You are on page 1of 2

‫بحث حول السلطان عبد الحميد الثاني‬

‫السلطان عبد احلميد الثاين هو اخلليفة املسلم الثاين بعد املئة‪ ،‬والسلطان العثماين الرابع والثالثون يف سلسلة‬

‫السالطني العثمانيني‪ ،‬وهو السادس والعشرون من السالطني العثمانيني الذين مجعوا بني اخلالفة والسلطنة‪ ،‬ولَد يف عام‬

‫‪1842‬م يف قصر جراغان يف إسطنبول‪ ،‬والده السلطان عبد اجمليد األول‪ ،‬درَس يف شبابه اخلط واملوسيقى وتعلم اللغتني‬

‫الفارسية والفرنسية إىل جانب اللغة العربية‪ ،‬ودرس العلوم اإلسالمية واألدب العثماين والتصوف وصحيح البخاري وتعلم‬

‫االقتصاد والسياسة على يد وزير املعارف‪ ،‬وكان ينظم بعض األشعار باللغة الرتكية العثمانية‪ ،‬امتهَن النجارة وكان شغوًفا‬

‫هبا منذ أيام والده‪ ،‬وعرَف عنه أَّنه كان كثري التدين‪ ،‬توىَّل احلكم يف ‪ 31‬أغسطس من عام ‪1876‬م بعد أخيه السلطان‬

‫مراد اخلامس‪ ،‬يعُّد أيًض ا آخر من حاز على سلطة فعلية من السالطني العثمانيني‪ ،‬شهَد ت فرتة حكمه العديد من األحداث‬

‫املهمة‪ ،‬حيُث فقدت الدولة العثمانية أجزاًء كثرية من أراضيها يف البلقان وكذلك فقدت قربص وتونس ومصر والبوسنة‬

‫واهلرسك بلغاريا وغريها‪ .‬وقامت يف عهده الكثري من اإلصالحات الداخلية‪ ،‬حيث ُمَّدت سكة حديد احلجاز اليت ربطت‬

‫بني املدينة املنورة ودمشق وسكة حديد الروملي وسكة حديد بغداد‪ ،‬وهنضت الزراعة وَّمت حتديث الصناعة والتجارة‬

‫وزيادة نشاطاهتا‪َّ ،‬مت إصالح القضاء والتعليم املدين والفين والعسكري‪ ،‬وزاد االهتمام بالسلك الصحي‪ ،‬وقام السلطان عبد‬

‫احلميد الثاين بتخفيض ديون الدولة العثمانية عن طريق جلب خرباء ماليني من أوربا‪ ،‬وبىن مشفى لألطفال وداًر ا للعجزة‬

‫يف إسطنبول‪ ،‬وَّمت افتتاح مركز الربيد العام ودار للنفوس وغري ذلك كثري‪ ،‬لكَّن بعد قضية األرمن اليت أثارت جداًل كبًريا‬

‫حوهلا أصبح أعداء السلطان عبد احلميد الثاين يطلقون عليه السطان األمحر يف إشارة إىل اجملازر اليت تعرض هلا األرمن‪.‬‬

‫هناية السلطان عبد احلميد الثاين كانت فرتة حكم السلطان عبد احلميد الثاين عموًم ا يف مرحلة سقوط واهنيار الدولة‬

‫‪1‬‬
‫العثمانية‪ ،‬فقد كثرت املؤامرات واتفقت الدول الكربى على ضرورة اإلطاحة هبا للتخلص من اخلوف الذي كانت تبُّثه يف‬

‫الدول الغربية‪ ،‬ورآى اإلحتاديون وهم أصحاب حزب االحتاد والرتقي ضرورة التخلص من السلطان يف بداية القرن‬

‫العشرين‪ ،‬وخصوًص ا بسبب موقفه الذي رفَض به تسليم فلسطني إلقامة وطن لليهود فيها‪ ،‬ويف عام ‪1909‬م حدثت‬

‫اضطرابات كبرية يف إسطنبول قتل خالهلا عدد من جنود حزب االحتاد والرتقي‪ ،‬فدخل جيش االحتاد والرتقي إسطنبول‬

‫وسيطر عليها ودخل قصر السلطان‪ ،‬وطالبوا بفتوة خللع السلطان عبد احلميد الثاين لكَّن شيخ اإلسالم ومفيت الدولة يف‬

‫ذلك الوقت رفض وأجربوه بقوة السالح على إصدار الفتوى‪ ،‬وأعلن قرار عزل السلطان وَّمت تبليغه عن طريق وفد مؤلف‬

‫من أربعة أشخاص‪ :‬أرمين ويهودي وجرجي وألباين‪ ،‬فتنازل السلطان بعد قرار العزل ألخيه السلطان حممد رشاد يف ‪27‬‬

‫إبريل عام ‪1909‬م‪ ،‬ونفَي السلطان مع مرافقيه وأسرته إىل سالنيك وصودرت أمواله وممتلكاته ومل يسمح هلم بأخذ أي‬

‫شيء من القصر‪ ،‬فعاش يف القصر يف سالنيك حياة قاسية حىت عاد إىل إسطنبول يف عام ‪1912‬م بعد نشوب حرب‬

‫البلقان األوىل‪ ،‬وأقام يف قصر بكلربكي يف إسطنبول حىت وفاته يف ‪ 10‬فرباير من عام ‪1918‬م‪.‬‬

‫‪2‬‬

You might also like