You are on page 1of 7

‫الطالب‪ :‬اوس نبيل القباطي‬

‫الدكتورة‪ :‬افتكار المخالفي‬


‫تحت الحكم العثماني لمدة أربعة قرون تقريب ًا‪ ،‬بدأت في القرن‬
‫َ‬ ‫عاشت اليمن‬
‫السادس عشر الميالدي وانتهت عندما نالت اليمن استقاللها عن الدولة العثمانية في‬
‫سنة ‪.1918‬‬
‫وينقسم العهد العثماني في اليمن إلى فترتين‪ ،‬األولى وهي فترة إيالة اليمن من عام‬
‫‪ 1539‬وحتى ‪ 1634‬والثانية وهي والية اليمن من عام ‪ 1872‬وحتى ‪.1911‬‬
‫كانت سلطة الدولة العثمانية الحقيقية محصورة في زبيد والمخا وعدن طيلة فترة‬
‫وجودهم أما المرتفعات الشمالية‪ ،‬فلم تكن مستقرة وتعرض العثمانيون لهجمات‬
‫متكررة من األئمة الزيدية والقبائل‪.‬‬
‫بدأت االتصاالت والعالقات بين والعثمانيين منذ أن دخلوا مصر وأسقطوا دولة‬
‫المماليك في عاصمتها القاهرة سنة ‪ ،1517‬وقرَّروا أن يتجهوا بعد ذلك نحو‬
‫الحجاز واليمن حتى يستكملوا توسّعهم في المشرق العربي‪.‬‬
‫وقد كانت الدولة العثمانية تقوم بتحركات عسكرية على شكل حمالت استطالعية‬
‫وتمهيدية لليمن قبل الدخول إليها أو شن الحرب عليها مباشرة‪.‬‬
‫َ‬
‫تحت مبرر مواجهة البرتغاليين‬ ‫وكانت هذه الحمالت االستطالعية تستقر في زبيد‬
‫في البحر األحمر‪.‬‬
‫وفي هذه الفترة (النصف الثاني من القرن السادس عشر) كانت الجبهة اليمنية‬
‫الداخلية ال زالت أكثر تماسك ًا‪ ،‬إال أن الظروف تغيَّرت في العقود التالية‪ ،‬فقد‬
‫تصدعت اليمن من الداخل وأصبحت في الساحة اليمنية أكثر من قوة تتجاذب‬
‫السلطة في البالد‪ ،‬مثل المماليك واألئمة والطاهرين‪ ،‬وفي نفس الوقت تزايد النشاط‬
‫البرتغاليين في البحر األحمر والخليج العربي الهادف إلى استعمار اليمن‪.‬‬
‫دخلت اليمن مرحلة من الفوضى وغياب السلطة المركزية وبقيت عدن وحيدة بيد‬
‫الملك عامر بن داوود آخر ملوك الطاهرين‪.‬‬
‫اقتحم خادم سليمان باشا مدينة عدن عام ‪ 1538‬وصلب عامر بن داوود وشرع‬
‫عسكره بنهب المدينة وقد يكون تجنيا على سليمان باشا كون مصادر التاريخ‬
‫العثماني في اليمن كانت متحيزة لقائد دون آخر‪.‬‬
‫ولكن كان خادم سليمان باشا مدرك ًا للحلف الذي أقيم بين عامر بن داوود‬
‫والبرتغاليين كان خادم سليمان باشا وراء القرار العثماني باحتالل اليمن بعد مصر‪.‬‬
‫بسطت اإلمبراطورية العثمانية سلطتها على عدن وسائر تهامة واتخذ من زبيد مقرا‬
‫إداريا للسلطة العثمانية‪.‬‬
‫حاول العثمانيون ضم باقي اليمن وخالل الفترة مابين ‪ 1538‬و‪ 1547‬أرسل‬
‫العثمانيون ثمانين ألف جندي إلى اليمن‪ ،‬بقي منهم سبعة آالف كانت سلطة‬
‫اإلمبراطورية العثمانية الحقيقية محصورة في زبيد والمخا وعدن طيلة فترة‬
‫وجودهم أرسل العثمانيون أويس باشا عام ‪ 1547‬إلى زبيد وكانت المرتفعات‬
‫الشمالية مستقلة عليها اإلمام الزيدي يحيى شرف الدين‪ ،‬وكان اإلمام الزيدي قد‬
‫اختار ابنه علي ليكون إمام ًا من بعده وتجاهل ابنه المطهر بن يحيى شرف الدين‬
‫إلنه أعرج ال يستطيع المشي باستقامة فحز ذلك في نفس المطهر بن يحيى شرف‬
‫الدين وتوجه إلى زبيد وأبدى استعداده لمعاونة أويس باشا للسيطرة على‬
‫المرتفعات‪.‬‬
‫وبالفعل اقتحمت قوات أويس باشا وأنصار المطهر بن يحيى شرف الدين تعز‬
‫ال نحو صنعاء وسيطر عليها عام ‪ 1547‬أُغتيل أويس باشا في زبيد‬
‫وتوجهت شما ً‬
‫نفس السنة وعاد المطهر بن يحيى شرف الدين إلى صنعاء‪ ،‬فأرسل العثمانيون‬
‫أزدمر باشا الذي استعاد صنعاء وانسحب المطهر إلى عمران‪.‬‬
‫عندما توجه أزدمر باشا إلى صنعاء انتهز شيخ قبلي من أبين يدعى علي بن‬
‫سليمان الفضلي الفرصة فهاجم عدن وأخرج األتراك وعسكرهم منها ونصب نفسه‬
‫أمير ًا عليها‪ ،‬وفعل أمير محلي من زبيد الفعلة ذاتها فأرسل ازدمر باشا قوة إلى‬
‫زبيد قتلت أمير التمرد‪ ،‬وقتل علي بن سليمان عام ‪ 1548‬تولى محمود باشا أمور‬
‫االيالةواتخذ لنفسه قصر ًا في تعز اسمه قصر السعادة كان مقرا لملوك بني رسول ‪.‬‬
‫حاصر حصن حب في إب لثمانية أشهر حتى توسط األمير اإلسماعيلي عبد هللا‬
‫الداعي بينهما‪ ،‬فتعهد محمود باشا بعدم التعرض لعلي بن عبد الرحمن النظاري وأن‬
‫يعطيه سنجقا وفق اختياره‪ ،‬فوافق النظاري ولكنه أُغتيل فور دخوله على مخيم‬
‫محمود باشا‪.‬‬
‫استهتار محمود باشا وعدم مراعاته للتوازن الدقيق للقوى في اليمن‪ ،‬جعل اليمنيين‬
‫يتناسون خالفاتهم ويتوحدون ضد األتراك ولي رضوان باشا إيالة اليمن عام ‪1564‬‬
‫م وأصبح محمود باشا حاكما لمصر ‪.‬‬
‫عندما تولى رضوان باشا أمور اإليالة‪ ،‬أخذ بعرض مساوئ سلفه محمود باشا على‬
‫الباب العالي في إسطنبول‪ ،‬فبرر محمود باشا اخفاقاته بأن اليمن بالد واسعة‬
‫وبحاجة إلى بكلربكيان واليكفيها واحد‪ ،‬وأصر محمود باشا على موقفه حتى وافق‬
‫الباب العالي وأرسلوا مراد باشا ليتولى تهامة وولوا رضوان باشا أمر المرتفعات‪.‬‬
‫وقد قصد محمود باشا النكاية برضوان باشا بهذا التعيين‪ ،‬كون القبائل أشرس‬
‫وأصعب مراسا في المرتفعات الشمالية لليمن باإلضافة لكونها مقرا لألئمة الزيدية‬
‫تظاهر المطهر بن يحيى شرف الدين بمواالته لمراد باشا المسيطر على التهائم‬
‫فتوقف األخير عن إمداد رضوان باشا المسؤول عن المرتفعات‪ ،‬وتزايدت‬
‫الخالفات بينهم لدهاء اإلمام الزيدي المطهر فعُزل رضوان باشا وعُ ين حسن باشا‬
‫بديال عنه عام ‪.1567‬‬
‫انتهز المطهر الفرصة ليجتاح صنعاء وساندته قبائل الجوف البدوية وراسل‬
‫المطهر أمير بعدان فهاجموا القوات العثمانية وحوصر مراد باشا في ذمار‪ .‬تمكن‬
‫مراد باشا من الهرب وبقي معه خمسين من المشاة فاعترضته القبائل وجردته‬
‫وعسكره من ثيابهم وقطعت رؤوسهم وأرسلتها إلى المطهر بن يحيى شرف الدين‬
‫في صنعاء عام ‪. 1567‬‬
‫أرسل الالال مصطفى باشا القائد عثمان باشا الذي وصل تعز عام ‪ 1569‬وحاصر‬
‫قلعة القاهرة ولم يستطع العسكر العثماني الوصول إليها وال إصابتها وقطعت عليهم‬
‫القبائل المؤن وحاصرتهم وتعرض الجيش العثماني لخسائر فادحة خاض العثمانيون‬
‫ثمانين معركة مع الزيدية توجت بمقتل مراد باشا قرب ذمار‪ ،‬ولكن كان األتراك في‬
‫أوج قوتهم ولم يكونوا على إستعداد لتقبل الهزيمة المهينة بسهولة فأرسلوا قوة‬
‫جديدة بقيادة سنان باشا‪ ،‬قائد عثماني بارز من أصل ألباني‪ ،‬إلعادة السيطرة‬
‫العثمانية على اليمن‬
‫توفي اإلمام المطهر عام ‪ 1572‬ولم يتحد الزيدية عقب وفاة إمامهم فتقاتل أبناء‬
‫المطهر مع الحسن بن علي بن داود فاستغل العسكر االنقسام وتمكن العثمانيون من‬
‫اقتحام صنعاء وصعدة ونجران عام ‪ 1583‬بدعم من اإلسماعيلية المناهضين للزيود‬
‫تحصن الحسن في شهارة وتم اعتقاله عام ‪ 1585‬وسُجن في صنعاء ثم نُقل إلى‬
‫تركيا ومات فيها‪.‬‬
‫تزايد الترويج للمذهب الحنفي على حساب الزيدية أغضب اإلمام المنصور باهلل‬
‫القاسم فتوجه ألرياف صنعاء وبدأ بحشد األنصار لقتال العثمانيين في سبتمبر‬
‫‪ 1597‬وهو نفس العام الذي افتتحت فيه السلطات العثمانية جامع البكيرية في‬
‫صنعاء انضمت قبائل همدان وخوالن وسنحان واألهنوم لتمرد اإلمام المنصور باهلل‬
‫القاسم واستعاد اإلمام صعدة وعمران وحجة مابين عام ‪ 1599‬ـ ‪ 1602‬ووقع‬
‫جعفر باشا هدنة لعشر سنوات مع اإلمام واإلعتراف به إماما على المرتفعات عام‬
‫‪.1608‬‬
‫شنت قبائل خوالن هجوم ًا آخر على العثمانيين عام ‪ 1610‬كلف العثمانيين خسائر‬
‫كبيرة واستمر القتال حتى عام ‪ 1616‬عندما عُ زل جعفر باشا وعين الحاج محمد‬
‫باشا والي ًا بدال عنه عُ زل محمد باشا وعين حيدر باشا بدال عنه وقام األخير باقتراح‬
‫هدنة جديدة مع اإلمام المؤيد باهلل لخمسة أشهر‪ ،‬خالل الخمسة أشهر طلب حيدر‬
‫باشا دعما من عبدين باشا المرابط في مدينة سواكن السودانية‪ ،‬فنزل عبدين باشا‬
‫المخا وحاول استعادة تعز ولكنه هُزم واضطر للتراجع إلى المخا عام ‪.1628‬‬
‫عام ‪ ،1629‬أرسل الباب العالي قانصوه باشا بدال عن حيدر باشا‪ ،‬فنزل جيزان ثم‬
‫زبيد وأعدم عبدين باشا وسجن حيدر باشا حاول قانصوه باشا استعادة تعز ولكنه‬
‫اضطر للتراجع إلى زبيد ووقع على هدنة جديدة مع اإلمام المؤيد عام ‪ 1630‬تمكن‬
‫اإلمام المؤيد استعادة زبيد عام ‪ 1634‬وفنى غالب قوات قانصوه باشا وأعطى‬
‫اإلمام المؤيد للعثمانيين فرصة اإلنسحاب سلميا من المخا آخر معاقل العثمانيين‪.‬‬
‫الفترة الثانية ‪:‬‬

‫عاد العثمانيون من جديد وسقط ماتبقى من دولة القاسمية وأسسوا والية اليمن عام‬
‫‪ 1872‬والتي ضمت نفس مناطق إيالة اليمن السابقة باستثناء المناطق الجنوبية‪.‬‬
‫حاول العثمانيون ضم صنعاء للمرة األولى عام ‪ 1849‬ولكنهم تعرضوا لخسائر‬
‫فادحة وخسروا ‪ 1500‬جندي خالل المحاولة الفاشلة والحقيقة أن العثمانيين‬
‫سيطروا على مدن في تهامة وطلب تجار من صنعاء منهم السيطرة على المدينة‪،‬‬
‫والسبب في ذلك كان يأسهم من قدرة مشايخ القبائل واألئمة الزيدية على فرض‬
‫األمن ‪.‬‬
‫مثل دخولهم األول‪ ،‬سيطر العثمانيون على تهامة أو ً‬
‫ال وتعلموا من تجربتهم السابقة‬
‫فعملوا على ماأسموه تطوير اليمن فأدخلوا المطابع وبنو المدارس بل عملوا على‬
‫علمنة المجتمع اليمني وإزالة الطبقية اإلجتماعية السائدة وحاولوا عزل القوى‬
‫التقليدية المهيمنة المتمثلة بمشايخ القبائل واألئمة الزيدية خالل عملية العلمنة‬
‫ومحاولة األتراك تعريف السكان بمفاهيم المواطنة كان العثمانيون يسيطرون على‬
‫المدن الرئيسية ولم يستطيعوا احكام سيطرتهم على األرياف حيث القبائل‪.‬‬
‫اقترح أحمد عزت باشا العودة إلى تهامة وعدم التوغل في المرتفعات‪ ،‬ولعب دور‬
‫الوسيط بين القبائل عوض ًا عن إنهاك العسكر في معارك مستمرة غير مجدية‬
‫ضدهم‪.‬‬
‫تمكنت القبائل الزيدية من إشغال العثمانيين وأفشلوا كل المخططات العثمانية‬
‫إلخضاعهم في الفترة مابين ‪ 1904‬ـ ‪ 1911‬بلغت خسائر العثمانيين عشرة آالف‬
‫جندي وخمسمائة ألف جنيه استرليني في العام الواحدكان سكان المدن في اليمن‬
‫يؤيدون العثمانيين ولكن اضطرت الدولة لالستسالم لإلمام يحيى في النهاية عام‬
‫‪ 1911‬إلن مشايخ القبائل في المرتفعات الشمالية كانوا يهاجمون االتراك‬
‫باستمرار‪.‬‬
‫كانت االتفاقية بين األتراك واإلمام يحيى هدنة ولم يرحلوا بالكلية بعد ولكن كان‬
‫اإلمام يحيى حميد الدين يحكم المرتفعات الشمالية فعلي ًا‪.‬‬
‫نصت اإلتفاقية على أن يحكم اإلمام المرتفعات الشمالية‪/‬الزيدية حكما ذاتي ًا ويبقى‬
‫األتراك في المناطق الشافعية أي المناطق الوسطى من الجمهورية اليوم‪ .‬وبقيت‬
‫عدن محكومة من اإلمبراطورية البريطانية‪.‬‬

You might also like