Professional Documents
Culture Documents
ت�ؤملك
aa
عن �أ�شياء ت�ؤملك
زوروا موقعنا
www.booksjuice.com
Telegram/ BookJuice
الإهداء
ع
وأتضر ُع ،و ُأناجي السماء؛ ُ
أبتهل، ناظرا إلى ُ
أكون وقتها ً
ص
َّ
ت
أول أنت َّ َ ر ِّبي ْ
أن
ر
ً
والتوز عي
حصول عليه؛ آخر ُه َّن
وإن كُنت َ َ
ِ
وأنت رت،تأخ ِفأنت األولى ،كمطل ِع القصيدة ،وإن َّ ِ
ِ
أجلك سك ختا ٍمِ ،
فمن كم ِاألخيرة ال شك ولكن ِ
نسجت كلماته ،وغزلتُها وغازلتُها؛ ُ ِ
أجلك كتبته ،ومن
ِ
يديك اآلن ُح ًّبا ف بي َن
ينز َ حتى ِتر َّق ِ
لحربِ قلبي ،كي ِ
وحر ًفا!
أول؛ كي أبوح ِ
لك بما فيه استخرت اهَّلل ً
ُ ِ
أجلك مِن
َ
ِ
أجلك قامت َروحي ولم تق ُعد مِن خواطري ،ومن
ك بـ «بِضع ٌة مِنِّي»...
أنادي ِ
ِ
حتى َ
7
ك كابنتي التي ُخلِ َقت مِن ُصلبي ،والتي ال أخاطِب ِ
ُ
ين ورحمة، ِ
حادثك بِلِ ٍ مثل أبيهاُ ،أ
الخير أحد ُ يتمنَّى لها
َ
عليك ُصدفةً ،فقرأ َبروحه ما َي ُك ُّن ِ ِ
كعابر سبي ٍل َّ
مر
وحك. بر ِ
َ
ك بتأوي ِل ما لم وذا أنا « ِخ ْضر ِك» الذي سينب ُئ ِ
ِّ ُ
ع
عليه صربًا؛ فتعالي يا «بِضع ٌة مِنِّي» ُأخبِ ِ
تستطيعي ِ
ص
رك،
ري
َ
8
S
القلب
ِ يا َح َّب َة
بل
وحك... َ ُ
9
لك فقط ،وللعالم ما شاء من «صباح الخير» ِ
أنت يف ِغنًى تا ٍّم عنها.
صباحاتِ ،
ِ
«أحبك»... - -أنا
المشوه... ِ
وماضيك ب ُكل أخطائك ،وزالتك،
َّ
حبك» بإرادتك ،أو رغما ِ
عنك... « ُأ ِ
ً
ِ
لديك سبيلَ أنت عليه ُجملةً ،وال «أحبك» بما ِ
فت وإن تو َّق ُ
لديْ ، للتخ ُلص من ُحبي ،كما أنه ال سبيل َّ
ُك بكامل إراديت من جديد. عن حبك ،أحببت ِ
َ
ِ
وبينك؟! ُ
يحول بيني - -ما الذي
بجدار َروحي ِ ٍ
بشيء عال ِ ٍق يا سيديت ،دعيني ُأخبِ ِ
رك
ِ ِ
الرج َل إذا
إن ُ أجراَّ ، نقضَ ،فأقيميه وا َّتخذي عليه ً الم ِّ
ُ
10
فأخلص ل ُه الن َّي َة فيها، ٍ
امرأة ب ِ
َ اهَّلل يف قلبه ُح َّ
وضع ُ
ِ
الخدوش آثار هور كي ُي َ بماء َط ٍ ٍ َ
زيل عنه َ غسل قلبه
ذالن الحارقة ،وأغ َلق ندبات ِ
الخ ِ ِ السابقة ،ويمحي من ُه
يعشق امرأ ًة ِسواها، ُ ِ
روحه كي ال أبواب الهوى يف
َ
ِ
ويسر له وأعانه، وأحكم ِزما َم أموره يف اختيارهاَّ ، َ
ع
بأمر أعاهنُم عليه ،وها هو قلبي ف عباد ُه ٍ واهَّلل إذا ك َّل َ
ص
ُ
بل
ً
والتوز عي
الرزق وتأيت بالربكة ،و ُتفت ُِّح َ ب نُحب
ِ قة على مِصراعيها، الخير المغ َل ِ
رزق قد وأنت ٌ ِ ُ أبواب
َ
خير لم أطرق ُه عن وباب ٍ سعي منِّيُ ، دون ٍ سا َق ُه ر ِّبي إلي َ
َّ
ِ
فر ٌط فيك، ِ ِ ٍ
قصد حيا ًء منك ،فال ت ُظنِّي أنَّي تاركك ،أو ُم ِّ
ك ولو تخ ُّي ًل أو سانح لغيري ُفرص ًة واحد ًة ليشتهي ظ َّل ِ
َ ٌ
فرط؟! لقد بك ْ وهل لعاق ٍل مثلي قد جن ِ
أن يدَ ع أو ُي ِّ ُ َّ
وخ َطو ِ ِ ِ
ت بجوار ُحزين عتم فأنرتهْ َ ، الم َ دخلت عالمي ُ
ِ ِ
مر فرص ًة كي يبد َأ بعدما القابِ ِع فمحوته ،ومنحت ال ُع َ
النهاية والفناء. ِ أوشك علىَ
11
ِ
المطر يف المد َّللة وزخات بج َلة وطفلتي ُ
الم َّ
يا سيديت ُ
حاجز األمس، ُ َ
يحول بيننا شقوق روحي الم ِ
تعبة ،لن ِ
ُ َ
أرواح ُهم بالند ِم يف مقابره،
َ ِ
باألمس قد َدفنوا فالبشر
ُ
ِ
بشؤون واهَّلل ِ يحول بيننا الغدُ ،فالغدُ يف ِ
َ
الغيب ُ علم ولن
ُ
يحول اليو ُم ِ
بالغيب كفيل ،أ َّما عن اليو ِم فكيف عباده
ع
شمسه أطلب ِ
ِ ِ بيننا وأنا ُ
ص
ك يف ُ فجره إلى ودا ِع منذ بزو ِغ
والتوزي
أمر َيستدعي يف صلوايت أن ُيذكَر؟! بعد أمرك ٌ
12
ِ
وأهملوك، ِ
خذلوك، ك»ِ ...ع ً
وضا عن الذي َن «أحب ِ
ُّ
يديك رجفةً ،ورعش ًة مِن القادمين...
ِ ووضعوا بأنامل
«أحب ِ
ك» بإراديت البحتة ،أو بدوهنا... ُّ
«أح ُّبك» بكامل مشاعري القلبية ،وقواي العقلية،
يك مِن سمات الكمال ،ومقومات الجمال، يف تعر ِ
ِّ
ص ع
و ُمفردات الدالل...
ن ل
ُّ
ر ش
والتوز عي
ِ ِ
وض ِّرك ،واهنزاماتك ،وتقل ُباتك ِ
بسوءاتك ،وبأسكُ ،ِ
المزاج َّية...
ِ
أنوف العا َلمين!! رغما عن
«أح ُّبك» ً
سمي ِ
ِ
ك... - -لن ُأ َ
ِ
ناديك فالناس قد م َّلت تِكرارها ،ولن ُأ حبيبتي...
ُ
ِ
ألف
عمري َ لدت قبلك ،وأرجو اهَّلل أن ُت ِّ
ب ُعمري ،فلقد ُو ُ
عا ٍم مِن بعدي...
قدرا ِ
المجالس بحيايت ،فحيايت ُّ لن أذك ِ
أقل ً ُرك يف
غير أنَّه ال يجوز ُمقارنة حياة بحياة... ِ
ومقا ًما دونَكَ ،
13
َ
يقولون وال يفعلون ،فأنا أقول ِ
لك :يا أنا ...كما لن َ
أنت ،فلو أن ِ
َّك أنا ما اكتمل نقصي ،وما ارتوى وأنت ِ
أناِ ،
عطشي ،وما ُق ِض َيت حاجايت ،وما هدأ غلياين ،فكما
غيره َّن يف نظري ،واستثنا ٌء يف َروحي ،و ُمعجز ٌة يف
ُ أن ِ
َّك
معك...غيرهم ِ
َ ُ
فسأكون قلبي،
ع
وأناديك طبيبتي ،وأذك ِ ِ ِ
ص
ُرك كما سميك مأوى، ُ
سأ
ِ
ت ك ل ا ري
وسأقول ِ
بل
لك يف كُل ٍ
مرة ُأ ُ
ل
حادثك فيها :ما الخير ُيذكر،
14
ِ
ولك األمر والنهي آنذاك امنحيني نصف فرصة،
ولكن بكل تواضع مني ،ومعرفة بقدر قلبي ،كيف
وباق حيثيعطي ،ويمنح ،ويهب ،فأنا الرابح دوهنم ٍ
ِ
أنت ،حيث الحب الذي لم تسمعي عنه من قبل ،إال يف
األساطير وحكايات ألف ليلة...
ص ع
أحب ال ُيفارق ،وال ُيقارن ،وال
يا سيديت ...مثلي إن َّ
ر ش
وتاج وال ِ
ن ل ِ --
رأستوالفتيات
فيك اجتمعن...
ز
جميعي
َالحسناوات ،وأهبى من ُيتو َّد ُد إليها يف ع
َ يا سيد َة النساء الجميالت،
ع
بأحد قبلك ،ليت قلبي لم ُيخدش قبلك، تعثرت
ُ ما
الحزن ،أعتقد
بدل من ُالحب ً
ت ك ل
سيضخ ُ
ا ريص
أعتقد أنه كان ُ
والتوزي
لو لم أتعثر بغيرك ،كانت العصافير ستُغني يف كلع
عمى ،أو يعرتيها سهر ،أو ُتهددها الهاالت السوداء...
ً
ويسارا،
ً صباح كعادهتا ،وتلوح األشجار بخفة يمينًا
وتلعب األطفال بعفوية وفوضوية ،أعلى ُشرفتي دون
مل ٍل مني...
بك ً
أول... وقعت ِ
ُ ليتني
ٍ
مقربة من الموت، ليتني ...وليتني ،ولكني اآلن على
وعلى وشك االنتهاء ،والنفاذ ،فرصاصات األلم قبلك
بجرحٍ يص ُعب الشفاء منه...
نفذت داخلي ،وتعمقت ُ
16
ال أقلل من شأنك ،وقدرتك ،ومساهمتك يف ُمداوايت،
ب لقلبي ،والعصافير لغنائها،
الح َّ
ولكن َمن ُيعيد ُ
واألشجار لخفتها؟!
و الفنية
ز عي ت ل
لوحايتا لمقاطعتي وهجراين،
ُ
ٍ
شيء يدعو كل
إلي ،طاولتي التي أتناول عليها
التي تدي ُن بالوالء َّ
طعامي ،وأحتسي عليها قهويت ،سجادة الصالة
يف ُغرفتي ،مفاتيح سياريت ،وأسطوانات أم كلثوم
القديمة ،مصابيح اإلنارة والستائر ،الجميع اتفقوا
على أنني السبب يف غيابك عنهم ،الجميع يلومونني
فيك ،الجميع يشكو خلله ،ونقصه ،وع ْلته بغيابك،ِ
ليل هنار ،كلما حللت ضي ًفا ٍ
بقسوة َ الجميع يعاتبونني
17
بعضا ،وال يملكون
عليهم ،وإن كانوا يأنسون ببعضهم ً
ِ
تركت فيهم ً
أمل بالرجوع، مشاعري تجاهك ،إال ِ
أنك
بمن كان ال يخ ُطر بباله غيابك...؟!
فكيف َ
ناقص ٍ ٌ
مكتمل بكل شيء ،إال أنه ٌ ألم تشعري يو ًما أنه
ِ
دونك؟!
18
سئ َِمت ِمنِّي الحروف...
المبتد ُأ
وم َّلت الحروف ،واشتكى من إلحاحي ُ
والخرب ،وما الخرب؟!
ِ
تخصك وحدك ،أو كلما هممت باخرتاع ٍ
لغة
ِ
ترقيك وحدك، ٍ
كلمات مفردات تميزك وحدك ،أو
ع
ٍ
ريص
حروف اسمك التيَ بثبات وجدت قلمي يكتبُ
علي َبوحي البوح
ش
ٍ ٍ
ر
بقلبه يطمع الذي
َ حجاب كي ال خلف بحذر من
عوالتوزي
األخضرُ ،تشبهي َن وقتها إشار َة َ مرض .حي َن ترتدين
يتلهفوهنا ُمنتظري َن ِ ِ
المرور الالفتة للنظر ،الجميع َّ
الصفصاف ال َّظليلة ،ال ُك ُّل ِ
العبورُ ،تشبهي َن ورقات َّ
أرض ٍ
فالة ٍ نبلة خضرا َء يف يشتهي ظ َّلهاُ .تشبهين آخر س ٍ
َ ُ
أمل سواها. نبعها وليس للزارعين ٌ جف ُ َّ
وترحمي علينا
َّ األخضر تر َّفقي بنا
َ حي َن ترتدي َن
أطاح بنا ِعش ًقا فكيفأخضرك َ
ِ
ُ وتمهلي من أجلنا .هذا َّ
كجمر َشفت ِ
َيك ،أو ِ أحمر روحك ،أوِ ِ
كسماء َ
بأزرق
َ
ِ
عينيكِ .رف ًقا بنا سيديت. حل القابِ َع يف
أسو َد ُيشب ُه ال ُك َ
20
- -واهللِ...
ِ
مررت بخاطري...؟! ال أدري ماذا تفعلين بي كلما
أنك ِ
أنت الفتا ُة الوحيدة ك ُُّل ما أشعر به حينها ِ
ُ
اليابس بداخلي إلى أخضر، َ تحو َل
التي تستطيع أن ِّ
ُتحاصرين يأسي بسور األمل ،أتذكَّر آيات الرحمة،
ص ع
وأتلوها يف حضوركُ ،تضيئي َن العتم َة يف ضلوعي،
بل
وكأن العالم كل ُه يسعني ،والدُ نيا تحتفي بمرورك
والتوز عي
أنت ُمقيم ٌة ُ ِّ َ
أنت نِعم ٌة مِن اهَّللِ و َفضل.
بي ،وساكن ٌة يفِ ،
ع
بك قد ر ِضيت ،أما وإنِّي اآلن ِ
أما وإنِّي اآلن ِ
ريص
بك قد
ا
َ َ َ
ل ا
ِ
ري
يداك كما هي ،رقيقةً ،ناعمةً ،يغ ُلب على
ص ع
ك
وستبقى
ز و
األطفالي ت ل ا و ر
أجمل ،وسيجعل ع
عقله ،و ُيعلن فيها سالمه ،واستسالمه...
َ حين تكربين ...ستبدين
ٍ
وهميةَ ،تخلدُ يف رس ِ
وسحرك ليالي ُع ٍ ِ
نحرك من بين
ذاكراهتم لألبد...
قمرا.
ُعمرين ً
مرا؛ بل ست ِّ
لن تكربي ُع ً
- -أتعلمين؟!
ِ
عليك أغار ِ
مثلهم ،وال أحبك مثلهم ،وال ُ أنا ال أراك ُ
يرونك بأعينهم امرأ ًة عادية ،بينما أنا ِ
أراك ِ مثلهمُ ،هم
ُ ُ
23
ِ بقلب ُأم ليس لها مِن جرب خاطرها ِس ِ
يحبونك واكُ ،هم ِ ٍّ َ
فرحة ،أ َّما ُح ًّبا تقليد ًّيا بار ًدا فقط حين تكوني َن سعيدة ِ
أحبك ُح ًّبا فريدً ا مِن نوعه يغ ُلب عليه ُحب األطفال ِ أنا
سقط مِن أيديهم فخالطه التُراب َ للسكر ،حتى وإن ُ
أحبك يف جمي ِع ِ ألسنتهم، أخذوه ولعقوا به قلوهبم قبل
ُ
حاالتك ،ويف أسوأ حاالتك ،يف انطفائك وشحوبك
وتضارب األوجاع يف
ريص ع
وضعفك واهنزامك وتق ُلباتِك
ل ا
ت ك
ُ
ل بل
ضلوعك ،أحبك بما ِ
ش ن
أيضا أنت عليه وبما ستكونين ً
والتوزي ر
دوار يهتدي هبا عابر ٍ
عليه ،أحبك كآخر نجمة يف فلك َّ
ِ
ع
عليك من باب
ليس َّإل،
ِ سبيل توقفت الحيا ُة عليهُ ،هم يغارون
الواجب وسد باب شعورك باحتياج الغيرة َ ِ
كبضعة منِّي أو ك ٍُّل لبعضي ،كالتي ٍ ِ
عليك أغار
بينما أنا ُ
التيم َم بزمز َم غيري، ُ ِ
تتوضأ من دمي وأخشى عليها ُّ
حدث فريد يف صحائف يومي ،ومن ٌ أنت لو تعلمي َن ِ
رت مسارات النبض بداخلي حتى ِص ُ ِ أجلك اضطربت ِ
وحدك التيِ شق يسريِ ،
أنت الع ُ ال أعلم كيف فيها ِ
سواك ياَ «جل َمنأبدعَّ : يليق هبا معزوفة حليم حي َن َ ُ
ُعمري» ،لو تعلمين!! ٍآه ...لو فقط تعلمين!!
24
- -ابتسام ٌة واحد ٌة تكفي...
واحد ٌة فحسب تكفي...
الحزن الساكن بضلوعي، واحد ٌة فقط ...كفيل ٌة بإزالة ُ
المنفرد بالعزف على أوتار قويت وإذابة العجز ُ
وصالبتي ،وإزاحة الستار عن ُمعانايت يف ُغربتي...
ريص ع
ابتسام ٌة واحد ٌة تكفي!!...
ل ا
ن ل
فمن ُيهمل النِعم يجازى
بل ت ك
ش
أ ُظنها ال تكفي ،وال تشفيَ ،
ريص ع
ألف عا ٍم من الحكايات
من قبل ،فأنا أختزل بداخلي َ
ل
ُ
الفضول لسماع سمعت واحد ًة منهن؛ ألخذك التي لو
26
كثيرا ِ ُ
يروق لي أن أراك تجمعين ذاك التوليب ،الذي ً
ِ
يجمعك شبهك ،وكأنه بضع ٌة ِ
منك ،وكأنه هو الذي ِ ما ُي
وليس العكس ،وليس العجب يف ذلك بل العجيب
الغريب يف األمر ،أن ينتحل شخصيتك يف كامل هيئتِها
إذن ِ
منك ،كيف له أن برضا تام ِ
منك ،أو بدون سابق ٍ ً
علي دون قيود ،أو إدانة ،أو قضية،
يجعل األمر يختلط َّ
ري ص
واألعجبال ِ
ع
تك ُ
ُيتهم فيها بسرقة حقوق الملكية للجمال والرقة؟!
ِ
ر ش ن ل ل ب
ل ا و
كأنك تمنحينه ساعدينه ،وتسقينه، ت أنك
سواك...
يا سيدة التوليب البنفسجي ...سبحان من َّ
ِ
بنفسه؟! ِ
كفاك تواض ًعا ،هل يجمع الزهر نفس ُه
الوصل ِ
منك... َ َّ - -
إن
إن جاء بعد جفاء ،بال مواعيد ُمرتبة ،أو أحداث
الملقى على يأسه
توازين و ُيحيي األمل ُ
ُمسبقة؛ ُيعيد ُ
بداخلي...
27
ِ
وصلك بعد جفاء ُيشبه جرع َة حياة زائدة عن الحياة،
ال يدركها أحد مثلي ،وال يفهمها أحد غيري ،فأنا
فيك سهوا ،وأنا القاتل ِ
بك عمدً ا ،وأنا يف المقتول ِ
ً
متهم ،ليس معه أدلة أو
ٌ قضايا هجرك وقطيعتك
براهين تثبت براءته ،إال أن اهلل يسمع دعوايت ،ويرى
ِ
ع
قصدت حيريت ولوعتي يف أشياء َع َبرايت التي تتوقف إذا
والتوز عي
وهجرا ،فأحييني
ً يا سيديت ...مثلي يموت خصا ًما،
وتفضلي.
َّ ِ
بوصلك
- -يف ُغربتي...
ُ
أبحث عن ِ
أراك يف أعين الناس ،ومالمحهم ،وكأين
تائه َّ
ضل ،أو ضاع مني...
المرفق بذاكرة األيام ،التي
أفتش عن عنوانك القديم ُُ
لم تمتلئ يوما إال ِ
بك... ً
ِ
أراك تبتسمين مرة ،وتبكين مرة ،والسبب مجهول...
28
ِ
أراك يف ُمنتصف الطرقات ،ويف أضواء السيارات،
وإشارات المرور ،وهدايا األطفال...
أراك من غربتي رغم ٍ
كثرة من حولك غريبة ،وأراين ِ
ر ش
التي ال َتعنيني ِيف شيء ،وال تثير ِشجوين يفوالتو
شيء.ز ِعي
بالشوق مسافات ،مسافاتك أقطع و ُمبتغاهم ،بينما أنا
وقتما
وصل؛ أحضرتك ً اشتهيت منك
ُ أردت وصلك ،أو
قلبا وروحا ،أو شعورا ،فربغم مسافات إال ِ
أنك ُهنا... ً ً َ ً
فشيء ِ
منك ُهنا ،أو ربما كلك... ٌ
ك...- -تفاصي ُل ِ
29
تفاصيلكُ ...ترعبني ،تخيفني ،تجربين على البوح
آن واحد...والصمت يف ٍ
الحب...
تفاصيلك ...تطرحني يف غياهب ُ
تفاصيلك ...تأخذين ،تأسرين ،تطيش بالعقل...
تفاصيلك ...نادرة ،ساحرة ،قادرة على مويت
و
تفاصيلكُ ...تزلزل أركاين ،تعبث ال
بجوارحي،توزي
وتفعلع
البشر...
بقلبي األفاعيل...
تفاصيلك الدقيقة ...يتخللها تفاصيل؛ وأنا أتأملها،
فأنظر ،وأناظِر ،وأنتظِر.
ِ
شعرك... - -حتى ُخصالت
أعرفها جيدً ا ،وأعرف لوهنا ،وأحصي عددها،
وأستطيع أن أميز بين الجميلة فيها ،والتي أجمل منها،
30
أعرف كم طولها ،وكم تحصرين منها يف يديك حين
َ
أحظ ُّ
ينسل على كتفك وعاتقك ،وبالرغم من أين لم
ُّ
الحظ لمسها ،إال أهنم لي
إلى اآلن برؤيتها ،ولم َيكتب َ
يأتون بالخيال عندي كل ِ
ليلة تما ٍم للقمر ،و ُيقسمون
لي أين ذات ليلة سيكون ليدي على حسنهن ِ
موض ٌع. َّ ُ
- -نياب ًة عن غائِب...
ع
ٍ
ص
طعما لألنوثة ،حتى
يأكل منذ قرن ونصف ،ولم يتذوق ً
ش
ولمريدَ ع
ن ل ل
ل
يفتجسدك ا و
تهم ،الذي اقتحم عفويتك، الم أكون أن وبشدة ،وأريد
و
ُ
32
تليق إال
جلسة واحدة وأخيرة ،أعلن فيها أن الرباءة ال ُ
هم م ٍ ِ ِ
لفقة فقط من باب بك ،وأن ما نُسب إليك من ُت ٍ ُ
الغيرة ،والحسد ،أو بدافع ال ُظلم ،وال ُبهتان ،مع سبق
والتعمد...
ُّ اإلصرار
ع
ِ
ص
عليك... يتوب
ُ القضية ،فالذي تاب على آدم
ل ل
«حواء»نبريئ ٌة رغم ما ن َ
رأسك ،دون الرجوع وأختم جلستي بتقبي ِل
ر ش
والتوز عي
ُسب إليها للمستشارين وأقول:ُ
إلى قيام الساعة...
ُرفعت الجلسة.
ِ --
أنت يف َع ْين ََّي (قـ مـ ٌر)!!
ت وحديت القاف ،وبدَّ َل ِ
ِ لت أ َّيامي بعد حذف ح َل ِ
ف ،وحين هتجرين ِ
أستعين ينِ ،حين تشتهين ُألبي بأل ِ ٍ بس ٍ ِ
ِّ َ
تصفينِ ، يم ،أما ِحين ِ ِ ٍ ٍ
فأقس ُم َ بِصاد وباء بعد حذف الم ِ َّ
َك،الض ُّال دون ِ أن الحيا َة تزداد مِن ِ
بعد ال َع ْي ِن َع ْينًا ،أنا َّ َّ
ُ
والهدى. الطريق ،والدَ ُ ِ
ليلُ ، ُ وأنت
33
- -ال أجيد المجامالت...
وكل ما يف قلبي ينطق به لساين ،ويبدو جل ًّيا على
فيك أصبحت تعبيرات وجهي ،إال أنني حين وقعت ِ
بك مدح الجمال ،واستثناء يليق ِ
رغما عني كي َ
شاعرا ً
ً
الشعور...
ع
ترتيب مواعيد الغرام بداخلي تغيرت من الحاء إلى
ت
ش
فهلريف ذلك ٌ ن ل
ٍ
شعور مختلف ،واحد للناس،
ب
والباقي اختزلتهم من ِل
ألف أمتلك أصبحت
ُ
والتوز عي
إثم أو ...أجلك
حرج...؟!
ِ
- -حين أتخ َّيل نومك...
يكاد عقلي أن ُي َجن ،وقلبي يقفز من صدري ،وتختل
ِ
عينيك، ِ
أراك ُتغلقين جوارحي وتختلف ضلوعي،
كأن الرحمة أسدَ لت ستائرها عن الدنيا ،فتحتضني
وينساب شعرك
ُ وسادتك برفق ،وتتنهدي ب ُعمق،
الغجري على وجهك المالئكي ،وتلتحفين الورد،
مطرزا بإكليل ياسمين ُمطرز بالزمرد
ً فيصبح مضجعك
34
الخام ،فيهرب الشوق من أسفل عتبة غرفتك لمكان
تصوري وخيالي ،حيث السجن الذي ال حرية فيه ،أو
العذاب السرمدي.
- -ثم إن ِ
َّك...
ورغما ،وال أحدَ يستطيع
ً ورضا
َرهاً ،منِّي ،طو ًعا وك ً
لك بداخليِ ، أبدً ا المساس بالركن الخاص ِ
ع
أنت
ص
ُّ
ري
يف الحياة الالشبيه
ٍ
كتله ،كالقمر ،وال ُعمر ،وزهرة تشرين،
شيء يليق هبا أن ُتستثنى عن الجميع ،كأي ِ
وحدك التي ُ
35
عرفتهن... ِ --
لست أجمل الفتيات الاليت
ُ
وال أحاله َّن من حيث مالمح الوجه أو رشاقة الجسد
وقوامه ،وال أستطيع أن أخدعك فأقول ِ
أنك فاتنة للحد
بمجرد النظرالذي يجعلني ال أعرف رأسي من قدمي ُ
حافل بالكثير مِن اللوايت
ٌ ِ
عينيك ،فتاريخ حيايت إلى
ص ع
يمتلكن من الرقة واألنوثة والجمال ما يجعلهن
ك ل
خطيرتقد يجع ُل ِ
ِ
ا ري
ب
يسبقونك إلى قلبي بألف سنة ضوئية ،ولكن ...دعيني
ا و
ك تتعجبي َن من أمريَّ :
ل
إن رك بشيء
و ت
غضبي واشمئزازي ،ويأتيني بالغثيان الذي ال عالجزيلهع
خاص ًة ُيثير النساء الكمال يا سيديت يف الحياة عام ًة ويف
التجمل
ُّ التجاهل أو اإلعراض ،ف ُكل َمن يحاول
ُ إال
أمامي لجذب انتباهي أجعله خلفي ،وكل َمن حاول
غضضت الطرف عنه
ُ لفت نظري بطريق غير ُمباشر
ٍ
بطريق ُمباشر. برضا تام
ً
أنا يا سيديت ُمغرم باالختالف والتم ُّيز يف النواقص
التي ال ُتثير اهتما ًما ألحد ،أعشق يف المرأة روحها وال
36
دائما أحسبها بالعقلَّ ،
أن اعرتاف لي بالجسد الفاينً ،
كُل ما سيذهب ال محالة ال يجب تغيره باألمر أو فرض
السلطان عليه ،وبرغم أين ُمر َّتب جدًّ ا ،ومهووس
ُ
بالتفاصيل ،وأكره الفوضى وأهلها إال أنني أهوى
المبعثرة ولي فيها نظرة ُمختلفة ،أعشق
اللوحات الفنية ُ
يف الليل سواده الحالِك بينما الناس يتطلعون إلى خيط
ص ع
الحب...
- -يف ُ
ر ش
االختيار،آلخردونالطريقالنظرالذيللنتائج،عزمناوأوالتعلىوزالسيرعي
نحو من يشير إلينا فقط ،ونضع عن عاتقنا ثياب التف ُّكر
للعواقب والتمهل يف
ُّ
الوخيمة ،أو النظر
فيه ،فقط تدق قلوبنا ُّ
فرتق وتح ُّن ،وتسعى نحو الحبيب
خطوات مجهولة المصيرُ ،
هنمل ثوب اليقين والبحث
ثم ينكشف أمرنا،عظيما ،ومن َّ ً والتدقيق ،ونميل ً
ميل
و ُيفتضح سرتنا ،و ُتصبح سرائرنا ُمعلنةً ،مهما حاولنا
الم ِض ِّي ُح ًّبا ناحية الذي وقعنا
إخفاءها ،والتحكم يف ُ
به ،أو الذي وقع فينا...
38
أشخاص يفعلون بنا
ٌ نحن حين نحب َيستأجر قلوبنا
فعلت ِ
أنت بي. ِ ما يشاءون ،كما
- -نح ُن...
للحب قدر احتياجنا لل َفهم...
لسنا بحاجة ُ
نصف فيه فتسعد، الحب ُعملة ذات وجهين ،إ َّما أن ُت َ ُ
ص ع
أو ُتظلم فيه فتشقى...
ر ش
والتوز عي
كالسم يف العسل ،كنجو ٍم بال سماء، أو مذاق طيبُّ ،
صحراء بال ماء ،رضي ٍع بال ُأم...
أن ُتحبني ...يعني أنك تفهمني ،وتصرب ،وتتص َّبر
على طباعي ،وتق ُّلبات مزاجيايت واحتياجايت ،تفهم
مقصدي مِن صمتي بال شرح ،وغضبي بال ذ ٍّم
وإرضائي بال ُشكر...
تعي قدري بالفعل ،وتفعل ما يجعلني أفهم عندك
أن َ
قدري...
أن أش ُعر أنني قطع ٌة منك ،ال غنى لك عنها أبدً ا...
39
فأمر ٌّ
شاق للغاية ،قد افهمني ،ثم أحبني ،أ َّما العكس ٌ
ً
عاجل ،وتبقى األسباب معلومة سدل ستائر المودة ي ِ
ُ
لدي ،مجهول ًة لديك ،وهي أنك أحببتني بال فهم!...
َّ
افهمني.
- -الكلمات...
ع
التي تقرؤها عيناك صدف ًة دون ترتيب ِ
ص
منك ،هي
ري
ُ
ع
وسعتك ،الكلمات التي رت أهنا على مقاسك ِ شع ِ
ُ
ِ
وحدك ،وينفدُ فيها الحرب من تمنيت أن ُتكتب ِ
لك ِ
َ
ِ
وددت أهنا ملكك أجلك وحدك ،الكلمات التي ِ
وخاصتك وحدك ...أليس كذلك؟!
ها ِ
أنت اآلن تقرأين ،وما خ َّطت يدي تلك الكلمات
إال من أجلك وحدك ...أراضي ٌة عني؟!
ىىى
40
S
ِ
عنك ويسألو َنين
41
لماذا هِ ي...؟!
َ
ال أعرف ،ولكنَّها ُت ِ
ساهم ُمساهمة ف َّعالة يف شفائي،
أصف قلبي بشك ٍل دقيق عندما أنغمس يف
َ أستطيع أن
الحديث معها ،إنَّه ُيضيء!
ص ع
- -لماذا هي...؟!
زيع
وثبات ،مزاجيةَّ ، تروي ظمأ قلبي بفوضوية
أن ُتشبِ َع لهفتي وحاجتي.
كفيلة ْ
42
أقسم باحتاللها على ِ
حين َ ُتحفة ربانيةُ ،لطف العالم
ٍ
غفلة منها ،بريئة كأحضان األطفال ،ولهفة األُمهات،
كال ُغزالن ال َّ
تمل النظر إليها...
إن الذي يراها للمرة األولى عليه أن َّ
يتوخى الحذر َّ
فثم َة شي ٌء يف مالمحها يجعلك
من الوقو ِع فيها ُح ًّباَّ ، ِ
ِ
منبه ًرا!...
َ للرباءة ِ
ِ
ٍ
بطريقة فالورد يس ُكن خدَّ هاُ ،تساهم يف إعادة بنائي
يص ُعب شرحها...
تمتص تعبي َ
دون شكوى أو ملل، ُّ كالعقاقير الشافية
تتنزل على َّ
فكأن آيات الرحمة َّ نظرت إلى وجهها
َ إذا
تلو األخرى...قلبك واحد ًة َ
ال ُتقارن بأحد ،وال ُتشبه أحدً ا ،التسعة وثالثون
شبيها لها اجتمع َن يف واحدة!...
ً
43
لماذا هي...؟!
ت ك
جنت يف مالمحها ،أعتقد ُ َّ
ش
لو َّ
ر
همة ُ َ
عوالتوزي
إنسانية!...
- -لماذا هي...؟!
فمجرد وجودها ُ
يشتاق الناس لبهجتهاُ ، ُتشبه األعياد،
يجعلك تش ُعر بالسرور...
44
بريئ ُة المالمح كعصافير الزينةُ ،تشبه لحظات الراحة
ِ
الحديث معها، سهوت يف
َ بعد ٍ
سفر طوي ٍل شاق ،إذا
عما
ستغفرا اهَّلل َّ
ً أن تلز َم مِحراب َعينيها ُم
فك َّفارة ذلك ْ
فاتك...
ص ع
بأحزان الدُّ نيا النتهت وذابت!...
ل ل
يم،ن وأخواهتا كعقد اللؤلؤ
ر ش
ل ا و
ِ ِ
توز عي
رح ُأمها طيبة ،وأبوها
فمن ت ُكن...؟!المنفرطَ ،
أ ُظن لو خالطت براءهتا لؤ َم الدنيا ،لتحولت لعفوية
ُتشبه ضحكات األطفال ،وقطرات الندى التي لم ُتعلِن
عن سقوطها على أوراق الربدي بعد!...
- -لماذا هي...؟!
قدر ما عاشت ،وما مللتُها يو ًما،
لقد عاشت بداخلي َ
علي...
مرت َّ
كانت وما زالت أجمل امرأة َّ
45
أمرا ُّ
قط إال غيابي ،وما سعت إال لراحتي، ما شكت ً
خيرا ُأالقيه...
ما اشتهت وال تمنَّت إال ً
ٌ
جاهل بالنِّعم ،كانوا كانوا يحسدونني عليها ،وأنا
يرون فيها ال ُّطهر ،وأنا من ال ُّطهر َّ
أتوضأ...
هي الوحيدة التي ساقها اهَّلل لي وما انتبهت ،لقد أتت
ص ع
جرا...
إلي ًّ
مجرورا َّ
ً ومعها الخير يف ضلوعها
ع
مروره ،أو يص ُعب نزعه ،هكذا يراها قلبي ،وقلبي
أحب أو َع ِشق!
أعمى إن َّ
- -لماذا هي...؟!
طيبتها زائدة عن الحد المعقول ،رقيقة ِ
الحس
إن صافحت خيالها، والشعور ،تش ُعر بربد يف ك َّفيك ْ
نقص أو خلل ،تجعلك ٍ ُتعطي األشياء حقها بال
أمان جاءت بعد ِ
ألف عا ٍم من القلق، مطمئنًا كلحظة ٍ
ُ
ِ
لو ُوضعت بين زهور العالم؛ لعرفتها من أول وهلة،ِ
لكفاهم!
ُ يف مالمحها ٌ
قبول؛ لو ُو ِّزع على أهل األرض
46
لماذا هي...؟!
الفت للنظر ،قلبها ينبض باللين ال الدم،ٌ تكوينها
عقلها كحجر رشيد ،تحتاج إلى ُمعجزة لفك شفراته،
نرجسية يحتار فيها ابن خلدونُ ،مر َّتبة لدرجة ُتخيفك،
فوضوية لدرجة ُترعبك ،غير أهنا تستطيع بعثرتك
ٍ
بامرأة اجتمعا! آن واحد ،رقة وجربوت وترتيبك يف ٍ
والتوز عي
ذاذ المطر ،ال ُتؤذي أحدً ا ،مزاج َّي ٌة كاألطفال، ِّ َ
حزنَت بكت ،عفو َّي ٌة كإلقاء فرحت ب َكت ،وإذا ِ إذا ِ
السالم ،عاقِل ٌة كاألمهات...
آن واحد ،لديها ال ُقدر ُةوتنجيك يف ٍ
َ َ
غرقك أن ُت
تستطيع ْ
ُ
أن اهلل َل ْم يخ ُلق إنا ًثا غيرها! ِ
أن تجع َل َك ُتقس ُم َّ
على ْ
- -لماذا هي؟!
أقل ما ُي ُ
قال فيها َّ
إن لديها مقدر ًة فتا ٌة على ِ
هيئة َجربُّ ،
زن القابِع بقلبك ،ليس ذلك امتصاص الح ِ
ِ ُ رهيب ًة على
فحسب ،بل تقو ُم بتحويله إلى فرحٍ خام ،فيها من
اإلنارة يف ال ُّط ِ
رقات ِ ُ
يجعل أعمد َة الروحِ ما ِ
َجمال َّ
47
تحتفي بخطواهتا ،ما خالطت أحدً ا إال وتركت فيه
المعاشرةُ ،مع َّقد ُة الفهم
جميل ال ُينسى ،بسيط ُة ُ
ً أثرا
ً
شرحها ،شديد ُة الخج ِل على مهلٍ ،سريع ُة ُ يص ُعب
األشياء ترضيها ،فإذاِ ُ
أبسط ٍ
غزل، ِ
الغضب على
َرض َيت النت ،وإذا النت مالت ،وإذا مالت أح َّبت،
لك وإذا أح َّبت أعطت ،وإذا أعطت فاضت ،فال حاج َة َ
ري
بالعالمي َن بعدها.
ص
- -لماذا الع
ن ل ل ب هي؟!كت
توزيع
شيئ
شر وال
ثم َة ٌ لك أهنا عاد َّي ٌة جدًّ ا ،إال َّ
أن َّ
غيرها ،األنوث ُة
أقول َ
فيها يجع ُل َك تراها ُمختلف ًة تما ًما عن ِ
دعني ُ
بسور َحياء ،البساط ُة فيها ُم َر َّقم ٌة ِ يف مالمحها ُمحاط ٌة
معالم براءتِها، ُ تصا ُعد َّية؛ كُلما ك ُبرت اتضحت ٍ
بأعداد َ
رأسا على عقب ،تبكي كيانك ً َ تقلب
ُ مزاجيتُها
رك أنك السببُ ،تح ِّي َ تش َّك َ واح ٍد حتى ُ آن ِ وتضحك يف ٍ
ُ
طف ُئك بنظراتِها، شعلك و ُت ِ
َ دهش َك بعطائهاُ ،ت يف أمرهاُ ،ت ُ
بالقلب العاصي تائِ ًبا ُمطي ًعا .هي عاد َّي ٌةِ لها ضحك ٌة تأيت
أنأقسمت ََّ الواسع حقيقتَها،
ُ خالط خيا ُل َكَ حتى إذا
نسا َء العالمي َن فيها اجتمعن.
48
- -لماذا هي؟!
ِ
معالمها ،ووضع ال َقبول ُس َ
بحان َمن أسك َن الرباءة يف
المت َعبين برؤيتها ،تش ُعر
وأراح قلوب ُ
َ يف مالمحها،
كم أخطاء البشر حولها، وكأنَّها الصواب الوحيد يف ِّ
بحب وتحزن ب ُعمق و ُتعطي ُتحفة أنوثة نادرة ،تضحك ُ
ع
بسالم وتمنع ل ُعذر ،آخر ح َّبة توت يف شجرة أمان،
49
كأن عقلها مركز الكون ،هتوى ال ُعزلة وال ُتطيقهاُ ،تحب
فراقهم ،يف خطوط جبينها مواقيت ُ الناس وتخشى
الفرح ،عن عروق يديها الخضراء وجمالها حدِّ ث وال
حرج ،تمنحك ما تفتقد وإن كان آخر ما لديها ،يمكنها
ُ
والخالصة المظلمة بقلبك بعينيها فقط، إضاءة ال ُبقع ُ
ِ
واحدة ولكن نساء الدُ نيا فيها اجتمعن. أهنا بذاهتا
ع
كانت أبسط األشياء ُتسعدها رغم أهنا ُت ِ
ريص
سعد كُل
51
لماذا هي؟!
وكأنك تعرفها َ الوهلة األولى معهاِ قريبةَ ...تش ُعر مِن
الحديث ِ ألف عام ،عفوية ال يش َب ُع قل ُب َك من منذ ِ ُ
حال ليس أي ٍ يستقر لها حال ،وعلى ِّ معها ،مزاجية ال
ُّ
ورغما، الوقوع فيها طو ًعا ٍ
شيء إال عل بمقدرتِ َك فِ ُ
ً َ
وإن ُق ِصدَ ت ال ُترد ،وإن
ر ش
والتوزي
اسمها ُيغنِي ،وسير ُتها ألذابتها وألبدلتها ِرق ًة ولينًاُ ،
ع
السرُّ
العالم
ُ
تكفي ،ومالمِ ُحها تشفي ،وبراء ُتها الخام هي
ف الكامِ ُن يف كَونِها أنثى ،على َيدَ ْيها فقط قد َص َر َ
ِ
النساء بعدها. نظر ُه عن ك ُِّل
َ
ىىى
52
S أما بعد
َّ
ز و
الفرح،ي ت ل ا و ر
زهورا ُتشبهك ،وسيرويها ُالحب بقطرات ع
ِ
وجعك الجافة العاصية سينبت ِ
لك من بين صخور ُ
ً
ٍ
طهور ٍ
بماء والذي تو َّلى إخراجها سيتو َّلى ُسقياها
وتكرارا... مرارا ِ كالذي َ
ً سال من عينيك ً
مخرجا ،ومن ِ
ضيقك لك من يقينًا باهلل ...سيجعل ِ
ً
سورا متينًا، فرجا ،وسيبني حول قلبك ّ ِ
الهش ً همك ً
يص ُعب على الوجع اخرتاقه ،ويستحيل لليأس أن
َ
يتسلل إليه بسهولة...
53
لك مدينة ُحب؛ ُسكاهنا المودة والرحمة سيشيد ِ
ُ ِّ
خيرا ِ ِ
لمن يريد بك ً المحاط بجاذبية الصدق َ
والسرت ُ
غنيك عما ح ِر ِ
مت فقدت ،وسي ِِ عما ِ
ُ ُ فقط ،سيعوضك َّ
ك تتخبطي َن يفُسرت ،ولن يد َع ِ
رك فيما ك ِ وسيجبِ ِ
َحنادس ال ُطرقات المظلمة...
ع
كيف وقلب ِ
ص
ك الذي لطالما أنار ُظلم َة العابرين الذين
ري
ُ
ل ب
وهموك ورحلوا؟!
54
البارين
العظيم ،الذي تحتفي به ،سيكون أحد أبنائك ِّ
ِ
بك ،فاعتنى به جيدً ا ،وكوين جديرة بحمله ،واختاري
حما.
صالحاُ ،يبدلك به اهلل زكاةً ،وأقرب ُر ً
ً له أ ًبا
إليك ِ
أنت... ِ --
ِ
وأنت ِ
أعرفك دون غيرك ،وبرغم أين ال أنت َ نعم ِ
ص ع
أيضا ال تعرفينني؛ فلقلبِ ِ
ن
أكتب لبياض قلبك
ل بل ت
تكتب روحي؛
ك ِ
ولروحك الربيئة
ش
ُ ُ
والتوز عي
هما
ر
للحزن القابع بداخلك ُ
منذ
ِ
متلئتين ًّ الم
أكتب ُُ
ِ
أكتب لعينيك الجميلتين ُ
المفرطة،
ُ
وعفويتك ُ
ٍ
أمد بعيد،
وشتات روحك وثِق ِل األيا ِم يف
ِ أكتب لصمتكووج ًعاُ ،
ٍ
وصوت ُمعت ٍَّق تربت على كتفك، لك َك َي ٍد ُ قلبك ،أكتب ِ
ُ
ببالونات الشجن ،وبوحٍ يتخلله همس كجربٍ لخاطرك،
ٍ
استعداد أن تكوين بخير ،وكوين بال ُقرب فكوين على
حت هبا ،ف بي َن أجلك كتبتُها و ُب ُِ مِن خواطري ،فمن
زن «شيء ِ
منك ُهنا ،أو ر َّبما ُك ُّلك»!... الحب والح ِ
ٌ ُ ُ ِّ
55
يا شبيهة روحي...
بالحب عن ظهر ِ ِ
ال تتلهفي رسائل أحدهم؛ تأتك ُ
غيب ،فالذي يحبك ال ي ِ
دخلك يف البحث عن الغيبات، ُ
بل يجعلك موقن ًة آمنة مطمئنة ،يكون صادر رسائله
رسل ِ ِ ِ ِ
والم َ
والمرسل أنتُ ، أنت ،ووارد رسائله أنتُ ،
ص ع
إليه ِ
ري
الذي يحبكالال ُي
أنت...
56
َّ
وكأن صفات الطيبات الطاهرات ُص َّبت يف تكوينك
وفعل ،هذا ما يفهمه من يشبِ ِ
هونك ً ً
وقول ص ًّبا؛ ً
حال
المغيبين عن مقامك العالي إن ُوجدوا ولكنك يف ِ
أعين ُ
أمر طبيعي للغاية؛
ومنزلتك الرفيعة تبدين غريبةً؛ وذاك ٌ
ٍ
بدرجات يص ُعب عليهم أو يستحيل لهم َ
ألنك فوقهم
الوصول إليها...
ب
يرونك ُمنفردة و ُمم َّيزة وتاج رأسهم جمي ًعا ،كوهنم
ع
أنت...
بل
غير الفرح؟!
يليق بك َ َ ْ
ع ِ
ِ
أعلم ِ
أنك ُمتعبة ألبعد حد ،و ُمنهكة َّ
وهشة للغاية؛ ُ
ولكن دعي حرويف اآلن وانظري للسماء ...أليس
بك؟!بكافيك؟! أليس الذي فيها عالم ِ
ِ الذي فيها
ٌ
58
ِ
حالك ب ُكن فيكون؟! ٍ
بقادر على أن ُيبدِّ َل أليس
وأيامك الثِقال،
ِ لياليك الم ِ
وحشة، ُ
ِ ِ
بكيت قدر وبما
وعقارب ساعتِك التي ال تتزحزح...
رت قدر معروفِك ،وبما ُط ِ
عنت عليك بما نُكِ ِ
ِ سال ٌم
ٍ
خيبات ِ
واجهت من قدر إيمانك وتسليمك ،وبما
ِ
ضلوعك... ٍ
وآنين َّ
احتل وتع ُّث ٍ
رات
59
قدت ،وحيث وحيث ُف ِ
ُ سالم عليك حيث ُت ِ
ركت، ٌ
ِ
قابلت... شرا ٍ
بخير ًّ
عليك حتى تسعدي ،وتنعمي ،و ُت َجازي ِ سال ٌم
باإلحسان إحسانًا ،وتسمعي« :سال ٌم علي ُكم بما ِ
ِ
صرب ُتم فن َ
عم ُعق َبى الدَّ ار».
ص ع
الصلح خير...
ُّ
ن ل
أنت ،فتصالحي مع نفسك،
ر ش
والتوزي
واصنعي من العجز بالونات ُحب مصنوعة من ابتسامة
ع
ثغرك ،وانشري يف جرائد العالم وص ِ
حفها خرب وفاة ُ
أحزانك و ُعزلتك واكتئابك ،قولي :ماتوا يف حادث سير
على طريق الصرب ،محور الرضا ،وال عزاء للحاقدين
والحاقدات ،الحاسدين والحاسدات...
تصالحي؛ َتص َلحي و ُتصلِحي ،وعانقي أحالمك ،ما
دامت أنفاسك ال ُتشرتى وال ُتباع ،وامنحي الهزائم
العصمة بيدك ل ُكلوالخيبات ُقبلة وداع ،واجعلي ِ
ِ
عليك؛ ُتط َّلق ِ
تعصيك أوتتمرد وأي منها ِ
أمانيك،
ٌّ
َ
عدول عنه ،وال رجع َة فيه. ثال ًثا ...طال ًقا ال
60
ِ
أنت جميلة.
ِ
حوزتك أنت جميل ٌة جدًّ ا؛ جميل ٌة رغم ما يف ال ...بل ِ
ٍ
وتصادمات مع األيام ،جميل ٌة ٍ
وخدوش ٍ
ندوب من
لك ،والذينللحدِّ الذي ال حدَّ له ،جميل ٌة وال شبيه ِ
َ
بينك منك ليسوا كذلك؛ فالفرق ِ أجمل ِ َ يرون أنفسهم
ص ع
ِ
ري
المشرق من المغرب ،فأين شاسع ،فرق ٌ كبير
وبينهم ٌ
ص
لقت لِتسعدي...
ع
ُ - -خ ِ
ن
مررت به ،وأ ًّيا كان الذي واجهه أ ًّيا كان الذي
ر ش
والتوزي
قلبك الربيء يف محراب الدُ نيا من سخافات الحياة، ِ
ع
ومتاعبها ،و ُمعاناهتا ،وعنائها ،وكِفة ميزاهنا غير العادلة
يشبهونك إطال ًقا؛ فال تحزينِ ،
أنت لم ُتخلقي ِ مع َمن ال
كل منا حسب معركته لذلك؛ ولكنها فرتات تعرتي ًّ
الخاصة التي ال يعلم هبا أحدٌ غير اهلل ،تلك المعركة
بمفرده ،ويقاتل فيها وحده من أجل التي ُيجاهد فيها ُ
ِ
للتعب أال يهزم ،أو يس ُقط ،أو يلحق بالقاع ،ما ُخ ِ
لقت ُ
ِ
المتعبين؛ فمث ُلك إن َح ِزنَت ِ ِ
وأنت يف كفيك راح ُة ُ
ُتشفق عليها القلوب ،وتدمع من أجلها العيون ،و ُتجلد
من أجلها الظهور ،و ُتفدى لها األرواح...
62
لفرحة خلقها اهلل على هيئة إنسانة أال تفرح ٍ كيف
وتسعد وترتاقص ُح ًّبا وعش ًقا ودف ًئا وحنانًا؟!
عرفت البشرية أمنًا وال أمانًا إال ِ
بك، فورب الكعبة ما ِ
ِّ
ٌ
وملعون كل من سعدي، لقت إال لِتسعدي ،و ُت ِ
وما ُخ ِ
َ
تعمق يف
تعمد انطفا َءك ،أو تس َّبب يف إيذاء روحك ،أو َّ
َّ
ع
رحك ،أو أهمل سقيا ِج ِ
ص
فضل عن ً وردك بدمع عينه، ُ ُ
والتوز عي
وبخل ُ َ
ِ
رضيك وقدر ما ِ
عليك بوقته حتى تبقي بخير كيفما ُي
تحتاجين...
لقت لتسعدي؛ فال تخالِفي فطرة اهللِ ِ
فيك... ُخ ِ
حتما...
الربيع ً
ُ - -سيزورك
صيف
ٌ فليس مِن المنطق أبدً ا ،أن يتعاقب ِ
فيك َ
وخريف
ٌ بحرارته القاسية ،وشتاء بربودته القارسة،
ِ
ينساك الربيع ،أو ُيهمل بتساقط أوراقه الجافة ،ثم
ِ
وورودك!... ِ
زرعك
63
حتما ،ومعه ِ ليس من العدل ً
أصل ،ولكنه سيأتيك ً
جذورك
ُ قطرات الندى الند َّية ،وستكون قِب َلته ومحرابه
اليابسة ،وأورا ُقك الظامئة ،وثمارك التي لم ُ
تنضج
بعد...
يفيض
سيأيت الربيع كما تحلمين ،ومعه مطر غزير ُ
ص ع
على بساتين اليأس داخلك ،فيحولها إلى حدائق غنَّاء،
ص ع
عظيما ،وكان ال ُبدَّ من وقوعه ،وإال كيف خيرا
كان ً
ري
ً
فرقين بين الطيب والخبيث،
ع
ِ كيف ِ
ص
وأنت لم ُتلدَ غي لك أن تنعمي بعس ٍل ُمص ًّفى
66
تن َّهدي...
ِ
وجعك ُدفع ًة واحدة ،واستنشقي أخرجي اآلن زفير
برئة األمل التي لم ُتستعمل بعد...
أتعلمين؟!
ع
لقد خلق اهلل الناس وما أراد أن ُيعذهبم أبدً ا رغم
فتنهديرحيم ودودَّ ،
ٌ
ت ك ل ا ريص
عصياهنم له و ُقدرته عليهم إال أنه
ر
فعلت... فخيرا إن
خيرا؛ ً يقينًا برحمة اهلل بك ،و ُظنِّي به ً
والتوز عي
أنت ،يا أجمل من خلق ِ
ربك وأبدع؛ ال يا كُل الخير ِ
َ
ك دو ًما برعايته وجربه؛ تقنطي ،وال تيأسي؛ فاهَّلل يشم ُل ِ
أحد ،حتى إنه الذاك اإلله الذي ال يشغله أحدٌ عن ٍ
ليلينسى الكافرينُ ،يمهلهم ،ويرزقهم ،و ُيعطيهم َ
ضلوع ِ
ك يسك ُن ِ ِ
وأنت أ َمت ُه التي يف أينساك ِ
أنت، ِ هنار؛
ِ
أمرك إليه؟! ُ
اإليمان به ،والتوكل عليه ،وتفويض
المظلمة ُ
يشن غاراته، يرى الصربَ يف أعماق كهوفك ُ
ويرى ندبات األلم والقهر والوجع تعلن عصياهنا
67
عليك ،رغم صربك وتصبرك به ،كما يرى ِ
فيك الخير ِ
ُّ
يطوف ويسعى ،بعد كُل
ُ المنهكة
حول كعبة روحك ُ
هذا أتظنين به غير الخير؟!
ِ
ناسيك؟! ِ
تاركك ،أو ِ
هملك ،أو أو أنه ُم
68
ِ
والليلة زلت تستقوين ،و ُتعافِرين ،تس ُقطين يف اليو ِم ما ِ
ِ
عليك... ِ
قدماك ُمشفق ًة ألف مرة ،وما زالت َ
ّك كتوم ٌة تخشين شكلة وعمود قوامها أن ِ ِ الم َّ
َ رأس ُإن َ
الكالم ،صامت ٌة ال هتوي َن العتاب ،وحيد ٌة َ
رغم كثر َة
ِ
شرحت ،أو نتاج أنَّه مهما ِ
حولك ،كُل َ
ذلك ُ َمن ُهم
ع
بك أحدٌ ُّ بكيت؛ لن يشعر ِ ِ ِ ِ
ص
قط، ُ حكيت ،أو سردت ،أو
غير صاحبه ،وليس َمن َ
ت ك ل ا ري
بل
كمن
ذاق َ فال يش ُعر بالوج ِع ُ
والتوز عي
عرف.
69
قد يغيب عن الكثيرين ،وهو أن األسباب ونتائجها
فسبحانه ُيعطي بحكمة، و ُمعطياهتا بيد اهلل وحدهُ ،
ِ
ويمنع بحكمة ،فليس شر ًطا بعد أن قطعت شو ًطا ً
كبيرا
السبل إليه أن تحصلي ِ ٍ
نحو هدف ما ،وسلكت كُل ُ
نصيب فيه... لك عليه ،أو يكون ِ
ٌ
ِ
ع
فرب
فإياك يا ُبن َّيتي واالعتماد على األسباب وحدهاُّ ،
ت
ن ل بل
ِ
ش
لك...
والتوزي ر
ع
نفسك أن تقرتبي من سور ِ لكإياك أن تسول ِ ثم ِ
ِّ
اليأس العظيم ،ذاك السور الذي ال يس ُكن بجواره
إال أصحاب العقول الفارغة ،واألهداف الواهية،
الهشة الخالية من لذة اإليمان باهلل واألُنس والقلوب َّ
به والتوكل عليه...
ِ
يروك يعز عليهم أن
المثبطين ،الذين ُّ إياك ً ِثم ِ
أيضا من ُ
ناجحة ُمتقدم ًة عنهم...
ل ا
ِ
ك
أنت وردها. وكفى
ت
ُ ُّ
أعلم أي
ُ بخاطرك اآلن ،أو ال ُ
يجول أعلم ما
ُ قد ال
أيضا قد تكونين ال ك ،بل أكاد أجزم ِ
أنك ً شيء يشغ ُل ِ
ُ ُ
تعلمين...
أنت تائهة فحسبُ ،مشتتةُ ...م َ
ذبذبة ...حائرة ،ال ِ
ُتملكين مهارة البوح ،أو إجادة الشرح...
ِ
أعلم أنك كتوم ٌة لدرجة ُت ُ
رعب َمن يخالط صمتك؛ ُ
فالقلب ِ
وراضيك ِ
وجابرك أيضا فاهَّلل يعلم
لكن ال بأس ً
ُ
71
محل نظره يف عليائه ،مِن فوق سبع
ُ الطيب هذا
يضج به ،ويسمع أنين ُه وشكواه ،يعلم
سماوات يرى ما ُّ
ضعفه وكسره واستكانته ،كما يعلم الخير الذي يمأل
ِ
كونك ال تستطيعين التعبير أركانه ،فال تنزعجي من
عما بداخلك ،أو ِ
أنك ال تقدرين على اإلفصاح عن َّ
ع
ِ
ري ص
فوضاك العارمة...
ش
يوسف أأنت أ ْم
و
أمرك،التوزي ر
ويتواله،ع
يبدها لهم»؟!
ِ ال تبتئسي وال تحزين ،ف َلي ِ
قض َي َّن اهَّلل َ
ِ
يرتكك، ِ
هملك ،ولن ويتكفل بالعجز داخلك ،لن ُي
أطهر َمن لك من يعي ِ
أنك يخذلك ،وسيرسل ِ ِ ولن
َ َ
جل؛ سيرسل وأطيب من كتم ،وأجمل من َخ ِ خلق،
َ َ
أنت عليه ،فابقيبك بما ِ ويقبل ِ
ُ لك، لك من يتقب ِ ِ
َّ
يقرتب منها إال الذي يهوى َجنْي أنت ،زهر ًة ال كما ِ
ُ
أول... ِ
األشواك ً
72
ابتسمي...
حتى الحزن!...
َ
أوشك على ِ
روحك المقيم يف ُجدران أعلم َّ
الحزن ُ أن ُ ُ
ِ
عينيك أصبح المشين الساكن يف االحتاللَّ ،
وأن الوجع ُ
ِ
عقلك وأن الشتات القاتِل بات من ذهاب ال ُيباليَّ ،
ص ع
بقريب ،وغير م ٍ
ري
ٍ
ا
جد معه أدوية أو أي عقاقير للنسيان؛
ل
ُ
ً
طويل معك،
ن ل بل ت ك
أعلم أنَّها أشياء ليس برغبتك مكوثها
ر ش
والتوز عي
ُرهك لها ،ولم ت ُكن باختياركفيك رغم ك ِ أو بقاؤها ِ
أيضا
أعلم ً
ُ فمن يرضى لنفسه ما ال ُيطيق؟! يو ًما ماَ ،
ِ ِ
وأنك غير ماهرة يف أن ما ُتخفيه لهو أشدُّ ً
ألما ووج ًعا، َّ
التجاوز ،وتخطي العقبات بسهولة...
ِ
أنت ُتفكرين يف األشخاص واألحداث واألشياء؛
ما يستحق منها وما ال يستحق كذلكُ ،تفكرين فيما
حدث؛ كيف حدث؟! ولماذا حدث؟!
و ُتفكرين ً
أيضا فيما سيحدُ ث؛ كيف سيحدُ ث إن
حدث؟!
73
ِ
عقلك ال ي ُكف عن التفكير... ليل هنار
ٍ
كربياء طا ٍغ وعظيم... أعلم جيدً ا ِ
أنك عفوية وذات ُ
ِ
يجربك أحدهم بشفقة ،أو
ُ ال تحبين أبدً ا أن ين ُظر ِ
إليك َ
ٍ
بكلمة كاذبة...
ِ ِ
كما وكي ًفا وحدي ًثاأنت فقط تأملي َن فيمن يِشبهك ً
ص ع
ِ
ري
قاسمك أشياءك وفرحا ووج ًعا ،تطمعين فيمن ُي وصمتًا
ل ا
ً
ل
أنت... العظيمة يف نظره؛ والتافهة يف
ع
يتفهم أمرك دون شرحٍ أو جدال أو عتاب؛ لمن َّ
ال ُيسمن وال ُيغني من ُحب...
عندهَ ،
74
ِ
احتاللك ،رغم ثورتك عليه ،وكُرهك حق يف ِ
الوقت ُم ٌّ
بعض الشيء ،إذشفق َ ِ
ُفورك منه ،إال أنني عليه ُم ٌ له ،ون
ِ
مثلك وال يِقيم؟! ِ
الجميالت كيف للح ِ
زن أن يقع يف ُ
ال تلتفتي...
ِ
ل ا
سيركَ ،وواصلي تقدُّ مكَ ،وو ِّدعي كُل ما
ريص ع
أكملي
ن ل
تحسر أو التفات ،بل دعي
بل ت ك
جرى وحدث دون ندم أو ُّ
ر ش
والتوز عي
أنف الماضي بما حوى يف الرتاب ،وتخطيه بال أدنى
اهتمام؛ فال يستحق عناءك أحد ،وال يستحق ُحزنك
أحد...
ال تلتفتي ،فكل الذين التفتوا تأخروا وظلوا يف
بك ِ
ولك حيث َغ ٍد ،و َغ ٍد ِ
ُ أماكنهم يتحسرون ،امضي
أجمل...
كشمس ال تأبى الغروبُ ،مخالف ًة ٍ غدً ا ُتشرقين
ِ
أردت، نواميس الكون والحزن ،غدً ا ُت ِ
ح ِّبين كما ُ
حبكلك الملِك من ي ِ أردت ،وسيرسل ِِ و ُت َح ِّبين كما
َ ُ ُ
لذاتِك...
75
غدً ا تذهبين لشراء فساتين الفرح ،وعطور الهنا التي
كثيرا ما ح ُل ِ
مت هبا... ً
ِ
مرآتك ،و ُتزيحين من عليها غدً ا تقفين ُمجد ًدا أمام
ُغبار الوجع ،وتفتحين نوافذ الطمأنينة ،كالملكات
ِ
تذكرت ِ
بنفسك كلما ستبدين جميلة ورائعة ،فخورة
ص ع
ِ كيف ك ِ
ري
وصلت... ُنت ،وإلى أين
ش
اإلنس لك الحياة ،ويحتفي بطفولتك
ر
ُ ُ
والتوزي
عظيم؛ هو ِ والجن؛ فرحين بما أوتوا من ح ٍ
ع
أنت... ٍ دث َ َ
ٍ
قريب سير ُقص... عما ِ
غدً ا لكَّ ...
ِ
لناظره لقريب». َّ
«وإن غدً ا
أيام...
ٌ مرت ب ِ
ِك هل َّ
وتنتف ُض عرو ُق ِ
ك ،وتبكي ِ روحك تصرخ كانت
ُ ُ
ِ
عيناك َ
دون دموع؟!
76
أفكار ِك ك ّلها
ُ ارع فيها
تتص ُ ٍ
ليال َ
ِ
عليك هل أ َتت
ٌ
حرمان يعلو ُه كأعماق وجدانِ ِ
ِ ك ،ويرسو يف بداخلِ ِ
صمت رهيب؟!
ٌ
أنت على ٍ
خير ،أم بِ َش ٍّر َتتساءلين ،وال تعرفين هل ِ
ع
ِ
بالبكاء ِس ًّرا ،دون جدوى...
ال تعلمين!...
ِ
قد ال ين ُقصك شي ٌء َّ
مما لدى اآلخري َن بكثير ،وتسألين
ِ
بداخلك؟! ما هذا الشعور الال ُمتناهي
أيضا ال تعلمين...
ولكن ً
77
الحس ،رقي َقة ِ
وسجيتك ُمره َفة قد تكونين يف طِ ِ
باعك
ِّ
القلب ،وكل هذا است ُِغ َّل يف يو ٍم ما ،يف
ِ المشاعر ،ط ِّي َبة
ٍ
زمان ما... ٍ
وقت ما ،يف
لمن ال مأوى ِ ِ
أعطيت بال ُمقابل ،دون خوف ،أصغيت َ
ِ
وآويت كُل العابري َن ِ
ودوايت دونك آنذاك ،طي ِ
بت ِ له
ِّ
ِ ِ ِ
ع
وأحاسيسك مشاعرك تزايدت فـي وقتها َ
دون حساب،
ِ
كلمة ُش ٍ
كر ُتذكر!
ت ك ري
أحد ال ِ
ص
لهم دون ُمقابلَ ،
دون أي ُ
ِ
ر ش ن ل ل ب كُل ٍ
ا و
تملكينلتالتح ُكم
بداخلك؛ بل المشاعر النبيلة َّ
أستغل عرفك
ر
ُ
79
وحدهُ ن...
الشفقةع و
أحد ،فالموت عندهن أيسر وأهون امنلتوزي
أحد ،أو استعطاف َ
ة شفق يخشين والصرب ،والتحمل،
والعطف.
أضيئي...
فيك َ
دون أضيئي مِن جديد ،ال تنطفئي أبدً ا .شيء ِ
ٌ
بك ،يقسم أنكِ تليق ِ
أن العتم َة ال ُقسم على َّ ِ
ُ ُ غيرك ُي ُ
كوكب ُد ِّر ٌي يستحق سما ًء صافيةً ،ال يعلوها ُغبار ،وال
ٌ
80
تسرتق الضوء منِك ،سماء ال يعرتيها ُ يتخل ُلها شياطين
حم ٌل ِ
سحاب ُم َّ
ٌ خير وال مطر ،بل
سحاب أسود ،ال فيه َ ٌ
ٍ
هباالت ِ
روحك الربيئة الطاهرةُ ،مز َّي ٌن بالري؛ ُيشبه
ِّ
بور تشققت ُتضيء كُل ذي ظالم ،و ُيمطر ل ُكل أرض ٍ
ٍ ٍ
لمن ُتحدثه نفسه أو َّ
تسول عطشا ،وأصوات رعد وبرق َ ً
له أن تنطفئي...
ٍ
ل ا ريص ع
ت ك
نجمة أخيرة، أضيئي ،وأنيري ،والمعي ،تأللئي كما
ر ش
حاجة إليها... مجرات الدنيا كلها يف
َّ
افتخري...
81
تاهَّللِ محروم كُل من ليس بين جدران ِ
بيته أنثى؛ َ ُ َ َ ٌ
ويلتمس الرحم َة
ُ صغيرة كانت أو كبيرةُ ،يق ِّب ُل عينيها،
ِ
أعتاب ضحكتها... ِ
التعب على بي َن كفيهاِ ،
وينز ُع ردا َء
ينقطع أبدً ا
ُ ينابيع الخير الذي ال
َ أعلم مِن
ُ أنا ال
مثلهن...
ُ
ر
كرا...
والطيبات ذ ً ً
وفعل، ً
قول
و
عليائهع
الرجال،ت ل ا و
المصونات الغاليات ،المكر ُمات مِن اهَّللِ يف زي
شقائق
ُ خير َمن أوصى؛َ ُه َّن الوصي ُة مِن
ِ ُ
ُ َّ
فه َّن الرحم ُة إن ُذكِ َ
رن، وأخص النساء؛ ُ
َّ عم َم،
بعد أن َّ
الحات إن ُق ِص َ
دن... ُ والجواهر إن ُطلِب َنَ ،
والص ُ
فمن
خاو على عروشهَ ، تعيس ٍ بيت ٌ بيت بال ُأنثىٌ ... ٌ
امتلك من ُكن وهبِ َّن ِرز ًقا ،فليت َِّق ر َّب ُه و َيعِ.
َ
82
ِ
أنت عظيمة...
شكل وموضو ًعا،ً ظاهرا وباطنًا ،عظيمة ً عظيمة
فرحك وسعادتك ،عظيمة يف ِ عظيمة يف ذروة سنا ِم
قاع ُحزنك وألمك واكتئابِك ،عظيمة َ
دون ُمجاملة أو
تزا ُيد...
ع
خربك ِِ َلست بحاجة إلى ٍ فـ ِ
ص
أنك عظيمة، أحد كي ُي
بل ت
ً
غض الطرف عن كونِك
ش ن ل
وكذلك ال يشغ ُل ِ
ر
ك كُل َمن َّ
ولك مِن
الكمال رغما ِ
ً ُ لكوأنت يف شرع اهلل امرأ ٌة ِ
ِ
ونصيب ِ
والرفعة منزل ٌة ولك مِن الکرامة الجمال ِذكرِ ،
ِ
ٌ ٌ
ِ
قدرك ،أو يستطيع ٌ
عاقل البتَّة أن يجهل موفور؛ إذ ال
ُ ٌ
شأنك ،أو يعبث بكينونتك... ِ يتغافل عن
ت
ووصف،
َ وتغزل،
َّ ألحد مهما سرد ،وشرح، كيف
والتوزي ر
حقك ك َ
أحب
َّ ك مِن خير َمنوأنت الموصى بِ ِ
ِ ِ
عادلك َمن ُي
خيرا»...؟! ِ
وأوصى« :استوصوا بالنساء ً
ِ
عادلك. ِ
الوجود ُي ِ
وأنت ال شي َء يف در ِك
هلل ُّ
84
أص ُل ِ
ك...
أص ُل ِ
ك ،امرأ ٌة سكنت الجنة ،وعاشت فيها...
ك ،كانت زوجات األنبياء والمرسلين أص ُل ِ
والصالحين...
أص ُل ِ
ع
ك ،شجر ٌة أص ُلها ثابت وفر ُعها يف السماء...
نسا يف ِوحدة ،ووطنًا يف
ت ك ل ا ريص ِ
بل
أص ُلك ...كانت وما زالت َو ً
والتوز عي
كسر وذلة ،وكثر ًة يف
قِ َّلة...
ِ
وحدك ...دونًا عن سائر المخلوقات ال غنى ِ
أنت
بكِ ،
وبك ُتعاش الحياة، عنك؛ الحياة ال تستمر إال ِ
ِ
ُ
قدرها...
و ُيعرف ُ
داوى العلل ،وتبتسم الوجوه العابسة ،و ُتشفى ِ
بك ُت َ
المنهكة...
المتعبة ،وتسرتيح األرواح ُ
القلوب ُ
ِ ِ
أص ُلك ثابت ،ال يتبدل وال يتغير ،ف َع ِّم ِري ُدنياك َ
أكثر
ِ
كأنفاسك طرا ِ
وأكثر ،وافرحي هبا ،واملئي أرجاءها ع ً
85
ِ
أصلك يفوح يف ُأفق الذين ال يعرفون الذاكية ،وعب ًقا
ُ
رجحت كِ ِ
فتك ِ جيدً ا ،الذين إن مالت كِ َّف ُتهم ً
عدل؛
ِ
الجنة موعدً ا... أن ِ
لك مع وفضل ،وال تنسي ًَّ ِ
أنت منًّا
كت ِ
جدا...
ل ا ري
مِن الطبيعي ًّ
ص ع
ر ش ن ل ل ب أن ينتاب ِ
و
الضعف من ٍ
ل ا
حين آلخر؛ ألن مخزون شعور ك
ت
َ
و
الراسيات ،فكم زي ِ
صربتع
واألحداث التي
ُ
المواقف عةس داخلك ال يتحمل ِ
ِ
ال تقوى على تحملها الجبال
الصرب
ذلت ،وكم ُط ِ
عنت ،وكم تحملت ،وكم ُخ ِ
ِ ِ
أنت ،وكم
ِ
وحزنت ،وكم ،وكم، ِ
بكيت ِ
تألمت ،وكم نُكِ ِ
رت ،وكم
وكم ...ما اهلل به عليم؟!
ِ
وأصابك منه ِ
ومررت عليه، ِ
عليك مر
وبرغم ما َّ
ِ
يزدك الوهن والضعف والهزيمة النفسية؛ فإن ذلك لم
إال قو ًة وثبا ًتا؛ فلوال الدروس القاسيات ،واألشخاص
86
بالحب كافرة ،واأليادي
الخطأ ،والقلوب التي هي ُ
ِ
تعلمت المؤذية ،واألقنعة المزيفة الكاذبة ،ما ك ِ
ُنت ُ
ِ
وصلت لمرحلة النُضج فهمت وال و ِ
عيت ،وال ِ وال
َ
والالمباالة التي ِ
أنت عليها اآلن... ُ
يا جميلتي ...إن شعورك بالضعف ال ُيشينك ،وال
ع
ِ ِ
ريص
ص من قدرك ُيعيبك ،وال ُيقلل من شأنك ،وال ُينق ُ
ل
فرتة
87
اعتزليهم...
ِ
األرض إليهم ،إن لم أحب أهل إن لم تشعري ِ
أنك
ُّ ُ
ِ
وجودك تكوين أغلى من كُل غواليهم ،إن لم يقدِّ روا
ويؤلمهم غيابِك ُ
عنهم... ُ بينهم،
األعز لديهم من قلوهبم التي يحيون
َّ إن لم تكوين
ريص ع
ِ
ل ا
وأرضهم التي يعيشون هبا ،وأعينهم التي يبصرون هبا،
ر ش
عوالتوزي
أيضا يف ُ
االعتزال األذى ،فاالعتزال ً فليس شرط
اإلهمال والتغا ُفل والتهميش ،وإنكار الذاتُ ،
والمقارنة،
ِ
الخصال ِ
الطرف عن وغض
ِّ ُ
والتفاخر بالبدائل،
والفضائل...
واستفتاح
َ اعتزليهم إن لم تكوين سيدهتم األولى،
وأتراحهم...
ُ أفراحهم
ُ دعواهتم ،ومال َذ
اعتزالهم
ُ اعتزليهم حتى يعلموا قدر الذي اعت ُِز َل ،ففي
غيرهم الكثير والكثير و ُّدوا لو
ُ كرام ٌة وراحةُ ،
فهناك
88
يفتدونك بأرواحهم ،وأعمارهم ،وكل ما يملكون مِن
ِ
ِ
يرونك بقلوهبم قبل أعينهم. ٍ
غال ونفيس ،أولئك الذين
اعتدلي...
ل ل
ُ
فسواكن فعدلك ،اعتدلي يف
ر ش
مشاعرك ،فال ِتفرطِي وال ُت َف ِّرطي ...والتوز عي
ِ ِ
فيمن خلقك ُح ًّبا َ
ٍ
اتجاه واحد، ال تتجهي بقلبك ناحي ًة واحدة ،وال يف
ِ
فؤادك كُل َمن يدَّ عي أنه وال تستقبلي يف محراب
ٍ
بشيء ،أو سواك ،فليس أحدٌ فينا إال وعال ًقا ِ مما
تائب ٌَّ
ِ
قبولك له ،فلتعي شخص ،أو مكانْ ،
وإن كان ال ُبدَّ من ٍ
معك ،على رأس مرفوض تكرارها ِ ٌ أن ثم َة أشياءتما ًما َّ
غيرك سيهملك ،ولو ِ أمها اإلهمال ،فالذي أهمل
89
أقسم كيفما أقسم ،فذاك الداء ال ُعضال الذي ال شفا َء
منه ،وال رجا َء فيه ،فال يخدعن َِّك الكالم المعسول يف
ك لرتتيب الحروف المغزولة البدايات ،وال ِير ّق قلب ِ
ُ
بطالسم الكذب ،وال تستهوين َِّك شباك الصياد للوقوع
ٍ
عظيم ،النجاة منه أمر مستحيل... يف فخٍ
ص ع
ِ
قلبك إال لمن ُي ِ
ري
جيد طرق اعتدلي وال تفتحي باب
ل ا
َ
ن ل
أول ،فالذي ُيريدك صد ًقا إن لم ي ُكن ً
ماهرا بيتك ً
ر ش
والتوزي
ب َطرق أبواب الحالل ،فال يؤ َمن وال ُيستأمن على ٍ
قلب،
90
تدلَّلي...
يا كُل الحياة ويا كُل الدُ نيا ،يا سحابة المطر ،وأخضر
ب ،وطعم ال ُعمر ،وشبيهة القمر...
الح ِّ
الشجر ،وينابيع ُ
المت َعبين ،والهداية يف السفر...
يا اسرتاحة ُ
ع
تد َّللي ،وتمايلي ،وتراقصي ،وتغنِّي ،وافرحي،
ت ك
منك، ُ َ َ وأح ِّبي
ر ش
وأنت وأنت الوطن، فأنت السكن،
91
تجملي...
َّ
يليق ٍ
ببدر ليلة تمامه ،الجميع يتلهف رؤية الكمال كما ُ
بشوق وشغف؛ٍ والجمال فيه ،الجميع ينظرون إليه
تط ُل ًعا للراحة ،وتم ُّعنًا يف آيات اهلل ،وبدي ِع ما خلق...
المطرزة
تجملي ،وتزيني ،وارتدي فساتين الفرح ُ
احتياجا من
ً رضيك يرضينا ،فواهللِ لنحن أشدُّ
ِ ما ُي
فلوالك ما اتسعت بنا األرضِ ِ
لرضاك، بعد رضا اهلل
بعدما ضاقت بنا ذر ًعا ،وال ضحكت تضاريس العالم
إال بابتسامتك حين ترضين ،وال استنارت وجوهنا
ص ع
العابسة وصدورنا الصاخبة المليئة بالضوضاء إال
ع
ُ
ري ص
ال ُتعطي ال
الذي يِراهن فيه الناس على سقوطك واهنيارك...
ك ب ل ُ
ألحدهمتال ُفرصة أن يظهر ِ
و
ودموعك،
ت ل
وأوجاعك؛ َفجلدُ الناس أشدُ ًألما وإيال ًما ...زيع
ِ ، ضعفك تسمحي ألحد غير اهلل أن
ِ
سهوا يف القاع
كوين قوية من أجلك؛ فالذين سقطوا ً
يليق ِ
بك... أظهروا ضعفهم وأبدوا حاجتهم؛ وهذا ال ُ
ِ
أطالبك أن تتحملي فوق طاقتك؛ فاهلل ال ُيكلف ال
ِ
وجهك عند نفسا إال وسعها ،ولكن من أجل حفظ ماء
ً
أنفسهم
ُ الذين فرغت من قلوهبم الرحمة ،وخلت من
الرأفة ،ونفدت لديهم الشفقة ،الذين ال يعرفون أنه
94
ِ ُّ ِ
يحق لك أن تميلي وتقعي وتس ُقطي؛ كونك ً
بشرا؛
لحما ود ًما...
ً
بك ،وال أرتضي ِ
لك أن يليق ِ
وألن السقوط ال ُ
الضعفاء يف القاع؛ كان لزا ًما علي أن َ
أقول ُتزاحمي ُ
َّ
فمن أسند ضعفه لجوار ِ ِ
تقويَ ،تحملي ،وباهلل ِّ
لكَّ :
ص ع
عز على العالمين كسره أبدً ا.
اهلل؛ َّ
95
ِ
ليلك أبشري ما دام األمل يف اهلل لم ينقطع ،ولعل
الصبح
للصبح بالطلوع« ،أليس ُ ينقضي ،ويؤ َذن ُ
بقريب؟!».
والذي جعل...
ِ
ل ا ريص ع
ك
للكمال يف أحد، نتطلع َ
الکمال ل ُه وحد َه ،نح ُن ال
ت
ُ
ن لبل
بش ٍر ،ونح ُن
ش
تكمن َّإل يف َ
أن العيوب ال ُ نعلم َّ نح ُن
ر
ُ
ري
اهلل ال ص ع
ن ل ل ب أكبر...كت
والتو ر ش
زيع
وقلقك... زنك، وح وألمك، وجعك، نمِ
ُ
اهلل أكرب من تراكمات ِ
الخذالن بداخلك...
ِ
وحدك يف دائرة الحيرة بال ِ
يدعك اهلل أكرب من أن
ٍ
رشاد أو ُهدً ى...
ص ع
ِ ِ
ري
أبشري ٍ
ل ا
أمانيك يهملك ،ولن ُيض ِّيع برب رحيم ،فلن
ر ش
والتوزي
يخيب أبدً ا.
ع
ِ
حذرك... توخي
دائما ضعي يف ُحسبانك َّ
أن ما لم تتوقعي حدوثه، ً
ِ
عندك ،سيقع؛ فال سيحدُ ثَّ ،
وأن ما يستحيل وقوعه
كامل ،وال ُتعطي أحدً ا مفاتيح قلبك
تأمني ألحد إيمانًا ً
بيدك ،وال ُتخربي أحدً ا بنقاط ضعفك ،وال تبوحي
ِ
بأسرارك كلها...
98
تعاملي بفطرتِك السو َّية ،وابقي على طبيعتك؛ ولكن
ٍ
غفلة طعنات تغوص يف ظهرك على حينٍ احذري من
ٍ
حبيب ،أو ٍ
صديق ،أو ٍ
غريب ،أو ٍ
قريب ،أو منك؛ مِن
ِ
ما هو أحب وأقرب...
حذرك ،وتأهبي للحدث ،وتأهلي الستقبال ِ ِّ
توخي
ع
بعلم ويقين ،دون طيبة أو سذاجة أو استحالة، خسائره ٍ
ك
ٌ ً
ر ش
عوالتوزي
المسترتة خلف ستائر الوهم تلك األيادي المؤذيةُ ،
والزيف واألغراض الشخصية الدنيئة...
ِ
اإلطالق أن ناصح أمين ،وال ينبغي لي على أنا ِ
لك
ٌ
أهتم أحدً ا بعينه ،فالخوض يف نوايا الناسُ ،ظ ٌ
لم ب ِّي ٌن،
ِ
حولك بمن ُهم ِ و ُب ٌ
أعلم َ
ُ وأنت هتان؛ عافانا اهلل منه،
منِّي ،ولكن يا صغيريت نوايا البشر أصبحت ال تؤ َمن،
لهم يف الشر واألذى ال ُتن َكر... وح َي ُ
فمن ِ
ُصب عينيكَ ، فانتبهي جيدً ا ،وضعي الحذر ن َ
ٍ
طلب أثبت ِ
لك الوالء ،وأجاد بروحه دون مقاب ٍل أو
100
َ
فذاك نعمة من اهلل وفضل ،وذاك أقل ما ٍ
غرض، أو
ك بتجنبه ،وعبوره،تستحقين ،وأما من أمرك قلب ِ
ُ َّ
فاسمعي وأطيعي ،فال خالف على طرده وهجره،
ِ
أيامك لألبد. وحذف سيرته من سجل
ونسواوزيعَ
لك جهد
سالف
ر
أيماهنُم أهنم قد ِبرئُوا من ماضيهم ،والت
الذين إن أقسموا ِ ونس أو شريك ،أولئك ٍ بال
يشغلهم
ُ عهدهم بأصحاب تجارهبم السابقة ،وما عاد
ِ
فإياك وإياهم ،فلو استطاعوا والعوض ِ
منك، سواك ِ
ِ
ك المحكمة ،والتي فيها ثياب التس ُّلل إلى ُغرفة قلبِ ِ
العفة ُمطرزة بالفطرة النقية؛ َلدنَّسوها ،و َلجعلوا عاليها
وإياهم...
ُ ِ
فإياك سافلها ،ونثروا فوق صفوهنا الرتاب،
وضاِ ،
فأنت تستحقين بديل أو ِع ً
وال ترضي أن تكوين ً
من يشبهك فحسب...
101
ِ
ألجلك لوح ًة فنية طاهرة ،ال تستحقين َمن يرسم
يليق
لك فيها مكان ُ عفن ،أو ذاكرة ليس ِ
ماض ِ
ٍ يشوهبا
بسعة مكانتك ،أو أشياء ،ومقارنات ما زالت عالق ًة
بروحه ووجدان...
تستحقين أن تكون أول خطوة يخطوها ناحية ٍ
باب
ع
يطرقه ،أن تكون ِ
ص
لك...
ن ل
وحصني
ِّ نوافذك يف وجوه العابرين، أغلقي جميع
ر ش
إلى السماءُ ،تناجي فيها ر ًّبا ُمجي ًبا :أيا وال
رب...تياوز عي
روحك وقلبك ،ودعي نافذ ًة واحد ًة فقط تن ُظرين منها
ولي
َّ
منهم. الصالحينَ ،هب لي برحمتك ُ
ىىى
102
S
لك ُ
أقول ِ دعيين
ر ش
لك َّ ال تتغ َّيري من أج ِل أحد أبدً اَ ،
فمن
والتوز عي
أنت ،يرى بقلبه ما قد ال يعجبه قبل أن يرى ما كما ِ
ِ
بعيوبك قبل إليك؛ فتلمحين يف َع ِ
ينيه الرضا يجذبه ِ
فمن يحب وإن لم يكن كذلك فال تقبليهَ ، مميزاتكْ ،
ال يختار َمن يناسب هوا ُه أو مزاجه أو شهوته ،بل
يحب محبوبه بكل ما فيه ،وعلى هذا األساس م َن رأى
كاذب لم يحبك ،سينتقدُ ِك ٌ خارجك قبل داخلك فهو
منك أن تتغ َّيري كي تكوين على باستمرار ويطلب ِ ٍ
فعلت من أجلِه ،ومهما ِ مقاسه وتماثلي قالبه ،ومهماِ
قدمت له مِن تنازالت ،فلن يرضى ولن يقتنع ،فلتبقي ِ
أرادك كما ِ
أنت .ال تتغ َّيري... ِ أنت ل ِ َمن
كما ِ
103
األصدقاء...
ص ع
ِ بسر ِك غدً ا ،فاحذري واحتفظي
ري
َت ُبح ِّ
ا
بأسرارك داخل
بل
ٍ
ت ك ل ج ِ
ن ل
ألحد أبدً ا ،فاأليا ُم قاسية عبتك ،وال تبوحي هبا ُ
ر ش
والتوزي
وأقسى ما فيها أن تِصبح حبيبة األمس ألدَّ أعداء اليوم،
أكبر خطأ...
104
التغيير ،ألنه لن يجد راحته إال مع َمن يهواه قلبه،
فكان ال بدَّ من المحاولة من أجل المالءمة ،وهؤالء
ِ
صادفت أحدً ا عمل ٌة نادر ُة الوجود هبذا الزمان ،فمتى
ِ
وقلبك ،ولكن إذا ِ
بروحك مِن هؤالء فلتتمسكي به
لمن ال ُيقدِّ ر؛ فستبقى النتائج ِ
أفرطت يف منح الفرص َ
واستهتارا من الطرف اآلخر ،وال واحدة؛ استخفا ًفا
ع
ً
حقك إعطاء الفرصة مرة ،ثم ثانية فقط ،فمن ِ مِن
يريدك سيلبي نداء التغيير ،ولن يضي ِ
عك مهما كان ِ
ِّ ُ ِّ
ِ
وإليه ال تلتفتي. َو ِع ًرا ذاك الطريق ،وإال فليرحل
105
َمن يحب بصدق يتع َّل ُق بالفرصة األولى وال يفلتها،
بل إنه ال ينتظر فرص ًة كي يثبت فيها أن حبه ٌّ
حب
صادق ،ال مِرا َء فيها.
ِ
أنت بحاجةٍ ...
ِ أن ي ِ
ل ا ري
ِ ِ
ص ع
ك
لمن ُيح ُّسك قبل ْ ُ
ت
كالمك من حبكَ ،من يفهم َ
ع
عصبيتك ،ويفهم َّ
أن تفاصيلك ،و ُيراعي َمن يهتم بأدق
ِ
مزاجك المتق ِّلب ليس من فراغٍ؛ بل وراءه أسباب.
ِ
الغياب قبل الحضور، ك يفبحاجة لمن يضم ِ ٍ ِ
أنت
ُّ َ
تلك الضحكة التي ماتت كيف ُيحيي َ َ َمن ُيخ ِّطط
أنك مختلف ٌة عن باقي البشر ،بلرك ِيشع ِبداخلك ،من ِ ِ
َ
ِ غير ك ُِّل البشر ،يحرتم ِ
ماضيك وال يستغله إنه يراك ح ًّقا َ
غضب أو خالف ،فيجد ِ
منك معامل ًة ال تليق ٍ وقت َ
بأحد سواه. ٍ
106
ِ
وجعك، ِ
دموعك ،أو لمن ال هتون عليه ٍ ِ
أنت بحاجة َ
ِ
روحك ،ويعرف ِ
وجودك ،ويعشق ِ
خصامك ،يحب أو
ظروفك ،يؤمن جيدً ا ِ
أنك ال ِ كيف يتأقلم مع كل
أجلك ِ
أنت ِ تستحقين إال الخير ،يبقى بجانبك مِن
يم ُّل وال يتغير. ِ
يدو ُم معك ،ال تفت ُُر عاطفته ،فال َ
ع
صحيحا مِن البدايةَ ،من يصلح
ص
ً اختيارا
ً اختاري...
بل
لك السند ،يكون أ ًبا وابنًا قبل أن يكون حبي ًبا ْ
وهب ُه
رزق َ ِ
ويمنحك االهتمام؛ فاعلمي أنه ٌ ِ
مشاعرك
107
ِ ِ
نعم الشريك،عوض؛ فاقبليه ،هو َاهلل لك ،وفرص ٌة ال ُت َّ
ِ
الخير ال يأيت إال بالخير .ولكن ،يف المقابل ،ال فرب
ُّ
ِ
قلبك ،لمجرد يكسر أن ِ
يستحقك ْ ٍ
ألحد ال تسمحي
َ
أنه يملك الكثير من المال ومقومات الحياة والرتف
الزائلِ ،
فإنك وال بدَّ خاسرة.
ص ع
ِ ٍ
ري
تريدك؛ كتف ال وال تستندي بيو ٍم من األيام على
مبتور يق ِّلل مِن
ٍ
ل
ب
خير يف ُح ٍّ
ولكنك تريدينها ،فال َ
واملنتو ِ
ر ش ن ِ
واحرتامك لذاتك. ِ
قيمتك
الحياة ،فنقطزيةٌ،ع
أحبك
ِ
يشاركك
ِ
وتأكدي أنه لن يبقى معك بالنهاية سوى َ
بصدق ،ومن كتبه اهلل ِ
لك أن َ
ِ
يستحقك وحسب. وابدئي مع َمن
َّ
تتعشمي... ال
ِ
بجانبك» ،أو َمن لك« :أنا ِ
معك»« ،أنا يف كل من يقول ِ
َ
ٍ
كلمة حلوة، يقسم أنه ِ
معك للنهاية .ال تتعشمي يف كل ُ
108
مكالمة جاءت بالوقت المناسب، ٍ هدية رقيقة ،أو ٍ أو
ٌ
وإهناك ٌ
هالك فالعشم الزائد كنت بانتظارها، رسالة ِ
ٍ أو
ُ
يكون على ُ العشم
ُ ص ولل ُعمر. وضياع لل ُف َر ِ
ٌ للروح،
ٍ
لمن يستحق، ووج ٍل وخجلٍ ،ويكون فقط َ استحياء َ
بش ٍّر ،إما ٍ
بخير وإما َ ِ
عشمك ،إ َّما ُ
واألفعال كفيلة بر ِّد
ص ع
عشما ً
كامل إال يف اهلل، بجربٍ وإما بكسر؛ فال تتعشمي
ري
ً
بل
وحاجتك مهما طلبك وقادر على قضاء سبحانه ٌ
كفيل
ن ل
ٌ
ر ش
والتوز عي
صالة خاشعة ،أو ٍ ٍ
دعوة صادقة ،أو كانتِّ .
تعشمي يف
ُ
يهون عليه أن تعشمي يف ٍ
أحد ال ِ
وأبيكَّ . يف رضا ِ
أمك
«رغما عني» .تعشمي يف يقول ِ
لك« :واهلل لم أقدر» ،أو َ
ً
من يبيع الدنيا مِن أج ِل أن ِ
ترضي. َ
ال ترضي...
ِ
حقك مهما مما تستحقين ،وال تتنازلي عن َّ
بأقل َّ
ٍ
أناس ال أي قيمة لدى
كان ،فتلك التنازالت ليس لها ُّ
109
شخصا ثانو ٍّيا أو احتياط ًّيا
ً ُيقدِّ رون .ال تقبلي بأن تكوين
أن تحت ِّلي
حاجة ،وال تحاولي ْ ٍ أو ِع ً
وضا أو مجر َد سدِّ
شأنك،ِ بحياة أحد .ال تقللي من ِ ِ
سبقك مكان َة ٍ
أحد
غال ،ومن ال يقدِّ ِ
رك حق ِ
فأنت غالي ٌة وتستحقين ك َُّل ٍ
َ
ِ
بقلبك ،وتأكدي َّ
أن هناك قدرك فال تجعلي له مكانًاِ
ِ من يتمن ِ
ع
ويعلم جيدً ا ما تستحقين.
ُ قيمتك، ويعرف
ُ َّاك َ
110
شخص...
ٍ أي
ُّ
وقدرا ومنزلةً ،وأفضل حجما يرى أنه أكرب ِ
منك
ً ً
ٍ
شيء كان ،يرى نفسه بعين الكِرب والتعالي ِ
منك يف أي
ِ
وأنت ُمجرب ٌة أن تقبلي به من أجل أن تسير والغرور،
الحياة ،وتعلمين جيدً ا أنه يملك مقدر ًة فائقة على
ري ص
المكر والخداع ،هذا الشخص ال تناقشيه وال تحاوريه
ن
ت ل ا و ر ش
وزيع
الكوكب ،وباقي البشر يف نظره الرأي السديد على هذا
شيء ،فال ال له بالنسبة ِ
وأنت ، مخطئون ،هو ال ِ
يراك
ترتددي يف تركه ،كوين على درجة كبيرة من التقدير
ِ
بقيمتك ،كوين حذرةً ،فال تدخلي يف لذاتك والوعي
صراعات ِ
أنت يف غنًى عنها؛ لتعيشي يف سال ٍم نفسي ٍ
بينك وبين نفسك ،وعندما يحين الوقت المناسب؛ِ
ستطرده أفعاله ومعتقداته الخادعة خارج دائرة
حياتك ،وعن اقتنا ٍع تام لن تلتفتي إليه مطل ًقاِ ،
ألنك لم ُ ٍّ
تعامليه بنفس أسلوبه الخادع ،ولم تسيئي إليه رغم ما
111
ِ
فعلت وأسلوب دينء ستجدين ِ
أنك قد ٍ يملكه من لؤ ٍم
الصواب ،حيث ال ندم أو حزن أو عتاب أو جلد ٍ
ذات
ِ
لروحك.
ال تسمحي...
ِ ِ ِ
ل ا ريص ع ٍ
ت ك
مشاعرك، أسلوبك ،وال كالمك ،وال ألحد ْ
أن ينتقدَ
كامل،
ر ش ن ل بل
وال شخصيتك ،بال وجه حق ،فال أحدَ من البشر ٌ
عوالتوزي
شخص على وجه األرض طريقته وشخصيته ٍ ولكل
أن ُيبدِّ َل ٍ
ألحد ْ وأسلوبه الذي يميزه ،فال تسمحي
ورضا تا ٍّم به ،وال تسمحي أنت على اقتنا ٍع ً بأمر ِقناعتك ٍ ِ
ٍ ِ ِ
استعالء بنظرة أي شخص ،أو باللو ِم المستمر لك من ِّ
إليك ،فهم ليسوا بأفضل ِ غرور ُتوجه ِ
منك، ٍ َ َّ ُ أو تك ُّب ٍر أو
ٍ
بشيء البتَّة ،فالمالئكة ِ
يسبقونك منك ،وال وال أجمل ِ
توزعت، ٌ
أرزاق قد َّ َ
يسكنون السما َء ال األرض ،وهي
خالق ك ُِّل ُ
الكمال إال هلل وحدهُ ، و ُق ِض َي فيها األمر ،وما
الخلق.
112
ال تعتذري...
113
ال تنبهري...
ص ع
ِ ِ غيرك ،أو جرب َِك يف ٍ
ِ مي ِ
ا ري
وكسرك فيه جرحك وقت زك عن
ل
ِّ
ن ل
وبذاتك، بوجودك كفر ُّ
الكل وقت َ
بك َ َ
زيع
بموقف ال بروحه ،مجرد انبهار خاطرك أو اشرتى
معاملتهم فيه تتبدل وقت
ٌ ِ
عليك بشخص ،حتى ال يأيت
ِ
لك فتندمي.
114
في الحقيقة...
ويقويها ِ
البنت ال أحد يف الدُّ نيا بأكملها يشدُّ عو َد
ِّ
إال أبوها ،وال أحد بالدنيا بأسرها يكسرها مثل أبيها،
األب هو المسؤول األول واألخير عن الصحة النفسيةُ
ِ
حضن أبيها ُح ًّبا واهتما ًما، فمن شبِ َعت من
البنتهَ ،
ل
ن ل ت ك
أي عقبة .ب ل
فهو قد منحها القدرة على تجاوز أي محنة و َت َخ ِّطي
ر ش
األب الذي يحنو و ُيع ِّلم ويحتضن والتو
ويناقش،ز ُعغيري ُ
ٍ
بقسوة وتجاه ٍل وال مباالة ،وال ِ
األب الذي يعامل ابنته
يسمح لها بالحوار أو النقاش ،هو فقط يأمر وينهي؛
َ
وذاك مرفوض، عيب
ٌ ٌ
خطأ وهذا حرا ٌم ،وهذا فهذا
بح َّجة
دائما هي العليا ،ورأيه فقط هو الصواب؛ ُ
كلمت ُه ً
َ
أفضل منها ،ولكنه يف حقيقة األمر أنه يعرف مصلحتها
يكسرها ويقضي عليها.
115
ب الكبير البنته ،هو مث ُلها األعلى، الح ُّ
األب هو ُ
ُ
محفورا بداخلها طوال العمر ،وهو الذي
ً الذي ُّ
يظل
ِ
عثرات ومصائب الحياة .فاللهم أكسبها مناع ًة ضد كل
خير
ضم ابنته واحتضنها ح ًّيا كان أو ميتًا َ
أب َّ ِ
اجز كل ٍ
الجزاء.
ع
ٍ
سمى ال تنعمين فيها براحة َأهنِيها ً
فورا، أي ُم َّ
تحت َِّ
حالَ ،أغلِقي أبواهبا
اخرجي من سراديبها المكذوبة ً
ٍ
بسرعة.
116
ِ
عليك ِ
وجودك ،ويحافظ ٍ
بصدق سيقدر ِ
يحبك َمن
ِ ِ
سيجعلك كأنك صدق ُة ٍّ
سر يريد هبا الفوز بالجنة،
جوهرته المصونة التي ال يستطيع االستغناء عنها إال
هباِ ...
أنت غالية.
ن ل
ِ
بل ت ك قت ِ
عليه ُأمني ًة ع ّل ِ
ش
وخذلك ،هذه يف حد ذاهتا نعمةٌ،
117
لو أَ َّن ِ
ك...
حياتك دونه ،فلتعلمي ِ
أنك ِ ٍ
بأحد وال تري َن متع َّلق ٌة
ُ
ِ
قدميك ،فال مخطئ ٌة مِن ذروة سنامِك إلى أخمص
يموت لفراق أحد ،وال تقف الحيا ُة من أج ِل
ُ أحدَ
ٍ
أحد مهما كان ولو كانت الدنيا تقف على أحد ،فكيف
ص ع
ِ ِ
ري
كنت تعيشي َن إذن َ
ا
استطعت قبل أن تعرفيه؟! وكيف
أنت ِ
ب ت ك ل
الحيا َة من بعده؟! فلتكوين قوي ًة من أجلكِ ،
ل
عاناتكن وقهرك وتضحياتك؛ ل
لست
قيمتكوَ ،مزينع
قدر ُم
إيالمك يف بأن َمن َّ َ
ب تس خيرا ،وتأكدي َّ ستُجازي َن ً
ِ وسيبعث اهلل ِ
لك َمن يقدِّ ر ُ س َين َُال عقابه،
َيود أن ُي َق ِّب َل َ
ذاك الثرى الذي ُتخطه قدماك.
تتذكرين!...
118
فلتتعودي أال تنكسري ،وأال تضعفي ،وأال يظهر
غفور رحيم؟! ِ
ضعفك أمام أحد ،أال تعلمي أن اهلل
ٌ
ِ
سيقبلك ،ويغفر ِ
مألتك الذنوب، فاذهبي إلى اهلل وإن
ِ
عنك غطاء لك ،ويجرب خاطرك ،ولن يكشف اهلل ِ
ُ
األمان والملجأ والمالذ والسند ،فثقي سرته ،فهو
بال ألحد ٌّ
فكل ربك واستبشري ،وال ُتلقي ًبرحمة ِ
ِ
ش
ونصون
والتوزي ر
ع
ونواسي ونحنو حتى يف ْأوجِ احتياجنا ،ال نؤذي وال
نخدع وال نجرح وال نخلِف وعدً اُ ،كنَّا نعم ًة مِن اهلل
يشبهنا وهم
ُ لن يستطيع أن يفهمها أو يقدرها إال َمن
نادرون فالحمد هلل على نعمة الحب دون مقابل،
والجرب لآلخرين رغم ما بنا من كسور ،واألصل الذي
اهلل
ليميز ُ
َ تتمحص فيه النفوس؛
َّ نشأنا عليه يف ٍ
زمن
الخبيث مِن الطيب.
َ
120
ُ
أجمل مرحلةٍ ...
أن تصلي إليها هي مرحل ُة (االستغناء) ،ال ُيمك ُن ْ
أحد أو غيابه أ ًّيا كان ال تسألين ،وال تأهبين لوجود ٍ
َ
تنتظرين جوا ًبا ،ال تخشي َن وج ًعا أو فقدً ا ،وال تكرتثين
ِ
أسباب تغ ُّيره ،لم يعد لتغ ُّير أحد ،بل وال تبحثين عن
ع
ضمر ِ لك حبا وي ِ يعنيك أمر من يظهر ِ ِ
ص
ُرها ،ال
لك ك ً ُ ًّ ُ
ري
ُ َ
121
ٍ
وقت... أشد
ِّ في
ع
ِ ِ
ري ص
الظروف واألوقات أحلك من آمنت به من النساء ،يف
أشرف َمن
َ َ
يكون زوجها اختيارا من اهلل أن
ً كان
ِ
نساء العالمينَ ،و َّفرت خ َلق ،وأن تكون زوجته َ
أكمل
122
َ
األمان والسالم ،واحتوته وأح َّبته ،وافتخرت به له
أمام العالمين ،كان حبيبها وصاحبها وزوجها ،كان
الحيا َة يف عينيها ،والجن َة يف قلبها ،كان عا َل ُمها وعالِمها
و ُمع ِّلمها األول ،ومِن أجل ذلك كانت السيدة عائشة
كثرة ذكر الرسول صلى بشدة مِن ٍِ تغار
رضي اهَّلل عنها ُ
ِ
والمعروف اهلل عليه وسلم اسمها بعد موهتا بالفض ِل
ل
حسنَت تربيتُها؛ متى المرأةُ؛
أن
ت
تحملك داخل قلبها ،تقرؤك من عينيكو َزقبليع
تحبك أكثر من عم الزوجة واالبنة
َ
َ
لك نِ
كانت َ
نفسها،
وتتألم
ُ تفرح لفرحك،
إليك وأنت معهاُ ، ُ
تشتاق َ تتكلم،
َ
همك. َ
وتنسيك َ
شدتك، َ
تعاونك يف لحزنك،
123
ِ
النصيحة ،وبنتًا يف تكون ُأ ًّما يف
ُ السند؛ هي التيَّ
الدالل ،و ُغص َن سال ٍم يطرح ُح ًّبا ورحم ًة ومودةً...
والتوزي ر
ع
124
Sأشياء تؤلِ ُمك
َ َعن
والتوز عي
العالقة بوجدانك ...أما آن األوان للتخلص منها؟!
أما آن األوان لتفريغ العقل مما تسبب يف ذهوله
وغيابه؟!
تلك الذكريات التي لم تعد صالحة لالستخدام،
ٍ
مرغوب فيه... غير
وأصبح وجودها َ
تلك التي تسببت يف ُحزنك ،وألمك ،ودموعك...
تلك التي جلبت لقلبك الخيبات ،والحسرات...
ِ
خذلك أصحا ُبها ،ورحلوا... تلك التي
125
لتلك الذكريات أن ُتن َفى ،أو ُت َ
حرق ،أو أما آن األوان َ
ُت َّ
مزق إلى أشالء؛ يستحيل جمعها؟!
أما آن...؟!
ع
االنتظار...
بل
ُ
ر
وحلم،
ب ،ورصد ،ولهفةُ ، المربحة ،بين تر ُّق ٍ ِ
الموجعة ُ
عوالتوزي
ِ
صيبك ِ
لديك ُي ورجوع ،وأملٍ ،ويأس ...االنتظار
والخزعبالت والتنبؤ واالستشعار... بالهوس والهلع ُ
ِ
وعقلك ِ
قلبك شعور متضارب يخالط ٍ ألف
ُ
شخصا ما ،فيه حياتك... ِ
وجوارحك كلها ...تنتظرين
ً
تنتظرين غائ ًبا يعود؛ لتعود حياتك...
ً
اتصال؛ ُيغير مجرى حياتك... تنتظرين
أيضا حياتك التي مرت من خاللك ،ولم تنتظرين ً
تش ُعري هبا ،تنتظرين تكرارها الغتنام ُفرص فيها...
126
تنتظرين فرحةً ،أو جربًا ،أو ً
حال غير الحال...
أيضا أشياء أبدً ا لن
تنتظرين أشياء تعود ،وتنتظرين ً
وهم على قيد أشخاصاُ ، تعود ...االنتظار أمات ِ
قبلك
ً
األم ِل ينتظرون ،فال تلحقي بِهم.
ش
فيك وج ًعا ال
ع
ِ ِ
ص
تركوك َ
دون بدأت معهم طري ًقا ،ويف منتصفه الذين
بل
ذر أو سبب...
ع
سرا ِ
وأسرارهم ،وهم خانوك ًّ
ُ حفظت عهودهم ِ الذين
وعالنيةً...
وهم نصبوا ِ
لك ك أسباب الحياةُ ، الذين منحهم قلب ِ
ُ
مشانق الموت بالغدر والطعن... َ
ِ
رجاءك... ِ
أحسنت هبم الظن ،وخيبوا فيهم الذين
ِ
بالخذالن هكذا... كم هو مؤلم الشعور
سامحهم اهلل مِن أجل
ُ
ِ
عونك إن فعلوا ،وال كان اهلل يف
ظنك.
128
ال ُبخل...
ليس فقط يف المال ،بل يف المشاعر واالهتمام
واالحتواء واللين والكلمات الرقراقة...
ِ
عليك بسؤاله، ِ
عليك بوقته ،والبخيل تكرهين البخيل
عليك برد جميلك معه ،والبخيل إن ِ
غبت، ِ والبخيل
ع
ِ والبخيل يف حضورك ،والبخيل ْ
ص
مرضت ،والبخيل إن
ت
تعثرت... إن
ِ
ر ش ن ل ب
سي ًئا ،كُلما ُذكرت سيرته ل
ِ
والنظر ،وقلوهبم من ِ
الحس والشعورُ ،بخالء حتى مع
أنفسهم َّ
كأن على رءوسهم ُّ
الشح!
اإلهمال...
ص ع
ِ
ر ش
والتوزي
ِ ِ
ع
عنك ٌ
شاغل ،اآلن ُهم يشغلهم عنك
ُ كانوا ال
فهم عند ِ
منشغلون ،وبغيرك مهتمون ،وإن كانوا معك ُ
غيرك...
130
الغياب...
حيث يثير ِ ِ
فيك الظنون أشب ُه عندك بالموت المؤقتُ ُ ،
ُ
ويسرق فساتين الفرح من ِ
بداخلك الشجون، ِ
ويفتعل
ِ
غرقك يف رسك ،و ُيغرق أشرعة نجاتِك ،و ُيليالي ُع ِ
ِ
شمسك ،و ُيخفي دوامات القلق والحيرة ،و ُيطفئ نور
ريص ع
نور القمر يف عيونك ،فيسمح للهاالت السوداء أن
ل ا
ن ل ت
ِ بلك
تغزوها ،وتحتلها وتكتسح...
ر ش
والتوز عي
الغياب عندك يجعل الدنيا سوداوية المالمح ،شاحبة
ِ
مرضك، ِ
ويؤلمك ،و ُي ِ
زعجك، الغياب ُي ألواهنا...
ُ
ِ
ويجعلك كالعجوز الواقفة على حافة الهاوية ،أو
سرادق العزاء لميت ،الجميع يوقن بموته إال ِ
أنت ،من ُ
داخلك ما ِ
زلت رافض ًة للخرب... ِ
131
الفِراق...
بيف دائرة ُ
ن ل ت
والهزائم النفسية ُالمتتالية ،ل
ش
والركضر المستمر وراء
ُ
شخصتوزي
واحدعٍ
ُ
ٍ
بسبب ،أو بدون ،ب ُع ٍ
ذر ،أو بغير ُعذر ،بعد ٍ ِ
فارقك
ٍ
وشغف... ب ،وتع ُل ٍق،ُح ٍ
ِ
السير م ًعا ،فاختلفا يف قلبان كانا قد اتفقا على
االتفاق...
ِ
تركك للموت ،تل ُفظين هذا ما فعله الفراق بِك،
ِ
أنفاسك األخيرة ،وتحيين حياة البؤساء ،وتأملين يف
العودة والرجوع...
132
ٍ
وأرق، ٍ
وسهر، هذا ما تسبب فيه الفراق من ٍ
تعب،
و ُمعاناة...
ٍ
عودة ،أو شخص زرع ِ
فيك سها َم الفراق ،وغادر بال ٌ
أم ٍل يف الرجوع...
ِ
أخذك الحنين لوادي ِ
تذكرت ،أو عليك كلماِ شفق
ُم ٌ
ص ع
ُ الشوق ،حتى ُت َجنِّين َ
ري
حيث اللحظات بمن فارقك،
وز عي
والسيارات، الطيور وروائح العطور ،وأصوات
والموسيقى الهادئة ،أو الصاخبة ،وترتيب اللوحات
اإلرشادية يف ال ُّطرقات...
ٍآه مِن وجع الفراق ،إن َ
تخلل وتم َّكن...
133
الهجر...
لماذا يؤلمك؟!
أحيا ُت ِ
ك عليهم متوقفة؟!
أم َّ
أن األكسجين بيدهم؟!
ص ع
أم ِ
ري
أنك ترين بعيوهنم ،وتنبضين بقلوهبم؟!
ش
أن تتألمي ْ
إن ناهيك ْ
والتوزي
ِ
ر
ويحبونك بال ِ
يشبهونك ولن يبقى ِ
لك إال الذين صد ًقا
134
المفرطة...
الغِيرة ُ
للحب ،الذي إن ال شك أن الغيرة هي العمود الفقري ُ
أصاب ُه خلل ُه ِدم وسقط ،وسكن لهيب نار ُه التي يجب
عاع نوره الذي يجب أال ُيط َفأ...
أال ُتخمد ،وخبا ُش َ
الغيرة يف الحد المعقول ،وغير ولكن ...إن كانت ِ
ص ع
ال فيه ،الذي يجعلها تس ُلك ُطرق الشك والوسوسة م َغ ٍ
ري
ُ
135
ُحب التم ُّلك...
ع
لك ،وال َ ُ
ً
ِ
الفكاك ،أو الخالص ،ال رحم ًة منك وال ُّ
تفه ًما منه،
ِ
يدفعك للتم ُّلق ،والتضجر ،والبحث عن وهذا ما
التم ُّلص ،والتخ ُّلص ،والتخلي ،وغلق جميع نوافذ
ِ
وكونك تأبين أن حاصرة، ِ
الحب لديك ،كوهنا ُم َ ُ
يتملكك أحدٌ ،مهما كان ،أو مهما قدَّ م ِ
إليك من قرابين ِ
الحب...
ُ
136
إ ًذا ...كيف يمتزج الحب بالتح ُك ِ
مات ،والقيود ،وقد ُ
ِ
عليك بعد ُسلطان اهلل؟! ُخ ِ
لقت ُحرةً ،طليقةً ،ال ُسلطان
الكذِ ب...
ر ش ن ل بل ٍ أال ُتسيئي الفهم يف
والتوز عي
موقف ما ،وإن ا َّدعوا أنُهم كذبوا
ِ
عليك... ِ
والحفاظ عن غير ٍ
قصد؛ إلبقائك
137
التص ُّنع...
حين تشعرين أن الذي أمامك ُيعطي بال شعور ،ويمنح
بال عاطفة ،ويهب كاآلخرين ،ويتساوى معهم بعد أن
وشعورا ،أصبح كمن يؤدي واج ًبا ً حسا
كان يفوقهم ًّ
فيخلع عنه عباءة البساطة ،ويرتدي ُ بال قيمة أو مذاق،
ع
ِ
ص
ثوب التك ُّلف الثقيل ،أصبح روتين ًّيا ُم ًّ
ري
يؤلمك مل،
بل
كونك بسيطة عفوية ُتحبين أن تبقى األشياء على هذا
الشك...
138
يتم َّثل يف صورة مالك ُمحب للنُصح ،والعلم بالشيء،
ومعرفة األشياء على حقيقتها ،وهو شيطان َل ِعين ،يهوى
وزيف...
الظلم والوقيعة ،وقلب الحقائق إلى كذب َ
ِ
إياك ومصاحبة الشك ،أو مجالسته؛ فالمرء على دين
خليله.
139
والجان ،والشيطان ،رغم َّ
أن الشيطان ليس له ُسلطان ّ
أنفسهم األ َّمارة بالسوء ،والردود
ُ على البارين ،بل هي
الباردة...
بتحمل
ُّ وهل هناك أسوأ من أن ُيعاقِب المرء نفسه
بال ،يغلب عليه ديسمرب يف الصقيع؟! شخص ٍ
بارد غير م ٍ ٍ
ُ
شخصاوالما،توزحيثعي
ميت»...
ً
ُ ُ
مِن أسوأ المراحل التي تعرتي
حائرا بين أمرين ،ال يم ُلك الحسم بينهما ،وغال ًبا
يبقى ً
أن تستمر يف ٍ
أمر ماُ ،متحل ًيا بمزيد من ما تكون بين ْ
ٍ
شيء من الکرامةُ ،متمس ًكا بالحبال الصربُ ،متخل ًيا عن
الواهية الزائلة ،أو أن ترتُك و ُت ِ
فارق ،وتتخ َّلى ،مع فقد
الكثير من األمور التي يصعب عليك نزعها من روحك
وقلبك خشية عدم تكرارها ،أو ُحزنًا على ما قدمته من
أجلها ،وحاربت لبقائها...
140
الكثير منَّا يقع يف هذه المرحلة؛ ال سيما يف قصص
ُ
ٍ
بأشخاص الحب الواهية ،والدراما السمجة ،والتع ُّلق
ُ
أقل ما ُيقال يف حقهم :إهنم (أشباه) ،بل إن شئت قل:
(أشباح)ُ ،
يدخل الواحد منهم حياتك ،وهي مقلوبة
رأسا على عقب ،ويرى القبيح فيك قبل الجميل إن ً
ع
جميل ثم ُيقسم ،و َي ِعد ،و ُيقدم كُل القرابين على
ص
ً رأي
هل هو السبب؟
141
وكثير من التساؤالت ،إلى أن تأتيك
ٌ هل ،وهل،
سكتةٌ ،وبال م ٍ
وت تموتين... َ
تلك المرحلة ال خيار فيها إال ال ُبعد ،والرتك ،وإغالق
كُل النوافذ المؤدية إلى شعاع الكذب ،الذي تسلل إلى
قلبك...
ع
ِ
ريص
إياك والصرب على األذى ،ال تستمري أبدً ا...
ن
عليك سيرتكك أل ًفا ،و َمن عرض تركك مر ًة فمن
ش
َ
والتوزي ر
ِ
سمي عليك، ِ
أرضا ،دون أن ُي ِّ
بضاعة الهجر سيطرحك ً
ع ِ
قبيحك ولما رأى ِ
و َمن رأى الجميل فيك ففرح بهَّ ،
لك ...ال تقعي يف فخ: تضجر وعبس ،ال يص ُلح ِ
لك» ،فتلك ُمصيبة عظمى لبقائك «أعطني ُفرص ًة أثبت ِ
المهمة بنجاح...بين الحياة والموت ،حتى ُتستَكمل ُ
ِ
نفسك واآلن ،فمن اخسري ما فات ،وال تخسري
ِ
يحبك يحبك ،ال معنى ٍ
ثان لها...
ِ
فأنت أعذارا ألحد، ال ُتبقي على أحد ،وال ُتقدمي
ً
تستحقين أن تكوين يف أعين اآلخرين ُمعجزةً؛ من
142
ُيريدها صد ًقا يعرف كيف تتحقق ُمعجزاته ،أو يعرف
كيف السبيل ِ
إليك دون عرجٍ ،أو عمى...
ري ص
أن يتسلل ال ِ
ع
ك
إليكتاألشخاص عرب
االستغالل...
ِ
ش ن ل ل ب
طيبتك ،وبراءتك ،وعفويتك غيرر ُم
و
نقاط ضعفك ،يف
143
ُهم نجحوا يف استغالل الطفلة الربيئة التي تق ُطن
بداخلك؛ يف التلبية ،والسمع ،والطاعة؛ ُمعتمدين على
ِ
فاستغلوك. ِ
قرؤوك يا مسكينة... خجلك وحيائك،
ع
التسرع...
ُّ
145
Sِ
عنك يقولون
والتوز عي
قط ،كانت عفوية إلى ٍ
حد قلتَ :ل ْم ت ُكن ساذج ًة ُّ
ُ
ٍ
وهلة أهنا طيبة ،تخشى شعر الذي يراها مِن أولبعيد ،ي ِ
ُ
البوح
َ مل على اآلخرين ،ال تستطيعدائما أن تكون ِح ً ً
عما ُيحزهناَّ ،إل أنه يبدو على مالمحها ً
رغما عنها... َّ
ال ُتجيد تفسير األمور ،وال شرحها حين ُتظ َلم ،أو
ُتؤ َلم ،أو ِ
يضيع حقها...
147
لم ت ُكن فاتنةًُ ،ي ُ
شار إليها بالبنان ،لك َّن روحها إذا
الل...جاف؛ جعلته عذ ًبا ُز ً
ٍّ انغمست يف ٍ
هنر
َلم ت ُكن ساذج ًة مطل ًقا ،ولكنها لم ُت ِ
صادف الطيبِي َن ْ
أنك لم تكوين ساذج ًة يو ًما ما، بعد ،لذا أخربيهم ِ
َ
ِ
وفطرتك ِ
سجيتك الجميلة زلت علىأنك ما ِ أخربيهم ِ
ص ع
ِ ربة ٍ السليمة ،وأصلِك النابِع مِن ُت ٍ
ري
بالسماحة طيبة ارتوت
ِ
بل
أنك ثابت ٌة رغم خذالهنِم ِ
ت ك ل ا واألدب ،أخربيهم ِ
ن ل
وأنك لك، َ
ر ش
والتوزي
وأنك األولى واألخيرة ِ رغم غيرهتِم، ِ
رؤوسهم َ تاجُ
ع
اعتهم،النفس ال ترتضي َن بِ َض ُ
شبهينهم البتَّة،
ُ
ِ
ظاهرا وباطنًا ال ُتً
وأنك عزيز ُة رغم كثرهتِمِ ،
أخربيهم ِ
أنك بريئ ٌة
المز َّيف ،وال ِ أخربيهم ِ
عالمهم ُ أنك ال تنتمي َن إلى
أنك أكاذيبهم المل َّفقة بأي ِص َل ٍة ،أخربيهم ِ ِ َت ُمتِّي َن إلى
ُ
ِ
والشعور وهم جامدون ال يعرفون عن الحس
ِّ ُمرهف ُة
َّ
وكأن وهم ِغ ٌ
الظ قاسون ذلك شي ًئاِ ،
وأنك رقيق ُة الطب ِع ُ َ
أنك رغم ِصغر سن َِّك
قلوهبُم صخور صماء ،أخربيهم ِ
ٌ َ َّ ُ
ِ
بداخلك تموت
َ أنك مهما َكب ِ
رت لن ك َّإل ِ وحداثة وعيِ ِ
ِ
ُ
148
فيك بذور النرجسية الطفل ُة المزاجية الجميلة ،أو تذبل ِ
ُ
الخير للجميع مهما ِ ب ِ
لح ِّ اللطيفة ،أو ينتهي شغفك ُ
عليك ِ أنعم ِ ِ ِ
آذوك ،أخربيهم أهنم يحقدون عليك م َّما َ
وجمال روحٍ وطهارة ِ طف سن و ُل ٍ ربك وحرمهم مِن ُح ٍ
التمر َد على ِ
إخفاقك أو قلب ،أخربيهم حين يريدون
ُّ
أن لست مثلهم ،أخربيهم َّ ِ سنك وداللك ِ
أنك ح ِ
ُ
ريص ع
ِ وأن من ال ِ ِ ِ ِ ِ
ل ا
قدرك يعي الخلق لكَ َّ ، بروحك س ُّر ُح ِّ
ِ
لمرارة
ن ل
لفداحة خسارته ،ويا ِ
بل ت ك لسوء حظه ،ويا ِ جيدً ا فيا
ر ش
والتوز عي
أن القلوب على أشكالها تقع وليس حرمانه ،أخربيهم َّ
إن أر ِ ِ كل ٍ ُّ
دت أو قلب بالطيبي َن مثلك واق ًعا ،أخربيهم ْ َ
ِ ِ
وأنت السيد ُة بجوارك شي ٌء ال ُيذكَر ال ُتخربيهم ُ
فهم
األولى.
انطوائية...
ِ --
تقصد َمن؟! فلع َّلك ُمخطئ فال ُبدَّ َّ
وأن لها أحدً ا
صرخت أو ضا َقت هبا َ تلجأ إليه إن حزنَت أو
األرض ذر ًعا!!
149
مما
- -حتى هذا يا عزيزي ُحر َمت من ُه ،األمر أقسى َّ
الكم الهائل المحسودة
تتخيل .إهنا وحيدة رغم ِّ
عليه ،والذي ال فائد َة منه ُمطل ًقا ،هي ُمحاطة
بالزيف والوهم والطعنات المؤجلة للوقت
المناسب الذي تخشى وقوعه أو اقرتابه ،هي يف
ُ
ع
المصطنعة صراع دائم مع ال ُعزلة واالبتسامات ُ
عوالتوزي
وذرا ًعا بذراع ،هذا ما يبدو يف زاوية الكذب
فهم مشغولون ِ
فحسب ،أ َّما من زاوية الـ (ُ )Zoom
بغيرها ،معها فقط بأجسادهم وقت فرحها
عتدل ،ولكن وقت الشدَّ ة ينفضون ومزاجها الم ِ
ُ
مِن حولها ،الجميع يدَّ عون أهنُم معها ولكنها
وحيدة جدًّ ا ،ال أحد يعلم شي ًئا عن مرارة الفقد
التي أصابتها ،ال أحد يفهم شعور الخيبة الذي
والمعاناة التي
كم البؤس ُ اجتاحها ،ال أحد ُيدرك َّ
تمر هباَ ،سل ُجدران ُغرفتها عن ال ُبكاء وحدها،
ُ
150
َسل الليل عن ضجيج الذكريات بعقلها،
المرتجفة المظلمة ،واأليدي ُ
َسل المصابيح ُ
المخ َّبأة يف
والفساتين الباهتة وأدوات الزينة ُ
سنوات الضياع مِن ُعمرها ،يا عزيزي ،األمر
الحس والشعور مثلهاِّ بالنسبة لرقيقة ُمفرطة
ُمع َّقد كلوغريتمات الرياضيات ،وطالسم
ت
إن قوانين الجاذبية أشدُّ قسوة
ر ش
المقيم داخلها،من الوجع الصامت أو األلم ُ
151
فقط تقسم به وعليه أهنا ليست يف معارك الحياة
الحزن العاتية
بمفردها أو يف مواجهة أمواج ُ ُ
أعرفت اآلن أهنا رغم كثرهتُم وحيدَ ة؟!
َ بمفردها،
ُ
ضعيفة...
ِ ِ
ل ا ريص ع
كل ،إنَّها أقوى مِن
ت ك
الراسيات ،ألم َتر صربها الجبال َّ
ر
حن كيف كان؟! الم ِ
152
ِ
أعين العابري َن تحملت ،وعانت حتى بدَ ت يف لقد َّ
وقلب نابِض
ٌ ضعيفة ،ولكنَّها وتدٌ راسخ ،ال ينكسر،
ضخا حي ُثما ُو ِجد...
ب ً يض ُّخ ُ
الح َ ُ
بقوة ،قوي ٌة برحمة ،رحيم ٌة ِ
ضعيف ٌة بع َّزة ،عزيز ٌة َّ
عادل وجودها شي ٌء يفب ُقدرة ،مقتدر ٌة بحكمة ،وال ي ِ
ُ ُ
ص ع
العالمين...
ر ش
والتوز عي كئِيبة...
قدر طاقتها،
تحملت َ
قلت :هي ليست كئيبة ،هي فقط َّ
ُ
َّشت فيها
حتى نفدَ الصربُ منها ،وما زالت صامدة ،فلو فت َ
لوجدهتا ُت َحب كما الخيل ،أو ُتعشق كما الفراشات،
لسبب خفي ،أوٍ أو ال ُيطاق ُبعدها كاألمهات ،ولكن
أحدهم يف ٍ
قصة ُ لع َّلة ُمبهمة تبدو مكتئبةً ،
مثل ،أفحمها
رغما ِ
خيرا فخذلها ،أو ُوضعت ً واهية ،وتوسمت فيه ً
153
مكان ال يسعدها حتى تأقلمت ،أو فقدَ ت ٍ عنها يف
ينفك عنها طو ًعادائما ،ال ُ ألما ًترك فيها ً عزيزا لديها َ ً
كم هائِل منوكرها ،أو أهنا قصيرة النَ َفسُ ،يحاوطها ٌّ ً
الضغوطات ،أو ما شا َبه ،فرتاها تسعى أال تنكسر،
غرن ،وذلك ُيجلِب فكثيرات منها َي َ
ٌ ُشمت هبا أحدً ا،فت ِ
ص ع
ُحزن العالمي َن وحده ،أو أهنا وحيدَ ة بال أحد تستند
ت ك
ٍ
ل ا ري ِ
بل
سرا ،وتطمئن عليه ،أو تلجأ إليه يف فاقة أو شدَّ ة فتأمنه ًّ
يسكنوز عي
قلبها ُ
ِ
الكآبة لديها، تعدَّ دت أسباب
وحدها ،وألهنا صادق ٌة حتى يف ُحزهنا ،فرتا ُه يعلو
ِ
كالقمر ليلة التمام حتى يف وجعه... المستدير،
وجهها ُ
مؤجل ٌة َ
لمن ُيرد اهلل به ليست كئيبة ،ولكنها فرح ٌة َّ
دار َروحها، َنز مفقود لمن يأذن له ربه ِ
ببناء ِج ِ خيرا ،أو ك ٌ
ُّ ٌ َ ً
نقض ،مِن َجديد.
الم ِّ
الطيبُ ،
154
غامِضة...
ِ --
تقصد أهنا كتومة؟
دائما
تتعمد الصمت ً- -ال أعرف ولكن أش ُعر أهنا َّ
حتى يف أبسط المواقِف التي يجب عليها الكالم
أصبح ُمح ِّي ًرا جدًّ ا!!
َ فيها ،أمرها
ص ع
عطشا ومِن ثم تطلبون منها أن تحيا و ُت ِ
ري
َّ
وكأن زهر ً
ل ا
َّ
ر ش
والتوزي
هيهات ...هيهات ،ما ل ُكم ال تعقلون؟!
َ
ع
ُمتك ِّبرة...
قلت:
ُ
- -تحسب ُه تك ُّب ًرا ،وهو كربيا ٌء ُمعتُّق بع َظ َمة ،ال َّ
شك
أن الذي يجهل قلبها ،يجهل أمرها... َّ
كانت بسيطة ،يغ ُلب على طِباعها الرحمة ،عفوية ،ال
الجمل ،صبور ًة جدًّ ا
ترتيب الكالم ،أو تزيين ُ
َ تستطيع
هش ٌة للغاية...
على األذى ،تحس ُبها جامدةً؛ وهي َّ
156
َمن يعرفها يعرف كم هي سهلةٌ ،ول ِّينة ،وبريئة
كاألطفالُ ،ت ِ
غرق َمن يدنو منها يف ُحبها...
لم ت ُكن متك ِّبرة أو مغرور ًة ُّ
قط ،لك َّن اهلل رزقها كربيا ًء
والحفر... ِ ِ ِ ٍ ذا ٍ
وإجالل ،يحميها من المكائدُ ، هيبة
ُمتك ِّبرة؟!
ن ل
تلك التي تخجل مِن أن
بل ت
ش
ُتلقي السالم على المارةَ ،
والتوزي ر
ع
- -أتحبها؟
جما حدَّ الجنون ،تاهَّلل.
ُ - -ح ًّبا ًّ
حب أن يتعب؟! كيف له أن - -وكيف يا ولدي للم ِ
ُ
يم َّل أو يسأم؟َ
أمل ولم أسأم ،ولكن تق ُّلب أحوالها معي - -لم َّ
ِ
يستقر ُيربكني و ُيثير غضبي وشجوين ،أريد أن
حالها معي!
- -لن أهتمك يف نيتك تجاهها ،ولن ُأق ِّلل مِن شأن
ِ
وانتفع ،فعسا ُه ُحبك لها ،ولكن ُخذ منِّي يا فتى
158
فهم خطأ ف ُيصيبه ،تلك ٍ حر ًفا أن يقع على
تجد مثلها وإن طا َلت المزاجية التي أحببتها لن ِ
بك األيام وتعاقبت عليك الفصول األربعة، َ
كرر وال ُيعاد ،فما ترا ُه منها مِن تق ُّلب
مثلها ال ُي َّ
تفرد وتم ُّيز ،إذ إهنا قادرة أن تتشكل
هو يف الحقيقة ُّ
حيث كانت ،تراها حبيبة طيبة ُ وتتأقلم وتتك َّيف
ريص ع
تمنحك سالم الدُ نيا ويف قلبها حروب لم ِ
ل ا
تنته
ر ش
والتوز عي
الحب ص ًّبا،
صب عليك ُ تراها ُأ ًّما حنونة دافئة َت ُّ
تلك المزاجية عاقلة كالحكماء ،هتب الخير
للناس وتنسى ذا َتها ،مجنونة كاألطفال ،براءهتا
فضاحة و ُمستغ َّلة ،أبسط األشياء ُتسعدها وأبسط َّ
األشياء ُتحزهنا ،تراكمت عليها ٌ
أمور وأشيا ُء لم
تجد نصفتها فيها ،ولم تجد َمن يحنو عليها ،يف
رأسها طاحونة وجع ال هتدأ وال تتوقف ،بين
ضلوعها آثار الذكريات الملعونة التي ُتهاجمها
وقت آلخر ،لتُع ِّكر عليها صفوها ولحظاهتا من ٍ
الجميلة النادرة ،ترى يف خطواهتا قل ًقا ،وتجد
159
يف يدها رعشة األلم ُتزعجها ،ثياهبا ما زالت يف
وحل السيئين عالقة ،المزاجية تلك تحملت
فوق طاقتها ما اهَّلل به عليم ،هل علينا أن نتقب َّلها
ونأخذ بيدها ونُطمئنُها ،ونرضى بما هي عليه، ُ
المعوجة كي يستقيم؟ َّ ونر ُبت على كتفها المائِلة
لمجريات ِ
أم نشتكي من تغ ُّيرها دون النظر ُ
ع
ً
- -يا اهَّلل ،كُل هذا؟!
الحب يا ُبني ُيعاش خفي يا ولدي كان أعظمُ ،
- -وما َ
ُجملة وليس ما نرضى منه فحسب ،ولو ك ٌُّل منَّا
المميزات، أحب كما يجب وتق َّبل العيوب قبل ُ
َّ
لما أفتى وما واقتنع بالنقص قبل الکمالَ ،
َ
واصل، رضي َ َ أحب رضي ،و َمن
َّ فمن
استفتىَ ،
الحب
ُ ونجاحا.
ً فوزا َ
واصل كانت ُعقباه ً و َمن
ليس مرهونًا بالراحة أو التكافؤ بين الطرفين، َ
160
قلوب من شاء مِن
ِ الحب هب ًة ربان ِّية يقذ ُفها اهَّلل يف
ُ
عباده ،فمن شكره زاده ،و َمن جحد وأنكر ُحر َم
و ُمنِع.
ص ع
ك قلب ِ ذنب ِ
ا ري
ك يا عزيزيت...
ل
ُ ُ
ش
ك الربيء ،الذي دنست ُه عتبات الخذالن،
ر
ُ
والتوز عي
الفكر،وعثرات األوهام ،ومرارة الفقد ،وشتات ِ
تتحمل، ٍ
وأكتاف تتجمل، أمل يف أيا ٍم
ولوعة الصرب؛ ً
َّ َّ
خيرا ٍ
بخير ،وما ِ ِ ٍ
المفرطة ً وأشخاص يبادلونك عفويتك ُ
فعلوا...
ثم ِ ِ ِ
ذنب قل ُبك يف سوء االختيار ،وسوء الفهم ،ومن َّ ُ
اإلصرار على مواصلة التقدُ م نحو الال شيء...
روحك التي طالما أفرزت ِدف ًئا للعابرين َ
دون ِ ذنبُ
ٍ
تر ُّيث ،أو تع ُّق ٍل أو ُّ
تمهل...
ك؟! تسألينني ...ما ذنب ِ
ُ
161
طت تحتويك ،وفر ِ
ِ ِ
األمن التي كانت َسلي مواط َن
َّ
بخس مشاعر معدودة ،وك ِ
ُنت يف اغتنا ِم ٍ ٍ
بثمن فيها
َ
رص مِ َن الزاهدين!!...
ال ُف ِ
ىىى
162
Sيا َمن إليها أنتمي
ر
أنك هنا ،ما
والتوز عي
آثرت الفراق ِ حت ألحد غيرك بما ُبحت ،ولكنك ُب ُ
ظل معي، دان أنه َّ ِ
دونك أنا له ُم ٌ والبعد ،فكل َمن يقرأ
َّ
ولعل حر ًفا وبجواري ،وكأنه يعرفني من ٍ
زمن بعيد،
فتخرج دعو ٌة عن ُحب بالجرب ،ويف ٍ
حرف، يقع على
َ
الغرباء تبت ٌُّل وإجابة.
عما بداخلها،
تبوح َّ
- -المرأة التي تستطيع بالكتابة أن َ
وتملك حرية التعبير فيما ترغب ،تستطيع أن
رجل من طينْ ،
إن أطاعها رفعته ،وإن ً ُتش ِّك َل
163
وتمرد ،جعلته ال
عصاها كسرته ،وإن تك َّبر عليها َّ
َّ
وكأن شي ًئا لم يكن. َّ
محل له من اإلعجاز،
لمن يشاء نوع من الرزق ،ال يهبه اهلل إال َ ُ - -هناك ٌ
مالمحك ،وكأنك َ من عباده ،وجه امرأة تتأمل
آخر رجل على ظهر الكوكب األرضي ،تقرأ
ع
وكأنك ابنها الذي فقدته َ َ
وجبينك، كفك خطوط َ
والتوزي ر
ع
الليل ،تستخرج منه أماكن الدفء والسكن،
بات عميق ،تجدها تناجي تغط يف س ٍ وبينما أنت ُّ
ُ
صمت ،أال ُتحر َم منك أبدً ا ...،فاللهم. ٍ رهبا يف
لقبك بـ«سيدة سيأتيك من ي ِ
ِ - -على حين ِغرة ِ
منك
ُ َّ
القصر» ،أو «السيدة األولى» ،أو «سيدة
العالمين» ...ال تندهشي ،أو تتعجبي ،فقد
ِ
راضيك. أوشك القدر أن ُي
ِ
قلبك ،ال ُتعدِّ ي ُه الحب الذي ال يخرتق جدران ُ --
ُح ًّبا.
164
ِ
- -ال ُفرص التي ضاعت منك ،سيأيت ٌ
خير منها،
وفيها الجرب ِ
والع َوض.
ِ --
وأنت ُتعطين الدواء لغيرك تناولي منه ،ال تكوين
طبي ًبا ُيداوي الناس ،والطبيب عليل.
ِ
قلبك هو قائدها ،دعي - -ال تدخلي معرك َة ٍّ
حب،
ِ
ع
فإن ُه ِزم
أردت النصرْ ، عقلك يقوم بالمهمة لو
فيها
و
أحدً ا ،كوين استثنا ًء ألحدهم يف روايةِ ،أنتزيع
جديدة ال ُتشبه حكاي ًة مل ،اجعلي ِ
لك تكرارها ُم ً
البطلة.
- -الشخص الذي يحتضنك ب َعينيه قبل ذراعيه ،ال
ُتفرطي فيه.
- -ال تخشي الحب ،وال هتابي وقوعك فيهِ ،
أنت
مقومات ملكة لم ُيعلن عنها بعد ،خايف تم ُلكين ِّ
فقط ممن ال يتقي اهلل ِ
فيك. َّ
165
- -ال تتسرعي يف احتضان أحدهم غي ًبا ،ففي أحضان
نار ولوعةٌ ،وذاكر ٌة تأبى النسيان.
الغائبين ٌ
بك ،وليس ِ
عنك كما يزعمون ،يف مشغول ِ
ٌ - -العالم
كل مكان أنثى ُتغرق و ُتن َقذُ ،تش َعل و ُتط َفأُ ،تش َّيد
سرا أو
ترتصدها ًّ
َّ و ُتهدَ مُ ،تزرع و ُتقلع ،والعيون
السالم. ِ
وعليه ُم َّ له ُم الرضا ال ُبزوغُِ ،
166
أول ،كوين المعرتَف لها، ٍ
بشيء ً - -ال تعرتيف
والمعرتَف أمامها ،والمعرتَف هبا.
- -وحدهم ،الذين يعرتفون بعيوهنم عما يف قلوهبم
هم الذين يشغلون الح ِّي َز األكرب من
من حبُ ،
الصمت.
ع
ِ
ص
ب ُت َع َّوض ،ما دامت المعرك ُة
الح ِّ
هزائمك يف ُ --
ري
ُ
بل
جديد حصون ،وق ٌ قلبك
ا و
سقطت. كُلما
167
ِ
طعنك بظهرك لن - -ال تكوين ساذجة ،فالذي
يداوي جرحك بيده.
ِ
وثالث ساعات، - -قلبك لم ينم منذ سبعي َن ليل ًة
ِ
بسهرك تو َّقفي عن شرب الناس الذين يستلذون
وهم نِيام.
ع
ِ
ص
يحبك سيجلس بقلبك وليس بجوارك، َ - -من
بل
لشخصين
َ
والتوزي
بمقعد واحد.
ع
ِ
تداعبك؟! والخيبات ...ماذا عنها؟! - -أيا ُم الحنين
أيضا وحيدون وحدك ...أهل الحب ً ِ ِ --
لست
تما ًما ،حتى إهنم إذا اجتمعوا تفرقوا ،وإذا اتفقوا
اختلفوا ،وإذا أقسموا على البقاء رحلوا ،وإذا
وعدوا أخلفوا ،إال من اختلط حبه بصدق...
وأنت بال ُحب وحيدة، ِ - -هم وحيدون يف حبهم،
أخف وأهون؟!
ُّ أيهما
- -إخفا ُء المشاعر تجا َه َمن نحبهم ،جريم ٌة ال ُتغتَفر.
168
الج َمال ،لن ِ ِ
لألشخاص بأع ُين َ نظرت - -إذا
ُتح ِّبيهم.
ٍ
امرأة على اإلطالق ،فإن أي
يعيب َّ
ُ - -وال شي َء
كانت فقير ًة فغناها بقلبها ،وإن كانت دميم ًة كان
ُ
الجمال َبروحها ،ولو كانت حزين ًة ففي رضاها
ص ع
الفرح والسعادة ،ولو كانت ُمط َّلق ًة لنصفتها
169
قلب ِ
أحدهم ،فال ترضي اآلن يف ِ
َ قصر ِك ُي َش َّيدُ
ُ --
باألكواخِ ،واصبِري.
وح ِّلي ِ
وحصني الحيل ُة ووحدَ ِك ِحيلي وح ِّلي ِ
- -وما ِ
َ َ َ َ
لوي وك ُُّل َحالئِلي؟!
وح ِ
وحلمي ُوحرزي ُ
ِ
ص ع
ِ
ش
َّ
والتوزي ر
لمن ُي ِعيد لها ثقتها يف الناس،
ىىى
170
S ِ
وأنت... أنا
ُمتشاهبان
171
بغير عذر ،وغاب بدون علة، يف الذي رحل عني ِ
يف الوقت الذي كنت أقدِّ ُم فيه كل ما يف وسعى
تمنيت بقاءه ،وحتى ال يغيبُ ،أقدِّ ُم
ُ ٍ
لشخص ما
عمري يف سبيل وجوده واستمراره معي ،أبذل له
وأضحي من أجله وأفعل معه ما يجب أن يفعله
شخص يخشى الفراق أو الغيابُ ،أقدِّ ُم رحمتي
ر
ً
والتوزي
الشخص أخذ مني أكثر مما يستحق؛ تو َّقف قلبي
172
قدر استطاعتي ،ولكني يف كل مرة أبو ُء بالفشل؛ َ
فأفكر كيف حاولت ،ولماذا فشلت؟! أطيل
التفكير يف أمري ...كيف للمرء أن يكون عقله
تمل هكذا؟! تكل وال ُّ ٍ
كطاحونة ال ُّ
األسباب تدفعني للب ِ
كاء ،وال أفعل ،ومر ًة ِ - -م ِ ُ
ئات
ُ ُ
ٍ
بريء ُحكِ َم عليه ٍ
كشخص تنهمر دموعي واحدة
ُ
ريص ع
ظلما أن يرمى مِن أعلى قمة جبل َأشم يف ٍ
ل ا
ليلة ّ َّ ُ ً
ر ش
والتوز عي
أتجمل
َّ والضعف يتخ َّل ُلني،
ُ أتظاهر بالقوة
ُ --
األرض ذر ًعا ،أختنق مِن ُ بيبالصرب وقد ضاقت َ
أتفه األشياء العادية يف أع ُين الجميعُ ،يصيبني
أعلم ما الذي وراء ُه ،غير أين أنا
صراع داخلي ،ال ُ ٌ
المهزو ُم الوحيد يف معركته...
- -الجميع ُينهي يومه دوين ،وأنا دوين ُأهني يومي
األمر
ُ بالجميع ،وال أدري متى أبكي حين يلزم
أكف عنه حين ال يستدعي ُّ بكا ًء...؟! أو متى
األمر ذلك؟!
ُ
173
األمر أشبه بك َّفتَين ،كفة فيها العالم بحروبه ُ --
وسوءاته وتغيراته اللحظية ،وكفة فيها أنا فقط ،أنا
واكتئاب ٍ
بحزن عظيم، المحاط
ٌ ومزيدٌ من الوجع ُ
ٍ
بأسباب ُمختلفة معروفة وال معروفة ،كأن ِ
حاض ٌر
عقارب الساعة ال تتزحزح ،واألرض جامد ٌة
والليل يف ضيافة النهار بسوادهُ دمي، َ
تحت ق َّ
ص ع
واضطراب أفكاره...
ر ش
والتوز عي
شباكهم
ُ أنج منُيساء الظن بي وبرغم ذلك لم ُ
المق َّيد بال
المظلوم ُ الخادعة ،كُنت وما زلت أنا ُ
إدانتهم أو براءيت ،وعلى ُ براهين واضحة ُتثبِت
الجانب اآلخر الظالم يصول ويجول بح ًثا عن
فريسة أخرىُ ،ح ًّرا طلي ًقا ال يخاف ُعقبا ُه يف
أمري!
لست كما أبدو لك!!...- -أنا ُ
تراين هادئًا غير م ٍ
بال ،أو ثابتًا يف وجه الحياة العابسة، َ ُ
ِ
منزعج من أدق التفاصيل التي بينما أنا أحرتق بداخلي،
ٌ
175
بسبب أوٍ ٌ
اختناق عام يف َروحي ال ُيلقي أحدٌ لها ً
بال،
ِ ِ
أفكر فيما مضى ،وفيما هو بدونَ ،قل ٌق طوال الوقتُ ،
المستمر يف أركاين وجوارحي، ٍ
وخز كوخز اإلبر ُآتٌ ،
الذي اعتاد عليه جسدي حتى تغيرت مالمحه تما ًما...
ِ
الداخل أنت تراين مِن الخارج صامدً ا ،ولكنِّي مِن
ُ أنفاسا سا َّمة مِن الحياة؛ كي ال أقع ،أنت ُأ ُ
ع
تجهل ً لملم
ا ريص
ِ
ك ل
لست كما أبدوتنخدع يف أمري رجا ًء فأنا ُ أمر به ،فالما ُّ
والتوزي ر
ع
كثيرا مِن األشياء التي تجعلك سعيدً ا، ُ
تمتلك ً - -قد
ولكنك لم تنُل حظك مِن األمان ،فأنت تعيس
يوجد شي ٌء ُيعادل شعورك بأن
وال عجب فال َ
تكون آمنًا ُمطمئنًا...
خوف حين تركت َ
فيك وقت ٍ
أحدهم َ ِ أتذكُر كلمة
ً
خدشا إلى اآلن؟!
ِ
تحتض ُن خوفك، ِ
أحدهم وهي أيضا يدَ
هل تذكُر ً
و ُتثلج صدرك ،وتربِت على كتفك« :أنا معك ...ال
تخف»؟!
176
مثل؟! ِ
يستويان ً هل
مقربة من ٍ
نعيم، ٍ أن تكون ُمحا ًطا باألمان ،فأنت على
من خالله تستطيع أن ُتعطي وهتب ،وتمنح وتتصدَّ ق
الحب لديك ،غير ذلك فأقِم على قلبِك عزا ًء بفائض ُ
ِ
وحدا ًدا مهما امتلكت.
ِ
ع
الم َساءهمشون ،نح ُن البدائل ،نح ُن ُ الم َّ
- -نح ُن ُ
والتوز عي
لم نرتكبها ،نح ُن الجانب السهل ،والطريق
المنتهزون المهملة ،نح ُن ُ والشماعات ُ
َّ الممهد
ُ
والمتهمون بال كال ُفرص والضائعون بال ملجأُ ،
اعرتافات أو براهين ،نحن الشعور بالذنب والندم
المصطنعة ،نح ُن ومنتصف ال ُطرق ،نح ُن العتمة ُ
األيادي المرتوكة والقلوب المخذولة ،نحن
الصدور التي ال يعلم بزحام األلم فيها َّإل اهَّلل!
- -والمؤسف أهنم كثيرون حولك وال يش ُعر
وهم...المعاناة وحدكُ ،
بوجعك سواك ،أنت يف ُ
177
ُهم فقط لوحة فنية ُمز َّيفة ال فائدة منهاُ ،هم
َ
يرونك صامدً ا ثابتًا ،وال يعلمون شي ًئا عن فقط
الوجع الذي ينهش يف جدران قلبك بال رحمة،
وال يفقهون شي ًئا عن الضجيج الدائم بعقلك
ِ
غاراته ليل هنار بال شفقة ،ال يدرون يشن والذي ُ
عن آثار الخذالن التي ما زالت عالقة بوجدانك
فيك بكل ما أوتيت مِن قسوة ،ال يفكرون
ر ش
والتوزي
قط أن إحسانك إليهم ُيسرتَد بحسبانك ُّ لم ي ُكن ُ
ع
ِ
عوض ،وبضاع ًة ألما ووج ًعا وخيب ًة وخسارة ال ُت َّ ً
ُمزجاة رديئة لم ت ُكن الئقة لمعروفك معهم يو ًما
در َك كيف بذاك األلم إلى اآلن تحيا أو ما ،هَّلل ُّ
تعيش؟!
- -الكارثة العظمى أنني ال أتعلم من أول مرة،
أتعامل مع الجميع بحسن نية وصدق ،أمنح
الجميع الحب والسالم ،بل أمنح قلبي يف
بعض األوقات التي أشعر فيها بالراحة والخفة،
وسرعان ما ينقلب الحال و ُيلدغ قلبي من ُج ٍ
حر
178
كنت أحسبه محراب أمان ،أتمتم فيه بدعوايت،
بيعم ُه السكون فقط ،أو جزيرة ُح ٍّ أو بيتًا هادئًا ُّ
حامل هموم ً ال خداع فيها وال َزيف ،ثم أمضي
ومتسائل :كيفً الدنيا فوق عاتقي ُمعات ًبا نفسي
آمنت هبم أن يكفروا بي هكذا؟! ثم تراين للذين ُ
إلي يدهم، َّ أسامح وأتغافل إن عادوا ومدوا
ع
أسبقهم بمدِّ يدي وكأن شي ًئا لم يكن ،تاهللِ...
ل
ٌ
179
كثيرا ما صرخت يف وجه قلبي الهزيل الهشَّ :أل ً --
أوتيت
ُ اك أن تنهار ،أتوسل إليك بكل ما تسقط ،إ َّي َ
ضعف :ال تقع ،فالعيون ترتصد وقوعنا وال ٍ من
سبيل لنا إال التظاهر بالثبات والقوة ،فالقلوب
ٍ
كفريسة، أحست هزيمتك ستأكلك القاسية إن َّ
وتنهش شعورك ،وأنت يا قلبي المسكين ،ال
تملك من زينة الحياة الدنيا ِسوى الشعورُ ،ح ًّبا
ل ل
شمت بنا األعداء.
ر
من وال ٍ ش ن
و ت
القسوة والغضب زعلىعي
العفو والتسامح ومقابلة على - -مهما كانت قدريت
وكرم؛ سخاء السيئة بالحسنة ،ومهما ُأ ُ
وتيت
ُّ
يظل يف قلبي رك ٌن يأبى إال
الذين استغلوا بياضه وبراءته ،وأهنكوه وأفقدوه
ولذة الشغف باألشياء ،والخوفحالوة القرب َّ
من كل ما يحمله غدٌ من أحداث وتفاصيل.
دائما أتعامل
- -عزائي الوحيد لخيبايت أنني كنت ً
بعفوية مفرطة يف أي عالقة أخوضها ،سوا ًء
عمل ،كنت أكانت ح ًّبا أو صداقة أو زمالة أو ً
أفرش قلبي قبل خدِّ ي آمِ ًل يف أن تكون لي مكان ٌة
180
ُ
يحدث العكس
ُ خاصة عند أحدهم ،ولكن كان
ِ
عفوية قلبي ،أو َّ
أن ب علىدائما ،وكأنني ُأ َعا َق ُ
ً
العيب يف حسن التعامل مع المحيطين بي... َ
ِ
للغاية هو الشعور بالخيبة أن الشعور األسوأ أعتقد َّ
من الجميع.
ع
مؤلما للغاية ،كنت ً - -اليوم األول من الفراق كان
وكأن جبال الدنيا أطبقت على صدري ،ال
ت ك ل ا ريصَّ أشعر
والتوز عي
بلغة اإلشارة ،رأسي َص ْو َب األرض ،وقدمي
رأسا على عقب، انقلب حالي ً
َ باتجاه السماء،
تذكرت كل شيء ،كرهت كل شيء ،ودعوت
على نفسي وأعلنت الحداد على الدنيا وما فيها،
سنة قادمة ،ذاك اليوم كان يشبه ألف ٍ ما يقرب من ِ
َ ُ ُ
وأنت
َ َ
عليك، يوم الجنازة ،الجميع يبكون حزنًا
أنك جسدٌ بال َروح... زلت ح ًّيا ،غير َ ما َ
ٍ
قرارات كثير ًة خاطئة ،كان األول ستتخذ
يوم الفراق َّ
علي بما أفضت ِ
األكثر نف ًعا لي ،بخلوا َّ
ُ قرار هو
من بينها ٌ
به عليهم؟!
181
خل على العالمين. إذن ...من اليو ِم ُب ً
- -كنت أقول ألحدهم :اِ َبق معي ،وال تخذلني كما
قس َم لي ً
ليل أنه لن يفعل ،ويف فعل َمن قبلك؛ َأ َ
الصباح فارقني!!...
َّب العتاب الذي ال جدوى ِ
بمرور الوقت ستتجن ُ --
رض الحائط مِن كثرة
ع
منه ،ستضرب بقلبك ُع َ
والتوزي
أي ُمشكلٍة
ع
جديدة ،ستُص ِّعر خدَّ َك للراحلي َن َ
دون ِّ
ُتذكَر...
غيرك
آخر َ
شخصا َ
ً ستنضج ،و ُتصبح
ُ ِ
بمرور الوقت
أنت!...
- -ثم تتأقلم على الوحدة ،وتتعود على ال ُعزلة،
بمفردك ،وتتكيف مع الوضع وتعزم على السير ُ
ٍ
حروب ب ُكل هدوء وال ُمباالة ،رغم ما بك مِن
غائرة وصراعات قائمة ال يعلم هبا أحد ،وألنك ال
صلبٌ هتوى السقوط فتُصبح و ُتمسي كأنك ٌ
قوي
182
َّ
وكأن اهَّلل م ِ
نتصر ،ال تعرف هزيم ًة أو استسال ًما، ُ
العزة والنهوض!يحبك ،وال يرتضي لك َّإل ِ
ُ
- -لم يكن الفراق قراري -يو ًما ما -ولم أتعمد
دائما غيابي عن ٍ
أحد تع َّل َق بي -يو ًما ماُ -
كنت ً
الوصل بيندائما حلق َة َ
كنت ًالم َض َّحى بهُ ،
الطرف ُ
ِ
وأوقات فراغهم، األشخاص ،بين األشخاص
ل ا
وبين األشخاص ومصالحهم الشخصية...
ريص ع
ن ل بل ت ك
ر ش
والتوز عي «لم ُيحِ َّبني ٌ
أحد كما أحببتُه»!...
183
كثيرا ما كانت تأتيني رسائل اهلل التي تحمل ً --
قت هبم ومنحتهمأكثر الذين تع َّل ُ
أن َ يف ط َّياهتاَّ :
وكل ٍ
غال ونفيس ،الذين كانوا الحب واالهتمام َّ
عندي أغلى من نفسي ،الذين كنت أعتقد أهنم
يحملون لي يف قلوهبم الود ،كنت أكثر الناس
هوانًا عليهم... َ
ر ش
والتوزي
رسائل اهللِ؛ ال يفلح
َ وأغض ال َّطرف عنها ،و َمن يهمل ُّ
ع
شمت اإلنسان نفس ُه - -واألسوأ مِن كُل شيء حين ي ِ
أبدً ا.
َ ُ
ِ
نفسهُ ،يو ِّبخ عقل ُه قل َبه :ألم أنصحك؟! ألم أ ُقل يف
عنهم؟! أرأيت!...
أهنك ُلك؟! ألم َ
صغيراً - -مزاجيتي المتقلبة قد تجعل مني ً
طفل
ٍ
حلوة، يعطيك كل ما يف يده دون تردد ،بكلمة
عبارة مذهلة ،وقد تجعل مِنِّي ً
أيضا مار ًدا ٍ أو
يح ُّن وال ِير ُّق ،ويف كِلتَا
شريرا ،غليظ الطباع ،ال ِ
ً
184
الحالتين حبي لألشخاص ال يتبدل وال يتغير،
لكنها فرتات عصيبة تعرتيني من حين آلخر ،ال
أدري ما وراءها ،وال سبيل لي يف التحكم هبا،
لعلها تراكمات منذ زمن بعيد تتق َّيأ من وجعي يف
والحزن ،أو لعلها...؟
الفرح ُ
ريدونك النُسخة السا َذجة ،يريدونك َ - -الجميع ُي
ريص ع
ِ
ل ا
وهادئًا، وحاضرا،
ً مسالما ،ومطي ًعا، ً ودي ًعا
وأنتَ
ن ل
فيك على أكمل وجه،
بل ت ك
يطالبون بحقوقهم َ
ر ش
والتوز عي
كأنك َ لك فيهم شيء، يح ُّق َ المسكين الذي ال ِ
ُ
احتياجات النقص لديهم، ِ قت لتُل َّبي فقط ُخلِ َ
منك، وأجدر َ
ُ أهم َ
منك يمتلكون َمن ُهم ُّ َ الجميع
ثانوي يف أعينهم وسدُّ خانة يف أوقات ُّ َ
ولكنك
ِ
األجر فيك مدفوع ُة حقوق الملك َّية َ ُ فراغهم،
ُ
والدافع وراء ذلك كله قل ُب َك المفضوح ُة ُ لألبد،
منهم ُمنذ أن المس َت َغ ُّل ُطيبته ،المكشوف ُة ن َّيت ُهُ ،
أنت لنا! المغنم َ عم ِ
ُ قرأو ُه وقالوا :ن َ
- -بينما كان الناس يتعلقون بأشرعتي وسفني
الراسية على جانب الميناء اآلمن ،كنت أنا
185
الغريق الذي يتعلق بقشة يرجو النجاة ،لم يدرك
غرقي أحد ،فجميعهم ُخ ِدعوا يف أماين.
- -كان من باب العدل أن ُأفلِت يدي من الذين
وتعمدوا
َّ أفلتوين ،وأن أترك الذين تركوين
إيذائي ،وأن أتجنب التربيرات الساذجة يف الدفاع
عن نفسي لتحسين صوريت لديهم ،لكني لم أفعل
ظللت عال ًقا
ل ا ريص ع
كل هذا ،فأنا وعلى المدى الطويل
ك
ُ
حس ُن إليهم،
ل بل ت
بالذين أفلتوين وتركوين وآذوينُ ،أ ِ
ن
ر ش
والتوزي
وأتودد إليهم ،وأنتظر عودهتم رغم إغالق جميع
وباهت
ٌ ٌ
منهك مرهق أنا يا اهلل ،وأشعر أنني
ٌ --
مرهق وأعلم أنك تسمعني وتراين ،وال
ٌ ومنطفئ،
ٌ
يخفى عليك حالي ،وإنك تعلم ما عجزت أنا عن
ومنكسر خاطري يا
ٌ مرهق
ٌ شرحه ،أو البوح به،
اهلل؛ وحدك جابر المنكسرين.
تعمق بداخلي حدَّ
- -أخشى أن ينتهي وجعي الذي َّ
186
السكن واالحتيال ،بعدما يصبح قلبي ال يبالي
وال يشعر وال يلين ،أخشى من مرحلة القسوة
كثيرا كي ال َ
أصل إليها ،أخشى التي جاهدت فيها ً
ينتهي وجعي،
َ فقدان الشغف بالحياة عام ًة بعد أن
أخشى أال أخشى!...
- -الخيبات التي واجهتها نتيجة إفراطي يف العشم
شخصا ال يسأل أحدً ا ،وال يطلب
ل
ً
ا ريص ع
جعلت منِّي
ر ش
والتوز عي
حتى يف أحلك اللحظات التي يحتاج المرء فيها
إلى شخص يسنده ولو كذ ًبا ،كنت أنزوي بعيدً ا
ٍ
خيبات أخرى... وأكتفي بنفسي خو ًفا من
رف كاد أن عشمي الزائد يف الناس أوقفني على ج ٍ
ُ
ينهار بي يف عداد الموتى ،ولك َّن اهلل أنقذين...
أنا اآلن أفهم ِ
وأعي...
- -المشكلة عندي ليست يف الذين يكرهونني علنًا
على المأل ،بل يف الذين يزعمون ويدَّ عون حبي
سرا ،أولئك الذين ال أرى منهم سوى ِ
يف الخفاء ًّ
187
الكره ،لكن بطريقته غير المباشرة ،يدَّ عون حبي
وهم يف ِغنًى عني ،ويدَّ عون ُقربي وهم أبعد
ما يكون ،يقسمون بالبقاء ومن ثم يرحلون،
ٍ
كلمات فقط يزعمون أشياء هي يف النهاية مجرد
ُتقال بال طائ ٍل منها ،وأنا أعي ذلك جيدً ا ،أعي
ع
ظهر حبه ،ويكون َب ِّينًا كالشمس
المحب َي َ
أيضا أن ُ
ً
المحب
جلها ،أفهم أن ُ
ت ك ل ا ريص
يف ضحاها ،والنهار إذا َّ
والتوزي
- -يجتاحني األلم يف المساء ثم أستيقظ يف الصباحع
ٍ
واحد. دور الحب ولو بعم ٍل
ص َ ليت ال ُكر َه َّ
يتقم ُ
188
دائما أشعر أن طيبتي ُمستهدفة من الجميع ،الكل
ً --
ُيسارع إليها ويتهافت عليها ويطمع هبا ،طيبتي
نقطة ضعفي ،وسبب خساريت واستغاللي من
الجهات األربع ،طيبتي ُس ٌم يف العسل.
رح األول سيؤلمك ويجعلك تبكي...
الج ُ
ُ --
ع
رح الثاين سيؤلمك دون أن تبكي ،بعد تعودك الج ُ
ُ
ت
ن ل بل
ٍ
ش
صمت تام إلى أن تعتزل نفسك والعالمين... يف
189
ويلومه وهو يدِّ عي حبه؟! كيف له أن يرى محبوبه
يف موقف اهتام أو قلة حيلة من أمره للدفاع عن
نفسه؟!
يا سادة ،العتاب يهدم وال يبني ويرتك يف الصدر
وقهرا معجونًا بألم
ً وخز ًة ال ُتنسى ،وندب ًة ال تطيب،
المعا َتب فحسب ،أنا أحبك ،فأنا
مخفي ال يش ُعر به إال ُ
ع
ٍّ
وأمرر ،وألتمس ال ُعذر وأهني
ل ا ريص
أتغافل وأتساهل ،وأل ِّين ِّ
ت ك
ل بل
ٍ
ن
بلطف يليق بك كما أنت بقلبي. الموقف
ر ش
عوالتوزي
أنت أن ُأهزم من أجلك أمام العالمين وإن كُنت َ
يك مني جربًا وكأن المخطئ ،أنا لن أعاتبك ،أنا َس ُأ ِر َ ُ
عتا ًبا لم ولن ي ُكون.
لدي مِن مت كُل ما َّ - -وما آلمني أكثر من أنَّنِي قدَّ ُ
وبررت
ُ ب،أوتيت مِن ُح ٍ
ُ خير ،وساهمت ب ُكل ما
مواقف أوجعتني وأهنكت روحي َ بحسن ظني ُ
وراهنت على قلبي أنه ُ كنت أخشى البوح هبا، ُ
كنت أظ ُن أنَّنِي حي َن
خيبات أخرىُ ، ٍ لن يقع يف
تحول الحب سأجنيه ُح ًّبا ،ولكن لألسف َّ أزرع ُ
190
نلت َّإل
كُل شيء معي للعكس تما ًما ،وما ُ
فقدت شغفي
ُ الوجع والحسرة مِن الجميع حتى
فقدت
ُ باألشخاص واألماكن واألزمنة والوعود،
بحب نفسي ،أو بالحياة عام ًة إلىحتى شغفي ُ
األبد ...إلى األبد.
ع
راهنت عليهم بالبقاء راهنوا غيري على
ُ - -الذين
ت ريص
الذين الك ُ
فراقي ،الذين راهنت عليهم بحيايت أماتوين،
191
- -عدم القدرة على التكيف أو التأقلم أمر يص ُعب
شرحه أو تفسيره ،التمرد على الوضع بالرفض
مر كالعلقم لمن ال والغضب والعصيان ٌ
يستطيعون تحمله أو هتيئة أنفسهم عليه ،كأن
تأخذ صفعة قوية على وجهك على حين ِغ َّر ٍة
ٌ
بركان يغلي ينتظر منك ،ثم تبتسم وأنت بداخلك
والتوزي ر
منزلي بعد عناء وتعب وفكر وجهد ،وصراعاتع
- -كانت أقصى أحالمي أن أرجع آخر اليوم إلى
ع
وصدمت يف
إلى ذروة سنامها ،فقدت كثيرينُ ،
193
- -حين أتحدث عن سخافة األشخاص الذين
خذلوين؛ فأنا ال أصف نفسي بالرباءة والكمال،
أو أ َّدعي لنفسي الصالح ،أو أين أنتمي لفصيل
ٍ
وظلم ٍ
وألم بت يف جرحٍ
أيضا تس َّب ُ
المالئكة ،فأنا ً
ذالن ،وكسرت خواطر كثيرة بنظرة أو وخ ٍوترك ِ
ٍ
ع
بقول أو بفعل أو رد فعل ولكن ...يشهد اهلل يف
وأن الذي بدَ َر مِنِّي كان عن
ت ك ل ا
أتعمدَّ ،
ريص
عليائه أنني لم َّ
ر
هشضعيف ٌّ
ٌ أن قلبي وقصد ،فاهلل يعلم َّ عمد ِ
عوالتوزي
ٍ
ب إليه، مسكين ،ال يقوى على أفعال ُمشينة ُت َ
نس ُ
ِ
األشهاد يوم القيامة ،يوم ال ِ
رؤوس أو ُتدينه على
ٍ
بقلب سليم... اهلل ينفع ٌ
مال وال بنون إال من أتى َ
ىىى
194
S
ٍ
ِ
قطوف
لك
ِمن
روحي ِ
ِ
ت ك ل ا ريص ع
ُ - -أعلِنُها صراحةً ...يا
بل
امرأة أي
الرجالُّ : معشر
َ
و ت
من مشاعرها ،وأطلق سراح قلبها َ زي
لمن يتك َّفعل
وال تختلس فدعها وشأهنا ،ال تسرق عواطفها،
لك للمالِك.
الم َ بأمرها ،كُن ً
رجل ،و َدع ُ
وتيت من قوة ،ومهماالرجل مهما ُأ َ
- -وستبقى أ ُّيها ُ
نلت مِن ِع ٍّز وجاه،
امتلكت من ُسلطان ،ومهما َ
تفعل َ
بك ٍ
امرأة تحبها ،امرأة ُ ستبقى ضعي ًفا أمام
ٍ
حكمة وهدوء ،تار ًة تشعر كأهنا األفاعيل ب ُك ِّل
َ
تصف لك الدواء وتمنع ُه عنك ،وتار ًة
ُ حكيم ٌة
195
تعبث بكيانِك دون ب ٍ
رهان ُ تراها كالمجانين
ُ
هتيم هبا ،قادرة منك على ذلك ،امرأة واحدة ُ
وتنسج ِ ِ
كنزالت الربد، على أن تتخ َّل َل عظامك
العنكبوت
ُ العشق كما ِ
ينس ُج ِ خيوطَ يف وجدانك
كاك منها مهما حاولت ولن بيتَه ،ال تستطيع ِ
الف َ ُ
ع
تنف َع َك عظمتك وغطرستك أمام التحليق يف
كربياؤ َك عن
ُ َ
يمنعك
ت ك ل ا ريص
عينيها بتد ُّل ٍل منها ،لن
ر
طفل ال مأوى ل ُه االعرتاف أما َم ضحكتها أنك ٌ
عوالتوزي
تخوض َ يقين تام حين سواها ،لذلك كُن على ٍ
أنك وإن بدا لك َ أنك مهزو ٌم ْ الحب َ معرك َة ُ
وأنك أنك ناجٍ َ ، ظننت َ َ وأنك ٌ
غارق مهما نتصرَ ، م ِ
ُ
أنكعيت َ
رغما عنك مهما ا َّد َ
مأسور بي َن َسباياها ً
ٌ
قدر المستطا ِع
عاقل ًَ طليق يف ِرحاهبا .كُن
ٌ ُح ٌر
فإن كانت هي ناقص َة عقلك معهاْ ،
َ حتى تفقدَ
لك ٌ
سبيل ٍ
ناقص دوهنا ،وليس َ عق ٍل فأنت بعق ٍل
برضا َ
عقلك ً تستبيح هي
َ أن ِ
للفوز بما لديها إال ْ
َ
فقدك ا ِّتزانك، منك ،فتُغ ِّي َبك عن الوعي ،و ُت
َ
196
االعرتاف
َ يس ُع َك حينها إال
أرضا ،وال َ َ
وتطرحك ً
قوي يا بالهزيمة والضعف عندها ،ف ُكل ِ التام
ٍّ
ضعيفَّ ،
وأن القو َة الرجال أما َم َمن ُيحبها ِ
ٌ معاشر َ
بيد اهَّللِ جمي ًعا.
ِ
ٍ
ألشخاص أفلتوا يدهم من - -يف قلبي ُسرادق عزاء
ع
كنت ُأقدِّ م ُ
ص
لهم كل أسباب الحياة يدي ،بينما ُ
ِ
ت ك ل ا ري
ب
الموت دف ًعا. كانوا يدفعونني نحو
الحظللدون ًما ،هو أكثر الناس ً
ت ل ا و ر ش
ِ وزيع
أهل - -الشخص سيئ
شرة. واألحق ِ
بالع والحب والحياة،
للخير ُ
- -الطيبون ليسوا ُس َّذ ًجا أو على رؤوسهم بطح ٌة
كما يدَّ عون ،الطيبون لم ُيصادفوا الطيبين بعد.
شطر اإليمان، الحب ،كما َّ ِ
أن الطهور ُ - -الغيرة شطر ُ
والشطر ليس بالنصف بل الشرط.
ُ
الجهالء رغم ما فيهم مِن َسعةَّ ،إل َّ
أن قلوهبُم ُ --
ِ
كأقفاص العصافير. ضيقة
197
بذخا. ِ
ألكثرهم ً الحب أخذ وعطاء ،والبقاء فيه
ُ --
باب أغلِق يف وجه قلبك كان وراءه أ ًذى بالغ،
- -كُل ٍ
ولم الباب ُأغلِق ،فقطعما ُخفيَ ، فال تبحث َّ
باب آخر ال ُير َّدك مِن أول طرقة.
ابحث عن ٍ
- -العالم ال يعرف اللين وال الرحمة على الذين
ع
يندبون حظوظهم يف األمس ،العالم ُيف ِّكر كيف
والتوزي
ظاهرا ،جميل ٌة باطنًا ،والفيصل
ً امرأة جميل ٌة - -كُل
ع
ٍ
شخص اإلجابة عن سؤال لماذا وقعت يف ُحب
والتوز عي
الخذالن ُيشبه السكين الحاد الذي يخشى تقطيع
وضا عن الجرح. السلطة ،لعدم توافر الملح ِع ً
- -البنات الرقيقات أكثر القلوب ُبكا ًء يف صمت.
- -الليل والقمر والنجوم شهو ُد ِعيان على ٍ
أرق
أصاب قل ًبا ،كان يأمل أن يغفو من الوجع ً
قليل، َ
ولكنه شاركهم السهر فأصبحوا أصدقاء.
- -كُل ممنوع مرغوب إال النار ،ال ترغب فيها
بجهل من أجل شخص قد ُ
يدخل الجنة بعدما
يتوب منك.
199
- -جرب الخواطر هو الشيء الذي سيبقى يف الحياة
والجنة ،فأكثِر منه ما استطعت.
- -ال ِ
تؤذ أحدً ا رأى فيك ركن ُه اآلمن ،وال ُتخ ِّيب ظن
َ
قصدك يف تغيير لون دمه الذي أهدر مالمح ُه ٍ
أحد
العابرون.
ر ش
عوالتوزي
بم َلك الموت يف غير موعدهُ ،قل
- -الكبت سيأتيك َ
و ُبح وع ِّبر و ُثر واغضب ،ال تحبِس يف صدرك
شي ًئا ،ولي ُكن ما يكون.
أنت - -الذين تركوك كانوا نعمة تستوجب ُ
الشكرَ ،
جحدهتا بتفكيرك الدائم فيهم.
- -تصدَّ ق عن قلبك كُل يوم ولو بركعة ،تط ُلب فيها
من اهَّلل أن يرزقك من ال يستبيح حزنك ،أو ِ
يستغل ُ َ
بمن يحبك من أجلك أنت. يرزقك َ
ضعفك ،أن ُ
200
- -أنت تستحق أن تكون يف حياة أحد يراك ثامن
العجائب السبعة ،أن تكون معجزته التي يتمنَّاها
ليل هنار ،ولو كلفته روحه.
لمن يكرهونك ،الناس ال ترضى عن
- -ال تلتفت َ
وهم غارقون
الخالق ،يس ُّبونه وينسبون إليه الولدُ ،
ص ع
ِ ِ يف ِح ِ
ري
َ
أفيرضون عنك ورزقه ليل هنار، وسرته لمه
ر ش
والتوز عي
ِ
مزامير آل داوود ،أو خشبة يف مزمار من
ٌ - -ليتني
سفينة نوح ،أو حبة رمل وطئتها قدم «م ٍ
حمد» ُ َّ
ص َّلى اهَّلل ِ
عليه وس َّلم.
لك بالبقاءُ ،يفلِ ُت يدَ ُه
أقسم َ
َ يرحل َ
عنك الذي ُ ُ - -ثم
وحك، وحججٍ زائفة ،فتُهد ُم َر َ ٍ
كاذبة ٍ
بأعذار َ
منك
َ
ِ ثقتكِ ،
محراب الوج ِع وتخ ُّر أركان َُك يف سلب َ و ُت ُ
ِ
عيون أصبحت يف
َ َ
وكأنك ٍ
لوهلة ُس َّجدً ا ،فتش ُعر
ِ
الناس عار ًيا.
201
المعروف،
- -جميع األخطاء مغفورة إال نُكران ُ
ِ
الغادر كالثعابين وقت الشدَّ ة. والتف ُّلت
بيت فيه بنت ُتطيع أمها وأبيهاٌ ،
بيت تغشا ُه ٌ --
الرحمة.
ِ
كفوف بالحب ُدفع ًة واحدة على
- -عسى اهَّلل أن يأيتَ ُ
ص ع
وقلب رج ٍل ال يخشى ِ
ِ ُ
ري
فيك لومة الئم.
ر ش
والتوزي
لعنات ُتصيب
ٌ وأشعة الشمس يف الصباح
ع
-أستطيع و ُبكل حكمة أن أ ُدلك كيف تفرح ،بينما
ص
-
والتوز عي
-
قلبها يسع العالم حبا ورحمة ،فإذا اطمأنَّت ٍ
بأحد، ُ ًّ
اكتفت.
عري ِسركُ ،مت فاض بك الوجع ،فال ُت ِّ -وإن َ -
مستورا.
ً
شيء َ
الن ٍ -مِن فرط عفويتها ،كانت إذا مالت إلى -
معها.
- -آخر مراحل الصرب هي ال ُعزلةُ ،ثم النظر إلى
السماء بصمت.
203
- -أمي امرأ ٌة بارعة يف قياس ُحزين فقط تن ُظر إلى
شخص. رعشة يدي ،و ُت ِّ
أنت،
يخرج ُمن ُمحيطك َ لك َّ
أن الجمال لم ُ - -أقسم َ
لمن يكتشفك.
همل ،تحتاج فقط َ
ولكنك ُم َ
- -أعمدة اإلنارة يف الشوارع تحن لليالي الشتاء،
ِ
ومعطفك.
- -أمِت شعور الدهشة بداخلك ،كُل شيء هذه
األيام وار ٌد حدوثه.
أعطيتهم فوق ما يحتاجون إليه ،فتعا َلوا
ُ أنت من
َ --
عليك ،فال تلوم َّن إال طيبتك.
أحدهمِ ،
اعتدل أفرطت يف ُحب ُهمل و ُترتك إن
ُ َ - -ست َ
تدُ م.
ضر» ل ُيقيم ُه ِ
نقض يحتاج إلى «خ َ جدار ُم ٌّ
ٌ - -يف قلبها
َ
دون أجر.
تتعشم الوردة بظِل.
- -يف وادي الشوك ،ال َّ
ُ - -مثير للشفقة َمن ظ َّن أنه عمود فقري يف ظهر من
ِ
بنفسه ،رغم ما وتعود أن يسند نفس ُه
طعنته األيامَّ ،
ِبه من َهشاشة وضعف.
وأنت أقرب لي من
َ - -األقربون أولى بالمعروف،
هل منحتني معرو ًفا!
نفسيَّ ،
ص ع
- -وما أوجع شخصا وجلب ِ
ري
والحز َن الهم إليه
ا
َ
ل
َّ َ ً َ
205
- -البنات مخلوقات عجيبة ،إن استطعت أن ُت ِ
رض َي
ورب الکعبة.
زت ِّإحداهن ،فقد ُف َ
زلت منذ ٍ
زمن بعيد كما يقولون ،ما ُ يمت ُ - -أبي لم ُ
أسمع دقات قلبي ُتحاذي ضرب نعليه على
عتبات البيت ُتغني.
ريص ع
- -الطيبون ضريبة هذا الزمان.
ر ش
- -دع ُه اآلن وشأنه ،طواحين العالم ِتفتعولالتيفوز عي
مِن الغافلين.
رأسه.
والغلظة ِ
والحدَّ ة حين تختلف اآلراء سمة - -القسوة ِ
فحسب!
ْ الجاهلية ..تذكَّر أنك ُمسلم
ٌ
ثالث وعشرون وخزةً ،يسألونني - -يف أيسر كتفي
كيف خذلتني األيام هكذا ولم تكرتث ألمري؟!
- -الحياء للبنت ككسوة الكعبة ،إذا خلت منه ،طاف
حول ُعنقها الفاسقون.
206
- -يف كَفيها خريطة العالم ،ولون العلم ،وحربُ ِ
العلم، َ
ِ
للعلم كفيها تتَّسعانك إذا احتضنتاك ،وال ولكن
تضيقان ،فانتبه.
لمن يفهم األمر دون - -األمر كان يحتاج فقط َ
ٍ
ماض مللت منِّي ،وأنا
َ أنت الذي
شرح أو تربيرَ ،
ع
شوش ،ال ُي َطاق َّإل بفهم.
ُم َّ
ريص ع
عينيك وأسمع خفقان قلبك ،وأعلم أمنيتك،
208
سامح اهَّلل
َ ٌ
ملعون كُل َمن لع َن حنينك لها ،بل --
الحنين.
- -لماذا أش ُعر أننِّي كالغارق فيها؟!
- -إن لم تغرق فيها ،فما أحببتها.
- -أ ُّيهما معها ُأصدِّ ق ُه ،ق ْلبي أم عيني؟!
ص ع
روحكُ ،ت َِ - -س ْل َ
ري
جب.
209
صدقت ،فح ًّقا اكتملت.
َ - -إن
ُ - -تجربين على فعل أشيا َء كثيرة كاألمهات؟!
ِ
تستوجب ُّ
الشكر. - -تع َّلم وافعل ،فتلك نعم ٌة
- -أصرب عليها إلى متى؟!
قرر أترضى بِك ،أم
- -إلى أن ُتصادفك يف الجنَّة ،و ُت ِّ
تصرف نظرها عنك.
ىىى
ِ
حبمد اهلل - َّ -
مت
وقلت:
ُ جزيل ل ُك ِّل «هي» ،ن ََس ْب ُت إليها نفسي،
ً ُش ً
كرا
إنَّها «بِضع ٌة مِنِّي»...