You are on page 1of 4

‫الجمهورية العربية السورية‬

‫وزارة الثقافة‬

‫المعهد العالي للفنون المسرحية‬

‫قسم التقنيات المسرحية ‪ /‬السنة ‪ :‬األولى‬

‫تعريف الثقافة‬

‫إعداد الطالب ‪:‬ابراهيم الخلف‬

‫إشراف االستاذ ‪ :‬صالح صالح‬


‫الثقافة‬
‫تعريفها والمفهوم العام ‪:‬‬
‫هي تهذيب النفس و صقلها ‪ ،‬و هي عبارة عن مجموعة من السلوكيات و الضوابط‬
‫المتبعة ‪ ،‬لتقويم السلوك للفرد أو المجتمع ‪ ،‬عن طريق الخوض في المعارف و‬
‫العقائد و الفنون و الثقافات المختلفة ‪،‬‬
‫تهدف بمجملها إلى تقويم السلوك ‪ .‬و يظهر المعنى الحقيقي للثقافة في السلوكيات ‪،‬‬
‫عن طريق االعتقادات المتّبعة ‪ ،‬و األفكار المدروسة البناءة ‪ ،‬و التذوق العالي‬
‫لمختلف الفنون و الثقافات ‪ ،‬و سرعة البديهة في اتخاذ القرارات الصائبة ‪ ،‬و حسن‬
‫التعبير ‪ ،‬و حب المشاركة و احترام الرأي و الرأي اآلخر حينها نطلق عليها ‪:‬‬
‫( ثقافة عالية المستوى )‬
‫ظهر هذا المفهوم تحديدا ً في أوروبا في نهايات القرن الثامن عشر و بدايات القرن التاسع عشر‬
‫‪ ،‬لتحسين مستوى ااألفراد و العمل على إصالحهم ‪ ،‬و أصبح فيما بعد يهدف تطوير هذا المفهوم‬
‫‪ ،‬إلى تطوير و تحسين و تعديل المهارات اإليجابية لإلنسان ‪ ،‬من خالل التربية و التعليم ‪ .‬و‬
‫بحلول القرن العشرين ‪ ،‬أصبح هذا المفهوم المبدأ األساسي في علم ( األنتربولوجيا ) ‪ ،‬ليحوي‬
‫في معناه تفسيرين رئيسيين هما ‪:‬‬

‫‪ -1‬تطور القدرة اإلنسانيّة و نبوغها ‪ ،‬و التعبير ملخص تجاربها في هذا المجال بطريق ٍة‬
‫رمزيّة ‪ ،‬و التصرف بعدها بطرق إبداعيّة و خالّقة ‪.‬‬
‫‪ -2‬تفسير التباين البشري ‪ ،‬ك ٌل حسب خبرته و تجاربه ‪ ،‬وفقا ً للبقعة الجغرافيّة التي يسكنها ‪،‬‬
‫و ردود الفعل اإليجابية في مواجهة الكوارث و الحروب ‪ ،‬كالعمل على التنمية و البناء ‪،‬‬
‫و ابتكار علوم جديدة ‪.‬‬

‫و هذا ما حدث إبّان الحرب العالميّة الثانية ‪ ،‬فقد تعزز مفهوم الثقافة في خلق و تطوير عدد‬
‫من التخصصات و العلوم ‪ ،‬كعلم النفس التنظيمي ‪ ،‬و علم اإلجتماع ‪ ،‬و اإلدارة و األبحاث‬
‫الثقافيّة ‪.‬‬

‫قام الشاعر و الكاتب اإلنجليزي ( ماثيو آرنولد ) بوضع تعريف آخر و إضافات إخرى‬
‫لمصطلح الثقافة ‪ ،‬حيث استخدم هذا المصطلح لإلشارةِ إلى ( دماثة الخلق ) ‪ ،‬و ظهر مفهوم‬
‫" ‪ "Bildung‬األلماني و الذي يعني بأن أهم أهداف الثقافة هي الوصول إلى غاية الكمال من‬
‫أفكار وأقوال تهدف إلى تنمية و‬
‫ٍ‬ ‫صل إليه العالم من‬
‫خالل التعرف على أفضل و آخر ما تو ّ‬
‫سعة اإلطالع للفرد ‪ .‬و ملخص الموضوع ‪ ،‬فإن الثقافة بشكل عام تهدف إلى الوصول لعدة‬
‫نقاط هي‬

‫‪ -1‬التنميّة الفكريّة و الروحيّة و الجماليّة لإلنسان‬

‫‪ -2‬و اتخاذ هذا األمر كسلوك معيشي في حياة الجماعات‬

‫ق و وهذا‬
‫فن را ٍ‬
‫فكر و ٍ‬
‫أساس ٍ‬
‫ِ‬ ‫‪ -3‬و أن تكون جميع سلوكيات الفرد و الجماعة مبنية على‬
‫جوهر الثقافة للفرد و من ثم المجتمع ‪.‬‬

‫من هنا ظهر التناقض ‪ ،‬فقد تباينت ثقافات الشعوب ‪ ،‬و ظهرت مجتمعات متمدنة و أخرى‬
‫غير متمدنة ‪ ،‬و هذا ما جعل بعض الشعوب أكثر تحضرا ً من غيرها ‪ ،‬و بعض األفراد أكثر‬
‫تقافةً من غيرهم ‪ ،‬و هذ السبب الذي جعل بعض العلماء كـ " هربرت سبنسر " و " لويس‬
‫هنري مورغان " ‪ ،‬في وضع نظرياتهم ( الداروينيّة اإلجتماعيّة ) و ( نظرية التطور الثقافي )‬
‫‪ ،‬و يعود هذا التناقض الثقافي إلى الصراعات بين الشعوب واألفراد ‪ ،‬و الطبقات اإلجتماعيّة‬
‫المختلفة فيما بينها ‪.‬‬

‫قام ( إدوارد تايلور ) بإعادة صياغة مفهوم الثقافة على أنها مجموعة من األنشطة المتميزة‬
‫لكافة المجتمعات البشريّة على اختالفها ‪ .‬و هذا التعريف م ّهد الطريق إلى مفهوم الثقافة‬
‫الحديثة ‪.‬‬

‫أما األلماني ( ايمانويل كنت ) فكان له تعريفه الخاص تحت مبدأ مفهوم ( التنوير ) حيث قال‬
‫بأنها خروج اإلنسان من مرحلة عدم النضج و التي تكبده الكثير من العناء ‪ .‬و أ ّكد بأن هذا‬
‫النضوج ال يأتي من حالة الجهل و عدم الفهم و السعي إلى المعرفة ‪ ،‬و لكن العناء يأتي من‬
‫الجهل و عدم الشجاعة في سبر أغوار األمور ‪ ،‬و العمل على التفكير بمنطق و بشكل مستقل‬
‫‪ ،‬بدون االعتماد على ما ت ّم تلقينه للفرد من مبادئ في الصغر ‪ ،‬قد تكون خاطئة ‪ ،‬و هي على‬
‫األغلب كذلك ‪.‬‬

‫في النهاية ‪ ،‬هذا موجز لتعريف مصطلح الثقافة و بعض من مراحل تطوره ‪ ،‬و‬
‫العقبات التي تواجه تطور هذا المفهوم ‪.‬‬
‫كرأي شخصي ‪ ،‬فأنا مع األلماني ( إيمانويل كنت ) في تعريفه المبسط للتنوير ‪،‬‬
‫و الثقافة ‪ ،‬و كنتُ أسعى إلضافة تعريفه لملخصي عن الثقافة ‪ ،‬و ذلك كوني فردا ً‬
‫يعيش في عالم يخلو نوعا ً ما من التمدّن ‪ ،‬و ما زال يحمل أفكارا ً متوارثة بدون‬
‫التطور الكبير‬
‫ّ‬ ‫العمل على تغييرها أو تطويرها أو حتى تعديلها ‪ ،‬و األهم ‪ ،‬و برغم‬
‫لهذا المفهوم ‪ ،‬إال أننا مازلنا نطبّق تلك المبادئ التي تبلغ من العمر عشرات بل‬
‫مئات األعوام ‪ ،‬و لهذا مازالت الصراعات الثقافيّة في مجتمعاتنا تمزقها على‬
‫مستوى األفراد و الجماعات ‪ ،‬تنقصنا روح الشجاعة على تطوير أنفسنا و تثقيفها‬
‫اهمية الثقافة في حياتنا ‪:‬‬

‫القراءة المستمرة والصحيحة تحتوي على أمور ثالثة مهمة‪:‬‬


‫المالحظة _ االستكشاف _ البحث الذاتي عن المعرفة ‪ ،‬التي بدورها تمثل‬
‫الطريق السليم نحو ثقافة شخصية عالية وتطور معرفي يصاحب الفرد عبر فترات‬
‫حياته مع تغيير أهداف القراءة ؛ إذا تطور القراءة الفردية يلعب دور في تطوير‬
‫الفرد معرفيا وتغيير ميوله ونظرته نحو الحياة‪ .‬وهي السبيل نحو الثقافة الشخصية‬
‫التي تعرف بأنها كل ما يتعلمه المرء لمدة زمنية طويلة ليكتسب مجموعة من‬
‫المعلومات والحقائق المفيدة في مختلف العلوم واآلداب ‪ ،‬شامال أيضا ما يحمله‬
‫الفرد من ارث وتراث متمثل في العقائد والطقوس والقيم والعادات والتقاليد‬
‫والموروثات الشعبية السامية‪ ،‬وال يقتصر تكوين هذه الثقافة على مبدأ تحصيل‬
‫العلم فحسب بل تشكل القراءة أهم عوامل ظهور الثقافة الشخصية ثم تأتي تباعا‬
‫العوامل األخرى‪ :‬القنوات الفضائية‪ ،‬االنترنت‪ ،‬المنتديات والحوارات األدبية‬
‫والعلمية‪ ،‬التراث‪ ،‬المسرح‪.‬‬

You might also like