Professional Documents
Culture Documents
قام اإلسالم في حل جميع مسائل الحياة على الفطرة ،فلم يهمل جانبا من جوانبه ا وال تجاه ل حقيق ة من حقائقه ا ،ف أقر
في المسائل االقتصادية للحياة اإلنسانية جميع األصول الفطرية ال تي ق ام عليه ا ص رح إقتص ادي إنس اني ث ابت ال تحت اج إلى
تعديل فضمن حماية حياة اإلنسان كل إنسان بنظام من التآخي يمقت الطفيلية والنهب في إط ار من األفك ار والثقاف ة المس توحاة
من صميم العقيدة اإلس المية ال تي تع د العم ل اإلقتص ادي حفظ ا للحي اة ( ، )1وللن وع اإلنس اني .فق ام اإلقتص اد اإلس المي على
أصول منها :
-تحريم أكل أموال الناس بالباطل في أي صورة من الصور كالرشوة والسرقة والغبن .
-تحريم الربا وأحل اإلسالم محله القرض الحسن .واعتبر المرابي عدوا محاربا هلل ورسوله ألنه يستغل حاجة اآلخرين
فيتحكم فيهم ويزرع بذور الحقد بين الناس (. )2
-النهي عن أن يكون المال دولة بين األغنياء ،فحارب الطبقية من أي نوع ،ورمى إلى إقامة عدالة اجتماعية تخل و من
الحقد والظلم .فهو ال يسعى إلفقار الغني بل يأخذ بيد الفقير ويرتف ع ب ه إلى مس توى الئ ق من العيش ومن هن ا يس ود المجتم ع
الحب والتآلف بين الغني والفقير ال الصراع والحقد (. )3
كما قرر اإلس الم الحج ر على الس فهاء ال ذين يب ذرون أم والهم في الوج وه غ ير المش روعة .فعلى اإلنس ان أن يحس ن
الخالفة في المال .
-كما قرر اإلرث والوصية لتفتيت الثروة وعدم تجميعها في أيدي أناس معدودين (. )4
-ولم يفصل اإلسالم الحياة االقتصادية عن الحياة الدينية والخلقية التي ش رعها للن اس ،ف إن اإلنس ان حل ق لعب ادة هللا ،
وإن ما في األرض من ثمرات خلق ليكون معون ة ل ه على تل ك العب ادة ،فالمس لم ينظ ر إلى ك ل ش يء حول ه من خالل ش غله
برسالته ،فاهلل مورد حياته ،ومصدر خيره وعونه ،والناس إخوته يعنيهم من أمر رسالتهم مثل ما يعنيه ،ويتنافسون فيه ا فال
يزيدهم التنافس إال فرحا وتعاونا وألفة ومحبة .والمال إلى جانب ذلك ذلك فضله ليس هدفا وال غاية .وال مجال له في نفوسهم
المشغولة بغرضها إال مجال الضرورة . . .وفي هذا يقول اإلمام ابن تيمية " :إن األصل أن هللا تعالى إنم ا خل ق الم ال إعان ة
كما في األفكار االشتراكية – فكرة صراع الطبقات – التي تولد الحقد الدائم بين الناس . )(3
وهذا يخالف اإلرث الرأسمالي ( والوصية ) الذي يركز الثروة في أيدي عدد محدود من الناس . )(4
1
السنة الثالثة ليسانس حضارة إسالمية مقياس حاضر العالم اإلسالمي
على عبادته ألنه إنما خلق الخلق لعبادته " ( ، )5ولذلك فحياة المسلم وحدة كاملة متوازنة ،فحسم اإلسالم الشر بحذافيره واجتث
نوابت الفساد من أصولها في نفسية المسلم .
-وحث اإلسالم على السعي في طلب الرزق وأباح الملكية الفردية وبين الحالل والحرام – والفردية أحد عناصر التقويم
الروحي الذي أريد لنفس اإلنسان ليكون لكل فرد إحساسه الذاتي بالتكليف الذي ألقي على عموم الناس بعمارة األرض ولتك ون
مسئوليته الخاصة عن ذلك التكليف .وحظر على المسلم الخبائث فحرم الخمر وأنواع المسكرات والمخدرات وسائر المنكرات
والفواحش ولم يقتصر على تحريمها فقط بل حرم كذلك ص ناعتها وإع دادها واإلتج ار به ا بيع ا وش راء . . .ولم يع د اإلس الم
البغاء مهنة وال الرقص حرفة وال الغناء من وسائل الكسب ،والم ال ال ذي ي أتي من ه ذه الس بل ال يع د م اال حالال ب ل جمي ع
المكاسب ال تي ت در ال ربح على بعض الن اس وتض ر ب اآلخرين أو ب المجتمع البش ري كالرش وة والس رقة والميس ر وص نوف
المقامرة وجميع المعامالت التي يخالطه ا الغبن والغش – يراه ا اإلس الم ج رائم يع اقب عليه ا .وه و يح رم احتك ار الحب وب
واألغذية واألمتعة التي تعد من حاجيات الناس ويمنع حبسها طمعا في ارتفاع األشعار فيفضي ذلك إلى األزم ات والض نك في
المع ايش ،كم ا ح رم ط رق الكس ب ال تي تفض ي إلى ال نزاع والتخاص م ،أو ال تي يتعل ق ال ربح والخس ارة فيه ا ب الحظوظ
المجهولة ،وليس للسعي فيها نصيب ،أو ال تكون بين المتب ايعين به ا أو المتعاق دين عليه ا ح دود معلوم ة أو حق وق واض حة
مرسومة .وبذلك لم يدع اإلسالم الملكية الفردية ح رة طليق ة ( ، )6ب ل قي دها بض وابط غاي ة في اإلحك ام ،وجعله ا توج ه لخ ير
البشرية .
ولم يبين اإلس الم بع د ذل ك أس لوب الخط ط االقتص ادية ،وض مان تحقي ق ه ذه األص ول ،وكيفي ة التعام ل المب اح بين
المؤسس ات العام ة والخاص ة ،واش راف الدول ة أو س يطرتها على االنت اج وم ا أش به ذل ك .فهي موكول ة إلى اجته اد ذوي
اإلختصاص من األمة في حدود تلك األصول التي ال تتغير بتغير الزمان والمكان ،فقد ترك اإلسالم كما ه و ش أنه في ك ل م ا
يعرض له من األمور البشرية – للفكر اإلنساني وللجهود البشرية أن تبتكر في كل عصر ما يلزمها لتحقيق مصالحها .
والمال الذي يمتلكه المسلم يتصرف فيه صاحبه بطرق ثالث :
-فإما أن يستهلكه في مرافق الحالل ال في الشهوات والسرف في ال ترف ،فق د اش ترط اإلس الم اإلعت دال والتوس ط في
المعيشة ولم يحل بين اإلنسان وبين أن يعيش عيشة طيبة معتدلة .قال تعالى :
-وإما أن يدخره – واإلسالم يكره كنز األموال وإدخ ار الغ ني م ا ال يحت اج إلي ه في نفقات ه ،ومن أراد أن ي دخر فعلي ه
الزكاة % 2،5سنويا ليوزع على األصناف الثمانية الذين ذكرهم هللا سبحانه وتعالى في اآلية :
السياسة الشرعية ص / 40وانظر الثروة في ظل اإلسالم – البهي الخولي ص 72فما بعد . )(5
2
السنة الثالثة ليسانس حضارة إسالمية مقياس حاضر العالم اإلسالمي
سائِ ِل َوا ْل َم ْح ُر ِ
وم ) (. )10 ( َوالَّ ِذينَ فِي أَ ْم َوالِ ِه ْFم َح ٌّ
ق َّم ْعلُو ٌم ،لِّل َّ
بمعنى آخر نرى اإلسالم يبعد كل البعد عن النظام الرأسمالي الفردي الذي يعطي حرية العمل والكسب بأي وسيلة كانت
.والحرية المطلقة في التصرف بالمال .وبعيد جدا عن النظام الشيوعي واإلشتراكي الذي يجعل الفرد سنا في دوالب ال أهمية
ل ه وال اعتب ار ،ويلغي ملكيت ه الفردي ة .إذا يض ع اإلس الم تص ورا اقتص اديا يق وم على أس اس الكس ب المش روع واإلنف اق
المشروع ،ويوجه طرق الكسب وطرق اإلنفاق لما فيه صالح الجميع ،ويكون دور القائمين على شئون االقتصاد دور الج امع
الموزع ال المحتكرين الذين يقتصرون في اإلنفاق على شهواتهم الخاصة .
وفي عهد جمود المسلمين تختلف نظامهم اإلقتصادي كتخلفهم في جميع المجاالت فكان الفقر والمرض واألمي ة والجه ل
متفشيا ،والتواكل باسم القناعة منتشرا ولكن بقيت فكرة التكافل االجتماعي في المجتمع اإلسالمي فكان الفقر والقناعة وااليث ار
كل ذلك يجتمع في المجتمع اإلسالمي المتخلف .ولم تنل المص الح العام ة ش يئا من اإلنف اق ،ومن ذل ك اهم ال العناي ة ب الري
والزراعة ،فكثرت الفيضانات ،وأهملت الطرق وش ئون األمن ،فاس تغل العي ارون واللص وص الفرص ة وش اركوا في نهب
المحالت التجارية والبيوت وقام األعراب بغارات على الريف ونهبوا المحاصيل ،وتربصوا بقوافل الحجاج والتجارة ،فعانى
المسلمون فقدان األمن والجوع وانتشرت األوبئة ،وخاصة بعد أن تغيرت طرق التجارة عن بالد اإلسالم بعد حرك ة الكش وف
الجغرافية األوربية .
وفي ظل هذا األوضاع المتخلفة تمكن االستعمار الغربي أن يبسط سلطانه على بالد اإلسالم ،ففرض نظامه اإلقتصادي
مع فلس فته ونظريات ه اإلقتص ادية ،ح تى لم تع د أب واب ال رزق لتفتح إال لمن يخت ار مب اديء ه ذا النظ ام اإلقتص ادي ،فأك ل
المسلمون السحت أوال ،ثم محا من أذهانهم ما كان من تمييز بين الحالل والحرام ،وبلغ األمر أن ه لم يع د كث ير من المس لمين
يس لمون بتع اليم اإلس الم ح تى ح رم فيه ا كث يرا من الط رق المش روعة أحله ا نظ ام الغ رب الص ليبي االقتص ادي أو النظ ام
االشتراكي الشيوعي ،واختلط مفهوم النظام االقتصادي بعملية التنمية .وأص بح االتج اه الع ام يتج ه إلى التنمي ة ،دون األخ ذ
بالنظام االقتصادي في اإلسالم .
ومن أهم اآلثار االقتصادية التي خلفها االستعمار في الع الم اإلس المي في الن واحي االقتص ادية وت ركت بص ماتها على
الواقع االقتصادي المعاصر :
-1وجه االستعمار م وارد البالد اإلس المية إلى مص الحه الخاص ة ،فش جع رؤوس األم وال األجنبي ة على غ زو البالد
واستثمار خيراتها ،وأصبحت معظم الش ركات أجنبي ة ت دار لمص الح اس تعمارية ،فق د أق ام المؤسس ات االقتص ادية والبن وك
لتوظيف ذهب أوربا الذي طفحت به خزائن بنوكه ا في أواخ ر الق رن التاس ع عش ر ،وفتح األس واق لمص نوعاتها ومنتجاته ا
وخاصة اإلستهالكية والترفيهية والكمالية ،فأص بح ألف راد الع الم اإلس المي ول ع خ اص باالس تهالك التف اخري ،ولهم ج رأة
عجيبة على االنفاق االستهالكي والتطرف فيه ،وهذه نقطة قاتلة إلقتصاد المسلمين .ثم عمد االستعمار إلى إقراض الحكومات
للسيطرة عليها وتكبيله ا ب النفوذ الغ ربي وإيق اع ذوي اليس ار في ال ديون لالس تيالء على أمالكهم وتحوي ل مختل ف األراض ي
والتجارات واألموال إلى البن وك األجنبي ة .ف أنتج أجي اال تفك ر في الحص ول على منتج ات الغ رب وال تفك ر كي ف تنتج ه ذه
األشياء ،وال تقف مع نفسها في التفكير في نتائج هذا الشيء واستعماله .
-2احتكر االستعمار التجارة الخارجي ة للبالد اإلس المية ومعظم التج ارة الداخلي ة ،وعم د إلى ت وطين األوروب يين في
البالد اإلسالمية عن طريق التج ارة كم ا فع ل في الجزائ ر والهن د وأندونيس يا وأفريقي ا وتركس تان ،وأوف د إلى البالد العربي ة
خاصة مئات األلوف من األوروبيين ومعظمهم من اليهود فاستوطنوا فيها وتحكموا في اقتصادها وخاص ة في أقط ار المغ رب
العربي .
-3اتج ه االس تعمار إلى محارب ة الص ناعة الوطني ة في الع الم اإلس المي ليض من اس تمرار تبعي ة البالد اإلس المية ل ه
إقتصاديا كما تتبعه عسكريا أو سياسيا ،وليض من تص ريف منتج ات مص انعه فيه ا ،واكتفى بتوجي ه المس لمين إلى االش تغال
3
السنة الثالثة ليسانس حضارة إسالمية مقياس حاضر العالم اإلسالمي
بالزراعة ،زاعما أن الصناعة تتطلب قدرة فني ة لم يص لوا إلى درجته ا بع د .وفي الزراع ة ش جع حاص الت معين ة واحتك ر
تجارتها مثل القطن في مصر والسودان ،والتمر في الع راق ،وزيت الزيت ون في ت ونس والمغ رب ،والمط اط في أندونيس يا
وماليزي ا وزيت النخي ل في نيجيري ا ،والعنب في الجزائ ر ،وعم ل على إق راض الفالح بالرب ا الف احش ،وجن د الم رابين
والصيارفة وأصحاب الخمارات في مختلف القرى لسلب األهالي .وهذا أيضا أدى إلى اعتماد البالد اإلسالمية على نمط وسلع
وخدمات السوق األوروبي واألمريكي ،وعدم القدرة إلى التحول عنها إلى غيرها .وهذا يجعله ا تش تري الس لعة ب أي س عر .
األمر الذي استنزف الفوائض المالية اإلسالمية نتيجة إقدام الغرب متعمدا على زيادة أسعار ص ادراته ب أكثر من زي ادة أس عار
النفط ،والمواد األولية األخرى .
-4احتك ر ث روات الع الم اإلس المي المعدني ة وبخاص ة الب تروال من البالد العربي ة ونيجيري ا وأندونيس يا وأذربيج ان
وإيران ،والقصدير من ماليزيا وأندونيسيا ونيجيريا ،والحديد في الجزائر وموريتانيا ،والنحاس في بالد الق ازاق .وق د ذهب
المستعمر ولكن بقي استخراج معظم المعادن بيد الشركات االستعمارية ( )11وفائدة ذل ك تع ود للمس تعمر ،إذ تنق ل الفل زات إلى
بالده وتقوم صناعتها على أرضه ،أما البالد التي انتجته وهي بحاجة إليه واأليدي التي عملت على استخراجه تتلقف ص ناعته
وتأخذها بأسعار مرتفعة ،أو تتوق إليه وال تستطيع شراءه .
-5شجع االستعمار نظام اإلقطاع الزراعي والطبقية ،وحرم السواد األعظم من المسلمين أن يعيش في مس توى الئ ق ،
لذا شاع الفقر والبؤس والتخلف والمرض في عالم الخيرات الوفيرة والموارد الكثيرة ،فأفقر دول العالم مسلمة حالي ا – وإلي ك
بعض األرقام المذهلة ( من كتاب الحرمان والتخلف في ديار المسلمين للدكتور نبيل صبحي الطويل ) (. )12
وتمتد Lهذه الشركات كاألخطبوط في جسد العالم اإلسالمي .فقد أعلنت شركة ستاندارد اويل رابع الشركات البترولية األمريكية أنها حققت )(11
أرباحا صافية قياسية تقدر بـ 2,18مليار دوالر عام 1984م مقابل 1,86مليار عام 1983م ( .الشرق األوسط ص 5األربعاء / 1 / 23
1985م ) .وسيطرت الشركات التي سميت ( األخوات السبع ) على انتاج وصناعة البترول ،فهي تملك امتيازات % 82من احتياطي
البترول في العالم المعروف ،وتملك % 70من طاقة التكرير العالمية ،وتسيطر على حوالي % 85من الطاقة العالمية الستخراج مشتقات
البترول ،وتملك % 50من طاقة الناقالت ،باإلضافة إلى ملكية أنابيب نقل البترول .وهذه الشركات هي :حلف أويل ،وبرتش أويل ،
وكونتنينتال ،ومارثون ،ورويال ديتش شل ،وموبيل أويل ،والبترول المكسيكي ،وأتالنتيك Lلتكرير البترول ،والشركة الفرنسية للبترول .
وأخذت هذه الشركات تفقد كثيرا من سيطرتها بإنشاء منظمة أوبك .
ص [ 30كما في النسخة المطبوعة]. )(12
يقول :أن أكثر من نصف سكان بنغالديش Lالبالغ عددهم 92مليونا من البشر يعيشون دون مستوى الكفاف ،وتنقل وكالة رويتر لألنباء )(13
أن عشرة بالمائة من سكان العاصمة داكا والبالغ عددهم 2,5مليون نسمة هم من الشحاذين الذين يسهمون بنصيب في الجريمة والدعارة وتمثل
النساء % 34منهم وتتراوح أعمار % 12منهن بين 17 – 12سنة ( ص . ) 27
4
السنة الثالثة ليسانس حضارة إسالمية مقياس حاضر العالم اإلسالمي
وب الطبع ف إن الم رض يالزم الفق ر ،ويزي د الفق ر فق را وجهال وانح دارا في األخالق ،وتحلال من القيم ،ولق د أدرك
صرون هذه الحقائق منذ زمن بعيد وأتقنوا اللعبة وتفننوا في استغالل الضعف البش ري الظ اهر في كث ير من دي ار اإلس الم المن ّ
وحولوا عن طريقه أعدادا كبيرة عن دينهم .
( يذكر تقرير حديث من أندونيسيا أنه خالل العقدين األخيرين أي خالل عشرين عاما فق ط – أنش أت األقلي ة النص رانية
هناك من المستشفيات ما فاق في عدده مؤسسات األغلبية الساحقة من المسلمين ،ح تى أن جمعي ة اإلنجي ل الثاني ة أعلنت ع ام
1976م عن تنصير 400,000شخص ،وتال ذلك نبأ وكال ة اليونايت د ب رس أن 3,5مليون ا من المس لمين ق د تنص روا خالل
ثالث سنوات ) .
وعمدت الجمعيات األجنبية إلى استغالل هذا البؤس فتبنى الخواجا أندريه س ابيه البلجيكي 30903من أطف ال المس لمين
الصوماليين .ونشط جلب الصغار من أفريقيا إلى الغرب وتعليمهم وتدريبهم ثم عودتهم بعد سنوات إلى مواطنهم األصلية وهم
يحملون في داخلهم عالقات ذات صبغة رسمية وتعاقدية مع الغرب ليكونوا دعاة مخلصين ينشرون معلوماتهم المغلوطة وغير
الصحيحة عن اإلسالم .
لقد خلف االستعمار التفاوت العجيب بين فئات المسلمين وحافظ عليه المسلمون وشكلت ديارهم الجزء األك بر من الع الم
الثالث في أفريقيا وآسيا – الذي يسميه الغرب خداعا الدول النامية ( . )15كتب الدكتور الطويل قائال :
" لق د زرت وعش ت أيام ا وأش هرا في كث ير من الحواض ر الك برى في دي ار المس لمين الغ وس في نيجيري ا ودك ا في
بنغالديش ،ورأيت فيها جميعا التناقض المخيف بين من يملك ون الماليين ومن ال يملك ون ش روى نق ير ،بين ال بيوت الفخم ة
والشوارع العريضة وبين األك واخ الخش بية والط رق الض يقة ،بين الح دائق الغن اء في األحي اء الس كنية الراقي ة وبين أك وام
القمامة واألوساخ وتجمعات المي اه الراك دة والحف ر والحش رات والف ئران على حواش ي الحواض ر الك برى ه ذه وفي أحيائه ا
القديمة ،بين نظافة الثياب األنيقة للفتية في األماكن الموسرة واألجسام الممتلئة بل وربما المترهلة شحما ودهنا من التخمة . . .
وبين األسمال والخرق البالية على األجساد الضعيفة الهزيل ة المريض ة الجائع ة – بين الفن ادق الفخم ة ذات النج وم الخمس ة ،
تتلقى هذه الدول مساعدات من هيئة األمم المتحدة وفي حين أنه في عام 1979م صرف على القطط والكالب األمريكية 3,2مليار دوالر )(14
،كانت ميزانية األمم المتحدة التي تساعد هذه األقطار 683مليار دوالر فقط .
ومن الجدير بالذكر أن أمريكا تقدم % 0,022من ناتجها القومي كمساعدات وتكون مهينة وبها الكثير من اإلذالل ،بينما تقدم السعودية حوالي
% 5من ناتجها القومي ( جعفر آدم حسين – عرض كتاب العالم الثالث – نظرة من الداخل – للكاتب البريطاني بول هاريسون ) ( .الشرق
األوسط األربعاء 1985 / 8 / 28م ) .
توجد ثالثة معايير تحدد الدول األكثر فقرا في العالم :األول :الدخل السنوي للفرد يقل عن 100دوالر سنويا ،الثاني :انخفاض نسبة )(15
المتعلمين Lأقل من % 20من السكان ،الثالث :انخفاض دخل االنتاج الصناعي عن % 10من إجمالي الناتج القومي .
وقد بلغ عدد هذه الدول في العالم عام 1405هـ 1985 /م ستة وثالثين دولة مجموع سكانها حوالي 300مليون نسمة 26 .دولة أفريقية و9
دول في آسيا ودولة واحدة في أمريكا الالتينية. L
ومعظم هذه الدول بالد إسالمية لألسف ( .الشرق األوسط العد 2481ص 4الجمعة 28ذو الحجة 1405هـ 1985 / 9 / 13 /م ) .
5
السنة الثالثة ليسانس حضارة إسالمية مقياس حاضر العالم اإلسالمي
وكثير منها لألجانب ،وبين المقعدين المعوقين من الش حاذين الفق راء ص غارا وكب ارا . . .على أب واب ه ذه األبني ة الرائع ة .
يحدث كل هذا في ديار المسلمين " (. )16
وكل ذلك طبعا نتيجة لغياب النظام اإلسالمي االقتصادي وغير االقتصادي .
-6ربط االستعمار عمالت العالم اإلسالمي بعملته – فالبلدان التي خض عت للنف وذ االنجل يزي ،ربطت عملته ا بالجني ه
االسترليني ،والبالد التي خضعت للنفوذ الفرنسي أخضعت عملتها للفرنك الفرنس ي ،وارتبطت كث ير من العمالت اإلس المية
بالدوالر األمريكي حاليا .
ولكي يحافظ االستعمار على بق اء تخل ف البالد اإلس المية وارتباطه ا ب ه أطل ق على الع الم الث الث في أفريقي ا وآس يا –
والذي يشكل في أكثره ديار المسلمين – نفاقا وخداعا ( :الدول النامية ) والخبث في هذا التعبير أنه يوحي بالحركة القائم ة م ع
أن واق ع ه ذه ال دول ه و العكس تمام ا ،ففي ه اس تنقاع إقتص ادي إن لم نق ل تراجع ا وت أخرا ( )17إذ كلم ا اش تد االرتب اط وزاد
اإلستيراد زادت التبعية ،وأثرت على العالقات االقتصادية بين بالد المس لمين وعلى التكام ل االقتص ادي وه ذا يمن ع من نم و
االقتصاد اإلسالمي نموا سويا مستقال .
وترى الغرب يذيع دائما ويمأل األسماع عن المعونات الخارجية للدول النامية ومع ذلك فإنها ال تنمو بل تزداد فق را على
فقر ،فهو يستهدف اإلبتزاز والكسب غير المشروع تحت ستار المساعدات ،ولقد ع بر رئيس إح دى الش ركات األمريكي ة في
خطبة له عن سياسة االحتكارات اليهودية األمريكية واالستعمار الجديد بقوله :
" لقد حصلنا مقابل كل دوالر أنفقناه في السنوات الخمس الماضية على مختلف األغراض خارج الواليات المتح دة على
4,67دوالرا أي أن كل دوالر ربح 3,67دوالرا ،أي أن نسبة الربح بلغت . " % 367وهي سرقة وإبتزاز وليست عملي ات
إقتصادية سليمة (. )18
ويقول ( جورج وودز ) المدير السابق للبنك ال دولي عن المعون ات االقتص ادية " :إذا اس تمر الح ال على ه ذا المن وال
تكون كمية رؤوس األموال الخارجة من الدول النامية أكثر من المبالغ التي دخلتها في فترة خمس ة عش ر عام ا ،وذل ك بس بب
الفوائد المرتفعة " (. )19
ولعل أطرف األمثلة عما تفعله المعونات الخارجية هو قصة صندوق النق د ال دولي في مص ر في اتف اق ب رامج التث بيت
اإلقتصادي ال ذي عق د م ع البن ك في جمهوري ة مص ر العربي ة للف ترة م ا بين 1978م – 1981م وك ان اله دف المعلن له ذا
البرنامج هو إخراج مصر من أزمتها االقتصادية وتقليل نس بة عج ز ميزانه ا التج اري .وفي الدراس ة ال تي أجراه ا ال دكتور
رمزي زكي الخبير األول في معهد التخطيط القومي المص ري ظه ر أن الص ندوق دخ ل مص ر ع ام 1978م وهي مدين ة ب
8000ملي ون دوالر . . .وخ رج الص ندوق إي اه منه ا ع ام 1981وهي مدين ة ب أكثر من 18,000ملي ون دوالر أي أن ك ل
مواطن مصري كان مديونا ب 422دوالرا للعالم ( )20والغريب أن دخل الفرد الواحد كان ال يتعدى 460دوالرا في السنة .
انظر المال القيم :العالم الثالث وقوانين التغير في التخلف المنهجي وتنمية التخلف بقلم عادل .م .ع .حسون أستاذ القانون الدولي والنظم )(17
كتاب المعونات األمريكية والسوفيتية لروبرت ولتزر تعريب .د .صبحي الطويل – دار القلم 1972م ص . 8 )(19
6
السنة الثالثة ليسانس حضارة إسالمية مقياس حاضر العالم اإلسالمي
وتذكر دراسة أخرى ملخصا لواقع الحياة االقتصادية في مصر تحت عنوان :تضاعف أعب اء ال ديون 7م رات في أق ل
من 6سنوات وزيادة العجز التجاري 40مرة ) ( . )21وهو ما يصلح مثال لمعظم أقطار العالم اإلسالمي .
وبمناسبة الديون الخارجية وتراكمها في كثير من الدول المسلمة عرض الدكتور صبحي الطويل بعض األرق ام المذهل ة
التي تزايدت بصورة هائلة في العقد ( 1400 – 1390هـ 1980 – 1970 /م ) بحيث شكلت في عام 1400هـ 1980 /م
أكثر من % 50من إجمالي الناتج القومي .والديون في الغالب للدول الكبيرة أو للمؤسسات الدولية الخاضعة لها .في ؤثر ذل ك
في سياسات الدول الفقيرة المدينة الداخلية والخارجية .
بلغت ديون السودان عام 1982م 7800مليون دوالر ( النيوزويك األمريكية عدد 16أيار ( مايو ) 1983م ص . 37في حين بلغت )(22
9مليارات دوالر عام 1985م ( .الشرق األوسط السبت 1985 / 11 / 16م ص . ) 5وهناك 740مليون دوالر أقساط ديون مستحقة
حتى عام 1984م فقط لدول أسبانيا وفرنسا وبلجيكا وهولندا والدانيمارك والسويد وكندا وبريطانيا والنمسا وايطاليا وسويسرا والمانيا الغربية
والواليات المتحدة األمريكية .
والديون كلها كانت نتاجا لقروض من الخارج لم تستغل استغالال جيدا في أشياء منتجة فمثال :مصنع بورتسودان للغزل الرفيع وهو مصنع
حكومي اكتمل انشاؤه عام 1980م ،ولكنه ظل معطال حتى عام 1985حتى حلت مشكلة إمداده بالمياه والكهرباء ،رغم أن هذا المصنع
قرر إنشاؤه منذ السبعينات لتصدير غزل القطن السوداني ،واآلن السوق محتاج لهذه الغزول في السودان على حد قول السيد محمد عبد اهلل
وزير المالية والتخطيط اإلقتصادي السوداني في خطاب الميزانية لعام 1406هـ ( .الشرق األوسط – السبت 1985 / 11 / 16م /ربيع
األول 406هـ ص . ) 5
في حين كانت ديون أندونيسيا عام 1966م 1719,4مليون دوالر ( أندونيسيا العدد / 741 / 19 Lص ) 4ولكنها بلغت عام 1982م )(23
25,000مليون دوالر ( األخبار القاهرية عدد Lكانون الثاني ( يناير ) 1983م ) .
مصطفى محمد ص / 240وبلغت 32مليار عام 1987م /من محاضرة للمهندس نجم الدين أربكان في المدينة Lالمنورة بتاريخ / 25 )(24
7
السنة الثالثة ليسانس حضارة إسالمية مقياس حاضر العالم اإلسالمي
وبلغ إجمالي الديون الخارجية المتراكمة على دول جنوب الصحراء في أفريقيا ع ام 1985م ح والي مئ ة بلي ون دوالر
منها 60.2بليون للبنك الدولي .وتواجه معظم هذه الدول صعوبة شديدة في تسديد هذه الديون أو دفع الفوائد المستحقة عليه ا ،
كما تواجه صعوبات مماثلة في إعادة جدولة هذه الديون أو في الحصول على قروض جديدة (. )29
كما قدر إجمالي ديون الدول النامية مع نهاية عام 1985م 970بليون دوالر كما ذكرته مصادر إقتصادية في العاصمة
األمريكية (. )30
وقد طرحت أمريكا في كلمة وزيرها بيكر – وزير الخزانة – ( كم ا ق الت جري دة الت ايم ) برنامج ا لح ل مش اكل دي ون
العالم الثالث وذلك في المؤتمر المش ترك ال ذي عق ده البن ك ال دولي وص ندوق النق د ال دولي في مدين ة س يئول عاص مة كوري ا
الجنوبية – وذلك بزيادة األموال المتاحة للدول المدينة بمبلغ 29ألف مليون دوالر على مدى الثالثة أع وام المقبل ة من البن وك
التجارية والبنك الدولي .وأن يتولى البنك الدولي دورا أكثر فعالية في معالجة مشكلة الديون ،وأن يؤمن قروضا طويلة األجل
،أي تريد أمريكا زيادة قروض البنك وتوسيعها ،وتريد من ه التع اون م ع البن وك التجاري ة األخ رى العالمي ة لت أمين األم وال
الالزمة .ويعتقد بيكر أن البنك الدولي وبنك التنمية األمريكية يس تطيعان فيم ا بينهم ا أن يؤمن ا % 50من اإلحتياج ات لل دول
النامية ( . )31وال يخفى ما في هذا المشروع من خطة أمريكية لزيادة تبعية دول العالم الثالث ألمريكا ،وسيطرتها عليها .
ولو تتبعنا حلقة الديون المفرغة للدول النامية نجد أنها تتلخص في زيادة أعباء المديونية – يؤدي إلى – االهتم ام بزي ادة
صادراتها من المواد الخام األولية – يؤدي إلى – زيادة الع رض الع المي من ه ذه الم واد ( إض افة لحال ة الرك ود اإلقتص ادي
العالمي ) – يؤدي إلى – انخفاض أسعارها العالمية – يؤدي إلى – نقص في حصيلة الصادرات من العمالت الصعبة – ي ؤدي
إلى – عدم القدرة على سداد المديونية السنوية – يؤدي إلى – إعادة جدولة هذه الديون مع تزايد األعباء نتيجة لعقوبات الفوائ د
اإلضافية الناتجة من التأخر في السداد – يؤدي إلى – االتجاه إلى مزيد من االقتراض – يؤدي إلى – زي ادة أعب اء المديوني ة .
ويمكن ثميلها بالشكل التالي :
الشكل
وبلغت ديون نيجيريا في نهاية عام 1984م 17,5مليار دوالر وعام 1985م 20مليار دوالر .وهذه الديون الخارجية .أما الداخلية )(26
فبلغت 8مليارات ويمتص الدين الخارجي حوالي % 45من مصادر الدولة النيجيرية ( .الشرق األوسط األربعاء 12ذو الحجة 1405هـ /
1985 / 28م ص . ) 5
وبلغت ديون سورية عام 1981م 3900مليون دوالر ( .جريدة الرأي 19فبراير ( شباط ) نقال عن وكالة السحافة الفرنسية ) . )(27
الشرق األوسط – أزمة الديون العالمية – بقلم – د .محمد سالم الصيان 30 /محرم 1406هـ 1985 / 10 / 14 /م .ص . 4 )(28
الشرق األوسط العدد / 2545 Lالسبت 4ربيع األول 1406هـ 1985 / 11 / 16 /م .ص . 5 )(29
أخبار العالم اإلسالمي العدد 25 / 921رجب 1405هـ 1985 / 4 / 15 /م . )(30
8
السنة الثالثة ليسانس حضارة إسالمية مقياس حاضر العالم اإلسالمي
وتشترك حكومات بعض ال دول النامي ة في توس يع ه ذه الحلق ة من ج راء االن دفاع غ ير المخط ط إلى س الح المديوني ة
وتقربه بقصد أو بدون قصد إلى حبل وريدها لتجهز على آمال التنمية االقتصادية التي تنش دها ول تزداد فق را على فق ر وتتس ع
تبعا لذلك الفجوة بينها وبين الدول المتقدمة .
()32
وقد لخص الدكتور محمد سالم سرور الصبان أستاذ االقتصاد المساعد بجامعة الملك عب د العزي ز بج دة أس باب ذل ك
في العوامل التالية :
وغاب عن بال الدكتور السبب الرئيسي وهو غياب النظام االقتصادي اإلسالمي واهتزاز الشخصية المسلمة .
وقد قدر المصرف األلماني الغربي ( دوينستر بنك ) حاجة البلدان النامي ة ( وهي إس المية في معظمه ا ) إلى الق روض
في السنوات الخمس ( 1990 – 1985م ) بما يتراوح يبن 180إلى 240بليون دوالر .وارتفعت فوائد القروض بين 1978
و 1984م من 19بليون إلى 70بليون دوالر (. )33
-7حرم االستعمار العالم اإلسالمي من إقامة شبكة مواصالت تربطها ربطا وثيقا رغم تجاورها وسهولة ربطها ليكرس
تمزيقها وتفريقها وحاجتها إليه .
وكا ما اهتم به من مواصالت كانت لخدمة أغراضه االستعمارية من م واطن اإلنت اج إلى الم وانيء أو أم اكن التص دير
كم ا ه و الح ال في أقط ار المغ رب الع ربي – ت ونس والجزائ ر والمغ رب وموريتاني ا ،ونيجيري ا ،والس ودان ،ومص ر ،
والعراق ،وإيران ،والهند .
فعجزت دول البلدان اإلسالمية في عهد استقاللها عن استيعاب معنى التخطيط واإلحاطة بمفهومه الواس ع وم ا يمكن أن
يؤدي إليه من نتائج وتشابه إنتاجها ،فأدى ذلك إلى تنافسها رغم ما تتمتع به هذه البلدان من تكامل اقتصادي .
هذا الواقع االقتصادي المخزن للعالم اإلسالمي وبقاء أثر االستعمار في بالد اإلس الم أم ر ط بيعي في ظ ل غيب ة النظ ام
االقتصادي اإلسالمي ،وهذا التخلف الذي يعاني منه عالم اإلسالم ال يتحمل اإلسالم وزره بل ه و في الحقيق ة عقوب ة مس تحقة
من هللا على المسلمين لتخليهم عن نظام اإلسالم ال لتمسكهم به كما يزعم الزاعمون .
9
السنة الثالثة ليسانس حضارة إسالمية مقياس حاضر العالم اإلسالمي
وهكذا فقد العالم اإلسالمي مكانته وتالشت قوته وانه ارت دعائم ه ،وس قطت مكانت ه األولى ومش ت س كة األجن بي في
حقل ه ( . )36باس تمرار االس تعمار الفك ري والثق افي األجن بي بع د االس تقالل السياس ي إلى الي وم بمختل ف التي ارات والعقائ د
والنظريات االقتص ادية واالجتماعي ة واألخالقي ة ،فك انت ت أثيرا متص ال بالت أثير الس ابق أي ام االس تعمار في الق ادة والساس ة
وأص حاب ال رأي والمش رعين وفي الف رد المس لم بأس لوب التربي ة في ه ذه البالد اإلس المية ،فظل وا على والئهم للعلماني ة ،
وتلمسوا في تشريعاتهم القضائية واإلدارية مراجع القانون الفرنس ي واإلنجل يزي والش يوعي واإلش تراكي . . .إلخ ،فأص يبت
األمة بالهوان ولعل ذلك تصديق للنذير النبوي الذي رواه ابن عمر رضي هللا عنهما أن النبي صلى هللا عليه وسلم قال :
" يا معشر المهاجرين خمس خصال إن ابتليتم بهن ونزلن عليكم – أعوذ باهلل أن تدركوهن :لم تظه ر الفاحش ة في ق وم
قط حتى يعلنوا بها إال فشت فيهم األوجاع التي لم تكن في أس الفهم ،ولم ينقص وا المكي ال والم يزان إال أخ ذوا بالس نين وش دة
المئونة وجور السلطان ،ولم يمنعوا زكاة أموالهم إال منعوا القطر من السماء ولوال البه ائم لم يمط روا ،ولم ينقض وا عه د هللا
ورسوله إال سلط هللا عليهم عدو من غيرهم فيأخذ بعض ما في أيديهم ،وما لم يحكموا بكتاب هللا إال جعل بأسهم بينهم " (. )37
وهذا الحديث يلخص بالفعل واقع العالم اإلسالمي من جميع النواحي .
فاألمراض االجتماعية التي انتشرت في المجتمع اإلسالمي والتي استقدمها من الغرب وانحرافاته ،والجفاف الذي يغزو
أراضي المسلمين وامتداد التصحر في أقطاره ،والخوف من الحكام وفقدان الثقة بين الح اكم والمحك وم والتح ديات الخارجي ة
العاتية – الصليبية والشيوعية والصهيونية والهندوسية والخالفات المس تفحلة المس تحكمة بين األقط ار اإلس المية ،والح روب
التي تنشب بينها والتي ال تجد من القوى الكبرى عمال يوقفها أو يحد منها ،بل تجد تشجيعا وتأييدا لتستمر تستنزف طاقة األمة
البشرية والمادية وتعمق االقليمية والقومية والع داء بين أط راف ال نزاع .ه ذا ه و واق ع األم ة اإلس المية باختص ار بين ه ه ذا
الحديث الشريف .فهي يعي المسملون ذاتهم ؟ (. )38
من أقوال المبشر زويمر سنة 1911م في مؤتمر لكنو .وكان رئيسا للمؤتمر – .المبشر زويمر ومفترياته – حاضر العالم اإلسالمي – )(36
10