Professional Documents
Culture Documents
مقدمة
مقدمة
وبين
.الشركات المدنية؟
.المطلب :01مفهوم الشركة
.المطلب :02إجراءات تأسيسها
.المطلب :01معيار التفرقة
.المطلب :02أهمية التفرقة
. المطلب :01شركات األشخاص
.المطلب :02شركات األموال
.الخاتمة
/توطئة /
إن الشركة كفكرة ليست وليد اليوم ,و لكنها قديمة قدم هذا العالم ,بدأها اإلنسان األول في صورة تعاونه مع أفراد أسرته ,كما
تمثلت في تعاون األسر و العشائر مع بعضها ,و هذا يعني أن الشركة بصورتها الحالية هي نتاج تطور الفكر اإلنساني على
.م ّر العصور
و فد اعتبرت الشركـة كنظام قانوني منذ العصور الوسطى عندما زاد النشاط التجاري في الجمهوريات اإليطالية ,حيث
ظهر ما يسمى بالشركات العامة بحكمها فانون مستقل عن الشركاء ,و يقوم على فكرة المصلحة المشتركة للشركاء التي
.يعتبر نواة فكرة الشخصية المعنوية التي تتمتع باه الشركات حاليا
و تحضى الشركات في العصر الحديث بأهمية كبيرة نظراً لدورها المميز في عملية النهوض االقتصادي ,ففي أينع ثمرة
للنظام الرأسمالي المرتكز على الفلسفة الفردية التي انتشرت بشكل واسع في القرن الماضي ,لذلك تتصدر الشركات
.مواضيع القانون التجاري)1(.
هناك خالف بين ماهية الشركة من الناحية القانونية ,فالفقه التقليدي يرى أن المعيار األساسي لتحديد هذه الماهية هو العمل
اإلداري المنشأ للشركة (العمل الذي يخلق الشركة و يحدد العالقة بين الشركات) ,و لقد وافق المشرع الجزائري هذه الفكرة,
و نص في المادة 416من القانون المدني على ّ
أن "الشركة عقد بمقتضاه يلتزم شخصان أو أكثر بأن يساهم كل منهما في
.مشروع مالي بتقديم حصة من المال أو عمل القتسام ما قد ينشأ عن هذا المشروع من ربح أو خسارة
ومن هذه المادة نستخلص أن الشركة تكون مكونة من شخصين على األقل في مشروع مالي واتفاق ينصب في مشروع
مالي فالشركة المدنية ال تقود إلى ربح عكس الشركة التجارية وتوزيع األرباح يكون بين األشخاص المؤسسين لها وفرضية
الربح والخسارة محسوبة من الجهتين والشركة في ذمتها المالية تكون مختلفة عن الذمم المالية لمشكليها هذا في حالة
اإلفالس إلى جانب الذمة المالية هناك كائن قانوني جديد وهو الشخصية المعنوية للشركة واسمها وموطنها الذي يسمح لها
بالمثول أمام القضاء مدعية أو مدعى عليها ،إذن فالمشرع الجزائري عرف الشركة في المواد من 416إلى 449من
القانون المدني الجزائري حيث تناول فيها األركان العامة وأركان الشركة وإدارتها وآثارها وانقضائها وتطرق إلى موضوع
الشركات بالتفصيل في المواد من 544إلى 840فتناول شركة التضامن ،شركة ذات مسؤولية محدودة ،شركة المساهمة،
.شركة المحاصة ،شركة التوصية البسيطة ،شركة التوصية بالمساهمة ،شركة الفرد
ولم تورد بعض التشريعات الخاصة بالشركات تعريفا للشركة ،معولة على التعريف ضمن القواعد العامة في القانون
.المدني
:المطلب :02إجراءات تأسيسها
تنشأ الشركات التجارية بعقد رسمي يحرر لدى الموثق و هي التي تتسم بالصبغة القانونية الخاصة بشركة المساهمة و
.الشركة ذات المسؤولية المحدودة و شركة التضامن
و يشترط الموثق قبل أن يحرر العقد كل الوثائق الصحيحة التي تساعد على إثبات األهلية المدنية لألشخاص ,و االكتتاب
حسب الشكل القانوني و يتخذ أو يكلف من يتخذ جميع تدابير التحقيق المعينة في السوابق القضائية لألشخاص المعنيين ,حتى
.يتأكد أنهم ليسوا موضوع تدابير التصريح بفقدان األهلية المدنية@
و يجب على الشخص المعني أن يصرح طبقا ألحكام الفقرة 02من المادة 02من هذا القانون ؛ بعد أن يعرف باسمه و لقبه
و صفته و الشهادة التي تؤهله بأن يطلب التسجيل في السجل التجاري للشركات التجارية للشخصية المعنوية الجديدة ,التي
يعمل لحسابها بوصفه ممثال مفاوضا قانونيا ,كما يجب عليه أن يودع لهذا الغرض القانون األساسي للشركة و مداوالت
الجمعية العامة التأسيسية و محضر انتخاب أجهزة اإلدارة و التسيير و بيان السلطات المعترف بها للمسيرين و جميع العقود
.المنصوص عليها صراحة في التشريع المعمول به
و يتولى مأمور السجل التجاري الذي يتصرف بصفته ضابطا عموميا التحقيق في مطابقة شكل الشركة التجارية لألحكام
.القانونية المعمول بها في الدفع الفعلي لحصة رأس المال المطلوبة قانونا ً و في اختيار الشركة مقرراً رئيسيا حقيقيا بها
.و يسلم وصل التسجيل في السجل التجاري و هذا الوصل صالح ما لم يعترض عليه أي شخص له مصلحة في ذلك
كتابةالعقدكتابةرسمية:يجب أن يكون العقد الخاص بالشركة مكتوب كتابة رسمية وهذا ما بينه المادة 418الفقرة 2من 1 –
القانون المدني الجزائري ومن هنا نستنتج أن الكتابة مهمة في عقد الشركة وإال كان العقد باطل بطالن مطلق وهذا ما بينته@
.المادة 545الفقرة 1من القانون التجاري الجزائري
نشرعقدالشركة :الشركة تخضع إلجراءات الشهر وجوبا وهذا إلعالم الغير وللشهر أهمية كبرى تتمثل في إثبات وجود 2 -
.الشركة واالحتجاج بها في مواجهة الغير وهذا ما بينته المادة 417من القانون المدني الجزائري
إثباتالشركة :يقتضي وجود الشركة الكتابة ومشرعنا اعتبر الكتابة ركن ال شرط والشركة يجب أن تكون مشمولة بالكتابة 3-
إال من أعفي منها بنص صريح في المادة 795مكرر من القانون التجاري الجزائري مثل شركة المحاصة ،والمشرع
اشترط الكتابة حتى يفكر الشركاء قبل إقدامهم على تأسيسها لما ينطوي من مخاطر كنظام اإلفالس ووجود سند كتابي يقلل
من المنازعات والكتابة رسمية حيث عقد الشركة يتضمن الكثير من التفاصيل والكتابة ليست موضوعة لصالح الشركاء فقط
بل موضوعة أيضا لحماية مصلحة الغير .وفي الكتابة ينبغي أن تحدد الطبيعة القانونية كشركة المساهمة أو التضامن..
.باإلضافة إلى مضمونها ومدتها وأعمالها أسماء الشركاء وتوزيع األرباح والخسائر)01(........
حيث هناك من يقول أن الكتابة شرط إلثبات وهناك من يقول أنها ركن لالنعقاد حيث أن شرط الكتابة كما هو الحال في
الشركة الفعلية فمشرعنا اعتبر الكتابة ركن لالنعقاد وهذا ما بينته المادة 418من القانون المدني الجزائري باإلضافة إلى
اعتباره شرط لإلثبات وهذا ما بينته المادة 545من القانون التجاري الجزائري وشرط الكتابة مفروض على الشركاء
إلثبات فيما بينهم وقبل الشهر يجب الكتابة واإلثبات بالنسبة للغير هو حر طليق وهذا ما بينته@ المادة 333من القانون المدني
.الجزائري حيث أن العبرة بالواقعة المادية()02
الشركات المدنية ال تختلف عن الشركات التجارية من حيث كونها مشروع جماعي يستهدف الربح .إال أنها تختلف عنها في
الغرض الذي تؤسس الشركة للقيام به .فالشركة المدنية@ يتحدد غرضها بممارسة احد األعمال المدنية وال تتخذ احد إشكال
الشركات التجارية المنصوص عليها في قانون الشركات .مثل الشركات الزراعية وشركات االستشارات القانونية أو
. الهندسية التي يؤسسها عدد من المحامين أو المهندسين@
:المطلب :01معيار التفرقة
إن الضابط الذي يستعمل للتفرقة بين الشركات المدنية و الشركات التجارية هو الضابط الذي يستعمل للتفرقة بين التجار من
األفراد ,أي هو في طبيعة العمل الرئيسي تقوم به الشركة ,و الغرض الذي تسعى إلى تحقيقه ,و تحديد الصفة المدنية أو
.التجارية للشركة أكثر سهولة منه بالنسبة لألفراد ,ألن الشركة تحدد طبيعة استغاللها و الغرض منها في عقد تأسيسها
و على هذا إذا كان الغرض من الشركة هو احتراق القيام باألعمال التجارية كعمليات الشراء ألجل البيع ,أو عمليات البنوك,
أو النقل أو التأمين أو والصناعة ,فإن الشركة تكون تجارية ,أما إذا كان الغرض من الشركة هو احتراف القيام باألعمال
المدنية كشراء وتقييم العقارات أو استغالل المناجم أو االستغالل الزراعي أو التعليم فإنها تكون شركة مدنية @.و إذا كان
.للشركة أغراض متعددة بعضها مدني ,و بعضها تجاري ,فالعبرة بغرضها و نشاطها الرئيسي
تعد الشركة التجارية شخصا معنويا تاجرا في حين أن الشركة المدنية هي شخص معنوي عادي أي غير تاجر ,وينبني على
ذلك أن التمييز بين الشركة التجارية والشركة المدنية تترتب عليه نتائج مماثلة لتلك التي تترتب على التمييز بين التاجر
:وغير التاجر .ولعل من أهم نتائج التفرقة بين الشركات التجارية والشركات المدنية ما يأتي()01
بما أن الشركة التجارية تعد تاجرا وتزاول عمال تجاريا لذا تسري عليها أحكام قانون المعامالت التجارية بشكل عام وأحكام
قانون الشركات بشكل خاص .فهي تلتزم مثال بالواجبات المهنية للتاجر التي يبينها قانون المعامالت التجارية مثل القيد في
السجل التجاري وإمساك الدفاتر التجارية كما تخضع ألحكام اإلفالس إذا توقفت عن دفع ديونها التجارية ,مثلما تستفيد من
.قواعد اإلثبات التجاري وبالذات قاعدة اإلثبات الحر
أما الشركات المدنية@ فهي شخص معنوي عادي لذا تسري على المعامالت المالية التي تقوم بها أحكام قانون المعامالت
.المدنية ,فال تخضع لقانون المعامالت التجارية أو قانون الشركات
فرع:02من حيث شكل الشركة :حدد المشرع في قانون الشركات التجارية إشكال الشركات التجارية على سبيل الحصر فال
يجوز أن تنشأ شركة تجارية في شكل أخر غير األشكال المحددة قانونا واال فأن هذه الشركة تعد باطلة ,إذ أن شكل الشركة
.التجارية يعد من النظام العام
أما الشركات المدنية@ فأن المشرع لم يحدد أشكالها على سبيل الحصر وإنما حددها على سبيل المثال لذا يمكن للشركة المدنية@
أن تتخذ شكال آخر غير األشكال المحددة في قانون المعامالت المدنية ولها على وجه الخصوص أن تتخذ احد أشكال
. الشركات التجارية وحينها تعد شركة تجارية
فرع:03من حيث مسؤولية الشركاء عن ديون الشركة:يختلف مدى مسؤولية الشركاء في الشركة التجارية بحسب نوع
:الشركة التجارية ووصف الشريك فيها
فالشريك المتضامن في شركة التضامن وشركة التوصية البسيطة وشركة التوصية باألسهم يكون مسئوال مسؤولية شخصية
وتضامنية ومطلقة عن ديون الشركة ,أي أن مسؤوليته عن ديون الشركة تمتد@ إلى أمواله الخاصة وال تقتصر على الحصة
التي قدمها في رأسمال الشركة ويمكن الرجوع عليه بكل الدين الن مسؤوليته تضامنية .أما الشريك غير المتضامن مثل
الشريك الموصي في شركة التوصية البسيطة والمساهم في شركة المساهمة وشركة التوصية باألسهم والشريك غير
المتضامن في الشركة ذات المسؤولية المحدودة فان مسؤوليته عن ديون الشركة تكون محدودة في حدود الحصة التي قدمها
.في رأس المال فال يسأل مسؤولية مطلقة عن كل ديون الشركة وال يتضامن مع غيره من الشركاء في أداء الدين
أما الشريك في الشركة المدنية@ فانه ال يصنف إلى شريك متضامن وغير متضامن .فالشركاء في الشركات المدنية صنف
واحد فقط .ومسؤولية الشريك عن ديون الشركة المدنية@ مسؤولية شخصية إذ يسأل عن ديون الشركة كما لو كانت ديونه
الخاصة ,إال أن هذه المسؤولية ليست مطلقة بل محددة بمقدار نصيبه في خسارة الشركة ( وليس بمقدار الحصة التي قدمها
.في رأس المال ) كما أنها ليست تضامنية الن التضامن ال يفترض في الديون المدنية@
فرع:04من حيث اكتساب الشركة الشخصية المعنوية :تتمتع كل من الشركة المدنية والشركة التجارية بالشخصية المعنوية
إال أن االختالف يكمن في الوقت الذي تبدأ به الشخصية المعنوية للشركة بحيث تعد شخصا قانونيا مستقال وتستطيع اكتساب
.الحقوق وتحمل االلتزامات
.فالشركة المدنية تكتسب الشخصية المعنوية بمجرد إبرام عقدها صحيحا مستوفيا ألركانه
أما الشركة التجارية فال تكتسب الشخصية المعنوية بمجرد إبرام العقد وإنما ال بد من أن تستوفي إجراءات شهر معينة@
تهدف إلى إعالم الغير بوجود الشركة وتتمثل هذه اإلجراءات بالقيد في السجل التجاري .إذ تكتسب الشركة التجارية
الشخصية المعنوية من تاريخ قيدها في السجل التجاري لذا ال يجوز لها أن تقوم بأي أعمال إال بعد قيدها في السجل
.التجاري
فرع:05من حيث تقادم الدعاوى الناشئة عن نشاط الشركة :في الشركات التجارية تتقادم دعاوى الغير المتعلقة بأعمال
الشركة تجاه مدير الشركة أو أعضاء مجلس اإلدارة أو مراجع الحسابات بمضي خمس سنوات من تاريخ الفعل الموجب
للمسؤولية..أما في الشركات المدنية فتتقادم الدعاوى الناشئة عن أعمالها بمضي خمس عشرة سنة طبقا للقواعد العامة في
.قانون المعامالت المدنية@
تعتبر الشركات التجارية كما رأينا أعماالً تجارية بحسب الشكل على أنه يحدد الطابع التجاري للشركة ,إما بشكلها أو
موضوعها ,و تعد@ شركا بسبب شكلها مهما كان موضوعها شركات المساهمة ,و الشركات ذات المسؤولية المحدودة و
شركات التضامن ,فالمشرع بنصه على تجارية تلك الشركات حسم الخالف حول طبيعة االكتتاب في أسهم شركة المساهمة
أو التصرفات التي يقوم بها الشريك أو المساهم بالنسبة لعقد الشركة التجارية خاصة في حالة عدم توافر صفة التاجر فيه ,أو
. في األحوال التي يكون فيها مسؤولية الشريك محدودة
و تعد شركة تجارية كل شركة تتخذ شكل من األشكال التي نص عليها المشرع و هذه األشكال هي شركة التضامن و شركة
. التوصية ,و شركة ذات المسؤولية المحدودة ,و شركة المساهمة ,و هذا مهما كان موضوع الشركة
و يمكن تقسيم شركات التجارية إلى شركات األشخاص و تضم شركات التضامن و شركة التوصية البسيطة و شركة
المحاصة ,و شركات األموال ,و تضم شركات ذات مسؤولية محدودة ,و شركات المساهمة ,و شركات ذات الطبيعة
.المختلطة و تضم شركة التوصية باألسهم
:المطلب :01شركات األشخاص
و تقوم على االعتبار الشخصي و تصلح فقط للمشروعات الصغيرة الحجم التي تقوم على جهود أفراد تربطهم عالقات
شخصية ,كأعضاء األسرة الواحدة أو األصدقاء ,و ترتكز على المسؤولية التضامنية المطلقة لجميع الشركاء عن ديون
.الشركة ,بغض النظر عن مقدار حصصهم فيها
ال تختلف عن شركة التضامن إال من ناحية واحدة و هي أن هذه الشركة تضم نوعين من الشركاء ,شركاء متضامنون ,و
يتمتعون بنفس المركز القانوني للشريك في شركة التضامن ,و شركاء موصون و تكون مسؤوليتهم محددة بمقدار ما قدمه
.كل منهم من حصة في رأس المال الشركة ,و يمنع عليهم التدخل في إدارة الشركة
تعد من شركات األشخاص ,ألن شخصية الشريك فيهال محل اعتبار ,و أهم خاصية تتميز بها أنها مؤقتة أي تتميز بقصر
المدة ألنها تنشأ للقيام بعمل واحد أو عدة أعمال تجارية ,بحيث تنتهز فرصة الربح ,لذا أطلق عليها اسم الشركة المؤقتة ,لكن
انتقد هذا الرأي على أساس على أنه ال يوجد مانع من تكوين شركة محاصة تباشر نشاط مستمرا و لمدة طويلة ,و ادعى
رأي آخر أن الميزة األساسية لهذه الشركة تتمثل في كزنها شركة مستترة ليس لها وجود ظاهر أمام الغير ,و يقتصر
وجودها على الشركة فحسب ,و يتمثل مظهرها في اقتسام األرباح و الخسائر فيما بيتهم و انتشار الشركة ال يقصد بها
االستتار الواقعي المادي ,و غنما االختفاء القانوني المتمثل في عدم علم الغير بها عن طريق الشهر و النشر و التوقيع على
.المعامالت بعنوان يحتوي اسم الشركة فيها
لكن الرأي الراجح يرى أن الميزة األساسية لشركة المحاصة تتمثل في كونها ال تتمتع بالشخصية المعنوية كبقية الشركات,
و من ثم ال تتمتع برأس المال و ال عنوان ذمم الشركاء و ال موطن و ال جنسية ,كما أنها ال تخضع للقيد في السجل التجاري
.و ال يمكن شهر إفالسها و إنما يقتصر اإلفالس على الشريك الذي يتعاقد مع الغير إذا كانت له صفة التاجر
:المطلب :02شركات األموال
الشركة ذات المسؤولية المحدودة تعتبر في مركز وسط بين شركات األشخاص ,و شركات األموال ,و إن كانت في التشريع
الجزائري كما هو الحال في التشريع الفرنسي الجديد@ أصبحت تقترب كثيراً من شركات األموال و تعتبر في حقيقة األمر
.شركة أموال خاصة
و تتكون الشركة ذات المسؤولية المحدودة من عدد من الشركاء ال يزيد عن العشرين و ال يكون كل منهم مسؤوال إال بقدر
.حصته في رأس المال و ال يكتسب أي منهم صفة التاجر
و غالبا ما تتكون هذه الشركة بين أشخاص تربطهم قرابة قوية ,أو صداقة ,و قصد المشرع من هذا التحديد بعدد@ الشركاء أن
تظل محتفظة بطابعها الشخصي كما يجب أن يقدم كل شريك حصة من المال (نقدي أو عيني) ,و ال يجوز أن تكون
.الحصص عمال
:ب -شركة المساهمة
تعتبر شركة المساهمة النموذج األمثل لشركات األموال فهي تتكون أساسا لتجميع األموال ,و القيام بمشروعات معينة
بصرف النظر عن االعتبار الشخصي للمساهمين ,و بمجرد طرح أسهم هذه الشركة لالكتتاب العام يستطيع أي فرد أن
.يكون شريكا فيها بمجرد دفع قيمتها
و شركة المساهمة تأسس وفق إجراءات معينة نص عليها القانون ,فيجب أن ال يقل عدد الشركاء المؤسسين فيها عن تسعة,
المادة 592من القانون التجاري الجزائري ,و يقسم رأس مالها إلى أسهم متساوية القيمة تطرح أسهمها لالكتتاب العام ,و
قابلة للتداول بالطرق التجارية و تمدد@ مسؤولية المساهم فيها بقدر حصته فقط و يطلق على الشركة المساهمة اسم معين
تحت عنوان الشركة ,و يجب أن يكون مسبوقا ً أو متبوعا ً بذكر شكل الشركة و مبلغ رأس مالها ,و يجوز إدراج اسم شريك
.واحد أو أكثر من الشركاء في تسمية الشركة
:المادة 593من القانون التجاري الجزائري ,و تتميز شركة المساهمة بعدة خصائص هي
.إن أهم مسؤولية تميز بها شركة المساهمة باعتبارها شركة أموال هي مسؤولة الشريك المساهم بقدر نصيبه من السهم-
يطلق على اسم شركة المساهمة اسم معين تحت عنوان الشركة ,يجب أن تكزن مسبوقا ً أو متبوعا ً بشكل الشركة و مبلغ -
.رأس مالها
تتميز كذلك بوجود عدة هيئات لإلدارة و اإلشراف فهناك مجلس إدارة الشركة ,و هناك الجمعية العامة العادية ,و توجد -
.هيئة مراقبي الحسابات باإلضافة إلى اجتماع الجمعية العامة غير العادية
و هي مثل شركة التوصية البسيطة ,تتكون من فئتين من الشركاء (المقرضين و الموصين) ,إال أن شركة التوصية باألسهم
يقسم رأسمالها إلى أسهم قابلة للتداول و يكون الشريك الموصي فيها خاضعا ً للنظام القانوني الذي يخضع له المساهم في
.الشركة المتعلقة ,مع اإلبقاء على ضرورة عدم تدخله في اإلدارة التي تبقى من حق الشريك
نشير في األخير إلى أن األحكام الخاصة بالشركات وردت في القانون المدني الجزائري ,و الذي يبين القواعد الخاصة
بالشركات على العموم ,و الشركات المدنيـة على وجه الخصوص في الـمـواد 416إلى ,449و هي تتناول األحكام العامة
و أركان الشركة و إدارتها و آثارها ,و انقضاؤها و تصفيتها و قسمتها ,و ال يقتصر تطبيق هذه القواعد على الشركات
المدنية @,بل يشمل الشركات التجارية ,و تعتبر القواعد المذكورة الشريعة العامة التي تخضع لها الشركات مهما كان نوعها
مدنية@ أو تجارية ,و يطبق القانون المدني على الشركات التجارية في الحاالت التي ال يوجد في شأنها نص في القانون
.التجاري
أما القانون التجاري فقد تناول الشركات التجارية بالتفصيل في المواد مـن 544إلـى ,840و هو المرجع األساسي لتحديد@
.طبيعة و ماهية كل الشركات التجارية
و يمكن القول أن موضوع الشركات التجارية هام ,نظراً الرتباطه باالقتصاد الوطني ,و تأثيره المباشر عليه ,و هذا انطالقا
من كون الشركة النواة األساسية ألية اقتصاد ,لـذا وجب االهتمام عليها و محاولة تطوير و تحديث القوانين بما يتناسب و
.التطورات الجارية
.د .رزق هللا العربي بن مهيدي.الوجيز في القانون التجاري الجزائري.الساحة المركزية بن عكنون3/2008.