You are on page 1of 12

‫الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية‬

‫و ازرة التعليم العالي والبحث العلمي‬


‫جامعة الشهيد حمه لخضر‪-‬الوادي‬

‫المقياس‪ :‬حضارة بالد الفرس‬ ‫كلية العلوم االجتماعية واإلنساني‬


‫الفوج‪B2 :‬‬ ‫السنة‪ :‬أولى ماستر تاريخ حديث‬

‫الحضارة العيالمية‬
‫تحت إشراف ‪:‬‬ ‫من إعداد الطالب‪:‬‬
‫بن عمر خليل‬
‫جار هللا علي‬

‫السنة الجامعية‪2021/2020:‬‬
‫مقدمة‬

‫في العصور الواغلة في ال ِقدَم كانت أمة من الفرس ت ُ َ‬


‫عرف ﺑ «األمة العيالمية» أو‬
‫«العيالمين» تسكن في اإلقليم المعروف اآلن ﺑ «خوزستان» المسمى قدي ًما ﺑ «ﺑالد‬
‫عيالم»‪ ،‬وكان لها يوم ذاك منزلة رفيعة ﺑين أمم الشرق‪ ،‬وقد سماهم العرب ﺑ «ﺑني غليم»‪،‬‬
‫وكانت مملكتهم محاطةً ﺑﺑالد الكلدان وﺑالد مادي «ميدية» وﺑالد فارس‪ ،‬وتحتوي على عدة‬
‫مدن أشهرها مدينة «شوشن» أو شوشان القديمة عاصمة تلك المملكة‪ ،‬إال أنها كانت أحيانًا‬
‫تتوسع‪ ،‬وأخرى تتقلص‪ ،‬وآونة تخضع لسيادة جارتها مملكة «أور» التي في جنوﺑي‬
‫العراق‪.‬‬

‫ولمجاورتها لجنوب العراق كانت لها عدة رواﺑط مع هذا القطر‪ ،‬ولكنها لم تكن‬
‫َس‬
‫لتطمع في جارتها القوية‪ ،‬حتى إذا ما ضعفت مملكة «أور» الشهيرة في التاريخ‪ ،‬وآن َ‬
‫العيالميون في أنفسهم قوةً‪ ،‬طمعوا ﺑأرضها الخصﺑة الكثيرة الخيرات‪ ،‬فحملوا عليها في‬
‫القرن الثالث والعشرين قﺑل الميالد‪ ،‬وﺑعد حروب جرت ﺑين األمتين استولى العيالميون‬
‫على مملكة «أور»‪ ،‬ودخلوا عاصمتها «أور»‪ ،‬وأسروا ملكها أﺑي سين «إيﺑي سﺑين» ﺑن‬
‫أسيرا إلى عاصمتهم‬
‫ً‬ ‫آخر ملوك الساللة الثالثة‪ ٣‬لملوك «أور»‪ ،‬وساقوه‬
‫جمﺑل سﺑين ِ‬
‫«شوشن»‪ ،‬واستولوا على جميع مدن تلك المملكة وقرضوها ﺑعد أن كانت مستقلة في‬
‫جنوﺑي العراق أو صقع شمر «سومير»‪ ،‬ولها سطوة كﺑيرة وسيادة مﺑسوطة‪ ،‬وكان‬
‫لعاصمتها مدينة «أور» حينذاك منزلة رفيعة عند العراقيين؛ ل ِع َ‬
‫ظم مركزها الديني‪ ،‬ﺑل إنها‬
‫ً‬
‫ومركزا للصنائع والفنون‪ ،‬وفيها هيكل «أنون ماخ»‬ ‫كانت معهدًا للدين ومهدًا للتجارة‬
‫المرصود لإلله القمر ورفيقته‪ ،‬الذي خرب في هذه الحادثة‪.‬‬

‫استولى العيالميون على جنوﺑي العراق أو على مملكة «أور الكلدانيين» ﺑعد حروب‬
‫دامت ﺑينهم وﺑين الكلدانيين في الوقت الذي كان فيه العراق منقس ًما إلى قسمين‪ :‬القسم‬
‫الجنوﺑي المس َّمى ﺑ «مملكة أور» أو ﺑ «ﺑالد الكلدان» أو «كلدو»‪ ،‬والقسم الشمالي‬
‫المعروف ﺑ «مملكة ﺑاﺑل» أو ﺑ «ﺑالد ﺑاﺑل»‪ ،‬وكان كل قسم مستقل ﺑنفسه‪ ،‬غير أن الجنوﺑي‬
‫كان قد فاق الشمالي ﺑالمدنية والعمران‪ ،‬واشتهر ﺑالتجارة والزراعة والفنون‪.‬‬

‫‪2‬‬
‫وﺑعد أن ت َّم أمر تلك األمة الفارسية في الجنوب حاولت االستيالء على الشمال‪،‬‬
‫ولكنها عادت ﺑالفشل ﺑعد أن تم َّكنت ﺑهجماتها من دخول مدينة أوروق «الوركاء»‪ ،‬التي هي‬
‫من الﺑالد الشمالية أو من مملكة «ﺑاﺑل» الراضخة لحكم الساللة السامية أو الدولة الﺑاﺑلية‬
‫ُروى سنة ‪ — ٢٤٦٠‬ونهﺑت كنوزها‬
‫سسها سامواﺑي سنة ‪٢٤١٦‬ق‪.‬م — وي َ‬
‫األولى التي أ َّ‬
‫وآثارها‪ ،‬من جملتها تمثال اإللهة «نانا» شفيعة مدينة «أوروق»‪ ،‬وأرسلت الجميع إلى‬
‫«شوشن»‪ ،‬وأودعت هذا التمثال في هيكلها‪.‬‬

‫ﺑقي جنوﺑي العراق في قﺑضة تلك األمة الفارسية حتى قام سادس ملوك الدولة الﺑاﺑلية‬
‫األولى أو الدولة السامية الملك الجليل حموراﺑي (‪٢٢٣٢–٢٢٨٧‬ق‪.‬م)‪ ،‬فحمل عليهم ﺑجنوده‬
‫يكتف ﺑذلك ﺑل إنه طاردهم حتى دخل عاصمتهم «شوشن»‪،‬‬
‫ِ‬ ‫وطردهم من هذا القطر‪ ،‬ولم‬
‫ولم َيعُ ْد إلى مقره إال ﺑعد أن أخضع تلك األمة لسيادته‪ ،‬وأرجع تمثال اإللهة «نانا» إلى‬
‫هيكل مدينة "أوروق"‬

‫المستخر َجة‬
‫َ‬ ‫هذا ما وقفنا عليه من ﺑين األﺑحاث التاريخية الحديثة المستندة إلى اآلثار‬
‫من مواقع المدن العراقية القديمة‪ ،‬غير أن المؤرخين قد اختلفوا في السنة التي استولى‬
‫فمن قائل إنهم قرضوا الساللة الثالثة التي نشأت حوالي‬
‫العيالميون فيها على مملكة «أور»؛ ِ‬
‫آخر ملك من تلك الساللة‬
‫سسها الملك أورانكور‪ ،‬وأسروا ِ‬
‫األلف الثالث قﺑل الميالد التي أ َّ‬
‫الملك أﺑي سين سنة ‪٢١٥٠‬ق‪.‬م‪ ،‬ومن قائل إن هذه الحادثة وقعت سنة ‪٢٣٠٠‬ق‪.‬م‪ ،‬ويزعم‬
‫ﺑعضهم أنهم قرضوا تلك المملكة سنة ‪٢٢٨٥‬ق‪.‬م‪ ،‬ويقول آخَرون‪ :‬كانت هذه الغارة سنة‬
‫‪٢٢٩٥‬ق‪.‬م‪.‬‬

‫كذلك اختلفوا في اسم الملك العيالمي الذي قاد تلك الحملة؛ فﺑعضهم يقول إنه الملك‬
‫كوتارناحونتا‪ ٥،‬ويزعم ﺑعضهم أنه الملك ريمسين‪ .‬أما الذي يظهر من سير الحوادث‬
‫التاريخية‪ ،‬فهو أرجحية قول القائل ﺑأنهم قرضوا تلك المملكة «مملكة أور» سنة‬
‫‪ ٢٢٩٥‬ق‪.‬م‪ ،‬وأن من جملة الملوك العيالميين الذين حكموا ذلك الصقع كوتارنا حونتا‬
‫وريمسين ونﺑورياس‪.‬‬

‫ولم تحكم الدولة العيالمية جنوﺑي العراق غير مدة وجيزة‪ ،‬فطردهم الملك حموراﺑي‬
‫وملك العراقَ كلَّه‪ ،‬ولم يقف عند ذلك الحد‪ ،‬ﺑل إنه أخضعهم لسيادته —‬
‫َ‬ ‫عندما قويت شوكته‬
‫‪3‬‬
‫كما تقد ََّم — وليست هذه المرة األولى التي خضع فيها العيالميون لملوك العراق‪ ،‬ﺑل إنهم‬
‫مرارا لسيادة ملوك هذا القطر في أزمان مختلفة؛ من ذلك أن الملك سرجون‬
‫ً‬ ‫خضعوا‬
‫األكدي السامي الذي ملك سنة ‪٢٨٧٢‬ق‪.‬م‪ ،‬كان قد أدخلهم تحت سيادته‪ ،‬وأن الملك أناتوم‬
‫حار َﺑهم وأخضعهم لحكمه‪.‬‬
‫الذي ملك سنة ‪٣٩٠٠‬ق‪.‬م‪َ ٦‬‬

‫بين العهدين‬

‫ً‬
‫طويال في عهد الدولة الﺑاﺑلية األولى التي جمعت شمله‬ ‫دهرا‬
‫ً‬ ‫َّ‬
‫اعتز العراق‬ ‫ﺑعد أن‬
‫وو َّحدَ ْ‬
‫ت كلمته وأعلت شأنه‪ ،‬انعكس األمر عند سقوط تلك الدولة واضطرﺑت شئون العراق‬
‫وأصﺑحت الﺑالد منقسمة على نفسها؛ أي صارت عدة ممالك أو دول صغيرة عديدة ك ُّل دولة‬
‫وكثيرا ما كانت الﺑالد تنتقل من ساللة إلى أخرى ومن ﺑيت إلى آخَر‪ ،‬ثم اشتدَّ‬
‫ً‬ ‫قائمة ﺑنفسها‪،‬‬
‫الخالف ﺑين أهل الﺑالد وطمع ﺑهم أعداؤهم‪ ،‬فعاد العيالميون إلى طمعهم في جارتهم وأعلنوا‬
‫الحرب عدة مرات على أهل هذا القطر‪ ،‬وشنُّوا الغارة على المدن العراقية في أزمان‬
‫مختلفة‪ ،‬ونهﺑوا ﺑعض المدن وفتكوا ﺑأهلها‪ ،‬ومن تلك المدن «نﺑور» و«أوروق»‪ ،‬ومن‬
‫ملوكهم الذين أغاروا على العراق الملك شتروك ناخونتا‪ ،‬فإنه َّ‬
‫شن الغارة على هذا القطر‬
‫سنة ‪ ١١٩٠‬ق‪.‬م‪ ،‬وغنم غنائم نفيسة من الﺑالد‪ ،‬من جملتها شريعة حموراﺑي؛ فإنه نقلها إلى‬
‫وكثيرا ما كان العيالميون يتفقون مع ﺑعض تلك الدول الصغيرة‬
‫ً‬ ‫عاصمته «شوشن»‪،‬‬
‫صا الممالك التي في جنوب العراق القريﺑة منهم‪ ،‬وكانوا في‬
‫ويعضدون ملوكها‪ ،‬خصو ً‬
‫ﺑعض األحيان يتدخلون في األمور المهمة المتعلقة ﺑالملوك‪ ،‬ويُج ِلسون على عروش الممالك‬
‫َمن يوافِق على مصالحهم ومنافعهم‪ ،‬أو َمن يعقد معهم اتفاقية يرضونها‪.‬‬

‫ولما استح َك َم الشقاق ﺑين أهل الﺑالد واختلفَ ْ‬


‫ت كلمتهم‪ ،‬ح َم َل عليهم اآلشوريون‪٨‬‬
‫وأخضعوهم لسيادتهم‪ ،‬وظلوا تحت سيطرتهم قرونًا جرت في خاللها حوادث خطيرة‬
‫سها نيو ﺑالصر ودامت (‪–٦١١‬‬
‫س َ‬
‫وانقالﺑات غريﺑة‪ ،‬حتى قامت الدولة الﺑاﺑلية الثانية التي أ َّ‬
‫‪٥٣٨‬ق‪.‬م)‪ ،‬فل َّم ْ‬
‫ت شعث الﺑالد‪ ،‬وعاد العز واإلقﺑال إلى هذا القطر وعال شأنه في عهد الملك‬
‫نﺑوكد نصر — ﺑختنصر الثاني — غير أن شمس ذلك العز أفلت ﺑظهور كورش الفارسي‬
‫الذي قرض تلك الدولة ﺑعد أن عاشت ‪ ٧٣‬سنة تقريﺑًا‪.‬‬

‫‪4‬‬
‫‪ .I‬من هم العيالميون؟‬

‫أطلق اسم عيالم على مملكة ضمت منطقتين هما سهول سوسيانا نسﺑة الى العاصمة‬
‫سوسا‪ ،‬ويمثله اليوم االحواز‪ ،‬ومنطقة المرتفعات والجﺑال الواقعة الى الشمال الغرﺑي من‬
‫السهل‪ .‬وقد ورد اسم عيالم في النصوص المسمارية ﺑصيغ عديدة‪ ،‬العيالميون كتﺑوا اسم‬
‫ﺑلدهم ﺑالعالمات المسمارية (خا‪-‬تام‪-‬تي) ‪ ،)Ḫa-ta-am-ti(/‬او (خال‪-‬تام‪-‬تي) ‪Ḫal-ta-(/‬‬
‫‪ ،)am-ti‬وجاءت ايضا ﺑصيغة‪( :‬خا‪-‬پير‪-‬تي) ‪ ،)Ḫa-pir-ti( /‬والمقطع (‪ )Ḫal‬يعني‪:‬‬
‫(ارض او ﺑالد) والمقطع (‪ )Tamti‬يعني (رب) وﺑالتالي فمعنى االسم هم ارض الرب‪،‬‬
‫ارض االله‪ .‬اما السومريون فقد أطلقوا على ﺑالد عيالم اسم نم (‪ )Nim‬او اينم (‪،)Enim‬‬
‫وتعني هذه العالمة المسمارية الهضﺑة او المكان المرتفع‪ ،‬ورﺑما يستنتج من ذلك انهم‬
‫اعتﺑروا ان عيالم كمركز تقع في المرتفعات الجﺑلية‪ ،‬في حين أطلق االكديون على هذا‬
‫االقليم اسم ايالمتو (‪ ،)Elamtu‬وال يعلم على وجه التأكيد هل ان اللفظة االكدية هي ترجمة‬
‫للكلمة السومرية (نم او اينم)‪ .‬وقدم اآلثاريون عدة فرضيات حول أصل العيالميين‪ ،‬ﺑعضهم‬
‫ان العيالميين جاءوا من المنطقة الجﺑلية التي تتاخم سهول عيالم في الشمال والشرق‪ ،‬والتي‬
‫تسكنها قﺑائل لوللوﺑو‪ ،‬والگوتيون‪ ،‬والكاشيون؛ في حين ارجعهم ﺑعض الﺑاحثين وعلى‬
‫اساس ﺑعض المفردات اللغوية الى الهند‪ ،‬ولكن ذلك غير مؤكد تماما؛ ويرى ﺑعض الﺑاحثين‬
‫ان اللغة العيالمية هي لغة فردية وال يمكن رﺑطها ﺑأي لغة معروفة االن فهي كحال اللغة‬
‫السومرية لم يعرف ﺑعد الى أي عائلة تنتمي‪ ،‬ويمكن ترجيح هذا الراي‪.‬‬

‫‪ .II‬اسهامات الحضارة العيالمية‪:‬‬

‫اهتم اإلنسان العيالمي ﺑتشييد المدن علی ضفاف األنهار األحوازية فأنشأ مدنًا تسمى‬
‫“مدن األنهار”‪ ،‬أي المدن التي أُنشئت علی ضفاف األنهار‪ ،‬ومدينة أورانتاش من أﺑرز‬
‫“مدن األنهار” التي ﺑُنيت کمدينة محصنة أمام السيول‪ ،‬وفي نفس الوقت أصﺑحت حاضنة‬
‫للزراعة والتجارة والثقافة‪ ،‬فعالوة علی المدينة التي يسکن فيها ال َملك أو الحاکم کمدينة‬
‫دورانتاش‪ ،‬هناك مدن أخری نشأت علی األراضي األحوازية لم تکن لها خصوصية إقامة‬
‫الملك فيها‪ ،‬ولکن كا ن لها عواملها االقتصادية‪ ،‬ويقسمها ماکس وﺑر إلی ثالثة أشکال نشأت‬
‫علی مدار التاريخ‪:‬‬
‫‪5‬‬
‫‪ .1‬المدن االستهالکية وهی التي تستهلك ما تولد من توليدات زراعية‪.‬‬

‫‪ .2‬المدن المولدة والتي تصدر ما تولده عن طريق األنهر المجاورة لها‪.‬‬

‫األولين‪.‬‬
‫‪ .3‬المدن التي کانت مزيجا من القسمين َّ‬

‫وتجسدت نظرية ماکس وﺑر في مدينة “السوس” ﺑاعتﺑارها مدينة مولدة‪ ،‬وفي‬
‫“دورانتاش” على شاكلة المدن الملکية المستهلكة‪ ،‬وكانت تصل إليها القوافل والمياه العذﺑة‬
‫ﺑاعتﺑارها مدينة الملوك والساسة‪.‬‬

‫ضا عندما حاول العيالميون العمل على تطوير الزراعة‪ ،‬کانت األنهار األحوازية‬
‫أي ً‬
‫ﺑمثاﺑة المکان الطﺑيعي والمالئم إلقامة مجتمعات تعمل ﺑالزراعة‪ ،‬وذلك ما ساعد الفالح‬
‫األحوازي على استخدام األراضي المجاورة لألنهار لتطوير الزراعة‪ ،‬ومن ثم اﺑتكر‬
‫العيالميون التنقل والحركة عﺑر مياه األنهار‪ ،‬وظهرت فکرة المالحة والنقل الﺑحري نتيجة‬
‫استخدام مياه الﺑحار‪ ،‬وأصﺑحت “عيالم” واحدة من أكثر القوى القائمة في العالم القديم في‬
‫غرب آسيا‪ ،‬وﺑسطت سيطرتها على المنطقة ألكثر من ‪ 2000‬عام‪ ،‬منذ األلفية الثالثة حتى‬
‫منتصف األلفية األولى قﺑل الميالد‪.‬‬

‫ﺑارزا من الناحية االقتصادية في المنطقة واعتُﺑرت‬


‫ً‬ ‫دورا‬
‫لعﺑت الحضارة العيالمية ً‬
‫األغنى‪ ،‬كما تصدرت مقدمة الحضارات من الناحية االقتصادية‪ .‬وکانت تجري األنهار علی‬
‫أراضيها الخصﺑة ويُزرع القمح ﺑوفرة في هذه السهول الكﺑيرة‪.‬‬

‫تعتﺑر عيالم واحدة ً من المراكز التجارية واالقتصادية الرئيسية في الماضي‪،‬‬


‫وساعدت هذه الميزة ﺑشكل فعال في ترويج ونشر أفكار وثقافة العيالميون (أي ﺑعﺑارة‬
‫أخری‪ ،‬إذا صح القول نسميها “عيلمة الحضارات”)‪ ،‬ﺑينما كانت السوس آنذاك غنية‬
‫ومزدهرة وكانت تمثل مفترق الطرق األرﺑعة في العالم في ذلك الوقت‪ ،‬كما كانت محل‬
‫تالقي حضارات ﺑالد ما ﺑين النهرين وآسيا الصغرى وجميع الحضارات األخرى في أنحاء‬
‫العالم‪.‬‬

‫‪6‬‬
‫وتأثرت ﺑاقي الحضارات المجاورة ﺑالثقافة العيالمية واقتﺑست الفن والسﺑك العيالمي‬
‫في النحت واستخدام األلوان التي استُعملت في هذه النحوت‪ ،‬وتم العثور على صفائح مكتوﺑة‬
‫ﺑالخط العيالمي في ﺑعض الحفريات األثرية في الهند‪ ،‬وكانت ترﺑط عيالم عالقات تجارية‬
‫قوية مع الهند آنذاك وقد تأثرت الهند ﺑالفنون العيالمية‪ ،‬ومنها وديان السند‪.1‬‬

‫وكان “المجتمع العيالمي مﺑنيا علی أساس عﺑادة اآللهة واالعتقاد ﺑما وراء الطﺑيعة‬
‫وتقديس المرأة‪ ،‬ونری کل هذه الخصائص في الحفريات األثرية المتﺑقية من هذه الحضارة‬
‫‪2‬‬
‫العظيمة منحوتة ﺑالخط العيالمي تم الكشف عنها في العديد من الحفريات‪.‬‬

‫استخدم العيالميون جغرافية المكان في التسليح وﺑناء قدرات عسكرية ومعدات قتالية‬
‫للدفاع عن المدن والحضارة التي أقاموها على أرض األحواز‪ .‬ونظرا ً لما يتمتع ﺑه جغرافيا‬
‫المكان من أهمية اقتصادية وحضارية وثقافية فقد أصﺑحت األحواز مركزا للصراعات‬
‫والحروب‪ ،‬وأصﺑح في مرمى هجمات شرسة من ِق َﺑل ملوك األسر األكادية وأور الثالث‬
‫(جنوب العراق الحالي)‪.‬‬

‫ورغم أن سرجون ملك األكاد غزا ﺑالد عيالم وضمها إلی إمﺑراطوريته‪ ،‬فإنه ﺑعد‬
‫انهيار األکاد رفض الع يالميون الخضوع له‪ ،‬وﺑالرغم من الهجمات المتعددة إال أنها أعادت‬
‫استقاللها خالل فترة حکم أور الثالث‪ ،‬وتحت قيادة ساللة شيماشكي‪ ،‬توحد العيالميون‬
‫)‪(Elamite‬تحت راية واحدة ودمروا إمﺑراطورية أور الثالث‪ ،‬وﺑينما كانت السوس في‬
‫تلك الفترة منفصلة عن عيالم إثر احتاللها على يد حضارة أور‪ ،‬إال أنها انضمت إلى تحالف‬
‫العيالميين وخاضت الحرب ضمن تحالف المنتصر في هذه المعركة‪ ،‬ومنذ ذلك الحين‬
‫أصﺑحت جزءا ال يتجزأ من مملكة عيالم وعادت تحت سيادة األنظمة المتتالية من‬
‫‪Shimashki‬وصوالً إلى سالالت سوكالما ‪ (Epartid) (2100- 1600‬ق‪.‬م)‪ .‬ومن ثم‬
‫أصﺑحت عيالم واحدة من أكﺑر وأقوى ممالك غرب آسيا‪ ،‬سياسيا ً وتجاريا ً وامتلكت قوة‬
‫عسکرية واسعة النطاق وسيطرت على ﺑالد ما ﺑين النهرين وسوريا وامتدت أراضيها‬
‫شماالً إلی ﺑحر قزوين وجنوﺑا ً إلى الخليج العرﺑي وشرقا ً إلى المناطق الصحراوية في ﺑالد‬
‫فارس کصحراء لوت‪ ،‬وغرﺑًا إلى ﺑالد ما ﺑين النهرين ‪.‬‬
‫‪ 1‬آميه‪ ،‬پير‪.)1971( . ،‬تاريخ عيالم‪ ،‬ترجمه شيرين ﺑياني‪ :‬جامعة طهران للنشر‪ ،‬ص ‪.12‬‬
‫‪ 2‬آميه‪ ،‬پير‪،‬المرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.33-29‬‬
‫‪7‬‬
‫يعتقد الكثيرون أنه ال يمكن أن تنشأ حضارة علی ﺑقعة ما من األرض – مهما‬
‫توافرت عناصر ومقومات حضارية على تك األرض‪-‬إال إذا نجح اإلنسان ﺑاستثمار هذه‬
‫المقومات‪ ،‬وعمل جاهدًا في ﺑناء حضارة مقرونة ﺑالهوية الثقافية المتجانسة مع طﺑيعة تلك‬
‫األرض‪ .‬عندئذ تتفاعل تلك العناصر والمقومات األساسية تفاعالً إيجاﺑيا معها‪ ،‬ويؤثر‬
‫اإلنسان علی الجغرافيا ويتأثر ﺑها من خالل التطﺑيع االجتماعي ثم التغيرات االجتماعية في‬
‫سلوك األفراد وحينها تتهيأ الظروف لنقل المجموعة الﺑشرية في تلك الﺑقعة من األرض من‬
‫الحياة الﺑرﺑرية )‪ (barbarian‬إلى حياة مدنية )‪ (civilized life‬جديدة‪.‬‬

‫کان للجغرافيا األحوازية دورا رئيسا في انتصارات العيالميون ونتيجة لذلك أصﺑح‬
‫هناك ارتﺑاط شديد ﺑين اإلنسان العيالمي واألنهار‪ ،‬وكان هذا التراﺑط من أهم العوامل في‬
‫ﺑسط سيطرة عيالم على ﺑالد الجوار واستمر التراﺑط إلى العصر الحديث ونجده واضحا ً‬
‫جليا ً في حب األحوازيين للصيد والسﺑاحة حتى اآلن‪.‬‬

‫وكان العيالميون قد استخدموا األنهار في المواجهات المستمرة‪ ،‬وكان النصر حليفهم‬


‫دائما ً في تلك الحروب”‪.‬‬

‫وشيد العيالميون قصورا ً وﺑنوا ﺑيوتا وأسسوا مدن األنهار علی ضفاف نهر کارون‬
‫ﺑأدق وأجمل صورة يمكن أن يتصورها اإلنسان‪ ،‬وأثﺑتت المعلومات الجيوفيزيائية التي‬
‫حصل عليها العلماء الجيولوجيون مؤخرا ً أن أنهار الجنة األرﺑعة المقصودة في سفر‬
‫التكوين‪ ،‬تتألف من دجلة والفرات‪ ،‬ونهر الكارون ونهر حفر الﺑاطن‪ ،‬أو كما يسمى ﺑوادي‬
‫ﺑطن الرمة‪.‬‬

‫الجغرافيا والترابط االجتماعي مع الجوار‬ ‫‪.III‬‬

‫لم تکن هناك حدود طﺑيعية ﺑين العيالميين وسالسل ما ﺑين النهرين‪ ،‬إذن يمكن أن‬
‫نطلق على أرض عيالم الﺑواﺑة الشرقية للعنصر السامي ﺑحدودها المفتوحة تجاه األکديين‬
‫والسومريين‪ .‬هذا العمق المتراﺑط والمتناسق والمتشاﺑك ثقافيًا واجتماعيًا وجغرافيًا له امتداده‬
‫العميق والع ريق علی طول التاريخ‪ .‬يقول ياكوﺑسون في کتاﺑه الشرق القديم‪ :‬كتﺑت نقوش‬
‫ملوك عيالم من ساللة سيماشك ﺑاللغة األكدية والسومرية‪ .‬وأصﺑحت اللغة األكدية ‪-‬أثناء‬

‫‪8‬‬
‫سيطرة ساللة أور الثالثة على عيالم‪ ،‬وفي ﺑالد الميزوﺑوتامية السفلى‪-‬هي اللغة المستعملة‪،‬‬
‫واستخدمت اللغة السومرية ﺑاعتﺑارها لغة الدواوين واألدب والعﺑادة‪ ،‬ويﺑدو أيضا ً أنه ظهر‬
‫في سوسة تأثير أكدي قوي‪ ،‬وقد وصلتنا كميات كﺑيرة من المصادر الكتاﺑية األكدية من‬
‫سوسة ترجع إلى ﺑداية القرن الـ ‪ 19‬ق‪.‬م إلى القرن الـ ‪16‬ق‪.‬م‪ ،‬ونجد فيها أسماء أعالم‬
‫أغلﺑها أسماء أكدية‪ ،‬إلى جانب األسماء العيالمية‪ ،‬وأسماء حورية وآمورية ولكن ﺑصورة‬
‫أقل‪ .‬ويظهر انطﺑاع أن العناصر اللغوية العيالمية كانت متأثرة ﺑاألكدية في عهد الحاكم‬
‫أثرا ﺑالغًا في حياة شريحة سكانية الراقية في المدن‪ ،‬وﺑاتت‬
‫ريم‪-‬سين األول‪ ،‬وتركت األكدية ً‬
‫اللغة الدارجة آنذاك في أوساط الطﺑقة الوسطى والعليا‪ .‬وينطﺑق هذا على سوسة‪ ،‬ومنها‬
‫شريحة اجتماعية خاصة‪ ،‬والتي انعكست في الوثائق العملية الكتاﺑية‪ ،‬أي وثائق الدولة‬
‫والمعﺑد واإلدارة‪ ،‬ورجال األعمال‪ ،‬والتجار‪ ،‬ومالكي األرض الميسورين‪ ،‬أو قطع أراضي‬
‫الدولة‪ ،‬والكتاب‪ ،‬وخضعت العاصمة العيالمية في هذا العصر إلى تجانس أكدي قوي‪.‬‬

‫االنفتاح واالرتﺑاط الجغرافي ﺑين حضارة عيالم علی أرض األحواز من جهة‬
‫وحضارات ﺑالد الرافدين من جهة أخری جعلت النسيج االجتماعي في السوس عاصمة‬
‫عا‪ ،‬وساعد هذا التنوع فی ﺑناء مجتمع عيالمي يحمل مواصفات المجتمع‬
‫العيالميين متنو ً‬
‫المدني‪ ،‬کما يقول ياكوﺑسون‪“ :‬ولم تقف نجاحات عيالم في االستقالل عائقا ً أمام تواجد‬
‫شريحة أكدية كﺑيرة في سوسة وعلى إثر ذلك انتشرت اللغة األكديةﺑشكل واسع‪ .‬وﺑينت‬
‫الوثائق األكدية ماهية اللغة في سوسة‪ ،‬خالل فترة سوكال‪-‬ماخ وتظهر صورة عن وضعية‬
‫المجتمع العيالمي في ذلك العهد والعهود الساﺑقة لها‪.‬‬

‫الجغرافيا والفنون في الفترة العيالمية‬ ‫‪.IV‬‬

‫المناخ والطﺑيعة والﺑيئة الجغرافية‪ ،‬جعلت الفنون والموسيقى تنتشر في المجتمع‬


‫سا حتی في الطقوس الدينية‪ ،‬کما نراها في اللوحة‬
‫العيالمي وأصﺑح دور الموسيقى ملمو ً‬
‫عثر عليها في السوس في األلفية الثالثة قﺑل الميالد‪ ،‬وتظهر هذه القطعة صورة‬
‫األثرية التي ُ‬
‫إله العيالمي على سرير مسطح يحمله عدة أشخاص وأمامه أشخاص يحملون األدوات‬
‫الموسيقية‪ ،‬ﺑاإلضافة إلى ذلك‪ ،‬أظهرت النصوص العيالمية أن ملك كوتيك إينشوشيناك‬

‫‪9‬‬
‫(‪ 2240-2220‬ق‪.‬م)‪ ،‬استخدم فنانين يعزفون طوال الليل والنهار أمام أﺑواب معﺑد‬
‫إينشوشيناك إله السوس الرئيسية‪.3‬‬

‫‪ .V‬فن النحت هندسة اإلنسان العيالمي علی الجغرافيا األحوازية‬

‫استخدم العيالميون الجغرافيا وأﺑدعوا في الﺑناء وازدهر النحت في هذه الحضارة‪،‬‬


‫وزينت جدران القالع ﺑالصور والتماثيل والتحف الفنية التي أثارت إعجاب الناس في‬
‫العصر الحديث‪ ،‬وأﺑهرت هذه العﺑقرية العيالمية السامية على أرض األحواز عقول‬
‫الﺑاحثين‪ .‬ويوجد في أراضي األحواز حتى اآلن العديد من التماثيل من الذكور واإلناث‬
‫مصنوعة من الطين‪ ،‬والعديد من هذه التماثيل يرمز إلى جوانب دينية‪ ،‬ولذلك ُمنِحت أغلﺑها‬
‫للمعاﺑد ﺑاعتﺑارها هدايا تُقدم إلى دور العﺑادة‪.‬‬

‫ت م حماية مداخل المعاﺑد العيالمية ﺑواسطة هذه التماثيل من السﺑاع والثيران وﺑعض‬
‫أنواع الكالب‪ .‬ففي الزيغورات ﺑين أطالل المعاﺑد والقلعة الملكية‪ ،‬تم العثور على منحوتات‬
‫من الثيران‪ ،‬ويذکر آشور ﺑانيﺑال تدمير هؤالء الحراس وأﺑواب المعاﺑد عند هجومه علی‬
‫السوس‪.‬‬

‫وتدل تلك التماثيل علی أهمية هذه المخلوقات عند األحوازيين منذ التاريخ وﺑقيت‬
‫هذه الحيوانات متواجدة في المجتمع األحوازي إلی يومنا هذا ما عدا السﺑاع التي انقرضت‬
‫في اآلونة األخيرة ﺑعدما کانت منتشرة في غاﺑات کارون المعروفة ﺑـ ” الزورة” إثر تدمير‬
‫الجغرافيا والﺑيئة األحوازية ‪.‬‬

‫توجد نُ ُحوت أخرى تجسد اإلنسان العيالمي‪ ،‬ويستطيع المتاﺑع أن يعرف من خاللها‬
‫مدى ارتﺑاط العيالميون ﺑطقوسهم وعاداتهم ومشاﺑهة األجيال القادمة من األحوازيين لهم من‬
‫خالل العادات الظاهرية كالفلور المتمثل ﺑاألثياب وطريقة الحياة‪ ،‬التي تأثرت ﺑالطﺑيعة‬
‫والفصول وحرارة الجو‪ ،‬فصورة التمثال في األدنى توضح التشاﺑه ﺑين الثياب العرﺑية‬
‫المستخدمة حاليًا في المجتمع األحوازي مثل “العصاﺑة” عند النساء والشماغ” والعمامة” عند‬
‫الرجال‪ ،‬واإلنسان العيالمي في قديم الزمان‪.‬‬

‫‪ 3‬والتر‪ ،‬هينتس‪ .)1993( .‬عالم عيالم الضائعة؛ ترجمة فيروز فيروز نيا؛ الطﺑعة األولی‪ ،‬طهران‪ ،‬ص ‪.74‬‬

‫‪10‬‬
‫الخاتمة‬

‫يعتقد الکثير من المؤرخين أن حضارة عيالم عﺑارة عن الﺑواﺑة الشرقية للعنصر‬


‫السامي‪ ،‬وجزء متراﺑط ومتناسق مع الحضارات التالية التي ُوجدت في األحواز‪ .‬وﺑرزت‬
‫األدلة أن هناك تراﺑ ً‬
‫طا قويًا ﺑين حضارة عيالم من جهة وجغرافية األحواز واإلنسان‬
‫األحوازي من جهة أخرى‪ ،‬وال يمكن الﺑحث عن العيالمين خارج سياق ودراسة األحواز‬
‫في العصر الحديث‪ ،‬حيث يرسم هذا المنهج صورة دقيقة ورؤية متكاملة ومتطاﺑقة مع تاريخ‬
‫وحضارة عيالم أي األحواز القديم‪ .‬ومن ثم فتجريد الحضارة العيالمية من تاريخ األحواز‬
‫الحاضر والماضي القريب سوف يجعلها فريسة للهجوم والسرقة التاريخية‪ ،‬ويجرد اإلنسان‬
‫األحوازي من هويته التاريخية‪.‬‬

‫يمكن القول‪ :‬إن الجغرافيا كانت أهم عامل وراء نجاح اإلنسان القديم في األحواز‪،‬‬
‫وسﺑﺑًا جعل الحضارة العيالمية تُشيّد إحدى أهم وأعظم حضارات التاريخ علی أرض‬
‫دورا أساسيًا في ﺑناء اإلنسان األحوازي القديم والحديث‪،‬‬
‫األحواز‪ ،‬كما لعﺑت هذه الجغرافيا ً‬
‫وتركت تراﺑ ً‬
‫طا قويًا ﺑينهما‪.‬‬

‫‪11‬‬
‫قائمة المراجع‬

‫‪ -‬عامر‪ ،‬سليمان‪ :‬المدرسة العراقية في دراسة تاريخنا القديم‪ ،‬الموصل – ‪،2009‬‬


‫ص‪81‬‬
‫‪Oppenheim. Leo:” The Ancient near East Text” Princeton‬‬ ‫‪-‬‬
‫‪University Press. 1969. p 283‬‬
‫‪ -‬ساكز‪ ،‬هاري‪ :‬عظمة ﺑاﺑل‪( ،‬لندن‪( ،1962-‬ترجمة عامر سليمان‪ ،‬الموصل –‬
‫‪610‬ص‪1969 ،‬‬
‫‪Luckenbill, D. D;” Ancient Records of Assyria and Babylonian”.‬‬ ‫‪-‬‬
‫‪Voll .II (New York). 1977. p. 519‬‬
‫‪ -‬والتر‪ ،‬هينتس‪ .)1993( .‬عالم عيالم الضائعة؛ ترجمة فيروز فيروز نيا؛ الطﺑعة‬
‫األولی‪ ،‬طهران‪ ،‬ص ‪.74‬‬
‫‪ -‬آميه‪ ،‬پير‪ )1971( ،‬تاريخ عيالم‪ ،‬ترجمه شيرين ﺑياني‪ :‬جامعة طهران للنشر‪ ،‬ص‬
‫‪.12‬‬

‫‪12‬‬

You might also like