Professional Documents
Culture Documents
األندلس سقطت على مراحل نتيجة أخطاء وكوارث وخيانات من أرض شاسعة إلمارة صغيرة ثم اختفت و من أهم
:هذه األحداث
:إضطهاد وقتل الفاتحين )1
في عام 716م قام الخليفة األموي سليمان بن عبد الملك بعزل الجنراالت العسكريين الخيه الخليفة الوليد بن عبد
الملك ،فكما قام بعزل ثم قتل جنرال الجيش االموي الشرقي الذي وصل لحدود الصين قتيبة بن مسلم الباهلي ،فانه
قام بعزل جنراالت الجيش االموي الغربي الثالث موسى بن نصير وطارق بن زياد وعبد العزيز بن موسى بن
نصير الذين فتحو االندلس و اتجهو لفتح فرنسا و ايطاليا ،فقال ابن عذاري بأن سليمان بن عبد الملك نكب موسى
بن نصير وطارق بن زياد ،ثم أمر بقتل عبد العزيز بن موسى بن نصير وُح ملت رأسه إلى الخليفة سليمان بن عبد
الملك ،فعرضها على موسى بن نصير قائًال« :أتعرف هذا؟» ،فقال« :نعم أعرفه صّو اًما قّو اًما ،فعليه لعنة هللا إن
كان الذي قتله خيًر ا منه» ،وأما طارق بن زياد فمصيره مجهوال فقيل أنه قتل وقيل أنه أصبح متسوال في آخر حياته
،ويعتبر اضطهاد الفاتحين خطأ كبير فقد كانوا قادرين على فتح مساحات أخرى بعد األندلس ،وكان موسى بن
.نصير يملك مخطط كامل لفتح أوروبا كلها والوصول للقسطنطينية من الغرب
الهزيمة في معركة بالط الشهداء )2
في عام 732م وقعت معركة بالد الشهداء وسط فرنسا بين الجيش األموي بقيادة والي األندلس عبد الرحمن الغافقي
وبين جيش بالد الغال بقيادة شارل مارتل ،والتي إنتهت بهزيمة كارثية أدت إلى إنسحاب األمويين وسقوط المناطق
-.التي كانوا يسيطروا عليها في بالد الغال -فرنسا اليوم
وأما أسباب الهزيمة فهي كثيرة وأهمها أن عبد الرحمن الغافقي لم يتبع أسلوب من سبقه من الوالة في أن السيطرة
يجب أن تكون بالتدريج إلختالف طبيعية الحكم وقوته في بالد الغال عن بالد القوط ،وكذلك لعدم دراسة مناخ بالد
الغال ووعورة مسالكها ،وأيضا نتيجة اإلبتعاد عن قواعد تموين الجيش ،وكانت مناطق بالد الغال تشكل حاجز
.يحمي األندلس
عدم القضاء على الممالك اإلسبانية الصغيرة )3
بقي في شمال األندلس ممالك إسبانية صغيرة مثل ليون ونافار واستورياس وجيليقية ،واستطاع األمير األموي عبد
الرحمن الداخل أن يؤسس إمارة أموية قوية مزدهرة في األندلس عام 756م ،وتمكن وخلفائه من األمراء األمويين
األقوياء من الدخول لهذه اإلمارات ،ولكن وقعوا في خطأ وهو أنهم استخفوا بها فكانوا يكتفون بوضع حامية
عسكرية وبأخذ الجزية وإعالن التبعية ،في حين كان يجب أن يقضوا عليها وأن يزيحوا عائالتها الملكية ويدمجوها
في اإلمارة األموية بشكل مباشر ،وعدم قيامهم بهذا األمر أدى لتوسع هذه الممالك اإلسبانية الصغيرة واستطاعت
.أن تسيطر على كامل أرض األندلس بالتدريج
إسقاط الخالفة القرشية األندلسية )4
لقد عاشت األندلس زمن اإلمارة األموية أجمل أيامها حيث كانت األسرة األموية القرشية تمثل مصدر وحدة
وإجماع لكافة قبائل األندلس الذين يرون في األمويين أسرة قرشية ذات مكانة وتمثل موقع الحياد بينهم ،ولكن وقع
األمير األموي الحكم المستنصر في خطأ حينما عين إبنه الطفل هشام المؤيد وليا لعهده ولم يعين أحد إخوته الكبار،
فتولى األمير األموي الطفل هشام المؤيد الحكم عام 976م ،فاستغل الحاجب ابن أبي عامر صغر عمر األمير
المؤيد فقام بتعطيل الحكم األموي ،وإقصائهم بشكل فعلي ،فسقطت هيبة الخالفة وميثاق اإلجماع مما أدى لفتن
الحقا ،وعلى الرغم من ظهور أمراء أمويين حاولوا إعادة الدولة ولكنهم دخلوا في صراعات وأصبحت قبائل
األندلس تدعم أمير ضد أمير آخر ثم إنقسمت األندلس و بداية الفتنة الكبرى بين البربر و العرب و انقسام البالد
.لملوك الطوائف
التنازل عن 96قلعة في شمال األندلس )5
في عام 1008م تنازل األمير األموي محمد المهدي عن 96قلعة في ثغور االندلس حيث قام بتسليمها لملك قشتالة
سانشو غورسية مقابل أن يقطع اإلمدادات عن منافسه المتمرد األمير األموي سليمان المستعين ،وكان هذا التنازل
هو النقطة األساسية في قلب المعادلة فتحول األندلسيين إلى مدافعين بعد أن كانوا مهاجمين والطرف األضعف بعد
أن كانوا األقوى ،حيث هذه القالع تشكل شريط عسكري إستراتيجي يحمي األندلس ويكون كذلك منطلق لحمالت
.عسكرية ضد الممالك اإلسبانية
عدم إستغالل اإلنتصار في معركة الزالقة )6
في عام 1086م إستطاع أهل األندلس والمرابطين أن يحققوا إنتصار ساحق على اإلسبان في معركة الزالقة ،وكان
من الواجب أن يتم إسترداد طليطلة ومناطق أخرى بعد انتهاء المعركة ،ولكن عاد أمير المرابطين يوسف بن
تاشفين إلى المغرب بسبب وفاة إبنه وولي عهده أبي بكر المكلف بإدارة أمور المغرب ،وكذلك بسبب تمرد والي
.سجلماسة إبراهيم بن أبي بكر
إنقالب الموحدين ونهاية المرابطين )7
في عام 1118م بدأ تمرد الموحدين على حكم المرابطين في المغرب واألندلس ،فاستغلوا إنشغال المرابطين بالقتال
في األندلس ليقوم الموحدين بثورتهم ،وهذا أدى لضعف المرابطين وسحب قسم من قواتهم من االندلس ونقلها إلى
المغرب ،وكانت هذه خسارة لألندلس حيث خالل فترة حكم المرابطين إستطاعوا أن يستردوا بلنسية وكل المدن
التابعة لها عام 1102م وانتصروا في معركة أقليش عام 1108م واستردوا أقليش وقونكة وأقونية وكونسويجرا،
وفي عام 1114م وصلوا لجبال البرانس ودمروا الكونتيات الكاتالونية الممتدة بين برشلونة إلى جبال البرانس ،وفي
.عام 1117م تم فتح قلمرية
خيانة أسرة إبن هود
في عام 1146م وقعت معركة جنجالة والتي هزم فيها األندلسيون هزيمة ساحقة وسيطر اإلسبان على مساحات
واسعة من شرق األندلس ،ولتكون هذه نهاية خيانة اسرة ابن هود ،حيث كانت هذه الحملة بطلب من سيف الدولة بن
هود الذي كان يعتقد بأن اإلسبان سيساعدوه على حكم شرق األندلس ولكنهم غدروا به وقتلوه ،ويذكر أن أباه عماد
.الدولة بن هود شارك األسبان وساعدهم على إسقاط سرقسطة نهاية عام 1118م
تعاطف السلطان يعقوب مع نساء ملك قشتالة بعد إنتصاره في معركة األرك )9
في عام 1195م ،وقعت معركة األرك التي إنتصر فيها جيش الموحدين على جيش مملكة قشتالة بقيادة الملك
ألفونسو الثامن وكان نصرا ساحقا فهرب الملك ألفونسو الثامن إلى مدينة طليطلة ،وأكمل السلطان المنصور
مسيرته في أراضي مملكة قشتالة حتى وصل إلى طليطلة عاصمة قشتالة وضرب عليها حصارا ،وعزم على أخذ
طليطلة ،ولكن خرجت له والدة ألفونسو الثامن وبناته ونساؤه وبكين بين يديه ،فقرر التراجع عن طليطلة ،والموافقة
.على الصلح ،وهذا األمر ندم عليه الحقا
خيانة وضعف أسرة بنو األحمر )10
في عام 1228م إستطاع محمد بن هود الجذامي السيطرة على األندلس وإخراج الموحدين ،وقام بتجميع جيش
ليحارب اإلسبان ويسترد ما ضاع ،ولكنه تعرض للغدر من محمد األول إبن األحمر الذي تمرد ضده ،وبل تحالف
مع اإلسبان وساندهم وشاركهم في حصار وإسقاط قرطبة وإشبيلية وكان هدفه أن يحصل على إمارة صغيرة
.وكانت هذه اإلمارة هي إمارة غرناطة ليكون أول ملوك بنو األحمر
-
وأما الملك أبو عبد هللا الصغير فهو آخر ملوك بنو األحمر وهو أيضا كأول ملوكها من أسوأ الشخصيات في
التاريخ األندلسي ،فقد كانت إمارة غرناطة زمن أبيه الملك أبو الحسن دولة قوية حصينة وإنتصرت على اإلسبان
في عام 1478م وسيطرت على مدينة الزهراء ،ولكن قام أبو عبد هللا الصغير بالتمرد على أبيه ثم عمه الذي
إنتصر على اإلسبان في معركة مالقة عام 1483م ،وتحالف ابو عبد هللا الصغير مع اإلسبان ،وهذا أدى انشقاق
في داخل إمارة غرناطة ،وحتى بعد وصوله للحكم وسلم أغلب أراضي إمارة غرناطة لإلسبان مقابل العرش ،وفشل
اإلسبان في دخول غرناطة آخر المعاقل األندلسية بالقوة ،فقاموا بشراء الوزراء الفاسدين والذين زينوا ألبو عبد
هللا الصغير تسليم غرناطة وهذا ما أدى إلى تسليمها عام 1492م ،حيث بعد سقوطها تم إكتشاف أن غرناطة كانت
.تحتوي على مواد غذائية ومعدات عسكرية تكفيها للمقاومة والصمود لزمن طويل جدا