You are on page 1of 12

‫آليات تفعيل المتابعة األسرية لألبناء المتمدرسين‬

‫أ‪.‬قرساس الحسين وأ‪ .‬شحام عبد الحميد‬


‫جامعة سكيكدة ‪ /‬جامعة المسيلة‬
‫ـــــــــــــــــــــ‬
‫مقدمة ‪:‬‬
‫تعد المدرسة من أهم المؤسسات التعليمية التي لجأت إليها المجتمعات الحديثة لتلبية‬
‫المدرسية ‪.‬‬ ‫حاجات تربوية وتعليمية عجزت عن تأديتها األسرة بعد تعقد الحياة وكثرة الواجبات‬
‫ويعد المجتمع المدرسي حلقة وصل بين األسرة والتربية إذ يسهم في تكوين النمو العقلي‬
‫واالنفعالي واالجتماعي للناشئة‪ ،‬وبقدر ما تقوم بها األسرة مؤسسات التعليم الخاص والعام من‬
‫اختيار سليم النتقاء ثقافة الطفل بقدر ما تكون فرص الطفل في النمو الثقافي أرحب وأوسع ‪.‬‬
‫يتوقف تأثير دور كل من األسرة والمدرسة على الطفل وتنشئته ثقافياً بمدى ما يكون من‬
‫تناغم وانسجام وتفاهم بين المؤسستين‪ ،‬إذ أن الدور الريادي والهام لألسرة ال يجب أن ينتهي أو‬
‫يضعف بمجرد دخول الطفل إلى المدرسة‪ ،‬بل يجب أن يستمر في مسايرة المرحلة الجديدة التي‬
‫انتقل إليها الطفل كتلميذ وما تتطلبه من مراقبة ومتابعة مستمرة من خالل توطيد عالقتها بالمدرسة‪.‬‬
‫المالحظ أن عالقة أولياء األمور باإلدارة المدرسية والمعلمين أصبحت هشت وآيلة‬
‫للسقوط إذ أنها شبه مقطوعة وسلبية في غالب األحيان فالواقع يظهر أن معظم األسر الجزائرية‬
‫تخلت عن دورها وألقت بالمسؤولية كاملة على المدرسة وحدها في تربية وتعليم األبناء‪ ،‬إما ألنها ال‬
‫تعي دورها في المتابعة أو لجهلها بآليات هذه المتابعة‪ ،‬والمالحظ أيضا أن مدارسنا تخلو من‬
‫األساليب المنظمة لتعاون المعلمين مع أسر التالميذ وأوليائهم وان كانت موجودة فهي غير فعالة‪.‬‬
‫والتساؤل الذي يطرح هنا ‪ :‬ما هي اآلليات والوسائل التي من خاللها يمكن تفعيل المتابعة األسرية‬
‫لألبناء المتمدرسين ؟‬
‫‪ -1‬دور األسرة والمدرسة في التنشئة االجتماعية‪:‬‬
‫‪ -1.1‬األسرة‪:‬‬
‫تلعب األسرة دو ار هاما في عملية التنشئة االجتماعية والتدريب على تبني أنماط السلوك‪،‬‬
‫ويساعد على ذلك أن األسرة تتلقى الطفل وهوصغير وأشبه ما يكون بالعجينة القابلة للتشكيل‪،‬‬
‫ولكونها أيضا تمثل مرحلة الحياة المستقرة في حياة اإلنسان التي تسودها عالقة آلية مباشرة‪ ،‬كما‬
‫أنها تملك من وسائل االتصال ما ال تملكه غيرها فهي تستطيع بذلك أن تقوم بعملية التنشئة‬
‫االجتماعية ‪.‬‬
‫كما تتضمن وظيفة التنشئة االجتماعية إعطاء الدور والمكانة المناسبين للطفل وتعريف‬
‫الطفل بذاته وتنمية مفهومه عن نفسه‪ ،‬وبناء ضميره وتعليمه المعايير االجتماعية التي تساعده‬
‫على التكيف وتحقيق الصحة النفسية( حسين عبد الحميد أحمد رشوان ‪ . 3002 :‬ص ‪.)64‬‬
‫دور األسرة في العملية التربوية‬
‫إن العملية التربوية بكل أبعادها معادلة متفاعلة العناصر تتقاسم أدوارها أطراف عدة‬
‫أهمها األسرة والبيت والمجتمع‪ ،‬بحيث تتعاون جميعها في تأدية هذه الرسالة على خير وجه‬
‫للوصول للنتائج المرجوة‪ ،‬وال يتحقق ذلك إال من خالل توثيق الصالت بين البيت والمدرسة‬
‫وثمة أسباب تتطلب إقامة مثل هذا التعاون الوثيق ونخص بالذكر التالميذ الذين أسست‬
‫المدرسة من اجلهم فهم يمثلون اكبر مصلحة أومسؤولية يعنى بها أولياء األمور وسائر أعضاء‬
‫المحلي‪.‬‬ ‫المجتمع‬
‫ويشارك التلميذ في توجيه العملية التربوية داخل مدرسته من زوايا كثيرة ألنه محورها‪،‬‬
‫لذلك فان احتياجاته وقدراته وبيئته االجتماعية التي يعيش فيها (البيت والمجتمع المحلي) كلها‬
‫تدخل في إطار توجيه عملية التربية‪ ،‬وعدم أخذ هذا الجانب في االعتبار يجعل التربية تعمل‬
‫المرسومة‪.‬‬ ‫أهدافها‬ ‫عن‬ ‫بعيدة‬
‫وللمجتمع وجهة نظر في التربية التي تلبي احتياجاته ‪ ..‬ويمكن للمجتمع أن يلبي ذلك‬
‫من خالل عدة وسائل وأساليب والتي من أهمها جمعية أولياء التالميذ‪ ،‬حيث إن هذه الجمعية‬
‫لم تأت من فراغ وانما جاءت كضرورة ملحة لربط المدرسة باألسرة والمجتمع المحيط‪.‬‬
‫‪ -1.1‬المدرســة‪:‬‬
‫وتسهم في التنشئة االجتماعية من خالل ‪:‬‬
‫‪ -‬تقديم الرعاية النفسية للطفل واالنتقال به من طفل يعتمد على غيره إلى راشد‬
‫مستقل‬
‫يعتمد على نفسه‪ ،‬متوافق نفسيا واجتماعيا ‪.‬‬
‫‪ -‬تعليمه كيفية تخطيط وتحقيق أهدافه بطريقة مالئمة للمعايير ‪.‬‬
‫‪ -‬االهتمام بالتوجيه واإلرشاد النفسي والتربوي والمهني ‪.‬‬
‫‪ -‬التعاون مع المؤسسات االجتماعية األخرى خاصة األسرة في عملية التنشئة‬
‫االجتماعية ‪.‬‬
‫‪ -1‬من هوولي التلميذ ؟‬
‫إن الولي الشرعي للتلميذ هواألب أواألم وال يقبل أي شخص آخر إال بتوكيل قانوني‬
‫‪،‬وعلى الولي في بداية كل سنة دراسية أن يمأل بطاقة إرشادات يذكر فيها كل المعلومات المطلوبة‬
‫‪:‬‬ ‫حيث‬ ‫بدقة‬
‫‪ -‬إن مراسالت اإلدارة تكون عن طريق الظروف المتنبرة المقدمة عند بداية الموسم الدراسي لذا‬
‫ودقته‪.‬‬ ‫العنوان‬ ‫صحة‬ ‫من‬ ‫التأكد‬ ‫يجب‬
‫‪ -‬يجب على الولي ذكر رقم هاتف على بطاقة اإلرشادات ليتسنى لإلدارة استعماله عند االقتضاء‬
‫عاجلة‪.‬‬ ‫بصفة‬
‫‪ -‬تعد اإلدارة في بداية السنة الدراسية رزنامة األسابيع وتمد األولياء بها حتى يتمكنوا من متابعة‬
‫بعض المواد‪.‬‬ ‫الحصص نصف الشهرية التي تقتضيها‬
‫‪ -3‬عالقة المعلم بأولياء األمور‪:‬‬
‫يفترض أن تكون عالقة المعلم بأولياء األمور مبنية على التفاهم والتعاون باعتبارهما طرفان‬
‫أساسيان في تربية وتعليم التلميذ ‪،‬ولكن الواقع يكشف أن أغلب أولياء األمور ال يتصلون بالمعلم‬
‫لالستفسار عن أحوال أبنائهم إال عند استدعائهم من طرف إدارة المدرسة وفي نهاية الفصول‬
‫الدراسية للتساؤل عن نتائج أبنائهم‪ ،‬وهذا ما يسبب ضغطا للمعلم حيث يجد أنه يفتقر ليد العون في‬
‫مهمته ويبدوله أن ولي األمر ال يعير اهتماما للعملية التعليمية ككل ولجهوده خاصة‪ ،‬وهذا ما‬
‫يسبب له الضيق والتوتر واإلحباط المولد للضغط المهني‪ ،‬ويذكر الخميسي أنه في إطار االختالف‬
‫في فهم حدود المسؤوليات بين الولي واألستاذ يحدث صراع بينهما‪ ،‬مما يولد مشكالت للمعلم تزداد‬
‫حينما تقف إدارة المدرسة إلى جانب وجهة نظر أولياء األمور‪ ،‬حيث يشعر المعلم أنه ال يتمتع‬
‫بمكانته المهنية المالئمة وال يمارس أدواره ومهامه في حدود صالحياته المهنية والشخصية‪ ،‬ويزيد‬
‫هذه الصراعات حدة اختالف طبيعة العالقة بين كل من المعلم وولي األمر والتلميذ ‪ ،‬فعالقة ولي‬
‫األمر بالتلميذ تقوم على أساس العاطفة التي يطلق عليها بارسونز (‪ )Parsons Talcot‬العالقة‬
‫الخصوصية (‪، )Particularistic‬أما العالقة بين المعلم والتلميذ فتقوم على أساس من الرسمية‬
‫والموضوعية ويطلق عليها بارسونز العالقة العامة (‪ ،)Universalistic‬بمعنى أن العالقة بين المعلم‬
‫والتلميذ تقوم على أساس شخصية التلميذ ومستوى قدراته التحصيلية ومدى مسايرته لنظام المدرسة‬
‫واحترامه لقوانينها بغض النظر عن مستواه االقتصادي واالجتماعي (الخميسي ‪، 3002 ،‬‬
‫ص‪.)372-372‬‬
‫كما يذكر المشعان أن عدم اهتمام أولياء األمور بمستوى أبنائهم التعليمي وعدم متابعتهم‬
‫يسبب للمعلم ضغطا نفسيا ‪(.‬محمد حسن‪ ،3004،‬ص‪. )200‬‬
‫وتزداد حدة المشكالت وتتفاعل أثارها مسببة ضغطا نفسيا للمعلم حينما يصعب التفاهم بين‬
‫المعلم وولي األمر لمحدودية ثقافة هذا األخير‪ ،‬أولكونه أمي أوتعاليه على المعلم‪( .‬الخميسي ‪،‬‬
‫‪ ، 3002‬ص‪)372‬‬
‫مبررات وجود عالقة بين أولياء األمور والمدرسين ‪:‬‬
‫إن مبررات التعاون بين المدرسة والمجتمع المحلي‪ ،‬أوبعبارة أخرى مبررات الحاجة‬
‫لالجتماعات الدورية بين اآلباء والمدرسين تتمثل فيمايلي‪:‬‬
‫‪ -‬إن من حق أولياء األمور وسائر أعضاء المجتمع المحلي أن يعرفوا ما تفعله المدرسة مع‬
‫أطفالهم ومن اجل أطفالهم‪.‬‬
‫‪ -‬للمحافظة على التراث والقيم والعادات والتقاليد‪ ،‬باإلضافة إلى مواكبة المدرسة للتطور‬
‫والتغير في ظل هذا العصر المتطور بسرعة صاروخية‪ ،‬فوجود مثل هذه المجالس يجعل المدرسة‬
‫مطلعة ومواكبة كل جديد وتطور باإلضافة إلى محافظتها على كل تراث وتقاليد للمجتمع الذي‬
‫تنتمي إليه‪.‬‬
‫‪ -‬أحيانا وفي حاالت معينة تعتمد المدرسة في تمويلها على المجتمع المحلي ويمكن القول‬
‫أن هذا السبب هومن أقوى األسباب التي تفرض إقامة تعاون وثيق بين المدرسة والمجتمع المحلي‬
‫ولكنه وارد أيضاً حتى بالنسبة للمدارس التي تنفق عليها جهات رسمية‪.‬‬
‫‪ُ -‬ينتظر من المدرسة أن تنسق مع مختلف المؤسسات التي تعني برعاية الطفل لما لهذه‬
‫المؤسسات من تأثير على نموالطفل‪.‬‬
‫‪ -‬تساعد المدرسة في تنمية المجتمع المحلي من خالل تثقيف األهالي وتنظيم الدورات‬
‫التعليمية والندوات الثقافية‪ ،‬والتطوعات الصحية‪( .‬الخطيب وآخرون‪) 2991 ،‬‬
‫‪:‬‬ ‫والمدرسة‬ ‫البيت‬ ‫بين‬ ‫والتواصل‬ ‫التعاون‬ ‫أهمية‬ ‫‪-4‬‬
‫الواقع أن العملية التربوية بكل أبعادها معادلة متفاعلة العناصر تتقاسم أدوارها أطرافا عدة‬
‫أهمها األسرة والمجتمع‪ ،‬بحيث تتعاون لتأدية هذه الرسالة على خير وجه حرصاً على نيل اسمي‬
‫النواتج وأثمن الغالل‪ ،‬وعليه فان الربط بين معطيات المدرسة والبيت أمر ضروري‪ ،‬حيث أن ذلك‬
‫يمكن المدرسة من تقويم المستوى التحصيلي لألهداف التعليمية ويحقق أفضل النتائج العلمية فذلك‬
‫يساعد المدرسة على تقويم السلوكيات الطالبية ويعينها على تفادي بعض التصرفات غير السوية‬
‫التي ربما تظهر في بعض التالميذ‪.‬‬
‫كذلك فان تواصل أولياء األمور مع المدرسة يساعد على توفر‬
‫الفرص للحوار الموضوعي حول المسائل التي تخص مستقبل األبناء من الناحيتين العلمية‬
‫اء على مستوى البيت‬
‫والتربوية‪ ،‬ويسهم أيضا في حل المشاكل التي يعاني منها التالميذ سو ً‬
‫أوالمدرسة وايجاد الحلول المناسبة لها‪ ،‬ويعزز تبني النواحي العلمية البارزة من عناصر موهوبة‬
‫تجود باألعمال المطورة التي تخدم الصالح العام والهدف المرجوواذا فقدت العالقة أوالشراكة بين‬
‫البيت والمدرسة لن ترى الثمرة المثلى التي نطمح لها‪ ،‬إن المدرسة الناجحة هي التي تزداد صالت‬
‫معها‪.‬‬ ‫وتآزرهم‬ ‫تعاونهم‬ ‫ويزداد‬ ‫بها‬ ‫األمور‬ ‫أولياء‬
‫إن الحقل التربوي زاهر بالكثير من اآلباء واألمهات الذين وجدوا في أنفسهم القدرة في وقت‬
‫الفراغ‪ ،‬فشاركوا في المجاالت التي يتقنونها وأعانوا في التوجيه واإلرشاد وتمكنت األواصر بينهم‬
‫وبين المدرسة‪ .‬وفي هذا الجانب نضرب مثاالً بسيطاً لتوضيح أهمية التعاون والتواصل بين البيت‬
‫والمدرسة‪ ،‬فلو أودع احدنا أمالكا في شركة تستثمرها له أال يتردد على هذه الشركة ليسال عن‬
‫ربحه وخسارته ويناقش الموظفين المختصين ويستفهم عن كل صغيرة وكبيرة وال يترك مجاالً وال‬
‫وسيلة إال ويسلكها لزيادة ربحه ومنع خسارته؟! فهل يا ترى أوالدنا أهون عندنا من أموالنا؟ هل‬
‫نذهب إلى المدرسة باستمرار ونجتمع بالمعلمين ونسألهم عن أحوال أبنائنا ؟ هل نعطي ألبنائنا من‬
‫الوقت ربع أو خمس ما نعطيه لعملنا وواجباتنا االجتماعية ولتلفازنا ولترفيهنا؟‬
‫مما ذكر آنفاً نجده واقعاً حيث نالحظ جلياً فوارق واضحة في المستويات التعليمية‬
‫والتربوية بين الطالب الذين يجدون المتابعة واالهتمام من أولياء أمورهم وبين الطالب الذين ال‬
‫ذلك‪.‬‬ ‫يجدون‬
‫‪ -5‬تعريف جمعية أولياء التالميذ ‪:‬‬
‫هي جمعية تتكون من اآلباء‪ ،‬األمهات – األولياء –للتالميذ الذين يزاولون دراستهم بصفة‬
‫منتظمة في مدرسة معينة‪ ،‬وتتكون بحرية وارادة أعضائها إثر جمعية عامة تجمع ‪ 21‬عضوا‬
‫مؤسسا على األقل(المادة‪ 04‬من قانون الجمعيات) وتتولى المساهمة في حمالت رفع التمدرس‬
‫والحد من اإلنقطاعات‪ ،‬والمساهمة في أنشطة المؤسسة التربوية والثقافية للتالميذ‪ ،‬وتوطيد‬
‫عالقات تتميز بالشفافية والثقة سواء تعلق األمر بالتالميذ وأوليائهم وأساتذتهم وتقوم الجمعية‬
‫على أساس قانون يتمثل في‪:‬‬
‫‪ -1-5‬القانون األساسي للجمعية‪:‬‬
‫هو انون ينظم جمعية أولياء التالميذ لضمان سيرها الحسن ويتضمن عدة أبواب‪ :‬وهي‪:‬‬
‫التسمية‪ ،‬الهدف‪ ،‬المقر‪ ،‬مدة العمل‪ ،‬االنخراط ‪ ،‬الهيكل التنظيمي‪،‬الموارد والنفقات‪ .‬وتتمثل موارد‬
‫الجمعية فيما يلي‪:‬‬
‫‪ -‬اشتراكات األعضاء‬
‫‪ -‬البطاقات المرتبطة بنشاطاتها‬
‫‪ -‬الهبات والوصايا‬
‫‪ -‬اإلعانات المختلفة التي تقدمها الدولة أو الوالية أو البلدية‪.‬‬
‫‪ -‬وتعتمد جمعية أولياء التالميذ على نظام الحكامة‪.‬‬
‫‪ -1-5‬تعريف الحكامة‪:‬‬
‫هي مجموع األساليب التي تمارس عن طريقها السلطة وتسير الشأن العام‪ ،‬والحكامة داخل‬
‫الجمعية هي ذلك المسلسل من التكامالت والمالئمات بين مصالح مختلفة ومتصارعة تتشابك فيها‬
‫الهياكل المقررة والهياكل المنفذة والق اررات الرسمية بالتوافقات الضمنية مع األعضاء والفئات‬
‫المستهدفة بشكل عام والجمعية التي تعتمد على الحكامة تحرص على‪:‬‬
‫‪ -‬أن تعقد اجتماعات هياكلها بانتظام ‪.‬‬
‫‪ -‬أن تراقب وتحاسب جميع أجهزتها‪.‬‬
‫‪ -‬أن تقوي ديمقراطيتها الداخلية من أجل ضمان استم اررية مؤسسيها بكل شفافية‪.‬‬
‫‪ -‬أن توجه مجهوداتها في سبيل تحقيق النتائج بفاعلية واقتدار‪.‬‬
‫‪ -‬أن تأخذ باالعتبار توقعات الفئات المستهدفة‪ ،‬وتوقعات أعضائها عند تحديد األهداف‬
‫واإلستراتيجيات‪.‬‬
‫‪ -‬أن تحكم قوانينها وعند اختياراتها وحل مشاكلها‪.‬‬
‫‪ -3-5‬هياكل جمعية أولياء التالميذ ‪:‬‬
‫‪ -‬جمعية العامة‪.‬‬
‫‪ -‬مجلس الجمعية ‪.‬‬
‫‪ -‬مكتب الجمعية ‪.‬‬
‫‪ -‬الرئيس ‪.‬‬
‫‪ -‬الكاتب العام‪.‬‬
‫‪ -‬أمين المال ‪.‬‬
‫‪ -‬المساعدون ‪.‬‬
‫‪ -6-1‬تنظيم المهام في جمعية أولياء التالميذ ‪:‬‬
‫‪ -‬الرئيس ‪:‬هوالشخص األول في الجمعية وهومنتخب وهوالمسير للجمعية ‪.‬‬
‫‪ -‬كاتب الجمعية ‪ :‬يسجل مجريات جلسات الجمعية ‪.‬‬
‫‪ -‬أمين المال ‪:‬هوالمسير المالي للجمعية ‪.‬‬
‫إن تنظيم المهام داخل جمعية أولياء التالميذ يضمن السير الحسن للجمعية وتحسين األداء‬
‫داخل المؤسسة التعليمية ‪.‬‬
‫‪ -5- 5‬دور جمعية األولياء ‪:‬‬
‫‪ - 2‬تعتبر همزة وصل بين المؤسسة والبيت ‪.‬‬
‫‪ -3‬تحسين مستوى األداء داخل المؤسسة التعليمية ‪.‬‬
‫‪ -2‬مساعدة التالميذ ماديا ومعنويا ‪.‬‬
‫‪ -6‬تسهيل العالقات بين اآلباء والمدرسة ‪.‬‬
‫‪ -1‬تساهم في إيجاد حلول لبعض المشاكل المتعلق بالتالميذ وبالمعلمين ‪.‬‬
‫‪ -4‬أحكام خاصة بالعالقات بين األولياء والتالميذ ‪:‬‬
‫‪ -‬المادة ‪ : 96‬يقوم األولياء في إطار التكامل بين األسرة والمدرسة بمتابعة التمدرس‬
‫أبنائهم والمواظبة عليه‪ ،‬وال يتم ذلك إال عن طريق قنوات وطرق مختلفة‪ ،‬االتصال المباشر‬
‫بأعضاء الفريق اإلداري أو التربوي في أوقات محددة لهذا الغرض أوفي إطار دورية‬
‫منضمة في نهاية كل ثالثي‪ ،‬أوعن طريق مكتب جمعية أولياء التالميذ ‪.‬‬
‫‪ -‬المادة ‪ : 91‬يجب على المؤسسة التربوية إطالع أولياء األمور على كل ما يتعلق‬
‫بأبنائهم قصد تمكينهم من أداء الدورة المطلوب منهم خاصة على مايلى‬
‫‪ -‬جدول التوقيت المقرر للتالميذ والتغيرات التي قد تدخل عليه‬
‫‪ -‬التغيبات والتاخرات والسلوكات التي تسجل عليهم ‪.‬‬
‫‪ -‬النتائج المدرسية التي يتحصلون عليها من خالل عمليات التقويم ‪.‬‬
‫‪ -‬المادة ‪ : 94‬تنظم المؤسسة لقاءات دورية بين األولياء والمعلمين واألساتذة هدفها إقامة‬
‫حوار مباشر بين المدرسة واألسرة تلتزم األطراف المذكورة بالمشاركة فيها بما يخدم مصلحة‬
‫التالميذ ويرفع المردود المدرسي‪.‬‬
‫‪ -‬المادة ‪: 97‬تستعين المؤسسة في االضطالع بوظيفتها بالدعم الذي يقدمه األولياء مشاركة‬
‫منهم في المجهود الذي تبذله المدرسة من أجل التلميذ ‪.‬‬
‫‪ -‬المادة ‪ : 91‬تبادر إدارة المؤسسة إلى اتخاذ التدابير الالزمة لتسهيل إنشاء جمعية أولياء‬
‫التالميذ باعتبارها اإلطار المفضل للربط بين األسرة والمدرسة وتدعيم العالقات بينهما ‪.‬‬
‫‪ -‬المادة ‪ : 99‬تساهم جمعية أولياء التالميذ في إطار األحكام القانونية والتنظيمية السارية‬
‫المفعول بتقديم الدعم المعنوي والمادي للمؤسسة ‪.‬‬
‫‪ -‬المادة ‪ : 200‬تقدم جمعية أولياء التالميذ عند "اإلمكان" مساهمة مادية لتحسين الظروف‬
‫واإلمكانيات التي يجري فيها التمدرس للتالميذ‪.‬‬
‫‪ -‬المادة ‪ : 202‬تشارك جمعية أولياء التالميذ في تقديم المساعدة المعنوية للمؤسسة على‬
‫معالجة المعضالت وتذليل الصعوبات التي تحول دون مزاولة التالميذ ألنشطتهم المدرسية بصفة‬
‫طبيعية ‪.‬‬
‫‪ -7‬أهمية وجود جمعية أولياء التالميذ ‪:‬‬
‫إن أهمية اللقاءات بين اآلبـاء والمدرسـين تتلخص فيما يلي‪:‬‬
‫‪ -‬إن هذه االجتماعات فرصة جيدة لتوضيح البرنامج التربوي والحصول على تأييد‬
‫المجتمعين وموافقتهم عليه‪.‬‬
‫‪ -‬إن هذه اللقاءات تقرب بين المدرسة والبيئة وتفتح آفاق التعاون بينهما وتمنح المدرسة دعم‬
‫المجتمع المحلي ومؤازرته لها‪.‬‬
‫‪ -‬إنها تتيح التعرف إلى إمكانيات المجتمع والبيئة المحلية واالستفادة منها‪.‬‬
‫‪ -‬تقدم هذه اللقاءات مقترحات مفيدة وتكشف عن حاجات المجتمع والبيئة وبالتالي تشير إلى‬
‫بعض حاجات الطالب مما يفيد المدرسة في العمل على تحقيق تلك الحاجات‪.‬‬
‫‪ -‬تعمل على ظهور بعض األفكار المبتكرة التي يمكن أن تعود على المدرسة والبيئة بالنفع‬
‫لصالح الطالب الذين هم محور العملية التربوية‪ ( .‬الخطيب وآخرون‪) 2991 ،‬‬
‫‪ -1‬العوامل المؤدية إلى عدم متابعة األولياء ألبنائهم ‪:‬‬
‫بعد أن تعرفنا على الدور الذي تلعبه جمعية أولياء التالميذ والذي يتمثل أساسا في إحداث‬
‫التكامل بين األسرة والمدرسة‪ ،‬إال أن الوقوف على الواقع يبدي أن ظاهرة عدم متابعة أولياء‬
‫التالميذ ألبنائهم قد تفشت بشكل خطير وكأن دورهم قد انتهى ببداية دور المدرسة‪ ،‬وعندما بحثنا‬
‫عن األسباب وجدنا أنها كثيرة متشعبة فمنها ‪:‬‬
‫‪-‬اعتقاد بعضهم أن مهمتهم تنتهي بمجرد التحاق االبن بالمدرسة وأن هذه األخيرة المسؤولة‬
‫أبنائهم‪.‬‬ ‫الوحيدة على تربية وتعليم‬
‫لألسرة‪.‬‬ ‫‪-‬انشغال األولياء بأعباء الحياة اليومية وتوفير المطالب االقتصادية‬
‫‪-‬بعض العائالت تعاني من مشاكل سرية ال ترغب في كشفها أمام هيئة التدريس لذلك يجتنبون‬
‫للحرج‪.‬‬ ‫االتصال بالمدرسة تجنبا‬
‫أبنائهم‪.‬‬
‫يقدرون عمل المدرسة ويرى بعضهم أن المعلم غير أهل لتعليم‬ ‫‪-‬ال ّ‬
‫‪-‬المستوى األكاديمي البسيط أوالمتدني لبعض األولياء يجعلهم غير قادرين على مرافقة ومتابعة‬
‫أبنائهم‪.‬‬ ‫عمل‬
‫للمدارس‬ ‫والتبرعات‬ ‫األموال‬ ‫دفع‬ ‫من‬ ‫‪-‬التخوف‬
‫مستواهم‪..‬‬ ‫‪-‬الشعور بالخجل من تصرفات أبنائهم أوضعف‬
‫والمدرسة‪:‬‬ ‫‪ -9‬األضرار الناتجة عن عدم التعاون والتواصل بين البيت‬
‫العالقة بين األسرة والمدرسة من أهم العناصر التي تؤثر مباشرة على التلميذ ومدى انجازه‬
‫وتحصيله العلمي‪ ،‬باعتبار أن المدرسة تكمل ما بدأته األسرة في مراحل النمواألولى في تربية الطفل‬
‫وذلك بإضافة عادات وسلوكات وكفاءات جديدة لبناء شخصيته‪ ،‬وهذا يحتاج إلى متابعة وتدعيم‬
‫‪.‬‬ ‫األولياء‬ ‫طرف‬ ‫من‬
‫تعود بأثر سلبي‬ ‫والنتائج السلبية الناتجة عن عدم التعاون والتواصل بين البيت والمدرسة‬
‫على التلميذ والبيت والمدرسة والمجتمع‪ ،‬فالتلميذ ال يدرك مصلحته وبالتالي البد من متابعته‬
‫وتوجيهه من قبل البيت ولكن الواقع يظهر أن دور بعض أولياء األمور سلبي حيث يتركون كل‬
‫شيء على المدرسة‪ ،‬مهما اختلفت أسباب اتساع الهوة بين األسرة والمدرسة فإن النتائج ستكون‬
‫منها‪:‬‬ ‫نذكر‬ ‫للتلميذ‬ ‫المدرسي‬ ‫اإلنجاز‬ ‫على‬ ‫سلبية‬
‫التغيب‪.‬‬ ‫‪ -‬عدم متابعة دوام األبناء في المدرسة يؤدي إلى اإلهمال وكثرة‬
‫‪ -‬ضعف إلمام المعلم بظروف التالميذ مما يصعب اكتشاف الفروق الفردية بينهم والتي قد‬
‫‪.‬‬ ‫لألسر‬ ‫واالقتصادية‬ ‫االجتماعية‬ ‫األوضاع‬ ‫تباين‬ ‫عن‬ ‫تنتج‬
‫‪ -‬عدم تجانس المطالب األسرية من جهة والمدرسية من جهة أخرى مما يحدث‬
‫والمتابعة‪.‬‬ ‫التركيز‬ ‫على‬ ‫قدرته‬ ‫يضعف‬ ‫التلميذ‬ ‫لدى‬ ‫داخليا‬ ‫صراعا‬
‫‪ -‬إهمال األولياء ألبنائهم خارج المدرسة وعدم مراقبة سلوكهم خاصة في ظل التطور‬
‫الرهيب لوسائل اإلعالم ( قنوات فضائية انترنيت ‪ )...‬والتي تشجع في معظمها إما‬
‫والرذيلة‬ ‫أوالمجون‬ ‫والجريمة‬ ‫العنف‬
‫‪ -11‬الوسائل واألساليب المقترحة لتفعيل التعاون والتواصل بين البيت والمدرسة ‪:‬‬
‫نظ اًر ألهمية التعاون والتواصل بين البيت والمدرسة وذلك لما يحققه ذلك من آثار‬
‫ايجابية على تربية النشء تربية صالحة تجعله شخصا نافعا لنفسه وألسرته ومجتمعه‪ ،‬وعلى ضوء‬
‫ذلك البد من البحث عن األساليب المناسبة التي تجعل من ولي األمر يدرك أهمية المتابعة‬
‫والتعاون مع المدرسة‪ .‬وفيما يلي نورد بعض الوسائل واألساليب المقترحة لتفعيل التواصل بين‬
‫البيت والمدرسة‪:‬‬
‫‪ -‬تفعيل عمل جمعية أولياء التالميذ من خالل التطبيق الفعلي والفعال لجميع المواد‬
‫السابقة الذكر حيث نركز هنا على ‪:‬‬
‫‪ -‬قيام جمعية أولياء التالميذ بحمالت تحسيسية ألهمية تقويم األسرة للتلميذ ومتابعتها‬
‫له ولنتائجه الدراسية ‪.‬‬
‫‪ -‬التنسيق مع األولياء من خالل تنظيم لقاءات دورية منتظمة بين األولياء و المعلمين‬
‫والقائمين على العملية التعليمية ‪.‬‬
‫‪ -‬المواظبة‪ :‬استمرار عمل جمعية أولياء التالميذ طوال السنة‪ ،‬أي ال يكون‬
‫عملها في المناسبات فقط مثال جمع تبرعات‪،‬وأن تكون دائمة الصلة باألسرة والمدرسة ألنها‬
‫تعتبر قناة للتكامل بينهما ‪.‬‬
‫‪ -‬تشجيع األسرة على متابعة أبنائها بتقديم وابراز مدى تفوق التالميذ الذين يخضعون‬
‫لمتابعة والدية مستمرة بالتنسيق مع المعلمين واألساتذة والمديروحتىالمشرفين التربويين ‪.‬‬
‫مشكالتهم‪.‬‬ ‫‪ -‬إخطار أولياء األمور بمستوى أبنائهم أوال بأول والتعاون معهم لحل‬
‫‪ -‬التواصل المستمر مع أولياء األمور وتنشيط العالقة معهم ودعوتهم للمشاركة في النشاطات‬
‫والبرامج المختلفة واالحتفاالت‪ ،‬خصوصا أولياء األمور المتقاعدين والذين لهم خبرة في مجال‬
‫معين‪.‬‬
‫األنشطة‬ ‫في‬ ‫والمتميزين‬ ‫العلمي‬ ‫التحصيل‬ ‫في‬ ‫المتفوقين‬ ‫تكريم الطالب‬ ‫‪-‬‬
‫المدرسيةوذلكبحضورأولياءأمورهم‪.‬‬
‫األمور‪.‬‬ ‫أولياء‬ ‫بمشاركة‬ ‫دراسياً‬ ‫المتأخرين‬ ‫بعالج‬ ‫االهتمام‬ ‫‪-‬‬
‫المختلفة‪.‬‬ ‫‪ -‬تكريم أولياء األمور المتواصلين والبارزين والمتعاونين مع المدارس في المناسبات‬
‫‪ -‬تبنى المدارس ألسلوب اليوم المفتوح وأسبوع تنمية العالقة بين البيت والمدرسة‬
‫ذلك‪.‬‬ ‫في‬ ‫األمور‬ ‫أولياء‬ ‫واشراك‬
‫‪ -‬تكثيف الندوات والمحاضرات وحمالت التوعية ألولياء األمور لتوضيح أهمية التعاون‬
‫مع المدارس وزيـارتها وفوائدها ألبنائهم الطالب وتوضيح األضرار الناجمة عن عدم‬
‫أبنائهم ‪.‬‬ ‫التعاون والتواصل مع المدارس التي تنعكس على‬
‫خاتمة ‪:‬‬
‫مما تم عرضه خالل الصفحات السابقة نتوصل إلى أهمية دور جمعية أولياء األمور‪،‬‬
‫فمجالس أولياء األمور إذا تم تفعيلها جيدا تستطيع أن تفيد المجتمع المحلي من عدة جوانب وفي‬
‫عدة مجاالت‪ ،‬ولكن لألسف الشديد المعيقات التي تعمل دائما على قتل هذه المجالس وعدم إخراج‬
‫أعمالها إلى النور‪ ،‬إال أننا نرى أيضاً انه يمكننا العمل على السيطرة على هذه المعيقات‪ ،‬وتذليلها‬
‫خدمة للصالح العام للمجتمع المحلي والوطني ‪ .‬لكن هنا نقول أن أهم ما في األمر هو؛ اإلدارة‬
‫الرشيدة واإلدارة الحكيمة‪ ،‬هي اإلدارة التي تستطيع العمل على إنجاح هذه المجالس واالستفادة منها‬
‫بالوصول بآباء وأمهات المستقبل إلى حياة تربوية سليمة‪ ،‬وهذا ما يدعوالى إيجاد عالقة وثيقة بين‬
‫المنزل والمدرسة من خالل التعاون المنتج فال توجد طريقة أهم من االجتماعات بين المدرسين‬
‫واآلباء في مؤتمرات تؤدي إلى تبادل الخبرات المعلومات‪ ،‬والتعرف على الغير مع الشعور بحرية‬
‫الرأي وفي إبداء المقترحات واالستماع إلى مقترحات الغير لتفعيل التعاون والتواصل بين البيت‬
‫والمدرسة‪ ،‬نظ اًر ألهمية ذلك في تحقيق آثار إيجابية على تربية النشء تربية صالحة تجعله شخص‬
‫نافع لنفسه وألسرته ومجتمعه وعلى ضوء ذلك البد من البحث عن األساليب المناسبة التي تجعل‬
‫من ولي األمر يدرك أهمية المتابعة والتعاون مع المدرسة‪.‬‬

You might also like