Professional Documents
Culture Documents
بدأت الدولة منذ عهد سليم األول بالتوسع في المشرق العربي لألسباب التالية :
أ-عدم إمكانية التوسع غرباً لبعد المسافة بين العاصمة وجبهات القتال .
ب -التصدي للغرب األوروبي بعد زيادة الخطر البرتغالي في البحر األحمر والخليج العربي .
ج-التصدي للدولة الصفوية وخاصة بعد سيطرة الصفويين على العراق عام 1508م
د -الرغبة في ضم المقدسات اإلسالمية
ه -األهمية االستراتيجية للوطن العربي لما يضمه من معابر ومسطحات مائية كالمتوسط
والخليج واألحمر وهرمز وباب المندب ومضيق جبل طارق.عالوة على وجود معالم حضارية
ودينية إسالمية ومسيحية .
الصراع العثماني الصفوي
كان من اهم العوامل التي أدت إلى تأزم العالقات العثمانية الصفوية :
-1كانت فارس ملجأ للفارين من السلطات العثمانية
-2محاولة الصفويين بث دعوتهم في األناضول من خالل األقليات الصفوية ضد الحكم
العثماني السني
أدت العوامل السابقة الى وقوع الصدام بين الطرفين في معركة جالديران وانتصار العثمانيين
واحتالل تبريز وديار بكر ومرعش .كما سيطروا على تجارة الحرير بين حلب وتبريز وبين تبريز
وبورصة .وقد أظهرت هذه المعركة وهن العالقة بين القبائل التركمانية القزلباش والشاه
الصفوي
تأزم العالقات العثمانية المملوكية
مرت العالقات بين الطرفين منذ الفتح العثماني للقسطنطينية بحالة من التضارب تمثلت
باالبتهاج المملوكي أحيانا بالتوسع العثماني والنزاع والتوتر في أحيان أخرى .
ومن العوامل التي أدت إلى التوتر بين الطرفين :
-1لجوء األمير جم منافس السلطان بايزيد الى القاهرة وانتهاء النزاع عام 1491باتفاقية
صلح
-2النزاع على امارة البستان او القدرية او ذي القدر نسبة الى االسرة التركمانية التي كانت
تحكمها .وتدخل الطرفين في شؤونها الداخلية ثم إزالة السلطان سليم تلك االمارة بعد
خيانة عالء الدولة للسلطان اثناء توجهه الى قتال الصفويين
3اتهام العثمانيين للماليك بتعرضهم لقوافل المؤن العثمانية المتجهة نحو الجبهة الصفوية
-4اتهام المماليك للعثمانيين بتعرضهم للتجارة المملوكية
-5رفض المماليك تسليم األمير احمد ابن اخ السلطان سليم
الصراع العثماني المملوكي
ارسل سليم وفد الى قانصوة الغوري السلطان المملوكي مبينا بأنه يجله ويحترمه وان
الجيش العثماني جاء لتأديب الصفويين .وفي الجهة المقابلة ارسل الغوري وفدا برئاسة
كاتم أسراره برفقة عدد من الضباط االمر الذي أدى إلى استياء السلطان سليم .
واقعة مرج دابق شمال حلب وعوامل االنتصار:
-1التفوق العسكري العثماني
-2خيانة بعض القادة المماليك -نائب حلب ونائب دمشق واثارة االشاعة بين صفوف الجيش
ان السلطان المملوكي يريد التخلص من المماليك القرانصة القدامى واإلبقاء على المماليك
الجلبان
-3بعد المسافة التي تفصل أرض المعركة وقواعد االمداد الرئيسية للجيش المملوكي
الموجودة في القاهرة
-4وصول القوات المملوكية منهكة بعد قطعها المسافات الطويلة
-5مقتل السلطان الغوري في المعركة
واقعة الريدانية عام 1517م
بعد انتصار العثمانيين في مرج دابق دخل السلطان حلب ثم حمص ثم حماه ثم دمشق ثم
القدس .
تم تنصيب طومان خلفا للغوري رغم تردده بداية األمر بسبب االنقسامات الداخلية
تبادل كل من سليم وطومان رسائل بشأن االعتراف بالحكم العثماني على مصر دون اللجوء
الى استخدام القوة فعرض عليه البقاء في الحكم مقابل االعتراف بالسكة العثمانية وذكر
اسم السلطان في الخطبة .وكان السلطان العثماني متخوفا في حال االتجاه الى مصر
عن طريق سيناء تعرض جيشه لهجمات البدو واستغالل الصفويين ذلك وتهديد المناطق
العثمانية
اصطدم الطرفين في معركة الريدانية عام 1517وتمكن العثمانيون من السيطرة على مصر
وانهاء الحكم المملوكي وان ابقوا على المماليك في بعض المناصب والحفاظ على
امتيازاتهم في االقطاعيات واالوقاف .تم القاء القبض على طومان بعد تسليمه من قبل عرب
البحيرة وأصر خاير بيك على إعدامه اذ كان يطمح في الحصول على والية مصر فتم
إعدامه في باب زويلة.
السيطرة على الحجاز واليمن
كان المماليك يمارسون السيادة االسمية على الحجاز ويعني ذلك سقوطها تلقائياً في حوزة
العثمانيين حيث كانت الحجاز تابعة لمصر بغض النظر عن الدولة الحاكمة فكانت الحجاز تعيش
على األوقاف المحبوسة على الحرمين وفقراء مكة كما ان قافلة الحج المصري كانت من أهم
القوافل التي يهتم بها اهل الحجاز
كان نظام الحكم المحلي في الحجاز يقوم على نظام الشرافة ومن مهام الشريف :
تأمين قوافل الحج باالعتماد على عصبيته وعلى القبائل التي تقيم في الطريق .وقد أرسل
شريف مكة ابنه أبو نمى الى السلطان وسلمه مفاتيح الكعبة واعلن والءه له فأعطاه السلطان
تفويضاً بشرافة مكة وحكم الحجاز نيابة عنه .وأعلن السلطان نفسه خادماً للحرمين الشريفين .
أما اليمن فقد كان يتمتع بموقع هام لتأمين السيادة العثمانية على األماكن المقدسة والوقوف
أمام الزحف البرتغالي .فأرسل حاكم اليمن إسكندر الجركسي ( المخضرم ) وفدا للسلطان اعترف
بالسيادة العثمانية على اليمن .
غير أن النزاعات الداخلية بين قادة المماليك من جهة وبينهم وبين األئمة الزيديين في المناطق
الجبلية من جهة ثانية وبين تلك القوى والبرتغاليين من جهة ثالثة أدت الى عدم استقرار الحكم
العثماني مما دفع العثمانييون الرسال حملة عام 1538سيطرت على عدن وصنعاء وتعز واحتلت
بعض الموانئ الهامة على البحر األحمر مثل سواكن ومصوغ .
السيطرة على العراق ومحاولة الوصول الى
الخليج
بعد احتالل العثمانيون الموصل على أثر معركة جالديران أخذ السلطان العثماني باالهتمام في
استكمال السيطرة على بقية األراضي العراقية وخاصة بعد تجريد الشاه طهماسب حملة
استولى فيها على بغداد وقتل حاكمها الذي مال للعثمانيين ( ذو الفقار ابن علي بيك ) وقد تمكن
سليمان القانوني عام 1534من السيطرة بغداد ثم استكمال السيطرة على البصرة التي
اتخذها قاعدة لالنطالق نحو الخليج .
زار السلطان بغداد والعتبات المقدسة للشيعة محاوال اظهار عدم تحيز الدولة للسنة كما قسمت
العراق الى اربع واليات بغداد والبصرة والموصل وشهر زور
ارسل السلطان حملة عسكرية عام 1551تمكنت من السيطرة على القطيف وان فشل
العثمانيين في السيطرة على هرمز مما استدعى السلطان قائد الحملة بيري بيك لآلستانة
واعدامه .استمرت الدولة في ارسال الحمالت للسيطرة على تلك المناطق وبخاصة مسقط (
1554و ) 1581دون جدوى غير ان اليعاربة تمكنوا فيما بعد من تحرير البالد وطرد البرتغاليين منها .
ومن بين العوامل التي أسهمت في فشل العثمانيين في طرد البرتغاليين من الخليج
-1عدم كفاءة بعض القادة وفشلهم في كسب ود السكان بسبب القسوة في التعامل .
-2انشغال الدولة في حروبها مع الصفويين والمماليك ودول البلقان
امتداد الحكم العثماني الى المغرب العربي
سيادة حالة التقكك السياسي في المغرب وتنازع االسر الحاكمة فيما بينها كالحفصيين في تونس وبني مرين في
المغرب وبنو زيان في الجزائر
لم تأتي السيطرة العثمانية على المغرب نتيجة لفتح عسكري بل جاءت بالنظر الشتداد الصراع الديني بين اإلسالم
والمسيحية في الحوض الغربي للبحر المتوسط
بالنظر لقيام المسلمين بشن الهجمات على الساحل االسباني ترسلت اسبانيا حمالت عسكرية استولت على عدد
من الموانئ واعترف بنو زيان بذلك
-بعد لجوء المسلمين من اسبانيا الى الشواطئ المقابلة في المغرب العربي تعرضوا لمالحقة ومطاردة من االسبان
عالوة على اعمال النهب والسلب لهم وهم في عرض البحر .
-2ظهور األخوين عروج باشا وخير الدين بربروسا في حركة الجهاد البحري والسيطرة على جربة ثم تلمسان وتحرير
ميناء جيجل رغم الفشل في تحرير بجاية شرق الجزائر.
-3االتصال مع السلطان العثماني الذي بدوره ارسل 14سفينة عام 1514لدعم تحرير بجاية ويعود الفشل في تحريرها
الى عاملين هما:
-أ ب -تخلي رجال القبائل عن دعم عروج بسبب موسم البذار أ -رداءة األحوال الجوية
-4التوجه نحو ميناء الجزائر وتحريره ومقتل عروج واستنجاد اخية خير الدين بالسلطان العثماني الذي ارسل له 4االف
من الجيش االنكشاري
-5منح خير الدين لقب بكلربيك الجزائر ثم تعيينه قائدا لألـسطول العثماني .
نظام الحكم العثماني في البالد العربية
أوال ً :الوالية
انقسمت الدولة العثمانية الى واليات أو باشويات او اياالت وعلى راس كل والية وال او باشا ويطلق عليه بكلربيك او
بيك البكوات ورتبته مير ميران أو أمير األمراء .وانقسمت الوالية إلى ألوية أو سناجق وعلى رأسها سنجق بكى
وقد بلغ عددها في القرن 17م 32والية منها في الوطن العربي 15والية .
في عام 1864صدر قانون الواليات وبلغ عدد الواليات العربية 12والية و 4متصرفيات ضمت دير الزور والقدس وجبل
لبنان والقدس
قسمت الوالية إلى ألوية ( متصرف ) واأللوية قسمت إلى أقضية ( قائممقام ) وبدورها قسمت إلى نواحي ( مدير
الناحية )
اقسام الوالية
ناح
ية قضاء لواء
مدير متصر وال
ناح ف ي
ية
ثانياً :الوالي
ويعد الممثل األول للسلطان ويعرف أيضا بالباشا وكانوا من األتراك المواليين للسلطان وتمتع
بسلطات واسعة منها اإلعدام ومصادرة األموال للمخالفين والمتمردين على الدولة غير أنه
لم يستطع التمادي في السلطة خوفا من شكوى الشعب عليه للقاضي ويعين لمدة عام
قابلة للتجديد لثالث سنوات ومع ذلك فقد تمكنت بعض االسر من االستمرار في الحكم
لفترات طويلة ( آل العظم ومحمد علي والقرمانلية واالسرة الحسينية ).وكان يتقاضى راتبا
يعرف باسم( ساليانة ) يجري اقتطاعه من أموال الوالية .
مهام الوالي :
-1المهام اإلدارية :وتتمثل ب
-1االشراف على تطبيق األنظمة والقوانين والتفتيش على أعمال المتصرفين وموظفي الدولة
االخرين وعزل المقصر منهم .
-2تعيين مواعيد اجتماعات مجالس األلوية والنواحي
-3التفتيش مرتين سنويا على جميع أنحاء الوالية
مهام الوالي
ويتكون من :
-1الكتخدا :نائب الوالي ومسؤول األمن فيها
-2الدفتردار وهو المسؤول المالي ويجري تعيينه من قبل السلطان ويتولى ارسال الفائض
الستانبول
-3الخزنة دار او أمين الصندوق المسؤول عن نفقات القصر
– 4األغا أو قائد الحامية العسكرية
-5المهردار أو حامل األختام
-6السالح دار أو خازن السالح ( االشراف على مخازن األسلحة في الوالية )
-7القاضي :ويعين من قبل شيخ اإلسالم بعد حصوله على فرمان سلطاني
أما خارج الوالية فكان القائممقام المسؤول عن األمن واإلدارة ما عدا شؤون العشائر التي تركت
لشيوخ تلك العشائر حسب العرف والعادة .
وظهر أيضاً في بعض المدن نقباء األشراف وكانوا يتمتعون بمكانة اجتماعية ودينية هامة وكان
بإمكانهم الحد من سلطة الدولة من خالل الوعاظ ومشايخ الحارات .وزعماء الطوائف الحرفية
وأصحاب الوظائف الدينية
الحاميات العسكرية – األوجاقات
عمد العثمانيون في بداية االمر في االعتماد على السباهية او الجنود االقطاعيون بهدف
توفير المال وتأمين احتياجات الدولة من الجند خالل مراحل التوسع .فلجأت إلى إحصاء
السكان ومسح األراضي وتقسيمها الى مقاطعات مختلفة المساحة وكانت تلك االقطاعات
تندرج تحت اسم( ديريلكات )اوال ً :القوات االقطاعية ( السباهية ) وتقسم الى ثالثة اقسام
أ-التيمار :ومساحته ما بين 500-300فدان ودخله ما بين 10-3آالف آقجة ويعرف من يتواله
باسم التيمارجي
ب-الزعامت :وتزيد مساحته عن 500فدان ويتراوح دخله ما بين 100 -10الف آقجة ويحصل
عليه الزعماء والبكوات
ج-الخاص :ويزيد دخله عن 100الف آقجة ويمنح للوالة وأمراء السناجق
ومع مرور الزمن اخذ هذا النظام بالتراجع امام ظهور سالح المدفعية والمشاة وغدى الفارس
يترك اقطاعه للملتزم الذي كان يلجأ إلى سياسة القهر والظلم للناس العاملين في األرض .
االنكشارية
تكونت بداية من األسرى المسيحيين خالل التوسع العثماني في أوروبا .ويعتبر البعض أن
السلطان أورخان 1359-1326هو صاحب فكرة تأسيس الجيش االنكشاري بينما كان
السلطان مراد األول 1389-1359هو الذي ترجم تلك الفكرة .
أدى توسع الدولة إلى ادخال قوات جديدة في الجيش االنكشاري فطبقت نظام الدفشرمة
الذي يسمح بانتزاع خمس األطفال في البالد المفتوحة .وكانت الدولة تعمل على ارسال
لجان كل خمس سنوات تطوف الرو م ايلي النتقاء هؤالء األطفال ممن يتتراوح أعمارهم -7
10سنوات تعمل على تدريبهم وتعليمهم الدين واللغة التركية والتاريخ العثماني .
بعد ذلك تقسمهم إلى ثالثة أقسام حسب البنية والوسامة والقدرات العقلية :القسم
األول يخصص للقصر السلطاني ( ايج اوغالن ) .والقسم الثاني للوظائف المدنية الهامة (اوج
أوغالن ) .بينما يرسل القسم الثالث وهو الغالبية للجيش
تدهور االنكشارية
لجأ السالطين خالل السيطرة على األقاليم الجديدة تثبيت حاميات عسكرية من االنكشارية تعرف باسم أوجاق االنكشارية او اوجاق السلطان تولى
مهمة الحفاظ على األمن في المراكز وكانت تتغير من فترة الى أخرى وتولى قيادته األغا الذي كانت سلطة الوالي عليه محدودة .
تولى قيادة هؤالء قائد عسكري عرف باسم آغا االنكشارية الذي كان عضوا في ديوان الوالية وسلطة الوالي عليه محدودة
أخذ هذا النظام بالتراجع وخاصة في عهد مراد الثالث 1596-1574والذي كان باألصل ضعيفا بالنظر لنفوذ والدته وزوجاته وقد اجبرته االنكشارية على
تسليمهم احد الوالة وقتله بعد مهاجمة السراي .
وجاء تراجع االنكشارية في ضوء :
-1االنخراط في المجتمع المحلي
-2التدخل في شؤون الحكم والصراع بين أوالد السلطان
-3الزواج وبالتالي االرتباط باالسرة اكثر من الجيش وتعاطي العمل بالتجارة والصناعة
-4رفضهم سياسة التجديد واإلصالح العسكري
أسهم االنكشارية في كثير من الفتن الداخلية وبشكل خاص اصطداهم مع القوات المحلية في الواليات التي كان يدعمها الوالي وأخذوا يببعون تذاكر
رواتبهم وأرزاقهم التي كانت تعرف باسم العلوفات وتنتقل بالوراثة ،فضم االجيش االنكشاري اعدادا ال تتقن الجندية
وعليه بدء بعض السالطين بالتفكير للتخلص منهم وخاصة احمد الثالث 1730-1703بعد ان خلعوا السلطان السابق وقتلوا الصدر األعظم
حاول بعض الوالة تشكيل قوات محلية لالعتماد عليها وقد دخلت هذه القوات في صراع مع االنكشارية
في عام 1826تمكن السلطان محمود الثاني عام 1826من توجيه ضربة قاضية لهذه المؤسسة