You are on page 1of 38

Global Proceedings Repository

American Research Foundation


http://arab.kmshare.net/
ISSN 2476-017X

Available online at http://proceedings.sriweb.org

The Ninth International Scientific Academic Conference


Under the Title “Contemporary trends in social, human, and natural sciences”
‫املؤمتر العلمي االكادميي الدويل التاسع‬

"‫ والطبيعية‬،‫ االنسانية‬،‫حتت عنوان " االجتاهات املعاصرة يف العلوم االجتماعية‬

‫ اسطنبول – تركيا‬- 8171 ‫ يوليو – متوز‬71 - 71


http://kmshare.net/isac2018/

The aesthetics of visual arts in the light of technological


developments
. M. Dr . Hamdiya Kazem Roudan Al Mamouri
Doctor in the Department of Art Education
Faculty of Fine Arts - Babylon University
The Republic of Iraq
Hamdiya kadhum @gmail.com
Research Summary
Technology has imposed a new reality of life and created new visions, accompanied by
social variables that have been reflected In one form or another on all the arts, including
art, the artist interacted with the tools of his time, and ridiculed To serve his work and
ideas, produced the civilization of the image, we note a few years ago sweep all technical
means Areas of creativity. Openness to technology has provided a wide range and a huge
boom in artistic mobility. And pay The artist to constantly search for the nature of art and
its forms and patterns developed in accordance with the evolution echnology necessarily
dominates the simple life scene as it dictates intellectually conscious and unconscious

854
Global Proceedings Repository
American Research Foundation
http://arab.kmshare.net/
ISSN 2476-017X

Available online at http://proceedings.sriweb.org

ways of thinking. All aspects of science, including humanitarian approaches, have become
influenced by technological development.
The current research consists of four chapters. The first chapter of the research includes a
definition of the research problem, which was determined by answering the following
question: What are the aesthetic values created by the developments Technology in the
visual arts) and the importance and need for research. The objective of the research was
identified (by identifying the aesthetic values of technological developments in the visual
arts). The researcher has identified .
The most important terms in the research The second chapter was included
The first two topics represent technological developments and their relation to the
transformations of modern thought.
The second topic is dealt with. Contemporary visual arts systems of aesthetic work.
The third chapter included the research procedures and ensure the research community
and sample selection and analysis of (5) models.
The fourth chapter contains the most important findings and conclusions and the most
important results

‫جماليات الفنون البصرية في ضوء المستجدات‬


‫التكنولوجية‬
‫ حمدية كاظم روضان المعموري‬. ‫ د‬.‫ م‬.
‫دكتورة في قسم التربية الفنية‬
‫ جامعة بابل‬-‫كلية الفنون الجميلة‬
‫جمهورية العراق‬
Hamdiya kadhum @gmail.com

854
‫‪Global Proceedings Repository‬‬
‫‪American Research Foundation‬‬
‫‪http://arab.kmshare.net/‬‬
‫‪ISSN 2476-017X‬‬

‫‪Available online at http://proceedings.sriweb.org‬‬

‫ملخص البحث‬
‫لقد فرضت التكنولوجيا واقعًا جديدًا للحياة وأفرزت رؤى جديدة صاحبتها متغيرات اجتماعية انعكست‬
‫بشكل أو بآخر على الفنون كافة‪ ,‬ومنها الفن التشكيلي ‪ ,‬فقد تفاعل الفنان مع أدوات عصره ‪ ,‬وسخرها‬
‫لخدمة عمله وأفكاره ‪ ,‬أنتجت حضارة الصورة‪ ,‬فنالحظ منذ بضعة سنوات اكتساح الوسائل التقنية كل‬
‫مجاالت اإلبداع‪ .‬وقد أتاح االنفتاح على التكنولوجيا مجاالً واسعاً وطفرة هائلة في الحركاة الفنية‪ .‬ودفع‬
‫الفنان إلى البحث باستمرار عن ماهية الفن وعن أشكاله وأنماطه المستحدثة تبعًا لما يعيشه من تطور‬
‫تكنولوجي يهيمن بالضرورة على المشهد الحياتي البسيط كما يملي على العقول أساليب فكرية وردود‬
‫أفعال واعية وغير واعية ‪ .‬لقد أصبحت كل أوجه العلوم بما فيها المقاربات اإلنسانية متأثرة بالتطور‬
‫التقني ‪.‬‬
‫البحأأث الحأأالي مأأن أربعأأة فصأأول تضأأمن الفصأأل ا ول مأأن البحأأث تعريف أاً بمشأأكلة البحأأث والتأأي‬ ‫ويتأأأل‬
‫تشأ أ وكلت طروح أأات الفه أأم الجم أأالي للتكنولوجي أأا‬ ‫تح أأددت م أأن خ أأالل اإلجاب أأة عل أأى السأ أؤال الت أأالي ‪ (:‬كيأ أ‬
‫البحأأث فقأأد تأأم‬ ‫الحديثأأة فأأي الفنأأون البصأرية لمأأا بعأأد الحداثأأة ) وأهميأأة البحأأث والحاجأأة إليأأه ‪ .‬أمأأا هأأد‬
‫تحديأأده (بأأالتعر علأأى القأأيم الجماليأأة للمسأأتجدات التكنولوجيأأة فأأي الفنأأون البص أرية )‪ .‬وقأأد قامأأت الباحثأأة‬
‫بتحديد أهم المصطلحات الواردة في البحث أما الفصل الثاني فقد أشتمل على‬
‫مبحثين األول يمثل المستجدات التكنولوجية وعالقتها بتحوالت الفكر المعاصر ‪.‬‬
‫والمبحث الثاني فقد تناول‪ .‬الفنون البصرية المعاصرة نظم االشتغال الجمالي ‪.‬‬
‫وتضمن ‪ ،‬مجتمع البحث واختيار العينة وتحليلها والبالغة‬
‫َ‬ ‫أما الفصل الثالث فقد احتوى إجراءات البحث‬
‫(‪ )5‬نماذج ‪.‬‬
‫أما الفصل الرابع فقد احتوى على أهم النتائج واالستنتاجات وكان أهم النتائج‬
‫‪ .1‬تفرض حركة التطور التقني والصناعي حضورها على نتاجات الفن المعاصر بأسلوب مباشر عبر‬
‫مستج دات تكنولوجية مختلفة او بشكل غير مباشر من خالل االفكار والرؤى الفنية والمرتبطة‬ ‫توظي‬
‫بروح العصر‪.‬‬
‫أما أهم االستنتاجات فهي‬

‫‪864‬‬
‫‪Global Proceedings Repository‬‬
‫‪American Research Foundation‬‬
‫‪http://arab.kmshare.net/‬‬
‫‪ISSN 2476-017X‬‬

‫‪Available online at http://proceedings.sriweb.org‬‬

‫الخامات وا شياء متاحة أمام الفنان المعاصر‬ ‫‪ .1‬أصبحت كل المستحدثات التقنية والصناعية ومختل‬
‫لتوظيفها داخل العمل الفني بوصفها جزءًا من صورة العالم الراهن الذي يعيش فيه الفنان ويعبر عنه ‪.‬‬

‫(اإلطار المنهجي)‬
‫أو ال‪ -‬مشكلة البحث ‪-:‬‬
‫الطابع الجوهري‬ ‫تعد تجارب الفن وتعدد التقنيات المستخدمة فيها ‪ ،‬ظاهرة شمولية تؤل‬
‫لخصوصية ا شياء والظواهر الفنية والثقافية واالجتماعية المعاصرة ‪ ،‬ضمن مكونات المشهد اإلنساني‬
‫ومن هنا كان الرسم الحديث باعتباره تعاليًا مفاهيميًا ‪ /‬ذهنيًا وكيفيًا تستتر به وفيه ممارسات االختال‬
‫التنوع ضمن طابع العقالنية التي تتمخض في تجاوز حدود التخصيص والتحديد إلى اإلطاحة بكل‬ ‫و و‬
‫المعايير والقيم التي أرسى دعائمها المنهج الكالسيكي في الفن ‪ .‬والذي عملت عليه الحداثة في رسوم‬
‫ا ول من القرن العشرين هو أنها إنبنت وفق أسس تصميمية وتنظيمية عقالنية اعتمدت في‬ ‫النص‬
‫أغلبها على النظام الهندسي ‪ ،‬رغم إن الحداثة ساهمت في خلخلة النظم الفنية والفكرية والمعرفية لبنية‬
‫اللوحة ‪ ،‬وفعلوت من الجدل والحراك الذي دفع بمصطلح ( الحديث ) إلى ( تغيير معناه من ‹ اآلن ›‬
‫ليصبح ‹ اآلن مباشرة › ومن ثم ‹ حينئذ › ولفترة من الزمن ‪ ،‬أصبحت داللته تنصر إلى الماضي ‪،‬‬
‫الذي يصبح ‹ المعاصر› مناقضًا له من حيث هو الحاضر )‪ ،4( .‬ص‪)55‬‬
‫وه ناك جدل حاد نشأ إزاء عالقة الفن بالتكنولوجيا‪ ,‬فالبعض يعتبر أن القيم الجمالية تساقطت‬
‫وتهاوت أمام التكنولوجيا وهناك من يعتبر أن التكنولوجيا أوجدت قيما جمالية جديدة‪ ,‬حيث أكدوا أن لكل‬
‫عصر أدواته التي يجب أن يطوعها المبدع في نتاجه اإلبداعي‪ ,‬فالفن ممارسة اجتماعية وهو سلعة‪ ,‬كما‬
‫ألأللماني( فالتر بنيامين) ‪ Walter Benjamin,‬وهو أول من تنبه إلى هذه الحقيقة‬ ‫يقول الفيلسو‬
‫‪.‬وهناك أهمية وتساؤل تبقى ت خالج روح الفنان هو كيفية تطويع الوسائط التكنولوجية إلى إمكانات يمكن‬
‫من خاللها فرض البصمة الذاتية والرؤية اإلبداعية على العمل الفني‪ ,‬دون المساس بمضمون الفكرة ‪.‬‬

‫‪864‬‬
‫‪Global Proceedings Repository‬‬
‫‪American Research Foundation‬‬
‫‪http://arab.kmshare.net/‬‬
‫‪ISSN 2476-017X‬‬

‫‪Available online at http://proceedings.sriweb.org‬‬

‫وبحدود موضوع الدراسة الحالية فأن مجمل التقنيات الوسائط التكنولوجية المستخدمة في نتاجات الفنون‬
‫مرحلة‬ ‫البصرية ‪ ،‬كانت تتصل با بعاد الفكرية والبنائية والجمالية للفن المعاصر الذي نشأ في كن‬
‫‪ ،‬وأن تلك التقنيات والمستجدات‬ ‫الثاني من القرن العشرين‬ ‫جديدة كانت قد انطلقت مع النص‬
‫التكنولوجية كانت تستخدم جمالياً بوسائل وطرق مختلفة ‪ ،‬منها ما يتصل بالخامات التقليدية المتداولة ‪،‬‬
‫الخامات المهملة والمبتذلة والرخيصة ووفقًا‬ ‫من خالل توظي‬ ‫ومنها ما يخرج تماماً عن المألو‬
‫لضرورات شيوع مفهوم الثقافة االستهالكية في إنتاج أعمال فنية تتسم بالغرابة والتشويق ‪.‬‬
‫تش وكلت‬ ‫ومن هنا نشأت مشكلة البحث الحالي من خالل اإلجابة عن التساؤل اآلتي ‪ :‬كي‬
‫طروحات الفهم الجمالي للتكنولوجيا الحديثة في الفنون البصرية لما بعد الحداثة ؟‬
‫ثاني ا ‪ :‬أهمية البحث والحاجة إليه ‪-:‬‬
‫تكمن أهمية البحث الحالي باآلتي‪:‬‬
‫‪ .4‬دراسة الفنون البصرية من منظور تقني يحقق دراسة تحليلية للتقنيات والممارسات الفنية في ابتكار‬
‫صور متنوعة لألعمال الفنية ‪.‬‬
‫‪ .5‬يهتم البحث الحالي بفحص خامات ووسائط تشكيلية مختلفة ‪ .‬ألغت الحدود الفاصلة بين التقنيات‬
‫التشكيلية فتداخلت ا ساليب التي جعلت فن اني مابعد الحداثة يفكرون في التجريب واستخدام التكنولوجيا‬
‫الحديثة والتقنيات المتعددة وأشياء لم يسبق استخدامها من قبل كالجمع التجريبي بين التسطيح والتجسيم‬
‫باستخدام خامات بيئية مختلفة ( سواء مواد طبيعية او صناعية ) في بنية العمل الفني ‪.‬‬
‫أثرت وبشكل جلي على البنى الفنية والجمالية في فنون ما بعد‬
‫‪ .3‬يهتم البحث الحالي بدراسة مفاهيم عدة و‬
‫الحداثة عامة والرسم خاصة ‪ ،‬ومن هذه المفاهيم هي ‪ :‬الثقافة الشعبية ‪ ،‬الطروحات الالعقالنية ‪،‬‬
‫التفكيك ‪ ،‬البنيوية ‪ ،‬السيميائية ‪،‬العولمة ‪.‬‬
‫‪ .8‬يهتم البحث بدراسة أو تسليط الضوء على المستجدات التكنولوجية والعلمية وأهميتها في الفنون البصرية‬
‫كافة سواء رسم أو نحت أو فنون التجميع ‪.‬‬
‫ثالثا ً ‪ :‬هدف البحث ‪ -:‬ويمكن تحديد هدف البحث‬

‫‪865‬‬
‫‪Global Proceedings Repository‬‬
‫‪American Research Foundation‬‬
‫‪http://arab.kmshare.net/‬‬
‫‪ISSN 2476-017X‬‬

‫‪Available online at http://proceedings.sriweb.org‬‬

‫التعر على القيم الجمالية للمستجدات التكنولوجية في الفنون البصرية‪.‬‬


‫ثالثا ‪ :‬حدود البحث ‪-:‬‬
‫يتحدد البحث الحالي بما يلي ‪:‬‬
‫أ ‪ -‬الحدود الزمانية ‪4444-4454( -:‬م ) ‪.‬‬
‫ب‪ -‬الحدود المكانية ‪( -:‬الواليات المتحدة ا مريكية) ‪.‬‬
‫ج‪ -‬الحدود الموضوعية ‪ -:‬دراسة التقنيات المستجدات التكنولوجية في الفنون البصرية ‪ ,‬والمنتجة بمواد‬
‫مختلفة على خامات مختلفة ‪.‬‬
‫خامسا ‪ -:‬تحديد المصطلحات ‪-:‬‬
‫الجمالية ‪ :‬لغوياً ورد في معجم لسان العرب أن الجمال مصدر جميل ‪ ،‬والفعل( َجمل) وقولهُ عز َوجل "‬
‫ولكم فيها جمال حين تريحون وحين تسرحون " أي بهاء وحسن كما ورد أن الجمال الحسن في ِ‬
‫الفعل‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫والخلق ‪ 4 ،5( .‬ص‪)438-433‬‬
‫ثانيًا ‪ -:‬فلسفيًا وجماليًا‪ -‬فقد ورد ( الجمال) بأنه صفة تلحظ في ا شياء وتبعث في النفس السرور‬
‫‪ ،3(4‬ص‪)844‬‬ ‫والرضا ‪ 4‬والجمال من الصفات مايتعلق بالرضا واللط‬
‫الفنون البصرية ‪ :‬هي مجموعة الفنون التي تهتم أساساً بإنتاج أعمال فنية تحتاج لتذوقها الى الرؤية‬
‫الوسائط المستخدمة في انتاجها ‪ .‬والفنون المرئية هي لفظة عامة‬ ‫البصرية المحسوسة على اختال‬
‫تشمل الفنون التشكيلية عامة ‪ ،11( .‬ص‪)313‬‬
‫التكنولوجية ‪ :‬فلسفيَا‬
‫كما عرفها صليبا هي علم التقنيات ‪ ،‬وهو يدرس الطرق التقنية من جهة ما هي مشتملة على مبادئ‬
‫عامة ‪ ،‬او من جهة ماهي متناسبة مع تطور الحضارة ‪ ،‬واهم المسائل التي يبحث فيها هذا العلم ثالث‬
‫‪:‬‬
‫الفنون الموجودة في زمان معين وفي مجتمع معين ‪ ،‬صفَا تحليليًا دقيقاً ‪.‬‬ ‫‪ .1‬وص‬
‫‪ .1‬البحث في شروط كل مجموعة من القواعد الفنية وقوانينها ‪ ،‬لمعرفة أسباب إنتاجيتها العلمية ‪.‬‬

‫‪863‬‬
‫‪Global Proceedings Repository‬‬
‫‪American Research Foundation‬‬
‫‪http://arab.kmshare.net/‬‬
‫‪ISSN 2476-017X‬‬

‫‪Available online at http://proceedings.sriweb.org‬‬

‫‪ .3‬دراسة تطور طرق التقنية في أحد المجتمعات اإلنسانية ‪ ،‬او في المجتمع اإلنساني العام ‪.‬‬
‫وتسمى هذه المسائل بعلم التكنولوجيا العام ‪ ،4( .‬ص‪)333‬‬
‫الفصل الثاني‬
‫( اإلطار النظري)‬
‫المبحث األول ‪ :‬المستجدات التكنولوجية وعالقتها بتحولت الفكر المعاصر ‪.‬‬
‫لقد أشار مصطلح مابعد الحداثة للداللة على المتغيرات التي سادت الحضارة الغربية منذ نهاية‬
‫الحرب العالمية الثانية ‪ ،‬واالنتقال من الصناعة الحديثة التي ظهرت في المجتمعات الغربية ‪ ،‬حيث‬
‫سادت فيها التكنولوجيا والمعرفة البحثية ‪ ،‬والتحول من البحث النظري إلى التطبيق العلمي والتكنولوجي ‪،‬‬
‫ترتبط‬ ‫او مايسمى فيما بعد بحتمية التكنولوجيا التي ساعدت إلى تحويل العالم إلى قرية متقاربة ا ط ار‬
‫بمحركات علمية جديدة يسهل فيها التواصل والمعرفة تبعا للمتغيرات السياسية واالقتصادية ‪.‬‬
‫لذلك ظهرت فنون مابعد الحداثة وكانت كردة فعل على الحداثة ‪ ،‬وأصبح الفنان يستفيد من‬
‫مجريات العلم يمارس التجارب أكثر من أن يقوم بإنجاز أعمال فنية جمالية ‪ ،‬وقد ساعدت المنجزات‬
‫العلمية والتكنولوجية الهائلة والمتتالية في نهاية القرن العشرين ‪ ،‬ومع بداية القرن الحادي والعشرين إلى‬
‫تخطي الفن التشكيلي ا نماط التقليدية السابقة وظهور أنماط جديدة في التقاء الفن والمجتمع حيث‬
‫تمثلت الرغبة في فنون مابعد الحداثة للوصول إلى الجمهور الحقيقي الذي يكون باستطاعته أن يتحاور‬
‫ويتجاوب مع الفنان ‪ ،‬ولذلك اتجه الفنان إلى ا ماكن العامة لتجسيد الحقيقة الملموسة من خالل إزاحة‬
‫الحواجز بين مجاالت الفن التشكيلي المختلفة ‪.‬‬
‫لقد قطع الفن التشكيلي عبر المسيرة اإلنسانية أشواطا مهمة في عالقته با شياء وتشكله مع أحداث‬
‫العالم ‪ ،‬محققاً وجوداً فعلياً لذاته ‪ ،‬ومرتك اًز إلى سلسلة من االنجازات الشاملة ذات االرتباط الوثيق باآللة‬
‫‪ .‬إذ ليس هناك فصل بين المعطيات الفنية وبين عصر العلم القائم بكل تشكالته ا ساسية المكونة ‪:‬‬
‫قوانينها ‪ ..‬والفن هو‬ ‫المنجزة منها والمحتملة ضمن اإلمكانات التاريخية بل له المساهمة في اكتشا‬
‫الذي يساعدنا على إدراك هذه القيم بوصفها حقائق ‪ ،5( .‬ص‪)13‬‬

‫‪868‬‬
‫‪Global Proceedings Repository‬‬
‫‪American Research Foundation‬‬
‫‪http://arab.kmshare.net/‬‬
‫‪ISSN 2476-017X‬‬

‫‪Available online at http://proceedings.sriweb.org‬‬

‫الف ْأن القديم قوية وفعالة بحيث ظلت أولى تجارب الدادائية في‬
‫كانت صدمة الخروج من رداء َ‬
‫ا ذهان لوقت طويل ‪ ،‬ولعل فكرة ا شياء الجاهزة التي أطلقها ( دوشامب ) هي أحدى االبتكارات‬
‫الف ْأن الذي يعرض ا شياء الملتقطة من الواقع دون‬
‫الرئيسية للدادائية ‪ ،‬والتي أخرجت إلى الوجود فكرة َ‬
‫التصر بوجودها‪ ،‬بل تقديمها كأشياء نابعة من حري ة المخيلة الفنية ففي عام ‪ 1691‬نظم متح الفأن‬
‫الحديث في نيويورك معرضاً بعنوان ( فَ ْأن التجميع ) وقد ورد في مقدمة دليل المعرض ‪ " :‬إن موجة‬
‫الف ْأن التجريدي إلى إقتران ُمنقح مع البيئة ‪ .‬وطريقة المجاورة هي الواسطة‬
‫ال من َ‬
‫التجميع تؤشر تحو ً‬
‫للتعبير عن إحساس الخيبة الذي انساقت إليه التعبيرية التجريدية والقيم االجتماعية التي يعكسها الوضع‬
‫القائم ‪ ،9(.‬ص‪)104‬‬
‫ا شياء الجاهزة في الفن لقوله " لقد مضى عهد التصوير‬ ‫وللفنان دوشامب رأيه المتميز في توظي‬
‫ل ألشياء فمن الذي يستطيع ان يصور مضخة تكون أفضل من المضخة ذاتها " (‪ ،7‬ص‪ )3‬هنا يوضح‬
‫أن التصور التقني للخامات في فنون مابعد الحداثة في رؤية الفنان جاء للتأكيد على أهمية تشكيل الفكرة‬
‫كرؤية كلية رئيسية ‪ ،‬وأصبحت اللوحة بذلك موج از تتواصل به ا فكار بطريقة ابلغ تأثي ًار من االتجاهات‬
‫التي ظهرت في فنون الحداثة ‪ .‬كما انصرفت فنون مابعد الحداثة إلى االهتمام بالجانب الجمالي‬
‫الظاهري في تشكيل ا عمال االبتكارية ‪.‬‬
‫والدادائيون أروا الفن كشأن عارض منكرين أية موضعية لها طابع الديمومة ‪ ،‬وبحثوا عن السرمدية عبر‬
‫تجسيد وقائع السلوك الثوري ‪،8(.‬ص‪)145‬‬
‫فنون مابعد الحداثة هي دمج الفن بالحياة أي دم ج اإلشارات وا ساليب المختلفة في الفن‬ ‫ان هد‬
‫وا دب والعمارة ولهذا تسعى فنون مابعد الحداثة إلى إذابة الفوارق بين ا جناس الفنية المختلفة ‪.‬‬
‫كانت مهمة الفنانين بعد الحرب جسيمة ‪ ،‬فهي متغيرة متسارعة كتغير وتسارع نمط الحياة‬
‫الجديدة ‪ .‬فالتطور االقتصادي والثقا في ومستوى االبتكارات التقنية المرتفع والنمو الصناعي احدث في‬
‫ال أو جزءًا تغيرات مستمرة تكون من نتائج انعكاساتها على الحياة‬
‫العالقات اإلنسانية واالجتماعية ك ً‬
‫النفسية والروحية إذ طالت التجربة والرؤية الفنية والجمالية و( الشك أن البيئة حين تط أر عليها تغيير من‬

‫‪865‬‬
‫‪Global Proceedings Repository‬‬
‫‪American Research Foundation‬‬
‫‪http://arab.kmshare.net/‬‬
‫‪ISSN 2476-017X‬‬

‫‪Available online at http://proceedings.sriweb.org‬‬

‫الناحيتين المادية والروحية فإنها تتطلب أساليب جديدة من التغيير) ‪،6(.‬ص‪ )510‬فأخذ الفن عدة‬
‫أساليب جديدة في طريقة التعامل المتغيرة كليًا مع اللون والخامات والعناصر المستخدمة في العمل‬
‫الفني ولم تعد هناك عنصر مستقل أو أساسي وكذلك في طريقة المعالجة واستخدام المواد ا لوان فلم يعد‬
‫يمارس بحسب ما تقتضيه المفاهيم الفنية السابقة الحداثية وبطلت في الوقت نفسه الوسائل التقليدية‬
‫لتأخذ مكانها طرق جديدة في التعامل مع‬ ‫المرتبطة به ‪ ،‬كالدراسات ا ولية التحضيرية وقوانين التألي‬
‫المادة التي أتيح لها مجال االنفالت والتحرر النسبي من قيود المراقبة واتباع قوانينها الخاصة ‪ .‬وقد مهد‬
‫لهذا التحول في المفهوم الفني تبدل المواد نفسها عندما ادخل إلى الرسم الزيتي مواد لم تكن مألوفة أو‬
‫مقبولة في المجال الفني ‪ ،‬كما حتمت طبيعة هذه المواد والتقنيات الحديثة استخدام أدوات جديدة ‪،10(.‬‬
‫ص‪)101-101‬‬
‫يقول هربرت ماركوز ‪ ":‬ان االنفصال الفني يمحي ويتالشى مع سائر أشكال النفي إزاء الصيرورة القاهرة‬
‫للعقالنية التكنولوجية ‪ .‬وأهمية هذا التغيير ودرجة مناعته ضد كل انتكاس أو انقالب في االتجاه حقيقة‬
‫التقبل المماراة إذا فهمناهما على أنها نتيجة التقدم التقني والمفر من العصر الحاضر من إعادة تحديد‬
‫إمكانيات اإلنسان والطبيعة تبعًا للوسائل الجديدة التي تتيح لها أن تتحقق والتي تفقد أمامها الصور ماقبل‬
‫التكنولوجية وقدرتها وسلطتها ‪ .‬إن ما كان يضفي على اإلنسان والطبيعة قيمتها في عالم محدود التنظيم‬
‫‪ ،‬في عالم فيه نواة غير قابلة للحل تقاوم االندماج هو إلى حد كبير ذلك‬ ‫والقدرة على التالعب والتكي‬
‫البعد الالمفهوم والالمغزو أما في المجتمع الصناعي البالغ ذروة تطوره فأن العقالنية التكنولوجية تقضي‬
‫تدريجيًا على تلك النواة وال جدال ‪ ،‬فأن العالم عندما يتحول على الصعيد المادي وعلى الصعيد الفكري‬
‫تتحول معه أيضاً رموزه وصوره وأفكاره "‪ ،5( .‬ص‪)15-14‬‬
‫وبما ان العمل الفني هو دائما وفي المبدأ ُيعاد إنتاجه ‪ ،‬بحسب والتر بنجامين ‪ ،‬لكن اإلنتاج اآللي يحمل‬
‫أم اًر جديداً ‪ ،‬لقد تحققت نبوءة الشاعر بول فاليري حين قال " تماماً كما أن الماء والغاز والكهرباء باتت‬
‫تجلب إلى منازلنا من بعيد لتلبية حاجاتنا إزاء جهد نبذله ‪ ،‬فسياتي اليوم الذي يمدنا بالصور البصرية‬
‫والسمعية ‪ ،‬تظهر أو تختفي بحركة يد بسيطة ‪ .‬والنتائج التي تبنبأ بها بنجامين باتت أكثر فأكثر راسخة‬

‫‪866‬‬
‫‪Global Proceedings Repository‬‬
‫‪American Research Foundation‬‬
‫‪http://arab.kmshare.net/‬‬
‫‪ISSN 2476-017X‬‬

‫‪Available online at http://proceedings.sriweb.org‬‬

‫من خالل التقدم الذي حدث في اإلنتاج اإللكتروني والقدرة على حفظ الصور ‪ ،‬التي تنتزع من سياقاتها‬
‫الفعلية في المكان والزمان ‪ ،‬بغرض االستعمال والتكرار على نطاق جماهيري واسع ‪،8( .‬ص‪)367‬‬
‫يعتبر( بوديار ) ان الواليات المتحدة هي مجتمع أعطى من السرعة والحركة والصور السينمائية‬
‫والتكنولوجيا ما يكفي لخلق أزمة في المنطق التفسيري ‪ .‬وهي برائيه تمثل انتصار النتيجة على السبب‬
‫واللحظة على الزمن كعمق ‪ ،‬وانتصار السطح والمظهر المادي على أعماق الرغبة ‪،8( .‬ص‪)336‬‬
‫َن ًّ‬ ‫ِ‬
‫كال من بنية التقنية‬ ‫فلسفة ِ‬
‫العلم ‪ ،‬بل نجد أ َّ‬ ‫للتقني ِأة وماهيتها ال يمكن فصلُها ْ‬
‫عن‬ ‫و‬ ‫الجمالي‬
‫َّ‬ ‫البعد‬
‫َ‬ ‫و َّ‬
‫ان‬
‫فتوظَّ التقنية لخدمة العلم ويوظَّ العلم‬ ‫ٍ‬
‫ونظام المعرفة العلمية يتحركان بجدل تتبادل فيه المواقع ‪َ ،‬‬
‫ِ‬
‫جدلية تلك العالقة االو انه يبقى التقني مختل عن العلمي (حيث‬ ‫معينة ‪ ،‬لكن بالرغم من‬‫البتكار تقنية و‬
‫ان العلمي صفة للبحث النظري الصر والمجرد ‪ ،‬على َّ‬
‫ان التقني صفة للعمل الذي تطبق فيه بعض‬ ‫َّ‬
‫معينة وفي نفس الوقت َّ‬
‫فأن التقني والعلمي تربط بينهما عالقة‬ ‫الطرق والمحاوالت والتجارب لبلوغ نتائج و‬
‫ان اقتصرت في بدايتها على التجارب والمحاوالت تضفي في االخر غر ٍ‬
‫اض‬ ‫وثيقة ‪ ،‬الن الطرق التقنية و ْ‬
‫عن طرق‬ ‫ال َّانه يؤدي الى الكش‬
‫لتكون العلم كذلك العلم وان كانت غايته طلب الحقيقة ذاتها ا و‬
‫علمية ِّ‬
‫وتطبيقات عملية جديدة لبلوغ تلك الحقائق)‪،4(.‬ص‪)130‬‬
‫زمكانيًا ‪ ،‬اي يجمع بين الزمان والمكان ‪ ،‬كذلك هو منتج‬
‫و‬ ‫المادي أ فني أو نفعي أ ُي َع ُّد عمالً‬
‫َّ‬ ‫االنتاج‬
‫َ‬ ‫و َّ‬
‫ان‬
‫مادي معنوي يجمع بين عالم المادة بمختل مكوناتها ‪ ،‬وعالم المعنى بمختل صنوفها االنفعالية ‪ ،‬من‬
‫عمل في محوره الثالث هذا على مجموعة من الوسائط التي تحقق ابداعاته ‪ ،‬أَهم‬ ‫أي ٍ‬ ‫هذا المنطلق يستند ُّ‬
‫تلك الوسائط هي (الخامات التي تعد المصدر االساس للتعبير‪ ،‬حيث تظهر أَهميتها عندما نجد أ َّ‬
‫َن‬
‫مجاالت الفنون تسمى عادةً بنوع الخامة المسيطرة على العمل والتي يتعامل معها وبها الفنان كالرسم بقلم‬
‫المعدات واالجهزةُ وسيطًا‬
‫ُ‬ ‫ات و‬
‫الرصاص ‪ ،‬بالفحم ‪ ،‬بالزيت ‪ ،‬الرسم المائي ‪ ،‬ومع الخامات تُصبح ا دو ُ‬
‫بد تستعمل في تنفيذه أدوات ومعدات‬ ‫ٍ‬
‫بخامة ما ال َّ‬ ‫فكل ٍ‬
‫عمل مؤدى‬ ‫ٍ‬
‫عظيمة من ا همية ‪ُّ ،‬‬ ‫ٍ‬
‫درجة‬ ‫على‬
‫وأجهزة تتدرج في تقنية استخدامها والمهارة التي تؤدى بها ‪ ،‬فالقلم الرصاص وا لوان الجرافيكية منها‬

‫‪864‬‬
‫‪Global Proceedings Repository‬‬
‫‪American Research Foundation‬‬
‫‪http://arab.kmshare.net/‬‬
‫‪ISSN 2476-017X‬‬

‫‪Available online at http://proceedings.sriweb.org‬‬

‫ِ‬
‫الخامة وا داة وتعد من المواد ا ولى في التعامل الفني‬ ‫والباستيلية والصباغية تتميز بأنها تجمع بين‬
‫للفنان) ‪ ،11(.‬ص‪)117‬‬
‫فالتجارب التقنية الحديثة في الفن هي أساس تطور الفنون فلوال التكنولوجيا والتقنيات الحديثة والتجارب‬
‫ما حدث أي تطور للفنون ولظل اإلنسان وفنه على بدائيته حتى هذه اللحظة‪ ،‬اولتجريب الذي يتميز‬
‫با داء الجديد والفكر اإلبداعي‪ ،‬سواء كان في مجال الفن أو العلم يكون مصدره واحد‪ ،‬ويبدو االختال‬
‫ال منهما في‬
‫في أساليب تنفيذ تلك التجريبات وتطبيق نتائجها‪ "،‬والفنان المبدع كالعالم المبدع يؤثر ك ً‬
‫مظهر الحياة وشكلها ‪،30(.‬ص‪)10‬‬
‫الفصل الثاني ‪ -‬مبحث ثاني‬
‫المبحث الثاني ‪ :‬الفنون البصرية المعاصرة ونظم الشتغال الجمالي ‪.‬‬
‫تعتبر التكنولوجيا هي الترجمة الحقيقة والتطبيق الفعلي للنظريات والقوانين واالبتكارات العلمية ‪،‬‬
‫فمجموعة المعار وا فكار وا ساليب لحياة اإلنسان تتحول إلى واقع عملي وتطبيقات حياتيه تستفيد بها‬
‫البشرية من خالل وسائل التكنولوجيا الحديثة‪.‬‬
‫"فتحولت في اآلونة ا خيرة أبحاث واعمال عدد كبير من الفنانين والباحثين حول االستفادة من‬
‫إمكانيات التكنولوجيا الحديثة في الفن‪ ،‬ونذكر من الفنانين )جويل ستيتن ( ‪_ Joel Stein‬و)اوتبين –‬
‫( ‪Ottepien‬و)كارل فريدريك ( ‪ - Carl Freidrek‬و)روكين كرييسى ( ‪ - Roken Crisie‬و)دانيس‬
‫كارفان( ‪ ، – Danis Carvan‬فقد قاموا بتطوير أعمالهم الحركية أو البيئية عن طريق استخدام‬
‫‪،13( .‬ص‪ )33‬وأن أعمال مابعد الحداثة تعد‬ ‫تكنولوجيا اإلضاءة والليزر واالستعانة بفن الهولوج ار‬
‫بأنها ممارسات تتخذ أساليب وسائل مختلفة ‪ ،‬ويتحقق كل منها كحدث ما بعد لحظة أن يبدأ العمل في‬
‫معارضة وتقويض الحدود الفنية التي وضعها لنفسه في البداية ‪ ،‬وعرقلة مساره كنص نحو االكتمال‬
‫واالنغالق ‪،14( .‬ص‪)115‬‬
‫وتمخضت المفاهيم الفكرية والج مالية التي ارتبطت بهذه الحركات عن رفضها لكل تقاليد وتراث إنتاج‬
‫ا عمال الفنية التقليدية ‪ .‬وتجسد هذا الرفض سعي الفنان إلى التجريب واالختيارية مع مواد جديدة‬

‫‪864‬‬
‫‪Global Proceedings Repository‬‬
‫‪American Research Foundation‬‬
‫‪http://arab.kmshare.net/‬‬
‫‪ISSN 2476-017X‬‬

‫‪Available online at http://proceedings.sriweb.org‬‬

‫وتقنيات مغايرة ‪ .‬بغية التوصل إلى أعمال تعتمد السرعة في تنفيذها اعتمادا على الحركة التلقائية وما‬
‫يتوالد عنها من ارتسامات أو إشارات ال تشكل انعكاسا للواقع إنما انعكاسا جماليا لدوافع نفسية ذاتية‬
‫‪،11(.‬ص‪)137‬‬
‫إن ما يربط التعبيرية بفنون مابعأد الحداثيأة هأو أنهأا تركأز علأى اإلنسأان والأذات الفرديأة ‪ ،‬اإلنسأان بوص ِ‬
‫أفه‬
‫صانعاً للمعاني وخالقاً لألفكار ومفس اًر للعأالم الموضأوعي ‪ .‬هأذا اإلنسأان هأو مأا تختأار التعبيريأة االهتمأام‬
‫به والتعبير عأن اآلمأة وامال ِأه وطموحات ِأه وغربتأه فأي عأالم يتحأول بسأرعة مأن حولأه ‪ .‬وهأذه الغربأة ازدادت‬
‫قأوة ووضأأوحًا مأأع عأأالم مابعأأد الحداثأة وهأأو مأأا جعأأل فنأأاني الحركأات الجديأأدة يربطأأون بأأين أعمأأالهم ونفأأس‬
‫التعبيريأأة ا ولأأى تحأأت تسأأمية التعبيريأأة التجريديأأة ‪ .‬وتأأدعى التعبيريأأة التجريديأأة بأ أ(التجريأأد الغنأأائي ) لمأأا‬
‫فيها من قوة انفعال وحركة تلقائية ‪ ،‬كما وصأفت أحيانأاً ( باآلليأة ) لتجنبهأا المراقبأة العقالنيأة ‪ ،‬أو( البقعيأة‬
‫) إشأارة إلأأى النقأأاط أو البقأأع التأأي تظهأأر علأأى اللوحأة ‪ ،‬وفأأي أمريكأأا أطلأأق عليهأأا اسأأم (التصأأوير الفعالنأأي‬
‫هأذه الظأواهر هأو (الالشأكلي‬ ‫ال الذي يجمع بأين مختلأ‬
‫أو التصوير التحركي ) إال أن التعبير ا كثر شمو ً‬
‫) ‪ ،‬باعتبأأار أن هأأذا الفأأن ال ي أرتبط فأأي مفهومأأه العأأام بشأأكل أو إشأأارة بقأأدر مأأا ي أرتبط بأأاللون ‪ ،‬والطريقأأة‬
‫المعبر عن االنفعاالت المباشرة ‪ ،1(.‬ص‪)343-345‬‬ ‫و‬ ‫المتبعة في استخدام اللون‬
‫إن الشاهد المركزي في حركة التعبيرية التجريدية هو الفنان(وليم دي كونغ ‪ )-4448‬الذي لم يكن‬
‫ظاه ار حتى عام ‪ ، 4484‬حيث ولد في هولندا وقدم إلى الواليات المتحدة ا ميركية عام ‪4456‬وسرعان‬
‫ما أصبح عضوًا في جماعة الفنانين الذين تجمعهم التعبيرية التجريدية وكان في البدء تشخيصيًا ‪ ،‬ورسام‬
‫بورتريهات حتى عام ‪ 4484‬حيث بدأ يشعر بانجذاب شديد لرسومات جاكوميتي ومنحوتاته ‪،34(.‬‬
‫ص‪)45‬‬
‫اما الفنان (جاكسون بولك ‪ )4454-4445‬فقد استخدم تقنيات وأدوات خاصة به تناسب طريقة تنفيذ‬
‫وحجم اللوحة كالرمل والزجاج المسحوق وأعواد الخشب والسكاكين مع ا لوان السائلة وتقوم تقنية‬
‫الخاصة المسماة (‪ )dripping‬التقطير على أن يحمل الفنان علب ا لوان بعد أن يثقبها ثم يمررها فوق‬
‫اللوحة ويهزها ‪ .‬لقد فضلها ( بولك) هذه المواد والتقنيات بسبب رفضه للمفاهيم التقليدية للنتاج الفني‬

‫‪864‬‬
‫‪Global Proceedings Repository‬‬
‫‪American Research Foundation‬‬
‫‪http://arab.kmshare.net/‬‬
‫‪ISSN 2476-017X‬‬

‫‪Available online at http://proceedings.sriweb.org‬‬

‫من الممارسة الفنية وباعتبارها تعبي ًار عن إحساسات تصويرية‬ ‫وارتباط هذه المواد والتقنيات بالهد‬
‫بولك شعوره‬ ‫ملموسة مصدرها الالوعي ‪ ،‬وكان يثبت القماشة على حائط صلب أو على ا رض ويص‬
‫أنواع‬ ‫با لفة واحساسه بأنه جزء من الصورة ‪ ،45( .‬ص‪ )155‬وقد استخدم الفنان ( رادا) مختل‬
‫التقنيات ( ا لوان الكثيفة التي توضع على القماش بواسطة السكين والتي تؤدي إلى مساحات مسطحة‬
‫ال وما ينتج عن ذلك من بقع ومجاري لونية او يستخدم‬
‫من ا لوان التي تصب على اللوحة نقاطًا او سي ً‬
‫تقنية الطبع عل ى العجينة اللونية الطرية بواسطة أشياء مختلفة ثم إدخال أجسام غريبة على اللوحة على‬
‫طريقة الترصيع بالمواد الثمينة ‪،6( .‬ص‪)66‬‬
‫ثم ظهرت بعد الواقعية الجديدة او التعبيرية التجريدية ( فن العامأة او الفأن الشأعبي ) وقأد ظهأرت ا عمأال‬
‫في أأه مزدحم أأة ببقاي أأا ونفاي أأات الحي أأاة اليومي أأة ‪ ،‬وم أأن الفن أأانين ال أأذين مثل أأو ه أأذا االتج أأاه ( لين أأدا وه أأاملتون‬
‫ووارهأأول ‪ ،‬و جاسأأبر جأأونز ‪ ،‬و ارشأأنبرغ )‪ .‬ومأأن سأأمات الفأأن الشأأعبي انأأه يعأأيش فأأي منأأا الم أواد ذاتهأأا ‪،‬‬
‫عأن طريأأق التجميأع والتركيأأب وفأن التجهيأأز فأي الفأراغ ونأرى ذلأأك عنأد كورنيأأل جأودي ‪ ،19( .‬ص‪.)96‬‬
‫تصأأور حأأول طأأرق القيأأام بهجأأوم علأأى‬ ‫ِ‬
‫وفأأي هأأذا الصأأدد يشأأير (لفنكسأأتون ) ( كأأل واحأأد مأأن الفنأأانين لديأأه و‬
‫ا فكأأار التأأي نعتأأز بهأأا التأأي تخأأص الأأذوق السأأليم و اللياقأأة )(‪،31‬ص‪ . )163-185‬مهمأأا كانأأت تللأأك‬
‫ا فكار تتأسس وفق معايير البناء الفني التقليدية أم الخروج عأن مألوفيأة تلأك المبأادئ ‪ ،‬ومأن هنأا فأإن فأن‬
‫يصأأور بيئأأة المسأأتهلك و ذهنيتأأهُ ‪ ،‬فأأالقبح يصأأبح جمأأاالً ‪ ،‬و الموضأأوع يثأأار بالنسأأبة‬
‫البأأوب ‪ ،‬يمكأأن أن( و‬
‫ال الأذي يكأون ضأمن أطأار الفأن الشأعبي تكأون نسأب‬ ‫لحالة القناعة بموقأ الفنأان ‪ ،‬فالتصأميم التجأاري مأث ً‬
‫يمثل جذبًا كبي ًار للمجتمع انذاك )(‪،33‬ص‪. )117-119‬‬ ‫البيع فيه عالية جدًا ‪ ،‬حيث و‬
‫باعتبار إن الفن الشعبي يمس حياة المجتمع بكافة طبقاته ومستوياته الثقافية ويراد به االهتمام بكل ما‬
‫باآلخر ‪ ،‬فضال على‬ ‫يرتبط بالتزامات الفرد االتصالية واإلعالنية التي تشكل بؤرة مركزية في التعري‬
‫عن الحياة اليومية للفرد المعاصر السيما بعد‬ ‫االهتمام بما هو استهالكي بوصفه رؤية امريكية تكش‬
‫الحرب العالمية الثانية ‪ ،‬انه فن يقوم على إعادة تقييم بصري لما هو متداول ‪ ،‬حيث سعى الى التعبير‬
‫عن البنية االجتماعية المتصفة بالتغيير في ضوء الرأسمالية واالستهالكية ‪ ،‬وفن البوب ارت ( ‪(POP‬‬

‫‪844‬‬
‫‪Global Proceedings Repository‬‬
‫‪American Research Foundation‬‬
‫‪http://arab.kmshare.net/‬‬
‫‪ISSN 2476-017X‬‬

‫‪Available online at http://proceedings.sriweb.org‬‬

‫‪ ART‬يرجع في أسلوبه المعالجاتي والتقني الى الدادائية والتكعيبية ‪ ،‬فا ولى تعد رفضًا لكل القيم السائدة‬
‫ا شياء الجاهزة ‪ ،‬أما ا خرى (ممثلة بالتكعيبية) مثلت‬ ‫من خالل توظي‬ ‫فهي ثورة ضد المألو‬
‫االختالفات بين التشبيه‬ ‫المرجعية الثانية للبوب والتي جسدت باستنباطها الكوالج كوسيلة الستكشا‬
‫والحقيقة‪،9(.‬ص‪)104‬‬
‫ويعد هذا الفن من ا ساليب االدائية والتقنية اذ يعتمد على الممارسة العلمية في نطاق الفن التشكيلي‬
‫ويتوافق مع فكرة ذوبان الفواصل بين مجاالت الفن المختلفة من النحت والرسم والعمارة ‪ .‬وقد ظهر فن‬
‫ا عمال الفنية التي تتكون من ا شياء المستخدمة كل على انفراد لتدخل في مجموعة‬ ‫التجميع لوص‬
‫ال من فن الكوالج الذي استخدم بكثرة في‬
‫البتكار وحدة فنية والتقنية التي تالزم عملية اإلبداع متخذة اص ً‬
‫اولخر الخمسينات مع صحوة فن ( الدادا) ‪،15( .‬ص‪)174‬‬
‫التطور‬ ‫مع نهاية الخمسينيات شهد العالم الغربي ظهور تيارات فنية جديدة مهدت لها ظرو‬
‫العلمي والتكنولوجي وما رافقها من تحوالت في مفهوم اإلنسان لعالقته بالعالم ومفهومه للكون والسرعة‬
‫والزمن ‪ ،‬مثل ال َفـن البصري الذي حاول استثمار معطيات اإلحساسات البصرية وا ثر الذي يتركه‬
‫المشهد في عين المشاهد وااليهامات البصرية المظللة للعين ‪،10(.‬ص‪ )140‬وأعمال ا وب ارت او‬
‫الفن البصري تقسم على ثالثة أنواع ‪-:‬‬
‫أوالً ‪ :‬أعمال فنية تبدو إنها تتحرك أو تتغير على الرغم من ُسكونها ‪.‬‬
‫ثانيًا ‪ :‬ا شياء التي تتحرك على هواها دون ضابط وال محرك ميكانيكي مثل محركات ( الكسندر‬
‫كالدر)‪.‬‬
‫ثالثًا ‪ :‬األعمال التي تشتغل ميكانيكيا ً و ُت َسخر فيها األضوية والكهرباء والماء أحياناً كما في أعمال‬
‫(جان تانغلي)‪.‬‬
‫إلى الجمع بين الجمالية والتعدد التقني المستخدم في تلك ا عمال وأيضا مبدأ التبادل‬‫الف ْأن يهد‬
‫إن هذا َ‬
‫العين اإلنسانية ويبحث عن عالقة ثابتة‬
‫بين الفنان والمشاهد وأهمية العالقة الدائمة بين العمل الفني و َ‬
‫تربط بين الصور والحركة وعنصر الزمأن ‪.‬‬

‫‪844‬‬
‫‪Global Proceedings Repository‬‬
‫‪American Research Foundation‬‬
‫‪http://arab.kmshare.net/‬‬
‫‪ISSN 2476-017X‬‬

‫‪Available online at http://proceedings.sriweb.org‬‬

‫ُيعد َف ْأن الفنان فكتور فا ازريلي بالغ التعقيد والثراء فقد كان يرى إن الفنون التشكيلية كلها تؤل‬
‫وحدة اليمكن الفصل بينها في تصاني محددة مثل رسم ‪ ،‬نحت ‪ ،‬كرافيك ‪ ،‬وحتى العمارة فقد كانت‬
‫الحركية بالنسبة لفا از ريلي هي الفكرة ا شمل ن الذي يعيش بواسطة التأثيرات البصرية إنما يوجد في‬
‫ِ‬
‫وذهنه وليس على اللوحة وهو يكتمل فقط عند النظر إليه‪،17( .‬ص‪)150‬‬ ‫عين الناظر أساساً‬
‫أن الفك أرة ا ساسأأية التأأي ينشأأدها الفَ أ ْأن ألمفأأاهيمي هأأي طأأرح مفأأاهيم إنسأأانية وأفكأأار أو لغأأة ‪ .‬فهأأو يعمأأل‬
‫علأأى وفأأق نظأأام مأأن التوثيأأق الأأذي يتضأأمن اسأأتخدام الخ أرائط ‪ ،‬والرسأأوم ‪ ،‬والصأأور الفوتوغرافي أة ‪ ،‬واللغأأة‬
‫المكتوبة وهذه الوثائق ليسأت بالضأرورة محأط اهتمأام بوصأفها فن أﴼ ‪ ،‬بأل القصأد هأو اسأتخدام الوثأائق لخلأق‬
‫تحكم الصلة بين اللغة والصور الذهنية ‪،34( .‬ص‪)464‬‬ ‫ظرو‬
‫واظهر تحوال اخر كبي ار في الفن من خالل الكثير من التقنيات الحديثة وا فكار الجمالية التي تستهوي‬
‫المتلقي من خالل الفن ألمفاهيمي ‪ ،‬الذي يعتمد على االنسياق الفكري بحيث أصبح الفضاء والعالقات‬
‫الفراغية هي الموضوع الرئيس للفنان ألمفاهيمي ‪ ،‬ومن أهم ا عمال التي تمثل هذا االتجاه االتجاه‬
‫كوسوث ‪".‬و لقد أصبح الفن حدثا عارضا من خالل خروجه عن إطار اللوحة‬ ‫أعمال الفنان" جوزي‬
‫شاهدا على الحدث الفني ويتمثل هذا في( صخور نيفادا أو‬
‫ً‬ ‫بحيث يمكن إن نسجله في فيلم يكون‬
‫حفريات الثلج "‪).‬وقد تزامن مع هذه المتغيرات المفاهيمية للفن منذ منتص القرن العشرين ثوره هائلة‬
‫للعلم والتكنولوجيا الحديثة أمدت الفنان بالكثير من الفن وأدخلته مرحلة جديدة من اإلبداع الجمالي‬
‫وأصبح الفن يبحث عن الجديد وا كثر تعقيدا في النواحي التكنيكية والتكنولوجية ‪ ،‬وهذا بسبب ارتباط‬
‫وتنوع الوسائط التشكيلية المختلفة وتداخلها مع بعضها البعض‬ ‫الفن بتطور ا ساليب التقنية‬
‫‪،19(.‬ص‪)108‬‬
‫الفن وموضوعاته‬
‫كوزوس‪ ،‬سول ليفيت‪ ،‬لورانس واينر‪ ،‬ميل بوكنر‪ ،‬بوب باري (‬ ‫التصوري) جوزي‬
‫و‬ ‫رأى أصحاب الفن‬
‫المكون ا ساسي للعمل الفني‪ ،‬وبالتالي قوللوا بدورهم من قيمة إنجازها‪ ،‬وبذلك أعادوا تحديد طبيعة‬
‫و‬ ‫الفكرة‬
‫الفن عبر إظهارهم إمكانية اختصاره في وثائق‪ ،‬أو سلسلة تصاميم‪ ،‬أو اقتراحات مكتوبة ‪.‬ولكن بينما‬

‫‪845‬‬
‫‪Global Proceedings Repository‬‬
‫‪American Research Foundation‬‬
‫‪http://arab.kmshare.net/‬‬
‫‪ISSN 2476-017X‬‬

‫‪Available online at http://proceedings.sriweb.org‬‬

‫التصوريون من المعنى‬
‫و‬ ‫وضع المينيماليون معنى عملهم خارج المنحوتة‪ ،‬في محيطها‪ ،‬فقد جعل الفنانون‬
‫والتحليل والنقد جزءًا ال يتج أز من المنحوتة نفسها ‪.‬وفي الحالتين‪ ،‬جرى تفجير الحدود بين الفن والخطاب‬
‫مادة يمكن أن تكون موضوع بحث تشكيلي ‪.‬وفي هذا‬ ‫ال‪ ،‬رأى في الكلمات و‬
‫الذي يتناوله )كوزوث ( مث ً‬
‫السياق يش وكل عمله ‪ One and Three Chairs‬تأمالً في العالقة بين الواقع والفكرة وتمثيلها ‪.‬‬
‫باختصار‪ ،‬ينتظر أصحاب هذا الفن من المتأمل في أعمالهم أن يشاركهم سيرورة انبثاقها الذهنية ‪.‬‬
‫المادي ‪.‬لكن حين يحدث التعبير عن‬
‫تجسدها أفقدوا الفن طابعه و‬
‫وبتركيزهم على الفكرة والكلمات التي و‬
‫الفكرة بشكل حرفي أو شفهي يستعيد الفن التصوري ماديته‪ ،‬كما في بعض أعمال دينيس أوبنهايم أو‬
‫شوارزكوغلر أو فيتوأك شيوني‪ ،‬التي يش وكل جسد الفنان فيها مكان العمل الفني‬ ‫النمساوي رودول‬
‫وركيزته‪ ،‬وبالتالي تنتمي إلى« الفن الجسدي » أو فن ا داء اللذين يقدمان‪ ،‬بدورهما‪ ،‬سيرورة تحقيق‬
‫يتميزان عن الفنون السابقة بالدور المركزي لحضور الفنان فيهما‪ ،‬وبسعي أربابهما إلى‬ ‫العمل‪ ،‬لكنهما و‬
‫التصوريون الجدد‪ ،‬فعمدوا إلى استخدام‬
‫و‬ ‫توحيد الحياة والفن‪ ،‬كالدادائيين والسورياليين قبلهم ‪.‬أما الفنانون‬
‫مواد جديدة وتقنيات إالعالنات في أعمالهم‪ ،‬مثل بروس نيومان‪ ،‬أو إلى تحليل موقع القطعة الفنية التي‬
‫كونس‪ ،‬أو إلى مساءلة« وعد‬ ‫تحولت في مرحلة (ما بعد الحداثة ) إلى منتج استهالكي‪ ،‬مثل جي‬
‫و‬
‫أقطاب الحداثة بتحريرنا » في ضوء اإلنجازات الهندسية التي تسجننا داخل علب من زجاج وصلب‪،‬‬
‫باري ‪،18( .‬ص‪)84‬‬ ‫مثل جوديت و‬
‫ولقد ارتبط استخدام الوسائط التشكيلية بين جميع الفنون باالستفادة من التطور التكنولوجي من‬
‫اجل التوصل إلى أهم ا ساليب التعبيرية والقيم المبتكرة التي يستخدمها فناني مابعد الحداثة لكي نتوصل‬
‫من خاللها إلى مداخل جديدة للفن ‪ .‬وقد وصل ا مر في فنون مابعد الحداثة في استخدام تقنيات غريبة‬
‫وجديدة على الفن وخاصة الفن ألمفاهيمي حيث أن بعض الفنانين حولوا اإلنسان نفسه إلى مادة فنية‬
‫مثلما فعل اوبنهايم حيث عرض نفسه للشمس وعليه كتاب مفتوح ليحميه من الشمس التي أثرت على‬
‫جسمه ما عدا منطقة الكتاب ويسمى هذا النوع من الفن بفن الجسد ‪ .‬وظهر فن ا رض لتشكيل‬

‫‪843‬‬
‫‪Global Proceedings Repository‬‬
‫‪American Research Foundation‬‬
‫‪http://arab.kmshare.net/‬‬
‫‪ISSN 2476-017X‬‬

‫‪Available online at http://proceedings.sriweb.org‬‬

‫المسطحات ا رضية ويتضح ذلك في عمل الفنان روبرت سميثون حاجز أمواج لولبي وهنا أراد الفنان‬
‫أن يلتحم فنه بالبيئة ذاتها مبتعدة عن مفهوم اللوحة ‪،16(.‬ص‪)181‬‬
‫ولم ينشأ الفن الكرافيتي اعتباطا او مصادفة إذ أن له جذو ار شكلية تتضمن عناصر وتقنيات ومعالجات‬
‫وغايات وطموحات كبيرة وكغيره من الحركات الفنية ‪ ،‬ويعود اصل كلمة‬ ‫وجذو اًر ضمنية تحمل مواق‬
‫(كرافيتي ‪ )craffiti‬الى كلمة (‪ )graffio‬اإليطالية وقد وردت في قاموس (ويبستر ‪ )webster‬عام‬
‫(‪ )1683‬بمعنى الخربشة او الكتابة او الرسم بعجلة واهمال‪،‬او نقوش ورسومات وجدت على حجارة‬
‫اآلثار القديمة وجدرانها وقد اكتسبت تلك الكلمة معاني اضافية عندما استخدمت وصفا للرسومات الكثيرة‬
‫التي نفذت على جدران ا بنية العامة والخاصة وقطارات االنفاق في مدينة نيويورك ‪،11(.‬ص‪)31‬‬
‫ويعأأر الفأأن الكرافيتأأي بأنأأه عمأأل ينجأأز بسأأرعة ويقأ ار بسأأرعة وينتشأأر بسأأرعة ويتالشأأى بسأأرعة أو‬
‫‪ scrawled‬وتظهأأر بصأأيغة‬ ‫مأأن شأأعارات (‪ )logos‬واشأأارات مشأأخبطة ‪tags‬‬ ‫انأأه تعبيأأر لغأأوي يتأأال‬
‫رسأأائل وكتابأأات موجهأأة إلأأى مجموعأأة كبي أرة مأأن المشأأاهدين ويعأأر (الفنأأان) الكرافيتأأي بأنأأه شأأاب م ارهأأق‬
‫تعلأم تعليمأأا فنيأا ذاتيأأا وينتمأي علأأى ا غلأب إلأأى الطبقأة الفقيأرة فأي المجتمأأع ‪ .‬وتقأول (ليفأأين ‪ )1688‬انأأه‬
‫بالرغم من تأأثرهم بأالتعفن المأدني وتكنلوجيأا الكمبيأوتر والصأور المتحركأة ‪ ،‬والعأاب مأدافع الليأزر واالتأاري‬
‫عص أأر الفض أأاء وحكاي أأاه الخيالي أأة‪،‬إال إنه أأم كم أأا يب أأدو غي أأر مت أأأثرين ب أأأي أفك أأار خيالي أأة مدرك أأة‬ ‫ومخ أأاو‬
‫مسبقا(‪،13(.‬ص‪)57‬‬
‫ال‬
‫ان تطور التكنولوجيا كان لأه تأأثير مباشأر علأى تطأور الفنأون ‪ ،‬عأالوة علأى ذلأك‪ ،‬تتصأل اتصأا ً‬
‫زودت‬‫وثيقأًا بإبأأداع الفنأأون‪ ،‬كمأأا تتَّصأأل باالسأأتمتاع بهأأا‪ .‬ومنأأذ ظهأأور الجأأنس البشأأري علأأى مسأأرح الحيأأاة‪َّ ،‬‬
‫الملونأة التأي تأدخل فأي تركيأب‬
‫التكنولوجيا الفنأانين بأالمواد والوسأائط‪ ،‬وكانأت االت سأكان الكهأو والمأواد و‬
‫ا صأأباغ تُ َشأ ِّأك ُل جأأزءاً مأأن التكنولوجيأأا البدائيأأة ‪ ،‬وازدهأأرت بالتأأالي فنأأون االتصأأال الجمأأاهيري السأأيما فأأن‬
‫مأورون كاسأندر‬ ‫الملصأق‪ ، Affiche‬مأع مجموعأة مأن رواده ومبدعيأه المحأدثين أبأرزهم الفرنسأي أدولأ‬
‫‪ Adolphe Mourone Cassandre‬وغيره كثير‪،14( .‬ص‪)980‬‬

‫‪848‬‬
‫‪Global Proceedings Repository‬‬
‫‪American Research Foundation‬‬
‫‪http://arab.kmshare.net/‬‬
‫‪ISSN 2476-017X‬‬

‫‪Available online at http://proceedings.sriweb.org‬‬

‫يرتبط الفن السوبريالي بالتحوالت التي طالت المجتمع والثقافة المعاصرة ومظاهرها في اإلعالم‬
‫والسينما والتلفزيون وما رافقها من قيم جديدة غيرت في اهتمام وسلوك وتفكير الناس ‪ .‬ومنها أخذت‬
‫بعض مسمياتها( الواقعية المفرطة والواقية اإلعالمية وواقية الصور الفوتوغرافية ) وهي حركة فنية في‬
‫الرسم والنحت في إنتاج كامل التفاصيل بدقة متناهية وان موطنها ا صلي الذي اشتهرت فيه الواليات‬
‫ما‬ ‫المتحدة ا مريكية فهي تواجه الواقع بعقلية المراقب المدرك لكل الجزئيات والتفاصيل ليكتش‬
‫يعجز عنه بالعين المجردة في الحصول على درجة عالية من الدقة إلثارة الدهشة واعطاء انطباع‬
‫بواقية مفرطة ‪،15( .‬ص‪)30‬‬
‫"وتأتي تجارب الفنان الفرنسي ارمان ( ‪ Arman ( 1928‬والذي يعتبر واحداً من أبرز أنصار الواقعية‬
‫الجديدة حيث ذكر بييرريستاني ‪ Pierre Restany‬أن الواقعية الجديدة تسجل الحقيقة االجتماعية دون‬
‫حقيقي "ويعتمد ارمان في أعماله على تك ا رر عشوائي شياء جاهزة من نوع‬ ‫أي هد‬
‫واحد‪،13(.‬ص‪)57‬‬
‫التبديلية ‪-‬‬
‫بالنسبة لهذه الكلمة فقد تم تعريفها من قبل (نيكوالس بوريود) بأنه المحاولة وضع الفن المصنوع في هذا‬
‫العصر في سياقه الصحيح المتفق مع المضمون العالمي المعاصر ليتم تمييزه عن التقييس والتجارة ‪.‬‬
‫وتعتبر الباحثة هذه المدرسة هي تابعة لالتجاه الثاني المذكور سابقا والذي جاء كما ذكرت مؤيدا‬
‫ومستغال للتكنولوجيا المعاصرة استغالال فنيه في بناء المنحوتات التي تدمج عناصر واقعية وسرياليه‬
‫باجزاء ومكونات اآلله ‪.‬ان‪ altermoderni,‬هو اسم معرض تايت البريطاني الرابع الذي أقامه بور يود ‪.‬‬
‫وقد تحدث عن الحركة التي قد يكون أقرب مسمى لها هو " التبديلية " في خطابه االفتتاحي‬
‫(عام‪ )1005‬في مؤتمر استراليا ونيوزلندا للجمعيات الفنية "‪ .‬ان الفنانين يبحثون عن الحداثة الجديدة‬
‫التي تترجم القيم الثقافية المهمة للجماعات الثقافية المختلفة وربطهم بشبكة العالم وعمليه" إعادة التحميل‬
‫"للحداثة بالنسبة للقرن الواحد والعشرين قد يصح تسميتها بالتبديلية الحديثة هذه الحركة التي ارتبطت‬
‫باختالط ا عراق وا نساب في العالم الحديث مع الحكم على الذات ‪.‬كما تفترض احتمالية التفرد في هذا‬

‫‪845‬‬
‫‪Global Proceedings Repository‬‬
‫‪American Research Foundation‬‬
‫‪http://arab.kmshare.net/‬‬
‫‪ISSN 2476-017X‬‬

‫‪Available online at http://proceedings.sriweb.org‬‬

‫العالم الخاضع للتقييس المتصاعد ‪.‬التبديلية يمكن تعريفها بأنها عبارة عن فنان بأفكار تمتاز بحداثة غير‬
‫اعتيادية في عالم معاصر يمتاز بالحداثة كذلك ‪ .‬وقد ظهرت هذه المدرسة في بريطانيا وهي ممتدة حتى‬
‫المنظمة كما ذكرت في موقعها انه من أهم أهدافها هي التعري‬ ‫وقت كتابة هذه الورقة البحثية وتهد‬
‫بالفن البريطاني وزيادة المتعة لكل محبين لفنوننا المتعددة التي تجمع فنانينا المتميزين واالتهم ومفاهيمهم‬
‫لخلق تجربه فنيه أصيله‪ ،19( .‬موقع رسمي )‬
‫فن الكومبيوتر ‪computer art‬‬
‫ومن ضمن المدارس الفنية التي تتبع االتجاه الثاني الذي احتضن التكنولوجيا المعاصرة واستغلها‬
‫استغالال فنيا رائعا هو فن الكمبيوتر الذي ظهر باختراع الكمبيوتر ول مره في العالم الغربي ولقد عر‬
‫عن فناني العالم الغربي سرعه تأثرهم بالخامات والوسائط الجديدة غالبا والتقنيات الحديثة كذلك ‪.‬وان‬
‫لوان التمب ار والزيت بفن الفيديو أوال كان نقله نوعيه أعدت لالستغالل المباشر‬ ‫االستبدال الثوري‬
‫للكمبيوتر منذ ظهوره وذلك منذ الستينات تحديدا ‪ .‬وقد كان تزامن المعرض ا ول لفن الكومبيوتر في‬
‫‪howrd wise‬جاليري بنيويورك و معرض ‪technische hochschule‬في ألمانيا الغربية والمصادفة‬
‫في المعرضين اللذان ضما أعمال فنية مطبوعة منتجه بالكمبيوتر كانت لعلماء وليسوا فنانين ‪ .‬وان اهم‬
‫مبدأ أكدت عليه هذه المدرسة هو ضرورة تعاون الفن والعلم للمصلحة العظمى وهي إثراء المحتوى‬
‫والتقنية الفنية المعاصرة بما تسهل لدى العلم من تكنولوجيا معاصره تفوق تصور الفنان وحده احتماالتها‬
‫‪ .‬والجدير بالذكر أن هذا الفن كان بمثابة البداية للفنون المرتبطة بأداة الكمبيوتر كفن االنترنت والفن‬
‫الرقمي من نحت وتصوير لذا يمكن اعتبار فن الكمبيوتر أداة واتجاه معا‪،17(.‬الموسوعة االكاديمية‬
‫االلكترونية )‬
‫فأصبحت التكنولوجيا أداة إبداعية وليست فقط وسيلة أو أداة تنفيذ طالما كان لها الدور في بلورة‬
‫وترجمة الخطوط والعناصر محتوى الفكرة إلى هيكل وبناء وجسد تم تشكيلة وصياغته بتقنية فائقة عبرت‬
‫بوضوح ودقة عن الفكرة التي لساقها الفنان عبر منظومة من الخطوط والمساحات والكتل والفراغ ‪ .‬و‬
‫أنواعها الصناعية منها والطبيعية والصلبة منها أيضا واللينة‪،‬‬ ‫تكنولوجيا الحفر على الخامات بمختل‬

‫‪846‬‬
‫‪Global Proceedings Repository‬‬
‫‪American Research Foundation‬‬
‫‪http://arab.kmshare.net/‬‬
‫‪ISSN 2476-017X‬‬

‫‪Available online at http://proceedings.sriweb.org‬‬

‫حيث تنوعت وتطورت اآلالت المستخدمة في عمليات الحفر والتفريل على هذه الخامات وأحدثت عبر‬
‫برامج التصميم الخاصة بتلك اآلالت والماكينات مجموعة من التقنيات وأساليب التشكيل على سطوح هذه‬
‫الخامات ممال كان لها أثر كبير في استحداث هيئات شكلية وتقنيات غيرت من مفهوم وأسلوب الحفر‬
‫" فلم تعد الخامات التي تستخدم فلي التشكيل بأسلوب الحفر الغائر والبارز‬ ‫في مجال النحت" الريلي‬
‫محدودة ومقتصرة على الخامات اللينة فقط‪،18(.‬ص‪)45‬‬
‫فن الضوء ‪-:‬‬
‫جاءت كلمة لوميا (‪ )Lumia‬في اللغة االنكليزية أصال من كلمة (‪ )Lumiaere‬باللغة الفرنسية وتعني‬
‫الضوء ‪ .‬يعتمد فن الضوء على النظم الضوئية المتحركة وذلك إلعطاء تأثير الحركة الواقعية من خالل‬
‫سرعة الضوء وشدته ‪ .‬ويعتمد على استخدام المصابيح الكهربائية وأنابيب النيون واشعة الليزر واستخدام‬
‫أجهزة الضبط والتوزيع ‪.‬‬
‫ويعتبر الفنان (توماس ولفريد) من أصحاب البصمة في فن الضوء ‪ ،‬فهو فنان دانماركي ولد عام‬
‫‪ 1886‬وهاجر الى امريكا ‪ 1619‬وهو أول من أبدع في هذا المجال بعد ان ابتكر الته الضوئية والخالية‬
‫من عنصر الصوت عام ‪ 1616‬والتي سماها (كالفيلوكس) وكانت بمثابة تتابع مرئي صامت يؤدي‬
‫على شاشة بيضاء بوساطة الة لعرض الضوء يتحكم فيه بوساطة لوحة مفاتيح ‪.‬ومن أشهر الفنانين‬
‫الذين ابدعوا فيه ( فرانك مالينا ) و( نيقوال شوفير ) و( كريستا) وكانت الفنانة كريستا حلقة وصل بين‬
‫فن البوب والفن الضوئي وأول رائدة في سلسلة من ا شكال البارزة وفي أوائل الستينات صنعت‬
‫‪ ،‬لذلك وجدت غايتها في النحت باستخدام النيون‬ ‫مجسمات مقتبسة من أشكال مطبوعة من الصح‬
‫على شكل إعالنات تجارية وصناعية ‪ ،‬حتى أصبحت ذات إمكانية بفن تأثير الضوء وبشكل رئيس‬
‫ضوء أنابيب النيون ‪ ،‬حتى أخذت تدخل الميكانيكية في حركة ا شكال الضوئية فضال عن حركة الضوء‬
‫نفسها بإيقاعات متنوعة ‪،15( .‬ص‪)171‬‬
‫اما الفنان ( كريستيان ) فقد ابرز قيمة الضوء من خالل استخدامه عنصر أساس في العمل في العمل‬
‫تقوية‬ ‫الفني معتمدًا على الظالم الدامس إلبراز قيمة الضوء متناوال العديد من ا بعاد الرمزية بهد‬

‫‪844‬‬
‫‪Global Proceedings Repository‬‬
‫‪American Research Foundation‬‬
‫‪http://arab.kmshare.net/‬‬
‫‪ISSN 2476-017X‬‬

‫‪Available online at http://proceedings.sriweb.org‬‬

‫التواصل الفكري والفني بين الفنان والجمهور واستخدام المصابيح الكهربائية وا سالك وغيرها في تولي‬
‫ماوراء المرئيات ‪ .‬لذا يعد فن الضوء من الفنون الجميلة التي تعتمد على قوة الظل‬ ‫اإلضاءة ليكش‬
‫وشدتها وتوزيع الضوء داخل العمل الفني ‪ ،‬فيكون الضوء وسيلة للتعبير ‪،15(.‬ص‪)171‬‬
‫فن الهولوغراف ‪HOLOGRAPH ART -:‬‬
‫او‬ ‫أو أمام السطح الشفا‬ ‫هي الصور الملتقطة بإشعاعات الليزر وتظهر صو ار بأبعاد ثالثية خل‬
‫العاكس الذي تطبع الصورة عليه ‪ ،‬ويحتفظ الهولكرام بثالثة أبعاد كاملة من اي زاوية ينظر إليه ‪ .‬وما‬
‫لغة هولوغرافية قابلة للتطبيق ‪.‬‬ ‫يزال الفنانون الذين يجرون تجاربهم بواسطة الهولكرام يحاولون اكتشا‬
‫وقد حققت التصاميم التجريدية – عامة – حتى اليوم نجاحاً من الناحية الجمالية أكثر من نجاحها في‬
‫الصورة الشكالنية المتخيلة ‪.‬‬
‫وفي عام ‪ 1648‬اقترح (جابور) اول طريقة للحصول على صورة مجسمة غير ان وجود مصدر ضوئي‬
‫عرقل استخدام هذه الطريقة ‪.‬‬
‫وكان تحقيق ( الليزر ) وهو مصدر للضوء المتماسك هو الذي أتاح تقدم ا بحاث في هذا المجال ‪.‬‬
‫وفي عام ‪ 1691‬تقدمت خطوة حاسمة بفضل أعمال العلماء ا مريكيين ( أميت ‪ .‬ن‪ .‬ليث و جورسيا‬
‫وباتتكس ) والباحث الروسي ( يوري دينسوك ) وقد اثبتوا باتخاذهم الليزر مصد اًر للضوء وتعديل‬
‫التصميم الذي وضعه ( جابور) انه في اإلمكان تسجيل وتصويب صورة على أبعاد ثالثة لجسم يعكس‬
‫الضوء الذي تلقاه والى جانب هذا أثبتت ا عمال الرئيسة التي أجراها (دينوسك)مبدأ التصويب الكامل‬
‫لمجال اإلشعاع الذي يخلفه جسم واقعي ‪:‬‬
‫من احدث الفنون المعاصرة وهذا يرتبط ارتباطاً وثيقاً بالتقدم التكنولوجي فهو‬ ‫ويعد فن الهولوغ ار‬
‫اقتران بالعلم والفن ولعل الفنان الذي طوع القدرات العلمية في تحقيق المعاني والقيم كان يعيش عصره‬
‫‪ ،10(.‬ص‪)13‬‬
‫هو توفير مصدر ضوئي ولوحة فوتوغرافية وجسم بطبيعة الحال ‪ ،‬أما طبق ة‬ ‫اما المبدأ التقني للهولوغ ار‬
‫المستحلب الحساس فأنها سميكة نسبيًا ( حوالي عشرة ميكرونات ) ويضاء الجسم بحزمة ليزر ويسقط‬

‫‪844‬‬
‫‪Global Proceedings Repository‬‬
‫‪American Research Foundation‬‬
‫‪http://arab.kmshare.net/‬‬
‫‪ISSN 2476-017X‬‬

‫‪Available online at http://proceedings.sriweb.org‬‬

‫الضوء الذي يعكسه على اللوحة تتلقى اللوحة أيضا حزمة ضوئية عرضية اتية من المصدر نفسه‬
‫) والتفاعل يحدث بين‬ ‫وتتقابل هاتان الحزمتان وتسجالن على اللوحة إذ تشكالن مايسمى ( الهولوغ ار‬
‫نسخة بارزة‬ ‫الهولوغ ار‬ ‫ا شعة الضوئية العرضية وبين الشكل ا صلي ويرى المشاهد الموجود خل‬
‫‪ ،‬اذن هو‬ ‫لعملية تسجيل الصورة وتصويبها يتيح لنا فهم مصطلح هولوغ ار‬ ‫من الجسم ‪ ،‬وهذا الوص‬
‫طريقة للتسجيل الكامل للمعلومات الخاصة بمجال اإلشعاع الذي يرسل حقيقة ‪.‬‬
‫استخدام اليزر وبعض المكونات البصرية مثل العدسات‬ ‫ان طريقة التنفيذ تتطلب عمل الهولوغ ار‬
‫والمرايا وكذلك ا سطح الثابتة التي التوجد بها اهت اززات ‪ ،‬وقد ابتكر (‪ )pethick‬نظام هولوغرافي رملي‬
‫ادى الى عدم الحاجة للمنضدة الثابتة التي تتكون من لوح اسمنتي معزول مطاطياً لمنع االهتزاز ‪.‬‬
‫(‪،15‬ص‪) 160-186‬‬
‫ويعتبر فن النحت من أكثر الفنون تأث ًار بمعطيات التكنولوجيا والتقدم العلمي الرتباطه بالعديد من‬
‫المستجدات من الخامات وا دوات واآلالت والعالقة المباشرة بين الخامات والصياغات التشكيلية لها مما‬
‫أعطى ذلك للنحات فرصة التجريب وتنمية روح االبتكار واإلبداع من خالل التقنيات وا ساليب ا دائية‬
‫لتكنولوجيا النحت البارز‪.‬‬
‫"فأصبحت اآلالت كهربائية والكترونية من مناشير وشواكيش‪ ،‬ضغط هواء‪ ،‬وظهرت أهميتها في توفير‬
‫الجهد والوقت‪ ،‬واستخدمت أيضا اآلالت االلكترونية المركبة ملن أجهزة الفيديو والة التصوير والعقل‬
‫اإللكتروني ( ‪ ،) Computer‬وكذلك استخدام أليزر في إنتاج صور ثالثية ا بعاد هولوجرام ‪) -‬‬
‫( ‪ Hologram‬وتكوين أشكال ضوئية مجسمة‪ " 3‬وبذلك يستطيع النحات أن يستفيد من معطيات‬
‫التكنولوجيا الحديثة وتقنيات اآللة في تطويع الوسائط التقنية إلى إمكانات تعبيرية تكون مقتضياتها الرؤية‬
‫الذاتية والبصمة المتفردة‪ ،‬وتكون تلك الوسائل إلثراء إبداعه واعادة صياغة دون المساس بمضمون ما‬
‫يبدعه ‪ ،‬سواء ارتكز العمل الفني كليا أو جزئيا على اآللة وتقنياتها ‪.‬‬
‫‪ .‬أهم المؤشرات التي انتهى إليها اإلطار النظري ‪-:‬‬

‫‪844‬‬
‫‪Global Proceedings Repository‬‬
‫‪American Research Foundation‬‬
‫‪http://arab.kmshare.net/‬‬
‫‪ISSN 2476-017X‬‬

‫‪Available online at http://proceedings.sriweb.org‬‬

‫‪ .1‬ارتبط استخدام الوسائط التشكيلية بين جميع الفنون باالستفادة من التطور التكنولوجي من اجل التوصل‬
‫إلى أهم ا ساليب التعبيرية والقيم المبتكرة التي يستخدمها فناني مابعد الحداثة لكي نتوصل من خاللها‬
‫إلى مداخل جديدة للفن ‪.‬‬
‫‪ .1‬فرضت التكنولوجيا واقعًا جديدًا لحياتنا وأفرزت رؤى جديدة صاحبتها متغيرات اجتماعية انعكست بشكل‬
‫أو بآخر على الفنون كافة‪ ,‬ومنها الفن التشكيلي‪.‬‬
‫‪ .3‬ابدى الفنان التشكيلي تفاعل مع التكنولوجيا وأدوات عصره ‪,‬وأفرز لنا مفاهيم حداثيِّة‪ ,‬أنتجت حضارة‬
‫الصورة‪ ,‬فنالحظ منذ بضعة سنوات اكتساح الوسائل التقنية كل مجاالت اإلبداع‪.‬‬
‫‪ .4‬أتاح االنفتاح على التكنولوجيا مجاالً واسعاً وطفرة هائلة في الحركة الفنية‪ .‬ودفع الفنان إلى البحث‬
‫باستمرار عن ماهية الفن وعن أشكاله وأنماطه المستحدثة تبعًا لما يعيشه من تطور تكنولوجي يهيمن‬
‫بالضرورة على المشهد الحياتي البسيط كما يملي على العقول أساليب فكرية وردود أفعال واعية وغير‬
‫واعية ‪ .‬لقد أصبحت كل أوجه ال علوم بما فيها المقاربات اإلنسانية في خدمة المنهج التقني ‪.‬‬
‫اآلليات المتبعة في تصميم العمل الفني الحركي وتحوالته ‪ ،‬وهو‬ ‫‪ .5‬إن تعدد التقنيات المستخدمة واختال‬
‫ما قاد لفنانين إلى كسر الرؤية التقليدية للفن والبحث عن الجديد المتميز بالسرعة والحركة‪.‬‬
‫‪ُ .9‬يعد الفن ممارسة اجتماعية مرتبطة بنزعات اإلنسان وجنوحه نحو قيم الجمال‪ ,‬يتأثر بروح الزمن الذي‬
‫يعيش فيه‪ ,‬وهو مؤر صادق لعصره ‪ .‬لذا تعتمد القيم الجمالية على أدوات الفنان المحيطة به في كل‬
‫عصر من خالل التقدم والتكنولوجيا ‪.‬‬
‫‪ .7‬اتسمت اتجاهات ما بعد الحداثة بالتنوع والنزوع نحو أساليب وتنوعات غير مألوفة فقد الفن فيه جنسه‬
‫وجماله وأصبح الالفن ولالجمال هاجسا ينزع إليه كل فنان ‪.‬‬
‫‪ .8‬ظهور نمط جديد من الحياة الثقافية وهوما يسمى بالتحديث أو المجتمع الصناعي أو مجتمع وسائل‬
‫اإلعالم والرأسمالية متعددة الجنسيات‪.‬‬
‫الفصل الثالث ‪-‬إجراءات البحث‬
‫أولا‪ -‬مجتمع البحث‪-:‬‬

‫‪844‬‬
‫‪Global Proceedings Repository‬‬
‫‪American Research Foundation‬‬
‫‪http://arab.kmshare.net/‬‬
‫‪ISSN 2476-017X‬‬

‫‪Available online at http://proceedings.sriweb.org‬‬

‫نظرا لسعة مجتمع البحث وكثرة النتاجات الفنية وأعداد الفنانين في فنون مابعد الحداثة فقد اطلعت الباحثة على‬
‫مصورات عديدة لألعمال الفنية في المصادر العربية واألجنبية وكذلك ما توفر منها على شبكة النترنت العالمية‬
‫لإلفادة منها بما يغطي حدود البحث ويحقق هدفه ‪ ،‬ويضمن للباحثة رصد أكبر قدر من العينات التي تشتغل مع‬
‫موضوعة البحث الحالي ‪.‬‬
‫ثانيا‪ -‬عينة البحث ‪-:‬‬
‫قامت الباحثة باختيار عينة للبحث البالغ عددها (‪ )5‬نماذج فنية تم اختيارها بصورة قصديه‬
‫وقد تم اختيار عينة البحث وفقاً للمبررات اآلتية ‪-:‬‬
‫‪ .1‬أن تكون ا عمال المختارة ممثلة تمثيالً وافيًا لمرحلة الفن المعاصر ‪.‬‬
‫‪ .1‬شهرة ا عمال المختارة وانتشارها إعالميًا وأكاديميًا ‪.‬‬
‫‪ .3‬العينات المختارة من أشهر نتاجات فنون مابعد الحداثة ‪.‬‬
‫‪ .4‬تم استبعاد ا عمال الفنية التي تكررت موضوعاتها وطرق تنفيذها‪.‬‬
‫ثالثًا ‪ -‬منهج البحث ‪ -:‬اعتمدت الباحثة على المنهج الوصفي التحليلي لعينة البحث ‪.‬‬
‫رابعاً – تحليل العينة‬
‫تحليل العينة‬
‫التعبيرية التجريدية‬
‫أنموذج (‪)1‬‬
‫اسم العمل ‪ :‬شقق باريس‪.‬‬
‫اسم الفنان ‪ :‬جين دوبوفيه‪.‬‬
‫‪.‬تاريخ اإلنتاج ‪٦٤٩١ :‬‬
‫المادة والخامة ‪ :‬زيت بالرمل والفحم على الكانفاس‪.‬‬
‫‪ ٦٩٥،١‬سم × ‪ .‬القياس ‪٦٦٩ :‬‬
‫أولا ‪:‬الوصف العام‬
‫عمل فني أشبه بالعمل ألجداري وكأنه واجهات متراصة مزدحمة من أشكال هندسية وخطوط ومساحات‬

‫‪844‬‬
‫‪Global Proceedings Repository‬‬
‫‪American Research Foundation‬‬
‫‪http://arab.kmshare.net/‬‬
‫‪ISSN 2476-017X‬‬

‫‪Available online at http://proceedings.sriweb.org‬‬

‫وزوايا تساندت مع بعضها إلظهار الشكل وكأنه بناء بشرفات وأبواب ووجهات مدينة معلقة وتظهر‬
‫أشكال ا شخاص توزعت على مداخل الواجهات في أغلب زوايا اللوحة في الجانب العلوي والسفلي من‬
‫العمل‪.‬‬
‫في ظل التطور الكبير الذي يشهده هذا العصر في المجال التقني التكنولوجي في شتى الطرق وجميع‬
‫الميادين الفنية ‪ ،‬وفي الوقت الذي نتمتع به بروعة ومتعة هذه التقنيات حيث نشاهد تنوع ا ساليب‬
‫وتداخل ا جناس في العمل الفني الواحد ‪،‬‬
‫إن من أهم مشاهد التقنية في هذا النص البصري هو ادخال مواد مختلفة في العمل كتقنية جديدة‬
‫باإلضافة الى ان التشكيل المعماري ا ثري وهو في حالة من اإلتباع المتوازن لكل أجزاء وأشكال‬
‫وعناصر الشكل العام والذي حاولت فيه الفنان ان يعمل خلطاً متجانسًا من كل تلك ا شكال التصميمية‬
‫وا ساليب والمعالجات الصورية واالنسجام الرائد بين العناصر بهذه الصورة البصرية ‪.‬‬
‫إن هذه المحاولة اإلبداعية جاءت ضمن حدود النسق الداللي لألشكال واالتزان في توزيعها فنيًا لتبدو‬
‫الوظائفية الحالية مستخدمة عناصر التجميع والتركيب‬ ‫وكأنها من الماضي العتيد موغلة في أطيا‬
‫الشكلي والداللي ألنسقي والتشظي في وحدات النص العام بعيدة عن الرؤية البصرية المعتادة في معالجة‬
‫المحتوى والمضمون حيث سيطرت ا شكال على ا لوان السوداء والرمادية والتي تعطي انطباعًا بأن‬
‫سكنته هذه الشقق يغطون في كآبة نفسية في عالم معزول ومظلم فالحياة عديمة ا لوان وال يوجد شيء‬
‫يغير السعادة‪.‬‬
‫إن هذا العمل جاء تجريدًا لقيم شكلية ولونية خالل السطح التصويري لجذب البصر للمتلقي واالبتعاد به‬
‫نحو الماضي الشخصي وهنا أيضًا جاء كتقنية جديدة في المدرسة التعبيرية التي تعتبر اولى حركات فن‬
‫مابعد الحداثة التي سادت فيها االتقنيات الحدية والتكنلوجيا المعاصرة والتي دخلت في عالم الفن واساليبة‬
‫الجمالية‪ ،‬وهذا العمل على غير المعهود في الفنون السابقة واستناداً إلى قيمة سائدة في الرجوع إلى‬
‫الماضي ‪ ،‬حتى كانت تقنية وجمالية هذا النص عن النصوص ا خرى في فنون ما بعد الحداثة عندما‬
‫اعتمد الفنان البصري على الرؤية وتحطيم ا شكال باعتباره أساسًا في البناء وذلك سابقه في تاريخ فن‬

‫‪845‬‬
‫‪Global Proceedings Repository‬‬
‫‪American Research Foundation‬‬
‫‪http://arab.kmshare.net/‬‬
‫‪ISSN 2476-017X‬‬

‫‪Available online at http://proceedings.sriweb.org‬‬

‫مابعد الحداثة‪ .‬إن اختراق الالمعقول في نظرية التحطيم ثم البناء سادت هذا العمل فأعطته جمالية‬
‫مغايرة لما سبق من الفنون ‪.‬و من جانب اخر ففضاء العناصر غير منتظمة والمقاربة الصورية غير‬
‫واضحة المعالم وا شكال متداخلة وعدم االنتظار الداللي ألنسقي غير معهود وكذلك بدئ الزمان والمكان‬
‫عائمًا في ال محدودية غير معهودة أيضًا‪.‬‬
‫ولكن كأن التجريد والتعبير هنا يتداخل فيما بين العناصر البائية لألشكال وهي محصلة لتجميع أبعاد‬
‫عدة وتصورات مدركة ومستويات من التدرج اإليقاعي الشكلي الخطي وبانفتاح الدالالت وا نساق وتحقق‬
‫الالمركز في العمل وذلك ما وصفه بعمل مغاير لما سبقه في كل شيء‪.‬‬

‫الفن الشعبي‬
‫أنموذج (‪)1‬‬
‫اسم الفنان ‪ :‬روي لخشتاين‬
‫عنوان العمل ‪ :‬الصالة‬
‫سنة اإلنتاج ‪ 1651 :‬م‬
‫قياس العمل ‪ 131 × 165 :‬سم‬
‫نوع الخامة ‪ :‬صور معالجة بالحاسوب‬
‫لندن‬ ‫العائدية ‪ :‬متح‬
‫يتكون العمل الفني من صالة للجلوس ‪ ،‬بيد أن هذه الصورة هي نمط لحياة مدينية تعيشها مدن الدول‬
‫الغربية ‪ ،‬والتي تظهر فيها ا ريكة والكراسي والمنضدة وصور معلقة على الجدار وسجادة مفروشة‬
‫وستائر ‪.‬‬
‫ارتبطت مفاهيم (الفن الشعبي) بالحركة الدادائية والمستقبلية ‪ ،‬والتي جعلت من ممثلي البوب ارت‬
‫يلجأون إلى تقديم صورة فنية تستمد عناصرها الجمالية من مظاهر الحياة اليومية ‪ ،‬من خالل تمثيل‬
‫ا شياء المتداولة في داخل المنازل وخارجها ‪ ،‬إنما هو تثبيت من واقع البيئة المدينية في شتى مظاهره ‪،‬‬

‫‪843‬‬
‫‪Global Proceedings Repository‬‬
‫‪American Research Foundation‬‬
‫‪http://arab.kmshare.net/‬‬
‫‪ISSN 2476-017X‬‬

‫‪Available online at http://proceedings.sriweb.org‬‬

‫ال‬
‫بما في ذلك الشائع والمبتذل ‪ ،‬إذ يعبر الفنان بواسطتها عن ارتباطه العاطفي ببيئته المحيطة محاو ً‬
‫إدخال نماذج من الحياة اليومية العادية إلى بنية العمل الفني التي يختبرها كل فرد في مجتمعات المدن‬
‫الصناعية ‪.‬‬
‫فعمد الفنان (روي لخشتاين) إلى تمثيل الواقع بمنهجية الصناعة الميكانيكية ‪ ،‬ذات الصلة بالعالم‬
‫الصناعي وعلم اآللة الحديثة التي شهدها العالم الغربي وخاصةً الواليات المتحدة ا مريكية ‪ ،‬التي عملت‬
‫وانتاج كل شيء يتضمن أعلى قدر من التداول واالستهالك ‪ ،‬بحيث تكون شعبية منتجة‬ ‫على توظي‬
‫للجماهير وفكرة صياغتها تتناسب مع أفكار البيئة المدينية ‪.‬‬
‫فقد اهتم الفنان (لخشتاين) بالقيم الجمالية التي تمثل طروحاتها نزعة حضرية تعكس تطورات‬
‫المدينة الحديثة ومستلزماتها ‪ ،‬التي توفر العيش الرغيد ‪ ..‬إذ تهتم المدن الصناعية الكبرى في العالم‬
‫الغربي بكل وسائل ا لراحة النفسية والجسدية فراد المجتمع ‪ ،‬فاهتمت با ثاث الداخلي للمنازل ومع مزج‬
‫العديد من وسائل اإلنتاج المهملة والمهمشة التي أفرزتها الثقافة المدنية الغربية ‪ ،‬بحيث يجعل من‬
‫ال في (الفن الشعبي) ‪ ،‬كونه‬
‫عالقاتها الجمالية التي أصبحت من خاللها أن كل قبيح بات أكثر جما ً‬
‫ملتصقًا بالفعل اإلنساني ومتطلبات حياته اليومية ‪ ،‬أما الموضوع فيثار بالنسبة لحالة القناعة بموق‬
‫الفنان نفسه ‪.‬‬
‫فالثقافة المدنية الشعبية تمثل حقيقة الواقع الشعب ا مريكي وطبيعة البيئة التي يعيش فيها اإلنسان‬
‫الغربي ‪ ،‬فقد اعتمد فنانو البوب ارت على وسائل وتقنيات التصوير ألطباعي والمونتاج والحذ‬
‫واإلضافة على وفق نظام الالشكل أو التكرار للشكل ‪ ،‬قاصدين من ذلك جعل الفن أكثر إثارة وابها ًار‬
‫ال من ِقبل المستهلكين ‪ /‬المتذوقين ‪ ،‬وبذلك تستند ا عمال‬
‫بحيث يصبح العمل الفني أكثر جماالً واستقبا ً‬
‫الفنية في (الفن الشعبي) بتقديم صور صادقة لحياة مجتمع المدينة ا مريكي ‪ ،‬وذلك على وفق مناهج‬
‫نقدية وجمالية تدعم نمط ا سلوب التأويلي للثقافة المدينية ا مريكية ‪.‬‬
‫فالنتاجات الفنية للبوب ارت تستقي مادتها الجمالية من اإلعالنات الموجودة في شوارع المدن‬
‫ا مريكية ‪ ،‬والتي تدخل ضمنًا مع البيئة الثقافية للمجتمع ألمديني ‪ ،‬فتسخر من العقل اإلنساني لتحول‬

‫‪848‬‬
‫‪Global Proceedings Repository‬‬
‫‪American Research Foundation‬‬
‫‪http://arab.kmshare.net/‬‬
‫‪ISSN 2476-017X‬‬

‫‪Available online at http://proceedings.sriweb.org‬‬

‫المنجزات العلمية المعاصرة إلى بضاعة تطرح في ا سواق كا ثاث والمالبس والمنتجات الغذائية وغيرها‬
‫الثقافات ا خرى من‬ ‫‪ ،‬وهو ما يالئم توجهات االقتصادية واالجتماعية والثقافية ‪ ،‬واالنفتاح على مختل‬
‫خالل ما تقدمه الوسائل اإلعالنية الحديثة ِعبر شبكات التواصل العالمي ‪ ،‬والسعي نحو فن يستقي‬
‫عناصره الجمالية من معطيات البيئة والحدث اليومي الذي يمثل حقالً هاماً من حقول المدينية الحديثة ‪،‬‬
‫التي يمكن أن تحقق انتشا اًر واسعاً يلبي حاجات العصر ومتطلباته ‪.‬‬

‫الفن البصري‬
‫نموذج ‪٩‬‬
‫أسم العمل ‪:-‬تكوين باالزرق‬
‫المادة والخامة ‪:‬طباعة سكرين‬
‫سنة االنتاج ‪٦٤١٥:-‬‬
‫‪٢‬ر ‪ - ٢٤٦‬سم × القياس ‪٩:-‬ر ‪٢٢٢‬‬
‫كاس ميرديان‬ ‫)‪(kass meridian‬العائدية ‪ :-‬متح‬
‫تحليل العمل‪:-‬‬
‫الدوائر شكلت بطريقة تعتمد منظو ار هندسيا لألشكال الهندسية‬ ‫العمل عبارة عن مجموعة من انصا‬
‫ولونيا موازيا له يتفقان معا لإليهام بأشكال ملتوية تنبعث من أرضية منبسطة هي سطح اللوحة‪ .‬ينصب‬
‫اهتمام الفنان على ا شكال الهندسية التي كانت بالنسبة له تعبير عن حقائق مطلقة ومفاهيم أصلية‬
‫ترتبط با نظمة الكونية والن زوع الداخلي عند اإلنسان ‪ ،‬لكن بأسلوب يبحث في تفاصيل عملية‬
‫تتركه ا شكال على ذهنية المتلقي فتثير حشداً من ا فكار المترابطة‬
‫ُ‬ ‫اإلبصار لدى اإلنسان وا ثر الذي‬
‫‪ ،‬وأحد أكثر هذه ا فكار أهمية هو فكرة العمل الفني كونة نشاطا عمليًا ‪ .‬وقيمة جمالية تصميمية في‬
‫هذا العمل وأكثر مايميز أعمال فكتور هو طموحه الدائم بين عنصري التشكيل والحركة بحيث تبدو‬
‫أشكاله وكأنها في حركة تنبع دائما من عمق اللوحة‪.‬‬

‫‪845‬‬
‫‪Global Proceedings Repository‬‬
‫‪American Research Foundation‬‬
‫‪http://arab.kmshare.net/‬‬
‫‪ISSN 2476-017X‬‬

‫‪Available online at http://proceedings.sriweb.org‬‬

‫إن من أهم تلك ا بعاد الجمالية في بنية الشكل هي عملية اإليهام والتشظي الحاصل في المركز‬
‫الم َعبر الجوهري لكل أفكار وبناءات الفنان‬
‫والتأثيرات الحركية والبصرية هي التي كونت العامل ا ساس و ُ‬
‫وهذا النهج الذي اختطه لنفسه يعد جامعًا لتأثيرات التشكيل التقليدي الذي يعتمد الهندسة والتصميم‬
‫الفن البصري كذلك تجسدت تلك اإلبعاد‬ ‫والمنظور بأنواعه إلى جانب تحقيق الحركة والذي يبتغيه َ‬
‫الجمالية للتقنيات للصور الرقمية في طابع الدقة المتناهية في أعمال الفَن البصري وان هذه العملية هي‬
‫جزء من فهم دقيق لجزئيات عملية ا بصار مثل ميل العين إلى تحسسها الحركة عند مواجهتها‬
‫لتناقضات حادة في ا لوان ‪ ،‬أو في التدرج الجزئي البسيط للون الذي يتبع إيقاعات قد تكون سريعة‬
‫توحي باندفاع ا شكال مباشرة أو إيقاعات بطيئة توحي بانجذابها تدريجيًا نحو المتلقي ‪ .‬ان دوائر فكتور‬
‫في هذا العمل تتحرك وفق نظام َمدروس بدقة وهي تسلسل رياضي محسوب‪.‬‬
‫ونجد ان استخدام الجانب العلمي والتكنولوجي في هذا الفن ومن خالل استخدام النظام الهندسي للون‬
‫والشكل وقد تكرر من خالل انعكاسه على حواس اإلنسان بطرق تحرك مفاهيم غريزية موجودة في عقله‬
‫وهي أنظمة ثابتة في الفطرة اإلنسانية وهي بمثابة ا نظمة الرياضية والهندسية التي تحكم عقل اإلنسان‬
‫بوصفها أنظمة قبلية تطبع نظرته إلى الكون حوله مثل العالقات ا ولية المدركة بين السالب والموجب ‪،‬‬
‫أو الجوانب ‪ ،‬وتدرج اللون‬ ‫وتضاد ا رضية وا شكال فوقها ‪ ،‬واتجاهات الخطوط إلى ا مام أو الخل‬
‫للفن الرقمي ‪ Digital Art‬الذي‬ ‫في العمق‪ .‬وقد تكاثرت مثل هذه اإلنجازات بفضل االستعمال المكث‬
‫جسَّد بالفعل االرتباط الوثيق بين التكنولوجيا والفن‪ ،‬من خالل جعل اآلالت اإللكترونية صانعة ومبدعة‬
‫لدى البشر‪ .‬فالفن الرقمي صار لغ ًة بصرية تهتم بالصورة وتجعلها أساسية في التعبير‬ ‫لفن غير مألو‬
‫والتواصل‪ ،‬وبعبارة أوجز‪ :‬إنه الفن الذي ُيصنع بواسطة الكومبيوتر‪.‬‬
‫التطور الهائل والمذهل التي شهدته البشرية في مجاالت تكنولوجيا المعلومات‪ ،‬صار الفنان‬‫ُّ‬ ‫وبفضل‬
‫العديد من الوسائط السمعية بصرية في اإلبداع التشكيلي‪ ،‬مثلما صار ُيدمج‬ ‫المعاصر ينزع نحو توظي‬
‫الصور المخلقة بالكومبيوتر‪،‬‬
‫َّ‬ ‫مواد وحوامل جديدة للتعبير ثنائية وثالثية ا بعاد‪ .‬ومن ثم‪ ،‬انتشرت‬
‫المتحركة ‪.‬‬
‫ِّ‬ ‫وتقدمت الفنون المتَّصلة بالرسوم‬
‫َّ‬

‫‪846‬‬
‫‪Global Proceedings Repository‬‬
‫‪American Research Foundation‬‬
‫‪http://arab.kmshare.net/‬‬
‫‪ISSN 2476-017X‬‬

‫‪Available online at http://proceedings.sriweb.org‬‬

‫الفن المفاهيمي‬
‫أنموذج (‪)3‬‬
‫اسم العمل ‪ :‬انعكا س ‪.‬‬
‫كوزوث‬ ‫اسم الفنان ‪ :‬جوزي‬
‫مكان العرض ‪ :‬احدى كاليريات نيويورك ‪.‬‬
‫عمل فني يتكون من كرسي وكذلك هناك قالب من الجبس‬
‫تؤكد المنظومة البصرية المفاهيمية عن خاصيتها في ان تطلق عن فعلها الفكري والجمالي على المواد‬
‫بمدى تخطي الفنان المفاهيمي حدود‬ ‫المختلفة من الكرسي والمراة ‪ .‬والكتل وغيرها من هنا نستش‬
‫الخامات والمواد والتقنيات ‪ ،‬وذلك الطالق سلطة الفكري‬ ‫ا بعاد لتلك المنظومة بتعاملة مع مختل‬
‫والتقني المتاح على الجمالي ‪ .‬يتركب العمل من عالقات بنائية لنقيض من مواد التنسجم من حيث‬
‫االنتقاء الوظيفي ضمن عالقة موحدة متجمعة فيما بينهم ‪ ،‬حيث يمكن القول ان لتلك المواد خاصية في‬
‫أدائها ضمن معطياتها التقنية والوظيفية ‪ .‬واوعز الفنان التشكيلي استعمال تلك المواد المختلفة الكرسي‬
‫والمراة النه اراد الوصول الى غايته في جمع تلك النقائض والمخلفات من المواد للوصول الى اطالق‬
‫فكرة يروم في غاية الوصول الى جمع تلك النقائض والمخلفات من المواد تلك الوصول إلى إطالق فكرة‬
‫موحدة تنتقي مع المفهوم الفكري والجمالب والتقني حيث يفتح الفنان المفاهيمي الصالت الحاصلة من‬
‫استخدامة تلك المواد المختلفة عرضاً بصرياً يبتعد عن منطقة العمل الفني للوحة الفنية او النحت وغيرها‬
‫من فروع التشكيل وهذا ما امتازت به فنون مابعد الحداثة في تقنياتها المختلفة المستخدمة من قبل فنانيها‬
‫‪ ،‬حيث يظهر لدينا العرض من خالل هذا الشكل من تكوين بنائي بتشكل من كرسي تقع أعلى مقعده‬
‫كتلة جبسية بيضاء وأن الية التنفيذ جعلت من الفنان أن يضع المراة أمام هذه الكتلة ليظهر مفهوم‬
‫االنعكاس وتتضح صيغة الحامل والمحمول فعاليتها الواضحة على المنجز ‪ .‬وتتالئم هذه التقنية مع‬

‫‪844‬‬
‫‪Global Proceedings Repository‬‬
‫‪American Research Foundation‬‬
‫‪http://arab.kmshare.net/‬‬
‫‪ISSN 2476-017X‬‬

‫‪Available online at http://proceedings.sriweb.org‬‬

‫مكوناتها التي أدت إلى طرح مفهوم الفكرة ال للمواد التي يتكون العمل منها حيث نشهد تالؤم واضح لهذا‬
‫العمل مع باقي أعمال الفن المفاهيمي الذي نشأ في ظهوره تركيبا بنائيًا يتضمن عرض المواد المختلفة‬
‫كالمساند الموسيقي ة وأشرطة الفيديو ومواد حديدية والتي تظهر لنا كيفية استخدام التقنيات والمواد المختلفة‬
‫في الفن المفاهيمي ‪ ،‬وان تلك الصيغة تتوافق وأساليب العرض المنوعة لتضفي لنا عامالً تحولياً من‬
‫عوامل المشهادات التي تسلكها تك العروض البصرية ضمن ضمن منحاها التجريبي ‪ .‬وتتولد للعمل‬
‫سمات فنية ومنها هيمنة الفكرة على السطح التصويري البصري وكذلك تناقض الخامات المستخدمة في‬
‫العمل الفني لكنها تعمل على اظهار الجانب التقني والجمالي وتعطي خصوصية للفن ألمفاهيمي كباقي‬
‫العروض الفنية والبصرية ‪.‬‬
‫بدا الفن المفاهيمي أشبه بالثورة على التقنيات التقليدية المستخدمة في انجاز اللوحة‪ ،‬إذ يمكن له ان‬
‫يستخدم كل ما يخطر على بال الفنان لخلق الدهشة والغرائبية‪ ،‬بهذا أضحى هذا الفن يخاطب الذهن‬
‫والنفس وردود ا فعال أكثر من رعايته وعنايته بالعمل الفني بذاته ‪ .‬فمن الممكن استخدام أمور‬
‫بسيطة من حياتنا اليومية وعبر المزج المتناغم بين المتناقضات تتحول إلى عمل فني ناجح عند‬
‫طرحها في غير مسارها االول‪ .‬فبعد ان كان الفنان يعمل بجد واجتهاد إلنجاز عمل فني يساوق‬
‫المظاهر الطبيعية المحيطة‪ ،‬او النفسية التي تعتمل في داخله‪ ،‬يخلق من خالله الدهشة بالتقنية أوال ثم‬
‫نفسه كثير العناء في العمل على قطعته الفنية‪ ،‬بل يعمد‬ ‫بالتقاط الموضوع او الفكرة‪ ،‬أضحى ال يكل‬
‫واضح لفكرة ما تطرح وتكون ملبية للرسالة التي يود نشرها‪.‬‬ ‫حمله في توظي‬ ‫لما خ‬
‫أنموذج (‪)4‬‬
‫الفن الكرافيتي ‪:‬‬
‫اسم الفنان ‪ :‬سوج ( ‪ ) Such‬وكا ( ‪) Ka‬‬
‫المرمزة‪7‬‬
‫اسم العمل ‪ :‬الخطوط ُ‬
‫تاريخ اإلنتاج ‪1669 :‬‬
‫الخامة والمادة ‪ :‬مواد متعددة‬

‫‪844‬‬
‫‪Global Proceedings Repository‬‬
‫‪American Research Foundation‬‬
‫‪http://arab.kmshare.net/‬‬
‫‪ISSN 2476-017X‬‬

‫‪Available online at http://proceedings.sriweb.org‬‬

‫القياس ‪ 151 × 189 :‬سم‬


‫(‪)1‬‬
‫العائدية ‪ :‬ملكية عامة – ميسا ( ‪ / ) Mesa‬الواليات المتحدة ا مريكية‬
‫كتابية تداخلت بمعطى تعبيري متراكب‬ ‫عمل فني يتكون من مقدمة قطار رسمت عليه رسومات وحرو‬
‫يصور ( سوج ) في منجزه التصويري هذا حقالً بصرياً تزدحم فيه أشكال حروفية كتابية‬‫ومتنوع ‪ ،‬حيث و‬
‫بأسلوب تصميمي كارتوني يحمل عبارة تح مل اسم العمل نفسه ‪ ،‬وتقوم على عالقة التنافر بين ا لوان ‪،‬‬
‫إذ يتنافر ا زرق في قاعدة العمل المش وكل لعناصر زخرفية كتابية متعانقة مع شريط اللون البرتقالي في‬
‫في ا على وا سفل ‪.‬‬ ‫أعلى العمل ولغاية بصرية واعالنية وان العمل يحتوي على مقطعين من الحرو‬
‫ان طابع العمل الفني هذا امتاز بهندسية اشكاله وحروفه ‪ ،‬حيث التداخل الكتابي عمل على اضفاء‬
‫رؤية جمالية وتقنية للبناء الشكلي ومن ثم تداخل وحداته البصرية في البنية العامة ‪ .‬أذ سعى الفن‬
‫الكرافيتي ان يكون فن إعالن فاتخذ موقع محدد ومقصود ‪ ،‬فاالبواب والجدران والقطارات والبنايات‬
‫والشوارع كانت اختيار الفنان لعرض اعماله الدعائية واالستهالكية بجماليات ونظم تعبير مختلفة وبما‬
‫ان فنون مابعد الح داثة كان تسعى الى اظهار الجوانب الجمالية والتقنية باسلوب معاصر ومغاير للنمط‬
‫السائد لجذب المشاهد وتحقيق اكبر قدر من المشاهدة والترويج وانه يسعى الى ابداعات جديدة لمحاكاة‬
‫مفردات الحياة الشعبية والمتسارعة في انماطها كافة وتعبي اًر عن التطور التكنولوجي الذي اخ ذ يظهر‬
‫بشكل مباشر في الفن وذلك لشد المتلقي وجذبه نحو اإلبداع الفني والجمالي عن طريق المخالفة‬
‫التقليدية بكل ماهو مغاير للمحاكاتية ‪ .‬ولعل اهم مايميز العمل الحالي هو اسم الفنان وتوقيعه الذي‬
‫شكل جمالية اإلظهار التقني حيث الكتابات والصور وا شكال الكثيفة المتدفقة بألوان قوية وأحجام‬
‫ضخمة استجابة للتحوالت المتسارعة في ميدان التكنولوجيا ‪ ،‬وعلى هذا النحو تتميز الرسومات الكرافيتية‬
‫أشكال بمعطيات مختلفة منها ما يرسم بلون واحد‬ ‫المرسومة على الجدران والشوارع العامة بانها توظي‬
‫ومنها ما يرسم بعدة ألوان ومنها ما يعالج بالت خطيط ومنها ما يمزج بين الكتابة والرسم للوصول إلى‬
‫رؤية جمالية وفنية تمزج مابين جمالية المعطى الشكلي ‪ ،‬والداللة الضمنية المراد إيصالها إلى المتلقي ‪.‬‬

‫)‪(1‬‬
‫‪. www.raffiti.org/mesa/such-ka.ipg.‬‬

‫‪844‬‬
‫‪Global Proceedings Repository‬‬
‫‪American Research Foundation‬‬
‫‪http://arab.kmshare.net/‬‬
‫‪ISSN 2476-017X‬‬

‫‪Available online at http://proceedings.sriweb.org‬‬

‫ولعل استخدام التكنولوجيا المعاصرة في تشكيل رؤية فنية جعل الفن يأخذ أبعادا تغاير عما كان عليه‬
‫الضوء وادخاله كعنصر فعال في العمل الفني وما يترتب عليه من أثار جعل‬ ‫في السابق ‪ ،‬فتوظي‬
‫النتاج الفني البصري – الضوء حركي يحمل مضامين جمالية تولد المتعة لدى المتأمل بفضل ما تولت‬
‫إليه من انطباعات تناغمية ضوئية لونية فأن لهذه ا عمال تأثي ار بصرياً لدى المتأمل تدفعه للمشاركة‬
‫الحركية ‪.‬‬
‫ففي الفن المعاصر هناك الكثير من المتغيرات الجديدة التي من شأنها أن تؤثر على العملية اإلبداعية‪.‬‬
‫والعناصر الجديدة غالبا ما تشرح أهمية استخدام التكنولوجيا والتقنيات الحديثة التي ساهمت في خلق‬
‫العمل اإلبداعي‪ ،‬حيث تحمل مضامين ثقافية وسياسية وبيئية‪ ،‬وما يمكن أن تطرحه من احتماالت‬
‫مقترحة بصفتها وسيطا فنيا‪.‬‬

‫السوبريالية‬
‫أنموذج ( ‪) 5‬‬
‫اسم العمل ‪ :‬بنت حديثة الوالدة‬
‫سنة اإلنتاج ‪1009 :‬‬
‫الفنان ‪ :‬رون ميوك‬
‫نالحظ في هذا العمل الفني‬
‫في‬ ‫للسوبريالية مدى اإليغال الحسي‬
‫يفوق‬ ‫نحت التفاصيل الجزئية على نحو‬
‫قدرة العين في القياس الكبير الذي لجأ إليه الفنان ‪ ،‬حيث يرغم الناظر على التركيز على منطقة‬
‫واحدة ‪ .‬مما جعله واعيا بالمناطق المشوشة التي ال نعير لها االهتمام قط ‪ .‬حيث يتعذر تجاهلها ‪،‬‬
‫ذلك لوجود حسية دقيقة عولجت بالمخيلة وبالتالي جعل العمل وعبر حجمه الكبير يفقد توصيفه‬
‫المادي فوق الواقعية ذلك لشعورنا إزائه بالريبة والغرابة والذهول مما يؤشر تداخل البعد الذاتي ‪.‬‬

‫‪844‬‬
‫‪Global Proceedings Repository‬‬
‫‪American Research Foundation‬‬
‫‪http://arab.kmshare.net/‬‬
‫‪ISSN 2476-017X‬‬

‫‪Available online at http://proceedings.sriweb.org‬‬

‫لقد قاوم الفنان السوبريالي من خالل هذا العمل الفني الية العين في النظر إلى ا شياء مثلما قاوم‬
‫الية الكامي ار بإظهار ما تخفيه العين في أخراج العمل محاوال من خالله الفنان بث الدهشة والغرابة في‬
‫للحسي بتفعيل المتخيل في محتوى الشكل والتالعب بالموضوع‪.‬‬ ‫التوظي‬
‫ليس بتشويه أو تعديل الحسيات ‪ ،‬بل عبر شدة وضوحها وظفت الحسي لما وراءه ‪ ،‬حيث اتسمت‬
‫العمل عبر جدلية الحسي والمتخيل ‪ ،‬باإلثارة والدهشة ‪ ،‬في سياق الية معرفية موغلة في رسم التفاصيل‬
‫التي تعكسها ثقافة الحديثة ‪ ،‬ا مر الذي يؤشر فعل المتخيل في إحداث هذا التأثير في سحره‬ ‫الجزئية‬
‫بالدقة المتناهية التي يبدو معها أن الفنان يعيد إنتاج المالمح‬
‫الفصل الرابع‬
‫أهم النتائج ولالستنتاجات التي توصل اليها البحث ‪-:‬‬
‫‪ .1‬تفرض حركة التطور التقني والصناعي حضورها على نتاجات الفن المعاصر بأسلوب مباشر عبر‬
‫مستجدات تكنولوجية مختلفة او بشكل غير مباشر من خالل االفكار والرؤى الفنية‬ ‫توظي‬
‫والمرتبطة بروح العصر ‪.‬‬
‫‪ .1‬تؤثر بعض نتاجات الفن المعاصر مالمح االنتقال من المتخيل االبداعي الى المتخيل التكنولوجي‬
‫المرتبط بهيمنة اآللة وحضورها الصناعي في حياة االنسان المعاصر ‪.‬‬
‫‪ .3‬اصبحت عمليات االنتاج الفني مرتبطة بمؤسسات ومصانع مختلفة تعمل على تنفيذ افكار الفنان‬
‫عليها صناعيون مختصون يعملون على اظهار المنجز الفني‬ ‫وفق مخططات وتقنيات يشر‬
‫بصورته النهائية ‪.‬‬
‫‪ .4‬تنتمي بعض تيارات الفن المعاصر الى نسق ابداعي فكري وتفني يسعى للمحافظة على دور المبدع‬
‫في انجاز أعماله (الفن الكرافيتي ) بأبسط التقنيات ووسائل البناء الفني االكثر عراقة واصالة ‪.‬‬
‫عالمه‬ ‫‪ .5‬تبحث معظم نتاجات الفن المعاصر في مبدان العالقة بين االنسان واالشياء التي تؤل‬
‫وحياته المعاصرة في محاولة للجمع بين ماهو ثابت وما هو متحول سريع التبدل ‪.‬‬
‫‪ .9‬تدور معظم نتاجات الفنون المعاصرة في فلك البحث عن اجوبة للتساؤل الوجودي حول مصير‬
‫االنسان في عالم التنوع التقني والتعدد وغ ازرة الصور التي تحيط به من كل جانب ‪.‬‬

‫‪844‬‬
‫‪Global Proceedings Repository‬‬
‫‪American Research Foundation‬‬
‫‪http://arab.kmshare.net/‬‬
‫‪ISSN 2476-017X‬‬

‫‪Available online at http://proceedings.sriweb.org‬‬

‫‪ .7‬تشهد نتاجات الفن العالمي المعاصر نمطًا من التحول المتزايد نحو صعود الرؤى الهندسية‬
‫والم عمارية والتقنية وانحسار مستويات التشكيل الحر المبسط والتلقائي بسبب هيمنة االنساق‬
‫الصناعية والتكنولوجيا على معظم نواحي الحياة المعاصرة ‪.‬‬
‫‪ .8‬لقد تحول الفن في عصر التكنولوجيا من الطابع الفردي إلى الطابع الجماعي ‪ ,‬فقد ألغت التكنولوجيا‬
‫السمة الفردية للفن ليصبح م مارسة إجتماعيىة متاحة للجميع ليظهر عصر الصناعة الثقافية كما‬
‫يسميها أدورنو ويتحول الفن إلى سلعة حياتية ضرورية كما حدث في فن السينما وفن التصوير‬
‫الفوتوغرافي‪.‬‬
‫‪ .6‬جاءت اعمال السوبريالية في أجواء انفتاح معرفي والتكنولوجي ليس له حدود أو نهايات أو مراكز‬
‫أو مرجعيات وهذا يتوافق ومنطلقات فكر ما بعد الحداثة في توجهاته العدمية والتفكيكية وتقويض‬
‫المناهج ‪.‬‬
‫لد رؤية فنية وجمالية جعلت الفن يأخذ أبعادا تغاير‬
‫‪ .10‬استخدام التكنولوجيا المعاصرة في التشكيل َو َ‬
‫عما كان عليه في السابق ‪ ،‬فتوظي الضوء وادخاله كعنصر فعال في العمل الفني وما يترتب عليه‬
‫من اثار جعل النتاج الفني البصري – الضوء حركي يحمل مضامين جمالية ‪.‬‬
‫الي ِد‪ ،‬وأضحت تصنع الفن وتبدعه على نحو مباشر‬ ‫َّ‬
‫محل َ‬ ‫‪ .11‬لقد حلَّت اآللة والتكنولوجيا الحديثة‬
‫وفعَّال‪ ،‬أي أن الفنان المعاصر لم يعد بمقدوره إنتاج الفن بمفرده بعد أن فتحت وسائط التعبير‬
‫الجديدة الباب واسعًا أمام المتلقي لالنخراط في التجريب واالبتكار بدعم واعانة من العديد من البرامج‬
‫بالخلق واإلبداع‪.‬‬
‫والتعليمات المبرمجة الخاصة َ‬
‫‪ .11‬ظهرت سمة التطورية كبعد جمالي في النتاجات الفنية للواقعية المضخمة من خالل استخدمها‬
‫الزجاجية في تماثيل النحات ورن ميوك‪.‬‬ ‫حدث الخامات والتقنيات كا ليا‬
‫‪ .11‬اليمكن أن يبقى الفنان بمنأى عما تشهده المجتمعات الحديثة من ثورة تكنولوجية ومعلوماتية في‬
‫ظل اإليقاعات المتسارعة للزمن ونشوء لغة إبداعية جديدة هي لغة الوسائط التكنولوجية التي تقدم‬
‫لنا أدوات أكثر طواعية في يد الفنان ‪.‬‬

‫‪845‬‬
‫‪Global Proceedings Repository‬‬
‫‪American Research Foundation‬‬
‫‪http://arab.kmshare.net/‬‬
‫‪ISSN 2476-017X‬‬

‫‪Available online at http://proceedings.sriweb.org‬‬

‫‪ .14‬بدا الفن المفاهيمي أشبه بالثورة على التقنيات التقليدية المستخدمة في انجاز اللوحة‪ ،‬إذ يمكن له ان‬
‫يستخدم كل ما يخطر على بال الفنان لخلق الدهشة والغرائبية‪ ،‬بهذا أضحى هذا الفن يخاطب الذهن‬
‫والنفس وردود ا فعال أكثر من رعايته وعنايته بالعمل الفني بذاته ‪.‬‬
‫اما اهم الستنتاجات التي جاء بها البحث فهي ‪-:‬‬
‫‪ .1‬تعتمد نتاجات الفنون البصرية المعاصرة على تعددية المعاني وانتاج أفاق القراة بسبب التنوع الهائل‬
‫في مسارات الفنون ودخولها في تعالقات مستمرة مع النواحي التقنية والتطورات الصناعية المشاركة ‪.‬‬
‫‪ .1‬أصبح للمتلقي الدور ا هم في انتاج معنى المنجز الفني وقرائته وكل قراءة هي مجرد رؤية تتبعها‬
‫قراءات ورؤى النهائية ‪.‬‬
‫‪ .3‬أصبحت النصوص البصرية غير محدودة وغير مقنعة وهي قابلة لالنفتاح الداللي ويمكن ان تنمو‬
‫مع تعدد القراءات مع مرور الزمن ‪.‬‬
‫‪ .4‬تمثل المستجدات التقنية والصناعية مجاالت جديدة فكار ا لفنان وهي تهيء له اساليب جديدة في‬
‫الرؤية وفي طرق صياغة العمل الفني والعديد من المعالجات المستحدثة بشكل مستمر ‪.‬‬
‫‪ .5‬تتباين مستويات التنوع التقني في رسوم فنون مابعد الحداثة جماليًا ‪ ,‬إعتماداً على بواطن الرؤية‬
‫الحضورية للسياق التواصلي للتيار الفني ‪ ,‬واالنفتاح على طبيعة المرجعيات الجمالية والبنائية آلليات‬
‫وجهات التعامل مع الطروحات‬ ‫العمل التقني ومواكبة التطورات التكنولوجية الحديثة ‪ ,‬وذلك ختال‬
‫الجمالية تقنيًا ووظيفيًا ‪.‬‬
‫المصادر‬
‫‪ .1‬ويليامز‪ ،‬رايموند ‪ ،‬طرائق الحداثة ‪ ،‬ت ‪ :‬فاروق عبد القادر ‪ ،‬سلسلة عالم المعرفة ‪ /‬مطابع الوطن ‪ ،‬الكويت ‪،‬‬
‫‪.1666‬‬
‫‪ .1‬ابن منظور‪ :‬لسان العرب ‪ ،‬ج‪ ، 9‬بيروت‪ :‬دار صادر ‪1300 :‬ه‪.‬‬
‫‪ .3‬الصالح‪ ،‬صالح علي واخرون‪ :‬المعجم الصافي في اللغة العربية‪ ،‬ط‪ ،1‬مطابع الشرق ا وسط‪.1686 ،‬‬
‫‪ .4‬صليبا ‪ ،‬جميل ‪ :‬المعجم الفلسفي ‪ ،‬ج‪ ،1‬ط‪ ،1‬قم ‪.‬‬

‫‪843‬‬
‫‪Global Proceedings Repository‬‬
‫‪American Research Foundation‬‬
‫‪http://arab.kmshare.net/‬‬
‫‪ISSN 2476-017X‬‬

‫‪Available online at http://proceedings.sriweb.org‬‬

‫‪ .5‬الربيعي ‪ ،‬شوكت ‪ :‬الفن التشكيلي المعاصر في العراق ‪ ،‬و ازرة اإلعالم مديرية الثقافة العامة ‪ ،‬السلسلة الفنية ‪، 11‬‬
‫‪.1671‬‬
‫‪ .9‬سمث‪ ،‬ادوارد لوسي ‪ ،‬الحركات الفنية بعد الحرب العالمية الثانية ‪ ،‬تر‪ :‬فخري خليل‪ ،‬و ازرة الثقافة واإلعالم ‪ ،‬دار‬
‫الشؤون الثقافية العامة ‪ ،‬بغداد ‪.1665 ،‬‬
‫‪ .7‬عثمان ‪ ،‬عادل ثروت محمد ‪ ،‬العمل الفني التجميعي كمدخل ثراء التعبير في التصوير ‪ ،‬رسالة ماجستير غير‬
‫منشوره ‪ ،‬كلية التربية الفنية ‪ ،‬جامعة حلوان ‪.1669 ،‬‬
‫‪ .8‬هارفي ‪ ،‬ديفيد ‪ :‬حالة مابعد الحداثة بحث في اصول التغيير الثقافي ‪ ،‬ترجمة ‪ ،‬محمد شيا ‪،‬مراجعة ‪ ،‬ناجي نصير‬
‫حيدر حاج اسماعيل ‪ ،‬توزيع مركز دراسات الوحدة العربية ‪ ،‬ط‪ ،1‬بيروت ‪.1005 ،‬‬
‫‪ .6‬ديوي ‪ ،‬جون ‪ ،‬الفن خبرة ‪ ،‬ت ‪ :‬زكريا إبراهيم ‪ ،‬دار النهضة العربية ‪ ،‬القاهرة ‪. 1693 ،‬‬
‫‪ .10‬امهز ‪ ،‬محمود ‪ ،‬الفن التشكيلي المعاصر( ‪ )1670 – 1870‬دار المثلث ‪ ،‬بيروت‪. 1681،‬‬
‫‪ .11‬امهز‪ ،‬محمود ‪ :‬التيارات الفنية المعاصرة ‪ ،‬ط‪ , 1‬شركة المطبوعات للتوزيع والنشر‪ ،‬بيروت‪، 1006 ،‬ص‪.137‬‬
‫‪ .11‬صالح خضر ‪ :‬اساسيات في تدريس الفنون ‪ ،‬الشركة العربية للنشر والتوزيع ‪ ،‬القاهرة ‪.1661 ،‬‬
‫احمد محمد ألعتابي ‪ ،‬السمات الفنية لمختارات من الفن المعاصر المرتبط بالتكنولوجيا الحديثة ودورها في‬ ‫‪ .13‬اشر‬
‫إثراء التذوق الفني ‪ ( ،‬رسالة ماجستير غير منشورة ‪،‬جامعة حلوان ) ص‪،33‬‬
‫‪ .14‬نك كاي ‪ :‬مابعد الحداثة والفنون ا دائية ‪ ،‬ترجمة ‪ :‬نهاد صليحة ‪ ،‬الهيئة المصرية العامة للكتاب ‪ ،‬منتدى شور‬
‫االزبكية ‪ ،‬ط‪ ،1666 ،1‬ص‪.115‬‬
‫‪ .15‬الحطاب ‪ ،‬قاسم ‪ :‬جماليات الفن التشكيلي في عصر النهضة ا وربية ومدارس الفن الحديث والمعاصر‪-‬الحداثة‬
‫وما بعد الحداثة ) مراجعة ‪ ،‬محمد سعد لفته ‪ ،‬وأنور عبد الرحمن ‪ ،‬ط‪،1‬مكتبة اليمامة ‪ ،‬بغداد ‪.1006 ،‬‬
‫‪ .19‬سالم ‪ ،‬احمد عبد الغني محمد ‪ :‬السبرانية كمدخل لتحول مفهوم التصوير إلى فن مابعد الحداثة للقرن الحادي‬
‫والعشرين ‪ ،‬رسالة ماجستير غير منشوره ‪ ،‬كلية التربية الفنية ‪ ،‬جامعة حلوان ‪.1000 ،‬‬
‫‪ .17‬ستوري ‪ ،‬جون ‪ ،‬ما بعد الحداثة ‪ ،‬جريدة ا ديب ‪ ،‬العدد ‪ ، 16‬دار ا ديب للصحافة والنشر ‪ ،‬بغداد‪ ،‬ا ربعاء ‪7‬‬
‫تموز ‪ ،1004‬ص‪.150‬‬
‫‪ .18‬مجلة افاق المستقبل‪ :‬فجرت الحدود بين الفن والخطاب الذي يتناوله فنون ( مابعد الحداثة) استكمال للحداثة نفسها‬
‫‪ ،‬يوليو اغسطس ‪ ، 1013 ،‬العدد ‪ ،16‬ص‪.84‬‬

‫‪848‬‬
Global Proceedings Repository
American Research Foundation
http://arab.kmshare.net/
ISSN 2476-017X

Available online at http://proceedings.sriweb.org

‫ اطروحة دكتوراة‬، ‫الخامات في فن ما بعد الحداثة‬ ‫ المفاهيم الفكرية والجمالية لتوظي‬: ‫ ثائر سامي‬، ‫ المشهداني‬.16
.181‫ ص‬، ‫ جامعة بابل‬، ‫كلية الفنون الجميلة‬، ‫غير منشوره‬
، ‫ السمات والتقنيات الحديثة للفن التشكيلي المعاصر ودورها في اثراء التذوق الفني‬، ‫ سالم صبحي الهاشمي‬.10
.1009 ، ‫ جامعة بغداد‬، ‫ كلية الفنون الجميلة‬، ‫اطروحة دكتوراه غير منشورة‬
21. William kloss,Ahistory of urepean art , the teaching company , newyork , 2005,
p313.
22. Ganson, H,W; History ofart , vol. II, New yorK , pientice Hill inc ., and Harry N,
Abrams , Inc, publishers , 1995 .
23. Bernard Lamarche – Arman – Edition Dale Difference – Paris 1992. P57.
24. Ally . R ondld , The M odern Worldm , Spring B ooks , LONDON : 1970 , p680 .
25. http://uk.phaidon.com/agenda/art/articles/2014/september/30/
26. re-we-http://www.tate.org.uk/about/who ‫ التبديلية الجماعة موقع‬. ‫الرسمي‬
27. ttp:///Cynical_Realism167http://contemporary_chinese_culture.academic.ru/Realim
‫ا كاديمية اإللكترونية الموسوعة‬
28. Bernard Caillaud: la création numérique visuelle éd: Bordas, 1980-paris.
29. Stephen Bann – Experimental painting – Studio Vista – London 1970 – P: 10.
30. Gilbert , Rita , Living With art , Four ,Fourth , Edition , Newyork : 1995 , 1979 ,
P160.
31. Jhon . A. Walker : Art since Pop . Ibid . P. 285-293.
32. -Smith , Edward Lucie , Pop Art in Concepts of Modern Art , Ibid , pp.226-227.

845

You might also like