You are on page 1of 95

‫كتاب ( من آمن ب ( دمحم ) فقد كفر‪.

‬اإليمان ليس بشخص دمحم‪ ،‬ولكن بما ( أنزل على دمحم)‬


‫هذا الكتاب‬
‫‪ 1‬ـ حين نقول ( من آمن ب ( دمحم ) فقد كفر ) نقصد اإلصالح السلمى بتوضيح حقائق القرآن‬
‫عن ماهية اإلسالم وماهية الكفر ‪ .‬نريد في كل ما نكتب أن يتحول ( الدمحميون ‪ /‬أ ُ ّمة دمحم كما‬
‫يقولون ) الى مسلمين ال يقدسون بشرا وال حجرا ‪ .‬هذا هو معنى ومقصد التكفير عندنا ‪ ،‬أما‬
‫التكفير عندهم فيعنى القتل بتهمة الردة والزندقة ‪.‬‬
‫‪ 2‬ـ بدأ هذا كالعادة سؤاال تمت اإلجابة عليه في مقال ثم توالت المقاالت لتكون هذا الكتاب ‪.‬‬

‫كتاب ( من آمن ب ( دمحم ) فقد كفر‪ .‬اإليمان ليس بشخص دمحم‪ ،‬ولكن بما ( أنزل على دمحم)‬
‫المقدمة ‪:‬‬
‫جاء سؤال ‪ ،‬وأجبت عليه في الفتاوى في باب ( فإسألوا أهل الذكر ) ‪ ،‬ثم جاءت تعقيبات‬
‫أسفرت عن صدور المقال األول ثم ما بعده‪.‬‬
‫ننشر السؤال ‪ ،‬ثم إجابتنا عليه ‪ ،‬ثم التعليقات ‪ .‬ونعتبر هذا مقدمة لهذا الكتاب ‪.‬‬
‫نص السؤال‪:‬‬
‫ما هو الفرق بين الذين امنوا بما أنزل على دمحم و الذين امنوا بدمحم‪.‬؟؟‬
‫آحمد صبحي منصور‪:‬‬
‫اإليمان بشخص هو كفر‪.‬‬
‫األيمان هو بالخالق وحده إالها ومالئكته وكتبه ورسله أى بما أنزل على رسله ‪ ،‬ودون تفريق‬
‫بين الرسل ‪ .‬اإليمان بما أُنزل على دمحم يعنى اإليمان بكل ما أنزل هللا من كتاب وبكل الرسل‬
‫أى برساالتهم‪ .‬ومن هنا تأتى طاعة الرسول أى طاعة هللا جل وعال فيما أنزل على رسوله ‪،‬‬
‫أى بالقرآن الكريم‬

‫‪.‬‬
‫‪698‬‬
‫التعليقات)‪(9‬‬
‫في الجمعة ‪ 11‬يناير ‪2222‬‬ ‫‪1‬تعليق بواسطة مصطفى اسماعيل حماد‬
‫]‪[91740‬‬
‫اإليمان بالرسول كشخص فرض واجب‬
‫يقول هللا تعالى (يا أيها الذبن آمنوا اتقوا هللا وآمنوا برسوله)قد تعترض بأن المقصود بالرسول‬
‫هنا هو القرآن وأنا معك ولكن ماذا عن(آمن الرسول بما أنزل إليه من ربه والمؤمنون كل آمن‬
‫باهلل ومالئكته وكتبه ورسله ال نفرق بين أحد من رسله)هل كلمة الرسول هنا تعنى القرآن أيضا‬
‫وماذا عن المؤمنين فى هذه اآلية؟ألم يؤ َمروا باإليمان بكل الرسل بمن فيهم دمحم؟) وما تقول‬
‫فى( فالذين آمنوا به وعزروه ونصروه واتبعوا النور الذى أنزل معه أولئك هم المفلحون) أال‬
‫تعنى أن هناك إيمان بالكتاب وإيمان بدمحم؟‪،‬أهناك أدنى شك فى أن الضميرفى(به)يعود إلى دمحم؟‬
‫في الجمعة ‪ 11‬يناير ‪2222‬‬ ‫‪2‬تعليق بواسطة عثمان دمحم علي‬
‫]‪[91741‬‬
‫سألت عن هذا من قبل‪.‬‬
‫تحياتى دكتور مصطفى ‪ .‬سألت نفس السؤال من قبل ‪ .‬وكانت اإلجابة هى (( اإليمان بنبوته‬
‫عليه السالم ) ‪ ..‬أى اإليمان بنبوة األنبياء وكونهم أنبياء وليس بشخوصهم كأشخاص‪.‬‬
‫في الجمعة ‪ 11‬يناير ‪2222‬‬ ‫‪3‬تعليق بواسطة مصطفى اسماعيل حماد‬
‫]‪[91743‬‬

‫اآلية واضحة وضوح الشمس‬

‫يا دعثمان اآلية واضحة كالشمس!!!‪ ،‬اآلية تقول (فالذين آمنوا به) بدمحم ‪،‬هل هناك أدنى شبهة‬
‫للشرك إذا قلت إنى أومن بدمحم كرسول من هللا ؟‬

‫عثمان دمحم علي تعليق بواسطة ‪4‬‬ ‫في الجمعة ‪ 11‬يناير ‪2222‬‬
‫]‪[91744‬‬

‫‪ .‬اعتقد جضرتك اجبت عليها د مصطفى‬


‫اإلجابة تكمن فى إجابتك يا دكتور مصطفى فى قولك ( إنى أؤمن بدمحم كرسول هللا ) إذن البد‬
‫‪ ) .‬من التكملة (( كرسول هللا أو كنبى هللا‬

‫آحمد صبحي منصور تعليق بواسطة ‪5‬‬ ‫في الجمعة ‪ 11‬يناير ‪2222‬‬
‫]‪[91745‬‬

‫ليس فى القرآن إيمان بفالن ‪ ،‬ولكن بصفة رسول أو نبى‬

‫ـ فرعون هو الذى إتهم السحرة بأنهم آمنوا ب (موسى) أو آمنوا ل ( موسى ) قبل أن‬
‫‪.‬يستأذنوا الفرعون‬
‫‪.‬ـ اإليمان يأتى بالرسول فى األغلب وبالنبى‬
‫ـ وقد تكررت كلمة دمحم أربع مرات وفى إحداها االيمان بما نُ ّزل على دمحم ‪ .‬وليس بدمحم‪.‬‬
‫وتكررت عشرات المرات أسماء الرسل واألنبياء من عيسى الى نوح ولم يأت أى شىء عن‬
‫‪.‬اإليمان بهم ‪ ،‬بل بالرسالة وما نزل عليه وبما يدعو اليه أنه ( ال إله إال هللا )‬

‫عمر على دمحم تعليق بواسطة ‪6‬‬ ‫في السبت ‪ 16‬يناير ‪2222‬‬
‫]‪[91746‬‬

‫ربنا يتقبلك حجك يا دكتور احمد‬

‫السالم عليكم‬
‫‪ ..‬كنت اواجة صعوبة في تسجيل الدخول للموقع الني كنت قد نسيت معلومات الدخول‬

‫الحمدهلل على سالمة الدكتور احمد منصور وعلى تمكنه من اداء فريضه الحج‬
‫ع ْو ُن آ َم ْنت ُ ْم بِ ِه قَ ْب َل أ َ ْن آذَنَ لَ ُك ْم‬
‫"في سورة االعراف "قال تعالى‪ :‬قا َل فِ ْر َ‬
‫"وفي سورة طه " قال تعالى‪ :‬قا َل آ َم ْنت ُ ْم لَهُ قَ ْب َل أ َ ْن آذَنَ لَ ُك ْم‬
‫‪ ...‬نالحظ ان في االولى امنوا به وفي الثانية أمنوا له‬
‫بالرجوع لمختلف االيات التي تحدثت عن االيمان بصيغة التعدي بالباء نجد‬

‫الذين اتيناهم الكتاب يتلونه حق تالوته اولئك يؤمنون به ومن يكفر به فاولئك هم الخاسرون‬
‫وال تقعدوا بكل صراط توعدون وتصدون عن سبيل هللا من آمن به‬
‫س ِل ِه َال نُفَ ِ ّر ُق‬ ‫سو ُل ِب َما أ ُ ِ‬
‫نز َل ِإلَ ْي ِه ِمن َّر ِبّ ِه َو ْال ُمؤْ ِمنُونَ ۚ ُك ٌّل آ َمنَ ِب َّ ِ‬
‫اَّلل َو َم َالئِ َكتِ ِه َو ُكت ُ ِب ِه َو ُر ُ‬ ‫الر ُ‬
‫آ َمنَ َّ‬
‫ير‬
‫ص ُ‬ ‫غ ْف َران ََك َربَّنَا َوإِلَي َْك ْال َم ِ‬ ‫س ِم ْعنَا َوأ َ َ‬
‫ط ْعنَا ۖ ُ‬ ‫س ِل ِه ۚ َوقَالُوا َ‬‫بَيْنَ أ َ َح ٍد ِ ّمن ُّر ُ‬
‫نالحظ االيمان هنا بامور غيبية فنحن لم نرى هللا ولم نرى كتبة كلها وال رسله وال مالئكته‬
‫‪ ..‬ولكننا نؤمن بها‬
‫اما في حالة االيمان له فاالمر مختلف فهو موجود وشاهد بيننا‬
‫يز ْال َح ِكي ُم ‪ .‬فايمان لوط‬ ‫اج ٌر ِإلَى َر ِبّي ِإنَّهُ ُه َو ْالعَ ِز ُ‬ ‫مثال ‪ :‬فَآ َمنَ لَهُ لُ ٌ‬
‫وط َوقَا َل ِإ ِنّي ُم َه ِ‬
‫‪ .‬بابراهيم وابراهيم ليس غيب بل يراه لوط ويسمع منه‬
‫في حالة فرعون ‪ ..‬السحرة امنت بالغيب لما جاء به موسى ومن ثم انقادت له واطاعته فامنت‬
‫‪ .‬له‬
‫نز َل َمعَهُ‬‫ُ‬
‫ور الَّذِي أ ِ‬
‫ص ُروهُ َواتَّبَعُوا النُّ َ‬ ‫‪ .‬في قوله تعالى ‪:‬فَالَّذِينَ آ َمنُوا ِب ِه َو َ‬
‫ع َّز ُروهُ َونَ َ‬
‫نالحظ فاء االستئناف في قولة " فالذين " ‪ ..‬فهي تشير الى االيمان باهلل المبني على االستئناف‬
‫‪ .‬ومحصورة بفئة معينه من الصحابة وليس بكل المؤمنون‬
‫بشكل مختصر " االيمان به تشير هلل وااليمان له تشير للنبي او الرسول وهللا اعلم‬

‫آحمد صبحي منصور تعليق بواسطة ‪7‬‬ ‫في السبت ‪ 16‬يناير ‪2222‬‬
‫]‪[91747‬‬

‫‪ .‬أكرمك هللا جل وعال استاذ عمر على دمحم‬

‫ـ الموقع يتعرض لضربات تجعله يتعثر أحيانا ‪ ،‬وأحيانا ال أستطيع الدخول على صفحتى أو‬
‫على صفحة المدير ‪ ،‬وتأتينى رسائل من األحبة بمثل هذا ‪ .‬هذا دليل على أننا مؤثرون وأننا‬
‫‪.‬نوجع الذين فى قلوبهم مرض‬
‫ـ فى بحث االسالم دين السالم شرحنا الفرق بين ( آمن ب ) و ( آمن ل ) ‪ ،‬واكرمك هللا جل‬
‫‪.‬وعال إذ ذكرتنا بهذا‬
‫ـ على إن الموضوع يستوجب تفصيال ‪ ،‬وسأكتب بعون الرحمن جل وعال مقاال عن (‬
‫‪ .‬اإليمان بدمحم كفر ألن اإليمان هو بما أُنزل على دمحم)‬

‫دمحم عبدالكريم تعليق بواسطة ‪8‬‬ ‫في السبت ‪ 16‬يناير ‪2222‬‬


‫]‪[91749‬‬

‫االنذار االخير‬

‫القرآن الكريم ( كالم هللا) ال ريب فيه‪ ،‬فلماذا دائما نهتم بالرسل وباالخص دمحم ( خاتم االنبياء )‬
‫ونترك كالم هللا؟‬
‫ولماذا تفضل الناس خاتم االنبياء؟ هل النه خاتم االنبياء؟ بالعكس ‪ .......‬لماذا نتباهى بأنه خاتم‬
‫االنبياء ؟ هل صفة كونه خاتم االنبياء مبشرة للناس ام منذرة؟‬
‫لماذا لم نتدبر آية انه خاتم االنبياء؟ الم يكن هذا االنذار االخير للناس؟‬
‫فإن هللا قد ذكر بالتفصيل المفصل على سيبل المثل وليس الحصر ‪ ،‬حياة كل منهم‪ ،‬بل وذكر لنا‬
‫صفاتهم واخطائهم ( كما ورد فى مقال د‪ .‬منصور اخطاء االنبياء)‬
‫القران مليء بااليات والمعلومات التى ال نقدر حصرها‪ ،‬فنحن نؤمن باهلل ومالئكنه وجميع‬
‫رسله دون ان نفرق بين احد منهم‪ ،‬الم يحين الوقت ان نترك كل هذة المسلمات والفرعيات‬
‫ونركز فى االنذار االخير (كالم هللا) الذي لم يأتنا مرة اخرى؟‬

‫مصطفى اسماعيل حماد تعليق بواسطة ‪9‬‬ ‫في األحد ‪ 19‬يناير ‪2222‬‬
‫]‪[91751‬‬

‫أدركنا به‬

‫برجاء اإلسراع فى كتابة المقال المشار إليه فهذا أفضل كثيرا من اإلقتداء بالخوارج فى تكفير‬
‫بعضنا بعضا ‪،‬وأسأل هللا تعالى أن يهدينا جميعا سواء السبيل‪.‬‬

‫المقال األول ‪:‬‬


‫‪ :‬اإليمان ليس بشخص دمحم‪ ،‬ولكن بما ( أنزل على دمحم)‬
‫) ‪. ( 1‬من آمن ب ( دمحم ) فقد كفر‬
‫آحمد صبحي منصور في األحد ‪ 19‬يناير ‪2222‬‬

‫من آمن ب ( دمحم ) فقد كفر‪) 1 ( .‬‬


‫اإليمان ليس بشخص دمحم‪،‬ولكن بما ( أنزل على دمحم)‬
‫أوال ‪:‬‬
‫معنى ( آمن ب )‬
‫تعنى اإلعتقاد والتسليم القلبى ‪.‬‬
‫قال جل وعال في اإليمان ب ( الرسل ) وعدم التفريق بينهم ‪:‬‬
‫نز َل إِلَ ْي ِه ِمن َّربِّ ِه َو ْال ُمؤْ ِمنُونَ ۚۚ ُك ٌّل آ َمنَ بِاللَّـ ِه َو َم َالئِ َكتِ ِه َو ُكتُبِ ِه َو ُر ُ‬
‫س ِل ِه‬ ‫سو ُل بِ َما أ ُ ِ‬ ‫الر ُ‬‫‪ 1‬ـ ( آ َمنَ َّ‬
‫ير ﴿‪﴾٥٨٢‬‬ ‫ص ُ‬ ‫غ ْف َران ََك َربَّنَا َو ِإلَي َْك ْال َم ِ‬ ‫ط ْعنَا ۖۚ ُ‬ ‫س ِم ْعنَا َوأ َ َ‬‫س ِل ِه ۚۚ َوقَالُوا َ‬ ‫َال نُفَ ِ ّر ُق بَيْنَ أ َ َح ٍد ِ ّمن ُّر ُ‬
‫البقرة )‪ ( .‬آمن ب ) هنا ال تعنى اإليمان ببشر وأشخاص ‪ ،‬وإنما بالكتاب االلهى الذى أصبح‬
‫به فالن من الناس رسوال ‪ .‬ولهذا فال تفريق بين الرسل ألن الرسالة اإللهية واحدة مع إختالف‬
‫الزمان والمكان واللسان ‪ .‬لو كان اإليمان بشخص الرسول فسيكون هنا تفريق مطلوب بين‬
‫فالن وفالن من الرسل ‪ ،‬تبعا إلختالف ظروف كل منهم ‪ .‬وليس هذا في دين الرحمن جل‬
‫وعال‬
‫يم َو ِإ ْس َما ِعي َل َو ِإ ْس َحاقَ َويَ ْعقُ َ‬
‫وب‬ ‫نز َل ِإلَ ٰى ِإب َْرا ِه َ‬ ‫نز َل ِإلَ ْينَا َو َما أ ُ ِ‬ ‫‪ 2‬ـ ( قُولُوا آ َمنَّا ِباللَّـ ِه َو َما أ ُ ِ‬
‫ي النَّبِيُّونَ ِمن َّربِّ ِه ْم َال نُفَ ِ ّر ُق بَيْنَ أ َ َح ٍد ِ ّم ْن ُه ْم َون َْح ُن لَهُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َو ْاأل َ ْسبَ ِ‬
‫س ٰى َو َما أوتِ َ‬ ‫س ٰى َو ِعي َ‬ ‫ي ُمو َ‬ ‫اط َو َما أوتِ َ‬
‫ُم ْس ِل ُمونَ ﴿‪ ﴾٦٣١‬البقرة ) مذكور هنا أسماء بعض الرسل ليس إيمانا بأشخاصهم ولكن بما أنزل‬
‫هللا جل وعال عليهم ‪ ،‬مع التأكيد على عدم التفريق بينهم ‪ .‬وأن يكون اإلسالم القلبى العقيدى‬
‫للرحمن جل وعال ‪ .‬اآلية التالية تحكم بكفر من يخالف هذا ‪ ،‬وأن يكونوا في شقاق وخالف ‪،‬‬
‫تبعا إليمانهم بأشخاص الرسل ‪ ،‬وتشعب هذا الى اإليمان بأشخاص آخرين يجعلونهم أولياء‬
‫وشفعاء وقديسين وأئمة ‪ .‬قال جل وعال ‪ ( :‬فَإِ ْن آ َمنُوا ِب ِمثْ ِل َما آ َمنتُم ِب ِه فَقَ ِد ا ْهت َ َدوا ۖۚ َّو ِإن ت َ َولَّ ْوا‬
‫س ِمي ُع ْالعَ ِلي ُم ﴿‪ ﴾٦٣١‬البقرة)‪ ،‬هذا كان موجها‬ ‫سيَ ْك ِفي َك ُه ُم اللَّـهُ ۚۚ َو ُه َو ال َّ‬ ‫ق ۖۚ فَ َ‬ ‫فَإِنَّ َما ُه ْم فِي ِشقَا ٍ‬
‫ألهل الكتاب ‪ .‬قال جل وعال لهم ( قولوا )‬
‫يم َو ِإ ْس َما ِعي َل َو ِإ ْس َحاقَ َويَ ْعقُ َ‬
‫وب‬ ‫علَ ٰى ِإب َْرا ِه َ‬ ‫نز َل َ‬ ‫علَ ْينَا َو َما أ ُ ِ‬ ‫نز َل َ‬ ‫‪ 3‬ـ ( قُ ْل آ َمنَّا ِباللَّـ ِه َو َما أ ُ ِ‬
‫س ٰى َوالنَّ ِبيُّونَ ِمن َّر ِبّ ِه ْم َال نُفَ ِ ّر ُق بَيْنَ أ َ َح ٍد ِ ّم ْن ُه ْم َون َْح ُن لَهُ‬ ‫س ٰى َو ِعي َ‬ ‫ي ُمو َ‬ ‫ُ‬ ‫َو ْاأل َ ْسبَ ِ‬
‫اط َو َما أو ِت َ‬
‫ُم ْس ِل ُمونَ ﴿‪ ﴾٨٨‬آل عمران ) ‪ .‬هذه اآلية موجهة لنا ‪ .‬للرسول خاتم النبيين ومن يتبعه من أهل‬
‫القرآن‪ .‬هو نفس الكالم تقريبا عن اإليمان بالرسل ( أي الرساالت اإلالهية ) وعدم التفريق‬
‫بينهم ‪ ،‬ثم تأتى اآلية التالية تحكم بكفر من ال يقبل اإلسالم دينا وأنه في اآلخرة من الخاسرين ‪.‬‬
‫اإلس َْال ِم دِينًا فَلَن يُ ْقبَ َل ِم ْنهُ َو ُه َو فِي ْاآل ِخ َرةِ ِمنَ‬ ‫غي َْر ْ ِ‬ ‫قال جل وعال ‪َ ( :‬و َمن يَ ْبت َ ِغ َ‬
‫ْالخَا ِس ِرينَ ﴿‪﴾٨٢‬آل عمران )‪ .‬هنا اإلسالم بمعنى الدين الذى نزل في كل الرساالت اإللهية‬
‫وقال به كل الرسل مهما إختلف الزمان والمكان واللسان ‪ .‬والذى يعنى اإليمان ب ( كل الرسل‬
‫وكل الكتب ) اإلالهية ‪.‬‬
‫‪ 4‬ـ ( َولَقَ ْد أ َ َخذَ اللَّـهُ ِميثَاقَ بَنِي ِإس َْرائِي َل َوبَعَثْنَا ِم ْن ُه ُم اثْن َْي َعش ََر نَ ِقيبًا َوقَا َل اللَّـهُ ِإنِّي َمعَ ُك ْم لَئِ ْن‬
‫سنًا َّأل ُ َك ِفّ َر َّن‬ ‫ضا َح َ‬‫ضت ُ ُم اللَّـهَ قَ ْر ً‬ ‫ع َّز ْرت ُ ُمو ُه ْم َوأ َ ْق َر ْ‬ ‫س ِلي َو َ‬ ‫الز َكاة َ َوآ َمنتُم ِب ُر ُ‬ ‫ص َالة َ َوآت َ ْيت ُ ُم َّ‬‫أَقَ ْمت ُ ُم ال َّ‬
‫س َوا َء‬‫ض َّل َ‬ ‫ار فَ َمن َكفَ َر بَ ْع َد ٰذَ ِل َك ِمن ُك ْم فَقَ ْد َ‬ ‫ت ت َ ْج ِري ِمن ت َ ْحتِ َها ْاأل َ ْن َه ُ‬ ‫س ِيّئَاتِ ُك ْم َو َأل ُ ْد ِخلَنَّ ُك ْم َجنَّا ٍ‬‫عن ُك ْم َ‬ ‫َ‬
‫س ِبي ِل ﴿المائدة‪ .﴾٦٥ :‬هذا هو اإلسالم الذى أخذ هللا جل وعال الميثاق على بنى إسرائيل ‪ .‬وهم‬ ‫ال َّ‬
‫لو تمسكوا به وآمنوا بما نزل على النبى دمحم ما إنحازوا الى أعداء النبى دمحم ‪ ،‬قال جل وعال ‪:‬‬
‫يرا ِ ّم ْن ُه ْم‬‫نز َل إِلَ ْي ِه َما ات َّ َخذُو ُه ْم أ َ ْو ِليَا َء َولَ ٰـ ِك َّن َكثِ ً‬‫ي َو َما أ ُ ِ‬ ‫( َولَ ْو َكانُوا يُؤْ ِمنُونَ بِاللَّـ ِه َوالنَّبِ ِّ‬
‫فَا ِسقُونَ ﴿‪ ﴾٨٦‬المائدة ) ‪ .‬هنا تجد ( آمن ب )‬
‫‪ 5‬ـ ( إن كنتم مؤمنين ب ) تعنى إختبارا ‪.‬‬
‫س ٰى يَا قَ ْو ِم ِإن ُكنت ُ ْم آ َمنتُم بِاللَّـ ِه فَعَلَ ْي ِه ت َ َو َّكلُوا ِإن ُكنتُم‬ ‫‪ : 1 / 5‬قالها موسى لقومه ‪َ ( :‬وقَا َل ُمو َ‬
‫ُّم ْس ِل ِمينَ ﴿يونس‪)٨٨ :‬‬
‫‪ : 2 / 5‬وقالها رب العزة جل وعال للصحابة بعد موقعة بدر ‪َ ( :‬وا ْعلَ ُموا أَنَّ َما َغنِ ْمتُم ِ ّمن ش ْ‬
‫َيءٍ‬
‫س ِبي ِل ِإن ُكنت ُ ْم آ َمنتُم ِباللَّـ ِه َو َما‬ ‫ين َواب ِْن ال َّ‬ ‫سا ِك ِ‬‫سو ِل َو ِلذِي ْالقُ ْربَ ٰى َو ْاليَتَا َم ٰى َو ْال َم َ‬ ‫سهُ َو ِل َّ‬
‫لر ُ‬ ‫فَأ َ َّن ِللَّـ ِه ُخ ُم َ‬
‫ِير ﴿األنفال‪﴾٨٦ :‬‬ ‫َيءٍ قَد ٌ‬ ‫ان َواللَّـهُ َعلَ ٰى ُك ِّل ش ْ‬ ‫ان يَ ْو َم ْالتَقَى ْال َج ْمعَ ِ‬ ‫ع ْب ِدنَا يَ ْو َم ْالفُ ْرقَ ِ‬‫علَ ٰى َ‬ ‫أَنزَ ْلنَا َ‬
‫‪ : 3 / 5‬وألن ( آمن ب ) تعنى إما اإليمان الحق أو اإليمان بالباطل ‪ ،‬فقد إختار قوم ثمود‬
‫اإليمان بالباطل والكفر بالحق ‪ (:‬قَا َل الَّذِينَ ا ْست َ ْكبَ ُروا ِإنَّا ِبالَّذِي آ َمنتُم ِب ِه َكا ِف ُرونَ ﴿األعراف‪:‬‬
‫‪)١١‬‬
‫ثانيا ‪:‬‬
‫( آمن ل ) معنى اإلسالم السلوكى وااليمان السلوكى‬
‫‪ 1‬ـ هناك اإلسالم القلبى وااليمان القلبى باهلل جل وعال وحده ال شريك له ‪ ،‬وااليمان بما أنزل‬
‫على رسله ‪.‬‬
‫‪ 2‬ـ وهناك اإلسالم السلوكى الظاهرى بمعنى السالم ‪ .‬هو اإلسالم الذى دخل فيه العرب أفواجا‬
‫ص ُر اللَّـ ِه َو ْالفَتْ ُح ﴿‪َ ﴾٦‬و َرأَي َ‬
‫ْت‬ ‫‪ ،‬وكان نصرا وفتحا قال فيه جل وعال لخاتم النبيين ( ِإذَا َجا َء نَ ْ‬
‫ِين اللَّـ ِه أ َ ْف َوا ًجا ﴿‪ ﴾٥‬النصر )‪ .‬النبى دمحم لم ير غيب القلوب وما في‬ ‫اس يَ ْد ُخلُونَ فِي د ِ‬ ‫النَّ َ‬
‫السرائر ‪ ،‬وإنما رأى الدخول في السالم الظاهرى بعد أن إعتاد العرب الحروب والغارات ‪.‬‬
‫ليس هنا اإلسالم القلبى الذى يعنى اإليمان ب ( هللا جل وعال وحده ال شريك له ) والرسل‬
‫والكتب اإللهية والمالئكة ‪ .‬فاألكثرية من أولئك العرب إعتادوا تقديس األولياء وكان منهم‬
‫منافقون ‪ .‬ولكنهم دخلوا اإلسالم سلوكيا بمعنى السالم ‪ .‬هذا ( اإلسالم ) السلوكى بمعنى السالم‬
‫يعنى ( اإليمان) السلوكى بمعنى األمن واألمان ‪ ،‬فالسالم من مرادفاته األمن واألمان ‪ ،‬وأن‬
‫يكون المؤمن مأمون الجانب‪ .‬وهنا يأتي مصطلح اإليمان ليس بمعنى ( آمن ب ) ولكن بمعنى‬
‫( آمن ل ) ‪ ،‬فآمن فالن ل ( فالن ) أي وثق به وإطمأن اليه وأمن عدوانه ‪.‬‬
‫‪ 3‬ـ هذا المعنى ( آمن ل ) تردد في قصص القرآن الكريم ‪:‬‬
‫‪ : 1 / 3‬المأل المترفون من قوم نوح عليه السالم قالوا له ( َنُؤْ ِم ُن لَ َك َواتَّبَعَ َك ْاأل َ ْرذَلُونَ ﴿‪﴾٦٦٦‬‬
‫الشعراء )‪ ،‬أي كيف نثق فيك ونطمئن لك وقد اتبعك الرعاع‪.‬‬
‫‪ : 2 / 3‬بعدهم قوم عاد قالوا لنبيهم هود عليه السالم ‪َ ( :‬و َما ن َْح ُن لَ َك ِب ُمؤْ ِمنِينَ ﴿هود‪، ﴾٢٣ :‬‬
‫وقال عنه ‪َ ( :‬و َما ن َْح ُن لَهُ ِب ُمؤْ ِمنِينَ ﴿المؤمنون‪ .﴾٣٨ :‬أي ال يثقون فيه وال يأمنون له‪.‬‬
‫وط ) ﴿‪﴾٥١‬العنكبوت )‪ .‬أي وثق فيه ‪.‬‬ ‫‪ : 3 / 3‬في قصة ابراهيم ‪ ،‬قال جل وعال ‪( :‬فَآ َمنَ لَهُ لُ ٌ‬
‫صا ِدقِينَ ﴿يوسف‪ ،)٦١ :‬أي‬ ‫نت بِ ُمؤْ ِم ٍن لَّنَا َولَ ْو ُكنَّا َ‬ ‫‪ : 4 / 3‬اخوة يوسف قالوا ألبيهم ‪َ ( :‬و َما أ َ َ‬
‫ال تثق فينا وال تأمن لنا حتى لو كنا صادقين ‪.‬‬
‫‪ : 5 / 3‬وتكرر هذا في قصة موسى عليه السالم ‪.‬‬
‫‪ 1 / 5 / 3‬قال قوم فرعون ‪:‬‬
‫عابِدُونَ ﴿‪﴾٨١‬المؤمنون ‪)41‬‬ ‫‪ ( : 1 / 1 / 5 / 3‬أَنُؤْ ِم ُن ِلبَش ََري ِْن ِمثْ ِلنَا َوقَ ْو ُم ُه َما لَنَا َ‬
‫‪َ (: 2 / 1 / 5 / 3‬وقَالُوا َم ْه َما تَأ ْ ِتنَا ِب ِه ِم ْن آيَ ٍة ِلّت َ ْس َح َرنَا ِب َها فَ َما ن َْح ُن لَ َك ِب ُمؤْ ِمنِينَ ) ﴿األعراف‪:‬‬
‫‪﴾٦٣٥‬‬
‫ض‬‫علَ ْي ِه آبَا َءنَا َوت َ ُكونَ لَ ُك َما ْال ِكب ِْريَا ُء ِفي ْاأل َ ْر ِ‬
‫ع َّما َو َج ْدنَا َ‬‫‪ ( : 3 / 1 / 5 / 3‬قَالُوا أ َ ِجئْتَنَا ِلت َ ْل ِفتَنَا َ‬
‫َو َما ن َْح ُن لَ ُك َما ِب ُمؤْ ِمنِينَ ﴿يونس‪﴾١٨ :‬‬
‫ون ﴿‪ ﴾٥٦‬الدخان )‬ ‫‪ : 2 / 5 / 3‬وقال موسى لفرعون وقومه ‪َ ( :‬و ِإن لَّ ْم تُؤْ ِمنُوا ِلي فَا ْعت َ ِزلُ ِ‬
‫‪ : 3 / 5 / 3‬فرعون إستعمل ( آمن ب ) بمعنى اإلعتقاد ‪ ،‬فقال للسحرة عن موسى ‪ ( :‬قَا َل‬
‫ع ْو ُن آ َمنتُم بِ ِه قَ ْب َل أ َ ْن آذَنَ لَ ُك ْم ﴿األعراف‪ . ﴾٦٥٣ :‬وإستعمل ( آمن ل ) بمعنى وثق‬ ‫فِ ْر َ‬
‫وإطمأن فقال لهم ‪َ ( :‬قا َل آ َمنت ُ ْم لَهُ قَ ْب َل أ َ ْن آذَنَ لَ ُك ْم ﴿طه‪ (﴾١٦ :‬الشعراء ‪ .) 49‬فرعون قال هذا‬ ‫ّ‬
‫ألنه زعم اإللوهية ويريد أن يستوثق من والء الناس له حاكما وإالها‪.‬‬
‫‪ : 4 / 5 / 3‬وقال قوم موسى له ‪ (:‬لَن نُّؤْ ِمنَ لَ َك َحت َّ ٰى ن ََرى اللَّـهَ َج ْه َرة ً )﴿‪ ﴾٢٢‬البقرة )‬
‫‪ : 8 / 3‬وتردد في قصص خاتم النبيين ‪.‬‬
‫‪: 1 / 8 / 3‬الضالون من أهل الكتاب قالوا ‪َ ( :‬و َال تُؤْ ِمنُوا ِإ َّال ِل َمن ت َ ِب َع دِينَ ُك ْم )( ‪﴾١٣‬آل عمران‬
‫‪) 13‬‬
‫ط َمعُونَ أَن يُؤْ ِمنُوا لَ ُك ْم َوقَ ْد َكانَ فَ ِر ٌ‬
‫يق ِ ّم ْن ُه ْم يَ ْس َمعُونَ‬ ‫‪ : 2 / 8 / 3‬وقال جل وعال عنهم ( أَفَت َ ْ‬
‫عقَلُوهُ َو ُه ْم يَ ْعلَ ُمونَ ﴿‪﴾١٢‬البقرة )‬ ‫َك َال َم اللَّـ ِه ث ُ َّم يُ َح ِ ّرفُونَهُ ِمن بَ ْع ِد َما َ‬
‫ثالثا ‪:‬‬
‫من هم أصحاب الجنة ؟‬
‫هم من جمعوا اإلسالم القلبى واإليمان القلبى مع اإلسالم السلوكى وااليمان السلوكى ‪ ،‬أي‬
‫جمعوا اإليمان باهلل جل وعال مع السالم واألمن مع الناس ‪:‬‬
‫‪ 1‬ـ اإلسالم هو تسليم القلب للرحمن جل وعال وحده تقوى وطاعة‪ .‬قال جل وعال‪ ( :‬قُ ْل ِإ َّن‬
‫يك لَهُ ۖۚ َو ِب ٰذَ ِل َك أ ُ ِم ْرتُ َوأَنَا‬ ‫ب ْالعَالَ ِمينَ ﴿‪َ ﴾٦١٥‬ال ش َِر َ‬ ‫اي َو َم َماتِي ِللَّـ ِه َر ّ ِ‬ ‫س ِكي َو َم ْحيَ َ‬ ‫ص َالتِي َونُ ُ‬ ‫َ‬
‫أ َ َّو ُل ال ُم ْس ِل ِمينَ ﴿‪ ) ﴾٦١٣‬االنعام )‪.‬‬ ‫ْ‬
‫‪ 2‬ـ والذى يعايش اإلسالم االعتقادى القلبى بهذه الطريقة ال بد أن يكون مسلما سلوكيا أي‬
‫مسالما للناس ال يعتدى على أحد وال يظلم أحدا ‪ .‬أي يجتمع فيه اإلسالم السلوكى وااليمان‬
‫السلوكى ( السالم واألمن ) مع اإلسالم القلبى وااليمان القلبى ‪ .‬المؤمن الحقيقي هو الذى (‬
‫يؤمن باهلل ) إيمانا قلبيا عقيديا و ( يؤمن ل ) للمؤمنين ثقة بهم وإحسانا للظن بهم ومسالمة‬
‫معهم ‪ .‬وهكذا كان خاتم النبيين عليه وعليهم السالم ‪ .‬قال جل وعال في وصفه‪ ( :‬يُؤْ ِم ُن بِاللَّـ ِه‬
‫َويُؤْ ِم ُن ِل ْل ُمؤْ ِمنِينَ )﴿‪ ﴾١٦‬التوبة)‪ ،‬هذا الذى يجمع بين ( االيمان ب ) و( اإليمان ل) يدخل‬
‫الجنة ‪.‬‬
‫رابعا‬
‫أصحاب الجنة تترى فيهم مصطلحات السالم واألمن ‪:‬‬
‫فالجنة هو دار السالم ‪:‬‬
‫س َال ِم ِعن َد َر ِبّ ِه ْم ) ﴿األنعام‪﴾٦٥١ :‬‬ ‫ار ال َّ‬ ‫‪ ( : 1‬لَ ُه ْم َد ُ‬
‫س َال ِم ) ﴿يونس‪﴾٥٢ :‬‬ ‫عو ِإلَ ٰى َد ِار ال َّ‬ ‫‪َ ( : 2‬واللَّـهُ يَ ْد ُ‬
‫وتحيتهم في الجنة ‪ :‬سالم‬
‫آخ ُر َدع َْوا ُه ْم أ َ ِن ْال َح ْم ُد ِللَّـ ِه َر ّ ِ‬
‫ب‬ ‫س َال ٌم َو ِ‬ ‫س ْب َحان ََك اللَّـ ُه َّم َوت َ ِحيَّت ُ ُه ْم فِي َها َ‬‫‪َ ( : 1‬دع َْوا ُه ْم فِي َها ُ‬
‫ْالعَالَ ِمينَ ﴿يونس‪﴾٦١ :‬‬
‫ب ﴿‪﴾٥٣‬‬ ‫علَ ْي ِهم ِ ّمن ُك ِّل بَا ٍ‬ ‫‪َ ( : 2‬و ْال َم َالئِ َكةُ يَ ْد ُخلُونَ َ‬ ‫ع ْقبَى‬ ‫صبَ ْرت ُ ْم فَنِ ْع َم ُ‬‫علَ ْي ُكم بِ َما َ‬ ‫س َال ٌم َ‬ ‫َ‬
‫َّار ﴿الرعد‪٥٨ :‬‬ ‫) الد ِ‬
‫ار خَا ِلدِينَ فِي َها‬ ‫ت ت َ ْج ِري ِمن ت َ ْحتِ َها ْاأل َ ْن َه ُ‬ ‫ت َجنَّا ٍ‬ ‫صا ِل َحا ِ‬ ‫ع ِملُوا ال َّ‬ ‫‪َ ( : 3‬وأ ُ ْد ِخ َل الَّذِينَ آ َمنُوا َو َ‬
‫س َال ٌم ﴿ابراهيم‪﴾٥٣ :‬‬ ‫ِبإِ ْذ ِن َر ِبّ ِه ْم ت َ ِحيَّت ُ ُه ْم فِي َها َ‬
‫علَ ْي ُك ُم ا ْد ُخلُوا ْال َجنَّةَ ِب َما ُكنت ُ ْم‬
‫س َال ٌم َ‬ ‫ط ِيّ ِبينَ يَقُولُونَ َ‬ ‫‪ ( : 4‬الَّذِينَ تَت َ َوفَّا ُه ُم ْال َم َالئِ َكةُ َ‬
‫ت َ ْع َملُونَ ﴿النحل‪﴾٣٥ :‬‬
‫س َال ًما ) ﴿مريم‪﴾١٥ :‬‬ ‫‪َّ ( : 5‬ال يَ ْس َمعُونَ ِفي َها لَ ْغ ًوا ِإ َّال َ‬
‫س َال ًما ﴿الفرقان‪﴾١٢ :‬‬ ‫صبَ ُروا َويُلَقَّ ْونَ ِفي َها ت َ ِحيَّةً َو َ‬ ‫‪ (: 8‬أُولَ ٰـ ِئ َك ي ُْجزَ ْونَ ْالغُ ْرفَةَ ِب َما َ‬
‫ع َّد لَ ُه ْم أ َ ْج ًرا َك ِري ًما ﴿األحزاب‪﴾٨٨ :‬‬ ‫س َال ٌم َوأ َ َ‬ ‫‪ ( : 1‬ت َ ِحيَّت ُ ُه ْم يَ ْو َم يَ ْلقَ ْونَهُ َ‬
‫ب َّر ِح ٍيم ﴿يس‪﴾٢٨ :‬‬ ‫س َال ٌم قَ ْو ًال ِ ّمن َّر ّ ٍ‬ ‫‪َ (: 6‬‬
‫علَ ْي ُك ْم ِط ْبت ُ ْم فَا ْد ُخلُوهَا خَا ِلدِينَ ﴿الزمر‪﴾١٣ :‬‬ ‫س َال ٌم َ‬ ‫‪َ (: 9‬‬
‫س َال ٍم ۖۚ ٰذَ ِل َك يَ ْو ُم ْال ُخلُو ِد ﴿‪ ﴾٣٨‬ق )‬ ‫‪ ( : 12‬ا ْد ُخلُوهَا بِ َ‬
‫األمن واألمان في الجنة ‪.‬‬
‫‪ ( : 1‬يَ ْدعُونَ فِي َها ِب ُك ِّل فَا ِك َه ٍة ِآمنِينَ ﴿‪ ﴾٢٢‬الدخان )‬
‫‪َ ( 2‬من َجا َء ِب ْال َح َ‬
‫سنَ ِة فَلَهُ َخي ٌْر ِ ّم ْن َها َو ُهم ِ ّمن فَزَ عٍ يَ ْو َمئِ ٍذ ِآمنُونَ ﴿النمل‪﴾٨٨ :‬‬
‫ت ِآمنُونَ ﴿سبإ‪﴾٣١ :‬‬ ‫‪َ ( : 3‬و ُه ْم فِي ْالغُ ُرفَا ِ‬
‫س َال ٍم ِآمنِينَ ﴿الحجر‪. ﴾٨١ :‬‬ ‫الجمع بين األمن والسالم في الجنة ‪ (:‬ا ْد ُخلُوهَا ِب َ‬
‫خامسا‬
‫في تطبيق هذا عمليا نجد ‪:‬‬
‫‪ : 1‬المجرمون المعتدون الظالمون أقلية في العالم ‪ .‬األكثرية مسالمة بل ومقهورة ‪ .‬ألنهم‬
‫مسالمون فهم حسب الظاهر مسلمون سلوكيا ‪ .‬هذا هو الحكم عليهم في الدنيا حسب السلوك‬
‫الظاهرى ‪ .‬هم ( مؤمنون ل )‬
‫‪ : 2‬هذه األغلبية ُمضافا اليها المجرمون المعتدون هم ( يؤمنون ب ) بشر ومخلوقات‬
‫يقدسونها ويتخذونها شفعاء وأولياء وقديسين وكهنوتا ‪ .‬وهذا سيكون الحكم عليهم يوم الحساب ‪.‬‬
‫‪ : 3‬مع كثرتهم وكونهم األغلبية فهم مختلفون ومتفرقون في أديانهم األرضية ‪ ،‬على مستوى‬
‫األديان وفى داخل كل دين ‪.‬‬
‫‪ : 4‬كل دين ينتمى الى شخص ( المسيحيون ‪ ،‬اليسوعيون ( الجزويت ) أمة المسيح ) (‬
‫الدمحميون ‪ /‬أ ّمة دمحم ) ( البوذيون ‪ . )..‬وفى داخل كل دين فرق وطوائف وملل ونحل ‪ ،‬من‬
‫سنة وشيعة وتصوف وارثوذكس وكاثوليك وبروتستانت ‪ ،‬ثم أقسام ومذاهب داخل الفرق‬
‫والطوائف ‪ ..‬حيث يُضاف تقديس األئمة والرهبان واألحبار والقديسين ويصبح لكل منهم فرقة‬
‫وطائفة ‪ .‬األساس هو أنهم ( آمنوا ب ) أشخاص وبشر ‪.‬‬
‫ال يزال للحديث بقية ‪.‬‬
‫التعليقات تعليقات)‪(8‬‬
‫في األحد ‪ 19‬يناير ‪ 2222‬عمر على دمحم تعليق بواسطة ‪1‬‬
‫]‪[91760‬‬

‫االقرار بااليمان‬

‫السالم عليكم‬
‫اؤمن بدمحم وما اعنية بقولي اؤمن بدمحم هو االقرار بنبوة ورسالة دمحم وبشريته فهل هذا كفرا ‪.‬‬
‫ي ِ األ ُ ِ ّم ّ‬
‫ي ِ الَّذِي يُؤْ ِم ُن‬ ‫سو ِل ِه النَّبِ ّ‬ ‫آمنُواْ بِ َّ ِ‬
‫اَّلل َو َر ُ‬ ‫فهناك دعوة لنا من هللا لاليمان بدمحم نبي ورسول "فَ ِ‬
‫اَّلل" وهذا االقرار لم يكن خاص بدمحم ولكنه تكرر مع عيسى ابن مريم في قولة تعالى في‬ ‫بِ َّ ِ‬
‫ش ِهيدا ً" ‪.‬‬‫علَ ْي ِه ْم َ‬‫ون َ‬ ‫ب ِإالَّ لَيُؤْ ِمن ََّن ِب ِه قَ ْب َل َم ْو ِت ِه َويَ ْو َم ْال ِقيَا َم ِة يَ ُك ُ‬
‫"و ِإ ْن ِم ْن أ َ ْه ِل ْال ِكتَا ِ‬
‫سورة النساء َ‬
‫وهنا اقتبس رأيك الشخصي في هذة االية حيث قلت "فالمعنى أن بعض أولئك الذين عاشوا فى‬
‫حياة المسيح عليه السالم قد آمنوا به رسوال وبشرا‪.‬‬
‫اذا االيمان بعيسى او بدمحم او اي رسول كرسول وبشر ال يعد كفر وال نستطيع فصل دمحم‬
‫الرسول عن دمحم الشخص الن الرسالة ليست مهنة او وظيفة ينتهي منها النبي في وقت محدد‬
‫ويعود لبيته ‪ .‬فعندما طلب المشركون منه ان يكون له بيت من زخرف او يرقى في السما كان‬
‫سو ًل" مع مالحظة التأكيد على انه بشر‬ ‫س ْب َحانَ َر ِبّي ه َْل ُكنتُ ِإ َّال بَش ًَرا َّر ُ‬
‫الجواب واضح "قُ ْل ُ‬
‫‪ .‬مثلهم اختلف عنهم انه رسول مرسل لهم ‪ .‬فتقدمت بشريته على كونه رسول‬
‫الذي يؤمن بدمحم حي في قبرة يرد السالم ويؤمن ان اعمالنا تعرض عليه االثنين والخميس وان‬
‫الكون خلق له وعرج للسماء ليقرر مصيرنا بكأس لبن قدم له ليشربة فهذا كافر بدمحم وبكل‬
‫‪ ...‬رسول اخر‬
‫في اإلثنين ‪ 22‬يناير ‪ 2222‬عبدالرحمن المقدم تعليق بواسطة ‪2‬‬
‫]‪[91761‬‬

‫ومن قال غير ذالك‬

‫بالعقل والمنطق ـ كعادتك دائما ‪ ،‬تعجبني جدا كتابتك النها تتميز ‪ ،‬ادلة ‪ ،‬براهين ‪ ،‬والميزان ‪،‬‬
‫غير انها سلسة وسهلة الفهم ؟‬
‫’’ ـ وأهم من كل هذا انها يريئة خالصة لوجة هللا تعالي‬

‫‪ Ben Levante‬تعليق بواسطة ‪3‬‬ ‫في اإلثنين ‪ 22‬يناير ‪2222‬‬


‫]‪[91762‬‬

‫االيمان بالرسل‬
‫السالم عليكم‬
‫لقد أوصل هللا رساالته أو باالحرى (رسالته) إلى البشر بواسطة شخص جرى انتقاؤه له‬
‫صفات معينة لكي يكون أمينا ً على توصيل هذه الرسالة‪ ،‬وهذا الشخص هو نبي لصفاته‬
‫ورسول ألنه يحمل الرسالة‪ .‬لكي يؤمن البشر بالرسالة يجب أن يؤمنوا قبل ذلك بأنها من عند‬
‫هللا‪ ،‬وهذا يتطلب بدوره ايمانهم بأن هذا الشخص الذي يحمل الرسالة هو رسول من عند هللا‪.‬‬
‫من الواضح أن الرسالة هي بيت القصيد في هذا السيناريو‪ .‬لقد كانت الرسل – وال زالت –‬
‫تُحترم عند مجيئها‪ ،‬لكن المهم في االمر كان الرسالة وما تحتويها‪ .‬هناك آيات تطلب من الذين‬
‫‪:‬آمنوا االيمان بالرسل‪ ،‬بـ وليس لـ‬
‫سو ِل ِه َو ْال ِكتَا ِ‬
‫ب الَّذِي أَنزَ َل ِمن‬ ‫علَ ٰى َر ُ‬ ‫ب الَّذِي ن ََّز َل َ‬ ‫سو ِل ِه َو ْال ِكتَا ِ‬ ‫يَا أَيُّ َها الَّذِينَ آ َمنُوا ِآمنُوا بِاللَّـ ِه َو َر ُ‬
‫ض َال ًال بَ ِعيدًا ﴿النساء‪﴾٦٣١ :‬‬ ‫ض َّل َ‬ ‫س ِل ِه َو ْاليَ ْو ِم ْاآل ِخ ِر فَقَ ْد َ‬
‫قَ ْب ُل َو َمن يَ ْكفُ ْر ِباللَّـ ِه َو َم َال ِئ َك ِت ِه َو ُكت ُ ِب ِه َو ُر ُ‬
‫سو ِلي قَالُوا آ َمنَّا َوا ْش َه ْد ِبأَنَّنَا ُم ْس ِل ُمونَ ﴿المائدة‪:‬‬ ‫َو ِإ ْذ أ َ ْو َحيْتُ ِإلَى ْال َح َو ِار ِيّينَ أ َ ْن ِآمنُوا ِبي َو ِب َر ُ‬
‫‪﴾٦٦٦‬‬
‫المشكلة ليست في االيمان بالرسل‪ ،‬وإنما في تصور (السلف الصالح) بأن الرسالة ليست هي‬
‫القرآن وحده‪ ،‬وإنما ما جاء به شخص الرسول أيضا ً وهي مايسمونها السنة‪ ،‬وكلنا يعرف‬
‫الموضوع وال داعي لذكره هنا‪ .‬إذا ً االيمان بالرسول على أنه يحمل الرسالة (الكتاب) شيء‬
‫‪.‬منطقي وال غبار عليه‪ ،‬ما دون ذلك هو تعد على الرسالة وعلى من أوحاها‬
‫االسالم والمسالمة‪ ،‬االسالم الظاهري والقلبي‪ :‬لقد خضنا كثيرا في هذا الموضوع‪ ،‬ونحن‬
‫نختلف رأيا فيه‪ ،‬وال بأس في ذلك‪ ،‬وكل منا يأتي بحججه وبراهينه ويحترم الرأي اآلخر‪ .‬من‬
‫المؤكد أن كلمات مثل اسالم‪ ،‬سالم‪ ،‬سلم‪ ،‬سالمة‪ ،‬استسالم الخ‪ .‬هي كلمات مشتقة من بعضها‬
‫أو من أصل واحد‪ ،‬لكنها ليست كلمات مترادفة‪ ،‬فكل كلمة تعني شيئا آخر‪ .‬االسالم هو دين‪،‬‬
‫هو طريق يتبعه االنسان إما اليمانه أو بالتسليم به‪ .‬من تراه على هذا الطريق إما أن يكون‬
‫س ِلّما به وهو اسالم‪ ،‬أو أن يكون مؤمنا ً به قلبيا ً وهو االيمان‪ .‬ما قصدته بالسير على‬ ‫ُمسْلما ُم َ‬
‫الطريق (أو في اتباع الدين) هو ابداء أشياء يتطلبها هذا الدين مثل الصالة والزكاة‪ ،‬وبالطبع‬
‫المسالمة أيضا ً فهي من شروط هذا الدين‪ .‬هناك أناس مسالمون ليسوا مسلمين وال يعتقدون بهذا‬
‫اب آ َمنَّا قُل لَّ ْم تُؤْ ِمنُوا َولَ ٰـ ِكن‬ ‫ت ْاألَع َْر ُ‬ ‫الدين أو هذا الطريق – ال ظاهريا ً وال قلبيا ً‪ .‬اآلية (قَالَ ِ‬
‫سولَهُ َال يَ ِلتْ ُكم ِ ّم ْن أ َ ْع َما ِل ُك ْم َ‬
‫ش ْيئًا‬ ‫ان فِي قُلُوبِ ُك ْم َوإِن ت ُ ِطيعُوا اللَّـهَ َو َر ُ‬ ‫قُولُوا أ َ ْسلَ ْمنَا َولَ َّما يَ ْد ُخ ِل ْ ِ‬
‫اإلي َم ُ‬
‫ور َّر ِحي ٌم ﴿الحجرات‪ )﴾٦٨ :‬توضح ما أريد قوله‪ :‬االعراب قالوأ آمنا وهم عندهم‬ ‫غفُ ٌ‬ ‫ِإ َّن اللَّـهَ َ‬
‫تصور لمعنى االيمان واالسالم‪ ،‬فالقرآن جاء بلسان عربي مبين‪ .‬نفهم من سياق اآلية أن الفرق‬
‫بين االسالم وااليمان قد اختلط على االعراب واآلية تبين لهم هذا الفرق وبأنهم أسلموا فقط‪ .‬ال‬
‫استطيع هنا االدعاء بأن االعراب قصدوا في ايمانهم (حسب تصورهم) وفي اسالمهم (حسب‬
‫‪.‬ما قررته اآلية) أنهم مسالمون فقط وأنهم غير معنيين بأي شيء آخر‬
‫لكي أوضح فكرتي المثال التالي‪ :‬الطالب الجامعي الذي يستمع لالستاذ الذي يريد اثبات نظرية‬
‫س ِلّم بصحة النظرية وذلك العتبارات ما‬ ‫‪.‬ما‪ ،‬ربما ال يقتنع باثباتات االستاذ ولكنه يُ َ‬
‫‪.‬كلمة أخيرة‪ :‬يُفترض بالمسلم أن يكون مسالماً‪ ،‬لكنه ال يُفترض بالمسالم أن يكون مسلما ً‬
‫في اإلثنين ‪ 22‬يناير ‪ 2222‬آحمد صبحي منصور تعليق بواسطة ‪4‬‬
‫]‪[91763‬‬

‫‪ :‬شكرا أحبتى ‪ ،‬اكرمكم هللا جل وعال وجزاكم خيرا ‪ ،‬واقول‬

‫‪ .‬سيطول الموضوع ‪ ،‬هذا ما يبدو ‪ .‬وتعليقاتكم مهمة‬

‫نهاد حداد تعليق بواسطة‬ ‫في اإلثنين ‪ 22‬يناير ‪2222‬‬


‫]‪[91766‬‬

‫وما دمحم إال رسول قد خلت من قبله الرسل‬


‫دمحم بشر مثل اي بشر اصطفاه هللا كي يبلغ رسالته كما كان من الممكن ان يصطفي اي بشر‬
‫آخر ‪ ،‬دمحم رجل يذهب الى الخالء‪ ،‬ويعاشر النساء ويبيع ويشتري ويخطئ" يا أيها النبي لم‬
‫تحرم ما أحل هللا لك " ويصيب وال يعلم المنافقين بل هللا يعلمهم وال يعرف الغيب ويعبس‬
‫ويحب ويكره‪ ،‬و" يخفي ما هللا مبديه " ويبتغي مرضاة نسائه ‪ ،‬و ال يقرر اال اذا قيل له قل ‪:‬‬
‫يا دمحم ‪ " :‬قل هو هللا احد " يادمحم ‪ " :‬قل يا أيها الكافرون ال أعبد ما تعبدون " دمحم انسان جاء‬
‫برسالة من ربه وكفى وال يمكن ان نجعل منه نِدّا لخالق االكوان والمجرات الالئي مازلنا كل‬
‫يوم نكتشفها ! دمحم بعث رحمة للعالمين‪ ،‬فلنجعله رحمة فعال ونقتدي برسالته وال نجعل منه نقمة‬
‫باشراكه في ملكوت هللا تعالى ‪ ،‬فال يشركن احدكم دمحما في الخلق فهو مخلوق يموت ويحيا‬
‫وليس أزليا ‪ ،‬ولو كان هللا يريدنا ان نؤمن بدمحم ال برسالته لجعله يعيش ابد الدهر فال تجعلوا هلل‬
‫اندادا وانتم تعلمون ! تحياتي لكم دكتور على شجاعتكم وكلمتكم التي لن تنطفئ شعلتها بإذن‬
‫‪.‬هللا‬

‫‪ Amin Refaat‬تعليق بواسطة ‪6‬‬ ‫في اإلثنين ‪ 22‬يناير ‪2222‬‬


‫]‪[91767‬‬

‫نواة كتاب جديد‬

‫مقال في غاية الجمال أرجو ان يكون مقدمة لكتاب جديد‬


‫بارك هللا فيك إستاذي الحبيب وحفظك من كل سوء‬

‫آحمد صبحي منصور تعليق بواسطة ‪7‬‬ ‫في اإلثنين ‪ 22‬يناير ‪2222‬‬
‫]‪[91768‬‬

‫شكرا استاذة نهاد ‪ ،‬وشكرا استاذ أمين رفعت ‪ ،‬وشكرا أحبتى‬

‫‪ .‬ـ شكرا استاذة نهاد على لمحاتك العاجلة الكاشفة ‪1‬‬


‫ـ كلنا جاء من بيئة تجذرت فيها عبادة إله إسمه ( دمحم ) ‪ ،‬وال زلنا نناضل بالقرآن الكريم كى‬
‫‪ .‬نتخلص من بقايا هذه التركة النجسة‬
‫ـ إخترت العنوان مزعجا صادما ( من آمن بدمحم فقد كفر ) لتنبيه الناس ‪ ،‬وجعلت العنوان‬
‫‪ .‬التالى شارحا ( االيمان ليس بشخص دمحم ولكن بما أنزل على دمحم )‬
‫‪ .‬ـ كما تنبأ أخى أمين رفعت قد يكون كتابا صغيرا ‪ ،‬أرجو من هللا جل وعال التوفيق‬
‫سعيد علي تعليق بواسطة ‪8‬‬ ‫في الثالثاء ‪ 21‬يناير ‪2222‬‬
‫]‪[91769‬‬

‫‪ .‬هللا جل و عال ‪ ..‬سبحانه و تعالى‬

‫عندما يدرك العقل عظمة الخالق جل و عال من خالل التفكر و التدبر في الكون العظيم و من‬
‫خالل الوقوف طويال عند اآليات الكريمات التي تتحدث عن صنع هللا جل و عال و خلقه جل و‬
‫عال و عندما تقف طويال عند اآليات التي يتحدث فيها جل و عال عن ( نفسه ) و هو جل و‬
‫‪ .‬عال ليس كمثله شئ هنا تدرك عظمة اإليمان و بنسبة ‪ %122‬بال إله إال هللا وحده ال شريك‬
‫ال إله إال هللا و األنبياء عليهم السالم جميعا خلق من خلقه بشر نهايتهم كنهاية كل البشر الموت‬
‫ثم البعث ثم الوقوف بين يديه جل و عال للسؤال ‪ ..‬خاتم النبيين عليه السالم بشر و ليس له من‬
‫األمر شيئا أدى قام عليه السالم بتبليغ الرسالة و حرص حرصا شديدا على هداية قومه و‬
‫تحمل الكثير من الصعاب و محاوالت القتل و نجاه هللا جل و عال ليكمل هذه الرسالة و ما إن‬
‫‪ .‬أكملها توفاه هللا و بقيت الرسالة المحفوظة‬
‫فسبحان هللا الذي اصطفى من الناس رسال و سبحانه جل و عال من حفظ كتابه العزيز إلى يوم‬
‫الدين ‪.‬‬

‫المقال الثانى‬
‫تدبر في آيات سورة األعراف‪( 156 : 158 ) :‬‬
‫من آمن ب ( دمحم ) فقد كفر ( ‪ ) 2‬اإليمان ليس بشخص دمحم‪ ،‬ولكن بما ( أنزل على دمحم)‬
‫آحمد صبحي منصور في الثالثاء ‪ 21‬يناير ‪2222‬‬
‫من آمن ب ( دمحم ) فقد كفر ( ‪) 2‬‬
‫اإليمان ليس بشخص دمحم‪،‬ولكن بما ( أنزل على دمحم)‬
‫تدبر في آيات سورة األعراف ( ‪) 156 : 158‬‬
‫مجرد مالحظة‬
‫‪ 1‬ـ حين نقول ( من آمن ب ( دمحم ) فقد كفر ) نقصد اإلصالح السلمى بتوضيح حقائق القرآن‬
‫عن ماهية اإلسالم وماهية الكفر ‪ .‬نريد في كل ما نكتب أن يتحول ( الدمحميون ‪ /‬أ ُ ّمة دمحم كما‬
‫يقولون ) الى مسلمين ال يقدسون بشرا وال حجرا ‪ .‬هذا هو معنى ومقصد التكفير عندنا ‪ ،‬أما‬
‫التكفير عندهم فيعنى القتل بتهمة الردة والزندقة ‪.‬‬
‫‪ 2‬ـ نتابع موضوعنا ‪:‬‬
‫أوال ‪ :‬السياق لآليات الكريمة‬
‫‪ 1‬ـ كان هذا حوارا بين رب العزة جل وعال ورسوله موسى عليه السالم في جبل الطور‬
‫ت مع رب العزة‬ ‫س ْبعِينَ َر ُج ًال ِلّ ِميقَا ِ‬ ‫س ٰى من قَ ْو َمهُ َ‬ ‫ار ُمو َ‬ ‫اخت َ َ‬ ‫بسيناء ‪ ،‬بعد أن عبد قومه العجل ‪َ ،‬و ْ‬
‫ت أ َ ْهلَ ْكت َ ُهم ِ ّمن قَ ْب ُل‬ ‫ب لَ ْو ِشئْ َ‬ ‫الر ْجفَةُ‪ .‬عندها قال موسى ‪َ ( :‬ر ّ ِ‬ ‫جل وعال فأ َ َخذَتْ ُه ُم َّ‬
‫ض ُّل ِب َها َمن تَشَا ُء َوت َ ْهدِي َمن‬ ‫ي ِإ َّال فِتْنَت ُ َك ت ُ ِ‬ ‫سفَ َها ُء ِمنَّا ۖۚ ِإ ْن ِه َ‬ ‫َّاي ۖۚ أَت ُ ْه ِل ُكنَا ِب َما فَعَ َل ال ُّ‬
‫َو ِإي َ‬
‫نت َخي ُْر ْالغَافِ ِرينَ ﴿‪َ ﴾٦٢٢‬وا ْكتُبْ لَنَا فِي َه ٰـ ِذ ِه ال ُّد ْنيَا‬ ‫ار َح ْمنَا ۖۚ َوأ َ َ‬ ‫نت َو ِليُّنَا فَا ْغ ِف ْر لَنَا َو ْ‬ ‫تَشَا ُء ۖۚ أ َ َ‬
‫يب ِب ِه َم ْن‬ ‫ص ُ‬ ‫عذَا ِبي أ ُ ِ‬ ‫سنَةً َوفِي ْاآل ِخ َرةِ ِإنَّا ُه ْدنَا ِإلَي َْك ۚۚ) وجاءه الر ُّد من رب العزة ‪ ( :‬قَا َل َ‬ ‫َح َ‬
‫الز َكاة َ َوالَّذِينَ ُهم ِبآيَا ِتنَا‬ ‫سأ َ ْكتُبُ َها ِللَّذِينَ يَتَّقُونَ َويُؤْ تُونَ َّ‬ ‫َيءٍ ۚۚ فَ َ‬ ‫ت ُك َّل ش ْ‬ ‫أَشَا ُء ۖۚ َو َر ْح َم ِتي َو ِسعَ ْ‬
‫ي الَّذِي يَ ِجدُونَهُ َم ْكتُوبًا ِعن َد ُه ْم ِفي الت َّ ْو َرا ِة‬ ‫ي ْاأل ُ ِ ّم َّ‬ ‫سو َل النَّ ِب َّ‬ ‫يُؤْ ِمنُونَ ﴿‪ ﴾٦٢١‬الَّذِينَ يَت َّ ِبعُونَ َّ‬
‫الر ُ‬
‫ث‬‫علَ ْي ِه ُم ْال َخبَائِ َ‬ ‫ت َويُ َح ِ ّر ُم َ‬ ‫ع ِن ْال ُمن َك ِر َوي ُِح ُّل لَ ُه ُم َّ‬
‫الطيِّبَا ِ‬ ‫وف َويَ ْن َها ُه ْم َ‬ ‫نجي ِل يَأْ ُم ُر ُهم بِ ْال َم ْع ُر ِ‬ ‫اإل ِ‬ ‫َو ْ ِ‬
‫ص ُروهُ َواتَّبَعُوا‬ ‫علَ ْي ِه ْم ۚۚ فَالَّذِينَ آ َمنُوا بِ ِه َو َع َّز ُروهُ َونَ َ‬ ‫َت َ‬ ‫ص َر ُه ْم َو ْاأل َ ْغ َال َل الَّتِي َكان ْ‬ ‫ع ْن ُه ْم إِ ْ‬ ‫ض ُع َ‬‫َويَ َ‬
‫نز َل َمعَهُ ۚ أُولَ ٰـئِ َك ُه ُم ْال ُم ْف ِل ُحونَ ﴿‪ .﴾٦٢١‬ثم بعده جاء الخطاب المباشر من رب‬ ‫ور الَّذِي أ ُ ِ‬‫النُّ َ‬
‫سو ُل اللَّـ ِه ِإلَ ْي ُك ْم َج ِميعًا‬ ‫اس ِإنِّي َر ُ‬ ‫العزة الى خاتم النبيين عليهم جميعا السالم ‪ ( :‬قُ ْل يَا أَيُّ َها النَّ ُ‬
‫ي‬ ‫سو ِل ِه النَّبِ ِّ‬ ‫آمنُوا بِاللَّـ ِه َو َر ُ‬ ‫ض ۖۚ َال ِإلَ ٰـهَ ِإ َّال ُه َو ي ُْحيِي َوي ُِميتُ ۖۚ فَ ِ‬ ‫ت َو ْاأل َ ْر ِ‬ ‫س َم َاوا ِ‬‫الَّذِي لَهُ ُم ْلكُ ال َّ‬
‫ي الَّذِي يُؤْ ِم ُن ِباللَّـ ِه َو َك ِل َماتِ ِه َوات َّ ِبعُوهُ لَعَلَّ ُك ْم ت َ ْهتَدُونَ ﴿‪ ﴾٦٢٨‬األعراف ) هنا تبشير مقدما‬ ‫ْاأل ُ ِ ّم ِّ‬
‫بالقرآن الكريم وباالنجيل في عهد موسى ‪ ،‬تبشير بالرسول النبى اآلمى خاتم النبيين‬
‫‪ 2‬ـ‪ .‬ونتوقف بالتدبر في اآليات الكريمة الثالث مع ثالث قضايا في موضوعنا ( من آمن ب (‬
‫دمحم ) فقد كفر‪ /‬اإليمان ليس بشخص دمحم‪،‬ولكن بما ( أنزل على دمحم) ‪.‬‬
‫أوال ‪ :‬اإليمان بالقرآن وليس يشخص دمحم‬
‫الز َكاة َ َوالَّذِينَ ُهم بِآيَاتِنَا‬ ‫سأ َ ْكتُبُ َها ِللَّذِينَ يَتَّقُونَ َويُؤْ تُونَ َّ‬ ‫‪ 1‬ـ قال جل وعال عن رحمته ‪ ۚۚ ( :‬فَ َ‬
‫ي ) ‪ :‬فالذين يتقون ويؤتون الزكاة هم الذين‬ ‫ي ْاأل ُ ِ ّم َّ‬ ‫سو َل النَّبِ َّ‬ ‫الر ُ‬‫يُؤْ ِمنُونَ ﴿‪ ﴾٦٢١‬الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ َّ‬
‫يؤمنون باآليات اإللهية وهم الذين يتبعون الرسول النبى األمى ‪ .‬ليس إيمانا بشخص دمحم ولكن‬
‫بكونه رسوال نبيا ‪ ،‬أي برسالته ونبوته ‪ ،‬واإلتباع هنا ليس إتباعا لدمحم البشرى ولكنه إتباع‬
‫للنور القرآنى الذى أُنزل معه ‪.‬‬
‫ور الَّذِي‬ ‫ص ُروهُ َواتَّبَعُوا النُّ َ‬ ‫ع َّز ُروهُ َونَ َ‬ ‫‪ 2‬ـ وقال جل وعال عن المؤمنين ‪ (:‬فَالَّذِينَ آ َمنُوا بِ ِه َو َ‬
‫نز َل َمعَهُ ۚ أُولَ ٰـئِ َك ُه ُم ْال ُم ْف ِل ُحونَ ﴿‪ .) ﴾٦٢١‬آمنوا به ليس بشخصه وكينونته البشرية ‪ ،‬ولكن‬ ‫أُ ِ‬
‫بالرسالة وكونه نبيا رسوال نزل عليه الكتاب ‪ ،‬واإلتباع هنا ليس إتباعا لدمحم البشرى ولكنه‬
‫إتباع للنور القرآنى الذى أُنزل معه ‪.‬‬
‫ي الَّذِي يُؤْ ِم ُن ِباللَّـ ِه َو َك ِل َما ِت ِه َوات َّ ِبعُوهُ لَعَلَّ ُك ْم‬ ‫ي ْاأل ُ ِ ّم ِّ‬ ‫سو ِل ِه النَّ ِب ِّ‬‫آمنُوا ِباللَّـ ِه َو َر ُ‬‫‪ 3‬ـ ( فَ ِ‬
‫ت َ ْهتَدُونَ ﴿‪ . ﴾٦٢٨‬هنا أمر إالهى باإليمان ليس بشخص دمحم ولكن بكونه رسوال نبيا أميا ‪ .‬تكرر‬
‫ثالث مرات تحديد اإليمان ليس بشخص دمحم البشرى ولكن بنبوته ورسالته ‪ .‬هذا في السياق‬
‫المحلى لآليات الثالث ‪.‬‬
‫‪ 4‬ـ السياق الموضوعى في القرآن الكريم كله يحتاج مجلدات من التدبر ‪ ،‬وسنعرض لبعضه‬
‫عجالة الى قضية اإلتباع ‪ ،‬وأنه ليس‬ ‫في مقاالت قادمة بعون هللا جل وعال ‪ ،‬ولكن نشير في ُ‬
‫إتّباعا لشخص دمحم الذى كان يخطىء ويأتيه اللوم والعتاب ‪ ،‬ولكن اإلتّباع للكتاب ‪ ،‬للرسالة‬
‫اإللهية ‪ .‬ونعطى مالمح سريعة ‪:‬‬
‫‪ : 1 / 4‬دمحم البشر كان مأمورا بإتباع الرسالة ‪ .‬أمره ربه جل وعال أن يعلن ‪:‬‬
‫ْب َو َال أَقُو ُل لَ ُك ْم ِإنِّي َملَ ٌك‬ ‫‪ (: 1 / 1 / 4‬قُل َّال أَقُو ُل لَ ُك ْم ِعندِي خَزَ ائِ ُن اللَّـ ِه َو َال أ َ ْعلَ ُم ْالغَي َ‬
‫ير أَفَ َال تَتَفَ َّك ُرونَ ﴿األنعام‪ ﴾٢١ :‬أمره‬ ‫ص ُ‬ ‫ي قُ ْل ه َْل يَ ْست َ ِوي ْاأل َ ْع َم ٰى َو ْالبَ ِ‬ ‫ِإ ْن أَت َّ ِب ُع ِإ َّال َما يُو َح ٰى ِإلَ َّ‬
‫ربه جل وعال أن يعلن أنه ال يعلم الغيب ‪ ،‬وأن يؤكد بإسلوب القصر أنه يتبع القرآن الكريم‬
‫صائِ ُر ِمن َّربِّ ُك ْم َو ُهدًى َو َر ْح َمةٌ ِلّقَ ْو ٍم‬ ‫ي ِمن َّربِّي َه ٰـذَا بَ َ‬ ‫‪ ( : 2 / 1 / 4‬قُ ْل إِنَّ َما أَتَّبِ ُع َما يُو َح ٰى إِلَ َّ‬
‫يُؤْ ِمنُونَ ﴿األعراف‪ .﴾٥١٣ :‬هنا تأكيد بأسلوب القصر أنه يتبع القرآن الكريم وفقط ‪ ،‬ووصف‬
‫للقرآن الكريم بأنه ‪ :‬بصائر وهدى ورحمة للمؤمنين ‪.‬‬
‫آن َغ ْي ِر َه ٰـذَا أ َ ْو‬ ‫ت بِقُ ْر ٍ‬ ‫ت قَا َل الَّذِينَ َال يَ ْر ُجونَ ِلقَا َءنَا ائْ ِ‬ ‫علَ ْي ِه ْم آيَاتُنَا بَيِّنَا ٍ‬ ‫‪َ ( : 3 / 1 / 4‬و ِإذَا تُتْلَ ٰى َ‬
‫صيْتُ‬ ‫ع َ‬ ‫َاف ِإ ْن َ‬ ‫ي ِإنِّي أَخ ُ‬ ‫اء نَ ْف ِسي ِإ ْن أَتَّبِ ُع ِإ َّال َما يُو َح ٰى ِإلَ َّ‬ ‫ون ِلي أ َ ْن أُبَ ِ ّدلَهُ ِمن تِ ْلقَ ِ‬ ‫بَ ِد ّْلهُ قُ ْل َما يَ ُك ُ‬
‫ع ِظ ٍيم ﴿يونس‪ .﴾٦٢ :‬رفضوا القرآن الكريم وطلبوا تبديله بقرآن على هواهم ‪،‬‬ ‫عذَ َ‬
‫اب يَ ْو ٍم َ‬ ‫َر ِبّي َ‬
‫وهو ما فعله الدمحميون فيما بعد بأحاديثهم الشيطانية التي نسبوها إلله صنعوه وأسموه دمحما ‪ .‬هللا‬
‫اء نَ ْف ِسي ِإ ْن أَت َّ ِب ُع ِإ َّال َما‬ ‫ون ِلي أ َ ْن أُبَ ِ ّدلَهُ ِمن تِ ْلقَ ِ‬ ‫جل وعال أمر رسوله أن يعلن لهم ‪ ( :‬قُ ْل َما يَ ُك ُ‬
‫ع ِظ ٍيم ) ‪ ،‬أي هو متبع للقرآن الكريم الذى‬ ‫اب يَ ْو ٍم َ‬ ‫عذَ َ‬ ‫صيْتُ َر ِبّي َ‬ ‫ع َ‬ ‫َاف ِإ ْن َ‬ ‫ي ِإ ِنّي أَخ ُ‬ ‫يُو َح ٰى ِإلَ َّ‬
‫يرفضونه ‪.‬وجاء هذا بأسلوب القصر أيضا ‪.‬‬
‫س ِل َو َما أ َ ْد ِري َما يُ ْفعَ ُل بِي َو َال بِ ُك ْم إِ ْن أَتَّبِ ُع إِ َّال َما يُو َح ٰى‬ ‫الر ُ‬ ‫عا ِ ّمنَ ُّ‬ ‫‪ ( : 4 / 1 / 4‬قُ ْل َما ُكنتُ بِ ْد ً‬
‫ين ﴿األحقاف‪ .﴾٨ :‬هذا في التأكيد على أنه ليس متميزا على الرسل وأنه‬ ‫ِير ُّمبِ ٌ‬‫ي َو َما أَنَا ِإ َّال نَذ ٌ‬ ‫إِلَ َّ‬
‫ال يعلم الغيب‪ .‬وجاء بأسلوب القصر أنه يتبع القرآن الكريم وفقط ‪!.‬‬
‫‪ : 2 / 4‬األمر بإتّباع الكتاب نزل للجميع ‪ .‬قال جل وعال ‪:‬‬
‫سبِي ِل ِه ٰذَ ِل ُك ْم‬‫عن َ‬ ‫سبُ َل فَتَفَ َّرقَ بِ ُك ْم َ‬ ‫اطي ُم ْست َ ِقي ًما فَاتَّبِعُوهُ َو َال تَتَّبِعُوا ال ُّ‬ ‫ص َر ِ‬ ‫‪َ ( : 1 / 2 / 4‬وأ َ َّن َه ٰـذَا ِ‬
‫صا ُكم بِ ِه لَعَلَّ ُك ْم تَتَّقُونَ ﴿األنعام‪ .﴾٦٢٣ :‬هذه هي الوصية األخيرة من الوصايا العشر ‪ .‬وهى‬ ‫َو َّ‬
‫أمر بإتّباع الكتاب ونهى عن إتباع غيره ‪ . .‬أمر ونهى معا ‪ .‬أي قضية ال توسط فيها ‪.‬‬
‫ار ٌك فَات َّ ِبعُوهُ َواتَّقُوا لَعَلَّ ُك ْم ت ُ ْر َح ُمونَ ﴿األنعام‪ .﴾٦٢٢ :‬في‬ ‫اب أَنزَ ْلنَاهُ ُمبَ َ‬ ‫‪َ ( : 2 / 2 / 4‬و َه ٰـذَا ِكت َ ٌ‬
‫إتّباع الكتاب رحمة ‪.‬‬
‫ص ْد ِر َك َح َر ٌج ِ ّم ْنهُ ِلتُنذ َِر ِب ِه َو ِذ ْك َر ٰى‬ ‫نز َل ِإلَي َْك فَ َال يَ ُكن ِفي َ‬ ‫اب أ ُ ِ‬ ‫‪ِ ( : 3 / 2 / 4‬كت َ ٌ‬
‫يال َّما تَذَ َّك ُرونَ ﴿‪﴾٣‬‬ ‫نز َل ِإلَ ْي ُكم ِ ّمن َّر ِبّ ُك ْم َو َال تَت َّ ِبعُوا ِمن دُو ِن ِه أ َ ْو ِليَا َء ۚ قَ ِل ً‬ ‫ِل ْل ُمؤْ ِمنِينَ ﴿‪ ﴾٥‬ات َّ ِبعُوا َما أ ُ ِ‬
‫األعراف )‪ .‬هنا أمر بإتّبع الكتاب ونهى عن إتباع غيره ‪ .‬أمر ونهى معا ‪ .‬أي قضية ال توسط‬
‫فيها ‪.‬‬
‫‪ : 3 / 4‬إتباع الكتاب هو إتّباع للرسول أو للبصائر أو البصيرة ‪ .‬أمر هللا جل وعال رسوله أن‬
‫س ْب َحانَ اللَّـ ِه َو َما أَنَا ِمنَ‬ ‫يرةٍ أَنَا َو َم ِن اتَّبَعَنِي َو ُ‬ ‫ص َ‬ ‫علَ ٰى بَ ِ‬ ‫عو ِإلَى اللَّـ ِه َ‬ ‫سبِي ِلي أ َ ْد ُ‬ ‫يعلن ‪ ( :‬قُ ْل َه ٰـ ِذ ِه َ‬
‫ْال ُم ْش ِركِينَ ﴿يوسف‪ .﴾٦١٨ :‬هنا المساواة في إتّباع الكتاب بين النبى والمؤمنين من أتباعه ( أَنَا‬
‫َو َم ِن اتَّبَعَنِي )‪.‬‬
‫نجي ِل )‬‫اإل ِ‬ ‫ثانيا ‪ ( :‬الَّذِي يَ ِجدُونَهُ َم ْكتُوبًا ِعن َد ُه ْم فِي الت َّ ْو َراةِ َو ْ ِ‬
‫هنا معرفة أهل الكتاب بالقرآن الكريم قبل أن ينزل على خاتم النبيين ‪ .‬فالتوراة ذكرت القرآن‬
‫الكريم ‪ ،‬ثم ذكره اإلنجيل ‪ .‬الكالم هنا عن الكتاب ‪ ،‬وليس عن شخص دمحم ‪ .‬وهنا نتوقف مع‬
‫ثالثة مالمح ‪:‬‬
‫الملمح األول ‪ :‬معرفتهم بأن القرآن هو الحق من رب العزة جل وعال ‪ .‬قال جل وعال ‪:‬‬
‫ع َّما‬‫اب لَيَ ْعلَ ُمونَ أَنَّهُ ْال َح ُّق ِمن َّربِّ ِه ْم ۚ َو َما اللَّـهُ بِغَافِ ٍل َ‬ ‫‪ 1‬ـ ( َوإِ َّن الَّذِينَ أُوتُوا ْال ِكت َ َ‬
‫اب ِب ُك ِّل آيَ ٍة َّما ت َ ِبعُوا قِ ْبلَت َ َك ۚۚ َو َما أ َ َ‬
‫نت بِتَابِ ٍع‬ ‫ْت الَّذِينَ أُوتُوا ْال ِكت َ َ‬ ‫يَ ْع َملُونَ ﴿‪َ ﴾٦٨٨‬ولَئِ ْن أَتَي َ‬
‫ت أ َ ْه َوا َء ُهم ِ ّمن بَ ْع ِد َما َجا َء َك ِمنَ‬ ‫ض ۚۚ َولَئِ ِن اتَّبَ ْع َ‬ ‫ض ُهم بِتَابِ ٍع قِ ْبلَةَ بَ ْع ٍ‬ ‫قِ ْبلَت َ ُه ْم ۚۚ َو َما بَ ْع ُ‬
‫اب يَ ْع ِرفُونَهُ َك َما يَ ْع ِرفُونَ أ َ ْبنَا َء ُه ْم ۖۚ َو ِإ َّن‬ ‫الظا ِل ِمينَ ﴿‪ ﴾٦٨٢‬الَّ ِذينَ آت َ ْينَا ُه ُم ْال ِكت َ َ‬ ‫ْال ِع ْل ِم ۚ ِإنَّ َك ِإذًا لَّ ِمنَ َّ‬
‫فَ ِريقًا ِ ّم ْن ُه ْم لَيَ ْكت ُ ُمونَ ْال َح َّق َو ُه ْم يَ ْعلَ ُمونَ ﴿‪ْ ﴾٦٨١‬ال َح ُّق ِمن َّر ِب َّك ۖۚ فَ َال ت َ ُكون ََّن ِمنَ‬
‫ْال ُم ْمت َ ِرينَ ﴿‪ ﴾٦٨١‬البقرة ) يعرفون الكتاب كما يعرفون أبناءهم ‪!.‬‬
‫س ُه ْم فَ ُه ْم َال‬ ‫اب يَ ْع ِرفُونَهُ َك َما يَ ْع ِرفُونَ أ َ ْبنَا َء ُه ُم ۚ الَّذِينَ َخ ِس ُروا أَنفُ َ‬ ‫‪ 2‬ـ ( الَّذِينَ آت َ ْينَا ُه ُم ْال ِكت َ َ‬
‫يُؤْ ِمنُونَ ﴿‪ ﴾٥١‬االنعام ) يعرفون الكتاب كما يعرفون أبناءهم ‪!.‬‬
‫علَ ٰى قَ ْل ِب َك ِلت َ ُكونَ ِمنَ‬ ‫ين ﴿‪َ ﴾٦٨٣‬‬ ‫الرو ُح ْاأل َ ِم ُ‬ ‫ب ْالعَالَ ِمينَ ﴿‪ ﴾٦٨٥‬نَزَ َل ِب ِه ُّ‬ ‫نزي ُل َر ّ ِ‬ ‫‪ 3‬ـ ( َو ِإنَّهُ لَت َ ِ‬
‫ين ﴿‪َ ﴾٦٨٢‬وإِنَّهُ لَ ِفي ُزب ُِر ْاأل َ َّولِينَ ﴿‪ ﴾٦٨١‬أ َ َولَ ْم يَ ُكن لَّ ُه ْم آيَةً أَن‬ ‫ي ُّمبِ ٍ‬ ‫ع َربِ ٍّ‬‫ان َ‬ ‫س ٍ‬ ‫ْال ُمنذ ِِرينَ ﴿‪ ﴾٦٨٨‬بِ ِل َ‬
‫علَ َما ُء بَنِي إِس َْرائِي َل ﴿‪ ﴾٦٨١‬الشعراء )‪ .‬بعد أوصاف متعددة للقرآن الكريم جاء الحديث‬ ‫يَ ْعلَ َمهُ ُ‬
‫علَ َما ُء بَنِي‬ ‫عن العرب األميين الذين لم ينزل عليهم كتاب ‪ ( :‬أ َ َولَ ْم يَ ُكن لَّ ُه ْم آيَةً أَن يَ ْعلَ َمهُ ُ‬
‫ِإس َْرائِي َل )‪!.‬‬
‫الملمح الثانى ‪ :‬إيمان بعض أهل الكتاب بالقرآن وليس بشخص دمحم ‪.‬‬
‫قال جل وعال ‪:‬‬
‫ِيرا ﴿‪َ ﴾٦١٢‬وقُ ْرآنًا فَ َر ْقنَاهُ‬ ‫ش ًرا َونَذ ً‬ ‫س ْلن َ‬
‫َاك ِإ َّال ُمبَ ِ ّ‬ ‫ق نَزَ َل ۚ َو َما أ َ ْر َ‬ ‫ق أَنزَ ْلنَاهُ َو ِب ْال َح ّ ِ‬‫‪ 1‬ـ ( َو ِب ْال َح ّ ِ‬
‫يال ﴿‪ ﴾٦١١‬قُ ْل ِآمنُوا ِب ِه أ َ ْو َال تُؤْ ِمنُوا ۚۚ ِإ َّن الَّذِينَ أُوتُوا‬ ‫نز ً‬‫ث َون ََّز ْلنَاهُ ت َ ِ‬ ‫علَ ٰى ُم ْك ٍ‬ ‫اس َ‬ ‫علَى النَّ ِ‬ ‫ِلت َ ْق َرأَهُ َ‬
‫س ْب َحانَ َر ِبّنَا ِإن َكانَ َو ْع ُد‬ ‫س َّجدًا ﴿‪َ ﴾٦١١‬ويَقُولُونَ ُ‬ ‫ان ُ‬ ‫ْال ِع ْل َم ِمن قَ ْب ِل ِه ِإذَا يُتْلَ ٰى َعلَ ْي ِه ْم يَ ِخ ُّرونَ ِل ْأل َ ْذقَ ِ‬
‫عا ۩ ﴿‪ ﴾٦١٨‬االسراء )‪ .‬هنا‬ ‫شو ً‬ ‫ان يَ ْب ُكونَ َويَ ِزي ُد ُه ْم ُخ ُ‬ ‫وال ﴿‪َ ﴾٦١٨‬ويَ ِخ ُّرونَ ِل ْأل َ ْذقَ ِ‬ ‫َر ِبّنَا لَ َم ْفعُ ً‬
‫حديث عن القرآن الكريم ‪ ،‬ثم بعده حديث عن العلماء المؤمنين من أهل الكتاب ‪ ،‬حين تُلى‬
‫خروا لألذقان س ّجدا ‪ ،‬بمثل ما فعل السبعون رجال الذين حضروا ميقات‬ ‫عليهم القرآن الكريم ّ‬
‫ربهم مع موسى ‪ ،‬ورفع هللا جل وعال فوقهم جبل الطور ‪ ،‬وشاهده فوق رءوسهم فكانوا‬
‫يسجدون على أذقانهم وهم ينظرون هلعا للجبل المرفوع فوقهم ( َو ِإ ْذ نَت َ ْقنَا ْال َجبَ َل فَ ْوقَ ُه ْم َكأَنَّهُ‬
‫ظنُّوا أَنَّهُ َواقِ ٌع بِ ِه ْم ) ﴿‪ ﴾٦١٦‬اآلعراف ) أولئك العلماء المؤمنون إستعادوا نفس اللحظة‬ ‫ظلَّةٌ َو َ‬ ‫ُ‬
‫وتذكروها فخروا لألذقان سجدا يبكون ‪ ،‬إذ عاشوا وقت تحقق الوعد الذى وعد به رب العزة‬
‫من قبل ‪ .‬هؤالء لم يأت في ذكرهم رؤية النبى دمحم بشخصه ‪ ،‬وإنما المفهوم أن القرآن قد تُلى‬
‫عليهم ‪ .‬أي هو الكتاب ‪ .‬وحتى لو كان النبى هو الذى تاله عليهم فإن إيمانهم هو بالكتاب الذى‬
‫تاله النبى دمحم عليهم ‪.‬‬
‫ع َرفُوا ِمنَ‬ ‫يض ِمنَ الد َّْم ِع ِم َّما َ‬ ‫سو ِل ت َ َر ٰى أ َ ْعيُنَ ُه ْم ت َ ِف ُ‬ ‫نز َل ِإلَى َّ‬
‫الر ُ‬ ‫س ِمعُوا َما أ ُ ِ‬ ‫‪ 2‬ـ ( َو ِإذَا َ‬
‫شا ِهدِينَ ﴿‪َ ﴾٨٣‬و َما لَنَا َال نُؤْ ِم ُن بِاللَّـ ِه َو َما َجا َءنَا ِمنَ ْال َح ّ ِ‬
‫ق‬ ‫ق ۖۚ يَقُولُونَ َربَّنَا آ َمنَّا فَا ْكت ُ ْبنَا َم َع ال َّ‬ ‫ْال َح ّ ِ‬
‫ت ت َ ْج ِري ِمن ت َ ْحتِ َها‬ ‫صا ِل ِحينَ ﴿‪ ﴾٨٨‬فَأَثَابَ ُه ُم اللَّـهُ بِ َما قَالُوا َجنَّا ٍ‬ ‫َط َم ُع أَن يُ ْد ِخلَنَا َربُّنَا َم َع ْالقَ ْو ِم ال َّ‬ ‫َون ْ‬
‫ار خَا ِلدِينَ فِي َها ۚۚ َو ٰذَ ِل َك َجزَ ا ُء ْال ُم ْح ِسنِينَ ﴿‪ ﴾٨٢‬المائدة )‪ .‬هنا مؤمنون ( سمعوا ما أنزل‬ ‫ْاأل َ ْن َه ُ‬
‫الى الرسول دمحم ) ‪ .‬سواء كان النبى هو الذى أسمعهم أو كان غيره ‪ ،‬فإن المسموع هو القرآن‬
‫الكريم ‪ ،‬فأعلنوا إيمانهم ليس ب ( دمحم ) ولكن ( ب ) ( هللا) و( ب) ما جاءهم من الحق‪ ،‬أي‬
‫إيمانهم ب ( القرآن الكريم ) ‪.‬‬
‫الملمح الثالث ‪ :‬دعوة أهل الكتاب ألن بؤمنوا ليس بدمحم ‪ ،‬ولكن ب ( القرآن الكريم ) الذى نزل‬
‫مصدقا ومؤيدا لما معهم ‪.‬‬
‫قال جل وعال لهم ‪:‬‬
‫يال‬ ‫ص ِ ّدقًا ِلّ َما َمعَ ُك ْم َو َال ت َ ُكونُوا أ َ َّو َل َكا ِف ٍر ِب ِه َو َال ت َ ْشت َ ُروا ِبآيَا ِتي ث َ َمنًا قَ ِل ً‬ ‫‪ 1‬ـ ( َو ِآمنُوا ِب َما أَنزَ ْلتُ ُم َ‬
‫ون ﴿البقرة‪﴾٨٦ :‬‬ ‫َّاي فَاتَّقُ ِ‬‫َوإِي َ‬
‫ص ِ ّدقًا ِلّ َما َمعَ ُكم ) ﴿النساء‪﴾٨١ :‬‬ ‫اب ِآمنُوا بِ َما ن ََّز ْلنَا ُم َ‬ ‫‪ 2‬ـ ( يَا أَيُّ َها الَّذِينَ أُوتُوا ْال ِكت َ َ‬
‫وقال جل وعال عن الكافرين منهم ب ( القرآن ) ‪:‬‬
‫علَ ْينَا َويَ ْكفُ ُرونَ بِ َما َو َرا َءهُ َو ُه َو‬ ‫نز َل َ‬ ‫‪ 1‬ـ( َوإِذَا ِقي َل لَ ُه ْم ِآمنُوا بِ َما أَنزَ َل اللَّـهُ قَالُوا نُؤْ ِم ُن بِ َما أ ُ ِ‬
‫ص ِ ّدقًا ِلّ َما َمعَ ُه ْم ) ﴿البقرة‪﴾٨٦ :‬‬ ‫ْال َح ُّق ُم َ‬
‫اب‬‫اب ِكت َ َ‬ ‫يق ِ ّمنَ الَّذِينَ أُوتُوا ْال ِكت َ َ‬ ‫ّق ِلّ َما َمعَ ُه ْم نَبَذَ فَ ِر ٌ‬ ‫ص ِد ٌ‬‫سو ٌل ِ ّم ْن ِعن ِد اللَّـ ِه ُم َ‬ ‫‪ 2‬ـ ( َولَ َّما َجا َء ُه ْم َر ُ‬
‫ور ِه ْم َكأَنَّ ُه ْم َال يَ ْعلَ ُمونَ ﴿‪ ﴾٦١٦‬البقرة )‬ ‫ظ ُه ِ‬ ‫اللَّـ ِه َو َرا َء ُ‬
‫ض ۖۚ َال‬ ‫ت َو ْاأل َ ْر ِ‬ ‫س َم َاوا ِ‬ ‫سو ُل اللَّـ ِه ِإلَ ْي ُك ْم َج ِميعًا الَّذِي لَهُ ُم ْلكُ ال َّ‬ ‫اس ِإنِّي َر ُ‬ ‫ثالثا ‪ ( :‬قُ ْل يَا أَيُّ َها النَّ ُ‬
‫ِإلَ ٰـهَ ِإ َّال ُه َو ي ُْح ِيي َوي ُِميتُ )‬
‫‪ 1‬ـ هذا عن عمومية الرسالة اإللهية الخاتمة ‪ ،‬وأنها للجميع ‪ ،‬حتى لإلنس والجن ‪ ،‬من عهد‬
‫خاتم النبيين الى آخر جيل من البشر ‪ ،‬إذ نزل القرآن مصدقا لكل ما جاء من رساالت إالهية ‪،‬‬
‫علَ ٰى‬ ‫ص َ‬ ‫ويقص على بنى إسرائيل أكثر الذى هم فيه يختلفون ( إِ َّن َه ٰـذَا ْالقُ ْرآنَ يَقُ ُّ‬ ‫ُّ‬ ‫ومهيمنا عليها‬
‫بَنِي إِس َْرائِي َل أ َ ْكث َ َر الَّذِي ُه ْم فِي ِه يَ ْخت َ ِلفُونَ ﴿‪ ﴾١١‬النمل )‬
‫‪ 2‬ـ دمحم البشر هو محدود ومحدد بالزمان والمكان ‪ .‬بالزمان هو مولود عام كذا ومات في سنة‬
‫كذا ‪ ،‬وحين كان حيا يسعى قال له ربه جل وعال في خطاب مباشر له وعن خصومه يساوى‬
‫ّت َو ِإنَّ ُهم َّميِّتُونَ ﴿‪ ﴾٣١‬ث ُ َّم ِإنَّ ُك ْم يَ ْو َم‬ ‫بينهم في إستحقاق الموت والتخاصم يوم الحساب ‪ِ ( :‬إنَّ َك َميِ ٌ‬
‫ص ُمونَ ﴿‪ ﴾٣٦‬الزمر )‪ .‬أي هو مجرد رسول مصيره الموت ‪ ،‬قال جل‬ ‫ْال ِقيَا َم ِة ِعن َد َر ِبّ ُك ْم ت َ ْخت َ ِ‬
‫ات أ َ ْو قُتِ َل انقَلَ ْبت ُ ْم َ‬
‫علَ ٰى‬ ‫س ُل ۚۚ أَفَإِن َّم َ‬ ‫الر ُ‬ ‫ت ِمن قَ ْب ِل ِه ُّ‬ ‫سو ٌل قَ ْد َخلَ ْ‬ ‫وعال ‪َ ( :‬و َما ُم َح َّم ٌد ِإ َّال َر ُ‬
‫شا ِك ِرينَ ﴿‪َ ﴾٦٨٨‬و َما‬ ‫سيَ ْج ِزي اللَّـهُ ال َّ‬ ‫ش ْيئًا ۚ َو َ‬ ‫ض َّر اللَّـهَ َ‬ ‫ع ِقبَ ْي ِه فَلَن يَ ُ‬ ‫أ َ ْعقَا ِب ُك ْم ۚۚ َو َمن يَنقَلِبْ َعلَ ٰى َ‬
‫وت ِإ َّال ِبإِ ْذ ِن اللَّـ ِه ِكتَابًا ُّم َؤ َّج ًال ۚ) ﴿‪ ﴾٦٨٢‬آل عمران )‪ .‬ليس خالدا كما يزعم‬ ‫َكانَ ِلنَ ْف ٍس أَن ت َ ُم َ‬
‫ت فَ ُه ُم‬ ‫الدمحميون حياته في قبره ‪ .‬قال له جل وعال ‪َ ( :‬و َما َجعَ ْلنَا ِلبَش ٍَر ِ ّمن قَ ْب ِل َك ْال ُخ ْل َد ۖۚ أَفَإِن ِ ّم َّ‬
‫ش ِ ّر َو ْال َخي ِْر فِتْنَةً ۖۚ َوإِلَ ْينَا ت ُ ْر َجعُونَ ﴿‪﴾٣٢‬‬ ‫ت ۚ َونَ ْبلُو ُكم بِال َّ‬ ‫ْالخَا ِلدُونَ ﴿‪ُ ﴾٣٨‬ك ُّل نَ ْف ٍس ذَائِقَةُ ْال َم ْو ِ‬
‫األنبياء )‬
‫ثم هو محدود محدد في المكان ‪ ،‬ال علم له بالشعوب األخرى في وقته من الصين واليابان الى‬
‫سكان األمريكيتين‪.‬‬
‫‪ 3‬ـ بالتالى فإن القرآن ( وليس دمحم ) هو الذى يكون ‪:‬‬
‫‪ ( : 1 / 3‬رحمة ) للعالمين الذين يتبعونه ‪ ،‬من عهد النبى الى الجميع في كل زمان ومكان ‪.‬‬
‫َاك ِإ َّال َر ْح َمةً‬‫س ْلن َ‬
‫عا ِبدِينَ ﴿‪َ ﴾٦١١‬و َما أ َ ْر َ‬ ‫غا ِلّقَ ْو ٍم َ‬ ‫قال جل وعال ( ِإ َّن فِي َه ٰـذَا لَبَ َال ً‬
‫ِلّ ْلعَالَ ِمينَ ﴿‪ ﴾٦١١‬األنبياء )‬
‫ع ْب ِد ِه ِليَ ُكونَ‬ ‫علَ ٰى َ‬ ‫ار َك الَّذِي ن ََّز َل ْالفُ ْرقَانَ َ‬ ‫‪ : 2 / 3‬نذيرا للعالمين أيضا ‪ .‬قال جل وعال ‪ ( :‬تَبَ َ‬
‫يك ِفي ْال ُم ْل ِك‬ ‫ض َولَ ْم يَت َّ ِخ ْذ َولَدًا َولَ ْم يَ ُكن لَّهُ ش َِر ٌ‬ ‫ت َو ْاأل َ ْر ِ‬ ‫س َم َاوا ِ‬ ‫ِيرا ﴿‪ ﴾٦‬الَّذِي لَهُ ُم ْلكُ ال َّ‬ ‫ِل ْلعَالَ ِمينَ نَذ ً‬
‫ِيرا ﴿‪ ﴾٥‬الفرقان )‬ ‫َيءٍ فَقَد ََّرهُ ت َ ْقد ً‬ ‫َو َخلَقَ ُك َّل ش ْ‬
‫سو ُل اللَّـ ِه ِإلَ ْي ُك ْم َج ِميعًا الَّذِي‬ ‫اس إِنِّي َر ُ‬ ‫‪ 4‬ـ وقوله جل وعال في سورة األعراف ‪ ( :‬قُ ْل يَا أَيُّ َها النَّ ُ‬
‫ض ۖۚ َال إِلَ ٰـهَ إِ َّال ُه َو ي ُْحيِي َوي ُِميتُ ) يعززه قوله جل وعال ‪َ ( :‬و َما‬ ‫ت َو ْاأل َ ْر ِ‬ ‫س َم َاوا ِ‬ ‫لَهُ ُم ْلكُ ال َّ‬
‫اس َال يَ ْعلَ ُمونَ ﴿‪ ﴾٥٨‬سبأ )‪ .‬فهو ُمرسل‬ ‫ِيرا َولَ ٰـ ِك َّن أ َ ْكث َ َر النَّ ِ‬
‫يرا َونَذ ً‬ ‫اس بَ ِش ً‬ ‫س ْلن َ‬
‫َاك إِ َّال َكافَّةً ِلّلنَّ ِ‬ ‫أ َ ْر َ‬
‫بالقرآن الكريم ‪.‬‬
‫‪ 5‬ـ أكثر من هذا ‪ .‬فالقرآن الكريم هو الرسالة للجن ‪ .‬هللا جل وعال أرسل نفرا من الجن الى‬
‫النبى دمحم يسمعون القرآن ‪ .‬لم يرسلهم اليه ليسمعوا أخباره الشخصية بل القرآن ‪ ،‬وهو لم يرهم‬
‫‪ ،‬ألنه ال يستطيع ذلك ‪ .‬وقد آمنوا ثم عادوا الى قومهم منذرين ‪ .‬قال جل وعال ‪:‬‬
‫س ِم ْعنَا قُ ْرآنًا َع َجبًا ﴿‪ ﴾٦‬يَ ْهدِي ِإلَى‬ ‫ي أَنَّهُ ا ْست َ َم َع نَفَ ٌر ِ ّمنَ ْال ِج ِّن فَقَالُوا ِإنَّا َ‬ ‫ي ِإلَ َّ‬ ‫وح َ‬ ‫‪ ( : 1 / 5‬قُ ْل أ ُ ِ‬
‫احبَةً َو َال َولَدًا ﴿‪﴾٣‬‬ ‫ص ِ‬‫الر ْش ِد فَآ َمنَّا ِب ِه ۖۚ َولَن نُّ ْش ِر َك ِب َر ِبّنَا أ َ َحدًا ﴿‪َ ﴾٥‬وأَنَّهُ تَعَالَ ٰى َج ُّد َر ِبّنَا َما ات َّ َخ َذ َ‬ ‫ُّ‬
‫سا َو َال َر َهقًا ﴿‪﴾٦٣‬‬ ‫س ِم ْعنَا ْال ُه َد ٰى آ َمنَّا ِب ِه ۖۚ فَ َمن يُؤْ ِمن ِب َر ِبّ ِه فَ َال يَخ ُ‬
‫َاف بَ ْخ ً‬ ‫الجن) ( َوأَنَّا لَ َّما َ‬
‫الجن )‬
‫نصتُوا ۖۚ فَلَ َّما‬ ‫ض ُروهُ قَالُوا أ َ ِ‬ ‫ص َر ْفنَا إِلَي َْك نَفَ ًرا ِ ّمنَ ْال ِج ِّن يَ ْست َ ِمعُونَ ْالقُ ْرآنَ فَلَ َّما َح َ‬ ‫‪َ ( : 2 / 5‬وإِ ْذ َ‬
‫ص ِ ّدقًا‬ ‫س ٰى ُم َ‬ ‫نز َل ِمن بَ ْع ِد ُمو َ‬ ‫س ِم ْعنَا ِكتَابًا أ ُ ِ‬‫ي َولَّ ْوا ِإلَ ٰى قَ ْو ِم ِهم ُّمنذ ِِرينَ ﴿‪ ﴾٥٨‬قَالُوا يَا قَ ْو َمنَا إِنَّا َ‬ ‫ض َ‬ ‫قُ ِ‬
‫ي اللَّـ ِه َو ِآمنُوا بِ ِه‬
‫ق ُّم ْست َ ِق ٍيم ﴿‪ ﴾٣١‬يَا قَ ْو َمنَا أ َ ِجيبُوا َدا ِع َ‬ ‫ط ِري ٍ‬ ‫ق َو ِإلَ ٰى َ‬‫ِلّ َما بَيْنَ يَ َد ْي ِه يَ ْهدِي ِإلَى ْال َح ّ ِ‬
‫ْس بِ ُم ْع ِج ٍز فِي‬ ‫ي اللَّـ ِه فَلَي َ‬
‫ب أ َ ِل ٍيم ﴿‪َ ﴾٣٦‬و َمن َّال ي ُِجبْ َدا ِع َ‬ ‫عذَا ٍ‬‫يَ ْغ ِف ْر لَ ُكم ِ ّمن ذُنُوبِ ُك ْم َوي ُِج ْر ُكم ِ ّم ْن َ‬
‫ين ﴿‪ ﴾٣٥‬االحقاف )‪.‬‬ ‫ْس لَهُ ِمن دُونِ ِه أ َ ْو ِليَا ُء ۚۚ أُولَ ٰـئِ َك ِفي َ‬
‫ض َال ٍل ُّم ِب ٍ‬ ‫ض َولَي َ‬ ‫ْاأل َ ْر ِ‬

‫ا‬
‫)‪ (2‬التعليقات‬
‫‪ Ben Levante‬تعليق بواسطة ‪1‬‬ ‫في الخميس ‪ 23‬يناير ‪2222‬‬
‫]‪[91771‬‬

‫االيمان بمحد‬

‫السالم عليكم‬
‫أوالً ‪ :‬ما أفهمه تحت مصطلح االيمان بـ‪ :‬هو االقتناع بـ أو الوثوق بـ أو اليقين بـ أو االعتقاد‬
‫ما يحصل االقتناع أو )‪ (information‬بـ‪ ،‬وكل هذه العبارات توحي بأن هناك معلومية‬
‫االعتقاد بها أو الوثوق بحصحتها‪ .‬عندما أقول أنني آمن (أعتقد‪ ،‬أثق‪ )..،‬بشخص فأنا آمن بما‬
‫يقوله هذا الشخص أو بصحة ما يفعله أو بصفة له أو بعلومية عنه‪ ،‬وليس بذات الشخص‪ ،‬حتى‬
‫االيمان باهلل هو ايمان بصفات هللا أو بحديثه أو بمعلومية عنه‪ .‬باختصار‪ ،‬مصطلح االيمان هو‬
‫االيمان بماذا وليس االيمان بمن‪ .‬فخلف االيمان بـشخص تكمن معلومات عن هذا الشخص‬
‫‪.‬وليس الشخص ذاته‪ ،‬وااليمان بذات الشخص فقط التعني لغويا ً شيء‬
‫ثانيا ً‪ :‬االيمان بدمحم كرسول هو االيمان بالرسالة التي جاء بها أو‪ ،‬مع افتراض أنه رسول هللا‪،‬‬
‫االيمان بما أوحي إليه‪ .‬هذا شيء سليم ال غبار عليه‪ .‬الخالف مع (السلف الصالح) هو‪ :‬ماذا‬
‫‪.‬اوحي إليه؟ أنت وأنا نقول أنه القرآن وأصحابنا يقولون أن القرآن هو جزء من هذا الوحي‬
‫ثالثا ً‪ :‬العنوان "من آمن بدمحم فقد كفر" يفترض إذا ً الجتناب الكفر عدم االيمان بمحد‪ ،‬أي (حسب‬
‫ماذكرت باالعلى) بكل المعلومات التي وردت عنه ومن ضمنها بعثه كرسول‪ .‬أنا أعلم أنكم ال‬
‫تقصدون هذا‪ ،‬لكن العنوان يوحي به‪ ،‬خاصة لمن يريد االصطياد بالماء العكر‬

‫عثمان دمحم علي تعليق بواسطة ‪2‬‬ ‫في الخميس ‪ 23‬يناير ‪2222‬‬
‫]‪[91772‬‬

‫‪.‬وال يعصينك فى معروف‬

‫يا ايها النبي اذا جاءك ((‪ .‬أعتقد أن هذه اآلية الكريمة تُساعد فى تقريب فهم الموضوع أيضا‬
‫المؤمنات يبايعنك على ان ال يشركن باهلل شيئا وال يسرقن وال يزنين وال يقتلن اوالدهن وال‬
‫في معروف فبايعهن واستغفر لهن هللا يعصينك ياتين ببهتان يفترينه بين ايديهن وارجلهن وال‬
‫ان هللا غفور رحيم ))‪.‬فجملة (وال يعصينك فى معروف ) تؤكد على أن اإليمان بالنبى عليه‬
‫السالم حين يأمر بالمعروف أىحين يكون ناطقا بالرسالة وليس فى كل حال ‪.‬فلربما يكون فى‬
‫غير حال النبوة يأمر بشىء غير صجيج أو الخبرة الدنيوية تُخبر أنه فير فعال أو غير صحيح‬
‫فال طاعة له ُهنا فيه ألنه نطق به وأمر وهو دمحم بن عبدهللا وليس دمحم نبى هللا ورسوله ‪...‬‬
‫وبالتالى فاإليمان يكون بنبوته ورسالته حين ينطق بها ويأمر بها ‪.‬‬

‫المقال الثالث‬
‫‪ :‬اإليمان ليس بشخص دمحم‪ ،‬ولكن بما ( أنزل على دمحم)‬
‫( ‪ ( 3‬من آمن ب ( دمحم ) فقد كفر‪ ..‬مشكلة البشرية في النبى الرسول‬
‫آحمد صبحي منصور في الخميس ‪ 23‬يناير ‪2222‬‬
‫من آمن ب ( دمحم ) فقد كفر‪.‬‬
‫اإليمان ليس بشخص دمحم‪،‬ولكن بما ( أنزل على دمحم)‬
‫مشكلة البشرية في النبى الرسول ( ‪) 3‬‬
‫مقدمة‬
‫‪ 1‬ـ الدمحميون الذين يؤلهون ( دمحما ) يرفضون تخيله بشرا مثلهم ‪ .‬المسيحيون الذين يؤلهون‬
‫المسيح يرفضون تخيله بشرا مثلهم ‪ .‬المؤمنون باهلل جل وعال وحده إالها ال شريك له‬
‫يتصورون دمحما بشرا مثلهم ويتصورون المسيح بشرا مثلهم ‪.‬‬
‫‪ 2‬ـ الكافرون في األمم السابقة كفروا بما أنزل هللا جل وعال على األنبياء والرسل ألنهم‬
‫رفضوا أن يكون األنبياء والرسل بشرا مثلهم ‪ .‬هم يتصورون أن الرسول ‪ /‬النبى ال بد أن‬
‫يكون اسمى من البشر ‪.‬‬
‫‪ 3‬ـ هذه هي مشكلة ( البشرية ) في األنبياء والرسل ‪ .‬ونعطى بعض تفصيل ‪.‬‬
‫أوال ‪ :‬األنبياء ‪ /‬الرسل و ( الرهز )‪.‬‬
‫‪ 1‬ـ الرهز يعنى حركة الرجل في عملية الجماع الجنسى ‪ .‬وفى العصر العباسى عبّرت جارية‬
‫( محترفة ) عن معنى الحب ‪ ،‬وهى ال تراه إال في ممارسة عنيفة للجنس ‪ .‬قالت ‪:‬‬
‫ما الحب إال تقبيل وضم وجر بالبطون على البطون‬
‫وأخذ بالمناكب والقرون‬ ‫و رهز تهمل العينان منه‬
‫سنفلتُ من إغراء الشرح لهذا الشعر المؤلم المثير حرصا على قلوب العذارى ‪!.‬‬
‫وندخل في عالقته بموضوعنا ‪ ،‬ونتكلم بصراحة قاسية ‪.‬‬
‫لكى يُنجب الرجل ال بد أن يمارس الجنس مع انثى ‪ ،‬وال بد أن ينتصب عضوه الذكرى ‪ ،‬حتى‬
‫يقذف المنى بآالف من الحيوانات المنوية الى أبعد مكان يقترب من البويضة ‪ ،‬ويصل واحد‬
‫منها الى البويضة فيلقحها ‪ .‬إنتصاب العضو الذكرى له مقدمات وله عالمات ‪ ،‬والرهز هو‬
‫حركة اإليالج دخوال وخروجا ‪ ،‬وما يتبع ذلك من تحول الذكر واألنثى الى حيوانات بشرية‬
‫يفقد فيها البشر إحترامهم ألنفسهم فيما ينطقون وفيما يفعلون ‪ .‬ثم ينتهى كل هذا باإلنزال ‪،‬‬
‫ويعود كل منهم الى حالته الطبيعية ‪.‬‬
‫ما نقوله هنا ال غبار عليه ‪ .‬لكن أن تتصور دمحما رسول هللا يفعله هنا يكون ( الغبار )‪ ،‬ليس‬
‫مجرد غبار ‪ ،‬بل عاصفة من الغبار ‪ .‬ال يمكن للدمحميين أن يتصوروا إالههم دمحما يمارس‬
‫الجنس ‪ ،‬وقضيبه منتصب ‪ ،‬ويقوم ب ( الرهز ) ويتكلم ( الرفث ) أي الفاحش من القول مع‬
‫زوجته وقتها ‪ .‬يمكن للدمحميين تخيل آبائهم يفعلون هذا ألنهم ال يعبدون آباءهم ‪ ،‬لكن يستحيل‬
‫هذا مع إالههم الذى اسموه دمحما ‪.‬‬
‫هم بهذا يكفرون بالقرآن الكريم وما قاله عن بشرية األنبياء في موضوع الجماع الجنسى‪ .‬قال‬
‫س ًال ِ ّمن قَ ْب ِل َك َو َجعَ ْلنَا لَ ُه ْم أ َ ْز َوا ًجا َوذُ ِ ّريَّةً) ﴿‪ ﴾٣٨‬الرعد )‪ .‬كانت لهم‬
‫س ْلنَا ُر ُ‬
‫جل وعال ‪َ ( :‬ولَقَ ْد أ َ ْر َ‬
‫أزواج للنكاح الجنسى وليس لعرضهن تماثيل في الصالون ‪ .‬ومنهن جاءت الذرية ‪ ،‬ليس بأن‬
‫يلقى الرسول قصيدة شعرية في أُذُن الزوجة فتحمل وتلد ‪ ،‬ولكن بأن يولج قضيبه الذكرى‬
‫المنتصب في عضوها األنثوى داخال خارجا ( أي الرهز ) حتى يُنزل ‪ .‬وبهذا يكون له ذرية ‪.‬‬
‫أليس كذلك ؟ هو كذلك ‪.‬‬
‫وبهذا كان للنبى نوح ( ولد ) مذكور في القرآن الكريم ‪ ،‬وكان البراهيم ولدين إسماعيل‬
‫وإسحاق ‪ ،‬وتزوج موسى وحملت منه زوجته ‪ ،‬وتمنى زكريا أن يكون له ولد ‪ .‬كل هذا كان‬
‫بنكاح جنسى مجنون ‪ ،‬وليس عبر االتصاالت واالنترنت ‪ . !.‬أليس كذلك ؟ هو كذلك ‪!.‬‬
‫‪ 2‬ـ وما ينطبق على األنبياء السابقين ينطبق على خاتمهم عليهم جميعا السالم ‪ .‬كانت ليس‬
‫زوجة واحدة بل زوجات ‪ ،‬وكانت له بنات وليس بنتا واحدة ‪ .‬وقاسى من زوجاته الكثير مما‬
‫إستدعى نزول وحى في إنذارهن ‪ ،‬جاء في سورتى األحزاب والتحريم ‪ ،‬وكان مع وجود‬
‫زوجاته يعجبه ُحسن النساء الجميالت ‪ .‬في هذا كله نقرأ قوله جل وعال ‪:‬‬
‫ٰ‬ ‫اء ْال ُمؤْ ِمنِينَ يُ ْدنِينَ َ‬
‫علَ ْي ِه َّن ِمن َج َال ِبيبِ ِه َّن ۚۚ ذَ ِل َك‬ ‫س ِ‬ ‫اج َك َوبَنَاتِ َك َو ِن َ‬ ‫ي قُل ِ ّأل َ ْز َو ِ‬ ‫‪ ( : 1 / 2‬يَا أَيُّ َها النَّبِ ُّ‬
‫ورا َّر ِحي ًما ﴿‪ ﴾٢٨‬األحزاب )‬ ‫غفُ ً‬‫أ َ ْدن َٰى أَن يُ ْع َر ْفنَ فَ َال يُؤْ ذَيْنَ ۚ َو َكانَ اللَّـهُ َ‬
‫ت فَ َال ُجنَا َح‬ ‫عزَ ْل َ‬‫ْت ِم َّم ْن َ‬ ‫‪ ( : 2 / 2‬ت ُ ْر ِجي َمن تَشَا ُء ِم ْن ُه َّن َوتُؤْ ِوي ِإلَي َْك َمن تَشَا ُء ۖۚ َو َم ِن ا ْبتَغَي َ‬
‫علَي َْك ۚۚ ٰذَ ِل َك أ َ ْدن َٰى أَن تَقَ َّر أ َ ْعيُنُ ُه َّن َو َال يَ ْحزَ َّن َويَ ْر َ‬
‫ضيْنَ ِب َما آت َ ْيت َ ُه َّن ُكلُّ ُه َّن ۚۚ َواللَّـهُ يَ ْعلَ ُم َما فِي‬ ‫َ‬
‫ع ِلي ًما َح ِلي ًما ﴿‪ ﴾٢٦‬األحزاب )‬ ‫َّ‬
‫قُلُو ِب ُك ْم ۚۚ َو َكانَ اللـهُ َ‬
‫اج َولَ ْو أ َ ْع َجبَ َك ُح ْسنُ ُه َّن ِإ َّال َما‬
‫سا ُء ِمن بَ ْع ُد َو َال أَن تَبَ َّد َل ِب ِه َّن ِم ْن أ َ ْز َو ٍ‬ ‫‪َّ ( : 3 / 2‬ال يَ ِح ُّل لَ َك ال ِنّ َ‬
‫َيءٍ َّر ِقيبًا ﴿‪ ﴾٢٥‬األحزاب )‪.‬‬ ‫علَ ٰى ُك ِّل ش ْ‬ ‫ت يَ ِمينُ َك ۚ َو َكانَ اللَّـهُ َ‬ ‫َملَ َك ْ‬
‫المؤمن باهلل جل وعال وحده إالها ال شريك معه يعرف أن دمحما كان يمارس الجنس مع زوجاته‬
‫مثل أي ذكر من البشر ‪ ،‬من مقدمات ( قبالت وضم وكالم فاحش في األذن وتالمس ولمس‬
‫ث لَّ ُك ْم فَأْتُوا َح ْرث َ ُك ْم أَنَّ ٰى ِشئْت ُ ْم ۖۚ َوقَ ِ ّد ُموا ِألَنفُ ِس ُك ْم ۚۚ َواتَّقُوا‬ ‫سا ُؤ ُك ْم َح ْر ٌ‬ ‫طبقا لقوله جل وعال ‪ ( :‬نِ َ‬
‫ش ِر ْال ُمؤْ ِمنِينَ ﴿‪ ﴾٥٥٣‬البقرة ) ‪ ،‬وبهذا يحدث إنتصاب ورهز‬ ‫اللَّـهَ َوا ْعلَ ُموا أَنَّ ُكم ُّم َالقُوهُ ۚ َوبَ ِ ّ‬
‫وإنزال ‪ ،‬أو كما قالت تلك الجارية المحترفة‬
‫ما الحب إال تقبيل وضم وجر بالبطون على البطون‬
‫وأخذ بالمناكب والقرون‬ ‫و رهز تهمل العينان منه‬
‫ولكن الدمحميين المؤلهين إلله أسموه دمحما يستحيل أن يتصوروا إالههم في هذه الحالة ‪.‬‬
‫‪ 3‬ـ هم بهذا التأليه لدمحم يساوونه باهلل جل وعال ‪ .‬فهو جل وعال ‪:‬‬
‫ص َم ُد ﴿‪ ﴾٥‬لَ ْم يَ ِل ْد َولَ ْم يُولَ ْد ﴿‪َ ﴾٣‬ولَ ْم يَ ُكن لَّهُ ُكفُ ًوا أ َ َح ٌد ﴿‪﴾٨‬‬ ‫‪ (: 1 / 3‬قُ ْل ُه َو اللَّـهُ أ َ َح ٌد ﴿‪ ﴾٦‬اللَّـهُ ال َّ‬
‫احبَةٌ ۖۚ َو َخلَقَ ُك َّل‬ ‫ص ِ‬‫ون لَهُ َولَ ٌد َولَ ْم ت َ ُكن لَّهُ َ‬ ‫ض ۖۚ أَنَّ ٰى يَ ُك ُ‬ ‫ت َو ْاأل َ ْر ِ‬ ‫س َم َاوا ِ‬ ‫‪ ( : 2 / 3‬بَدِي ُع ال َّ‬
‫ع ِلي ٌم ﴿‪ ﴾٦١٦‬االنعام )‬ ‫َيءٍ َ‬ ‫َيءٍ ۖۚ َو ُه َو بِ ُك ِّل ش ْ‬
‫ش ْ‬
‫احبَةً َو َال َولَدًا ﴿‪ ﴾٣‬الجن )‪.‬‬ ‫ص ِ‬‫‪َ (: 3 / 3‬وأَنَّهُ تَعَالَ ٰى َج ُّد َربِّنَا َما ات َّ َخذَ َ‬
‫تتحرج‬ ‫ّ‬ ‫إذن دعنا من حديث الخزعبالت والتبريرات والمحترزات ولندخل في الموضوع ‪ :‬هل‬
‫من تخيل النبى دمحم وهو يمارس الجنس كما يفعل أي ذكر من البشر ؟ إذا كنت تتحرج بنسبة‬
‫واحد في المائة فال يزال في قلبك مرض ‪ .‬أليس كذلك ؟ هو كذلك ‪!.‬‬
‫ثانيا ‪:‬‬
‫األنبياء ‪ /‬الرسل و ( الطعام والخراء والفُساء والضراط )‬
‫‪ 1‬ـ الطعام أبرز ما يعبّر عن إحتياج المخلوق للخالق جل وعال ‪ .‬لذا فهو أحد الفوارق األساس‬
‫بين الخالق جل وعال والمخلوقات ‪ .‬قال جل وعال ‪:‬‬
‫غي َْر اللَّـ ِه أَت َّ ِخذُ َو ِليًّا‬ ‫‪ : 1 / 1‬فيمن يعبد البشر والحجر من األولياء األحياء والموتى ‪ ( :‬قُ ْل أ َ َ‬
‫ُطعَ ُم ۚ قُ ْل إِنِّي أ ُ ِم ْرتُ أ َ ْن أ َ ُكونَ أ َ َّو َل َم ْن أ َ ْسلَ َم ۖۚ َو َال‬ ‫ُط ِع ُم َو َال ي ْ‬ ‫ض َو ُه َو ي ْ‬ ‫ت َو ْاأل َ ْر ِ‬ ‫س َم َاوا ِ‬ ‫اط ِر ال َّ‬‫فَ ِ‬
‫ت َ ُكون ََّن ِمنَ ْال ُم ْش ِركِينَ ﴿‪ ﴾٦٨‬االنعام ) ‪ .‬فاهلل جل وعال هو الذى يُطعم غيره وال يطعمه غيره ‪.‬‬
‫ق َو َما أ ُ ِري ُد أَن‬ ‫ُون ﴿‪َ ﴾٢١‬ما أ ُ ِري ُد ِم ْن ُهم ِ ّمن ِ ّر ْز ٍ‬ ‫نس ِإ َّال ِليَ ْعبُد ِ‬‫اإل َ‬ ‫‪ ( : 2 / 1‬وما َخلَ ْقتُ ْال ِج َّن َو ْ ِ‬
‫ون ﴿‪﴾٢١‬الذاريات )‪.‬‬ ‫ي ْ‬
‫ُط ِع ُم ِ‬
‫قصة الطعام مع المخلوقات لها ثالث مراحل ‪ :‬السعي للحصول عليه ‪ ،‬أكله وهضمه ‪ ،‬ثم‬
‫إخراجه ‪ .‬وفى كل مرحلة هو محتاج الى الخالق جل وعال ‪.‬‬
‫المرحلة األولى ‪ :‬الحصول على الطعام ‪:‬‬
‫‪ : 1‬الطعام هو أساس الرزق الذى يبقى به الكائن الحى على ( قيد الحياة ) وال بد أن يسعى‬
‫في سبيل الحصول عليه ‪ .‬قال جل وعال ‪:‬‬
‫شوا ِفي َمنَا ِك ِب َها َو ُكلُوا ِمن ِ ّر ْز ِق ِه ۖۚ َو ِإلَ ْي ِه‬ ‫ام ُ‬ ‫ض ذَلُ ً‬
‫وال فَ ْ‬ ‫‪ُ ( : 1 / 1‬ه َو الَّذِي َجعَ َل لَ ُك ُم ْاأل َ ْر َ‬
‫ور ﴿‪ ﴾٦٢‬ال ُملك )‪.‬‬ ‫ش ُ‬ ‫النُّ ُ‬
‫‪ : 2 / 1‬وقد ضمن هللا جل وعال الرزق لكل دابة تتحرك ‪ ،‬قال جل وعال ‪َ ( :‬و َما ِمن َدابَّ ٍة‬
‫ين ﴿‪ ﴾١‬هود )‬ ‫ب ُّمبِ ٍ‬ ‫ع َها ۚۚ ُك ٌّل فِي ِكتَا ٍ‬ ‫علَى اللَّـ ِه ِر ْزقُ َها َويَ ْعلَ ُم ُم ْستَقَ َّرهَا َو ُم ْست َ ْو َد َ‬ ‫ض إِ َّال َ‬ ‫فِي ْاأل َ ْر ِ‬
‫‪ : 3 / 1‬حتى لو كانت أميبا في جوف الصخر ‪ ،‬قال جل وعال ‪َ ( :‬و َكأَيِّن ِ ّمن َدابَّ ٍة َّال ت َ ْح ِم ُل‬
‫س ِمي ُع ْالعَ ِلي ُم ﴿‪ ﴾١١‬العنكبوت ) ‪ .‬وليست هناك مشكلة في‬ ‫ِر ْزقَ َها اللَّـهُ يَ ْر ُزقُ َها َو ِإيَّا ُك ْم ۚۚ َو ُه َو ال َّ‬
‫موضوع البحث عن الرزق ألن كل البشر يسعون للحصول على الرزق ‪.‬‬
‫المرحلة الثانية ‪:‬‬
‫‪ 1‬ـ المشكلة أنهم يتصورون أنهم في غنى عن رب العزة جل وعال في المرحلة الثانية ‪ ،‬وهى‬
‫أكل الطعام ‪ .‬يتصورون أنهم بقدرتهم الذاتية يأكلون الطعام ويهضمونه ‪ .‬ينسون أن هللا جل‬
‫وعال هو الذى يمسك بهذه المرحلة ‪ ،‬هو الذى ( يطعمهم ويسقيهم ) ‪ .‬قالها إبراهيم عليه السالم‬
‫ين ﴿‪ ﴾١٨‬الشعراء ) ‪ ،‬وقالها جل‬ ‫ُط ِع ُمنِي َويَ ْس ِق ِ‬ ‫ِين ﴿‪َ ﴾١٨‬والَّذِي ُه َو ي ْ‬ ‫‪ ( :‬الَّذِي َخلَقَنِي فَ ُه َو يَ ْهد ِ‬
‫ُطعَ ُم ) ‪.‬‬ ‫ُط ِع ُم َو َال ي ْ‬‫وعال عن ذاته جل وعال ‪َ ( :‬و ُه َو ي ْ‬
‫شأون وال يعقلون أن هذه السهولة هي بإرادة‬ ‫‪ 2‬ـ البشر بكل سهولة يأكلون ويشربون ويتج ّ‬
‫الرحمن ‪ .‬من الممكن ــ وبكل سهولة أيضا ــ أن يتسرب الطعام أو الشراب الى القصبة‬
‫الهوائية فيهلك االنسان ‪ .‬الذى يمسك بفتحة الطعام والشراب وفتحة التنفس هو الرحمن جل‬
‫وعال ‪ .‬تخيل نفسك وقد وقفت في حلقك شوكة سمك أو حبة فول ؟ الذى يمسك ويتحكم في‬
‫المرىء وفى المعدة والبنكرياس واألمعاء الدقيقة والغليظة والكليتين والكبد هو هللا جل وعال‬
‫وحده ‪ ،‬أي إن الجهاز الهضمى وما يتبعه ال يعمل بمشيئة البشر ولكن بمشيئة الخالق جل‬
‫وعال‪ .‬وكم يعانى البشر من أمراض هذا الجهاز وملحقاته ‪.‬‬
‫المرحلة الثالثة ‪:‬‬
‫‪ 1‬ـ المشكلة أيضا أنهم يتصورون أنهم في غنى عن رب العالمين جل وعال في عملية إخراج‬
‫والتبرز ال تحتاج فقط الى األجهزة الخاصة في‬ ‫ّ‬ ‫نفايات الطعام والماء بعد الهضم ‪ .‬التبول‬
‫الجسد ‪ ،‬ولكن تحتاج أيضا الى الجاذبية األرضية ‪ .‬تخيل لو عجزت عن التبول ؟ تخيل لو‬
‫عجزت عن التبرز وإحتجت الى عملية إلخراجه قبل أن يلوث األمعاء والمعدة والمرىء ؟‬
‫عسر التبول ‪ ،‬ومن‬ ‫وهذا أمر وارد ‪ .‬ن ّجانا هللا جل وعال منه ‪ .‬تحدث إرهاصات مرضية من ُ‬
‫االسهال واإلمساك ‪ ،‬هي إشارات إالهية للتنبيه للغافلين ‪ .‬وسبحانه جل وعال المتحكم في‬
‫َاصيَتِ َها) ﴿‪ ﴾٢١‬هود )‬ ‫آخذٌ ِبن ِ‬ ‫أجهزتنا الحيوية ‪َّ ( :‬ما ِمن َدابَّ ٍة ِإ َّال ُه َو ِ‬
‫‪ 2‬ـ ينظر البشر بتقزز الى عملية التبرز ( وملحقاته من خراء وضراط وفُساء ) والتبول ‪ ،‬مع‬
‫أنها الراحة وبدونها يكون الموت آجال أو عاجال ‪ .‬ليس هذا عجيبا ‪.‬‬
‫ويضرط ويُفسى‬ ‫ّ‬ ‫تصور أن دمحما كان يخرى‬ ‫ّ‬ ‫‪ 3‬ـ العجيب في الدمحميين الذين يستحيل عليهم‬
‫ويتجشأ ‪ .‬العجيب في المسيحيين الذين يستحيل عليهم أن يتصوروا أن المسيح كان يخرى‬
‫ويضرط ويُفسى ويتجشأ ‪.‬‬ ‫ّ‬
‫نحن ــ وعن عمد ــ نأتى باأللفاظ كما هي ليعرف القارىء وقعها في نفسه ‪ ،‬وهل في قلبه‬
‫مرض تأليه المسيح ودمحم أم ال ‪ .‬وبالمناسبة فهذه األلفاظ ( خراء ‪ ،‬ضراط ‪ ،‬فُساء ) هي عربية‬
‫فصيحة ‪ ،‬مثلها مثل ( الرهز )‪!.‬‬
‫‪ 4‬ـ الذى ال يعرفه الدمحميون أن الكفرة السابقين رفضوا أن يكون األنبياء بشرا يأكلون الطعام ‪،‬‬
‫وما يعنيه أكل الطعام من خراء وضراط وفُساء ‪.‬‬
‫‪ : 1 / 4‬قالها قوم عاد عن نبيهم هود عليه السالم ‪ ،‬رأوه بشرا مثلهم يأكل مما يأكلون ويشرب‬
‫مما يشربون فكفروا ألن الرسول يجب أن يكون إالها فوق مستوى البشر ال يخرى وال يفسى‬
‫يضرط ‪ .‬يقول جل وعال عن قوم عاد ‪َ ( :‬وقَا َل ْال َم َأل ُ ِمن قَ ْو ِم ِه الَّذِينَ َكفَ ُروا َو َكذَّبُوا ِب ِلقَ ِ‬
‫اء‬ ‫ّ‬ ‫وال‬
‫ْاآل ِخ َرةِ َوأَتْ َر ْفنَا ُه ْم فِي ْال َحيَاةِ ال ُّد ْنيَا َما َه ٰـذَا إِ َّال بَش ٌَر ِ ّمثْلُ ُك ْم يَأ ْ ُك ُل ِم َّما تَأ ْ ُكلُونَ ِم ْنهُ َويَ ْش َر ُ‬
‫ب ِم َّما‬
‫ت َ ْش َربُونَ ﴿ ‪﴿ ﴾٣٣‬المؤمنون )‪.‬‬
‫‪ : 2 / 5‬وقالتها قريش تتندّر على خاتم النبيين ألنه كان يسعى في طلب الرزق يأكل الطعام‬
‫ويمشى في األسواق ‪ ،‬وما يعنيه أكل الطعام من خراء وضراط وفُساء ‪ .‬قال رب العزة جل‬
‫نز َل ِإلَ ْي ِه َملَ ٌك‬‫ق لَ ْو َال أ ُ ِ‬
‫ام َويَ ْم ِشي فِي ْاألَس َْوا ِ‬ ‫سو ِل يَأ ْ ُك ُل َّ‬
‫الطعَ َ‬ ‫وعال عنهم ‪َ ( :‬وقَالُوا َما ِل َه ٰـذَا َّ‬
‫الر ُ‬
‫س ْلنَا قَ ْبلَ َك ِمنَ‬‫ِيرا ﴿الفرقان‪ . ﴾١ :‬وجاء الر ّد اإللهى عليهم ‪ ،‬وفى نهايته ‪َ (:‬و َما أ َ ْر َ‬ ‫فَيَ ُكونَ َمعَهُ نَذ ً‬
‫ق ) ﴿الفرقان‪ .﴾٥١ :‬أي كل المرسلين‬ ‫شونَ فِي ْاألَس َْوا ِ‬ ‫ام َويَ ْم ُ‬ ‫سلِينَ ِإ َّال ِإنَّ ُه ْم لَيَأ ْ ُكلُونَ َّ‬
‫الطعَ َ‬ ‫ْال ُم ْر َ‬
‫كانوا يأكلون الطعام ويخرج منهم الخراء والضراط والفُساء ‪ .‬أفال تعقلون ؟‬
‫‪ 8‬ـ نفس الحال مع المسيحيين ؛ يرفضون بكل قوة ( وبكل قسوة ) تصور أن المسيح وأمه‬
‫قرر رب العزة جل وعال‬ ‫مريم كانا يأكالن الطعام ‪ ،‬أي كانا يخريان ويضرطان ويفسوان ‪ّ .‬‬
‫ت ِمن‬ ‫سو ٌل قَ ْد َخلَ ْ‬ ‫وجالها لهم ولنا ‪ ،‬فقال جل وعال ‪َّ ( :‬ما ْال َم ِسي ُح اب ُْن َم ْريَ َم ِإ َّال َر ُ‬ ‫ّ‬ ‫هذه الجقيقة‬
‫ظ ْر أَنَّ ٰى‬‫ت ث ُ َّم ان ُ‬‫ْف نُبَيِ ُّن لَ ُه ُم ْاآليَا ِ‬
‫ظ ْر َكي َ‬ ‫ام ۚ ان ُ‬ ‫ْ‬
‫ص ِدّيقَةٌ ۖۚ َكانَا يَأ ُك َال ِن َّ‬ ‫س ُل َوأ ُ ُّمهُ ِ‬ ‫قَ ْب ِل ِه ُّ‬
‫الطعَ َ‬ ‫الر ُ‬
‫س ِمي ُع‬ ‫ض ًّرا َو َال نَ ْفعًا ۚۚ َواللَّـهُ ُه َو ال َّ‬ ‫ُون اللَّـ ِه َما َال يَ ْم ِلكُ لَ ُك ْم َ‬‫يُؤْ فَ ُكونَ ﴿‪ ﴾١٢‬قُ ْل أَت َ ْعبُدُونَ ِمن د ِ‬
‫ْالعَ ِلي ُم ﴿‪ ﴾١١‬المائدة ) ‪ ..‬أفال تعقلون ؟‬
‫تتحرج‬
‫ّ‬ ‫إذن دعنا من حديث الخزعبالت والتبريرات والمحترزات ولندخل في الموضوع ‪ :‬هل‬
‫من تخيل النبى دمحم وهو يخرى ويضرط ويفسى كما يفعل البشر ؟ إذا كنت تتحرج بنسبة واحد‬
‫في المائة فال يزال في قلبك مرض ‪ . .‬أليس كذلك ؟ هو كذلك ‪!.‬‬

‫)‪ (5‬التعليقات‬
‫عمر على دمحم تعليق بواسطة ‪1‬‬ ‫في الخميس ‪ 23‬يناير ‪2222‬‬
‫]‪[91773‬‬

‫اتفق واختلف معك‬

‫السالم عليكم‬
‫اتفق تماما معك يا دكتور احمد ان النبي دمحم خارج الرسالة هو بشر كباقي البشر يحدث له ما‬
‫‪:‬يحدث لغير البشر ولكن اختلف معك في هذة النقاط‬
‫كيف افترضت ان " الدمحميون " ال يعتقدون ان النبي يبول ويدخل الخالء؟ وانته كما تعلم ‪1-‬‬
‫قد افرد البخاري باب للبول قائما وجالسا وباب لدخول الخالء وباب للضراط والفساء ‪ .‬بل ان‬
‫هناك حديث رواه حذيفة وذكرة البخاري يزعم فيه و يصف وقوف النبي وتبولة واقفا على‬
‫سباطه اما صحابي اخر ‪.‬وهذا الحديث صحيح كما يسمونه ‪ .‬وكيف افترضت انهم ال يقولون‬
‫بانه كان يعاشر النساء وانته تعلم انهم يقولون انه كان يطوف على اهله في الليلة ‪ ..‬عدم ذكر‬
‫التفاصيل من خلع للمالبس وانتصاب للعضوي الذكري وايالجه هو من باب التأدب ‪ ،‬انا ال‬
‫استطيع التفكير بوالدي بعضو منتصب يغازل امي بكالم جنسي قبل االيالج فما الحاجة لي‬
‫بالتفكير بالنبي هكذا‬
‫ي ِ َو َال ‪2-‬‬ ‫ت النَّ ِب ّ‬‫ص ْو ِ‬ ‫ص َوات َ ُك ْم فَ ْوقَ َ‬ ‫التأدب مع النبي واجب " يَا أَيُّ َها الَّذِينَ آ َمنُوا َال ت َ ْرفَعُوا أ َ ْ‬
‫ط أ َ ْع َمالُ ُك ْم َوأ َ ْنت ُ ْم َال ت َ ْشعُ ُرونَ " ‪ .‬هذا فقط‬ ‫ض أ َ ْن ت َ ْحبَ َ‬ ‫ض ُك ْم ِلبَ ْع ٍ‬ ‫ت َ ْج َه ُروا لَهُ ِب ْالقَ ْو ِل َك َج ْه ِر بَ ْع ِ‬
‫لمجرد رفع الصوت‪ ..‬لماذا اتهم االخر بانه كافر لمجرد انه ال يريد ان يفكر بدمحم منتصب‬
‫! القضيب‬
‫ضا*‬ ‫ض ُك ْم بَ ْع ً‬ ‫اء بَ ْع ِ‬ ‫سو ِل بَ ْينَ ُك ْم َك ُد َع ِ‬ ‫الر ُ‬
‫عا َء َّ‬ ‫* َال ت َ ْجعَلُوا ُد َ‬
‫َّللا ‪3-‬‬ ‫سو ُل َّ ِ‬ ‫هللا سبحانه وتعالى علمنا كيف ننظر ونفكر بدمحم البشر فقال تعالى " ُم َح َّم ٌد َر ُ‬
‫َّللا َو ِرض َْوانًا‬ ‫س َّجدًا يَ ْبتَغُونَ فَض ًْال ِمنَ َّ ِ‬ ‫ار ُر َح َما ُء بَ ْينَ ُه ْم ت َ َرا ُه ْم ُر َّكعًا ُ‬ ‫علَى ْال ُكفَّ ِ‬ ‫َوالَّذِينَ َمعَهُ أ َ ِش َّدا ُء َ‬
‫اإل ْن ِجي ِل َكزَ ْرعٍ أ َ ْخ َر َج‬ ‫س ُجو ِد ذَ ِل َك َمثَلُ ُه ْم ِفي الت َّ ْو َرا ِة َو َمثَلُ ُه ْم ِفي ْ ِ‬ ‫ِسي َما ُه ْم ِفي ُو ُجو ِه ِه ْم ِم ْن أَث َ ِر ال ُّ‬
‫َّللاُ الَّذِينَ آ َمنُوا‬ ‫ع َد َّ‬ ‫ار َو َ‬ ‫ظ ِب ِه ُم ْال ُكفَّ َ‬
‫ع ِليَ ِغي َ‬ ‫ب ُّ‬
‫الز َّرا َ‬ ‫سوقِ ِه يُ ْع ِج ُ‬ ‫علَى ُ‬ ‫ظ فَا ْست َ َوى َ‬ ‫ش ْ‬
‫َطأ َهُ فَآزَ َرهُ فَا ْست َ ْغلَ َ‬
‫ع ِظي ًم ‪ .‬فقال لنا ان دمحم رسول هللا شديد على الكفار‬ ‫ت ِم ْن ُه ْم َم ْغ ِف َرة ً َوأ َ ْج ًرا َ‬ ‫صا ِل َحا ِ‬ ‫ع ِملُوا ال َّ‬ ‫َو َ‬
‫رحيم بين المؤمنين راكعا ساجدا يبتغي فضل من هللا ورضوان ‪.‬‬

‫آحمد صبحي منصور تعليق بواسطة ‪2‬‬ ‫في الجمعة ‪ 24‬يناير ‪2222‬‬
‫]‪[91774‬‬

‫شكرا استاذ عمر على دمحم ـ وأقول‬

‫ـ نحن أول من فضح إفتراءات البخارى وأئمة السنيين حول حياة النبى دمحم الجنسية ‪ ،‬وما‬
‫فيها من تناقض ‪ ،‬أحاديث تجعلة فى قوة ‪ 32‬رجال فى الجماع وأنه كان يمص لسان عائشة‬
‫واحاديث أخرى تزعم أنه شكى لجبريل ضعفه فى الوقاع فوصف له أكل الهريسة ‪ .‬بالتالى‬
‫‪ .‬حين كتبنا هذا المقال فلدينا علم بما قلناه‬
‫ـ نحن نكتب فى اإلصالح ليس للناس فى عصر الخلفاء ( من الراشدين الى العثمانيين ) ولكن‬
‫لالحياء فى عصرنا ‪ ،‬ممن نسميهم الدمحميين الذين تتمحور حياتهم الدينية حول إله أسموه دمحما ‪،‬‬
‫جعلوه شريكا هلل جل وعال فى شهادة االسالم وفى الصالة وفى الذكر وفى الدعاء وفى الحج ‪.‬‬
‫حتى تلونت بهذا أغانيهم من اغنية عبد الوهاب ( أغثنا أدركنا يا رسول هللا ) الى ليلى مراد (‬
‫يا رايحين للنبى الغالى ) ( شفاعة يا جد الحسنين )والكحالوى ( ألجل النبى تقبل صالتى على‬
‫النبى ) ‪ .‬هم الذين يحجون شوقا لتقديس القبر الرجسى فى المدينة ‪ .‬هم يتصورونه اإلله‬
‫األعظم مالك يوم الدين ‪ ،‬وبالتالى ال يتصورون النبى بشرا يمارس الجنس و ( ينعظ ) أى‬
‫ينتصب عضوه الذكرى ‪ .‬إستعملت عامدا كلمات ( التصور ‪ ،‬والتخيل ) فال يمكن لمن يؤمن‬
‫بإله أن يتخيله يمارس الجنس ويتبرز ويتبول ‪ .‬وحرصت على اإلتيان باأللفاظ صريحة‬
‫لتصدمهم ‪ ،‬ولتثبت أنهم فيما بينهم وبين أنفسهم يرفضون هذا التصور ‪ .‬ليس لهذا دخل‬
‫بإحترامك ألبيك وتحرجك من تصور هذا بين والديك ‪ ،‬لسبب بسيط أنك ال تؤله والديك ‪ ،‬وال‬
‫‪ .‬ترى سببا فى أن تفكر فيهما على هذا النحو‬
‫‪.‬ـ أما عن الموضوعات األخرى فهى فى خطة المقاالت القادمة‬
‫عمر على دمحم تعليق بواسطة ‪3‬‬ ‫في الجمعة ‪ 24‬يناير ‪2222‬‬
‫]‪[91775‬‬

‫شكرا جزيال للدكتور احمد‬

‫شكرا جزيال دكتور احمد على التوضيح وانا تلميذ صغير عندك واتفق معك تماما واقول انهم‬
‫ال يستطيعون تخيل البخاري رجل عادي مثلهم كان يبول ويغوط ويتجشا ويتفسا فكيف تريدهم‬
‫تخيل دمحم بن عبدهللا يفعلها ‪..‬اتمنى ان تكتب لنا مقالة عن المسكوت عنه في تاريخ البخاري‬
‫مثلما كتبت عن المسكوت عنه في عصر الخلفاء‬
‫في السبت ‪ 25‬يناير ‪ 2222‬سعيد علي تعليق بواسطة ‪4‬‬
‫]‪[91776‬‬

‫الرسل عليهم السالم أنفسهم يعترفون‬


‫ُ‬

‫عقلية عدم التصديق ببشر يتلقى وحيا من هللا جل و عال قديمة و العقل القديم كان ال يؤمن‬
‫بالمجرد و يؤمن بالمجسم لذا ترى طلبهم أشياء مجسمة ليؤمنوا بهذا الرسول حتى نبي هللا‬
‫موسى عليه السالم طلب أن ينظر إليه – سبحانه ‪ ( : -‬قال ربي أرني أنظر إليك ) ! فقال له‬
‫جل و عال ‪ ( :‬لن تراني ) لذا فالعقل القديم لم يدرك أن يكون أحد من البشر رسوال لذا يتكرر‬
‫سؤالهم ‪ ( :‬أبعث هللا بشرا رسوال ) ! و خاتم النبيين عليه السالم في معرض جوابه عن أسئلة‬
‫كفار قريش و أنه عليه السالم ال يمكن له تنفيذ ما طلبوه من ‪ ( :‬تفجير األرض ) ‪ ( ،‬جنة من‬
‫نخيل و عنب ) ‪ ( ،‬تسقط السماء عليهم كسفا ! ) و أكثر من ذلك فقد طلبوا أن ‪ ( :‬يأتي باهلل‬
‫عز و جل و المالئكة قبيال !!! ) أو يكون له ‪ ( :‬بيت من زخرف ) أو ( يرقى في السماء ) و‬
‫حتى لو رقى في السماء فلن يؤمنوا إال إذا جلب لهم كتابا يقرؤونه !! – هنا نفتح قوسا خارج‬
‫الرد ‪ ( :‬النبي عليه السالم لم يعرج للسماء و أنهم كانوا يقرؤون أي يعرفون القراءة ) أي أنهم‬
‫طلبوا أشياء مجسمة و عقلهم لم يدرك المجرد لذا كان جوابه عليه السالم ‪ ( :‬سبحان ربي هل‬
‫كنت إال بشرا رسوال ) هذا الجواب المختصر يخاطب العقل أوال بأنه بشر مثلهم و بالتالي‬
‫تسري عليه ما يسري على كل البشر مما ذكره الدكتور أحمد في مقاله و أن اإليمان بما نُزل‬
‫‪ .‬عليه و هو كتاب هللا جل و عال‬
‫و موسى عليه السالم عندما خاطب قومه و قال لهم ‪ ( :‬ألم يأتكم نبأ الذين من قبلكم قوم نوح و‬
‫عاد و ثمود و الذين من بعدهم ال يعلمهم إال هللا جاءتهم رسلهم بالبينات فردوا أيديهم في‬
‫أفواههم و قالوا إنا كفرنا بما أرسلتم به و إنا لفي شك مما تدعوننا إليه مريب ) و نفتح كذلك‬
‫قوس خارج موضوع الرد ‪ ( :‬ال يمكن لكتبه التاريخ أن يتحدثوا عن رسل هللا جل و عال الذين‬
‫أتوا من بعد نوح و عاد و ثمود ألن ذلك غيب ال يعلمه إال هللا جل و عال ) و الشاهد هنا أن‬
‫العقل القديم كان ال يؤمن إال بالمجسم الذي عبر عن القران الكريم بكلمة البينات و رغم ذلك‬
‫كفروا و عملية الشك المريب هي ديدنهم و أن كون هؤالء الرسل ( بشر مثلهم ) يجعل من‬
‫حجتهم بعدم اإليمان دائما الترديد لذا قالوا ‪ ( :‬إن أنتم إال بشر مثلنا ) و السبب الدائم التكرار‬
‫هو ‪ ( :‬تريدون أن تصدونا عما كان يعبد آباؤنا فأتونا بسلطان مبين ) و يأتي جواب الرسل و‬
‫هو ما يريد أن يوصله الدكتور أحمد ‪ ( :‬قالت لهم رسلهم إن نحن إال بشر مثلكم ) و الحق جل‬
‫و عال يجعل رسالته فيمن يصطفي و يختار لذا قالت الرسل ‪ ( :‬و لكن هللا يمن على من يشاء‬
‫‪ .‬من عبادة )‬
‫في السبت ‪ 25‬يناير ‪ 2222‬آحمد صبحي منصور تعليق بواسطة ‪5‬‬
‫]‪[91777‬‬

‫‪ :‬شكرا استاذ سعيد على وشكرا استاذ عمر على ‪ ،‬وأقول‬

‫إتفقتما فى ذكر ما سأذكره بالتفصيل فى مقاالت قادمة‪ .‬هذا دليل على أنه طالما أن منهج التدبر‬
‫‪ .‬القرآنى واحد فالنتائج واحدة‬
‫‪.‬سيأتى تفصيل فيما ذكرتماه‬
‫وفقنا هللا جل وعال الى ما يحبه جل وعال ويرضاه‪.‬‬

‫المقال الرابع‬
‫‪ :‬اإليمان ليس بشخص دمحم‪ ،‬ولكن بما ( أنزل على دمحم)‬
‫من آمن ب ( دمحم ) فقد كفر‪ ) 4 ( .‬النبى الرسول بشر يصيبه الضّرر ويمرض ويموت‬
‫آحمد صبحي منصور في السبت ‪ 25‬يناير ‪2222‬‬

‫أوال ‪ :‬الضُّر ‪:‬‬


‫في حياته ال بد أن يتعرض االنسان للضُّر ‪ ،‬ونضع بعض الحقائق القرآنية في موضوع (‬
‫الضُّر ) ‪:‬‬
‫‪ 1‬ـ اآللهة المصنوعة المزعومه الوهمية ( مثل دمحم والمسيح والحسين ) ال تملك لنفسها نفعا‬
‫ضرا ‪ .‬قال جل وعال ‪:‬‬
‫وال ّ‬
‫ض قُ ِل اللَّـهُ قُ ْل أَفَات َّ َخ ْذتُم ِ ّمن دُونِ ِه أ َ ْو ِليَا َء َال يَ ْم ِل ُكونَ‬ ‫ت َو ْاأل َ ْر ِ‬ ‫س َم َاوا ِ‬‫‪ (: 1 / 1‬قُ ْل َمن َّربُّ ال َّ‬
‫ور أ َ ْم‬ ‫الظلُ َماتُ َوالنُّ ُ‬ ‫ير أ َ ْم ه َْل ت َ ْست َ ِوي ُّ‬
‫ص ُ‬ ‫ض ًّرا قُ ْل ه َْل يَ ْست َ ِوي ْاأل َ ْع َم ٰى َو ْالبَ ِ‬ ‫ِألَنفُ ِس ِه ْم نَ ْفعًا َو َال َ‬
‫اح ُد‬‫َيءٍ َو ُه َو ْال َو ِ‬ ‫ش َر َكا َء َخلَقُوا َكخ َْل ِق ِه فَتَشَابَهَ ْالخ َْل ُق َعلَ ْي ِه ْم قُ ِل اللَّـهُ خَا ِل ُق ُك ِّل ش ْ‬ ‫َجعَلُوا ِللَّـ ِه ُ‬
‫ار ﴿الرعد‪﴾٦١ :‬‬ ‫ْالقَ َّه ُ‬
‫ض ًّرا‬ ‫ش ْيئًا َو ُه ْم ي ُْخلَقُونَ َو َال يَ ْم ِل ُكونَ ِألَنفُ ِس ِه ْم َ‬ ‫‪َ (: 2 / 1‬وات َّ َخذُوا ِمن دُونِ ِه آ ِل َهةً َّال يَ ْخلُقُونَ َ‬
‫ورا ﴿الفرقان‪﴾٣ :‬‬ ‫ش ً‬ ‫َو َال نَ ْفعًا َو َال يَ ْم ِل ُكونَ َم ْوتًا َو َال َحيَاة ً َو َال نُ ُ‬
‫هذا خطاب إالهى لكل من يقدس بشرا حيا أو ميتا ‪ .‬ومن بينهم الدمحميون الذين يعبدون دمحما ‪،‬‬
‫والمسيحيون الذين يعبدون المسيح ‪ .‬فما بالك بالذين يعبدون الحسين ؟‬
‫‪ 2‬ـ اآللهة المصنوعة المزعومه الوهمية ( مثل دمحم والمسيح والحسين ) ال تملك لغيرها نفعا‬
‫ضرا ‪ .‬قال جل وعال ‪:‬‬ ‫وال ّ‬
‫س ِمي ُع‬‫ض ًّرا َو َال نَ ْفعًا َواللَّـهُ ُه َو ال َّ‬‫ُون اللَّـ ِه َما َال يَ ْم ِلكُ لَ ُك ْم َ‬ ‫‪ (: 1 / 2‬قُ ْل أَت َ ْعبُدُونَ ِمن د ِ‬
‫ْالعَ ِلي ُم ﴿المائدة‪﴾١١ :‬‬
‫‪ : 2 / 2‬عن العجل الذى صنعه السامرى قال جل وعال ‪ ( :‬أَفَ َال يَ َر ْونَ أ َ َّال يَ ْر ِج ُع ِإلَ ْي ِه ْم قَ ْو ًال َو َال‬
‫ض ًّرا َو َال نَ ْفعًا ﴿طه‪. ﴾٨٨ :‬‬ ‫يَ ْم ِلكُ لَ ُه ْم َ‬
‫هذا خطاب إالهى لكل من يقدس بشرا حيا أو ميتا ‪ .‬ومن بينهم الدمحميون الذين يعبدون دمحما ‪،‬‬
‫والمسيحيون الذين يعبدون المسيح ‪ .‬فما بالك بالذين يعبدون الحسين ؟‬
‫‪ 3‬ـ لو أراد هللا جل وعال إبتالء أحد بالضرر فال تستطيع تلك اآللهة المزعومة الوهمية ( مثل‬
‫دمحم والمسيح والحسين ) دفع الضرر‪ ،‬وإذا أراد هللا جل وعال إختبار أحد بالنعمة والرحمة فال‬
‫تستطيع تلك اآللهة المصنوعة الوهمية ( مثل دمحم والمسيح والحسين ) منع تلك الرحمة ‪ .‬قال‬
‫جل وعال ‪:‬‬
‫ض لَيَقُولُ َّن اللَّـهُ ۚۚ قُ ْل أَفَ َرأ َ ْيتُم َّما ت َ ْدعُونَ ِمن‬ ‫ت َو ْاأل َ ْر َ‬ ‫س َم َاوا ِ‬ ‫سأ َ ْلت َ ُهم َّم ْن َخلَقَ ال َّ‬ ‫‪َ ( : 1 / 3‬ولَئِن َ‬
‫ض ِ ّر ِه أ َ ْو أ َ َرا َدنِي بِ َر ْح َم ٍة ه َْل ُه َّن ُم ْم ِسكَاتُ‬ ‫ض ٍ ّر ه َْل ُه َّن َكا ِشفَاتُ ُ‬ ‫ي اللَّـهُ بِ ُ‬ ‫ُون اللَّـ ِه ِإ ْن أ َ َرا َدنِ َ‬
‫د ِ‬
‫علَ ْي ِه يَت َ َو َّك ُل ْال ُمت َ َو ِ ّكلُونَ ﴿‪ ﴾٣٨‬الزمر )‬ ‫ي اللَّـهُ ۖۚ َ‬ ‫َر ْح َمتِ ِه ۚۚ قُ ْل َح ْسبِ َ‬
‫‪ : 2 / 3‬وقال الرجل المؤمن لقومه الكافرين ‪ ( :‬أَأَت َّ ِخذُ ِمن دُونِ ِه آ ِل َهةً ِإن ي ُِر ْد ِن‬
‫ون ﴿يس‪﴾٥٣ :‬‬ ‫ش ْيئًا َو َال يُن ِقذُ ِ‬ ‫عت ُ ُه ْم َ‬ ‫عنِّي َ‬
‫شفَا َ‬ ‫ض ٍ ّر َّال ت ُ ْغ ِن َ‬ ‫الر ْح َم ٰـ ُن ِب ُ‬ ‫َّ‬
‫سيَقُو ُل لَ َك ْال ُمخَلَّفُونَ ِمنَ ْاألَع َْرا ِ‬
‫ب‬ ‫‪ : 3 / 3‬وعن األعراب الذين تخلفوا قال جل وعال ‪َ ( :‬‬
‫ْس ِفي قُلُو ِب ِه ْم قُ ْل فَ َمن يَ ْم ِلكُ لَ ُكم ِ ّمنَ اللَّـ ِه‬ ‫شغَلَتْنَا أ َ ْم َوالُنَا َوأ َ ْهلُونَا فَا ْست َ ْغ ِف ْر لَنَا يَقُولُونَ ِبأ َ ْل ِسنَ ِت ِهم َّما لَي َ‬ ‫َ‬
‫يرا ﴿الفتح‪.﴾٦٦ :‬‬ ‫ض ًّرا أ َ ْو أ َ َرا َد ِب ُك ْم نَ ْفعًا بَ ْل َكانَ اللَّـهُ ِب َما ت َ ْع َملُونَ َخ ِب ً‬‫ش ْيئًا ِإ ْن أ َ َرا َد ِب ُك ْم َ‬ ‫َ‬
‫هذا خطاب إالهى لكل من يقدس بشرا حيا أو ميتا ‪ .‬ومن بينهم الدمحميون الذين يعبدون دمحما ‪،‬‬
‫والمسيحيون الذين يعبدون المسيح ‪ .‬فما بالك بالذين يعبدون الحسين ؟‬
‫سه المرض أو الضر يستغيث بالرحمن جل وعال ‪،‬‬ ‫‪ 4‬ـ ومهما بلغ كفر االنسان فإنه عندما يم ُّ‬
‫سانَ‬ ‫اإلن َ‬ ‫س ِْ‬ ‫فإذا كشف الضر عنه عاد الى كفره ‪ ،‬وهذا ما جاء في قوله جل وعال ‪َ ( :‬و ِإذَا َم َّ‬
‫عانَا ) ﴿‪ )٨٨‬الزمر) ‪ .‬يسرى‬ ‫ض ٌّر َد َ‬
‫سانَ ُ‬ ‫س ِْ‬
‫اإلن َ‬ ‫عا َربَّهُ ُمنِيبًا ِإلَ ْي ِه ) الزمر ‪ () 6‬فَإِذَا َم َّ‬ ‫ض ٌّر َد َ‬‫ُ‬
‫هذا على الدمحميين والمسيحيين وغيرهم ‪.‬‬
‫‪ 5‬ـ وفى حياته قال جل وعال لخاتم النبيين ‪:‬‬
‫علَ ٰى ُك ِّل ش ْ‬
‫َيءٍ‬ ‫ْك ِب َخي ٍْر فَ ُه َو َ‬ ‫سس َ‬ ‫ف لَهُ ِإ َّال ُه َو َو ِإن يَ ْم َ‬ ‫ض ٍ ّر فَ َال َكا ِش َ‬ ‫ْك اللَّـهُ ِب ُ‬ ‫سس َ‬ ‫‪َ ( : 1 / 5‬و ِإن يَ ْم َ‬
‫ِير ﴿األنعام‪﴾٦١ :‬‬ ‫قَد ٌ‬
‫ض ِل ِه‬‫ف لَهُ ِإ َّال ُه َو َو ِإن ي ُِر ْد َك ِب َخي ٍْر فَ َال َرا َّد ِلفَ ْ‬ ‫ض ٍ ّر فَ َال َكا ِش َ‬ ‫ْك اللَّـهُ ِب ُ‬ ‫سس َ‬ ‫‪َ ( : 2 / 5‬و ِإن يَ ْم َ‬
‫الر ِحي ُم ﴿يونس‪﴾٦١١ :‬‬ ‫ور َّ‬ ‫يب بِ ِه َمن يَشَا ُء ِم ْن ِعبَا ِد ِه َو ُه َو ْالغَفُ ُ‬ ‫ُص ُ‬ ‫ي ِ‬
‫أي إنه عليه السالم في حياته كان ال يملك دفع الضرر عن نفسه‪ ،‬ألن هللا جل وعال الذى أنزل‬
‫الضرر عليه هو وحده جل وعال الذى يملك كشفه ‪ ،‬وهو وحده جل وعال الذى يملك إنزال‬
‫النفع على النبى وال يستطيع مخلوق منع نفع أراده هللا جل وعال ‪.‬‬
‫هذا خطاب إالهى قرآنى مو ّجه اآلن الى ماليين الدمحميين الذين يحجون الى القبر الرجسى‬
‫المنسوب إلالههم دمحم ‪ ،‬وقبور رجسية أخرى للحسين وغيره ‪.‬‬
‫‪ 8‬ـ وفى حياته أمر هللا جل وعال خاتم النبيين أن يعلن أنه ال يملك لنفسه نفعا وال ضرا إال‬
‫بمشيئة الرحمن ‪ ،‬شأن أي واحد من البشر ‪ .‬قال له جل وعال ‪:‬‬
‫ْب َال ْست َ ْكث َ ْرتُ‬ ‫ض ًّرا ِإ َّال َما شَا َء اللَّـهُ َولَ ْو ُكنتُ أ َ ْعلَ ُم ْالغَي َ‬ ‫‪ (: 1 / 8‬قُل َّال أ َ ْم ِلكُ ِلنَ ْف ِسي نَ ْفعًا َو َال َ‬
‫ير ِلّقَ ْو ٍم يُؤْ ِمنُونَ ﴿األعراف‪﴾٦٨٨ :‬‬ ‫ِير َوبَ ِش ٌ‬ ‫سو ُء ِإ ْن أَنَا ِإ َّال نَذ ٌ‬ ‫ي ال ُّ‬ ‫ِمنَ ْال َخي ِْر َو َما َم َّ‬
‫س ِن َ‬
‫ض ًّرا َو َال نَ ْفعًا إِ َّال َما شَا َء اللَّـهُ ) ﴿يونس‪﴾٨٨ :‬‬ ‫‪ ( : 2 / 8‬قُل َّال أ َ ْم ِلكُ ِلنَ ْف ِسي َ‬
‫هذا خطاب إالهى قرآنى مو ّجه اآلن الى ماليين الدمحميين الذين يحجون الى القبر الرجسى‬
‫المنسوب إلالههم دمحم ‪ ،‬وقبور رجسية أخرى للحسين وغيره ‪.‬‬
‫ثانيا ‪ :‬المرض ‪:‬‬
‫المرض أبرز ما يعبّر عن ضعف البشر ‪ .‬وبراهيم عليه السالم قال عن ربه جل وعال ‪( :‬‬
‫ضتُ فَ ُه َو‬‫ين ﴿‪َ ﴾١٨‬و ِإذَا َم ِر ْ‬ ‫ُط ِع ُمنِي َويَ ْس ِق ِ‬ ‫ِين ﴿‪َ ﴾١٨‬والَّذِي ُه َو ي ْ‬ ‫الَّذِي َخلَقَنِي فَ ُه َو يَ ْهد ِ‬
‫ين ﴿‪ ﴾٨١‬الشعراء )‪ .‬هذا ما ينبغي أن يقوله أي مؤمن باهلل جل وعال ال يبغى غيره ربّا ‪.‬‬ ‫يَ ْش ِف ِ‬
‫تعرض‬ ‫تعرض النبى دمحم للمرض ‪ .‬ومفترض أنه ّ‬ ‫ولم يرد في القرآن الكريم ما يدل على ّ‬
‫للمرض شأن أي بشر ‪ ،‬وقد مات متأثرا بمرض ‪.‬‬
‫ولكن المرض جاء في سياقات تشريعية تشمل النبى والمؤمنين في عصره أو بعده ‪ .‬منها ‪:‬‬
‫‪ 1‬ـ تشريع الطهارة ‪ :‬قال جل وعال ‪:‬‬
‫ص َال ِة فَا ْغ ِسلُوا ُو ُجو َه ُك ْم َوأ َ ْي ِديَ ُك ْم إِلَى ْال َم َرافِ ِ‬
‫ق‬ ‫‪ (: 1 / 1‬يَا أَيُّ َها الَّذِينَ آ َمنُوا إِذَا قُ ْمت ُ ْم إِلَى ال َّ‬
‫ض ٰى أ َ ْو‬ ‫اط َّه ُروا ۚۚ َوإِن ُكنت ُم َّم ْر َ‬ ‫س ُحوا بِ ُر ُءو ِس ُك ْم َوأ َ ْر ُجلَ ُك ْم إِلَى ْال َك ْعبَي ِْن ۚۚ َوإِن ُكنت ُ ْم ُجنُبًا فَ َّ‬ ‫َو ْام َ‬
‫ص ِعيدًا َ‬
‫طيِّبًا‬ ‫سا َء فَلَ ْم ت َ ِجدُوا َما ًء فَتَيَ َّم ُموا َ‬ ‫سفَ ٍر أ َ ْو َجا َء أ َ َح ٌد ِ ّمن ُكم ِ ّمنَ ْالغَا ِئ ِط أ َ ْو َال َم ْست ُ ُم النِّ َ‬ ‫علَ ٰى َ‬ ‫َ‬
‫ج َولَ ٰـ ِكن ي ُِري ُد ِليُ َ‬
‫ط ِ ّه َر ُك ْم‬ ‫علَ ْي ُكم ِ ّم ْن َح َر ٍ‬ ‫س ُحوا بِ ُو ُجو ِه ُك ْم َوأ َ ْيدِي ُكم ِ ّم ْنهُ ۚۚ َما ي ُِري ُد اللَّـهُ ِليَ ْجعَ َل َ‬ ‫فَ ْ‬
‫ام َ‬
‫علَ ْي ُك ْم لَعَلَّ ُك ْم ت َ ْش ُك ُرونَ ﴿‪ ﴾١‬المائدة )‬ ‫َو ِليُتِ َّم نِ ْع َمتَهُ َ‬
‫ار ٰى َحت َّ ٰى ت َ ْعلَ ُموا َما تَقُولُونَ َو َال ُجنُبًا‬ ‫س َك َ‬ ‫ص َالة َ َوأَنت ُ ْم ُ‬ ‫‪ ( : 2 / 1‬يَا أَيُّ َها الَّذِينَ آ َمنُوا َال ت َ ْق َربُوا ال َّ‬
‫سفَ ٍر أ َ ْو َجا َء أ َ َح ٌد ِ ّمن ُكم ِ ّمنَ ْالغَائِ ِط أ َ ْو‬ ‫علَ ٰى َ‬ ‫ض ٰى أ َ ْو َ‬ ‫س ِبي ٍل َحت َّ ٰى ت َ ْغت َ ِسلُوا ۚۚ َو ِإن ُكنتُم َّم ْر َ‬ ‫عا ِب ِري َ‬ ‫ِإ َّال َ‬
‫س ُحوا ِب ُو ُجو ِه ُك ْم َوأ َ ْيدِي ُك ْم ۚ ِإ َّن اللَّـهَ َكانَ‬ ‫ام َ‬‫ط ِيّبًا فَ ْ‬ ‫ص ِعيدًا َ‬ ‫سا َء فَلَ ْم ت َ ِجدُوا َما ًء فَتَيَ َّم ُموا َ‬ ‫َال َم ْست ُ ُم النِّ َ‬
‫ورا ﴿‪ ﴾٨٣‬النساء )‬ ‫غفُ ً‬ ‫عفُ ًّوا َ‬ ‫َ‬
‫طا ِئفَةٌ ِ ّم ْن ُهم َّمعَ َك‬ ‫ص َالة َ فَ ْلتَقُ ْم َ‬ ‫ت لَ ُه ُم ال َّ‬ ‫نت ِفي ِه ْم فَأَقَ ْم َ‬ ‫‪ 2‬ـ صالة الخوف ‪ .‬قال جل وعال ‪َ ( :‬و ِإذَا ُك َ‬
‫صلُّوا َمعَ َك‬ ‫صلُّوا فَ ْليُ َ‬ ‫طائِفَةٌ أ ُ ْخ َر ٰى لَ ْم يُ َ‬ ‫ت َ‬ ‫س َجدُوا فَ ْليَ ُكونُوا ِمن َو َرائِ ُك ْم َو ْلتَأْ ِ‬ ‫َو ْليَأ ْ ُخذُوا أ َ ْس ِل َحت َ ُه ْم فَإِ َذا َ‬
‫علَ ْي ُكم‬ ‫ع ْن أ َ ْس ِل َحتِ ُك ْم َوأ َ ْم ِتعَتِ ُك ْم فَيَ ِميلُونَ َ‬ ‫َو ْليَأ ْ ُخذُوا ِح ْذ َر ُه ْم َوأ َ ْس ِل َحت َ ُه ْم َو َّد الَّذِينَ َكفَ ُروا لَ ْو ت َ ْغفُلُونَ َ‬
‫ضعُوا أ َ ْس ِل َحت َ ُك ْم )‬ ‫ض ٰى أَن ت َ َ‬ ‫ط ٍر أ َ ْو ُكنتُم َّم ْر َ‬ ‫اح َدة ً َو َال ُجنَا َح َعلَ ْي ُك ْم إِن َكانَ بِ ُك ْم أَذًى ِ ّمن َّم َ‬ ‫َّم ْيلَةً َو ِ‬
‫﴿النساء‪﴾٦١٥ :‬‬
‫صفَهُ َوثُلُثَهُ‬ ‫‪ 3‬ـ قيام الليل ‪ .‬قال جل وعال ‪ِ ( :‬إ َّن َرب ََّك يَ ْعلَ ُم أَنَّ َك تَقُو ُم أ َ ْدن َٰى ِمن ثُلُثَي ِ اللَّ ْي ِل َونِ ْ‬
‫اب‬‫صوهُ فَت َ َ‬ ‫ع ِل َم أَن لَّن ت ُ ْح ُ‬ ‫ار ۚۚ َ‬ ‫طائِفَةٌ ِ ّمنَ الَّذِينَ َمعَ َك ۚۚ َواللَّـهُ يُقَ ِد ُّر اللَّ ْي َل َوالنَّ َه َ‬ ‫َو َ‬
‫ض ٰى) ﴿‪ ﴾٥١‬المزمل )‬ ‫ون ِمن ُكم َّم ْر َ‬ ‫سيَ ُك ُ‬ ‫ع ِل َم أَن َ‬ ‫آن ۚۚ َ‬ ‫س َر ِمنَ ْالقُ ْر ِ‬ ‫علَ ْي ُك ْم ۖۚ فَا ْق َر ُءوا َما تَيَ َّ‬ ‫َ‬
‫سفَ ٍر‬ ‫علَ ٰى َ‬ ‫ضا أ ْو َ‬ ‫َ‬ ‫ت فَ َمن َكانَ ِمن ُكم َّم ِري ً‬ ‫َ‬
‫‪ 4‬ـ صوم رمضان ‪ .‬قال جل وعال ‪. ( :‬أيَّا ًما َّم ْعدُو َدا ٍ‬
‫اس َوبَ ِيّنَا ٍ‬
‫ت‬ ‫آن ُهدًى ِلّلنَّ ِ‬ ‫نز َل ِفي ِه ْالقُ ْر ُ‬ ‫ضانَ الَّذِي أ ُ ِ‬ ‫ش ْه ُر َر َم َ‬ ‫فَ ِع َّدة ٌ ِ ّم ْن أَي ٍَّام أُخ ََر ) (البقرة ‪َ ( ﴾٦٨٨‬‬
‫سفَ ٍر فَ ِع َّدة ٌ ِ ّم ْن أَي ٍَّام‬ ‫علَ ٰى َ‬ ‫ضا أ َ ْو َ‬ ‫ص ْمهُ َو َمن َكانَ َم ِري ً‬ ‫ش ْه َر فَ ْليَ ُ‬ ‫ش ِه َد ِمن ُك ُم ال َّ‬ ‫ان فَ َمن َ‬ ‫ِ ّمنَ ْال ُه َد ٰى َو ْالفُ ْرقَ ِ‬
‫أُخ ََر ) ﴿البقرة‪﴾٦٨٢ :‬‬
‫س َر ِمنَ‬ ‫ص ْرت ُ ْم فَ َما ا ْست َ ْي َ‬ ‫‪ 5‬ـ في الحج ‪ .‬قال جل وعال ‪َ (:‬وأَتِ ُّموا ْال َح َّج َو ْالعُ ْم َرة َ ِللَّـ ِه فَإِ ْن أ ُ ْح ِ‬
‫ضا أ َ ْو بِ ِه أَذًى ِ ّمن َّرأْ ِس ِه‬ ‫ي َم ِحلَّهُ فَ َمن َكانَ ِمن ُكم َّم ِري ً‬ ‫س ُك ْم َحت َّ ٰى يَ ْبلُ َغ ْال َه ْد ُ‬ ‫ْال َه ْدي ِ َو َال ت َ ْح ِلقُوا ُر ُءو َ‬
‫سكٍ ) ﴿البقرة‪﴾٦٨١ :‬‬ ‫ص َدقَ ٍة أ َ ْو نُ ُ‬ ‫صيَ ٍام أ َ ْو َ‬ ‫فَ ِف ْديَةٌ ِ ّمن ِ‬
‫ج َح َر ٌج َو َال‬ ‫علَى ْاألَع َْر ِ‬ ‫علَى ْاأل َ ْع َم ٰى َح َر ٌج َو َال َ‬ ‫ْس َ‬‫‪ 8‬ـ األعذار ‪ .‬قال جل وعال ‪ (:‬لَّي َ‬
‫يض َح َر ٌج ) ﴿الفتح‪﴿ ﴾٦١ :‬النور‪. ﴾١٦ :‬‬ ‫علَى ْال َم ِر ِ‬ ‫َ‬
‫ثالثا ‪ :‬الهالك ‪:‬‬
‫الهالك يعنى الموت والفناء ‪ .‬نعطى عنه حقائق قرآنية ‪.‬‬
‫‪ 1‬ـ ال يسرى الهالك على الحى القيوم ‪ ،‬بينما يسرى على غيره ‪ .‬قال جل وعال ‪:‬‬
‫اإل ْك َر ِام ﴿‪ ﴾٥١‬الرحمن )‬ ‫ان ﴿‪َ ﴾٥١‬ويَ ْبقَ ٰى َو ْجهُ َر ِب َّك ذُو ْال َج َال ِل َو ْ ِ‬ ‫علَ ْي َها فَ ٍ‬‫‪ُ ( : 1 / 1‬ك ُّل َم ْن َ‬
‫َيءٍ هَا ِل ٌك إِ َّال َو ْج َههُ لَهُ ْال ُح ْك ُم َوإِلَ ْي ِه‬ ‫ع َم َع اللَّـ ِه إِلَ ٰـ ًها آخ ََر َال إِلَ ٰـهَ إِ َّال ُه َو ُك ُّل ش ْ‬ ‫‪َ ( : 2 / 1‬و َال ت َ ْد ُ‬
‫ت ُ ْر َجعُونَ ﴿القصص‪.﴾٨٨ :‬‬
‫‪ 2‬ـ جاء الهالك وصفا للبشر ‪ ،‬في السياق التشريعى في الميراث ‪ ،‬قال جل وعال ‪:‬‬
‫ف َما ت َ َر َك‬ ‫ص ُ‬ ‫ت فَلَ َها نِ ْ‬ ‫ْس لَهُ َولَ ٌد َولَهُ أ ُ ْخ ٌ‬ ‫( يَ ْست َ ْفتُون ََك قُ ِل اللَّـهُ يُ ْفتِي ُك ْم فِي ْال َك َاللَ ِة ِإ ِن ْام ُر ٌؤ َهلَ َك لَي َ‬
‫اال‬‫ان ِم َّما ت َ َر َك َو ِإن َكانُوا ِإ ْخ َوة ً ِ ّر َج ً‬ ‫َو ُه َو يَ ِرث ُ َها ِإن لَّ ْم يَ ُكن لَّ َها َولَ ٌد فَإِن َكانَتَا اثْنَتَي ِْن فَلَ ُه َما الثُّلُث َ ِ‬
‫ع ِلي ٌم ﴿النساء‪﴾٦١١ :‬‬ ‫َيءٍ َ‬ ‫ضلُّوا َواللَّـهُ ِب ُك ِّل ش ْ‬ ‫ظ ْاألُنثَيَي ِْن يُبَ ِي ُّن اللَّـهُ لَ ُك ْم أَن ت َ ِ‬ ‫سا ًء فَ ِللذَّ َك ِر ِمثْ ُل َح ِ ّ‬ ‫َونِ َ‬
‫النساء )‬
‫‪ 3‬ـ تكرر في موضوع ( اإلهالك ) لألمم السابقة ‪ ،‬ومنه قوله جل وعال ‪:‬‬
‫س ْلنَا‬‫ض َما لَ ْم نُ َم ِ ّكن لَّ ُك ْم َوأ َ ْر َ‬ ‫‪ ( : 1 / 3‬أَلَ ْم يَ َر ْوا َك ْم أ َ ْهلَ ْكنَا ِمن قَ ْب ِل ِهم ِ ّمن قَ ْر ٍن َّم َّكنَّا ُه ْم ِفي ْاأل َ ْر ِ‬
‫ار ت َ ْج ِري ِمن ت َ ْح ِت ِه ْم فَأ َ ْهلَ ْكنَا ُهم ِبذُنُو ِب ِه ْم َوأَنشَأْنَا ِمن بَ ْع ِد ِه ْم قَ ْرنًا‬ ‫ارا َو َجعَ ْلنَا ْاأل َ ْن َه َ‬ ‫علَ ْي ِهم ِ ّم ْد َر ً‬ ‫س َما َء َ‬ ‫ال َّ‬
‫آخ َِرينَ ﴿األنعام‪﴾١ :‬‬
‫ظ ْل ٍم َوأ َ ْهلُ َها غَافِلُونَ ﴿األنعام‪﴾٦٣٦ :‬‬ ‫‪ٰ (: 2 / 3‬ذَ ِل َك أَن لَّ ْم يَ ُكن َّرب َُّك ُم ْه ِل َك ْالقُ َر ٰى بِ ُ‬
‫الظا ِل ُمونَ ﴿األنعام‪:‬‬ ‫اب اللَّـ ِه بَ ْغتَةً أ َ ْو َج ْه َرة ً ه َْل يُ ْهلَكُ إِ َّال ْالقَ ْو ُم َّ‬ ‫عذَ ُ‬ ‫‪ ( : 3 / 3‬قُ ْل أ َ َرأ َ ْيت َ ُك ْم ِإ ْن أَتَا ُك ْم َ‬
‫‪﴾٨١‬‬
‫‪ 4‬ـ جاء الهالك عن األنبياء والرسل شأن بقية البشر ‪ .‬قال جل وعال ‪:‬‬
‫‪ : 1 / 4‬عن المسيحيين عابدى المسيح ومريم ‪ ( :‬لَّقَ ْد َكفَ َر الَّذِينَ قَالُوا ِإ َّن اللَّـهَ ُه َو ْال َم ِسي ُح اب ُْن‬
‫ض‬ ‫ش ْيئًا ِإ ْن أ َ َرا َد أَن يُ ْه ِل َك ْال َم ِسي َح ابْنَ َم ْريَ َم َوأ ُ َّمهُ َو َمن فِي ْاأل َ ْر ِ‬ ‫َم ْريَ َم قُ ْل فَ َمن يَ ْم ِلكُ ِمنَ اللَّـ ِه َ‬
‫ض َو َما بَ ْينَ ُه َما يَ ْخلُ ُق َما يَشَا ُء َواللَّـهُ َعلَ ٰى ُك ِّل ش ْ‬
‫َيءٍ‬ ‫ت َو ْاأل َ ْر ِ‬ ‫س َم َاوا ِ‬ ‫َج ِميعًا َو ِللَّـ ِه ُم ْلكُ ال َّ‬
‫ِير ﴿المائدة‪ .﴾٦١ :‬ونفس المعنى ينطبق على الدمحميين ‪.‬‬ ‫قَد ٌ‬
‫ي أ َ ْو‬ ‫ي اللَّـهُ َو َمن َّم ِع َ‬ ‫‪ : 2 / 4‬عن ( دمحم ) أمره هللا جل وعال أن يعلن ‪ ( :‬قُ ْل أ َ َرأ َ ْيت ُ ْم ِإ ْن أ َ ْهلَ َك ِن َ‬
‫ب أ َ ِل ٍيم ﴿‪ ﴾٥٨‬الملك )‬ ‫عذَا ٍ‬ ‫ير ْال َكافِ ِرينَ ِم ْن َ‬ ‫َر ِح َمنَا فَ َمن ي ُِج ُ‬
‫ضا أ َ ْو‬ ‫ف َحت َّ ٰى ت َ ُكونَ َح َر ً‬ ‫س َ‬ ‫‪ : 3 / 4‬وفى قصة يوسف قال أبناء يعقوب له ‪ ( :‬تَاللَّـ ِه ت َ ْفتَأ ُ ت َ ْذ ُك ُر يُو ُ‬
‫ت َ ُكونَ ِمنَ ْال َها ِلكِينَ ﴿يوسف‪.﴾٨٢ :‬‬
‫‪ : 4 / 4‬وفى قصة موسى ‪:‬‬
‫س ْبعِينَ َر ُج ًال ِلّ ِميقَاتِنَا ۖۚ فَلَ َّما أ َ َخ َذتْ ُه ُم‬ ‫س ٰى قَ ْو َمهُ َ‬ ‫ار ُمو َ‬ ‫اخت َ َ‬‫‪ : 1 / 4 / 4‬قال جل وعال ‪َ ( :‬و ْ‬
‫سفَ َها ُء ِمنَّا ۖۚ) ﴿‪﴾٦٢٢‬‬ ‫َّاي ۖۚ أَت ُ ْه ِل ُكنَا ِب َما فَعَ َل ال ُّ‬ ‫ت أ َ ْهلَ ْكت َ ُهم ِ ّمن قَ ْب ُل َو ِإي َ‬ ‫ب لَ ْو ِشئْ َ‬ ‫الر ْجفَةُ قَا َل َر ّ ِ‬ ‫َّ‬
‫األعراف )‬
‫ف‬ ‫س ُ‬ ‫‪ : 2 / 4 / 4‬وقال الرجل المؤمن من آل فرعون عن يوسف يعظ قومه ‪َ ( :‬ولَقَ ْد َجا َء ُك ْم يُو ُ‬
‫ث اللَّـهُ ِمن بَ ْع ِد ِه‬ ‫ت فَ َما ِز ْلت ُ ْم ِفي ش ٍَّك ِ ّم َّما َجا َء ُكم ِب ِه ۖۚ َحت َّ ٰى ِإذَا َهلَ َك قُ ْلت ُ ْم لَن يَ ْبعَ َ‬ ‫ِمن قَ ْب ُل ِب ْالبَ ِيّنَا ِ‬
‫اب ﴿‪ ﴾٣٨‬غافر )‬ ‫ف ُّم ْرت َ ٌ‬ ‫ُض ُّل اللَّـهُ َم ْن ُه َو ُمس ِْر ٌ‬ ‫وال ۚۚ َك ٰذَ ِل َك ي ِ‬ ‫س ً‬ ‫َر ُ‬
‫رابعا ‪ :‬الموت‬
‫ي الَّذِي َال‬ ‫علَى ْال َح ِّ‬
‫‪ 1‬ـ هللا جل وعال وحده هو الحى الذى ال يموت ‪ .‬قال جل وعال ‪َ ( :‬وت َ َو َّك ْل َ‬
‫يرا ﴿‪ ﴾٢٨‬الفرقان ) وقال جل وعال في خطاب‬ ‫ب ِعبَا ِد ِه َخ ِب ً‬ ‫سبِ ّْح بِ َح ْم ِد ِه ۚۚ َو َكفَ ٰى بِ ِه بِذُنُو ِ‬‫يَ ُموتُ َو َ‬
‫ت فَ ُه ُم ْالخَا ِلدُونَ ﴿األنبياء‪.﴾٣٨ :‬‬ ‫لخاتم النبيين ‪َ ( :‬و َما َجعَ ْلنَا ِلبَش ٍَر ِ ّمن قَ ْب ِل َك ْال ُخ ْل َد أَفَإِن ِ ّم َّ‬
‫‪ 2‬ـ وفى التسعينيات نشرنا مقاال فر جريدة األحرار المصرية في تدبر قوله جل وعال لخاتم‬
‫ّت َو ِإنَّ ُهم َّم ِيّتُونَ ﴿‪ ﴾٣١‬الزمر) ‪ .‬جاء فيه ‪:‬‬ ‫النبيين ‪ِ ( :‬إنَّ َك َم ِي ٌ‬
‫ّت َو ِإنَّ ُهم‬ ‫( كان النبي دمحم حيا يسعى في نشر الدعوة بمكة حين نزل عليه قوله تعالي‪ِ ( :‬إنَّ َك َم ِي ٌ‬
‫َّم ِيّتُونَ ﴿‪ ﴾٣١‬الزمر) ‪ ،‬أي كان حيا يرزق حين أخبره ربه تعالي بحتمية موته وموت‬
‫خصومه الذين كانوا أحياء يناصبونه العداء ‪ .‬والمستفاد من اآلية الكريمة تأكيد الموت بالنسبة‬
‫للنبي وبالنسبة لخصومه المشركين وأن موعدهم يوم القيامة عند هللا حين يختصمون لديه ‪( :‬‬
‫ص ُمونَ ﴿‪ ﴾٣٦‬الزمر ) ‪ .‬أي إن‬ ‫ّت َو ِإنَّ ُهم َّميِّتُونَ ﴿‪ ﴾٣١‬ث ُ َّم إِنَّ ُك ْم يَ ْو َم ْال ِقيَا َم ِة ِعن َد َربِّ ُك ْم ت َ ْخت َ ِ‬
‫إِنَّ َك َميِ ٌ‬
‫النبي سيموت ونفس الموت سيلحق بخصومه ‪ ،‬والموت يعني طلوع النفس إلي البرزخ وفناء‬
‫الجسد وعودة عناصره إلي األرض ‪ ،‬يقول تعالي ( ِم ْن َها َخلَ ْقنَا ُك ْم َوفِي َها نُ ِعي ُد ُك ْم َو ِم ْن َها نُ ْخ ِر ُج ُك ْم‬
‫ارة ً أ ُ ْخ َر ٰى ﴿‪ ﴾٢٢‬طه ) ‪.‬‬ ‫تَ َ‬
‫ولكن التعبير القرآني يجعل تأكيد الموت بالنسبة للنبي أكثر منه بالنسبة ألعدائه المشركين ‪،‬‬
‫ّت )‬ ‫ويبدو ذلك من التدبر في اآلية الكريمة ‪ ،‬فاهلل تعالي يقول للنبي يخاطبه مباشرة ‪ِ ( :‬إنَّ َك َم ِي ٌ‬
‫بينما يقول عن خصوم النبي بضمير الغيبة ‪َ ( :‬و ِإنَّ ُهم َّم ِيّتُونَ ) ‪ ،‬وضمير المخاطب في التأكيد‬
‫أشد هنا من ضمير الغائب ‪ .‬وكأن هللا تعالي حين يؤكد مسبقا علي موت النبي إنما يلمح إلي أنه‬
‫سيأتي في عصور الخرافة من يدّعي أن النبي حي في قبره يمارس سلطات إلهية حيث تعرض‬
‫عليه أعمال البشر ‪ ،‬ويرد السالم علي كل من صلي عليه وسلم ‪ ،‬لذلك كان تأكيد القرآن علي‬
‫موت النبي ‪ .‬بل يأتي التأكيد علي موته أكثر من التأكيد علي موت خصومه ‪ ،‬وحتى لو‬
‫افترضنا تساوي النبي وخصومه في استحقاق الموت فإن ذلك يضع أصحاب الخرافات في‬
‫مأزق مع القرآن ‪ ،‬فإذا كانوا يزعمون أن األرض ال تأكل أجساد األنبياء فإن القرآن يؤكد أن‬
‫الموت هو فناء الجسد اإلنساني للجميع من أنبياء وصالحين وغيرهم ‪ ،‬ألنها إعادة الجسد‬
‫للتراب الذي جاء منه ‪ِ ( :‬م ْن َها َخلَ ْقنَا ُك ْم َوفِي َها نُ ِعي ُد ُك ْم ) والموت هو تحول عكسي لعملية‬
‫الخلق وتلك سنة هللا تعالي في الخلق والموت الذي يسري علي الجميع ‪.‬‬
‫والذين يزعمون أن النبي حي في قبره يسيئون إليه دون أن يدروا ؛ إذ أنهم يحكمون عليه بأن‬
‫يظل سجينا تحت األرض في تلك الحفرة الضيقة التي يتخيلون أن النبي قد وضعوه فيها‬
‫ويحكمون عليه أن يظل مسجونا فيها إلي يوم القيامة ‪ ،‬وتلك إساءة هائلة للنبي ال نرضاها له‪.‬‬
‫والذين يزعمون أن النبي حي في قبره يسيئون إليه أيضا حين يتخيلونه تحت األرض وهم‬
‫فوقها ‪ ،‬أي يكون ــ بزعمهم ــ مسجي برأسه تحت األرض ‪ ،‬وهم بأقدامهم فوقه‪ ..‬إذن‬
‫يضعون من شأنه الكريم بتلك الخرافة وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا ‪ ..‬وأولئك يسيئون إليه‬
‫أيضا حين يزعمون أن األرض لم تأكل جسده ‪ ،‬ألن من تكريم هللا تعالي لإلنسان أن علم‬
‫اإلنسان كيف يواري جثة الميت ‪ ،‬وسمي تلك الجثة " سوأة" أي يسوء النظر إليها واالقتراب‬
‫منها واألفضل دفنها ‪ ،‬وبذلك تعلم قابيل أن يواري سوأة أخيه بعد أن قتله ‪ .‬وحين أراد هللا‬
‫معاقبة فرعون ألنه تطرف في الكفر والفساد حكم بأن تظل جثته أو بدنه عبرة فقال ‪ ( :‬فَ ْاليَ ْو َم‬
‫اس َع ْن آيَاتِنَا لَغَافِلُونَ ﴿‪ ﴾٨٥‬يونس ) ‪،‬‬ ‫يرا ِ ّمنَ النَّ ِ‬ ‫يك ِببَ َدنِ َك ِلت َ ُكونَ ِل َم ْن خ َْلفَ َك آيَةً ۚۚ َو ِإ َّن َكثِ ً‬ ‫نُن ِ َّج َ‬
‫فاألرض لم تأكل جسد فرعون وليس ذلك تكريما لفرعون بل هو تحقير له ‪ .‬والذين يزعمون‬
‫أن األرض لم تأكل جسد النبي إنما يجعلونه في موضع ال يليق إال بفرعون ‪ ..‬أعوذ باهلل من‬
‫الضالل ‪!!...‬‬
‫إننا حين نخرج بالنبي عن طبيعته البشرية فإننا نسيء إليه دون أن ندري ‪ ..‬نسيء إليه كإنسان‬
‫وبشر ‪ ،‬ونسيء إليه كنبي صاحب رسالة تنهي عن تأليه البشر فتكون النتيجة أن يخدع‬
‫الشيطان بعضنا فيبالغ في حب النبي إلي درجة اإلساءة إليه في شخصه وفي دعوته ‪ .‬والعادة‬
‫أن النبي له نوعان من الخصوم ‪ ،‬خصوم كرهوه في حياته واتهموه وك ّذبوه وخصوم آخرون‬
‫جاءوا بعد موته يبالغون في حبه إلي درجة التأليه والوقوع في الشرك ‪ .‬ويتفق الجميع في أنهم‬
‫لم يتلفتوا إلي القرآن بل اتخذوه مهجورا ‪ ،‬لذا سيأتي النبي يوم القيامة يتبرأ منهم جميعا ‪( :‬‬
‫ٰ‬
‫عد ًُّوا‬
‫ي َ‬ ‫ورا ﴿‪َ ﴾٣١‬و َكذَ ِل َك َجعَ ْلنَا ِل ُك ِّل نَ ِب ٍّ‬ ‫ب ِإ َّن قَ ْو ِمي ات َّ َخذُوا َه ٰـذَا ْالقُ ْرآنَ َم ْه ُج ً‬ ‫سو ُل يَا َر ّ ِ‬ ‫َوقَا َل َّ‬
‫الر ُ‬
‫يرا ﴿‪ ﴾٣٦‬الفرقان ) ‪ .‬إنتهى المقال ‪.‬‬ ‫َص ً‬ ‫ِ ّمنَ ْال ُم ْج ِر ِمينَ ۚ َو َكفَ ٰى ِب َر ِب َّك هَا ِديًا َون ِ‬
‫ّت َو ِإنَّ ُهم َّم ِيّتُونَ ﴿‪ ﴾٣١‬ث ُ َّم ِإنَّ ُك ْم يَ ْو َم ْال ِقيَا َم ِة ِعن َد‬
‫‪ 3‬ـ ونضيف في تدبر قوله جل وعال ‪ِ ( :‬إنَّ َك َم ِي ٌ‬
‫ص ُمونَ ﴿‪ ﴾٣٦‬الزمر ) ‪ ،‬أن هللا جل وعال يحكم بالموت على خاتم النبيين وخصومه‬ ‫َر ِبّ ُك ْم ت َ ْخت َ ِ‬
‫‪ ،‬فالنبى ميت وخصومه ( أبو لهب وأبو جهل وعقبة بن معيط والوليد بن المغيرة ‪..‬الخ )‬
‫ميتون ‪ .‬هو نفس الموت له ولهم ‪ .‬بالتالى فإذا كانت أجسادهم قد تحولت الى جيف ( جمع جيفة‬
‫) وعظام نخرة ‪،‬فقد تحول جسد النبى الى جيفة ‪ .‬وإذا كانت جيفهم ( جمع جيفة ) قد تحولت‬
‫الى تراب فكذلك تجولت ( جيفة النبى ) الى تراب وعظام نخرة ‪ .‬جئنا بكلمة ( جيفة ) عن‬
‫عمد ‪ ،‬وهى حقيقة ‪ ،‬ولكنها تصفع عقول من في قلبه مرض ‪!.‬‬
‫‪ 4‬ـ الذى مات قد فنى وإنتهى وليس له وجود في عالمنا ‪ .‬تحولت نفسه الى موت في البرزخ ‪،‬‬
‫وفنى جسده وتحول ترابا ‪ .‬يسرى هذا على كل من مات من آدم الى عصرنا ‪ ،‬كما يسرى على‬
‫كل من سيموت الى آخر جيل من البشر ‪ .‬وفى القرآن الكريم آيات بالغة الروعة في أن الذى‬
‫نحس به ‪ .‬نرجو تدبر قوله جل وعال ‪:‬‬ ‫ُّ‬ ‫مات ال يرجع ‪ ،‬وال‬
‫س ِم ْن ُهم ِ ّم ْن أ َ َح ٍد أ َ ْو ت َ ْس َم ُع لَ ُه ْم ِر ْك ًزا ﴿‪ ﴾٨٨‬مريم‬ ‫‪َ (: 1 / 4‬و َك ْم أ َ ْهلَ ْكنَا قَ ْبلَ ُهم ِ ّمن قَ ْر ٍن ه َْل ت ُ ِح ُّ‬
‫علَ ٰى قَ ْريَ ٍة أ َ ْهلَ ْكنَاهَا أَنَّ ُه ْم َال يَ ْر ِجعُونَ ﴿‪ ﴾٨٢‬األنبياء )‬ ‫‪َ ( : 2 / 4‬و َح َرا ٌم َ‬
‫ون أَنَّ ُه ْم إِلَ ْي ِه ْم َال يَ ْر ِجعُونَ ﴿‪ ﴾٣٦‬يس)‬ ‫‪ ( : 3 / 4‬أَلَ ْم يَ َر ْوا َك ْم أ َ ْهلَ ْكنَا قَ ْبلَ ُهم ِ ّمنَ ْالقُ ُر ِ‬
‫الطا ِغيَ ِة ﴿‪َ ﴾٢‬وأ َ َّما َعا ٌد فَأ ُ ْه ِل ُكوا‬ ‫ار َع ِة ﴿‪ ﴾٨‬فَأ َ َّما ث َ ُمو ُد فَأ ُ ْه ِل ُكوا بِ َّ‬ ‫عا ٌد بِ ْالقَ ِ‬
‫ت ث َ ُمو ُد َو َ‬ ‫‪َ ( : 4 / 4‬كذَّبَ ْ‬
‫ع ٰى‬ ‫ص ْر َ‬ ‫سو ًما فَت َ َرى ْالقَ ْو َم فِي َها َ‬ ‫س ْب َع لَيَا ٍل َوث َ َمانِيَةَ أَي ٍَّام ُح ُ‬ ‫علَ ْي ِه ْم َ‬
‫س َّخ َرهَا َ‬ ‫عاتِيَ ٍة ﴿‪َ ﴾١‬‬ ‫ص ٍر َ‬ ‫ص ْر َ‬ ‫يح َ‬ ‫بِ ِر ٍ‬
‫از ن َْخ ٍل خَا ِويَ ٍة ﴿‪ ﴾١‬فَ َه ْل ت َ َر ٰى لَ ُهم ِ ّمن بَاقِيَ ٍة ﴿‪ ﴾٨‬الحاقة )‬ ‫َكأَنَّ ُه ْم أ َ ْع َج ُ‬
‫‪ : 5 / 4‬وحتى الذين يُقتلون في سبيل ويصيرون أحياء في البرزخ فنحن ال نشعر بهم ‪ .‬قال‬
‫ات ۚۚ بَ ْل أ َ ْحيَا ٌء َولَ ٰـ ِكن َّال ت َ ْشعُ ُرونَ ﴿‪﴾٦٢٨‬‬ ‫س ِبي ِل اللَّـ ِه أ َ ْم َو ٌ‬ ‫جل وعال ‪َ ( :‬و َال ت َقُولُوا ِل َمن يُ ْقت َ ُل ِفي َ‬
‫البقرة )‪.‬‬
‫‪ 5‬ـ ومع هذا البيان القرآنى الواضح فال يزال الدمحميون عاكفين على قبور الموتى يطلبون المدد‬
‫والشفاعات ‪ .‬كأنهم لم يقرأوا قوله جل وعال عن الكافرين المشركين ‪:‬‬
‫غي ُْر‬‫ات َ‬‫ش ْيئًا َو ُه ْم ي ُْخلَقُونَ ﴿‪ ﴾٥١‬أ َ ْم َو ٌ‬ ‫ُون اللَّـ ِه َال يَ ْخلُقُونَ َ‬ ‫‪َ ( : 1 / 5‬والَّذِينَ يَ ْدعُونَ ِمن د ِ‬
‫اح ٌد ۚۚ فَالَّذِينَ َال يُؤْ ِمنُونَ بِ ْاآل ِخ َرةِ قُلُوبُ ُهم‬ ‫أ َ ْحيَاءٍ ۖۚ َو َما يَ ْشعُ ُرونَ أَيَّانَ يُ ْبعَثُونَ ﴿‪ ﴾٥٦‬إِلَ ٰـ ُه ُك ْم إِلَ ٰـهٌ َو ِ‬
‫ُّمن ِك َرة ٌ َو ُهم ُّم ْست َ ْكبِ ُرونَ ﴿‪ ﴾٥٥‬النحل )‬
‫ُون اللَّـ ِه ِعبَا ٌد‬ ‫‪ : 2 / 5‬وكأنهم لم يقرأوا قوله جل وعال لخاتم النبيين ‪ِ ( :‬إ َّن الَّذِينَ ت َ ْدعُونَ ِمن د ِ‬
‫شونَ بِ َها ۖۚ أ َ ْم لَ ُه ْم أ َ ْي ٍد‬ ‫صا ِدقِينَ ﴿‪ ﴾٦٨٨‬أَلَ ُه ْم أ َ ْر ُج ٌل يَ ْم ُ‬ ‫عو ُه ْم فَ ْليَ ْست َ ِجيبُوا لَ ُك ْم ِإن ُكنت ُ ْم َ‬ ‫أ َ ْمثَالُ ُك ْم ۖۚ فَا ْد ُ‬
‫ش َر َكا َء ُك ْم ث ُ َّم‬ ‫عوا ُ‬ ‫ان يَ ْس َمعُونَ ِب َها ۚ قُ ِل ا ْد ُ‬ ‫ْص ُرونَ ِب َها ۖۚ أ َ ْم لَ ُه ْم آذَ ٌ‬ ‫شونَ ِب َها ۖۚ أ َ ْم لَ ُه ْم أ َ ْعي ٌُن يُب ِ‬ ‫يَب ِْط ُ‬
‫ون ﴿‪ ﴾٦٨٢‬األعراف )‬ ‫نظ ُر ِ‬ ‫ُون فَ َال ت ُ ِ‬ ‫ِكيد ِ‬
‫أخيرا‬
‫هي تذكرة قرآنية لألحياء في عصرنا ‪ .‬قال جل وعال عن كتابه العزيز ‪ِ ( :‬إ ْن ُه َو ِإ َّال ِذ ْك ٌر‬
‫علَى ْال َكا ِف ِرينَ ﴿‪ ﴾١١‬يس )‪.‬‬ ‫ين ﴿‪ِ ﴾١٨‬لّيُنذ َِر َمن َكانَ َحيًّا َويَ ِح َّق ْالقَ ْو ُل َ‬ ‫َوقُ ْر ٌ‬
‫آن ُّم ِب ٌ‬

‫المقال الخامس‬
‫‪ :‬اإليمان ليس بشخص دمحم‪ ،‬ولكن بما ( أنزل على دمحم)‬
‫من آمن ب ( دمحم ) فقد كفر‪ : ) 5 ( .‬مشكلة البشرية في ( النبى الرسول ) لدى الكفار‬
‫المشركين‬
‫آحمد صبحي منصور في اإلثنين ‪ 21‬يناير ‪2222‬‬

‫من آمن ب ( دمحم ) فقد كفر‪) 5 ( .‬‬


‫اإليمان ليس بشخص دمحم‪،‬ولكن بما ( أنزل على دمحم)‬
‫مشكلة البشرية في ( النبى الرسول ) لدى الكفار المشركين‬
‫أوال ‪ :‬أساس المشكلة‬
‫‪ 1‬ـ بموت دمحم بن عبد هللا رسول هللا لم يعد موجودا بشخصه في عالمنا وحياتنا ‪ ،‬شأن كل من‬
‫مات ويستحيل ان يعود الى هذه الحياة الدنيا ‪ ،‬من آدم الى آخر فرد رؤى حيا ثم مات ‪ .‬هذه‬
‫الحقيقة يرفضها من يعبد الموتى من الدمحميين والمسيحيين والبوذيين واأليزيديين والبهائيين‬
‫‪..‬الخ ‪ .‬هم ال يعتبرون أولئك بشرا إذا مات أحدهم إستحال عليه الرجوع ‪ ،‬بل يؤمنون بحياتهم‬
‫األزلية ‪ ،‬ليس مجرد حياة ولكن أحياء يتحكمون في هذه الحياة الدنيا ‪.‬‬
‫هم يؤمنون باهلل جل وعال ولكن يؤمنون بآلهة معه ‪ ،‬يجعلونها شريكة لرب العزة الذى ال‬
‫ي َو َال يُ ْش ِركُ ِفي ُح ْك ِم ِه أ َ َحدًا ﴿‪ ﴾٥١‬الكهف )‪.‬‬ ‫يُشرك في حكمه أحدا ‪َ (:‬ما لَ ُهم ِ ّمن دُو ِن ِه ِمن َو ِل ٍّ‬
‫‪ 2‬ـ هم في تعاملهم مع النبى يرونه بشرا مثلهم ( يأكل مما يأكلون ويشرب مما يشربون ‪ ،‬يأكل‬
‫الطعام ويمشى في األ سواق ) فكيف يتميز عنهم بالنبوة والوحى االلهى ؟ هم يرون النبى في‬
‫مخيلتهم إالها أو به مسحة إالهية يتميّز بها عليهم ‪ ،‬كأن يأتي اليهم في موكب من المالئكة ‪.‬‬
‫يرفضون الرسالة اإللهية و ( النبوة ) ألنها نزلت على بشر مثلهم ‪.‬‬
‫‪ 3‬ـ والمأل من كبار المجرمين يرفضون أن يكون من هو ( أقل منهم مكانة ) هو الرسول‬
‫سلطتهم في التآمر والمكر ‪ ،‬وينقلب ضدهم‬ ‫ال ُمختار من رب العالمين ‪ ،‬ويستخدمون نفوذهم و ُ‬
‫مكرهم ‪ ،‬قال جل وعال ‪َ ( :‬و َك ٰذَ ِل َك َجعَ ْلنَا فِي ُك ِّل قَ ْريَ ٍة أ َ َكا ِب َر ُم ْج ِر ِمي َها ِليَ ْم ُك ُروا فِي َها ۖۚ َو َما‬
‫يَ ْم ُك ُرونَ ِإ َّال ِبأَنفُ ِس ِه ْم َو َما يَ ْشعُ ُرونَ ﴿‪َ ﴾٦٥٣‬و ِإذَا َجا َءتْ ُه ْم آيَةٌ قَالُوا لَن نُّؤْ ِمنَ َحت َّ ٰى نُؤْ ت َ ٰى ِمثْ َل َما‬
‫َار ِعن َد اللَّـ ِه‬
‫صغ ٌ‬ ‫يب الَّذِينَ أ َ ْج َر ُموا َ‬ ‫ُص ُ‬ ‫سي ِ‬ ‫سالَتَهُ ۚ َ‬ ‫س ُل اللَّـ ِه ۚ اللَّـهُ أ َ ْعلَ ُم َحي ُ‬
‫ْث يَ ْجعَ ُل ِر َ‬ ‫ي ُر ُ‬ ‫ُ‬
‫أوتِ َ‬
‫شدِي ٌد ِب َما َكانُوا يَ ْم ُك ُرونَ ﴿‪ ﴾٦٥٨‬األنعام ) ‪ .‬بهذا أهلك هللا جل وعال األمم السابقة ‪،‬‬ ‫اب َ‬ ‫عذَ ٌ‬‫َو َ‬
‫وأنجى النبى والمؤمنين ‪ ،‬وتدور األيام والسنون ويزحف الشرك الى القلوب يتطرف في حُبّ‬
‫يكرر‬‫النبى ـ الذى كان ـ الى درجة تأليهه وتأليه أصحابه ‪ ،‬ويستلزم األمر مبعث نبى جديد ّ‬
‫ما قاله النبى الذى كان ‪ ،‬وهكذا ‪ ،‬الى أن نزلت الرسالة الخاتمة على خاتم النبيين فرفضه‬
‫قومه ألنه ( بشر ) مثلهم ‪ ،‬وكرروا مقاالت الكفار السابقين ‪ ،‬هو يؤ ّكد أنه ( بشر) وهم‬
‫يرفضونه ألنه ( بشر ) ويمكرون به ‪ .‬وحاق بهم مكرهم ‪ .‬ثم ما لبث أن تسلل الكفر الى‬
‫األجيال الالحقة فتحول النبى دمحم في قلوبهم الى إله يتحكم في العالم بعد موته ‪ ،‬متخذا عاصمة‬
‫حكمه في قبر يقومون بالحج اليه والتوسل به ‪ ،‬ثم يوم القيامة جعلوه الشفيع في الناس الذى ال‬
‫مبدل لحكمه ‪.‬‬
‫ثانيا ‪ :‬إعتراض الكافرين السابقين على األنبياء ألنهم بشر ‪:‬‬
‫‪ 1‬ـ عموما قال جل وعال ‪:‬‬
‫ث‬‫اس أَن يُؤْ ِمنُوا ِإ ْذ َجا َء ُه ُم ْال ُه َد ٰى ِإ َّال أَن قَالُوا أَبَعَ َ‬ ‫‪َ (: 1 / 1‬و َما َمنَ َع النَّ َ‬
‫وال ﴿اإلسراء‪ .﴾٨٨ :‬هنا أسلوب قصر ‪ ،‬يعنى أن المانع الوحيد في إتباعهم الهدى‬ ‫س ً‬‫اللَّـهُ بَش ًَرا َّر ُ‬
‫أو ان هللا جل وعال بعث بشرا رسوال ‪.‬‬
‫اب أ َ ِلي ٌم ﴿‪ٰ ﴾٢‬ذَ ِل َك بِأَنَّهُ‬ ‫عذَ ٌ‬ ‫‪ ( : 2 / 1‬أَلَ ْم يَأ ْتِ ُك ْم نَبَأ ُ الَّذِينَ َكفَ ُروا ِمن قَ ْب ُل فَذَاقُوا َوبَا َل أ َ ْم ِر ِه ْم َولَ ُه ْم َ‬
‫ي‬
‫غنِ ٌّ‬ ‫ت فَقَالُوا أَبَش ٌَر يَ ْهدُونَنَا فَ َكفَ ُروا َوت َ َولَّوا ۚۚ َّوا ْست َ ْغنَى اللَّـهُ ۚۚ َواللَّـهُ َ‬ ‫سلُ ُهم بِ ْالبَيِّنَا ِ‬‫َكانَت تَّأْتِي ِه ْم ُر ُ‬
‫َح ِمي ٌد ﴿‪ ﴾١‬التغابن )‪ .‬أي كل الكافرون في األمم السابقة قالوا نفس اإلعتراض إستكبارا ‪( :‬‬
‫أبشر يهدوننا ) وكفروا ‪.‬‬
‫‪ 2‬ـ ورغم إختالف الزمان والمكان فقد دار نفس الحوار بين كل نبى وقومه الكافرين ‪ ،‬وأتى به‬
‫ت‬‫رب العزة في صورة موحدة ‪ ،‬قال الرسل كذا وقال األقوام كذا ‪ .‬نقرأ قوله جل وعال ‪ ( :‬قَالَ ْ‬
‫عو ُك ْم ِليَ ْغ ِف َر لَ ُكم ِ ّمن ذُنُو ِب ُك ْم َوي َُؤ ِ ّخ َر ُك ْم ِإلَ ٰى‬ ‫ض يَ ْد ُ‬ ‫ت َو ْاأل َ ْر ِ‬ ‫س َم َاوا ِ‬ ‫اط ِر ال َّ‬‫سلُ ُه ْم أ َ ِفي اللَّـ ِه ش ٌَّك فَ ِ‬ ‫ُر ُ‬
‫ان‬
‫ط ٍ‬ ‫س ْل َ‬ ‫ع َّما َكانَ يَ ْعبُ ُد آبَا ُؤنَا فَأْتُونَا ِب ُ‬ ‫صدُّونَا َ‬ ‫س ًّمى قَالُوا ِإ ْن أَنت ُ ْم ِإ َّال بَش ٌَر ِ ّمثْلُنَا ت ُ ِريدُونَ أَن ت َ ُ‬ ‫أ َ َج ٍل ُّم َ‬
‫علَ ٰى َمن يَشَا ُء ِم ْن‬ ‫سلُ ُه ْم إِن نَّ ْح ُن إِ َّال بَش ٌَر ِ ّمثْلُ ُك ْم َولَ ٰـ ِك َّن اللَّـهَ يَ ُم ُّن َ‬ ‫ت لَ ُه ْم ُر ُ‬ ‫ين ﴿ ‪ ) 12‬قَالَ ْ‬ ‫ُّمبِ ٍ‬
‫علَى اللَّـ ِه فَ ْليَت َ َو َّك ِل ْال ُمؤْ ِمنُونَ ﴿ابراهيم‪:‬‬ ‫ان إِ َّال بِإِ ْذ ِن اللَّـ ِه َو َ‬ ‫ط ٍ‬ ‫س ْل َ‬ ‫ْ‬
‫ِعبَا ِد ِه َو َما َكانَ لَنَا أَن نَّأ ِتيَ ُكم بِ ُ‬
‫ع َّما َكانَ يَ ْعبُ ُد‬ ‫صدُّونَا َ‬ ‫‪ . ﴾٦٦‬كل األقوام قالوا للرسل ‪ ( :‬إِ ْن أَنت ُ ْم إِ َّال بَش ٌَر ِ ّمثْلُنَا ت ُ ِريدُونَ أَن ت َ ُ‬
‫ين ﴿ ‪ )) 12‬وكل الرسل ردوا فقالوا ‪ِ ( :‬إن نَّ ْح ُن ِإ َّال بَش ٌَر ِ ّمثْلُ ُك ْم َولَ ٰـ ِك َّن‬ ‫ان ُّمبِ ٍ‬ ‫ط ٍ‬ ‫آبَا ُؤنَا فَأْتُونَا بِ ُ‬
‫س ْل َ‬
‫علَى اللَّـ ِه‬
‫ان ِإ َّال بِإِ ْذ ِن اللَّـ ِه َو َ‬
‫ط ٍ‬ ‫علَ ٰى َمن يَشَا ُء ِم ْن ِعبَا ِد ِه َو َما َكانَ لَنَا أَن نَّأْتِيَ ُكم بِ ُ‬
‫س ْل َ‬ ‫اللَّـهَ يَ ُم ُّن َ‬
‫فَ ْليَت َ َو َّك ِل ْال ُمؤْ ِمنُونَ ﴿ابراهيم‪.﴾٦٦ :‬‬
‫‪ 3‬ـ وأورد رب العزة جل وعال أمثلة من السابقين ‪:‬‬
‫ض َل‬ ‫‪ : 1 / 3‬المأل السادة من قوم نوح قالوا عن نوح ‪َ (:‬ما َه ٰـذَا ِإ َّال بَش ٌَر ِ ّمثْلُ ُك ْم ي ُِري ُد أَن يَتَفَ َّ‬
‫س ِم ْعنَا ِب َه ٰـذَا ِفي آبَا ِئنَا ْاأل َ َّولِينَ ﴿المؤمنون‪ .﴾٥٨ :‬في‬ ‫علَ ْي ُك ْم َولَ ْو شَا َء اللَّـهُ َألَنزَ َل َم َال ِئ َكةً َّما َ‬ ‫َ‬
‫نظرهم هو بشر مثلهم ويريد ان يتفضّل عليهم بزعم النبوة ‪ ،‬وهم يؤمنون باهلل جل وعال ولكن‬
‫يرون أن هللا جل وعال لو شاء أن يرسل رسوال ألرسل مالئكة وليس بشرا مثلهم ‪ ،‬وأنهم ما‬
‫سمعوا هذا في تاريخهم من قبل ‪.‬‬
‫‪ : 2 / 3‬المأل السادة المترفون من قوم عاد ‪ ،‬قالوا لقومهم عن النبى ( هود ) ‪َ ( :‬ما َه ٰـذَا إِ َّال‬
‫ب ِم َّما ت َ ْش َربُونَ ﴿ ‪ ﴾٣٣‬المؤمنون ) وحذّروهم بالخسران‬ ‫بَش ٌَر ِ ّمثْلُ ُك ْم يَأ ْ ُك ُل ِم َّما تَأ ْ ُكلُونَ ِم ْنهُ َويَ ْش َر ُ‬
‫ط ْعتُم بَش ًَرا ِ ّمثْلَ ُك ْم ِإنَّ ُك ْم ِإذًا لَّخَا ِس ُرونَ ﴿المؤمنون‪﴾٣٨ :‬‬ ‫إذا إتبعوا بشرا مثلهم ‪َ ( :‬ولَئِ ْن أ َ َ‬
‫نت ِمنَ‬ ‫ت ِبآيَ ٍة ِإن ُك َ‬ ‫نت ِإ َّال بَش ٌَر ِ ّمثْلُنَا فَأ ْ ِ‬ ‫‪ : 3 / 3‬قوم ثمود قالوا للنبى صالح‪َ ( :‬ما أ َ َ‬
‫صا ِدقِينَ ﴿الشعراء‪﴾٦٢٨ :‬‬ ‫ال َّ‬
‫نت ِإ َّال بَش ٌَر ِ ّمثْلُنَا َو ِإن نَّ ُ‬
‫ظنُّ َك لَ ِمنَ‬ ‫‪ : 4 / 3‬قوم مدين قالوا للنبى شعيب‪َ ( :‬و َما أ َ َ‬
‫ْال َكا ِذ ِبينَ ﴿الشعراء‪﴾٦٨١ :‬‬
‫سلُونَ ﴿‪ِ ﴾٦٣‬إ ْذ‬ ‫اب ْالقَ ْريَ ِة ِإ ْذ َجا َءهَا ْال ُم ْر َ‬ ‫ص َح َ‬ ‫‪ : 5 / 3‬قال جل وعال ‪َ ( :‬واض ِْربْ لَ ُهم َّمث َ ًال أ َ ْ‬
‫سلُونَ ﴿‪ ﴾٦٨‬قَالُوا َما أَنت ُ ْم إِ َّال بَش ٌَر‬ ‫ث فَقَالُوا إِنَّا إِلَ ْي ُكم ُّم ْر َ‬ ‫س ْلنَا إِلَ ْي ِه ُم اثْنَي ِْن فَ َكذَّبُو ُه َما فَعَ َّز ْزنَا بِثَا ِل ٍ‬‫أ َ ْر َ‬
‫َيءٍ إِ ْن أَنت ُ ْم إِ َّال ت َ ْك ِذبُونَ ﴿‪ ﴾٦٢‬يس )‪ .‬هنا قرية تؤمن بالرحمن‬ ‫الر ْح َم ٰـ ُن ِمن ش ْ‬ ‫ِ ّمثْلُنَا َو َما أَنزَ َل َّ‬
‫الر ْح َم ٰـ ُن‬ ‫جل وعال ولكن كذّبت بثالثة من الرسل وقالوا لهم‪َ ( :‬ما أَنت ُ ْم إِ َّال بَش ٌَر ِ ّمثْلُنَا َو َما أَنزَ َل َّ‬
‫َيءٍ ِإ ْن أَنت ُ ْم ِإ َّال ت َ ْك ِذبُونَ )‬ ‫ِمن ش ْ‬
‫‪ : 8 / 3‬كان لقوم فرعون سبب إضافى مع بشرية موسى وهارون‪ ،‬هو أن بنى إسرائيل كانوا‬
‫خاضعين وعابدين للفرعون وقومه ‪ ( :‬فَقَالُوا أَنُؤْ ِم ُن ِلبَش ََري ِْن ِمثْ ِلنَا َوقَ ْو ُم ُه َما لَنَا‬
‫عا ِبدُونَ ﴿المؤمنون‪﴾٨١ :‬‬ ‫َ‬
‫ثانيا ‪ :‬إعتراض كفار العرب على خاتم النبيين ألنه بشر ‪:‬‬
‫‪ 1‬ـ دعا إبراهيم عليه السالم ــ وهو يرفع قواعد البيت ــ أن يرسل في ذرية إبنه إسماعيل‬
‫اب َو ْال ِح ْك َمةَ‬‫علَ ْي ِه ْم آيَا ِت َك َويُعَ ِلّ ُم ُه ُم ْال ِكت َ َ‬
‫وال ِ ّم ْن ُه ْم يَتْلُو َ‬ ‫س ً‬ ‫ث ِفي ِه ْم َر ُ‬ ‫رسوال ( منهم ) ‪َ ( :‬ربَّنَا َوا ْبعَ ْ‬
‫يز ْال َح ِكي ُم ﴿‪ ﴾٦٥٨‬البقرة )‪ .‬وإستجاب الرحمن جل وعال فبعث دمحما‬ ‫نت ْالعَ ِز ُ‬ ‫َويُزَ ِ ّكي ِه ْم ۚۚ إِنَّ َك أ َ َ‬
‫ث فِي‬ ‫بن عبد هللا بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف رسوال ( منهم )‪ُ ( :‬ه َو الَّذِي بَعَ َ‬
‫اب َو ْال ِح ْك َمةَ َوإِن َكانُوا ِمن قَ ْب ُل لَ ِفي‬ ‫علَ ْي ِه ْم آيَا ِت ِه َويُزَ ِ ّكي ِه ْم َويُعَ ِلّ ُم ُه ُم ْال ِكت َ َ‬ ‫وال ِ ّم ْن ُه ْم يَتْلُو َ‬
‫س ً‬ ‫ْاأل ُ ِ ّميِّينَ َر ُ‬
‫ين ﴿‪ ﴾٥‬الجمعة ) ‪ ( .‬منهم ) أي عربيا مثلهم ‪ ،‬ولكن إختاره الرحمن جل وعال ليكون‬ ‫ض َال ٍل ُّمبِ ٍ‬ ‫َ‬
‫رسوال ( منهم )‬
‫‪ 2‬ـ وأمره ربه جل وعال أن يعلن أنه بشر ( مثلهم ) ولكن قد أوحى هللا جل وعال اليه ‪:‬‬
‫اح ٌد ۖۚ فَ َمن َكانَ يَ ْر ُجو ِلقَا َء َر ِبّ ِه‬ ‫ي أَنَّ َما ِإلَ ٰـ ُه ُك ْم ِإلَ ٰـهٌ َو ِ‬‫‪ ( : 1 / 2‬قُ ْل ِإنَّ َما أَنَا بَش ٌَر ِ ّمثْلُ ُك ْم يُو َح ٰى ِإلَ َّ‬
‫صا ِل ًحا َو َال يُ ْش ِر ْك ِب ِعبَا َدةِ َر ِبّ ِه أ َ َحدًا ﴿‪ ﴾٦٦١‬الكهف )‬ ‫عا َم ًال َ‬ ‫فَ ْليَ ْع َم ْل َ‬
‫ي أَنَّ َما ِإلَ ٰـ ُه ُك ْم ِإلَ ٰـهٌ َو ِ‬
‫اح ٌد فَا ْست َ ِقي ُموا ِإلَ ْي ِه‬ ‫‪ ( : 2 / 2‬قُ ْل ِإنَّ َما أَنَا بَش ٌَر ِ ّمثْلُ ُك ْم يُو َح ٰى ِإلَ َّ‬
‫َوا ْست َ ْغ ِف ُروهُ ۚ َو َو ْي ٌل ِلّ ْل ُم ْش ِركِينَ ﴿‪ ﴾١‬فصلت ) ‪ ( .‬مثلهم ) أي هو مثلهم في طبيعته البشرية‬
‫وعجزه البشرى ‪ ،‬ليس فوق مستوى البشر ‪ ،‬غاية ما هنالك أن هللا جل وعال إختاره من بينهم‬
‫رسوال ‪.‬‬
‫‪ 3‬ـ مثل الكفار السابقين‪:‬‬
‫‪ ( : 1 / 3‬إعترض ) العرب ورفضوا أن يكون الرسول بشرا ( مثلهم )‪ ،‬قالوا ‪ ( :‬ه َْل َه ٰـذَا ِإ َّال‬
‫ْص ُرونَ ﴿األنبياء‪﴾٣ :‬‬ ‫س ْح َر َوأَنت ُ ْم تُب ِ‬ ‫بَش ٌَر ِ ّمثْلُ ُك ْم أَفَتَأْتُونَ ال ِ ّ‬
‫‪ ( : 2 / 3‬تع ّجب ) العرب أن يكون النبى بشرا ( منهم ) ‪:‬‬
‫َي ٌء‬ ‫ع ِجبُوا أَن َجا َء ُهم ُّمنذ ٌِر ِ ّم ْن ُه ْم فَقَا َل ْال َكافِ ُرونَ َه ٰـذَا ش ْ‬ ‫آن ْال َم ِجي ِد ﴿‪ ﴾٦‬بَ ْل َ‬ ‫‪َ ( : 1 / 2 / 3‬و ْالقُ ْر ِ‬
‫يب ﴿‪ ﴾٥‬ق )‬ ‫ع ِج ٌ‬ ‫َ‬
‫ش ِر الَّذِينَ آ َمنُوا أ َ َّن‬ ‫اس َوبَ ِ ّ‬ ‫ع َجبًا أ َ ْن أ َ ْو َح ْينَا ِإلَ ٰى َر ُج ٍل ِ ّم ْن ُه ْم أ َ ْن أَنذ ِِر النَّ َ‬ ‫اس َ‬ ‫‪ (: 2 / 2 / 3‬أ َ َكانَ ِللنَّ ِ‬
‫ين ﴿‪ ﴾٥‬يونس )‬ ‫اح ٌر ُّم ِب ٌ‬
‫س ِ‬ ‫ق ِعن َد َر ِبّ ِه ْم ۚ قَا َل ْال َكا ِف ُرونَ ِإ َّن َه ٰـ َذا لَ َ‬ ‫ص ْد ٍ‬ ‫لَ ُه ْم قَ َد َم ِ‬
‫اب ﴿‪ ﴾٨‬أ َ َجعَ َل‬ ‫اح ٌر َكذَّ ٌ‬ ‫س ِ‬ ‫ع ِجبُوا أَن َجا َء ُهم ُّمنذ ٌِر ِ ّم ْن ُه ْم ۖۚ َوقَا َل ْال َكافِ ُرونَ َه ٰـذَا َ‬ ‫‪َ (: 3 / 2 / 3‬و َ‬
‫اب ﴿‪ ﴾٢‬ص )‬ ‫ع َج ٌ‬ ‫َي ٌء ُ‬‫احدًا ۖۚ إِ َّن َه ٰـذَا لَش ْ‬ ‫ْاآل ِل َهةَ إِلَ ٰـ ًها َو ِ‬
‫‪ : 4‬الحسد والتكبر هو الدافع لهذا ‪.‬‬
‫‪ : 1 / 4‬فالمأل من السادة يرفضون أن يختار هللا جل وعال رسوال من غيرهم يتميّز عليهم ‪.‬‬
‫قال جل وعال ‪َ ( :‬و َك ٰذَ ِل َك َجعَ ْلنَا فِي ُك ِّل قَ ْريَ ٍة أ َ َكابِ َر ُم ْج ِر ِمي َها ِليَ ْم ُك ُروا فِي َها ۖۚ َو َما يَ ْم ُك ُرونَ ِإ َّال‬
‫ُ‬
‫س ُل‬ ‫ي ُر ُ‬ ‫بِأَنفُ ِس ِه ْم َو َما يَ ْشعُ ُرونَ ﴿‪َ ﴾٦٥٣‬و ِإذَا َجا َءتْ ُه ْم آيَةٌ قَالُوا لَن نُّؤْ ِمنَ َحت َّ ٰى نُؤْ ت َ ٰى ِمثْ َل َما أوتِ َ‬
‫شدِي ٌد‬ ‫اب َ‬ ‫عذَ ٌ‬ ‫َار ِعن َد اللَّـ ِه َو َ‬ ‫صغ ٌ‬ ‫يب الَّذِينَ أ َ ْج َر ُموا َ‬ ‫ُص ُ‬ ‫سي ِ‬ ‫سالَتَهُ ۚ َ‬ ‫ْث يَ ْجعَ ُل ِر َ‬ ‫اللَّـ ِه ۚ اللَّـهُ أ َ ْعلَ ُم َحي ُ‬
‫ِب َما َكانُوا يَ ْم ُك ُرونَ ﴿‪ ﴾٦٥٨‬األنعام )‬
‫‪ : 2 / 4‬وقالها قوم ثمود من قبل ‪ :‬لماذا إختار هللا جل وعال صالحا بالذات من بينهم ؟ وهل‬
‫احدًا‬ ‫ت ث َ ُمو ُد ِبالنُّذُ ِر ﴿‪ ﴾٥٣‬فَقَالُوا أَبَش ًَرا ِ ّمنَّا َو ِ‬ ‫يص ُّح أن يتبعوا فردا من البشر من بينهم ‪َ ( :‬كذَّبَ ْ‬
‫ُ‬
‫اب أ َ ِش ٌر ﴿‪ ﴾٥٢‬القمر )‬ ‫علَ ْي ِه ِمن بَ ْي ِننَا بَ ْل ُه َو َك َّذ ٌ‬ ‫ي ال ِ ّذ ْك ُر َ‬ ‫سعُ ٍر ﴿‪ ﴾٥٨‬أَأ ْل ِق َ‬ ‫ض َال ٍل َو ُ‬ ‫نَّت َّ ِبعُهُ ِإنَّا ِإذًا لَّ ِفي َ‬
‫‪ 3 / 4‬ـ وتكرر نفس األمر في عصر النبى دمحم عليه السالم ‪.‬‬
‫علَ ٰى‬
‫صبِ ُروا َ‬ ‫شوا َوا ْ‬ ‫طلَقَ ْال َم َأل ُ ِم ْن ُه ْم أ َ ِن ْام ُ‬ ‫‪ : 1 / 3 / 4‬قالوا مقالة المأل من قوم نوح ( َوان َ‬
‫اختِ َال ٌق ﴿‪ ﴾١‬ص‬ ‫س ِم ْعنَا بِ َه ٰـذَا فِي ْال ِملَّ ِة ْاآل ِخ َرةِ إِ ْن َه ٰـذَا إِ َّال ْ‬ ‫َي ٌء ي َُرا ُد ﴿‪َ ﴾١‬ما َ‬ ‫آ ِل َهتِ ُك ْم ۖۚ إِ َّن َه ٰـذَا لَش ْ‬
‫)‬
‫علَ ْي ِه ال ِذّ ْك ُر ِمن بَ ْينِنَا ۚۚ بَ ْل ُه ْم فِي ش ٍَّك ِ ّمن‬ ‫نز َل َ‬ ‫‪ 2 / 3 / 4‬ـ وقالوا نفس مقالة ثمود ‪ ( :‬أَأ ُ ِ‬
‫ب ﴿‪ ﴾٨‬ص )‬ ‫عذَا ِ‬ ‫ِذ ْك ِري ۖۚ بَل لَّ َّما يَذُوقُوا َ‬
‫‪ : 3 / 3 / 4‬وأتوا بجديد ن إذ نظروا الى النبى دمحم فلم يروه عظيما بمعيار العظمة عندهم ‪،‬‬
‫ع ِظ ٍيم ﴿‪ ﴾٣٦‬الزخرف ) وجاء‬ ‫علَ ٰى َر ُج ٍل ِ ّمنَ ْالقَ ْريَتَي ِْن َ‬ ‫آن َ‬ ‫فقالوا ‪َ ( :‬وقَالُوا لَ ْو َال نُ ِ ّز َل َه ٰـذَا ْالقُ ْر ُ‬
‫الر ُّد من رب العزة ‪ ،‬فالعظمة المبنية على المال فقط ليست عظمة ‪ ،‬ألن هللا جل وعال هو الذى‬
‫سم األرزاق إختبارا للناس ‪ ،‬وهو جل وعال الذى يختار األنبياء من صفوة الخلق ‪ .‬قال جل‬ ‫يق ّ‬
‫شت َ ُه ْم فِي ْال َحيَاةِ ال ُّد ْنيَا ۚۚ َو َرفَ ْعنَا‬ ‫س ْمنَا بَ ْينَ ُهم َّم ِعي َ‬ ‫ت َربِ َّك ۚۚ ن َْح ُن قَ َ‬ ‫وعال ‪ ( :‬أ َ ُه ْم يَ ْق ِس ُمونَ َر ْح َم َ‬
‫س ْخ ِريًّا ۚ َو َر ْح َمتُ َربِ َّك َخي ٌْر ِ ّم َّما‬ ‫ضا ُ‬ ‫ض ُهم بَ ْع ً‬ ‫ت ِلّيَت َّ ِخذَ بَ ْع ُ‬ ‫ض َد َر َجا ٍ‬ ‫ض ُه ْم فَ ْوقَ بَ ْع ٍ‬
‫بَ ْع َ‬
‫يَ ْج َمعُونَ ﴿‪ ﴾٣٥‬الزخرف )‪.‬‬
‫‪ : 4 / 3 / 4‬هذا الحقد وذاك الحسد وصل الى كثير من أهل الكتاب الذين كانوا يعرفون القرآن‬
‫الكريم كما يعرفون أبناءهم ‪ ،‬ولكن كفروا حسدا ‪ .‬قال جل وعال ‪:‬‬
‫سدًا ِ ّم ْن ِعن ِد‬ ‫ارا َح َ‬ ‫ب لَ ْو يَ ُردُّونَ ُكم ِ ّمن بَ ْع ِد ِإي َمانِ ُك ْم ُكفَّ ً‬ ‫ير ِ ّم ْن أ َ ْه ِل ْال ِكتَا ِ‬ ‫‪َ (: 1 / 4 / 3 / 4‬و َّد َكثِ ٌ‬
‫علَ ٰى ُك ِّل ش ْ‬ ‫ي اللَّـهُ ِبأ َ ْم ِر ِه ِإ َّن اللَّـهَ َ‬ ‫ْ‬ ‫أَنفُ ِس ِهم ِ ّمن بَ ْع ِد َما تَبَيَّنَ لَ ُه ُم ْال َح ُّق فَا ْعفُوا َوا ْ‬
‫َيءٍ‬ ‫صفَ ُحوا َحت َّ ٰى يَأ ِت َ‬
‫ِير ﴿البقرة‪﴾٦١٨ :‬‬ ‫قَد ٌ‬
‫يم ْال ِكت َ َ‬
‫اب‬ ‫ض ِل ِه فَقَ ْد آت َ ْينَا آ َل ِإب َْرا ِه َ‬ ‫علَ ٰى َما آتَا ُه ُم اللَّـهُ ِمن فَ ْ‬ ‫اس َ‬ ‫سدُونَ النَّ َ‬ ‫‪ ( : 2 / 4 / 3 / 4‬أ َ ْم يَ ْح ُ‬
‫َو ْال ِح ْك َمةَ َوآت َ ْينَا ُهم ُّم ْل ًكا َع ِظي ًما ﴿النساء‪.﴾٢٨ :‬‬
‫)‪ (2‬التعليقات‬
‫سعيد علي تعليق بواسطة ‪1‬‬ ‫في الثالثاء ‪ 26‬يناير ‪2222‬‬
‫]‪[91780‬‬

‫‪ .‬دمحم خاتم النبيين عليه السالم‬

‫عليه و على أنبياء هللا جل و عال السالم هم المصطفين من البشر إلبالغ رسالة هللا جل و عال‬
‫‪ ..‬هللا جل و عال هو الحي الذي ال يموت و هو المعبود ال شريك له سبحانه هو مالك يوم الدين‬
‫‪ .‬و هو الشفيع جل و عال‬
‫اإليمان باهلل وحدة ال شريك له له الملك و له الحمد و هو على كل شئ قدير أرسل الرسل‬
‫بعضهم في بيئة طاهرة و بعضهم في بيئة غلب عليها الشرك فإبراهيم عليه السالم فتى باحث‬
‫عن الحقيقة و هارون عليه السالم لم يكن نبيا إال بعد دعوة أخيه موسى عليهما السالم ( هللا‬
‫أعلم حيث يجعل رسالته ) و عيسى عليه السالم معجزة بشرية في والدته و علمه و قبله‬
‫يوسف الصديق عليه السالم منذ أن ألقوه إخوته في الجب و منذ الرؤياء التي قصها على والده‬
‫يعقوب عليه السالم و بقية الرسل و األنبياء عليهم السالم بشرا لم يتميزوا عن البشر إال‬
‫بالوحي‪.‬‬
‫دمحم بن عبد هللا خاتم األنبياء عليهم السالم أكمل رسالة هللا عز و جل في بيئة غلب عليها‬
‫الشرك و الكفر و النفاق و الجهل و لم تخلو من علماء بني إسرائيل و النصارى فكان بالقران‬
‫الكريم المجادل بالتي هي أحسن و المفكر الصابر و الحريص على هداية قومه و ما إن أنتهى‬
‫البالغ توفاه هللا جل و عال و قد أدى األمانة و نصح األمة فسالم عليه و سالم على من اتبع‬
‫‪ .‬رسالته بالحق‬

‫آحمد صبحي منصور تعليق بواسطة ‪2‬‬ ‫في األربعاء ‪ 29‬يناير ‪2222‬‬
‫]‪[91781‬‬

‫‪ :‬شكرا ابنى الحبيب استاذ سعيد على ‪ ،‬واقول‬

‫نحن الذين ندافع عنه عليه السالم حين نؤكد بشريته وموته ومساءلته يوم القيامة‪ .‬نحن الذين‬
‫نتبع القرآن الحكيم الذى كان يتبعه ويؤذى بسببه‪ .‬نرجو ان يجعلنا ربنا جل وعال فى معية‬
‫سن أولئك رفيقا‪.‬‬
‫األنبياء والصديقين والشهداء والصلحين وح ُ‬

‫المقال السادس‬
‫‪ :‬اإليمان ليس بشخص دمحم‪ ،‬ولكن بما ( أنزل على دمحم)‬
‫من آمن ب ( دمحم ) فقد كفر‪ : )8 ( .‬تعاملهم مع النبى البشر في حياته‬
‫آحمد صبحي منصور في األربعاء ‪ 29‬يناير ‪2222‬‬

‫من آمن ب ( دمحم ) فقد كفر‪ : )8 ( .‬تعاملهم مع النبى البشر في حياته‬


‫اإليمان ليس بشخص دمحم‪،‬ولكن بما ( أنزل على دمحم)‬
‫تعاملهم مع النبى البشر في حياته‬
‫أوال ‪ :‬إتفاق المؤمنين والكافرين في مناداة النبى بإسمه‬
‫‪ 1‬ـ الويل لك لو خاطبت المرشد العام للجمهورية ( اإلسالمية ) في ايران بإسمه وقلت له ‪ :‬يا‬
‫( على بن جواد ) ‪ ،‬فأين ( آية هللا وروح هللا ) ؟ ‪ ،‬الويل لك لو قلت لشيخ األزهر ‪ :‬يا أحمد‬
‫الطيب ‪ ،‬كيف تخاطب ( اإلمام األكبر ) بإسمه الشخصى ؟ ‪ ،‬حتى الشيخ األزهرى العادى‬
‫الذى يرتدى الزى األزهرى الكهنوتى ‪ ،‬ال يمكن أن تناديه بإسمه ( يا فالن ) ‪ .‬ال بد أن تقول‬
‫له ‪ ( :‬يا فضيلة الشيخ ) ‪ .‬هل يمكن ان تقول للقرضاوى ( يا يوسف ) أو للسيستانى ( يا على‬
‫) ‪ .‬نفس الحال في خطاب أرباب الكهنوت المسيحى بكل درجاته من القسيس الى البابا ‪ ،‬ال‬
‫يمكن أن تخاطب أحدهم بإسمه المكتوب في شهادة ميالده ‪ .‬هل تتصور قبطيا ينادى البابا‬
‫شنودة الثالث قائال ‪ ( :‬يا نظير جيد روفائيل ) أو يخاطب البابا الحالي تواضروس الثانى‪،‬‬
‫بإسمه األصلى ‪ ( :‬وجيه صبحى باقى سليمان ) ؟ يستحيل أن تخاطب القسيس العادى بإسمه‬
‫بدال من ( ابونا ) ال بد للكهنوت من ألقاب مقدسة تسمو بهم فوق عموم الناس الذين يؤلهونهم‬
‫ويقدسونهم ‪.‬‬
‫‪ 2‬ـ الكافرون في األُمم السابقة كان لهم كهنوت أيضا ‪ ،‬ولكن كانوا أكثر صراحة فجعلوهم آلهة‬
‫‪ .‬وألنهم إعتبروا األنبياء بشرا مثلهم فقد كانوا ينادوا النبى الرسول بالتحقير وباالتهامات‬
‫بالسحر والجنون ‪ ،‬وأحيانا كانوا ينادونه بإسمه المجرد ‪ .‬ونعطى أمثلة ‪:‬‬
‫‪ : 1 / 2‬قوم نوح ‪:‬‬
‫ت ِج َدالَنَا ﴿‪ ﴾٣٥‬هود )‬ ‫‪ ( : 1 / 1 / 2‬قَالُوا يَا نُو ُح قَ ْد َجا َد ْلتَنَا فَأ َ ْكث َ ْر َ‬
‫ومينَ ﴿‪ ﴾٦٦١‬الشعراء )‬ ‫‪ ( : 2 / 1 / 2‬قَالُوا لَ ِئن لَّ ْم تَنت َ ِه يَا نُو ُح لَت َ ُكون ََّن ِمنَ ْال َم ْر ُج ِ‬
‫عن قَ ْو ِل َك َو َما ن َْح ُن لَ َك‬
‫ار ِكي آ ِل َه ِتنَا َ‬ ‫‪ : 2 / 2‬قوم عاد ‪ ( :‬قَالُوا يَا ُهو ُد َما ِجئْتَنَا ِببَ ِيّنَ ٍة َو َما ن َْح ُن ِبت َ ِ‬
‫بِ ُمؤْ ِمنِينَ ﴿‪ ﴾٢٣‬هود )‬
‫‪ : 2 / 2‬قوم ثمود‪:‬‬
‫نت ِمنَ‬ ‫ع ْن أ َ ْم ِر َربِّ ِه ْم َوقَالُوا يَا َ‬
‫صا ِل ُح ائْتِنَا ِب َما ت َ ِع ُدنَا إِن ُك َ‬ ‫عت َ ْوا َ‬ ‫‪ (: 1 / 2 / 2‬فَعَقَ ُروا النَّاقَةَ َو َ‬
‫سلِينَ ﴿‪ ﴾١١‬األعراف )‬ ‫ْال ُم ْر َ‬
‫نت فِينَا َم ْر ُج ًّوا قَ ْب َل َه ٰـ َذا ۖۚ أَت َ ْن َهانَا أَن نَّ ْعبُ َد َما يَ ْعبُ ُد آبَا ُؤنَا َوإِنَّنَا‬ ‫صا ِل ُح قَ ْد ُك َ‬ ‫‪ ( : 2 / 2 / 2‬قَالُوا يَا َ‬
‫ب ﴿‪ ﴾١٥‬هود )‬ ‫عونَا ِإلَ ْي ِه ُم ِري ٍ‬ ‫لَ ِفي ش ٍَّك ِ ّم َّما ت َ ْد ُ‬
‫ت َه ٰـذَا بِآ ِل َهتِنَا يَا ِإب َْرا ِهي ُم ﴿‪ ﴾١٥‬األنبياء )‬ ‫نت فَعَ ْل َ‬ ‫‪ : 3 / 2‬قوم إبراهيم ‪ ( :‬قَالُوا أَأ َ َ‬
‫ط لَت َ ُكون ََّن ِمنَ ْال ُم ْخ َر ِجينَ ﴿‪ ﴾٦١١‬الشعراء )‬ ‫‪ : 4 / 2‬قوم لوط ‪ ( :‬قَالُوا لَئِن لَّ ْم تَنت َ ِه يَا لُو ُ‬
‫‪ : 5 / 2‬قوم مدين ‪:‬‬
‫ص َالت ُ َك تَأ ْ ُم ُر َك أَن نَّتْ ُر َك َما يَ ْعبُ ُد آبَا ُؤنَا أ َ ْو أَن نَّ ْفعَ َل فِي أ َ ْم َوا ِلنَا‬ ‫ْب أ َ َ‬ ‫شعَي ُ‬ ‫‪ ( : 1 / 5 / 2‬قَالُوا يَا ُ‬
‫الر ِشي ُد ﴿هود‪﴾٨١ :‬‬ ‫نت ْال َح ِلي ُم َّ‬‫َما نَشَا ُء ِإنَّ َك َأل َ َ‬
‫ط َك‬ ‫ض ِعيفًا َولَ ْو َال َر ْه ُ‬ ‫اك ِفينَا َ‬ ‫يرا ِ ّم َّما تَقُو ُل َو ِإنَّا لَن ََر َ‬‫ْب َما نَ ْفقَهُ َك ِث ً‬ ‫شعَي ُ‬ ‫‪ (: 2 / 5 / 2‬قَالُوا يَا ُ‬
‫يز ﴿هود‪﴾٨٦ :‬‬ ‫علَ ْينَا بِعَ ِز ٍ‬
‫نت َ‬ ‫َاك َو َما أ َ َ‬ ‫لَ َر َج ْمن َ‬
‫ْب َوالَّذِينَ آ َمنُوا َمعَ َك ِمن‬ ‫شعَي ُ‬ ‫‪ ( : 3 / 5 / 2‬قَا َل ْال َم َأل ُ الَّذِينَ ا ْست َ ْكبَ ُروا ِمن قَ ْو ِم ِه لَنُ ْخ ِر َجنَّ َك يَا ُ‬
‫ارهِينَ ﴿األعراف‪﴾٨٨ :‬‬ ‫قَ ْريَتِنَا أ َ ْو لَتَعُود َُّن فِي ِملَّتِنَا قَا َل أ َ َولَ ْو ُكنَّا َك ِ‬
‫‪ 3‬ـ ليس لدى المؤمنين كهنوت ‪ .‬والنبى الرسول هو الذى يبلغ الرسالة مع كونه بشرا منهم‬
‫ومثلهم ‪ .‬لذا كانوا يخاطبون النبى في حياته بإسمه المجرد ‪ .‬مثال ‪:‬‬
‫‪ : 1 / 3‬النبى موسى كان قومه ينادونه بإسمه موسى ‪ ،‬لم يقولوا ‪ :‬يا سيدنا موسى‪:!!.‬‬
‫ع لَنَا َرب ََّك ي ُْخ ِرجْ لَنَا ِم َّما تُن ِبتُ‬ ‫اح ٍد فَا ْد ُ‬ ‫طعَ ٍام َو ِ‬ ‫علَ ٰى َ‬ ‫ص ِب َر َ‬ ‫س ٰى لَن نَّ ْ‬ ‫‪َ ( : 1 / 1 / 3‬و ِإ ْذ قُ ْلت ُ ْم يَا ُمو َ‬
‫ص ِل َها ۖۚ) ‪ ) 81‬البقرة )‬ ‫وم َها َو َع َد ِس َها َوبَ َ‬ ‫ض ِمن بَ ْق ِل َها َوقِثَّائِ َها َوفُ ِ‬ ‫ْاأل َ ْر ُ‬
‫َّارينَ َو ِإنَّا لَن نَّ ْد ُخلَ َها َحت َّ ٰى يَ ْخ ُر ُجوا ِم ْن َها فَإِن‬ ‫س ٰى ِإ َّن ِفي َها قَ ْو ًما َجب ِ‬ ‫‪ ( : 2 / 1 / 3‬قَالُوا يَا ُمو َ‬
‫اخلُونَ ﴿المائدة‪﴾٥٥ :‬‬ ‫يَ ْخ ُر ُجوا ِم ْن َها فَإِنَّا َد ِ‬
‫نت َو َرب َُّك فَقَاتِ َال إِنَّا‬ ‫س ٰى إِنَّا لَن نَّ ْد ُخلَ َها أَبَدًا َّما َدا ُموا فِي َها فَا ْذهَبْ أ َ َ‬ ‫‪ ( : 3 / 1 / 3‬قَالُوا يَا ُمو َ‬
‫هَا ُهنَا قَا ِعدُونَ ﴿المائدة‪﴾٥٨ :‬‬
‫صا ِعقَةُ َوأَنت ُ ْم‬ ‫س ٰى لَن نُّؤْ ِمنَ لَ َك َحت َّ ٰى ن ََرى اللَّـهَ َج ْه َرة ً فَأ َ َخذَتْ ُك ُم ال َّ‬ ‫‪َ ( : 4 / 1 / 3‬وإِ ْذ قُ ْلت ُ ْم يَا ُمو َ‬
‫ظ ُرونَ ﴿‪ ﴾٢٢‬البقرة )‬ ‫تَن ُ‬
‫صن ٍَام لَّ ُه ْم ۚۚ قَالُوا يَا‬ ‫علَ ٰى أ َ ْ‬‫علَ ٰى قَ ْو ٍم يَ ْع ُكفُونَ َ‬ ‫‪َ ( : 5 / 1 / 3‬و َج َاو ْزنَا بِبَنِي ِإس َْرائِي َل ْالبَ ْح َر فَأَت َ ْوا َ‬
‫اجعَل لَّنَا ِإلَ ٰـ ًها َك َما لَ ُه ْم آ ِل َهةٌ ۚۚ قَا َل ِإنَّ ُك ْم قَ ْو ٌم ت َ ْج َهلُونَ ﴿‪ ﴾٦٣٨‬األعراف )‬ ‫سى ْ‬ ‫ُمو َ‬
‫‪ : 2 / 3‬نفس الحال مع عيسى ‪ .‬كان يناديه أتباع الحواريون بإسمه المجرد ‪ِ ( :‬إ ْذ قَا َل‬
‫اء ۖۚ قَا َل اتَّقُوا‬ ‫س َم ِ‬ ‫سى ابْنَ َم ْريَ َم ه َْل يَ ْست َ ِطي ُع َرب َُّك أَن يُن ِ َّز َل َ‬
‫علَ ْينَا َمائِ َدة ً ِ ّمنَ ال َّ‬ ‫ْال َح َو ِاريُّونَ يَا ِعي َ‬
‫اللَّـهَ ِإن ُكنتُم ُّمؤْ ِمنِينَ ﴿‪ ﴾٦٦٥‬المائدة )‬
‫ثانيا ‪ :‬تعامل المؤمنين مع النبى دمحم في حياته‬
‫تشرع‬ ‫في أوائل إستقرار المؤمنين في المدينة وتكوين أول مجتمع مسلم نزلت سورة ( النور ) ّ‬
‫زى المرأة و ُحرمة األعراض وتجريم قذف المحصنات وعقوبة الزنا ‪.‬‬
‫‪ 1‬ـ ونزلت فيها تشريعات إجتماعية مثل اإلستئذان ‪.‬قال جل وعال ‪:‬‬
‫علَ ٰى‬ ‫س ِلّ ُموا َ‬ ‫سوا َوت ُ َ‬ ‫غي َْر بُيُوتِ ُك ْم َحت َّ ٰى ت َ ْستَأْنِ ُ‬ ‫‪ ( : 1 / 1‬يَا أَيُّ َها الَّذِينَ آ َمنُوا َال ت َ ْد ُخلُوا بُيُوتًا َ‬
‫أ َ ْه ِل َها ۚۚ ٰذَ ِل ُك ْم َخي ٌْر لَّ ُك ْم لَعَلَّ ُك ْم تَذَ َّك ُرونَ ﴿‪ ﴾٥١‬فَإِن لَّ ْم ت َ ِجدُوا فِي َها أ َ َحدًا فَ َال ت َ ْد ُخلُوهَا َحت َّ ٰى يُؤْ ذَنَ‬
‫ْس‬ ‫ع ِلي ٌم ﴿‪ ﴾٥٨‬لَّي َ‬ ‫ار ِجعُوا ۖۚ ُه َو أ َ ْز َك ٰى لَ ُك ْم ۚۚ َواللَّـهُ بِ َما ت َ ْع َملُونَ َ‬ ‫ار ِجعُوا فَ ْ‬ ‫لَ ُك ْم ۖۚ َو ِإن ِقي َل لَ ُك ُم ْ‬
‫ع لَّ ُك ْم ۚۚ َواللَّـهُ يَ ْعلَ ُم َما ت ُ ْبدُونَ َو َما‬ ‫غي َْر َم ْس ُكونَ ٍة فِي َها َمتَا ٌ‬ ‫علَ ْي ُك ْم ُجنَا ٌح أَن ت َ ْد ُخلُوا بُيُوتًا َ‬ ‫َ‬
‫ت َ ْكت ُ ُمونَ ﴿‪﴾٥٨‬النور)‬
‫ث‬‫ت أ َ ْي َمانُ ُك ْم َوالَّذِينَ لَ ْم يَ ْبلُغُوا ْال ُحلُ َم ِمن ُك ْم ث َ َال َ‬ ‫‪ ( : 2 / 1‬يَا أَيُّ َها الَّذِينَ آ َمنُوا ِليَ ْستَأْذِن ُك ُم الَّذِينَ َملَ َك ْ‬
‫ص َال ِة‬
‫ير ِة َو ِمن بَ ْع ِد َ‬ ‫الظ ِه َ‬ ‫ضعُونَ ِثيَابَ ُكم ِ ّمنَ َّ‬ ‫ص َال ِة ْالفَ ْج ِر َو ِحينَ ت َ َ‬ ‫ت ۚۚ ِ ّمن قَ ْب ِل َ‬ ‫َم َّرا ٍ‬
‫ض ُك ْم‬ ‫علَ ْي ُكم بَ ْع ُ‬ ‫ط َّوافُونَ َ‬ ‫علَ ْي ِه ْم ُجنَا ٌح بَ ْع َد ُه َّن ۚۚ َ‬ ‫علَ ْي ُك ْم َو َال َ‬
‫ْس َ‬ ‫ت لَّ ُك ْم ۚۚ لَي َ‬ ‫ع ْو َرا ٍ‬ ‫ث َ‬ ‫َاء ۚۚ ث َ َال ُ‬ ‫ْال ِعش ِ‬
‫طفَا ُل ِمن ُك ُم‬ ‫ع ِلي ٌم َح ِكي ٌم ﴿‪َ ﴾٢٨‬وإِذَا بَلَ َغ ْاأل َ ْ‬ ‫ت ۚ َواللَّـهُ َ‬ ‫ض ۚۚ َك ٰذَ ِل َك يُبَيِ ُّن اللَّـهُ لَ ُك ُم ْاآليَا ِ‬ ‫علَ ٰى بَ ْع ٍ‬ ‫َ‬
‫ٰ‬ ‫ْ‬
‫ْال ُحلُ َم فَ ْليَ ْستَأ ِذنُوا َك َما ا ْستَأذَنَ الَّذِينَ ِمن قَ ْب ِل ِه ْم ۚۚ َكذَ ِل َك يُبَيِ ُّن اللَّـهُ لَ ُك ْم آيَاتِ ِه ۚ َواللَّـهُ َ‬
‫ع ِلي ٌم‬ ‫ْ‬
‫َح ِكي ٌم ﴿‪ ﴾٢٨‬النور )‬
‫علَى ْاألَع َْر ِ‬
‫ج‬ ‫علَى ْاأل َ ْع َم ٰى َح َر ٌج َو َال َ‬ ‫ْس َ‬ ‫‪ 2‬ـ وتشريعات في الضيافة ‪ .‬قال جل وعال ‪ ( :‬لَّي َ‬
‫ت‬‫ت آبَا ِئ ُك ْم أ َ ْو بُيُو ِ‬ ‫علَ ٰى أَنفُ ِس ُك ْم أَن تَأ ْ ُكلُوا ِمن بُيُوتِ ُك ْم أ َ ْو بُيُو ِ‬ ‫يض َح َر ٌج َو َال َ‬ ‫علَى ْال َم ِر ِ‬ ‫َح َر ٌج َو َال َ‬
‫ت‬ ‫ع َّماتِ ُك ْم أ َ ْو بُيُو ِ‬ ‫ت َ‬ ‫ام ُك ْم أ َ ْو بُيُو ِ‬ ‫ت أ َ ْع َم ِ‬ ‫ت أَخ ََواتِ ُك ْم أ َ ْو بُيُو ِ‬ ‫ت ِإ ْخ َوانِ ُك ْم أ َ ْو بُيُو ِ‬ ‫أ ُ َّم َهاتِ ُك ْم أ َ ْو بُيُو ِ‬
‫علَ ْي ُك ْم ُجنَا ٌح أَن تَأ ْ ُكلُوا َج ِميعًا‬ ‫ْس َ‬‫صدِي ِق ُك ْم ۚۚ لَي َ‬ ‫َاالتِ ُك ْم أ َ ْو َما َملَ ْكتُم َّمفَاتِ َحهُ أ َ ْو َ‬ ‫تخ َ‬ ‫أ َ ْخ َوا ِل ُك ْم أ َ ْو بُيُو ِ‬
‫ط ِيّبَةً ۚۚ َك ٰذَ ِل َك يُبَ ِي ُّن‬ ‫ار َكةً َ‬ ‫علَ ٰى أَنفُ ِس ُك ْم ت َ ِحيَّةً ِ ّم ْن ِعن ِد اللَّـ ِه ُمبَ َ‬ ‫س ِلّ ُموا َ‬ ‫أ َ ْو أ َ ْشتَاتًا ۚۚ فَإِذَا َدخ َْلتُم بُيُوتًا فَ َ‬
‫ت لَعَلَّ ُك ْم ت َ ْع ِقلُونَ ﴿‪ ) ﴾١٦‬كلها كانت تشريعات حضارية ال معرفة للعرب بها من‬ ‫اللَّـهُ لَ ُك ُم ْاآليَا ِ‬
‫قبل ‪.‬‬
‫‪ : 3‬خالف هذه التشريعات الحضارية بعض المؤمنين فكان يدخل بيوت النبى بال إستئذان ‪،‬‬
‫طعَ ٍام َ‬
‫غي َْر‬ ‫ي إِ َّال أَن يُؤْ ذَنَ لَ ُك ْم ِإلَ ٰى َ‬ ‫فنزل قوله جل وعال ‪ (:‬يَا أَيُّ َها الَّذِينَ آ َمنُوا َال ت َ ْد ُخلُوا بُي َ‬
‫ُوت النَّبِ ِّ‬
‫ث ۚۚ ِإ َّن ٰذَ ِل ُك ْم َكانَ‬ ‫ط ِع ْمت ُ ْم فَانت َ ِش ُروا َو َال ُم ْستَأْنِسِينَ ِل َحدِي ٍ‬ ‫َاظ ِرينَ إِنَاهُ َولَ ٰـ ِك ْن إِذَا ُد ِعيت ُ ْم فَا ْد ُخلُوا فَإِذَا َ‬ ‫ن ِ‬
‫عا فَاسْأَلُو ُه َّن ِمن‬ ‫سأ َ ْلت ُ ُمو ُه َّن َمتَا ً‬‫ق ۚۚ َو ِإذَا َ‬ ‫ي فَيَ ْست َ ْحيِي ِمن ُك ْم ۖۚ َواللَّـهُ َال يَ ْست َ ْحيِي ِمنَ ْال َح ّ ِ‬ ‫يُؤْ ذِي النَّبِ َّ‬
‫سو َل اللَّـ ِه َو َال أَن‬ ‫ط َه ُر ِلقُلُوبِ ُك ْم َوقُلُوبِ ِه َّن ۚۚ َو َما َكانَ لَ ُك ْم أَن تُؤْ ذُوا َر ُ‬ ‫ب ۚۚ ٰذَ ِل ُك ْم أ َ ْ‬ ‫َو َر ِاء ِح َجا ٍ‬
‫ع ِظي ًما ﴿‪ ﴾٢٣‬األحزاب )‬ ‫تَن ِك ُحوا أ َ ْز َوا َجهُ ِمن بَ ْع ِد ِه أَبَدًا ۚۚ ِإ َّن ٰ َذ ِل ُك ْم َكانَ ِعن َد اللَّـ ِه َ‬
‫‪ 4‬ـ كان حال األعراب أسوأ ‪ .‬يبدو أنه لم تصل هذه التشريعات ‪ ،‬فجاء وفد منهم ينادونه عليه‬
‫السالم بهمجية ويرفعون أصواتهم فوق صوته يجهرون له بالقول ‪ ،‬فنزل قوله جل وعال ‪ ( :‬يَا‬
‫ض ُك ْم‬ ‫ي َو َال ت َ ْج َه ُروا لَهُ ِب ْالقَ ْو ِل َك َج ْه ِر بَ ْع ِ‬ ‫ت النَّ ِب ِّ‬ ‫ص ْو ِ‬‫ص َوات َ ُك ْم فَ ْوقَ َ‬ ‫أَيُّ َها الَّذِينَ آ َمنُوا َال ت َ ْرفَعُوا أ َ ْ‬
‫سو ِل اللَّـ ِه‬ ‫ص َوات َ ُه ْم ِعن َد َر ُ‬ ‫ط أ َ ْع َمالُ ُك ْم َوأَنت ُ ْم َال ت َ ْشعُ ُرونَ ﴿‪ِ ﴾٥‬إ َّن الَّذِينَ يَغُضُّونَ أ َ ْ‬ ‫ض أَن ت َ ْحبَ َ‬ ‫ِلبَ ْع ٍ‬
‫ع ِظي ٌم ﴿‪ ﴾٣‬إِ َّن الَّذِينَ يُنَادُون ََك ِمن‬ ‫أُولَ ٰـئِ َك الَّذِينَ ْامت َ َحنَ اللَّـهُ قُلُوبَ ُه ْم ِللت َّ ْق َو ٰى ۚۚ لَ ُهم َّم ْغ ِف َرة ٌ َوأ َ ْج ٌر َ‬
‫صبَ ُروا َحت َّ ٰى ت َ ْخ ُر َج إِلَ ْي ِه ْم لَ َكانَ َخي ًْرا‬ ‫ت أ َ ْكث َ ُر ُه ْم َال يَ ْع ِقلُونَ ﴿‪َ ﴾٨‬ولَ ْو أَنَّ ُه ْم َ‬ ‫َو َر ِاء ْال ُح ُج َرا ِ‬
‫ور َّر ِحي ٌم ﴿‪ ﴾٢‬الحجرات )‪.‬‬ ‫غفُ ٌ‬ ‫لَّ ُه ْم ۚۚ َواللَّـهُ َ‬
‫‪ 1 / 5‬ـ في مكة نزل توصيف للمجتمع االسالمى ‪ ،‬ومنه الصالة والزكاة المالية والشورى ‪.‬‬
‫ور ٰى بَ ْينَ ُه ْم َو ِم َّما َرزَ ْقنَا ُه ْم‬ ‫ش َ‬ ‫ص َالة َ َوأ َ ْم ُر ُه ْم ُ‬ ‫قال جل وعال ‪َ ( :‬والَّذِينَ ا ْست َ َجابُوا ِل َربِّ ِه ْم َوأَقَا ُموا ال َّ‬
‫يُن ِفقُونَ ﴿‪ ﴾٣٨‬الشورى )‪ ،‬الشورى أو ‪ (:‬الديمقراطية المباشرة ) هى فريضة إسالمية دينية‬
‫ألنها تحول دون وجود مأل يتحكم في السلطة أو حاكم مستبد ‪ ،‬وقد فصلنا هذا في كتاب منشور‬
‫هنا عن الشورى‪.‬‬
‫‪ : 2 / 5‬فى بداية تكون المجتمع المسلم في المدينة كان يُنادى باسم الرسول على عقد مجلس‬
‫الشورى للناس جميعا ‪ .‬وكان هناك تهاون في حضور مجالس الشورى بعد النداء ‪ .‬التجمع هنا‬
‫يعنى في عصرنا ( جمعية عمومية ) طبقا للديمقراطية المباشرة التي تُساوى بين المواطنين‬
‫جميعا مؤمنين ومنافقين ‪ .‬نظرا لخطورة هذا التهاون في حضور مجالس الشورى نزل التنبيه‬
‫علَ ٰى‬ ‫سو ِل ِه َوإِذَا َكانُوا َمعَهُ َ‬ ‫والتحذير في قوله جل وعال ‪ ( :‬إِنَّ َما ْال ُمؤْ ِمنُونَ الَّذِينَ آ َمنُوا ِباللَّـ ِه َو َر ُ‬
‫ام ٍع لَّ ْم يَ ْذ َهبُوا َحت َّ ٰى يَ ْستَأ ْ ِذنُوهُ ۚۚ إِ َّن الَّذِينَ يَ ْستَأ ْ ِذنُون ََك أُولَ ٰـئِ َك الَّذِينَ يُؤْ ِمنُونَ بِاللَّـ ِه‬ ‫أ َ ْم ٍر َج ِ‬
‫ت ِم ْن ُه ْم َوا ْست َ ْغ ِف ْر لَ ُه ُم اللَّـهَ ۚۚ ِإ َّن اللَّـهَ‬ ‫ض شَأْنِ ِه ْم فَأْذَن ِلّ َمن ِشئْ َ‬ ‫وك ِلبَ ْع ِ‬ ‫سو ِل ِه ۚۚ فَإِذَا ا ْستَأْذَنُ َ‬ ‫َو َر ُ‬
‫ضا ۚۚ قَ ْد يَ ْعلَ ُم اللَّـهُ الَّذِينَ‬ ‫ض ُكم بَ ْع ً‬ ‫اء بَ ْع ِ‬‫ع ِ‬ ‫سو ِل بَ ْينَ ُك ْم َك ُد َ‬‫الر ُ‬
‫عا َء َّ‬ ‫ور َّر ِحي ٌم ﴿‪َّ ﴾١٥‬ال ت َ ْجعَلُوا ُد َ‬ ‫غفُ ٌ‬ ‫َ‬
‫عذَ ٌ‬
‫اب‬ ‫ُصيبَ ُه ْم َ‬ ‫صيبَ ُه ْم فِتْنَةٌ أ َ ْو ي ِ‬ ‫ع ْن أ َ ْم ِر ِه أَن ت ُ ِ‬ ‫سلَّلُونَ ِمن ُك ْم ِل َواذًا ۚۚ فَ ْليَ ْحذَ ِر الَّذِينَ يُخَا ِلفُونَ َ‬ ‫يَت َ َ‬
‫أ َ ِلي ٌم ﴿‪ ﴾١٣‬النور )‬
‫‪ 3 / 5‬في مجالس الشورى هذه كانت تتجلى الشخصية البشرية للنبى دمحم الذى كان ينزل عليه‬
‫الوحى ومع ذلك كان مأمورا بالشورى ‪ ،‬وأنه يستمد سلطته ليس من الوحى االلهى كما يزعم‬
‫المستبدون الفراعنة ‪ ،‬ولكن من األ ّمة ( مصدر السلطات )‪ ،‬ولو إنفضّوا عنه لضاعت سلطته ‪.‬‬
‫ب َالنفَضُّوا ِم ْن‬ ‫ظ ْالقَ ْل ِ‬‫ظا َغ ِلي َ‬ ‫نت فَ ًّ‬‫نت لَ ُه ْم ۖۚ َولَ ْو ُك َ‬ ‫قال له ربه جل وعال (فَبِ َما َر ْح َم ٍة ِ ّمنَ اللَّـ ِه ِل َ‬
‫علَى اللَّـ ِه ۚۚ إِ َّن‬ ‫ت فَت َ َو َّك ْل َ‬ ‫عزَ ْم َ‬ ‫ع ْن ُه ْم َوا ْست َ ْغ ِف ْر لَ ُه ْم َوشَا ِو ْر ُه ْم فِي ْاأل َ ْم ِر ۖۚ فَإِذَا َ‬ ‫َح ْو ِل َك ۖۚ فَاع ُ‬
‫ْف َ‬
‫اللَّـهَ ي ُِحبُّ ْال ُمت َ َو ِ ّكلِينَ ﴿‪ ﴾٦٢٨‬آل عمران )‬
‫تحول جذرى‬ ‫‪ : 4 / 5‬ـ المنافقون كانوا المأل المتحكم في يثرب قبل الهجرة ‪ .‬بالهجرة حدث ّ‬
‫على حساب مكانتهم ‪ ،‬كان منه الشورى أو الديمقراطية المباشرة التي توزع النفوذ السياسى‬
‫بين أهل المدينة جميعا ‪ ،‬والتي كان فيها النبى دمحم عليه السالم يستمع الى الجميع ‪ ،‬أو يعطى (‬
‫أُذُنه ) للجميع ‪ .‬في غضب المنافقين على الوضع الجديد ‪:‬‬
‫‪ : 1 / 4 / 5‬إتهموا النبى بأنه ( أُذُن ) وتحمل عليه السالم اإلتّهام ‪ ،‬ودافع عه رب العزة فقال‬
‫ي َويَقُولُونَ ُه َو أُذُ ٌن ۚۚ قُ ْل أُذُ ُن َخي ٍْر لَّ ُك ْم يُؤْ ِم ُن ِباللَّـ ِه َويُؤْ ِم ُن‬ ‫‪َ ( :‬و ِم ْن ُه ُم الَّذِينَ يُؤْ ذُونَ النَّ ِب َّ‬
‫اب أ َ ِلي ٌم ﴿‪﴾١٦‬التوبة )‬ ‫عذَ ٌ‬ ‫سو َل اللَّـ ِه لَ ُه ْم َ‬ ‫ِل ْل ُمؤْ ِمنِينَ َو َر ْح َمةٌ ِلّلَّذِينَ آ َمنُوا ِمن ُك ْم ۚۚ َوالَّذِينَ يُؤْ ذُونَ َر ُ‬
‫‪ : 2 / 4 / 5‬قاموا بالتشويش على مجالس الشورى بإبتداع مجالس للنميمة يتناجون فيها فيما‬
‫بينهم ‪ .‬ونزلت في ذلك آيات كريمة منها قوله جل وعال ‪ ( :‬أَلَ ْم ت َ َر إِلَى الَّذِينَ نُ ُهوا َع ِن النَّ ْج َو ٰى‬
‫وك َحيَّ ْو َك بِ َما‬ ‫سو ِل َوإِذَا َجا ُء َ‬ ‫الر ُ‬
‫ت َّ‬ ‫صيَ ِ‬ ‫ان َو َم ْع ِ‬ ‫اإلثْ ِم َو ْالعُ ْد َو ِ‬
‫ع ْنهُ َويَتَنَا َج ْونَ ِب ْ ِ‬‫ث ُ َّم يَعُودُونَ ِل َما نُ ُهوا َ‬
‫لَ ْم يُ َحيِ َّك بِ ِه اللَّـهُ َويَقُولُونَ فِي أَنفُ ِس ِه ْم لَ ْو َال يُعَ ِذّبُنَا اللَّـهُ بِ َما نَقُو ُل ۚۚ َح ْسبُ ُه ْم َج َهنَّ ُم‬
‫ير ﴿‪ ﴾٨‬المجادلة )‪.‬‬ ‫ص ُ‬‫س ْال َم ِ‬‫صلَ ْونَ َها ۖۚ فَبِئْ َ‬ ‫يَ ْ‬
‫‪ 8‬ـ مع التأكيد على بشريته فقد كانت له وألزواجه تشريعات خاصة بزمانها ومكانها ألنها‬
‫تخص بشرا سيلحقه الموت وبالتالي فال تسرى هذه التشريعات بعد موته وموت أزواجه ‪.‬‬ ‫ُّ‬
‫جاءت هذه التشريعات في سورة األحزاب ‪. ) 53 : 52 ، 34 : 26 ، 8 ( :‬‬

‫)‪ (2‬التعليقات‬
‫عمر على دمحم تعليق بواسطة ‪1‬‬ ‫في الخميس ‪ 32‬يناير ‪2222‬‬
‫]‪[91784‬‬

‫غص الصوت‬

‫‪ .‬نفعنا هللا بعلمك يا دكتور احمد ‪ ،‬وما اسهل دخول كلماتك للقلب‬
‫موضوعك ذكرني بصديق اخبرني يوما ان خطيب المسجد في قريته غضب من احد المصلين‬
‫النه خاطبة " يا حج " ‪ .‬وحدثت بينهم مشكلة وكان رد الخطيب بانه دكتور جامعي وعقيد‬
‫متقاعد من الجيش فكيف يخاطبة " يا حج‬
‫استوقفتني االيات التالية‬
‫ي َو َال ت َ ْج َه ُروا لَهُ‬ ‫ت النَّبِ ِّ‬ ‫ص َوات َ ُك ْم فَ ْوقَ َ‬
‫ص ْو ِ‬ ‫قوله جل وعال ‪ ( :‬يَا أَيُّ َها الَّذِينَ آ َمنُوا َال ت َ ْرفَعُوا أ َ ْ‬
‫ط أ َ ْع َمالُ ُك ْم َوأَنت ُ ْم َال ت َ ْشعُ ُرونَ ﴿‪ِ ﴾٥‬إ َّن الَّ ِذينَ يَغُضُّونَ‬ ‫ض أَن ت َ ْحبَ َ‬ ‫ِب ْالقَ ْو ِل َك َج ْه ِر بَ ْع ِ‬
‫ض ُك ْم ِلبَ ْع ٍ‬
‫ع ِظي ٌم ﴿‪﴾٣‬‬ ‫سو ِل اللَّـ ِه أُولَ ٰـئِ َك الَّذِينَ ْامت َ َحنَ اللَّـهُ قُلُوبَ ُه ْم ِللت َّ ْق َو ٰى ۚ لَ ُهم َّم ْغ ِف َرة ٌ َوأ َ ْج ٌر َ‬ ‫أَ ْ‬
‫ص َوات َ ُه ْم ِعن َد َر ُ‬
‫ت أ َ ْكث َ ُر ُه ْم َال يَ ْع ِقلُونَ‬‫‪ِ .‬إ َّن الَّذِينَ يُنَادُون ََك ِمن َو َر ِاء ْال ُح ُج َرا ِ‬
‫المالحظ في االية االولى جاء االمر بعدم رفع الصوت عند النبي وفي االية الثانية جاء ‪1-‬‬
‫االمر بغض الصوت عند رسول هللا ‪،‬فاالولى االمر بعدم رفع الصوت عند النبي دمحم البشر‬
‫وفي الثانية غض الصوت عند رسول هللا وهو القرأن فاالية االولى خطاب للمؤمنين في حياة‬
‫دمحم النبي والثانية خطاب لكل مؤمن بعد النبي ويسمع القران الكريم رسول هللا مصداقا لقوله‬
‫تعالى "واذا قرئ القران فاستمعوا له وانصتوا لعلكم ترحمون" ‪ .‬وجعله هللا امتحان لنا جزاءة‬
‫المغفرة ‪..‬من المؤلم سماع حفالت التجويد والمستمعون يصرخون " هللا هللا " " يا حبيب النبي‬
‫" ‪"..‬وغيرها من العبارات بالرغم من انك قد تسمع القاريء يتلو قوله تعالى " ِإ َّن الَّذِينَ‬
‫سو ِل اللَّـ ِه‬‫ص َوات َ ُه ْم ِعن َد َر ُ‬‫يَغُضُّونَ أ َ ْ‬
‫ط أ َ ْع َمالُ ُك ْم َوأَنت ُ ْم َال ت َ ْشعُ ُرونَ " دليل على بطالن حديث " انما االعمال بالنيات"‪-‬‬ ‫‪ " .‬أَن ت َ ْحبَ َ‬
‫ت أ َ ْكث َ ُر ُه ْم َال يَ ْع ِقلُونَ " ‪ ..‬اكثرهم ال يعقلون يعني ليس "‪3-‬‬ ‫ِإ َّن الَّذِينَ يُنَادُون ََك ِمن َو َر ِاء ْال ُح ُج َرا ِ‬
‫‪..‬كلهم جميعا‬
‫آحمد صبحي منصور تعليق بواسطة ‪2‬‬ ‫في الخميس ‪ 32‬يناير ‪2222‬‬
‫]‪[91785‬‬

‫إجتهاد رائع استاذ عمر ‪ ..‬أكرمك هللا جل وعال‬


‫وهذا يؤكد على أهمية أن تنشر مقاالت كثيرة لنستفيد بإجتهادك ‪.‬‬

‫المقال السابع‬
‫‪ :‬اإليمان ليس بشخص دمحم‪ ،‬ولكن بما ( أنزل على دمحم)‬
‫من آمن ب ( دمحم ) فقد كفر‪ : )1 ( .‬إستهزاؤهم بالنبى البشر في حياته‬
‫آحمد صبحي منصور في الجمعة ‪ 31‬يناير ‪2222‬‬

‫من آمن ب ( دمحم ) فقد كفر‪: )1 ( .‬‬


‫اإليمان ليس بشخص دمحم‪،‬ولكن بما ( أنزل على دمحم)‬
‫إستهزاؤهم بالنبى البشر في حياته‬
‫مقدمة‬
‫‪ 1‬ـ المؤمنون بالرسول يعرفون أنه بشر مثل بقية البشر في اإلحتياج للخالق جل وعال ‪ ،‬وأن‬
‫هللا جل وعال إختاره وإصطفاه لتبليغ الرسالة ‪ ،‬وهو جل وعال أعلم حيث يجعل رساالته ‪ ،‬لذا‬
‫فالمؤمنون بالرسول يحترمونه ويطيعونه ـ في حياته ـ فيما يبلغه عن ربه ‪ .‬وبعد موته يظل‬
‫الكتاب اإللهى هو الرسول ‪ ،‬وطالما ظل الكتاب موجودا تُتلى آياته فالرسول قائم موجود بيننا ‪،‬‬
‫ْف ت َ ْكفُ ُرونَ َوأَنت ُ ْم تُتْلَ ٰى َعلَ ْي ُك ْم آيَاتُ‬
‫وهذا هو اإلعتصام باهلل جل وعال ‪ .‬قال جل وعال ‪َ ( :‬و َكي َ‬
‫ص َراطٍ ُّم ْست َ ِق ٍيم ﴿‪ ﴾٦١٦‬آل عمران )‬ ‫صم ِباللَّـ ِه فَقَ ْد ُهد َ‬
‫ِي ِإلَ ٰى ِ‬ ‫اللَّـ ِه َو ِفي ُك ْم َر ُ‬
‫سولُهُ ۚ َو َمن يَ ْعت َ ِ‬
‫‪ 2‬ـ الكافرون ــ خصوصا المأل منهم ـ يرفضون النبى ألنه بشر‪ ،‬ويكرهون أن يتميز هذا‬
‫البشر عنهم بأن يكون مختارا من هللا جل وعال ‪ ،‬ويرون أنفسهم األحق منه بهذا ‪ .‬قال جل‬
‫وعال ‪َ ( :‬و َك ٰذَ ِل َك َجعَ ْلنَا ِفي ُك ِّل قَ ْريَ ٍة أ َ َكابِ َر ُم ْج ِر ِمي َها ِليَ ْم ُك ُروا فِي َها ۖۚ َو َما يَ ْم ُك ُرونَ ِإ َّال بِأَنفُ ِس ِه ْم َو َما‬
‫س ُل اللَّـ ِه ۚ اللَّـهُ‬ ‫ُ‬
‫ي ُر ُ‬ ‫يَ ْشعُ ُرونَ ﴿‪َ ﴾٦٥٣‬و ِإذَا َجا َءتْ ُه ْم آيَةٌ قَالُوا لَن نُّؤْ ِمنَ َحت َّ ٰى نُؤْ ت َ ٰى ِمثْ َل َما أوتِ َ‬
‫شدِي ٌد ِب َما َكانُوا‬ ‫اب َ‬ ‫عذَ ٌ‬ ‫َار ِعن َد اللَّـ ِه َو َ‬ ‫صغ ٌ‬ ‫يب الَّذِينَ أ َ ْج َر ُموا َ‬ ‫ُص ُ‬ ‫سي ِ‬ ‫سالَتَهُ ۚ َ‬ ‫ْث يَ ْجعَ ُل ِر َ‬ ‫أ َ ْعلَ ُم َحي ُ‬
‫يَ ْم ُك ُرونَ ﴿‪ ﴾٦٥٨‬االنعام ) ‪ .‬هذا الحقد على النبى البشر يتحول عندهم الى إستهزاء بهذا الذى‬
‫إصطفاه هللا جل وعال نبيا رسوال ‪.‬‬
‫‪ 3‬ـ ونعطى بعض تفصيل ‪.‬‬
‫أوال ‪ :‬اإلستهزاء بالرسل ــ عليهم السالم ــ في األمم السابقة ‪:‬‬
‫‪ 1‬ـ عن عموم اإلستهزاء باألنبياء في األمم السابقة قال جل وعال ‪:‬‬
‫سو ٍل إِ َّال َكانُوا بِ ِه يَ ْست َ ْه ِزئُونَ ﴿يس‪﴾٣١ :‬‬ ‫علَى ْال ِعبَا ِد َما يَأ ْ ِتي ِهم ِ ّمن َّر ُ‬ ‫‪ (: 1 / 1‬يَا َحس َْرة ً َ‬
‫سو ٍل ِإ َّال َكانُوا‬ ‫س ْلنَا ِمن قَ ْب ِل َك فِي ِشيَ ِع ْاأل َ َّولِينَ ﴿‪َ ﴾٦١‬و َما يَأْتِي ِهم ِ ّمن َّر ُ‬ ‫‪َ ( : 2 / 1‬ولَقَ ْد أ َ ْر َ‬
‫بِ ِه يَ ْست َ ْه ِزئُونَ ﴿الحجر‪﴾٦٦ :‬‬
‫ي ِإ َّال َكانُوا ِب ِه‬ ‫ي فِي ْاأل َ َّولِينَ ﴿‪َ ﴾١‬و َما يَأْتِي ِهم ِ ّمن نَّ ِب ٍّ‬ ‫س ْلنَا ِمن نَّ ِب ٍّ‬
‫‪َ ( : 3 / 1‬و َك ْم أ َ ْر َ‬
‫يَ ْست َ ْه ِزئُونَ ﴿‪﴿ ﴾١‬الزخرف )‪.‬‬
‫‪ 2‬ـ وعن عاقبة إستهزائهم قال جل وعال ‪:‬‬
‫سبُوا َو َحاقَ ِب ِهم َّما َكانُوا ِب ِه يَ ْست َ ْه ِزئُونَ ﴿الزمر‪﴾٨٨ :‬‬ ‫س ِيّئ َاتُ َما َك َ‬ ‫‪َ ( : 1 / 2‬وبَ َدا لَ ُه ْم َ‬
‫ت فَ ِر ُحوا ِب َما ِعن َد ُهم ِ ّمنَ ْال ِع ْل ِم َو َحاقَ ِب ِهم َّما َكانُوا‬ ‫سلُ ُهم ِب ْالبَ ِيّنَا ِ‬ ‫‪ ( 2 / 2‬فَلَ َّما َجا َءتْ ُه ْم ُر ُ‬
‫بِ ِه يَ ْست َ ْه ِزئُونَ ﴿غافر‪.﴾٨٣ :‬‬
‫‪ 3‬ـ وجاءت أمثلة تفصيلية في قصص بعض األنبياء ‪.‬‬
‫صنَ ُع ْالفُ ْل َك‬
‫‪ : 1 / 3‬قوم نوح كانوا يسخرون منه وهو يصنع السفينة ‪ .‬قال جل وعال ‪َ ( :‬ويَ ْ‬
‫س ِخ ُروا ِم ْنهُ ۚۚ قَا َل ِإن ت َ ْسخ َُروا ِمنَّا فَإِنَّا نَ ْسخ َُر ِمن ُك ْم َك َما‬ ‫علَ ْي ِه َم َأل ٌ ِ ّمن قَ ْو ِم ِه َ‬ ‫َو ُكلَّ َما َم َّر َ‬
‫اب ُّم ِقي ٌم ﴿‪ ﴾٣٨‬هود )‪.‬‬ ‫عذَ ٌ‬ ‫علَ ْي ِه َ‬ ‫اب ي ُْخ ِزي ِه َويَ ِح ُّل َ‬ ‫عذَ ٌ‬ ‫ف ت َ ْعلَ ُمونَ َمن يَأْتِي ِه َ‬ ‫س ْو َ‬ ‫ت َ ْسخ َُرونَ ﴿‪ ﴾٣٨‬فَ َ‬
‫ص َالت ُ َك تَأ ْ ُم ُر َك أَن نَّتْ ُر َك َما‬ ‫ْب أ َ َ‬ ‫شعَي ُ‬ ‫‪ : 2 / 3‬قوم مدين قالوا لنبيهم شعيب ساخرين ‪ ( :‬قَالُوا يَا ُ‬
‫الر ِشي ُد ﴿‪ ﴾٨١‬هود )‬ ‫نت ْال َح ِلي ُم َّ‬ ‫يَ ْعبُ ُد آبَا ُؤنَا أ َ ْو أَن نَّ ْفعَ َل ِفي أ َ ْم َوا ِلنَا َما نَشَا ُء ۖۚ ِإنَّ َك َأل َ َ‬
‫‪ : 3 / 3‬قوم فرعون بالطبيعة المصرية الساخرة ‪:‬‬
‫‪ : 1 / 3 / 3‬ضحكوا سخرية من آيات موسى ‪ .‬قال جل وعال ‪ ( :‬فَلَ َّما َجا َء ُهم ِبآيَا ِتنَا ِإذَا ُهم‬
‫ض َح ُكونَ ﴿الزخرف‪﴾٨١ :‬‬ ‫ِ ّم ْن َها يَ ْ‬
‫ع ْو ُن فِي‬ ‫‪ : 2 / 3 / 3‬عقد فرعون مؤتمرا للسخرية من موسى ‪ .‬قال جل وعال ‪َ ( :‬ونَا َد ٰى فِ ْر َ‬
‫ْص ُرونَ ﴿‪ ﴾٢٦‬أ َ ْم‬ ‫ار ت َ ْج ِري ِمن ت َ ْحتِي ۖۚ أَفَ َال تُب ِ‬ ‫ْس ِلي ُم ْلكُ ِم ْ‬
‫ص َر َو َه ٰـ ِذ ِه ْاأل َ ْن َه ُ‬ ‫قَ ْو ِم ِه قَا َل يَا قَ ْو ِم أَلَي َ‬
‫ُ‬
‫ب أ َ ْو َجا َء‬ ‫علَ ْي ِه أ َ ْس ِو َرة ٌ ِ ّمن ذَ َه ٍ‬ ‫ي َ‬ ‫ين ﴿‪ ﴾٢٥‬فَلَ ْو َال أ ْل ِق َ‬ ‫ين َو َال يَ َكا ُد يُبِ ُ‬ ‫أَنَا َخي ٌْر ِ ّم ْن َه ٰـذَا الَّذِي ُه َو َم ِه ٌ‬
‫َمعَهُ ْال َم َالئِ َكةُ ُم ْقت َ ِرنِينَ ﴿‪ ﴾٢٣‬الزخرف)‪.‬‬
‫‪ 4‬ـ وبينما إصطفى هللا جل وعال رسله من خيرة البشر وأفضلهم عقال وعلما و ُخلقا فإن‬
‫الكافرين إتهموهم بالجنون‬
‫ازد ُِج َر ﴿القمر‪﴾٨ :‬‬ ‫ون َو ْ‬ ‫‪ : 1 / 4‬قوم نوح قالوا عنه ‪َ ( :‬م ْجنُ ٌ‬
‫‪ : 2 / 4‬فرعون تندر على موسى وإتهمه بالجنون ‪:‬‬
‫ون ﴿الشعراء‪﴾٥١ :‬‬ ‫سولَ ُك ُم الَّذِي أ ُ ْر ِس َل ِإلَ ْي ُك ْم لَ َم ْجنُ ٌ‬ ‫‪ (: 1 / 2 / 4‬قَا َل ِإ َّن َر ُ‬
‫ون ﴿الذاريات‪﴾٣٨ :‬‬ ‫اح ٌر أ َ ْو َم ْجنُ ٌ‬ ‫س ِ‬ ‫‪ ( : 2 / 2 / 4‬فَت َ َولَّ ٰى ِب ُر ْك ِن ِه َوقَا َل َ‬
‫سو ٍل إِ َّال قَالُوا‬ ‫‪ 4‬ـ وعموما قال جل وعال لخاتم النبيين ‪َ ( :‬ك ٰذَ ِل َك َما أَتَى الَّذِينَ ِمن قَ ْب ِل ِهم ِ ّمن َّر ُ‬
‫ون ﴿الذاريات‪.﴾٢٥ :‬‬ ‫اح ٌر أ َ ْو َم ْجنُ ٌ‬ ‫س ِ‬ ‫َ‬
‫ثانيا ‪ :‬إستهزاؤهم بالنبى دمحم عليه السالم‬
‫‪ 1‬ـ تناولوه عليه السالم بالسخرية واإلستهزاء ‪ .‬لذا نزلت آيات تؤكد لهم عقاب السابقين حين‬
‫إستهزأوا برسلهم ‪ .‬قال جل وعال للنبى دمحم ‪:‬‬
‫س ِخ ُروا ِم ْن ُهم َّما َكانُوا ِب ِه يَ ْست َ ْه ِزئُونَ ﴿‪﴾٨٦‬‬ ‫س ٍل ِ ّمن قَ ْب ِل َك فَ َحاقَ ِبالَّذِينَ َ‬ ‫ئ ِب ُر ُ‬ ‫‪َ (: 1 / 1‬ولَقَ ِد ا ْست ُ ْه ِز َ‬
‫األنبياء )‬
‫ْف َكانَ‬ ‫س ٍل ِ ّمن قَ ْب ِل َك فَأ َ ْملَيْتُ ِللَّذِينَ َكفَ ُروا ث ُ َّم أ َ َخ ْذت ُ ُه ْم فَ َكي َ‬ ‫ئ ِب ُر ُ‬ ‫‪َ ( : 2 / 1‬ولَقَ ِد ا ْست ُ ْه ِز َ‬
‫ب ﴿الرعد‪﴾٣٥ :‬‬ ‫ِعقَا ِ‬
‫‪ 2‬ـ وأمرهم جل وعال بالسير في األرض ليروا مصير المستهزئين السابقين‪ .‬قال جل وعال ‪:‬‬
‫س ِخ ُروا ِم ْن ُهم َّما َكانُوا بِ ِه‬ ‫س ٍل ِ ّمن قَ ْب ِل َك فَ َحاقَ بِالَّذِينَ َ‬ ‫ئ بِ ُر ُ‬ ‫‪َ ( : 1 / 2‬ولَقَ ِد ا ْست ُ ْه ِز َ‬
‫عاقِبَةُ ْال ُم َك ِ ّذبِينَ ﴿‪ ﴾٦٦‬االنعام )‬ ‫ْف َكانَ َ‬ ‫ظ ُروا َكي َ‬ ‫ض ث ُ َّم ان ُ‬ ‫يروا فِي ْاأل َ ْر ِ‬ ‫يَ ْست َ ْه ِزئُونَ ﴿‪ ﴾٦١‬قُ ْل ِس ُ‬
‫ش َّد ِم ْن ُه ْم‬ ‫عاقِبَةُ الَّذِينَ ِمن قَ ْب ِل ِه ْم ۚۚ َكانُوا أ َ َ‬ ‫ْف َكانَ َ‬ ‫ظ ُروا َكي َ‬ ‫ض فَيَن ُ‬ ‫يروا فِي ْاأل َ ْر ِ‬ ‫‪ ( : 2 / 2‬أ َ َولَ ْم يَ ِس ُ‬
‫ت ۖۚ فَ َما َكانَ اللَّـهُ‬ ‫سلُ ُهم بِ ْالبَيِّنَا ِ‬ ‫ع َم ُروهَا َو َجا َءتْ ُه ْم ُر ُ‬ ‫ع َم ُروهَا أ َ ْكث َ َر ِم َّما َ‬ ‫ض َو َ‬ ‫اروا ْاأل َ ْر َ‬ ‫قُ َّوة ً َوأَث َ ُ‬
‫سوأ َ ٰى أَن َك َّذبُوا بِآيَا ِ‬
‫ت‬ ‫سا ُءوا ال ُّ‬ ‫عاقِبَةَ الَّذِينَ أ َ َ‬ ‫ظ ِل ُمونَ ﴿‪ ﴾٨‬ث ُ َّم َكانَ َ‬ ‫س ُه ْم يَ ْ‬
‫ظ ِل َم ُه ْم َولَ ٰـ ِكن َكانُوا أَنفُ َ‬ ‫ِليَ ْ‬
‫اللَّـ ِه َو َكانُوا ِب َها يَ ْست َ ْه ِزئُونَ ﴿‪ ﴾٦١‬الروم )‬
‫عاقِبَةُ الَّذِينَ ِمن قَ ْب ِل ِه ْم ۚۚ َكانُوا أ َ ْكث َ َر ِم ْن ُه ْم‬ ‫ْف َكانَ َ‬ ‫ظ ُروا َكي َ‬ ‫ض فَيَن ُ‬ ‫يروا ِفي ْاأل َ ْر ِ‬ ‫‪ ( : 3 / 2‬أَفَلَ ْم يَ ِس ُ‬
‫سلُ ُهم‬ ‫ع ْن ُهم َّما َكانُوا يَ ْك ِسبُونَ ﴿‪ ﴾٨٥‬فَلَ َّما َجا َءتْ ُه ْم ُر ُ‬ ‫ض فَ َما أ َ ْغن َٰى َ‬ ‫ارا فِي ْاأل َ ْر ِ‬ ‫َوأ َ َ‬
‫ش َّد قُ َّوة ً َوآث َ ً‬
‫سنَا‬‫ت فَ ِر ُحوا ِب َما ِعن َد ُهم ِ ّمنَ ْال ِع ْل ِم َو َحاقَ ِب ِهم َّما َكانُوا ِب ِه يَ ْست َ ْه ِزئُونَ ﴿‪ ﴾٨٣‬فَلَ َّما َرأ َ ْوا بَأ ْ َ‬ ‫ِب ْالبَ ِيّنَا ِ‬
‫قَالُوا آ َمنَّا ِباللَّـ ِه َو ْح َدهُ َو َكفَ ْرنَا ِب َما ُكنَّا ِب ِه ُم ْش ِركِينَ ﴿‪ ﴾٨٨‬فَلَ ْم يَكُ يَنفَعُ ُه ْم ِإي َمانُ ُه ْم لَ َّما َرأ َ ْوا‬
‫ت فِي ِعبَا ِد ِه ۖۚ َو َخ ِس َر ُهنَا ِل َك ْال َكافِ ُرونَ ﴿‪ ﴾٨٢‬غافر )‬ ‫ت اللَّـ ِه الَّتِي قَ ْد َخلَ ْ‬ ‫سنَا ۖۚ ُ‬
‫سنَّ َ‬ ‫بَأ ْ َ‬
‫س ْمعًا‬ ‫‪ : 4 / 2‬وقال لهم جل وعال عن قوم عاد ‪َ ( :‬ولَقَ ْد َم َّكنَّا ُه ْم فِي َما إِن َّم َّكنَّا ُك ْم فِي ِه َو َجعَ ْلنَا لَ ُه ْم َ‬
‫َيءٍ ِإ ْذ َكانُوا يَ ْج َحدُونَ‬ ‫ار ُه ْم َو َال أ َ ْفئِ َدت ُ ُهم ِ ّمن ش ْ‬ ‫ص ُ‬ ‫س ْمعُ ُه ْم َو َال أ َ ْب َ‬‫ع ْن ُه ْم َ‬‫ارا َوأ َ ْفئِ َدة ً فَ َما أ َ ْغن َٰى َ‬
‫ص ً‬ ‫َوأ َ ْب َ‬
‫ت اللَّـ ِه َو َحاقَ بِ ِهم َّما َكانُوا بِ ِه يَ ْست َ ْه ِزئُونَ ﴿‪ ﴾٥١‬االحقاف )‬ ‫بِآيَا ِ‬
‫‪ 3‬ـ وحاق العقاب بالمستهزئين العرب ‪ .‬قال جل وعال للنبى دمحم عليه السالم‪ِ ( :‬إنَّا‬
‫َاك ْال ُم ْست َ ْه ِزئِينَ ﴿الحجر‪.﴾٨٢ :‬‬ ‫َكفَ ْين َ‬
‫ثالثا ‪ :‬أنواع من اإلستهزاء الشخصى الذى تعرض له خاتم النبيين عليهم السالم ‪:‬‬
‫‪ : 1‬بالتندر عليه في الطريق ‪ .‬قال جل وعال ‪:‬‬
‫آك الَّذِينَ َكفَ ُروا ِإن يَت َّ ِخذُون ََك ِإ َّال ُه ُز ًوا أ َ َه ٰـذَا الَّذِي يَ ْذ ُك ُر آ ِل َهت َ ُك ْم َو ُهم ِب ِذ ْك ِر‬ ‫‪َ ( : 1 / 1‬و ِإذَا َر َ‬
‫الر ْح َم ٰـ ِن ُه ْم َكافِ ُرونَ ﴿‪ ﴾٣١‬األنبياء )‬ ‫َّ‬
‫وال ﴿‪ ﴾ ٨٦‬الفرقان‬ ‫س ً‬ ‫ث اللَّـهُ َر ُ‬ ‫) ‪َ ( 2 / 1‬و ِإذَا َرأ َ ْو َك إِن يَت َّ ِخذُون ََك ِإ َّال ُه ُز ًوا أ َ َه ٰـذَا الَّذِي بَعَ َ‬
‫‪ : 2‬بوصفه بالجنون بسبب تبليغه القرآن الكريم وهو ( نعمة الرحمن )‪ .‬ذكر هللا جل وعال‬
‫هذا في اآليات التالية ‪:‬‬
‫ون ﴿الطور‪﴾٥٨ :‬‬ ‫ت َربِ َّك بِ َكا ِه ٍن َو َال َم ْجنُ ٍ‬ ‫نت بِنِ ْع َم ِ‬‫‪ (: 1 / 2‬فَذَ ِ ّك ْر فَ َما أ َ َ‬
‫ون ﴿القلم‪﴾٥ :‬‬ ‫نت ِبنِ ْع َم ِة َر ِب َّك ِب َم ْجنُ ٍ‬ ‫‪َ ( : 2 / 2‬ما أ َ َ‬
‫س ِمعُوا ال ِذّ ْك َر َويَقُولُونَ‬ ‫ار ِه ْم لَ َّما َ‬ ‫ص ِ‬‫‪َ ( : 3 / 2‬و ِإن يَ َكا ُد الَّذِينَ َكفَ ُروا لَي ُْز ِلقُون ََك ِبأ َ ْب َ‬
‫ون ﴿القلم‪﴾٢٦ :‬‬ ‫ِإنَّهُ لَ َم ْجنُ ٌ‬
‫ون ﴿الصافات‪﴾٣١ :‬‬ ‫ار ُكو آ ِل َه ِتنَا ِلشَا ِع ٍر َّم ْجنُ ٍ‬ ‫‪َ ( : 4 / 2‬ويَقُولُونَ أ َ ِئنَّا لَت َ ِ‬
‫ون ﴿الدخان‪﴾٦٨ :‬‬ ‫‪ ( : 5 / 2‬ث ُ َّم ت َ َولَّ ْوا َع ْنهُ َوقَالُوا ُمعَلَّ ٌم َّم ْجنُ ٌ‬
‫‪ 3‬ـ طلب إنزال مالئكة بديال عن القرآن الكريم ‪:‬‬
‫ون ﴿ الحجر ‪. ﴾١ :‬‬ ‫علَ ْي ِه ال ِذّ ْك ُر إِنَّ َك لَ َم ْجنُ ٌ‬ ‫‪ : 1 / 3‬نادوه ساخرين ‪َ ( :‬وقَالُوا يَا أَيُّ َها الَّذِي نُ ِ ّز َل َ‬
‫صا ِدقِينَ ﴿‪ ﴾١‬الحجر ) وجاءهم‬ ‫نت ِمنَ ال َّ‬ ‫وطلبوا إنزال مالئكة ‪ ( :‬لَّ ْو َما تَأْتِينَا بِ ْال َم َالئِ َك ِة ِإن ُك َ‬
‫الرد أن المالئكة حين تنزل عند الموت ويوم القيامة فال مجال لإلنتظار ‪َ (:‬ما نُن ِ َّز ُل ْال َم َالئِ َكةَ ِإ َّال‬
‫ظ ِرينَ ﴿‪ ﴾٨‬ثم قال جل وعال عن القرآن الكريم ( ِإنَّا ن َْح ُن ن ََّز ْلنَا ال ِذّ ْك َر َو ِإنَّا‬ ‫ق َو َما َكانُوا ِإذًا ُّمن َ‬ ‫بِ ْال َح ّ ِ‬
‫س ْلنَا ِمن قَ ْب ِل َك ِفي ِشيَ ِع‬ ‫ظونَ ﴿‪ ﴾٨‬الحجر ) ثم إشارة الى إستهزاء السابقين ‪َ (:‬ولَقَ ْد أ َ ْر َ‬ ‫لَهُ لَ َحافِ ُ‬
‫سو ٍل ِإ َّال َكانُوا ِب ِه يَ ْست َ ْه ِزئُونَ ﴿‪ ﴾٦٦‬الحجر )‬ ‫ْاأل َ َّولِينَ ﴿‪َ ﴾٦١‬و َما يَأْتِي ِهم ِ ّمن َّر ُ‬
‫‪ : 2 / 3‬وردا على طلبهم إنزال مالئكة تكرر معنى نزول المالئكة بالعذاب يوم القيامة‪ ،‬قال‬
‫جل وعال ‪:‬‬
‫ظ ُرونَ ﴿‪﴾٨‬‬ ‫ي ْاأل َ ْم ُر ث ُ َّم َال يُن َ‬‫ض َ‬ ‫علَ ْي ِه َملَ ٌك َولَ ْو أَنزَ ْلنَا َملَ ًكا لَّقُ ِ‬‫نز َل َ‬ ‫‪َ ( : 1 / 2 / 3‬وقَالُوا لَ ْو َال أ ُ ِ‬
‫الحجر ) أي إن المالئكة حين تنزل عند الموت ويوم القيامة فال مجال لإلنتظار ‪:‬‬
‫علَ ْينَا ْال َم َالئِ َكةُ أ َ ْو ن ََر ٰى َربَّنَا لَقَ ِد ا ْست َ ْكبَ ُروا‬ ‫نز َل َ‬ ‫‪َ (: 2 / 2 / 3‬وقَا َل الَّذِينَ َال يَ ْر ُجونَ ِلقَا َءنَا لَ ْو َال أ ُ ِ‬
‫يرا ﴿الفرقان‪ ﴾٥٦ :‬بعدها ‪ ( :‬يَ ْو َم يَ َر ْونَ ْال َم َال ِئ َكةَ َال بُ ْش َر ٰى يَ ْو َمئِ ٍذ‬ ‫عت ُ ًّوا َكبِ ً‬ ‫فِي أَنفُ ِس ِه ْم َو َ‬
‫عت َ ْوا ُ‬
‫ع ِملُوا ِم ْن َع َم ٍل فَ َجعَ ْلنَاهُ َهبَا ًء‬ ‫ورا ﴿ ‪َ ﴾٥٥‬وقَد ِْمنَا إِلَ ٰى َما َ‬ ‫ِلّ ْل ُم ْج ِر ِمينَ َويَقُولُونَ ِح ْج ًرا َّم ْح ُج ً‬
‫س َما ُء بِ ْالغَ َم ِام‬ ‫شقَّ ُق ال َّ‬ ‫يال ﴿‪َ ﴾٥٨‬ويَ ْو َم ت َ َ‬ ‫س ُن َم ِق ً‬ ‫اب ْال َجنَّ ِة يَ ْو َمئِ ٍذ َخي ٌْر ُّم ْستَقَ ًّرا َوأ َ ْح َ‬ ‫ص َح ُ‬ ‫ورا ﴿‪ ﴾٥٣‬أ َ ْ‬ ‫َّمنث ُ ً‬
‫علَى ْال َكافِ ِرينَ‬ ‫لر ْح َم ٰـ ِن ۚۚ َو َكانَ يَ ْو ًما َ‬ ‫يال ﴿‪ْ ﴾٥٢‬ال ُم ْلكُ يَ ْو َمئِ ٍذ ْال َح ُّق ِل َّ‬ ‫نز ً‬ ‫َونُ ِ ّز َل ْال َم َال ِئ َكةُ ت َ ِ‬
‫يال ﴿‪ ﴾٥١‬يَا‬ ‫س ِب ً‬ ‫سو ِل َ‬ ‫الر ُ‬‫علَ ٰى يَ َد ْي ِه يَقُو ُل يَا لَ ْيتَنِي ات َّ َخ ْذتُ َم َع َّ‬ ‫ض َّ‬
‫الظا ِل ُم َ‬ ‫يرا ﴿‪َ ﴾٥١‬ويَ ْو َم يَعَ ُّ‬ ‫ع ِس ً‬ ‫َ‬
‫ان‬‫ط ُ‬ ‫ش ْي َ‬ ‫ع ِن ال ِذّ ْك ِر بَ ْع َد ِإ ْذ َجا َءنِي ۚ َو َكانَ ال َّ‬ ‫ضلَّنِي َ‬ ‫يال ﴿‪ ﴾٥٨‬لَّقَ ْد أ َ َ‬ ‫َو ْيلَت َ ٰى لَ ْيتَنِي لَ ْم أَت َّ ِخ ْذ فُ َالنًا َخ ِل ً‬
‫وال ﴿‪ ﴾٥٨‬الفرقان )‪.‬‬ ‫ان َخذُ ً‬ ‫س ِ‬ ‫إلن َ‬‫ِل ْ ِ‬
‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬
‫ت َر ِب َّك يَ ْو َم‬ ‫ض آيَا ِ‬ ‫ي بَ ْع ُ‬ ‫ي َرب َُّك أ َ ْو يَأ ِت َ‬ ‫ظ ُرونَ ِإ َّال أَن تَأ ِتيَ ُه ُم ْال َم َال ِئ َكةُ أ َ ْو يَأ ِت َ‬ ‫‪ ( : 3 / 2 / 3‬ه َْل يَن ُ‬
‫ت ِفي ِإي َما ِن َها َخي ًْرا قُ ِل‬ ‫سبَ ْ‬ ‫ت ِمن قَ ْب ُل أ َ ْو َك َ‬ ‫سا ِإي َمانُ َها لَ ْم ت َ ُك ْن آ َمنَ ْ‬ ‫ت َر ِب َّك َال يَنفَ ُع نَ ْف ً‬ ‫ض آيَا ِ‬ ‫يَأ ْ ِتي بَ ْع ُ‬
‫انت َ ِظ ُروا إِنَّا ُمنت َ ِظ ُرونَ ﴿األنعام‪﴾٦٢٨ :‬‬
‫‪ : 3 / 3‬ولو أنزل هللا جل وعال عليهم ملكا لجعله متجسدا في هيئة رجل مثلهم يرتدى نفس‬
‫مالبسهم ‪ ،‬ال فارق بينه وبين دمحم البشرى‪ .‬قال جل وعال ‪َ ( :‬ولَ ْو َجعَ ْلنَاهُ َملَ ًكا لَّ َجعَ ْلنَاهُ َر ُج ًال‬
‫سونَ ﴿‪ ﴾٨‬االنعام )‪.‬‬ ‫علَ ْي ِهم َّما يَ ْلبِ ُ‬ ‫َولَلَبَ ْسنَا َ‬
‫‪ : 4 / 3‬وهى عادة سيئة في األمم السابقة ‪ ،‬وحاق بهم إستهزاؤهم ‪ .‬قال جل وعال ‪ ( :‬ه َْل‬
‫ظلَ َم ُه ُم‬ ‫ي أ َ ْم ُر َر ِب َّك ۚۚ َك ٰذَ ِل َك فَعَ َل الَّذِينَ ِمن قَ ْب ِل ِه ْم ۚۚ َو َما َ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬
‫ظ ُرونَ ِإ َّال أَن تَأتِيَ ُه ُم ْال َم َالئِ َكةُ أ َ ْو يَأ ِت َ‬ ‫يَن ُ‬
‫ع ِملُوا َو َحاقَ ِب ِهم َّما َكانُوا ِب ِه‬ ‫س ِيّئ َاتُ َما َ‬ ‫صابَ ُه ْم َ‬ ‫ظ ِل ُمونَ ﴿‪ ﴾٣٣‬فَأ َ َ‬ ‫س ُه ْم يَ ْ‬ ‫اللَّـهُ َولَ ٰـ ِكن َكانُوا أَنفُ َ‬
‫يَ ْست َ ْه ِزئُونَ ﴿‪ ﴾٣٨‬النحل)‬
‫‪ 4‬ـ طلب إنزال ملك وآيات أخرى‬
‫‪ : 1 / 4‬ملك وكنز وحدائق ‪ :‬فى معرض االستهزاء كبشر يأكل الطعام ويمشى في األسواق‬
‫طلبوا إنزال ملك من المالئكة ‪ ،‬وان تكون له ثروة تغنيه عن األسواق ‪َ ( :‬وقَالُوا َما ِل َه ٰـذَا‬
‫ِيرا ﴿‪ ﴾١‬أ َ ْو ي ُْلقَ ٰى‬ ‫نز َل إِلَ ْي ِه َملَ ٌك فَيَ ُكونَ َمعَهُ نَذ ً‬ ‫ق ۚ لَ ْو َال أ ُ ِ‬ ‫ام َويَ ْم ِشي فِي ْاألَس َْوا ِ‬ ‫الطعَ َ‬ ‫سو ِل يَأ ْ ُك ُل َّ‬ ‫الر ُ‬‫َّ‬
‫ون لَهُ َجنَّةٌ يَأ ْ ُك ُل ِم ْن َها ۚۚ) ﴿‪ ﴾٨‬الفرقان )‬ ‫نز أ َ ْو ت َ ُك ُ‬
‫إِلَ ْي ِه َك ٌ‬
‫‪ : 2 / 4‬طلبهم مجموعات متنوعة من اآليات ‪ .‬قال جل وعال ‪َ ( :‬وقَالُوا لَن نُّؤْ ِمنَ لَ َك َحت َّ ٰى‬
‫ار ِخ َاللَ َها‬ ‫ب فَتُفَ ِ ّج َر ْاأل َ ْن َه َ‬ ‫عا ﴿‪ ﴾٨١‬أ َ ْو ت َ ُكونَ لَ َك َجنَّةٌ ِ ّمن نَّ ِخي ٍل َو ِعنَ ٍ‬ ‫ض يَنبُو ً‬ ‫ت َ ْف ُج َر لَنَا ِمنَ ْاأل َ ْر ِ‬
‫يال ﴿‪ ﴾٨٥‬أ َ ْو‬ ‫ي ِباللَّـ ِه َو ْال َم َالئِ َك ِة قَ ِب ً‬ ‫ْ‬
‫سفًا أ َ ْو تَأ ِت َ‬ ‫علَ ْينَا ِك َ‬‫ت َ‬ ‫ع ْم َ‬ ‫س َما َء َك َما زَ َ‬ ‫ط ال َّ‬ ‫يرا ﴿‪ ﴾٨٦‬أ َ ْو ت ُ ْس ِق َ‬ ‫ت َ ْف ِج ً‬
‫علَ ْينَا ِكتَابًا‬ ‫اء َولَن نُّؤْ ِمنَ ِل ُرقِ ِي َّك َحت َّ ٰى تُن ِ َّز َل َ‬ ‫س َم ِ‬ ‫ْت ِ ّمن ُز ْخ ُرفٍ أ َ ْو ت َ ْرقَ ٰى فِي ال َّ‬ ‫يَ ُكونَ لَ َك بَي ٌ‬
‫نَّ ْق َر ُؤهُ ۚ)‬
‫وال ﴿‪ ﴾٨٣‬االسراء )‬ ‫س ً‬ ‫س ْب َحانَ َر ِبّي ه َْل ُكنتُ ِإ َّال بَش ًَرا َّر ُ‬ ‫وجاء الرد ‪ ( :‬قُ ْل ُ‬
‫ث اللَّـهُ بَش ًَرا‬ ‫اس أَن يُؤْ ِمنُوا ِإ ْذ َجا َء ُه ُم ْال ُه َد ٰى ِإ َّال أَن قَالُوا أَبَعَ َ‬ ‫ثم تقرير هذه الحقيقة ‪َ ( :‬و َما َمنَ َع النَّ َ‬
‫وال ﴿‪ ﴾٨٨‬االسراء ) ‪.‬‬ ‫س ً‬ ‫َّر ُ‬
‫والرد عليهم أنه لو كان في األرض مالئكة يعيشون بنفس سرعة االهتزاز لدى البشر ألنزل‬
‫ط َمئِنِّينَ لَن ََّز ْلنَا‬ ‫شونَ ُم ْ‬ ‫ض َم َالئِ َكةٌ يَ ْم ُ‬ ‫هللا جل وعال عليهم ملكا مثلهم ‪ ( :‬قُل لَّ ْو َكانَ فِي ْاأل َ ْر ِ‬
‫وال ﴿‪ ﴾٨٢‬االسراء )‬ ‫س ً‬ ‫اء َملَ ًكا َّر ُ‬ ‫علَ ْي ِهم ِ ّمنَ ال َّ‬
‫س َم ِ‬ ‫َ‬
‫‪ 5‬ـ وأوضح رب العزة أنه ال فائدة من إنزال آية حسية ألن مبعث طلبهم هو السخرية ‪ ،‬لذا‬
‫مستحيل أن يهتدوا ‪.‬‬
‫علَي َْك ِكتَابًا فِي‬ ‫‪: 1 / 5‬ردا على طلبهم إنزال كتاب من السماء قال جل وعال ‪َ ( :‬ولَ ْو ن ََّز ْلنَا َ‬
‫ين ﴿‪ ﴾١‬االنعام ) أي لو نزل لهم‬ ‫سوهُ ِبأ َ ْيدِي ِه ْم لَقَا َل الَّذِينَ َكفَ ُروا ِإ ْن َه ٰـ َذا ِإ َّال ِس ْح ٌر ُّم ِب ٌ‬ ‫اس فَلَ َم ُ‬ ‫ِق ْر َ‬
‫ط ٍ‬
‫كتاب من السماء ولمسوه بأيديهم لقالوا إنه سحر ‪.‬‬
‫اء‬
‫س َم ِ‬ ‫علَ ْي ِهم بَابًا ِ ّمنَ ال َّ‬ ‫‪ : 2 / 5‬ولو أصعدهم الرحمن الى السماء فلن يؤمنوا ‪َ ( :‬ولَ ْو فَت َ ْحنَا َ‬
‫ورونَ ﴿‪ ﴾٦٢‬الحجر )‬ ‫ارنَا بَ ْل ن َْح ُن قَ ْو ٌم َّم ْس ُح ُ‬ ‫ت أ َ ْب َ‬
‫ص ُ‬ ‫س ِ ّك َر ْ‬ ‫ظلُّوا فِي ِه يَ ْع ُر ُجونَ ﴿‪ ﴾٦٨‬لَقَالُوا ِإنَّ َما ُ‬ ‫فَ َ‬
‫‪ : 3 / 5‬ولو جاءتهم كل اآليات فلن يؤمنوا بمشيئتهم ‪ ،‬لن يؤمنوا إال إذا ارغمتهم مشيئة‬
‫علَ ْي ِه ْم ُك َّل‬ ‫الرحمن ‪ .‬قال جل وعال ‪َ ( :‬ولَ ْو أَنَّنَا ن ََّز ْلنَا ِإلَ ْي ِه ُم ْال َم َالئِ َكةَ َو َكلَّ َم ُه ُم ْال َم ْوت َ ٰى َو َحش َْرنَا َ‬
‫َيءٍ قُبُ ًال َّما َكانُوا ِليُؤْ ِمنُوا ِإ َّال أَن يَشَا َء اللَّـهُ َولَ ٰـ ِك َّن أ َ ْكث َ َر ُه ْم يَ ْج َهلُونَ ﴿األنعام‪﴾٦٦٦ :‬‬ ‫ش ْ‬
‫‪ : 4 / 5‬وهذا ما حدث في األمم السابقة ‪.‬‬
‫‪ : 1 / 4 / 5‬قال جل وعال عن العرب وإستهزائهم بالقرآن الكريم وبالنبى دمحم عليه السالم ‪( :‬‬
‫اث أ َ ْح َال ٍم بَ ِل ا ْفت َ َراهُ بَ ْل ُه َو شَا ِع ٌر فَ ْليَأْتِنَا ِبآيَ ٍة َك َما أ ُ ْر ِس َل ْاأل َ َّولُونَ ﴿‪ ﴾٢‬األنبياء )‬ ‫ضغَ ُ‬ ‫بَ ْل قَالُوا أ َ ْ‬
‫َت قَ ْبلَ ُهم ِ ّمن قَ ْريَ ٍة أ َ ْهلَ ْكنَاهَا ۖۚ أَفَ ُه ْم‬ ‫بعدها قال جل وعال عن األمم السابقة ‪َ ( :‬ما آ َمن ْ‬
‫يُؤْ ِمنُونَ ﴿‪ ﴾١‬األنبياء )‬
‫‪ : 2 / 4 / 5‬وعن السبب في منع نزول اآليات الحسية قال جل وعال يذ ّكر بقوم ثمود وعقرهم‬
‫ب بِ َها ْاأل َ َّولُونَ ۚۚ َوآت َ ْينَا ث َ ُمو َد‬ ‫ت إِ َّال أَن َكذَّ َ‬ ‫الناقة التي كانت آية لهم ‪َ ( :‬و َما َمنَعَنَا أَن نُّ ْر ِس َل بِ ْاآليَا ِ‬
‫ت ِإ َّال ت َ ْخ ِويفًا ﴿‪ ) ﴾٢٨‬االسراء )‬ ‫ظلَ ُموا بِ َها ۚۚ َو َما نُ ْر ِس ُل بِ ْاآليَا ِ‬ ‫ْص َرة ً فَ َ‬ ‫النَّاقَةَ ُمب ِ‬
‫رابعا ‪ :‬االستهزاء بالكتاب اإللهى‬
‫‪ 1‬ـ كانوا يعقدون مجالس لإلستهزاء بالقرآن الكريم ونزل تحريم حضورها ‪ .‬قال جل وعال‬
‫ضوا فِي َحدِي ٍ‬
‫ث‬ ‫ع ْن ُه ْم َحت َّ ٰى يَ ُخو ُ‬ ‫ض َ‬ ‫ْت الَّذِينَ يَ ُخوضُونَ فِي آيَاتِنَا فَأَع ِْر ْ‬ ‫للنبى دمحم ‪َ ( :‬و ِإذَا َرأَي َ‬
‫الظا ِل ِمينَ ﴿‪ ﴾١٨‬االنعام ) وإستمر‬ ‫ان فَ َال ت َ ْقعُ ْد بَ ْع َد ال ِذّ ْك َر ٰى َم َع ْالقَ ْو ِم َّ‬ ‫ط ُ‬‫ش ْي َ‬ ‫غي ِْر ِه ۚۚ َو ِإ َّما يُن ِسيَنَّ َك ال َّ‬ ‫َ‬
‫بعض المؤمنين في حضور هذه المجالس فنزل قوله جل وعال يذكرهم بالنهى السابق ‪َ ( :‬وقَ ْد‬
‫ت اللَّـ ِه يُ ْكفَ ُر ِب َها َويُ ْست َ ْهزَ أ ُ ِب َها فَ َال ت َ ْقعُدُوا َمعَ ُه ْم َحت َّ ٰى‬ ‫س ِم ْعت ُ ْم آيَا ِ‬ ‫ب أ َ ْن ِإذَا َ‬ ‫علَ ْي ُك ْم ِفي ْال ِكتَا ِ‬ ‫ن ََّز َل َ‬
‫ام ُع ْال ُمنَا ِفقِينَ َو ْال َكا ِف ِرينَ ِفي َج َهنَّ َم‬ ‫غي ِْر ِه ِإنَّ ُك ْم ِإذًا ِ ّمثْلُ ُه ْم ِإ َّن اللَّـهَ َج ِ‬
‫ث َ‬ ‫ضوا ِفي َحدِي ٍ‬ ‫يَ ُخو ُ‬
‫َج ِميعًا ﴿النساء‪﴾٦٨١ :‬‬
‫ْت َويَ ْسخ َُرونَ ﴿‪َ ﴾٦٥‬وإِذَا‬ ‫ع ِجب َ‬ ‫‪ 2‬ـ وكانوا إذا ُوعظوا بالقرآن يسخرون ‪ .‬قال جل وعال ‪ ( :‬بَ ْل َ‬
‫ذُ ِ ّك ُروا َال يَ ْذ ُك ُرونَ ﴿‪َ ﴾٦٣‬وإِذَا َرأ َ ْوا آيَةً يَ ْستَس ِْخ ُرونَ ﴿‪ ﴾٦٨‬الصافات )‬
‫‪ 3‬ـ وسار المنافقون في نفس الطريق ‪ .‬قال جل وعال ‪:‬‬
‫ورة ٌ تُنَبِّئ ُ ُهم بِ َما فِي قُلُوبِ ِه ْم ۚۚ قُ ِل ا ْست َ ْه ِزئُوا ِإ َّن اللَّـهَ‬ ‫س َ‬ ‫علَ ْي ِه ْم ُ‬‫‪ ( / 3‬يَ ْحذَ ُر ْال ُمنَافِقُونَ أَن تُن ََّز َل َ‬
‫ب ۚۚ قُ ْل أَبِاللَّـ ِه َوآيَاتِ ِه‬ ‫وض َون َْلعَ ُ‬‫سأ َ ْلت َ ُه ْم لَيَقُولُ َّن ِإنَّ َما ُكنَّا نَ ُخ ُ‬ ‫ُم ْخ ِر ٌج َّما ت َ ْحذَ ُرونَ ﴿‪َ ﴾١٨‬ولَئِن َ‬
‫طائِفَ ٍة ِ ّمن ُك ْم‬ ‫عن َ‬ ‫ف َ‬ ‫سو ِل ِه ُكنت ُ ْم ت َ ْست َ ْه ِزئُونَ ﴿‪َ ﴾١٢‬ال ت َ ْعتَذ ُِروا قَ ْد َكفَ ْرتُم بَ ْع َد ِإي َمانِ ُك ْم ۚۚ ِإن نَّ ْع ُ‬ ‫َو َر ُ‬
‫طائِفَةً ِبأَنَّ ُه ْم َكانُوا ُم ْج ِر ِمينَ ﴿‪ ﴾١١‬التوبة ) ‪.‬‬ ‫نُعَ ِذّبْ َ‬
‫خامسا ‪ :‬المنافقون واالستهزاء بالمؤمنين‬
‫‪ 1‬ـ كانوا من قبل المأل والسادة ‪ ،‬وبعد الهجرة ظلوا األكثر أمواال وأوالدا ‪ .‬لكونهم الطبقة‬
‫األكثر ثراءا فقد كانوا يسخرون بالفقراء المؤمنين الذين يتطوعون بالمال للمجهود الحربى‬
‫ت َوالَّذِينَ َال‬ ‫ص َدقَا ِ‬ ‫ط ّ ِوعِينَ ِمنَ ْال ُمؤْ ِمنِينَ فِي ال َّ‬ ‫الدفاعى ‪ .‬قال جل وعال ‪) :‬الَّذِينَ يَ ْل ِم ُزونَ ْال ُم َّ‬
‫اب أ َ ِلي ٌم ﴿‪ ﴾١٨‬التوبة )‬ ‫عذَ ٌ‬ ‫س ِخ َر اللَّـهُ ِم ْن ُه ْم َولَ ُه ْم َ‬ ‫يَ ِجدُونَ إِ َّال ُج ْه َد ُه ْم فَيَ ْسخ َُرونَ ِم ْن ُه ْم ۚ َ‬
‫‪ 2‬ـ وكانوا في مجالسهم الخاصة يعبرون عن مشاعرهم الحقيقية ‪ .‬قال جل وعال ‪َ ( :‬وإِذَا لَقُوا‬
‫اطينِ ِه ْم قَالُوا ِإنَّا َمعَ ُك ْم ِإنَّ َما ن َْح ُن ُم ْست َ ْه ِزئُونَ ﴿‬ ‫شيَ ِ‬ ‫الَّذِينَ آ َمنُوا قَالُوا آ َمنَّا َو ِإ َذا َخلَ ْوا ِإلَ ٰى َ‬
‫ط ْغيَانِ ِه ْم يَ ْع َم ُهونَ ﴿البقرة‪.﴾٦٢ :‬‬ ‫ئ بِ ِه ْم َويَ ُم ُّد ُه ْم فِي ُ‬ ‫‪ ﴾٦٨‬اللَّـهُ يَ ْست َ ْه ِز ُ‬
‫‪ 3‬ـ ونزل تحريم سخرية المؤمن بالمؤمن ‪ .‬قال جل وعال ‪ ( :‬يَا أَيُّ َها الَّذِينَ آ َمنُوا َال يَ ْسخ َْر قَ ْو ٌم‬
‫س ٰى أَن يَ ُك َّن َخي ًْرا ِ ّم ْن ُه َّن ۖۚ َو َال ت َ ْل ِم ُزوا‬ ‫ع َ‬
‫ساءٍ َ‬ ‫سا ٌء ِ ّمن نِّ َ‬ ‫س ٰى أَن يَ ُكونُوا َخي ًْرا ِ ّم ْن ُه ْم َو َال نِ َ‬ ‫ع َ‬‫ِ ّمن قَ ْو ٍم َ‬
‫ان ۚۚ َو َمن لَّ ْم يَتُبْ فَأُولَ ٰـ ِئ َك ُه ُم‬ ‫اإلي َم ِ‬ ‫وق بَ ْع َد ْ ِ‬ ‫س ُ‬ ‫س ِاال ْس ُم ْالفُ ُ‬ ‫ب ۖۚ ِبئْ َ‬ ‫س ُك ْم َو َال تَنَابَ ُزوا ِب ْاأل َ ْلقَا ِ‬‫أَنفُ َ‬
‫الظا ِل ُمونَ ﴿‪ ﴾٦٦‬الحجرات ) ‪.‬‬ ‫َّ‬
‫أخيرا ‪ :‬جزاء المستهزئين في جهنم‬
‫‪ 1‬ـ في مقارنة بينهم وبين المؤمنين المتقين يوم القيامة قال جل وعال ‪ُ ( :‬زيِّنَ ِللَّذِينَ َكفَ ُروا‬
‫ْال َحيَاة ُ ال ُّد ْنيَا َويَ ْسخ َُرونَ ِمنَ الَّذِينَ آ َمنُوا ۚ َوالَّذِينَ اتَّقَ ْوا فَ ْوقَ ُه ْم يَ ْو َم ْال ِقيَا َم ِة ۚ) ﴿‪ ﴾٥٦٥‬البقرة )‬
‫‪ 2‬ـ وتوعدهم رب العزة جل وعال بالعذاب ‪ .‬قال جل وعال ‪:‬‬
‫ف يَأْتِي ِه ْم أَنبَا ُء َما َكانُوا بِ ِه يَ ْست َ ْه ِزئُونَ ﴿األنعام‪﴾٢ :‬‬ ‫س ْو َ‬ ‫ق لَ َّما َجا َء ُه ْم فَ َ‬ ‫‪ ( : 1 / 2‬فَقَ ْد َكذَّبُوا بِ ْال َح ّ ِ‬
‫س‬ ‫سهُ أ َ َال يَ ْو َم يَأْتِي ِه ْم لَ ْي َ‬‫اب ِإلَ ٰى أ ُ َّم ٍة َّم ْعدُو َدةٍ لَّيَقُولُ َّن َما يَ ْحبِ ُ‬ ‫‪َ (: 2 / 2‬ولَئِ ْن أ َ َّخ ْرنَا َع ْن ُه ُم ْالعَذَ َ‬
‫ع ْن ُه ْم َو َحاقَ ِب ِهم َّما َكانُوا ِب ِه يَ ْست َ ْه ِزئُونَ ﴿هود‪﴾٨ :‬‬ ‫ص ُروفًا َ‬ ‫َم ْ‬
‫ظ ُّن ِإ َّال‬ ‫عةُ ِإن نَّ ُ‬ ‫سا َ‬ ‫ْب فِي َها قُ ْلتُم َّما نَ ْد ِري َما ال َّ‬ ‫عةُ َال َري َ‬ ‫سا َ‬ ‫‪َ ( : 3 / 2‬و ِإذَا قِي َل ِإ َّن َو ْع َد اللَّـ ِه َح ٌّق َوال َّ‬
‫ع ِملُوا َو َحاقَ ِب ِهم َّما َكانُوا ِب ِه‬ ‫س ِيّئ َاتُ َما َ‬ ‫﴾وبَ َدا لَ ُه ْم َ‬
‫ظنًّا َو َما ن َْح ُن ِب ُم ْست َ ْي ِقنِينَ ﴿‪َ ٣٥‬‬ ‫َ‬
‫ار َو َما لَ ُكم ِ ّمن‬ ‫سا ُك ْم َك َما نَ ِسيت ُ ْم ِلقَا َء يَ ْو ِم ُك ْم َه ٰـذَا َو َمأ ْ َوا ُك ُم النَّ ُ‬ ‫يَ ْست َ ْه ِزئُونَ ﴿‪َ ﴾٣٣‬و ِقي َل ْاليَ ْو َم نَن َ‬
‫ت اللَّـ ِه ُه ُز ًوا َوغ ََّرتْ ُك ُم ْال َحيَاة ُ ال ُّد ْنيَا ۚۚ فَ ْاليَ ْو َم َال ي ُْخ َر ُجونَ‬ ‫اص ِرينَ ﴿‪ٰ ﴾٣٨‬ذَ ِل ُكم ِبأَنَّ ُك ُم ات َّ َخ ْذت ُ ْم آيَا ِ‬ ‫نَّ ِ‬
‫ِم ْن َها َو َال ُه ْم يُ ْست َ ْعتَبُونَ ﴿‪ ﴾٣٢‬الجاثية )‪.‬‬
‫‪ : 3‬وعن عذابهم قال جل وعال ‪:‬‬
‫ب يَ ْو َم‬ ‫وء ْالعَذَا ِ‬ ‫س ِ‬ ‫ض َج ِميعًا َو ِمثْلَهُ َمعَهُ َال ْفت َ َد ْوا بِ ِه ِمن ُ‬ ‫ظلَ ُموا َما ِفي ْاأل َ ْر ِ‬ ‫‪َ ( : 1 / 3‬ولَ ْو أ َ َّن ِللَّذِينَ َ‬
‫سبُوا َو َحاقَ بِ ِهم‬ ‫سيِّئ َاتُ َما َك َ‬ ‫ْال ِقيَا َم ِة ۚۚ َوبَ َدا لَ ُهم ِ ّمنَ اللَّـ ِه َما لَ ْم يَ ُكونُوا يَ ْحت َ ِسبُونَ ﴿‪َ ﴾٨١‬وبَ َدا لَ ُه ْم َ‬
‫َّما َكانُوا بِ ِه يَ ْست َ ْه ِزئُونَ ﴿‪ ﴾٨٨‬الزمر )‬
‫ت أ َ ْع َمالُ ُه ْم فَ َال نُ ِقي ُم لَ ُه ْم يَ ْو َم ْال ِقيَا َم ِة‬ ‫ط ْ‬ ‫ت َر ِبّ ِه ْم َو ِلقَائِ ِه فَ َح ِب َ‬ ‫‪ ( : 2 / 3‬أُولَ ٰـئِ َك الَّذِينَ َكفَ ُروا ِبآيَا ِ‬
‫س ِلي ُه ُز ًوا ﴿‪ ﴾٦١١‬الكهف )‬ ‫َو ْزنًا ﴿‪ٰ ﴾٦١٢‬ذَ ِل َك َجزَ اؤُ ُه ْم َج َهنَّ ُم ِب َما َكفَ ُروا َوات َّ َخذُوا آيَاتِي َو ُر ُ‬
‫‪ 4‬ـ وعن الذين كانوا يضحكون مستهزئين ‪ .‬قال جل وعال ‪:‬‬
‫ض َح ُكونَ ﴿‪َ ﴾٥٨‬و ِإذَا َم ُّروا ِب ِه ْم‬ ‫‪ِ ( : 1 / 4‬إ َّن الَّذِينَ أ َ ْج َر ُموا َكانُوا ِمنَ الَّذِينَ آ َمنُوا يَ ْ‬
‫يَتَغَا َم ُزونَ ﴿‪َ ﴾٣١‬و ِإذَا انقَلَبُوا ِإلَ ٰى أ َ ْه ِل ِه ُم انقَلَبُوا فَ ِك ِهينَ ﴿‪َ ﴾٣٦‬و ِإذَا َرأ َ ْو ُه ْم قَالُوا ِإ َّن َه ٰـؤُ َال ِء‬
‫علَ ْي ِه ْم َحافِ ِظينَ ﴿‪ ﴾٣٣‬فَ ْاليَ ْو َم الَّذِينَ آ َمنُوا ِمنَ ْال ُكفَّ ِ‬
‫ار‬ ‫ضالُّونَ ﴿‪َ ﴾٣٥‬و َما أ ُ ْر ِسلُوا َ‬ ‫لَ َ‬
‫ار َما َكانُوا يَ ْفعَلُونَ ﴿‪﴾٣١‬المطففين )‬ ‫ب ْال ُكفَّ ُ‬ ‫ظ ُرونَ ﴿‪ ﴾٣٢‬ه َْل ث ُ ّ ِو َ‬ ‫علَى ْاأل َ َرائِ ِك يَن ُ‬ ‫ض َح ُكونَ ﴿‪َ ﴾٣٨‬‬ ‫يَ ْ‬
‫ع ْدنَا فَإِنَّا‬ ‫ضا ِلّينَ ﴿‪َ ﴾٦١١‬ربَّنَا أ َ ْخ ِر ْجنَا ِم ْن َها فَإِ ْن ُ‬ ‫علَ ْينَا ِش ْق َوتُنَا َو ُكنَّا قَ ْو ًما َ‬ ‫ت َ‬ ‫غلَبَ ْ‬‫‪َ ( : 2 / 4‬ربَّنَا َ‬
‫يق ِ ّم ْن ِعبَادِي يَقُولُونَ َربَّنَا‬ ‫ون ﴿‪ِ ﴾٦١٨‬إنَّهُ َكانَ فَ ِر ٌ‬ ‫سئُوا فِي َها َو َال ت ُ َك ِلّ ُم ِ‬ ‫اخ َ‬‫ظا ِل ُمونَ ﴿‪ ﴾٦١١‬قَا َل ْ‬ ‫َ‬
‫س ْو ُك ْم ِذ ْك ِري‬ ‫اح ِمينَ ﴿‪ ﴾٦١٨‬فَات َّ َخ ْذت ُ ُمو ُه ْم ِس ْخ ِريًّا َحت َّ ٰى أَن َ‬ ‫الر ِ‬‫نت َخي ُْر َّ‬ ‫ار َح ْمنَا َوأ َ َ‬ ‫آ َمنَّا فَا ْغ ِف ْر لَنَا َو ْ‬
‫ض َح ُكونَ ﴿المؤمنون‪﴾٦٦١ :‬‬ ‫َو ُكنتُم ِ ّم ْن ُه ْم ت َ ْ‬
‫يرا َجزَ ا ًء ِب َما َكانُوا يَ ْك ِسبُونَ ﴿التوبة‪.﴾٨٥ :‬‬ ‫يال َو ْليَ ْب ُكوا َكثِ ً‬ ‫ض َح ُكوا قَ ِل ً‬ ‫‪ ( : 3 / 4‬فَ ْليَ ْ‬
‫ا‬

‫)‪ (2‬التعليقات‬
‫هشام سعيدي تعليق بواسطة ‪1‬‬ ‫في الجمعة ‪ 31‬يناير ‪2222‬‬
‫]‪[91791‬‬

‫ولو أنزل هللا جل وعال عليهم ملكا لجعله متجسدا في هيئة رجل مثلهم يرتدى نفس ‪3 / 3 :‬‬
‫قال جل وعال ‪َ ( :‬ولَ ْو َجعَ ْلنَاهُ َملَ ًكا لَّ َجعَ ْلنَاهُ َر ُج ًال ‪.‬مالبسهم ‪ ،‬ال فارق بينه وبين دمحم البشرى‬
‫سونَ‬ ‫علَ ْي ِهم َّما يَ ْل ِب ُ‬
‫‪ ).‬االنعام ﴿‪َ ﴾٨‬ولَلَبَ ْسنَا َ‬

‫ي اي‬ ‫أمره‪ ،‬فلم يدروا أملك هو أ ْم إنس ّ‬ ‫التبس عليهم ُ‬


‫سه لَ ْب ً‬
‫سا‬ ‫ْ‬
‫‪ ،‬إذا خلطته عليهم" لَبَست عليهم األمر أَل ِب ُ‬

‫آحمد صبحي منصور تعليق بواسطة ‪2‬‬ ‫في السبت ‪ 21‬فبراير ‪2222‬‬
‫]‪[91792‬‬
‫‪ :‬شكرا أخى د هشام ‪ ،‬وكل عام وأنتم بخير ‪ ،‬واقول‬

‫‪ .‬بعون الرحمن جل وعال سيأتى تفصيل فى باب ( القاموس القرآنى ) عن لباس وثياب‬
‫وهللا جل وعال هو المستعان‪.‬‬

‫المقال الثامن‬

‫‪ :‬اإليمان ليس بشخص دمحم‪ ،‬ولكن بما ( أنزل على دمحم)‬


‫من آمن ب ( دمحم ) فقد كفر‪ : )6 ( .‬عبادة األسماء لدى الكفار المشركين‬
‫آحمد صبحي منصور في األحد ‪ 22‬فبراير ‪2222‬‬

‫من آمن ب ( دمحم ) فقد كفر‪ : )6 ( .‬عبادة األسماء لدى الكفار المشركين‬
‫اإليمان ليس بشخص دمحم‪،‬ولكن بما ( أنزل على دمحم)‬
‫أوال ‪:‬‬
‫‪ 1‬ـ لو وقف شخص في ميدان عام ونادى بأعلى صوت قائال ‪ ( :‬لعنك هللا يا عبد هللا بن‬
‫عثمان ) ما إلتفت اليه أحد ‪ .‬ولكن لو قال ‪ ( :‬لعنك هللا يا أبا بكر الصديق ) فربما تعرض‬
‫للقتل ‪ .‬هذا مع إن اإلسم الحقيقى ألبى بكر الصديق هو ( عبد هللا بن عثمان )‪ .‬أكثر من بليون‬
‫من الدمحميين يقدسون إسم أبى بكر الصديق ‪ .‬يقدسون مجرد اإلسم المصنوع وال يعرفون شيئا‬
‫عن اإلسم الحقيقى ‪ ،‬وال يعرفون شيئا عن حقيقته التاريخية ‪.‬‬
‫‪ 2‬ـلو وقف شخص في ميدان عام ونادى بأعلى صوت قائال ‪ ( :‬لعنك هللا يا على بن عبد‬
‫مناف ) ما إلتفت اليه أحد ‪ .‬ولكن لو قال ‪ ( :‬لعنك هللا يا على بن أبى طالب ) فربما تعرض‬
‫للقتل ‪ .‬هذا مع إن اإلسم الحقيقى لعلى بن أبى طالب هو ( على بن عبد مناف )‪ .‬أكثر من‬
‫بليون من الدمحميين يقدسون إسم على بن أبى طالب ‪ .‬يقدسون مجرد اإلسم المصنوع وال‬
‫يعرفون شيئا عن اإلسم الحقيقى ‪ ،‬وال يعرفون شيئا عن حقيقته التاريخية ‪.‬‬
‫سنّى ونادى بأعلى صوت قائال ‪ ( :‬لعنك هللا يا أحمد بن دمحم )‬ ‫‪ 3‬ـ لو وقف شخص في مسجد ُ‬
‫ما إلتفت اليه أحد ‪ .‬ولكن لو قال ‪ ( :‬لعنك هللا يا أحمد بن حنبل ) فربما تعرض للقتل ‪ .‬هذا مع‬
‫إن اإلسم الحقيقى البن حنبل هو ( أحمد بن دمحم )‪ .‬مئات الماليين من الدمحميين يقدسون إسم‬
‫أحمد بن حنبل ‪ .‬يقدسون مجرد اإلسم المصنوع وال يعرفون شيئا عن اإلسم الحقيقى ‪ ،‬وال‬
‫يعرفون شيئا عن حقيقته التاريخية ‪.‬‬
‫‪ 4‬ـ لو وقف شخص في مسجد صوفى ونادى بأعلى صوت قائال ‪ ( :‬لعنك هللا يا دمحم بن دمحم‬
‫بن دمحم بن أحمد ) ما إلتفت اليه أحد ‪ .‬ولكن لو قال ‪ ( :‬لعنك هللا يا أبا حامد الغزالى ) فربما‬
‫تعرض للقتل ‪ .‬هذا مع إن اإلسم الحقيقى ألبى حامد الغزالى هو (دمحم بن دمحم بن دمحم بن أحمد‬
‫)‪ .‬مئات الماليين من الدمحميين يقدسون إسم أبى حامد الغزالى ‪ .‬يقدسون مجرد اإلسم المصنوع‬
‫وال يعرفون شيئا عن اإلسم الحقيقى ‪ ،‬وال يعرفون شيئا عن حقيقته التاريخية ‪.‬‬
‫سنّى ونادى بأعلى صوت قائال ‪ ( :‬لعنك هللا يا أحمد بن‬ ‫‪5‬ـ لو وقف شخص في مسجد سلفى ُ‬
‫عبد الحليم بن عبد السالم ) ما إلتفت اليه أحد ‪ .‬ولكن لو قال ‪ ( :‬لعنك هللا يا إبن تيمية ) فربما‬
‫تعرض للقتل ‪ .‬هذا مع إن اإلسم الحقيقى إلبن تيمية هو ( أحمد بن عبد الحليم بن عبد السالم )‪.‬‬
‫مئات الماليين من الدمحميين يقدسون إسم إبن تيمية ‪ .‬يقدسون مجرد اإلسم المصنوع وال يعرفون‬
‫شيئا عن اإلسم الحقيقى ‪ ،‬وال يعرفون شيئا عن حقيقته التاريخية ‪.‬‬
‫سنّى ونادى بأعلى صوت قائال ‪ ( :‬لعنك هللا يا دمحم إبن‬ ‫‪ 8‬ـ لو وقف شخص في مسجد سلفى ُ‬
‫أبي بكر بن أيوب ) ما إلتفت اليه أحد ‪ .‬ولكن لو قال ‪ ( :‬لعنك هللا يا إبن القيم الجوزية ) فربما‬
‫تعرض للقتل ‪ .‬هذا مع إن اإلسم الحقيقى إلبن القيم الجوزية هو ( دمحم بن أبي بكر بن أيوب )‪.‬‬
‫مئات الماليين من الدمحميين يقدسون إسم إبن القيّم ‪ .‬يقدسون مجرد اإلسم المصنوع وال يعرفون‬
‫شيئا عن اإلسم الحقيقى ‪ ،‬وال يعرفون شيئا عن حقيقته التاريخية ‪.‬‬
‫سنّى ونادى بأعلى صوت قائال ‪ ( :‬لعنك هللا‬ ‫‪ 1‬ـ ـ لو وقف شخص في مسجد سلفى ُ‬
‫يا إسماعيل بن عمر ) ما إلتفت اليه أحد ‪ .‬ولكن لو قال ‪ ( :‬لعنك هللا يا إبن كثير ) فربما‬
‫تعرض للقتل ‪ .‬هذا مع إن اإلسم الحقيقى إلبن كثير هو ( إسماعيل بن عمر )‪ .‬مئات الماليين‬
‫من الدمحميين يقدسون إسم إبن كثير ‪ .‬يقدسون مجرد اإلسم المصنوع وال يعرفون شيئا عن‬
‫اإلسم الحقيقى ‪ ،‬وال يعرفون شيئا عن حقيقته التاريخية ‪.‬‬
‫‪ 6‬ـ لو وقف شخص في مسجد صوفى شاذلى ونادى بأعلى صوت قائال ‪ ( :‬لعنك هللا يا علي‬
‫إبن عبد هللا بن عبد الجبار ) ما إلتفت اليه أحد ‪ .‬ولكن لو قال ‪ ( :‬لعنك هللا يا أبا الحسن‬
‫الشاذلى ) فربما تعرض للقتل ‪ .‬هذا مع إن اإلسم الحقيقى للشاذلى هو ( علي بن عبد هللا بن‬
‫عبد الجبار )‪ .‬عشرات الماليين من الدمحميين يقدسون إسم أبى الحسن الشاذلى ‪ .‬يقدسون مجرد‬
‫اإلسم المصنوع وال يعرفون شيئا عن اإلسم الحقيقى ‪ ،‬وال يعرفون شيئا عن حقيقته التاريخية ‪.‬‬
‫‪ 9‬ـ لو وقف شخص في مدينة اإلسكندرية أو في أي مسجد صوفى شاذلى ونادى بأعلى‬
‫صوت قائال ‪ ( :‬لعنك هللا يا أحمد بن حسن بن علي ) ما إلتفت اليه أحد ‪ .‬ولكن لو قال ‪( :‬‬
‫لعنك هللا يا أبا العباس ال ُمرسى ) فربما تعرض للقتل ‪ .‬هذا مع إن اإلسم الحقيقى ألبى العباس‬
‫ال ُمرسى هو ( أحمد بن حسن بن علي )‪ .‬عشرات الماليين من الدمحميين يقدسون إسم أبى‬
‫العباس ال ُمرسى أو ( المرسى أبو العباس ) كما يقول أهل اإلسكندرية ‪ .‬يقدسون مجرد اإلسم‬
‫المصنوع وال يعرفون شيئا عن اإلسم الحقيقى ‪ ،‬وال يعرفون شيئا عن حقيقته التاريخية ‪.‬‬
‫‪ 12‬ـ لو وقف شخص في مدينة طنطا المصرية أو في أي مسجد صوفى ونادى بأعلى صوت‬
‫قائال ‪ ( :‬لعنك هللا يا أحمد بن علي بن يحيى ) ما إلتفت اليه أحد ‪ .‬ولكن لو قال ‪ ( :‬لعنك هللا يا‬
‫سيد يا بدوى) فربما تعرض للقتل ‪ .‬هذا مع إن اإلسم الحقيقى للسيد البدوى هو ( أحمد ابن علي‬
‫بن يحيى )‪ .‬عشرات الماليين من الدمحميين يقدسون إسم ( السيد البدوى ) ‪ .‬يقدسون مجرد‬
‫اإلسم المصنوع وال يعرفون شيئا عن اإلسم الحقيقى ‪ ،‬وال يعرفون شيئا عن حقيقته التاريخية ‪.‬‬
‫‪ 11‬ـ لو وقف شخص في مسجد صوفى ونادى بأعلى صوت قائال ‪ ( :‬لعنك هللا يا أحمد إبن‬
‫علي ) ما إلتفت اليه أحد ‪ .‬ولكن لو قال ‪ ( :‬لعنك هللا يا أحمد الرفاعى ) فربما تعرض للقتل ‪.‬‬
‫هذا مع إن اإلسم الحقيقى ألحمد الرفاعى هو ( أحمد بن علي )‪ .‬عشرات الماليين من الدمحميين‬
‫يقدسون إسم ( أحمد الرفاعى ) ‪ .‬يقدسون مجرد اإلسم المصنوع وال يعرفون شيئا عن اإلسم‬
‫الحقيقى ‪ ،‬وال يعرفون شيئا عن حقيقته التاريخية ‪.‬‬
‫‪ 12‬ـ لو وقف شخص في مسجد صوفى ونادى بأعلى صوت قائال ‪ ( :‬لعنك هللا يا عبد القادر‬
‫إبن موسى ) ما إلتفت اليه أحد ‪ .‬ولكن لو قال ‪ ( :‬لعنك هللا يا عبد القادر الجيالنى) فربما‬
‫تعرض للقتل ‪ .‬هذا مع إن اإلسم الحقيقى لعبد القادر الجيالنى هو ( عبد القادر بن موسى )‪.‬‬
‫عشرات الماليين من الدمحميين يقدسون إسم ( عبد القادر الجيالنى ) ‪ .‬يقدسون مجرد اإلسم‬
‫المصنوع وال يعرفون شيئا عن اإلسم الحقيقى ‪ ،‬وال يعرفون شيئا عن حقيقته التاريخية ‪.‬‬
‫‪13‬ـ لو وقف شخص في مسجد صوفى ونادى بأعلى صوت قائال ‪ ( :‬لعنك هللا يا إبراهيم بن‬
‫عبد العزيز أبو المجد ) ما إلتفت اليه أحد ‪ .‬ولكن لو قال ‪ ( :‬لعنك هللا يا إبراهيم الدسوقى )‬
‫فربما تعرض للقتل ‪ .‬هذا مع إن اإلسم الحقيقى إلبراهيم الدسوقى هو ( إبراهيم بن عبد العزيز‬
‫أبو المجد )‪ .‬عشرات الماليين من الدمحميين يقدسون إسم ( إبراهيم الدسوقى ) ‪ .‬يقدسونمجرد‬
‫اإلسم المصنوع وال يعرفون شيئا عن اإلسم الحقيقى ‪ ،‬وال يعرفون شيئا عن حقيقته التاريخية ‪.‬‬
‫‪ : 14‬لو وقف شخص في مسجد صوفى ونادى بأعلى صوت قائال ‪ ( :‬لعنك هللا يا أحمد بن دمحم‬
‫بن عبد الكريم ) ما إلتفت اليه أحد ‪ .‬ولكن لو قال ‪ ( :‬لعنك هللا يا إبن عطاء السكندرى ) فربما‬
‫تعرض للقتل ‪ .‬هذا مع إن اإلسم الحقيقى إلبن عطاء هو ( أحمد بن دمحم بن عبد الكريم )‪.‬‬
‫عشرات الماليين من الدمحميين يقدسون إسم ( إبن عطاء السكندرى ) ‪ .‬يقدسونمجرد اإلسم‬
‫المصنوع وال يعرفون شيئا عن اإلسم الحقيقى ‪ ،‬وال يعرفون شيئا عن حقيقته التاريخية ‪.‬‬
‫ثانيا ـ‬
‫ليس فقط األسماء المصنوعة المعبودة المقدسة ولكن أيضا مقدسات أخرى من الصفات‬
‫والمصطلحات التي تمت صياغتها وتمت نسبتها ألشخاص ماتوا دون أن يعرفوا شيئا عنها ‪،‬‬
‫وليس لها أصل في اإلسالم وال في القرآن ‪ .‬مثال ‪:‬‬
‫‪ ( : 1‬الخلفاء الراشدون )‪ :‬هو مصطلح تمت صياغته في العصر العباسى ‪ ،‬واصبح مقدسا ‪.‬‬
‫لو وقف شخص ولعن الخلفاء الراشدين فربما تعرض للقتل‪ .‬مع أن أصحاب هذا اللقب ماتوا‬
‫دون أن يعرفوا عن هذا الوصف المصنوع شيئا ‪.‬‬
‫‪ ( : 2‬العشرة المبشرون بالجنة) ‪ :‬هو مصطلح تمت صياغته في العصر العباسى ‪ ،‬واصبح‬
‫مقدسا ‪ .‬مع أن النبى دمحما لم يكن يعلم الغيب وما كان يدرى ما سيحدث له أو لغيره ( األحقاف‬
‫‪ . ) 9‬لو وقف شخص ولعن العشرة المبشرين بالجنة فربما تعرض للقتل‪ .‬مع أن أصحاب هذا‬
‫اللقب ماتوا دون أن يعرفوا عن هذا الوصف المصنوع شيئا ‪.‬‬
‫‪ ( : 3‬سيد الشهداء) ‪ ( :‬عن الحسين ) هو مصطلح صاغته الشيعة في العصر العباسى ‪،‬‬
‫واصبح مقدسا ‪ .‬مات الحسين مقتوال دون أن يعرف شيئا عن هذا اللقب ‪ .‬لو وقف شخص بين‬
‫الشيعة ولعن لقب ( سيد الشهداء ) فربما تعرض للقتل‪.‬‬
‫‪ ( : 4‬آل البيت )‪ :‬هو مصطلح صاغته الشيعة في العصر العباسى ‪ ،‬واصبح مقدسا ‪ .‬آهل‬
‫البيت أو ( األهل ) مصطلح في القرآن يعنى الزوجة ‪ .‬لو وقف شخص بين الشيعة و هاجم‬
‫مصطلح ( آل البيت ) فربما تعرض للقتل‪.‬‬
‫‪ ( : 5‬الصحابة ) ‪ :‬هو مصطلح تمت صياغته في العصر العباسى ليدل على عشرات األلوف‬
‫من البشر ‪ ،‬واصبح مقدسا ‪ .‬مع إن مصطلح ( صاحب ) جاء في القرآن الكريم وصفا للنبى‬
‫دمحم الذى كان صاحبا للكافرين من قريش ‪ ،‬أي صحبهم في الزمان والمكان ‪ .‬ثم إن الذين‬
‫عايشوا النبى دمحما في المدينة كان منهم منافقون في الدرك األسفل من النار ‪ .‬لو وقف شخص‬
‫وتكلم عن الصحابة المنافقين فربما تعرض للقتل‪.‬‬
‫‪ ( : 8‬السلف الصالح ) ‪ :‬هو مصطلح تمت صياغته في العصر العباسى ‪ ،‬واصبح مقدسا ‪.‬‬
‫مع إن السلف الصالح هم الفاعلون في الفتنة الكبرى الثانية من مذبحة كربالء الى حصار مكة‬
‫وضرب الكعبة وإحراقها وموقعة الحرة وهتك حرمة المدينة ‪ ،‬هذا في الصراع بين األمويين‬
‫والهاشميين وبينهم وبين عبد هللا بن الزبير ‪ ،‬وبينهم وبين الخوارج ‪ .‬ولنا كتابان منشوران عن‬
‫سلف ( الصالح ) فربما‬ ‫مذبحة كربالء والفتنة الكبرى الثانية ‪ .‬لو وقف شخص ولعن هذا ال ّ‬
‫تعرض للقتل‪.‬‬
‫‪ ( : 1‬األشراف) ‪ :‬هو مصطلح تمت صياغته في العصر العباسى ‪ ،‬واصبح مقدسا ‪ .‬مع أن‬
‫مصطلح ( شريف ‪ /‬أشراف ) لم يأت مطلقا في القرآن ‪ ،‬ووجود طائفة متميزة عن الناس‬
‫بالنسب ( الشريف ) أو باألصح ( زعم النسب الشريف ) يخالف القرآن الكريم ألن أكرم الناس‬
‫عند هللا جل وعال هو أتقاهم ( الحجرات ‪ . ) 13‬لو وقف شخص بين الشيعة وإنتقد مصطلح (‬
‫األشراف ) فربما تعرض للقتل‪.‬‬
‫‪ ( : 6‬حجة اإلسالم ) ‪ ( :‬لقب أبى حامد الغزالى ) هو مصطلح تمت صياغته في العصر‬
‫المملوكى ‪ ،‬واصبح مقدسا ‪ .‬مع إن حجة اإلسالم هو كالم رب العالمين جل وعال ( األنعام‬
‫‪ . ) 149 ، 63‬وليس معقوال أن يظل اإلسالم بال ُح ّجة الى أن يأتي الغزالى ‪ .‬لو وقف شخص‬
‫بين الصوفية وإنتقد مصطلح ( حجة اإلسالم ) فربما تعرض للقتل‪.‬‬
‫‪ ( : 9‬شيخ اإلسالم ) ‪:‬هو مصطلح تمت صياغته في العصر المملوكى ‪ ،‬واصبح مقدسا ‪.‬‬
‫واصبح اآلن من صفات الكهنوتية لشيخ األزهر ‪ .‬معلوم أن مصطلح ( شيخ ) ال عالقة له‬
‫عمرية ‪ ،‬ولكنهم جعلوه لقبا كهنوتيا ‪ ،‬مع أنه ليس في‬ ‫قرآنيا بالدين وال بالعلم ‪ ،‬هو عن مرحلة ُ‬
‫اإلسالم ( شيخ ) ‪ ،‬فيه الرسول عليه السالم وفقط !‪.‬‬
‫‪ ( : 12‬اإلمام األكبر)‪ :‬هو مصطلح تمت صياغته حديثا ‪ ،‬واصبح مقدسا ‪ .‬من أبرز الصفات‬
‫الكهنوتية لشيخ األزهر ‪ ،‬وبه جعلوه أعلى مقاما من خاتم النبيين دمحم عليه وعليهم السالم ‪ .‬هل‬
‫يجرؤ شخص مصري على الهجوم على هذا اللقب الكافر الكهنوتى ؟‬
‫‪ ( : 11‬آية هللا ) ‪ :‬هو مصطلح تمت صياغته حديثا ‪ ،‬واصبح مقدسا ‪ .‬هل يجرؤ شخص‬
‫إيرانى على الهجوم على هذا اللقب الكافر الكهنوتى ؟‬
‫‪ ( : 12‬آية هللا روح هللا ) هو مصطلح تمت صياغته حديثا ليد ّل على الخومينى ‪ ،‬واصبح‬
‫مقدسا ‪ .‬هل يجرؤ شخص إيرانى على الهجوم على هذا اللقب الكافر الكهنوتى ؟‬
‫‪ ( : 13‬المهدى المنتظر) و ( اإلمام الغائب ) ‪ :‬هو مصطلح تمت صياغته على يد الشيعة في‬
‫العصر العباسى ‪ ،‬واصبح مقدسا ‪ .‬هل يجرؤ شخص على الهجوم على هذا اللقب الكافر‬
‫الكهنوتى في وجود الشيعة ؟‬
‫‪ : 14‬مات أبوحنيفة عام ‪ 152‬هجرية دون أن يعلم أنه بعد موته بعدة قرون سيطلقون عليه‬
‫لقبا كهنوتيا يرفعه فوق مقام النبى ( دمحم ) عليه السالم ‪ .‬إنه لقب ( اإلمام األعظم ) ‪ .‬هو لقب‬
‫كهنوتى كافر إخترعه الفقهاء في المذهب الحنفى ‪ ،‬وساد ملتصقا بأبى حنيفة ‪ ،‬وبه يتم عقد‬
‫الزواج ‪ .‬حدث أن حضرت عقد زواج وإعترضت على قول المأذون ( وعلى مذهب اإلمام‬
‫األعظم أبى حنيفة النعمان ) ‪ .‬وكانت مشكلة ‪!.‬‬
‫ثالثا ‪:‬‬
‫الدمحميون يسيرون على دين الكافرين السابقين في عبادة األسماء‬
‫وث َويَعُوقَ َونَس ًْر ) ما إلتفت اليه أحد ‪.‬‬ ‫ع َويَغُ َ‬ ‫س َوا ً‬‫‪ 1‬ـ لو وقف شخص اآلن وهتف يلعن ( َو ًّد َو ُ‬
‫لو عاش مع قوم نوح وتعرض لهذه األسماء بأى نقد لقتلوه ‪ .‬ألنها أسماء عبدها قوم نوح مع‬
‫عبادتهم للخالق جل وعال ‪ ،‬وتمسكوا بعبادتها ‪ 952‬عاما ‪ ،‬وتواصوا على عبادتها حتى أخذهم‬
‫الطوفان وهم ظالمون‪ .‬شكى نوح عليه السالم لربه جل وعال قولهم ‪َ ( :‬وقَالُوا َال ت َ َذ ُر َّن آ ِل َهت َ ُك ْم‬
‫وث َويَعُوقَ َونَس ًْرا ﴿‪ ﴾٥٣‬نوح )‪.‬‬ ‫س َوا ًعا َو َال يَغُ َ‬ ‫َو َال تَذَ ُر َّن َودًّا َو َال ُ‬
‫‪ 2‬ـ أنجى هللا جل وعال نوحا والذين آمنوا معه ‪ ،‬وأغرق من كان يعبد هذه األسماء ‪ .‬وما لبث‬
‫أن عادت عبادة أسماء أُخرى في القوم الالحقين ‪ ،‬وهم قوم عاد ‪ .‬قالوا للنبى هود عليه السالم ‪:‬‬
‫نت ِمنَ‬ ‫( قَالُوا أ َ ِجئْتَنَا ِلنَ ْعبُ َد اللَّـهَ َو ْح َدهُ َونَذَ َر َما َكانَ يَ ْعبُ ُد آبَا ُؤنَا ۖۚ فَأْتِنَا بِ َما ت َ ِع ُدنَا ِإن ُك َ‬
‫صا ِدقِينَ ﴿‪ ﴾١١‬األعراف ) ر ّد عليهم النبى هود ساخطا غاضبا ‪ ( :‬قَا َل قَ ْد َوقَ َع َعلَ ْي ُكم ِ ّمن‬ ‫ال َّ‬
‫س َّم ْيت ُ ُموهَا أَنت ُ ْم َوآبَا ُؤ ُكم َّما ن ََّز َل اللَّـهُ بِ َها ِمن‬ ‫ب ۖۚ أَت ُ َجا ِدلُونَنِي فِي أ َ ْس َماءٍ َ‬ ‫ض ٌ‬ ‫غ َ‬ ‫س َو َ‬ ‫َّربِّ ُك ْم ِر ْج ٌ‬
‫ان ۚۚ فَانت َ ِظ ُروا ِإنِّي َمعَ ُكم ِ ّمنَ ْال ُمنت َ ِظ ِرينَ ﴿‪ ﴾١٦‬االعراف )‪ .‬يعبدون أسماء قام بتسميتها هم‬ ‫ط ٍ‬ ‫س ْل َ‬‫ُ‬
‫وآباؤهم من قبل ‪.‬‬
‫‪ 3‬ـ كان المصريون القدماء يعبدون هللا جل وعال ويعرفونه ‪ ،‬وظهر هذا في قصص يوسف‬
‫وموسى ‪ ،‬ولكن المشكلة في تمسكهم بعبادة اآللهة العامة واآللهة المحلية ‪ ،‬ولكل منها إسم‬
‫مقدس ‪ .‬في حوار يوسف عليه السالم مع صاحبيه في السجن قارن لهم بين عبادتهم الخالق جل‬
‫وعال وعبادتهم األسماء التي ما أنزل بها من سلطان هللا جل وعال ( الذى يعرفون) ‪ .‬قال لهما‬
‫ار ﴿‪َ ﴾٣٨‬ما ت َ ْعبُدُونَ ِمن دُونِ ِه إِ َّال‬ ‫اح ُد ْالقَ َّه ُ‬
‫اب ُّمتَفَ ِ ّرقُونَ َخي ٌْر أ َ ِم اللَّـهُ ْال َو ِ‬ ‫س ْج ِن أَأ َ ْربَ ٌ‬ ‫احبَي ِ ال ِ ّ‬‫ص ِ‬
‫‪ ( :‬يَا َ‬
‫ان ۚۚ إِ ِن ْال ُح ْك ُم ِإ َّال ِللَّـ ِه ۚۚ أ َ َم َر أ َ َّال ت َ ْعبُدُوا‬ ‫ط ٍ‬‫س ْل َ‬‫س َّم ْيت ُ ُموهَا أَنت ُ ْم َوآبَا ُؤ ُكم َّما أَنزَ َل اللَّـهُ بِ َها ِمن ُ‬ ‫أ َ ْس َما ًء َ‬
‫اس َال يَ ْعلَ ُمونَ ﴿‪ ﴾٨١‬يوسف )‬ ‫إِ َّال إِيَّاهُ ۚۚ ٰذَ ِل َك ال ِد ُ‬
‫ّين ْالقَ ِيّ ُم َولَ ٰـ ِك َّن أ َ ْكث َ َر النَّ ِ‬
‫‪ 4‬ـ إنحدر الينا من عبادة األسماء الفرعونية إسم واحد من أشهر آلهتهم وهو ( آمون ) ومع‬
‫بعض تحريف صار به ( آمين ) ‪ ،‬وانتشر في المسيحية واوربا وبين الدمحميين ‪ ،‬يقال في الدعاء‬
‫وبعد قراءة الفاتحة وفى الصالة‪ .‬ودائما يلحقونه باسم هللا تعالى عن ذلك علوا كبيرا ‪.‬‬
‫‪ 5‬ـ وتأثّر العرب بالديانة المصرية القديمة أو ( الجبت ) كما قال رب العزة ( النساء ‪) 51‬‬
‫وهو اإلسم الذى أطلقه األوربيون على مصر ( إيجبت ) وعلى المسيحيين المصرين ( قبط ‪/‬‬
‫جبط ) ‪ ،‬وإذا تأثرت أوربا بالديانة الفرعونية فالمنتظر أن يكون تأثر العرب أكبر ‪ ،‬وهم على‬
‫الجانب اآلخر من البحر األحمر‪ .‬لذا إنتقلت عبادة الثالوث الفرعونى ( إيزيس واوزيريس‬
‫وحورس ) الى العرب ‪ ( .‬إيزيس هي الترجمة اليونانية لإلسم المصرى ‪ :‬عزى ) و (‬
‫عزير‪ ،‬والذى أصبح ملك الموت عزرائيل ) ‪.‬‬ ‫أوزيريس هو الترجمة اليونانية لإلسم المصرى‪ُ :‬‬
‫العرب في الجاهلية عبدوا ( العّزى ) وهى ( إيزيس ‪ /‬عزى ) وأضافوا من عندهم الالت‬
‫ت َو ْالعُ َّز ٰى ﴿‪َ ﴾٦٨‬و َمنَاة َ الثَّا ِلثَةَ ْاأل ُ ْخ َر ٰى ﴿‪ ﴾٥١‬أَلَ ُك ُم‬ ‫الال َ‬‫ومناة ‪ .‬وقال جل وعال لهم ‪ ( :‬أَفَ َرأ َ ْيت ُ ُم َّ‬
‫س َّم ْيت ُ ُموهَا أَنت ُ ْم َوآبَا ُؤ ُكم َّما‬ ‫ي ِإ َّال أ َ ْس َما ٌء َ‬ ‫ضيزَ ٰى ﴿‪ِ ﴾٥٥‬إ ْن ِه َ‬ ‫الذَّ َك ُر َولَهُ ْاألُنث َ ٰى ﴿‪ ﴾٥٦‬تِ ْل َك ِإذًا قِ ْس َمةٌ ِ‬
‫س ۖۚ َولَقَ ْد َجا َء ُهم ِ ّمن َّر ِبّ ِه ُم‬ ‫الظ َّن َو َما ت َ ْه َوى ْاألَنفُ ُ‬ ‫ان ۚۚ ِإن يَت َّ ِبعُونَ ِإ َّال َّ‬ ‫ط ٍ‬ ‫س ْل َ‬
‫أَنزَ َل اللَّـهُ ِب َها ِمن ُ‬
‫ْال ُه َد ٰى ﴿‪ ﴾٥٣‬النجم )‪ .‬نفس الحال ‪ ،‬هي عبادة أسماء س ُّموها هم وآباؤهم ما أنزل هللا جل وعال‬
‫بها من سلطان ‪.‬‬
‫‪ 8‬ـ بعد إهالك قوم نوح إنقشعت مؤقتا عبادة األسماء ثم عادت في األجيال التالية‪ .‬حدث نفس‬
‫الحال حدث بعد إنتهاء القرآن نزوال ‪ ،‬مرت بضعة أجيال وعادت عبادة األسماء ‪ ،‬كما‬
‫عرضنا من قبل ‪ .‬لكن األهم هو عبادة ( إسم دمحم ) وإلصاق صفات إالهية به‪ ،‬وهذا يستحق‬
‫وقفة ‪.‬‬
‫المقال التاسع‬
‫‪ :‬اإليمان ليس بشخص دمحم‪ ،‬ولكن بما ( أنزل على دمحم)‬
‫من آمن ب ( دمحم ) فقد كفر‪ :)9 ( .‬إسم خاتم النبيين فى القرآن الكريم‬
‫آحمد صبحي منصور في الثالثاء ‪ 24‬فبراير ‪2222‬‬

‫من آمن ب ( دمحم ) فقد كفر‪ :)9 ( .‬إسم خاتم النبيين فى القرآن الكريم‬
‫اإليمان ليس بشخص دمحم‪،‬ولكن بما ( أنزل على دمحم)‬
‫أوال ‪:‬‬
‫‪ 1‬ـ خاتم النبيين عليهم جميعا السالم ـ له إسمان في القرآن الكريم ‪ ،‬هما ‪:‬‬
‫ص ِ ّدقًا ِلّ َما‬‫سو ُل اللَّـ ِه ِإلَ ْي ُكم ُّم َ‬ ‫سى اب ُْن َم ْريَ َم يَا بَ ِني ِإس َْرائِي َل ِإنِّي َر ُ‬ ‫‪ 1 / 1‬ـ أحمد ‪َ ( :‬و ِإ ْذ قَا َل ِعي َ‬
‫سو ٍل يَأ ْ ِتي ِمن بَ ْعدِي ا ْس ُمهُ أ َ ْح َم ُد ) ﴿‪ ﴾١‬الصف )‬ ‫ش ًرا ِب َر ُ‬ ‫ي ِمنَ الت َّ ْو َرا ِة َو ُمبَ ِ ّ‬ ‫بَيْنَ يَ َد َّ‬
‫‪ : 2 / 1‬ـ دمحم ‪ .‬وقد جاء أربع مرات ‪ ،‬سنعرض لسياقها فيما بعد ‪.‬‬
‫‪ 2‬ـ وله صفات خاطبه بها ربه جل وعال بها ‪ ،‬وهى ‪:‬‬
‫يال ﴿‪ ﴾٣‬أ َ ْو ِز ْد َ‬
‫علَ ْي ِه‬ ‫ص ِم ْنهُ قَ ِل ً‬ ‫صفَهُ أ َ ِو انقُ ْ‬
‫يال ﴿‪ ﴾٥‬نِّ ْ‬ ‫‪(: 1 / 2‬يَا أَيُّ َها ْال ُم َّز ِ ّم ُل ﴿‪ ﴾٦‬قُ ِم اللَّ ْي َل إِ َّال قَ ِل ً‬
‫يال ﴿‪)﴾٢‬‬ ‫علَي َْك قَ ْو ًال ث َ ِق ً‬ ‫سنُ ْل ِقي َ‬ ‫يال ﴿‪ ﴾٨‬إِنَّا َ‬ ‫َو َرتِ ّ ِل ْالقُ ْرآنَ ت َ ْرتِ ً‬
‫الر ْجزَ‬
‫ط ِ ّه ْر ﴿‪َ ﴾٨‬و ُّ‬ ‫‪ ( : 2 / 2‬يَا أَيُّ َها ْال ُم َّدثِ ّ ُر ﴿‪ ﴾٦‬قُ ْم فَأَنذ ِْر ﴿‪َ ﴾٥‬و َرب ََّك فَ َكبِ ّْر ﴿‪َ ﴾٣‬وثِيَابَ َك فَ َ‬
‫صبِ ْر ﴿‪)﴾١‬‬ ‫فَا ْه ُج ْر ﴿‪َ ﴾٢‬و َال ت َ ْمنُن ت َ ْست َ ْكثِ ُر ﴿‪َ ﴾١‬و ِل َربِ َّك فَا ْ‬
‫ِيرا ﴿‪َ ﴾٨٢‬و َدا ِعيًا ِإلَى اللَّـ ِه ِبإِ ْذنِ ِه َو ِس َرا ًجا‬ ‫ش ًرا َونَذ ً‬ ‫َاك شَا ِهدًا َو ُمبَ ِ ّ‬ ‫س ْلن َ‬ ‫ي ِإنَّا أ َ ْر َ‬ ‫‪ ( : 3 / 2‬يَا أَيُّ َها النَّ ِب ُّ‬
‫يرا ﴿‪ ﴾٨١‬األحزاب‬ ‫ُّمنِ ً‬
‫ِيرا ﴿‪ ﴾٨‬الفتح )‪.‬‬ ‫ش ًرا َونَذ ً‬ ‫َاك شَا ِهدًا َو ُمبَ ِ ّ‬ ‫س ْلن َ‬ ‫‪ِ ( : 4 / 2‬إنَّا أ َ ْر َ‬
‫ثانيا ‪:‬‬
‫إسم ( دمحم ) في القرآن الكريم‬
‫جاء اسم ( دمحم) فى القرآن أربع مرات في السور المدنية فقط ‪ ،‬وفى كل موضوع منها تأكيد‬
‫على بشريته عليه السالم ‪ .‬ونعرض لها ‪:‬‬
‫‪1‬ـ عن موته عليه السالم ‪ ،‬قال جل وعال عنه وكان وقتها حيّا يسعى في األرض ‪َ ( :‬و َما‬
‫ات أ َ ْو قُتِ َل انقَلَ ْبت ُ ْم َعلَ ٰى أ َ ْعقَا ِب ُك ْم ۚۚ َو َمن يَنقَلِبْ‬ ‫س ُل ۚۚ أَفَإِن َّم َ‬ ‫ت ِمن قَ ْب ِل ِه ُّ‬
‫الر ُ‬ ‫سو ٌل قَ ْد َخلَ ْ‬ ‫ُم َح َّم ٌد ِإ َّال َر ُ‬
‫وت ِإ َّال‬ ‫شا ِك ِرينَ ﴿‪َ ﴾٦٨٨‬و َما َكانَ ِلنَ ْف ٍس أَن ت َ ُم َ‬ ‫سيَ ْج ِزي اللَّـهُ ال َّ‬ ‫ش ْيئًا ۚ َو َ‬ ‫ض َّر اللَّـهَ َ‬ ‫ع ِقبَ ْي ِه فَلَن يَ ُ‬ ‫علَ ٰى َ‬ ‫َ‬
‫اب ْاآل ِخ َر ِة نُؤْ ِت ِه‬ ‫ِبإِ ْذ ِن اللَّـ ِه ِكتَابًا ُّم َؤ َّج ًال ۚ َو َمن ي ُِر ْد ث َ َو َ‬
‫اب ال ُّد ْنيَا نُؤْ ِت ِه ِم ْن َها َو َمن ي ُِر ْد ث َ َو َ‬
‫شا ِك ِرينَ ﴿‪ ﴾٦٨٢‬آل عمران )‬ ‫سن َْج ِزي ال َّ‬ ‫ِم ْن َها ۚۚ َو َ‬
‫وقد جاءت اآلية فى التعليق على موقعة أحد ‪ ،‬وقد حدث فيها أن أستقتل بعض المسلمين ظنا‬
‫منهم أن النبى قد قتل فى المعركة ‪ ,‬فأخبر رب العزة أن دمحما "عليه السالم " مجرد رسول قد‬
‫خلت من قبله الرسل ‪ ،‬وسيموت ‪ ،‬ولكن الدعوة ستبقى بعده ‪ ،‬ألنها ليست مرتبطة بوجوده فى‬
‫‪.‬الحياة بشرا‪ ،‬ولكنها مرتبطة بالقرآن الذي سيبقى محفوظا بقدرة هللا تعالى إلى يوم القيامة‬
‫‪2‬ـ وعن كونه بشرا يتزوج ويمارس الجنس وينجب ‪ ،‬يقول جل وعال ‪َّ ( :‬ما َكانَ ُم َح َّم ٌد أَبَا‬
‫ع ِلي ًما ﴿‪ ﴾٨١‬االحزاب‬ ‫َيءٍ َ‬ ‫سو َل اللَّـ ِه َوخَات َ َم النَّ ِب ِيّينَ ۚ َو َكانَ اللَّـهُ ِب ُك ِّل ش ْ‬ ‫أ َ َح ٍد ِ ّمن ِ ّر َجا ِل ُك ْم َولَ ٰـ ِكن َّر ُ‬
‫)‬
‫‪ : 1 / 2‬وهذه اآلية أخبرت مسبقا بأن دمحما (عليه السالم ) لن يعيش له ابن حتى يبلغ مبلغ‬
‫الرجال وينجب ذرية‪ .‬وأنه خاتم األنبياء و النبى بعده ‪ ،‬أى أنه أيضا خاتم رسل هللا جل وعال‪،‬‬
‫فال وحى بعده ألى مخلوق الى قيام الساعة‪.‬‬
‫صلبه وصار رجال وله ذرية ‪،‬‬ ‫‪ : 2 / 2‬هنا مفارقة عجيبة ‪ .‬تخيل لو عاش للنبى إبن من ُ‬
‫سيجعلونه إالها ‪ .‬هم يقدسون الحسين الى درجة رفعه فوق مستوى رب العزة جل وعال ‪،‬‬
‫وهو ابن بنت النبى ‪ ،‬فكيف لو عاش للنبى دمحم إبن ؟‬
‫‪3‬ـ وعن اإليمان بالقرآن وليس بدمحم البشر‪ ،‬يقول جل وعال في أول سورة دمحم ‪ ( :‬الَّذِينَ َكفَ ُروا‬
‫علَ ٰى‬ ‫ت َوآ َمنُوا ِب َما نُ ِ ّز َل َ‬ ‫صا ِل َحا ِ‬‫ض َّل أ َ ْع َمالَ ُه ْم ﴿‪َ ﴾٦‬والَّذِينَ آ َمنُوا َو َع ِملُوا ال َّ‬ ‫سبِي ِل اللَّـ ِه أ َ َ‬ ‫عن َ‬ ‫صدُّوا َ‬ ‫َو َ‬
‫صلَ َح بَالَ ُه ْم ﴿‪ٰ ﴾٥‬ذَ ِل َك ِبأ َ َّن الَّذِينَ َكفَ ُروا اتَّبَعُوا‬ ‫س ِيّئَاتِ ِه ْم َوأ َ ْ‬
‫ع ْن ُه ْم َ‬ ‫ُم َح َّم ٍد َو ُه َو ْال َح ُّق ِمن َّر ِبّ ِه ْم ۚ َكفَّ َر َ‬
‫اس أ َ ْمثَالَ ُه ْم ﴿‪ ﴾٣‬دمحم)‪.‬‬ ‫ب اللَّـهُ ِللنَّ ِ‬‫اط َل َوأ َ َّن الَّذِينَ آ َمنُوا اتَّبَعُوا ْال َح َّق ِمن َّر ِبّ ِه ْم ۚۚ َك ٰذَ ِل َك يَض ِْر ُ‬ ‫ْالبَ ِ‬
‫صادين عن القرآن الكريم وبين المؤمنين حقا بالقرآن الكريم‬ ‫‪: 1 / 3‬هنا مقارنة بين الكافرين ال ّ‬
‫ي ِإلَي َْك‬ ‫وح َ‬ ‫‪ .‬الكافرون أض ّل هللا جل وعال أعمالهم ‪ ،‬أي أحبط ثمرتها ‪ .‬قال جل وعال ‪َ ( :‬ولَقَ ْد أ ُ ِ‬
‫ع َملُ َك َولَت َ ُكون ََّن ِمنَ ْالخَا ِس ِرينَ ﴿‪ ﴾١٢‬الزمر )( َوقَد ِْمنَا‬ ‫ط َّن َ‬ ‫ت لَيَ ْحبَ َ‬ ‫َو ِإلَى الَّذِينَ ِمن قَ ْب ِل َك لَ ِئ ْن أ َ ْش َر ْك َ‬
‫ورا ﴿‪ ﴾٥٣‬الفرقان) ( إِنَّهُ َمن يُ ْش ِر ْك بِاللَّـ ِه فَقَ ْد َح َّر َم‬ ‫ع َم ٍل فَ َجعَ ْلنَاهُ َهبَا ًء َّمنث ُ ً‬ ‫ع ِملُوا ِم ْن َ‬ ‫إِلَ ٰى َما َ‬
‫ار ﴿‪ ﴾١٥‬المائدة)‪ .‬أما المؤمنون بالقرآن‬ ‫ص ٍ‬ ‫لظا ِل ِمينَ ِم ْن أَن َ‬ ‫ار ۖۚ َو َما ِل َّ‬ ‫علَ ْي ِه ْال َجنَّةَ َو َمأ ْ َواهُ النَّ ُ‬‫اللَّـهُ َ‬
‫الكريم وحده حديثا متبعين الحق من ربهم فإن هللا جل وعال سيكفّر عنهم سيئاتهم ويصلح بالهم‬
‫‪.‬‬
‫علَ ٰى ُم َح َّم ٍد َو ُه َو ْال َح ُّق ِمن َّربِّ ِه ْم ) أي آمنوا‬ ‫‪ : 2 / 3‬لقد قال هللا جل وعال ‪َ ( :‬وآ َمنُوا بِ َما نُ ِ ّز َل َ‬
‫بالقرآن الكريم الذى نزل على دمحم ‪ ،‬ولم يقل " وآمنوا بدمحم " فاإليمان ليس بالشخص ‪ ،‬ألنك‬
‫إذا آمنت بشخص فقد جعلته إلها مع هللا ‪ ،‬وال إله إال هللا ‪ .‬وإنما اإليمان بالوحى الذى ينزل‬
‫على النبى أو الرسول ‪ ،‬هنا يكون االيمان بالنبى أى بالوحى الذى صار به شخص ما نبيا‬
‫نز َل‬‫ي ِ َو َما أ ُ ِ‬ ‫ينطق بنبأ السماء أو وحى هللا تعالى ‪ ،‬يقول تعالى‪َ ( :‬ولَ ْو َكانُوا يُؤْ ِمنُونَ ِباهلل والنَّ ِب ّ‬
‫يرا ِ ّم ْن ُه ْم فَا ِسقُونَ ‪ ().‬المائدة ‪.) 61‬الحظ قوله تعالى بعد كلمة‬ ‫ِإلَ ْي ِه َما ات َّ َخذُو ُه ْم أ َ ْو ِليَاء َولَـ ِك َّن َك ِث ً‬
‫نز َل إِلَ ْي ِه ) أى أن الوحى هو مدار االيمان و التصديق ـ وبه يختلف النبى عن أى‬ ‫النبى ( َو َما أ ُ ِ‬
‫انسان آخر‪ ،‬ويكون المطلوب االيمان بهذا الوحى الذى تميز به ذلك الشخص عن اآلخرين‬
‫فأصبح نبيا‪.‬‬
‫‪ : 3 / 3‬ونفس الحال فى االيمان بالرسول‪ ،‬إنه اإليمان بالرسالة التى نزلت عليه وحيا من‬
‫ب الَّذِي ن ََّز َل‬ ‫سو ِل ِه َو ْال ِكتَا ِ‬ ‫العلى العظيم ‪ ،‬يقول جل وعال ‪ ( :‬يَا أَيُّ َها الَّذِينَ آ َمنُواْ ِآمنُواْ بِ ّ ِ‬
‫اَّلل َو َر ُ‬
‫س ِل ِه َو ْاليَ ْو ِم ِ‬
‫اآلخ ِر‬ ‫ِي أَنزَ َل ِمن قَ ْب ُل َو َمن يَ ْكفُ ْر ِب ّ ِ‬
‫اَّلل َو َمالَئِ َكتِ ِه َو ُكت ُ ِب ِه َو ُر ُ‬ ‫سو ِل ِه َو ْال ِكتَا ِ‬
‫ب الَّذ َ‬ ‫علَى َر ُ‬ ‫َ‬
‫ضالَالً بَ ِعيدًا) ( النساء ‪ )138‬وبالتدبر فى االية الكريمة يتضح أن االيمان بالكتاب‬ ‫ض َّل َ‬ ‫فَقَ ْد َ‬
‫اإلالهى يتضمن االيمان باهلل تعالى و اليوم االخر و جميع األنبياء ‪ ،‬و أنه مهما اختلفت الكتب‬
‫اإللهية من حيث الزمان و المكان و األلسنة واألشخاص فانها ( كتاب ) واحد فى أساساته ‪،‬‬
‫وااليمان بواحد منها على حقيقته هو ايمان بها جميعا ‪ ،‬وإيمان باهلل الواحد الذى ال شريك له ‪،‬‬
‫وايمان بما نزل منه جل وعال على كل األنبياء و المرسلين ‪ .‬وفيما يخص موضوعنا عن (دمحم‬
‫) فااليمان بالرسول ايمان بالقرآن الكريم الذى جاء مصدقا لما نزل من قبل ‪ ،‬وليس ايمانا‬
‫بشخص ( دمحم ) االنسان وذاته‪.‬‬
‫سو ُل‬ ‫‪4‬ـ ويقول جل وعال عن بشريته هو والذين كانوا معه من البشر ‪ُّ ( :‬م َح َّم ٌد َّر ُ‬
‫س َّجدًا يَ ْبتَغُونَ فَض ًْال ِ ّمنَ اللَّـ ِه‬ ‫ار ُر َح َما ُء بَ ْينَ ُه ْم ۖۚ ت َ َرا ُه ْم ُر َّكعًا ُ‬ ‫علَى ْال ُكفَّ ِ‬ ‫اللَّـ ِه ۚۚ َوالَّذِينَ َمعَهُ أ َ ِشدَّا ُء َ‬
‫س ُجو ِد ۚۚ ٰذَ ِل َك َمثَلُ ُه ْم فِي الت َّ ْو َراةِ ۚۚ َو َمثَلُ ُه ْم فِي‬ ‫َو ِرض َْوانًا ۖۚ ِسي َما ُه ْم فِي ُو ُجو ِه ِهم ِ ّم ْن أَث َ ِر ال ُّ‬
‫ع ِليَ ِغي َ‬
‫ظ ِب ِه ُم‬ ‫الز َّرا َ‬‫ب ُّ‬ ‫سوقِ ِه يُ ْع ِج ُ‬ ‫علَ ٰى ُ‬ ‫ظ فَا ْست َ َو ٰى َ‬ ‫َطأَهُ فَآزَ َرهُ فَا ْست َ ْغلَ َ‬ ‫نجي ِل َكزَ ْرع أ َ ْخ َر َج ش ْ‬ ‫اإل ِ‬‫ِْ‬
‫ٍ‬
‫ع ِظي ًما ﴿‪﴾٥٨‬الفتح )‬ ‫ت ِم ْن ُهم َّم ْغ ِف َرة ً َوأ َ ْج ًرا َ‬‫صا ِل َحا ِ‬ ‫ع َد اللَّـهُ الَّذِينَ آ َمنُوا َو َع ِملُوا ال َّ‬ ‫ار ۚ َو َ‬ ‫ْال ُكفَّ َ‬
‫‪ : 1 / 4‬اآلية الكريمة هنا تتحدث عن دمحم عليه السالم وأصحابه بشرا يتعايشون مع بعضهم‬
‫شأن البشر ‪ .‬وتصف اآلية الكريمة المالمح األساس الظاهرة لهم من الشدة على الكفار‬
‫والتراحم فيما بينهم والمداومة على العبادة ‪ .‬وحتى ال يعطيهم هللا جل وعال ـ وهم أحياء عاشوا‬
‫بعد موت النبي ـ وعدا بالجنة يمكن أن يتكلوا عليه وال يعملون ‪ ،‬فقد قال سبحانه وتعالى فى‬
‫ع ِظي ًما ) في البداية‬ ‫ت ِم ْن ُهم َّم ْغ ِف َرة ً َوأ َ ْج ًرا َ‬ ‫ع ِملُوا ال َّ‬
‫صا ِل َحا ِ‬ ‫ع َد اللَّـهُ الَّذِينَ آ َمنُوا َو َ‬ ‫نهاية اآلية ‪َ ( :‬و َ‬
‫سو ُل اللَّـ ِه ۚۚ َوالَّذِينَ َمعَهُ ) وفى النهاية قال ‪ِ ( :‬م ْن ُهم ) ولم يقل (‬ ‫تحدث عنهم جميعا ( ُّم َح َّم ٌد َّر ُ‬
‫وعدهم هللا جميعا)‪.‬‬
‫‪ : 2 / 4‬وحين نقرأ تاريخهم بعد وفاة النبى دمحم عليه السالم وكيف اعتدوا على من لم يعتدوا‬
‫عليهم فيما يعرف بالفتوحات ( االسالمية ) وحين تقاتلوا صراعا على الغنائم المنهوبة من األمم‬
‫المفتوحة فيما يُس ّمى بالفتنة الكبرى ـ نفهم لماذا قال تعالى مسبقا ( منهم ) أى ليسوا كلهم من‬
‫أصحاب الجنة ‪ .‬فالجنة ال يدخلها الظالمون حتى لو كانوا ممن وصفهم هللا تعالى فى القرآن‬
‫الكريم بأنهم كانوا فى فى حياة دمحم مظهرا جميال للتقوى‪ .‬ألن المهم أن تظل بالتقوى الى أن‬
‫تموت مسلما ‪ ،‬مصداقا لقوله جل وعال ‪ (:‬يَا أَيُّ َها الَّذِينَ آ َمنُوا اتَّقُوا اللَّـهَ َح َّق تُقَا ِت ِه َو َال ت َ ُموت ُ َّن ِإ َّال‬
‫َوأَنتُم ُّم ْس ِل ُمونَ ﴿‪ ﴾٦١٥‬آل عمران )‪.‬واإلسالم هو السالم في التعامل مع الناس وهو التسليم‬
‫طاعة وإنقيادا لرب العزة جل وعال ‪ .‬وهذا ما تناقض معه الخلفاء ( الراشدون ) ومعظم‬
‫الصحابة في إحتاللهم البالد وظلمهم األبرياء ‪.‬‬
‫‪ : 3 / 4‬والعادة أن أصعب اختبار هو اختبار المنحة وليس المحنة‪ ،‬وهو اختبار النعمة ‪ ،‬وليس‬
‫النقمة‪ .‬ولذلك فان نبى هللا يوسف عليه السالم حين وصل الى أوج عزه وسلطانه وإجتماعه‬
‫بأهله بعد طول فراق أخذ يتضرع هلل سبحانه وتعالى شاكرا فيقول ‪َ ( :‬ربّ ِ قَ ْد آت َ ْيتَنِي ِمنَ ْال ُم ْل ِك‬
‫اآلخ َر ِة ت َ َوفَّنِي‬
‫نت َو ِل ِيّي فِي ال ُّدنُيَا َو ِ‬ ‫ض أَ َ‬ ‫ت َواأل َ ْر ِ‬ ‫س َم َاوا ِ‬ ‫ث فَ ِ‬
‫اط َر ال َّ‬ ‫علَّ ْمتَنِي ِمن تَأ ْ ِوي ِل األ َ َحادِي ِ‬ ‫َو َ‬
‫صا ِل ِحينَ ) ( يوسف ‪ .)121‬دعا ربه جل وعال أن يتوفاه مسلما على االسالم‬ ‫ُم ْس ِل ًما َوأ َ ْل ِح ْقنِي ِبال َّ‬
‫الحق وأن يلحقه ربه جل وعال بالصالحين ألن العبرة بالخواتيم‪.‬‬
‫‪ : 4 / 4‬إن عظمة القرآن الكريم تتجلى أكثر فى هذه اآلية الكريمة ألنها ترد مسبقا على أولئك‬
‫الذين جاءوا بعد نزول القرآن بعدة قرون يقدسون الصحابة (أى الذين وصفتهم االية الكريمة‬
‫بأنهم (الذين) كانوا( معه ) ـ إنهم أولئك الذين يقدسون الصحابة جملة وتفصيال ـ ويقولون‬
‫بعدالتهم المطلقة يعتقدون أنهم جميعا من أهل الجنة ‪ ،‬وأنهم جميعا قد وعدهم مغفرة وأجرا‬
‫عظيما‪ .‬ولكن يأتى قوله تعالى يرد مقدما بأنه ليس كل أولئك الذين كانوا حول دمحم رسول هللا‬
‫ار ُر َح َماء بَ ْينَ ُه ْم‬ ‫علَى ْال ُكفَّ ِ‬ ‫هم من أصحاب الجنة برغم أنهم جميعا ـ من حيث الظاهر( أ َ ِشدَّاء َ‬
‫س ُجو ِد) أما من‬ ‫َّللا َو ِرض َْوانًا ِسي َما ُه ْم ِفي ُو ُجو ِه ِهم ِ ّم ْن أَث َ ِر ال ُّ‬ ‫س َّجدًا يَ ْبتَغُونَ فَض ًْال ِ ّمنَ َّ ِ‬ ‫ت َ َرا ُه ْم ُر َّكعًا ُ‬
‫حيث الباطن فقد كان منهم منافقون مردوا على النفاق ال يعلم النبى دمحم نفسه حقدهم وكراهيتهم‬
‫ب ُمنَافِقُونَ َو ِم ْن أ َ ْه ِل ْال َمدِينَ ِة َم َردُواْ‬ ‫له ولالسالم ‪ .‬قال جل وعال ‪َ ( :‬و ِم َّم ْن َح ْولَ ُكم ِ ّمنَ األَع َْرا ِ‬
‫ع ِظ ٍيم ) ( التوبة ‪)121‬‬ ‫ب َ‬ ‫عذَا ٍ‬ ‫سنُعَ ِذّبُ ُهم َّم َّرتَي ِْن ث ُ َّم ي َُر ُّدونَ ِإلَى َ‬
‫ق الَ ت َ ْعلَ ُم ُه ْم ن َْح ُن نَ ْعلَ ُم ُه ْم َ‬
‫علَى ال ِنّفَا ِ‬‫َ‬
‫‪ .‬أى إن من الصحابة من مرد على النفاق وسيظل منافقا الى ان يموت ‪ ،‬وسيعذبه هللا تعالى‬
‫مرتين فى الدنيا ثم ينتظره الخلود فى النار‪ .‬هذا غير المنافقين المشهورين بالنفاق الذين كشفوا‬
‫انفسهم باقوالهم وأفعالهم ‪ ،‬ثم كانوا يسارعون بالحلف كذبا أنهم ما قالوا وما فعلوا‪.‬أولئك‬
‫الصحابة المنافقون مصيرهم الدرك األسفل من النار ‪ ،‬خصوصا وقد كانوا يتأرجحون بين‬
‫االيمان و الكفر ‪ ،‬ثم فى النهاية رضوا بالكفر وإزدادوا كفرا ‪ ،‬يقول تعالى فيهم (إِ َّن الَّذِينَ آ َمنُواْ‬
‫سبِيالً بَ ِ ّ‬
‫ش ِر‬ ‫از َدادُواْ ُك ْف ًرا لَّ ْم يَ ُك ِن ّ‬
‫َّللاُ ِليَ ْغ ِف َر لَ ُه ْم َوالَ ِليَ ْه ِديَ ُه ْم َ‬ ‫ث ُ َّم َكفَ ُرواْ ث ُ َّم آ َمنُواْ ث ُ َّم َكفَ ُرواْ ث ُ َّم ْ‬
‫ار َولَن ت َ ِج َد‬ ‫عذَابًا أ َ ِلي ًما ) ويقول عنهم ‪ِ (:‬إ َّن ْال ُمنَافِقِينَ فِي الد َّْر ِك األ َ ْسفَ ِل ِمنَ النَّ ِ‬ ‫ْال ُمنَافِقِينَ بِأ َ َّن لَ ُه ْم َ‬
‫يرا ) ( النساء ‪ 131‬ـ ‪.)145 ،‬أولئك الصحابة المنافقون كانوا ضمن من قال هللا‬ ‫لَ ُه ْم ن ِ‬
‫َص ً‬
‫س َّجدًا يَ ْبتَغُونَ فَض ًْال ِ ّمنَ َّ ِ‬
‫َّللا‬ ‫ار ُر َح َماء بَ ْينَ ُه ْم ت َ َرا ُه ْم ُر َّكعًا ُ‬ ‫علَى ْال ُكفَّ ِ‬‫سبحانه وتعالى فيهم (أ َ ِشدَّاء َ‬
‫س ُجود) لذلك إستثناهم من المغفرة ودخول الجنة فقال‬ ‫َو ِرض َْوانًا ِسي َما ُه ْم فِي ُو ُجو ِه ِهم ِ ّم ْن أَث َ ِر ال ُّ‬
‫ت ِم ْن ُهم َّم ْغ ِف َرة ً َوأ َ ْج ًرا‬‫صا ِل َحا ِ‬‫ع ِملُوا ال َّ‬ ‫ع َد اللَّـهُ الَّذِينَ آ َمنُوا َو َ‬ ‫جل وعال فى نهاية اآلية ( َو َ‬
‫ع ِظي ًما ﴿‪﴾٥٨‬الفتح ) ‪.‬‬ ‫َ‬
‫أخيرا‬
‫‪ 1‬ـ نشرت الفتوحات الكفر باإلسالم ‪ ،‬واسفرت عن نشأة أديان أرضية شيطانية‪ ،‬بقى منها‬
‫صوف ‪ .‬كلها متنافرة وفى شقاق ‪ ،‬ولكنهم يتفقون في إتخاذ‬ ‫سنّة والتشيع والت ّ ّ‬ ‫حتى اآلن أديان ال ُّ‬
‫القرآن مهجورا ‪ ،‬أي إتخاذ اإلسالم الحق مهجورا ‪ ،‬وانهم يرفعون إالها أسموه دمحما فوق رب‬
‫العزة جل وعال ‪ ،‬وأنهم إتخذوا معه أربابا آخرين من األئمة واألولياء ‪.‬‬
‫‪ 2‬ـ وفى تأليههم لما جعلوه ( النبى ) و ( دمحم ) إخترعوا له أسماء ( ُحسنى )‪ .‬نتوقف معها‬
‫ببعض تفصيل ‪.‬‬

‫)‪ (5‬التعليقات‬
‫سعيد علي تعليق بواسطة ‪1‬‬ ‫في األربعاء ‪ 25‬فبراير ‪2222‬‬
‫]‪[91802‬‬

‫المهم أن تظل بالتقوى الى أن تموت مسلما‬

‫حفظكم هللا جل و عال و ال شك أن التقوى هي جوهر اإلسالم و كما عرفتها في مقال سابق ‪:‬‬
‫أن تخاف هللا عز و جل و ال تخاف غيره ‪ .‬من المؤسف أن يتم إختزال هذا الدين العظيم في‬
‫شخص أو أشخاص و لكم مقال جميل ‪ :‬النبي نفسه ال يمثل اإلسالم و كل ذلك من باب ( قدروا‬
‫‪ .‬هللا عز و جل قدره ) و ليس ( وما قدروا هللا حق قدره )‬

‫عمر على دمحم تعليق بواسطة ‪2‬‬ ‫في األربعاء ‪ 25‬فبراير ‪2222‬‬
‫]‪[91803‬‬

‫غواية الشيطان‬
‫ادام هللا عليك الصحة يا دكتور احمد ‪ ،‬وان أسف اني مقصر في كتابة مقاالت لظروف العمل‬
‫والبيت ‪.‬‬
‫دمحم شفيع المسلمين ودمحم امام المرسلين ودمحم يرد السالم في قبرة وتعرض االعمال علية‬
‫ويتشفع في يوم ال يشفع سواة ويذكر ربه بأن له دعوة قد تركها ليوم القيامه ‪.‬وهللا تعالى يرد‬
‫ور " ‪ ..‬اليس هذا زخرف القول الذي قال‬ ‫غ ُر ً‬ ‫ان ِإ َّال ُ‬ ‫ط ُ‬ ‫ش ْي َ‬‫عليهم " يَ ِع ُد ُه ْم َويُ َم ِنّي ِه ْم ۖ َو َما يَ ِع ُد ُه ُم ال َّ‬
‫ض‬ ‫ض ُه ْم ِإلَى بَ ْع ٍ‬ ‫ُوحي بَ ْع ُ‬ ‫نس َو ْال ِج ِّن ي ِ‬ ‫اإل ِ‬ ‫اطينَ ِ‬ ‫شيَ ِ‬ ‫ي ٍ َعد ًُّوا َ‬ ‫"و َكذَ ِل َك َجعَ ْلنَا ِل ُك ِّل نَبِ ّ‬ ‫عنه تعالى َ‬
‫ورا َولَ ْو شَا َء َرب َُّك َما فَعَلُوهُ فَ َذ ْر ُه ْم َو َما يَ ْفت َ ُرونَ‬ ‫غ ُر ً‬ ‫ف ْالقَ ْو ِل ُ‬ ‫‪..‬ز ْخ ُر َ‬
‫ُ‬
‫"ألُزَ ِيّن ََّن‬
‫ذلك الشيطان صور لهم دمحم اله يعبد ويشرك مع هللا وهوالذي اخذ العهد على نفسه َ‬
‫ض َو َأل ُ ْغ ِويَنَّ ُه ْم أ َ ْج َمعِينَ " ‪ ..‬ثم يأتي اليوم الذي يتبرأ منهم ومن ما اشركوا فيه‬ ‫لَ ُه ْم فِي األ َ ْر ِ‬
‫عدت ُّ ُك ْم فَأ َ ْخلَ ْفت ُ ُك ْم ۖ َو َما َكانَ ِل َ‬
‫ي‬ ‫ع َد ُك ْم َو ْع َد ْال َح ّ ِ‬
‫ق َو َو َ‬ ‫ي ْاأل َ ْم ُر ِإ َّن َّ َ‬
‫َّللا َو َ‬ ‫ض َ‬ ‫ان لَ َّما قُ ِ‬‫ط ُ‬ ‫ش ْي َ‬‫‪".‬وقَا َل ال َّ‬‫َ‬
‫ص ِر ِخك ْمُ‬ ‫َ‬
‫سكم ۖ َّما أنَا بِ ُم ْ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫ع ْوتك ْم فا ْست َج ْبت ْم ِلي ۖ فال تلو ُمونِي َولو ُموا أنف َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫ان إِال أن َد َ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬
‫سلط ٍ‬ ‫ْ‬ ‫علَ ْيكم ِ ّمن ُ‬
‫ُ‬ ‫َ‬
‫اب أ َ ِلي ٌم‬ ‫َّ‬
‫ون ِمن قَ ْب ُل ِإ َّن الظا ِل ِمينَ لَ ُه ْم َ‬
‫عذَ ٌ‬ ‫ي ۖ ِإ ِنّي َكفَ ْرتُ ِب َما أ َ ْش َر ْكت ُ ُم ِ‬ ‫ص ِر ِخ َّ‬ ‫"و َما أَنتُم ِب ُم ْ‬ ‫َ‬
‫رغم تحذير رب العزة لنا من غواية الشيطان وتزينه الشرك لنا االن ان اصحاب اللحي مازالوا‬
‫‪ ! ..‬يحسبون انفسهم يحسنون صنعا‬

‫‪ Ben Levante‬تعليق بواسطة ‪3‬‬ ‫في الخميس ‪ 28‬فبراير ‪2222‬‬


‫]‪[91807‬‬

‫دمحم البشر ودمحم الرسول‬

‫السالم عليكم‬
‫كيف يمكننا ربط ماجاء في المقال "وحتى ال يعطيهم هللا جل وعال ـ وهم أحياء عاشوا بعد‬
‫موت النبي ـ وعدا بالجنة يمكن أن يتكلوا عليه وال يعملون ‪ ،‬فقد قال سبحانه وتعالى فى نهاية‬
‫ع ِظي ًما ) في البداية تحدث‬ ‫ت ِم ْن ُهم َّم ْغ ِف َرة ً َوأ َ ْج ًرا َ‬ ‫اآلية ‪َ ( :‬و َع َد اللَّـهُ الَّذِينَ آ َمنُوا َو َع ِملُوا ال َّ‬
‫صا ِل َحا ِ‬
‫سو ُل اللَّـ ِه ۚ َوالَّذِينَ َمعَهُ ) وفى النهاية قال ‪ِ ( :‬م ْن ُهم ) ولم يقل ( وعدهم‬ ‫عنهم جميعا ( ُّم َح َّم ٌد َّر ُ‬
‫هللا جميعا)‪ ".‬وبين اآلية ‪ 2‬من سورة الفتح " ِلّيَ ْغ ِف َر لَ َك اللَّـهُ َما تَقَد ََّم ِمن ذَنبِ َك َو َما تَأ َ َّخ َر َويُتِ َّم‬
‫طا ُّم ْست َ ِقي ًما ﴿الفتح ‪ "﴾٥‬والتي وعد هللا الرسول غفرانه لما تأخر من‬ ‫ص َرا ً‬ ‫علَي َْك َويَ ْه ِديَ َك ِ‬‫نِ ْع َمتَهُ َ‬
‫ذنبة أيضاً‪ ،‬فالكالم في اآلية ‪ 29‬من سورة الفتح تعني الجميع بما فيهم دمحم رسول هللا؟ وهل هنا‬
‫اشتثناء لدمحم؟‬

‫آحمد صبحي منصور تعليق بواسطة ‪4‬‬ ‫في السبت ‪ 26‬فبراير ‪2222‬‬
‫]‪[91811‬‬

‫شكرا استاذ بن ليفينت ‪ ،‬واقول‬


‫‪ .‬ـ آخر اآلية تشير الى الذين معه وليس الى خاتم النبيين عليه السالم‬

‫ـ وفى كل األحوال فالنبى والمؤمنون الذين جاهدوا وصدقوا جاءت لهم البشرى فى سورة‬
‫التوبة ‪ ،‬وفى نفس السورة تقسيمات لمن كانوا معه ‪ ،‬منهم السابقون ومنهم من خلط عمال‬
‫صالحا وآخر سيئا ومنهم منافقون متنوعون ‪ .‬والذين ماتوا مؤمنين صالحين هم مستحقون‬
‫‪ .‬للمغفرة واألجر العظيم‬

‫آحمد صبحي منصور تعليق بواسطة ‪5‬‬ ‫في السبت ‪ 26‬فبراير ‪2222‬‬
‫]‪[91812‬‬

‫‪ :‬شكرا استاذ سعيد واستاذ عمر ‪ ،‬واقول‬

‫‪ .‬ـ المؤمن باهلل جل وعال ال يعدل به أحدا‬


‫ـ ‪ %1‬تقديس ألى بشر هو وقوع فى الشرك والكفر ‪ ،‬االنسان إذا مات بنسبة ‪ %1‬من‬
‫تقديس البشر فسيكون خالدا فى النار مهما عمل من الصالحات ‪ ،‬وسيتبرأ منه أولئك الذين كان‬
‫يقدسهم فى الدنيا‪.‬‬

‫المقال العاشر‬
‫‪ :‬اإليمان ليس بشخص دمحم‪ ،‬ولكن بما ( أنزل على دمحم)‬
‫من آمن ب ( دمحم ) فقد كفر‪ :)12(:‬أسماء إخترعوها إللههم ‪ (:‬النبى )‪ (،‬دمحم )‬
‫آحمد صبحي منصور في الخميس ‪ 28‬فبراير ‪2222‬‬

‫من آمن ب ( دمحم ) فقد كفر‪ :)12(:‬أسماء إخترعوها إللههم ‪ (:‬النبى )‪ (،‬دمحم )‬
‫اإليمان ليس بشخص دمحم‪،‬ولكن بما ( أنزل على دمحم)‬
‫أسماء إخترعوها إللههم ‪(:‬النبى ) ‪ (،‬دمحم )‬
‫أوال ‪ :‬تقديس النبى‬
‫‪ 1 / 1‬ـ لو وقف شخص وشتم ( إبن برزدويه ) فلن يلتفت اليه أحد ‪ ،‬لكن لو لعن ( البخارى )‬
‫فقد يقتلونه ‪ ،‬مع أن اإلسم الحقيقى للبخارى هو إبن برزدويه ‪ .‬تحدثنا عن هذا من قبل ‪،‬‬
‫ونكرره ألن الشهرة المقدسة إلسم ( البخارى ) مرتبطة بكتابه ( صحيح البخارى ) الذى ضم‬
‫ما يُعرف ب ( السنّة النبوية ) أو ( األحاديث ) التي يزعمون أن ( النبى ) قالها ‪.‬‬
‫سنّة ) ‪ ،‬ومصطلح ( الحديث‬ ‫‪ : 2 / 1‬وذكرنا بعض المصطلحات ‪ ،‬ونضيف اليها مصطلح ( ال ُّ‬
‫النبوى ) و ( الحديث القُدسى ) لو هاجم شخص هذه المصطلحات فسيتهمونه بالردة وقد ينتهى‬
‫مصيره الى القتل ‪ .‬هذا مع أن هذه المصطلحات عند المؤمنين بها ليس لها نهاية ‪ ،‬فتدوين‬
‫أحاديثها بدأ واستمر في إزدياد وفى إختالف ‪ ،‬ومحاوالت ضبطها تخضع أيضا الى اإلختالف‬
‫والشقاق ‪ ،‬ثم إنها كلها تناقض اإلسالم ( القرآن )‪ .‬ولكنها ــ مع ذلك ــ إكتسبت قُدسية خطيرة‬
‫ألنها منسوبة إلله أسموه ( النبى ) ‪.‬‬
‫‪ 1 / 2‬ـ إذا كان النبى في حقيقته القرآنية بشرا فهو عندهم إله ‪ .‬النبى دمحم الحقيقى كان ال‬
‫يعرف الغيب بحيث أن بعض أصحابه المقربين مردوا على النفاق لم يعلمهم‪ ،‬ولكنهم جعلوا‬
‫النبى الذى إخترعوه في أحاديثهم يعلم الغيب ويشفع ويتحكم في ملكوت الرحمن في الدنيا‬
‫واآلخرة ‪.‬‬
‫‪ : 2 / 2‬هذا ( النبى ) اإلله الذى صنعوه يكفى عندهم أن يقال فيه ( النبى ) فقط دون إضافة‪.‬‬
‫إذا قيل ( النبى ) ينصرف الذهن الى شخصية واحدة مؤلّهة ‪ .‬ال ينصرف الذهن الى األنبياء‬
‫السابقين ‪ ،‬من النبى نوح أو إبراهيم أو لوط أو شعيب أو موسى أو هارون أو عيسى ‪ ،‬بل هو‬
‫( النبى دمحم ) ‪.‬‬
‫‪ : 3 / 2‬ولتحذر أن تساويه باألنبياء اآلخرين السابقين ألنه عندهم ( سيد األنبياء ) و ( أشرف‬
‫المرسلين ) ليس مهما النهى القرآنى عن التفريق بين الرسل ‪ ،‬وليس مهما أن كلمة ( اشرف ‪/‬‬
‫شريف ‪ /‬أشراف ) ليس من مصطلحات القرآن ‪ ،‬بل إنك تضع نفسك في مأزق لو ناقشت هذا‬
‫ألنك تعديت على مقام ( النبى ) ‪.‬‬
‫ى في قبره ‪ ،‬يحجون الى هذا القبر ‪ ،‬في ( المسجد النبوى‬ ‫‪ : 4 / 2‬فعندهم ( النبى ) هو إله ح ّ‬
‫) ‪ ،‬حيث يتوسلون ب ( النبى ) يعتقدون أنه في مخبئه يسمع لهم ويرد عليهم السالم ‪ ،‬وأن‬
‫أعمالهم يتم تسجيلها ويتم عرضها عليه لينظر فيها ليتصرف بشأنها ‪ ،‬إياك أن تسأل كيف يفعل‬
‫هذا ( النبى ) ‪ ،‬لو سألت فأنت في مأزق التطاول على اإلله المسمى بالنبى ‪.‬‬
‫‪ : 5 / 2‬ولهذا اإلله المسمى بالنبى صالة يتعبدون بها اليه هي ( الصالة على النبى ) ليس‬
‫الصالة على النبى نوح أو هارون بل هي عبادة إلالههم المعروف لديهم باإلسم ( دمحم ) ‪.‬‬
‫‪ 1 / 3‬ـ إن الفاتحة هي صيغة عبادة هلل جل وعال وحده ‪ ،‬لهذا فنحن نخاطب بها ربنا سبحانه‬
‫وتعالى في بداية كل ركعة في الصالة ‪ .‬إنها حوار يقوله العبد المؤمن لربه المهيمن جل وعال‬
‫‪ ،‬يبدأ المناجاة بإعالن أن تلك الفاتحة هي باسم هللا تعالى الرحمن الرحيم ‪ ،‬ثم يقدم الحمد‬
‫والشكر هلل تعالى رب العالمين ويثني عليه بأنه هو الرحمن الرحيم وبأنه وحده الذي يملك يوم‬
‫الدين ‪ ،‬ثم يخاطب ربه قائال " إياك نعبد " أي نعبدك ربنا وحدك " وإياك نستعين " أي نستعين‬
‫ونستغيث بك وحدك‪ ،‬ثم يطلب من هللا تعالى أعظم مطلب وهو الهداية الى الصراط المستقيم ‪.‬‬
‫‪ 2 / 3‬ـ والرسول النبى دمحم عليه السالم في حياته كان ينطق هذه الفاتحة خاشعا هلل تعالى في‬
‫كل ركعة ‪ ،‬وكذلك يفعل كل مؤمن ‪ ،‬وما كان أحد في عصر النبي دمحم يتوجه بهذه الفاتحة لبشر‬
‫‪ ،‬أي بشر ‪ ،‬وكيف يفعلون ذلك والنبي دمحم أمامهم في الصالة يناجي ربه بهذه الفاتحة ؟ وكيف‬
‫يفعلون ذلك وقد تعلموا من الرسول دمحم عليه السالم أن االستعانة وطلب المدد من غير هللا‬
‫تعالى شرك والعياذ باهلل!!‪.‬‬
‫‪ : 3 / 3‬ولكن الدمحميين جعلوها ضمن عنصر عبادتهم إلالههم الذى أسموه ( النبى )‪.‬‬
‫‪ : 1 / 3 / 3‬عندما تبدأ السيارة في التحرك يهتف السائق ومعه الركاب قائلين في ابتهال "‬
‫الفاتحة للنبي "‪ .‬وفى عقد القران أو االتفاق على صفقة أو افتتاح مجلس صلح يهتف‬
‫الحاضرون في خشوع " الفاتحة للنبي "‪!.‬‬
‫‪ : 2 / 3 / 3‬وإذا دعوتهم إلخالص الدين والعبادة لرب العزة جل وعال وحده ثاروا عليك‬
‫ألنهم ال يتخيلون اإليمان باهلل جل وعال وحده ‪ ،‬ال بد من إضافة آلهة بشرية مصنوعة‪ ،‬وهم ال‬
‫يتصورون أن يكون الرسول بشرا له خصائص البشر إال إن هللا تعالى اختاره للوحي وتبليغ‬
‫الرسالة ‪ .‬وهم يرفضون أن تنحصر مهمة الرسول في التبليغ ويصممون على أن الرسول‬
‫يتحكم في الدنيا واآلخرة مع هللا ‪ ،‬ولذلك فعندما يركب أحدهم السيارة أو يعقد عقدا أو يبتديء‬
‫عمال فالبد أن يبدأ ذلك بتقديس ( النبى ) وعبادته والتضرع إليه حتى ال تنقلب السيارة وحتى‬
‫ال يفشل العقد ‪ ،‬ولهذا نسمع دائما عبارة " الفاتحة للنبي ‪ !! ".‬ومع ذلك تنقلب السيارات وتقع‬
‫الكوارث ‪ .‬ولهذا نعيش في فشل مستمر!!‬
‫ثانيا ‪ :‬أسماء مصنوعة إلالههم النبى ‪:‬‬
‫‪ 1‬ـ هل يصح أن تسمى أباك بعد موته إسما وهو قد مات وهو ال يدرى عنه شيئا ؟‪ .‬هذا ال‬
‫يجوز علمانيا ‪ ،‬ولكنه أساس في األديان األرضية الشيطانية حيث يخترعون أسماء ويطلقونها‬
‫على آلهتهم الموتى ‪ ،‬وتصبح هذه األسماء مقدسة ‪ .‬وهكذا فعل الدمحميون بإله أسموه ( النبى دمحم‬
‫)‪ .‬أسموه بعد موته أسماء لم يكن في حياته يدرى عنها شيئا ‪ ،‬ومات وهو ال يدرى عنها شيئا ‪،‬‬
‫وهو عليه السالم قد مات وإنقطعت صلته بما جرى ويجرى بعد موته شأن كل الموتى ‪.‬‬
‫‪ 2‬ـ بعض هذه األسماء المصنوعة صاغوا فيها أحاديث ‪ ،‬منها ما جاء في البخارى ومسلم ‪:‬‬
‫ي ْال ُك ْف َر‬ ‫احي الَّذِي يَ ْم ُحو َّ‬
‫َّللاُ ِب َ‬ ‫‪ : 1 / 2‬حديث ‪ِ ( :‬إ َّن ِلي أ َ ْس َما ًء ‪ :‬أَنَا ُم َح َّم ٌد ‪َ ،‬وأَنَا أ َ ْح َم ُد ‪َ ،‬وأَنَا ْال َم ِ‬
‫ب الَّذِي لَي َ‬
‫ْس بَ ْع َدهُ أ َ َح ٌد )‪.‬‬ ‫ي ‪َ ،‬وأَنَا ْالعَاقِ ُ‬ ‫علَى قَ َد َم َّ‬‫اس َ‬ ‫‪َ ،‬وأَنَا ْال َحا ِش ُر الَّذِي ي ُْحش َُر النَّ ُ‬
‫نقول تعليقا ‪:‬‬
‫‪ : 1 / 1 / 2‬هل إنمحى الكفر به ؟ هذا كالم يشمل العالم كله من الصين الى األرجنتين ‪ .‬هل‬
‫إنمحى فيها الكفر ؟ بل أصال هل إنمحى الكفر بين العرب والدمحميين ؟‬
‫‪ : 2 / 1 / 2‬ثم هذا كالم جديد ‪ ( :‬الحاشر الذى يُحشر الناس على قدمه )‪ .‬نحن نؤمن أن الذى‬
‫يحشر الناس هو رب العزة جل وعال ‪ ،‬ولكنهم ينسبون هذا إلالههم النبى دمحم‪ .‬المضحك هنا أنه‬
‫يحشر الناس على ( قدم واحدة ) فهل سيُحشر الناس على قدمه اليمنى أو قدمه اليسرى ؟ وإذا‬
‫كانت هي قدم واحدة فماذا سيفعل بالقدم األخرى ؟ هل سيلعب بها كرة ( القدم ) ويتفوق بها‬
‫على ( دمحم صالح ) ‪ .‬ثم كيف سيتم حشر الناس جميعا من آدم الى أخر جيل على قدم واحدة ؟‬
‫أليس هناك إحتمال أن يقع بضعة باليين منهم على األرض وتتوسخ مالبسهم وتتعفر بالتراب‬
‫وجوههم ؟ ‪ ،‬أم إنها ( قدم ) ضخمة في عرض السماوات واألرض ؟ وأين موضع حشر‬
‫األنبياء بالذات فوق هذه القدم ؟ هل سيكونون كباقى البشر أم ستُنشأ لهم فنادق خاصة ؟ وأين‬
‫بالضبط ؟ هل عند األصابع ؟ أم عند الكعب ‪.‬؟‬
‫‪ : 3 / 1 / 2‬وقوله ( وأنا العاقب الذى ليس بعده أحد ) لم يقل ( الذى ال نبى بعدى ) ‪ ،‬وإنما‬
‫قال ( الذى ليس بعده أحد ) أي ال يوجد بعده أحد من البشر ‪ ،‬أى ال حياة للبشر بعد موته ‪ ..‬ها‬
‫ها ها ها ‪ ( .‬قهقهة مؤلمة عالية من فضلكم )‪!.‬‬
‫سةُ أ َ ْس َماءٍ ‪ :‬أَنَا ُم َح َّم ٌد ‪َ ،‬وأ َ ْح َم ُد ‪َ ،‬وأَنَا‬ ‫‪ : 2 / 2‬تكرر هذا الحديث برواية أخرى ‪ِ ( :‬لي خ َْم َ‬
‫ب )‪2‬‬ ‫علَى قَ َد ِمي ‪َ ،‬وأَنَا ْالعَاقِ ُ‬ ‫اس َ‬ ‫َّللاُ بِي ْال ُك ْف َر ‪َ ،‬وأَنَا ْال َحا ِش ُر الَّذِي ي ُْحش َُر النَّ ُ‬ ‫احي الَّذِي يَ ْم ُحو َّ‬ ‫ْال َم ِ‬
‫سهُ أ َ ْس َما ًء فَقَا َل ‪ :‬أَنَا ُم َح َّم ٌد ‪،‬‬ ‫سلَّ َم يُ َ‬
‫س ِ ّمي لَنَا نَ ْف َ‬ ‫علَ ْي ِه َو َ‬ ‫صلَّى َّ‬
‫َّللاُ َ‬ ‫َّللا َ‬ ‫‪ : 3 /‬حديث ‪َ ( :‬كانَ َر ُ‬
‫سو ُل َّ ِ‬
‫الر ْح َم ِة )‪ ..‬هنا ستة أسماء ‪ ،‬وفى الحديث‬ ‫ي َّ‬ ‫َوأ َ ْح َم ُد ‪َ ،‬و ْال ُمقَ ِفّي ‪َ ،‬و ْال َحا ِش ُر ‪َ ،‬ونَبِ ُّ‬
‫ي الت َّ ْوبَ ِة ‪َ ،‬ونَ ِب ُّ‬
‫السابق خمسة فقط ‪ .‬إى إختالف في العدد وفى األسماء في كتاب واحد ‪ ،‬هما عندهم قُدس‬
‫األقداس ‪ ( :‬صحيح البخارى) ‪ ،‬أو ( صحيح مسلم )‪.‬‬
‫‪ 3‬ـ وبعد عصر البخارى ومسلم تنافست مصانع الحديث في صناعة أسماء إلالههم دمحم ‪،‬‬
‫إعتقادا منهم أن بضعة أسماء ال تكفى في تقديسه ‪ ،‬وهذه األسماء الكثيرة تعبّر عن إزدياد‬
‫تقديسهم إللههم دمحم بمرور القرون ‪.‬‬
‫‪ : 1 / 3‬بعضهم أوصلها الى تسعة وتسعين إسما ينافسون بها أسماء هللا الحسنى التي جعلوها‬
‫قرر الجزولى أن تكون أسماؤه مائتى إسم ‪ ،‬وسجل هذا‬ ‫نفس الرقم ‪ .‬لم يكتف بعضهم بهذا فقد ّ‬
‫في كتابه ‪ ( :‬دالئل الخيرات ) ‪ .‬وزايد عليه مهووس آخر هو ( إبن دحية ) في كتابه (‬
‫المستوفى في أسماء المصطفى ) وجعلها ثالثمائة إسم ‪ .‬وبلغ بها بعضهم ‪ 1222‬إسم فقال ‪( :‬‬
‫هلل ألف إسم ولرسوله ألف إسم )‪ !.‬ولم يذكرها ‪ !.‬ولكن ‪ :‬هل جاءه الوحى ؟ هل إستأذن هللا جل‬
‫وعال ؟ هل قابل النبى دمحما وأخذ عنه هذه المعلومة ؟ من فضلكم ‪ :‬ال تنسوا أنه دين أرضى‬
‫يصنعه أصحابه ‪!.‬‬
‫سنّى وضع إئمة مؤلفات خاصة في تسمية‬ ‫‪ : 2 / 3‬وفى العصور التي سيطر عليها التصوف ال ُّ‬
‫إالههم ‪ ،‬تزيد على ‪ 14‬كتابا ‪ ،‬ومنهم باإلضافة لمن سبق ‪ :‬القرطبى والسخاوى والسيوطى‬
‫وإبن فارس ويوسف النبهانى ‪.‬‬
‫‪ : 3 / 3‬فى القرن الثانى الهجرى كتب إبن إسحاق ــ من دماغه وذاكرته السمعية ــ أول سيرة‬
‫للنبى دمحم مألها باألساطير ‪ ،‬لكنه لم يكتب فيها فصوال عن أسمائه ( الحسنى )‪ !.‬في القرون‬
‫التالية في العصرين العباسى والمملوكى تزايدت الكتابة في السيرة ‪ ،‬وتزايدت فيها األساطير ‪،‬‬
‫وهى مع كذبها وإفترءاتها فهى صادقة في التعبير عن مالمح تأليههم إلالههم ( النبى دمحم )‪.‬‬
‫وصار تقليدا أن تُضاف للسيرة فصول عن األسماء الحسنى إلالههم ‪ ،‬أشهرهم الخطيب في‬
‫كتابه ( تاريخ دمشق ) وأبرز من إرتكب هذا اإلثم القاضي عياض في كتابه ( الشفا بتعريف‬
‫حقوق المصطفى )‪.‬‬
‫‪ : 4 /3‬ووضعوا الشروح على هذه الكتب ‪ ،‬ومنها كتاب السيوطى ( الرياض األنيقة في شرح‬
‫أسماء خير الخليقة )‬
‫‪ 4‬ـ ليس التنافس في ( عدد األسماء ) فقط ‪ ،‬بل أفظع منه المغاالة في الوصف وفى التأليه‪4 :‬‬
‫‪ . 1 /‬فمن جعل له ‪ 99‬إسما فقط جعل منها نحو سبعين اسما ً من أسماء هللا تعالى‬
‫‪ : 2 / 4‬وأشهرها ما صيغت فيه أحاديث مثل ‪ ( :‬سيد ولد آدم ) ( سيد المرسلين‪).‬‬
‫‪ : 3 / 4‬وفى عصور التصوف صيغت أسماء عجيبة مثل ( أحيد ‪ .‬وحيد ‪ .‬منح ‪ .‬مدعو ‪.‬‬
‫غوث ‪ .‬غياث ‪ .‬مقيل العثرات ‪ .‬صفوح عن الزالت ‪ .‬خازن علم هللا ‪ .‬بحر أنوارك ‪ .‬معدن‬
‫أسرارك ‪ .‬مؤتي الرحمة ‪ .‬نور األنوار ‪ .‬السبب في كل موجود ‪ .‬حاء الرحمة ‪ .‬ميم الملك ‪.‬‬
‫دال الدوام ‪ .‬قطب الجاللة ‪ .‬السر الجامع ‪ .‬الحجاب األعظم ‪ .‬آية هللا)‬
‫‪ 5‬ـ وطبعوا ( ‪ ) 99‬اسما ً إلالههم دمحم في غالفى للمصحف ‪ ،‬وذلك في الطبعة الهندية ‪ ،‬وهي‬
‫أيضا ً مكتوبة على الحائط القبلي للمسجد النبوي ‪.‬‬

‫)‪ (2‬التعليقات‬
‫سعيد علي تعليق بواسطة ‪1‬‬ ‫في الجمعة ‪ 21‬فبراير ‪2222‬‬
‫]‪[91808‬‬

‫‪ .‬ما قدروا هللا جل و عال حق قدره‬

‫كنت في مكة و أنا نازل من الفندق دخلت المصعد و قلت ‪ :‬ال إله إال هللا و كان في المصعد‬
‫أحد األخوة من مصر فرد مباشرة ‪ :‬دمحم رسول هللا فقلت له ‪ :‬ال إله إال هللا فرد دمحم رسول هللا‬
‫فقلت ‪ :‬و بقية األنبياء عليهم السالم ؟ فقال ‪ :‬دمحم حبيبه و تحت عرشه‪ .‬هذه البرمجة العقلية (‬
‫هي إحتناك شيطاني مصقول !! ) ما دمحم عليه السالم إال بشر و ما جميع األنبياء عليهم السالم‬
‫إال بشر و كل بشر نهايته الموت إال من يقتل في سبيل هللا جل و عال فهم أحياء عند ربهم جل‬
‫‪ .‬و عال يرزقون‬
‫أن تقدر هللا جل و عال حق قدره يتصاغر تقدير أي بشر فاهلل جل و عال أعز و أجل و ال إله‬
‫‪ .‬إال هللا‬
‫آحمد صبحي منصور تعليق بواسطة ‪2‬‬ ‫في السبت ‪ 26‬فبراير ‪2222‬‬
‫]‪[91814‬‬

‫‪ :‬شكرا ابنى الحبيب استاذ سعيد على ‪ ،‬واقول‬

‫ـ بعضهم راهن على هذا ‪ .‬فى لقاءات مختلفة قال يختبر السامعين ( ال إله إال هللا ) وسكت‪،‬‬
‫‪ .‬فأكملوا الشهادة الثانية‬

‫ـ الدمحميون ال يؤمنون باهلل جل وعال وحده ‪ ،‬ال بد أن يضعوا الى جانبه دمحما ثم آخرين ‪ .‬هم‬
‫شر مكانا‬
‫إذا دُعى هللا جل وعال وحده كفروا ‪ ،‬وإذا جىء بدمحم آمنوا ‪ .‬لذا فهم ( دمحميون ) ‪ ،‬هم ّ‬
‫من المسيحيين ‪ ،‬ألن معهم القرآن ويكفرون به ‪.‬‬

‫المقال الحادى عشر ‪:‬‬


‫‪ :‬اإليمان ليس بشخص دمحم‪ ،‬ولكن بما ( أنزل على دمحم)‬
‫من آمن ب (دمحم) فقد كفر‪ :)11(:‬مشكلتهم مع الرسول دمحم وليس مع دمحم نفسه‬
‫آحمد صبحي منصور في السبت ‪ 26‬فبراير ‪2222‬‬

‫من آمن ب (دمحم) فقد كفر‪ :)11(:‬مشكلتهم مع الرسول دمحم وليس مع دمحم نفسه‬
‫اإليمان ليس بشخص دمحم‪،‬ولكن بما ( أنزل على دمحم)‬
‫أوال ‪ :‬مواقفهم من تالوة القرآن الكريم ‪:‬‬
‫لم يكن يعرض عليهم نفسه ليؤمنوا به ‪ ،‬ولكن كان يتلو عليهم آيات هللا ليؤمنوا بها ‪.‬‬
‫‪ 1‬ـ هللا جل وعال هو أعلم حيث يضع رساالته ‪ ،‬وهو إصطفى دمحما بن عبد هللا بن عبد المطلب‬
‫بن هاشم ليكون خاتم النبيين ألنه أعظم الناس في عصره ُخلُقا وأصلحهم لتحمل مسئولية تبليغ‬
‫القرآن الكريم خاتم الرساالت اإلالهية للبشرية‪.‬‬
‫وشخص يمتاز بهذا السمو ال ُخلُقى ال بد أن يحظى بحب الناس ‪ ،‬ال بد أن يعجبهم صدقه وأمانته‬
‫وطهارته ‪ .‬لذا ال ننتظر منهم أي خصومة منهم له ‪ ،‬فلم يكن ظالما وال معتديا وال خائنا وال‬
‫كاذبا ‪ .‬إختلف الوضع حين أصبح دمحم بن عبدهللا رسوال وظيفته أن يدعو الناس الى نبذ عبادتهم‬
‫آللهتهم وأوليائهم ‪ ،‬هو ال يكتفى بأن يخرج عن دين قومه بل يدعو قومه للخروج عن ثوابت‬
‫دينهم المتوارثة ‪.‬‬
‫بدأ الصدام وتغير الموقف حين أخذ الرسول دمحم عليه السالم ( يتلو عليهم ) آيات القرآن ‪ .‬إذ‬
‫وال‬‫س ً‬ ‫س ْلنَا فِي ُك ْم َر ُ‬ ‫إن وظيفته أن يتلو على الناس آيات هللا القرآنية ‪ ،‬قال جشل وعال ‪َ ( :‬ك َما أ َ ْر َ‬
‫اب َو ْال ِح ْك َمةَ َويُعَ ِلّ ُم ُكم َّما لَ ْم ت َ ُكونُوا ت َ ْعلَ ُمونَ ﴿البقرة‪:‬‬ ‫ِ ّمن ُك ْم يَتْلُو َعلَ ْي ُك ْم آيَاتِنَا َويُزَ ِ ّكي ُك ْم َويُعَ ِلّ ُم ُك ُم ْال ِكت َ َ‬
‫‪.﴾٦٢٦‬‬
‫‪ 2‬ـ وتنوعت مواقفهم في رفض القرآن الكريم ‪.‬‬
‫ت قَا َل الَّذِينَ َال‬ ‫علَ ْي ِه ْم آيَاتُنَا بَيِّنَا ٍ‬
‫‪ 1 / 2‬ـ كانوا يطلبون تبديله ‪ .‬قال جل وعال ‪َ ( :‬وإِذَا تُتْلَ ٰى َ‬
‫اء نَ ْف ِسي ِإ ْن أَتَّبِ ُع إِ َّال‬ ‫ون ِلي أ َ ْن أُبَ ِ ّدلَهُ ِمن تِ ْلقَ ِ‬ ‫غي ِْر َه ٰـذَا أ َ ْو بَ ِد ّْلهُ قُ ْل َما يَ ُك ُ‬ ‫آن َ‬ ‫ت بِقُ ْر ٍ‬ ‫يَ ْر ُجونَ ِلقَا َءنَا ائْ ِ‬
‫ع ِظ ٍيم ﴿يونس‪ ﴾٦٢ :‬قُل لَّ ْو شَا َء اللَّـهُ َما‬ ‫اب يَ ْو ٍم َ‬‫عذَ َ‬ ‫صيْتُ َربِّي َ‬ ‫ع َ‬ ‫َاف إِ ْن َ‬ ‫ي إِنِّي أَخ ُ‬ ‫َما يُو َح ٰى إِلَ َّ‬
‫ع ُم ًرا ِ ّمن قَ ْب ِل ِه ۚۚ أَفَ َال ت َ ْع ِقلُونَ ﴿‪ ﴾٦١‬يونس )‪:‬‬ ‫علَ ْي ُك ْم َو َال أ َ ْد َرا ُكم بِ ِه ۖۚ فَقَ ْد لَبِثْتُ فِي ُك ْم ُ‬ ‫تَلَ ْوتُهُ َ‬
‫‪ : 1 / 1 / 2‬هم هنا يطلبون منه اإلتيان بقرآن غيره أو تبديل هذا القرآن ليتفق مع ثقافتهم‬
‫وثوابتهم الدينية ‪ .‬أي إنهم يؤمنون أنه يوحى اليه ولكنهم ال يرتضن محتوى هذا الوحى‬
‫تقول ( بعض األقاويل أو األحاديث )‬ ‫ويريدون تبديله ‪ .‬وهللا جل وعال أ ّكد عقابا سينزل به لو ّ‬
‫ْص ُرونَ ﴿‪َ ﴾٣٨‬و َما َال‬ ‫ونسبها لربه جل وعال ‪ .‬قال جل وعال يرد عليهم ‪ ( :‬فَ َال أ ُ ْق ِس ُم ِب َما تُب ِ‬
‫يال َّما تُؤْ ِمنُونَ ﴿‪َ ﴾٨٦‬و َال‬ ‫سو ٍل َك ِر ٍيم ﴿‪َ ﴾٨١‬و َما ُه َو ِبقَ ْو ِل شَا ِع ٍر ۚۚ قَ ِل ً‬ ‫ْص ُرونَ ﴿‪ِ ﴾٣٨‬إنَّهُ لَقَ ْو ُل َر ُ‬ ‫تُب ِ‬
‫ض‬ ‫علَ ْينَا بَ ْع َ‬‫ب ْالعَالَ ِمينَ ﴿‪َ ﴾٨٣‬ولَ ْو تَقَ َّو َل َ‬ ‫نزي ٌل ِ ّمن َّر ّ ِ‬ ‫يال َّما تَذَ َّك ُرونَ ﴿‪ ﴾٨٥‬ت َ ِ‬ ‫ِبقَ ْو ِل َكا ِه ٍن ۚۚ قَ ِل ً‬
‫ع ْنهُ‬‫ط ْعنَا ِم ْنهُ ْال َوتِينَ ﴿‪ ﴾٨١‬فَ َما ِمن ُكم ِ ّم ْن أ َ َح ٍد َ‬ ‫ين ﴿‪ ﴾٨٢‬ث ُ َّم لَقَ َ‬ ‫ْاألَقَا ِوي ِل ﴿‪َ ﴾٨٨‬أل َ َخ ْذنَا ِم ْنهُ بِ ْاليَ ِم ِ‬
‫اج ِزينَ ﴿‪ ﴾٨١‬الحاقة ) ‪.‬‬ ‫َح ِ‬
‫‪ : 2 / 1 / 2‬وهللا جل وعال أمره أن يعلن لهم أنه ليس له أن يبدله من تلقاء نفسه ألنه ُمتّبع‬
‫للوحى اإلالهى وألنه يخاف من ربه جل وعال عذاب يوم عظيم ‪ ،‬وأنه عاش فيهم ع ّمرا قبل‬
‫الوحى فما عهدوه كذابا وال مفتريا وال مزورا ‪.‬‬
‫‪ : 3 / 1 / 2‬أئمة الدمحميين فيما بعد حققوا مطلب كفار قريش ‪ ،‬بإفتراء الحديث الذى إتخذوه‬
‫بديال عن القرآن ويعلو فوق القرآن ‪ ،‬وبإلغاء تشريعات القرآن بمقولة ( النسخ ) ‪.‬‬
‫‪ : 2 / 2‬وكانوا يهاجمون القرآن الكريم ‪.‬‬
‫‪ : 1 / 2 / 2‬يتهمون القرآن باألساطير ‪ .‬قال جل وعال ‪:‬‬
‫س ِم ْعنَا لَ ْو نَشَا ُء لَقُ ْلنَا ِمثْ َل‬ ‫علَ ْي ِه ْم آيَاتُنَا قَالُوا قَ ْد َ‬‫‪ : 1 / 1 / 2 / 2‬قال جل وعال ‪َ ( :‬و ِإذَا تُتْلَ ٰى َ‬
‫ير ْاأل َ َّولِينَ ﴿األنفال‪﴾٣٦ :‬‬ ‫اط ُ‬
‫س ِ‬ ‫َه ٰـذَا إِ ْن َه ٰـذَا إِ َّال أ َ َ‬
‫ير ْاأل َ َّولِينَ ﴿القلم‪﴿﴾٦٢ :‬المطففين‪﴾٦٣ :‬‬ ‫اط ُ‬‫س ِ‬ ‫علَ ْي ِه آيَاتُنَا قَا َل أ َ َ‬ ‫‪ ( : 2 / 1 / 2 / 2‬إِذَا تُتْلَ ٰى َ‬
‫ت قَا َل الَّذِينَ َكفَ ُروا‬ ‫‪ : 2 / 2 / 2‬ويتهمونه بالسحر‪ .‬قال جل وعال ‪َ (:‬وإِذَا تُتْلَ ٰى َعلَ ْي ِه ْم آيَاتُنَا بَيِّنَا ٍ‬
‫ين ﴿األحقاف‪﴾١ :‬‬ ‫ق لَ َّما َجا َء ُه ْم َه ٰـذَا ِس ْح ٌر ُّمبِ ٌ‬ ‫ِل ْل َح ّ ِ‬
‫ت قَالُوا َما‬ ‫علَ ْي ِه ْم آيَاتُنَا بَيِّنَا ٍ‬
‫‪ : 3 / 2 / 2‬وبالسحر واإلفتراء ‪ .‬قال جل وعال ‪َ ( :‬و ِإذَا تُتْلَ ٰى َ‬
‫ع َّما َكانَ يَ ْعبُ ُد آبَا ُؤ ُك ْم َوقَالُوا َما َه ٰـذَا ِإ َّال ِإ ْف ٌك ُّم ْفت َ ًرى َوقَا َل الَّذِينَ‬ ‫َه ٰـذَا ِإ َّال َر ُج ٌل ي ُِري ُد أَن يَ ُ‬
‫ص َّد ُك ْم َ‬
‫ين ﴿سبإ‪﴾٨٣ :‬‬ ‫ق لَ َّما َجا َء ُه ْم ِإ ْن َه ٰـذَا ِإ َّال ِس ْح ٌر ُّم ِب ٌ‬ ‫َكفَ ُروا ِل ْل َح ّ ِ‬
‫‪ : 4 / 2 / 2‬وكانوا يردون على تالوة القرآن بشتى الحجج الباطلة والجدال الفارغ ‪ ،‬قال جل‬
‫وعال ‪:‬‬
‫ي ْالفَ ِريقَي ِْن َخي ٌْر‬ ‫ت قَا َل الَّذِينَ َكفَ ُروا ِللَّذِينَ آ َمنُوا أ َ ُّ‬ ‫علَ ْي ِه ْم آيَاتُنَا بَ ِيّنَا ٍ‬ ‫‪َ ( : 1 / 4 / 2 / 2‬و ِإذَا تُتْلَ ٰى َ‬
‫س ُن نَ ِديًّا ﴿مريم‪﴾١٣ :‬‬ ‫َّمقَا ًما َوأ َ ْح َ‬
‫ت َّما َكانَ ُح َّجت َ ُه ْم إِ َّال أَن قَالُوا ائْتُوا بِآبَائِنَا إِن ُكنت ُ ْم‬ ‫علَ ْي ِه ْم آيَاتُنَا بَيِّنَا ٍ‬ ‫‪َ ( : 2 / 4 / 2 / 2‬وإِذَا تُتْلَ ٰى َ‬
‫صا ِدقِينَ ﴿الجاثية‪﴾٥٢ :‬‬ ‫َ‬
‫ص ُّدونَ ﴿‪َ ﴾٢١‬وقَالُوا أَآ ِل َهتُنَا َخي ٌْر‬ ‫ب اب ُْن َم ْريَ َم َمث َ ًال ِإذَا قَ ْو ُم َك ِم ْنهُ يَ ِ‬ ‫ض ِر َ‬ ‫‪َ ( : 3 / 4 / 2 / 2‬ولَ َّما ُ‬
‫َص ُمونَ ﴿‪ ﴾٢٨‬الزخرف )‬ ‫ض َربُوهُ لَ َك ِإ َّال َج َد ًال ۚۚ بَ ْل ُه ْم قَ ْو ٌم خ ِ‬ ‫أ َ ْم ُه َو ۚۚ َما َ‬
‫‪ : 5 / 2 / 2‬النهى عن سماع القرآن والتشويش عليه حين يُتلى عليهم ‪ : .‬قال جل وعال ‪:‬‬
‫آن َو ْالغ َْوا فِي ِه لَعَلَّ ُك ْم ت َ ْغ ِلبُونَ ﴿‪ ﴾٥١‬فصلت )‪ .‬هو نفس‬ ‫( َوقَا َل الَّذِينَ َكفَ ُروا َال ت َ ْس َمعُوا ِل َه ٰـذَا ْالقُ ْر ِ‬
‫ما يفعله الدمحميون اآلن حين يتصايحون عند االستماع الى التغنى بالقرآن الكريم‪.‬‬
‫ص ّد عن ‪ (:‬أصدق الحديث ‪ /‬أحسن الحديث ‪ :‬القرآن‬ ‫‪ : 8 / 2 / 2‬بإتخاذ ( لهو الحديث ) لل ّ‬
‫الكريم) ‪ .‬وفيهم قال جل وعال ‪:‬‬
‫سبِي ِل اللَّـ ِه بِغَي ِْر ِع ْل ٍم‬ ‫عن َ‬ ‫ُض َّل َ‬ ‫ث ِلي ِ‬ ‫اس َمن يَ ْشت َ ِري لَ ْه َو ْال َحدِي ِ‬ ‫‪َ ( : 1 / 8 / 2 / 2‬و ِمنَ النَّ ِ‬
‫علَ ْي ِه آيَاتُنَا َولَّ ٰى ُم ْست َ ْكبِ ًرا َكأَن لَّ ْم‬ ‫ين ﴿‪َ ﴾١‬وإِذَا تُتْلَ ٰى َ‬ ‫اب ُّم ِه ٌ‬ ‫عذَ ٌ‬ ‫َويَت َّ ِخذَهَا ُه ُز ًوا ۚۚ أُولَ ٰـئِ َك لَ ُه ْم َ‬
‫ب أ َ ِل ٍيم ﴿‪ ﴾١‬لقمان )‪ .‬أئمة الدمحميين إخترعوا ( لهو‬ ‫ش ْرهُ بِعَذَا ٍ‬ ‫يَ ْس َم ْع َها َكأ َ َّن فِي أُذُنَ ْي ِه َو ْق ًرا ۖۚ فَبَ ِ ّ‬
‫الحديث ) ليصدوا عن القرآن الكريم ‪.‬‬
‫ث بَ ْع َد اللَّـ ِه َوآيَاتِ ِه‬ ‫ي َحدِي ٍ‬ ‫ق ۖۚ فَبِأ َ ِّ‬ ‫علَي َْك بِ ْال َح ّ ِ‬‫‪ ( : 2 / 8 / 2 / 2‬تِ ْل َك آيَاتُ اللَّـ ِه نَتْلُوهَا َ‬
‫ُص ُّر ُم ْست َ ْك ِب ًرا َكأَن لَّ ْم‬ ‫ت اللَّـ ِه تُتْلَ ٰى َعلَ ْي ِه ث ُ َّم ي ِ‬ ‫يُؤْ ِمنُونَ ﴿‪َ ﴾١‬و ْي ٌل ِلّ ُك ِّل أَفَّاكٍ أَثِ ٍيم ﴿‪ ﴾١‬يَ ْس َم ُع آيَا ِ‬
‫عذَ ٌ‬
‫اب‬ ‫ش ْيئًا ات َّ َخذَهَا ُه ُز ًوا ۚۚ أُولَ ٰـئِ َك لَ ُه ْم َ‬ ‫ع ِل َم ِم ْن آيَاتِنَا َ‬ ‫ب أ َ ِل ٍيم ﴿‪َ ﴾٨‬و ِإذَا َ‬ ‫ش ْرهُ ِبعَذَا ٍ‬ ‫يَ ْس َم ْع َها ۖۚ فَبَ ِ ّ‬
‫ين ﴿‪ ﴾٨‬الجاثية ) أئمة الدمحميين إخترعوا ( لهو الحديث ) ليصدوا عن القرآن الكريم ‪.‬‬ ‫ُّم ِه ٌ‬
‫‪ : 1 / 2 / 2‬ثم كانوا يهاجمون النبى نفسه إذا تلى عليهم القرآن ‪ .‬قال جل وعال ‪َ ( :‬و ِإن يَ َكا ُد‬
‫ون ﴿‪َ ﴾٢٦‬و َما ُه َو ِإ َّال ِذ ْك ٌر‬ ‫س ِمعُوا ال ِ ّذ ْك َر َويَقُولُونَ ِإنَّهُ لَ َم ْجنُ ٌ‬ ‫ار ِه ْم لَ َّما َ‬ ‫ص ِ‬‫الَّذِينَ َكفَ ُروا لَي ُْز ِلقُون ََك ِبأ َ ْب َ‬
‫ِلّ ْلعَالَ ِمينَ ﴿‪ ﴾٢٥‬القلم )‪ .‬أي قبل أن يتلوه عليهم كانوا ال ينظرون اليه في كراهية ‪ ،‬نظروا اليه‬
‫في حقد وكراهية حين أخذ يتلو عليهم القرآن ‪ .‬مشكلتهم ليست مع ( صاحبهم دمحم ) ‪ .‬مشكلتهم‬
‫هي كراهيتهم و كفرهم بالقرآن ‪.‬‬
‫‪ : 6 / 2 / 2‬وإمتدت هذه الكراهية الى المؤمنين حين كانوا يتلون عليهم القرآن ‪ .‬عندها كانوا‬
‫علَ ْي ِه ْم‬‫على وشك البطش بهم وقد سيطرت الكراهية على وجوههم‪ .‬قال جل وعال ‪َ ( :‬و ِإذَا تُتْلَ ٰى َ‬
‫علَ ْي ِه ْم آيَاتِنَا قُ ْل‬ ‫طونَ بِالَّذِينَ يَتْلُونَ َ‬ ‫ف فِي ُو ُجو ِه الَّ ِذينَ َكفَ ُروا ْال ُمن َك َر يَ َكادُونَ يَ ْس ُ‬ ‫ت ت َ ْع ِر ُ‬ ‫آيَاتُنَا بَيِّنَا ٍ‬
‫ير ﴿الحج‪ .﴾١٥ :‬لم تكن هناك‬ ‫ص ُ‬ ‫س ْال َم ِ‬ ‫ع َدهَا اللَّـهُ الَّذِينَ َكفَ ُروا َو ِبئْ َ‬ ‫أَفَأُنَ ِبّئ ُ ُكم ِبش ٍ َّر ِ ّمن ٰذَ ِل ُك ُم النَّ ُ‬
‫ار َو َ‬
‫مشكلة في جلوس المؤمنين معهم ‪ .‬تشتعل المشكلة حين يتلو عليهم المؤمنون القرآن ‪ .‬ليست‬
‫بينهم وبين المؤمنين مشكلة ‪ .‬المشكلة هي كراهيتهم وكفرهم بالقرآن ‪.‬‬
‫ثانيا ‪:‬‬
‫لم تكن لهم مشكلة مع صاحبهم دمحم ‪ ،‬كانت مشكلتهم مع القرآن الكريم‬
‫ت قَا َل الَّذِينَ َال‬ ‫علَ ْي ِه ْم آيَاتُنَا بَيِّنَا ٍ‬ ‫‪ 1‬ـ نعيد اإلستشهاد مرة ثانية بقوله جل وعال ‪َ ( :‬وإِذَا تُتْلَ ٰى َ‬
‫اء نَ ْف ِسي ِإ ْن أَتَّبِ ُع إِ َّال‬ ‫ون ِلي أ َ ْن أُبَ ِ ّدلَهُ ِمن تِ ْلقَ ِ‬ ‫غي ِْر َه ٰـذَا أ َ ْو بَ ِد ّْلهُ قُ ْل َما يَ ُك ُ‬
‫آن َ‬‫ت بِقُ ْر ٍ‬ ‫يَ ْر ُجونَ ِلقَا َءنَا ائْ ِ‬
‫ع ِظ ٍيم ﴿يونس‪ ﴾٦٢ :‬قُل لَّ ْو شَا َء اللَّـهُ َما‬ ‫اب يَ ْو ٍم َ‬‫عذَ َ‬ ‫صيْتُ َربِّي َ‬ ‫ع َ‬ ‫ي إِنِّي أَخ ُ‬
‫َاف إِ ْن َ‬ ‫َما يُو َح ٰى إِلَ َّ‬
‫ع ُم ًرا ِ ّمن قَ ْب ِل ِه ۚۚ أَفَ َال ت َ ْع ِقلُونَ ﴿‪ ﴾٦١‬يونس )‪.‬‬ ‫علَ ْي ُك ْم َو َال أ َ ْد َرا ُكم بِ ِه ۖۚ فَقَ ْد لَبِثْتُ فِي ُك ْم ُ‬ ‫تَلَ ْوتُهُ َ‬
‫ومفهوم من فحوى اآليتين أنه كان لهم أمل في ( دمحم ) أن يفعل هذا ‪ ،‬وأنه كانت بينهم وبينه‬
‫تسوغ لهم هذا ‪.‬‬ ‫صحبة ) ّ‬ ‫( ُ‬
‫صحبة دليال ضدهم ‪ .‬إذ صحبوه وتعاملوا معه فعرفوا سمو‬ ‫‪ 2‬ـ وقد إتّخذ رب العزة من هذه ال ُّ‬
‫أخالقه وأنه صادق أمين ‪ ،‬فكيف بهم فجأة يتهمونه بالضالل والغواية حين تال وقرأ عليهم‬
‫احبُ ُك ْم َو َما غ ََو ٰى ﴿‪َ ﴾٥‬و َما‬ ‫ض َّل َ‬
‫ص ِ‬ ‫القرآن الكريم ‪ .‬قال جل وعال ‪َ ( :‬والنَّ ْج ِم ِإذَا ه ََو ٰى ﴿‪َ ﴾٦‬ما َ‬
‫ي يُو َح ٰى ﴿‪ ﴾٨‬النجم )‪.‬‬ ‫ع ِن ْال َه َو ٰى ﴿‪ِ ﴾٣‬إ ْن ُه َو ِإ َّال َو ْح ٌ‬ ‫نط ُق َ‬ ‫يَ ِ‬
‫‪ 3‬ـ وألنهم يؤمنون باهلل جل وعال ويؤمنون بأوليائهم وآلهتهم وألنهم في نفس الوقت يعرفون‬
‫س ُم ّو ال ُخلُق عنده بصحبتهم لهم وصحبتهم له فإن هللا جل وعال يعظهم بأن يقفوا وقفة صدق مع‬ ‫ُ‬
‫النفس وبدون هوى وإبتغاء مرضاة هللا جل وعال ‪ ،‬كل منهم مع نفسه أو كل إثنين معا‬
‫ويتفكرون في موضوعية هل ( دمحم ) الذى صحبوه وعرفوه هل هو مجنون كما زعموه ؟ أم‬
‫ظ ُكم‬ ‫هو نذير لهم من عذاب شديد ‪ .‬قال جل وعال في خطاب مباشر لهم ‪ ( :‬قُ ْل ِإنَّ َما أ َ ِع ُ‬
‫ِير‬‫اح ِب ُكم ِ ّمن ِجنَّ ٍة ۚۚ ِإ ْن ُه َو ِإ َّال نَذ ٌ‬ ‫ص ِ‬‫اح َد ٍة ۖۚ أَن تَقُو ُموا ِللَّـ ِه َمثْن َٰى َوفُ َرا َد ٰى ث ُ َّم تَتَفَ َّك ُروا ۚۚ َما ِب َ‬ ‫ِب َو ِ‬
‫شدِي ٍد ﴿‪ ﴾٨١‬سبأ ) ‪.‬‬ ‫ب َ‬ ‫عذَا ٍ‬ ‫ي َ‬ ‫لَّ ُكم بَيْنَ يَ َد ْ‬
‫ثالثا ‪:‬‬
‫صلته بأكابر قومه ميدان الصراع بينه وبينهم‬
‫‪ 1‬ـ ( دمحم ) ينتمى الى بنى عبد مناف وهم المأل في قريش ‪ .‬لم يكن ثريا ولكن كان ثراؤه في‬
‫أخالقه ‪ ،‬وبهذا نتصور أن يكون زينة مجالسهم قبل أن يوحى اليه ويكون رسوال ‪ .‬ونتصور‬
‫أنه إتخذ من مجالسته لهم وسيلة لتالوة القرآن والدعوة الى االيمان باهلل جل وعال وحده ال‬
‫شريك له ‪ .‬وقد تحولت مجالسهم بعد نزول القرآن الى مناسبات للسمر إستهزاءا وخوضا‬
‫علَ ٰى أ َ ْعقَابِ ُك ْم‬ ‫علَ ْي ُك ْم فَ ُكنت ُ ْم َ‬‫َت آيَاتِي تُتْلَ ٰى َ‬ ‫وتالعبا بالقرآن الكريم ‪ .‬قال جل وعال ‪ ( :‬قَ ْد َكان ْ‬
‫ام ًرا ت َ ْه ُج ُرونَ ﴿‪ ﴾١١‬المؤمنون )‪ .‬هو نفس ما يفعله الدمحميون‬ ‫س ِ‬‫صونَ ﴿‪ُ ﴾١١‬م ْست َ ْكبِ ِرينَ بِ ِه َ‬ ‫تَن ِك ُ‬
‫اآلن في مجالس العزاء حيث يتسامرون باالستماع الى التغنى بالقرآن الكريم‪.‬‬
‫‪ 2‬ـ من ناحيته عليه السالم كان يحضر هذه المجالس للتحبّب اليهم وحرصا على إستمالتهم ‪.‬‬
‫ْت‬ ‫ونزل قوله جل وعال في النهى عن حضور خوضهم في آيات هللا ( َو ِإذَا َرأَي َ‬
‫ط ُ‬
‫ان‬ ‫ش ْي َ‬‫غي ِْر ِه َو ِإ َّما يُن ِسيَنَّ َك ال َّ‬ ‫ث َ‬ ‫ضوا فِي َحدِي ٍ‬ ‫ع ْن ُه ْم َحت َّ ٰى يَ ُخو ُ‬‫ض َ‬ ‫الَّذِينَ يَ ُخوضُونَ فِي آيَاتِنَا فَأَع ِْر ْ‬
‫الظا ِل ِمينَ ﴿األنعام‪ . ﴾١٨ :‬النهى هنا ليس عن حضور مجالسهم‬ ‫فَ َال ت َ ْقعُ ْد بَ ْع َد ال ِ ّذ ْك َر ٰى َم َع ْالقَ ْو ِم َّ‬
‫مطلقا ‪ ،‬بل هو نهى عن حضورها حين تتحول الى شغب وخوض في آيات هللا ‪ .‬أي حين‬
‫يقعون في الخوض في آيات فعليه أن يغادر المكان ‪ ،‬فإذا كفُّوا عاد اليهم ‪.‬‬
‫‪ 3‬ـ منزلته في قومه ونسبه الى هاشم بن عبد مناف يعنى وجود صالت إجتماعية تُبرر لهم أن‬
‫تمس طلباتهم صميم دعوته القرآنية ‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫يطلبوا منه أشياء ‪ ،‬ومن الطبيعى أن‬
‫‪ : 1 / 3‬وبدأ هذا مبكرا في أوائل الدعوة ‪ ،‬حين أعرض عن الصالة والتوسل باآللهة ‪،‬‬
‫ْت الَّذِي‬ ‫واصبح يصلّى لرب العزة وحده ‪ .‬فجاء بعضهم ينهاه ‪ ،‬فقال جل وعال ‪ ( :‬أ َ َرأَي َ‬
‫علَى ْال ُه َد ٰى ﴿‪ ﴾٦٦‬أ َ ْو أ َ َم َر ِبالت َّ ْق َو ٰى ﴿‪ ﴾٦٥‬أ َ َرأَي َ‬
‫ْت‬ ‫ْت ِإن َكانَ َ‬ ‫صلَّ ٰى ﴿‪ ﴾٦١‬أ َ َرأَي َ‬ ‫ع ْبدًا ِإذَا َ‬ ‫يَ ْن َه ٰى ﴿‪َ ﴾٨‬‬
‫ب َوت َ َولَّ ٰى ﴿‪ ﴾٦٣‬أَلَ ْم يَ ْعلَم ِبأ َ َّن اللَّـهَ يَ َر ٰى ﴿‪َ ﴾٦٨‬ك َّال لَئِن لَّ ْم يَنت َ ِه لَنَ ْسفَعًا‬ ‫ِإن َكذَّ َ‬
‫ع ال َّزبَانِيَةَ ﴿‪َ ﴾٦٨‬ك َّال َال ت ُ ِط ْعهُ‬ ‫سنَ ْد ُ‬‫ع نَا ِديَهُ ﴿‪َ ﴾٦١‬‬ ‫َاطئ َ ٍة ﴿‪ ﴾٦١‬فَ ْليَ ْد ُ‬ ‫َاصيَ ٍة َكا ِذبَ ٍة خ ِ‬‫اصيَ ِة ﴿‪ ﴾٦٢‬ن ِ‬ ‫ِبالنَّ ِ‬
‫َوا ْس ُج ْد َوا ْقت َ ِرب ۩ ﴿‪ ﴾٦٨‬العلق )‬
‫اال فَ َه َد ٰى ﴿‪﴾١‬‬ ‫ض ًّ‬‫‪ : 2 / 3‬كان رسوال منهم أي مثلهم ‪ ،‬وقد قال عنه جل وعال ‪َ ( :‬و َو َج َد َك َ‬
‫الضحى ) أى هداه هللا وجعله نبيا مرسال ‪ .‬وتركزت دعوتهم له على أن يعود لما كان عليه‬
‫قبل الوحى من عبادة األصنام واألوثان قبل الهداية‪ .،‬وأمره ربه أن يرد عليهم ‪:‬‬
‫ضلَ ْلتُ‬‫ُون اللَّـ ِه قُل َّال أَتَّبِ ُع أ َ ْه َوا َء ُك ْم قَ ْد َ‬ ‫‪ ( : 1 / 2 / 3‬قُ ْل إِنِّي نُ ِهيتُ أ َ ْن أ َ ْعبُ َد الَّذِينَ ت َ ْدعُونَ ِمن د ِ‬
‫ِإذًا َو َما أَنَا ِمنَ ْال ُم ْهتَدِينَ ﴿األنعام‪﴾٢١ :‬‬
‫ي ْالبَيِّنَاتُ ِمن َّربِّي‬ ‫ُون اللَّـ ِه لَ َّما َجا َءنِ َ‬ ‫‪ ( 2 / 2 / 3‬قُ ْل ِإنِّي نُ ِهيتُ أ َ ْن أ َ ْعبُ َد الَّذِينَ ت َ ْدعُونَ ِمن د ِ‬
‫ب ْالعَالَ ِمينَ ﴿غافر‪﴾١١ :‬‬ ‫َوأ ُ ِم ْرتُ أ َ ْن أ ُ ْس ِل َم ِل َر ّ ِ‬
‫‪ : 3 / 3‬ووصلت الى ح ّد محاولتهم التأثير عليه بأن يفترى أحاديث غير القرآن ‪ ،‬وكاد تأثيرهم‬
‫ينجح لوال أن ثبّته ربه جل وعال ‪.‬‬
‫ي َعلَ ْينَا‬ ‫ع ِن الَّذِي أ َ ْو َح ْينَا ِإلَي َْك ِلت َ ْفت َ ِر َ‬ ‫‪ : 1 / 3 / 3‬قال جل وعال ‪َ ( :‬و ِإن َكادُوا لَيَ ْف ِتنُون ََك َ‬
‫يال ﴿‪ِ ﴾١٨‬إذًا‬ ‫ش ْيئًا قَ ِل ً‬ ‫دت ت َ ْر َك ُن ِإلَ ْي ِه ْم َ‬ ‫يال ﴿‪َ ﴾١٣‬ولَ ْو َال أَن ثَبَّتْن َ‬
‫َاك لَقَ ْد ِك َّ‬ ‫غي َْرهُ ۖۚ َو ِإذًا َّالت َّ َخذُ َ‬
‫وك َخ ِل ً‬ ‫َ‬
‫يرا ﴿‪ ﴾١٢‬االسراء )‪.‬‬ ‫َص ً‬ ‫ف ْال َم َما ِ‬
‫ت ث ُ َّم َال ت َ ِج ُد لَ َك َ‬
‫علَ ْينَا ن ِ‬ ‫ض ْع َ‬ ‫ف ْال َحيَاةِ َو ِ‬ ‫ض ْع َ‬ ‫َاك ِ‬ ‫َّألَذَ ْقن َ‬
‫‪ : 2 / 3 / 3‬وهذا يذكرنا بآيتى سورة يونس ‪ .‬نعيد اإلستشهاد بهما مرة ثالثة ‪َ (:‬وإِذَا تُتْلَ ٰى‬
‫ون ِلي أ َ ْن‬ ‫غي ِْر َه ٰـذَا أ َ ْو بَ ِد ّْلهُ قُ ْل َما يَ ُك ُ‬ ‫ت بِقُ ْر ٍ‬
‫آن َ‬ ‫ت قَا َل الَّذِينَ َال يَ ْر ُجونَ ِلقَا َءنَا ائْ ِ‬ ‫علَ ْي ِه ْم آيَاتُنَا بَيِّنَا ٍ‬ ‫َ‬
‫عذَ َ‬
‫اب يَ ْو ٍم‬ ‫صيْتُ َربِّي َ‬ ‫ع َ‬ ‫َاف إِ ْن َ‬ ‫ي إِنِّي أَخ ُ‬ ‫اء نَ ْف ِسي إِ ْن أَتَّبِ ُع إِ َّال َما يُو َح ٰى إِلَ َّ‬ ‫أُبَ ِ ّدلَهُ ِمن تِ ْلقَ ِ‬
‫ع ُم ًرا ِ ّمن‬ ‫علَ ْي ُك ْم َو َال أ َ ْد َرا ُكم بِ ِه ۖۚ فَقَ ْد لَبِثْتُ فِي ُك ْم ُ‬ ‫ع ِظ ٍيم ﴿يونس‪ ﴾٦٢ :‬قُل لَّ ْو شَا َء اللَّـهُ َما تَلَ ْوتُهُ َ‬ ‫َ‬
‫قَ ْب ِل ِه ۚۚ أَفَ َال ت َ ْع ِقلُونَ ﴿‪ ﴾٦١‬يونس )‪.‬‬
‫تكرر النهى له عليه السالم عن طاعتهم ‪.‬‬ ‫‪ 4‬ـ لذا ّ‬
‫‪ : 1 / 4‬في السور المكية قال جل وعال ‪:‬‬
‫‪ ( : 1 / 1 / 4‬فَ َال ت ُ ِط ِع ْال ُم َك ِ ّذ ِبينَ ﴿‪َ ﴾٨‬ودُّوا لَ ْو ت ُ ْد ِه ُن فَيُ ْد ِهنُونَ ﴿‪َ ﴾٨‬و َال ت ُ ِط ْع ُك َّل َح َّالفٍ‬
‫شاءٍ ِبن َِم ٍيم ﴿‪ ﴾٦٦‬القلم )‪ .‬هذا في بدايات الوحى ‪ ،‬نهى عن طاعة المكذبين‬ ‫از َّم َّ‬ ‫ين ﴿‪َ ﴾٦١‬ه َّم ٍ‬ ‫َّم ِه ٍ‬
‫للقرآن الكريم‬
‫صبِ ْر ِل ُح ْك ِم َربِ َّك َو َال ت ُ ِط ْع ِم ْن ُه ْم آثِ ًما‬ ‫يال ﴿‪ ﴾٥٣‬فَا ْ‬ ‫علَي َْك ْالقُ ْرآنَ ت َ ِ‬
‫نز ً‬ ‫‪ ( : 2 / 1 / 4‬إنَّا ن َْح ُن ن ََّز ْلنَا َ‬
‫ورا ﴿‪ ﴾٥٨‬االنسان )‪ .‬هم آثمون كافرون ‪.‬‬ ‫أ َ ْو َكفُ ً‬
‫يرا ﴿‪ ﴾٢٥‬الفرقان )‪ ,‬أي جهادهم‬ ‫‪ (: 3 / 1 / 4‬فَ َال ت ُ ِط ِع ا ْل َكافِ ِرينَ َو َجا ِه ْد ُهم بِ ِه ِج َهادًا َكبِ ً‬
‫بالقرآن ‪.‬‬
‫ي ي ُِريدُونَ َو ْج َههُ ۖۚ َو َال ت َ ْع ُد‬ ‫س َك َم َع الَّذِينَ يَ ْدعُونَ َربَّ ُهم بِ ْالغَ َدا ِة َو ْالعَ ِش ِّ‬ ‫صبِ ْر نَ ْف َ‬‫‪َ ( : 4 / 1 / 4‬وا ْ‬
‫عن ِذ ْك ِرنَا َواتَّبَ َع ه ََواهُ َو َكانَ أ َ ْم ُرهُ‬ ‫ع ْن ُه ْم ت ُ ِري ُد ِزينَةَ ْال َحيَاةِ ال ُّد ْنيَا ۖۚ َو َال ت ُ ِط ْع َم ْن أ َ ْغفَ ْلنَا قَ ْلبَهُ َ‬ ‫َاك َ‬
‫ع ْين َ‬ ‫َ‬
‫طا ﴿‪ ﴾٥٨‬الكهف ) ‪ .‬ان يصبّر نفسه على مالزمة المؤمنين ‪ ،‬وأن يُعرض عن طاعة‬ ‫فُ ُر ً‬
‫المستكبرين ‪.‬‬
‫‪ : 2 / 4‬وظهر ُكفّار جدد بعد الهجرة باإلضافة للمنافقين ‪ ،‬ونزل النهى عن طاعتهم ‪ .‬قال جل‬
‫وعال ‪:‬‬
‫ع ِلي ًما‬‫ق اللَّـهَ َو َال ت ُ ِط ِع ْال َكافِ ِرينَ َو ْال ُمنَافِقِينَ ِإ َّن اللَّـهَ َكانَ َ‬ ‫ي ات َّ ِ‬‫‪ ( : 1 / 2 / 4‬يَا أَيُّ َها النَّبِ ُّ‬
‫َح ِكي ًما ﴿األحزاب‪﴾٦ :‬‬
‫علَى اللَّـ ِه َو َكفَ ٰى بِاللَّـ ِه‬ ‫‪َ ( : 2 / 2 / 4‬و َال ت ُ ِط ِع ْال َكافِ ِرينَ َو ْال ُمنَافِقِينَ َو َد ْع أَذَا ُه ْم َوت َ َو َّك ْل َ‬
‫يال ﴿األحزاب‪.﴾٨٨ :‬‬ ‫َو ِك ً‬
‫أخيرا‬
‫ما سبق من آيات قرآنية يؤ ّكد أمرين ‪:‬‬
‫‪ 1‬ـ أن القضية األساس هي ( الرسالة ‪ ،‬القرآن ‪ ،‬اآليات ) وليست على اإلطالق شخص دمحم ‪.‬‬
‫‪ 2‬ـ إن دمحما كبشر لم يكن معصوما من الخطأ ‪ .‬كانت عصمته كرسول هي بالرسالة ‪ ،‬فالقضية‬
‫األساس هي أيضا ( الرسالة ‪ ،‬القرآن ‪ ،‬اآليات ) وليست على اإلطالق شخص دمحم ‪.‬‬

‫)‪ (3‬التعليقات‬
‫عمر على دمحم تعليق بواسطة ‪1‬‬ ‫في األحد ‪ 29‬فبراير ‪2222‬‬
‫]‪[91820‬‬
‫شكرا دكتوري الكريم‬

‫دكتوري الكريم‬
‫(و َما يُؤْ ِم ُن أ َ ْكث َ ُر ُه ْم بِ ّ ِ‬
‫اَّلل إِالَّ َو ُهم ُّم ْش ِر ُكونَ‬ ‫))‪ (106‬يقول تعالى في سورة يوسف َ‬
‫وهذا واقع مر نعيشة االن ‪ .‬كل طائفة دينية تدعي االيمان باهلل وحده ولكنها تشرك معه عبد من‬
‫‪ .‬عبيدة في االيمان‬
‫في احد المرات سألني زميل لماذا ال تشهد لدمحم بانه رسول هللا في صالتك ‪ .‬قلت له ولماذا انته‬
‫ال تشهد لعيسى او موسى او ابراهيم في صالتك ! لم يستطع االجابة ‪...‬وعليه شاهدت مقطع‬
‫لقناة فضائية تدعى الرحمه وهم ولالسف " يتندرون " عليكم واعلم انكم ال تهتمون لهم‬
‫ولكن في القلب غصه ‪ ،‬ويلفقون لكم كالم ال تقولونه وايحائهم للمشاهد برفضكم لالعتراف‬
‫للرسول بالشهادة ثم يستجدون المشاهد عدم السماع لكم ويحلفون باهلل انهم على حق !! سبحان‬
‫من قال "يوم يبعثهم هللا جميعا فيحلفون له كما يحلفون لكم ويحسبون انهم على شيء اال انهم‬
‫هم الكاذبون‬

‫سعيد علي تعليق بواسطة ‪2‬‬ ‫في اإلثنين ‪ 12‬فبراير ‪2222‬‬


‫]‪[91821‬‬

‫‪.‬عالقة المؤمنين برسلهم و أنبيائهم‬

‫حفظكم هللا جل و عال دكتور أحمد و لمن لم يقرأ سلسلة هذه المقاالت من ‪ 1‬إلى ‪ 11‬و قرأ هذا‬
‫‪ .‬المقال لكفاه‬
‫من القرآن الكريم نتتبع أقوال ( المؤمنين و ليس الكافرين برسلهم و أنبيائهم ) و نحلل هذه‬
‫األقوال و هو موضوع طويل بال شك و لكن لن نجد فيه تقديسا ألحد منهم بل بالعكس ! و هذا‬
‫يرجع إلى بيئة المجتمع نفسه و طريقة التعامل و أغلب األنبياء عليهم السالم لم يكونوا ذا شأن‬
‫اجتماعي كبير – و هللا أعلم حيث يجعل رسالته ‪ -‬و قضية تقديس النبي دمحم عليه السالم لم تكن‬
‫ظاهرة بهذا الشكل إال بعد ظهور الشافعي و فهمه الخاطئ آلية ‪ ( :‬و ما ينطق عن الهوى إن‬
‫هو إال وحي يوحى ) حيث لم يفرق بين معنى ( النطق ) و معنى ( القول ) فالقائل هو هللا جل‬
‫و عال و الناطق بقول هللا جل و عال هو دمحم عليه السالم لذا ليس كل ما نطق به دمحم عليه‬
‫‪ .‬السالم قوال هلل عز و جل‬
‫أحسنت دكتور أحمد مقال أكثر من رائع حفظكم هللا جل و عال و هللا جل و على هو فقط و‬
‫‪ .‬بنسبة ‪ % 122‬من يعزر و يوقر و يسبّح بكرة و أصيال‬
‫آحمد صبحي منصور تعليق بواسطة ‪3‬‬ ‫في الثالثاء ‪ 11‬فبراير ‪2222‬‬
‫]‪[91824‬‬

‫‪ :‬شكرا استاذ سعيد على ‪ ،‬وشكرا استاذ عمر ‪ ،‬واقول‬

‫أهل القرآن المؤمنون به وحده حديثا هم أولى الناس بالنبى دمحم عليه السالم ‪ ،‬وهم أكثر الناس‬
‫‪ُ .‬حبّا له وإحتراما له‬
‫‪ .‬ندعو هللا جل وعال أن يجعلنا فى رفقة مع األنبياء والصديقين والصالحين والشهداء‪.‬‬

‫المقال الثانى عشر‬


‫‪ :‬اإليمان ليس بشخص دمحم‪ ،‬ولكن بما ( أنزل على دمحم)‬
‫من آمن ب (دمحم) فقد كفر‪ :)12(:‬الكفر والتكذيب باآليات والكتاب وليس بشخص النبى‬
‫آحمد صبحي منصور في اإلثنين ‪ 12‬فبراير ‪2222‬‬

‫من آمن ب (دمحم) فقد كفر‪ :)12(:‬الكفر والتكذيب باآليات والكتاب وليس بشخص النبى‬
‫اإليمان ليس بشخص دمحم‪،‬ولكن بما ( أنزل على دمحم)‬
‫الكفر والتكذيب باآليات والكتاب وليس بشخص النبى‬
‫مقدمة‬
‫ى لقومه ‪ (:‬لقد أكلت تفاحا ) فكذّبوه ‪ ،‬فليس هذا تكذيبا في الدين وال كفرا بالرسالة‬ ‫‪ 1‬ـ لو قال نب ُّ‬
‫التي يبلغها النبى الرسول ‪ .‬هو تكذيب في أمر شخصى‪.‬‬
‫ليس شخص النبى الرسول محل إيمان أو كفر ‪.‬‬
‫فإن كل الرساالت اإللهية تعبر عن ( ال إله إال هللا )‬ ‫‪ 2‬ـ مع إختالف الزمان والمكان واللسان ّ‬
‫وحي ِإلَ ْي ِه أَنَّهُ َال ِإلَ ٰـهَ ِإ َّال أَنَا‬
‫سو ٍل ِإ َّال نُ ِ‬‫س ْلنَا ِمن قَ ْب ِل َك ِمن َّر ُ‬
‫قال جل وعال ‪َ ( :‬و َما أ َ ْر َ‬
‫ي ِإلَي َْك َو ِإلَى الَّذِينَ ِمن‬ ‫ُون ﴿‪ ﴾٥٢‬األنبياء ) وكلها تدعو لنبذ الكفر والشرك ‪َ ( :‬ولَقَ ْد أ ُ ِ‬
‫وح َ‬ ‫فَا ْعبُد ِ‬
‫ع َملُ َك َولَت َ ُكون ََّن ِمنَ ْالخَا ِس ِرينَ ﴿‪ ﴾١٢‬بَ ِل اللَّـهَ فَا ْعبُ ْد َو ُكن ِ ّمنَ‬ ‫ط َّن َ‬ ‫قَ ْب ِل َك لَ ِئ ْن أ َ ْش َر ْك َ‬
‫ت لَيَ ْحبَ َ‬
‫شا ِك ِرينَ ﴿‪ ﴾١١‬الزمر) ‪ ،‬ال فارق هنا بين رسالة نوح والرساالت التي جاءت بعده ‪ ،‬ولهذا فإن‬ ‫ال َّ‬
‫قوم نوح حين كذبوا برسالة نوح فقد كذبوا بكل الرسل والرساالت التي نزلت بعد إهالكهم ‪.‬‬
‫ت قَ ْو ُم نُ ٍ‬
‫وح‬ ‫س َل أ َ ْغ َر ْقنَا ُه ْم )﴿‪ ﴾٣١‬الفرقان ) ( َكذَّبَ ْ‬ ‫الر ُ‬‫وح لَّ َّما َكذَّبُوا ُّ‬ ‫قال جل وعال ‪َ ( :‬وقَ ْو َم نُ ٍ‬
‫سلِينَ ﴿‪﴾٦١٢‬الشعراء)‪ .‬أشخاص الرسل واألنبياء ال دخل لها في اإليمان أو الكفر ‪.‬‬ ‫ْال ُم ْر َ‬
‫‪ 3‬ـ والقرآن الكريم الذى نزل مصدقا لما سبقه من ُكتُب إالهية يجعل ( اآليات ) هي محور‬
‫اإليمان والتصديق أو الكفر والتكذيب ‪ .‬ليس تصديقا بفالن أو تكذيبا لفالن بل إيمان باآليات أو‬
‫كفر بها ‪ .‬ونعطى بعض تفصيالت ‪.‬‬
‫أوال ‪:‬‬
‫سل الوحى الشيطانى الذين يفترون على هللا جل وعال‬ ‫رسل هللا الذين جاءوا بالصدق يقابلهم ُر ُ‬
‫كذبا ويكذبون بآياته ‪.‬‬
‫ْس فِي َج َهنَّ َم‬ ‫ق إِ ْذ َجا َءهُ أَلَي َ‬ ‫الص ْد ِ‬
‫ب بِ ِ ّ‬ ‫علَى اللَّـ ِه َو َك َّذ َ‬ ‫ب َ‬ ‫ظلَ ُم ِم َّمن َكذَ َ‬ ‫‪ 1‬ـ قال جل وعال ‪ ( :‬فَ َم ْن أ َ ْ‬
‫ص َّدقَ بِ ِه ۚ أُولَ ٰـئِ َك ُه ُم ْال ُمتَّقُونَ ﴿‪ ﴾٣٣‬الزمر ) هو‬ ‫ق َو َ‬ ‫الص ْد ِ‬ ‫َمثْ ًوى ِلّ ْل َكافِ ِرينَ ﴿ ‪َ ﴾٣٥‬والَّذِي َجا َء ِب ِ ّ‬
‫بمجرد أن يفترى على هللا جل وعال كذبا يكون قد كذّب بآيات هللا ‪ .‬فاإلفتراء الكاذب على رب‬
‫العزة في داخله تكذيب بآيات هللا ‪ .‬لذا يأتي اإلفتراء والتكذيب مقترنين في كثير من اآليات ‪.‬‬
‫يكفى أنهم في عصرنا يتهمون الكتاب الكريم بأنه ناقص يحتاج الى سنّتهم و ُمبهم يحتاج الى‬
‫تفسيرهم ‪ ،‬وال يكفى إذ ال بد عندهم من حديث أو رأى لعلمائهم يعضّد اآلية ‪.‬‬
‫‪ 2‬ـ تعبير ( أظلم ) يعنى التطرف في الظلم ‪ ،‬ألنه ظلم لرب العزة جل وعال ‪ ،‬فهؤالء الظلمة‬
‫يفترون وحيا ينسبونه لرب العزة جل وعال ظلما وجورا ‪ ،‬لذا يأتي التعبير باإلستفهام اإلنكارى‬
‫‪ ،‬يقول جل وعال في حكم عام فوق الزمان والمكان واللسان ‪:‬‬
‫الظا ِل ُمونَ ﴿األنعام‪:‬‬ ‫ب ِبآيَا ِت ِه ِإنَّهُ َال يُ ْف ِل ُح َّ‬ ‫علَى اللَّـ ِه َك ِذبًا أ َ ْو َكذَّ َ‬ ‫ظلَ ُم ِم َّم ِن ا ْفت َ َر ٰى َ‬ ‫‪َ ( : 1 / 2‬و َم ْن أ َ ْ‬
‫‪ ، ﴾٥٦‬فالبخارى وأمثاله ظالمون وال يفلحون ‪.‬‬
‫ب ِبآيَاتِ ِه إِنَّهُ َال يُ ْف ِل ُح ْال ُم ْج ِر ُمونَ ﴿يونس‪:‬‬ ‫علَى اللَّـ ِه َك ِذبًا أ َ ْو َكذَّ َ‬ ‫ظلَ ُم ِم َّم ِن ا ْفت َ َر ٰى َ‬‫‪ ( : 2 / 2‬فَ َم ْن أ َ ْ‬
‫‪ ﴾٦١‬فالبخارى وأمثاله مجرمون وال يفلحون ‪.‬‬
‫اس بِغَي ِْر ِع ْل ٍم ِإ َّن اللَّـهَ َال يَ ْهدِي ْالقَ ْو َم‬ ‫ُض َّل النَّ َ‬ ‫علَى اللَّـ ِه َك ِذبًا ِلّي ِ‬ ‫ظلَ ُم ِم َّم ِن ا ْفت َ َر ٰى َ‬ ‫‪ ( : 3 / 2‬فَ َم ْن أ َ ْ‬
‫الظا ِل ِمينَ ﴿األنعام‪ .﴾٦٨٨ :‬هذا الظالم ال يهديه هللا جل وعال ‪.‬‬ ‫َّ‬
‫علَى اللَّـ ِه َك ِذبًا ﴿الكهف‪﴾٦٢ :‬‬ ‫ظلَ ُم ِم َّم ِن ا ْفت َ َر ٰى َ‬ ‫‪ ( : 4 / 2‬فَ َم ْن أ َ ْ‬
‫ْس فِي َج َهنَّ َم‬ ‫ق لَ َّما َجا َءهُ أَلَي َ‬ ‫ب ِب ْال َح ّ ِ‬ ‫علَى اللَّـ ِه َك ِذبًا أ َ ْو َكذَّ َ‬ ‫ظلَ ُم ِم َّم ِن ا ْفت َ َر ٰى َ‬ ‫‪َ ( : 5 / 2‬و َم ْن أ َ ْ‬
‫َمثْ ًوى ِلّ ْل َكافِ ِرينَ ﴿العنكبوت‪﴾١٨ :‬‬
‫ف‬ ‫ص َد َ‬ ‫ت اللَّـ ِه َو َ‬ ‫ب ِبآيَا ِ‬ ‫ظلَ ُم ِم َّمن َكذَّ َ‬ ‫‪ ( : 8 / 2‬فَقَ ْد َجا َء ُكم بَ ِيّنَةٌ ِ ّمن َّر ِبّ ُك ْم َو ُهدًى َو َر ْح َمةٌ فَ َم ْن أ َ ْ‬
‫ص ِدفُونَ ﴿األنعام‪﴾٦٢١ :‬‬ ‫ب ِب َما َكانُوا يَ ْ‬ ‫سو َء ْالعَذَا ِ‬ ‫ع ْن آيَا ِتنَا ُ‬ ‫ص ِدفُونَ َ‬ ‫سن َْج ِزي الَّذِينَ يَ ْ‬ ‫ع ْن َها َ‬‫َ‬
‫‪ : 1 / 2‬عن موقفهم عند اإلحتضار قال جل وعال ‪:‬‬
‫َي ٌء‬ ‫ي َولَ ْم يُو َح ِإلَ ْي ِه ش ْ‬ ‫ي إِلَ َّ‬‫وح َ‬ ‫علَى اللَّـ ِه َك ِذبًا أ َ ْو قَا َل أ ُ ِ‬ ‫‪َ ( : 1 / 1 / 2‬و َم ْن أ َ ْ‬
‫ظلَ ُم ِم َّم ِن ا ْفت َ َر ٰى َ‬
‫طو‬ ‫ت َو ْال َم َالئِ َكةُ بَا ِس ُ‬ ‫ت ْال َم ْو ِ‬ ‫غ َم َرا ِ‬ ‫الظا ِل ُمونَ ِفي َ‬ ‫نز ُل ِمثْ َل َما أَنزَ َل اللَّـهُ َولَ ْو ت َ َر ٰى إِ ِذ َّ‬ ‫سأ ُ ِ‬
‫َو َمن قَا َل َ‬
‫ق َو ُكنت ُ ْم‬ ‫غي َْر ْال َح ّ ِ‬‫علَى اللَّـ ِه َ‬ ‫ون بِ َما ُكنت ُ ْم تَقُولُونَ َ‬ ‫اب ْال ُه ِ‬ ‫س ُك ُم ْاليَ ْو َم ت ُ ْجزَ ْونَ َ‬
‫عذَ َ‬ ‫أ َ ْيدِي ِه ْم أ َ ْخ ِر ُجوا أَنفُ َ‬
‫ع ْن آيَاتِ ِه ت َ ْست َ ْكبِ ُرونَ ﴿األنعام‪﴾٨٣ :‬‬ ‫َ‬
‫َصيبُ ُهم ِ ّمنَ‬ ‫ب بِآيَاتِ ِه أُولَ ٰـئِ َك يَنَالُ ُه ْم ن ِ‬ ‫علَى اللَّـ ِه َك ِذبًا أ َ ْو َك َّذ َ‬ ‫ظلَ ُم ِم َّم ِن ا ْفت َ َر ٰى َ‬ ‫‪ ( : 2 / 1 / 2‬فَ َم ْن أ َ ْ‬
‫عنَّا‬ ‫ضلُّوا َ‬ ‫ُون اللَّـ ِه قَالُوا َ‬ ‫سلُنَا يَت َ َوفَّ ْونَ ُه ْم قَالُوا أَيْنَ َما ُكنت ُ ْم ت َ ْدعُونَ ِمن د ِ‬ ‫ب َحت َّ ٰى ِإذَا َجا َءتْ ُه ْم ُر ُ‬ ‫ْال ِكتَا ِ‬
‫علَ ٰى أَنفُ ِس ِه ْم أَنَّ ُه ْم َكانُوا َكا ِف ِرينَ ﴿األعراف‪﴾٣١ :‬‬ ‫ش ِهدُوا َ‬ ‫َو َ‬
‫‪ : 6 / 2‬وعند العرض على الرحمن جل وعال وشهادة األشهاد عليهم ‪ ،‬قال جل وعال (‬
‫علَ ٰى َر ِبّ ِه ْم َويَقُو ُل ْاأل َ ْش َها ُد َه ٰـؤ َُال ِء‬ ‫علَى اللَّـ ِه َك ِذبًا أُولَ ٰـ ِئ َك يُ ْع َرضُونَ َ‬ ‫ظلَ ُم ِم َّم ِن ا ْفت َ َر ٰى َ‬ ‫َو َم ْن أ َ ْ‬
‫الظا ِل ِمينَ ﴿هود‪﴾٦٨ :‬‬ ‫علَى َّ‬ ‫علَ ٰى َر ِبّ ِه ْم أ َ َال لَ ْعنَةُ اللَّـ ِه َ‬ ‫الَّذِينَ َكذَبُوا َ‬
‫‪ : 9 / 2‬التابعون ألئمة اإلفتراء المؤمنون بهم وبأحاديثهم الضالة قال جل وعال عنهم ‪:‬‬
‫ت يَ َداهُ إِنَّا َجعَ ْلنَا‬ ‫ي َما قَ َّد َم ْ‬ ‫ع ْن َها َونَ ِس َ‬ ‫ض َ‬ ‫ت َربِّ ِه فَأَع َْر َ‬ ‫ظلَ ُم ِم َّمن ذُ ِ ّك َر بِآيَا ِ‬ ‫‪َ ( : 1 / 9 / 2‬و َم ْن أ َ ْ‬
‫ع ُه ْم إِلَى ْال ُه َد ٰى فَلَن يَ ْهتَدُوا إِذًا أَبَدًا ﴿الكهف‪:‬‬ ‫علَ ٰى قُلُوبِ ِه ْم أ َ ِكنَّةً أَن يَ ْفقَ ُهوهُ َوفِي آ َذا ِن ِه ْم َو ْق ًرا َو ِإن ت َ ْد ُ‬ ‫َ‬
‫‪ . ﴾٢١‬لو دعوت أحد الدمحميين الى االيمان بحديث القرآن وحده سيُعرض عنك ‪.‬‬
‫ع ْن َها ِإنَّا‬ ‫ض َ‬ ‫ت َربِّ ِه ث ُ َّم أَع َْر َ‬ ‫ظلَ ُم ِم َّمن ذُ ِ ّك َر بِآيَا ِ‬ ‫‪ : 2 / 9 / 2‬وعن مصيره قال جل وعال ( َو َم ْن أ َ ْ‬
‫ِمنَ ْال ُم ْج ِر ِمينَ ُمنت َ ِق ُمونَ ﴿السجدة‪﴾٥٥ :‬‬
‫علَى اللَّـ ِه‬ ‫ظلَ ُم ِم َّم ِن ا ْفت َ َر ٰى َ‬ ‫‪ : 3 / 9 / 2‬وعن أنه ال أمل في هدايته قال جل وعال ‪َ ( :‬و َم ْن أ َ ْ‬
‫الظا ِل ِمينَ ﴿الصف‪.﴾١ :‬‬ ‫اإلس َْال ِم َواللَّـهُ َال يَ ْهدِي ْالقَ ْو َم َّ‬ ‫ع ٰى ِإلَى ْ ِ‬ ‫ِب َو ُه َو يُ ْد َ‬ ‫ْال َكذ َ‬
‫‪ 3‬ـ وقد ضرب رب العزة جل وعال مثأل لمن يختار بحريته تكذيب آيات هللا منحازا الى‬
‫ان فَ َكانَ‬ ‫ط ُ‬ ‫ش ْي َ‬‫سلَ َخ ِم ْن َها فَأَتْبَعَهُ ال َّ‬ ‫علَ ْي ِه ْم نَبَأ َ الَّذِي آت َ ْينَاهُ آيَا ِتنَا فَان َ‬
‫نقيضها فقال جل وعال ‪َ ( :‬واتْ ُل َ‬
‫ض َواتَّبَ َع ه ََواهُ فَ َمثَلُهُ َك َمث َ ِل‬ ‫ِمنَ ْالغَا ِوينَ ﴿ ‪َ ﴾٦١٢‬ولَ ْو ِشئْنَا لَ َرفَ ْعنَاهُ بِ َها َولَ ٰـ ِكنَّهُ أ َ ْخلَ َد إِلَى ْاأل َ ْر ِ‬
‫ٰ‬
‫ص‬‫ص َ‬ ‫ص ْالقَ َ‬ ‫ص ِ‬ ‫ث أ َ ْو تَتْ ُر ْكهُ يَ ْل َهث ذَّ ِل َك َمث َ ُل ْالقَ ْو ِم الَّذِينَ َكذَّبُوا بِآيَاتِنَا فَا ْق ُ‬ ‫علَ ْي ِه يَ ْل َه ْ‬
‫ب إِن ت َ ْح ِم ْل َ‬ ‫ْال َك ْل ِ‬
‫ظ ِل ُمونَ ﴿ ‪﴾٦١١‬‬ ‫س ُه ْم َكانُوا يَ ْ‬ ‫سا َء َمث َ ًال ْالقَ ْو ُم الَّذِينَ َكذَّبُوا بِآيَاتِنَا َوأَنفُ َ‬ ‫لَعَلَّ ُه ْم يَتَفَ َّك ُرونَ ﴿ ‪َ ﴾٦١١‬‬
‫األعراف )‪.‬‬
‫‪ 4‬ـ وأوضح رب العزة أنه سيُملى لهم وسيستدرجهم طالما يصممون على اإليمان بحديث آخر‬
‫غير القرآن الكريم ‪ .‬قال جل وعال ‪:‬‬
‫ْث َال يَ ْعلَ ُمونَ ﴿‪َ ﴾٦٨٥‬وأ ُ ْم ِلي لَ ُه ْم ۚۚ ِإ َّن‬ ‫سنَ ْست َ ْد ِر ُج ُهم ِ ّم ْن َحي ُ‬ ‫‪َ ( : 1 / 4‬والَّذِينَ َكذَّبُوا ِبآيَاتِنَا َ‬
‫ين ﴿‪ ﴾٦٨٨‬أ َ َولَ ْم‬ ‫اح ِب ِهم ِ ّمن ِجنَّ ٍة ۚۚ ِإ ْن ُه َو ِإ َّال نَذ ٌ‬
‫ِير ُّم ِب ٌ‬ ‫ص ِ‬ ‫ين ﴿‪ ﴾٦٨٣‬أ َ َولَ ْم يَتَفَ َّك ُروا ۚ َما ِب َ‬ ‫َك ْيدِي َمتِ ٌ‬
‫س ٰى أَن يَ ُكونَ قَ ِد ا ْقت َ َر َ‬
‫ب‬ ‫َيءٍ َوأ َ ْن َع َ‬ ‫ض َو َما َخلَقَ اللَّـهُ ِمن ش ْ‬ ‫ت َو ْاأل َ ْر ِ‬ ‫س َم َاوا ِ‬ ‫ت ال َّ‬ ‫ظ ُروا ِفي َملَ ُكو ِ‬ ‫يَن ُ‬
‫ث بَ ْع َدهُ يُؤْ ِمنُونَ ﴿‪ ﴾٦٨٢‬األعراف )‬ ‫ي َحدِي ٍ‬ ‫أ َ َجلُ ُه ْم ۖۚ فَ ِبأ َ ِّ‬
‫ْث َال يَ ْعلَ ُمونَ ﴿‪ ﴾٨٨‬فَذَ ْرنِي‬ ‫سنَ ْست َ ْد ِر ُج ُهم ِ ّم ْن َحي ُ‬ ‫ث ۖۚ َ‬ ‫ب بِ َه ٰـذَا ْال َحدِي ِ‬ ‫‪ ( : 2 / 4‬فَذَ ْرنِي َو َمن يُ َك ِذّ ُ‬
‫ْث َال يَ ْعلَ ُمونَ ﴿‪َ ﴾٨٨‬وأ ُ ْم ِلي لَ ُه ْم ۚۚ إِ َّن َك ْيدِي‬ ‫سنَ ْست َ ْد ِر ُج ُهم ِ ّم ْن َحي ُ‬ ‫ث ۖۚ َ‬ ‫ب بِ َه ٰـذَا ْال َحدِي ِ‬ ‫َو َمن يُ َك ِذّ ُ‬
‫ين ﴿‪ (﴾٨٢‬القلم )‬ ‫َمتِ ٌ‬
‫ثانيا ‪ :‬عقوبة الكافرين بآيات هللا ليست بديال عن عذاب اآلخرة‬
‫‪ 1‬ـ يوجد الكتاب اإللهى بآياته ويوجد في المقابل أحاديث شيطانية تمأل أطنانا من المؤلفات ‪،‬‬
‫وفى كل زمان ومكان ‪ .‬لكل فرد حريته في اإليمان بالكتاب االلهى وحده حديثا أو باإليمان‬
‫بالمفتريات الشيطانية ‪ ،‬وهو يتحمل المسئولية ‪ .‬والذى يختار التكذيب بآيات هللا يتعرض للعقاب‬
‫علَ ْي ُك ْم آيَاتِي فَ َم ِن اتَّقَ ٰى َوأ َ ْ‬
‫صلَ َح‬ ‫صونَ َ‬ ‫س ٌل ِ ّمن ُك ْم يَقُ ُّ‬ ‫‪ .‬قال جل وعال ‪ ( :‬يَا بَنِي آ َد َم ِإ َّما يَأْتِيَنَّ ُك ْم ُر ُ‬
‫اب‬ ‫ص َح ُ‬ ‫ع ْن َها أُولَ ٰـئِ َك أ َ ْ‬ ‫ف َعلَ ْي ِه ْم َو َال ُه ْم يَ ْحزَ نُونَ ﴿ ‪َ ﴾٣٢‬والَّذِينَ َكذَّبُوا ِبآيَا ِتنَا َوا ْست َ ْكبَ ُروا َ‬ ‫فَ َال خ َْو ٌ‬
‫ار ۖۚ ُه ْم ِفي َها خَا ِلدُونَ ﴿‪ ﴾٣١‬األعراف )‬ ‫النَّ ِ‬
‫‪ 2‬ـ قال جل وعال عن إستهزاء األمم السابقة بآيات هللا ورسله ‪:‬‬
‫س ِخ ُروا ِم ْن ُهم َّما َكانُوا بِ ِه‬ ‫س ٍل ِ ّمن قَ ْب ِل َك فَ َحاقَ بِالَّذِينَ َ‬ ‫ئ بِ ُر ُ‬ ‫‪َ ( : 1 / 2‬ولَقَ ِد ا ْست ُ ْه ِز َ‬
‫يَ ْست َ ْه ِزئُونَ ﴿األنعام‪﴾٦١ :‬‬
‫ف َكانَ‬ ‫س ٍل ِ ّمن قَ ْب ِل َك فَأ َ ْملَيْتُ ِللَّذِينَ َكفَ ُروا ث ُ َّم أ َ َخ ْذت ُ ُه ْم فَ َك ْي َ‬ ‫ئ بِ ُر ُ‬ ‫‪َ ( : 2 / 2‬ولَقَ ِد ا ْست ُ ْه ِز َ‬
‫ب ﴿الرعد‪﴾٣٥ :‬‬ ‫ِعقَا ِ‬
‫س ِخ ُروا ِم ْن ُهم َّما َكانُوا بِ ِه‬ ‫س ٍل ِ ّمن قَ ْب ِل َك فَ َحاقَ بِالَّذِينَ َ‬ ‫ئ بِ ُر ُ‬ ‫‪َ ( : 3 / 2‬ولَقَ ِد ا ْست ُ ْه ِز َ‬
‫يَ ْست َ ْه ِزئُونَ ﴿األنبياء‪﴾٨٦ :‬‬
‫‪ 3‬ـ وقال جل وعال عن إهالكهم بسبب تكذيبهم بآيات هللا جل وعال ‪:‬‬
‫‪ : 1 / 3‬قوم نوح ‪:‬‬
‫‪ ( : 1 / 1 / 3‬فَ َكذَّبُوهُ فَأَن َج ْينَاهُ َوالَّذِينَ َمعَهُ ِفي ْالفُ ْل ِك َوأ َ ْغ َر ْقنَا الَّذِينَ َكذَّبُوا ِبآيَا ِتنَا ِإنَّ ُه ْم َكانُوا‬
‫ع ِمينَ ﴿األعراف‪﴾١٨ :‬‬ ‫قَ ْو ًما َ‬
‫ف َوأ َ ْغ َر ْقنَا الَّذِينَ‬ ‫‪ (: 2 / 1 / 3‬فَ َكذَّبُوهُ فَنَ َّج ْينَاهُ َو َمن َّمعَهُ فِي ْالفُ ْل ِك َو َجعَ ْلنَا ُه ْم خ ََالئِ َ‬
‫عاقِبَةُ ْال ُمنذَ ِرينَ ﴿يونس‪﴾١٣ :‬‬ ‫ْف َكانَ َ‬ ‫ظ ْر َكي َ‬ ‫َكذَّبُوا بِآيَاتِنَا فَان ُ‬
‫س ْوءٍ فَأ َ ْغ َر ْقنَا ُه ْم‬ ‫ص ْرنَاهُ ِمنَ ْالقَ ْو ِم الَّذِينَ َكذَّبُوا بِآيَاتِنَا إِنَّ ُه ْم َكانُوا قَ ْو َم َ‬ ‫‪َ (3 / 1 / 3‬ونَ َ‬
‫أ َ ْج َمعِينَ ﴿األنبياء‪ .﴾١١ :‬الوصف لهم هو بتكذيب اآليات وليس تكذيب شخص نوح ‪.‬‬
‫‪ : 2 / 3‬قوم عاد ‪:‬‬
‫ط ْعنَا َدا ِب َر الَّذِينَ َكذَّبُوا ِبآيَاتِنَا َو َما َكانُوا‬ ‫‪ ( : 1 / 2 / 3‬فَأَن َج ْينَاهُ َوالَّذِينَ َمعَهُ ِب َر ْح َم ٍة ِ ّمنَّا َوقَ َ‬
‫ُمؤْ ِمنِينَ ﴿األعراف‪﴾١٥ :‬‬
‫ش ُّد ِمنَّا قُ َّوة ً أ َ َولَ ْم يَ َر ْوا أ َ َّن‬
‫ق َوقَالُوا َم ْن أ َ َ‬ ‫ض ِبغَي ِْر ْال َح ّ ِ‬ ‫عا ٌد فَا ْست َ ْكبَ ُروا ِفي ْاأل َ ْر ِ‬ ‫‪ ( 2 / 2 / 3‬فَأ َ َّما َ‬
‫ش ُّد ِم ْن ُه ْم قُ َّوة ً َو َكانُوا ِبآيَا ِتنَا يَ ْج َحدُونَ ﴿فصلت‪ .﴾٦٢ :‬الوصف لهم هو‬ ‫اللَّـهَ الَّذِي َخلَقَ ُه ْم ُه َو أ َ َ‬
‫بتكذيب اآليات وليس تكذيب شخص هود‪.‬‬
‫ع ْن َها‬
‫سلِينَ ﴿‪َ ﴾٨١‬وآت َ ْينَا ُه ْم آيَاتِنَا فَ َكانُوا َ‬ ‫اب ْال ِح ْج ِر ْال ُم ْر َ‬ ‫ص َح ُ‬ ‫ب أَ ْ‬ ‫‪ : 3 / 3‬قوم ثمود ‪ ( :‬لَقَ ْد َكذَّ َ‬
‫ص ْي َحةُ‬‫ضينَ ﴿‪َ ﴾٨٦‬و َكانُوا يَ ْن ِحتُونَ ِمنَ ْال ِجبَا ِل بُيُوتًا ِآمنِينَ ﴿‪ ﴾٨٥‬فَأ َ َخذَتْ ُه ُم ال َّ‬ ‫ُم ْع ِر ِ‬
‫ع ْن ُهم َّما َكانُوا يَ ْك ِسبُونَ ﴿‪ ﴾٨٨‬الحجر ) ‪ .‬أيضا تكذيب اآليات وليس‬ ‫صبِ ِحينَ ﴿‪ ﴾٨٣‬فَ َما أ َ ْغن َٰى َ‬ ‫ُم ْ‬
‫شخص النبى صالح ‪.‬‬
‫ب آ ِل فِ ْر َع ْونَ َوالَّذِينَ ِمن قَ ْب ِل ِه ْم َك َّذبُوا بِآيَاتِنَا فَأ َ َخذَ ُه ُم اللَّـهُ‬ ‫‪ : 4 / 3‬عن قريش والعرب ‪َ ( :‬ك َدأْ ِ‬
‫ب ﴿آل عمران‪﴾٦٦ :‬أي إنهم ساروا على دأب فرعون ومن سبقه في‬ ‫شدِي ُد ْال ِعقَا ِ‬ ‫ِبذُنُو ِب ِه ْم َواللَّـهُ َ‬
‫تكذيب اآليات ‪.‬‬
‫ثالثا ‪:‬‬
‫الخلود في الجحيم هو عقوبة الكافرين المكذبين باآليات في اآلخرة‪ ،‬وليس المكذبين بأشخاص‬
‫سل ‪:‬‬ ‫والر ُ‬
‫األنبياء ُّ‬
‫لم يأت الذين كذبوا بدمحم أو بنوح ‪ ،‬وإنما كذبوا وكفروا باآليات ‪ .‬قال جل وعال ‪:‬‬
‫ار ُه ْم فِي َها خَا ِلدُونَ ﴿البقرة‪﴾٣٨ :‬‬ ‫اب النَّ ِ‬ ‫ص َح ُ‬ ‫‪ 1‬ـ ( َوالَّذِينَ َكفَ ُروا َو َكذَّبُوا بِآيَاتِنَا أُولَ ٰـئِ َك أ َ ْ‬
‫ار ُه ْم فِي َها خَا ِلدُونَ ﴿األعراف‪:‬‬ ‫اب النَّ ِ‬‫ص َح ُ‬ ‫ع ْن َها أُولَ ٰـئِ َك أ َ ْ‬ ‫‪ 2‬ـ ( َوالَّذِينَ َكذَّبُوا بِآيَاتِنَا َوا ْست َ ْكبَ ُروا َ‬
‫‪﴾٣١‬‬
‫ين ﴿الحج‪﴾٢١ :‬‬ ‫اب ُّم ِه ٌ‬ ‫عذَ ٌ‬ ‫‪ 3‬ـ ( َوالَّذِينَ َكفَ ُروا َو َكذَّبُوا بِآيَاتِنَا فَأُولَ ٰـئِ َك لَ ُه ْم َ‬
‫اب ْال َج ِح ِيم ﴿المائدة‪﴾٨١ :‬‬ ‫ص َح ُ‬ ‫‪ 4‬ـ ( َوالَّذِينَ َكفَ ُروا َو َكذَّبُوا ِبآيَاتِنَا أُولَ ٰـئِ َك أ َ ْ‬
‫اء َو َال يَ ْد ُخلُونَ ْال َجنَّةَ َحت َّ ٰى‬ ‫س َم ِ‬‫اب ال َّ‬ ‫ع ْن َها َال تُفَت َّ ُح لَ ُه ْم أَب َْو ُ‬‫‪ 5‬ـ ( ِإ َّن الَّذِينَ َكذَّبُوا ِبآيَاتِنَا َوا ْست َ ْكبَ ُروا َ‬
‫اط َو َك ٰذَ ِل َك ن َْج ِزي ْال ُم ْج ِر ِمينَ ﴿األعراف‪﴾٨١ :‬‬ ‫س ِ ّم ْال ِخيَ ِ‬
‫يَ ِل َج ْال َج َم ُل ِفي َ‬
‫سوا ِلقَا َء يَ ْو ِم ِه ْم‬ ‫سا ُه ْم َك َما نَ ُ‬ ‫‪ 8‬ـ ( الَّذِينَ ات َّ َخذُوا دِينَ ُه ْم لَ ْه ًوا َولَ ِعبًا َوغ ََّرتْ ُه ُم ْال َحيَاة ُ ال ُّد ْنيَا فَ ْاليَ ْو َم نَن َ‬
‫َه ٰـذَا َو َما َكانُوا ِبآيَا ِتنَا يَ ْج َحدُونَ ﴿األعراف‪﴾٢٦ :‬‬
‫ت أ َ ْع َمالُ ُه ْم ه َْل ي ُْجزَ ْونَ إِ َّال َما َكانُوا‬ ‫اء ْاآل ِخ َرةِ َحبِ َ‬
‫ط ْ‬ ‫‪ 1‬ـ ( َوالَّذِينَ َكذَّبُوا بِآيَاتِنَا َو ِلقَ ِ‬
‫يَ ْع َملُونَ ﴿األعراف‪﴾٦٨١ :‬‬
‫ض ُرونَ ﴿الروم‪:‬‬ ‫ب ُم ْح َ‬ ‫اء ْاآل ِخ َرةِ فَأُولَ ٰـ ِئ َك فِي ْالعَذَا ِ‬ ‫‪ 6‬ـ ( َوأ َ َّما الَّذِينَ َكفَ ُروا َو َكذَّبُوا بِآيَا ِتنَا َو ِلقَ ِ‬
‫‪﴾٦١‬‬
‫س ِلي ُه ُز ًوا ﴿الكهف‪﴾٦١١ :‬‬ ‫‪9‬ـ ( ٰذَ ِل َك َجزَ ا ُؤ ُه ْم َج َهنَّ ُم بِ َما َكفَ ُروا َوات َّ َخذُوا آيَاتِي َو ُر ُ‬
‫ار ْال ُخ ْل ِد َجزَ ا ًء ِب َما‬ ‫ار لَ ُه ْم فِي َها َد ُ‬ ‫‪ 12‬ـ ( ٰذَ ِل َك َجزَ ا ُء أ َ ْع َد ِاء اللَّـ ِه النَّ ُ‬
‫َكانُوا ِبآيَاتِنَا يَ ْج َحدُونَ ﴿فصلت‪﴾٥٨ :‬‬
‫ار َخي ٌْر أَم َّمن يَأْتِي ِآمنًا‬ ‫‪ 11‬ـ ( ِإ َّن الَّذِينَ ي ُْل ِحدُونَ فِي آيَاتِنَا َال يَ ْخفَ ْونَ َعلَ ْينَا أَفَ َمن ي ُْلقَ ٰى فِي النَّ ِ‬
‫ير ﴿فصلت‪﴾٨١ :‬‬ ‫ص ٌ‬ ‫يَ ْو َم ْال ِقيَا َم ِة ا ْع َملُوا َما ِشئْت ُ ْم ِإنَّهُ ِب َما ت َ ْع َملُونَ بَ ِ‬
‫يص ﴿الشورى‪﴾٣٢ :‬‬ ‫‪ 12‬ـ ( َويَ ْعلَ َم الَّذِينَ يُ َجا ِدلُونَ ِفي آيَا ِتنَا َما لَ ُهم ِ ّمن َّم ِح ٍ‬
‫ين ﴿الجاثية‪﴾٨ :‬‬ ‫اب ُّم ِه ٌ‬ ‫عذَ ٌ‬ ‫ش ْيئًا ات َّ َخذَهَا ُه ُز ًوا أُولَ ٰـئِ َك لَ ُه ْم َ‬ ‫ع ِل َم ِم ْن آيَاتِنَا َ‬ ‫‪ 13‬ـ ( َوإِذَا َ‬
‫س‬ ‫ار خَا ِلدِينَ ِفي َها َوبِئْ َ‬ ‫اب النَّ ِ‬ ‫ص َح ُ‬ ‫‪ 14‬ـ ( َوالَّذِينَ َكفَ ُروا َو َكذَّبُوا بِآيَاتِنَا أُولَ ٰـ ِئ َك أ َ ْ‬
‫ير ﴿التغابن‪﴾٦١ :‬‬ ‫ص ُ‬ ‫ْال َم ِ‬
‫ص َدة ٌ ﴿‪ ﴾٥١‬البلد )‬ ‫َار ُّمؤْ َ‬ ‫علَ ْي ِه ْم ن ٌ‬‫اب ْال َم ْشأ َ َم ِة ﴿‪َ ﴾٦٨‬‬ ‫ص َح ُ‬ ‫‪ 15‬ـ ( َوالَّذِينَ َكفَ ُروا بِآيَاتِنَا ُه ْم أ َ ْ‬
‫‪ 18‬ـ هذه اآليات الكريمة نهديها لمن يسعى في آيات هللا معاجزا يسأل ‪ :‬اين كذا في القرآن ؟‬
‫اب ْال َج ِح ِيم ﴿الحج‪.﴾٢٦ :‬‬ ‫ص َح ُ‬ ‫اج ِزينَ أُولَ ٰـئِ َك أ َ ْ‬ ‫سعَ ْوا فِي آيَاتِنَا ُمعَ ِ‬ ‫‪َ ( : 1 / 18‬والَّذِينَ َ‬
‫اب ِ ّمن ِ ّر ْج ٍز أ َ ِلي ٌم ﴿سبإ‪﴾٢ :‬‬ ‫عذَ ٌ‬ ‫اج ِزينَ أُولَ ٰـئِ َك لَ ُه ْم َ‬ ‫سعَ ْوا فِي آيَاتِنَا ُمعَ ِ‬ ‫‪َ (: 2 / 18‬والَّذِينَ َ‬
‫ض ُرونَ ﴿سبإ‪﴾٣٨ :‬‬ ‫ب ُم ْح َ‬ ‫اج ِزينَ أُولَ ٰـئِ َك فِي ْالعَذَا ِ‬ ‫‪َ ( : 3 / 18‬والَّذِينَ يَ ْسعَ ْونَ فِي آيَا ِتنَا ُمعَ ِ‬
‫سقُونَ ﴿األنعام‪﴾٨٨ :‬‬ ‫اب ِب َما َكانُوا يَ ْف ُ‬ ‫س ُه ُم ْالعَذَ ُ‬ ‫‪َ ( : 11‬والَّذِينَ َكذَّبُوا ِبآيَاتِنَا يَ َم ُّ‬
‫ص ْينَاهُ ِكتَابًا ﴿‪ ﴾٥٨‬فَذُوقُوا فَلَن نَّ ِزي َد ُك ْم ِإ َّال‬ ‫َيءٍ أ َ ْح َ‬ ‫‪ 16‬ـ ( َو َك َّذبُوا ِبآيَا ِتنَا ِك َّذابًا ﴿‪َ ﴾٥٨‬و ُك َّل ش ْ‬
‫عذَابًا ﴿‪ ﴾٣١‬النبأ )‬ ‫َ‬
‫رابعا ‪:‬‬
‫التذكير باآليات ( وليس بشخص النبى ) في مواقف مختلفة في اليوم اآلخر‬
‫عند الحشر ‪ :‬قال جل وعال ‪:‬‬
‫ش ُرهُ يَ ْو َم ْال ِقيَا َم ِة أ َ ْع َم ٰى ﴿‪ ﴾٦٥٨‬قَا َل‬ ‫ضن ًكا َون َْح ُ‬ ‫شة ً َ‬ ‫عن ِذ ْك ِري فَإِ َّن لَهُ َم ِعي َ‬ ‫ض َ‬ ‫‪َ ( : 1‬و َم ْن أَع َْر َ‬
‫يرا ﴿‪ ﴾٦٥٢‬قَا َل َك ٰذَ ِل َك أَتَتْ َك آيَاتُنَا فَنَ ِسيت َ َها َو َك ٰذَ ِل َك ْاليَ ْو َم‬ ‫ص ً‬ ‫ب ِل َم َحش َْرتَنِي أ َ ْع َم ٰى َوقَ ْد ُكنتُ بَ ِ‬ ‫َر ّ ِ‬
‫س ٰى ﴿ ‪ ﴾٦٥١‬طه )‬ ‫تُن َ‬
‫ب ِبآيَاتِنَا فَ ُه ْم يُوزَ عُونَ ﴿ ‪َ (﴾٨٣‬حت َّ ٰى ِإذَا َجا ُءوا‬ ‫ش ُر ِمن ُك ِّل أ ُ َّم ٍة فَ ْو ًجا ِ ّم َّمن يُ َك ِ ّذ ُ‬ ‫‪َ ( : 2‬ويَ ْو َم ن َْح ُ‬
‫طوا ِب َها ِع ْل ًما أ َ َّماذَا ُكنت ُ ْم ت َ ْع َملُونَ ﴿النمل‪﴾٨٨ :‬‬ ‫قَا َل أ َ َكذَّ ْبتُم ِبآيَاتِي َولَ ْم ت ُ ِحي ُ‬
‫س ُهم ِب َما‬‫ت َم َو ِازينُهُ فَأُولَ ٰـ ِئ َك الَّذِينَ َخ ِس ُروا أَنفُ َ‬ ‫عند الميزان ‪ :‬قال جل وعال ‪َ (:‬و َم ْن َخفَّ ْ‬
‫ظ ِل ُمونَ ﴿األعراف‪﴾٨ :‬‬ ‫َكانُوا ِبآيَا ِتنَا يَ ْ‬
‫صونَ‬ ‫س ٌل ِ ّمن ُك ْم يَقُ ُّ‬ ‫نس أَلَ ْم يَأْتِ ُك ْم ُر ُ‬ ‫اإل ِ‬ ‫عند اإلشهاد عليهم ‪ ( :‬يَا َم ْعش ََر ْال ِج ِّن َو ْ ِ‬
‫ش ِهدُوا‬ ‫علَ ٰى أَنفُ ِسنَا َوغ ََّرتْ ُه ُم ْال َحيَاة ُ ال ُّد ْنيَا َو َ‬ ‫ش ِه ْدنَا َ‬ ‫علَ ْي ُك ْم آيَاتِي َويُنذ ُِرونَ ُك ْم ِلقَا َء يَ ْو ِم ُك ْم َه ٰـذَا قَالُوا َ‬ ‫َ‬
‫علَ ٰى أ َنفُ ِس ِه ْم أَنَّ ُه ْم َكانُوا َكافِ ِرينَ ﴿األنعام‪﴾٦٣١ :‬‬ ‫َ‬
‫عند أبواب جهنم‬
‫ت أَب َْوابُ َها َوقَا َل لَ ُه ْم خَزَ نَت ُ َها أَلَ ْم‬ ‫( َو ِسيقَ الَّذِينَ َكفَ ُروا ِإلَ ٰى َج َهنَّ َم ُز َم ًرا َحت َّ ٰى ِإذَا َجا ُءوهَا فُ ِت َح ْ‬
‫ت َك ِل َمةُ‬ ‫ت َر ِبّ ُك ْم َويُنذ ُِرونَ ُك ْم ِلقَا َء يَ ْو ِم ُك ْم َه ٰـذَا قَالُوا بَلَ ٰى َولَ ٰـ ِك ْن َحقَّ ْ‬ ‫س ٌل ِ ّمن ُك ْم يَتْلُونَ َ‬
‫علَ ْي ُك ْم آيَا ِ‬ ‫يَأْتِ ُك ْم ُر ُ‬
‫علَى ْال َكافِ ِرينَ ﴿الزمر‪﴾١٦ :‬‬ ‫ب َ‬ ‫ْالعَذَا ِ‬
‫عند رؤية النار‪:‬‬
‫اب لَ ْو أ َ َّن ِلي َك َّرة ً فَأ َ ُكونَ ِمنَ ْال ُم ْح ِسنِينَ ﴿‪ ﴾٢٨‬بَلَ ٰى قَ ْد‬ ‫قال جل وعال ‪ (:‬أ َ ْو تَقُو َل ِحينَ ت َ َرى ْالعَذَ َ‬
‫نت ِمنَ ْال َكا ِف ِرينَ ﴿‪﴾٢٨‬الزمر﴾‬ ‫ت َو ُك َ‬ ‫ْت ِب َها َوا ْست َ ْكبَ ْر َ‬ ‫َجا َءتْ َك آيَا ِتي فَ َكذَّب َ‬
‫خامسا ‪ :‬التذكير باآليات ( وليس بشخص النبى ) في تفصيالت جهنم ‪.‬‬
‫قال جل وعال ‪:‬‬
‫ع ْميًا َوبُ ْك ًما‬‫علَ ٰى ُو ُجو ِه ِه ْم ُ‬ ‫ش ُر ُه ْم يَ ْو َم ْال ِقيَا َم ِة َ‬ ‫‪ 1‬ـ عن حشرهم في جهنم ‪َ ( :‬ون َْح ُ‬
‫يرا ﴿‪ ﴾٨١‬ذَ ِل َك َجزَ ا ُؤ ُهم بِأَنَّ ُه ْم َكفَ ُروا بِآيَاتِنَا‬ ‫ٰ‬ ‫س ِع ً‬ ‫ت ِز ْدنَا ُه ْم َ‬ ‫ص ًّما ۖۚ َّمأ ْ َوا ُه ْم َج َهنَّ ُم ۖۚ ُكلَّ َما َخبَ ْ‬ ‫َو ُ‬
‫ظا ًما َو ُرفَاتًا أ َ ِإنَّا لَ َم ْبعُوثُونَ خ َْلقًا َجدِيدًا ﴿‪ ﴾٨٨‬االسراء )‬ ‫َوقَالُوا أ َ ِإذَا ُكنَّا ِع َ‬
‫‪ 2‬ـ عن عدم الخروج من النار ‪:‬‬
‫ع ْن ُه ْم َو ُه ْم فِي ِه‬‫ب َج َهنَّ َم خَا ِلدُونَ ﴿‪َ ﴾١٨‬ال يُفَت َّ ُر َ‬ ‫عذَا ِ‬ ‫‪ِ ( : 1 / 2‬إ َّن ْال ُم ْج ِر ِمينَ فِي َ‬
‫علَ ْينَا‬‫ض َ‬ ‫الظا ِل ِمينَ ﴿‪َ ﴾١١‬ونَا َد ْوا يَا َما ِلكُ ِليَ ْق ِ‬ ‫ظلَ ْمنَا ُه ْم َولَ ٰـ ِكن َكانُوا ُه ُم َّ‬ ‫سونَ ﴿‪َ ﴾١٢‬و َما َ‬ ‫ُم ْب ِل ُ‬
‫ار ُهونَ ﴿‪ ﴾١٨‬الزخرف‬ ‫ق َك ِ‬ ‫ق َولَ ٰـ ِك َّن أ َ ْكث َ َر ُك ْم ِل ْل َح ّ ِ‬ ‫َرب َُّك ۖۚ قَا َل ِإنَّ ُكم َّما ِكثُونَ ﴿‪ ﴾١١‬لَقَ ْد ِجئْنَا ُكم ِب ْال َح ّ ِ‬
‫)‬
‫ع ْن ُهم ِ ّم ْن‬
‫ف َ‬ ‫علَ ْي ِه ْم فَيَ ُموتُوا َو َال يُ َخفَّ ُ‬ ‫ض ٰى َ‬ ‫َار َج َهنَّ َم َال يُ ْق َ‬ ‫‪َ ( : 2 / 2‬والَّذِينَ َكفَ ُروا لَ ُه ْم ن ُ‬
‫غي َْر‬‫صا ِل ًحا َ‬ ‫ط ِر ُخونَ فِي َها َربَّنَا أ َ ْخ ِر ْجنَا نَ ْع َم ْل َ‬ ‫ص َ‬ ‫ور ﴿‪َ ﴾٣١‬و ُه ْم يَ ْ‬ ‫عذَابِ َها ۚۚ َك ٰذَ ِل َك ن َْج ِزي ُك َّل َكفُ ٍ‬ ‫َ‬
‫لظا ِل ِمينَ ِمن‬ ‫ِير ۖۚ فَذُوقُوا فَ َما ِل َّ‬ ‫الَّذِي ُكنَّا نَ ْع َم ُل ۚۚ أ َ َولَ ْم نُعَ ِ ّم ْر ُكم َّما يَتَذَ َّك ُر فِي ِه َمن تَذَ َّك َر َو َجا َء ُك ُم النَّذ ُ‬
‫ير ﴿‪ ﴾٣١‬فاطر)‬ ‫ص ٍ‬ ‫نَّ ِ‬
‫ت ُجلُو ُد ُهم بَد َّْلنَا ُه ْم ُجلُودًا‬ ‫َض َج ْ‬ ‫َارا ُكلَّ َما ن ِ‬ ‫ص ِلي ِه ْم ن ً‬ ‫ف نُ ْ‬ ‫س ْو َ‬ ‫‪ِ ( : 3 / 2‬إ َّن الَّذِينَ َكفَ ُروا بِآيَاتِنَا َ‬
‫يزا َح ِكي ًما ﴿النساء‪﴾٢١ :‬‬ ‫ع ِز ً‬ ‫اب ِإ َّن اللَّـهَ َكانَ َ‬ ‫غي َْرهَا ِليَذُوقُوا ْالعَذَ َ‬ ‫َ‬
‫ب ِإذَا ُه ْم يَ ْجأ َ ُرونَ ﴿‪َ ﴾١٨‬ال ت َ ْجأ َ ُروا ْاليَ ْو َم ۖۚ ِإنَّ ُكم‬ ‫‪ 3‬ـ صراخهم ‪َ ( :‬حت َّ ٰى ِإذَا أ َ َخ ْذنَا ُمتْ َرفِي ِهم ِب ْالعَذَا ِ‬
‫صونَ ﴿‪ُ ﴾١١‬م ْست َ ْك ِب ِرينَ‬ ‫علَ ٰى أ َ ْعقَا ِب ُك ْم تَن ِك ُ‬ ‫علَ ْي ُك ْم فَ ُكنت ُ ْم َ‬ ‫َت آيَاتِي تُتْلَ ٰى َ‬ ‫ص ُرونَ ﴿‪ ﴾١٢‬قَ ْد َكان ْ‬ ‫ِ ّمنَّا َال تُن َ‬
‫ت آبَا َء ُه ُم ْاأل َ َّولِينَ ﴿‪ ﴾١٨‬المؤمنون‬ ‫ام ًرا ت َ ْه ُج ُرونَ ﴿‪ ﴾١١‬أَفَلَ ْم يَ َّدب َُّروا ْالقَ ْو َل أ َ ْم َجا َء ُهم َّما لَ ْم يَأ ْ ِ‬ ‫س ِ‬‫ِب ِه َ‬
‫)‬
‫ت اللَّـ ِه أَنَّ ٰى‬ ‫‪ 4‬ـ األغالل والسحب والسجر في النار ‪ ( :‬أَلَ ْم ت َ َر إِلَى الَّذِينَ يُ َجا ِدلُونَ ِفي آيَا ِ‬
‫ف يَ ْعلَ ُمونَ ﴿‪ ﴾١١‬إِ ِذ ْاأل َ ْغ َال ُل‬ ‫س ْو َ‬ ‫سلَنَا ۖۚ فَ َ‬ ‫س ْلنَا بِ ِه ُر ُ‬ ‫ب َوبِ َما أ َ ْر َ‬ ‫ص َرفُونَ ﴿‪ ﴾١٨‬الَّذِينَ َكذَّبُوا بِ ْال ِكتَا ِ‬ ‫يُ ْ‬
‫ار يُ ْس َج ُرونَ ﴿‪ ﴾١٥‬غافر ) ‪ .‬السجر‬ ‫س َال ِس ُل يُ ْس َحبُونَ ﴿‪ ﴾١٦‬فِي ْال َح ِم ِيم ث ُ َّم فِي النَّ ِ‬ ‫فِي أ َ ْعنَاقِ ِه ْم َوال َّ‬
‫هو تحول الماء ( الحميم ) ( ماء النار ) الى لهب ‪.‬‬
‫أخيرا‬
‫‪ 1‬ـ هل البخارى واألحاديث الشيطانية تستحق ذلك العذاب ؟‬
‫‪ 2‬ـ وماذا عن المؤمنين باآليات اإللهية ؟ قال جل وعال ‪:‬‬
‫سبَّ ُحوا ِب َح ْم ِد َر ِبّ ِه ْم َو ُه ْم َال‬ ‫س َّجدًا َو َ‬ ‫‪ِ ( : 1 / 2‬إنَّ َما يُؤْ ِم ُن ِبآيَاتِنَا الَّذِينَ ِإ َذا ذُ ِ ّك ُروا ِب َها خ َُّروا ُ‬
‫يَ ْست َ ْك ِب ُرونَ ﴿السجدة‪﴾٦٢ :‬‬
‫‪ ( : 2 / 2‬الَّذِينَ آ َمنُوا ِبآيَا ِتنَا َو َكانُوا ُم ْس ِل ِمينَ ﴿الزخرف‪﴾١٨ :‬‬
‫ص ِل ِحينَ ﴿األعراف‪:‬‬ ‫ضي ُع أ َ ْج َر ْال ُم ْ‬ ‫ص َالة َ إِنَّا َال نُ ِ‬ ‫ب َوأَقَا ُموا ال َّ‬ ‫س ُكونَ بِ ْال ِكتَا ِ‬ ‫‪َ ( : 3 / 2‬والَّذِينَ يُ َم ِ ّ‬
‫‪﴾٦١١‬‬
‫‪ 3‬ـ وعن المقارنة بين من يؤمن باآليات ومن يكفر بها قال جل وعال ‪َ ( :‬والَّذِينَ آ َمنُوا بِاللَّـ ِه‬
‫ور ُه ْم َوالَّذِينَ َكفَ ُروا‬
‫ش َه َدا ُء ِعن َد َربِّ ِه ْم لَ ُه ْم أ َ ْج ُر ُه ْم َونُ ُ‬ ‫س ِل ِه أُولَ ٰـئِ َك ُه ُم ِ ّ‬
‫الص ِدّيقُونَ َوال ُّ‬ ‫َو ُر ُ‬
‫اب ْال َج ِح ِيم ﴿الحديد‪.﴾٦٨ :‬‬ ‫ص َح ُ‬‫َو َكذَّبُوا بِآيَاتِنَا أُولَ ٰـ ِئ َك أ َ ْ‬

‫الخاتمة‬
‫‪ :‬اإليمان ليس بشخص دمحم‪ ،‬ولكن بما ( أنزل على دمحم)‬
‫‪.‬خاتمة كتاب ( من آمن ب ( دمحم ) فقد كفر‬
‫آحمد صبحي منصور في األربعاء ‪ 12‬فبراير ‪2222‬‬

‫خاتمة كتاب ( من آمن ب ( دمحم ) فقد كفر‪.‬‬


‫( اإليمان ليس بشخص دمحم‪،‬ولكن بما ( أنزل على دمحم)‬
‫أوال ‪ :‬لماذا هذا الكتاب ؟‬
‫سرون على الذين لم تبلغهم رسالة‬ ‫‪ 1‬ـ يحلم أئمة الدمحميين بنشر دينهم في العالم كله ‪ ،‬ويتح ّ‬
‫اإلسالم في مجاهل أفريقيا واألمازون ‪ ،‬وهم يتهمون المسيحيين بالكفر ألن المسيحيين يعبدون‬
‫المسيح ويزعمون أن المسيح إبن هلل ‪ ،‬تعالى هللا جل وعال عن ذلك علوا كبيرا ‪ .‬ومن الطبيعى‬
‫أن يعتبر الدمحميون أنهم على الحق ‪.‬‬
‫سرون على الذين لم تبلغهم رسالة‬ ‫‪ 2‬ـ ـ يحلم أئمة المسحيين بنشر دينهم في العالم كله ‪ ،‬ويتح ّ‬
‫المسيحية في مجاهل أفريقيا واألمازون ‪ ،‬وهم يتهمون المسلمين بالكفر ألن المسلمين ال‬
‫يؤمنون أن المسيح إبن هلل ‪ ،‬تعالى هللا جل وعال عن ذلك علوا كبيرا ‪ .‬ومن الطبيعى أن يعتبر‬
‫المسيحيون أنهم على الحق ‪.‬‬
‫‪ 3‬ـ الذى ال يعلمه المسيحيون أن الدمحميين ال يعتبرون المسيح إبن هللا ألن القرآن أعلن كفر‬
‫من قال هذا ‪ .‬ولكن الدمحميين يقولون في ( دمحم ) ما قاله المسيحيون في المسيح ‪ .‬يزعم الدمحميون‬
‫أن دمحما مخلوق من نور هللا ‪ ،‬وهو نفس المفهوم من الزعم بأنه إبن هللا ‪ ،‬وهم يقولون أن دمحما‬
‫كان نبيا وآدم بين الماء والطين وكان نبيا وآدم ال ماء وال طين ‪ ،‬ويقولون بحديث ( أول من‬
‫خلق هللا نور نبيك يا جابر )‪ .‬وهذا تأليه لدمحم عند الدمحميين يشابه تأليه المسيحيين للمسيح ‪.‬‬
‫‪ 4‬ـ الذى ال يعلمه الدمحميون‪:‬‬
‫‪ : 1 / 4‬أنهم إتخذوا أئمتهم أربابا من دون هللا بمثل ما فعل المسيحيون وغيرهم الذين إتخذوا‬
‫أحبارهم ورهبانهم أربابا من دون هللا ‪ ،‬مع أن رب العزة جل وعال يقول ‪ ( :‬ات َّ َخذُوا أ َ ْحبَ َ‬
‫ار ُه ْم‬
‫احدًا ۖۚ َّال ِإلَ ٰـهَ ِإ َّال‬‫ُون اللَّـ ِه َو ْال َم ِسي َح ابْنَ َم ْريَ َم َو َما أ ُ ِم ُروا ِإ َّال ِليَ ْعبُدُوا ِإلَ ٰـ ًها َو ِ‬
‫َو ُر ْهبَانَ ُه ْم أ َ ْربَابًا ِ ّمن د ِ‬
‫ع َّما يُ ْش ِر ُكونَ ﴿‪ ﴾٣٦‬التوبة )‬ ‫س ْب َحانَهُ َ‬ ‫ُه َو ۚۚ ُ‬
‫ب تَعَالَ ْوا إِلَ ٰى‬ ‫‪ 2 / 4‬ـ أن هللا جل وعال أمر رسوله أن يقول ألهل الكتاب ‪ ( :‬قُ ْل يَا أ َ ْه َل ْال ِكتَا ِ‬
‫ضا أ َ ْربَابًا ِ ّمن‬ ‫ضنَا بَ ْع ً‬ ‫ش ْيئًا َو َال يَت َّ ِخذَ بَ ْع ُ‬ ‫س َواءٍ بَ ْينَنَا َوبَ ْينَ ُك ْم أ َ َّال نَ ْعبُ َد ِإ َّال اللَّـهَ َو َال نُ ْش ِر َك بِ ِه َ‬ ‫َك ِل َم ٍة َ‬
‫ُون اللَّـ ِه ۚۚ فَإِن ت َ َولَّ ْوا فَقُولُوا ا ْش َه ُدوا بِأَنَّا ُم ْس ِل ُمونَ ﴿‪﴾١٨‬آل عمران )‪ ،‬فالدمحميون خالفوا هذا‬ ‫د ِ‬
‫تماما ‪ ،‬فهم جعلوا دمحما وأولياءهم وأئمتهم شركاء هلل جل وعال في ملكه وفى ُحكمه في الدنيا‬
‫وفى يوم الدين ‪ ،‬وهم الذين إتخذ بعضهم بعضا أربابا من دون هللا ( مثال ‪ :‬البخارى ‪ ،‬الحسين‬
‫‪ ،‬السيدة زينب ‪..‬الخ )‪ ،‬بالتالى فهم دمحميون وليسوا مسلمين ‪.‬‬
‫‪ 5‬ـ الذى ال يعلمه الدمحميون والمسيحيون أنهم يعبدون بشرا مثلهم ( المسيح واألحبار والرهبان‬
‫) و ( دمحم واألئمة واألولياء وآل البيت والصحابة والخلفاء ) مع فارق هام أن آلهة الدمحميين‬
‫أضعاف آلهة المسيحيين ألن الصحابة وحدهم عشرات األلوف بينما كان الحواريون عشرات‬
‫فقط ‪.‬‬
‫‪ 1‬ـ إلى متى يكفر الدمحميون برب العالمين ؟‬
‫موعدنا يوم الدين ليحكم بيننا رب العالمين فيما نحن فيه مختلفون‪.‬‬
‫أخيرا‬
‫نرجو تدبر قوله جل وعال ‪:‬‬
‫ص ِ ّدقُونَ ﴿‪ ﴾٢١‬أَفَ َرأ َ ْيتُم َّما ت ُ ْمنُونَ ﴿‪ ﴾٢٨‬أَأَنت ُ ْم ت َ ْخلُقُونَهُ أ َ ْم ن َْح ُن‬ ‫‪ 1‬ـ ( ن َْح ُن َخلَ ْقنَا ُك ْم فَلَ ْو َال ت ُ َ‬
‫علَ ٰى أَن نُّبَ ِ ّد َل أ َ ْمثَالَ ُك ْم َونُن ِشئ َ ُك ْم‬ ‫ت َو َما ن َْح ُن ِب َم ْسبُوقِينَ ﴿‪َ ﴾١١‬‬ ‫ْالخَا ِلقُونَ ﴿‪ ﴾٢٨‬ن َْح ُن قَد َّْرنَا بَ ْينَ ُك ُم ْال َم ْو َ‬
‫ع ِل ْمت ُ ُم النَّ ْشأَة َ ْاألُولَ ٰى فَلَ ْو َال تَذَ َّك ُرونَ ﴿‪ ﴾١٥‬أَفَ َرأ َ ْيتُم َّما‬ ‫ِفي َما َال ت َ ْعلَ ُمونَ ﴿‪َ ﴾١٦‬ولَقَ ْد َ‬
‫ظ ْلت ُ ْم‬
‫طا ًما فَ َ‬ ‫الز ِارعُونَ ﴿‪ ﴾١٨‬لَ ْو نَشَا ُء لَ َجعَ ْلنَاهُ ُح َ‬ ‫عونَهُ أ َ ْم ن َْح ُن َّ‬ ‫ت َ ْح ُرثُونَ ﴿‪ ﴾١٣‬أَأَنت ُ ْم ت َ ْز َر ُ‬
‫تَفَ َّك ُهونَ ﴿‪ ﴾١٢‬إِنَّا لَ ُم ْغ َر ُمونَ ﴿‪ ﴾١١‬بَ ْل ن َْح ُن َم ْح ُرو ُمونَ ﴿‪ ﴾١١‬أَفَ َرأ َ ْيت ُ ُم ْال َما َء الَّذِي‬
‫نزلُونَ ﴿‪ ﴾١٨‬لَ ْو نَشَا ُء َجعَ ْلنَاهُ أ ُ َجا ًجا فَلَ ْو َال‬ ‫ت َ ْش َربُونَ ﴿‪ ﴾١٨‬أَأَنت ُ ْم أَنزَ ْلت ُ ُموهُ ِمنَ ْال ُم ْز ِن أ َ ْم ن َْح ُن ْال ُم ِ‬
‫ش َج َرت َ َها أ َ ْم ن َْح ُن‬ ‫ورونَ ﴿‪ ﴾١٦‬أَأَنت ُ ْم أَنشَأْت ُ ْم َ‬ ‫ار الَّتِي ت ُ ُ‬ ‫ت َ ْش ُك ُرونَ ﴿‪ ﴾١١‬أَفَ َرأ َ ْيت ُ ُم النَّ َ‬
‫سبِ ّْح بِاس ِْم َربِ َّك‬ ‫عا ِلّ ْل ُم ْق ِوينَ ﴿‪ ﴾١٣‬فَ َ‬ ‫ْال ُمن ِشئُونَ ﴿‪ ﴾١٥‬ن َْح ُن َجعَ ْلنَاهَا ت َ ْذ ِك َرة ً َو َمتَا ً‬
‫ْالعَ ِظ ِيم ﴿‪ ﴾١٨‬الواقعة )‬
‫أين دمحم البشر فيما سبق ؟ هل هو الخالق أم هو مثلنا مخلوق ؟‬
‫إلى متى يكفر الدمحميون برب العالمين ؟‬
‫موعدنا يوم الدين ليحكم بيننا رب العالمين فيما نحن فيه مختلفون‪.‬‬
‫ُون اللَّـ ِه لَن يَ ْخلُقُوا ذُبَابًا‬ ‫ب َمث َ ٌل فَا ْست َ ِمعُوا لَهُ ۚۚ ِإ َّن الَّذِينَ ت َ ْدعُونَ ِمن د ِ‬ ‫ض ِر َ‬ ‫اس ُ‬ ‫‪ 2‬ـ (يَا أَيُّ َها النَّ ُ‬
‫ب‬ ‫الطا ِل ُ‬‫ف َّ‬ ‫ضعُ َ‬ ‫ش ْيئًا َّال يَ ْستَن ِقذُوهُ ِم ْنهُ ۚۚ َ‬ ‫اب َ‬ ‫اجت َ َمعُوا لَهُ ۖۚ َو ِإن يَ ْسلُ ْب ُه ُم الذُّبَ ُ‬ ‫َولَ ِو ْ‬
‫يز ﴿‪ ﴾١٨‬الحج )‬ ‫ي َع ِز ٌ‬ ‫وب ﴿‪َ ﴾١٣‬ما قَ َد ُروا اللَّـهَ َح َّق قَ ْد ِر ِه ۚ إِ َّن اللَّـهَ لَقَ ِو ٌّ‬ ‫طلُ ُ‬ ‫َو ْال َم ْ‬
‫أين دمحم البشر فيما سبق ؟ هل هو الخالق أم هو مثلنا مخلوق ؟ هل يستطيع اإلله الذى سموه (‬
‫دمحما ) ان يخلق ذبابة واحدة ؟ هل يستطيع الحسين وآل البيت والبخارى وإبن تيمية وإبن فالن‬
‫خلق ذبابة واحدة ؟‬
‫إلى متى يكفر الدمحميون برب العالمين ؟‬
‫موعدنا يوم الدين ليحكم بيننا رب العالمين فيما نحن فيه مختلفون‪.‬‬
‫ضتُهُ يَ ْو َم ْال ِقيَا َم ِة‬ ‫ض َج ِميعًا قَ ْب َ‬ ‫‪ 3‬ـ ( َو َما قَ َد ُروا اللَّـهَ َح َّق قَ ْد ِر ِه َو َما قَ َد ُروا اللَّـهَ َح َّق قَ ْد ِر ِه َو ْاأل َ ْر ُ‬
‫ص ِعقَ‬ ‫ور فَ َ‬ ‫ص ِ‬ ‫س ْب َحانَهُ َوتَعَالَ ٰى َع َّما يُ ْش ِر ُكونَ ﴿‪َ )﴾١١‬ونُ ِف َخ ِفي ال ُّ‬ ‫َّات ِبيَ ِمي ِن ِه ۚۚ ُ‬ ‫ط ِوي ٌ‬‫س َم َاواتُ َم ْ‬ ‫َوال َّ‬
‫ض ِإ َّال َمن شَا َء اللَّـهُ ۖۚ ث ُ َّم نُ ِف َخ ِفي ِه أ ُ ْخ َر ٰى فَإِذَا ُه ْم ِقيَا ٌم‬ ‫ت َو َمن ِفي ْاأل َ ْر ِ‬ ‫س َم َاوا ِ‬ ‫َمن ِفي ال َّ‬
‫ي‬ ‫ض َ‬ ‫ش َه َد ِاء َوقُ ِ‬ ‫اب َو ِجي َء بِالنَّبِيِّينَ َوال ُّ‬ ‫ض َع ْال ِكت َ ُ‬ ‫ور َربِّ َها َو ُو ِ‬ ‫ض بِنُ ِ‬ ‫ت ْاأل َ ْر ُ‬ ‫ظ ُرونَ ﴿‪َ ﴾٨ ١‬وأ َ ْش َرقَ ِ‬ ‫يَن ُ‬
‫ت َو ُه َو أ َ ْعلَ ُم بِ َما‬ ‫ع ِملَ ْ‬ ‫ت ُك ُّل نَ ْف ٍس َّما َ‬ ‫ُظلَ ُمونَ ﴿‪َ ﴾١٨‬و ُوفِّيَ ْ‬ ‫ق َو ُه ْم َال ي ْ‬ ‫بَ ْينَ ُهم بِ ْال َح ّ ِ‬
‫ت أَب َْوابُ َها َوقَا َل لَ ُه ْم‬ ‫يَ ْفعَلُونَ ﴿‪َ ﴾١١‬و ِسيقَ الَّذِينَ َكفَ ُروا إِلَ ٰى َج َهنَّ َم ُز َم ًرا ۖۚ َحت َّ ٰى ِإذَا َجا ُءوهَا فُتِ َح ْ‬
‫ت َربِّ ُك ْم َويُنذ ُِرونَ ُك ْم ِلقَا َء يَ ْو ِم ُك ْم َه ٰـذَا ۚۚ قَالُوا بَلَ ٰى‬ ‫س ٌل ِ ّمن ُك ْم يَتْلُونَ َعلَ ْي ُك ْم آيَا ِ‬ ‫خَزَ نَت ُ َها أَلَ ْم يَأْتِ ُك ْم ُر ُ‬
‫س‬‫اب َج َهنَّ َم خَا ِلدِينَ ِفي َها ۖۚ فَبِئْ َ‬ ‫علَى ْال َكافِ ِرينَ ﴿‪ ﴾١٦‬قِي َل ا ْد ُخلُوا أَب َْو َ‬ ‫ب َ‬ ‫ت َك ِل َمةُ ْالعَذَا ِ‬ ‫َولَ ٰـ ِك ْن َحقَّ ْ‬
‫ت‬ ‫َمثْ َوى ْال ُمت َ َك ِب ِّرينَ ﴿‪َ ﴾١٥‬و ِسيقَ الَّذِينَ اتَّقَ ْوا َربَّ ُه ْم ِإلَى ْال َجنَّ ِة ُز َم ًرا ۖۚ َحت َّ ٰى ِإذَا َجا ُءوهَا َوفُتِ َح ْ‬
‫ص َدقَنَا‬ ‫علَ ْي ُك ْم ِط ْبت ُ ْم فَا ْد ُخلُوهَا خَا ِلدِينَ ﴿‪َ ﴾١٣‬وقَالُوا ْال َح ْم ُد ِللَّـ ِه الَّذِي َ‬ ‫س َال ٌم َ‬ ‫أَب َْوابُ َها َوقَا َل لَ ُه ْم خَزَ نَت ُ َها َ‬
‫املِينَ ﴿‪َ ﴾١٨‬وت َ َرى ْال َم َالئِ َكةَ‬ ‫ْث نَشَا ُء ۖۚ فَنِ ْع َم أ َ ْج ُر ْالعَ ِ‬ ‫ض نَتَبَ َّوأ ُ ِمنَ ْال َجنَّ ِة َحي ُ‬ ‫َو ْع َدهُ َوأ َ ْو َرثَنَا ْاأل َ ْر َ‬
‫ق َو ِقي َل ْال َح ْم ُد ِللَّـ ِه َر ّ ِ‬
‫ب‬ ‫ي بَ ْينَ ُهم ِب ْال َح ّ ِ‬‫ض َ‬ ‫س ِبّ ُحونَ ِب َح ْم ِد َر ِبّ ِه ْم ۖۚ َوقُ ِ‬ ‫َحا ِفّينَ ِم ْن َح ْو ِل ْالعَ ْر ِش يُ َ‬
‫ْالعَالَ ِمينَ ﴿‪ ﴾ ﴾١٢‬الزمر )‬
‫أين دمحم البشر فيما سبق ؟ هل هو مالك يوم الدين أم سيؤتى به مع الشهداء يوم الدين ؟‬
‫إلى متى يكفر الدمحميون برب العالمين ؟‬
‫موعدنا يوم الدين ليحكم بيننا رب العالمين فيما نحن فيه مختلفون‪.‬‬

‫الملحق‬

‫النبى عندهم مختوم على قفاه‬


‫آحمد صبحي منصور في الخميس ‪ 18‬اكتوبر ‪2214‬‬

‫مقدمة‬
‫‪ 1‬ــ أرباب الديانات األرضية يخترعون لهم إالها يوافق أهواءهم ‪ ،‬ويختلقون شخصية للنبى‬
‫من خياالتهم ‪ ،‬تجمع بين التأليه والتحقير ‪ ،‬يجعلونه إالها وفى نفس الوقت مدعاة للسخرية‬
‫والتندر ‪ .‬ويكون هذا بالتناقض مع الشخصية الحقيقية للنبى فى الرسالة السماوية‪ .‬وأألنبياء هم‬
‫صفوة الخلق ‪ ،‬وهللا جل وعال هو األعلم حيث يضع رساالته ‪.‬‬
‫‪ 2‬ـ من صفات دمحم رسول هللا أنه خاتم النبيين ‪ ،‬او خاتم المرسلين من لدن هللا جل وعال ‪،‬‬
‫َّللا َوخَات َ َم النَّبِ ِيّينَ َو َكانَ َّ‬
‫َّللاُ‬ ‫سو َل َّ ِ‬ ‫يقول جل وعال ‪َ ( :‬ما َكانَ ُم َح َّم ٌد أَبَا أ َ َح ٍد ِم ْن ِر َجا ِل ُك ْم َولَ ِك ْن َر ُ‬
‫ع ِليما ً (‪ ) )42‬األحزاب )‪ .‬ووردت كلمة ( مختوم ) وصفا مجازيا لشراب أهل‬ ‫ِب ُك ِّل ش ْ‬
‫َيءٍ َ‬
‫سونَ (‪)28‬‬ ‫س ْال ُمتَنَا ِف ُ‬ ‫ْك َوفِي ذَ ِل َك فَ ْليَتَنَافَ ْ‬ ‫وم (‪ِ )25‬ختَا ُمهُ ِمس ٌ‬ ‫ق َم ْخت ُ ٍ‬ ‫الجنة ‪ ( :‬يُ ْسقَ ْونَ ِم ْن َر ِحي ٍ‬
‫المطففين ) ‪.‬‬
‫‪‬‬
‫‪ 3‬ـ تحول ( الخاتم ) أو ( ختم النبوة ) الى ( وسم ) أو ( وشم ) جعلوه على ( قفا ) ( النبى )‬
‫الذى إختلقوه ‪ ،‬والذى ال صلة له على االطالق بخاتم النبيين دمحم رسول هللا عليه السالم ‪ .‬هنا‬
‫وصف للتحقير ألنك إذا أردت أن تسخر من شخص قلت عنه ( مختوم على قفاه ) ‪ .‬و ( الختم‬
‫) أو ( الوسم ) يكون للحيوان‪ ،‬وورد قوله جل وعال تحقيرا لبعض المشركين وما ينتظره من‬
‫وم (‪ )18‬القلم )‪.‬‬ ‫ط ِ‬ ‫علَى ْال ُخ ْر ُ‬
‫سنَ ِس ُمهُ َ‬
‫عذاب يوم الدين ‪َ ( :‬‬
‫‪ 4‬ـ ونعطى أمثلة لما ذكره أرباب الدين السنى عن نبيهم ( المختوم على قفاه ) والذى ال شأن‬
‫له على االطالق بخاتم النبيين دمحم عليه سالم هللا جل وعال ‪.‬‬
‫أوال ‪ :‬فى العصر العباسى‬
‫‪ 1‬ـ يذكر البخارى فى ( صحيح البخارى ‪ :‬كتاب المناقب ‪ :‬باب خاتم النبوة ) ( ‪: 3348‬‬
‫حدثنا دمحم بن عبيد هللا حدثنا حاتم عن الجعيد بن عبد الرحمن قال سمعت السائب بن‬
‫يزيد قال ذهبت بي خالتي إلى رسول هللا ملسو هيلع هللا ىلص فقالت يا رسول هللا إن ابن أختي وقع فمسح رأسي‬
‫ودعا لي بالبركة وتوضأ فشربت من وضوئه ثم قمت خلف ظهره فنظرت إلى خاتم بين كتفيه‬
‫قال ابن عبيد هللا الحجلة من حجل الفرس الذي بين عينيه قال إبراهيم بن حمزة مثل زر الحجلة‬
‫) هنا الولد ( السائب بن زيد ذهب مع خالته الى نبيهم المزعوم ‪ ،‬والولد العفريت توضأ من‬
‫من فضالت وضوء ذلك النبى المزعوم ‪ .‬وبعدها نظر الولد العفريت الى ظهر هذا النبى (‬
‫العارى بالطبع ) فرأى خاتم النبوة ‪..‬ووصفه فإذا هو مثل زر الحجلة ‪..‬يا للهول ‪!..‬‬

‫‪ 2‬ـ صحيح مسلم باب الفضائل ‪ ( :‬باب إثبات خاتم النبوة وصفته ومحله من جسده ملسو هيلع هللا ىلص)‬
‫‪ :2344 (:‬حدثنا دمحم بن المثنى حدثنا دمحم بن جعفر حدثنا شعبة عن سماك قال سمعت جابر‬
‫بن سمرة قال رأيت خاتما في ظهر رسول هللا ملسو هيلع هللا ىلص كأنه بيضة حمام‬
‫وحدثنا ابن نمير حدثنا عبيد هللا بن موسى أخبرنا حسن بن صالح عن سماك بهذا اإلسناد مثله‬
‫) هنا شخص آخر هو جابر بن سمرة يزعم انه رأى خاتما آخر ‪ ،‬مختلفا عن الخاتم الذى رآه‬
‫الولد السابق ‪ .‬الخاتم الجديد بيضة حمامة ‪..‬وليس فاتن حمامة ‪!.‬‬

‫‪ 3‬ـ كتاب الشمائل الدمحمية ‪:‬مؤلفه لدمحم بن عيسى السلمي البوغي الترمذي ‪ ،‬من أهل ترمذ‬
‫تحت )(على نهر جيحون) ولد سنة (‪229‬هـ) تتلمذ للبخاري‪ ،‬ومات بترمذ سنة (‪219‬هـ)‬
‫‪: (15-‬عنوان ‪ ( :‬باب ما جاء في خاتم النبوة) توسع هذا الترمذى فى أحاديث الخاتم ‪ ،‬يقول‬
‫حدثنا أبو رجاء قتيبة بن سعيد قال‪ :‬حدثنا حاتم بن إسماعيل‪ ،‬عن الجعد بن عبد الرحمن قال‪:‬‬
‫سمعت السائب بن يزيد يقول‪ :‬ذهبت بي خالتي إلى النبي ملسو هيلع هللا ىلص فقالت‪ :‬يا رسول هللا‪ ،‬إن ابن أختي‬
‫وجع‪ .‬فمسح رأسي ودعا لي بالبركة‪ ،‬وتوضأ‪ ،‬فشربت من وضوئه‪ ،‬وقمت خلف ظهره‪،‬‬
‫‪.‬فنظرت إلى الخاتم بين كتفيه‪ ،‬فإذا هو مثل زر الحجلة‬
‫حدثنا سعيد بن يعقوب الطالقاني قال‪ :‬حدثنا أيوب بن جابر‪ ،‬عن سماك بن حرب‪ ،‬عن ‪16-‬‬
‫‪».‬رأيت الخاتم بين كتفي رسول هللا ملسو هيلع هللا ىلص غدة حمراء مثل بيضة الحمامة« ‪:‬جابر بن سمرة قال‬
‫حدثنا أبو مصعب المدني قال‪ :‬حدثنا يوسف بن الماجشون‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن عاصم بن عمر ‪17-‬‬
‫بن قتادة‪ ،‬عن جدته رميثة قالت‪ :‬سمعت رسول هللا ملسو هيلع هللا ىلص‪ ،‬ولو أشاء أن أقبل الخاتم الذي بين كتفيه‬
‫‪».‬اهتز له عرش الرحمن« ‪:‬من قربه لفعلت‪ ،‬يقول لسعد بن معاذ يوم مات‬
‫حدثنا أحمد بن عبدة الضبي‪ ،‬وعلي بن حجر‪ ،‬وغير واحد‪ ،‬قالوا‪ :‬حدثنا عيسى بن يونس‪18- ،‬‬
‫عن عمر بن عبد هللا مولى غفرة قال‪ :‬حدثني إبراهيم بن دمحم‪ ،‬من ولد علي بن أبي طالب قال‪:‬‬
‫بين كتفيه خاتم النبوة‪ ،‬وهو « ‪:‬كان علي‪ ،‬إذا وصف رسول هللا ملسو هيلع هللا ىلص‪ -‬فذكر الحديث بطوله‪ -‬وقال‬
‫‪».‬خاتم النبيين‬
‫حدثنا دمحم بن بشار قال‪ :‬حدثنا أبو عاصم قال‪ :‬حدثنا عزرة بن ثابت قال‪ :‬حدثني علباء بن ‪19-‬‬
‫أحمر اليشكري قال‪ :‬حدثني أبو زيد عمرو بن أخطب األنصاري قال‪ :‬قال لي رسول هللا صلى‬
‫‪ ،‬فمسحت ظهره‪ ،‬فوقعت أصابعي على »يا أبا زيد‪ ،‬ادن مني فامسح ظهري« ‪:‬هللا عليه وسلم‬
‫‪».‬شعرات مجتمعات« ‪:‬الخاتم قلت‪ :‬وما الخاتم؟ قال‬
‫حدثنا أبو عمار الحسين بن حريث الخزاعي قال‪ :‬حدثنا علي بن حسين بن واقد‪ ،‬قال ‪20-‬‬
‫حدثني أبي قال‪ :‬حدثني عبد هللا بن بريدة قال‪ :‬سمعت أبي بريدة‪ ،‬يقول‪ :‬جاء سلمان الفارسي‬
‫إلى رسول هللا ملسو هيلع هللا ىلص حين قدم المدينة بمائدة عليها رطب فوضعها بين يدي رسول هللا ملسو هيلع هللا ىلص‪،‬‬
‫ارفعها‪ ،‬فإنا ال نأكل « ‪:‬فقال‪ :‬صدقة عليك وعلى أصحابك‪ ،‬فقال »يا سلمان ما هذا؟« ‪:‬فقال‬
‫ما هذا يا « ‪:‬قال‪ :‬فرفعها‪ ،‬فجاء الغد بمثله‪ ،‬فوضعه بين يدي رسول هللا ملسو هيلع هللا ىلص‪ ،‬فقال »الصدقة‬
‫‪.‬ابسطوا ‪: «..‬فقال‪ :‬هدية لك‪ ،‬فقال رسول هللا ملسو هيلع هللا ىلص ألصحابه »سلمان؟‬
‫حدثنا دمحم بن بشار قال‪ :‬حدثنا بشر بن الوضاح قال‪ :‬حدثنا أبو عقيل الدورقي‪ ،‬عن أبي ‪22-‬‬
‫نضرة العوقي قال‪ :‬سألت أبا سعيد الخدري عن خاتم رسول هللا ملسو هيلع هللا ىلص‪ -‬يعني خاتم النبوة‪-‬‬
‫‪».‬كان في ظهره بضعة ناشزة« ‪:‬فقال‬
‫حدثنا أحمد بن المقدام أبو األشعث العجلي البصري قال‪ :‬أخبرنا حماد بن زيد‪ ،‬عن ‪23-‬‬
‫عاصم األحول‪ ،‬عن عبد هللا بن سرجس قال‪ :‬أتيت رسول هللا ملسو هيلع هللا ىلص وهو في ناس من أصحابه‪،‬‬
‫فدرت هكذا من خلفه‪ ،‬فعرف الذي أريد‪ ،‬فألقى الرداء عن ظهره‪ ،‬فرأيت موضع الخاتم على‬
‫كتفيه مثل الجمع حولها خيالن كأنها ثآليل‪ ،‬فرجعت حتى استقبلته‪ ،‬فقلت‪ :‬غفر هللا لك يا رسول‬
‫فقال القوم‪ :‬أستغفر لك رسول هللا ملسو هيلع هللا ىلص؟ فقال‪ :‬نعم‪ ،‬ولكم‪ ،‬ثم تال هذه »ولك« ‪:‬هللا‪ ،‬فقال‬
‫واستغفر لذنبك وللمؤمنين والمؤمنات )‪ {.‬اآلية‬
‫ثانيا ‪ :‬فى العصر المملوكى ‪:‬‬
‫كتاب ( عيون األثر في فنون المغازي والشمائل والسير) البن سيد الناس ‪ ،‬وهو ( دمحم بن دمحم‬
‫بن دمحم بن أحمد بن سيد الناس اليعمري الربعي‪ ،‬ولد بالقاهرة سنة (‪811‬هـ) وتوفي فيها سنة‬
‫(‪134‬هـ ) ‪ .‬تحت عنوان ‪ ( :‬خاتم النبوة ) جمع ابن سيد الناس كل الهجص الذى قاله العصر‬
‫العباسى عن ( ختم أو خاتم النبوة ) وأنواع هذا الختم ‪ ،‬لنعرف أنه أختام متعددة ومختلفة وفى‬
‫مواضع مختلفة من الظهر والقفا ‪ ،‬يقول ‪ ( :‬عن جابر بن سمرة قال رأيت للنبي صلّى هللا عليه‬
‫وسلّم عند كتفيه مثل بيضة الحمامة تشبه جسده وفي لفظ سلعة مثل بيضة الحمامة‪ ( ).‬وقد‬
‫روى عن أبي رمثة أنه شعر مجتمع عند كتفيه‪ ( ).‬وروى عنه أيضا ً أنه مثل بيض الحمامة‬
‫وأنه قال يا رسول هللا أال أداويك منها فقال يداويها الذي وضعها‪ ( ) .‬وروى عنه أيضا ً قال‬
‫مثل التفاحة وعن سلمان الفارسي أنه قال كان مثل بيضة الحمامة بين كتفيه ‪ .‬وقيل على نغض‬
‫كتفه األيسر ‪ .‬وقيل كانت بضعة لحم كلون بدنه وقيل كانت كرز الحجلة ‪ .‬وقيل كانت ثالث‬
‫شعرات مجتمعات ‪ .‬وقيل كانت شامة خضراء محتفرة في اللحم ‪ .‬وقال عبد هللا بن سرجس‬
‫رأيت خاتم النبوة جمعا ً عليه خيالن كأنها الثآليل عند ناغض‪ ،‬وروى عنه غضروف كتفه‬
‫اليسرى ‪ .‬وفي رواية سود رواه مسلم ‪ .‬وقيل مثل البندقة وقيل كأثر المحجم وقيل كركبة العنز‪.‬‬
‫أسنده أبو عمر عن عباد بن عمرو ‪ ،‬وقيل نور عن ابن عائذ في مغازيه بسنده إلى شداد بن‬
‫أوس فذكر حديث الرضاع وشق الصدر‪.‬وفيه وأقبل الثالث يعني الملك وفي يديه خاتم له شعاع‬
‫فوضعه بين كتفيه وثدييه ووجد برده زمانا ً وقيل ولد وهو به‪.‬وذكر الواقدي عن شيوخه قالوا‬
‫لما شكوا في موت النبي صلّى هللا عليه وسلّم وضعت أسماء بنت عميس يدها بين كتفي رسول‬
‫هللا صلّى هللا عليه وسلّم فقالت إنه قد توفي وقد رفع الخاتم من بين كتفيه‪ ).‬ويقول فى النهاية ‪:‬‬
‫( فهذا الذي عرف بعد موته عليه السالم‪) .‬‬
‫ثالثا ‪ :‬فى عصرنا البائس ‪ :‬عصر الوهابية وعصر داعش ‪:‬‬
‫فى موقع ( إسالم ويب )‬
‫‪1‬‬
‫ـ‬
‫‪http://fatwa.islamweb.net/fatwa/index.php?page=showfatwa&Opti‬‬
‫‪on=FatwaId&Id=36751‬‬
‫سؤال ‪ :‬السالم عليكم ورحمة هللا وبركاته‪ .‬أريد أن أعرف ما هي صفات خاتم النبوة؟ وما هي‬
‫الكلمات التي كتبت عليه؟ وشكرا )‬
‫الجواب ‪ :‬الحمد هلل والصالة والسالم على رسول هللا وعلى آله وصحبه أما بعد‪ :‬فقد وردت‬
‫األحاديث الصحيحة بوصف خاتم النبوة ومحله من جسد النبي ملسو هيلع هللا ىلص‪ ..‬من ذلك ما‬
‫ظ ْرتُ ِإلَ َ‬
‫ى خَاتِ ِم النّب ُّوةِ‬ ‫رواه مسلم عن عبد هللا بن سرجس رضي هللا عنه قال‪ :‬ث ُ ّم د ُْرتُ خ َْلفَهُ فَنَ َ‬
‫ضا ما‬ ‫ى ُج ْمعا ً‪َ .‬علَ ْي ِه ِخيالَ ٌن َكأ َ ْمثَا ِل الثّآ ِلي ِل‪ .‬ومن ذلك أي ً‬ ‫ض َكتِ ِف ِه ْاليُس َْر َ‬ ‫بَيْنَ َكتِفَ ْي ِه‪ِ .‬ع ْن َد نَا ِغ ِ‬
‫رواه مسلم عن جابر بن سمرة رضي هللا عنه‪ ،‬قال‪َ :‬و َرأَيْتُ ْالخَات َ َم ِع ْن َد َك ِت ِف ِه ِمثْ َل بَ ْي َ‬
‫ض ِة‬
‫س َده‪ .‬قال النووي رحمه هللا‪ :‬أما بيضة الحمامة فهو بيضتها المعروفة‪ ،‬وأما‬ ‫ْال َح َما َم ِة‪ .‬يُ ْش ِبهُ َج َ‬
‫قوله‪ُ :‬ج ْمعًا‪ ،‬فبضم الجيم وإسكان الميم‪ ،‬ومعناه‪ :‬أنه كجمع الكف وهو صورته بعد أن تجمع‬
‫األصابع وتضمها‪ .‬وأما الخيالن فبكسر الخاء المعجمة وإسكان الياء جمع خال وهو الشامة في‬
‫الجسد‪ .‬وهللا أعلم‪ .‬قال القاضي‪ :‬وهذه الروايات متقاربة متفقة على أنها شاخص في جسده قدر‬
‫بيضة الحمامة‪ .‬انتهى من شرح النووي لمسلم ‪ ،‬بتصرف‪ .‬وأما الكتابة فال نعلم حديثًا يدل على‬
‫وجودها عليه‪ .‬بل كل األحاديث الواردة في هذا تدل على أنه بضعة ناشزة من جسده صلى هللا‬
‫عليه وسلم‪ ،‬تشبه جسده عليها الخيالن أي الشامات‪ .‬وهللا أعلم‪) .‬‬
‫‪ 2‬ـ وتوضيح آخر فى هذه القضية الخطيرة والمصيرية ‪:‬‬
‫‪http://articles.islamweb.net/media/index.php?id=58980&lang=A&p‬‬
‫‪age=article‬‬
‫يقول ‪ ( :‬من جملة الخصائص التي خص هللا بها نبيه ملسو هيلع هللا ىلص‪ ،‬خاتم النبوة بين كتفيه‪ ،‬من الجهة‬
‫اليسرى‪ ،‬وهو بروز على جسده الشريف ملسو هيلع هللا ىلص بحجم البيضة الصغيرة‪ ،‬قال القرطبي ‪ :‬اتفقت‬
‫األحاديث الثابتة على أن الخاتم كان شيئا ً بارزا ً أحمر عند كتفه األيسر‪ ،‬قدره إذا قلل كبيضة‬
‫الحمامة‪ ،‬وإذا كثر كجمع اليد‪.‬وخاتم النبوة عالمة ظاهرة رآها عدد من الصحابة الكرام رضي‬
‫هللا عنهم‪.‬فهذا السائب بن يزيد رضي هللا عنه يصف خاتم النبوة بأنه مثل البيضة الصغيرة بين‬
‫كتفيه ملسو هيلع هللا ىلص‪ ،‬فيقول ( ‪:‬ذهبت بي خالتي إلى النبي ملسو هيلع هللا ىلص‪ ،‬فقالت يا رسول هللا إن ابن أختي وجع‪،‬‬
‫فمسح رأسي‪ ،‬ودعا لي بالبركة‪ ،‬ثم توضأ‪ ،‬فشربت من وضوئه‪ ،‬ثم قمت خلف ظهره‪ ،‬فنظرت‬
‫زر ال َح َجلَة ‪ -‬بيض نوع من الطيور)‪ -‬متفق عليه‪ . ).‬وهذا جابر‬ ‫إلى خاتم النبوة بين كتفيه مثل ِ ّ‬
‫بن سمرة رضي هللا عنه يصفه بأنه مثل بيضة الحمامة يشبه جسده ملسو هيلع هللا ىلص‪ ،‬فيقول ( ‪:‬كان رسول‬
‫هللا ملسو هيلع هللا ىلص قد شمط مقدم رأسه ولحيته ‪ -‬أي اختلط سواد شعره ببياضه ‪ ، -‬وكان إذا ادهن لم يتبين‪،‬‬
‫وإذا شعث رأسه تبين‪ ،‬وكان كثير شعر اللحية‪ ،‬فقال رجل‪ :‬وجهه مثل السيف؟ قال‪ :‬ال‪ ،‬بل كان‬
‫مثل الشمس والقمر‪ ،‬وكان مستديراً‪ ،‬ورأيت الخاتم عند كتفه‪ ،‬مثل بيضة الحمامة‪ ،‬يشبه‬
‫جسده) رواه مسلم‪ ، ) .‬وهذا عاصم بن سليمان ‪ ،‬عن عبد هللا بن سرجس رضي هللا عنه يصفه‬
‫بأنه مثل قبضة الكف عليه خيالن‪ ،‬أعلى كتفه اليسرى ملسو هيلع هللا ىلص‪ ،‬فيقول ( ‪:‬رأيت النبي ملسو هيلع هللا ىلص‪ ،‬وأكلت‬
‫معه خبزا ً ولحماً‪ ،‬أو قال ثريداً‪ ،‬ثم درت خلفه‪ ،‬فنظرت إلى خاتم النبوة بين كتفيه عند ناغض ‪-‬‬
‫خيالن ‪ -‬جمع خال وهي الشامة في‬ ‫ٌ‬ ‫أعلى ‪ -‬كتفه اليسرى‪ ،‬جمعا ‪ -‬مثل قبضة الكف ‪ ، -‬عليه‬
‫‪ -‬رواه مسلم‪،) .‬‬ ‫الجسد)‬
‫وهذا سلمان الفارسي رضي هللا عنه يذكر قصة إسالمه‪ ،‬ورؤيته للخاتم‪ ،‬فيقول ( ‪:‬ثم جئت‬
‫رسول هللا ملسو هيلع هللا ىلص وهو ببقيع الغرقد‪ ،‬وقد تبع جنازة من أصحابه‪ ،‬عليه شملتان له‪ ،‬وهو جالس في‬
‫أصحابه‪ ،‬فسلمت عليه‪ ،‬ثم استدرت أنظر إلى ظهره‪ ،‬هل أرى الخاتم الذي وصف لي صاحبي‪،‬‬
‫فلما رآني رسول هللا ملسو هيلع هللا ىلص استدرته عرف أني استثبت في شيء وصف لي‪ ،‬قال‪ :‬فألقى رداءه عن‬
‫ظهره‪ ،‬فنظرت إلى الخاتم‪ ،‬فعرفته‪ ،‬فانكببت عليه اقبله‪ ،‬وأبكى‪ ،‬فقال لي رسول هللا ملسو هيلع هللا ىلص‪ :‬تحول‬
‫فتحولت‪ ،‬فقصصت عليه حديثي) رواه اإلمام أحمد وقال الشيخ شعيب األرناؤوط ‪ :‬إسناده‬
‫حسن‪ .).‬وهناك من الصحابيات من رأى خاتم النبوة على كتفه ملسو هيلع هللا ىلص أيضا ً‪:‬فهذه أم خالد بنت خالد‬
‫ي قميص أصفر‪ ،‬قال رسول هللا صلى هللا‬ ‫بن سعيد تقول ( ‪:‬أتيت رسول هللا ملسو هيلع هللا ىلص مع أبي‪ ،‬وعل ّ‬
‫عليه وسلم‪ :‬سنه سنه‪ ،‬وهي بالحبشية حسنة‪ ،‬قالت‪ :‬فذهبت ألعب بخاتم النبوة‪ ،‬فزبرني أبي‪ ،‬قال‬
‫سنى ‪ ( :‬تلك هي‬ ‫رسول هللا ملسو هيلع هللا ىلص دعها)رواه البخاري‪ . ) .‬وفى النهاية يقول فضيلة االمام ال ّ‬
‫عالمة من عالمات نبوته ملسو هيلع هللا ىلص‪ ،‬وخاصية من خصوصياته‪ ،‬أكرمه هللا بها‪ ،‬وميزه بها على غيره‪،‬‬
‫وهو المبعوث إلى الناس عامة‪ ،‬وهو النبي الخاتم‪ ،‬فهل يبقى مع كل هذه البراهين مكذب‪ ،‬ومع‬
‫كل هذه األدلة متذبذب‪).‬‬
‫تتوالى‬ ‫األسئلة‬ ‫فإن‬ ‫مصيرية‬ ‫قضية‬ ‫وألنها‬ ‫ـ‬ ‫‪3‬‬
‫‪:‬‬
‫‪http://fatwa.islamweb.net/fatwa/index.php?page=showfatwa&Opti‬‬
‫‪on=FatwaId&Id=247432‬‬
‫ويأتى هذا السؤال عن تفصيالت إيمانية عن الختم الذى على القفا وزمانه ‪ ( :‬هل كان خاتم‬
‫النبوة موجودا في ظهر النبي ملسو هيلع هللا ىلص عند والدته؟ أم أنه وضع على ظهره من بعد والدته حينما‬
‫شق صدره؟ وهل صحيح أن يهوديا كان يعيش في مكة رأى خاتم النبوة في ظهر النبي صلى‬
‫هللا عليه وسلم حينما سمع بوالدته ملسو هيلع هللا ىلص؟‪.‬‬
‫وتأتى االجابة الحاسمة ‪ ( :‬الحمد هلل والصالة والسالم على رسول هللا وعلى آله وصحبه‪ ،‬أما‬
‫بعد‪ :‬فللعلماء خالف في ذلك‪ ،‬فقد جاء في فتح الباري البن حجر‪ ...:‬ومقتضى هذه األحاديث‬
‫أن الخاتم لم يكن موجودا حين والدته ففيه تعقيب على من زعم أنه ولد به‪ ،‬وهو قول نقله أبو‬
‫الفتح اليعمري بلفظ‪ :‬قيل ولد به‪ ،‬وقيل حين وضع‪ ،‬نقله مغلطاي عن يحيى بن عائذ‪ ،‬والذي‬
‫تقدم أثبت‪ ،‬ووقع مثله في حديث أبي ذر عند أحمد والبيهقي في الدالئل وفيه‪ :‬وجعل خاتم النبوة‬
‫بين كتفي كما هو اآلن ـ وفي حديث شداد بن أوس في المغازي البن عائد في قصة شق صدره‬
‫وهو في بالد بني سعد بن بكر‪ :‬وأقبل وفي يده خاتم له شعاع فوضعه بين كتفيه وثدييه ـ‬
‫الحديث‪ ،‬وهذا قد يؤخذ منه أن الختم وقع في موضعين من جسده‪ ،‬والعلم عند هللا‪.‬‬
‫واختار الزرقاني أن وضع الخاتم تكرر‪ ،‬فقال في شرح المواهب اللدنية‪ :‬واختلف في جواب‬
‫قول السائل‪ :‬هل ولد وهو به أو وضع بعد والدته على قولين؟ فقيل‪ :‬ولد به‪ ،‬نقله ابن سيد‬
‫الناس‪ ،‬ورده في الفتح بأن مقتضى األحاديث السابقة أن الخاتم لم يكن موجودًا حين والدته‪،‬‬
‫قال‪ :‬ففيها تعقب على من زعم أنه ولد به‪ ،‬واختلف القائلون بالثاني‪ ،‬فقيل‪ :‬حين ولد‪ ،‬نقله‬
‫مغلطاي عن يحيى بن عائذ‪ ،‬وورد به حديث ابن عباس عند أبي نعيم وغيره وفيه نكارة‪ ،‬قيل‪:‬‬
‫عند شق صدره وهو في بني سعد‪ ،‬وورد في حديث عتبة بن عبد عند أحمد والطبراني‪ ،‬وقطع‬
‫به عياض‪ .‬قال الحافظ‪ :‬وهو األثبت‪ ،‬وفي حديث عائشة المار قريبًا أنه عند المبعث‪ ،‬وعند أبي‬
‫يعلى وابن جرير الحاكم في حديث المعراج من حديث أبي هريرة‪ :‬ثم ختم بين كتفيه بخاتم‬
‫النبوة‪ ،‬وطريق الجمع أن الختم تكرر ثالث مرات في بني سعد‪ ،‬ثم عند المبعث‪ ،‬ثم ليلة‬
‫اإلسراء‪ ،‬كما دلت عليه األحاديث‪ ،‬وال بأس بهذا الجمع‪ ،‬فإن فيه إعمال األحاديث كلها‪ ،‬إذ ال‬
‫داعي لرد بعضها وإعمال بعضها‪ ،‬لصحة كل منها‪ ،‬وإليه أشار الشامي ـ كما مر ـ وأما رواية‬
‫ضا يطلب زاعمه‪ ،‬بدليله‪ .‬انتهى‪ .‬وأما‬ ‫بعد الوالدة فضعيفة‪ ،‬وأما أنه ولد به فضعيف أي ً‬
‫بخصوص قصة اليهودي‪ ،‬فقد قال السيوطي في الخصائص‪ :‬أخرج ابْن سعد َو ْال َحا ِكم َو ْالبَ ْي َه ِق ّ‬
‫ي‬
‫ي قد سكن َم َّكة يتجر ب َها فَلَ َّما َكانَت اللَّ ْيلَة الَّ ِتي ولد ِفي َها‬ ‫عا ِئشَة قَالَت‪َ :‬كانَ يَ ُهو ِد ّ‬ ‫َوأَبُو نعيم َعن َ‬
‫مج ِلس من قُ َريْش يَا معشر قُ َريْش هَل ولد فِي ُكم اللَّ ْيلَة‬ ‫علَ ْي ِه َوسلم قَا َل فِي ْ‬ ‫سول هللا صلى هللا َ‬ ‫َر ُ‬
‫ظوا َما أقول لكم‪ :‬ولد َهذِه اللَّ ْيلَة نَبِي َهذِه ْاألمة‬ ‫َم ْولُود؟ فَقَا َل ْالقَ ْوم َوهللا َما نعلمهُ‪ ،‬قَا َل ْ‬
‫احفَ ُ‬
‫َعرات متواترات َكأَنَّ ُه ْم عرف فرس َال يرضع لَ ْيلَتَي ِْن َوذَ ِل َك أن‬ ‫يرة بَين َكتفي ِه َعال َمة فِي َها ش َ‬ ‫ْاأل َ ِخ َ‬
‫ضاع فتصدع ْالقَ ْوم من مجلسهم وهم يتعجبون‬ ‫الر َ‬‫عفريتا من ْال ِج ّن أَدخل إصبعه فِي فَمه فَ َمنعه َّ‬
‫َازله ْم أخبر كل إنسان ِم ْن ُهم أَهله‪ ،‬فَقَالُوا‪ :‬قد ولد لعبد هللا بن عبد‬ ‫اروا إِلَى َمن ِ‬
‫ص ُ‬‫من قَ ْوله‪ ،‬فَلَ َّما َ‬
‫ي فأخبروه ْال َخبَر‪ ،‬قَا َل فاذهبوا معي‬ ‫غ َالم سموهُ ُم َح َّمدًا‪ ،‬فَالتقى ْالقَ ْوم َحتَّى َجا ُءوا ْاليَ ُهو ِد ّ‬ ‫ْالمطلب ُ‬
‫اخ ُر ِجي إِلَ ْينَا ابْنك‪ ،‬فأخرجته وكشفوا‬ ‫ظر إليه‪ ،‬فَخَر ُجوا بِ ِه َحتَّى أدخلوه على ِآمنَة‪ ،‬فَقَا َل‪ْ :‬‬ ‫َحتَّى أ ْن ُ‬
‫علَ ْي ِه‪ ،‬فَلَ َّما أَفَاق قَالُوا‪َ :‬ويلك َما لَك! قَا َل‪:‬‬ ‫ظهره فَ َرأى تِ ْل َك الشامة‪ ،‬فَ َوقع ْاليَ ُهو ِد ّ‬
‫ي مغشيا َ‬ ‫عن َ‬‫لَهُ َ‬
‫َوهللا ذهبت النُّب َُّوة من بني إسرائيل أفرحتم بِ ِه يَا معشر قُ َريْش؟ أما َوهللا ليسطون بكم سطوة‬
‫يخرج َخبَرهَا من ْالمشرق ِإلَى ْالمغرب‪ .‬انتهى‪.‬وهذه القصة حسنها الحافظ ابن حجر في الفتح‪،‬‬
‫وعزاها إلى يعقوب بن سفيان‪ ،‬وقال الحافظ ابن رجب في لطائف المعارف بعد إيرادها‪ :‬وهذا‬
‫الحديث يدل على أنه ولد بخاتم النبوة بين كتفيه‪ .‬وخاتم النبوة‪ :‬من عالمات نبوته التي كان‬
‫يعرفه بها أهل الكتاب ويسألون عنها ويطلبون الوقوف عليها‪ ،‬وقد روي‪ :‬أن هرقل بعث إلى‬
‫النبي بتبوك من ينظر له خاتم النبوة ثم يخبره عنه‪ ،‬وقد روي من حديث أبي ذر وعتبة بن‬
‫عبيد عن النبي ملسو هيلع هللا ىلص‪ :‬أنالملكين اللذين شقا صدره ومآله حكمة هما اللذان ختماه بخاتم النبوة‬
‫ـ وهذا يخالف حديثعائشة هذا‪ ،‬وقد روي أن هذا الخاتم رفع بعد موته من بين كتفيه‪ ،‬ولكن‬
‫إسناد هذا الخبر ضعيف‪ .‬وهللا أعلم‪).‬‬
‫أخيرا‬
‫السفر للكواكب أصبح نزهة لدى الغربيين والهنود والصينيين‪ ،‬أما علماء الوهابية فهم‬
‫مشغولون بهذا الهجص الذى إخترعه لهم العصر العباسى ‪ .‬ال توجد مشاكل على االطالق فى‬
‫الشرق األوسط ‪ .‬وأصبح لديهم وقت طويل للهجص ‪ ..‬ألن دينهم مؤسس على الهجص ‪.‬‬

‫)‪(2‬التعليقات‬
‫احمد احمد تعليق بواسطة ‪1‬‬ ‫في الجمعة ‪ 11‬اكتوبر ‪2214‬‬
‫]‪[76260‬‬

‫النبي شخص عادي وليس سوبر مان‬

‫النبي بالنسبة لنا ماهو إال وسيط اختاره هللا سبحانه وتعالى أدى رسالته ورحل اليهمنا شخصه‬
‫بقدر مايهمنا ماجاء به من دعوة للتوحيد وعبادة الخالق وعدم الشرك به وما على الرسول اال‬
‫‪,‬أما بالنسبة لهوالء فهو شخص غير عادي‪ ,‬خارق للعادة البالغ وما على البشر إال الطاعة‬
‫يتم التعلق بشخصه أكثر مما جاء به وهذا الفرق بيننا ‪super power or super men‬‬
‫‪.‬وبينهم‬

‫مروة احمد مصطفى تعليق بواسطة ‪2‬‬ ‫في األحد ‪ 19‬اكتوبر ‪2214‬‬
‫]‪[76265‬‬

‫آنك لعلي خلق عظيم‬


‫قال هللا سبحانه وتعالي مخاطبآ رسوله الكريم (إنك لعلي خلق عظيم ) أي إن هللا أعد رسوله‬
‫الكريم ووهبه أحسن األخالق لكي يكون أمينآ وكفئآ لتوصيل الرساله ولم يشر هللا سبحانه‬
‫وتعالي إلي أي أي عالمات جسدية تميز نبيه الكريم بل هي األخالق فقط ‪.‬‬
‫ولكن أتباع السنه والسلفيين أبوا اال يجعلوا النبي شخصآ مقدسآ ويبتعدون كل البعد عن الرساله‬
‫‪.‬العظيمة التي بعثه هللا من أجلها‬

You might also like