You are on page 1of 19

‫اﻟﺪﻋﻮة اﻟﺴﻨﻮﺳﯿﺔ‬

‫اﻟﺤﻜﻢ اﻟﻌﺜﻤﺎﻧﻲ ﻓﻲ ﻟﯿﺒﯿﺎ‬

‫ﻓرﺳﺎن اﻟﻘدﯾس ﯾوﺣﻧﺎ‬ ‫اﻟﺳﯾطرة اﻻﺳﺑﺎﻧﯾﺔ‬


‫‪1551-1535‬‬ ‫‪1535-1510‬‬

‫اﻟﺣﻛم اﻟﻌﺛﻣﺎﻧﻲ‬
‫اﻻﺳرة اﻟﻘرﻣﺎﻧﻠﯾﺔ‬ ‫اﻟﺳﯾطرة اﻟﻌﺛﻣﺎﻧﯾﺔ‬
‫اﻟﻣﺑﺎﺷر‬
‫‪1835-1711‬‬ ‫‪1711-1551‬‬
‫‪1911-1835‬‬
‫ﺷﺠﺮة اﻟﻌﺎﺋﻠﺔ اﻟﺴﻨﻮﺳﯿﺔ‬
‫ﻣﺣﻣد ﺑن ﻋﻠﻲ اﻟﺳﻧوﺳﻲ‬
‫‪1859-1787‬‬

‫ﻣﺣﻣد اﻟﻣﮭدي‪ 1902-1859‬وﺗﺷﻛل ﻋﻠﯾﮫ‬ ‫ﻣﺣﻣد اﻟﺷرﯾف‬


‫ﻣﺟﻠس وﺻﺎﯾﺔ ﻣن ‪ 10‬ﺷﯾوخ‬

‫ﻣﺣﻣد اﻟرﺿﺎ ﺛم ﺣﺳن ﺛم‬ ‫ﻣﺣﻣد اﻟﻌﺎﺑد‬


‫ﻣﺣﻣد ادرﯾس‪-‬اﻟﻣﻠك‬ ‫اﺣﻣد اﻟﺷرﯾف‬
‫ﻣﺣﻣد‬
‫‪1969-1933‬‬ ‫‪1933-1902‬‬

‫اﻟﻣﻠﻛﺔ ﻓﺎطﻣﺔ‬ ‫اﻟزﺑﯾر ﺑن أﺣﻣد‬ ‫ﻋﺑدﷲ ﺛم ادرﯾس‬


‫اﻷﻣﺎﻛﻦ اﻟﺘﻲ ﺗﻨﻘﻞ ﻓﯿﮭﺎ‬

‫ﻓﺎس ‪-‬ﺟﺎﻣﻊ‬
‫اﻟﺟزاﺋر‬ ‫اﻟﻘروﯾﯾن‪1829-1822‬‬
‫ﻓﺣﺻل ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺷﯾﺧﺔ‬
‫اﻟﻛﺑرى ﻟﯾدرس ﻓﻲ اﻟﺟﺎﻣﻊ‬ ‫اﻟﺟزاﺋر‬
‫اﻟﻛﺑﯾرﺑﻔﺎس‬ ‫ﻣﺳﺗﻐﺎﻧم‪1787‬‬

‫ﺗوﻧس‬

‫اﻟﻘﺎھرة‪-‬‬
‫اﻟﺣﺟﺎز‬ ‫‪1824‬اﻷزھر‬ ‫ﺑﻧﻐﺎزي‬ ‫طراﺑﻠس‬
‫ﻣﻛﺔ واﻟﻣدﯾﻧﺔ‬ ‫ﺣﺳن اﻟﻌطﺎر‬
‫واﻟﺻﺎوي‬

‫ﺑرﻗﺔ – اﻟﺟﺑل اﻷﺧﺿر‬


‫اﻟزاوﯾﺔ اﻟﺑﯾﺿﺎء أم اﻟزواﯾﺎ‬ ‫اﻟﺟزاﺋر ‪1840‬‬
‫اﻟﻌﻮاﻣﻞ اﻟﺘﻲ أﺛﺮت ﻓﻲ ﺷﺨﺼﯿﺔ اﻟﺴﻨﻮﺳﻲ‬
‫ﺗوﻓرت ﻋدة ﻋواﻣل أﺛرت ﻓﻲ ﺗﻛوﯾن ﺷﺧﺻﯾﺔ اﻟﺳﻧوﺳﻲ ‪ .‬وﻛﺎن ﻣن أھﻣﮭﺎ ‪:‬‬
‫‪-1‬ﻧﺷﺄﺗﮫ اﻟدﯾﻧﯾﺔ ﻓﻲ وﺳط أﺳرة زاﺧرة ﺑﺎﻟﻌﻠﻣﺎء ﻓﻲ اﻟدﯾن ﻓﺎﻟﺑﯾت اﻟذي ﻧﺷﺄ ﻓﯾﮫ ﻛﺎن ﺑﯾت ﻋﻠم‬
‫ودﯾن ﻣن ﺟده وواﻟده وأﻋﻣﺎﻣﮫ وأﺑﻧﺎء أﻋﻣﺎﻣﮫ وﻋﻣﺗﮫ ‪.‬‬
‫‪ -2‬رﺣﻼﺗﮫ اﻟﻣﺗﻌددة ﺑﯾن اﻟﻣﻐرب واﻟﻣﺷرق اﻟﺗﻘﻰ ﺧﻼﻟﮭﺎ ﻣﻊ ﻋدد ﻣن اﻟﻌﻠﻣﺎء وﺧﺎﺻﺔ ﻓﻲ‬
‫اﻟﻣﻌﺎھد اﻟﺗﻲ ﻛﺎﻧت ﺗﻌد ﻣرﻛزا ً ﻟﻠﻌﻠم واﻟﻌﻠﻣﺎء رﻏم ﻣﺎ ﻟﻘﯾﮫ ﻣن ﺻﻌوﺑﺎت ﻓﻲ اﻟﻘﺎھرة وﻓﺎس‬
‫ﻣﻣﺛﻠﺔ ﺑﺳﻠطﻧﺔ ﻣراﻛش ‪ .‬ودرس أﺻول ﻣﺧﺗﻠف اﻟطرق اﻟﺻوﻓﯾﺔ ﻓﯾﮭﺎ ‪,‬واطﻠﻊ ﻋﻠﻰ اﻷﺣوال‬
‫اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ واﻟدﯾﻧﯾﺔ ﻓﻲ ﺗﻠك اﻟﺑﻠدان وﻋواﻣل ﺿﻌف اﻹﺳﻼم ﻓﻲ ﻧﻔوس اﻟﻌرب واﻟﻣﺳﻠﻣﯾن ‪.‬‬
‫ﻛﻣﺎ أدرك ﺧﻼل ھذه اﻟرﺣﻼت اﻟﺣﺎﻟﺔ اﻟﺗﻲ وﺻﻠت اﻟﯾﮭﺎ اﻟدوﻟﺔ اﻟﻌﺛﻣﺎﻧﯾﺔ وأوﺿﺎع اﻟﻌرب ﻓﻲ‬
‫اﻟﻣﻧﺎطﻖ اﻟﻌﺛﻣﺎﻧﯾﺔ ‪.‬‬
‫‪ -3‬ظﮭور اﻷطﻣﺎع اﻷوروﺑﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﻣﻧطﻘﺔ اﻟﻌرﺑﯾﺔ وﺑﺧﺎﺻﺔ اﻷطﻣﺎع اﻟﻔرﻧﺳﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﺟزاﺋر‬
‫ﻋﻮاﻣﻞ اﺧﺘﯿﺎر ﺑﺮﻗﺔ ﻣﺮﻛﺰا ً ﻟﻠﺪﻋﻮة اﻟﺴﻨﻮﺳﯿﺔ‬
‫ﺗوﻓرت اﻟﻌدﯾد ﻣن اﻟظروف اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ واﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ واﻟدﯾﻧﯾﺔ اﻟﺗﻲ ھﯾﺄت ﻟﻠﺳﻧوﺳﻲ ﻷن ﯾدﻋو ﻷﻓﻛﺎره ﻓﻲ‬
‫ھذا اﻹﻗﻠﯾم ﻛﺎن ﻣﻧﮭﺎ ‪:‬‬
‫‪ -1‬ﺗﺗﺄﻟف ﺑرﻗﺔ ﻣن ﻗﺑﺎﺋل ﻋرﺑﯾﺔ ﺑدوﯾﺔ ﺗرﺑطﮭﺎ ﺣﯾﺎة اﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ ﻣﺗﺟﺎﻧﺳﺔ " اﻟﺳﻌﺎدى واﻟﮭﻧﺎدي‬
‫واﻟﻣراﺑطﯾن " ‪ .‬وﯾﻘوم اﻟﻧظﺎم اﻟﻘﺑﻠﻲ ﻓﯾﮭﺎ ﻋﻠﻰ ﻋﺻﺑﯾﺎت دﻣوﯾﺔ ﻣﺷﺗرﻛﺔ وﺗﻘﺎﻟﯾد وأﻋراف ﻣﺗﺷﺎﺑﮭﺔ ‪.‬‬
‫‪ -2‬ﻋدد اﻟﺳﻛﺎن ﻗﻠﯾل ﻣﻘﺎرﻧﺔ ﻣﻊ اﻟﻣﺳﺎﺣﺔ اﻟﺷﺎﺳﻌﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺑﻠﻎ ﻧﺣو ‪ 700‬اﻟف ﻛم‪2‬‬
‫‪-3‬اﻧﺗﺷﺎر اﻟﺟﮭل وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ اﻟﺑدع واﻟﺧراﻓﺎت ﻓﻲ اﻟﻣﻧطﻘﺔ ﺑﺎﻟﻧظر ﻻﺑﺗﻌﺎدھﺎ ﻋن اﻟﺳﺎﺣل‬
‫ﻣﺛﺎل ذﻟك اﺗﺧﺎذ ﺑﻌض اﻟﻘﺑﺎﺋل ﻣن ﺑرﻗﺔ ﻷداء اﻟﺣﺞ ﺑدﻻ ﻣن اﻟﺑﯾت اﻟﺣرام واﻧﺗﺷﺎر ظﺎھرة وأد اﻟﺑﻧﺎت‬
‫ﻟدى ﺑﻌض اﻟﻘﺑﺎﺋل وﻛﺛرة اﻟدﺟﺎﻟﯾن واﻷدﻋﯾﺎء ﻋﻼوة ﻋﻠﻰ اﻟﺣروب اﻟﻘﺑﻠﯾﺔ ﻻﺳﺑﺎب ﺑﺳﯾطﺔ‬
‫‪-4‬ﺑﺎﻟرﻏم ﻣن اﻟﺳﯾطرة اﻟﻌﺛﻣﺎﻧﯾﺔ ﻋﻠﻰ طراﺑﻠس ﻋﺎم ‪ 1551‬اﻻ ان اﻟدوﻟﺔ اھﺗﻣت ﺑﺎﻟﺳواﺣل دون‬
‫اﻟدواﺧل ‪ .‬وﻋﻧدﻣﺎ أﻋﻠﻧت اﻟدوﻟﺔ ﻋن ﺑرﻗﺔ ﻛوﻻﯾﺔ ﻋﺎم ‪ 1838‬اﻻ ان اھل اﻟﺑﻼد ﻟم ﯾﺧﺿﻌوا ﻟﻠﺣﻛم‬
‫اﻟﺟدﯾد ﺑﺎﻟرﻏم ﻣن اﻟﻣﺣﺎوﻻت اﻟﻌﺛﻣﺎﻧﯾﺔ ﻻﺳﺗﻣﺎﻟﺔ اﻟزﻋﻣﺎء وأﺻﺣﺎب اﻟﻧﻔوذ اﻻﻣر اﻟذي دﻓﻊ اﻟدوﻟﺔ‬
‫ﻟﻼﻋﺗراف ﺑﺎﻟﺳﻧوﺳﯾﺔ ﻟﯾس ﻛدﻋوة ﻓﻘط ﺑل ﻛﺎﻣﺈرة ﺳﯾﺎﺳﯾﺔ ‪.‬‬
‫أﺳﺲ اﻟﺪﻋﻮة اﻟﺴﻨﻮﺳﯿﺔ‬
‫ﺗﺣدد أﺳس اﻟدﻋوة اﻟﺳﻧوﺳﯾﺔ ﻓﻲ ﺛﻼث أﺳس ‪ :‬اﻷﺳﺎس اﻟدﯾﻧﻲ واﻷﺳﺎس اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ واﻷﺳﺎس اﻟﺳﯾﺎﺳﻲ‬
‫‪ .‬واﺗﺿﺣت ھذه اﻷﺳس ﻓﻲ ﻛﺗﺎﺑﺎﺗﮫ وﻣؤﻟﻔﺎﺗﮫ وﻣراﺳﻼﺗﮫ إﻟﻰ ﺷﯾوخ اﻟزواﯾﺎ اﻟﺳﻧوﺳﯾﺔ ‪ .‬وﻛﺎن ﻣن ﺑﯾن ھذه‬
‫اﻟﻣؤﻟﻔﺎت "اﻟدرر اﻟﺳﻧﯾﺔ ﻓﻲ أﺧﺑﺎر اﻟﺳﻼﻟﺔ اﻻدرﯾﺳﯾﺔ " ‪ .‬و "اﻟﺳﺑﯾل اﻟﻣﻌﯾن ﻓﻲ اﻟطراﺋﻖ اﻷرﺑﻌﯾن "‪ .‬وﻛﺗﺎب‬
‫اﻟﻣﺳﺎﺋل اﻟﻌﺷر اﻟﻣﺳﻣﺎة ﺑﻐﯾﺔ اﻟﻣﻘﺎﺻد ﻓﻲ ﺧﻼﺻﺔ اﻟراﺻد وھﻲ ﻋﺷر ﻣﺳﺎﺋل ﻓﻘﮭﯾﺔ ﺧﺎﻟف ﻓﯾﮭﺎ اﻟﻣذھب‬
‫اﻟﻣﺎﻟﻛﻲ‬
‫أوﻻ ‪ :‬اﻷﺳﺎس اﻟدﯾﻧﻲ‬
‫‪-‬اﻟرﺟوع ﺑﺎﻟدﯾن اﻹﺳﻼﻣﻲ اﻟﻰ ﻣﺎ ﻛﺎن ﻋﻠﯾﮫ ﻓﻲ ﻋﮭد اﻟرﺳول ﺻﻠﻰ ﷲ ﻋﻠﯾﮫ وﺳﻠم وﺧﻠﻔﺎﺋﮫ ﻣن ﺑﻌده ﻓﺎﻟﻘرآن‬
‫واﻟﺳﻧﺔ ھﻣﺎ ﻣﺻدر اﻟﺗﺷرﯾﻊ ‪ .‬ودﻋﺎ اﻟﻰ اﻻﻧﺗﻔﺎع ﻣن اﻟﻣذاھب اﻟﻣﺧﺗﻠﻔﺔ وﻋدم اﻷﺧذ ﺑﺄﺣد اﻟﻣذاھب اﻷرﺑﻌﺔ‬
‫ﺗطﮭﯾر اﻹﺳﻼم ﻣن اﻟﺑدع واﻟﺧراﻓﺎت اﻟﺗﻲ ﻋﻠﻘت ﺑﮫ ﺑﻣﻌﻧﻰ ﻋدم اﻻﻛﺗﻔﺎء ﺑﺎﻷذﻛﺎر واﻷوراد ﻋﻠﻰ ﻏرار اﻟﺻوﻓﯾﺔ‬
‫‪ -‬اﻟﺑﻌد ﻋن اﻟﺣرﻛﺎت اﻟﻣﺳﻣوح ﺑﮭﺎ ﻓﻲ اﻟطرق اﻟﺻوﻓﯾﺔ ﻛﺎﻟﻐﻧﺎء واﻟرﻗص واﻟﺗﻣﺎﯾل واﻟﺷطﺢ وإظﮭﺎر ‪-‬‬
‫اﻟﻛراﻣﺎت واﻟﻣﻌﺟزات‬
‫‪ -‬ﻓﺗﺢ ﺑﺎب اﻻﺟﺗﮭﺎد ﻻ ﺳﯾﻣﺎ ﺑﻌد أن ﺗﺣﺟرت أﻓﻛﺎر ﻋﻠﻣﺎء اﻟﻣﺳﻠﻣﯾن ﺑﺳﺑب اﺗﺟﺎھﮭم ﻧﺣو اﻟﺗﻘﻠﯾد ﻻ اﻟﺗﺟدﯾد ‪-‬‬
‫‪.‬‬
‫‪-‬اﻟﻌﺎﻟم اﻹﺳﻼﻣﻲ ﯾواﺟﮫ ﺣرﻛﺔ ﺗﺑﺷﯾر ﻣﺳﯾﺣﯾﺔ وﻟذﻟك ﯾﺟب أن ﺗﻌﻧﻲ اﻟﺣرﻛﺔ اﻹﺻﻼﺣﯾﺔ ﺑﻧﺷر اﻹﺳﻼم ﺑﯾن ‪-‬‬
‫اﻟﻼدﯾﻧﯾﯾن ﻗﺑل أن ﺗﺳﺑﻘﮭم ﻟذﻟك اﻟﻣﺳﯾﺣﯾﺔ ‪.‬‬
‫اﻷﺳﺎس اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ‬
‫ﺗﻣﺛل ھذا اﻷﺳﺎس ﻓﻲ ﻋدة أﻣور ﻣﻧﮭﺎ ‪:‬‬
‫‪-1‬اﻟﻌﻣل ﻋﻠﻰ ﻧﺷر ﻓﺿﺎﺋل اﻹﺳﻼم ﻣن ﺧﻼل اﻟزواﯾﺎ ﻟﯾس ﻓﻲ ﻟﯾﺑﯾﺎ ﻓﻘط واﻧﻣﺎ ﻓﻲ أوﺳﺎط اﻟﺷﻌوب اﻷﺧرى ﻓﻲ ﻏرب‬
‫ووﺳط اﻓرﯾﻘﯾﺎ اﻟوﺛﻧﯾﯾن ‪,‬‬
‫‪-2‬ﻧﺷر اﻟﺳﻼم واﻻﻣن ﺑﯾن ﻣﺧﺗﻠف اﻟﻘﺑﺎﺋل اﺳﺗﻧﺎدا ً اﻟﻰ ﻗوﻟﮫ ﺳﺑﺣﺎﻧﮫ وﺗﻌﺎﻟﻰ " وان طﺎﺋﻔﺗﺎن ﻣن اﻟﻣؤﻣﻧﯾن اﻗﺗﺗﻠوا ﻓﺎﺻﻠﺣوا‬
‫ﺑﯾﻧﮭﻣﺎ " ‪ .‬ﻓﺎﻧﻘطﻌت اﻟﺧﻼﻓﺎت اﻟﻘﺑﻠﯾﺔ ﻓﻲ إﻗﻠﯾم ﺑرﻗﺔ واﻧﻘطﻌت اﻟﻐﺎرات اﻟﻘﺑﻠﯾﺔ وﻏزوات ﻗطﺎع اﻟطرق ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺳﺎﻓرﯾن‬
‫وذﻟك ﺑﻔﺿل اﻧﺗﺷﺎر اﻟزواﯾﺎ ﻋﻠﻰ اﻟطرق اﻟرﺋﯾﺳﯾﺔ ﻓﺎﻗﯾﻣت اﻟﻣﺣطﺎت اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ واﻟﺧﺎﻧﺎت واﻻﺳطﺑﻼت ‪ .‬ﻋﻼوة ﻋﻠﻰ‬
‫اﻟﻣؤاﺧﺎة ﺑﯾن اﻟﻘﺑﺎﺋل‬
‫‪ -3‬ﻟﻌﺑت اﻟزاوﯾﺔ دورا ً اﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺎ ھﺎﻣﺎ ً ﻓﻠم ﯾﻘﺗﺻر اﻷﻣر ﻋﻠﻰ اﻟﻌﺑﺎدة واﻟﺗﺻوف ﺑل دﻓﻌت اﻟزواﯾﺎ اﻟﻣﺳﻠﻣﯾن ﻷن ﯾﻛوﻧوا‬
‫ﻣﻧﺗﺟﯾن ﻻ ﺳﯾﻣﺎ أن اﻟزاوﯾﺔ ﻛﺎﻧت ﺗﺿم ﻣدرﺳﺔ وﻣﺳﺟدا ً وﻣﺗﺟرا ً وﻣزرﻋﺔ ﯾﻘوم ﻓﯾﮫ اﻷﻋﺿﺎء ﺑﻣﺧﺗﻠف اﻟﻣﺟﺎﻻت ﻓﻛﺎﻧت‬
‫رﻣزا ً ﻟﻠﻧﺷﺎط واﻹﻧﺗﺎج ﻓﻛﺎﻧت اﺣدى اﻟزواﯾﺎ ﺗﻧﺗﺞ ﻣﺎﺑﯾن ‪ 4-2‬اﻻف ﻗﻧطﺎر ﻣن اﻟﻘﻣﺢ واﻟﺷﻌﯾر وﯾﻌﻣل ﻓﯾﮫ ﻧﺣو‪200‬‬
‫رﺟل وﺗﻣﻠك ﻧﺣو ﺧﻣﺳﺔ أذواد ﻣن اﻻﺑل " واﻟذود ﻣن ‪ 100-80‬راس اﺑل وﺗﻣﻠك ﻧﺣو‪ 15‬ﺷﻠﯾﺔ ﻣن اﻟﻐﻧم واﻟﻣﺎﻋز‬
‫واﻟﺷﻠﯾﺔ ﻻ ﺗﻘل ﻋن ‪ 300‬راس ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ اﻟﻰ ‪ 100‬راس ﻣن اﻟﺑﻘر‪.‬‬
‫وﻗد ﺳﺎﻋدت ﻋﻠﻰ اﻧﺗﻘﺎل اﻟﺳﻛﺎن اﻟﺑدو وﺷﺑﮫ اﻟرﺣل ﻣن ﺣﯾﺎة اﻟﺑداوة اﻟﻰ اﻻﺳﺗﻘرار واﻣﺗﮭﺎن ﺣرﻓﺔ اﻟزراﻋﺔ ﻣﻣﺎ‬
‫اﻧﻌﻛس ﻋﻠﻰ اوﺿﺎﻋﮭم اﻟﻣﻌﯾﺷﯾﺔ واﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ‬
‫اﻷﺳﺎس اﻟﺴﯿﺎﺳﻲ‬
‫‪-1‬وﯾﻘوم ھذا اﻷﺳﺎس أن اﻟدﯾن اﻹﺳﻼﻣﻲ ﻟم ﯾﻔرق ﺑﯾن اﻟدﯾن واﻟدوﻟﺔ ﻓﺎﻟرﺳول ﻋﻠﯾﮫ اﻟﺳﻼم وﻣن ﺑﻌده اﻟﺧﻠﻔﺎء‬
‫ﺟﻣﻌوا ﺑﯾن ھﺎﺗﯾن اﻟﺳﻠطﺗﯾن وﺳﺎر ﻋﻠﻰ اﻟﻧﮭﺞ اﻷﻣوﯾﯾن واﻟﻌﺑﺎﺳﯾﯾن واﻟﻌﺛﻣﺎﻧﯾﯾن‬
‫‪ -2‬اﻟﺗﻧظﯾم اﻟﻣﺣﻛم ﻟﻧظﺎم اﻟزواﯾﺎ ﻣن ﺧﻼل رﺑطﮭﺎ ﺑﺎﻟزاوﯾﺔ اﻷم ﻋﺑر اﻟﻣراﺳﻼت ﻣﻊ ﺷﯾوﺧﮭﺎ ﺣﺗﻰ ﯾﺳﺗﻣر‬
‫اﺷراف ﺻﺎﺣب اﻟطرﯾﻖ وﻣﺗﺎﺑﻌﺔ اﻋﻣﺎل ﺷﯾوخ اﻟزواﯾﺎ ‪.‬‬
‫‪-3‬اﻻھﺗﻣﺎم ﺑﺗﻌﻠﯾم اﻟﻣﻧﺗﺳﺑﯾن اﻟرﻣﺎﯾﺔ واﺳﺗﺧدام اﻟﺳﻼح ورﻛوب اﻟﺧﯾل ﻟﻼﺳﺗﻌداد اﻟﺣرﺑﻲ ‪ .‬وﻗد اﺗﺿﺢ ذﻟك‬
‫ﻣن ﺧﻼل دور اﻻﺧوان ﻓﻲ ﻣواﺟﮭﺔ اﻟﻐزو اﻹﯾطﺎﻟﻲ ﻟﻠﯾﺑﯾﺎ واﻟﺗﺻدي ﻟﻠﺗﻘدم اﻟﻔرﻧﺳﻲ ﻣن وﺳط ﻟﯾﺑﯾﺎ ﻧﺣو‬
‫اﻟﺣدود اﻟﺟﻧوﺑﯾﺔ ﻟﻠﺑﻼد ‪ .‬ﻛﻣﺎ اﺳﺗﻧدت دﻋوة اﻷﻓﺎرﻗﺔ ﻟﻼﺳﺗﻌداد اﻟﺣرﺑﻲ اﻟﻰ اﻗﺗﻧﺎع ﺻﺎﺣب اﻟدﻋوة أن‬
‫اﻻﺳﺗﻌﻣﺎرﯾﯾن اﻷوروﺑﯾﯾن ﻟن ﯾوﻗف أطﻣﺎﻋﮭم ﺳوى أھل اﻷﻗطﺎر اﻻﻓرﯾﻘﯾﺔ‬
‫‪ -4‬ﺣرص اﻟﺳﻧوﺳﻲ ﻋﻠﻰ إﻗﺎﻣﺔ اﻟﻌﻼﻗﺎت اﻟطﯾﺑﺔ ﻣﻊ اﻟﺳﻠطﺎن اﻟﻌﺛﻣﺎﻧﻲ اﻟذي اﻋﺗرف ﻓﯾﮫ وﺑزﻋﺎﻣﺗﮫ‬
‫وﺑزﻋﺎﻣﺔ واﻣﺎرة ﺧﻠﻔﺎﺋﮫ ‪.‬‬
‫‪ -5‬واﺗﺑﻊ اﻟﺳﻧوﺳﻲ أﺳﻠوب اﻟﺗدرج واﻟﻣﺳﺎﻟﻣﺔ واﻟﻠﯾن ﻓﻲ ﻧﺷر اﻟدﻋوة إذ ﻟم ﯾدﺧل ﻓﻲ ﺻراﻋﺎت ﻣﻊ اﻟﻘﺑﺎﺋل‬
‫وﻻ ﻣﻊ اﻟدوﻟﺔ اﻟﻌﺛﻣﺎﻧﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﻛﺎﻧت ﺗﻌد ﺻﺎﺣﺑﺔ اﻟﺳﯾﺎدة ﻋﻠﻰ ﻟﯾﺑﯾﺎ وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﻓﻘد آﺛرت اﻟﻣﮭﺎدﻧﺔ وأﺳﻠوب‬
‫اﻻﻗﻧﺎع ﻋﻠﻰ اﻧﺗﺷﺎر اﻟدﻋوة اﻟﺳﻧوﺳﯾﺔ ﺑﺷﻛل واﺳﻊ ﻋﻠﻰ ﻋﻛس ﺑﻌض اﻟﺣرﻛﺎت اﻷﺧرى‬
‫‪ -6‬ﻛﻣﺎ ﯾﻼﺣظ اﺗﺑﺎع اﻟﺳﻧوﺳﻲ ﻧظﺎم اﻟﺑﯾﻌﺔ اﻹﺳﻼﻣﻲ ﻓﻲ زﻋﺎﻣﺔ اﻟطرﯾﻘﺔ وان ﻛﺎﻧت وراﺛﯾﺔ ﺣﯾث أوﺻﻰ‬
‫ﺑﺄن ﺗﺳﻧد رﺋﺎﺳﺔ اﻟطرﯾﻘﺔ واﻻﻣﺎرة اﻟﻰ اﻷﻛﺑر اﻷرﺷد ﻣن اﻷﺳرة اﻟﺳﻧوﺳﯾﺔ‬
‫اﻟﺰاوﯾﺔ اﻟﺴﻨﻮﺳﯿﺔ‬
‫ﻟﻘد اﺧﺗﻠﻔت ﻓﻛرة اﻟزاوﯾﺔ اﻟﺳﻧوﺳﯾﺔ ﻋن اﻟزواﯾﺎ اﻟﺻوﻓﯾﺔ ﻣن ﺣﯾث اﻟﺷﻛل واﻟﻣﺿﻣون واﻟﻣوﻗﻊ واﻟﺗﻧظﯾم‬
‫واﻟرﺳﺎﻟﺔ ‪ .‬وﻛﺎﻧت زاوﯾﺔ اﺑﻲ ﻗﺑﯾس ﻓﻲ ﻣﻛﺔ أول اﻟزواﯾﺎ اﻟﺳﻧوﺳﯾﺔ وﺗﺄﺳﺳت ﻋﺎم ‪ 1837‬ﺑﯾﻧﻣﺎ ﻛﺎﻧت‬
‫اﻟزاوﯾﺔ اﻟﺑﯾﺿﺎء ﻓﻲ اﻟﺟﺑل اﻷﺧﺿر واﻟﺗﻲ ﺗﺄﺳﺳت ﻋﺎم ‪ 1843‬أول ﻣرﻛز رﺋﯾﺳﻲ ﻟﻠﺣرﻛﺔ اﻟﺳﻧوﺳﯾﺔ ‪.‬‬
‫ﻣوﻗﻊ اﻟزاوﯾﺔ ‪:‬‬
‫ﺗﻣﯾزت اﻟزواﯾﺎ اﻟﺳﻧوﺳﯾﺔ ﺑﺻﻔﺎت ﺳﯾﺎﺳﯾﺔ وﺗﺟﺎرﯾﺔ واﺳﺗراﺗﯾﺟﯾﺔ ‪.‬‬
‫ﻓﻣن اﻟﻧﺎﺣﯾﺔ اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ اﻧﺗﺷرت ﻓﻲ اﻟدواﺧل أﻛﺛر ﻣن اﻟﺳواﺣل ﺑﺎﻟﻧظر اﻟﻰ اﻟﺳﯾﺎدة اﻟﻌﺛﻣﺎﻧﯾﺔ ﻓﻲ‬
‫اﻟﻣﻧﺎطﻖ اﻟﺳﺎﺣﻠﯾﺔ واﻟرﻏﺑﺔ ﻓﻲ ﺗﺣﺎﺷﻲ أي ﺻدام ﻣﻊ اﻟدوﻟﺔ اﻟﻌﺛﻣﺎﻧﯾﺔ ‪.‬‬
‫اﻣﺎ ﻣن اﻟﻧﺎﺣﯾﺔ اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ ﻓﻘد أﻗﯾﻣت ﻓﻲ طرق ﺗﺟﺎرة اﻟﻘواﻓل ﻻﺳﺗﻐﻼل اﻟﺗﺟﺎرة وﺗﻧﺷﯾطﮭﺎ وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ‬
‫ازدﯾﺎد ﺛروات اﻟﺑﻼد واﻻھﺗﻣﺎم ﺑﺎﻟزراﻋﺔ ‪.‬‬
‫وﻣن اﻟﻧﺎﺣﯾﺔ اﻻﺳﺗراﺗﯾﺟﯾﺔ ﻛﺎﻧت ﻓﻲ ﻣﻌظﻣﮭﺎ ﺗﻘﺎم ﻓﻲ ﻣﻧﺎطﻖ ﻣرﺗﻔﻌﺔ وﺣﺻﯾﻧﺔ وﻋﻠﻰ أﻧﻘﺎض‬
‫اﻷطﻼل اﻟروﻣﺎﻧﯾﺔ واﻻﻏرﯾﻘﯾﺔ ﻟﯾﺳﮭل اﻟدﻓﺎع ﻋﻧﮭﺎ ﻣن اﻷﻋداء ﻋﻼوة ﻋﻠﻰ اﻻﺳﺗﻔﺎدة ﻣن أﺣﺟﺎر ﺗﻠك‬
‫اﻻطﻼل ﻓﻲ ﺑﻧﺎء اﻟزاوﯾﺔ ‪ .‬ﻛﻣﺎ روﻋﻲ ﻓﻲ ﺗرك ﻣﺳﺎﻓﺔ ﻧﺣو ﺳت ﺳﺎﻋﺎت ﺑﯾن ﻛل زاوﯾﺔ ﻣﻊ اﻧﺷﺎء‬
‫زواﯾﺎ ﺧﻠﻔﮭﺎ ﻓﻲ ﺣﺎل اذا ﻣﺎ ھوﺟﻣت اﻷﻣﺎﻣﯾﺔ ﯾﻧﺗﻘل اﻻﺧوان اﻟﻰ اﻟﺧﻠﻔﯾﺔ ‪ .‬وﻗد اﺳﺗﻔﺎد اﻻﯾطﺎﻟﯾون ﻓﯾﻣﺎ‬
‫ﺑﻌد ﻣن ھذه اﻟﻣواﻗﻊ ﻟﺗﺛﺑﯾت ﺣﻛﻣﮭم ‪.‬‬
‫ﺑﻨﺎء اﻟﺰاوﯾﺔ‬
‫ﻛﺎن ﺑﻧﺎء اﻟزاوﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﻐﺎﻟب ﯾﺗم ﺑﻧﺎء ﻋﻠﻰ طﻠب اﺣدى اﻟﻘﺑﺎﺋل ﻋﻠﻰ ﻏرار ﻗﺑﯾﻠﺔ ﻣﺟﺎورة ﻟﮭﺎ‬
‫وﻗد ﯾﺳﺗﻐرق اﻟﺑﻧﺎء أﻛﺛر ﻣن ﻋﺎم ‪ .‬وﻛﺎن أول ﻣﺎ ﯾﺑﻧﻰ ﻓﻲ اﻟزاوﯾﺔ اﻟﻣﺳﺟد ﺛم دار ﻹﻗﺎﻣﺔ‬
‫اﻟﺷﯾﺦ وأﺳرﺗﮫ ﺛم ﺗﺳﺗﻛﻣل ﺑﻘﯾﺔ اﻷﺑﻧﯾﺔ ﻟﺗﺷﺗﻣل ﻋﻠﻰ ﺑﯾوﺗﺎ ً ﻟوﻛﯾل اﻟزاوﯾﺔ وﻣﻌﻠم اﻷطﻔﺎل‬
‫وﻣﺳﺎﻛن ﻟﻠﺿﯾوف وﻣﺧﺎزن ﻟﻠﻣؤوﻧﺔ واﺻطﺑل وﺑﺳﺗﺎن وﻣﺗﺟر وﻓرن وﻣﻛﺎن ﺧﺎص ﺑﺎﻟﻔﻘراء‬
‫ﻣﻣن ﻻ ﻣﺄوى وﻻ ﻋﺎﺋل ﻟﮭم ‪.‬‬
‫ﺗﻨﻈﯿﻢ اﻟﺰاوﯾﺔ‬
‫ﻛﺎن ﻋﻠﻰ رأس ﻛل زاوﯾﺔ ﺷﯾﺦ أو ﻣﻘدم وﺑﻌده ﯾﺄﺗﻲ اﻟوﻛﯾل اﻟﺗﻲ ﻛﺎﻧت وظﯾﻔﺗﮫ ﻛوظﯾﻔﺔ اﻟﺣﺎﻛم اﻟﻣدﻧﻲ ‪ .‬وﻛﺎن ﻛﻼھﻣﺎ ذو ﺳﻠطﺔ ﻛﺑﯾرة ﻋﻠﻰ أھل‬
‫اﻟزاوﯾﺔ ‪ .‬وﯾﺗم ﺗﻌﯾﯾن اﻟﺷﯾﺦ ﻣن ﻗﺑل ﺻﺎﺣب اﻟدﻋوة ﺑﻧﺎء ﻋﻠﻰ رﻏﺑﺔ أھل اﻟﻘﺑﯾﻠﺔ وﯾﺗوﻟﻰ اﻻﺷراف ﻋﻠﻰ اﻟﺗﻌﻠﯾم وﺣل اﻟﻧزاﻋﺎت وﺣﻔظ اﻟﻧظﺎم‬
‫واﻟﻌﻧﺎﯾﺔ ﺑﺎﻟﻘواﻓل وﺗﻧظﯾم اﻟدﻓﺎع ﻋن اﻟزاوﯾﺔ ‪ ،‬أﻣﺎ اﻟوﻛﯾل ﻓﻛﺎن ﯾﺷرف ﻋﻠﻰ دﺧل اﻟزاوﯾﺔ وأوﺟﮫ اﻟﺻرف ﻋﻠﯾﮭﺎ وﻏﯾر ذﻟك ﻣن اﻷﻣور‬
‫اﻟﻣدﻧﯾﺔ ‪.‬‬
‫ﻛﺎﻧت أرض اﻟزاوﯾﺔ ﺗﻌﺗﺑر وﻗﻔﺎ وﺗﺗﺣﻣل اﻟﻘﺑﺎﺋل ﺗﻛﺎﻟﯾف اﻟﺑﻧﺎء ﻛﻣﺎ ﺗﺗﺣﻣل اﻟﻘﺑﯾﻠﺔ ﻛﺳوة اﻟﺷﯾﺦ وﻧﻔﻘﺎت زواﺟﮫ ‪.‬‬
‫ﻛﺎن اﻟﻣﻧﺗﺳﺑون ﻟﻠزاوﯾﺔ ﯾﻧﻘﺳﻣون إﻟﻰ ﻗﺳﻣﯾن ‪ :‬اﻟﻣﻧﺗﺳﺑون اﻟذﯾن ﯾﻣﺛﻠون اﻷﻛﺛرﯾﺔ اﻟﺳﺎﺣﻘﺔ ﻣن اﻟﺳﻧوﺳﯾﯾن واﻻﺧوان أو اﻟﻣرﯾدﯾن اﻟذﯾن ﻛﺎﻧوا‬
‫ﯾﻌﯾﺷون ﻓﻲ اﻟزاوﯾﺔ ﺛم ﯾﺄﺗﻲ اﻟﺷﯾوخ اﻟذﯾن ﻋﮭد اﻟﯾﮭم ﺑﻌد اﻟﺗﺧرج ﻣن اﻟزاوﯾﺔ اﻷم اﻻﺷراف ﻋﻠﻰ اﻟزواﯾﺎ ‪.‬‬
‫وﻛﺎن ھﻧﺎك ﻣﺟﻠس ﺧﺎص ﻋرف ﺑﻣﺟﻠس اﻻﺧوان وﯾﺑﻠﻎ ﻋدد أﻋﺿﺎﺋﮫ أرﺑﻌﺔ أﻋﺿﺎء ﻛﺎن اﻟﺳﻧوﺳﻲ ﯾﺄﺧذ رأﯾﮭم واﻟﺗﺷﺎورﻣﻌﮭم واﻧﻘﺳﻣت‬
‫وظﺎﺋف ھذا اﻟﻣﺟﻠس إﻟﻰ أرﺑﻌﺔ وظﺎﺋف ﺗﻣﺛﻠت ﻓﻲ‪:‬‬
‫ﻣﺗﺎﺑﻌﺔ اﻷﻣور اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ اﻟﺧﺎﺻﺔ ﺑﺎﻟزواﯾﺎ‬
‫واﻻﺷراف ﻋﻠﻰ اﻟﺷؤون اﻟﺗﻌﻠﯾﻣﯾﺔ ﻛﺎﻟﻣﻧﺎھﺞ وﺗوزﯾﻌﮭﺎ ﻋﻠﻰ اﻟطﻠﺑﺔ‬
‫وﻣﺗﺎﺑﻌﺔ اﻟﺷؤون اﻹدارﯾﺔ ﻛﺗﻌﯾﯾن ﺷﯾوخ اﻟزواﯾﺎ وﻣﺗﺎﺑﻌﺗﮭم‬
‫وأﺧﯾرا اﻟﻧظر ﻓﻲ اﻟﻌﻼﻗﺎت اﻟﺧﺎرﺟﯾﺔ ﻛﺎﺳﺗﻘﺑﺎل اﻟﺿﯾوف واﻟوﻓود واﻟﻣراﺳﻼت واﻟﻣﻔﺎوﺿﺎت ‪.‬‬
‫واﻧﻘﺳم اﻻﺧوان ا ﻟﻣرﯾدون اﻟﻰ أرﺑﻌﺔ أﻗﺳﺎم ﻣن ﺣﯾث ﻣﻛﺎﻧﺗﮭم اﻟﻌﻠﻣﯾﺔ واﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ ‪:‬‬
‫طﺑﻘﺔ اﻟﻌﻠﻣﺎء اﻟﺗﻲ ﯾﺗﻛون ﻣﻧﮭﺎ ﻣﺟﻠس اﻻﺧوان‬
‫وطﺑﻘﺔ اﻟﻌﻠﻣﺎء اﻟذﯾن ﯾﻠﻘون اﻟدروس ﻓﻲ اﻟزاوﯾﺔ اﻷم‬
‫وطﺑﻘﺔ ﻣﺷﺎﯾﺦ اﻟزواﯾﺎ وطﺑﻘﺔ ﺻﻐﺎر ﺧرﯾﺟﻲ اﻟزاوﯾﺔ وﻣن ﺣﻔظﺔ اﻟﻘرآن ‪.‬‬
‫وظﺎﺋﻒ اﻟﺰاوﯾﺔ‬
‫ﻣﺎرﺳت اﻟزاوﯾﺔ وظﯾﻔﺔ دﯾﻧﯾﺔ وﺗﻌﻠﯾﻣﯾﺔ واﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ واﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ وﻋﺳﻛرﯾﺔ ﺗﻣﺛﻠت ﻓﯾﻣﺎ ﯾﻠﻲ ‪:‬‬
‫أوﻻً ‪ :‬اﻟﺟﺎﻧب اﻟدﯾﻧﻲ‬
‫ﺣظﯾت اﻟرﺳﺎﻟﺔ اﻟدﯾﻧﯾﺔ ﻋﻠﻰ اھﺗﻣﺎم اﻟزاوﯾﺔ اﻷول وﺗﻣﺛﻠت ﻓﻲ اﻟﺗﻧﻔﯾذ اﻟﻌﻣﻠﻲ ﻷﺣﻛﺎم اﻹﺳﻼم وﻣﺑﺎدﺋﮫ ﺑﺎﻟﺣﻛم‬
‫اﻟﺷرﻋﻲ ‪.‬ﻛﻣﺎ دﻋت اﻟﻰ اﻻﻟﺗزام ﺑﺎﻟﻔﺿﺎﺋل وﺗﺟﻧب اﻟرذاﺋل واﻟﻌﻣل ﻋﻠﻰ ﻧﺷر اﻟرﺳﺎﻟﺔ اﻟﻣﺣﻣدﯾﺔ اﻟﺳﺎﻣﯾﺔ‬
‫وﺣﻣﻠﮭﺎ اﻟﻰ اﻟﺷﻌوب اﻟوﺛﻧﯾﺔ ) اﻟزﻧوج ( ﻓﻲ ﻗﻠب اﻓرﯾﻘﯾﺎ اﻟﻐرﺑﯾﺔ واﻟﺳودان واﻟﺻﺣراء اﻟﻛﺑرى ‪.‬‬
‫وﯾﻼﺣظ أن اﻟﺳﻧوﺳﻲ ﻟم ﺗﻛن ﻟدﯾﮫ ﺗﻌﻠﯾﻣﺎت وآراء ﺷﺧﺻﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﻔﻘﮫ أوﺗﻔﺳﯾر اﻟﻘواﻋد اﻹﺳﻼﻣﯾﺔ ‪،‬ﻛﻣﺎ ﺧدﻣت‬
‫اﻟزاوﯾﺔ اﻟدﯾن ﻣﻣﺎ ﻋﻠﻖ ﺑﮫ ﻋﻠﻰ ﯾد ﻏﻼة اﻟﻣﺗﺻوﻓﯾن ﻣن ﺑدع وﻏﯾرھﺎ ﻋﻼوة ﻋﻠﻰ ﻧﺷر اﻹﺳﻼم ﺑﯾن اﻟوﺛﻧﯾﯾن ‪.‬‬
‫ﻛﺎﻧت اﻟزاوﯾﺔ ﺗﻣﺛل ﻣرﻛزا ً ﺛﻘﺎﻓﯾﺎ ً اذ اﺷﺗﻣﻠت ﻋﻠﻰ ﻣدرﺳﺔ ﻗرآﻧﯾﺔ ﻟﺗﺣﻔﯾظ اﻟﻘرآن ﻟﻸطﻔﺎل وﺗﻌﻠﯾﻣﮭم ﻣﺑﺎدئ اﻟدﯾن‬
‫واﻟﻠﻐﺔ اﻟﻌرﺑﯾﺔ ‪ ،‬ﻛﺎن اﻷطﻔﺎل اﻟﻣﻣﯾزﯾن ﯾﻠﺗﺣﻘون ﺑﺎﻟزاوﯾﺔ اﻷم ﺳواء اﻟﺑﯾﺿﺎء أو ﺟﻐﺑوب اﻟﺗﻲ ﺣوت ﻣﻛﺗﺑﺗﮭﺎ‬
‫ﻋﻠﻰ آﻻف اﻟﻣﺟﻠدات ﻓﻲ اﻟﻌﻠوم اﻟدﯾﻧﯾﺔ اﻟﻣﺧﺗﻠﻔﺔ ‪.‬وﻛﺎﻧت اﻟﻣواد اﻟدراﺳﯾﺔ ﻓﻲ اﻟزاوﯾﺔ ﺗﺷﺗﻣل ﻋﻠﻰ اﻟﻌﻠوم اﻟدﯾﻧﯾﺔ‬
‫واﻟﻠﻐوﯾﺔ ‪ ،‬كﻣﺎ ﻛﺎن اﻟطﻠﺑﺔ ﯾﺗدرﺑون ﻋﻠﻰ اﻟﺣرف واﻟﺻﻧﺎﻋﺎت ﻛﺻﻧﺎﻋﺔ اﻟﺑﺎرود واﻷﺳﻠﺣﺔ ‪ .‬ﻛﺎﻧت زاوﯾﺔ‬
‫ﺟﻐﺑوب ﺑﻣﺛﺎﺑﺔ اﻟﻣﻌﮭد اﻷﻋﻠﻰ ﻟﻠﺗدرﯾس وﻗد ﻛﺎن اﻟﺳﻧوﺳﻲ ﯾطﻣﺢ أن ﯾﻛون ھذا اﻟﻣﻌﮭد ﻋﻠﻰ ﻏرار اﻟﺟﺎﻣﻊ‬
‫اﻷزھر ﻓﻲ ﻣﺻر وﺟﺎﻣﻊ اﻟزﯾﺗوﻧﺔ ﻓﻲ ﺗوﻧس واﻟﻘروﯾﯾن ﻓﻲ ﻓﺎس‪.‬‬
‫وظﺎﺋﻒ اﻟﺰاوﯾﺔ‬

‫ﺛﺎﻧﯾﺎ ً ‪ :‬اﻟﺟﺎﻧب اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ‬


‫ﺗﻣﺛل ھذا اﻟﺟﺎﻧب ﺑﺗوﻓﯾر اﻷﻣن واﻻﺳﺗﻘرار ﻋﻧد اﻟﻘﺑﺎﺋل ﻧﺗﯾﺟﺔ اﻟﺗوﻓﯾﻖ واﻟﻣﺻﺎﻟﺣﺔ ﺑﯾﻧﮭﺎ ‪،‬‬
‫وأﺧذت ﻛل ﻗﺑﯾﻠﺔ ﺗﺣﺎﻓظ ﻋﻠﻰ ﺻﻠﺗﮭﺎ ﺑﺎﻟزاوﯾﺔ اﻟﺧﺎﺻﺔ ﻓﯾﮭﺎ وﻋدم اﻟﺑﻌد ﻋﻧﮭﺎ ‪ ،‬ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ اﻟﻰ‬
‫ﻣﺳﺎواة اﻟﺟﻣﯾﻊ ﻓﻲ اﻟواﺟﺑﺎت واﻟﺣﻘوق ﻓﻛﺎن ﻋﻠﻰ ﻛل طﺎﻟب أن ﯾؤدي ﻣﺎ ﯾﻧﺎط ﺑﮫ ﻣن واﺟﺑﺎت‬
‫ﯾوﻣﻲ اﻟﺧﻣﯾس واﻻﺛﻧﯾن ‪ .‬وﻟم ﯾﻌد ھﻧﺎك وﺟود ﻟﻧظﺎم اﻟطﺑﻘﺎت ﻓﺎﻟﻛل ﻣﺗﺳﺎوي ‪.‬‬
‫وظﺎﺋﻒ اﻟﺰاوﯾﺔ‬

‫ﺛﺎﻟﺛﺎ ً ‪:‬اﻟﺟﺎﻧب اﻻﻗﺗﺻﺎدي‬


‫اھﺗﻣت اﻟﺳﻧوﺳﯾﺔ ب‬
‫ﺗﺷﺟﯾﻊ اﻟﺗﺟﺎرة واﻟﺻﻧﺎﻋﺔ ﺑﯾن اﻟﻘﺑﺎﺋل ﺑﺎﻻﺿﺎﻓﺔ اﻟﻰ اﻻھﺗﻣﺎم ﺑﺎﻟزراﻋﺔ إذ ﺗﺣﯾط ﺑﻛل زاوﯾﺔ ﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻣن اﻟﺑﺳﺎﺗﯾن واﻟﻣزارع وﻛﺎن‬
‫اﻟﻔﺎﺋض ﻣن اﻟزراﻋﺔ ﯾرﺳل ﻟﻠزواﯾﺎ اﻷﺧرى وﻣﺎ ﯾﻔﯾض ﻋن ذﻟك ﯾﺑﺎع ﻓﻲ اﻷﺳواق ‪،‬‬
‫اﺳﮭم اﻻﺳﺗﻘرار ﻓﻲ اﻟﻧﺷﺎط اﻟﺗﺟﺎري وﻋﻣرت اﻟطرق ﺑﺎﻟﻘواﻓل اﻟﺗﻲ ﻛﺎﻧت ﺗﺣﻣل ﻣﺧﺗﻠف اﻟﺳﻠﻊ ‪ .‬وﻛﺎﻧت اﻟزاوﯾﺔ ﺗﻘدم اﻟﻣﺳﺎﻋدات‬
‫ﻹراﺣﺔ اﻟﺗﺟﺎر واﻟﻣﺳﺎﻓرﯾن ﻓﻘد اﺷﺗﻣﻠت ﻋﻠﻰ اﻟﺧﺎﻧﺎت اﻟﻼزﻣﺔ ﻹراﺣﺔ اﻟﺗﺟﺎر واﻟﻣﺳﺎﻓرﯾن واﻻﺳطﺑﻼت ﻟﻣﺑﯾت اﻟدواب‬
‫واﻟﻣﺳﺗودﻋﺎت اﻟﻼزﻣﺔ ﻟﺣﻔظ اﻟﻣواد اﻟﺗﻣوﯾﻧﯾﺔ ﻻ ﺳﯾﻣﺎ أن ﻣﻌظم اﻟزواﯾﺎ أﻗﯾﻣت ﻋﻠﻰ أھم ﻣﺣطﺎت اﻟﻘواﻓل اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ وﻗواﻓل اﻟﺣﺟﺎج‬
‫ﻣن دول اﻟﻣﻐرب واﻟﺳودان اﻟﻐرﺑﻲ ‪.‬‬
‫وﻛﺎن أﺻﺣﺎب اﻟﻘواﻓل ﯾﺄﺧذون ﻣﺣررات ﻣن ﺷﯾوخ اﻟزواﯾﺎ ﻛﺎﻧت ﺑﻣﺛﺎﺑﺔ ﺟوازات ﺳﻔر ﯾﺟﺗﺎزون ﺑﮭﺎ أراﺿﻲ ﻗﺑﺎﺋل اﻟﺗﺑو واﻟطوارق‬
‫ﻓﻲ ﺟﻧوب اﻟﺻﺣراء واﻟﺗﻲ ﻛﺎﻧت ﻗد إﻧﺿﻣت ﺑﺎﻟطواﻋﯾﺔ ﻟﻠﺳﻧوﺳﯾﺔ ﻓﺷﺟﻊ ﻛل ذﻟك ﻋﻠﻰ اﻟﺗﺑﺎدل اﻟﺗﺟﺎري ﺑﯾن ﻣﻧﺗﺟﺎت اﻟزاوﯾﺔ و‬
‫ﻣﻧﺗﺟﺎت اﻟﻘواﻓل اﻟﻘﺎدﻣﺔ اﻟﯾﮭﺎ واﻟﺗﻲ ﻻ ﺗﺗوﻓر ﻓﻲ ارض اﻟزاوﯾﺔ ‪.‬‬
‫راﺑﻌﺎ ً ‪:‬اﻟﺟﺎﻧب اﻟﻌﺳﻛري‬
‫وﻟﻣﺎ أﻗﯾﻣت ﻣﻌظم اﻟزواﯾﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﻣﻧﺎطﻖ اﻟﻣرﺗﻔﻌﺔ ﻟﺳﮭوﻟﺔ اﻟدﻓﺎع ﻋﻧﮭﺎ ﻓﻘد ﻛﺎن اﻷﻋﺿﺎء ﻓﯾﮭﺎ ﯾﺗﻌﻠﻣون ﻋﻠﻰ اﻟرﻣﺎﯾﺔ واﻟﻔروﺳﯾﺔ ‪ .‬وﻗد‬
‫ﻧﺟﺣت اﻟزاوﯾﺔ اﻟﺳﻧوﺳﯾﺔ ﻓﻲ ﻣواﺟﮭﺔ اﻟﺗﻘدم اﻟﻔرﻧﺳﻲ واﻟﻛﻔﺎح ﺿد اﻻﺣﺗﻼل اﻻﯾطﺎﻟﻲ ﻟﻠﯾﺑﯾﺎ ﻓﻠوﻻ اﻻﺳﺗﻌداد اﻟﻌﺳﻛري ﻟﻣﺎ ﺻﻣدت‬
‫ﺑرﻗﺔ ﻧﺣو ‪ 20‬ﺳﻧﺔ ﻓﻲ اﻟﻛﻔﺎح ﺿد اﻻﯾطﺎﻟﯾﯾن ‪.‬‬
‫ﻋﻼﻗﺔ اﻟﺴﻨﻮﺳﯿﺔ ﺑﺎﻟﺪوﻟﺔ اﻟﻌﺜﻤﺎﻧﯿﺔ‬
‫ﻛﺎن اﻟﺳﻧوﺳﻲ ﯾدرك أن اﻟدوﻟﺔ اﻟﻌﺛﻣﺎﻧﯾﺔ ﻓﻲ طرﯾﻘﮭﺎ ﻧﺣو اﻻﻧﺣﻼل واﻟﺗدھور ﻻ ﺳﯾﻣﺎ ﺑﻌد ﻋﺟزھﺎ ﻋن ﻣﻘﺎوﻣﺔ‬
‫اﻟﻐزو اﻟﻔرﻧﺳﻲ ﻟﻠﺟزاﺋر ‪ .‬ﻛﻣﺎ أدرك أﻧﮭﺎ أﺧﻔﻘت ﻓﻲ اﻻﺿطﻼع ﺑﺎﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ ﻛدوﻟﺔ ﺧﻼﻓﺔ وﻣﻛﻧت اﻟﻌﻧﺎﺻر‬
‫اﻟﺗرﻛﯾﺔ ﻣن اﻟﻐﻠﺑﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻌرب ‪.‬‬
‫وﺑﺎﻟرﻏم ﻣن ﻣﻧﺎداﺗﮫ أن ﯾﻛون اﻟﺧﻠﯾﻔﺔ ﻗرﺷﻲ اﻻ أﻧﮫ ﻟم ﯾﻧﺎﺻب اﻟﻌداء ﻟﻠدوﻟﺔ ﺧﺎﺻﺔ أﻧﮭﺎ ﻛﺎﻧت ﺗﺳﯾطر‬
‫ﻋﻠﻰ اﻟﺳﺎﺣل ‪ .‬ﻛﻣﺎ أن اﻟدوﻟﺔ ﻟم ﺗﻧﺎﺻب اﻟﻌداء ﻟﻠﺳﻧوﺳﻲ إذ ﺿﻣن ﻟﮭﺎ اﺳﺗﻘرار أﻣور اﻟﻘﺑﺎﺋل وﺗﺣﺻﯾل‬
‫اﻟﺿراﺋب واﻟﻘﺿﺎء ﺑﯾن اﻟﻧﺎس ﻓﻲ اﻟﻣﻧﺎطﻖ اﻟداﺧﻠﯾﺔ ‪ .‬واﺳﺗﻣرت اﻟﻣراﺳﻼت ﺑﯾن اﻟﺳﻧوﺳﻲ واﻟﺳﻠطﺎن‬
‫اﻟﻌﺛﻣﺎﻧﻲ ﻛﺎﻟﺳﻠطﺎن ﻋﺑد اﻟﻣﺟﯾد اﻷول اﻟذي أﻋﻔﻰ ﺟﻣﯾﻊ أﻣﻼك اﻟزواﯾﺎ ﻣن اﻟﺿراﺋب وﺳﻣﺢ ﻟرﺋﯾﺳﮭﺎ ﺑﺟﻣﻊ‬
‫اﻷﻋﺷﺎر ﻣن أﺗﺑﺎﻋﮭﺎ ‪ .‬ﻛﻣﺎ أﺻدر اﻟﺳﻠطﺎن ﻋﺑد اﻟﻌزﯾز ﻓرﻣﺎﻧﺎ ً ﺛﺑت ﻓﯾﮫ اﻣﺗﯾﺎزات اﻟﺳﻧوﺳﯾﺔ ‪.‬‬
‫وﺧﻼل اﻟﺣرب اﻟﻌﺛﻣﺎﻧﯾﺔ اﻟروﺳﯾﺔ ﻋﺎم ‪ 1877‬طﻠب اﻟﺳﻠطﺎن ﻣن اﻟﻣﮭدي اﻟﺳﻧوﺳﻲ اﻣداده ﺑﻘوات ﻋﺳﻛرﯾﺔ‬
‫وان اﻧﺗﮭت اﻟﺣرب ﺑﯾن اﻟطرﻓﯾن دون ان ﺗﺻل ھذه اﻻﻣدادات ‪.‬‬
‫وﻓﻲ ﻋﮭد اﻟﺳﻠطﺎن ﻋﺑد اﻟﺣﻣﯾد اﻟﺛﺎﻧﻲ ﺣرص ﻋﻠﻰ اﺣﺗواء اﻟﺳﻧوﺳﯾﺔ ﻻﻧﺟﺎح ﻓﻛرة اﻟﺟﺎﻣﻌﺔ اﻹﺳﻼﻣﯾﺔ ﻟﻣواﺟﮭﺔ‬
‫اﻟﻣد اﻻﺳﺗﻌﻣﺎري ‪.‬‬
‫ﺗوﺟت اﻟﻌﻼﻗﺎت ﺑﯾن اﻟطرﻓﯾن اﻟﺳﻧوﺳﻲ واﻟدوﻟﺔ اﻟﻌﺛﻣﺎﻧﯾﺔ ﻓﻲ إﯾﺟﺎد أﺗﺑﺎع ﻟﻠﺳﻧوﺳﯾﺔ ﻓﻲ اﻵﺳﺗﺎﻧﺔ وﺑﻼط‬
‫اﻟﺳﻠطﺎن وﺑﯾن ﻛﺑﺎر اﻟﻣﺳؤوﻟﯾن ﺑل ﻛﺎن ﺑﻌض اﻟوﻻة اﻟﻌﺛﻣﺎﻧﯾﯾن ﻣن أﺗﺑﺎع ھذه اﻟدﻋوة ‪.‬‬

You might also like