‫الحركات االصالحية‬

‫الدعوة الوهابية‬
 ‫األحوال االجتماعية في نجد‬
‫‪-1‬كانت القبيلة تعد الوحدة االجتماعية والسياسية ‪:‬كل قبيلة لها شيخها الذي يعد األكثر ثراء ‪ ،‬وكان افراد القبيلة‬
‫يقيمون في مناطق متفرقة ‪ .‬وكان التنظيم القبلي يعطي الشيخ السلطة الكاملة وهو المسؤول عن ما يلحق بالقبيلة من‬
‫غارات القبائل األخرى ‪ ،‬الى جانب مسؤوليته عن تنظيم األمور المتعلقة بها أينما سكنت‬
‫‪-2‬اما السكان فكانوا من البدو والحضر ‪ :‬التنافس بين القبائل البدوية على الماء والكأل مما اسهم في وقوع‬
‫الصراعات بين مختلف القبائل وبالتالي حدوث الهجرات خارج البالد كالعراق والشام ‪.‬‬
‫أما الحضر فكانوا يقيمون في الواحات والقرى والمدن ويشتغلون في الزراعة والتجارة ويهتمون بالعلم وان كانت‬
‫لهم صالت تجارية بالبدو‪ .‬ومن أهم واحات نجد القصيم والسدير والجوف والعارض‬
‫وبشكل عام كانت قبائل وعشائر نجد موزعة على النحو اآلتي‪ :‬حائل وينتمي أكثرهم إلى شمر‪.‬القصيم ( بني خالد‬
‫وبني تميم ) ‪.‬الشمال الشرقي (عنزة ) ‪ .‬الوسط ( الدواسر وبني تميم ) ‪ .‬الجنوب والجنوب الغربي ( آل مرة و‬
‫الدواسر وقحطان )‬
‫‪ -3‬تحكم العرف والعادات والتقاليد المتوارثة في القبيلة‬
‫وبشكل عام كان المجتمع النجدي مجتمعا قبليا وكان الغزو سبيال رحبا إلى الرزق والثراء وفقدت التجارة أهميتها‬
‫كمورد للرزق لبعض السكان بالنظر لفقدان األمن وعدم استقرار النظام وانتشار الفوضى‬
 ‫الحالة الدينية‬
‫‪-1‬سيطرة البدع والخرافات والحج الى القبور واالضرحة والتبرك منها‬
‫‪-2‬تقديس النباتات والجمادات ‪ :‬كشجرة الديب والغار في الدرعية‬
‫‪-3‬زيارة الدجالين الذين يدعون القدرة على إجابة المطالب ومنها االنجاب للعواقر وانجاب‬
‫البنين للعوانس واطالة العمر والزواج‬
‫كانت هذه القضايا منتشرة في مختلف أنحاء العالم العربي وما زالت‬
 ‫الحالة السياسية‬
‫كان اإلقليم مقسما إلى العديد من االمارات الصغيرة ولكل امارة زعيم وكان يسود العالقة بينها‬
‫الفتور والجفاء‬
‫ومن أشهر األسر الحاكمة في نجد ‪:‬‬
‫آل معمر في العيينة ‪/‬دهام بن دواس في الرياض ‪/‬آل زامل في الخرج ‪ /‬آل سعود في الدرعية‬
‫وساد االمارات في نجد عالقات الصراع من أجل البقاء وكثيرا ً ما كانت الحروب تنشب بينها وتكاد‬
‫كل إمارة أن تكون منعزلة عن غيرها ال تربطها روابط سياسية وان جمعتها الروابط التجارية‬
‫ووحدة األصل ‪.‬‬
‫ولم يخضع اإلقليم للحكم العثماني كما لم يشهد وجود والة أو قوات عسكرية بالرغم من الوجود‬
‫العثماني الضعيف على األطراف كاالحساء التي كانت بيد الخوالد ‪ 1670‬والحجاز ‪ .‬فالدولة‬
‫العثمانية لم يكن يعنيها كثيرا ً السيطرة على هذه المنطقة‬
 ‫حياة االمام محمد بن عبد الوهاب‬
‫ولد في وادي حنيفة وكان والده قاضي العيينة اهتم الى جانب وظيفته بتدريس الحديث والفقه والتفسير فكان لذلك أثراً‬
‫في حياة االبن حتى حفظ القرآن وهو في سن العاشرة ‪ .‬كما تأثر أيضا بافكار ابن تيمية ‪ .‬تأثرت شخصيته في مكوناتها‬
‫بعوامل عدة أهمها نشأته في بيت كان أهله يشتغلون بالعلم ‪ ،‬كما تأثر بالمذهب الحنبلي فاقتنى الكثير من الكتب‬
‫والمؤلفات التي كان أصحابها يسيرون على هذا المذهب كمؤلفات ابن تيمية وابن قيم الجوزية ‪ .‬كما تأثر أيضا ً بطبيعة‬
‫البيئة التي نشأ فيها وهي بيئة صحراوية بدائية كان الناس فيها على الفطرة ومن السهل انقيادهم وراء البدع ‪ .‬كما كان‬
‫للرحالت التي قام به أثراً على أفكاره حيث نبهته إلى األخطاء الشائعة في العالم اإلسالمي‪.‬‬
‫أدى فريضة الحج والتقى خالل ذلك مع عدد من العلماء وشاهد ما كان يحدث عند قبر الرسول ‪ .‬وبعد عودته ارتحل‬
‫الى العراق ومكث فيها اربع سنوات ثم حاول االرتحال الى الشام ولم يقم بذلك فارتحل الى االحساء ثم الى حريمالء ‪.‬‬
 ‫تابع – حياة محمد بن عبد الوهاب‬

‫أما ما يقال بشأن زيارته بالد فارس ودراسة فلسفة االشراق ( ان المعرفة تشرق على أئمتهم‬
‫فتسمو بهم الى مرتبة ال ينالها غيرهم أي تنكشف لهم الحقائق فيعرفون بواطن األمور‬
‫وظواهرها ) والتصوف فال دليل على ذلك‬
‫‪-1‬ال يوجد بين آثاره ما يدل على معرفته الفارسية‬
‫‪ -2‬ال يوجد أثر في آثاره لفلسفة التصوف واالشراق‬
‫‪-3‬االعتماد في ذلك على كتاب معادي له وهو لمع الشهاب في سيرة محمد بن عبد الوهاب‬
‫‪ -4‬لم يشر الى زيارته لها رغم حديثه عن المناطق التي زارها‬
 ‫مبادئ الدعوة‬
‫المسميات التي أطلقت عليها ‪ :‬الوهابية والسلفية والموحدون والروافض والخوارج والحنابلة واالخوان ‪.‬‬
‫أما أهم المبادئ التي ارتكزت عليها الدعوة‬
‫‪ -1‬التوحيد باالعتماد على القرآن والسنة ( سورة اإلخالص وبعض اآليات القرانية )‪ .‬ومن أحاديث الرسول واذا سألت فاسأل هللا‬
‫أ‪-‬التوحيد بالربوبية ‪ :‬وهو توحيد هللا بأفعاله وان هللا هو المتفرد بالخلق والرزق والتدبير‬
‫ب‪ -‬توحيد األلوهية ‪ :‬وهو توحيد هللا بأفعال العباد فال يسجد وال يركع وال يدعى اال هلل‬
‫ج‪-‬توحيد األسماء والصفات ‪ :‬وهو االيمان بما وصف هللا به نفسه في كتابه وعلى لسان رسوله " ليس كمثله شيء وهو السميع البصير‬
‫"‬
‫البعض آمن به والبعض وقف مذهوال واآلخر عارض وخاصة العلماء واألمراء لما في ذلك من تقويض لمكانتهم وارزاقهم (التمائم‬
‫والحجب )‬
‫وكان ممن عارضه علماء وامراء البصرة واالحساء باإلضافة الى المطاوعة وقد أكد على ذلك الشيخ في كتاباته بقوله " ان الذين‬
‫عادونا في هذا األمر الخاصة ال العامة " ‪ .‬وقد صور هؤالء الدعوة لألمراء وأصحاب السلطان بأنها ترمي الى تهديد مكانتهم ونفوذهم‬
‫‪.‬‬
‫استمر الشيخ بمراسلة العلماء والدعوة الى أفكاره بالحجة‪ ،‬ولما لم يجد صدى لذلك لجأ الى هدم بعض المشاهد وكافة مظاهر الشرك‬
‫ومنع زيارة القبور وطلب الشفاعة من األولياء ومعارضة حلقات الذكر لما كان يصاحبها من شطحات ‪ .‬وخروج النساء خلف الجنائز‬
‫واالحتفاالت السنوية بمواليد األنبياء واالولياء ‪.‬‬
 ‫فتح باب االجتهاد‬
‫دعا الى فتح باب االجتهاد بما ال يخالف القرآن والسنة وآثار السلف الصالح ‪.‬واعتبر األئمة‬
‫األربعة هم وحدهم الذين تؤخذ أحكامهم دون المذاهب األخرى كالمتصوفين والمعتزلة ‪.‬وكان‬
‫المذهب الحنبلي نبراس االمام محمد بن عبد الوهاب وهديه في استنباط األحكام ‪ .‬غير أنه‬
‫لم يلتزم بالمذهب الحنبلي في كل األمور بل أخذ في بعض المسائل الفرعية التي تؤيد بنص‬
‫قرآني والسنة ورأي أحد األئمة الثالث كما في تقديم اإلرث الجد أم االخوة ؟ حيث قدم ابن‬
‫حنبل األخوة بينما اتفقت المذاهب الثالث على تقديم الجد ‪.‬‬
 ‫محاربة البدع‬
‫كان من أهم البدع التي حاربها الشيخ‬
‫‪ -1‬زيارة القبور والتماس البركات من أصحابها وسؤالهم النصر على األعداء وقضاء‬
‫الحاجات وتفريج الهموم فالموتى انقطع ما بينهم وبين الحياة واألحياء‬
‫‪ -2‬التقرب للموتى بالنذور وذبح القرابين واالستغاثة بهم عند الشدائد ‪.‬‬
‫‪ -3‬الكتابة على القبور وإقامة األضرحة والقباب‬
‫‪ -4‬خروج النساء خلف الجنائز الى القبور‬
‫‪-5‬االسراف في االحتفاالت السنوية بموالد األنبياء واألولياء وما يحدث فيها من رقص‬
‫وشطحات ‪.‬‬
 ‫مراحل نشر الدعوة‬
‫مرحلة الجهد الفردي ‪:‬‬
‫وتمثلت هذه المرحلة في اثارة لما كان يشاهده أثناء زياراته لمختلف المناطق من بدع وخرافات كالمدينة والبصرة حيث‬
‫اطلع على المذهب الجعفري فيها ‪.‬غادر بلده حريمالء بعد ان الف كتاب" التوحيد الذي هو حق هللا على العبيد "الى‬
‫العيينة بسبب محاولة القتل التي تعرض لها الشيخ على يد أحد عبيد احدى القبائل فلجأ عند أمير العيينة عثمان آل معمر‬
‫الذي غدى من أتباعه وقد تزوج من الجوهرة ابنة عبدهللا بن معمر‬
‫مرحلة الجهد الجماعي ‪ :‬وتمثلت في تنفيذ بعض االحكام كالرجم وهدم االضرحة والقباب وقطع الشجر ما عدا شجرة‬
‫الذيب التي لم يتمكن منها بسبب كثرة زوارها ‪ ،‬كما أقام حد الرجم على امراة بعد التأكد من صحة الفعل وسالمة‬
‫العقل‬
‫أدت هذه اإلجراءات الى تخوف العلماء واالمراء والمستفيدين من الفساد والبدع السائدة وأخذوا بمكاتبة علماء الحرمين‬
‫والبصرة واالحساء مما جعل رئيس بني خالد سليمان آل محمد يطلب من عامله في العيينة بقتله قائالً " ان المطوع‬
‫الذي عندك قد فعل ما فعل وقال ما قال فاذا وصلك كتابي فاقتله فان لم تقتله قطعنا خراجك الذي عندنا " بعد أن هدده‬
‫بقطع الخراج ومنع تجار االمارة من دخول االحساء والقطيف وسواحل قطر خاصة الزبارة‬
 ‫االنتقال الى الدرعية‬
‫انتقل الشيخ الى الدرعية حيث آل سعود‬
‫وقد اختار الدرعية لسببين ‪:‬‬
‫أ‪ -‬قوة الدرعية كانت آخذة في االزدياد وتمكن أمرائها من صد هجمات بني خالد وأصبحوا في موقف عسكري‬
‫جعلهم يفكرون في مهاجمة العيينة‬
‫ب‪ -‬لقيت الدعوة قبوال من الشخصيات المهمة في الدرعية وخاصة أمراء آل سعود ومنهم مشاري وثنيان أخوي‬
‫محمد ال سعود‬
‫سار محمد ابن سعود الى الشيخ بعد إقناعه من قبل اخويه وزوجته ‪.‬‬
 ‫االنتقال الى الدرعية‬
‫اشترط ابن سعود على الشيخ شرطين هما ‪:‬‬
‫‪-1‬نحن اذا أقمنا في نصرتك والجهاد في سبيل هللا وفتح هللا لنا بلدانا أخاف أن ترحل وتستبدل‬
‫بنا غيرنا‬
‫‪-2‬ان لي على أهل الدرعية قانونا ً آخذه منهم في وقت الثمار وأخاف أن تقول ال تأخذ منهم شيئا ً‬
‫أجابة الشيخ ‪:‬‬
‫أما األولى فابسط يدك الدم بالدم والهدم بالهدم‬
‫وأما الثانية فلعل هللا يفتح لك الفتوحات ويعوضك من الغنائم ما هو خير منها ‪.‬‬
‫وعليه تم التحالف بينهما ليكون بذلك نواة الدولة السعودية األولى وتحولت الدرعية إلى عاصمة‬
‫سياسية وحربية ودينية ‪ ،‬وأخذت أوضاعها تتحسن على الصعيد االقتصادي بسبب الغنائم‬
‫والزكاة التي كانت تفد اليها من البلدان التي خضعت اليها‬
 ‫توسع االمارة‬
‫تمكنت القوات السعودية من السيطرة على الرياض وطرد دهام بن دواس كما سيطرت على القصيم‬
‫وبريدة واالحساء ‪ .‬غير أنها لم تتمكن من السيطرة على الحجاز في بداية األمر ‪ .‬وكان عبد العزيز‬
‫قد تولى االمارة بعد وفاة ابيه محمد غير أنه قتل على يد أحد الشيعة من أفغانستان عام ‪ 1803‬بسبب‬
‫اقتحام القوات السعودية كربالء وهدم قبة الحسين ‪ .‬بعد ذلك تسلم الحكم ابنه سعود الكبير الذي تمكن‬
‫من السيطرة على مكة عام ‪ 1803‬واإلبقاء على الشريف بركات أميرا عليها بشرط اتباع تعاليم‬
‫الدعوة ‪.‬‬
‫غير ان قيام السعوديين بالتشديد على الحجاج الشوام واألتراك والمصريين في منع الطبل والزمر‬
‫باعتبارها بدعة اثار الحجازيين ألنه حرمهم من دخل مالي كان الحجاج يقدمونه للحجازيين فبعث‬
‫الشريف بوفود الى السلطان يشكو له سياسة السعوديين ويعلق الجبرتي على ذلك قائال ‪:‬‬
‫" انقطع الحج الشامي والمصري عام ‪1223‬ه متعللين بمنع الوهابي الناس الحج وليس األمر‬
‫كذلك فانه لم يمنع أحدا أتى إلى الحج على الطريقة المشروعة ‪ ،‬وانما منع من يأتي بالبدع التي ال‬
‫يجيزها الشرع مثل المحمل والطبل والزمر ‪ ،‬وقد حج طائفة من المغاربة فلم يتعرض لهم بسوء ‪.‬‬
 ‫الموقف العثماني من الدعوة‬
‫أبدت الدولة العثمانية انزعاجها من انتشار الدعوة الوهابية خاصة بعد اعالن األمير سعود‬
‫إنهاء السيادة العثمانية من الحجاز ال سيما أن األتراك وفيهم الخالفة يحرصون على لقب‬
‫خادم الحرمين الشريفين ‪ ،‬باإلضافة إلى مهاجمة الدولة السعودية العراق والشام كما استاءت‬
‫أيضا ً من موقف األمير سعود من الحجاج األتراك والمصريين والشوام بسبب مصاحبة‬
‫المحمل للطبول والرايات وغيرها من العادات ‪ .‬لذا طلب السلطان من محمد علي بتجريد‬
‫حملة عسكرية للقضاء على الوهابية وأغراه بإضافة الحجازإلى باشوية مصر وكانت ترمي‬
‫من وراء ذلك إلى تحقيق هدفين ‪:‬‬
‫األول ‪:‬انهاء الدولة السعودية‬
‫الثاني ‪:‬اضعاف محمد علي باستنزاف موارده في الحروب ‪.‬‬
‫حاول محمد على المماطلة لمدة ‪ 5‬سنوات متعلالً بانشغاله مع المماليك في الصعيد‬
‫ومعارضة سليمان باشا والي الشام لمحمد علي وتأييده للمماليك وعدم توفر العتاد الحربي ‪.‬‬
 ‫الحملة المصرية على الحجاز‬
‫أوكل محمد على عام ‪ 1811‬البنه طوسون مهمة محاربة السعوديين وتمكن من السيطرة على‬
‫المدينة المنورة وجدة ومكة حيث أعلن الشريف الوالء لمحمد علي ‪.‬‬
‫جرت بعد ذلك مفاوضات بين الطرفين عام ‪ 1814‬غير أن الصلح لم يتم بسبب تشدد محمد‬
‫علي في شروطه رغم تساهل السعوديين واستعدادهم لالعتراف بالسيادة العثمانية ‪.‬‬
‫وفي عام ‪ 1818‬استأنف محمد على الحمالت على السعوديين بقيادة ابنه إبراهيم الذي‬
‫استولى على الدرعية والقى القبض على عبدهللا بن سعود وارسله الى مصر لتسقط بذلك‬
‫الدولة السعودية األولى ‪.‬‬
 ‫الدولة السعودية الثانية‬
‫تولى عبد هللا بن تركي االمارة عام ‪ 1819‬غير انه توفي عام ‪1833‬ثم خلفة فيصل الذي‬
‫سبق وان اسره إبراهيم باشا وفر من السجن ثم سجن مرة أخرى ‪ .‬ليعيد عام ‪ 1843‬احياء‬
‫الدولة السعودية الثانية ال سيما ان محمد علي كان قد خرج من نجد والحجاز بسبب التدخل‬
‫الدولي عام ‪1840‬‬
‫بقي فيصل حتى عام ‪ 1866‬حيث توفي وخلفه ابنه عبدهللا الذي دخل في نزاع مع ال الرشيد‬
‫وتمكنوا من السيطرة على الرياض‪ .‬وسرعان ما انهارت الدولة الثانية ‪ .‬وخالل هذه الفترة لجأ‬
‫عبد الرحمن بن سعود الى الكويت ‪ .‬وفي بداية القرن الماضي استمرت الصراعات بين ال‬
‫الرشيد وال سعود حتى تمكنوا من إقامة الدولة السعودية الثالثة عام ‪ 1902‬على يد عبد‬
‫العزيز‬
 ‫الدعوة والتغيير السياسي‬
‫‪-1‬تمكنت الدولة السعودية األولى من القضاء على الكيانات السياسية كبني خالد واالشراف ولم‬
‫تعد القبائل كيانات سياسة مستقلة كما كانت سابقا ً ‪.‬‬
‫‪-2‬االهتمام البريطاني بالخليج والذي جاء على أثر طلب حكام مسقط وعمان االستعانة باالنجليز‬
‫خوفا من تهديد الدولة السعودية علما ان االنجليز بداية لم يتدخلوا حتى يتم اضعاف أطراف‬
‫الصراع بعضهم ببعض ‪ .‬كما يالحظ ان التدخل اإلنجليزي جاء منذ عام ‪ 1820‬بعد القضاء‬
‫على القواسم الذين لقوا دعما من آل سعود ومارسوا حركة الجهاد البحري لفترة طويلة ضد‬
‫السفن البريطانية ‪.‬‬
‫‪ -3‬احداث التغيير في سياسة محمد علي باشا بعد ان فشل في تحقيق أهدافه الرئيسية‬
‫وال بد من اإلشارة الى استحالة التحالف بين الطرفين كما يعتقد البعض أن في ذلك خير‬
‫لالسالم بسبب‪:‬‬
‫االختالف بين الطرفين فيما يخص بنوع الدولة ‪ -‬إسالمية أو دولة حديثة ‪-‬‬
‫أطماع محمد علي الشخصية وأهدافه السياسة حالت دون إمكانية التحالف واستمر في مقاومة ‪-‬‬
‫الدولة السعودية ‪.‬‬
 ‫الدعوة والتغيير االجتماعي‬
‫كان من أبرز التغييرات التي طرأت على مجتمع نجد بفعل الدعوة الوهابية ‪:‬‬
‫‪-1‬لم يعد وجود أو أثر للنباتات والجمادات التي كان الناس يقدسونها‬
‫‪ -2‬غدت القبائل واالمارات الصغيرة ضمن مجتمع سياسي واحد ويدين بالوالء ألسرة واحدة‬
‫وغدا المجتمع يحس بوجود طبقة حاكمة لها السيطرة والوالء ‪.‬‬
‫‪ -3‬التغير في العالقة بين األمة والعلماء فكان الناس سابقا ينظرون للعلماء نظرة تقديس‬
‫واالعتراف لهم بالبركات والمعجزات ‪ ،‬فغدت العالقة فيما بعد تقوم على التعلم منهم والتزود‬
‫بما لديهم من معرفة في العلوم الشرعية ومحاججتهم في بعض األمور ‪.‬‬
 ‫التغيير االقتصادي‬
‫كان المجتمع النجدي عبارة عن أشتات متفرقة ليس لها نظام مالي موحد ‪ .‬فأهل الحجاز كانوا‬
‫يعتمدون على ما يوفره لهم موسم الحج من خيرات ‪ ،‬أما بالد نجد فكانت معظمها صحراء‬
‫باستثناء بعض الواحات ‪ ،‬أما القبائل التي تقطن في الساحل الشرقي فكانت تعتمد على ما كان‬
‫يجود به البحر من خيرات ‪ ..‬وبعد قيام الدولة السعودية األولى نظمت األمور المالية والدخل‬
‫والمصروفات ‪ ،‬وأصبحت جميع المناطق تخضع القتصاد واحد ‪.‬‬
‫وبالنظر المتداد رقعة الدولة واتساع موارد الدخل فيها ازدهرت التجارة الداخلية وازدهر‬
‫االقتصاد‬