You are on page 1of 13

‫االقمشة الذكية‬

‫نسمع كثيرا عن السيارة الذكية والبطاقة الذكية والقرية الذكية ولكن هل سمعت يوماً عن‬
‫"المالبس الذكية"؟ ففكرة دمج لوحة مفاتيح في كم سترة أو جهاز كومبيوتر في جيبها بل وربما‬
‫شاشة منتهية الصغر في النظارة يرتديها‪ 1‬إنسان لم تعد ضرباً‪ 1‬من الخيال العلمي وإ نما صارت‬
‫حقيقة واقعة‪.‬‬
‫فقد تمكن البروفسور ألكساندر‪ 1‬بوسيجين من جامعة نيدرهاين للعلوم التطبيقية من وضع مثل‬
‫هذه التطورات الثورية موضع التطبيق‪ 1‬من خالل مشروع‪ 1‬يقوم بتنفيذه‪.‬‬
‫اذ سيصبح كافياً تغذية الكومبيوتر المدمج في نسيج السترة بالبيانات الالزمة له من خالل نقرة‬
‫أصبع على الكم‪ .‬كما تساعد األقطاب الكهربية المدمجة في نسيج المالبس َمن يرتديها على‬
‫التواصل مع الحاسب اآللي المدمج بدوره في ردائه‪.‬‬
‫ونجح بوسيجين في تصنيع مثل هذه المالبس <<الذكية>> بمعاونة أعضاء فريقه من الباحثين‬
‫في مدينة مونشن غالدباخ قرب مدينة كولونيا‪ 1‬األلمانية‪ .‬وينهمك ‪ 15‬عالماً من تخصصات‪1‬‬
‫مختلفة تشمل الفيزياء والكيمياء وااللكترونيات‪ 1‬والنسيج والتصميم‪ 1‬في العمل على تهذيب‬
‫وتطوير‪ 1‬العديد من االقمشة الذكية كتفصيل ستائر‪ 1‬أو مفرش للمائدة وكذلك‪ 1‬أحذية قوية تستطيع‬
‫مقاومة المياه والقاذورات والشحوم‪ 1‬واالحتكاكات العنيفة‪ .‬وفي الوقت نفسه توفر‬
‫<<الجوارب>>‪ ،‬التي تعمل إلكترونيا‪ 1‬من خالل بطارية تحافظ على درجة حرارة الجسم‬
‫وتحمي مرضى السكر من االنخفاض الحاد في درجة الحرارة‪.‬‬
‫وتتيح المالبس <<الذكية>> امكانات غير محدودة‪ .‬فيمكن أن تنقل أجهزة االستشعار‪1‬‬
‫االلكترونية المدمجة في نسيج المالبس الداخلية أي توترات تحدث في الجلد إلى كومبيوتر‪1‬‬
‫الجيب مما يتيح إجراء عمليات رسم القلب بطريقة مريحة على المدى البعيد‪ .‬وعلى عكس‬
‫الطرق الحالية التي تستخدم فيها أجهزة االستشعار والوسادات الصغيرة التي تثبت على الجسد‬
‫لرسم قلب المريض يمكن من خالل هذه الطريقة الحديثة رصد نبضات قلب االنسان لحظة‬
‫بلحظة على مدار أسابيع وشهور‪.‬‬
‫ويقول بوسيجين (‪ 46‬عاماً)‪<< :‬يتوق أي شخص عانى من قبل من أزمة قلبية إلى أن يكون‬
‫بوسعه الحصول على أي تحذير‪ 1‬من التعرض ألزمة مماثلة ولو قبل ثانية واحدة من‬
‫حدوثها>>‪.‬‬
‫ولكن هذا غير محتمل الحدوث في ‪ 2006‬حيث ان القميص الداخلي المزود‪ 1‬بأجهزة استشعار‪1‬‬
‫لن يكون جاهزاً قبل عامين أو ثالثة‪.‬‬
‫تطوير خيوط ذكية لمالبس مستقبلية فريدة‬
‫نجح العلماء في الواليات المتحدة وأستراليا‪ 1,‬في تطوير تقنيات نسيجية جديدة لغزل الصوف‬
‫واأللياف األخرى إلنتاج خيوط ذكية مصنوعة من أنابيب كربونية دقيقة بحجم النانو فقط‪ ,‬وهو‬
‫ما يساعد في إنتاج أقمشة ذكية ومرنة خفيفة وقوية في المستقبل‪ .‬وقد تمكن العلماء في مركز‬
‫الكومنولث األسترالي للصناعات النسيجية واأللياف‪ 1,‬بالتعاون مع معهد تكنولوجيا النانو‬
‫بجامعة تكساس األمريكية‪ ,‬من تصنيع أنابيب كربونية دقيقة صناعية ذات خصائص فيزيائية‬
‫فريدة تشمل القدرة على توصيل الحرارة والكهرباء‪ 1,‬وبالتالي‪ 1‬يمكن استخدامها‪ 1‬في تصنيع مواد‬
‫خاصة ذات تطبيقات عملية متعددة‪ .‬وأشار هؤالء إلى أن الخصائص الميكانية المميزة لهذه‬
‫األنابيب أو الخيوط‪ ,‬تساهم في استخدامها‪ 1‬إلنتاج صداري ودروع‪ 1‬جسدية ناعمة واقية من‬
‫الرصاص والذخائر‪ 1‬الباليستية الصغيرة األخرى‪ .‬وأوضح الخبراء أن القدرة على إدخال أجهزة‬
‫إحساس إلكترونية ومشغالت ميكانيكية إلى خيوط النانو األنبوبية الكربونية‪ ,‬تجعلها إضافة ّقيمة‬
‫لعدد من المواد المتخصصة المستخدمة حاليا في التطبيقات الطبية والعسكرية‪ .‬ويتوقع‬
‫الباحثون أن القدرة على غزل أنابيب النانو الكربونية إلى خيوط ستجعل صناعة خيوط نانو‬
‫نقية ممكن اقتصاديا‪ ,‬مشيرين إلى أن تطور الخيوط الكربونية المغزولة يعتمد على فكرة‬
‫إنقاص أبعاد األلياف والخيوط التقليدية من قياس المايكرو‪ ,‬وهو جزء واحد من المليون‪ ,‬إلى‬
‫قياس النانو الذي يصل إلى جزء من األلف مليون‪ ,‬باستخدام‪ 1‬التكنولوجيا‪ 1‬القديمة للغزل‬
‫اللولبي‪ .‬ويعتقد العلماء أن أنابيب النانو الكربونية سواء كانت خيوط نقية أو ُم َولّفة‪ ,‬ستحدث‬
‫ثورة في األقمشة المهندسة بسبب قوتها‪ 1‬الممتازة وصالبتها‪ 1‬وتوصيلها الحراري والكهربائي‪1‬‬
‫العالي‬
‫قريبا مالبس ذكية في األسواق‪:‬‬

‫‪ ‬‬

‫‪ ‬‬
‫يمكن القول أن التكنولوجيا‪ 1‬قد تمكنت بالفعل من تغير حياة اإلنسان بشكل جذري خالل‬
‫القرن الماضي ومطلع القرن الحالي ‪ ،‬حيث دخلت التكنولوجيا‪ 1‬الحديثة في كافة شئون‬
‫ونشاطات اإلنسان الحياتية واليومية المختلفة ‪.‬‬
‫ولم يكن عالم األزياء بعيدا عن سطوة التقنية الحديثة ‪ ،‬فباإلضافة إلى دور التقنية‬
‫التقليدي في تصنيع أآلت وأجهزة لحياكة المالبس ‪ ،‬إلى دورها‪ 1‬في تقديم وتصنيع‪ 1‬أقمشة‬
‫وأنسجة عالية المتانة والنعومة‪ ،‬باإلضافة إلى الكثير من األدوار‪ 1‬التي لعبت بها التكنولوجيا‬
‫دورا هاما في خدمة اإلنسان وتسهيل حياته اليومية ‪.‬‬
‫ولم تتوقف‪ 1‬التكنولوجيا الحديثة عند حد معين ‪ ،‬بل تم توظيفها في عالم المالبس‬
‫واألزياء بطريقة اقرب ما يمكن وصفها بأنها جزء من عالم الخيال العلمي الذي تحول إلى‬
‫واقع ملموس على أرض الواقع ‪ .‬فقد أعلنت شركة كوربونوف األمريكية عن تمكنها من‬
‫تطوير مالبس لراكبي الدراجات تبقي أجسامهم‪ 1‬دافئة مهما كانت الظروف المناخية المحيطة‬
‫قاسية ‪ ،‬والفكرة التي اعتمدت عليها الشركة المصنعة كانت في تمكنهم من دمج رقاقات‬
‫مجهرية صغيرة للغاية في داخل المالبس ‪ ،‬وتوصل‪ 1‬هذه الرقاقات مع مجموعة من اللبدات‬
‫الموصولة بكيبل مع بطارية قابلة للشحن من الطاقة الكهربائية الموجودة في الدراجة ‪.‬‬
‫وجاء في تفاصيل االبتكار السابق ‪ ،‬إن ثمن هذه البذلة المبتكرة يبلغ حوالي ‪3500‬‬
‫دوالر ‪ ،‬وهي توفر الدفء والجو اللطيف لمرتديها حتى أثناء كونه بعيدا عن دراجته ولمدة‬
‫تصل إلى ساعة كاملة ‪.‬‬
‫من جهة أخرى فقد أعلنت شركة لونار‪ 1‬ديزاين عن تصنيعها لجاكيت مستقبلي أطلق‬
‫عليه اسم ‪ BLU‬وهذا الجاكيت يمكن أن يتحول إلى أي شكل تريده ‪ ،‬بحيث أنك تستطيع‪ 1‬أن‬
‫تغير لونه في كل مرة ترتديه كما يمكنك أن تغير من تصميمه وشكله الخارجي ‪ ،‬أيضا أعلنت‬
‫نفس الشركة أن هذا الجاكيت مزود بشاشة رقمية صغيرة ومعالج مدمج به قابل للربط السلكيا‬
‫مع االنترنت بحيث يتم تحديث البرنامج المخزن في المعالج الرقمي‪ 1‬الخاص بالجاكيت ‪.‬‬
‫إن مثل هذه األفكار واالبتكارات لم تعد مقتصرة على نوع معين من المالبس أو على‬
‫عدد محدد من الشركات المصنعة ‪ ،‬بل إن األمر سيتجاوز‪ 1‬ذلك بشكل كبير خالل السنوات‬
‫القليلة القادمة ‪ ،‬وذلك بفعل ثورة التكنولوجيا‪ 1‬المجهرية ( نانوتكنولوجي ) والتي تبشر بحدوث‬
‫نقلة نوعية في مسيرة تطور‪ 1‬التقنية الحديثة ‪ ،‬بحيث سوف تتحقق على أرض الواقع أكثر‬
‫األفكار غرابة وإ ثارة للدهشة ‪.‬‬

‫األقمشة الذكية و الموضة‬

‫فيليبس لأللكترونيات تبتكر مالبس ذكية تعمل بالكهرباء ‪:‬‬

‫وضعت شركة "فيليبس"‪ 1‬الهولندية منتجة األجهزة اإللكترونية االستهالكية عينها على أعمال‬
‫عالم األزياء الى جانب عملها االلكتروني‪ .‬وهاهم خبرائها يبتكرون طريقة لتغيير حجم‬
‫المالبس وشكلها وأناقتها عبر إدخال "أسالك العضلة" داخل النسيج‪ .‬إن هذه األسالك مصنوعة‬
‫من معدن يتغير طوله اعتماداً على التيار الكهربائي‪ 1‬الخفيف القوة الذي يمر عبر هذه األسالك‪.‬‬

‫وتدور‪ 1‬الفكرة حول استعمال بعض مالبس "فيليبس"‪ 1‬الذكية‪ .‬على سبيل المثال‪ ،‬أنتجت الشركة‬
‫زوج بنطلون خاص يتم وصله بمصدر كهربائي ألجل تغيير طول األسالك الموجودة في‬
‫النسيج‪ .‬هكذا‪ ،‬تتمدد األسالك رويداً‪ 1‬رويداً لتنطبق مع حجم خصر الالبس وعرض ساقيه‬
‫الصحيحين‪ .‬وتشير "فيليبس" الى أن التقنية يمكن إدخالها في القمصان والجوارب‪ 1‬وحماالت‬
‫الصدر‪.‬‬

‫أسترالي يبتكر ثوبا من نسيج بكتيريا النبيذ المتخمر ‪:‬‬


‫من المؤكد أن هذا الثوب سيدير الرؤوس‪ ..‬فقد صنعه عالم أسترالي من السليلوز الذي نسجته‬
‫البكتيريا في وعاء من النبيذ المتخمر قائال انه فن لكنه يمكن أن يصبح مستقبل الموضة‪.‬لكن‬
‫ثوب "امرأة الكهف" "‪ "CAVE WOMAN‬يجب أن يبقى مبلال طوال الوقت الن أنسجة‬
‫السليلوز وهي المادة التي تتكون منها جدران خاليا النبات ليست طويلة بما يكفي لتكون مرنة‬
‫وتصبح هشة وتتكسر حين تجف‪.‬‬

‫تبدأ صناعة الثوب بأخذ السليلوز‪ 1‬اللزج من على سطح النبيذ المتخمر ونشره على سطح دمية‬
‫مطاطية منفوخة‪ .‬بعدها تنكمش المادة لتأخذ شكل الجسد ثم تفرغ الدمية من الهواء عندما‬
‫يصبح الثوب في الحجم المطلوب‪.‬وقال‪ 1‬جاري كاس مخترع الثوب لرويترز‪" 1‬انه فن وال يقصد‬
‫منه أن يكون عمليا‪".‬‬

‫وأضاف كاس وهو فني علمي بجامعة وسترن أستراليا في بيرث "المقصود أن يكون شيئا‬
‫محفزا لكي يثير النقاش حول مستقبل الموضة‪".‬واستلهم كاس فكرة صنع الثوب حين كان يعمل‬
‫في أحد حقول الكروم منذ عدة سنوات لكنه انتظر حتى حصل على التمويل من أحد‬
‫المجموعات الفنية حتى يتمكن من انتاجه‪.‬‬

‫وقال كاس انه تتكون على سطح النبيذ المتخمر طبقة لزجة مطاطية تنتجها البكتريا‪ 1‬التي يمكن‬
‫اذا تركت لحالها أن تظل تنتج السليلوز بال كلل‪.‬وأضاف‪" 1‬كل ما فعلناه هو أننا أخذنا صنع‬
‫النبيذ الى مرحلة تالية‪".‬لكن المشكلة تكمن في أن االنسجة ليست طويلة بما يكفي لكي تصبح‬
‫مرنة‪ .‬الخطوة القادمة هي أن نحاول جعل االنسجة أكثر طوال أو أن نحاول وصلها معا لكي‬
‫تصبح أكثر مرونة‪".‬‬

‫وذكر كاس أنه بمجرد‪ 1‬أن تصبح االنسجة أكثر مرونة يمكن استخدام‪ 1‬اختراعه في تطبيقات‬
‫أكثر عملية‪.‬وقال "اذا أردت قميصا‪ 1‬يمكنك أن تصنع قالبا على شكل جسدك وتنشر طبقة‬
‫السليلوز حوله"‪.‬‬
‫آالت تفصل المالبس‪ ..‬حسب القوام‪ -‬تغزو المحالت الكبرى والصغرى في أميركا‪:‬‬

‫في قفزة نوعية للقضاء على اساليب قديمة في أخذ مقاسات االنسان قبل شراء مالبسه‪ ،‬شرع‬
‫عدد من مخازن تسويق‪ 1‬المالبس في الواليات المتحدة بوضع‪ 1‬مجموعات من آالت المسح‬
‫المجسم تقوم بقياس أبعاد جسم االنسان‪ ،‬األمر الذي لم يسهل الشراء فحسب‪ ،‬بل وعملية‬
‫تسويق المالبس التي ال تناسب قياساتها الجسم‪.‬‬
‫تقوم آالت المسح هذه بتسجيل قياسات الجسم التي تتحول الى أنماط ونماذج يجري وفقها‬
‫تفصيل الثياب وخياطتها‪ ،‬كما توضح ليندا جو كونيل المتخصصة في تطوير األزياء‬
‫والملبوسات والمنتجات النسائية في جامعة أوبورن في الواليات المتحدة‪.‬‬

‫وتضيف‪ 1‬كونيل في حديث نقلته مجلة «وايرد نيوز» االلكترونية «ان مثل هذه العمليات توفر‬
‫كثيرا من الوقت بعدما كانت هذه تجري باليد من قبل شخص وشخص‪ ،‬فهي تمهد الى عمليات‬
‫تفصيل جماعية حسب طلب الزبون‪ .‬وقد بدأت هذه التقنيات بتوصيل‪ 1‬الجزر التي شرعت‬
‫تتصل بعضها ببعض بحيث يمكن مسح جسم النساء لتستخدم القياسات بعد ذلك لتفصيل الثياب‬
‫وإ نتاجها»‪.‬‬

‫وأوبورن هي واحدة من بضع جامعات قليلة التي تستخدم‪ 1‬أجهزة المسح لدراسة القوام المتغير‬
‫للنساء األميركيات‪ .‬وعن طريق استخدام برنامج للتحليل االحصائي‪ 1،‬وقياسات‪ 1‬المسح الجسام‬
‫المئات من النساء‪ ،‬وأخيرا أجسام المراهقات‪ ،‬تقوم كونيل ورفيقاتها بتزويد صناعة المالبس‬
‫واألزياء بالمعلومات‪ 1‬والمعطيات‪ 1‬للمساعدة في ردم الهوة بين ما يجري إنتاجه والزي والشكل‬
‫المطلوبين من قبل الزبائن‪.‬‬

‫وعن طريق استخدام جهاز مسح ثالثي األبعاد قامت بتطويره شركة «تي سي‪ »2‬وجدت‬
‫إحصائية وطنية أميركية استغرقت سنتين‪ ،‬أن صناعة مالبس النساء شرعت تتحول من‬
‫النماذج النحيلة الخصر‪ .‬واظهر‪ 1‬البحث هذا الذي رعته جزئيا مؤسستا‪« 1‬جاي‪ .‬سي»‬
‫و«تارغيت أند جوكي» أن شكل الخصر النحيل هو أقل االشكال السائدة لدى النساء‪ .‬فقط ‪8.4‬‬
‫في المئة من أصل ‪ 6318‬امرأة جرى مسحهن كن من أصحاب الخصور‪ 1‬النحيلة‪ .‬وفي‪ 1‬الواقع‬
‫أن شكل الخصر النحيل غير موجود بتاتا لدى النساء اللواتي يتعدى حجمهن قياس ‪( 8‬وهو ما‬
‫يقابل قياس ‪ 38‬الفرنسي‪ ،‬و‪ 10‬االنجليزي)‪.‬‬

‫وكانت سينثيا إيزتوك الباحثة الكبيرة وأستاذة المنسوجات‪ 1‬في جامعة نورث كارولينا‪ 1‬قد وحدت‬
‫جهودها مع «ألفا برودكتس» الشركة التي تقوم بصنع تماثيل عرض األزياء حسب الطلب‬
‫لحساب بعض كبار مؤسسات صنع الثياب والملبوسات‪ ،‬وكانت األشياء التي اكتشفتها من‬
‫األهمية بمكان بالنسبة الى المحالت واالسواق التي تبيع المالبس‪.‬‬

‫«ولكون األشكال النحيلة الخصر تمثل نسبة صغيرة جدا من النساء األميركيات لذلك فان‬
‫السوق الكبيرة تكمن في أشكال االجسام غير الصحيحة»‪ ،‬كما تقول جانيس وانغ المديرة‬
‫المسؤولة في «الفانون» الشركة األم لشركة «ألفا برودكتس»‪.‬‬

‫واعتمادا على األبحاث التي جرت قامت إيزتوك‪ 1‬بتمييز ثمانية أشكال نسائية التي جرى‬
‫اختصارها الى أربعة أشكال رئيسية‪ .‬وقامت «ألفا برودكتس» بإنتاج تماثيل لعرض الثياب‬
‫تمثل هذه األشكال االربعة الرئيسية‪.‬‬

‫والتستخدم‪ 1‬أجهزة المسح ألغراض البحث فحسب‪ ،‬بل تقوم مؤسسة «بروكس بروذرس»‬
‫باستخدام أجهزة المسح «تي سي ‪ »2‬في محالتها منذ مايقارب الثالث سنوات‪ ،‬إذ يجري هناك‬
‫تفصيل األثواب حسب طلب الزبائن خالل دقائق فقط‪ .‬وتتيح بعض هذه األجهزة لزبائنها‬
‫االحتفاظ بثيابهم رغم انها‪ ،‬أي هذه األجهزة‪ ،‬تجمع معلومات أقل‪ .‬وثمة أجهزة أخرى تملك‬
‫حجرات بقياس ‪ 7‬ـ ‪ 8‬أقدام وتستخدم الموجات الالسلكية لمسح جسم الشخص بمالبسه الكاملة‬
‫خالل ‪ 10‬ثوان‪ .‬والموجات الالسلكية هذه تعمل تماما مثل رادار من طراز «دوبلر» الذي‬
‫يقوم برصد رطوبة الجو الخارجي وفقا أللبرت كاربنتر‪ 1‬أحد مؤسسي‪ 1‬شركة «إنتل فيت»‬
‫ومديرها المسؤول‪ .‬وتقوم‪ 1‬أداة بالدوران حول الشخص المطلوب مسحه لتجمع نحو ‪ 200‬الف‬
‫نقطة من المعلومات عن شكل جسمه ليجري معالجة هذه المعلومات ومقارنتها‪ 1‬مع قاعدة‬
‫المعلومات الموجودة لدى «إنتل فيت»‪ ،‬ثم مقارنة كل ذلك من مقاسات الزبون هذه الى‬
‫مجموعة من المواصفات لتحديد أفضل المقاسات المناسبة للجسم وماركات المالبس‪.‬‬
‫وكانت «إنتل فيت» قد ركبت أجهزة المسح األولى في محالت ومخازن «الين براينت» في‬
‫أبريل من العام الماضي‪ ،‬حيث قامت حتى اآلن بمسح أجسام ‪ 11‬ألف شخص من زبائن‬
‫المحالت موفرة معلومات ثمينة ليقوم البائعون باستخدامها في تفصيل الثياب والملبوسات بشكل‬
‫أفضل‪ .‬كما جرى اختبار أجهزة المسح هذه في المحالت الصغيرة عبر البالد في العام‬
‫الماضي‪ .‬وتقول جودث راسباند‪ 1‬مؤلفة كتاب «فابيلوس‪ 1‬فيت» انه «ومما الشك فيه أن مثل هذه‬
‫األجهزة ستصبح جزءا من خبرات التسوق»‪ .‬وتضيف‪« :‬انها مسألة مدى قدرة البائعين على‬
‫التعرف على التقنية الجديدة والتأقلم معها وتطبيقها»‪.‬‬

‫مالبس بنكهات الفانيال والالفندر‪:‬‬

‫لم يعد ضرورياً‪ 1‬بعد اليوم أن تضع العطور أو مزيالت الروائح ألن المالبس والجوارب‬
‫واألقمشة ستزود بنكهات وروائح مختلفة تناسب جميع األذواق‪.‬‬

‫هذه الصيحة في عالم األقمشة ابتكرتها شركة يابانية استطاعت أن تصنع أقمشة مختلفة مزودة‬
‫بروائح عطرة وفيتامينات متعددة تحمي الجلد وتغذيه‪.‬‬

‫وتعتمد صناعة هذه األقمشة المنكهة على تقنيات مختلفة منها على سبيل المثال وضع المادة‬
‫الفعالة على سطح القماش‪ ,‬أو نسجها مع الخيوط‪ 1‬مباشرة وهذه الطريقة أكثر فعالية ألنها تدوم‬
‫لمدة أطول حتى ولو تم غسل المالبس لمرات عديدة‪.‬والروائح التي استعملتها هذه الشركة‬
‫الذكية متعددة منها الالفندر‪ 1,‬وزيت البرتقال والفانيال كما تمكنت من تزويد األقمشة ‪,‬خصوصاً‪1‬‬
‫الداخلية بمرطبات‪ 1‬غنية بالفتيامينات تحمي الجلد من الحساسية وتغذيه في نفس الوقت‪.‬‬

‫أقمشة صعبة االتساخ و سهلة التنظيف‪:‬‬

‫قام الباحث المصري الدكتور وليد داود بابتكار‪ 1‬قماش جديد من القطن ينظف ويعقم نفسه ذاتيا‬
‫من البقع والروائح الكريهة‪.‬‬

‫وقال الدكتور‪ 1‬وليد داود الباحث في جامعة هونج كونج لصحيفة "األهرام" المصرية إن ابتكاره‬
‫جاء في إطار مشروع‪ 1‬بحثي إلنتاج منسوجات ذكية وفعالة‪.‬‬

‫وأوضح الباحث في تصريح للصحيفة خالل اتصال هاتفي إن هذا التحول الجديد في صناعة‬
‫المنسوجات سيسهم في اإلبقاء على المالبس نظيفة تماما ومعقمة من الكائنات الدقيقة حيث‬
‫تمت إضافة طبقة صغيرة جدا من ثاني أكسيد التيتانيوم على القماش ال يتعدى سمكها ‪20‬‬
‫نانومترا‪ 1‬وهو أقل ‪ 25‬ألف مرة من سمك شعرة الرأس‪ .‬وأضاف الباحث أن هذا المركب‬
‫يتفاعل مع الضوء ليكسر المركبات العضوية مثل األطعمة والزيوت‪ 1‬والروائح وتحويلها‪ 1‬لثاني‬
‫أكسيد كربون وماء‪.‬‬
‫كما أكد الباحث أن المركب الكيميائي‪ 1‬المضاف للمالبس يستخدم بالفعل في صناعة الكريمات‬
‫التي تقي من أشعة الشمس الضارة كما يستخدم لتنظيف األسنان وإ كسابها‪ 1‬بياضا ناصعا‪ .‬كما‬
‫سيتم إجراء دراسات للتأكد من سالمة المنسوجات‪ 1‬صحيا وبيئيا‪.‬‬
‫أما عن التكلفة المتوقعة في حالة إنتاج هذه األقمشة الجديدة قال داود إنها لن تكلف أكثر من‬
‫نصف جنيه مصري لكل متر مربع من القماش‪.‬‬

‫البكتيريا لنسج خيوط العنكبوت ‪:‬‬

‫نجح العلماء األلمان ألول مرة في إنتاج خيوط العنكبوت لألغراض الصناعية من البكتيريا‪.‬‬
‫ويقول العلماء إن هذه الخيوط الدقيقة والمتينة في ذات الوقت صالحة لالستخدام في المجال‬
‫الطبي وصناعة األنسجة‪.‬‬
‫وتختلف خيوط العنكبوت عن الخيوط‪ 1‬الصناعية بمتانة صناعتها من سالسل البروتين الطويلة‬
‫ومرونتها العالية وبقدرتها على التحمل‪ .‬ويقول العلماء إن الخيوط البالغة الدقة قادرة على‬
‫تحمل صدمات أجسام تفوق ثقل العنكبوت نفسه مئات المرات‪ .‬واعتمد العلماء على البكتيريا‬
‫في صناعة الخيوط‪ ،‬بدال من العناكب المعروفة بصعوبة تربيتها وعدوانيتها وميلها إللتهام‬
‫بعضها‪ .‬وقال الباحث توماس شايبل من جامعة ميونيخ التقنية في تصريحات‪ 1‬صحافية‪ ،‬ان‬
‫إناث العناكب تلتهم ذكورها ثم تنتقل‪ ،‬بعد القضاء على الذكور‪ ،‬إلى التهام بعضها‪ .‬ثم إن هناك‬
‫اكثر من ‪ 30‬نوعا من العناكب المعروفة في العالم‪ ،‬ويمتلك كل نوع «وصفته» الخاصة به‬
‫النتاج الخيوط‪ .‬وطبيعي‪ 1‬فإن خيوط العناكب تختلف من نوع إلى آخر من ناحية القوة والمرونة‬
‫والذائبية (خصائص الذوبان) في الماء‪ .‬هذا‪ ،‬إضافة إلى أن خيوط العنكبوت البيولوجية‬
‫معروفة بمقاومتها‪ 1‬للبكتيريا‪ 1‬والفطريات والعث وعوامل التآكل الطبيعية‪.‬‬
‫وبعد فشل محاوالت شركة «نيكسيا» الكندية في زرع مورثات العناكب في الماعز‪ ،‬لجعلها‬
‫تنتج خيوط‪ 1‬العناكب‪ ،‬توصل العلماء األلمان بالتعاون مع الجامعة العبرية في إسرائيل إلى‬
‫طريقتين في الهندسة الجينية إلنتاج الخيوط‪ 1‬من البكتيريا‪ .‬وأكد شايبل ان العلماء يستطيعون‬
‫بواسطة البكتيريا‪ ،‬وخالل ‪ 48‬ساعة‪ ،‬إنتاج خيوط العنكبوت بكمية تزيد عما تنتجه ‪ 10‬آالف‬
‫ماعز من شركة «نيكسيا>‪.‬‬
‫ويعود الفضل في إنتاج البكتيريا‪ 1‬الناسجة للخيوط إلى نجاح العلماء في استخدام فيروس معين‬
‫لتسريب مورثة العناكب المسؤولة عن انتاج مادة الخيوط‪ 1‬إلى هذه البكتيريا‪ .‬وبدأت البكتيريا‬
‫بانتاج الخيوط بعد يومين من حصولها على مورثة العناكب‪ .‬وتتكون الخيوط الدقيقة وتلتف‪1‬‬
‫داخل الخلية إلى أن تنفجر البكتيريا تاركة خيوطا‪ 1‬ال يزيد طولها عن ‪ 0,1‬ـ ‪ 0,5‬ملم‪ .‬وعلى‬
‫هذا األساس فإن الخيوط الدقيقة يمكن أن تكون بديال ناجحا لألنابيب النانوية التي غالبا ما‬
‫يجري إنتاجها من المركبات الكربونية‪ .‬وحسب التقديرات األولية فإن خيوط البكتيريا‬
‫العنكبوتية تصلح تماما في صناعة خيوط عمليات العيون والجملة العصبية‪ .‬ويستخدم‪1‬‬
‫الجراحون في هذه العمليات حتى اآلن خيوطا صناعية من مادتي النيلون والكيفالر‪ .‬وهي‬
‫مواد ال تذوب في الجسم بيولوجيا في حين أن خيوط العناكب البكتيرية هي من البروتين‬
‫الطبيعي وتذوب‪ 1‬في جسم اإلنسان من دون أن تضر به‪ .‬كما يخطط العلماء الستخدام مادة‬
‫الخيوط في صناعة األجزاء الصناعية المزروعة في جسم اإلنسان‪ ،‬ألن الجسم ال يلفظ هذه‬
‫المادة كما يفعل مع المواد الصناعية‪ .‬وعن االستخدامات األخرى‪ 1‬المحتملة‪ ،‬قال شايبل إن من‬
‫الممكن استخدام‪ 1‬خيوط البكتيريا في صناعة ورق ال يتلف بسهولة وفي إنتاج قفازات العمل‬
‫التي تقي اليد وغيرها من المواد‬

‫تصميم مالبس ذكية تتصل باالنترنت وتوفر الدعم المعنوي لمرتديها‬


‫صممت طالبة من جامعة كونكورديا‪ 1‬بكندا مالبس تراقب مختلف التغيرات الفيسيولوجية عند‬
‫مرتديها بما في ذلك درجة حرارة الجسم ودقات القلب‪.‬‬

‫وذكر موقع الـ ‪ bbc‬االلكتروني‪ 1‬أن الحاسوب الدقيق‪ 1‬الذي تتوفر‪ 1‬عليه هذه المالبس يرتبط‬
‫بقاعدة بيانات على االنترنت عبر هاتف ذكي‪ ،‬مما يمكن من تحليل تلك المعلومات بسرعة‬
‫فائقة‪.‬‬
‫وأوضحت المصممة باربارا الين أن المالبس قد تصبح من الوسائل المستخدمة لتوفير الدعم‬
‫المعنوي لألشخاص الذين يعانون من مشاكل نفسية‪ ،‬حيث أن المجسات المخفية وسط الثوب‬
‫عندما تتعرف على حالة الشخص النفسية تشغل قطعة موسيقية للتخفيف من حالته‪ ،‬تختارها‬
‫من الئحة يكون المستخدم‪ 1‬قد أعدها مسبقا‪.‬‬
‫كما تحتوي القبعة على مكبرات صوت‪ ،‬حيث خيطت على أحد الكمين شاشة مسطحة تمكن‬
‫المستخدم من إعادة تشغيل أغنية ما أو االستماع‪ 1‬إلى رسائل صوتية من األهل أو األصدقاء‪.‬‬
‫وتم الكشف عن هذه المالبس خالل مؤتمر اآلداب والعلوم‪ 1‬اإلنسانية لجامعة كونكورديا الذي‬
‫أقيم في مدينة مونتلاير الكندية‪ ،‬واختتم‪ 1‬نشاطاته من أيام‬
‫مالبس ذكية تنظف نفسها‪ ...‬وتعتني بمرضاها‬
‫هل تُصبح المالبس‪ ،‬التي تش ّكل امتداد الجسد وتقاطع حدوده االجتماعية والهوية الفردية‪،‬‬
‫التطور‪ 1‬التكنولوجي؟ فبعد «المالبس الذكية» التي تبث الموسيقى‪ 1‬من‬
‫ّ‬ ‫الساحة الساخنة المقبلة في‬
‫أكمامها‪ ،‬والتي تنسجم مع قطع الزينة التي تخفي الخليوي في ثناياها‪ ،‬يصل التطور‪1‬‬
‫حد آخر‪ ،‬إذ تجهد غير شركة عالمية النتاج مالبس ذكية‪ ،‬تستطيع‪ 1‬العناية‬ ‫التكنولوجي‪ 1‬الى ّ‬
‫مد يد العون أيضاً لمرتديها!‬
‫بنفسها‪ ،‬وربما ّ‬

‫شركة «المرسيدس» ومالبس البنتاغون‬


‫عدة‪ ،‬تعمل فرق‪ 1‬بحثية في مجموعة من الدول الصناعية على تصنيع أنسجة‬ ‫منذ سنوات ّ‬
‫ومالبس تغسل نفسها بنفسها على مبدأ عمل نبتة زهرة اللوتس‪ ،‬التي تُسمى الباصول في بعض‬
‫لهجات بالد الشام‪ .‬ويتلخص هذا المبدأ في أن الزهرة تحتوي‪ 1‬على جزيئات صغيرة ودقيقة‬
‫على سطح أوراقها‪ 1‬تحول دون بقاء الماء وجزيئات األوساخ عليها‪ .‬وقد قطعت شركة‬
‫«مرسيدس األلمانية» شوطاً كبيراً في تطبيق هذا المبدأ على تصنيع زجاج سياراتها‪ .‬وفي‬
‫تمول وزارة الدفاع األميركية (البنتاغون) بحوثاً متقدمة لتصنيع ألبسة‬
‫الواليات المتحدة ّ‬
‫عسكرية تعمل عليه‪ .‬وقد تسربت أخيراً تقارير صحافية تفيد أن تصنيع مثل هذه المالبس بات‬
‫أمراً وشيكاً‪.‬‬

‫وفي سياق ٍ‬
‫مواز‪ ،‬يعكف فريق من الباحثين في جامعة «كليمسون» جنوب والية كارولينا‪1‬‬
‫ومقاومة للماء‪ ،‬إلى التكاوين العميقة لألنسجة‪ ،‬ما‬
‫األميركية على إدخال مادة بالغة الصغر ُ‬
‫يؤدي الى منع تسرب الماء والعرق والسوائل اليها‪ ،‬وكذلك عدم تراكم األوساخ عليها‪.‬‬

‫وفي حال نجاح الفريق في ذلك‪ ،‬فإن عملية غسيلها ال تحتاج إلى أكثر من تعريضها‪ 1‬لمياه‬
‫المطر أو رش المياه عليها لبضع دقائق‪ .‬ويدخل في تركيب المادة جزيئات من الفضة ومن‪...‬‬
‫زهرة اللوتس! أما حجمها فال يتجاوز‪ 1 1‬باأللف من سماكة شعرة الرأس‪ .‬وأُجريت أيضاً‬
‫تجارب على أنسجة اصطناعية تحتوي هذه المادة‪ ،‬فجاءت النتائج ُمرضية‪ .‬ويقول الباحثون إنه‬
‫يمكن إدخالها على مختلف األنسجة المصنوعة من القطن والحرير‪ 1‬أو البوليستر‪1.‬‬

‫ويعطي ذلك امكان استخدامها‪ 1‬لحماية األثاث المنزلي واألجهزة اإللكترونية المحمولة كالهاتف‬‫ُ‬
‫والكومبيوتر‪.‬‬
‫وبعيداً من كارولينا وعلى الطرف اآلخر من المحيط الهادئ‪ ،‬تمكن علماء في «جامعة هونغ‬
‫كونغ للبوليتكنيك» من ابتكار أنسجة قطنية تزيل األوساخ والبقع بنفسها‪ ،‬ولكن باالعتماد على‬
‫أشعة الشمس بدالً من الماء‪ .‬فقد ُغلّفت هذه األنسجة بجسيمات صغيرة من ثاني أوكسيد‬
‫التيتانيوم‪ ، Titanium 1‬المعدن الذي تُصنع منه هياكل مركبات الفضاء‪ ،‬لكي تعمل كمحفزات‬
‫لتحطيم الجزيئات الكربونية في المواد العضوية‪ ،‬التي تتشكل منها األوساخ‪ .‬وتنطلق‪ 1‬هذه المادة‬
‫الى عملها عند تعرضها ألشعة الشمس‪ ،‬الذي يعمل على أكسدة ثاني أوكسيد التيتانيوم بفضل‬
‫األشعة فوق‪ 1‬البنفسجية المتضمنة فيه‪.‬‬

‫وفي خطوة تالية‪ ،‬يتفاعل هذا األوكسيد مع أكسجين الجو لتوليد مواد نشطة جداً‪ ،‬فتُف ّكك‬
‫األوساخ قبل طردها عن األنسجة‪ .‬وهذا األوكسيد‪ 1‬يستمر في العمل طوال فترة تعرضه‬
‫للشمس‪ .‬الجدير ذكره أن حجم الجسيمات المذكورة يبلغ ‪ 20‬نانومتراً (يساوي النانومتر‬
‫صنع‬
‫‪ 1000000000/1‬من المتر) ‪ ،‬أي أصغر من شعرة اإلنسان بحوالى‪ 2500 1‬مرة‪ .‬وتُ ّ‬
‫األقمشة التي تحتويها من طريق نقعها في سائل من ثاني أوكسيد‪ 1‬التيتانيوم‪ 1‬لمدة نصف دقيقة‪.‬‬
‫سخن على حرارة تبلغ ‪ 97‬درجة مئوية في أفران خاصة لمدة ربع ساعة‪.‬‬ ‫ثم تُجفّف وتُ ّ‬
‫وأخيراً‪ ،‬توضع في ماء مغلي لمدة ‪ 3‬ساعات‪ ،‬فتكتمل عملية التصنيع‪ .‬ويرى‪ 1‬المراقبون ان‬
‫هذه الثياب ستكون كنزاً للجنود اللذين يقضون عشرات األيام في الصحارى‪ 1‬واألماكن الجافة‪.‬‬

‫وال يقتصر تصنيع األلبسة الذكية على تلك التي تغسل نفسها بنفسها‪ ،‬بل يتجاوزه إلى تلك التي‬
‫تعتني بمرضاها! ويبرز‪ 1‬فيها دور‪ 1‬البروفسور‪ 1‬الكسندر‪ 1‬بوسيجين من جامعة «نيدرهاين»‬
‫‪ Niederrhein‬األلمانية‪ .‬فقد تمكن بوسيجين مع فريق‪ 1‬بحثه من دمج أقطاب كهربائية‬
‫وإ لكترونية في أنسجة أكمام مالبس‪ .‬وبذا‪ ،‬صار ُمستطاعاً ذلك التواصل بين المالبس‬
‫والكومبيوتر‪ ،‬وبالتالي بات ممكناً التح ّكم رقمياً في تلك االنسجة‪ .‬ولعل األهم في هذا اإلطار‬
‫اختراع ذلك لجوارب تعمل إلكترونياً‪ 1‬وتحافظ على حرارة القدم‪ ،‬ما ُيعتبر شأناً مهماً في حماية‬
‫اقدام مرضى‪ 1‬السكري من االنخفاض الحاد في درجة الحرارة‪ ،‬وبالتالي‪ 1‬تقليل تعرضها‬
‫الحتمال نقص وصول الدم اليها‪ ،‬ما ُيعرضها‪ 1‬للتعفن ثم للبتر‪.‬‬

‫كما تم ّكن الفريق عينه من دمج أجهزة استشعار إلكترونية في أنسجة مالبس داخلية يمكنها نقل‬
‫التيارات الكهربائية التي تسير من الجسم الى سطح الجلد‪ ،‬الى كومبيوتر جيب‪ ،‬ما يتيح رسم‬
‫حركة القلب‪ .‬وفي تصريح الى بعض وسائل االعالم‪ ،‬أوضح بوسيجين‪« :‬هدفنا التوصل‪ 1‬إلى‬
‫تطوير قميص يالئم الجسم على فترات طويلة ويستطيع‪ 1‬رصد نبضات القلب لحظة بلحظة‬
‫على مدار أشهر»‪ .‬وطبقت هذه األبحاث على بعض مرضى القلب كالعب كرة القدم األلماني‬
‫جيرالد أزاموا مهاجم فريق‪« 1‬شالكه ‪ ،»04‬الذي يعاني من عيب خلقي في قلبه‪ .‬وجاءت النتائج‬
‫مرضية‪ ،‬إذ استطاع‪ 1‬طبيبه متابعة حركات قلبه خالل المباريات التي يخوضها‪ 1.‬ويعتبر‪ 1‬األمر‬
‫ويساهم‪ 1‬في مراكمة المزيد من المعلومات عن حال‬
‫أيضاً خطوة مهمة في الطب الرياضي‪ُ 1،‬‬
‫الجسم أثناء الجهد الرياضي‪ ،‬وبالتالي‪ 1‬التوصل الى ح ّل بعض الظواهر الغامضة التي تُهدد‬
‫حياة الرياضيين‪ ،‬مثل ظاهرة «الوفاة المفاجئة» في المالعب‪.‬‬

‫ألياف نانو تستخدم في تصنيع أقمشة ال يصيبها البلل‬


‫جنيف ‪ -‬اكتشف عالم سويسري أن ألياف البوليستر‪ 1‬المغطاة برقائق‪ 1‬سيليكون دقيق‪ 1‬يمكن أن‬
‫تستخدم في تصنيع أقمشة حينما تغمس في الماء تظل جافة تماما‪.‬‬
‫تسمح تركيبة تكنولوجيا النانو بتغطية السطح بمواد كيماوية تجعل القماش مضادا للماء إلى حد‬
‫انفتاق الماء أو انزالقه عنه‪.‬‬
‫يقول ستيفان سيجر وهو كبير باحثين في المشروع الذي ينفذ في جامعة زيورخ إن هذه التقنية‬
‫يمكن أن تحقق عدة أغراض بينها إنتاج بذالت سباحة مطورة وإ نتاج مالبس صناعية وحتى‬
‫حماية األثاثات التي تكون في الهواء الطلق‪ .‬وصرح سيجر بأنه "من الممكن استغالل العملية‬
‫نفسها في حماية الخشب على سبيل المثال"‪.‬‬
‫وتقوم تركيبة النانو عند تغطيتها‪ 1‬بمواد كيماوية باحتباس طبقة رقيقة من الهواء بين الماء‬
‫والنسيج الفعلي وهو ما يعني أنه يمكن غمر قطعة القماش في الماء وتظل جافة مع ذلك‪.‬‬
‫كما أن هذه التقنية يمكنها صد األوساخ والعرق‪ 1‬وهو ما يقربنا من يوم ال تحتاج المالبس فيه‬
‫إلى غسل أما في أيامنا هذه فإن أفضل استغالل لهذه التركيبة سيتحقق عند صناع مالبس‬
‫المناطق الخلوية الوعرة‪.‬‬
‫وفي حالة السباحين يمكن استخدام‪ 1‬ألياف النانو في تصنيع زي السباحة فيعطيهم سرعة أكبر‬
‫واحتكاكا أقل‪.‬‬
‫ويوضح سيجر‪ 1‬بالقول "لقد أجرينا فعال اختبارات وثبت انخفاض معدل االحتكاك في الماء‪.‬‬
‫وبذا يمكن للسباح أن يحسن من سرعته"‪.‬‬
‫ومع ذلك يظل هناك تحد يتمثل في كيفية زيادة عمر النسيج من هذا النوع‪.‬‬

You might also like