Professional Documents
Culture Documents
عباس الطرابيلى
عاصمة ..لم تكن للشعب!
مؤامرة رهيبة تعرض لها مرفق السكك الحديدية ..وبعد أن كانت سكك حديد
مصر هي ثاني دولة في العالم تستخدم القطارات \..أصبحنا في ديل دول
العالم ..ليست فقط السكك الحديدية األساسية ..ولكن مصر كان فيها أيضا ً
خطوط للسكك الحديد «الضيقة» تخدم بالذات محافظة دمياط ..ومديرية
الدقهلية أيضاً ..كنا نطلق عليها اسم سكك حديد الدلتا ..وكانت عبارة عن امتياز
فرنسي -بلجيكي يقوم بتسيير خطوط من قاطرة وعربة خلفها أو عربتين ..ال
أكثر وكانت هذه القطارات تخدم بين المنصورة ودمياط ،وتصل بخدماتها إلي
المنزلة والمطرية وفارسكور والزرقا والسرو دقهلية ،وميت الخولي عبدهللا
«حيث تم أسر لويس التاسع» والزعاترة ..وحلة انجاق وبساط كريم الدين
والبرامون ..وكثيراً ما ركبت هذه الخطوط ـ بالذات بين دمياط وفارسكور
وحتي المنصورة ..وكانت أسعارها :قروشا ً معدودات ..بل كان الفالح
يستخدمها ويقف له السائق حتي يصعد بجاموسته إلي داخل العربة..
<< وتركنا هذه الخطوط بال أي صيانة حتي كانت نهايتها مع تأميم الشركات
والممتلكات الفرنسية واإلنجليزية وغيرها في مصر ،عقب العدوان الثالثي
عام 1956وال أعرف السر وراء إهمال الحكومة هذه الخدمة ..رغم جهود
الدكتور مصطفي خليل الذي تولي وزارة المواصالت في يونيه 1956وكانت
برئاسة عبدالناصر نفسه ..إذ تركزت اهتمامات الدكتور مصطفي خليل في
إدخال نظام الديزل المجري ..وكدبة خط حلوان ..وتم إهمال خطوط الدلتا التي
تخدم قطاعات طويلة من المواطنين ومصالحهم ـ إلي أن تم إلغاء كل هذه
الخطوط تماما ً ومن يومها عاني ويعاني المواطنون بشكل رهيب..
<< هنا يقترح الدكتور مهندس رزق طه شبانة إحياء خطوط سكك حديد الدلتا
الضيقة هذه ..وليكن علي هيئة شركة أهلية مساهمة تنشأ لهذا الغرض ،ويقول
إنه واثق علي التجار والفالحين والعمال وكل المتعلمين سوف يسارعون
لشراء أسهم هذه الشركة ..علي أمل أن تنقذهم قطاراتها من المعاناة الرهيبة
التي يلقونها وهم يتحركون كركاب ..أو لنقل بضائعهم ومنتجاتهم من أغذية
وخضراوات وفواكه وأسماك وغيرها ..التي يتحملون في سبيل نقلها متاعب
كثيرة ويقعون تحت رحمة أصحاب\ سيارات النصف نقل والميكروباص..
وحتي التوك توك..
<< ويضيف الدكتور رزق طه شبانة أنه يتمني من محافظي دمياط والدقهلية
ونواب المحافظتين ـ وكل القري التي كانت تنعم بخدمات سكة حديد الدلتا
«الضيقة» أن يتحركوا ويحاولوا إقناع الحكومة والبرلمان والمحليات\ بتبني
إحياء هذا المشروع ،الذي كان يقدم خدماته لكل السكان بقروش معدودات.
بل إن كل الطلبة والطالبات ـ زمان ـ يستخدمون هذه القطارات وهم آمنون
تماما ً ليصلوا إلي مدارسهم ..ويعودون إلي بيوتهم بمالليم ..وال أحد يقبل اآلن
ما تتعرض له بناتنا من الطالبات\ ألعمال تحرش وبذاءات داخل وسائل
المواصالت البرية من ميني باص إلي توك توك ..أحيانا ً يتم شحنهن داخل
سيارة نصف نقل ،أو حتي جرار زراعي..
<< وأضم صوتي لصوت الدكتور رزق .وأقول إن قضبان هذه الخطوط
كانت موجودة حتي سنوات بسيطة ماضية ..وكانت ـ وما زالت ـ مساراتها
محمية ضمن حرم هذه الخطوط ..وبالطبع سيتم تشغيل قاطرات عصرية
وقطارات حديثة تالئم العصر ..وبذلك يعود التواصل بين كل هذه القري لننقذ
أبناءنا من بالوي الميني باص والتوك توك ..واألهم من التحرش ..هل يتبني
وزير النقل الحالي\ هذا الرجاء ..رحمة بأهالي دمياط والدقهلية.