You are on page 1of 2

‫‪ :‬أحداث تاريخية أدت إلى سقوط األندلس ‪10‬‬

‫األندلس سقطت على مراحل نتيجة أخطاء وكوارث وخيانات من أرض شاسعة إلمارة صغيرة ثم اختفت و من أهم‬
‫‪ :‬هذه األحداث‬
‫‪ :‬إضطهاد وقتل الفاتحين )‪1‬‬
‫في عام ‪ 716‬م قام الخليفة األموي سليمان بن عبد الملك بعزل الجنراالت العسكريين الخيه الخليفة الوليد بن عبد‬
‫الملك ‪ ،‬فكما قام بعزل ثم قتل جنرال الجيش االموي الشرقي الذي وصل لحدود الصين قتيبة بن مسلم الباهلي ‪ ،‬فانه‬
‫قام بعزل جنراالت الجيش االموي الغربي الثالث موسى بن نصير وطارق بن زياد وعبد العزيز بن موسى بن‬
‫نصير الذين فتحو االندلس و اتجهو لفتح فرنسا و ايطاليا ‪ ،‬فقال ابن عذاري بأن سليمان بن عبد الملك نكب موسى‬
‫بن نصير وطارق بن زياد‪ ،‬ثم أمر بقتل عبد العزيز بن موسى بن نصير وُح ملت رأسه إلى الخليفة سليمان بن عبد‬
‫الملك‪ ،‬فعرضها على موسى بن نصير قائًال‪« :‬أتعرف هذا؟»‪ ،‬فقال‪« :‬نعم أعرفه صّو اًما قّو اًما‪ ،‬فعليه لعنة هللا إن‬
‫كان الذي قتله خيًر ا منه»‪ ،‬وأما طارق بن زياد فمصيره مجهوال فقيل أنه قتل وقيل أنه أصبح متسوال في آخر حياته‬
‫‪ ،‬ويعتبر اضطهاد الفاتحين خطأ كبير فقد كانوا قادرين على فتح مساحات أخرى بعد األندلس‪ ،‬وكان موسى بن‬
‫‪.‬نصير يملك مخطط كامل لفتح أوروبا كلها والوصول للقسطنطينية من الغرب‬
‫الهزيمة في معركة بالط الشهداء )‪2‬‬
‫في عام ‪ 732‬م وقعت معركة بالد الشهداء وسط فرنسا بين الجيش األموي بقيادة والي األندلس عبد الرحمن الغافقي‬
‫وبين جيش بالد الغال بقيادة شارل مارتل‪ ،‬والتي إنتهت بهزيمة كارثية أدت إلى إنسحاب األمويين وسقوط المناطق‬
‫‪-.‬التي كانوا يسيطروا عليها في بالد الغال ‪-‬فرنسا اليوم‬
‫وأما أسباب الهزيمة فهي كثيرة وأهمها أن عبد الرحمن الغافقي لم يتبع أسلوب من سبقه من الوالة في أن السيطرة‬
‫يجب أن تكون بالتدريج إلختالف طبيعية الحكم وقوته في بالد الغال عن بالد القوط‪ ،‬وكذلك لعدم دراسة مناخ بالد‬
‫الغال ووعورة مسالكها‪ ،‬وأيضا نتيجة اإلبتعاد عن قواعد تموين الجيش‪ ،‬وكانت مناطق بالد الغال تشكل حاجز‬
‫‪.‬يحمي األندلس‬
‫عدم القضاء على الممالك اإلسبانية الصغيرة )‪3‬‬
‫بقي في شمال األندلس ممالك إسبانية صغيرة مثل ليون ونافار واستورياس وجيليقية‪ ،‬واستطاع األمير األموي عبد‬
‫الرحمن الداخل أن يؤسس إمارة أموية قوية مزدهرة في األندلس عام ‪756‬م‪ ،‬وتمكن وخلفائه من األمراء األمويين‬
‫األقوياء من الدخول لهذه اإلمارات‪ ،‬ولكن وقعوا في خطأ وهو أنهم استخفوا بها فكانوا يكتفون بوضع حامية‬
‫عسكرية وبأخذ الجزية وإعالن التبعية ‪ ،‬في حين كان يجب أن يقضوا عليها وأن يزيحوا عائالتها الملكية ويدمجوها‬
‫في اإلمارة األموية بشكل مباشر‪ ،‬وعدم قيامهم بهذا األمر أدى لتوسع هذه الممالك اإلسبانية الصغيرة واستطاعت‬
‫‪.‬أن تسيطر على كامل أرض األندلس بالتدريج‬
‫إسقاط الخالفة القرشية األندلسية )‪4‬‬
‫لقد عاشت األندلس زمن اإلمارة األموية أجمل أيامها حيث كانت األسرة األموية القرشية تمثل مصدر وحدة‬
‫وإجماع لكافة قبائل األندلس الذين يرون في األمويين أسرة قرشية ذات مكانة وتمثل موقع الحياد بينهم‪ ،‬ولكن وقع‬
‫األمير األموي الحكم المستنصر في خطأ حينما عين إبنه الطفل هشام المؤيد وليا لعهده ولم يعين أحد إخوته الكبار‪،‬‬
‫فتولى األمير األموي الطفل هشام المؤيد الحكم عام ‪976‬م‪ ،‬فاستغل الحاجب ابن أبي عامر صغر عمر األمير‬
‫المؤيد فقام بتعطيل الحكم األموي‪ ،‬وإقصائهم بشكل فعلي‪ ،‬فسقطت هيبة الخالفة وميثاق اإلجماع مما أدى لفتن‬
‫الحقا‪ ،‬وعلى الرغم من ظهور أمراء أمويين حاولوا إعادة الدولة ولكنهم دخلوا في صراعات وأصبحت قبائل‬
‫األندلس تدعم أمير ضد أمير آخر ثم إنقسمت األندلس و بداية الفتنة الكبرى بين البربر و العرب و انقسام البالد‬
‫‪.‬لملوك الطوائف‬
‫التنازل عن ‪ 96‬قلعة في شمال األندلس )‪5‬‬
‫في عام ‪1008‬م تنازل األمير األموي محمد المهدي عن ‪ 96‬قلعة في ثغور االندلس حيث قام بتسليمها لملك قشتالة‬
‫سانشو غورسية مقابل أن يقطع اإلمدادات عن منافسه المتمرد األمير األموي سليمان المستعين‪ ،‬وكان هذا التنازل‬
‫هو النقطة األساسية في قلب المعادلة فتحول األندلسيين إلى مدافعين بعد أن كانوا مهاجمين والطرف األضعف بعد‬
‫أن كانوا األقوى‪ ،‬حيث هذه القالع تشكل شريط عسكري إستراتيجي يحمي األندلس ويكون كذلك منطلق لحمالت‬
‫‪.‬عسكرية ضد الممالك اإلسبانية‬
‫عدم إستغالل اإلنتصار في معركة الزالقة )‪6‬‬
‫في عام ‪ 1086‬م إستطاع أهل األندلس والمرابطين أن يحققوا إنتصار ساحق على اإلسبان في معركة الزالقة‪ ،‬وكان‬
‫من الواجب أن يتم إسترداد طليطلة ومناطق أخرى بعد انتهاء المعركة‪ ،‬ولكن عاد أمير المرابطين يوسف بن‬
‫تاشفين إلى المغرب بسبب وفاة إبنه وولي عهده أبي بكر المكلف بإدارة أمور المغرب‪ ،‬وكذلك بسبب تمرد والي‬
‫‪.‬سجلماسة إبراهيم بن أبي بكر‬
‫إنقالب الموحدين ونهاية المرابطين )‪7‬‬
‫في عام ‪ 1118‬م بدأ تمرد الموحدين على حكم المرابطين في المغرب واألندلس‪ ،‬فاستغلوا إنشغال المرابطين بالقتال‬
‫في األندلس ليقوم الموحدين بثورتهم ‪ ،‬وهذا أدى لضعف المرابطين وسحب قسم من قواتهم من االندلس ونقلها إلى‬
‫المغرب‪ ،‬وكانت هذه خسارة لألندلس حيث خالل فترة حكم المرابطين إستطاعوا أن يستردوا بلنسية وكل المدن‬
‫التابعة لها عام ‪1102‬م وانتصروا في معركة أقليش عام ‪1108‬م واستردوا أقليش وقونكة وأقونية وكونسويجرا‪،‬‬
‫وفي عام ‪ 1114‬م وصلوا لجبال البرانس ودمروا الكونتيات الكاتالونية الممتدة بين برشلونة إلى جبال البرانس‪ ،‬وفي‬
‫‪.‬عام ‪1117‬م تم فتح قلمرية‬
‫خيانة أسرة إبن هود‬
‫في عام ‪1146‬م وقعت معركة جنجالة والتي هزم فيها األندلسيون هزيمة ساحقة وسيطر اإلسبان على مساحات‬
‫واسعة من شرق األندلس‪ ،‬ولتكون هذه نهاية خيانة اسرة ابن هود‪ ،‬حيث كانت هذه الحملة بطلب من سيف الدولة بن‬
‫هود الذي كان يعتقد بأن اإلسبان سيساعدوه على حكم شرق األندلس ولكنهم غدروا به وقتلوه‪ ،‬ويذكر أن أباه عماد‬
‫‪.‬الدولة بن هود شارك األسبان وساعدهم على إسقاط سرقسطة نهاية عام ‪1118‬م‬
‫تعاطف السلطان يعقوب مع نساء ملك قشتالة بعد إنتصاره في معركة األرك )‪9‬‬
‫في عام ‪1195‬م‪ ،‬وقعت معركة األرك التي إنتصر فيها جيش الموحدين على جيش مملكة قشتالة بقيادة الملك‬
‫ألفونسو الثامن وكان نصرا ساحقا فهرب الملك ألفونسو الثامن إلى مدينة طليطلة‪ ،‬وأكمل السلطان المنصور‬
‫مسيرته في أراضي مملكة قشتالة حتى وصل إلى طليطلة عاصمة قشتالة وضرب عليها حصارا‪ ،‬وعزم على أخذ‬
‫طليطلة‪ ،‬ولكن خرجت له والدة ألفونسو الثامن وبناته ونساؤه وبكين بين يديه‪ ،‬فقرر التراجع عن طليطلة‪ ،‬والموافقة‬
‫‪.‬على الصلح‪ ،‬وهذا األمر ندم عليه الحقا‬
‫خيانة وضعف أسرة بنو األحمر )‪10‬‬
‫في عام ‪1228‬م إستطاع محمد بن هود الجذامي السيطرة على األندلس وإخراج الموحدين‪ ،‬وقام بتجميع جيش‬
‫ليحارب اإلسبان ويسترد ما ضاع‪ ،‬ولكنه تعرض للغدر من محمد األول إبن األحمر الذي تمرد ضده‪ ،‬وبل تحالف‬
‫مع اإلسبان وساندهم وشاركهم في حصار وإسقاط قرطبة وإشبيلية وكان هدفه أن يحصل على إمارة صغيرة‬
‫‪.‬وكانت هذه اإلمارة هي إمارة غرناطة ليكون أول ملوك بنو األحمر‬
‫‪-‬‬
‫وأما الملك أبو عبد هللا الصغير فهو آخر ملوك بنو األحمر وهو أيضا كأول ملوكها من أسوأ الشخصيات في‬
‫التاريخ األندلسي‪ ،‬فقد كانت إمارة غرناطة زمن أبيه الملك أبو الحسن دولة قوية حصينة وإنتصرت على اإلسبان‬
‫في عام ‪ 1478‬م وسيطرت على مدينة الزهراء‪ ،‬ولكن قام أبو عبد هللا الصغير بالتمرد على أبيه ثم عمه الذي‬
‫إنتصر على اإلسبان في معركة مالقة عام ‪ 1483‬م‪ ،‬وتحالف ابو عبد هللا الصغير مع اإلسبان‪ ،‬وهذا أدى انشقاق‬
‫في داخل إمارة غرناطة‪ ،‬وحتى بعد وصوله للحكم وسلم أغلب أراضي إمارة غرناطة لإلسبان مقابل العرش‪ ،‬وفشل‬
‫اإلسبان في دخول غرناطة آخر المعاقل األندلسية بالقوة‪ ،‬فقاموا بشراء الوزراء الفاسدين والذين زينوا ألبو عبد‬
‫هللا الصغير تسليم غرناطة وهذا ما أدى إلى تسليمها عام ‪1492‬م‪ ،‬حيث بعد سقوطها تم إكتشاف أن غرناطة كانت‬
‫‪.‬تحتوي على مواد غذائية ومعدات عسكرية تكفيها للمقاومة والصمود لزمن طويل جدا‬

You might also like