Professional Documents
Culture Documents
هناك حديث عن جابر بن عبد هللا هو :يا جابر أال أبشرك بما لقي هللا به أباك ما كلم هللا
أحداً قط إال من وراء حجاب وكلم أباك كفاحا فقال يا عبدي تمن علي أعطك قال :يا رب
تحييني فأقتل فيك ثانية فقال الرب تبارك وتعالى إنه سبق مني أنهم إليها ال يرجعون قال
يا رب فأبلغ من ورائي .ظاهره التعارض مع اآلية الكريمة (وما كان لبشر أن يكلمه هللا
إال وحيا أو من وراء حجاب) ،فأرجو اإلفادة وفض اإلشكال؟
اإلجابــة
الحمد هلل والصالة والسالم على رسول هللا وعلى آله وصحبه ،أما بعـد:
فأما حديث جابر فقد سبق إيراده وبيان أن معنى كفاحا ً أي مواجهة أو مباشرة ليس بينهما
حجاب وال رسول ،فراجع فيه الفتوى رقم ،97446 :والفتوى رقم.====)101401 :ـ
قد روى الترمذي عن جابر بن عبد هللا بن حرام رضي هللا عنهما قال :لقيني رسول هللا صلى هللا
عليه وسلم فقال لي :يا جابر؛ ما لي أراك منكسراً؟ قلت :يا رسول هللا استشهد أبي ،قتل يوم أحد
وترك عياالً وديناً ،قال :أفال أبشرك بما لقي هللا به أباك ،قال :قلت :بلى يا رسول هللا ،قال :ما كلم
هللا أحدا قط إال من وراء حجاب ،وأحيا أباك فكلمه كفاحاً ،فقال :يا عبدي تمن علي أعطك ،قال :يا
رب تحييني فأقتل فيك ثانية ،قال الرب عز وجل :إنه قد سبق مني أنهم إليها ال يرجعون ،قال:
ون .والحديث مْوا ًتا َب ْل أَحْ َياء عِ ندَ َرب ِِّه ْم يُرْ َزقُ َ
يل هّللا ِ أَ َ
ِين قُ ِتلُو ْا فِي َس ِب ِ
وأنزلت هذه اآليةَ :والَ َتحْ َس َبنَّ الَّذ َ
حسنه الترمذي ووافقه المنذري واأللباني(((((((.
وال يخفى أن هذا كان في عالم البرزخ ،ولم يكن في الحياة الدنيا ،وأما قوله تعالىَ :و َما
ب {الشورى ،}51:فإنما يتناول طرق َكانَ لِبَ َش ٍر أَن يُ َكلِّ َمهُ هَّللا ُ إِاَّل َوحْ يًا أَوْ ِمن َو َراء ِح َجا ٍ
وحي هللا تعالى إلى أنبيائه في حال حياتهم في الدنيا ،قال ابن كثير :هذه مقامات الوحي
بالنسبة إلى جناب هللا عز وجل ،وهو أنه تعالى تارة يقذف في روع النبي صلى هللا عليه
وسلم شيئا ً ال يتمارى فيه أنه من هللا عز وجل ...وقوله (أو من وراء حجاب) كما كلم
موسى عليه السالم ،فإنه سأل الرؤية بعد التكليم ،فحجب عنها ...وفي الصحيح أن رسول
هللا صلى هللا عليه وسلم قال لجابر بن عبد هللا :ما كلم هللا أحداً إال من وراء حجاب ،وإنه
كلم أباك كفاحاً .الحديث ،وكان أبوه قد قتل يوم أحد ،ولكن هذا في عالم البرزخ ،واآلية
إنما هي في الدار الدنيا .انتهى.
وهللا أعلم.