ ‪-‬عﺰ وﺟل‪ -‬الﺬي �اهم � هﺬﻩ‬
‫اللحﻈﺔ ا�رﺟﺔ‪.‬‬

‫‪214‬‬
‫اﻟﺠﺰء اﻟﺜﺎﻧﻲ واﻟﻌﺸﺮون‬

‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ َ ُُ َ‬ ‫‪ُ ِ�﴿ .1‬ن ِذ َر قَ ً‬


‫وما ما أن ِذر آباؤهم �هم �ف ِلون﴾ ]ﻳس‪[6:‬‬
‫ﻗال اﺑﻦ عاﺷور‪ ..." :‬ﻓتسـﺒﺐ علـى عـدم إﻧـﺬار آﺑـاﺋهم أﻧهـم‬
‫ُ‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ّ‬
‫مﺘصﻔون ﺑالﻐﻔلﺔ وصﻔا ﺛاﺑﺘ�ا‪ ،‬أي ﻓهـم ﻏـاﻓلون عمـا ﺗـﺄ� ﺑـه‬
‫الرســــل والﺸــــراﺋع ُ‬
‫ﻓهــ ـم � ﺟهالــــﺔ وﻏواﻳــــﺔ إذ ﺗراكمــــﺖ‬
‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫الﻀالالت ﻓﻴهم عاما ﻓعاما وﺟﻴال ﻓﺠﻴال‪".‬‬

‫ِكمـةِ إ َّن ا َّ�َ‬ ‫َّ‬


‫ا�ِ َوا� َ‬ ‫َّ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ ُ َ‬
‫ِ‬ ‫آيـات‬
‫ِ‬ ‫‪﴿ .2‬واذكرن ما يت� � بيـوت ِ�ن ِمـن‬
‫ً‬ ‫َ َ ً َ‬
‫�ن لطيفا خب�ا﴾ ]اﻷحﺰاب‪[34:‬‬

‫ََ َ‬ ‫َ ُ َّ َ َ َّ ُ َ َ َ َ َ َ َ َ َ‬
‫مسـك عليـك‬ ‫‪�﴿ .3‬ذ تقول ل ِ�ي أنع َم ا� عليهِ وأنعمت عليـهِ أ ِ‬
‫ا� ُمبديهِ َو َ� َ�ـ ّ‬
‫ا�ـاسَ‬ ‫ك َما َّ ُ‬‫َ َ‬
‫س‬
‫َ َ َ َ َّ َّ َ َ ُ‬
‫زوجك وات ِق ا� و�� � نف ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫ً‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ٌ‬ ‫َ‬ ‫َ َّ ُ َ َ ُّ َ َ ُ َ َ ّ َ‬
‫وا� أحق أن �شاه فلما ق� ز�د مِنها وطرا زوجناكها ِلـ�‬
‫�يا�هم إذا قَ َضوا م ُ‬ ‫َ‬ ‫َ َ ٌ َ‬ ‫َ ََ‬
‫ِنهنَّ‬ ‫� يَ�ون � المؤمِن� حرج � أ ِ‬
‫زواج أد ِ ِ ِ ِ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫َ َ ً َ َ َ ُ َّ َ ً‬
‫وطرا و�ن أمر ا�ِ مفعو�﴾ ]اﻷحﺰاب‪.[37:‬‬

‫‪215‬‬
‫ّ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ َ ُ ُ َ َ ُ ُ َّ ُ َ ّ ُ ُ‬
‫‪﴿ .4‬وما أموال�م و� أو�د�م بِال� �قـ ِر��م عِنـدنا زلـ� إِ�‬
‫َُ‬ ‫ً َُ َ َُ َ ُ ّ‬ ‫َ‬
‫َ‬
‫عف بِما ع ِملوا وهم‬
‫الض ِ‬ ‫ِ‬
‫صا�ا فأول�ِك لهم جزاء ِ‬ ‫آم َن َو َع ِمل‬
‫َمن َ‬
‫َ‬ ‫ُ‬
‫فات آمِنون﴾ ]سﺒﺄ‪[37:‬‬‫ِ� الغ ُر ِ‬
‫ُ‬
‫ﻗـــال اﺑـــﻦ عاﺷـــور‪ ..." :‬أﺑطلـــﺖ اﻵﻳـــﺔ أن ﺗكـــون أمـــوالهم‬
‫وأوالدهــم مﻘرﺑــﺔ عﻨــد ﷲ ﺗعــا�‪ ،‬وأﻧــه ال ﻳﻘـ ّـرب إ� ﷲ إال‬
‫اﻹﻳمان والعمل الصالح"‪.‬‬
‫ِ‬

‫واحـ َد ٍة أَن تَقومـوا ِ َّ�ِ َمثـ� َو ُفـرادى ُ�ـمَّ‬ ‫ُ َّ َ ُ ُ‬


‫‪﴿ .5‬قل إِنما أعِظ�ـم ب ِ ِ‬
‫َُ ّ َ ٌ َ ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ َ َ َّ‬
‫ج َّن ٍة إِن هو إِ� نذير ل�م ب� يدي‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ِ‬ ‫ِن‬ ‫م‬ ‫م‬ ‫�‬ ‫ب‬‫ح‬ ‫صا‬
‫ِ ِِ‬ ‫ب‬ ‫ما‬ ‫روا‬ ‫ك‬ ‫�تف‬
‫ديد﴾ ]سﺒﺄ‪.[46:‬‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ٍ‬ ‫ش‬ ‫ذاب‬
‫ٍ‬ ‫ع‬

‫َ ُ ُ َ َّ ّ ّ َ ُ َ َ َ ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ ُّ َ َّ‬


‫� إِ� أن يؤذن ل�م إِ�‬ ‫‪﴿ .6‬يا ��ها ا�ين آمنوا � تدخلوا بيوت ا� ِ ِ‬
‫ادخلوا َفـإذا َطعمـتمُ‬ ‫ُ ُ َ ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫فـ‬ ‫م‬ ‫عيت‬ ‫د‬ ‫ذا‬‫ِ‬ ‫إ‬ ‫ن‬ ‫�‬
‫ِ‬ ‫ل‬‫و‬ ‫ناه‬‫ِ‬ ‫إ‬ ‫ِر�ن‬ ‫ظ‬ ‫نا‬ ‫�‬ ‫غ‬ ‫�‬ ‫ٍ‬ ‫عا‬‫ط‬
‫ا�ـ�َّ‬‫�ن ُيـؤذِي َّ‬‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ َ‬
‫ِ‬ ‫ديث إِن ذل ِ�ـم‬ ‫فانت ِ�وا و� مستأ� ِس� ِ�ـ ٍ‬
‫َ َ ُ ُ‬ ‫ا� � � َ َ‬ ‫ِن�م َو َّ ُ‬ ‫ُ‬ ‫فَيَ َ‬
‫موهنَّ‬ ‫ا�ـ ّ ِق �ذا سـأ�‬
‫سـتحي ِمـ َن َ‬ ‫ستحي م‬

‫‪216‬‬
‫ُ‬ ‫ُ َ َ ُ ُ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫ُ‬ ‫َ ً َ َ‬
‫ـاب ذل ِ�ـم أطهـر ل ِقلــو�ِ�م‬
‫حجـ ٍ‬ ‫متــا� فاســألوهن ِمـن وراءِ ِ‬
‫َ َ َّ َ َ َ‬ ‫َ َ ُ َ ُ‬ ‫ُ‬
‫َوقلو� ِ ِه َّن َومـا �ن ل�ـم أن تـؤذوا رسـول ا�ِ و� أن تنكِحـوا‬
‫ً‬ ‫َ‬ ‫َ َّ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ َ ً َّ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫أزواجــه ِمــن بعــ ِده ِ �بــدا إِن ذل ِ�ــم �ن عِنــد ا�ِ عظيمــا﴾‬

‫]اﻷحﺰاب‪[53:‬‬
‫ﻓهﺆالء زوﺟات الﻨـ� محمـد ‪-‬صـلى ﷲ علﻴـه وسـلم‪ّ -‬‬
‫هـﻦ‬
‫ً‬
‫أمهات ا�ﺆمﻨ� وأطهر النساء ﻗلوﺑـا‪ ،‬وصـحاﺑﺔ الﻨـ� صـلى‬
‫ً‬
‫ﷲ علﻴه وسلم هم أطهـر الرﺟـال ﻗلوﺑـا‪ ،‬ومـع ذلـك أمـر ﷲ‬
‫ﺗعا� ﺑا�ﺠاب ﺑيﻨهم‪.‬‬
‫وﻧـــﺬكر � هـــﺬا الســـﻴاق‪ ،‬حـــدﻳﺚ الﻨـــ� ‪-‬صـــلى ﷲ علﻴـــه‬
‫امـرأة كﻘـو�‬ ‫لماﺋﺔ‬ ‫ﻗو�‬ ‫إﻧما‬ ‫‪،‬‬ ‫النساء‬ ‫ُ‬
‫أصاﻓح‬ ‫وسلم‪) :-‬إ� ال‬
‫ٍ‬ ‫ِ‬
‫واحدة(‪.‬‬
‫ٍ‬ ‫المرأة‬
‫ٍ‬

‫َ ُ‬
‫بل إ َّ�همُ‬ ‫َ َ َ َ ُ َ َ‬ ‫َ َ‬
‫حيل بَ َ‬
‫ين ُهم َو َ� َ‬
‫ِ‬ ‫ق‬ ‫ِن‬
‫م‬ ‫م‬ ‫ه‬
‫ِ‬ ‫ع‬
‫ِ‬ ‫شيا‬ ‫أ‬‫ِ‬ ‫ب‬ ‫ل‬ ‫ع‬
‫ِ‬ ‫ف‬ ‫ما‬ ‫ك‬ ‫هون‬ ‫شت‬‫�‬ ‫ما‬ ‫�‬ ‫‪﴿ . 7‬و‬
‫ر�ب﴾ ]سﺒﺄ‪.[54:‬‬ ‫ك ُ‬‫َ ّ‬
‫ٍ‬ ‫م‬ ‫�نوا � ش ٍ‬

‫‪217‬‬
‫اﻟﺠﺰء اﻟﺜﺎﻟﺚ واﻟﻌﺸﺮون‬

‫َ‬ ‫نتم تَأتونَنا َ‬ ‫ُ‬


‫�م ك ُ‬ ‫ُ‬ ‫َّ‬
‫م�﴾ ]الصاﻓات‪[28:‬‬
‫ِ‬ ‫ا�‬ ‫ن‬
‫ِ‬ ‫ع‬ ‫‪﴿ .1‬قالوا إِن‬
‫ﻗال اﺑﻦ عاﺷور‪" :‬ومﻦ ا�عا� ال� �ﺘملهـا اﻵﻳـﺔ أن ﻳر�ـدوا‪:‬‬
‫ﺗﺄﺗوﻧﻨـــ�ا مـــﻦ ا�هـــﺔ الـــ� �ســـﻨها ﺗمـــو�هكم وإﻏـــواؤكم‬
‫ُ‬
‫وﺗﻈهرون ﻓﻴها أﻧها ﺟهﺔ الرﺷد"‪.‬‬
‫وﻗــال اﻹمــام الطــ�ى‪) :‬ﻳﻘــول ﺗعــا� ذكــرﻩ‪ :‬ﻗالــﺖ اﻹﻧــس‬
‫للﺠﻦ‪ :‬إﻧكم أﻳها ا�ﻦ كﻨـﺘم ﺗﺄﺗوﻧﻨـ�ا مـﻦ ﻗﺒـل الـدﻳﻦ وا�ـﻖ‬
‫ﻓﺘﺨدعوﻧﻨ�ا ﺑﺄﻗوى الوﺟوﻩ(‪.‬‬

‫‪﴿ .2‬أَفَمـا َ�ـ ُن ب َم ّيتـ َ‬


‫ـ� ۝ إ ّ� َموتَتَ َنـا ا�و� َومــا َ�ـ ُن ب ُم َعـ َّذب�﴾َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫]الصاﻓات‪.[59-58:‬‬

‫ًَ ّ‬
‫ِلظال ِم�﴾َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫َ َ َ ٌ ُ ُ ً َ َ َ َ ُ َّ ّ‬
‫‪﴿ .3‬أذل ِك خ� نز� أم شجرة الزقوم ِ۝ إِنا جعلناها ف ِتنة ل‬

‫]الصاﻓات‪[63-62:‬‬

‫‪218‬‬
‫ً‬ ‫ّ‬ ‫ُ‬
‫ﻗال الﻘرط�‪) :‬لما ﺧوﻓوا ﺑها ﻗـال أﺑـو ﺟهـل اسـﺘهﺰاء‪) :‬هـﺬا‬
‫محمــد ﻳﺘوعــدكم ﺑﻨـ�ار �ــرق ا�ﺠــارة‪ ،‬ﺛــم ﻳــﺰعم أﻧهــا ﺗنﺒــﺖ‬
‫الﺸﺠر‪ ،‬والﻨار ﺗﺄ�ل الﺸﺠر‪.((...‬‬

‫ّ َ َ َ ُ ُ َّ ُ َ َّ َ َ‬ ‫َ َُ َ‬
‫� َفروا ل َِّ�يـنَ‬ ‫‪�﴿ .4‬ذا قيل لهم أنفِقوا مِما رزق�م ا� قال ا�ين‬
‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ َ ُ ُ َ َ َ ُ َّ ُ َ َ َ ُ َ ُ ّ‬
‫بـ�﴾‬
‫�ل م ٍ‬ ‫آمنوا �نطعِم من لو �شاء ا� أطعمه إِن أنتم إِ� � ض ٍ‬
‫]ﻳس‪.[47:‬‬

‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ُّ‬ ‫ُ‬ ‫ً ُّ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬


‫‪َ ﴿ .5‬وقــالوا مــا �ــا � نــرى رِجــا� كنــا �عــدهم ِمــن ا��ارِ﴾‬
‫َ‬

‫]ص‪.[62:‬‬

‫‪219‬‬
‫اﻟﺠﺰء اﻟﺮاﺑﻊ واﻟﻌﺸﺮون‬

‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫َ َُ َُ َ ّ َ َ‬ ‫ُ‬ ‫َ َ َ َّ‬


‫�اف عبده و�خوِفونك ِبـا�ين ِمـن ِ‬
‫دونـهِ ومـن‬ ‫ٍ‬ ‫‪�﴿ .1‬ليس ا� ب ِ‬
‫َّ ُ َ َ‬
‫يُضل ِ ِل ا� فما � مِن ها ٍد﴾ ]الﺰمر‪[36:‬‬
‫ُ‬

‫بدهُ﴾ و﴿ ِعبا َدهُ﴾‪.‬‬


‫هﻨاك ﻗراءﺗان ﴿ َع َ‬

‫ﻗال الطـ�ي‪) :‬والصـواب مـﻦ الﻘـول � ذلـك أﻧهمـا ﻗراءﺗـان‬


‫مﺸهورﺗان � ﻗراءة اﻷمصار‪ّ .‬‬
‫ﻓﺒﺄﻳﺘهما ﻗـرأ الﻘـارئ ﻓمصـﻴﺐ‬
‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ َْ‬
‫لصحﺔ معﻨيﻴها واسﺘﻔاﺿﺔ الﻘراءة ﺑهما(‬

‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫َ َُ َُ َ ّ َ َ‬ ‫ُ‬ ‫َ َ َ َّ‬


‫�اف عبده و�خوِفونك ِبـا�ين ِمـن ِ‬
‫دونـهِ ومـن‬ ‫ٍ‬ ‫‪�﴿ .2‬ليس ا� ب ِ‬
‫َّ ُ َ َ‬
‫يُضل ِ ِل ا� فما � مِن ها ٍد﴾ ]الﺰمر‪.[36:‬‬
‫ُ‬

‫َّ‬ ‫ُ‬ ‫َّ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ َ‬ ‫َ ُ ُ ُّ ُ ُ‬


‫� أيدي ِهم و ِمـن خلفِ ِهـم �� تعبـدوا إِ�‬ ‫ِ‬ ‫ب‬ ‫ِن‬
‫م‬ ‫ل‬ ‫‪﴿ .3‬إِذ جاءتهم الرس‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ًَ َ ّ‬ ‫َ‬ ‫َ َ ُّ َ َ َ َ‬ ‫َ‬ ‫َّ َ‬
‫�فـرون﴾‬‫ا� قالوا لو شاء ر�نا �نزل م��ِكة فإِنا بِما أر ِسلتم بِهِ ِ‬
‫]ﻓصلﺖ‪.[14:‬‬

‫‪220‬‬
‫وم إ َّن َّ َ‬
‫ا� َ��ـعُ‬ ‫ا�ـ َ‬
‫َ‬ ‫� نَفس بما َك َس َبت � ُظلـمَ‬
‫ُ ُّ‬ ‫َ َ ُ‬
‫ِ‬ ‫ٍ ِ‬ ‫‪﴿ .4‬ا�وم �زى‬

‫ِساب﴾ ]ﻏاﻓر‪.[17:‬‬
‫ا� ِ‬

‫‪221‬‬
‫اﻟﺠﺰء اﻟﺨﺎﻣﺲ واﻟﻌﺸﺮون‬

‫ُ َ َ‬ ‫َ‬ ‫َ َ َ َ َ ُ ُ َ َ َ َ ُ َ َّ ُ‬
‫شـ��ون﴾‬
‫ِ‬ ‫ذاب م‬
‫‪﴿ .1‬ولن ينفع�م ا�وم إِذ ظلمتم �ن�ـم ِ� العـ ِ‬
‫]الﺰﺧرف‪[39:‬‬
‫ُ‬ ‫َ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ََ َ َ َ ُ‬
‫ﻗال الﺒﻐـوي‪﴿) :‬ولـن يـنفع�م ا�ـوم﴾ � اﻵﺧـرة ﴿إِذ ظلمـتم﴾‬
‫ُ َ َ‬ ‫َ‬ ‫َ َّ ُ‬
‫شــ��ون﴾ ﻳعــ� ال‬
‫ِ‬ ‫ذاب م‬
‫أﺷــركﺘم � الــدﻧﻴ�ا ﴿�ن�ــم ِ� العــ ِ‬
‫ﻳــﻨﻔعكم االﺷــ�اك � العــﺬاب وال �ﻔــﻒ االﺷــ�اك عــﻨكم‬
‫ﺷــﻴﺌ�ا مــﻦ العــﺬاب؛ ﻷن ل�ــل واحــد مــﻦ الكﻔــار والﺸــﻴاط�‬
‫ا�ﻆ اﻷوﻓر مﻦ العﺬاب‪.‬‬

‫َ‬ ‫َّ‬ ‫َ ّ َ َ َّ ُ َ َ َ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫ََ ََ ُ َ ًَ‬


‫‪﴿ .2‬ول�ِن أذقناه ر�ة مِنا مِن بع ِد �اء مسته �قولن هـذا � ومـا‬
‫ُ‬ ‫َُ َ‬ ‫َ ّ َّ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ ُ ُّ ّ َ َ َ ً َ َ‬
‫جعـت إِ� ر� إِن � عِنـده للحسـ�‬ ‫أظن الساعة قا�ِمة ولـ�ِن ر ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َّ‬ ‫ََُ َ‬ ‫َ‬ ‫َ َ ُ َ ّ َ َّ َّ َ َ َ‬
‫لـيظ﴾‬
‫ذاب غ ٍ‬ ‫فلننبِ� ا�ين �فروا بِما ع ِملوا و�ذيقنهم مِن ع ٍ‬
‫]ﻓصلﺖ‪[50:‬‬
‫َّ‬ ‫ََ َ‬
‫ﻗال الط�ي‪�﴿) :‬قولن هـذا �﴾ عﻨـد ﷲ‪ ,‬ﻷن ﷲ راض عـ�‬
‫ﺑرﺿاﻩ عملﻲ‪ ,‬وما أﻧا علﻴه مﻘﻴم(‪.‬‬

‫‪222‬‬
‫َ َ ََ َ‬ ‫َ َ َ َ َ َ َّ َ َ َ ُ َ ُ َ َ َ َّ ُ َّ ُ َ‬
‫ِلـ� وخـتم �‬ ‫‪﴿ .3‬أفرأيت م ِن ا�ذ إِلهـه هـواه وأضـله ا� � ع ٍ‬
‫َّ‬ ‫ًَ َ‬
‫ِشاوة � َمن يَهديـهِ ِمـن بَعـ ِد ا�ِ‬ ‫�ه ِ غ‬ ‫َسمعِهِ َوقَلبهِ َو َج َع َل َ� بَ َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َ َ َ َ َّ َ‬
‫أف� تذكرون﴾ ]ا�اﺛﻴ�ﺔ‪[23:‬‬
‫َ َ َ َّ ُ َّ ُ َ‬ ‫ُ‬
‫ِلـ�﴾ أن أﺿـله ﷲ ﺑعـد‬ ‫مﻦ أوﺟـه ﺗﻔاسـ� ﴿وأضـله ا� � ع ٍ‬
‫ﺑلوغ العلم إلﻴه‪ ،‬وﻗﻴام ا�ﺠﺔ علﻴه‪) .‬اﺑﻦ كﺜ�(‬

‫َ َ ُ‬ ‫َ‬ ‫َ ً ََ‬ ‫َ ّ ُ ُ َّ ً‬ ‫َ‬ ‫ََ َ‬


‫�ن‬ ‫َّ‬ ‫ُ‬
‫حدة �علنا ل ِمن ي�فر ِبـالر ِ‬ ‫‪﴿ .4‬ولو� أن ي�ون ا�اس أمة وا ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ ََ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫ُ ًُ‬
‫�ِ ُيوت ِ ِهم سقفا مِن ف ِض ٍة ومعـارِج عليهـا يظهـرون ۝ و يـوت ِ ِهم‬
‫ُ‬ ‫�ِ‬
‫َ َّ َ ُ‬ ‫ُ ُّ‬ ‫َ ُ ًُ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫َ ً َ ُ ُ ً ََ‬
‫أبوابا و�را عليها �تكِئون ۝ وزخرفا �ن � ذل ِك لمـا متـاع‬
‫ِلم َّت َ‬
‫كل ُ‬‫َُ َ َّ َ‬ ‫ا�ياة ِ ُّ‬
‫ق�﴾ ]الﺰﺧرف‪[35-33:‬‬ ‫ا�نيا َوا� ِ‬
‫خرة عِند ر ِ�‬ ‫َ‬

‫ﻗال العدﻳد مﻦ ا�ﻔسر�ﻦ‪ :‬مع� اﻵﻳﺔ أن ﷲ رحم عﺒادﻩ ﺑﺄن‬


‫لــم �عــل الكﻔــر مﻘ�ﻧــا دومــا ﺑــالﻐ�‪ .‬وإال ﻓلــو ﺟعــل ﷲ‬
‫لل�اﻓر�ﻦ ﺑﻴوﺗا سﻘﻔها ودرﺟها وسال�ها وأﺑواﺑها وسررها مﻦ‬
‫ً‬ ‫َ‬ ‫ُ َّ ً‬
‫واحـدة﴾ علـى الكﻔـر!‬
‫ﻓﻀﺔ وذهﺐ ﻷصﺒح عامﺔ الﻨـاس ﴿أمة ِ‬
‫ﻷن الﻨــاس �هلهــم ســﻴﺠعلون الكﻔــر حﻴﻨهــا ســﺒﺒ�ا � رﻏــد‬

‫‪223‬‬
‫ﱠ‬
‫العيﺶ‪ .‬ﻓهﺬا االﻗ�ان ‪-‬لو ﻗدرﻩ ﷲ‪ -‬مﺆﺛر ﺟدا � الﻨﻔـوس‪،‬‬
‫لكﻨــه ﺗعــا� ﺑرحمﺘــه ﺟعــل � اﻷﺗﻘﻴــاء أﻏﻨﻴ ـ�اء و� اﻷﺷــﻘﻴاء‬
‫ﻓﻘراء‪.‬‬
‫� أهــل الــدﻳﻦ أﻏﻨﻴـ�اء مﺘعلمــون أذكﻴــاء راﻗــون ﺧلوﻗــون‪ .‬و�‬
‫ا�حﺠﺒات مﺘعلمات ﻏﻨﻴ�ات ﺟمـﻴالت راﻗﻴـات الـﺬوق‪ .‬لكـﻦ‬
‫اﻹعالم ‪-‬الـﺬي ال ﻳر�ـد إعـالم الﻨـاس ﺑا�ﻘﻴﻘـﺔ‪ -‬ال ﻳسـلط‬
‫الﻀوء علﻴهم وعلى إ�ازاﺗهم ﻓله أهداف أﺧرى!‬

‫َ‬ ‫َ‬
‫هواء َّا�يـنَ‬ ‫‪َّ �ُ ﴿ .5‬م َج َع َ‬
‫لناك َ� َ� َ‬
‫�ع ٍة م َِن ا�مر فَاتَّبعها َو� تَتَّبع أ َ‬
‫ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫َ َ َ‬
‫� يعلمون﴾ ]ا�اﺛﻴ�ﺔ‪[18:‬‬
‫هواء ُهم َو ُقـل َ‬ ‫َ‬ ‫استقم َكما أُم َ‬ ‫َ َ َ ُ‬
‫آمنـتُ‬ ‫ِرت َو� تَتَّبع أ َ‬ ‫ِ‬
‫ادع َو َ‬ ‫﴿ف ِ�ل ِك ف‬
‫ِ‬
‫َ ُ ُ َ َ َ َ ُ ُ َّ ُ َ ُّ َ َ ُّ ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ َ َ َّ‬
‫ِتاب وأمِرت ِ�ع ِدل بين�م ا� ر�نا ور��م‬ ‫بِما أنزل ا� مِن ك ٍ‬
‫ا� َ� َمـعُ‬
‫� ُم َّ ُ‬‫ُ َّ َ َ َ َ َ َ ُ‬ ‫َ َ ُ ََ ُ َ ُ ُ‬
‫�ا أعما�ا ول�م أعمال�م � حجة بيننا و�ين‬
‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫بَ َ‬
‫يننا ��هِ المص�﴾ ]الﺸورى‪.[15:‬‬

‫‪224‬‬
‫فاســق�﴾َ‬ ‫ً‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ َّ‬ ‫َ َ َّ َ َ ُ َ َ‬ ‫َ‬
‫‪﴿ .6‬فاســتخف قومــه فأطــاعوه إِ�هــم �نــوا قومــا ِ‬
‫]الﺰﺧرف‪.[54:‬‬

‫روحا مِن أَمرنا ما ُك َ‬


‫نت تَدري َما الكِتابُ‬ ‫ك ً‬ ‫َ َ‬ ‫َ‬ ‫ََ َ َ‬
‫‪﴿ .7‬و�ذل ِك أوحينا إِ�‬
‫ِ‬
‫ُ‬ ‫َ َ‬ ‫َ َ ُ ً َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ََ‬
‫�ن جعلناه نورا نهدي بِهِ من �شاء ِمـن عِبادِنـا‬ ‫و� ا�يمان ول ِ‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َّ َ َ‬
‫قي�﴾ ]الﺸورى‪[52:‬‬ ‫اط مست ٍ‬ ‫� ٍ‬ ‫�نك �هدي إِ� ِ‬
‫ﻗــال الســعدي‪ :‬وهــو هــﺬا الﻘــرآن الكــر�م‪ ،‬سـ ّـماﻩ روحــا‪ ،‬ﻷن‬
‫الــروح �ﻴــا ﺑــه ا�ســد‪ ،‬والﻘــرآن �ﻴــا ﺑــه الﻘلــوب واﻷرواح‪،‬‬
‫و�ﻴــا ﺑــه مصــالح الــدﻧﻴ�ا والــدﻳﻦ‪ ،‬لمــا ﻓﻴــه مــﻦ ا�ــ� الكﺜــ�‬
‫ّ‬
‫والعلــم الﻐﺰ�ــر‪ .‬وهــو محــﺾ مﻨ ـﺔ ﷲ علــى رســوله وعﺒــادﻩ‬ ‫ِ‬
‫ا�ﺆمﻨ�‪ ،‬مﻦ ﻏ� سﺒﺐ مﻨهم‪.‬‬

‫‪225‬‬
‫اﻟﺠﺰء اﻟﺴﺎدس واﻟﻌﺸﺮون‬

‫َّ َ‬ ‫ُ َََ‬
‫ا�ِ أرو� مـاذا َخلَقـوا ِمـنَ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫‪﴿ .1‬قل أرأيـتم مـا تـدعون ِمـن ِ‬
‫دون‬
‫َ‬ ‫َّ‬ ‫ٌ‬ ‫ُ‬ ‫َ َ‬ ‫َ‬
‫بل هـذا‬‫تاب مِن ق ِ‬‫� ٍ‬‫ماوات ائتو� ب ِ ِ‬
‫ِ‬ ‫رض أم لهم ِ�ك ِ� الس‬ ‫ا� ِ‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ َ‬
‫ِل� إِن كنتم صادِق�﴾ ]اﻷحﻘاف‪[4:‬‬ ‫أو أثار ٍ� مِن ع ٍ‬
‫ﻗال السعدي‪:‬‬
‫َّ‬
‫ا�َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ ّ ُ َّ َ ُ ً َ ُ ْ‬ ‫َ‬ ‫َََ ْ ََْ‬
‫� أمـ ٍة رسـو� أ ِن ا�بـدوا‬
‫"ﻗــال ﺗعــا�‪﴿ :‬ولقـد �عثنـا ِ� ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ ْ َ ُ َّ ُ‬
‫واجتنِبوا الطاغوت﴾‪ ،‬و�ل رسول ﻗال لﻘومـه‪﴿ :‬ا�بـدوا ا� مـا‬
‫ُ‬ ‫َ ُ ْ ْ َ َ ُُْ َ‬
‫ل�م مِن إ ِ ٍ� غ�ه﴾‪ ،‬ﻓع ِلم أن ﺟدال ا�ﺸرك� � ﺷـركهم ﻏـ�‬
‫مســﺘﻨ�دﻳﻦ ﻓﻴــه علــى ﺑرهــان وال دلﻴــل وإﻧمــا اعﺘمــدوا علــى‬
‫ﻇﻨـــون �اذﺑـــﺔ وآراء �اســـدة وعﻘـــول ﻓاســـدة‪ .‬ﻳـــدلك علـــى‬
‫ﻓسادها اسﺘﻘراء أحوالهم وﺗتﺒع علـومهم وأعمـالهم والﻨﻈـر‬
‫� حال مﻦ أﻓﻨوا أعمارهم ﺑعﺒادﺗه هل أﻓادهم ﺷﻴﺌ�ا � الدﻧﻴ�ا‬
‫أو � اﻵﺧرة؟"‬

‫‪226‬‬
‫ُ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ََ ّ َ َ‬ ‫َ َ َ ُ َ ُ َّ َ َ َ‬
‫‪﴿ .2‬و�وم يعرض ا�يـن �فـروا � ا�ـارِ أذهبـتم طيِبـات ِ�م �‬
‫َ‬ ‫َ َ َ ُ َ َ‬ ‫است َ‬
‫مت ُ‬ ‫ا�نيا َو َ‬ ‫ُ‬
‫الهـون بِمـا‬
‫ِ‬
‫َ‬
‫ذاب‬ ‫ع‬ ‫ون‬ ‫ز‬ ‫�‬ ‫وم‬‫ا�‬ ‫ف‬ ‫ها‬ ‫ِ‬ ‫ب‬ ‫م‬ ‫عت‬ ‫ِ� ُم ُّ‬ ‫َحيات‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ ُ َ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ ُ َ‬
‫� ا�ـ ِق و�ِمـا كنـتم تفسـقون﴾‬ ‫َ‬ ‫ك�ون ِ� ا� ِ‬
‫رض بِغـ ِ‬ ‫كنتم �ست ِ‬
‫]اﻷحﻘاف‪[20:‬‬
‫� ا�ــــدﻳﺚ الــــﺬي رواﻩ ا�ــــاكم وﻗــــال ﻓﻴــــه الــــﺬه� �‬
‫الﺘلﺨــﻴص )علــى ﺷــرط الﺒﺨــاري ومســلم( أن ســعدا ر�‬
‫ﷲ عﻨه اسﺘﺄذن على اﺑﻦ عامر و �ﺘه مراﻓﻖ مﻦ حر�ـر ﻓـﺄمر‬
‫ﺑهــا ُ‬
‫ﻓرﻓعــﺖ ﻓــدﺧل علﻴــه و علﻴــه مطــرف ﺧــﺰ ﻓﻘــال لــه‪:‬‬
‫اسﺘﺄذﻧﺖ علﻲ و �� مراﻓﻖ مﻦ حر�ر ﻓﺄمرت ُ‬
‫ﻓرﻓعﺖ ﻓﻘـال‬
‫له‪ :‬ﻧعم الرﺟل أﻧﺖ ﻳا اﺑﻦ عامر إن لم ﺗكﻦ ممﻦ ﻗـال ﷲ عـﺰ‬
‫ُّ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ َ‬
‫و ﺟــل‪﴿ :‬أذهبــتم طيِبــات ِ�م � حيــات ِ�م ا�نيــا﴾‪ .‬وﷲ ﻷن‬
‫أﺿطﺠع على ﺟمر الﻐﻀا أحﺐ إ� مﻦ أن اﺿطﺠع علﻴها‪.‬‬

‫ك َح ّ� إذا َخ َرجوا مِن عِن ِد َك قالوا ل َِّ�يـنَ‬


‫َ ُ َ َ َ ُ َ َ‬
‫‪﴿ .3‬ومِنهم من �ست ِمع إِ�‬
‫ِ‬
‫َ َّ َ َ َ َ َّ ُ َ ُ‬ ‫َ ً ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫ول�ـك ا�يـن طبـع ا� � قلـو� ِ ِهم‬ ‫أوتوا ال ِعلم ماذا قـال آن ِفـا أ ِ‬
‫ُ‬ ‫َ َّ َ َ‬
‫َ‬
‫وا�بعوا أهواءهم﴾ ]محمد‪.[16:‬‬

‫‪227‬‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ َ َّ َ َ‬ ‫َ‬ ‫َّ َ َ‬ ‫َّ َّ‬
‫ُ‬
‫‪﴿ .4‬إِن ا�ين ارتدوا � أدبـارِهِم ِمـن بعـ ِد مـا �بـ� لهـم الهـدى‬‫َ‬
‫َّ َ َ‬ ‫ُ‬ ‫َ َ َّ‬ ‫ُ‬ ‫ُ َ َّ َ َ ُ َ َ َ‬ ‫َّ‬
‫الشيطان سول لهم وأم� لهم ۝ ذل ِك بِ��هم قالوا ل ِ�ين ك ِرهوا ما‬
‫َُ‬ ‫َ َّ ُ َ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ َّ َ َّ ُ َ ُ ُ ُ‬
‫ُ‬
‫ـر وا� يعل ـم إِ�اره ـم﴾‬ ‫ن ـزل ا� س ـنطيع�م � بعـ ِ‬
‫ـض ا�مـ ِ‬
‫]محمد‪[26-25:‬‬
‫ﺟاء � الﺘحر�ر والﺘﻨو�ر الﺑـﻦ عاﺷـور‪ -‬ﺑﺘصـرف‪) :-‬ﻓﻘولـه‪:‬‬
‫ْ َ َ ْ ُ ُ ُ ْ َّ ُ ْ َ ُ ْ ُ َ‬
‫��ون﴾ أي‪ :‬إن أطعﺘمـوهم ﻓﻴمـا‬
‫﴿�ن أطعتموهم إِن�م لم ِ‬
‫ّ‬
‫والﺸـك � ّ‬ ‫�ادلوﻧكم ﻓﻴـه‪ ،‬وهـو ّ‬
‫صـحﺔ‬ ‫الطعـﻦ � اﻹسـالم‪،‬‬
‫أح�امه‪ ،‬ﻓﺈﻧكم صاﺋرون إ� الﺸرك أو الﺘحﻘﺘم ﺑا�ﺸرك�(‪.‬‬
‫و�د ﻧﻔس ا�ع� هﻨا � سـورة محمـد‪ ،‬حﻴـﺚ ﺟـاء � ﺗﻔسـ�‬
‫َ َّ َ‬ ‫َّ َ َ‬ ‫ُ‬ ‫َ َ َّ‬
‫الﺒﻐوي ‪-‬ﺑﺘصرف‪﴿) :-‬ذل ِك بِ��هم قالوا ل ِ�ين ك ِرهـوا مـا نـزل‬
‫َ‬ ‫َّ ُ َ ُ ُ ُ‬
‫�م � ب َ‬
‫مر﴾ ﻳع� ا�ﻨاﻓﻘ� أو الﻴهود ﻗـالوا‬ ‫ِ‬ ‫ا�‬ ‫عض‬
‫ِ‬ ‫ا� سنطيع‬
‫للمﺸرك� سﻨطﻴعكم � الﺘعاون علـى عـداوة الﻨـ� ‪-‬صـلى‬
‫ﷲ علﻴــه وســلم‪ -‬والﻘعــود عــﻦ ا�هــاد(‪ ،‬ﻓوصــﻔهم ﷲ‬
‫َّ َ َ‬ ‫َّ َّ‬
‫َ‬
‫ﺑالردة ﴿إِن ا�ين ارتدوا � أدبارِهِم﴾‪.‬‬

‫‪228‬‬
‫َ ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ َ َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ َ ُ‬
‫خــرج أضــغان�م﴾‬
‫ِ‬ ‫‪﴿ .5‬إِن �ســألكموها �ــيحفِ�م تبخلــوا و�‬
‫]محمد‪[37:‬‬
‫ّ‬ ‫َ َ ُ‬
‫ﻗال الط�ي‪﴿) :‬إِن �سألكموها﴾‪ :‬ﻳﻘول ﺟل ﺛﻨـ�اؤﻩ‪ :‬إن ﻳسـﺄلكم‬
‫ّ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫�م﴾ ﻳﻘول‪ :‬ﻓﻴﺠهدكم ﺑا�سـﺄلﺔ‪ ،‬و�لـح‬ ‫رﺑكم أموالكم ﴿� ُيحفِ‬
‫َ َ‬
‫بخلـوا﴾‪ :‬ﻳﻘـول‪ :‬ﺗﺒﺨلـوا ﺑهـا‬ ‫علﻴكم ﺑطلﺒها مـﻨكم ﻓﻴلحـﻒ‪﴿ ،‬ت‬
‫وﺗمﻨعوها إﻳاﻩ‪ ،‬ﺿﻨا مﻨكم ﺑها‪ ,‬ولكﻨه علم ذلـك مـﻨكم‪ ،‬ومـﻦ‬
‫ﺿﻴﻖ أﻧﻔسكم ﻓلم ﻳسﺄلكموها(‪.‬‬

‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ ٌ َ َ ُ َ َّ ُ َ‬ ‫ُ‬ ‫َ َ َ َّ‬


‫َ‬ ‫َ‬
‫سب ا�ين � قلو� ِ ِهم مرض أن لن �ـ ِرج ا� أضـغا�هم﴾‬ ‫‪﴿ .6‬أم ح ِ‬
‫]محمد‪[29:‬‬
‫َ َّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫َ‬
‫سـب ا�يـن �‬‫ﺟاء � ﺗﻔس� السعدي‪) :‬ﻳﻘـول ﺗعـا�‪﴿ :‬أم ح ِ‬
‫ََ ٌ‬ ‫ُ‬
‫قلو� ِ ِهم مرض﴾ مﻦ ﺷﺒهﺔ أو ﺷـهوة‪� ،‬ﻴـﺚ �ـرج الﻘلـﺐ عـﻦ‬
‫حــال صــحﺘه واعﺘدالــه‪ ،‬أن ﷲ ال �ــرج مــا � ﻗلــوﺑهم مــﻦ‬
‫اﻷﺿﻐان والعداوة لﻺسالم وأهله؟ هﺬا ﻇﻦ ال ﻳلﻴـﻖ �كمـﺔ‬
‫ﷲ‪ ،‬ﻓﺈﻧه ال ﺑد أن ﻳم� الصادق مﻦ ال�اذب‪ ،‬وذلـك ﺑاالﺑﺘ�ـالء‬
‫ﺑا�حﻦ‪ ،‬ال� مﻦ ﺛبـﺖ علﻴهـا‪ ،‬ودام إﻳماﻧـه ﻓﻴهـا‪ ،‬ﻓهـو ا�ـﺆمﻦ‬

‫‪229‬‬
‫حﻘﻴﻘﺔ‪ ،‬ومﻦ ردﺗه على عﻘﺒﻴ�ه ﻓلم ﻳصـ� علﻴهـا‪ ،‬وحـ� أﺗـاﻩ‬
‫االمﺘحــان‪ ،‬ﺟــﺰع وﺿــعﻒ إﻳماﻧــه‪ ،‬وﺧــرج مــا � ﻗلﺒــه مــﻦ‬
‫الﻀﻐﻦ‪ ،‬وﺗﺒ� ﻧﻔاﻗه‪ ،‬هﺬا مﻘﺘ� ا�كمﺔ اﻹلهﻴﺔ‪ ،‬مع أﻧـه‬
‫ْ‬ ‫َ ُ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ََْ ََ ُ َ ََ َْ َ ُ ْ َََ َ ْ‬
‫ﺗعا� ﻗال‪﴿ :‬ولو �شاء �ر�ناكهم فلعر�تهم � ِ ِسيماهم﴾(‪.‬‬

‫مع َو ُه َو َشـهيد﴾ٌ‬ ‫َ َُ َ ٌ َ َ َ‬
‫ل� َّ‬
‫الس َ‬ ‫َ‬ ‫َ َ‬ ‫َّ‬
‫‪﴿ .7‬إِن � ذل ِك �ِ�رى ل ِمن �ن � قلب أو أ‬
‫]ق‪[37:‬‬
‫ﻗال اﺑﻦ ﺗﻴمﻴﺔ � الﻔﺘاوى‪) :‬مﻦ ﻳﺆ� ا�كمﺔ و�نﺘﻔع ﺑـالعلم‬
‫علــى م�لﺘــ�‪ :‬إمــا رﺟــل رأى ا�ــﻖ ﺑﻨﻔســه‪ ،‬ﻓﻘﺒلــه واﺗﺒعــه‪،‬‬
‫ﻓــﺬلك صــاحﺐ الﻘلــﺐ‪ ،‬أو رﺟــل لــم ﻳعﻘلــه ﺑﻨﻔســه ﺑــل هــو‬
‫�ﺘاج إ� مﻦ ﻳعلمه و�بﻴﻨ�ه له و�عﻈه و�ﺆدﺑه‪ ،‬ﻓهـﺬا أصـﻐى‬
‫ﻓــﺄلﻘى الســمع وهــو ﺷــهﻴد‪ ،‬أي وهــو حاﺿــر الﻘلــﺐ() اﺑــﻦ‬
‫ﺗﻴمﻴﺔ‪ /‬مﺠموع الﻔﺘاوى‪.(9/311 /‬‬

‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ َ‬


‫م�﴾ ]الﺬار�ات‪[26:‬‬ ‫َ‬
‫جل س ٍ‬ ‫‪﴿ .8‬فراغ إِ� أهلِهِ فجاء بِعِ ٍ‬
‫َ ﱠ ُ َ ً‬ ‫َ‬ ‫َ َ‬ ‫َ‬
‫هلـهِ﴾ أي‪ :‬اﻧسـل ﺧﻔﻴـﺔ ِ�‬
‫ﻗال اﺑﻦ كﺜ�‪) :‬وﻗولـه‪﴿ :‬فـراغ إِ� أ ِ‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ ﱠ‬ ‫ُس َ‬
‫طعام ِه ِمﻦ حﻴـﺚ ال ﻳﺸـعرون ِﺑسـرعﺔ‪،‬‬
‫ِ‬ ‫ﺑ‬
‫ِ‬ ‫اء‬ ‫ﺟ‬ ‫ه‬‫ﻧ‬ ‫ﺈ‬‫�‬ ‫ﻓ‬ ‫‪...‬‬ ‫ﺔ‪،‬‬‫رع‬
‫‪230‬‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ َ ُ‬ ‫َﱠً‬ ‫ََ َ َ ﱠ ََ‬
‫ﺑـه‬ ‫ٍ‬
‫طعـام؟ " ﺑـل ﺟـاء ِ‬ ‫ولم ﻳم� عل ِﻴهم أوال ﻓﻘـال‪" :‬ﻧـ ِﺄﺗﻴكم ِﺑ‬
‫ﺑ َ‬
‫سرع ٍﺔ َوﺧﻔاء(‪.‬‬ ‫ِ‬

‫َ َ ُ ُ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ َ ُ ُ َّ َ َ َ‬


‫قـاب حـ� إِذا أ�نتمـوهم‬ ‫الر ِ‬ ‫‪﴿ .9‬فإِذا لقيتم ا�ين �فروا ف�ـب ِ‬
‫ُ َ‬ ‫ثاق فَإ ّما َم ًّنا بَ ُ‬
‫َ َ‬ ‫فَ ُش ُّ‬
‫َ‬
‫ا�ـرب أوزارهـا‬ ‫ِداء َح ّ� تَ َض َع َ‬
‫�ما ف ً‬ ‫عد ّ‬ ‫الو‬ ‫وا‬ ‫د‬
‫ِ‬
‫َ‬ ‫َ َُ َ َ ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ َ َ َ ُ َّ ُ َ‬
‫عض‬ ‫�ن ِ�بلو بعض�م ِبـب ٍ‬ ‫ذل ِك ولو �شاء ا� �نت� مِنهم ول ِ‬
‫ُ‬ ‫َّ َ َ ُ َّ َ َ‬ ‫َ‬ ‫َ َّ َ ُ‬
‫بيل ا�ِ فلن ي ِضل أعمالهم﴾ ]محمد‪.[4:‬‬ ‫وا�ين قتِلوا � س ِ‬

‫‪231‬‬
‫اﻟﺠﺰء اﻟﺴﺎﺑﻊ واﻟﻌﺸﺮون‬

‫المسل ِ َ‬ ‫‪﴿ .1‬فما َو َجدنا فيها غ َ‬


‫� بَيت م َِن ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫م�﴾ ]الﺬار�ات‪[36:‬‬ ‫ٍ‬
‫َ‬
‫�ن �ِيهــا ِم ـنَ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ َ ْ‬ ‫ﱠ‬
‫ﻗــال اﺑــﻦ عاﺷــور‪ ) :‬وإﻧمــا ﻗــال ﴿فأخرجنــا م ـن‬
‫َ ُ َ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ُ ْ َ َ‬
‫المؤ ِمن�﴾ ﴿فما وجدنا �ِيها غ� �يـت ِمـن المسـلم�﴾ دون أن‬
‫ِِ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬
‫َ‬ ‫َ ً ﱠ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ً‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َُ َ َ‬
‫�ــه ِﺑﺸــ ِﺄن‬ ‫ﻨو ِ‬ ‫ﻳﻘــول‪ :‬ﻓﺄﺧرﺟﻨــا لوطــا وأهــل ﺑ ِيﺘــ ِ�ه ﻗصــدا ِللﺘ ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫ﱠ ﱠَ َ‬
‫ﺬاب ِﻷﺟــ ِـل‬ ‫ـالم‪ ،‬أي أن ﷲ �ـ ـاهم ِمـ ـﻦ العـ ـ ِ‬ ‫ـان واﻹســ ِ‬ ‫اﻹﻳمــ ِ‬
‫ﱠ‬ ‫ُ ُ‬ ‫ﱠ‬ ‫َ َُ ُ‬
‫وط‪ ،‬وأن‬ ‫إﻳمــا ِﻧ ِهم ِﺑمــا ﺟــاء ِﺑـ ِه رسـولهم ال ِﻷﺟـ ِـل أﻧهــم أهــل ل ـ ٍ‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ﱠ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ َ‬
‫ﺆم ِﻨ�‬ ‫وط؛ ِﻷﻧهم ا�ص ر ِﻓ ِﻴهم وصـﻒ المـ ِ‬ ‫يﺖ ل ٍ‬ ‫كوﻧهم أهل ﺑ ِ‬
‫َ َ َ َ ُ َﱠ‬ ‫َ َ َ َ َ ُﱢ ﱢ ﱠ‬
‫�‪.‬‬ ‫رد مع ٍ‬ ‫� ِﺗلك الﻘر� ِﺔ‪ ،‬ﻓ�ان �ال�لﻲ ال ِﺬي ا�ص ر � ﻓ ٍ‬
‫ُ‬ ‫َ ُ ﱠ‬ ‫ُ َ ﱢ ُ‬ ‫والم ُ‬ ‫ُ‬
‫صدﻳﻖ ِﺑ ِه‪.‬‬ ‫ﺆمﻦ‪ :‬هو المصدق ِﺑما ِ�ﺐ الﺘ ِ‬ ‫ِ‬
‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ َ ّ‬ ‫ُ ُ ُ ُ َ‬ ‫ُ‬
‫ـان وال �ـاة إال ِﺑمﺠمـ ِوع‬ ‫ِ‬ ‫ـ‬‫اﻹﻳم‬ ‫ـ‬ ‫�‬ ‫ﻘﺘ‬ ‫م‬ ‫إ�‬ ‫ـاد‬ ‫ـ‬ ‫ﻨﻘ‬ ‫الم‬ ‫م‬ ‫ـل‬
‫ِ‬ ‫ـ‬‫س‬ ‫والم‬
‫َ َ ﱠَ ﱡ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫اﻷمـ ـ َ‬ ‫ْ‬
‫ـاظ ‪-‬‬ ‫ن � اﻷلﻔــ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ـ‬ ‫ﻔـ‬ ‫الﺘ‬ ‫ع‬ ‫ـ‬ ‫مـ‬ ‫‪-‬‬ ‫الم‬ ‫ِ‬ ‫ـ‬ ‫ال�ـ‬ ‫�‬ ‫ل‬ ‫ـ‬ ‫صـ‬ ‫ح‬ ‫ﻓ‬ ‫‪،‬‬ ‫�ﻦ‬
‫ِ‬ ‫ر‬
‫ﱠ ﱠ َ‬ ‫َ‬ ‫ﱠ‬ ‫َُ‬
‫ماع ِهما‪.‬‬ ‫اﺟﺘ ِ‬ ‫�ه ِﺑ ِ�ل ِﻴهما وإ� أن الﻨﺠاة ِﺑ ِ‬ ‫ﻨو ِ‬ ‫اﻹﺷارة إ� الﺘ ِ‬
‫َ َ‬ ‫ُ‬ ‫َ ُ‬ ‫ﱠ َ َ ُ‬ ‫ُ‬ ‫َُ ُ‬
‫وﺟهـا‬ ‫ﻈه ر ِاال ِﻧﻘﻴـاد إ� ز ِ‬ ‫وط �اﻧﺖ ﺗ ِ‬ ‫واﻵﻳﺔ ﺗ ِﺸ� إ� أن امرأة ل ٍ‬
‫َ َ‬ ‫َ َ َ َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ ُ ُ‬
‫ساد ِهم‪ ،‬ﻗال ﺗعـا�‬ ‫أهل الﻘر� ِﺔ على ﻓ ِ‬ ‫ﻀم ر الكﻔر ومماالة ِ‬ ‫وﺗ ِ‬
‫وام َرأةَ لُوط �نَتا َ�ْتَ‬
‫وح ْ‬ ‫َ َ َ َّ ُ َ َ ً َّ َ َ َ ُ ْ َ َ ُ‬
‫﴿�ب ا� مث� ل ِ�ِين �فروا ا ِمرأة ن ٍ‬
‫ٍ‬
‫‪232‬‬
‫َ َ‬ ‫َِ ْ َ َ ُ‬ ‫َ�بْ َدي ْ‬
‫تاهمـا﴾ ]الﺘحـر�م‪ [10:‬اﻵﻳـﺔ‪،‬‬ ‫� فخان‬ ‫ِ‬ ‫صا�‬ ‫ِنا‬
‫د‬ ‫ِبا‬‫ع‬ ‫ِن‬
‫م‬ ‫ن‬
‫ِ‬
‫� َولــم َﻳ ُكــﻦ ُ� ﱡلــ ُه مــﻦَ‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ ُﱡ‬ ‫ََ ُ ُ‬
‫ِ‬ ‫ســل ِم‬
‫وط �ــان �لــه ِمــﻦ الم ِ‬ ‫ﻓﺒيــﺖ لــ ٍ‬
‫ّ ﱠ َ ﱠ َ ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ َ َ َ َ‬ ‫ُ‬
‫اﻹﻳمـان‬
‫ِ‬ ‫ﺑ‬‫ِ‬ ‫وا‬ ‫ﻔ‬ ‫صـ‬ ‫اﺗ‬ ‫ﻳﻦ‬ ‫ﺬ‬ ‫ِ‬ ‫الـ‬ ‫إال‬ ‫ﻨهم‬ ‫مـ‬
‫ِ‬ ‫ﻨﺞ‬ ‫ﻳـ‬ ‫م‬ ‫لـ‬ ‫ك‬ ‫ل‬
‫ِ‬ ‫ﺬ‬ ‫ل‬
‫ِ‬ ‫ﻓ‬ ‫�‬ ‫ﻨ‬ ‫ِ‬ ‫ﺆم‬‫ِ‬ ‫الم‬
‫واﻹسالم َم ًعا(‪.‬‬
‫ِ‬

‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ َّ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ َ َ ُ‬
‫‪﴿ .2‬يوم يقول المناف ِقون والمناف ِقات ل ِ�ين آمنـوا انظرونـا نقتـبِس‬
‫�ـ َب بَ َ‬
‫يـنهمُ‬ ‫نـورا فَ ُ‬
‫�م فَا�َ ِمسـوا ً‬ ‫َ َ ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫ِ‬ ‫جعوا وراء‬ ‫مِن نورِ�م قيل ار ِ‬
‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َّ َ ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ٌ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫سور � بـاب با ِطنـه فيـهِ الر�ـة وظـاهِره ِمـن ق ِب ِلـهِ العـذاب﴾‬ ‫�ِ ٍ‬
‫]ا�دﻳد‪.[13:‬‬

‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ ُّ َ َّ َ َ ُ َّ ُ َّ‬


‫� ِمـن‬
‫سو�ِ يؤت ِ�م كِفل ِ‬ ‫‪﴿ .3‬يا ��ها ا�ين آمنوا ا�قوا ا� وآمِنوا بِر ِ‬
‫ا� َغ ٌ‬‫�ـم َو َّ ُ‬‫َ ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ً َ‬ ‫َ َ ََ َ َ ُ‬
‫فـور‬ ‫غفـر ل‬
‫ِ‬ ‫�‬ ‫و‬ ‫ِ‬ ‫ه‬‫ِ‬ ‫ب‬ ‫مشون‬ ‫ت‬ ‫ا‬‫نور‬ ‫م‬ ‫�‬ ‫ر�تِهِ و�جعل ل‬
‫َر ٌ‬
‫حيم﴾ ]ا�دﻳد‪.[28:‬‬

‫‪233‬‬
‫�م َ� َتنــتمُ‬
‫َّ ُ‬ ‫َ‬ ‫َ َ ُ‬ ‫َُ ََ َ ُ‬
‫‪﴿ .4‬يُنــادو�هم �ل ـم ن� ـن مع� ـم قــالوا ب ـ� و ِ‬
‫لك ـن‬ ‫َ‬
‫َ َ ُ َّ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ ُ َ ُ َ َ َ َّ ُ َ َ ُ َ َ َّ ُ‬
‫ما� ح� جاء أمر ا�ِ‬ ‫ُّ‬ ‫ُ‬
‫أنفس�م وتر�صتم وارتبتم وغرت�م ا� ِ‬
‫َّ َ‬
‫الغ ُ‬ ‫َ ُ‬
‫رور﴾ ]ا�دﻳد‪.[14:‬‬ ‫َوغ َّر�م بِا�ِ‬

‫ُ‬ ‫َ َ َّ َ َ ُ َ َ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫ََ َ‬


‫�سـان إِ� مـا سـ� ۝ وأن سـعيه سـوف يـرى﴾‬
‫ِ‬ ‫‪﴿ .5‬وأن ليس ل ِِ�‬
‫]الﻨﺠم‪.[40-39:‬‬

‫‪234‬‬
‫اﻟﺠﺰء اﻟﺜﺎﻣﻦ واﻟﻌﺸﺮون‬

‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫َ َ ُ ََ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ ُّ َ َّ‬


‫‪﴿ .1‬يا ��ها ا�ين آمنوا إِذا قيل ل�م �فسحوا ِ� المجال ِِس فافسحوا‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ َ َّ ُ َّ‬ ‫َ ُ‬ ‫َ ُ‬ ‫َّ ُ َ ُ‬ ‫يَ َ‬
‫فسحِ ا� ل�م �ذا قيل ا��وا فا��وا يرفعِ ا� ا�يـن آمنـوا‬
‫لـون َخبـ�﴾ٌ‬‫َ َ َ‬ ‫ُ‬ ‫َ َّ‬ ‫َ‬ ‫َ َ‬ ‫ُ َ َّ َ ُ‬
‫جـات وا� بِمـا تعم‬ ‫ٍ‬ ‫مِن�م وا�ين أوتوا العِلـم در‬
‫]ا�ﺠادلﺔ‪.[11:‬‬

‫َّ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َّ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫َ َ َ َُ ُ‬
‫‪﴿ .2‬يوم �مع�م ِ�وم ا�معِ ذل ِك يوم ا�غـاب ِن ومـن يـؤمِن ِبـا�ِ‬
‫َ‬ ‫لـه َج ّ‬
‫خ ُ‬ ‫نه َس ّي َئاتِهِ َو ُ‬ ‫� ّ ِفر َع ُ‬‫ًِ ُ َ‬ ‫َو َ� َ‬
‫ات �ـري ِمـن‬ ‫ٍ‬ ‫نـ‬ ‫ِ‬ ‫د‬ ‫�‬ ‫ِ‬ ‫ي‬ ‫ا‬ ‫صا�‬ ‫ل‬ ‫عم‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ َ‬ ‫ً‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ َ َ‬
‫ُ‬
‫خا�ين فيها �بدا ذل ِك الفوز العظيم﴾ ]الﺘﻐاﺑﻦ‪[9:‬‬ ‫َ‬ ‫�تِها ا�نهار ِ‬
‫ُ‬ ‫ﻗال الﺒﻐوي‪﴿) :‬ذل َِك يَ ُ‬
‫ا�غابُ ِن﴾ وهو ﺗﻔاعـل مـﻦ الﻐـ� وهـو‬
‫وم َّ‬
‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫ﻓوت ا�ﻆ‪ ،‬وا�راد ﺑـا�ﻐﺒون مـﻦ ﻏـ� عـﻦ أهلـه ومﻨازلـه �‬
‫ُ‬ ‫ُ‬
‫ا�ﻨﺔ‪ ،‬ﻓﻴﻈهر ﻳومﺌﺬ ﻏ� �ل �اﻓر ﺑ�كه اﻹﻳمان‪ ،‬وﻏـ� �ـل‬
‫مﺆمﻦ ﺑﺘﻘص�ﻩ � اﻹحسان(‪.‬‬

‫‪235‬‬
‫ََ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ُّّ َ َ ً‬ ‫ََ َ‬ ‫ُ َ َّ‬
‫‪﴿ .3‬هو ا�ي �عـث ِ� ا�مِيـ� رسـو� ِمـنهم يتلـو علـي ِهم ِ‬
‫آياتـهِ‬
‫َ ُ َ‬ ‫َ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ََُّ‬ ‫ََُّ‬
‫و�ز�ي ِهم و�علِمهم الكِتـاب وا� ِكمـة �ن �نـوا ِمـن قبـل لـ�‬
‫ب�﴾ ]ا�معﺔ‪.[2:‬‬ ‫َض�ل ُ‬
‫م‬
‫ٍ‬ ‫ٍ‬

‫َ‬
‫َ‬
‫عودون ل ِمـا نُهـوا َعنـهُ‬ ‫ين نُهوا َعن ا�َّجوى ُ� َّم يَ‬ ‫‪�﴿ .4‬لَم تَ َر إ َ� َّا� َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫جاءوك َح َّي َ‬
‫َ‬ ‫ت َّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َََ َ َ‬
‫وك‬ ‫الرسو ِل �ذا‬ ‫ي‬
‫ِ ِ‬ ‫عص‬‫م‬ ‫و‬ ‫دوان‬
‫ِ‬ ‫الع‬ ‫و‬ ‫م‬
‫و�تناج ِ ِ ِ‬
‫ث‬ ‫ا�‬ ‫ب‬ ‫ون‬
‫ُ‬ ‫ُ َ ّ ُ َ َّ‬ ‫َ‬ ‫َ َ ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َّ‬ ‫َ َُّ َ‬
‫سـ ِهم لـو� �عـ ِذ�نا ا� بِمـا‬ ‫بِما لم �يِك بِهِ ا� و�قولون � أنف ِ‬
‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ ُ َ ُ ُ َ َ َّ ُ َ َ َ َ‬
‫نقول حسبهم جهنم يصلونها فبِئس المص�﴾ ]ا�ﺠادلﺔ‪[8:‬‬
‫ﻗال اﺑﻦ عاﺷور‪) :‬أي لو �ان ﻧبﻴ ً�ا لﻐﻀـﺐ ﷲ علﻴﻨـ�ا ﻓلعـﺬﺑﻨ�ا‬
‫اﻵن ﺑسﺒﺐ ﻗولﻨا له‪ ،‬وهﺬا ﺧاطر مﻦ ﺧـواطر أهـل الﻀـاللﺔ‬
‫ا�ﺘﺄصــلﺔ ﻓــﻴهم‪ ،‬وهــﻲ ﺗــوهمهم أن ﺷــﺄن ﷲ ﺗعــا� كﺸــﺄن‬
‫البﺸـــر � إســـراع االﻧﺘﻘـــام واالهـــ�از ممـــا ال ﻳرﺿـــاﻩ ومـــﻦ‬
‫ا�عاﻧدة(‪.‬‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ً‬ ‫َ‬ ‫ٌ‬
‫ﷲ ﺗعا�‪.‬‬‫و� ا�دﻳﺚ‪) :‬ما أحد أص� على أذى ﻳسمعه مﻦ ِ‬
‫ُ‬ ‫ً‬ ‫ًّ‬ ‫ﱠ‬
‫إﻧهم �علون له ِﻧدا‪ ،‬و�ﺠعلون له ولدا وهو مـع ذلـك ﻳـرزﻗهم‬
‫و�عــــــــــــــــاﻓﻴهم و�عطــــــــــــــــﻴهم( )رواﻩ مســــــــــــــــلم(‪.‬‬

‫‪236‬‬
‫وهــم �حــودهم ﺑالﺒعــﺚ وا�ــﺰاء �ســﺒون أن عﻘــاب ﷲ‬
‫ﺗعا� ﻳﻈهر � الدﻧﻴ�ا‪.‬‬

‫ّ‬ ‫َ‬ ‫َ ُ َ َّ َ َ َ َ‬ ‫َ َّ‬ ‫‪﴿ .5‬إ َّ� َما ا�َّ‬


‫يطان ِ�حزن ا�ين آمنوا ولـيس بِضـارِهِم‬ ‫ِ‬ ‫الش‬ ‫ِن‬‫م‬ ‫جوى‬ ‫ِ‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ َّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َّ َ َ َ َّ َ‬ ‫ً ّ‬ ‫َ‬
‫� المؤمِنـــــون﴾‬ ‫ِ‬ ‫و‬ ‫ـ‬ ‫تـــ‬ ‫لي‬ ‫ف‬ ‫ِ‬ ‫ا�‬ ‫�‬‫و‬ ‫ِ‬ ‫ا�‬ ‫ذن‬
‫ِ ِ‬ ‫إ‬ ‫ـ‬ ‫�ـــ‬ ‫�‬
‫ِ ِ‬ ‫إ‬ ‫ا‬ ‫يئ‬ ‫ـ‬ ‫شـــ‬
‫]ا�ﺠادلﺔ‪.[10:‬‬
‫ُ َ َ َّ ً َ َّ‬ ‫َّ ُ َ َ َ َ َ َ ُ َ َ َ َّ َ َ‬
‫ا�ُ‬ ‫‪َ ﴿ .6‬ع َ� ا� أن �عل بين�م و�� ا�ين �ديتم مِنهم مودة و‬
‫ُ‬

‫ا� َغ ٌ‬
‫فور َر ٌ‬
‫حيم﴾ ]ا�مﺘحﻨﺔ‪.[7:‬‬ ‫قَ ٌ‬
‫دير َو َّ ُ‬

‫َ‬ ‫ُ َّ َ َ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ َ َ َ َ َّ َ َ‬


‫‪�﴿ .7‬لم تر إِ� ا�ين نافقوا يقولون ِ ِ�خوان ِ ِهم ا�ين �فروا مِن أ ِ‬
‫هل‬
‫فـي�م أَ َحـداً‬
‫ُ‬ ‫�م َو� نُطيـعُ‬ ‫ُ َ َ ُ َ َّ َ َ ُ‬
‫خرجتم �خرجن مع‬
‫َ ُ‬
‫ِتاب ل�ِن أ ِ‬‫الك ِ‬
‫َ َ‬ ‫ُ َ َ ُ َ َّ ُ َ َّ ُ َ َ ُ َّ ُ َ‬ ‫ً‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫�بدا �ن قوت ِلتم �ن�ن�م وا� �شـهد إِ�هـم ل�ذِبـون۝لـ�ِن‬
‫َُ ََ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ َ َُ ََ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫ُ‬
‫خرجــوا � �رجــون معهـم ولـ�ِن قوت ِلــوا � ين�ـو�هم ولـ�ِن‬ ‫أ ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َّ‬ ‫َ َ ُ َ ُ َ ُّ َّ َ َ ُ‬
‫ن�وهم �ولن ا�دبار �م � ين�ون﴾ ]ا�ﺸر‪.[12-11:‬‬

‫‪237‬‬
‫ً‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ً‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ ُ َ َ ََ َ َ‬ ‫َ َ‬
‫خاشـعا متصـ ِد� ِمـن‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫‪﴿ .8‬لو أنز�ا هذا القـرآن � جبـ ٍل لرأيتـه ِ‬
‫َ‬ ‫َ َ َّ ُ َ َ َ َّ‬ ‫ّ‬ ‫ُ‬ ‫َ َ َّ َ َ َ ُ َ‬
‫اس لعلهـم �تفكـرون﴾‬ ‫�ـ�ها ل ِلنـ ِ‬‫خشيةِ ا�ِ وت ِلك ا�مثـال ن ِ‬
‫]ا�ﺸر‪.[21:‬‬

‫‪238‬‬
‫اﻟﺠﺰء اﻟﺘﺎﺳﻊ واﻟﻌﺸﺮون‬

‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ َ َ ُ َ َ َ َ َ ُ َ َّ‬


‫‪﴿ .1‬أ� يعلم من خلق وهو اللطيف ا�ب�﴾ ]ا�لك‪.[14:‬‬

‫ً‬ ‫ًَ َ ََ‬ ‫َ ُّ َ ّ َ َّ َ َ‬ ‫َ َ َّ ُ َ‬


‫‪﴿ .2‬و�نه تعا� جد ر�ِنا ما ا�ذ صا ِحبة و� و�ا﴾ ]ا�ﻦ‪[3:‬‬
‫َ ّ‬
‫ﻗـال اﺑــﻦ عاﺷـور‪) :‬وا�ـد‪ :‬ﺑﻔـﺘح ا�ــﻴم العﻈمـﺔ وا�ــالل‪،‬‬
‫َ ً‬
‫وهﺬا ﺗمهﻴـد وﺗوطﺌـﺔ لﻘولـه‪} :‬مـا ا�ـﺬ صـاحﺒﺔ وال ولـدا{‪،‬‬
‫ﻷن ا�اذ ّ‬
‫الصاحﺒﺔ لالﻓﺘﻘـار إلﻴهـا ﻷﻧسـها وعوﻧهـا وااللﺘـﺬاذ‬
‫ﺑصــحﺒﺘها‪ ،‬و�ــل ذلــك مــﻦ آﺛــار االحﺘﻴـ�اج‪ ،‬وﷲ ﺗعــا� الﻐــ�‬
‫ّ‬ ‫ُ‬
‫وﺗعــا� َﺟــدﻩ ﺑﻐﻨــاﻩ ا�طلــﻖ‪ ،‬والولــد ﻳرﻏــﺐ ﻓﻴــه‬
‫ِ‬ ‫مطلــﻖ‪،‬‬ ‫ال‬
‫لالســﺘعاﻧﺔ واﻷﻧــس ﺑــه‪ ،‬مــع مــا ﻳﻘﺘﻀــﻴه مــﻦ اﻧﻔصــاله مــﻦ‬
‫أﺟﺰاء والدﻳه و�ل ذلك مﻦ االﻓﺘﻘار واالﻧﺘﻘاص(‪.‬‬

‫ُ ُ َّ َّ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫ُ‬ ‫َ َ َ َ َ َ َّ َ َ‬


‫مسـكهن إِ�‬ ‫ات و�قبِضـن مـا ي ِ‬
‫� فو�هم صاف ٍ‬ ‫‪﴿ .3‬أولم يروا إِ� الط ِ‬
‫ٌ‬ ‫َ‬ ‫َّ ُ َّ ُ ُ ّ َ‬
‫الر�ن إِنه بِ� ِل � ٍء بص�﴾ ]ا�لك‪[19:‬‬

‫‪239‬‬
‫ﻓمــﻦ ﻳﺘ�ﺄمــل � اﻵﻳــﺔ �ــد أن ﺗســﺨ� الهــواء للطــ�‪ ،‬وﺟعــل‬
‫أﺟســادهﻦ وﺧلﻘــﺘهﻦ � حالــﺔ مســﺘعدة للطــ�ان‪� ،‬ــل ذلــك‬
‫ُ ُ َّ َّ‬
‫وصﻒ ﻷﻓعال ﷲ ﺗعا� ﴿ما يُم ِسكهن إِ� الر�ن﴾‪.‬‬
‫ُ‬ ‫َّ‬

‫� أَو َر ِ َ‬
‫�نــا َ� َمـن ُ�ـ�ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ َََ‬
‫� ا� ومـن مـ ِ َ‬ ‫‪﴿ .4‬قـل أرأيــتم إِن أهلكـ ِ َ‬
‫َ‬ ‫ِر�ن مِن َ‬
‫��﴾ ]ا�لك‪.[28:‬‬ ‫أ‬ ‫ذاب‬ ‫ع‬ ‫ال�ف َ‬
‫ٍ‬ ‫ٍ‬

‫َ َ َ ُ ُ ََ َُ َ ُ َ َُ ّ َ‬
‫‪﴿ .5‬قال أوسطهم �لم أقل ل�م لو� �سبِحون﴾ ]الﻘلم‪[28:‬‬
‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ َ‬
‫ﻗال اﺑـﻦ كﺜـ�‪﴿) :‬قـال أوسـطهم﴾ ﻗـال اﺑـﻦ عﺒـاس‪ ،‬ومﺠاهـد‪،‬‬
‫وسعﻴد ﺑـﻦ ﺟﺒـ�‪ ،‬وعكرمـﺔ‪ ،‬ومحمـد ﺑـﻦ كعـﺐ‪ ،‬والرﺑﻴـع ﺑـﻦ‬
‫أﻧس‪ ،‬والﻀحاك‪ ،‬وﻗﺘادة‪ :‬أي‪ :‬أعدلهم وﺧ�هم(‪.‬‬

‫‪240‬‬
‫اﻟﺠﺰء اﻟﺜﻼﺛﻮن‬

‫َّ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ ُ‬ ‫ُ‬ ‫ّ‬ ‫َ َ ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َّ َّ‬
‫ال��ـةِ﴾‬
‫ول�ـك هـم خـ� ِ‬
‫ات أ ِ‬ ‫‪﴿ .1‬إِن ا�ين آمنـوا وع ِملـوا الصـ ِ‬
‫ا� ِ‬
‫]الﺒيﻨ�ﺔ‪[7:‬‬
‫أﺧرج اﺑﻦ أ� حاﺗم عﻦ أ� هر�رة ﻗـال‪) :‬أﺗعﺠﺒـون مـﻦ م�لـﺔ‬
‫ا�الﺋكﺔ مﻦ ﷲ‪ ،‬والﺬي ﻧﻔ� ﺑﻴ�دﻩ ��لﺔ العﺒد ا�ـﺆمﻦ عﻨـد‬
‫َّ‬
‫ﷲ ﻳوم الﻘﻴامﺔ أعﻈم مﻦ م�لﺔ ملك‪ ،‬واﻗرءوا إن ﺷـﺌﺘم ﴿إِن‬
‫َّ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ َ ُ َ‬ ‫ّ‬ ‫َّ َ َ َ َ ُ‬
‫ا�ين آمنوا وع ِملوا الص ِ‬
‫ال��ةِ﴾(‪.‬‬
‫ات أول�ِك هم خ� ِ‬
‫ا� ِ‬
‫وأورد الـــدكﺘو ر محمـــد الﺸـــﻈﻴﻔﻲ � رســـالﺘه )مﺒاحـــﺚ �‬
‫ا�ﻔاﺿلﺔ � العﻘﻴدة(‪:‬‬
‫وهــو مــﺬهﺐ ﺟمهــور أهــل الســﻨﺔ وا�ماعــﺔ وكــﺬا ﺟمهــور‬
‫أصــحاب اﻷﺷــعري واســﺘدلوا ﺑﺄدلــﺔ ﻇــاهرة الداللــﺔ علــى‬
‫ْ ُ ُ ْ َ‬
‫�دمَ‬ ‫ْ ُ َْ َْ َ َ‬
‫ﻗــولهم‪ ،‬كﻘولــه ســﺒحاﻧه‪�﴿ :‬ذ قلن ـا ل ِلم��ِك ـةِ اس ـجدوا‬
‫� َو َ� َن ِمـ ـ َن الْ َ� ِفـ ـر�ن﴾َ‬ ‫َ ََ َ ْ َ ْ‬
‫كََ‬ ‫ْ‬ ‫َ َ َ ُ ْ َّ‬
‫ِ‬ ‫فسـ ـجدوا إِ� إِب ِلـ ـيس �� واسـ ـت‬

‫]الﺒﻘــــرة‪ ،[34:‬والﻔاﺿــــل ال ﻳســــﺠد للمﻔﻀــــول‪ ،‬وﻗولــــه‬


‫ََ‬
‫� الْ َعـــالَم�﴾َ‬ ‫ُ ْ ََ ْ‬ ‫ََْْ‬ ‫َََ‬
‫ِ‬ ‫ســـﺒحاﻧه‪﴿ :‬ولقـــ ِد اخ�نـــاهم � عِلـــ ٍ�‬

‫‪241‬‬
‫وحا َو َآل إب ْ َراهِيمَ‬ ‫َّ ّ َ ْ َ َ َ‬
‫آد َم َونُ ً‬ ‫] الدﺧان‪ .[32:‬وﻗولـه‪﴿ :‬إِن ا� اصط�‬
‫ِ‬
‫َ‬ ‫َ َ َْ َ ََ َْ َ‬
‫وآل عِمران � العـال ِم�﴾ ]آل عمـران‪ .[33:‬هـﺬﻩ � اﻷﻧبﻴـ�اء‪،‬‬
‫َّ َّ َ َ ُ َ َ ُ‬
‫أما � صالح البﺸر ﻓكﻘوله سـﺒحاﻧه‪﴿ :‬إِن ا�ِين آمنوا وع ِملـوا‬
‫َّ‬ ‫َ‬ ‫َّ َ ُ ْ َ َ ُ ْ َ ْ ُ ْ‬
‫��ةِ﴾ ]الﺒيﻨ�ﺔ‪.[7:‬‬ ‫ات أول�ِك هم خ� ال ِ‬ ‫الص ِ‬
‫ا� ِ‬
‫ً‬
‫وﻗــد ﻓصــل اﺑــﻦ ﺗﻴمﻴــﺔ � الﻔﺘــاوى � هــﺬﻩ ا�ســﺄلﺔ ﺗﻔصــﻴال‬
‫ً‬
‫طو�ال‪ ،‬وﻧﻘل عﻨه اﺑﻦ الﻘﻴم � ﺑداﺋع الﻔواﺋد‪) :‬أﻧه سﺌل عـﻦ‬
‫صال� ﺑ� آدم وا�الﺋكﺔ أﻳهما أﻓﻀل؟ ﻓﺄﺟـاب ﺑـﺄن صـال�‬
‫البﺸر أﻓﻀل ﺑاعﺘﺒ�ار كمال الﻨهاﻳﺔ‪ ,‬وا�الﺋكﺔ أﻓﻀل ﺑاعﺘﺒ�ار‬
‫الﺒداﻳــﺔ‪ ،‬ﻓــﺈن ا�الﺋكــﺔ اﻵن � الرﻓﻴــﻖ اﻷعلــى م�هــ� عمــا‬
‫ﻳالﺑســه ﺑﻨــو آدم‪ ,‬مســﺘﻐرﻗون � عﺒــادة الــرب‪ ,‬وال ر�ــﺐ أن‬
‫هﺬﻩ اﻷحوال اﻵن أكمل مﻦ أحوال البﺸر‪ ,‬وأما ﻳـوم الﻘﻴامـﺔ‬
‫ﺑعد دﺧول ا�ﻨﺔ ﻓﻴص� حال صال� البﺸر أكمل مـﻦ حـال‬
‫ا�الﺋكﺔ(‪.‬‬

‫َ‬ ‫َ َ‬ ‫َ‬ ‫ََ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫ََ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ َّ َ َ َّ‬


‫� وتواصـوا بِالمر�ـةِ﴾‬
‫‪�﴿ .2‬م �ن مِن ا�ين آمنـوا وتواصـوا بِالصـ ِ‬
‫]الﺒلد‪[17:‬‬

‫‪242‬‬
‫َ ﱠ‬ ‫َ‬ ‫ُ َّ َ‬
‫يﺐ‪،‬‬ ‫ﻗال الﻘرط� رحمه ﷲ‪�﴿) :‬م﴾ ليسﺖ ِ� ِ‬
‫هﺬﻩ اﻵﻳ ِﺔ ِلل� ِﺗ ِ‬
‫َ َ َ ٌ‬ ‫ُ َ ََ‬ ‫َ ﱠ‬
‫ﻨها ُمﻨﻘ ِط َعﺔ(‪.‬‬‫طﻒ ﺟمل ِﺔ �ال ٍم ِهﻲ ِم‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫و �إﻧما ِهﻲ ِلع ِ‬

‫َ‬ ‫ََ َْ‬ ‫َ ْ َ ُ َ‬ ‫َ ْ ُ َّ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ ْ َ ْ َ َّ‬


‫ك‬ ‫َ‬
‫‪﴿ .3‬فا�وم ا�ِيـن آمنـوا ِمـن الكفـارِ يضـحكون ۝ � ا�ر ِا�ـ ِ‬
‫َ‬ ‫ََُْ‬ ‫َ ُ‬ ‫َ‬ ‫َ ْ ُ ّ َ ْ ُ َّ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫يَنظـــ ُرون ۝ هـــل ثـــوِب الكفـــار مـــا �نـــوا �فعلـــون﴾‬
‫ُ‬

‫]ا�طﻔﻔ�‪[36-34:‬‬
‫ُ‬
‫ﻗال الﺒﻐوي‪) :‬وﻗال كعﺐ‪ :‬ﺑ� ا�ﻨﺔ والﻨـار كـوى‪ ،‬ﻓـﺈذا أراد‬
‫ا�ﺆمﻦ أن ﻳﻨﻈر إ� عدو له ‪�-‬ـان � الـدﻧﻴ�ا‪ّ -‬اطلـع علﻴـه مـﻦ‬
‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ َّ َ َ َ‬ ‫ُ‬
‫ﺗلــك الكــوى‪ ،‬كمــا ﻗــال‪﴿ :‬فــاطلع فــرآه ِ� ســواءِ ا� ِ‬
‫حــي ِم﴾‬

‫]الصاﻓات‪ ،[55:‬ﻓـﺈذا ّاطلعـوا مـﻦ ا�ﻨـﺔ إ� أعـداﺋهم وهـم‬


‫َ ْ‬
‫ا�َ ْومَ‬ ‫ّ‬
‫ﻳعﺬﺑون � الﻨار ﺿـحكوا‪ ،‬ﻓـﺬلك ﻗولـه ‪-‬عـﺰ وﺟـل‪﴿ :-‬فـ‬
‫َ ْ ُ َّ َ ْ َ ُ َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬
‫ا�ِين آمنوا مِن الكفارِ يضحكون﴾(‪.‬‬

‫َ‬ ‫َ‬ ‫ٰ‬ ‫َ َْ ُ ْ َ ُ َ‬


‫ا��سان إِ� طعا ِمهِ﴾ ]عبس‪[24:‬‬ ‫‪﴿ .4‬فلينظ ِر ِ‬
‫َ‬ ‫َ ْ َ ُ ْ َ ُ َّ ُ‬
‫ا��سان مِم خلِق﴾ ]الطارق‪[5:‬‬ ‫﴿فلينظ ِر ِ‬

‫‪243‬‬
‫َ َّ َ َ ْ َ‬ ‫ْ‬ ‫َْ َ ُ َ‬ ‫َََ َ ُ ُ َ َ ْ‬
‫ا�ب ِ ِل كيـف خلِقـت ۝ �� السـماءِ كيـف‬
‫﴿أف� ينظرون إِ� ِ‬
‫َْ َ‬ ‫ْ‬ ‫َ َْ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َْ َ ُ‬ ‫َ‬ ‫َ ْ‬ ‫ُ َ ْ‬
‫ا�ب ـا ِل كي ـف ن ِص ـبت ۝ �� ا�ر ِض كي ـف‬‫رف ِع ـت ۝ �� ِ‬
‫ت﴾ ]الﻐاﺷﻴﺔ‪.[20-17:‬‬ ‫ح ْ‬
‫ُسط َ‬
‫ِ‬

‫َ ُ َ ّ ُ ُ َّ‬
‫ا�ُ‬ ‫َ‬ ‫َّ َ َ َ َّ ٰ َ َ َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫َّ ْ َ َ َ‬
‫‪﴿ .5‬لست علي ِهم بِمصي ِط ٍر ۝ إِ� مـن تـو� و�فـر ۝ �يع ِذبـه‬
‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ُ َّ َّ َ َ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َّ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َْ َ َ َْ ْ‬
‫حسـا�هم﴾‬ ‫العذاب ا��� ۝ إِن إِ�نا إِيا�هم ۝ �ـم إِن علينـا ِ‬
‫]الﻐاﺷﻴﺔ‪.[26-22:‬‬

‫ُ َ‬ ‫َ‬ ‫ْ ُ َ َّ ْ ٌ ّ ْ َ َ‬
‫ن� ْم أن � َ ْسـ َتقِيم﴾َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫‪﴿ .6‬إِن هو إِ� ذِكـر ل ِلعـال ِم� ۝ ل ِمـن شـاء ِمـ‬

‫]الﺘكو�ر‪[28-27:‬‬
‫ﻗال اﺑﻦ عاﺷور‪) :‬إﺷارة إ� أن الﺬﻳﻦ لم ﻳﺘـ�ﺬكروا ﺑـالﻘرآن مـا‬
‫حال ﺑيﻨهم وﺑ� الﺘﺬكر ﺑه إال أﻧهم لم ﻳﺸاءوا أن ﻳسـﺘﻘﻴموا‪،‬‬
‫ﺑل رﺿـوا ﻷﻧﻔسـهم اال�ـراف‪ ،‬ومـﻦ ر� لﻨﻔسـه اال�ـراف‬
‫َ َ َّ َ ُ َ َ َ َّ ُ ُ ُ‬
‫ُح ِر َم الهداﻳﺔ ﴿فلما زاغوا أزاغ ا� قلو�هم﴾ ]الصﻒ‪.([5:‬‬
‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬

‫‪244‬‬
‫ع ْا�َت ِـيم﴾َ‬
‫َ َ ٰ َ َّ َ ُ ُّ‬ ‫ّ‬ ‫ُ‬ ‫َ َ َ ْ َ َّ ُ َ ّ‬
‫ا�ي ي ـد‬
‫ِين ۝ ف ـ�ل ِك ِ‬
‫‪﴿ .7‬أر�ي ـت ا�ِي ي� ـ ِذب ب ِـا� ِ‬
‫]الماعون‪[2-1:‬‬
‫َ‬ ‫ٌ ﱠ‬
‫ﻗال اﺑﻦ عاﺷور‪) :‬هﺬا إﻳﺬان ﺑﺄن اﻹﻳمان ﺑالﺒعﺚ وا�ﺰاء هـو‬
‫الــوازع ا�ــﻖ الــﺬي ﻳﻐــرس � الــﻨﻔس ﺟــﺬور اﻹﻗﺒــال علــى‬
‫ّ‬ ‫ُ ً‬
‫اﻷعمال الصا�ﺔ‪ ،‬ح� ﻳص� ذلك لها ﺧلﻘا إذا ﺷﺒﺖ علﻴـه‪،‬‬
‫ﻓﺰكﺖ واﻧساﻗﺖ إ� ا�� ﺑدون �لﻔﺔ وال احﺘﻴ�اج إ� آمر‪ ،‬وال‬
‫إ� مﺨاﻓـــﺔ ممـــﻦ ﻳﻘـــﻴم علﻴـــه العﻘوﺑـــات‪ ،‬حـــ� إذا اﺧﺘلـــى‬
‫ﺑﻨﻔسه‪ ،‬وآمﻦ الرﻗﺒاء‪ ،‬ﺟاء ﺑالﻔحﺸاء واﻷعمال الﻨكراء!(‪.‬‬

‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ ْ َ ُ َ َّ َ َ ُ َ ْ َ‬ ‫ُ‬ ‫َ َ َ َ ً َ َ َّ َ‬ ‫َّ‬


‫‪﴿ .8‬ا�ِي �ع ما� وعدده ۝ �سب أن ما� أخـ�ه﴾ ]الهمـﺰة‪-2:‬‬
‫‪[3‬‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ َ ْ َ َ ْ ُ َ ُُ َ َ َ‬
‫� �نه ما� وما كسب﴾ ]ا�سد‪.[2:‬‬ ‫﴿ما أغ ٰ‬

‫َّ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫َ ْ‬


‫ا�نةِ وا� ِ‬
‫اس﴾ ]الﻨاس‪[6:‬‬ ‫‪﴿ .9‬مِن ِ‬
‫ّ‬
‫ا�وسـوس‪ ،‬ﺑـﺄﻧهم مـﻦ‬
‫ِ‬ ‫ﻧـوع‬ ‫ﺗعـا�‬ ‫ﷲ‬ ‫ﺑـ�‬ ‫ﻗال اﺑﻦ عاﺷـور‪) :‬‬
‫َ‬ ‫ﱠ‬ ‫ﱠ‬ ‫ّ‬
‫الوسـواس مـا‬
‫ِ‬ ‫ا�ﻨﺔ والﻨاس؛ ﻷن رﺑما ﻏاب عﻦ الﺒال أن ِمﻦ‬
‫ﺷر مﻦ وسواس الﺸﻴاط�‪ ،‬وهـو وسوسـﺔ الﻨـاس‪ ،‬وهـو‬ ‫هو ﱞ‬
‫‪245‬‬
‫ﱡ‬
‫ﺑالﺘعو ِذ مﻨهم أﺟدر؛ ﻷﻧهم مﻨهم أﻗرب وهو‬ ‫ﺧطرا‪ُ ،‬‬
‫وه ْم‬ ‫أﺷد ً‬
‫ﱢ‬
‫الﻀر أدﺧل وأﻗدر(‪.‬‬ ‫علﻴهم أﺧطر‪،‬وأﻧهم � وساﺋل‬

‫َّ ُ ْ َ َ ُ َ َ َ َّ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ َ ُ َ َّ ُ َ ْ َ‬


‫‪﴿ .10‬وسيجنبها ا��� ۝ ا�ِي يؤ ِ� ما� ي� ٰ‬
‫�﴾ ]اللﻴل‪[18-17:‬‬
‫ﻗــال الــرازي � الﺘﻔســ� الكﺒــ�‪) :‬ﻧﺰلــﺖ � أ� ﺑكــر ﺑﺈﺟمــاع‬
‫ا�ﻔسـر�ﻦ‪ ،‬واﻷﺗﻘــى أﻓعـل الﺘﻔﻀــﻴل ﻓـﺈذا ﺿــممﺖ ذلــك إ�‬
‫َّ َ ْ َ َ ُ ْ َ َّ َ ْ َ ُ ْ َ ّ‬
‫ﻗوله ﺗعـا� ﴿إِن أ�رم�م عِند ا�ِ ��قا�م﴾ ﺗﺒـ� لﻨـا أن أﺑـا‬
‫ﺑكـــر أﻓﻀـــل هـــﺬﻩ اﻷمـــﺔ ﺑعـــد رســـول ﷲ صـــلى ﷲ علﻴـــه‬
‫وسلم(‪.‬‬

‫‪246‬‬
‫إﺟﺎﺑﺎت أﺳﺌﻠﺔ اﻟﻔﺎﺋﻘﻴﻦ‬

‫َ‬ ‫ُ َ‬ ‫‪َ ﴿ .1‬ول َ ّما َو َ� َع َعلَيه ُم ّ‬


‫مـو� ادع �ـا َر َّ�ـك بِمـا َع ِهـ َد‬
‫َ‬ ‫الر ُ‬
‫جز قالوا يا‬‫ِ ِ‬
‫َ‬ ‫َ َ َ َ َ َ َ َّ ّ َ َ ُ َ َّ َ َ َ َ ُ َ َّ َ َ َ‬
‫الرجز �ؤمِن لـك ول� ِسـلن معـك بـ�‬ ‫عِندك ل�ِن كشفت �نا ِ‬
‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ َ ُ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ ََّ َ َ‬
‫الرجز إِ� أج ٍل هـم بـال ِغوه إِذا هـم‬‫إِ�ائيل۝فلما كشفنا عنهم ِ‬
‫َ ُ َ‬
‫ينكثون﴾ ]اﻷعراف‪[135-134:‬‬
‫ﻗال الﺒﻐوي‪) :‬ﻳع�‪ :‬إ� الﻐرق � الﻴم(‪.‬‬

‫فاســق�﴾َ‬ ‫ً‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ َّ‬ ‫َ َ َّ َ َ ُ َ َ‬ ‫َ‬


‫‪﴿ .2‬فاســتخف قومــه فأطــاعوه إِ�هــم �نــوا قومــا ِ‬
‫]الﺰﺧرف‪.[54:‬‬

‫ُ َ َ َّ َ َ َ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ ُّ َ َّ‬


‫سـط شـهداء ِ�ِ ولـو �‬ ‫‪﴿ .3‬يا ��ها ا�ين آمنوا كونوا قوام� بِالقِ ِ‬
‫َ ُ َ ًّ َ َ ً َ َّ ُ َ‬ ‫َ‬ ‫َ َ َ‬ ‫ُ َ‬ ‫َ ُ‬
‫ين وا�قر�� إِن ي�ن غنِيا أو فق�ا فا� أو�‬ ‫َ‬
‫الوا� ِ‬
‫س �م أ و ِ ِ‬ ‫أنف ِ‬
‫َ َّ َّ‬
‫ا�َ‬ ‫َ ُ‬ ‫َ‬ ‫َ َ‬ ‫بهما فَ� تَتَّب ُعوا َ‬
‫عرضـوا فـإِن‬
‫ِ‬ ‫ت‬ ‫و‬ ‫أ‬ ‫ووا‬ ‫ل‬
‫ـ‬ ‫ت‬ ‫�ن‬ ‫لوا‬ ‫د‬
‫ِ‬ ‫ع‬ ‫ت‬ ‫ن‬‫أ‬ ‫وى‬ ‫اله‬ ‫ِ‬ ‫ِِ‬
‫لون َخ ً‬‫َ َ َ‬ ‫َ‬
‫ب�ا﴾ ]النساء‪.[135:‬‬ ‫�ن بِما تعم‬

‫‪247‬‬
‫َ ُ َ ّ ُ َّ‬
‫ا�ُ‬ ‫َُ‬ ‫َ َ َ َ َ َ َ َ َ ً‬ ‫َ‬ ‫ّ‬
‫ول�ـك �بـ ِدل‬ ‫ً‬ ‫ِ‬
‫صـا�ا فأ ِ‬ ‫‪﴿ .4‬إِ� من تاب وآمـن وع ِمـل �مـ�‬
‫ا� َغ ً‬
‫فورا َر ً‬
‫حيما﴾ ]الﻔرﻗان‪.[70:‬‬ ‫َ َ‬
‫�ن َّ ُ‬‫نات و‬‫س‬‫َس ّي َئاتِهم َح َ‬
‫ٍ‬ ‫ِ ِ‬

‫الـرحيم﴾ُ‬
‫اب َّ‬ ‫تاب َعلَيهِ إنَّ ُه ُه َو َّ‬
‫ا�ـ ّو ُ‬ ‫َََّ َ‬
‫آد ُم مِن َر ّ�هِ َ�ِمات فَ َ‬ ‫‪�﴿ .5‬تل�‬
‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬
‫]الﺒﻘرة‪.[37:‬‬

‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ ُّ َ َّ‬
‫‪﴿ .6‬يا ��ها ا�ين آمنوا اسـتجيبوا ِ�ِ ول ِلرسـو ِل إِذا د��ـم ل ِمـا‬
‫َ َ َّ ُ َ‬ ‫ََ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ َّ َّ َ َ ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬
‫�يــي�م َواعلمــوا أن ا� � ـول ب ـ� الم ـر ِء وقلب ِـهِ و�ن ـه إِ� ـهِ‬
‫َ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫��ون﴾ ]اﻷﻧﻔال‪.[24:‬‬

‫ََ ُ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ً‬ ‫َّ َ‬ ‫َ‬ ‫َ ُّ َ َّ‬


‫هبـان �ـأ�ون‬ ‫ُّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫‪﴿ .7‬يا ��ها ا�ين آمنوا إِن كثـ�ا ِمـن ا�حبـارِ والر‬
‫ِ‬
‫َ‬
‫ا�ِ َو َّا�يــنَ‬‫َّ‬
‫بيل‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ََ ُ ّ َ‬ ‫ّ‬
‫أمــوال ا�ــ ِ‬
‫َ‬
‫ا�اطــ ِل و�صــدون عــن ســ ِ‬ ‫اس ب ِ ِ‬
‫َّ َ ّ ُ‬ ‫ب َوالفِ َّضـ َة َو� يُنفِقونَهـا � َ‬ ‫ا� َه َ‬‫َ َّ‬
‫بيل ا�ِ فبَ ِ�ـهم‬ ‫ِ‬ ‫سـ‬ ‫ون‬ ‫��‬
‫ِ‬ ‫يَ‬
‫َ‬ ‫بَ‬
‫��﴾ ]الﺘوﺑﺔ‪.[34:‬‬ ‫ٍ‬ ‫أ‬ ‫ذاب‬
‫ِ ٍ‬‫ع‬

‫‪248‬‬
‫ً‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ َّ ً‬ ‫َ َ َ ُ َ َّ َ‬ ‫ُ َ ُ َ َ ُ ََ‬
‫‪﴿ .8‬أول�ِك �زون الغرفة بِما ص�وا و�لقـون فيهـا �ِيـة وسـ�ما﴾‬
‫]الﻔرﻗان‪[75:‬‬
‫ً‬ ‫َ َ ُ‬
‫زاهم بما َص َ�وا َج َّنة َو َح ً‬
‫ر�را﴾ ]اﻹﻧسان‪[12:‬‬ ‫ِ‬ ‫﴿وج‬
‫ّ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ َ ُ َ‬ ‫َ ٌ ََ ُ‬
‫﴿س�م علي�م بِما ص�تم فنِعم عق� ا�ارِ﴾ ]الرعد‪.[24:‬‬

‫ّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ َ َ َ َّ ُ َ َ ً َّ‬


‫ابـن‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ب ِ‬ ‫‪﴿ .9‬و�ب ا� مث� ل ِ�ين آمنوا امرأت ف ِرعون إِذ قالـت ر ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫َ َ َ َ َ َ َ‬ ‫ّ‬ ‫َ َّ َ َ‬ ‫َ َ َ ً‬
‫�� مِن القـ ِ‬
‫وم‬ ‫�� مِن ف ِرعون و�ملِهِ و ِ‬ ‫� عِندك بيتا ِ� ا�نةِ و ِ‬
‫َََ‬ ‫َ‬ ‫َ َّ َ َ َ َ‬ ‫ابن َ‬‫ر� َم َ‬
‫ِم� ۝ َو َم َ‬ ‫ّ‬
‫الظال َ‬
‫ت عِمران ال� أحصـنت فرجهـا �نفخنـا‬
‫�نـت ِمـنَ‬ ‫َ َ‬ ‫ُ‬ ‫َّ َُ‬ ‫َ‬ ‫َ َ َّ َ‬
‫مـات ر�ِهـا و�ت ِبـهِ و‬
‫حنـا وصـدقت بِ�ل ِ ِ‬ ‫فيهِ ِمـن رو ِ‬

‫ِت�﴾ ]الﺘحر�م‪[12-11:‬‬ ‫القان َ‬

‫ّ‬ ‫َ‬ ‫َ َ َ َّ َ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫َ َُ ُ َ َ‬ ‫ُ‬


‫خـذ إِ� ر ِ�ـهِ‬
‫جر إِ� من شـاء أن �ت ِ‬
‫ٍ‬ ‫أ‬ ‫ِن‬
‫م‬ ‫ِ‬ ‫ه‬‫ي‬ ‫ل‬ ‫ع‬ ‫م‬ ‫�‬ ‫ل‬‫س�‬ ‫أ‬ ‫ما‬ ‫ل‬ ‫‪﴿ .10‬ق‬
‫َ ً‬
‫سبي�﴾ ]الﻔرﻗان‪[57:‬‬
‫ُ‬ ‫ّ‬ ‫َ ُ َّ َ َ َ َ ُ‬ ‫ُ‬ ‫َّ‬ ‫ُ‬ ‫َ َّ ُ َ ّ‬
‫ات قـل �‬ ‫﴿ذل ِك ا�ي يب ِ� ا� عِباده ا�ين آمنوا وع ِملوا الص ِ‬
‫ا� ِ‬
‫َ َ ًَ َ‬ ‫ََ َ َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ َ ُ ُ َ َ َ ً َّ َ َ َّ‬
‫ق�ف حسنة نـ ِزد‬ ‫أس�ل�م عليهِ أجرا إِ� المودة ِ� القر� ومن ي ِ‬
‫ٌ‬ ‫ُ ً َّ َّ َ َ ٌ َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫� فيها حسنا إِن ا� غفور شكور﴾ ]الﺸورى‪[23:‬‬
‫‪249‬‬
‫ً‬
‫ﻓﺘﻘدﻳر ال�الم‪ :‬ال أسﺄلكم على دعو� أﺟرا وإﻧمـا مـﻦ ﺷـاء أن‬
‫ً‬
‫ﻳﺘﺨﺬ إ� رﺑه سﺒﻴ�ال ﺑطاعﺘه ﻓلﻴﻔعل‪ .‬وذكر ﺑعـﺾ ا�ﻔسـر�ﻦ‬
‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫أﻳﻀا ﺗﻘدﻳرا آﺧر معﻨاﻩ‪ :‬ال أسـﺄلكم علـى دعـو� أﺟـرا‪ .‬إﻧمـا إن‬
‫ا�ﺬﺗم سﺒﻴ�ل اﻹسالم والطاعـات ﻓهـﺬا أﺟـري لمـا أﻧالـه مـﻦ‬
‫ً‬
‫ﷲ ﺗعا� ﺛواﺑا على ذلك‪.‬‬
‫ْ‬ ‫ُ َّ َ ْ َ ُ ُ ْ َ َ‬
‫وكﺬلك ﻗوله ﺗعـا� � اﻵﻳـﺔ الﺜاﻧﻴـ�ﺔ‪} :‬قـل � أسـ�ل�م عليـهِ‬
‫ْ ُ ْ َٰ‬ ‫َ‬ ‫َ ْ ً َّ ْ َ َ َّ‬
‫أجرا إِ� المودة ِ� القر�{‪.‬‬
‫وهﻨــا ﻗــد ﻳﻔهــم الــﺒعﺾ أن الﻨــ� صــلى ﷲ علﻴــه وســلم ال‬
‫ً‬
‫ﻳطلــﺐ مــﻦ ﻗومــه أﺟــرا علــى دعوﺗــه إال أن ﻳــودوﻩ‪ ،‬ولــيس‬
‫كﺬلك‪ ،‬ﻓلو طلﺐ مﻨهم مودة ﻷﺟل الدعوة ﻓهو ﻗد طلﺐ إذن‬
‫ﻧوعا مﻦ أﻧواع اﻷﺟر‪ .‬إﻧما مع� اﻵﻳﺔ‪ :‬ال أسﺄلكم على الﺘﺒلﻴـﻎ‬
‫ً‬
‫أﺟــرا الﺒﺘــ�ﺔ‪ ،‬وإﻧمــا أســﺄلكم ا�ــودة ﻷﺟــل الﻘــر� الــ� ﺑﻴــ �‬
‫وﺑيـﻨكم‪ ،‬ﻓمــودﺗكم � لﻘــراﺑ� ممــا ﺗﻘﺘﻀــﻴه مــروءﺗكم‪ .‬ﻓهــﺬا‬
‫ً‬
‫أﻳﻀــا اســﺘثﻨ�اء مﻨﻘطــع‪ ،‬وحــ� طلﺒــه مــﻨهم أن ﻳــودوﻩ �ــان‬
‫لصــالح دعوﺗــه علﻴــه الصــالة والســالم‪ ،‬ﻗــال اﺑــﻦ عاﺷــور �‬
‫)الﺘحر�ر والﺘﻨو�ر(‪ ) :‬وإﻧما سـﺄلهم ا�ـودة ﻷن معـاملﺘهم إﻳـاﻩ‬
‫معاملﺔ ا�ودة معﻴﻨ�ﺔ على ﻧﺸر دعوة اﻹسـالم‪ ،‬إذ ﺗلـ� ﺑﺘلـك‬
‫‪250‬‬
‫ا�عاملــﺔ ﺷــكﻴمﺘهم ﻓﻴ�كــون مﻘاومﺘــه ﻓﻴــﺘمكﻦ مــﻦ ﺗﺒلﻴــﻎ‬
‫ً‬
‫دعــوة اﻹســالم علــى وﺟــه أكمــل ﻓصــارت هــﺬﻩ ا�ــودة ﻏرﺿــا‬
‫دﻳنﻴ ً�ا ال ﻧﻔع ﻓﻴه لﻨﻔس الﻨ�ء صلى ﷲ علﻴه وسلم(‪.‬‬

‫َّ َ ُ َ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫َ ّ ّ َ‬ ‫َ َ‬ ‫َ َ‬ ‫ُ‬


‫نـزل‬
‫ِ‬ ‫أ‬ ‫مـا‬‫و‬ ‫ِ‬ ‫ا�‬ ‫بـ‬
‫ِ‬ ‫ا‬‫نـ‬ ‫آم‬ ‫ن‬ ‫أ‬ ‫�‬‫ِ‬ ‫إ‬ ‫ا‬ ‫ِن‬‫م‬ ‫مون‬ ‫ق‬
‫ِ‬ ‫ن‬ ‫ت‬ ‫ل‬ ‫ه‬ ‫ِتاب‬
‫ِ‬ ‫ك‬ ‫ال‬ ‫هل‬ ‫أ‬ ‫يا‬ ‫ل‬ ‫‪﴿ .11‬ق‬
‫َ‬ ‫َ ُ َ َ َّ َ َ َ ُ‬ ‫َ َ ُ َ‬
‫نزل مِن قبل وأن أ���م فا ِسقون﴾ ]الماﺋدة‪[59:‬‬ ‫إِ�نا وما أ ِ‬
‫ﻓﺘﻨﻘمــون صــالحﻨا ا�ــﺰامﻦ لﻔســﻘكم ﻓﺘحســدوﻧﻨ�ا‪ ،‬ومــا هــﺬا‬
‫ذﻧبﻨ�ا ﺑل ذﻧﺒكم أﻧﺘم إذ ﻓسﻘكم مـﻦ ﻓعلكـم ﻓعـودوا ﺑالالﺋمـﺔ‬
‫على أﻧﻔسكم وامﻘﺘوهـا ﺑـدل أن ﺗﻨﻀـحوا ﺑالﺸـر علـى مـﻦ ال‬
‫ذﻧﺐ لهـم � ﺧـﺬالﻧها‪ .‬أﺗصـور الﻴهـود ﻗﺒـل الوصـول إ� هـﺬﻩ‬
‫ا�ملــﺔ ﻳنﺘﻔﺨــون ﻇــاﻧ� أن ا�ســلم� ﻳســﺘعطﻔوﻧهم ﺑــﺬكر‬
‫ََُ‬ ‫َ َ َّ َ‬
‫اﻹﻳمــان ﺑمــا أﻧــﺰل مــﻦ ﻗﺒــل‪ ،‬ﻓﺠــاء ﻗــول ﷲ ﴿وأن أ�ــ��م‬
‫َ‬
‫قون﴾ لﻴﻨكسهم و�ﻘمع ﻏرورهم واﻧﺘﻔاﺧهم ‪.‬‬ ‫فا ِس‬

‫‪251‬‬
‫عض‬ ‫عض ُه َ� بَ‬
‫َ َ َّ ُ َ َ َ َّ ّ َ َ َ َ َ َ َ َ‬
‫ب و�جعل ا�بيث ب‬
‫ٍ‬ ‫‪�ِ ﴿ .12‬م� ا� ا�بيث مِن الطي ِ ِ‬
‫َ‬ ‫َ ُ‬ ‫َ َ َّ َ ُ‬ ‫ُ‬ ‫ََ ُ َ ُ َ ً ََ ََ‬
‫ا�ــا�ون﴾‬ ‫ُ‬
‫ول�ــك هــم‬
‫ِ‬ ‫ف��مــه �يعــا �يجعلــه � جهــنم أ ِ‬
‫]اﻷﻧﻔال‪.[37:‬‬

‫َ‬ ‫َ‬ ‫ّ ََ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ََ َ َ َ‬ ‫ََّ َ َ‬


‫ب وأوحينا إِ�ـهِ‬ ‫ُ‬
‫ت ا� ِ‬
‫‪﴿ .13‬فلما ذهبوا بِهِ وأ�عوا أن �علوه � غياب ِ‬
‫َ ُ َ‬ ‫َُ‬ ‫َ َ ّ َ َّ ُ َ‬
‫مرهِم هذا وهم � �شعرون﴾ ]ﻳوسﻒ‪[15:‬‬ ‫أ‬ ‫ب‬ ‫م‬ ‫ه‬ ‫ن‬ ‫ئ‬ ‫ب‬‫ن‬ ‫�ُ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ﺟـــاء � ﺗﻔســـ� الﺒﻐـــوي‪) :‬ﻳعـــ�‪ :‬أوحﻴﻨــ�ا إ� ﻳوســـﻒ علﻴـــه‬
‫الســالم لﺘصــدﻗﻦ رؤ�ــاك ولﺘﺨــ�ن إﺧوﺗــك ﺑصــﻨﻴعهم هــﺬا‬
‫وهم ال ﻳﺸعرون ﺑو� ﷲ وإعالمه إﻳاﻩ ذلك‪ ،‬ﻗاله مﺠاهد‪.‬‬
‫وﻗﻴل‪ :‬معﻨاﻩ‪ :‬وهم ال ﻳﺸعرون ﻳوم ��هم أﻧك ﻳوسﻒ وذلك‬
‫ح� دﺧلوا علﻴه ﻓعرﻓهم وهم له مﻨكرون‪.‬‬

‫َّ‬ ‫َ ً َ‬ ‫َ َ‬ ‫َّ ّ َ َ َ‬
‫رث وا� ِ‬
‫نعام نصيبا فقـالوا هـذا ِ�ِ‬ ‫‪َ ﴿ .14‬و َج َعلوا ِ�ِ مِما ذرأ مِن ا� ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬

‫َ‬ ‫َ ُ َ َّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬


‫�ن ل ُ َ‬ ‫َ‬ ‫ب َزع ِمهم َوهذا ل ُ َ‬
‫ِ��� ِ ِهم فـ� ي ِصـل إِ� ا�ِ ومـا‬ ‫ِ���ِنا فما‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َ َ ُ َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ َّ َ ُ َ َ ُ‬
‫�ن ِ�ِ �هو ي ِصل إِ� ��� ِ ِهم ساء ما �كمون﴾ ]اﻷﻧعام‪[136:‬‬

‫‪252‬‬
‫�ــان ا�ﺘوﻗــع أن ﻧﻘــرأ )وﺟعلــوا لﺸــر�اﺋهم ممــا ذرأ ﷲ مــﻦ‬
‫ا�ــرث واﻷﻧعــام ﻧصــﻴﺒ ً�ا(‪� ،‬ﻴــﺚ ﻳكــون اﻹﻧ�ــار علــى هــﺬا‬
‫ا�عل للﺸر�اء‪.‬‬
‫لكﻦ اﻵﻳﺔ عدلﺖ عﻦ هﺬا إ� ﴿ َو َج َعلوا ِ َّ�﴾‪ ،‬مـع أن الﻘـارئ ﻗـد‬
‫ً‬
‫ﻳرى هﺬا ا�عل ﮻ محمودا ﺑﺬاﺗه‪ ،‬إذ أﻧهم ﺟعلوا "ﺷﻴﺌ�ا مـا"‬
‫﮻ على اﻷﻗل!‬
‫لكــﻦ هــﺬا ا�طلــع لﻶﻳــﺔ ﻳعلمﻨــا أﻧـ ه ال مﻨــﺔ وال ﻓﻀــل � ﺟعــل‬
‫�ء ﮻‪ ،‬وإﻧما ا�لﻖ واﻷمر �له ﮻‪ .‬ﻓمﻦ ﺟعل ﺷﻴﺌ�ا مﻨه ﮻‬
‫ﻓال ﻳﻘال‪ :‬أحسﻦ � هﺬﻩ ا�ﺰﺋﻴ�ﺔ‪ ،‬ﺑل هو مﺬموم ﺑال�لﻴﺔ‪.‬‬

‫فــور ُمبــ�﴾ٌ‬
‫ٌ‬ ‫َ َ َ‬ ‫ُ ً َّ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫‪َ ﴿ .15‬و َج َ‬
‫ا��ســان لك‬
‫ِ ِ‬‫ن‬ ‫إ‬ ‫ا‬‫زء‬ ‫جــ‬ ‫ِ‬ ‫ه‬‫د‬‫ِ‬ ‫ِبــا‬
‫ع‬ ‫ن‬ ‫ِ‬
‫مــ‬ ‫�‬ ‫لــوا‬ ‫ع‬
‫]الﺰﺧرف‪.[15:‬‬

‫َّ‬ ‫َ ّ ُ َ ّ ُ َّ َ َ َ‬ ‫َ َ َ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫َ َ‬


‫ماوات وا�رض ب ِـا� ِق ي� ـوِر الليــل � ا�هــارِ‬ ‫ِ‬ ‫‪﴿ .16‬خل ـق الس ـ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ ُ َ ّ ُ َّ َ َ َ َّ َ َ َّ َ َّ َ َ َ َ َ ُ ٌّ َ‬
‫يل وسخر الشمس والقمر � �ري ِ�جـ ٍل‬ ‫و��وِر ا�هار � الل ِ‬
‫ُ‬ ‫ُ َ ًّ َ ُ َ َ ُ َ ّ‬
‫مس� أ� هو العز�ز الغفار﴾ ]الﺰمر‪[5:‬‬

‫‪253‬‬
‫ﻗـــال اﺑـــﻦ ﺗﻴمﻴـــﺔ ‪ �-‬مﺠمـــوع الﻔﺘـــاوى‪) :-‬ﻓﻘـــد اﺗﻔـــﻖ أهـــل‬
‫الﺘﻔس� واللﻐﺔ على أن "الﻔلك" هو ا�سﺘدﻳر وا�عرﻓﺔ �عا�‬
‫كﺘاب ﷲ إﻧما ﺗﺆﺧﺬ مﻦ هﺬﻳﻦ الطر�ﻘ�‪ :‬مﻦ أهـل الﺘﻔسـ�‬
‫ا�وﺛوق ﺑهم مﻦ السلﻒ ومﻦ اللﻐﺔ‪ :‬ال� ﻧﺰل الﻘرآن ﺑها وهـﻲ‬
‫َُ َ‬
‫�ـ ّورُ‬ ‫َّ‬ ‫ُ َ ّ ُ َّ َ َ َ‬
‫ِ‬ ‫لﻐﺔ العرب‪ .‬وﻗـال ﺗعـا�‪﴿ :‬ي�ـوِر الليـل � ا�هـارِ و�‬
‫َّ َ َ َ َّ‬
‫ـل﴾ ﻗــالوا‪ :‬و "الﺘكــو�ر" الﺘــدو�ر ﻳﻘــال‪ :‬كــورت‬
‫ا�هــار � الليـ ِ‬
‫العمامﺔ وكورﺗها‪ :‬إذا دورﺗها و�ﻘـال‪ :‬للمسـﺘدﻳر �ـارة وأصـله‬
‫"كـــورة" �ركـــﺖ الـــواو واﻧﻔـــﺘح مـــا ﻗﺒلهـــا ﻓﻘلﺒـــﺖ ألﻔـــا‪.‬‬
‫]ص‪ [588:‬و�ﻘال أﻳﻀا‪" :‬كرة" وأصله كورة وإﻧمـا حـﺬﻓﺖ‬
‫عــ� ال�لمــﺔ كمــا ﻗﻴــل � ﺛﺒـ�ﺔ وﻗلــﺔ ‪ .‬واللﻴــل والﻨهــار‪ .‬وســاﺋر‬
‫أحــوال الﺰمــان ﺗاﺑعــﺔ للحركــﺔ; ﻓــﺈن الﺰمــان مﻘــدار ا�ركــﺔ;‬
‫وا�ركــﺔ ﻗاﺋمــﺔ ﺑا�ســم ا�ﺘحــرك ﻓــﺈذا �ــان الﺰمــان الﺘــاﺑع‬
‫للحركــﺔ الﺘاﺑعــﺔ للﺠســم موصــوﻓا ﺑاالســﺘدارة �ــان ا�ســم‬
‫أو� ﺑاالسﺘدارة‪ .‬وﻗال ﺗعـا�‪} :‬مـا ﺗـرى � ﺧلـﻖ الـرحمﻦ مـﻦ‬
‫ﺗﻔاوت{ وليس � السـماء إال أﺟسـام مـا هـو متﺸـ اﺑه‪ -‬ﻓﺄمـا‬
‫الﺘﺜلﻴﺚ وال�ﺑﻴع والﺘﺨميس والتسدﻳس وﻏـ� ذلـك‪ :‬ﻓﻔﻴهـا‬

‫‪254‬‬
‫ﺗﻔـــاوت واﺧـــﺘالف ﺑالﺰواﻳـــا واﻷﺿـــالع ‪ -‬ال ﺧـــالف ﻓﻴـــه وال‬
‫ﺗﻔاوت; إذ االسﺘدارة ال� هﻲ ا�واﻧﺐ(‪.‬‬

‫َ ََ ُ َ ُ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫َ َ َ َّ َ َّ َ ُ ّ‬
‫‪﴿ .17‬و� ا��ثةِ ا�ين خلِفوا ح� إِذا ضـاقت علـي ِهم ا�رض بِمـا‬
‫َ َ َ َ َّ ّ َ‬ ‫َ ُ ُ ُ ََ ّ َ‬ ‫َ َُ َ َ ََ‬
‫رحبت وضاقت علي ِهم أنفسهم وظنوا أن � ملجأ مِن ا�ِ إِ� إِ�هِ‬
‫ُ‬ ‫َّ‬ ‫ُ‬ ‫ّ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫ُ َّ َ َ َ‬
‫�م تاب علي ِهم ِ�تو�وا إِن ا� هو ا�واب الرحيم﴾ ]الﺘوﺑﺔ‪.[118:‬‬

‫حسـاباً‬ ‫َ‬ ‫َ َ ََ َ َ َّ َُُ َ‬ ‫ّ‬ ‫ََ‬


‫مر ر�ِها ورسلِهِ فحاسبناها ِ‬ ‫أ‬ ‫ن‬ ‫ع‬ ‫ت‬ ‫ت‬‫�‬ ‫ة‬‫ٍ‬ ‫ر�‬ ‫ق‬ ‫ِن‬ ‫م‬ ‫ن‬ ‫ي‬ ‫�‬ ‫�‬ ‫و‬‫‪َ ﴿ .18‬‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َ َ َ َ َ‬
‫َ ُ‬ ‫َ َ‬
‫مرها و�ن �ق ِبـة‬ ‫أ‬ ‫�ال‬ ‫و‬ ‫ت‬ ‫ذاق‬ ‫ف‬ ‫۝‬ ‫ا‬ ‫ديدا َو َع َّذبناها َعذابًا نُ ً‬
‫�ر‬ ‫َش ً‬
‫ِ‬
‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ً َ َّ ُ َّ‬ ‫َ َ َّ َّ ُ َ ُ َ ً َ‬ ‫ً‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫و�‬‫مرها خ�ا ۝ أعد ا� لهـم عـذابا شـديدا فـا�قوا ا� يـا أ ِ‬ ‫أ ِ‬
‫ً‬ ‫َّ َ َ َ َ َ َ َّ ُ َ ُ‬ ‫َ‬
‫�اب ا�ين آمنوا قد أنزل ا� إِ��م ذِكرا﴾ ]الطالق‪[10-8:‬‬ ‫ا� ِ‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َّ ُ‬
‫سـل ِم�‬ ‫ﻗال اﺑﻦ عاﺷور � الﺘحر�ر والﺘﻨو�ر‪) :‬لما ﺷ ِرعﺖ ِللم ِ‬
‫َ َ‬ ‫َ ُﱡ َ‬ ‫ﱠ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ٌ َ‬
‫ولواحﻘـه‪ ،‬و�اﻧـﺖ �لهـا ﺗ�ـا ِلﻴﻒ ﻗـد‬ ‫ِ‬ ‫الق‬
‫أح�ام ك ِﺜ�ة ِمﻦ الط ِ‬
‫َ ُ ً‬ ‫َ ﱢ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ُْ ُ َ ُ‬
‫�ال ِلهـا ﺗ�اسـال أو‬ ‫إﻳﻔـاء حـﻖ ِاالمﺘﺜـ ِ‬ ‫ِ‬ ‫� ِﺠم ﺑعﺾ اﻷﻧﻔ ِس عـﻦ‬
‫ا� َ�ْ َعـ ْل َ�ُ‬‫ومـن َ� َّتـق َّ َ‬ ‫ﺐ � االمﺘﺜ�ال َلهـا ﺑ َﻘولـه ﴿ َ‬
‫ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫ﻘص�ا َر ﱠﻏ َ‬
‫ً‬ ‫َ‬
‫ﺗ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫َّ َ َ ْ َ ْ َ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ً‬ ‫َ‬ ‫َْ‬
‫�رجا﴾ ]الطالق‪ ،[2:‬وﻗو ِل ِه ﴿ومن �تـ ِق ا� �عـل � ِمـن أمـ ِره ِ‬

‫‪255‬‬
‫ّ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ َ َّ َّ َ ُ َ ّ ْ َ ْ‬ ‫َ‬ ‫�ُ ْ ً‬
‫ولـ ِه ﴿ومن �ت ِق ا� ي� ِفر �نـه سـيِئاتِهِ‬ ‫�ا﴾ ]الطالق‪ ،[4:‬وﻗ ِ‬
‫ج َع ُل َّ ُ‬
‫ا� َ� ْعــدَ‬ ‫َ‬
‫وﻗولــه ﴿ َســ َي ْ‬ ‫ً‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫ُْ ْ َ‬
‫و�ع ِظــم � أجــرا﴾ ]الطــالق‪ِ ِ ،[5:‬‬
‫ُع ْ� � ُ ْ ً‬
‫�ا﴾ ]الطالق‪.[7:‬‬ ‫ٍ‬
‫ْ َ‬ ‫َ‬ ‫ُ ََ‬ ‫َ َ‬ ‫َ‬ ‫َ ﱠ َ ﱠُ ّ‬
‫ولـ ِه ﴿وت ِلـك‬
‫الل ذ ِلـك ِمـﻦ مﺨالﻔ ِﺘهـا ِﺑﻘ ِ‬
‫وحﺬ ر ﷲ الﻨاس � ِﺧ ِ‬
‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ََ‬
‫ا�ِ �ق ْد َظل َم َ�ف َسـ ُه﴾ ]الطـالق‪،[1:‬‬ ‫ُ ُ ُ َّ َ َ َ َ َّ ُ ُ َ َّ‬
‫حدود ا�ِ ومن �تعد حدود‬
‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ا�خـ ِر﴾‬‫ولـ ِه ﴿ذل ِ�م يو�ظ ِبـهِ مـن �ن يـؤمِن ِبـا�ِ وا�ـو ِم ِ‬ ‫وﻗ ِ‬
‫ُ ََ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ََ َ‬
‫ـوع � مﺨالﻔـ ِﺔ‬ ‫ﻴم ِمـﻦ الوﻗـ ِ‬ ‫]الطــالق‪ [2:‬أعﻘﺒهــا ِﺑﺘحـ ِـﺬ ٍﻳر ع ِﻈـ ٍ‬
‫ﻐ� ُﻳﺜـ�ُ‬ ‫الصـ َ‬ ‫ﻘلـﺔ العﻨاﻳـﺔ ﺑ ُمـراﻗﺒﺘهم‪ ،‬ﻷ ﱠن ﱠ‬ ‫ﱠ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ﱠ‬
‫ِ‬ ‫ِِ ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ﷲ ورس ِل ِه ِل ِ‬ ‫أح�ام ِ‬ ‫ِ‬
‫ﱢ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ﱠ َ ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ َ ََ ﱠ‬
‫أمـر رﺑ ِهـم‬ ‫سل ِم� )وليسوا ِممﻦ ﻳعﺘوا على ِ‬ ‫ا� ِلﻴل‪ ،‬ﻓﺬك ر الم ِ‬
‫ﱠ‬ ‫ﱠ‬ ‫ﺄﻗوام مﻦ عﻘاب َعﻈـﻴم َ‬ ‫َ ﱠ‬
‫ﷲ‬ ‫ﺄمر‬
‫ِ ِ ِ ِِ ِ ِ ِ‬ ‫ﺑـ‬ ‫م‬ ‫ه‬‫ﺛ‬ ‫ا‬ ‫اكـ�‬ ‫ﺔ‬‫لـ‬ ‫ﻗ‬ ‫لـى‬ ‫ع‬ ‫ِ ِ ٍ ِ ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫ﺑ‬
‫ِﺑما ح ِ‬
‫ل‬
‫ُ‬ ‫ﱠ َ َ‬ ‫هـاون ﺑ َ‬ ‫الﺘ ُ‬ ‫َّ َ ُ ُ َ َ ﱠ‬ ‫ُور ُ‬
‫ﺈﻗامـ ِﺔ الﺸـ ِر�ع ِﺔ‪ ،‬ﻓﻴ ِلﻘـﻲ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫�ل‬ ‫ﻴ‬‫ﺒ‬ ‫ِ‬ ‫س‬ ‫وا‬ ‫ك‬ ‫سل‬ ‫ﻳ‬ ‫ال‬ ‫ﺌ‬ ‫ل‬‫ِ‬ ‫ه‬‫ِ‬ ‫ل‬ ‫ِ‬ ‫س‬
‫ﱠ‬ ‫َ‬ ‫َ َ‬
‫الل((‪.‬‬ ‫هواة الﻀ ِ‬ ‫ِﺑ ِهم ذ ِلك � م ِ‬

‫ا� َغفورٌ‬
‫ا� إ َّن َّ َ‬
‫استغفِ ُروا َّ َ‬ ‫َ ُ َ َ‬
‫فاض ا�ّ ُ‬
‫اس َو َ‬ ‫ُ َّ َ‬
‫ِ‬ ‫‪�﴿ .19‬م أفيضوا مِن حيث أ‬
‫َر ٌ‬
‫حيم﴾ ]الﺒﻘرة‪[199:‬‬

‫‪256‬‬
‫علــى ﻗــول مــﻦ ﻗــال أن اﻹﻓاﺿــﺔ هﻨــا معﻨاهــا اﻹﻓاﺿــﺔ مــﻦ‬
‫عرﻓات‪.‬‬

‫َ َّ َ‬ ‫َ َ ُ َ َ‬ ‫َ َ ُ ُ َ ّ ً‬
‫‪َ ﴿ .20‬وآمِنوا بِما أنزلت مص ِدقا ل ِما مع�م و� ت�ونوا أول �ف ٍِر ِبـهِ‬
‫َّ‬ ‫ًََ َ ً ّ َ َ‬ ‫َ َ َ‬
‫قون﴾ ]الﺒﻘرة‪.[41:‬‬
‫ِ‬ ‫ات‬ ‫ف‬ ‫اي‬ ‫�ي‬ ‫لي�‬ ‫ق‬ ‫ا‬‫ن‬‫م‬ ‫�‬ ‫آيا�‬‫ِ‬ ‫ب‬ ‫وا‬ ‫ش�‬ ‫و� �‬

‫ًَ َُّ َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َُ ََّ ُ‬ ‫َ َ‬
‫قاسـية � ِرفـون‬‫قض ِهم ميثا�هم لعناهم وجعلنـا قلـو�هم ِ‬ ‫‪﴿ .21‬فبِما ن ِ‬
‫َ َ ُ َ َّ ُ َ‬ ‫َ ًّ ّ ُ ّ‬ ‫َ‬ ‫َ َ‬
‫ال� ِ َم عن َم ِ‬
‫واضعِهِ َو�سوا حظا مِما ذكِروا بِهِ و� تـزال �ط ِلـع �‬
‫�ـبُّ‬ ‫َ َّ َّ َ ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ َ ُ‬ ‫ُ ّ َ ً‬ ‫َ‬
‫خا�ِن ٍة مِنهم إِ� قلي� مِنهم فاعف عـنهم واصـفح إِن ا� ِ‬
‫ن�﴾ ]الماﺋدة‪.[13:‬‬ ‫س َ‬ ‫ُ‬
‫المح ِ‬

‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ََ َ‬ ‫َ‬ ‫َ ُ ّ‬ ‫َ َ ّ ّ‬


‫ب إِ� � أملِك إِ� نف� وأ� فافرق بيننـا و�ـ� القـومِ‬
‫‪﴿ .22‬قال ر ِ‬
‫الفا ِس َ‬
‫ق�﴾ ]الماﺋدة‪[25:‬‬
‫َ َ ّ ّ َ َْ ُ‬ ‫َ ُُ ََ َ‬
‫ب إ ِ ِ� � أم ِلـك‬‫ﻗال الﻘرط� � ﺗﻔس�ﻩ‪) :‬ﻗوله ﺗعا�‪﴿ :‬قـال ر ِ‬
‫َﱠُ َ َ ُ ُ ُ َ َ َ َ ﱢ َ َ ُ ﱠ‬ ‫ََ‬ ‫َّ َ ْ‬
‫إِ� �ف ِ� وأ ِ�﴾ ِﻷﻧه �ان ﻳ ِطﻴعه‪ .‬و ِﻗﻴل المع�‪� :‬إ� ال أ ِ‬
‫ملك �إال‬
‫ُ ﱠ َ َ َ َ َ َ ََ َ ََ َ ً َ َ ُ ﱠ‬ ‫َ‬
‫ﻔ�ــ‪ ،‬ﺛــم اﺑﺘــ�دأ ﻓﻘــ ال‪﴿ :‬وأ ِ�﴾ أي وأ ِ� أﻳﻀــا ال ﻳ ِ‬
‫ملــك �إال‬ ‫ﻧ ِ‬
‫‪257‬‬
‫َ ً ََ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ﱠ‬ ‫َ‬ ‫َ َ ُ ََ َ َ َ‬
‫صـﺐ عطﻔـا علـى‬ ‫ٍ‬ ‫وﺿـ ِع ﻧ‬
‫ول اﻷو ِل ِ� م ِ‬ ‫ﻧﻔسه‪ ،‬ﻓﺄ ِ� على الﻘـ ِ‬
‫َ َ َ َ ََ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ ََ ﱠ‬ ‫َ‬
‫ﻓـع‪ ،‬و �إن ِﺷـﺌﺖ عطﻔـﺖ علـى‬ ‫ٍ‬ ‫وﺿـ ِع ر‬ ‫ﻔ�‪ ،‬وعلى الﺜ ِا� ِ� م ِ‬ ‫ﻧ ِ‬
‫َ‬ ‫ُ ﱠ َ ُ َ َ‬ ‫ﱠ َ َ َ ُ َ ﱢ ََ َ َ‬
‫ملـ ـك �إال أﻧﻔسـ ـﻨا‪ .‬و �إن‬‫اســ ِـم �إن و ِهـ ـﻲ الﻴـ ـاء‪ ،‬أي �إ� وأ ِ� ال ﻧ ِ‬
‫َ ُ ََﱠ ُ َ َ َ َ ُ ََ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ َ َ َ ََ‬
‫ملـك أﻧـا‬‫ملـك �ﺄﻧـه ﻗـ ال‪ :‬ال أ ِ‬ ‫ِﺷﺌﺖ عطﻔﺖ على المﻀـم ِر ِ� أ ِ‬
‫ََ ﱠ َ ُ َ َ‬
‫وأ ِ� �إال أﻧﻔسﻨا(‪.‬‬

‫َ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫َّ‬ ‫َ َ َ‬ ‫َ ُ‬ ‫َ‬ ‫َ َُ َ ُ ُ ُ َ َ َ‬


‫ات قـال‬
‫‪﴿ .23‬وجاءه قومه يهرعون إِ�هِ ومِن قبل �نوا يعملون السيِئ ِ‬
‫ُ َّ َ َ ُ َ ُ َ َّ ُ َّ َ َ ُ‬ ‫َ ِ ُ‬
‫هؤ� ِء بَ‬
‫زون �‬
‫ِ‬ ‫�ـ‬ ‫�‬ ‫و‬ ‫ا�‬ ‫وا‬‫ق‬ ‫ا�‬‫فـ‬ ‫م‬ ‫�ـ‬ ‫ل‬ ‫ر‬ ‫طهـ‬ ‫أ‬ ‫ن‬ ‫هـ‬ ‫نا�‬ ‫يا قوم‬
‫ُ َ ٌُ‬ ‫ََ‬
‫َضي� �ليس مِن�م رجل رشيد﴾ ]هود‪[78:‬‬
‫ٌ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫َ َ‬ ‫ـاءهُ قَ ُ‬
‫ومـ ُه يُ َ‬ ‫ﻗــال الســعدي‪َ ﴿) :‬وجـ َ‬
‫هرعــون إِ�ـهِ﴾ أي‪ :‬ﻳســرعون‬
‫و�ﺒ�ادرون‪ ،‬ﻳر�دون أﺿﻴاﻓه ﺑالﻔاحﺸﺔ‪ ،‬ال� �اﻧوا ﻳعملوﻧها(‪.‬‬
‫وﻗال ﺑعﺾ السلﻒ‪) :‬ومﻦ عﻘوﺑﺔ السﻴﺌ�ﺔ السﻴﺌ�ﺔ ﺑعدها(‪.‬‬

‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ َ ُ ُ َ َ ُ ُ َّ ُ ُ َّ ُ ُ َ ّ‬ ‫َ ُ‬
‫جبك أموالهم و� أو�دهم إِنما ير�د ا� ِ�ع ِذ�هم بِها ِ�‬ ‫‪﴿ .24‬ف� ت ِ‬
‫ع‬
‫َ‬ ‫َ ِ ُّ َ َ َ َ َ ُ ُ ُ َ ُ‬
‫ا�ياة ا�نيا وتزهق أنفسهم وهم �ف ِرون﴾ ]الﺘوﺑﺔ‪[55:‬‬

‫‪258‬‬
‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ َ ُ ُ َ َ ُ ُ َّ ُ ُ َّ ُ َ ُ َ ّ‬ ‫َ ُ‬
‫جبك أموالهم وأو�دهم إِنما ير�د ا� أن �عـ ِذ�هم بِهـا ِ�‬ ‫﴿و� ت ِ‬
‫ع‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُّ َ َ َ َ َ‬
‫ا�نيا وتزهق أنفسهم وهم �ف ِرون﴾ ]الﺘوﺑﺔ‪.[85:‬‬

‫ميع َ‬ ‫َ َّ َ َّ َ َ َ َّ‬
‫ا�ِ َ�ت َو ُه َو َّ‬ ‫َ‬
‫العليم﴾ُ‬ ‫الس ُ‬
‫ٍ‬ ‫ل‬ ‫ج‬ ‫أ‬ ‫ن‬ ‫ِ‬ ‫إ‬ ‫ف‬ ‫ِ‬ ‫ا�‬ ‫ِقاء‬ ‫ل‬ ‫رجو‬‫�ن يَ‬ ‫‪َ ﴿ .25‬من‬
‫]العﻨكﺒوت‪.[5:‬‬

‫َ‬ ‫ك ل َ ُهم َع ٌ‬ ‫َ ُ َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ َّ‬


‫ذاب مِن رجز أ�مٌ‬ ‫َ‬
‫ِ ٍ‬ ‫جز�ن أول� ِ‬
‫‪﴿ .26‬وا�ين سعوا � آيات ِنا معا ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ َّ ُ‬ ‫۝ َو َ� َرى َّا� َ‬
‫ين أوتُوا ال ِعلم ا�ي أنزل إِ�ك مِن ر�ـك هـو َ‬
‫ا�ـقَّ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ا�مي ِد﴾ ]سﺒﺄ‪.[6:‬‬ ‫العز�ز َ‬ ‫اط َ‬ ‫ِ‬ ‫�‬ ‫ِ‬ ‫�‬ ‫إ‬ ‫هدي‬ ‫َو َ‬
‫�‬
‫ِ‬ ‫ِ‬

‫َ‬ ‫عون � ا�ثـ ِم َو ُ‬‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ً‬ ‫َ‬ ‫ََ‬


‫العـدوان َوأ�لِهـمُ‬ ‫سـار‬ ‫�‬ ‫م‬ ‫نه‬‫مـ‬ ‫ِ‬ ‫ا‬‫ثـ�‬ ‫ك‬ ‫رى‬ ‫‪﴿ .27‬وت‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ون َوا�َحبارُ‬
‫َ َ َ َ َ ُ ُ َّ ّ ّ َ‬
‫السحت �ِئس ما �نوا يعملون۝لو� ينهاهم الر�ا�ِي‬ ‫َ‬ ‫ُّ َ َ‬

‫َ َ‬ ‫ََ‬
‫َ َ َ‬
‫�ـئس مـا �نـوا يصـنعون﴾‬ ‫َ‬ ‫حت‬ ‫ُّ‬
‫السـ‬ ‫ُ‬
‫م‬ ‫ه‬ ‫ِ‬ ‫ل‬ ‫�‬ ‫أ‬‫و‬ ‫َعن قَولِه ُم ا� َ‬
‫ثم‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫]الماﺋدة‪[63-62:‬‬
‫ﻗــال اﺑــﻦ عاﺷــور‪) :‬واﻗﺘصــر � ﺗــوﺑﻴﺦ الرﺑــاﻧﻴ� علــى ﺗــرك‬
‫ﻧهﻴهم عﻦ ﻗول اﻹﺛم وأ�ل السحﺖ‪ ،‬ولم ﻳﺬكر العدوان إﻳماء‬

‫‪259‬‬
‫إ� أن العدوان ﻳﺰﺟرهم عﻨه ا�سلمون وال ﻳلﺘﺠﺌون � زﺟرهم‬
‫إ� ﻏــ�هم‪ ،‬ﻷن االعﺘمــاد � الﻨصــرة علــى ﻏــ� ا�ﺠــ� علﻴــه‪،‬‬
‫ﺿعﻒ(‪.‬‬

‫ُ َ ََ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ َ َ َّ‬ ‫ُ‬ ‫َ َ‬


‫‪�﴿ .28‬ذا قيل لهم آ ِمنوا بِما أنزل ا� قـالوا نـؤمِن بِمـا أ ِ‬
‫نـزل علينـا‬
‫َ َُ ُ َ َ َ ُ َ‬ ‫ً‬ ‫راءهُ َو ُه َو َ‬ ‫ََ ُ َ‬
‫قتلون‬ ‫ا� ُّق ُم َص ّ ِدقا ل ِما معهم قل فلِم ت‬ ‫رون بما َو َ‬
‫ِ‬ ‫و��ف‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ ُ‬ ‫َ َ َّ‬
‫أنبِياء ا�ِ مِن قبل إِن كنتم مؤمِن�﴾ ]الﺒﻘرة‪[91:‬‬
‫ولﻘد �ان الﺘعﺒـ� ﺑهـﺬﻩ الصـﻴﻐﺔ مـع ذكـر اﻷﻧبﻴـ�اء ﺑلﻔـﻆ عـام‬
‫ً‬
‫مما ﻳﻔﺘح ﺑاﺑا مﻦ اﻹ�اش لﻘلﺐ الﻨ� العر� الكر�م وﺑاﺑا مﻦ‬
‫اﻹطماع ﻷعداﺋه � �ح ﺗداﺑ�هم ومحاوالﺗهم لﻘﺘله‪ .‬ﻓـاﻧﻈر‬
‫َ ُ‬
‫كﻴﻒ أسعﻔﻨا ﺑاالح�اس عﻦ ذلك �له ﺑﻘوله ﴿مِن قبل﴾ ﻓﻘطع‬
‫ﺑهﺬﻩ ال�لمﺔ أطماعهم وﺛبﺖ ﺑها ﻗلﺐ حﺒيﺒ�ه إذ �اﻧﺖ ﺑمﺜاﺑـﺔ‬
‫وعــدﻩ إﻳــاﻩ ﺑعصــمﺘه مــﻦ الﻨــاس‪) .‬الﻨﺒ ـ�ﺄ العﻈــﻴم لعﺒــد ﷲ‬
‫دراز(‬

‫‪260‬‬
‫َ َ َّ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫ّ َ َ‬ ‫ََ َ‬ ‫ُ َّ َ‬ ‫َ‬
‫ديث بعـد ا�ِ‬
‫ٍ‬ ‫حـ‬ ‫ي‬ ‫أ‬‫بـ‬
‫ِ ِ ِ‬‫ف‬ ‫ق‬ ‫َ‬
‫ا�‬ ‫بـ‬ ‫يـك‬ ‫ل‬ ‫ع‬ ‫ا‬‫تلوه‬ ‫ن‬ ‫ِ‬ ‫ا�‬ ‫آيات‬ ‫ِلك‬ ‫‪﴿ .29‬ت‬
‫ِ‬
‫َ‬
‫ِنون﴾ ]ا�اﺛﻴ�ﺔ‪.[6:‬‬ ‫َوآياتِهِ يُؤم‬

‫‪261‬‬
‫‪;Ø∏]¬’\;gÑ;!;Å⁄¢\;‡^;]›\Ê¡Ä;Ö|`Â‬‬

‫�الحﻈاﺗكم عﻦ ﺗﺄﺛ� الكﺘاب علﻴكم‪ ،‬أو الﻗ�احاﺗكم ﻷسﺌلﺔ ﺗدﺑر�ﺔ‪ ،‬ﺗواصلوا‬


‫معﻨا على ال��د‪:‬‬

‫‪motatadabbor@gmail.com‬‬

‫‪262‬‬
‫اﻟﻔﻬﺮس‬
‫ة ة‬
‫المقدمة‪1 ......................................................................................‬‬
‫ت‬ ‫ة ة‬
‫اب‪8 ............................................................................‬‬
‫طر ييقة الكب ب‬
‫اب ‪9.................................................................‬‬ ‫ا��ت تت ففاع ب ت‬
‫الكب‬
‫ق ف‬
‫طرق‬
‫ب‬ ‫ب‬
‫أ أ ة‬
‫سئل� ‪13 .....................................................................................‬‬‫ا��‬
‫الججزز ء أ‬
‫ا��ول ‪13 .............................................................................‬‬
‫ث ثن‬ ‫جزز‬
‫ي ‪17..........................................................................‬‬
‫ي‬ ‫ا‬‫الث‬ ‫ء‬ ‫الج‬
‫الججزز ء ث‬
‫الث ث‬
‫الث‪20...........................................................................‬‬
‫جزز‬
‫رابع ‪23............................................................................‬‬
‫الج ء ال ب‬
‫جزز خخ‬
‫الج ء ال امس ‪28........................................................................‬‬
‫جزز‬
‫الج ء السادس ‪31........................................................................‬‬
‫جزز‬
‫سابع ‪34..........................................................................‬‬
‫الج ء ال ب‬
‫ن‬ ‫جزز‬
‫الج ء ال ثثامن ‪37...........................................................................‬‬
‫جزز‬
‫الج ء ال تتاسع ‪40..........................................................................‬‬
‫جزز‬
‫الج ء العاشش ر ‪42...........................................................................‬‬

‫‪263‬‬
‫جزز‬
‫حادي عشش ر‪47..................................................................‬‬
‫ي‬ ‫الج ء ال‬
‫ث ثن‬ ‫جزز‬
‫ي عشش ر ‪53...................................................................‬‬ ‫الج ء الثا ي‬
‫الث عشش ر‪55....................................................................‬‬‫الججزز ء ال ثث ث‬
‫جزز‬
‫الرابع عشش ر ‪57.....................................................................‬‬
‫الج ء ب‬
‫جزز خخ‬
‫الج ء ال امس عشش ر ‪60.................................................................‬‬
‫جزز‬
‫الج ء السادس عشش ر ‪63.................................................................‬‬
‫جزز‬
‫السابع عشش ر ‪65...................................................................‬‬
‫ب‬ ‫الج ء‬
‫ث ن‬ ‫جزز‬
‫الثامن عشش ر ‪69....................................................................‬‬ ‫الج ء‬
‫الججزز ء ت‬
‫التاسع عشش ر ‪71...................................................................‬‬
‫ن‬ ‫جزز‬
‫الج ء العشش رون ‪73........................................................................‬‬
‫ن‬ ‫جزز‬
‫الحادي والعشش رون ‪74 ..........................................................‬‬
‫ي‬ ‫الج ء‬
‫ن‬ ‫ث ثن‬ ‫جزز‬
‫ي والعشش رون‪76 ............................................................‬‬
‫ي‬ ‫ا‬‫الث‬ ‫ء‬ ‫الج‬
‫ن‬ ‫الججزز ء ث‬
‫الث والعشش رون ‪78 ............................................................‬‬
‫الث ث‬
‫ن‬ ‫جزز‬
‫الرابع والعشش رون ‪80 ..............................................................‬‬
‫الج ء ب‬
‫ن‬ ‫جزز خخ‬
‫الج ء ال امس والعشش رون ‪81 ..........................................................‬‬
‫ن‬ ‫جزز‬
‫الج ء السادس والعشش رون‪84 ..........................................................‬‬
‫ن‬ ‫جزز‬
‫السابع والعشش رون ‪87 ............................................................‬‬
‫ب‬ ‫الج ء‬
‫ن‬ ‫ن‬ ‫جزز‬
‫الج ء ال ثثامن والعشش رون ‪89 .............................................................‬‬

‫‪264‬‬
‫ن‬ ‫الججزز ء ت‬
‫التاسع والعشش رون ‪92 ............................................................‬‬
‫ث ث ن‬ ‫جزز‬
‫��ثون‪94..........................................................................‬‬ ‫الج ء الث‬
‫ف‬ ‫أ أ ة ف‬
‫ائئفقئن ‪99........................................................................‬‬
‫ي‬ ‫الف‬ ‫أسئل�‬
‫ا� إ�جإب ت‬
‫إب ‪109 ................................................................................‬‬ ‫ب ب‬
‫الججزز ء أ‬
‫ا��ول ‪109...........................................................................‬‬
‫ث ثن‬ ‫جزز‬
‫ي ‪117........................................................................‬‬
‫ي‬ ‫ا‬‫الث‬ ‫ء‬ ‫الج‬
‫الججزز ء ث‬
‫الث ث‬
‫الث‪123.........................................................................‬‬
‫جزز‬
‫رابع ‪128..........................................................................‬‬
‫الج ء ال ب‬
‫جزز خخ‬
‫الج ء ال امس ‪136......................................................................‬‬
‫جزز‬
‫الج ء السادس ‪140......................................................................‬‬
‫جزز‬
‫سابع ‪147........................................................................‬‬
‫الج ء ال ب‬
‫ن‬ ‫جزز‬
‫الج ء ال ثثامن ‪152.........................................................................‬‬
‫جزز‬
‫الج ء ال تتاسع ‪156........................................................................‬‬
‫جزز‬
‫الج ء العاشش ر ‪159.........................................................................‬‬
‫جزز‬
‫حادي عشش ر‪168 ................................................................‬‬
‫ي‬ ‫ال‬ ‫ء‬ ‫الج‬
‫ث ثن‬ ‫جزز‬
‫ي عشش ر ‪177.................................................................‬‬ ‫ي‬ ‫ا‬‫ث‬ ‫ال‬ ‫ء‬ ‫الج‬

‫الث عشش ر‪181..................................................................‬‬ ‫الججزز ء ال ثث ث‬


‫جزز‬
‫الرابع عشش ر ‪185...................................................................‬‬
‫الج ء ب‬

‫‪265‬‬
‫جزز خخ‬
‫الج ء ال امس عشش ر ‪190 ...............................................................‬‬
‫جزز‬
‫الج ء السادس عشش ر ‪195 ...............................................................‬‬
‫جزز‬
‫السابع عشش ر ‪199.................................................................‬‬
‫ب‬ ‫ء‬ ‫الج‬
‫ث ن‬ ‫جزز‬
‫الثامن عشش ر ‪203..................................................................‬‬ ‫الج ء‬
‫الججزز ء ت‬
‫التاسع عشش ر ‪208.................................................................‬‬
‫ن‬ ‫جزز‬
‫الج ء العشش رون ‪210......................................................................‬‬
‫ن‬ ‫جزز‬
‫الحادي والعشش رون ‪212 ........................................................‬‬
‫ي‬ ‫الج ء‬
‫ن‬ ‫ث ثن‬ ‫جزز‬
‫ي والعشش رون‪215 ..........................................................‬‬
‫الج ء الثا ي‬
‫ن‬ ‫الججزز ء ث‬
‫الث والعشش رون ‪218 ..........................................................‬‬
‫الث ث‬
‫ن‬ ‫جزز‬
‫الرابع والعشش رون ‪220 ............................................................‬‬
‫الج ء ب‬
‫ن‬ ‫جزز خخ‬
‫الج ء ال امس والعشش رون ‪222 ........................................................‬‬
‫ن‬ ‫جزز‬
‫الج ء السادس والعشش رون‪226 ........................................................‬‬
‫ن‬ ‫جزز‬
‫السابع والعشش رون ‪232 ..........................................................‬‬
‫ب‬ ‫الج ء‬
‫ن‬ ‫ن‬ ‫جزز‬
‫الج ء ال ثثامن والعشش رون ‪235 ...........................................................‬‬
‫ن‬ ‫الججزز ء ت‬
‫التاسع والعشش رون ‪239 ..........................................................‬‬
‫ث ث ن‬ ‫جزز‬
‫��ثون‪241........................................................................‬‬ ‫الج ء الث‬
‫ف‬ ‫ت أ أ ة ف‬
‫ائئفقئن ‪247 ..........................................................‬‬
‫إإ بج بإبإب أسئل� الف ي‬

‫‪266‬‬

You might also like