Professional Documents
Culture Documents
-1-
واالقتصادية ,وقد قربت بين الناس ,وإخترت المسافات الجغرافية والمعرفية واالقتصادية التي كانت
تباعد بينهم ,كما أدت وسائط االتصال والتواصل ألي نشر المعلومات وتبادلها بشكل جعل اإلنسان يشعر
بقربه من بعد المسافة الزمنية أو المادية بينه وبينهم ,.ومن هذا المنطلق يجب التعرف علي مفهوم هذه
التكنولوجيا .
التدريب األول
ضع مع أفراد مجموعتك تعريف لمفهوم التكنولوجيا
-3-
والتنظيم من أجل تحليل المشكالت وتصميم وتنفيذ وتقويم وإدارة حلول هذه المشكالت المتعلقة بجميع
أوجه التعلم اإلنساني "
ويعرفها جالبرت بأنها " :طريقة في التفكير أ ,منهج في العمل وأسلوب في حل المشكالت يعتمد علي
مدخل النظم لتحقيق األهداف المحددة له ,ويستند إلي نتائج البحوث في كل الميادين اإلنسانية
والتطبيقية ,حتي يحقق األهداف بأعلي درجة منم الكفاءة واالقتصاد في الكلفة " .
وأخيراً سنعرض تعريف هيئة اليونسكو للتكنولوجيا التربوية ,وهذا التعريف هو الذي تبناه التكنولوجيين
التربويين العرب وهو :
" طريقة منهجية أو نظامية لتصميم العملية التعليمية بكاملها ,وتنفيذها وتقويمها ,استناداً إلي
أهداف محددة ,وإلي نتائج األبحاث في التعليم والتعلم والتواصل ,في استخدام جميع المصادر البشرية
وغير البشرية من أجل إكساب التربية مزيداً من الفعالية " .
إذن فالتكنولوجيا التربوية ليست أجهزة أو أدوات ومعدات متطورة ,بل هي طريقة منهجية في
التفكير وأسلوب منظم في العمل يتناول جميع العناصر التي تدخل في عملية التربية ,بداية من المنهج ثم
المعلم والمباني المدرسية والطالب والمواد التعليمية التعلمية ,ويضاف إلي ذلك أن التكنولوجيا معينة
بجميع مراحل النشاط أو العمل ,أي من بداية مرحلة التصميم ثم التنفيذ ثم التقويم ,متبنية مبدأ الدمج بين
العناصر التي تتفاعل فيما بينها لتؤدي إلي اكتساب مزيداً من الفعالية .
- 3مفهوم تكنولوجيا التعليم Instructional Technology
في هذا المجال يمكن التأكيد علي العالقة الترابطية بين إدخال التكنولوجيا في التعليم إلعداد المناهج
الدراسية وتدريسها في الفصل المدرسي ,ونظم التقويم ,وبين االرتقاء بقدرات المتعلمين ,
واكتشاف الموهوبين منهم واالرتقاء بمهارات ضعاف التحصيل ,وذلك علي اعتبار أن التقدم
العلمي الحاصل في المجتمعات المتقدمة مرجعه إلي توظيف التكنولوجيا بأدواتها وأجهزتها الحديثة
في مجال التعليم مما ينتج عنه متعلمين لديهم المعارف والمهارات التكنولوجية الالزمة لتطوير
العمليات الصناعية وأجهزتها .
والسؤال الذي يطرح نفسه هنا هو ما هو مفهوم تكنولوجيا التعليم ؟
تذخر األدبيات التربوية بالعديد من تعريفات تكنولوجيا التعليم وسوف نعرض بعضا ً منها فيما يلي :
تعرف تكنولوجيا التعليم بأنها :
" المعرفة الناتجة من تطبيق علم التعليم والتعلم في العالم الواقعي لقاعة الدرس ,إضافة إلي
األدوات والمنهجيات التي يتم تطويرها للمساعدة في هذه التطبيقات "
وعرفتها اللجنة الرئاسية لتكنولوجيا التعليم في الواليات المتحدة األمريكية بأنها :
" طريقة نظامية لتصميم وتنفيذ وتقويم العملية التعليمية في ضوء أهداف محددة ,وعلي أساس
نتائج البحوث في االتصال والتعلم اإلنساني ,وذلك بتوظيف مجموعة متآلفة من المصادر البشرية
وغير البشرية للوصول إلي تعليم أكثر فعالية " .
وتعرف أيضا ً :
-4-
" أن تكنولوجيا التعليم تهتم بالمنهجية العامة ومجموعة األساليب التي يتم توظيفها في تطبيق
المباديء العلمية " .
ويري هوبان أن تكنولوجيا التعليم هي :
" منظومة متكاملة تضم اإلنسان واآللة واألفكار وأساليب العمل بحيث تعمل جميعا ً داخل إطار
واحد لتحقيق هدف أو مجموعة أهداف محددة " .
ويري علي عبد المنعم أن تكنولوجيا التعليم هي عبارة عن :
" طريقة منهجية تقوم علي تطبيق المعرفة القائمة علي أسس علمية في مجاالت المعرفة
المختلفة لتخطيط وتصميم وإنتاج وتنفيذ وتقويم وضبط كامل للعملية التعليمية في ضوء أهداف
محددة " .
وقد خرج جنتيري من هذه التعريفات بالتعريف التالي :
" أن تكنولوجيا التعليم هي التطبيق الشامل والنظامي لالستراتيجيات واألساليب المشتقة من
مفاهيم العلم السلوكي والمادي ,ومفاهيم أخري في حل المشكالت التعليمية " .
أما روبرت جانييه فقد وضع تعريفا ً أكثر شموالً حيث إهتم بالشروط الواجب توافرها في تكنولوجيا
التعليم حتي تؤتي بثمارها حيث قال :
" أن تكنولوجيا التعليم تهتم بدراسة وتهيئة الشروط من أجل تحقيق تعلم أفضل"
والشروط التي وضعها تتمثل فيما يلي :
قدرات ومؤهالت المتعلم بما في ذلك القدرات السمعية والبصرية ,وقدرات االستيعاب المرتبطة
بمهارات التحدث والكتابة -----إلخ ,وتوجد شروط أخري تغطي المساحة األكبر حيث ترتبط
بالوسائل الخاصة ,وبنمط عرض المعلومات للمتعلم وتوقيتها وتسلسلها وتنظيمها .
ومما سيق يمكن وضع التعريف التالي لتكنولوجيا التعليم بأنها :
" إفرازات التقدم العلمي وتطبيقات المعرفة القائمة علي أسس علمية في مجاالت المعرفة
المختلفة لتخطيط وتصميم وإنتاج وتنفيذ وتقويم وضبط كامل للعملية التعليمية من أجل تحقيق
األهداف المرجوة منها " .
مما سبق يتضح لنا مفهوم كل من التكنولوجيا التربوية وتكنولوجيا التعليم مع أن البعض يخلط بين
المفهومين ,ولذلك يجب إلقاء الضوء علي هذا الخلط في التعرف علي الفرق بينهما .
-5-
منهما ,فتكنولوجيا التربية هي طريقة منهجية لتحديد وتحليل المشكالت المتعلقة بجميع نواحي التعلم
اإلنساني وتصميم وتنفيذ وتقويم الحلول لهذه المشكالت وإدارتها للوصول إلي أهداف تربوية محددة ,أما
تكنولوجيا التعليم فهي طريقة منهجية لتصميم العملية التعليمة وتنفيذها وتقويمها لتحقيق أهداف تعليمية
محددة .
وبالتالي نجد أن هناك تداخل بين المفهومين مع اعتبار أن تكنولوجيا التعليم تندرج تحت إطار
التكنولوجيا التربوية .
-6-
وتكنولوجيا المعلومات تعني الحصول على المعلومات بصورها المختلفة :النصية والمصورة ،
والرقمية ،ومعالجتها وتخزينها واستعادتها وتوظيفها عند اتخاذ القرارات ،وتوزيعها بواسطة أجهزة
تعمل إلكترونيا 0
وشهد القرن الحادي والعشرين مرحلة جديدة من التغيرات في كثير من ميادين الحياة ,ومن أبرزها
تكنولوجيا المعلومات واالتصاالت التي تولد عنها ما يطلق عليه الموجه الثالثة والتي أدت إلى تغييرات
جذرية في المعلومات والحاسبات والذكاء اإلصطناعي 0
ونتيجة االنتشار الواسع لألجهزة واآلالت ،توالت النداءات التي تدعو إلى التعلم الذي ال يحده مكان أو
زمان ،ودعوة البعض إلى إلغاء المدارس ،ونتيجة االجتياح السافر لتكنولوجيا المعلومات ،فلقد تولد
نموذج التعلم التكنولوجي المعاصر الذي يقوم على مجموعة االفتراضات اآلتية :
أ -المعرفة ليست الحقيقة ،ولكنها تكمن في مدى مالءمتها للطالب وحاجاته ،بحيث يستطيع الطالب أن
ينظم المعلومات بطريقته الخاصة ،مستخدما ما لديه من خبرات ومعلومات 0
ب -الطالب هو محور العملية التعليمية ،وحاجاته هي األساس في التعليم وجمع المعلومات 0
جـ -حرية اختيار المهارات وتطبيقها من قبل الطالب ضرورة أساسية ،تساعده على مواجهة المشكالت
،ألن الطالب هم جماعة فاعلة وباحثة ،وليسوا حفظة وكتبة 0
د -يتعلم الطالب حقيقة توافر المعلومات على أشكال مختلفة منها الكتب والدوريات واألفالم والشرائح
وبرامج الحاسوب وغيرها 0
هـ -يتوصل المتعلم للمعرفة بجهوده الخاصة ،وهناك تركيز على اآللية أو كيفية التوصل للمعرفة 0
و -يكون تقويم الطالب من خالل ما توصلوا إليه من معارف ،ومن خالل مقارنة أدائهم بذواتهم ،ال
بغيرهم من الطالب 0
والمتعلم في عصر المعلومات واإلنترنت ،يصبح هو المسئول عن تعلمه ،وأن يتعلم كيف يتعلم ،وأن
يعمل على اكتساب بعض المهارات مثل:
أ – تحديد متى تكون هناك حاجة للمعلومات 0
ب – القدرة على تحديد المعلومات المطلوبة في موضوعات معينة 0
ج – البحث والوصول إلى المعلومات المطلوبة 0
د – تقييم المعلومات واختيار المناسب منها 0
هـ – ترتيب المعلومات وتنظيمه .
و – استخدام المعلومات بصورة فعالة ومحققة لألهداف المرجوة
-7-
المعلومات ,ويتغير دور عضو هيئة التدريس من ملقن للمعلومات إلي ناصحا ً ومرشداً وموجها ً وقائداً
ومستشاراً وناقداً ومسهالً ومصمما ً للموقف التعليمي ,ومساعداً في توفير البيئة التعليمية المرنة والتعلم
الذاتي والمستمر من خالل تطويره وتصميمه لبرمجيات تعليمية من منظور متطور وبتطبيق معايير
تتناسب والعصر الحالي من جهة وعقائدنا وتقاليدنا من ناحية أخري .
وأيضا ً ستختلف الدور الذي سيقوم به المتعلم من مجرد االستقبال واإلنصات الكامل إلي البحث
واالستقصاء من خالل تكنولوجيا المعلومات المتطورة حتي تنمو لديه القدرة علي التجديد واإلبداع
واالعتماد علي النفس والتعاون والتفكير الناقد والتفكير االبتكاري .
ونحن بحاجة إلي ثورة في التعليم حتي يأخذ التعليم شكل المنظومة التعليمية ,ونستبدل الثوب القديم
بثوبا ً جديداً ليس في شكله فقط ولكن في جوهره ,أي في جوهر المنظومة التعليمية بمكوناتها المختلفة
حتي تساير عصر المعلومات ,ولذلك أصبح من الضروري استخدام التكنولوجيا الحديثة القائمة علي
تكنولوجيا المعلومات ,وما يرتبط بها من حاسبات وشبكات نقل المعلومات المحلية والعالمية لننتقل من
حالة التعليم الجامد إلي التعليم المرن Flexible Learningليبحث المتعلم عن المعلومات بنفسه بهدف
اكتساب مهارات التعلم الذاتي والتفكير بأشكاله المختلفة والقدرة علي حل المشكالت واستخدام أدوات
التكنولوجيا الحديثة التي ستقابله في حياته اليومية .
ومن التطورات الحديثة لتكنولوجيا المعلومات والتي غيرت من شكل البيئة التعليمية نذكر منها ما
يلي :
* ظهور التكنولوجيا الرقمية Digitalizationالتي أتاحت إمكانية تخزين كم كبير من المعلومات في
أشكال متعددة منها ( :النص المكتوب ,ولقطات الفيديو ,والحركة ,والرسوم التوضيحية والبيانية ) ,ثم
ظهور تكنولوجيا الوسائط المتعددة التفاعلية Interactive Multimediaالتي تعرض األشكال
السابقة بطريقة تفاعلية .
* تطور الشبكة العالمية للمعلومات ( اإلنترنت ) وظهور الشبكة العنكبوتية الدولية
) . World Wide Web ( WWW
* ظهور البرمجيات الحديثة التي تسهل التفاعل بين المستخدم وأجهزة الحاسوب .
-9-
والشكل التالي يوضح العالقة بين مكونات تكنولوجيا التعليم وهي عالقة تكاملية وليست عالقة خطية ,
وهي عالقة تفاعل وتأثير وتأثر علي المستويين :مستوي النظرية ومستوي التطبيق .
التطوي
ر
التصمي
م
تكنولوجيا
التعليم استخدا
النظرية م
والتطبيق
التقويم
اإلدارة
-10-
أ -أن يسعي المعلم الجامعي إلكساب نفسه فهما ً أشمل وأعمق في ماهية تكنولوجيا التعليم ,و إدراك
دورها وأهميتها في تطوير التعليم ,التعليم ,كما يؤمل منه أن يعمل علي أن يقنع نفسه و طالبه علي أنه
ليس مصدر المعرفة الوحيد ,و أن يعمل علي توثيق عالقة طالبه بمراكز مصادر التعلم ,كما يسعي إلي
إقناع نفسه بأهمية اعتماده علي التقنيات التعليمية المتنوعة و الثقة بقدرتها على نقل المعارف
والمعلومات ،وأنها في حالة قيامها بهذا الدور ال تكون قد انتزعت منه دوره كمعلم وقائد تربوي وإنما قد
عززت هذا الدور 0
ب -أن يعمل المتعلم على إدراك وتمثيل الدور الجديد المتوقع له في ظل تبني التقنيات التعليمية في
التدريس ،وأن يدرك حقيقة الدور الملقي على عاتقه باعتباره محور عملية التعليم والتعلم ،وبالتالي
يكون على وعي أكثر بدور التقنيات التعليمية من تجهيزات وبرامج وطرق تفكير للمساهمة في إكسابه
هذا الدور المحوري الذي يسهم فيه ،وبفاعليته بدور نشط فعال في عملية التعليم حيث ال يكتفي بأن
يكون متلقنا ً ناقالً للمعلومات ،وحافظا ً لها 0
جـ -إنشاء وتدعيم مراكز مصادر التعلم التي تحتوي على مختلف المراجع والدراسات األدبية واإلنسانية
والعملية التطبيقية على مستوى التعلم الجامعي ،وتوفير الكتب والمنشورات وأشرطة الصوت وغيرها
من التقنيات التعليمية في مختلف المستويات والمجاالت 0
د -إعداد المعلمين الجامعيين وتدريبهم على كيفية التعامل مع التقنيات التعليمية الحديثة ،والعمل على
إكسابهم طرق تصميم وإنتاج واستخدام المواد واألجهزة التقنية.
هـ -إعداد المتعلمين الجامعيين وتدريبهم على كيفية التعامل مع التقنيات التعليمية الحديثة ،والعمل على
إكسابهم مختلف الخبرات كي يكونوا بحق أبناء المجتمع التكنولوجي المعاصر القادرين على التعامل مع
الكمبيوتر والمسايرين للتطور الحديث والمواكبين للتطور التكنولوجي فكراً وعمالً 0
وهناك من يوصي بضرورة العمل على إجراء محاوالت جادة مدروسة لتهيئة عضو هيئة التدريس في
الجامعات العربية للتعامل مع التكنولوجيا في جامعته ،وتدريسها بطريقة تتكفل الدخول في بابها بأقصر
الطرق ولو ارتفعت التكاليف الالزمة لذلك 0
إن معرفة مدرسي الجامعات بتكنولوجيا المعلومات ،ورغبتهم في تطوير أنفسهم في مجاالت االتصال
لكي يبقوا على إطالع متجدد فيما يطرأ من جديد في مجاالت تخصصاتهم ورغبتهم في أن يكونوا على
اتصال دائم بكل ما هو جديد في الميدان ،لهو أمر ضروري ينبغي أن تسعى الجامعات إلى إيجاده
وتدعيمه ألن شبكة المعلومات تتيح للمعلمين أن يبدعوا ويستقبلوا ويرسلوا المعلومات إلكترونيا ً بسهولة
وسرعة ودقة 0
و – تقييم وتطوير البيئات التعليمية الحديثة بمظهرها المادي والنفسي المناسبين لتبني التعلم التكنولوجي
الحديث ،وتزويد قاعات التدريس بالتجهيزات واألدوات والمواد المناسبة ،وتنظيم بيئة التعلم من حيث
التمديدات الكهربائية ،والمقاعد المتحركة ،والستائر وغيرها مما يتعلق بقاعات التدريس 0
ح – استحداث طرق تقويم جديدة تنسجم وتتبنى التكنولوجيا في التدريس الجامعي ،وتنسجم والدور
الجديد المتوقع للمتعلم ،الذي ال يقوم على أساس المفاضلة بين الطالب وإنما يعتمد على مبدأ تسابق
الفرد مع ذاته لتحقيق أهداف التعلم 0
-11-
ك – إيجاد الحوافز المادية والمعنوية لمعلمي الجامعات الذين يعملون على تبني النموذج التكنولوجي
المعاصر في التدريس ،وتشجيع التجديد ،وتذليل العقبات أمام المعلمين الراغبين في تبني التكنولوجيا
في ميدان التدريس الجامعي 0
-12-