You are on page 1of 18

‫الخط وعالقته بالتكوين في‬

‫فن الرسم المعاصر‬

‫ملخ�ص البحث‬
‫ال يقت�ص���ر دور اخل���ط عل���ى الأداء اخلط���ي ال�شكلي بو�صف���ه و�سيلة تعبري‬
‫فق���ط‪ ،‬فهو مرتبط بعنا�صر التكوي���ن املختلفة كاللون وامل�ساحة والإ�ضاءة‬
‫وامللم�س والفراغ والظالل مما يعمل على خلق توازن و�إيقاع ‪.‬‬
‫ولأهمي���ة اخل���ط يف العم���ل الفن���ي فق���د ارت�أت الباحث���ة �أن تتن���اول ذلك يف‬
‫مو�ض���وع بحثهـ���ا املو�سـ���وم ( اخل���ط وعالقت���ه بالتكوي���ن يف ف���ن الر�س���م‬
‫املعا�ص���ر) ‪ .‬ا�شتم���ل الف�صل الأول على املو�ضوع���ات الآتية ‪ :‬م�شكلة البحث‬
‫‪� ،‬أهمي���ة البح���ث واحلاج���ة �إليه ‪� ،‬أه���داف البحث ‪ ،‬ح���دود البحث وحتديد‬
‫امل�صطلح���ات ‪ .‬وق���د ت�ضم���ن الف�ص���ل الث���اين يف املبح���ث الأول ‪� :‬أن���واع‬
‫التكوين���ات ‪ ،‬واخل���ط ومدى ت�أثريه فـ���ي التكوين���ات ‪ ،‬وخ�صائ�ص التكوين‬
‫‪ ،‬والأ�سالي���ب الفني���ة ل�صياغ���ة التكوين ‪� .‬أما املبح���ث الثاين ‪ :‬فقد ت�ضمن‬
‫عنا�صر التكوين يف فن الر�سم ‪ ،‬ال�شكل والأر�ضية واللون وامل�ساحة والفراغ‬
‫والظل وال�ضوء وعالقتهم باخلط يف العمل الفني ‪ ،‬وكذلك دالالت الفراغ‬
‫يف العمل الفني‪.‬‬

‫م‪ .‬م‪ .‬الهام �صبحي عبد‬

‫األكاديمي‬ ‫‪29‬‬
‫ الهام �صبحي عبد‬.‫ م‬.‫م‬ ‫اخلط وعالقته بالتكوين يف فن الر�سم املعا�صر‬

Abstract Not only the role of the line performance as


a formal written means of expression only, it
is a different configuration elements such as
color, size and lighting, texture, space, and
shadows, which works to create balance and
rhythm.
And the importance of the font in the work
of art has to address the researcher felt that
the topic of discussion is marked (line and
its relationship to the training in the art of
contemporary painting).
The first chapter includes the following top-
ics: the research problem, the importance of
research and need for, objectives of the re-
search, the limits of research and determine
the terms.
Included in Chapter II Section I: Types of
configurations, the line and the extent of its
effect on the configurations, the configura-
tion properties, techniques for the formula-
tion of the configuration.
The second topic: the configuration elements
contained in the art of drawing, figure and
ground, color and space, space, shadow and
light and their relationship to the line in the
artwork, as well as indications of the vacuum
in the artwork.

30 ‫األكاديمي‬
‫م‪ .‬م‪ .‬الهام �صبحي عبد‬ ‫اخلط وعالقته بالتكوين يف فن الر�سم املعا�صر‬

‫الف�صل لأول‬

‫م�شكلة البحث ‪:‬‬


‫اخلط هو الوحدة الأ�سا�س���ية لبناء الأ�شكال والأ�ش���ياء من حولنا �سواء �أكانت ب�سيطة �أم معقدة ‪ ،‬وهو‬
‫اب�س���ط و�س���يلة من و�س���ائل التعبري لدى الفنان ‪ ،‬وقد ا�س���تخدمه الإن�س���ان منذ القدم ليج�سد �أفكاره‬
‫و�أحا�سي�سه جتاه الظواهر الغريبة والتي كان ي�شاهدها التي كان يخاف منها �أحياناً ‪ ،‬ولي�صور حياته‬
‫ب�ش���كل عام كال�ص���يد و�ص���راعه مع احليوانات املفرت�س���ة ‪.‬وقد كان للمتغ�ي�رات االجتماعية والدينية‬
‫واالقت�ص���ادية التي يعي�شها الإن�سان الأثر يف حياته ‪ ،‬و�أدّت دوراً يف ر�ؤيته بو�صفه فناناً ومن ثَمَّ انعك�س‬
‫ذلك على نتاجه الفني ‪.‬‬
‫وكان للخط عالقة مبا�ش���رة و�أ�سا�سية بالتكوين مهما اختلفت عنا�صره وتنوعت �أ�شكاله ‪ ،‬فهو ال يخلق‬
‫�شكالً فقط و�إمنا يحدد معاين ‪ ،‬لذا ارت�أت الباحثة �أن تتناول ذلك يف بحثها املو�سوم عرب �س�ؤال ‪( :‬ما‬
‫عالقة اخلط بالتكوين يف فن الر�سم املعا�صر ) ‪.‬‬

‫�أهمية البحث واحلاجة �إليه ‪:‬‬


‫تكم���ن �أهمية البح���ث يف وجود نق�ص معريف وتطبيق���ي لعالقة اخلط بالتكوين يف فن الر�س���م ‪ .‬و�إذا‬
‫علمنا انّ اخلط هو احد �ض���رورات التكوينات يف فن الر�س���م ف�إن احلاجة ت�ص���بح ما�س���ة اىل فح�ص‬
‫وجوده الت�شكيلي يف فن الر�سم ‪.‬‬

‫�أهداف البحث ‪:‬‬


‫تع ُّرف عالقة ال�شكل والأر�ضية واللون وامل�ساحة والفراغ والظل وال�ضوء باخلط يف العمل الفني ‪.‬‬
‫تع ُّرف اثر اخلط يف التكوين يف الر�سم املعا�صر ‪.‬‬
‫تع ُّرف �أنواع اخلطوط ودورها يف التكوين ‪.‬‬

‫حدود البحث ‪:‬‬


‫احلد الزماين ‪ :‬يتحدد من عام ‪ 1940‬ظهور املدر�سة التعبريية التجريدية وحتى ‪. 1968‬‬
‫احلد املو�ضوعي ‪ :‬يتحدد باملدار�س الآتية ‪ :‬التعبريية التجريدية ‪ ،‬البوب ارت ‪ ،‬االوب ارت ‪.‬‬

‫حتديد امل�صطلحات ‪:‬‬


‫اخلط ‪ “ :‬هو الوحدة الأ�سا�س���ية يف بناء ال�س���طوح والأ�ش���كال الب�سيطة واملعقدة واملركبة ‪ ،‬وهو �أب�سط‬
‫و�سيلة للتعبري الفني “ ‪.1‬‬
‫التكوين ‪ “ :‬هو عملية ترتيب وتنظيم للعنا�صر الت�صويرية بهدف خلق وحدة مفاهيمية “ ‪.2‬‬
‫�أو هو “ الأ�سلوب اخلا�ص بربط الأجزاء يف عمل فني ينتج منه كل متنا�سق “ ‪.3‬‬

‫‪ -1‬و�سام مرق�ص ‪ :‬عنا�صر الفن ‪ ،‬ملزمة درا�سية لطلبة ال�صف الأول ‪ ،‬ق�سم الفنون الت�شكيلية ‪ ،‬كلية الفنون اجلميلة ‪ ،‬جامعة بغداد ‪.‬‬
‫‪ -2‬فريدريك مالز ‪ :‬الر�س���م كيف نتذوقه – عنا�ص���ر التكوين ‪ ،‬ترجمة هادي الطائي ‪ ،‬ط‪ ، 1‬بغداد ‪ ،‬دار ال�ش����ؤون الثقافية العامة ‪، 1963 ،‬‬
‫�ص ‪. 226‬‬
‫‪ -3‬جوزيف مانيللي ‪ :‬التكوين يف ال�صورة ال�سينمائية ‪ ،‬ترجمة ها�شم النحا�س ‪ ،‬د‪.‬ب ‪ ،‬د‪.‬ن ‪ ،‬د‪.‬ت ‪.‬‬

‫األكاديمي‬ ‫‪31‬‬
‫م‪ .‬م‪ .‬الهام �صبحي عبد‬ ‫اخلط وعالقته بالتكوين يف فن الر�سم املعا�صر‬

‫الف�صل الثاين‪:‬الإطار النظري‬

‫املبحث الأول‬
‫متهيد‬
‫يُمثّل التكوين العملية البنائية والتوزيع الريا�ض���ي املح�س���وب للعنا�صر داخل �إطار اللوحة ‪ ،‬وهو الذي‬
‫يتم بو�س���اطة الأ�ش���كال املر�س���ومة التي حتددها اخلطوط ‪ .‬وال يت�أتى �إدراك ال�ش���كل العام له �إالّ مـن‬
‫خالل ت�آلف عنا�صره ‪� ،‬أو تناق�ضها داخـ ـ ــل الإط ــار العام ‪.‬‬
‫ومن هنا ف�إن للخط عالقته املبا�ش���رة الأ�سا�س���ية بالتكوين مهما اختلفت عنا�صره ‪ ،‬وتنوعت �أ�شكاله‪،‬‬
‫فوظيفته لي�س���ت مق�ص���ورة على خلق �أ�ش���كال خمتلفة فح�س���ب ‪ ،‬و�إمنا على خلـق �صفات بنائية ومعان‬
‫حمددة �أي�ضاً ‪.‬‬
‫فحني ي�ش���رع الفنان يف التعامل مع خامته لي�ص���ل يف النهاية اىل عمل فني ي�أخذ �ش���كالً وبُعداً ميران‬
‫بتحوالته من خامة ال �شكلية �إىل م�ساحات وفراغات و�أ�شكال منتظمة هي العنا�صر التي ت�ساعده على‬
‫بلوغ غايته ؛ وقد ينتج عن انتقائه لتلك العنا�ص���ر تكوينٌ ناج ٌح �أو فا�ش���ل ‪ ،‬فقد يدركها املتلقي بطريقة‬
‫تنظيمها ‪.‬‬
‫لذلك ف�إن العنا�ص���ر الت�ش���كيلية للفنون الب�صرية هي املفردات الأ�سا�سية التي ي�ستعملها الفنان ليبني‬
‫عليه���ا �أي���اً من �أعماله ‪ ،‬فالطريقة التي ينظم بها هذه العنا�ص���ر هي التي متي���ز عمالً فنياً عن �آخر ‪،‬‬
‫فتنظيم تلك العنا�ص���ر مُجملة ؛ من خط ولون وملم�س و�إ�ض���اءة وظالل ‪ ..‬الخ هو مبثابة “ التكوين “‬
‫فيه ‪ ،‬لت�ص���بح جزءاً �أ�سا�س���ياً من مفردات ت�ش���كيلية ‪ ،‬كل ذلك يف �إطار تكوينـات متنا�س���قـة ‪ .‬ال يح�س‬
‫‪4‬‬
‫الرائي ب�إزاءهـا بـ�أي خلـل يف البناء �أو “ احلبكة “ الفنية ‪.‬‬
‫�إن درا�س���ة التكوين تعني ‪� :‬أ�س����س و�ضع الأجزاء ليتكون منها الكل ‪ .‬وت�ؤلف العنا�صر الت�شكيلية للفنون‬
‫الب�ص���رية املف���ردات الأ�سا�س���ية التي ي�س���تعملها الفنان ليبني �أياً م���ن �أعماله ‪ ،‬وم���ن الناحية املثالية‬
‫كل عن�ص���ر يف العمل يجب �أن ي�ؤلف مفردة �ض���رورية يف املعنى الت�ش���بيهي ‪ ،‬والوظيفي ‪ ،‬والتعبريي ‪،‬‬
‫واجلم���ايل الذي يه���دف �إليـه الفنان ‪� ،‬إنه اجلمع الذي يوحد العنا�ص���ر املُنتقاة ويعطي العمل معناه ‪،‬‬
‫‪5‬‬
‫ويكون ب�إمكان امل�شاهد �إدراك تلك العنا�صر موحدة قبل �أن يتفهم �أهميتها �أو يتذوقها ‪.‬‬
‫ويرى توما�س مونرو ‪� :‬أن التكوين هو ترتيب التفا�صيل بحيث ت�صبح و�سيلة ال�ستعمال �إيجابي ‪� ،‬أو غاية‬
‫�إيجابية معينة ‪ ،‬ونحن ال ندرك ال�ش���كل العام للتكوين الفني �إالّ من خالل ت�آلف عنا�ص���ره �أو تناق�ضها‬
‫داخل الإطار العام ‪ ،‬فهو لي�س ثابتاً �أو نهائياً ‪ ،‬بل يتغري ‪ ،‬ويتكون تبعاً ملو�ضوعات الفنان والع�صر الذي‬
‫يعي�ش فيه ‪.‬‬
‫والت�ص���ميم الكام���ل للوحة ال يعتمد على هذه احل�سا�س���ية التي هي نتيجة لط���ول ِمران وباع الفنان يف‬
‫‪6‬‬
‫عمله ودرا�سته للطبيعة وت�أملها وغالباً ما يخطط الفنان ر�سومه بال�سليقة ‪.‬‬
‫وال ينف�ص���ل ال�ش���كل التكويني عن مادته ومو�ضوعه وم�ضمونه ‪ ،‬ولكنه يعك�س عامل الكليات ب�شدة ‪� ،‬أي‬
‫‪7‬‬
‫�إن ال�شكل ال�صوري قد يكون عادة على قدر من التعقيد الذي يحمل داخله قنوات عديدة ‪.‬‬
‫فالتكوين هو جمموعة عمليات لقيا�س و�ض���بط العالقة بني خمتلف عنا�ص���ر ال�شكل يف العمل الفني ‪،‬‬
‫يح�س بها الفنان كما يح�س بها املتذوق �س���واء ب�س���واء ‪ ،‬ومينح ال�شكل حق الوجود على �سطح اللوحة ‪،‬‬
‫‪� -4‬صربي من�صور ‪ :‬الفن الفرعوين والقيم الت�شكيلية ‪ ،‬جملة الهالل ‪ ،‬القاهرة ‪� ،‬أبريل ‪� ، 1985‬ص‪. 89‬‬
‫‪ -5‬ناثان نوبلر ‪ :‬حوار الر�ؤية ‪ ،‬ترجمة ‪ /‬فخري خليل ‪ ،‬الطبعة الأوىل ‪ ،‬بريوت ‪ -‬لبنان ‪ ،‬امل�ؤ�س�سة العربيـة للدرا�سات والن�شر ‪� ، 1992 ،‬ص‪. 97 ،77‬‬
‫‪ -6‬ح�سن �سليمان ‪� :‬ستلوجيا اخلطوط ‪( ،‬كيف نقر�أ ال�صورة) ‪ ،‬القاهرة ‪ ،‬دار الكتاب العربي للطباعة والن�شر ‪� ، 1967 ،‬ص‪. 54‬‬
‫‪ -7‬نعيم عطية ‪ ،‬الفن احلديث حماولة للفهم ‪� ،‬سل�سلة �أقر�أ ‪ ،‬القاهرة ‪ ،‬دار املعارف ‪� ، 1982 ،‬ص‪. 17‬‬

‫األكاديمي ‪32‬‬
‫م‪ .‬م‪ .‬الهام �صبحي عبد‬ ‫اخلط وعالقته بالتكوين يف فن الر�سم املعا�صر‬

‫وهو فن تن�سيق جمموع العنا�صر الداخلة يف العمل الفني ‪ ،‬و�إخ�ضاعها لنظام و وحدة يت�صورها الفنان‬
‫‪ ،‬فمن خالل �س���يطرته على التكوين يغري الأ�ش���كال بحيث يجعلها قادرة على نقل �ش���تى الأحا�س���ي�س‬
‫وامل�شاعر ‪ ،‬هذا �إىل جانب �أن العالقة بني خمتلف جوانب العمل الفني ‪ ،‬تعك�س على نحو دقيق مبا�شر‬
‫‪8‬‬
‫منط العالقات بني الفرد واملجتمع يف كل الع�صور ‪ ،‬كما �أنها ترتبط بهذا النمط �أوثق االرتباط ‪.‬‬
‫وق���د تعددت التكوين���ات الفنية واختلفت �أ�ش���كالها ‪ ..‬وخريه���ا ذلك الذي يعتمد على �أق�ص���ى حدود‬
‫االقت�ص���اد يف امل���ادة مع �أكرث تراب���ط يف قوة البناء ‪ ،‬فاحلد الأدنى للمادة مع احلد الأق�ص���ى لرتابط‬
‫التكوين بو�ص���فهما �ش���قّـي املعادلة ميكن �أن تر�ش���دنا لي�س فقط يف تنظيم عنا�صر التكوين ‪ ،‬و�إمنا يف‬
‫تقدير عدد الوحدات الب�صرية التي ميكن �أن ي�شملها العـمل الفني �أي�ضاً ‪ 9 .‬وهذا ما خلّف لنا ‪ ،‬وعرب‬
‫جتربة فنية طويلة �أنواعاً كثرية من التكوينات التي ميكن تق�سيمها �إىل ق�سمني ‪:‬‬
‫ •‪ -‬التكوين���ات املفتوح���ة ‪ :‬ه���ي التي ن�ستطيع ع���ن طريقها �إيجاد القيم���ة الفراغية من خالل‬
‫العالقات بني اخللفية والأ�شكال‪.‬‬
‫ •‪ -‬التكوين���ات املغلق���ة ‪ :‬ه���ي الت���ي ت�ش�ي�ر �إىل �سلبية الف���راغ يف العمل الفني �إذا كان���ت الأ�شكال‬
‫‪10‬‬
‫داخل �إطار واحد حمكم ‪.‬‬
‫واملع���روف �أن الفنان مير مبرحلتني للو�ص���ول بتكوينه الفني �إىل املع���اين التي يتوخاها ‪ ،‬هما ‪ :‬مرحلة‬
‫التخي���ل ‪ ،‬ومرحل���ة و�ض���ع هذا التخيل مو�ض���ع التنفيذ ع���ن طريق تنظي���م عنا�ص���ره وتوزيعها خالل‬
‫م�ساحته‪.‬‬
‫ومن هنا ميكن عن طريق التكوين متييز الكثري من �أمناط الفن وما بينها من عالقات ‪ ،‬وقبل عر�ض‬
‫بع�ض الأمثلة لتكوينات �أدى اخلط فيها دورًا رئي�سًا ‪ ،‬يجب التنويه بدور نوعية اخلط ومدى ت�أثريه يف‬
‫التكوينات ب�صفة عامة مما نالحظه يف ما ي�أتي ‪:‬‬

‫‪ -‬اخلط الأفقي يف التكوين ‪:‬‬


‫تعمل اخلطوط بو�ص���فها �أر�ض���ية �أو قاع���دة لكل ما فوقها كوظيف���ة مادية ‪ ،‬فمن امل�ؤكد �أننا ال ن�ش���عر‬
‫بارتياح لر�ؤية مبنى �أو �شجرة ‪ ،‬من دون �إظهار دعامتها �أو قاعدتها الأفقية وهي الأر�ض “ مثلما ذُكر‬
‫�س���لفاً عند التعريف باخلطوط “ وتثري اخلطوط املتوازية الأفقية املختلفة ال�س���ُمك والطول والو�ض���ع‬
‫�إيقاعات يف التكوين تتوقف على مدى تقارب جمموعاتها �أو تباعدها ‪� ،‬أما �إذا كانت اخلطوط الأفقية‬
‫متماثل���ة يف الط���ول وال�س���ُمك والتباعُ���د ‪ ،‬ف�إنها قد تُث�ي�ر �إح�سا�س���اً برتابة مملّة قد تُ�ض���عف من بناء‬
‫التكوي���ن‪ ،‬و وجوده���ا يف اجلزء العلوي من تكوين العمل قد ي�ؤدي �إىل الإح�س���ا�س بال�ض���يق �أكثـر مما‬
‫ل���و وُجدت يف اجلزء ال�س���فلي من التكوي���ن ولذلك نرى �أنه يف وجود اخلطوط الر�أ�س���ية مع اخلطوط‬
‫الأفقي���ة �إقام���ة للتوازن مع الق���وى الديناميكية التي جتري يف االجتاه الأفق���ي ‪ ،‬وهي تعمل على زيادة‬
‫الإح�س���ا�س باالتّ�س���اع الأفقي ‪ ،‬فوجود خط الأفق يف العمل الفني و�س���يلة لتقدير مدى بُعد الأج�س���ام‬
‫�أو قُربهـ���ا م���ن عني الرائي ‪� ،‬أو لبيـان مكانهـ���ا الفراغي ‪ ،‬ولي�س من املُ�س���تحب �أن يعمل اخلط الأفقي‬
‫الر�أ�سي على تق�سيم العمل على ن�صفني مت�ساويني ‪ .‬ولكي يظل الإح�سا�س بوحدة التكوين متوفراً ‪ ،‬فال‬
‫بُد من العمل على الربط بني اجلز�أين ‪ :‬العلوي وال�سُفلي يف العمل الفني ‪.‬‬
‫‪ -8‬جيورج���ي جات�ش���ف ‪ :‬الوع���ي والفن ‪ ،‬ترجم���ة د‪ .‬نوفل نيوف ‪ ،‬علم املعرف���ة (‪ ، )146‬الكويت ‪ ،‬املجل�س الوطني للثقاف���ة والفنون والآداب ‪،‬‬
‫‪� ،1990‬ص‪. 11‬‬
‫‪ -9‬عبد الفتاح ريا�ض ‪ :‬التكوين يف الفنون الت�شكيلية ‪ ،‬القاهرة ‪ ،‬دار النه�ضة العربية ‪ ،‬ط‪� ، 1973 ، 1‬ص‪. 16 ، 15‬‬
‫‪10- E. J. Tomosch : A foundation For Expressive Drawing , Buressbublishing Company , U. S. A. , 1983 P, 100 .‬‬

‫األكاديمي‬ ‫‪33‬‬
‫م‪ .‬م‪ .‬الهام �صبحي عبد‬ ‫اخلط وعالقته بالتكوين يف فن الر�سم املعا�صر‬

‫‪ -‬اخلط الر�أ�سي يف التكوين ‪:‬‬


‫عرفن���ا �أن اخلطوط الر�أ�س���ية ترم���ز �إىل القوى النامية ‪ ،‬وكذلك �إىل ال�ش���موخ والعظمة والوقار ‪ ،‬ويف‬
‫تالق���ي اخلطوط الر�أ�س���ية بالأفقية �إقام���ة للتوازن بني ق���وى ذات اجتاهات متعار�ض���ة ‪ ،‬فاخلطّان ؛‬
‫الأفقي ‪ ،‬بحكم تعبريه عـن اال�ستق ــرار �أو الت�سطيـ ــح ‪ ،‬والر�أ�سي ‪ ،‬عن اجلاذبية الأر�ضية ي�ؤديان دورًا‬
‫يف �إثارة �أحا�س���ي�س التوازن يف القوى داخل التكوينات ‪ ،‬ولذلك يُ�س���تحب �أن تدعم اخلطوط الر�أ�س���ية‬
‫ب�أخ���رى �أفقية متقاطع���ة معهـا وتُعرف هـذه اخلطوط “ باخلط���وط الرابطة “ فكلما زادت اخلطوط‬
‫الر�أ�سية وتكررت زاد الإح�سا�س بالقوة وال�صالبة ‪ .‬وكثرياً ما تدخل التكوينات الر�أ�سية امل�ستطيلة يف‬
‫الأعمال الفنية التي تعرب عن املناظر اخلارجية ‪ ،‬حيث يتناول الفنان الأ�شياء القريبة كبرية والبعيدة‬
‫�أ�صغر وهكذا ‪ ، ..‬فتخلق �إيقاعاً من �ش�أنه �أن يثري �إح�سا�سً بالعمق الفراغي ‪.‬‬

‫‪ -‬اخلط والتكوين املثلث “ الهرمي “ ‪:‬‬


‫هو تكوين يحتوي على خطوط ما ع�ضوية �أو هند�سية ‪ ،‬واملو�ضوع الذي يتناوله يعطي الإيحاء بال�شكل‬
‫الهرمي ‪� ،‬أو املثلث �أو املخروط ‪ ،‬وتكون عنا�ص���ر اخللفية مكملة لهذا اجلزء الأ�س���ا�س ‪ ،‬فرنى خطوطاً‬
‫قد نتجت عن جتمع تلك العنا�ص���ر ‪ ،‬وهذا النوع من التكوينات الفنية يثري �إح�سا�س���اً بالر�سوخ والقوة‬
‫الدرامية ‪.‬‬
‫والقيم���ة يف التكوين املُثلثي هذا هي �أن�س���ب مكان للمو�ض���وع الرئي�س ‪ ،‬وذلك الن ال�ض���لعني الوهميني‬
‫للمثلث يعمالن خطوطاً مر�شدة للعني ‪ ،‬وميكن للفنان �أن يعمل على زيادة تركيز الب�صر يف قمة املثلث‬
‫فت�أخ���ذ لون���اً متبايناً مع �ألوان باقي الت�ص���ميم لي�أخذ التكوين الفني نوعاً من التوازن ‪ ،‬كما ال يف�ض���ل‬
‫�أن ن���رى مثلث���اً مقلوباً فهو ال يثري �أي �إح�س���ا�س بالت���وازن ‪ ،‬ويقال �إن املثلث رمز التوا�ص���ل بني الأر�ض‬
‫وال�سماء‪ ،‬بني الأدنى والأعلى ‪.‬‬

‫اخلط والتكوينات الإ�شعاعية ‪:‬‬


‫التكوين���ات الإ�ش���عاعية هي تلك التي ت���رى فيها خطوطاً رئي�س���ة مائلة ‪ ،‬وقد تالقت كله���ا �أو الغالبية‬
‫العظم���ى منه���ا يف نقطة جتمع واح���دة يف مكان ما داخل حدود �إطار ال�ص���ورة ‪ ،‬فتب���دو هذه النقطة‬
‫وك�أنها مركز ت�ش���ع منه اخلطوط الرئي�س���ة هذه ‪ ،‬وترتبط الأحا�سي�س الناجتة عن مثل هذه التكوينات‬
‫مبدى ا�ستقامة اخلطوط �أو تعرجها ‪ ،‬فكلما ازدادت تعرجاً ازدادت حيويتها وحركتها ‪.‬‬
‫ودرا�س���ة الكث�ي�ر من الأعم���ال الفنية الكال�س���يكية قد �أظهرت مي�ل�اً �إىل �أن يكون مركز ال�س���يادة يف‬
‫منت�صف العمل ومركزاً لتجميع اخلطوط الإ�شعاعية كر�أ�س قدي�س �أو ال�سيدة العذراء ‪� ،‬أو الإمرباطور‬
‫�أو ما �ش���ابه ذلك ‪ ،‬غري �أن االجتاهات الفنية احلديثة ال تتقيد بهذا الر�أي ‪ ،‬بل تف�ض���ل �أن يكـون مركز‬
‫التجم���ع هـ���و نقطة تالقي خطني احدهما ر�أ�س���ي والآخر �أفقـي يقـوم كـل منهمـا بتق�س���يـم ال�ض���لعيـن‬
‫الر�أ�س���ـي والأفقـي ‪ ،‬ويُعرف هذا التق�س���يم “ بالقطاع الذهبي “ ‪ ، 11‬ونقطة التجمع هذه تُثري �إغراء‬
‫الفنان ليجعلها مركزاً لل�س���يادة يف العمل الفني �أو م�ص���دراً لل�ض���وء ‪ ،‬ويف بع����ض الأعمال قد ال تكون‬
‫نقطة جتمع اخلطوط هي مركز ال�س���يادة ‪ ،‬فنقط���ة تالقي اخلطوط �أي نقطة التجمع “ نقطة الزوال‬
‫“ تكون ابعد النقط عن العني ‪ ،‬و�أن �ألوانها تكون �أقل ت�شبعاً ‪� ،‬أي تكون خمتلفة بقدر من لون حمايد‬
‫ابي�ض �أو رمادي ‪.‬‬
‫‪ -11‬القطاع الذهبي ‪ :‬ميثل الن�سب املثالية للأ�شكال ‪ ،‬وكانت تعد مبثابة مفتاح ملا يحتوي عليه الفن من غمو�ض ‪ ،‬والقطاع الذهبي يعتمد على‬
‫براهني ريا�ضية هند�سية يف مثلثات الفال�سفة الإغريق ويف نظريات كل من �إقليد�س وفيثاغور�س ‪.‬‬

‫األكاديمي ‪34‬‬
‫م‪ .‬م‪ .‬الهام �صبحي عبد‬ ‫اخلط وعالقته بالتكوين يف فن الر�سم املعا�صر‬

‫‪ -‬اخلطوط املنحنية يف التكوين ‪:‬‬


‫هذه اخلطوط عندما ت�س���يطر على التكوين عادةً ما توحي بالوداعة �أو الر�ش���اقة ‪ ،‬و�إن كان انحنا�ؤها‬
‫اىل اال�س���فل فهي كثرياً ما توحي بال�ض���عف واملهانة ‪ ،‬فزيادة انحناءات اخلطوط ‪ ،‬وكرثة اال�ستدارات‬
‫يف الكت���ل وامل�س���احات والأركان تعبّ���ر ‪ ،‬يف التكوين ‪ ،‬عن ال�ض���عف واال�س�ت�رخاء وتكرارها يف التكوين‬
‫الفني يعرب عن خطوط ديناميكية حيوية ‪.12‬‬

‫‪ -‬اخلطوط الدائرية ‪:‬‬


‫الدائرة هي �سل�س���لة من املنحنيات املت�ص���لة ‪ ،‬وهي رمز للأبدية وال نهائية اخلطوط وهي ال ت�ش�ي�ر �إىل‬
‫اجتاه معني لكنها قائمة بذاتها ‪ ،‬فهي دائماً يف حالة تعادل ‪ ،‬يرى الكثريون �أن يف الدائرة �سحر العني ‪،‬‬
‫فهي �شكل ب�سيط قادر على جذب النظر نحوه ‪ ،‬وان العني حني تدرك “ الدائرة “ �إمنا تقوم مبجموعة‬
‫من التوترات الع�ضلية املو�ضوعية ‪ ،‬فال تلبث �أن جتد نف�سها م�ضطرة �إىل االرتداد نحو املركز ‪ ،‬وك�أمنا‬
‫هو من الدائرة مبثابة الثقل مما يوجد لدى املرء �ضرباً من الإح�سا�س باال�ستواء �أو التكاف�ؤ املطلق وهو‬
‫من الإح�سا�س الذي ي�شعرنا من جهته بالنقاء اجلمايل للدائرة ك�شكل هند�سي ‪ ،‬ومن جهة �أخرى بفقر‬
‫الدائرة ورتابتها ك�صورة جمالية ‪.13‬‬

‫‪ -‬اخلطوط املائلة يف التكوين الفني ‪:‬‬


‫هي خطوط تثري �أحا�سي�س حركية ت�صاعدية �أو تنازلية مثرية عندما ت�سيطر على بناء التكوين ؛ حيث‬
‫تنحرف الأو�ضاع امل�ستقرة الر�أ�سية �أو الأفقية ‪ ،‬لذا ف�إن اخلط يكون معب�أ بطاقة تنبعث نحو االجتاهني‬
‫الر�أ�س���ي والأفقي ‪ ،‬وكثري من تلك اخلطوط قد يثري يف النف�س الإح�س���ا�س بعدم اتزانها ‪ ،‬ومن �ش����أنه‬
‫�أن يعمل الفرد ال �شعورياً على تقومي ذلك امليل باخلطوط لي�صري اخلط �أفقياً �أو ر�أ�سياً ‪ ،‬وقد يعاجله‬
‫الفنان بوجود دعامة مائلة وذات قوة منا�س���بة ‪ ،‬واخلطوط املائلة املقو�س���ة �أو املنحنية تزيد طبيعتها‬
‫احلركية ‪� ،‬إذ يختلف الإح�سا�س ب�شدة احلركة وقوتها على وفق درجة ميل اخلطوط ‪ ،‬فالأعمال الفنية‬
‫قلما حتمل خطوطاً ذات اجتاه واحد فقط ‪ ،‬ومن ثم تكون القوى الديناميكية املرتبطة بها موجهة يف‬
‫اجتاهات متعددة ‪ ،‬فتكون املح�صلة معربة عن اخلط العام ال�سائد يف التكوين ‪.‬‬

‫عالقة ال�شكل والأر�ضية باخلط يف العمل الفني ‪:‬‬


‫ميثل ال�شكل والأر�ضية املو�ضوع الأ�سا�س للتكوين يف العمل الفني ‪ ،‬فال�شكل هو نتاج التفاعل بني اخلط‬
‫والدرجات ال�ض���وئية وح�ص���يلة االرتباط بني امل�س���احة والفراغ وهو �إما ‪ :‬بنائي هند�س���ي �أو جتريدي‬
‫رمزي مطلق ‪ ،‬فالفنان ‪ ،‬عند ابتكاره لل�ش���كل نف�س���ه ‪ ،‬ين�ش���ئ فراغات داخلية ت�ص���بح جزءاً مهماً من‬
‫العمل الفني متثل “ الأر�ضية “ لها م�ساحتها اخلا�صة وهي�أتها وقيمتها يف الت�صميم ‪ ،‬فيعنى بها �سواء‬
‫�أكانت متعلقة بال�شكل �أم نا�شئة بداخله ‪ ،‬وقد يتبادل ال�شكل والأر�ضية االهتمام ‪ ،‬عندما تكون �أ�شكال‬
‫كل منهما جيدة الت�ص���ميم ‪� ،‬أو تكون لهما درجتان لونيتان مت�س���اويتان يف القوة ‪ ،‬لذا فتذوق ال�ش���كل‬
‫يقت�ض���ي انتباهاً عميقاً و واعياً ‪ ،‬فالفنان ال يدع �إحدى امل�س���احات تختفي عن وعي املتلقي فيعمل على‬
‫وحدة الت�ص���ميم ‪ ،‬فلكل �ش���كل نقطة حمورية وف ـ ــي هذا يقول “ جورج �س���انتيانا “ ‪ “ :‬ال بد �أن يكون‬
‫امل�شاهد قادراً على �إدراك ما هو مميز للفن ‪ ،‬ولكي تتحقق هذه الغاية ال بد من الألفة يف العمل الفني‬
‫‪ -12‬اخلطوط الديناميكية ‪ :‬هي اخلطوط احلركية يف العمل الفني ‪ ،‬وهي مبثابة القوى احلركية الكامنة يف اخلطوط بالتكوينات الفنية ‪.‬‬
‫‪ -13‬زكريا �إبراهيم ‪ :‬فل�سفة الفن يف الفكر املعا�صر ‪ ،‬القاهرة ‪ ،‬دار م�صر للطباعة ‪� ، 1966 ،‬ص ‪. 69‬‬

‫األكاديمي‬ ‫‪35‬‬
‫م‪ .‬م‪ .‬الهام �صبحي عبد‬ ‫اخلط وعالقته بالتكوين يف فن الر�سم املعا�صر‬

‫واالنتباه الدقيق و�إدماج املعرفة املكت�سبة من التنظيم يف عملية ر�ؤية العمل واال�ستمتاع به ‪ ،‬فاال�ستمتاع‬
‫بقيمة ال�شكل تتطلب ب�صرية جمالية فال بد �أن يكون املُ�شاهد قادراً على اال�ستجابة نف�سها حتى لو مل‬
‫تك���ن جتربت���ه غري اجلمالية قد هي�أته لذلك ‪ ،‬وال بد �أن يكون قادراً على �إدراك ما هو مميز للفن عما‬
‫هو خمتلف عن �أي �ش���يء �آخر “ ‪ .14‬ويقول “ هربرت ريد “ ‪� “ :‬إن ال�ش���كل هو �أكرث العنا�ص���ر الأربعة‬
‫التي يقوم عليها العمل الفني �ص���عوبة ‪ ،‬فهو يت�ض���من م�ش���اكل ذات �أبعاد ميتافيزيقية “ ‪ ، 15‬فالتنظيم‬
‫ال�ش���كلي له يف حد ذاته قيمه جمالية كاملة �إىل جانب �أن ال�ش���كل يعمل على �ض���بط الإدراك الب�صري‬
‫للمُ�ش���اهد ويوجه انتباهه يف اجتاه معني ‪ .‬فهو اجلزء املهم الذي يختلف يف �ص���فاته عن الأر�ض فيثري‬
‫اهتمام الفنان حيث يعتني به عناية كبرية من حيث احلجم والرتكيب والن�سبة “ ‪.16‬‬
‫واالختالف بني ال�ش���كل والأر�ض���ية “ �ض���رورة لر�ؤية هيئة الأ�ش���كال ‪ ،‬والأر�ض���ية غالباً ما تكون �أكرث‬
‫ب�س���اطة من ال�ش���كل ‪ ،‬وهي ت�ؤثر يف الناحية اجلمالية لإدراك العمل يف ظل تكاملها مع ال�شكل ‪ ،‬فغالباً‬
‫ما ندرك الأر�ضية على �أنها م�سطح �أو فراغ ‪ ،‬وغالباً ما يدرك ال�شكل يف مقدمة العمل �أو يف �أماميته ‪،‬‬
‫و�إذا كان من املمكن جلز�أين من الر�سم �أن ي�ضطلعا بوظيفة ال�شكل ‪ ،‬فان �أ�صغرهما �أكرث امتيازاً من‬
‫�أكربهما ‪ ،‬فاجلزء الأكرث تف�صيالً والأكرث متايزاً يف عنا�صره ي�ضطلع ب�صورة �أي�سر بدور ال�شكل ‪� ،‬أما‬
‫اجلزء الأقل تف�صيالً والأقل متايزاً فـي عنا�صـره يكون بـدور القـاع “ الأر�ضية “ ‪ ،‬فين�سلخ ال�شكل عن‬
‫القاع الذي يحيط به وال�شكل هو انتظام داخلي وهذا االنتظام ميكن �أن يكون غاية يف الب�ساطة ‪.17‬‬
‫لقـد وَ�ضعت “ �سيكولوجية اجل�شتالت “ قواعد علمية لظاهـرة ال�شكل والأر�ضية تتلخـ�ص يف ‪:‬‬
‫‪�1 .1‬أن امل�سط����ح “ املح�ص����ور “ ميي����ل لأن يبـدو �شك ًال ‪� ،‬أما امل�ساحـ����ة الأخرى التـي حت�صر الأولـى فهي‬
‫التي تبـدو “ ك�أر�ضية “ ‪.‬‬
‫ً‬
‫‪2 .2‬الوح����دات ذات امل�ساح����ة الأ�صغ����ر متي����ل �إىل �أن تبدو �ش����كال حتى حني تكون الوح����دات الأكرب ذات‬
‫حـدود ب�سيطة ‪ ،‬وبحيث تكون ملجموع هذه الوحدات ال�صغرية والكبرية ‪ ،‬معًا ‪ ،‬حدو ٌد م�ستمرة ‪.‬‬
‫منقو�ش ف����ان احل����دود اخلارجية الت����ي تف�صل بني‬
‫ٍ‬ ‫‪3 .3‬يك����ون امل�سط����ح خالي����اً بالن�سب����ة لآخ����ر جم����او ٍر‬
‫امل�سطح��ي�ن م����ن �ش�أنه����ا �أن تخل����ق �إح�سا�ساً بان امل�ساح����ة املنقو�شة هي ال�ش����كل وان امل�ساحة اخلالية‬
‫هي الأر�ضية ‪.‬‬
‫‪4 .4‬للخربات اليومية العادية �أثر يف عالقة ال�شكل بالأر�ضية ‪.‬‬
‫‪5 .5‬ميي����ل ال�ش����كل الأب�س����ط �إىل �أن يبدو يف املقدمة عن الأكرث تعقي����داً الذي يبدو بعيداً ‪ ،‬فالتكوينات‬
‫التي متتاز بالب�ساطة هي التي ي�ستجيب لها الإن�سان وهي الأكرث قبو ًال جمالياً ‪.‬‬
‫عن�صر اللون وعالقته باخلط يف العمل الفني ‪:‬‬
‫ي�س���تعمل الفن���ان الألوان لتالئم درج���ة كل منها املعنى الذي يحمله ‪ ،‬وليكون معن���ى اللون متوافقاً مع‬
‫ذات العمل املو�ضوع الذي يعبّر عنه ‪ ،‬مما ي�ؤثر يف ح�س املتذوق ‪ .‬وقد ازداد االهتمام بدرا�سة عن�صر‬
‫اللون بو�ص���فه قيمة ت�ش���كيلية للتكوين ‪ ،‬لذا يعد من �أهم مكونات فن الر�س���م من ناحية ‪ ،‬والتكوين يف‬
‫خمتلف �أنواع الفنون من ناحية �أخرى بدءًا من جتارب “ نيوتن “ التي �أكدت �أن اللون يعتمد �إىل حد‬
‫كبري على ال�ض���وء ال�س���اقط عليه ‪ ،‬و�إن ا�س���تعمال الألوان قد يلفت ب�ص���ر الرائي اىل العمل الفني ‪� ،‬أو‬
‫‪ -14‬جورج �سانتيانا ‪ :‬الإح�سا�س باجلمال ‪ ،‬ترجمة م�صطفى بدوي ‪ ،‬مراجعة زكي جنيب حممود ‪ ،‬القاهرة ‪ ،‬مكتبة الأجنلو ‪� ، 1996 ،‬ص ‪. 75‬‬
‫‪ -15‬احمد حافظ �شعبان و فتح الباب عبد احلليم ‪ ،‬الت�صميم يف الفن الت�شكيلي ‪ ،‬عامل الكتب ‪ ،‬القاهرة ‪� ، 1984 ،‬ص ‪. 23‬‬
‫‪ -16‬بول جيوم ‪ :‬علم نف�س اجل�ش���تالت ‪ ،‬ترجمة �ص�ل�اح خميمر وعيد ميخائيل ‪ ،‬مراجعة د‪ .‬يو�س���ف مراد ‪ ،‬م�ؤ�س�س���ة �سجل العرب ‪ ،‬القاهرة ‪،‬‬
‫‪� ، 1993‬ص ‪.95 ، 91‬‬
‫‪ -17‬ح�سن �سليمان ‪ :‬م�صدر �سابق ‪� ،‬ص ‪. 20‬‬

‫األكاديمي ‪36‬‬
‫م‪ .‬م‪ .‬الهام �صبحي عبد‬ ‫اخلط وعالقته بالتكوين يف فن الر�سم املعا�صر‬

‫قد يبعد ذهنه عن �إدراك معناه ‪ ،‬فا�س���تعمال الألوان لي�س معناه ا�س���تمتاع املتلقي بالعمل الفني فقط‬
‫بل يجب ان يختار الفنان الألوان التي تكون منا�سبة للمو�ضوع الذي يتناوله ‪ ،‬فيمكن ا�ستعمال الألوان‬
‫القامتة ( منخف�ض���ة القيمة ‪ ،‬واملظلمة وقليلة الت�شبع ) لتنا�سب املو�ضوعات اجلادة والوقور ‪ ،‬بح�سب‬
‫املو�ضوع والفكرة التي يثريها ‪ ،‬وعند رغبته يف لفت نظر املتلقي اىل مو�ضوع معني ي�ستعمل لوناً رئي�ساً‬
‫‪� ،‬أم���ا بقية العنا�ص���ر في�س���تعمل �ألواناً مكملة حل���دوث التباين ‪ ،‬وميكن التحك���م يف الدرجات اللونية‬
‫ف ـ���ي العمل الفن���ي ‪ ،‬لإحداث العمق الفراغي بحيث ت����ؤدى الغر�ض الذي �أعدت من �أجله ‪ ،‬لتتنا�س���ب‬
‫معاين املو�ضوع املُثار ويحدث االن�سجام بينهما ‪ ،‬ويكـون هناك مركز جلذب االنتباه ‪� ،‬أي اجلزء املُراد‬
‫�س���يادته يف العمل الفني ‪ .‬فالفنان عندما ي�ض���ع خط���ة الألوان التي �سي�س���تعملها �إمنا يراعي الفكرة‬
‫واملو�ض���وع الذي �س���يعرب عنه ‪ ،‬وعلى ذلك فالألوان ت�ؤدي دوراً مهماً يف بن���اء العمل الفني ‪ ،‬كما ت�ؤديه‬
‫اخلطوط والأج�س���ام والظالل ‪ ، 18‬فالألوان قلما يُتذوق �أو يُ�س���تمتع بها يف حد ذاتها وعلى حدة ‪ ،‬و�إمنا‬
‫بو�صفها قيمة يف تكوين �أو بناء حمدد بخطوط ‪ ،‬فاللون يُعلي من عملية الر�ؤية ومينحها حدة وحيوية‬
‫وعمقاً ‪ ،‬فالعني حني تب�ص���ر تقوم بعملية جتميع وتركيب وهذا الرتكيب ال ي�صبح ممكناً �إالّ من خالل‬
‫الأ�ش���كال التي ت�ص���وغها اخلطوط ‪ ، 19‬وحني يكون اللون جمرداً بالعمل الفني ف�إننا ن�ص���ل �إىل قراءة‬
‫اللوحة احلديثة بطريقتني ‪� :‬أوالهما �أن الألوان ت�أ�س���رنا وت�س���تحوذ على اهتمامنا الب�صري ‪ ،‬وثانيهما‬
‫التمعن يف الر�سم ‪ .‬وبذلك يجذبنا اللون واخلط معاً ‪ ،‬ويقوداننا ‪ ،‬مما هو مبتكر ومبتدع ‪� ،‬إىل ما هو‬
‫م�س���تخل�ص م���ن املالحظة الواقعية ‪ ،‬ويحمالنا مما ميكن �إثبات���ه بالواقع �إىل ما ميك ـ ـ ــن �أن ال يدرك‬
‫�إال بال�شعور ‪.20‬‬
‫عن�صر امل�ساحة وعالقته باخلط يف العمل الفني ‪:‬‬
‫تُعد امل�س���احة وح���دة بناء مهمة يف تكوين العمل الفني ‪ ،‬فبتنوعه���ا واختالفها يختلف التقومي البنائي‬
‫للتكوين ‪ ،‬وبح�س���ب و�ضع العنا�صر وترتيبها يكون اختالفها من حيث اللون وخا�صيتها الهند�سية مما‬
‫ي����ؤدي �إىل اختالف املو�ض���وع الذي يُ���راد التعبري عنه ‪ ،‬حيث يُراع���ى اتزانها وات�س���اقها �أو تباينها �أو‬
‫ان�س���جامها ‪ ،‬وتتحق���ق الوحدة الكلية للعمل الفني ‪ ،‬بتوزيع امل�س���احات يف العم���ل الفني ي�ؤدي هذا �إىل‬
‫�إث���راء امللم�س وتناغمه ‪ ،‬وتك�س���ب �س���طحه �إيقاعاً حيوياً ت�ب�رز الكثري من قيمه اجلمالي���ة والإبداعية‬
‫ف�ضالً عن تقدم اخلطوط الفا�صلة بينها �أو امل�ضافة �إليها ‪.‬‬
‫وامل�س���احة م���ن العنا�ص���ر ذات البعدي���ن ‪ ،‬ويغلب عليها �ش���كل املربع والدائ���رة واملثل���ث و�أحياناً تكون‬
‫خمت�ص���رة �أو حم�سو�س���ة فق���ط ‪ ،‬فجمي���ع الأ�ش���كال يف العمل الفني ه���ي نتاج بني اخل���ط والدرجات‬
‫ال�ضوئية وح�صيلة امل�سافة بني امل�ساحة والفراغ ‪.‬‬
‫وتتوقف �أهمية امل�ساحة يف العمل الفني على اعتبارات عدة ‪:‬‬
‫ •عدد امل�ساحات التي تدخل يف حدود �إطار العمل الفني ‪.‬‬
‫ •�ص���غر امل�س���احات �أو كربها بالن�سبة لبع�ض���ها مع البع�ض الآخر ‪ ،‬وبالن�سبة للم�ساحة الكلية يف‬
‫العمل ‪.‬‬
‫ •موقع امل�ساحة بالن�سبة حلدود �إطار التكوين ‪.‬‬
‫ •�شكل امل�ساحات ‪ ،‬فاخلطوط اخلارجية هي التي تعطي لها �شكالً معيناً ‪.‬‬
‫ •�ألوان امل�ساحات ‪ ،‬حيث �إنه من املمكن �إحداث التباين �أو االن�سجام بينها ‪.‬‬
‫‪� -18‬أبو �صالح الألفي ‪ :‬املوجز يف تاريخ الفن ‪ ،‬القاهرة ‪ ،‬دار القلم ‪� ، 1965 ،‬ص ‪. 21‬‬
‫‪�-19‬إيروين �إدمان ‪ :‬الفنون والإن�سان ‪ ،‬ترجمة م�صطفى حبيب ‪ ،‬القاهرة ‪ ،‬مكتبة م�صر ‪� ، 1969 ،‬ص ‪. 93 ، 92‬‬
‫‪ - 20‬نعيم عطية ‪ :‬م�صدر ال�سابق ‪ ،‬الفن احلديث حماولة للفهم ‪� ،‬ص ‪. 26‬‬

‫األكاديمي‬ ‫‪37‬‬
‫م‪ .‬م‪ .‬الهام �صبحي عبد‬ ‫اخلط وعالقته بالتكوين يف فن الر�سم املعا�صر‬

‫عن�صر الفراغ وعالقته باخلط يف العمل الفني ‪:‬‬


‫عند و�ضع نقطة �سوداء داخل م�ستطيل ابي�ض ف�إنها �ست�شري �إىل الكتلة “ الكي ـ ـ ــان املوجب “ والف ـ ــراغ‬
‫املحيـ ــط به ـ ــا ه ـ ـ ـ ــو “ الكيـان ال�س���الب “ ‪ ،‬فاجل�س���م حني يو�ض���ع يف م�س���احة لن ميثل �شكالً واحداً‬
‫يف املجال الب�ص���ري ‪ ،‬و�إمنا يرتتب عليه خلق عن�ص���رين �أحدهما ذلك اجل�سم والآخر امل�ساحة الكلية‬
‫املحيطة بالعمل ‪ ،‬فاملج ــال الب�صري قـ ـ ــد �صار وعـ ـ ــاءً ‪ .‬يحمل عن�صري ـ ــن ؛ �أحدهمـ ــا “ اجل�سم “‬
‫و الآخر الفراغ ‪ 21‬الذي ي�ؤدي دوراً ن�شيطاً يف املجال الب�صري ب�صرف النظر عن لونه ‪ ،‬لذا ف�إن العمل‬
‫الناجح ال بـد �أن يقيم اعتباراً – بقد ٍر مت�سا ٍو – لكل من هذه العنا�صر الب�صرية املوجبة وال�سالبة‪.22‬‬

‫عن�صر الإ�ضاءة والظالل وعالقتهما باخلط يف العمل الفني ‪:‬‬


‫�إرتبط ال�ضوء عند الفنانني بالفراغ والف�ضاء بكتل املادة الثابتة واملتحركة ‪� ،‬إذ ميثل �أحد �أنواع الطاقة‬
‫التي حت�س بها العني ‪ ،‬ولعل ا�ستعمال ال�ضوء والظل يف الفن مبعانيهما وخ�صائ�صهما املختلفة التي ال‬
‫ت�شبه غريهما من العنا�ص���ر الإبداعية �إذ ي�سمحا با�ستخال�ص �أ�شياء متعلقة باجتاهات فكرية ت�أملية‬
‫‪ ،‬وقد ا�ستُعمل هذان العن�صران يف تكوين العمل الفني يف حقب الفن املختلفة ‪ ،‬فقبيل ع�صر النه�ضة‬
‫مل تكن الإ�ض���اءة والظالل ذات قيمة فنية يف العمل الفني �س���وى الإ�ش���ارة �إىل داللة من دالالت العمق‬
‫الفراغي لإثارة الإح�سا�س بالتج�سيم يف الأعمال الفنية ثنائية الأبعاد ‪.23‬‬
‫و ميثل الظل والنور قيمة من القيم الأ�سا�س���ية يف الفنون عرب الع�ص���ور املختلفة ‪ ،‬و�إنْ تغريت نظرة كل‬
‫من الع�ص���ور �إليهما بو�صفهما قيمة متحركة ولي�ست ثابتة ثبوتاً قاطعاً ‪ ،‬فقد تغريت الفكرة التقليدية‬
‫عن ال�ض���وء عندما �س���عى الفنان يف القرن التا�س���ع ع�ش���ر �إىل املناظر اخللوية ‪ ، 24‬ورمبا يكون املعتم‬
‫وامل�ض���يء من �أكرث العنا�ص���ر ا�س���تعماالً يف بناء العمل الفن���ي ‪ ،‬وغالباً ما يرتبط ارتباط���اً وثيقاً بلون‬
‫ال�ش���كل وقيمه ال�س���طحية ‪ . 25‬كما عُدّت الإ�ض���اءة عن�ص���راً ايجابياً وعُدّت الظالل العن�ص���ر ال�سلبي‬
‫يف العم���ل الفني ‪ .‬وحدّة الظالل ‪ ،‬هو اال�ص���طالح الذي يطلق للتعبري عن م���دى التباين �أو التدرج يف‬
‫الظالل ‪ ،‬ف�إذا كان هناك خط وا�ضح و�صريح بني منطقتي الإ�ضاءة والظالل فهناك تباين ‪ ،‬والعك�س‬
‫ف�إن���ه ل���و تداخلت مناطق الظالل تداخالً تدريجياً يف مناطق الإ�ض���اءة فهناك تدرج ‪ ،‬وقد تت�أثر حدة‬
‫الظالل بعاملني هما ‪:‬‬
‫�أ‪ -‬امل�ساحة التي ينبعث منها ال�ضوء ‪ .‬ب‪ -‬نوع الإ�ضاءة ‪.‬‬
‫�إذ ميك���ن لها �أن ت����ؤدي دوراً مهماً يف حتقيق الغايات الفنية مع بقية عنا�ص���ر التكوين فتعمل على كل‬
‫من ‪:‬‬
‫�أ ‪ -‬حتقيق ال�سيادة للمو�ضوع الرئي�س ‪ :‬ت�س���تطيع الإ�ض���اءة �إبراز املو�ضوع الرئي�س و�إعطاءه الأهمية‬
‫والأولوية للفت النظر �إليه ‪ ،‬وت�ستطيع الإ�ضاءة امل�سلّطة على اخلطوط من القيام بدور فعال يف توجيه‬
‫الب�ص���ر للمو�ضوع‪ ،‬كما ميكن للمو�ض���وع الرئي�س �أن ينال قدراً من الإ�ضاءة يزيد عما يجاوره ‪ ،‬فيبدو‬
‫وا�ضحاً عن بقيـة العنا�صر والعك�س �صحيح ‪.‬‬
‫ب ‪ -‬حتقيق التوازن ‪ :‬ويكون ذلك بتوزيع امل�س���احات الفاحتة والقامتة ‪ ،‬و�أن يو�ض���ع يف احل�سبان �أن‬
‫امل�س���احات القامتة متثل ثقالً يف جمال الإدراك الب�ص���ري ‪ ،‬فالتبادل بني الإ�ضاءة والظالل �أو التغري‬
‫‪-21‬عبد الفتاح ريا�ض ‪ :‬م�صدر �سابق ‪ ،‬التكوين يف الفنون الت�شكيلية ‪� ،‬ص ‪. 94 ، 91‬‬
‫‪ -22‬امل�صدر نف�سه ‪� ،‬ص ‪. 92‬‬
‫‪ -23‬عبد الفتاح ريا�ض ‪ :‬امل�صدر نف�سه ‪� ،‬ص ‪. 120‬‬
‫‪ -24‬عبد املعبود حممد جنيب ‪ :‬التكوين وعنا�صره ‪ ،‬ر�سالة ماج�ستري غري من�شورة ‪ ،‬كلية الفنون اجلميلة ‪ ،‬جامعة حلوان ‪� ، 1984 ،‬ص ‪. 11 ، 10‬‬
‫‪ -25‬احمد حافظ �شعبان وفتح الباب عبد احلليم ‪ :‬م�صدر �سابق ‪� ،‬ص ‪. 36‬‬

‫األكاديمي ‪38‬‬
‫م‪ .‬م‪ .‬الهام �صبحي عبد‬ ‫اخلط وعالقته بالتكوين يف فن الر�سم املعا�صر‬

‫باملتعاقب و�س���يلة من و�سائل حتقيق االتزان ‪ ، 26‬هذا ينطبق على �سائر �أنواع الفنون �سواء �أكان العمل‬
‫الفني ت�صميماً حمفوراً �أم بناءًا فنيًا �آخر ‪.‬‬
‫ج‪ -‬حتقيق الت�أثري الدرامي ‪ :‬حيث ال بد من متيز املو�ضوع بطابع درامي “ احلزن �أو اجلد �أو الوقار‬
‫�أو امل���رح �أو اخلف���ة �أو البهجة ‪ ...‬الخ “ ‪ ،‬وما يندرج حتتها من اختيار للألوان ‪ ،‬فيعب ــر عن الإ�ض���اءة‬
‫بالألوان الفاحتة والظالل ب�ألوان �شديدة القتامة ‪.‬‬
‫د‪ -‬حتقي���ق الإح�سا����س بالعم���ق الفراغي ‪ :‬ت�ؤثر الظالل يف الإح�س���ا�س بالعمق الفراغي ‪ ،‬فكلما بعد‬
‫اجل�س���م عن م�ص���در الإ�ضاءة بدت ظالله �أكرب ‪ ،‬فلأبعاد ظالل اجل�س���م ت�أثري يف �إح�سا�سنا بامل�سافة‬
‫بني اجل�س���م وم�صدر الإ�ضاءة ‪ ،‬مما يعطي الإح�س���ا�س بالبعد الثالث ‪ ،‬فكلما زاد التباين يف الإ�ضاءة‬
‫زاد ال�ش���عور بالعمق الفراغي ‪ ،‬يف حني يقل هذا ال�ش���عور لو تقاربت �ش���دة الن�صوع يف كلتا املنطقتني ‪،‬‬
‫ف�إذا ت�ساوت �شدة الن�صوع يف م�ساحتني �أدى ذلك �إىل ال�شعور بالت�سطيح ال بالعمق ‪ ،‬وقد يخرج الفنان‬
‫عمله الفني وفيه الأ�ش���كال الفاحتة والقامتة حمددة تنف�ص���ل فيها القيم اللونية ؛ عـ ــن بع�ض فتكون‬
‫�ألوانها م�سطحـ ــة �أي�ضاً ‪ ،‬وخري مثال على ذلك لوحة “ رمربانت “ وال�صلبان الثالثة ‪.‬‬

‫املبحث الثاين ‪:‬عنا�صر التكوين يف فن الر�سم‬


‫ال يقت�ص���ر دور اخلط على الأداء اخلطي الت�ش���كيلي �أو التقني بو�صفه و�سيلة تعبريية ‪ ،‬من دون النظر‬
‫�إىل القيمة الت�ش���كيلية العامة للتكوين فح�سب ‪ ،‬بل �إنه يرتبط ارتباطاً وثيقاً بعنا�صر التكوين املختلفة‬
‫كاللون وامل�س���احة والفراغ والإ�ضاءة والظالل وامللم�س ‪ ..‬الخ ‪ ،‬مما يعمل على حتقيق الإيقاع والتوازن‬
‫والتنويع ‪ ،‬وما يحدثه من �إثارة الإح�سا�س بالعمق الفراغي والت�أثري الدرامي واحلركي وغريه ‪.‬‬
‫ومن هنا فقد رتب “ مايرز “ عنا�ص���ره على النحو الآتي ‪ “ :‬اخلط الفاحت والقامت والظل والنور وهي‬
‫قيمة ظلية لونية ‪ ،‬اللون ‪ ،‬ملم�س ال�س���طح ثم �أخرياً “ ال�ش���كل “ ‪ ، 27‬و�أرجع عملية التخطيط يف العمل‬
‫�إىل هذه املقومات يف عالقات ي�ض���عها الفنان على وفق جمموعة من الأ�س�س هي ‪ :‬ال�سيطرة والتكامل‬
‫والرتديد والن�س���بة‪ ،‬ورتّبها “ هربرت ريد “ ترتيباً مل يق�ص���د به مفا�ض���لة �إحدها علـى الآخر ‪ ،‬لكنه‬
‫ق�ص���د ‪ ،‬يف هذا الرتتيب ‪ ،‬توارد هذه العنا�ص���ر بو�صفها مراحل متتالية يف ذهن الفنان ‪ ،‬فبد�أ بحجم‬
‫الأ�شكال يف امل�ساحات والظل والنور ثم االرتباط بني هذه العنا�صر بع�ضها ببع�ض ‪ ، 28‬ور�أى “ �سبن�سر‬
‫مو�سلي “ �أن التكوين ينق�سم على ثالثة عنا�صر هي ‪:‬‬
‫‪ - 1‬ال�شكل والأر�ضية ‪.‬‬
‫‪ - 2‬عنا�صر ميكن قيا�سها وهي اللون املعتم وامل�ضيء ‪.‬‬
‫‪ - 3‬عنا�ص���ر م�ش���تقة ‪ ،‬وه���ي النقطة وما ين�ش����أ عنه���ا من خطوط و�أ�ش���كال وقيم �س���طحية ‪ ، 29‬فتلك‬
‫العنا�ص���ر متد الفنان بو�س���ائل ابتكار الأ�ش���كال التي تتالءم م�ؤكدة الوحدة والتنويع والتوازن ‪ ،‬ولكل‬
‫عن�ص���ر خ�صائ�ص���ه الذاتية يف حدوده و�إمكاناته ‪ ،‬والفنان يختار منها ما ي�شاء تبعاً لطبيعة املو�ضوع‬
‫ال���ذي يري���د �أن يعبّر عنه تبعاً ل�س���يطرته على ما يحيط به ‪ ، 30‬فال�ش���كل الفن���ي وتناغـم خطوطه �إمنا‬
‫يرجع �إىل م�سائل تتعلـق باالرتياح الب�صري ‪ ،‬فقد يكون التكوين ثابتاً �أو م�ستقراً �أو ديناميكياً مثرياً‪،31‬‬
‫‪ -26‬م�صدر �سابق ‪� ،‬ص ‪. 37‬‬
‫‪ -27‬برنارد مايرز ‪ :‬الفنون الت�ش���كيلية كيف نتذوقها ‪ ،‬ترجمة �س���عد املن�ص���وري و �س���عد القا�ض���ي ‪ ،‬القاهرة ‪ ،‬وزارة العلم امل�ص���رية وم�ؤ�س�سة‬
‫فرانكلني للطبع والن�شر ‪� ، 1966 ،‬ص ‪. 325‬‬
‫‪ -28‬هربرت ريد ‪ ،‬معنى الفن ‪ ،‬ترجمة �سامي خ�شبة ‪ ،‬القاهرة ‪ ،‬دار الكتاب العربي للطباعة والن�شر ‪� ، 1968 ،‬ص ‪. 63‬‬
‫‪29- Spencer Mosely : Grafts Design Word Sworth Puplishing Company – Inc – Belmont , P. 75 .‬‬
‫‪� -30‬أبو �صالح الألفي ‪ :‬م�صدر �سابق ‪� ،‬ص ‪. 22‬‬
‫‪ -31‬هربرت ريد ‪ :‬الفن اليوم ‪ ،‬ترجمة حممد فتحي و جرج�س عبده ‪ ،‬ط‪ ، 3‬القاهرة ‪ ،‬دار املعارف ‪� ، 1981 ،‬ص ‪. 51‬‬

‫األكاديمي‬ ‫‪39‬‬
‫م‪ .‬م‪ .‬الهام �صبحي عبد‬ ‫اخلط وعالقته بالتكوين يف فن الر�سم املعا�صر‬

‫وقد ارتبط اخلط بو�ص���فه عن�صراً �أ�سا�س���ياً للتكوين ببقية العنا�صر املختلفة ‪ ،‬فيكمل كل منها الآخر‬
‫خلدمة الفكرة �أو املو�ضوع الذي يتناوله العمل ‪ ،‬ف�إذا كان اخلط هو الهيكل البنائي ف�إن بقية العنا�صر‬
‫تر�سم ال�صورة النهائية للعمل ‪ ،‬ومتثل املبادئ الأ�سا�سية والركائز البنائية التي يعتمد عليها التكوين‪.‬‬
‫ويعتمد التكوين الناجح على مدى ب�س���اطة عنا�ص���ره وتنا�سقها لتكوّن ‪ ،‬يف جمملها ‪ ،‬عمالً ت�شكيلياً ذا‬
‫قيمة جمالية ومت�ضمناً للفكرة التي يريد الفنان ان يعبّر عنها ‪ ،‬ي�شرح “ موري�س ديني ذلك بقوله “ ‪:‬‬
‫“ �إنه من �أجل توحيد عنا�صر متنوعة يف تكوين مت�آلف فال بد من الب�ساطة التي ال تكون على ح�ساب‬
‫�أجزاء معينة من ال�ش���يء �إمنا الغر�ض هو التب�س���يط باملعنى الذي ميكن به فهم ال�شيء و�إدراكه ‪ ،‬و�أن‬
‫تكون كل ال�صورة حمكومة بالإيقاع الذي ي�أخذ مكانه على الطريق “ ‪.32‬‬
‫خ�صائ�ص التكوين ‪:‬‬
‫�إن اختيار اخلط املُ�سيطر على التكوين �أو نوع التكوين تكون له خ�صائ�صه الفنية التي ترتبط ب�شكله ‪� ،‬أهمها ‪:‬‬
‫اجتذاب النظر ‪ :‬ويكون نتيجة ال�ش���كل الذي يكون عليه التكوين �س���واء �أكان “ هرمياً �أم دائرياً “ �أم‬
‫�إ�ش���عاعياً �أم حلزونياً ‪ ..‬الخ ‪ ،‬وكلما متيز التكوين العام بالب�س���اطة ازدادت قدرته على جذب النظر‪،‬‬
‫وال تتحك���م فيه اخلطوط الرئي�س���ة فقط ‪ ،‬ب���ل �إن توزيع الألوان داخـل امل�س���احة عامـل مهـم الجتذاب‬
‫الب�صر نحو العمل الفني �أي�ضاً ‪.‬‬

‫الأ�ساليب الفنية ل�صياغة التكوين ‪:‬‬


‫كلمة “ �أ�سلوب ‪� “ Style -‬إحدى امل�صطلحات الكثرية يف النظرية اجلمالية ‪ ،‬وقد قُ�صدت بها �أ�شياء‬
‫خمتلف���ة يف خمتل���ف الفن���ون ‪ ،‬وامتد معناه���ا �إىل “ طريقة الكتابة �أو التعبري “ وحتت هذه الأ�س���ماء‬
‫املختلف���ة متي���ز عدد كبري من �أنواع الأ�س���اليب والأمناط الفنية مثل الأ�س���لوب الواقع���ي �أو اخليايل �أو‬
‫�ألت�أثريي ‪ ..‬الخ ‪ ،‬فتفهم هذه الأ�ساليب والأمناط على �أ�س�س خمتلفة ‪ ،‬بع�ضها خا�ص باالجتاه الغالب‪،‬‬
‫وبع�ض���ها يتعلق بنوع التكوين ال�ش���كلي ‪� ،‬أما املفهوم الأحدث لذلك امل�ص���طلح فهو طريقة التعبري فـي‬
‫اختي���ار الأف���كار واالجتاهات ‪ ،‬فالأعمال الفنية �س���واء �أكان���ت جيدة �أم رديئة �أم عادي���ة لها يف الأقل‬
‫بع�ض خ�ص���ائ�ص �أ�سلوب �أو �أ�س���اليب متعددة ‪ ،‬ففكرة �أ�سلوب معني هـي طريقة و�صف الأعمال الفنية‬
‫وت�صنيفها ال تقييمها ‪.33‬‬
‫يرى “ �إرن�ست في�شر “ �أن الأ�سلوب الذي ي�ستعمله الفنان يف عمله ما هو �إالّ قوة لها ا�ستقاللها الذاتي‬
‫تتحكم يف كل ما عداها ‪ ، 34‬وعلى هذا ف�إن الأ�سلوب منط من الأمناط الفنية يختلف عن بع�ض الأنواع‬
‫الأخ���رى يف �أن���ه يت�ض���من جمموعة متكررة ‪� ،‬أو مركباً متكرراً من ال�س���مات يف الفن يت�ص���ل بع�ض���ها‬
‫بالبع�ض الآخر ‪ ،‬وهي طريقة خا�صة الختيار عنا�صر العمل الفني وتنظيمها ‪ ،‬ميكن تكرارها وتنويعها‬
‫فـ ــي منتجات كثرية خمتلفة ‪ ،‬ومـ ــن ثم ف�إن الأ�س���لوب ميكّننا من ت�ص���نيف و و�ص���ف الأعمال الفنية‬
‫املختلف���ة ‪ .‬وخال�ص���ة القول ‪ ،‬ف�إن كل �أ�س���لوب فني ما هو �إالّ طريقة مميزة ملعاجل���ة �أو تنويع واحد �أو‬
‫�أكرث من الأمناط التكوينية ‪ ،‬وهو تفاعل عوامل كثرية ت�شمل تلك التي يف البيئة الطبيعية واالجتماعية‬
‫والثقافية ‪ ،‬وحتديد �أ�س���لوب من الأ�ساليب ال ي�شمل فقط �سمات ال�شكل املح�سو�س واملعنى املُدرك ‪ ،‬بل‬
‫ي�ش���تمل �أي�ض���اً على املواد والأدوات وطرائق الأداء التي قد ال تظهر مبا�ش���رة يف ال�شكل النهائي للعمل‬
‫‪ -32‬ح�سن حممد ح�سن ‪ :‬مذاهب الفن املعا�صر ‪ ،‬دار الفكر العربي ‪ ،‬القاهرة ‪� ، 1985 ،‬ص ‪. 109‬‬
‫‪ -33‬توما�س مونرو ‪ :‬التطور يف الفنون ‪ ،‬ترجمة عبد العزيز توفيق جاويد ‪ ،‬ج‪ ، 2‬القاهرة ‪ ،‬الهيئة امل�صرية العامة للكتاب ‪� ، 1972 ،‬ص ‪. 106‬‬
‫‪� -34‬إرن�ست في�شر ‪� ،‬ضرورة الفن ‪ ،‬ترجمة ا�سعد حليم ‪ ،‬ط ‪ ، 8‬القاهرة ‪ ،‬الهيئة امل�صرية العامة للكتاب ‪� ، 1986 ،‬ص ‪. 198‬‬

‫األكاديمي ‪40‬‬
‫م‪ .‬م‪ .‬الهام �صبحي عبد‬ ‫اخلط وعالقته بالتكوين يف فن الر�سم املعا�صر‬

‫األكاديمي‬ ‫‪41‬‬
‫م‪ .‬م‪ .‬الهام �صبحي عبد‬ ‫اخلط وعالقته بالتكوين يف فن الر�سم املعا�صر‬

‫الفني ‪ ،‬فبع�ض الأ�س���اليب ق�ص�ي�رة العمر “ كامل�ستقبلية “ ‪ 35‬يف الت�ص���وير ‪ ،‬وبع�ضها يدوم قروناً مثل‬
‫“ العمارة الدورية “ ‪ . 36‬ففي القرن الع�شرين �أ�صبح االهتمام بالأ�ساليب �شديداً �إىل درجة حماولة‬
‫ت�س���مية الأ�ساليب املعا�صرة وت�ص���نيفها بالتف�صيل يف مراحلها التجريبية الأوىل ‪ ،‬وتتوقع يف �شغف ما‬
‫يحدث يف الأ�س���لوب من تغريات يف امل�ستقبل واجلمع بني �أ�س���لوبني �أو �أكرث يف العمل الفني نف�سه لي�س‬
‫بال�ش���يء ال�ش���اذ ‪ ،‬بل هو �ش���ائع يف الفن احلديث ‪ .‬عند �إقدام الفنان على �إجناز عمله الفني ال بد له‬
‫من فهم القواعد والأ�ش���كال والأ�س���اليب التي ي�س���تطيع من خاللها �أن ي�سيطر على خامته و�إخ�ضاعها‬
‫لإرادت���ه ‪ ،‬فعمل���ه الفني ه���و نتيجة حتمي���ة خلرباته وجتارب���ه ‪� ،‬إذ �إن الفنان الناجح ه���و الذي يحول‬
‫امل�شاعر والأفكار �إىل مو�ضوعات لأعماله الفنية ‪.‬‬

‫دالالت الفراغ يف العمل الفني ‪:‬‬

‫يعم���ل �إطار اللوحة على �إظهار حدود الفراغ �س���واء �أكان فراغاً �أمامي���اً �أم خلفياً �أم علوياً ‪ ،‬وقد ميتد‬
‫الفراغ �ض���من هذه احلدود ح�س���ياً وذلك بالن�سبة للمو�ضوع الذي ت�ش���مله اللوحة ‪ ،‬فمن الأخطاء التي‬
‫يق���ع فيها الفنان �أن ي�س���يء ا�س���تعمال امل�س���احات ‪ ،‬ك�أن يرتك فراغ���اً كبرياً ال يعرب ع���ن معنى ‪� ،‬أو ال‬
‫يرتك فراغاً كان من الواجب �إيجاده ‪ ،‬فالفراغ �أمام املو�ضوع قد يقوّي الإح�سا�س باحلركة والإح�سا�س‬
‫باجتاهها ‪.‬‬
‫وللفراغ مدلول زمني ‪ ،‬فزيادته �أمام الوجه ترمز �إىل امل�س���تقبل ‪ ،‬فحدود ال�ص���ورة تعرب تعبرياً رمزياً‬
‫عن احلياة ‪ ،‬والفراغ الأمامي يرمز �إىل امل�س���تقبل واخللفي يرمز �إىل املا�ض���ي ‪ ،‬ولي�س من الالزم �أن‬
‫يكون الفراغ الأمامي ذا داللة على حياة الإن�سان فقط ‪ ،‬بل قد يدل �أي�ضاً على حياة الفكر ‪� ،‬أو ا�ستمرار‬
‫املبادئ التي و�ضعها الفرد ‪ ،‬وقد يكون و�سيلة لت�سجيل احلقائق “ مثل ذلك الذي يعلو املباين “ بهدف‬
‫�إثارة الإح�سا�س بحقيقة ارتفاع املبنى ‪ ،‬وميكن تق�سيم الدالالت الب�صرية على ق�سمني هما ‪:‬‬

‫‪1 .1‬الدالالت التي ت�ؤدي �إىل الإح�سا�س بالعمق ‪ ،‬وهي ت�شمل ‪ :‬الإ�ضاءة والظالل والأحجام الظاهرية‬
‫واحلقيقية للأ�شكال ‪ .‬وتكيف العني على وفق بعد الأج�سام عنها ي�ؤدي �إىل ال�شعور بالبعد الثالث‬
‫و و�ضع الأج�سام يف العمل الفني على وفق خط الأفق ‪.‬‬
‫‪2 .2‬ال���دالالت املرتبط���ة بالنظر بالعينني معاً وهي ت�ش���مل ‪ “ :‬تالقي خط���ي البعد “ ‪ ،‬حيث يتوازيان‬
‫عند النظر جل�س���م بعيد ‪ ،‬ويتالقيان عند قرب اجل�س���م نحو العني ‪ ،‬واالختالف بيـن ال�صورتني‬
‫اللتني ت�س���تقبلهما العينـان ‪ ،‬فعند نظرنا �إىل ج�س���م معني بالعني اليمنى ‪ ،‬ثم نظرنا �إليه بالعني‬
‫الي�س���رى لوجدن���ا فيه اختالفاً بني ما ت���راه كل عني على حدة وذلك نتيجة الو�ض���ع البيني لهذا‬
‫اجل�سم ‪.‬‬

‫‪ -35‬امل�س���تقبلية ‪ :‬حرك���ة يف الفن واملو�س���يقى والأدب ب���د�أت يف « تورنتو « ب�إيطاليا ع���ام ‪ 1910‬ومتيزت مبحاولة التعبري ال�ش���كلي عن الطاقة‬
‫الديناميكية والعمليات الآلية التي يت�سم بها الع�صر احلديث ‪.‬‬
‫‪ -36‬توما�س مونرو ‪ :‬م�صدر �سابق ‪� ،‬ص ‪. 106 ، 98‬‬

‫األكاديمي ‪42‬‬
‫م‪ .‬م‪ .‬الهام �صبحي عبد‬ ‫اخلط وعالقته بالتكوين يف فن الر�سم املعا�صر‬

‫ما �أ�سفر عنه الإطار النظري من م�ؤ�شرات‬

‫‪1.1‬للإح�سا�س بوحدة التكوين ال بد من ربط جُزْ�أَي العمل الفني العلوي وال�سفلي ‪.‬‬
‫‪�2.2‬إن زيادة اخلطوط الر�أ�سية يف العمل الفني تزيد من الإح�سا�س بالقوة وال�صالبة ‪.‬‬
‫‪3.3‬للتنظيم الكلي قيمة جمالية �إىل جانب �أن ال�ش���كل يعمل على �ض���بط الإدراك الب�ص���ري للم�ش���اهد‬
‫ويوجه انتباهه �إىل اجتـاه معني ‪.‬‬
‫‪4.4‬للون دور مهم يف العمل الفني فهو ي�ؤثر يف �إح�سا�س املتذوق ‪.‬‬
‫‪5.5‬للظل وال�ضوء قيمة من القيم الأ�سا�سية يف الفنون عرب الع�صور املختلفة ‪.‬‬
‫‪6.6‬يُعد الظل العن�صر ال�سلبي يف العمل الفني ‪.‬‬
‫‪7.7‬ي�ؤثر الظل يف الإح�سا�س بالعمق الفراغي فكلما بعد اجل�سم عن م�صدر ال�ضوء بدت ظالله اكرب ‪.‬‬
‫‪8.8‬لكل فنان �أ�سلوبه اخلا�ص به ليعبّر عن �أفكاره ‪.‬‬
‫‪9.9‬ال يعد اخلط و�س���يلة تعبريية دون النظر �إىل القيمة الت�شكيلية العامة للتكوين و�إمنا ارتبط ارتباطاً‬
‫وثيقـ ـ ـاً بعنا�صر التكوين كاللون ‪ ،‬امل�ساحة ‪ ،‬الفراغ ‪ ،‬الإ�ضاءة ‪ ،‬الظالل ‪ ،‬امللم�س ‪ ... ،‬الخ ‪.‬‬

‫األكاديمي‬ ‫‪43‬‬
‫م‪ .‬م‪ .‬الهام �صبحي عبد‬ ‫اخلط وعالقته بالتكوين يف فن الر�سم املعا�صر‬

‫الف�صل الثالث‪�:‬إجراءات البحث‬


‫‪1.1‬جمتم����ع البحث ‪ :‬ي�ش���تمل على الأعمال الفنية �ض���من املدار�س الآتية (التعبريي���ة التجريدية ‪ ،‬والبوب‬
‫�آرت ‪ ،‬والأوب �آرت) ‪.‬‬
‫‪2.2‬عينة البحث ‪ :‬و�شملت ثالثة �أعمال لكل مدر�سة عمل واحد اختري ب�شكل ع�شوائي ‪.‬‬
‫‪3.3‬منهج البحث ‪ :‬ا�ستخدمت الباحثة منهج التحليل الو�صفي ‪.‬‬
‫‪4.4‬حتليل العينات ‪:‬‬

‫‪ -1‬عينة رقم ‪1‬‬


‫للفنان مارك روثكو ‪ -‬زيت على كانڤا�س‬
‫املدر�سة التعبريية التجريدية‬
‫ا�س���تخدم الفن���ان تقنية �إظهار ت�س���طيحية تتنا�س���ب مع ال�ش���كل التجريدي ومل‬
‫ي�س���تعمل التدرج اللوين لإظهار ال�ش���كل الهند�س���ي ‪ ،‬فعن طري���ق تفعيل اللون ‪،‬‬
‫والف�ض���اء ‪ ،‬وامللم����س ‪ ،‬والعالقات اللونية خلق هذه الأ�ش���كال الهند�س���ية ‪ ،‬فهنا‬
‫ميتد ال�ش���كل للو�ص���ول �إىل معاين روحية ‪ ،‬وقد ا�س���تخدم م�س���احات ت�سطيحية‬
‫لوني���ة ليكوّن �أ�ش���كاالً هند�س���ية ويحق���ق انفتاحاً ت�أويلي���اً ملعاين هذه الأ�ش���كال‬
‫التجريدي���ة ‪ ،‬ف�أعماله ذات طابع مفاهيمي ؛ يف�ص���ل بها الأفكار عن الأ�ش���كال‬
‫الواقعية ‪ ،‬وقد ا�ستخدم �أ�شكاالً هند�سية بحجوم كبرية وحقول لونية غلب عليها‬
‫�شكل امل�ستطيل ب�شكله العمودي و الأفقي وقد ف�صل بني الألوان بخطوط عمودية‬
‫و�أفقية �أي�ض���اً و�أعطاها اللون الأحمر ليوحي لنا بالأ�ش���كال املعمارية ‪ ،‬ونالحظ‬
‫ارتب���اط الفن���ان بالطبيعة م���ن خالل ا�س���تعماله للأل���وان الزاهية كالأخ�ض���ر‬
‫والأ�ص���فر املائ���ل للربتق���ايل ال���ذي له امل�س���احة الأك�ب�ر يف هذا العم���ل الفني ‪،‬‬
‫ف�أعماله توحي بال�سكينة واال�ستقرار ‪ .‬وخلى العمل من الظل وال�ضوء ‪.‬‬

‫‪ -2‬عينة رقم ‪2‬‬


‫مدر�سة البوب �آرت‬
‫ا�س���تخدم الفنان �شكالً هند�س���ياً وهو املربع‬
‫‪ ،‬وق�س���ّمه على �س���تة م�س���تطيالت مت�س���اوية‬
‫قطع���ت بخط���وط �أفقي���ة وعمودية‪ ،‬و و�ض���ع‬
‫فيه �ش���كالً واحداً لفتاة ‪ ،‬وتكرر هذا ال�ش���كل‬
‫نف�سه يف امل�س���تطيالت ال�ستة ‪ ،‬وهنا نالحظ‬
‫�أن الفنان ا�ستخدم �أ�سلوب التكرار يف ال�شكل‬
‫ومل ي�ؤكد هنا الظل وال�ض���وء ‪ ،‬وا�ستخدم لكل‬
‫م�س���تطيل لونًا يختلف عن الآخر مثل الأحمر‬
‫والأخ�ضر والأزرق والوردي ‪.‬‬

‫األكاديمي ‪44‬‬
‫م‪ .‬م‪ .‬الهام �صبحي عبد‬ ‫اخلط وعالقته بالتكوين يف فن الر�سم املعا�صر‬

‫‪ -3‬عينة رقم ‪3‬‬


‫للفن��ان فيكت��ور فا�ساريل��ي ‪ -‬زي��ت على‬
‫كانڤا�س ‪ -‬مدر�سة الأوب �آرت ‪1968 -‬‬
‫ال�ش���كل عب���ارة ع���ن مرب���ع كب�ي�ر قُ�س���ّم �إىل‬
‫مربع���ات �ص���غرية على �ش���كل �ش���بكة تتقاطع‬
‫فيها اخلطوط الأفقية والعمودية وقد ت�س���اوت‬
‫املربع���ات املوازية للأ�ض�ل�اع الأربعة باحلجم‬
‫واندفع ال�ش���كل من الو�سط �إىل الأمام باجتاه‬
‫املتلق���ي ك�أنه كرة ‪ ،‬وا�س���تخدم الفن���ان عدداً‬
‫م���ن الأل���وان ‪ ،‬الأحم���ر للخطوط الت���ي كوّنت‬
‫ال�ش���كل ‪� ،‬أما الرتكواز فكان اللون الذي مُ ِلئت‬
‫به امل�س���احات املحيطة ‪ ،‬وترك���ز اللون الأزرق‬
‫لإظه���ار ال�ش���كل الك���روي ‪ ،‬و�أظه���رت حرك���ة‬
‫املربعات الهند�س���ية البُعد الب�ص���ري لهذا ال�ش���كل الهند�س���ي ‪ ،‬ونالحظ كذلك �أن الدائرة قد احتلت‬
‫امل�ساحة الأكرب يف هذا ال�شكل ‪ .‬وكذلك فقد خال العمل من الظل وال�ضوء ‪.‬‬

‫النتائج‬
‫‪1 .1‬ا�ستعمال الأ�شكال الهند�سية للأعمال الفنية ‪.‬‬
‫‪2 .2‬عدم الرتكيز على الظل وال�ضوء ‪.‬‬
‫‪3 .3‬ا�ستعمال اخلطوط الأفقية والعمودية ‪.‬‬
‫‪4 .4‬ا�ستعمال الألوان الزاهية كالأخ�ضر والأ�صفر والربتقايل والأحمر والأزرق والوردي ‪.‬‬
‫‪5 .5‬االختزال والتب�سيط يف التعبري ‪.‬‬

‫اال�ستنتاجات‬
‫‪1 .1‬حتقيق فكرة الإيهام الب�ص���ري من خالل ا�ستعمال اخلطوط الأفقية والعمودية املتقاطع بع�ضها‬
‫مع بع�ض ‪.‬‬
‫‪2 .2‬اعتمادهم الرتكيز على اخلط لإظهار ال�شكل ‪.‬‬
‫‪3 .3‬ا�ستعمال اخلطوط الأفقية والعمودية لغر�ض �إظهار ال�شكل بو�ضوح ‪.‬‬

‫األكاديمي‬ ‫‪45‬‬
‫‪ -13‬زكري����ا �إبراهي����م ‪ :‬فل�س����فة الفن يف الفكر املعا�ص����ر ‪،‬‬ ‫قائمة امل�صادر‬
‫القاهرة ‪ ،‬دار م�صر للطباعة ‪. 1966 ،‬‬
‫‪� -14‬ص��ب�ري من�صور ‪ :‬الفن الفرعوين والقيم الت�شكيلية ‪،‬‬
‫‪� -1‬أبو �ص����الح الألفي ‪ :‬املوجز يف تاري����خ الفن ‪ ،‬القاهرة ‪،‬‬
‫جملة الهالل ‪ ،‬القاهرة ‪� ،‬أبريل ‪. 1985‬‬ ‫دار القلم ‪. 1965 ،‬‬
‫‪ -15‬عب����د الفتاح ريا�ض ‪ :‬التكوين يف الفنون الت�ش����كيلية ‪،‬‬
‫‪� -2‬أحم����د حاف����ظ �ش����عبان و فت����ح الب����اب عب����د احلليم ‪،‬‬
‫القاهرة ‪ ،‬دار النه�ضة العربية ‪ ،‬ط‪. 1973 ، 1‬‬
‫الت�ص����ميم يف الف����ن الت�ش����كيلي ‪ ،‬عامل الكت����ب ‪ ،‬القاهرة ‪،‬‬
‫‪ -16‬عب����د املعب����ود حمم����د جني����ب ‪ :‬التكوين وعنا�ص����ره ‪،‬‬ ‫‪. 1984‬‬
‫ر�س����الة ماج�س����تري غري من�ش����ورة ‪ ،‬كلية الفن����ون اجلميلة ‪،‬‬
‫‪� -3‬إرن�ست في�شر ‪� ،‬ضرورة الفن ‪ ،‬ترجمة ا�سعد حليم ‪ ،‬ط‬
‫جامعة حلوان ‪. 1984 ،‬‬
‫‪ ، 8‬القاهرة ‪ ،‬الهيئة امل�صرية العامة للكتاب ‪. 1986 ،‬‬
‫‪ -17‬فريدري����ك مال����ز ‪ :‬الر�س����م كيف نتذوقه – عنا�ص����ر‬
‫‪� -4‬إيروين �إدمان ‪ :‬الفنون والإن�س����ان ‪ ،‬ترجمة م�ص����طفى‬
‫التكوي����ن ‪ ،‬ترجم����ة ه����ادي الطائ����ي ‪ ،‬ط‪ ، 1‬بغ����داد ‪ ،‬دار‬
‫حبيب ‪ ،‬القاهرة ‪ ،‬مكتبة م�صر ‪. 1969 ،‬‬
‫ال�ش�ؤون الثقافية العامة ‪� ، 1963 ،‬ص ‪. 226‬‬
‫‪ -5‬برنارد مايرز ‪ :‬الفنون الت�شكيلية كيف نتذوقها ‪ ،‬ترجمة‬
‫‪ -18‬ناث����ان نوبل����ر ‪ :‬حوار الر�ؤية ‪ ،‬ترجم����ة ‪ /‬فخري خليل‬
‫�س����عد املن�صوري و �سعد القا�ض����ي ‪ ،‬القاهرة ‪ ،‬وزارة العلم‬
‫‪ ،‬الطبع����ة الأوىل ‪ ،‬ب��ي�روت ‪ -‬لبن����ان ‪ ،‬امل�ؤ�س�س����ة العربيـ����ة‬
‫امل�صرية وم�ؤ�س�سة فرانكلني للطبع والن�شر ‪. 1966 ،‬‬
‫للدرا�سات والن�شر ‪. 1992 ،‬‬
‫‪ -6‬ب����ول جي����وم ‪ :‬عل����م نف�س اجل�ش����تالت ‪ ،‬ترجمة �ص��ل�اح‬
‫‪ -19‬نعيم عطية ‪ :‬الفن احلديث حماولة للفهم “ �سل�س����لة‬
‫خميمر وعيد ميخائيل ‪ ،‬مراجعة د‪ .‬يو�سف مراد ‪ ،‬م�ؤ�س�سة‬
‫اقر�أ “ القاهرة ‪ ،‬دار املعارف ‪. 1982 ،‬‬ ‫�سجل العرب ‪ ،‬القاهرة ‪. 1993 ،‬‬
‫‪ -20‬هرب����رت ريد ‪ :‬الف����ن اليوم ‪ ،‬ترجم����ة حممد فتحي و‬
‫‪ -7‬توما�س مونرو ‪ :‬التطور يف الفنون ‪ ،‬ترجمة عبد العزيز‬
‫جرج�س عبده ‪ ،‬ط‪ ، 3‬القاهرة ‪ ،‬دار املعارف ‪.1981 ،‬‬
‫توفي����ق جاوي����د ‪ ،‬ج‪ ، 2‬القاه����رة ‪ ،‬الهيئة امل�ص����رية العامة‬
‫‪ -21‬هرب����رت ريد ‪ ،‬معنى الفن ‪ ،‬ترجمة �س����امي خ�ش����بة ‪،‬‬ ‫للكتاب ‪. 1972 ،‬‬
‫القاهرة ‪ ،‬دار الكتاب العربي للطباعة والن�شر ‪.1968 ،‬‬
‫‪ -8‬ج����ورج �س����انتيانا ‪ :‬الإح�س����ا�س باجلم����ال ‪ ،‬ترجم����ة‬
‫‪ -22‬و�سام مرق�ص ‪ :‬عنا�صر الفن ‪ ،‬ملزمة درا�سية لطلبة‬
‫م�صطفى بدوي ‪ ،‬مراجعة زكي جنيب حممود ‪ ،‬القاهرة ‪،‬‬
‫ال�ص����ف الأول ‪ ،‬ق�س����م الفن����ون الت�ش����كيلية ‪ ،‬كلي����ة الفنون‬ ‫مكتبة الأجنلو ‪. 1996 ،‬‬
‫اجلميلة ‪ ،‬جامعة بغداد ‪.‬‬
‫‪ -9‬جوزي����ف مانيللي ‪ :‬التكوين يف ال�ص����ورة ال�س����ينمائية ‪،‬‬
‫‪23- E. J. Tomosch : A foundation For‬‬ ‫ترجمة ها�شم النحا�س ‪ ،‬د‪.‬ب ‪ ،‬د‪.‬ن ‪ ،‬د‪.‬ت ‪.‬‬
‫‪ -10‬جيورجي جات�ش����ف ‪ :‬الوعي والف����ن ‪ ،‬ترجمة د‪ .‬نوفل ‪Expressive Drawing , Buressbublishing‬‬
‫‪Company , U. S. A. , 1983 .‬‬ ‫ني����وف ‪ ،‬عل����م املعرفة (‪ ، )146‬الكوي����ت ‪ ،‬املجل�س الوطني‬
‫‪24- Spencer Mosely : Grafts Design‬‬ ‫للثقافة والفنون والآداب ‪. 1990 ،‬‬
‫‪ -11‬ح�س����ن �س����ليمان ‪� :‬س����تلوجيا اخلط����وط ‪( ،‬كيف نقر�أ – ‪Word Sworth Puplishing Company‬‬
‫‪Inc – Belmont .‬‬ ‫ال�صورة) ‪ ،‬القاهرة ‪ ،‬دار الكتاب العربي للطباعة والن�شر‬
‫‪25- Wendell C. Crow : Commanic -‬‬ ‫‪. 1967 ،‬‬
‫‪ -12‬ح�س����ن حمم����د ح�س����ن ‪ :‬مذاهب الفن املعا�ص����ر ‪ ،‬دار ‪tion Graphics , ( Newjersey Tice Hall‬‬
‫) ‪, Inc , 1986‬‬ ‫الفكر العربي ‪ ،‬القاهرة ‪� ، 1985 ،‬ص ‪. 109‬‬

‫األكاديمي ‪46‬‬

You might also like