Professional Documents
Culture Documents
د/خالد الديب
الفصل األول :مفهوم التمويل الدولي وعناصره
المبحث األول :ماهية التمويل الدولي
يش ير فج وة بين الع رض مفه وم التمويل ال دولي إلى انتق ال رؤوس األم وال بكافة أش كالها بين دول الع الم
المختلفة ,ويتكون المصطلح من كلمتين ,حيث تشير كلمة التمويل إلى ندرة المعروض من رأس المال في دولة ما
مقارنا بالقدر المطلوب منه ,ونتيجة ذلك هو حدوث والطلب من رأس المال ,ويستدعي ذلك سد هذه الفجوة وهذا
ينطبق على الوح دة االقتص ادية أي على المس توى الج زئي ( )Microأو مجم وع الوح دات االقتص ادية في دولة
معينة ( )Macroأي على المستوى الكلي.
وله ذا ف إن الكلمة األولى تع ني عمومية التحليل في مس ألة انتق ال رؤوس األم وال من حيث أم اكن وفرتها
(أص حاب الف ائض) إلى حيث أم اكن ن درتها (أص حاب العج ز) ,ويتم ه ذا اإلنتق ال ع بر مجموعة من الوس طاء
الم اليين س واء ك ان ذلك في ش كل بن وك أو ش ركات ت أمين أو ص ناديق ادخ ار أو أس واق الم ال إلى غ ير ذلك من
مؤسس ات الوس اطة المالي ة ,فضال عن انتق ال رؤوس األم وال عن ه ذا النحو ال تي تك ون من أه دافها األساس ية
الحصول على أكبر عائد ممكن على هذه األموال.
أما الكلمة الثانية من مص طلح التمويل ال دولي تش ير إلى الص فة ال تي تحكم عملية التمويل من حيث كونه
دوليا ,وهذا يعني أن تحرك رأس المال في هذا اإلطار سيكون خارج الحدود السياسية لدول العالم.
كما أن الطبيعة الدولية في التمويل ت بين م دى اختالف ال دول في مج ال الف ائض والعجز في عنصر رأس
الم ال ,والعامل الحاسم في تحديد االتج اه الذي يس لكه رأس الم ال من دولة إلى أخرى أو من سوق إلى أخرى هو
شكل العالقة بين االدخار و االستثمار على مستوى الوطني ,والجدير بالذكر أن ندرة رأس المال بالنسبة للطلب
عليه في دولة تؤدي إلى ارتفاع عائده في هذه الدولة ,ومن ثم فإن رأس المال سيتدفق داخل هذه الدولة.
وليس المقصود بتحركات رؤوس األموال انتقال رؤوس األموال العينية في شكل آالت ومعدات وأصول
مختلفة ,فهذا يدخل في مجال التجارة الدولية للسلع ,ولكن المقصود بهذه التحركات هو انتقال رؤوس األموال في
شكل عمليات اقراض واقتراض بين الدول المختلفة ,ويشير األمر األخير إلى تأثير هذه التحركات الرأسمالية في
تغير الحقوق وااللتزامات المترتبة عليها .
ف إذا ق ام أحد المس تثمرين أو إح دى المؤسس ات أو إح دى الحكوم ات بط رح س ندات لل بيع في أس واق الم ال
بألمانيا ,وقامت المؤسسات بنوك ومواطنون في ألمانيا بشراء هذه السندات فإن ذلك يعتبر انتقاال لرأس الم ال على
المستوى الدولي ويحدث بذلك حقوقا لهؤالء الذين اشتروا السندات والتزامات أجنبية لهؤالء الذين قاموا بطرح
ه ذه الس ندات لل بيع ,غ ير أن اس تخدام حص يلة بيع ه ذه الس ندات في دفع ف اتورة ال واردات من الس لع اإلس تثمارية
سيدخل ضمن التجارة الدولية في السلع والخدمات.
ولكن المس تثمر ال ذي يقبل على ش راء الس ندات المطروحة لل بيع لن يق دم على ش رائها إال إذا ك ان مع دل
العائد على ه ذه الس ندات أك بر من العائد ال ذي يمكن تحقيقه من الف رص االس تثمارية األخ رى داخل ألماني ا ,وه ذا
يشير إلى أن االنتقال الدولي لرأس المال يتحرك وفقا لمقدار العائد المحقق من هذا الوعاء االستثماري (السندات)
مقارنا بالعوائد األخ رى ال تي يمكن تحقيقها من التوظيف ات االس تثمارية األخ رى س واء ك ان ذلك داخل الدولة أو
خارجها.
غ ير أن التحليل الس ابق هو تبس يط ش ديد لتح رك رؤوس األم وال إذ نجد في بعض األحي ان أن ص افي
االنتق ال أو التح رك ل رأس الم ال يتجه نحو خ ارج الدولة رغم ما تعانيه من ن درة في رأس الم ال وه ذا عائد إلى
أزم ات الدين الخارجي وعدم اإلستقرار المالي من ناحية ضف إلى ذلك عملي ات المضاربة على تغ يرات أسعار
الصرف واختالف مستويات الفائدة من ناحية ثانية ,وإ لى عدم استقرار األوضاع السياسية واالجتماعية من ناحية
ثالثة.
وتنقسم التحركات الدولية بصفة عامة إلى تحركات رسمية وتحركات خاصة:
ويقصد بالتحرك ات الرس مية ل رؤوس األم وال تلك الق روض ال تي تعقد بين حكوم ات ال دول المقرض ة,
وحكومات الدول المقترضة أو إحدى هيئاتها العامة أو الخاصة ,كما تشمل التحركات الرسمية تلك القروض التي
تعقد بين الحكوم ات المقترضة والمنظم ات الدولية واإلقليمية ومتع ددة األط راف ,وعلى ذلك ف إن التحرك ات
الرسمية تأخذ أحد األشكال التالية :
-قروض حكومية ثنائية.
-قروض دولية متعددة األطراف.
-قروض إقليمية متعددة األطراف.
ويقصد بالتحركات الخاصة لرأس المال كل القروض الممنوحة من جهات خاصة (أفراد ومؤسسات) إلى
حكومات الدول األجنبية أو المؤسسات العامة أو الخاصة بها ,ويأخذ هذا النوع من التحركات أحد األشكال التالية
:
-تسهيالت الموردين Supplier Crédit
-تسهيالت أو قروض مصرفية Banc Crédit
-طرح سندات في األسواق الدولية International Bonds Issues
-االستثمار المباشر والمحفظة االستثمارية Direct and Portfolio Investement
ويمكن الق ول أن رؤوس األم وال الخاصة تتح رك به دف تحقيق أك بر عائد ممكن على ه ذه األم وال ,وقد
يش تمل ه ذا اله دف على الرغبة في زي ادة الص ادرات كما في حالة تس هيالت الم وردين ,أو على الرغبة في زي ادة
األرباح كما في حالة القروض المصرفية والسندات الدولية واالستثمارات المباشرة.
وع ادة ما تتض من ت دفقات رأس الم ال ال دولي ت دفقات طويلة األجل وت دفقات قص يرة األجل وتتح رك
2
الت دفقات الرأس مالية طويلة األجل لش راء وبيع األس هم والس ندات ع بر الح دود السياس ية لل دول المختلفة ويمكن
التمييز في إطار هذه التحركات بين االستثمار في محفظة األوراق المالية Portfolio Investementواالستثمار
األجنبي Foreign Direct Investmentألنه يبين الدافع الحقيقي الذي يكمن وراءه كل نوع من هذه التحركات.
يتض من االس تثمار في محفظة األوراق المالية ش راء األص ول المالية المختلفة (أس هم وس ندات) به دف
تحقيق هدف معين من العائد دون اكتساب الحق في إدارة ورقابة المؤسسات أو الهيئات التي تصدر هذه األصول.
أما االس تثمار األجن بي المباشر فإنه يتض من امتالك أس هم في إح دى الش ركات مع اكتس اب الحق في إدارة
ورقابة العمل داخل هذه الشركة أو يتضمن إنش اء شركات جديدة ويقوم بامتالك كل أسهمها وإ دارتها ومراقباتها
وتنفيذ العمل بهذه الشركة.
أما بالنسبة للتحرك ات الرأسمالية قصيرة األجل فإنها تشتمل على التعامل بيعا وشراء في األصول المالية
قصيرة األجل مثل السندات الحكومية قصيرة األجل والقروض المصرفية وأذون الخزانة ,باإلضافة إلى الودائع
ألجل وشهادات اإليداع القابلة للتداول ...إلخ.
أما بالنس بة للتحرك ات الرس مية ل رؤوس األم وال فإنها ترتبط إلى حد كب ير بالعوامل السياس ية ,حيث ت رى
الدول المانحة ضرورة تحقيق أهداف سياسية معينة في المناطق التي توجه قروضها إليها.
ه ذا هو ما يحتويه مص طلح التمويل ال دولي غ ير أن الس نوات األخ يرة قد ش هدت تط ورا كب يرا خاصة بعد
ظه ور أزم ات مالية وأزمة ال ديون الدولي ة ,ويرجع ه ذا التط ور إلى المح اوالت المتع ددة به دف انتع اش النظ ام
المالي الدولي وإ يجاد الوسائل والتقنيات المالية الدولية لتخفيف األزمة وحماية النظام المالي الدولي.
المبحث الثاني :أهمية التمويل الدولي
تختلف أهمية ت دفقات رؤوس األم وال بين دول الع الم ب اختالف وجه ات النظر بين ال دول المقرضة ل رأس
المال والدولة المقترضة له من ناحية ,وباختالف نوعية رأس المال المتدفق من ناحية أخرى ويكون تحليل أهمية
التمويل كما يلي :
-1أهمية التمويل الدولي بالنسبة للدول المقترضة (المتلقية) :تستهدف الدول المتلقية(*) لرأس المال
في الغالب :
تدعيم برامج وخطط التنمية االقتصادية واالجتماعية.
رفع مستوى معيشة السكان.
مواجهة العجز في موازين المدفوعات وسد الفجوة بين االستثمارات المطلوبة والمدخرات المحققة.
كما يمكن لل دول أن تق ترض من الخ ارج ل دعم االس تهالك المحلي والمحافظة على مس توى معيشي معين,
فإذا كانت الموارد الخارجية للدولة غير كافية لتمويل الواردات االستهالكية ,فإن االعتماد على القروض أو المنح
الخارجية يص بح أم را ال مفر منه ألنه عن دما تك ون ال واردات من الص ادرات ف إن ذلك ي ؤدي إلى وج ود فج وة في
كلمة المتلقية ذات مفهوم واسع لكل التدفقات الرأسمالية سواء كانت قروض أو منح أو استثمارا مباشرا أو أي شكل من أشكال *) (
3
موارد الصرف األجنبي ,وال بد من سد هذه الفجوة بأحد األسلوبين :
األول :عن طريق السحب من االحتياطيات الخارجية المملوكة للدول.
والثاني :هو االقتراض الخارجي ,وعادة ما يتم اللجوء إلى األسلوب الثاني إذ كان مستوى االحتياطيات
الخارجية ال يسمح بالمزيد من السحب منه.
كما قد تعلق الدولة أهمية كب يرة على التمويل الخ ارجي في ش كل اس تثمارات أجنبية مباش رة ,وذلك ألن
االستثمارات المباشرة توفر تكنولوجية متقدمة وخبرات إدارية رفيعة المستوى باإلضافة إلى تفاعل المشروعات
الممولة من خالل االستثمارات األجنبية المباشرة مع األسواق الدولية ,وهو ما يؤدي إلى زيادة اإلنتاج من السلع
القابلة للتصدير ,كما تؤدي إلى توفير فرص توظيف وتحسين جودة اإلنتاج.
-2أهمية التمويل الدولي من وجهة نظر الجهات المقرضة :
فمن وجهة نظر الجهات المانحة فإن هناك سيادة لألهداف والدوافع السياسية بالنسبة للتمويل المتدفق من
المصادر الرسمية الثنائية ومتعددة األطراف.
فيؤكد كل من ج ريفن واين وس ( )Griffin & Enosعلى دور العوامل السياس ية في تحديد الدولة المتلقية
من ناحية وفي تحديد حجم تدفقات الرأسماليين المتدفقة إليها من ناحية أخرى.
وتحاول الدول التي تمنح قروضا رسمية لدولة أخرى أن تحقق أهدافا عديدة كتصريف الفوائض السلعية
لديها وزيادة صادراتها وتشغيل جانب كبير من شركاتها الوطنية في أعمال النقل والوساطة والتأمين والمقاوالت
وبيوت الخبرة المختلفة بها.
كما ان الق روض الرس مية الثنائية ترتبط بض رورة إنفاقها في أس واق ال دول المانحة (باس تثناء ح االت قليلة
جدا يتم فيها فتح قروض نقدية وألهداف خاصة).
كما أن الحص ول على ق رض معين من دولة أخ رى ال يع ني إعط اء الدولة المقترضة الحق في اس تخدامها
بحرية كاملة والش راء من أي س وق من األس واق الدولية وفقا ألج ود أن واع الس لع وأرخص األس عار ,ولكن الدولة
المانحة تريد تحقيق أهداف عديدة منها :
-تحسين صورة الدولة المانحة أمام المجتمع الدولي وإ ظهارها كدولة تحارب الفقر في العالم.
-حماية مصالح بعض القطاعات اإلنتاجية بالداخل كالقطاع الزراعي (الذي ينتج كميات كبيرة ويؤدي
عدم تصديرها إلى انخفاض أسعارها وإ صابة المنتجين بإضرار جسيمة ,ولهذا يمكن التخلص من هذه
الفوائض السلعية عن طريق القروض والمساعدات).
-تحمل الدولة المانحة للق رض المش اريع الممولة ب القرض تك اليف النقل والت أمين ل دى ش ركات تابعة
للدولة المانحة باإلضافة إلى تكاليف الخبراء والمشرفين.
أما التمويل ال دولي متع دد األط راف :وهو رأس الم ال ال ذي يت دفق من المؤسس ات الدولية واإلقليمية فهو
يخضع في تحركه للتيارات السياسية من جانب الدول المسيطرة على إدارة هذه المؤسسات الدولية.
-3أهمية التمويل الدولي على المستوى العالمي :
إن أهمية التمويل ال دولي من منظ ور العالق ات االقتص ادية الدولية تكمن في تمويل حركة التج ارة الدولية
4
من السلع والخدمات وأي انخفاض في مستوى السيولة الدولية لتمويل حركة التجارة يؤدي إلى انكماش العالقات
االقتصادية بين الدول ,وإ ذا كان القطاع الخارجي في معظم الدول يعد بمثابة القطاع المحرك للنمو فان انخفاض
حجم ه ذا القط اع وانكم اش نش اطه س يؤثر على مع دالت النمو ويقلل حجم اإلنت اج المخصص للتص دير والس لع
المستوردة لالستثمار واالستهالك.
والمالحظة الج ديرة بال ذكر هي أن الحجم الفعلي لتحرك ات رؤوس األم وال بين دول الع الم فيما بين
األسواق المالية الدولية قد ف اق عدة مرات التحرك الفعلي للس لع والخدمات على المس توى ال دولي ,ولم يعد هناك
ارتب اط بين الت دفقات المالية والت دفقات العيني ة ,وتع رف ه ذه الظ اهرة على المس توى ال دولي بظ اهرة االقتص اد
الرمزي ,وأن الدول المتقدمة وعلى رأسها الواليات المتحددة األمريكية ( )USAهي وحدها المستفيدة من ظهور
ونمو االقتص اد الرم زي ,ويع ود ذلك إلى امتالكها لألدوات الق ادرة على توجيه عملي ات التح رك له ذه األم وال
كاس تخدام السياسة النقدية لج ذب رؤوس األم وال وسياسة الص رف األجن بي به دف اح داث تخفيض في القيمة
الحقيقية لديونها الخارجية المقومة بالدوالر األمريكي.
وقد اس تخدمت الوالي ات المتح دة األمريكية ه ذه السياس ات منذ أن أص يب ميزانها التج اري بعجز س نة 1972
وحتى اآلن.
5
شكل رقم ( : )1عناصر النظام المالي الدولي
المتعاملون
المقترضون
االقراض تدفق األموال المستثمرون
المشاركون
األفراد األرباح المحققة السماسرة والبنوك األفراد تدفق العوائد
المؤسسات شركات االستثمار المؤسسات
الحكومات شركات التأمين الحكومات
بنوك وصناديق االدخار
المنظمات المنظمات
صناديق التقاعد
منظمات دولية
منظمات إقليمية
الحكومات
األســـواق
األفراد
المؤسسات العامة
رأس مال نقـد
األدوات
ـقبوالت بنكية
السنـدات أوراق تجارية
األسـهم أدونات الخزانة
ودائع ألجل
شهادات اإليداع
المصدر :عادل المهدي ،التمويل الدولي ،العربي للنشر والتوزيع ،القاهرة ،مصر .1993 .1
يتضح من الش كل الس ابق أن العناصر األساس ية ال تي يش تمل عليها النظ ام الم الي ال دولي تتك ون من
المتعاملين و األسواق و األدوات.
-1المتعاملون :
هم الرك يزة األساس ية للنظ ام الم الي ال دولي و يتك ون المتع املون في ظل النظ ام الم الي ال دولي من
المستثمرين و المقترضين و المشاركين.
أ-المستثمرون:
وهم األف راد والمؤسس ات العامة والخاصة وحكوم ات ال دول المختلفة والمنظم ات الدولية واإلقليمي ة,
والمس تثمر هو ذلك الش خص (مهما ك انت طبيعته القانوني ة) ال ذي يملك أرص دة فائضة من األم وال وي رغب في
توظيفها ,وهنا يجب أن يفرق بين التوظيف المالي والتوظيف الحقيقي لألموال.
ويشير التوظيف المالي إلى االستثمار في إحدى األصول المالية كاألسهم والسندات أو غيرها من األدوات
المالية األخرى والتي تدر عائدا ماليا لصاحب هذا المال.
6
وعلى المستوى الجزئي ( )Microيعتبر توظيف حقيقي لألموال لهذه األصول ,أما على المستوى الكلي (
)Macroفهذا ال يعتبر توظيفا حقيقيا لألموال ولكنه عملية نقل للملكية من شخص إلى آخر.
أما التوظيف (اإلس تثمار) الحقيقي لألم وال :يقصد به ش راء مع دات أص ول وآالت جدي دة به دف زي ادة
الطاقة اإلنتاجية أو المحافظة على ه ذه الطاقة من خالل االس تثمار االحاللي ,أما إي داع األم وال في أحد األوعية
االدخارية (ك البنوك) ال يغ ير من الص فة االس تثمارية له ذا الش خص ويص بح في ه ذه الحالة بمثابة م دخر وليس
مستثمر مالي.
ب -المقترضون:
وهم األف راد والمؤسس ات العامة والخاصة وحكوم ات ال دول المختلفة والمنظم ات الدولية واإلقليمية ال ذين
يحص لون على ق روض من األس واق المالية الدولية أو يقوم ون بط رح (بي ع) س ندات في ه ذه األس واق ,أو
باالقتراض المباشر من التجمعات المصرفية أو المنظمات الدولية أو من الحكومات المختلفة.
والمقترض ع ادة ما يرغب في الحص ول على األموال من مص ادر مختلفة به دف توظيفها في اس تثمارات
حقيقية بشراء معدات واآلالت والقيام بعمل مؤسسات ومصانع ومشروعات جديدة ,وفي هذه الحالة فإن المق ترض
يصبح بمثابة الشخص المستثمر.
وتأخذ األموال في إطار النظام المالي الدولي اتجاهين:
االتجاه األول :هو تدفق هذه األموال من المدخرين (أصحاب الفائض المالي) إلى المقترضين الذين يستخدمون
هذه األموال في االستثمارات (أصحاب العجز المالي).
االتجاه الثاني :هو تدفق عوائد وأرباح هذه األموال من المقترضين إلى المدخرين.
ج -المشاركون:
والمشاركون بالنظام المالي الدولي هم في الواقع:
السماسرة والوسطاء الذين يتعاملون في األسواق لحساب الغير أو لحسابهم مثل البنوك وشركات االستثمار
الم الي وش ركات الت أمين وبن وك وص ناديق االدخ ار ...إلخ باالض افة إلى ص ناديق التقاعد والمنظم ات الدولية
واالقليمية المختلفة والحكومات والشركات دولية النشاط (متعددة الجنسيات) واألفراد من مختلف دول العالم...
ويقوم هؤالء بالتعامل في األسواق المالية الدولية باستثمار األموال الفائضة لديهم لتحقيق عوائد وأرباح على هذه
األم وال ,كما يقوم ون بالحص ول على ق روض من األس واق المالية أو يقوم ون بط رح س ندات دولية في ه ذه
األسواق.
-2األسواق :
تمثل األس واق المالية المحلية والدولية الش بكة األساس ية ال تي تنتقل من خاللها رؤوس األم وال وتنقسم
األس واق المالية من وجهة نظر اآلج ال الزمنية واألدوات المس تخدمة إلى أس واق نقد Money Marketوأس واق
رأس المال .Capital Market
وفي أسواق النقد :يتم التعامل بأدوات مالية قصيرة األجل تتراوح آجال استحقاقها بين يوم وأقل من سنة,
وتتأثر أسواق النقد بالتغيرات التي تطرأ على أسعار صرف العمالت المختلفة ,كما تعكس األدوات دينا محددا.
7
أما أس واق رأس الم ال :ف إن األدوات المس تعملة تعكس غالبا حق وق للملكية مثل األس هم كما تعكس ك ذلك
ديونا طويلة األجل مثل السندات ,وتؤثر أسعار الفائدة بدرجة كبيرة في حركة األموال في هذه األسواق وبدرجة
أقل تغيرات أسعار الصرف.
-3األدوات :
تختلف األدوات باختالف نوعية السوق.
ففي أسواق النقد تكون أدوات التعامل في معظمها قصيرة األجل مثل:
-أذونات الخزينة.
-القيوالت المصرفية.
-األوراق التجارية وشهادات اإليداع القابلة للتداول.
-شهادات اإليداع المخزنة والودائع ألجل وصكوك الديون المختلفة.
أما األدوات المستخدمة في أسواق رأس المال وهي األدوات طويلة األجل مثل:
-األسهم التي تصدرها الشركات الصناعية.
-الس ندات الدولية ال تي تق وم بطرحها ه ذه الش ركات وتلك ال تي تطرحها حكوم ات ال دول المختلفة في
أسواق المال الدولية.
لكي يمكن تحليل طبيعة ونوعية واتج اه التحرك ات الدولية ل رؤوس األم وال في الف ترة الس ابقة لع ام 1914
وهو ت اريخ ان دالع الح رب العالمية األولى فإنه يجب التع رض لطبيعة النظ ام النق دي ال دولي ال ذي س اد خالل ه ذه
8
الفترة .
9
مثال :دولة ما تتبع نظ ام ال ذهب وح دث فيها ما أدى إلى ع دم االس تقرار السياس ي ,ه ذا س وف ي ؤدي إلى
ه روب ال ذهب من ه ذه الدولة (وبالت الي تنخفض مس تويات أس عارها ويقل فيها النش اط االقتص ادي) إلى دولة أو
دول أخ رى ,حيث ترتفع مس تويات أس عار ه ذه األخ يرة دون الحاجة إلى ذلك (ح دوث انتع اش) وه ذا ي ؤدي إلى
حدوث متاعب اقتصادية.
لكن نظ ام ال ذهب ال دولي اس تمر تش غيله في بيئة مواتية قبلت فيها ال دول المطبقة له ذا النظ ام التض حية
باعتب ارات االس تقرار ال داخلي في س بيل المحافظة على االس تقرار (الت وازن) الخ ارجي (تث بيت أس عار الص رف
والعمل على إع ادة الت وازن إلى م وازين م دفوعاتها بص ورة تلقائي ة) ,واس تمر ه ذا الوضع ح تى نش وب الح رب
العالمية Iحيث واجه نظام الذهب عديدا من المشاكل منها أن الحرب كشفت جمود النظام وعدم قدرته على توفير
المرونة الالزمة في الع رض النق دي وال ذي ت راكم الطلب عليه ليس فقط من أجل تمويل احتياج ات الح رب بل
لحاجة ال دول المتحاربة الحتياطاتها من ال ذهب لتمويل وارداتها من الخ ارج وقد أدى ه ذا إليق اف العمل به ذا
النظام.
ورغم محاولة الدول الكبرى إحياء هذا النظام غير أنها لم تستطع االستمرار إال لفترة محدودة سقط بعدها
النظ ام تحت وط أة الكس اد (أول دولة تمكنت من الع ودة إلى نظ ام ال ذهب هي الوالي ات المتح دة األمريكية س نة
1919بسبب وضعها االقتصادي المتقدم وعدم التأثر بالحرب وتزايد احتياطاتها الذهبية).
.6720
10
-2سوء توزيع الذهب بين الدول أي تركز الذهب في خزائن بعض الدول مثل أمريكا وفرنسا ,بحيث فقدت
بقية ال دول األخ رى ج زءا كب يرا من احتياطاتها مثل ألمانيا بس بب دفع التعويض ات للحلف اء ,ه ذا العامل
قضى على أحد مقومات نظام الذهب (حرية دخول وخروج الذهب).
-3ظهور القوى االحتكارية :وذلك بـ :
-نمو الكثير من الشركات االحتكارية وشبه االحتكارية التي تتحكم في األسعار واإلنتاج.
-ظه ور الكث ير من النقاب ات العمالية القوية ال تي تعمل دائما على رفع مس تويات األج ور وال تقبل أي
تخفيض فيه ا ,ه ذا س اعد على ض عف العالقة بين مس تويات األس عار وكمية النق ود وال ذهب الموج ود
في الدولة وهذا ما أدى إلى انهيار نظام الذهب الدولي.
-4عدم االستقرار السياسي
والخالصة :أن أغلب دول الع الم اض طرت إلى ت رك ه ذا النظ ام بعد الح رب العالمية األولى وح تى
محاوالت إحيائه كانت فاشلة وانهارت بسبب الكساد العظيم في أوائل الثالثينات حيث خرجت إنجلترا عام 1931
وتبعها بعدها العديد من الدول ثم تالها غيرها من الدول األوروبية في السنوات الالحقة.
وبعد انهيار هذا النظام بدأت الدول بفرض قيود على تجارتها وفرض الرقابة على الصرف وانقسم العالم
إلى ع دة من اطق نقدية مثل منطقة ال دوالر (أمريك ا) ,منطقة اإلس ترليني (إنجل ترا) ,كتلة ال ذهب (فرنسا وبعض
الدول األخرى) ,ثم مجموعة ألمانيا و دول أوروبا الوسطى.
-2التحركات الدولية لرؤوس األموال خالل الفترة (: )1914 -1870
في ظل سيادة قاعدة الذهب وثبات أسعار الصرف يندرج انتقال رؤوس األموال في شقين:
الشق األول :يتعلق بانتقاالت الذهب من وإ لى الدولة وفقا لحالة ميزان المدفوعات ,إذا كان الميزان يتوازن
بص ورة تلقائية من خالل خ روج ودخ ول ال ذهب بحري ة ,ومن ه ذا المنطلق يمكن الق ول أن تحرك ات رؤوس
األموال كانت تابعة لحركة التجارة الدولية ووضع موازين المدفوعات للدول المختلفة.
أما الشق الث اني النتق ال رؤوس األم وال :يتعلق بنمو حركة االس تثمارات األجنبية المباش رة ,وه ذا نتيجة
للظ روف ال تي وفرتها أس عار الص رف الثابتة واألم ان ووج ود الف رص اإلس تثمارية المربحة في المس تعمرات
التابعة من ناحية وانتشار النظم االستعمارية من ناحية أخرى.
وتعتبر لندن المركز األساسي للتجارة والتمويل ,وكان معظم التجار والبنوك في معظم دول العالم يودعون
أرصدتهم المالية في لندن على شكل ودائع ,وكان انتق ال رأس الم ال من وإ لى بريطانيا شديد الحساسية لتغيرات
أسعار الفائدة في بريطانيا.
-3أزمات الدين الخارجي في القرن التاسع عشر :
تتش ابه أزم ات ال دين الخ ارجي ال تي ك انت خالل الق رن التاسع عشر مع األزم ات ال تي ب دأت في النصف
الثاني من القرن العشرين.
إال أن ال ديون ك انت في غلبيتها من مص ادر اإلق راض الخاصة لمختلف الحكوم ات في افريقيا وآس يا
وأمريكا الالتيني ة ,واتجهت ال ديون الخارجية إلى اإلرتف اع الس ريع باإلض افة إلى ارتف اع تكلفة االق تراض ويمكن
11
القول أن هذه الديون جاءت من مصادر خاصة في المراكز الرئيسية للمال في كل من لندن ,فرنسا وألمانيا وكانت
لتمويل العديد من مشروعات البنية األساسية.
12
وهكذا فإن الخروج عن قاعدة الذهب كان مرفقا بتخفيضات كبيرة ألسعار صرف العمالت المختلفة مما
أثر بش كل كب ير على حركة التج ارة الدولية وأص بح نظ ام التع ويم هو األس اس ال ذي ارتكز عليه النظ ام النق دي
العالمي في فترة ما بين الحربين.
وب دأت الح رب العالمية IIفي س بتمبر 1939وت وقفت بعد ست س نوات بعد استس الم ألمانيا في م اي
1945والياب ان في س بتمبر من نفس الع ام ,واش تركت في ه ذه الح رب ما يزيد عن 61دولة يس كنها %80من
س كان األرض وراح ض حيتها 50ملي ون نس مة ,وتم ت دمير الق وى اإلقتص ادية في أوروبا وانكمش حجم التج ارة
العالمية بشكل كبير.
-2طبيعة التمويل الدولي فيما بين الحربين :
من أهم التغ يرات في ف ترة ما بين الح ربين ظه ور الوالي ات المتح دة وقيامها ب دور جديد في مج ال
االس تثمارات الخارجي ة ,كما أن انهي ار نظ ام أو قاع دة ال ذهب الدولية ك ان له دور كب ير في انكم اش االس تثمارات
وضعف الثقة في كفاءة عمل األسواق المالية وانكمش حجم اإلقراض الخاص لحد كبير.
وله ذا ظه رت أنماطا جدي دة من اإلق راض وأهمها اإلق راض الحك ومي ال ذي حل محل اإلق راض الخ اص
واالستثمارات المباشرة.
كما تح ول مركز الري ادة من بريطانيا إلى الوالي ات المتح دة األمريكي ة ,حيث خ رجت دول الحلف اء من
الحرب مثقلة بالديون الكثيرة للواليات المتحدة األمريكية ,وهو ما أدى إلى انتشار أنماط اإلقراض الحكومي في
هذه الفترة .
وش هدت االس تثمارات األمريكية تزاي دا س ريعا في دول أمريكا الالتينية وكن دا كما أن التمويل ك ان من
إص دارات الس ندات طويلة األجل من ج انب الوالي ات المتح دة األمريكية وأص بحت أمريكا بمثابة ال دائن الرئيسي
لمعظم دول العالم وصاحبة أكبر رصيد ذهبي ,ومالكة لمعظم االستثمارات المباشرة في العالم.
13
المحور.
ودار النق اش ح ول طبيعة الهيمنة في داخل رأس الم ال ال دولي ,حيث ك ان الص راع بين رأس الم ال
البريط اني في س بيل اس تبقائه على األقل على بعض هيمنته على االقتص اد ال دولي مع رأس الم ال األم ريكي وهو
يؤكد هيمنته على االقتصاد الدولي فيما بعد الحرب العالمية الثانية ,وبدأ تنظيم السوق الدولية بمشروعين أحدهما
بل وره اإلقتص ادي اإلنجل يزي الش هير كي نز وتض من إنش اء اتح اد للمقاصة ( )Clearing Unionواآلخر بل وره
اإلقتصادي األمريكي هوايت ( )Hany H.Whiteوكيل وزارة المالية األمريكي ,وانتهى األمر في اتفاقية بريتون
وودز بغلبة المشروع األمريكي في تحديد معالم النظام النقدي وانبثق عليه إنشاء مؤسستين تسهران على االئتمان
الدولي.
ائتمان قصير األجل :ويسهر عليه صندوق النقد الدولي.
ائتمان طويل األجل :ويسهر عليه البنك الدولي لإلنشاء والتعمير.
وقد تواج دت اقتراح ات فرنس ية وكندية عند مناقشة االق تراحين الس ابقين على اتفاقية بريت ون وودز وفيما
يلي أهم ما جاء في كال المشروعين:
14
وتتح دد حصة كل دولة في االتح اد على أس اس %75من متوسط قيمة الص ادرات وال واردات خالل
السنوات الثالث السابقة للحرب على أن يتم النظر في إمكانية تعديل الحصص سنويا في ضوء الوضعية اإلجمالية
للتجارة الدولية.
كما يمكن للدول التي تعاني من عجز االقتراض بالبانكور من دولة ذات فائض ويمكن التفاوض مع مجلس
االتح اد إلج راء تخفيض في العملة أو ف رض أي ن وع من الرقابة على الص رف أو تق ديم ال ذهب مقابل الب انكور
لتسوية أوضاعها الخارجية.
ويتم يز ه ذا المش روع بج انب كب ير من المرونة ألنه يعكس آراء هيئة دولية محاي دة ال تت أثر في قراراتها
ب القوة االقتص ادية والسياسة لدولة م ا ,كما أن العملة المتوقع إنش ائها ال تخضع للظ روف والمتغ يرات االقتص ادية
التي تحدث في أي دولة في العالم.
ويقوم هذا االتحاد على مبدأ المقاصة ,بحيث يجوز له فتح اعتمادات لألعضاء بالسحب من البنك في ح دود
معينة ,وال يحتاج االتحاد لبدأ عمله إلى أية ودائع ذهبية أو عمالت ,فأصوله عبارة عن القيود الحسابية التي تقيد
في حساب الدائن فيه باسم البنوك المركزية للدول المختلفة.
وقد نظم كينز في اقتراحاته قواعد البانكور على النحو اآلتي:
يج وز لدولة العجز أن تس حب ربع حص تها في الس نة ب دون قي ود ,أما إذا زاد العجز عن ذلك ف إن االتح اد
يجوز له أن يطلب من هذه الدولة إما تخفيض عملتها أو فرض رقابة على حركات رؤوس األموال أو أن تتن ازل
لالتحاد عن جزء من احتياطاتها من الذهب والعمالت األجنبية ولم يسمح للدول بحال من األحوال سحب ما يزيد
عن حصتها ,وقد تضمنت اقتراحات كينز معاملة خاصة للدولة التي تحقق فائضا بصفة مستمرة ,فإذا استمر هذا
الفائض لمدة طويلة فإن الحقوق المقابلة لالتحاد تلغى ويعني ذلك أن كينز يحاول أن يفرض نوعا من العقوبة على
الدولة التي يستمر ميزانها في حالة فائض.
وقد ق ابلت الوالي ات المتح دة األمريكية اقتراح ات كي نز ب الرفض ,حيث أن فيها محاولة من إنكل ترا لإلف ادة
من قدرة االقتصاد األمريكي مع الحيلولة دون سيطرة الدوالر على المعامالت الدولية ,وقدمت اقتراحات مقابلة
وهي التي جاءت في المشروع األمريكي.
وقد عكست عالقات القوة السياسية واالقتصادية وأوضاع التشابك المالي والنقدي بعد الحرب وعلى نحو
واضح القب ول ال دولي للمش روع ال ذي قدمته الوالي ات المتح دة األمريكية وهو المش روع ال ذي يعطي لل دوالر
األمريكي مركز الريادة في النظام النقدي العالمي.
ب -المشروع األمريكي "مشروع هوايت" لصندوق النقد الدولي:
أسسه "ه وايت" وهو أس تاذ ووكيل الخزانة في الوالي ات المتح دة األمريكية وتض من ه ذا المش روع إنش اء
مؤسستين دوليتين هما صندوق النقد الدولي والبنك الدولي لإلنشاء والتعمير ,حيث يهدف الصندوق لتثبيت أسعار
الصرف وتقوم الدول األعضاء في هذا الصدد بإيداع حصص تتكون جزئيا من الذهب وعمالتها المحلية وبعض
أذون الخزان ة ,إذ تس تطيع ال دول ذات العجز في م وازين م دفوعاتها الس حب من ه ذا الص ندوق بغ رض تغطية
عجزه ا ,غ ير أنها ال تس تطيع االس تمرار في ش راء العمالت األجنبية إذا زاد ما يح وزه الص ندوق من عملة ه ذه
15
الدولة على % 200من حصتها.
كما يس تطيع ه ذا األخ ير اتخ اذ بعض اإلج راءات ال تي يراها مناس بة ولم تف رض اقتراح ات ه وايت أية
عقوبات على الدولة التي يستمر ميزان مدفوعاتها في حالة فائض لمدة طويلة على عكس ما اقترحه كينز.
أما البنك ال دولي لإلنش اء والتعم ير :فهو مؤسسة دولية تس هر على االئتم ان طويل األجل وإ ع ادة إنش اء
وتعمير ما خربته الحرب.
وقد نش رت الوالي ات المتح دة األمريكية ه ذا المش روع في الس ابع من ش هر أبريل 1943وأكد المش روع
في ديباجته أن العالم سيواجه ثالث مشاكل نقدية بعد انتهاء الحرب وهي:
تدهور أسعار الصرف.
إنفصال العالقة بين عمالت الدول المختلفة.
إنهيار األنظمة النقدية.
إنكماش حجم التجارة الدولية.
وحل ه ذه المش كالت يتطلب ض رورة العمل ال دولي المش ترك واالق تراح هو إنش اء احتي اطي نق دي لتث بيت
أسعار الصرف الدولية.
ويتك ون االحتي اطي من ال ذهب وعمالت ال دول األعض اء ,بحيث تق دم كل دولة عضو حصة في ه ذا
االحتياطي مقومة على أساس ما تمتلكه الدولة من ذهب وعمالت أجنبية ومقدار دخلها القومي ومدى تقلب ميزان
مدفوعاتها وتتولى الهيئة المزمع إنشائها تسيير االحتياطي:
-تحديد سعر الذهب بالنسبة لعمالت الدول األعضاء.
-تحديد أسعار صرف العمالت المختلفة.
-ب بيع وش راء ال ذهب والعمالت المختلفة مع القي ام ب دور غرفة المقاصة لتس وية األرص دة الدائنة
والمدينة للدول األعضاء.
وتم عرض المشروع للتداول واتخاذ القرار في عدة اجتماعات متتالية انتهت بإجماع اآلراء على صالحية
المشروع األمريكي رغم محاولة إنكلترا وبعض الدول معارضة هذا المشروع إال أن عالقات القوى مالت لصالح
القوي اقتصاديا وسياسيا وهي الواليات المتحدة األمريكية.
وفيما يلي الفرق بين المشروعين:
المشروع األمريكي المشروع اإلنجليزي
اإليداع خلق االئتمان
اتخاذ بعض اإلجراءات الضرورية دون فرض أي فرض عقوبات على الدولة التي يستمر ميزان
عقوبات مدفوعاتها في حالة فائض
مبدأ اإليداع مبدأ فتح االعتماد
ورفض الواليات المتحدة األمريكية لمقترحات كينز جاء من خوفها من وقوع التضخم بتطبيق هذا النظام
ذلك أنها كانت في ذلك الوقت الدولة الوحيدة الدائنة.
16
مؤتمر بريتون وودز:
إجتمع في ع ام 1944ممثل وا الوالي ات المتح دة األمريكية وإ نجل ترا باإلض افة إلى ممثلي 42دولة أخ رى
في بريتون وودز في الواليات المتحدة األمريكية لوضع نظام نقدي دولي جديد موافقا للمشروع األمريكي وتمت
صياغته في االتفاقية.
ويق وم بريت ون وودز على قاع دة الص رف بال ذهب وهو يرتكز بص فة رئيس ية على قابلية تحويل ال دوالر
األم ريكي فقط إلى ذهب ومن ناحية أخ رى مع تث بيت ص رف العمالت بالنس بة لل دوالر األم ريكي ومن ثم تص بح
جميع العمالت مربوطة بشكل أو بآخر بالذهب من خالل الدوالر.
ولتوسيع حجم التجارة اقترح المؤتمرون تعاون الدول فيما بينها مع رفع الحواجز ,وذلك بأن تتوقف الدول
المش اركة في الم ؤتمر عن ف رض القي ود عن عملي ات الص رف داخل أراض يها كالس يطرة على تحرك ات النقد
األجن بي ,وع دم األخذ بنظ ام األس عار المتع ددة والتوقف عن عقد اتفاقي ات ال دفع الثنائية إال إذا ك انت ته دف إلى
مراقبة حركة تنقالت رؤوس األم وال ,على أن ال تعرقل س ير العملي ات التجارية الدولي ة ,لكن الم ؤتمرون اتفق وا
على االحتف اظ بحق اس تمرار تط بيق القي ود ال تي فرضت أثن اء الح رب على الم دفوعات والتح ويالت الخاصة
بالعمالت الدولية الجارية لمدة أقصاها سنة في أفريل 1951بعدها تزول القيود بين الدول.
وحاول المؤتمر مراعاة عدة مبادئ أساسية نلخصها فيما يلي:
-1س عر الص رف يعت بر من المس ائل ذات األهمية الدولية وينبغي العمل على ض مان ثب ات أس عار الص رف
على األقل في المدة القصيرة مع إمكان تعديلها في بعض الظروف إذا استوجب ذلك.
-2من المصلحة زيادة االحتياطي من الذهب والعمالت في كل دولة حتى ال تضطر الدول إلى اتخاذ سياسة
قد تضر بالتوازن الداخلي لمواجهة العجز في ميزان المدفوعات.
-3تحقيق المص لحة السياس ية واالقتص ادية بإيج اد نظ ام التج ارة متع ددة األط راف وتحقيق قابلية العمالت
للتحويل.
-4إن اختالل ميزان المدفوعات يعتبر مسؤولية مشتركة بين دول العجز ودول الفائض.
-5في كث ير من األحي ان ترجع االختالالت النقدية إلى أس باب غ ير نقدي ة ,وهنا يجب على المنظم ات النقدية
أن تتعاون مع المنظمات األخرى لعالج هذه االختالالت.
-6إن أفضل الطرق لتحقيق التعاون النقدي هو استخدام منظمة دولية ذات وظائف محددة.
-7إن زيادة االستثمارات الدولية أمر حيوي لالقتصاد.
ومن هنا وفي سبيل تطبيق هذه المبادئ أنشئ صندوق النقد الدولي في 25ديسمبر 1945ليقوم بعدد من
الوظائف والمهام المشتقة من هذه المبادئ.
مر نظام بريتون وودز بمرحلتين أساسيتين هما:
-مرحلة االستقرار النسبي.
-مرحلة التصدع واالنهيار.
مرحلة االستقرار النسبي:
17
امت دت ه ذه المرحلة من 1946ح تى نهاية الخمس ينات وما م يز ه ذه المرحلة هو االس تقرار النس بي
للدوالر ,ولقد ساعد تراكم %75من احتياطي الذهب الرسمي في العالم لدى الواليات المتحدة األمريكية أن تقرر
ه ذه األخ يرة إعط اء دوالرات لكل دولة تريد التخلي عن ال دوالرات ال تي تملكها مقابل ال ذهب فقط وليس بعملة
البنك الوطنية.
أما إنجل ترا فقد ع ادت قابلية الجنيه اإلس ترليني للتحويل للعمالت األخ رى وليس لل ذهب ,وقد تم ذلك خالل
عام من وضع اتفاقية بريتون وودز موضع التطبيق.
وبالنس بة للعمالت األوربية األخ رى فقد دام انتظارها 15س نة لتك ون قابلة للتحويل إلى عمالت أخ رى
وليس إلى ذهب.
واخت ارت البن وك المركزية لل دول المختلفة ال دفاع عن أس عار التع ادل الخاصة بعمالتها مقابل ال دوالر
األمريكي وحده ,وهكذا ظل الدوالر يتربع قيمة المدفوعات الدولية حتى نهاية الخمسينات.
مرحلة التصدع واالنهيار:
امت دت ه ذه المرحلة من ,1971 -1960حيث أخذ المخ زون األم ريكي في التن اقص ت دريجيا ذلك أن
المكانة الهامة ال تي احتلها ال دوالر في نظ ام بريت ون وودز أدت إلى مس ؤولية ك برى على ع ائق الوالي ات المتح دة
األمريكية حيث ك ان يج در بها كي تتمكن من تحويل ال دوالرات إلى ذهب الحد من عملية خلق ال دوالر (أي ع دم
زيادة الدوالرات ل دى البن وك المركزية األجنبية زي ادة مفرط ة) ,والحد من اس تخدام ال دوالر في مبادالتها مع بقية
دول العالم.
كما ك ان يتعين عليها رفع أس عار الفائ دة والحد من عجز م يزان م دفوعاتها غ ير أن الوالي ات المتح دة
األمريكية لم تقم بما تق دم ذك ره ,إض افة إلى ذلك فقد ب رزت ق وى اقتص ادية ك برى على الص عيد ال دولي كق وى
منافسة للوالي ات المتح دة األمريكية في األس واق الخارجية مثل ألمانيا والياب ان وه ذا أدى إلى هب وط نص يب
الواليات المتحدة األمريكية من إجمالي الصادرات العالمية وظهور المارك األلماني والين الياباني كعملتان قويت ان
تنافسان الدوالر.
في ظل ه ذه الظ روف اش تدت أزمة الثقة في ال دوالر وذلك لع دم ق درة الوالي ات المتح دة األمريكية تحويل
الدوالرات التي تحتفظ بها إلى ذهب عند الطلب واشتد الطلب على الذهب ,حيث اعتقد المضاربون قرب انخفاض
القيمة الرسمية للدوالر بالنسبة للذهب ,وأخذت أسعار الذهب ترتفع في األسواق النقدية الرئيسية العالمية ,وهذا ما
لم يكن في صالح الدول التي تحتفظ بالدوالرات بكمية كبيرة.
وقد ق امت الوالي ات المتح دة األمريكية باالتف اق مع 06دول أوربية إلنش اء مجمع ال ذهب ""Gold Pool
لت دعيم ال دوالر بمواجهة ه ذا الموق ف ,وقد تعه دت ال دول األوروبية بتزويد س وق لن دن بال ذهب بالس عر الرس مي,
وبعدم تحويل أرصدتها الدوالرية إلى ذهب من أمريكا.
وأدى ه ذا االتف اق إلى اإلبق اء على الس عر الس وقي لل ذهب في ح دود س عره الرس مي ,لكن ه ذا المجمع قد
ألغي في م ارس 1968بس بب اش تداد الطلب على ال ذهب بغ رض االكتن از والمض اربة وال ذي ك ان نتيجة توقع
انهي ار الجنيه اإلس ترليني وانخف اض قيمته فضال عن إعالن فرنسا الخ روج من مجمع ال ذهب وهك ذا لم تس تطع
18
الوالي ات المتح دة األمريكية االحتف اظ بالس عر الرس مي لل دوالر بالنس بة لل ذهب وس مح ب أن يك ون لل ذهب س عران
أحدهما حر يتحدد وفقا للعرض والطلب شأنه شان أي سلعة أخرى ,واآلخر رسمي يتم التعامل به بين السلطات
النقدية فقط.
ويمكننا اإلش ارة هنا إلى الض غوطات ال تي مارس تها الوالي ات المتح دة األمريكية على جن وب إفريقيا ل بيع
إنتاجها من الذهب في السوق الحرة أي لينخفض سعره بدال من بيعه للبنوك المركزية التي زادت احتياطاتها منه,
كما عارضت كذلك تخلي جنوب إفريقيا عن الذهب الخاص بها إلى صندوق النقد الدولي.
على ()1
أيضا فقد عملت الواليات المتحدة األمريكية على وضع نظام حقوق السحب الخاصة موضع تطبيق
اعتبار أن هذه الوحدات هي التي ينبغي أن تكون العملة الدولية مستقبال.
وتف اقم عجز م يزان الم دفوعات األم ريكي بس بب تحرك ات رؤوس األم وال بس رعة ويع ود الس بب إلى
الدوالرات األمريكية خارج الواليات المتحدة األمريكية وأصبحت حركات رؤوس األموال عرضة للمضاربة أو
االكتن از وتعرضت معظم العمالت للخطر ذاك أنها لم تكن مرتبطة بظ اهرة ال دوالرات األوروبية (الي ورو
دوالر)(.)2
واس تمر عجز الم يزان األم ريكي إلى أن ألغت الوالي ات المتح دة األمريكية تحويل ال دوالر إلى ذهب
وسقطت بذلك قاعدة الصرف بالذهب التي قام عليها نظام بريتون وودز وانهار هذا النظام.
ومما سبق نلخص األسباب الرئيسية النهيار النظام فيما يلي:
-لم يسمح النظام بأي نوع من أنواع التص حيح التلقائي لالختالل في موازين الم دفوعات الدولي ة ,هذا ألن
الوالي ات المتح دة األمريكية لم تقم بتع ديل قيمة ال دوالر بعد إعالن ع دم قابليته للتحويل إلى ذهب بل بقيت
تصر على أن الدول األخرى هي التي يتعين عليها أن ترفع قيم عمالتها بالنسبة للدوالر ,وكانت ته دف من
وراء ذلك إلى تحقيق مغانم تجارية حيث أن رفع قيمة العمالت األخرى يجعل أسعار الصادرات األمريكية
في وضع تنافسي أفضل.
-معان اة النظ ام من تن اقض ج وهري بس بب س يطرة ال دوالر األم ريكي ,فاس تقرار النظ ام ك ان يتوقف على
استقرار قيمة الدوالر.
-عجز الص ندوق عن القي ام ب دور المركز النق دي في إدارة ال دول حيث ك ان يتخذ موقفا س لبيا في تط بيق
بعض م واد االتف اق ,فنجد مثال ال دول ذات الف ائض الكب ير في م وازين م دفوعاتها لم تح اول جانبها اتخ اذ
إجراءات لتعديل أسعار صرف عمالتها ,ومن حق الصندوق أن يعلن نص االتفاقية –أن عملة الدولة التي
الدوالرات التي تكسب صفة أوربية هي تلك الخاصة بالمعامالت التي تتم بالدوالر وتقوم بها البنوك التجارية في العديد من )1 (
الدول حيث تستطيع هذه البنوك أن تقرض وتقترض من بعضها البعض بالدوالرات التي تبقى مسجلة في أصول البنوك
األمريكية وذلك دون أن تتحول خارج الواليات المتحدة األمريكية ,كما تستطيع هذه البنوك أيضا أن تقرض المؤسسات التي
تكون بحاجة إلى الدوالرات.
نعمة اهلل نجيب وآخرون ,مقدمة في إقتصاديات النقود والصيرفة والسياسات النقدية ,الدار الجامعية ,مصر ,2001 ,ص: )2 (
.54-53
19
ل ديها ف ائض كب ير في م يزان م دفوعاتها عملة ن ادرة– ومن ثم يتوقف الص ندوق عن تق ديمها لل دول
المقترضة وهك ذا ي ؤدي إلى انخف اض الطلب الخ ارجي عليها مما يس اعد على تس وية االختالل في م يزان
مدفوعات هذه الدولة ,لكن الصندوق لم يقم بهذا الحق.
-تحركات رؤوس األموال.
وبعد انهي ار نظ ام بريت ون وودز س اد نظ ام التع ويم وقد ك ان النهي ار ه ذا النظ ام أثر على ال دول النامية :
زي ادة ح دة المديونية إلى الخ ارج ,زي ادة العجز في م وازين الم دفوعات ,إس تنزاف االحتياط ات النقدية الدولي ة,
استيراد التضخم ,انخفاض حجم التدفقات المسيرة ,تدهور أسعار الصرف.
نظام التعويم المدار (نظام تعويم العمالت):
في الواقع أن ه ذا النظ ام لم يقصد أحد اختي اره بل ف رض نفسه عند انهي ار نظ ام بريت ون وودز ,وبغ رض
مواجهة الفوضى التي سادت أسواق الصرف األجنبي والمضاربات التي أحدثت العديد من االختالالت.
ويعتمد ه ذا النظ ام أساسا على أس عار الص رف المعومة وهي ال تي تتح ول بحرية أي وفقا لق وى عرض ها
والطلب عليها في السوق ,وهناك أنواع من التعويم:
التعويم النقي :ويكون عندما ال يتدخل البنك المركزي مطلقا في أسواق الصرف لمساندة سعر صرف العملة
الوطنية عند مستوى معين.
التعويم غير النقي :عندما يتدخل البنك المركزي لمنع التقلبات في السعر من أن تتجاوز حدا معينا.
التعويم المستقل :وهو عندما ال يرتبط سعر صرف العملة الوطنية في ارتفاعه وانخفاضه بأسعار صرف أي
عملة أو عمالت أخرى.
التع ويم المش ترك :عن دما تش ترك مجموعة معينة من العمالت معا بالنس بة لما يح دث من تغ يرات في أس عار
صرفها فترتفع هذه األسعار سويا أو تنخفض سويا.
وقد عرف هذا النظام النقدي الجديد الذي أتى به اتفاق بال باسم "الثعبان النقدي" وعلى وجه التحديد الثعبان
داخل النف ق ,ونظ را ألن أس عار ص رف عمالت الثعب ان بال دوالر تتقلب معا ارتفاعا وانخفاضا وذلك في ح دود
النس بة القص وى المس موح بها كه امش لتقلب ه ذه األس عار ,أو البتعادها عن بعض ها وهو ( )% 4.25فقد ع رف
هذا التنظيم النقدي بالتعويم المشترك.
وفيما يلي شكل يوضح الثعبان داخل النفق مع التفسير
20
وخ روج عملية من النفق أو انس حابها يح دث عند ع دم ق درة أض عف عملة المحافظة على نس بة وجودها
[كف ارق بين س عر ص رفها بال دوالر داخل منطقة الثعب ان أو عند عجزها عن المحافظة على نس بة] %4 ,25
وسعر أقوى عمالت الثعبان بالدوالر.
* النفق :يمثل المجال الذي يمكن أن تتحرك أسعار صرف عملة الثعبان في حدوده.
* منتصف النفق :تعادل العملة بالدوالر (موضح بالخط األفقي المتقطع).
* الثعب ان داخل النف ق :ارتب اط أس عار الثعب ان ببعض ها بحيث ال يج اوز الف رق بين س عر ص رف أض عف عمالت
الثعب ان بال دوالر س عر أقواها إنما يتم بمراع اة أن يك ون الحد األقصى النخف اض س عر ص رف أض عفها عن س عر
تعادلها بالدوالر هو ] ( ,[ %2,25سعر صرف أضعف عملة من عمالت الثعبان هو سعر تعادلها بالدوالر).
* وح تى تحافظ دول الثعب ان النق دي على بق اء أس عار ص رف عمالتها بال دوالر داخل النفق أي في ح دود ]
]%2,25من أسعار تعادلها بالدوالر ارتفاعا وانخفاضا ,فإن بنوكها المركزية تتدخل في أسواق الصرف مشترية
الدوالر وبائعة لعمالتها أو بائعة للدوالر ومشترية لعمالتها بحسب الحالة.
* وحتى تحافظ هذه الدول على أسعار صرف عمالتها في داخل الثعبان نفسه (أي ما بين حدود %2 ,25ما بين
سعر صرف أقوى عملة بالدوالر وسعر صرف أضعف عملة به) ,فإن بنوكها المركزية تتدخل بائعة ومشترية
لعمالتها ذاته ا ,إذ يع رض البنك المرك زي للعملة القوية كمية من عملته في الس وق في مقابل العملة الض عيفة ,كما
يضع كمية أخ رى منها تحت تص رف البنك المرك زي للعملة الض عيفة تمكنه من بيعها في الس وق في مقابل عملته
الضعيفة(.)1
مشكالت النظام:
وتنقسم إلى مشكالت خاصة وأخرى عامة:
أوال :المشكالت الخاصة:
-1مش كالت ترتبط بالمؤسس ات :المؤسس ات ال تي يعمل من خاللها نظ ام النقد ال دولي نش أت ب دوافع تحقيق
مصلحة الدول المتقدمة أساسا.
-2ارتباط النظام بالدوالر بعد التخلي عن الذهب وهذا عرض النظام لمشاكل عديدة والتي بدورها ارتبطت
بمشاكل الدوالر.
-3مش كلة الس يولة الدولية والمتأتية أساسا من ن درة وشح عناص رها (ال ذهب ,ال دوالر ,العمالت القوي ة)
الستخدامها كأداة للتبادل الدولي قياسا بالطلب العالمي.
-4اإلخفاق في تحديد أسعار صرف مستقرة لتبادل العمالت.
-5اختالف معدالت التضخم السائدة في دول العالم نتيجة أوضاعها المتباينة والسياسات االقتصادية المتبعة.
-6اختالف أس عار الفائ دة بين ال دول وما يث يره ه ذا االختالف من اض طرابات في أس واق النقد والم ال من
حركة رؤوس األموال ذات الطبيعة قصيرة أو طويلة األجل.
21
-7مش كلة ال ديون وال تي ت ترتب على الكث ير من ال دول وبال ذات القاس ية نتيجة العجز المس تمر في م وازين
مدفوعات هذه الدول.
ثانيا :المشكالت العامة :من أهمها:
-1التخصص والتقسيم الدولي للعمل.
-2المش كالت المرتبطة بالتج ارة الدولية وال تي ب رزت في إطارها ع دة مش اكل منه ا :ض عف حص يلة النمو
المتحققة في حص يلة ص ادراتها نتيجة ض عف مع دالت الزي ادة في الطلب الع المي على ه ذه الص ادرات
التي هي غالبا منتجات دولية وذلك ألسباب تتصل باعتماد الدول المتقدمة التي تشكل أساس الطلب على
هذه المنتجات في توفير منتجاتها.
-3المش كالت المرتبطة بتوجه ال دول النامية نحو التص نيع وما يواجهها في ه ذا اإلط ار من عراقيل ال تي
يتمثل أبرزها في افتقارها لمقومات تصنيعها باالعتماد على قدراتها المحلية.
-4المشكالت المرتبطة بالتكنولوجيا والتي سببها السيطرة على التكنولوجيا من قبل الدول المتقدمة.
-5المش كالت المرتبطة بالتمويل ومن أبرزها ال تزام ال دول المتقدمة بالنسب ال تي يج ري االتف اق عليها في
منح التمويل والمساعدات االئتمانية كنسب من دخلها القومي.
-6مش كلة تحقيق األمن الغ ذائي المرتبط بظ روف التخلف القائمة في معظم دول الع الم وال تي تعيقها عن
اس تخدام مواردها وإ مكاناتها الزراعية بالش كل ال ذي تس تطيع من خالله تحقيق أمنها الغ ذائي المتمثل في
قدراتها على تحقيق قدر أمني من المنتجات الالزمة لتلبية طلبات األفراد من الغذاء.
-7الم وارد الطبيعية العامة وال تي هي بطبيعتها ومن خالل أم اكن وجودها ال تخضع لس يادة دولة معينة من
ال دول وال تي ترجع االس تفادة منها بالدرجة األولى لل دول المتقدمة بس بب تطورها ذلك أن اس تخدامها
يقتصر فقط على هذه األخيرة.
محاوالت اإلصالح:
إن صدور القرار األمريكي بالتوقف عن تحويل الدوالر إلى ذهب تسبب في موجات من الفوضى وتقلبات
أس عار جميع العمالت بما فيها ال دوالر ذات ه ,وف رض معظم أس عار الص رف عن ح دود اله امش ال ذي ح دده نظ ام
بريتون وودز ( )%1وأصبحت في الواقع عائمة أي تحدد وفقا لقوى عرضها والطلب عليها.
واجتمع وزراء مالية ال دول الص ناعية العشر في معهد س ميثونيان بالوالي ات المتح دة األمريكية واتفق وا
على ترتيبات عرفت باسم "اتفاقية سميثونيان" من أهم بنودها :
-تعفي الوالي ات المتح دة األمريكية الض ريبة ال تي ك انت تفرض ها على وارداتها بنس بة %10وهو ما يع ني
عمليا تخفيض قيمة ال دوالر به ذه القيمة وب ذلك ارتفع س عر ال ذهب رس ميا من 35دوالر لألوقية إلى 38
دوالر.
-إعفاء الو.م.أ من التزامها بتحويل الدوالر إلى ذهب.
-تس مية س عر الص رف الجديد لل دوالر األم ريكي بالس عر المرك زي ب دال من س عر التع ادل ال ذي ك ان يربط
الدوالر بالذهب.
22
-السماح ألسعار الصرف األخرى أن تتقلب في حدود %2.25صعودا وهبوطا من السعر المركزي بعد
ان كانت %1حسب إتفاقية بريتون وودز غير أن هذه االتفاقية لم تدم أكثر من 14شهرا وتلتها تطورات
أخرى منها الدستور الفرنسي ,االتحاد األوربي وتوحيد العملة.
-م ؤتمر جمايكا ال ذي أقر وح ده حق وق الس حب الخاصة ال تي يتم تحدي دها على أس اس حصة أو نص يب
االش تراك الم الي ال ذي قدمه العضو لص ندوق النقد ال دولي ,ويتك ون ه ذا النصب من ¼ ذهب والب اقي من
العملة الوطني ة ,وحق وق الس حب الخاصة تمثل حق البلد في الحص ول على س يولة (عمالت ص عبة) دولية
بنسبة %15من نصيبه في حقوق السحب الخاصة الذي هو ملزم بإعادتها لصندوق النقد الدولي.
-إن حق وق الس حب الخاصة ليست عملة ولكن يمكن من خاللها خلق عملة دولية بنس بة %85المتبقية من
المبلغ ,وتحسب يوميا من خالل 05عمالت أساسية يتم توضيحها بمعامل يحدد على أساس قدرة كل عملة
من هذه العمالت في المبادالت الدولية.
-وقد ك انت اتفاقي ات جامايكا س نة 1976هي اإلق رار الق انوني والنهاية الش رعية والحقيقية لنظ ام بريت ون
وودز ,واإلقرار القانوني لنظام الصرف العائم والتخلي عن الذهب كمعيار نقدي.
-2نظام النقد الدولي بعد الحرب العالمية الثانية :
يعت بر نظ ام النقد ال دولي ال ذي س اد الع الم بعد الح رب العالمية الثانية نتيجة لع دة س نوات من اإلع داد
والتف اوض بين الوالي ات المتح دة األمريكية من ناحية وإ نكل ترا وبعض ال دول من ناحية أخ رى ,وتم إق راره من
طرف 300شخص يمثلون 44دولة اجتمعوا في شهر يوليو 1944لمدة ثالثة أسابيع بضاحية بريتون وودز في
نيوهاميشير بالواليات المتحدة األمريكية.
وتم االتف اق خالل المفاوض ات ال تي اش ترك فيها االتح اد الس وفيتي على إنش اء ص.ن.د كهيئة تابعة لألمم
المتحدة وتضم في عضويتها 155دولة حاليا.
ومن بين األهداف التي وردت في اتفاقية إنشاء صندوق النقد الدولي في المادة األولى ما يلي:
-1تشجيع التعاون النقدي الدولي عن طريق التشاور في المسائل النقدية الدولية.
-2تسهيل النمو المتوازن في التجارة الدولية.
-3تحقيق االستقرار في أسعار الصرف ,وتجنب التنافس بين الدول في تخفيض قيم العمالت .
-4تجنب فرض قيود على الصرف.
-5توف ير عوامل الثقة واألم ان في النظ ام النق دي ال دولي باس تخدام م وارد الص ندوق لمس اعدة ال دول
األعضاء على تصحيح االختالالت الخارجية.
وقد ح ددت االتفاقية في مادتها الرابعة س عرا لتع ادل عمالت ال دول األعض اء بالنس بة لل ذهب أو ال دوالر
األمريكي ,وتلتزم الدول األعضاء بالمحافظة على هذا السعر وعدم تغييره إال في حالة إصالح اختالل هيكلي في
م يزان م دفوعاتها ,وبعد التش اور مع الص ندوق ,وقد ح دد س عر تع ادل لل دوالر األم ريكي بمق دار 0.888671غ
ذهب أو ما يعادل 35دوالرا لألوقية الواحدة من الذهب ,وتم تحديد مدى التغير في أس عار العمالت بحيث ال يزيد
عن %1±من القيمة التعادلية ,وخالصة القول :أن نظام النقد الذهبي في الفترة التالية للحرب قد قام على أساس
23
إعطاء دور جوهري للدوالر األمريكي نظرا لما يمتلكه من الذهب وقابلية تحويله إلى ذهب.
-3طبيعة التمويل الدولي بعد الحرب العالمية الثانية :
إذا ك انت الفترة السابقة للحرب العالمية IIشهدت وجود أنماط رسمية للتمويل وهي الت دفقات الرأسمالية
الحكومية ,فإن فترة ما بعد الحرب قد عرفت توسعا كبيرا في هذا النمط من التمويل باإلضافة إلى ظهور أنماط
التمويل المتعدد األطراف.
وقد اعتمدت الواليات المتحدة برنامجا لإلنعاش االقتصادي وهو ما يسمى (بمشروع مارشال) سنة 1947
وتم تقديم مقدار 11مليار دوالر ألوربا الغربية خالل الفترة ( ,)1951 -1948ومبلغا إضافيا قدره 2.6مليار
دوالر خالل الفترة (.)1953 -1951
وهكذا انتعشت اقتصاديات دول أوربا تدريجيا وتحسنت موازين مدفوعاتها وزادت االحتياطات الخارجية
لها ,وأعلنت قابلية عمالتها للتحويل.
وب ذلك ب دأت أس واق الم ال في أوربا والوالي ات المتح دة تتكامل وب دأت البن وك األوربية خاصة في لن دن
وسويسرا بالتعامل بالدوالر منذ نهاية الخمسينات ,وهكذا بدأت تنشأ أسواق األورو دوالر.
وأهم ما يميز التمويل الدولي في فترة ما بعد الحرب العالمية IIهو تنوعه بين التمويل الرسمي والخاص
والثن ائي والمتع دد األط راف واإلقليمي وال دولي ,وقد ظه رت في تلك الف ترة مؤسسة التمويل ال دولي س نة ,1956
وهيئة التنمية الدولية س نة 1960وتم ظه ور العديد من المنظم ات االقليمية وبن وك التنمية ال تي عملت في مج ال
منح القروض متعددة األطراف.
وقد ش هد عق دي الس تينات والس بعينات من الق رن العش رين ح دوث تح ولين رئيس يين في مج ال تح رك
رؤوس األموال الدولية وهما:
التحول من أسهم رأس المال إلى الدين ,ومن التمويل الرسمي إلى التمويل الخاص وهو ما أدى إلى تراكم
شديد في المديونية الخارجية لبعض الدول وانفجار األزمة في عقد الثمانينات.
24
تسهيالت الموردين والقروض المصرفية والسندات الدولية باإلضافة إلى االستثمارات المباشرة.
ويوضح الشكل التالي اإلطار العام لمجمل التدفقات الرأسمالية على المستوى الدولي:
شكل رقم ( : )3اإلطار العام إلجمالي التدفقات الرأسمالية على المستوى الدولي
تسهيالت
تحركات صندوق النقد تحركات
طويلة الدولي قصيرة
األجل األجل
إجمالي التدفقات حسب مصادر اإلقراض
مصادر مصادر
خاصة رسمية
تسهيالت موردين
ثنائية
قروض مصرفية
متعددة األطراف
إستثمارات مباشرة
سندات دولية
25
األصلي.
وال تحسب الفوائد المتعاقد عليها ض من المديونية الخارجية للدولة المتلقي ة ,وحينما يتم توريد الس لع المتفق
عليها في إطار التعاقد يبدأ حساب الفوائد على الجزء المسحوب من التعاقد لتمويل وتوريد السلع والخدمات سالفة
الذكر وهذا الجزء المسحوب هو الذي يدرج في المديونية الخارجية للدولة.
والواقع أن التمويل من المصادر الرسمية الثنائية لم يظهر بشكل محسوس إال بعد الحرب العالمية الثانية,
حيث ق دمت ال و.م.أ قروض ها ومعوناتها ل دول غ رب أوربا في اط ار مش روع مارش ال األم ريكي ,وحينما ق ررت
األمم المتح دة اعتب ار الف ترة ( )1980 -1960بمثابة عق دي التنمية العالمي ة ,إذ تم توجيه ن داء دولي بض رورة
تخصيص ما ال يقل عن %1من إجمالي الناتج القومي للدول المتقدمة ليقدم على شكل معونات للدول النامية.
وتوضح إحصائيات الشكل الدولي أن التدفقات الرسمية الثنائية وغيرها المسيرة قد اقتربت من %35من
إجم الي الت دفقات من كافة المص ادر س نة ,1970مقابل ما ال يقل عن %50في بداية الـ ,60وقد أخ ذت النس بة
المذكورة في التناقص بعد ذلك حتى وصلت إلى حوالي %26في بداية الـ.80
خصائص التمويل الدولي ثنائي األطراف:
-1تتميز القروض بأنها طويلة األجل ,وتكون فترة السداد تزيد عن 5سنوات وقد تصل في بعض الحاالت إلى
40عام ا ,وت درج ه ذه النوعية من الق روض تحت بند الق روض الس هلة ( ,)soft loansإش ارة إلى أن خدمة
الدين المرتبطة أساسا بأصل القرض تكون منخفضة إلى حد كبير.
مثال :فإذا كان لدينا قرض مقداره مليون دوالر سنتيم سداده على ( 40عاما) فإن قسط سداد األصل يصبح
25000دوالر فقط كل ع ام ,أما إذا ك انت ف ترة الس داد 10س نوات فقط ف إن قسط س داد األصل يصل إلى
100ألف دوالر سنويا.
-2تص نيف الق رض إلى ق رض س هل أو ق رض ص عب ,ف إذا ك ان س عر الفائ دة مرتفعا ف إن نقطة ال دين المرتبطة
بس داد الف اتورة ترتفع بش كل يجعل المق درة على س داد أصل الق رض وفوائ ده أص عب من في حالة انخف اض
سعر الفائدة.
-5تحتوي التدفقات الثانوية على فترة سماح قبل البدء في سداد أصل القرض عادة تتراوح بين 10-3سنوات,
والمقص ود بف ترة الس ماح هي قي ام الم دين المق ترض باس تخدام الق رض دون االل تزام بس داد أقس اطه إال بعد
م رور ف ترة معينة تس مى بف ترة الس ماح وهي تعت بر تخفيف حقيقي تكلفة االق تراض وتعت بر من الق روض
السهلة ,كل قرض يتضمن فترة سماح.
وتش ير الخص ائص الثالث الس الفة إلى أن تنظيم الق رض والت دفقات الثنائية تعت بر قروضا س هلة نظ را
الحتوائها على فترة سداد طويلة وأسعار فائدة منخفظة وفترات سماح معقولة.
-2مصادر التمويل متعددة األطراف :
تتمثل المصادر الرسمية للتمويل الدولي متعدد األطراف في مصدرين أساسيين هما :مؤسسات التمويل
الدولية ومؤسسات التمويل اإلقليمية.
وتضم مؤسسات التمويل الدولي ما يلي:
26
-البنك الدولي لإلنشاء والتنمية.
-مؤسسة (شركة) التمويل الدولية.
-هيئة التنمية الدولية.
-صندوق النقد الدولي
كما تنقسم مؤسسات التمويل اإلقليمية إلى كل من:
-بنك االستثمار األوربي.
-بنك التنمية اإلفريقي.
-بنك التنمية األسيوي.
-بنك األمريكيتين للتنمية.
-البنك اإلسالمي للتنمية.
-صناديق التنمية اإلقليمية.
-صندوق النقد العربي.
أ -مؤسسات التمويل الدولية:
ويقصد بها تلك المؤسسات التابعة لهيئة األمم المتحدة والتي تضم في عضويتها معظم دول العالم وتتعامل
في مجال اإلقراض الدولي وال يقتصر تعاملها على مجموعة من الدول دون غيرها ,واهم هذه المؤسسات:
أ -1-البنك الدولي لإلنشاء والتنمية:
أ -1-1-نشأته وهيكله التنظيمي ورأسماله:
نشأ البنك ال دولي في أعق اب الح رب العالمية الثانية في يوليو 1944وقد ج اء اس تجابة النعق اد م ؤتمر
بريت ون وودز في ذلك الت اريخ ,وقد غ ير في تنظيم هيكله اإلداري ع ام 1987ويوجد على قمة الهيكل التنظيمي
للبنك مجلس للمح افظين يتك ون من ممثلي دول األعض اء من ه ,وله ذا المجلس س لطات وص الحيات خاصة بجميع
شؤون وأعمال البنك ,وقد بلغ عدد محافظي الدول األعضاء 155عضوا حتى عام .1990
مجلس الم ديرين التنفي ذيين :يتك ون من 21عضو 5أعض اء يتم تعينهم وفقا ألك بر الحصص في رأس م ال البنك
والباقي يتم انتخابهم من بين مجموعات الدول األعضاء ,ثم يأتي في السلم اإلداري للبنك كل من الرئيس ونواب
الرئيس وأخير مدير اإلدارات.1
رأس ماله :بلغ رأس ماله المكتب فيه 115.7ملي ار دوالر أم ريكي في س نة ,1989وتس هم ال دول األعض اء
بحصص في رأس الم ال الذي يتكون من األس هم ,قيمة الس هم الواحد 100وح دة من وح دات ح الس حب الخاصة
وتقوم هذه الوحدات بالدوالر األمريكي.
والواقع ان حصص الدولة العضو في البنك ت رتب لها حقوقا معينة وترتبط ه ذه الحق وق بع دد األص وات المس تمدة
من حصتها في رأس المال.
أ -2-1-أهداف ووظائف البنك:
إن األه داف ال تي أنشئ من خاللها البنك هي مس اعدة ال دول على إع ادة تعم ير ما خربته الح رب العالمية
27
الثانية وتحقيق مع دالت معقولة من النمو االقتص ادي ,ويمكن إيج از األه داف ال تي ج اءت في اتفاقية إنش اء البنك
على النحو التالي:
المساعدة على تعمير أراضي األعضاء والعمل على تقدمها االقتصادي بتوفير رؤوس األموال لها. -
تش جيع عملي ات االس تثمار الخ ارجي المباشر عن طريق ض مان ه ذه االس تثمارات وتق ديم الق روض -
وتكملة النقص في القروض المباشرة (من أموال أو من مصادر أخرى).
تشجيع تحقيق نمو متوازن في التجارة الدولية في األجل الطويل وذلك بتشجيع االستثمارات. -
تنظيم وتنسيق القروض الصادرة من البنك أو بضمان منه عن طريق مراعاة األوليات للمشروعات. -
العمل على تهيئة البيئة التجارية األفضل في الدول األعضاء والمساعدة على االنتقال من اقتصاديات -
الحرب إلى اقتصاديات السلم.
ويتولى البنك تمويل جميع الهياكل األساسية مثل الطرقات والجسور والسكك الحديدية والكهرب اء والطاقة
واالتصاالت السلكية والالسلكية وغيرها.
وقد جرت العادة على منح القروض لمشروعات محددة ,حيث يتم التأكد من سالمة المشروع وقدرته على
س داد مس تحقات الق رض قبل الموافقة على التمويل وتمر عملية تمويل وتنفيذ المش روع بع دة مراحل يطلق عليها
"دورة المشروعات".
حيث تج ري في البداية تحديد ودراسة المش روعات ,كما يش رف البنك بعد ذلك على جميع مراحل إع داد
وتنفيذ المشروع إلى جانب دراسة األوضاع اإلقتصادية داخل الدول المقترضة.
ومنذ ع ام 1980ب دأ البنك في منح ن وع جديد من الق روض لل دول األعض اء هي ق روض التع ديل الهيكلي
وقد أطلق عليها ق روض السياس ات 2تم يزا لها عن "ق روض المش روعات ( ")Projectوتحت وي ق روض التع ديل
الهيكلي على مجموعة من الش روط تتطلب ض رورة دخ ول الدولة في مناقشة مع من دوبي البنك ح ول السياس ات
االقتصادية وامكانية تغير وتعديل هذه السياسات مما يوفر بيئة أفضل لمسار النمو في الدولة التي تطلب هذا النوع
من القروض ,وتتناول المناقشات الجوانب التالية:
-1كفاءة استخدام الموارد وأوليات االستثمار.
-2سياسات األسعار والحوافز والقطاع العام.
-3سياسة الميزانية العامة بما فيها الضرائب والنفقات العامة وأسعار الفائدة.
-4التجارة الخارجية والسياسات التجارة المختلفة.
ومن خالل ما سبق يتضح أن سياسات البنك تجاه أعضائه قد تغيرت كثيرا خالل السنوات الماضية.
أ -3-1-موارد البنك وشروط اإلقراض:
تتكون الموارد من:
-رأس الم ال الم دفوع من ال دول األعض اء ومن االق تراض من أس واق الم ال الدولية وتس ديد الق روض
والفوائد.
-إصدار سندات بالعمالت الرئيسية إما مباشرة أو عن طريق مجموعات مصرفية.
28
شروط االقتراض:
يق رض البنك األعض اء بأس عار فائ دة تجارية ولف ترة زمنية طويلة تصل إلى 20س نة تقريب ا ,وتنص بن ود
إتفاقية إنش اء البنك على ع دم منح ق روض للدولة العضو إال إذا انع دم الحص ول على ه ذه الق روض من المص ادر
األخرى لتجنب المنافسة مع مصادر االقتراض الخاصة.
كما تنص االتفاقية على أن قروض البنك توجه أساسا إلى إنشاء أو المشاركة في إنشاء مشروعات بعينها,
ويتم فتح حس اب باسم المق ترض يجعله دائنا بمبلغ الق رض بالعملة او العمالت ال تي ق دم لها الق رض ,ثم يس مح
للمق ترض أن يس حب ش يكات على ه ذا الحس اب لمواجهة النفق ات الخاصة به ذا المش روع عند القي ام بها فعال,
ويشرف البنك بخبراته على جميع المراحل الخاصة بإنشاء وتشغيل المشروع الممول.
قبل ع ام 1980ك ان البنك يق دم قروضه بعملة معينة وبأس عار فائ دة ثابتة إال ان التحرك ات الس ريعة في
أس عار ص رف العمالت المختلفة دفع البنك إلى إيج اد ص يغة جدي دة لعملي ات اإلق راض والس داد وقد تمثلت ه ذه
الصيغة في إنشاء مجمع للعمالت بحيث يمكن التنبؤ بمخاطر تغيرات أسعار الصرف وبالتالي إمكانية إدارة هذه
المخاطر بشكل أفضل من جانب البنك والمقترضين.
كما قد تميز البنك سياسته المتعلقة بأسعار الفائدة على القروض التي يقدمها ألعضائه في 1989حيث يتم
إعادة حساب سعر االقتـراض كل ستة أشهر في يناير ويوليو من كل عام.1
أ -2-مؤسسة (شركة) التمويل الدولية :I F S
تعتبر إحدى المؤسسات التابعة للبنك الدولي وقد أنشأت سنة 1956وكان الهدف األساسي من إنشائها هو
تش جيع النمو االقتص ادي في ال دول النامية عن طريق القط اع الخ اص وت تراوح فترتها الزمنية بين 15 -5س نة
وال تتطلب أي ضمانات حكومية لهذه القروض وتقدم المشورة التقنية للدول األعضاء في مجال االستثمار الخاص
وأسواق رأس المال ويمكن حصر الخدمات التي توفرها المؤسسة فيما يلي:
المس اعدة في تمويل وتأس يس وتحس ين وتوس يع المش روعات االنتاجية الخاصة وذلك بالتع اون مع -
المستثمرين في القطاع الخاص.
تق ديم المس اعدة الفنية للجمع بين كل من ق رض االس تثمار ورأس الم ال المحلي واألجن بي والخ برة -
الفنية.
العمل على تهيئة المن اخ االس تثماري المالئم لج ذب ت دفق رأس الم ال الخ اص س واء ك ان محليا أو -
أجنبيا نحو تلك االس تثمارات اإلنتاجية الممكنة في ال دول األعض اء وتق دم المؤسسة قروضا بأس عار
فائ دة تعكس تلك األس عار الس ائدة في أس واق الم ال الدولية أخ ذا في االعتب ار المخ اطر ال تي يتع رض
المشروع الممول.
ه ذا وقد ق امت المؤسسة بتمويل نحو 90مش روعا ع ام 1989دفعت من مواردها الخاصة ح والي 1.3
مليار دوالر وشجعت مستثمرين آخرين على تمويل نفس هذه المشروعات بمقدار 8.4مليار دوالر وبذلك وصل
عدد الشركات والمشروعات التي استثمرت فيها المؤسسات أموالها حوالي 468شركة في 79دولة.
أ -3-هيئة التنمية الدولية:
29
أنشئت هذه الهيئة كمؤسسة تابعة للبنك الدولي سنة 1960برأس مال قدره 750مليون دوالر وتعمل هذه
المؤسسة في تق ديم المس اعدات للبل دان األك ثر فق را في الع الم وت وفر قروضا طويلة األجل وال تي تمتد آج ال
اس تحقاقها ألك ثر من 50س نة وبش روط ميس رة ,حيث ال تتقاضى أية فائ دة على ه ذه الق روض ولكنها تتقاضى
رسما بسيطا يصل إلى ¾ %سنويا (.)%0.75
ورغم ان ق روض المؤسسة ميس رة بدرجة كب يرة إال انها تتفق في أس لوب تق ييم وتنفيذ المش روعات ال تي
تمولها على أسلوب البنك الدولي ,وتختلف معه في شروط وتكاليف االقتراض.
وتتكون مواردها من اكتتابات األعضاء في رأسمالها إضافة إلى اإليرادات الممولة من البنك الدولي لهذه
المؤسسة س نويا ,وتعت بر ه ذه الهيئة المص در الوحيد متع دد األط راف ال ذي يمنح مس اعدته بش روط ميس رة إال أن
مواردها الزالت دون المستوى المطلوب.
وتش ير اإلحص ائيات إلى أن مجم وع ما قدمته المؤسسة من مس اعدات س نة 1986قد بلغ 39.6ملي ار
دوالر لحوالي 75دولة نامية.1
أ-4-صندوق النقد الدولي ()IMF
1ـ نشأة الصندوق :أنشئ صندوق النقد الدولي في إطار اتفاقية بريتون وودز عام 1944و قد استهدفت هذه
االتفاقية وضع أسس تكفل حسن سير النظام النقدي العالمي و تشجيع التعاون النقدي الدولي و تهيئة المناخ النقدي
المالئم لتوسيع حجم و نطاق التبادل التجاري الدولي و الحفاظ على استقرار أسعار صرف عمالت العالم و فتحت
العضوية لجميع الدول بدون استثناء ،و تم تعديل اتفاقية إنشاء الصندوق مرتين
31
هـ -يش ترط الس تخدام ح س ع أن يك ون اله دف من الس حب عالج عجز م ؤقت في م يزان الم دفوعات ( ليس
لالستثمارات أو لتمويل عجز هيكلي من ميزان المدفوعات ).
-2تسهيالت التمويل التعويضي : Compensatory Financing
يمنح الصندوق هذا النوع من التسهيالت لمواجهة العجز الطاريء في ميزان المدفوعات و الناتج عن إنخفاض
حصيلة الصادرات من المواد األولية و استخدام عام .1963
--3حقوق السحب الخاصة (( : SDR
تم التفكير في إصدار أصل نقدي جديد سنة 1969هو ح س خ و ذلك بأسلوبين :
األس لوب األول – عن طريق تحويل ما يملكه العضو من وح دات ح س خ بعمالت قابلة للتحويل من أي عضو
آخر في الصندوق سواء عن طريق الصندوق أو باالتفاق مباشرة مع عضو آخر دون الرجوع للصندوق .
األس لوب الث اني :عن طريق الحس اب الع ام المفت وح ل دى الص ندوق حيث يكن للدولة اس تخدام ه ذه الحق وق في
إعادة شراء عملتها الوطنية أو تسديد التزامات أخرى في ذمةة الدولة العضو .
ووحدات ح س خ ليست إال دفترية يمسكها الصندوق للدول األعضاء ،و ال يمكن التعامل بها لغير األغراض
المص درة له ا .وقد تتح دد قيمة الوح دة من ه ذه الحق وق بح والي 0.88867غ من ال ذهب و أوقية ال ذهب ك انت
تع ادل في ذلك ال وقت 35دوالر أم ريكي.و قد تغ يرت و تم تقييمها على أس اس متوسط م رجح ل 16عمالت
الدول التي ال يقل نصيب صادراتها من الصادرات العالمية ( %1عام . )1974
و في بداية عام 1981أعيد تقييم هذه الوحدات مرة أخرى على أساس المتوسط المرجح لسلة من العمالت ل
5دول هي ( ال دوالر ،الجنيه االس ترليني ،الم ارك ،الفرنك الفرنسي ،الين اليب اني ) و يتح دد ت الوزن النس بي
لكل عملة من ه ذه العمالت الخمسة بأهميتها النس بية في مج ال التج ارة الدولية ( الص ادرات ،و رص يد ال دول
األعضاء من هذه العمالت في الصندوق).
-4التس هيالت البترولية :بسبب ارتف اع أس عار الب ترول في نهاية الس بعينات 1974اس تحدث الص ندوق ه ذه
التسهيالت لمساعدة الدول التي تعاني من عجز في ميزان مدفوعاتها نتيجة هذا االرتفاع.
-5التسهيالت الممتدة ( االموسعة) Extended Facility
اس تحدث الص ندوق في س بتمبر .1974تس هيالت جدي دة أطلق عليها التس هيالت الممت دة لعالج االختالالت
الهيكلية في ميزان المدفوعات ،و تلتزم الدولة باتخاذ عدد من اإلجراءات التصحيحية للنواحي المالية النقدية على
أن يتم خالل فترة ما بين 2او ثالثة أعوام و تصل الفائدة إلى %4في السنة األولى.
و تتزايد حتى تصل % 6.5في الفترات التالية و تلتزم بسداد االقتراض خالل فترة تتراوح ما بين -4إلى 8
اعوام ( ومنحت الجزائر هذا التسهيل . ) 98– 95 ( :
-6تسهيالت صندوق االئتمان :وافق الصندوق على اقتراح لجنة التنمية بإنشاء صندوق إئتمان لمساعدة الدول
األعض اء ذات العجز في بداية 1977و تمنح ال دول المعني ة قروضا ميس رة بفائ دة بس يطة تصل إلى ½ %و
آجال استحقاق تصل إلى 6سنوات.
32
و تتك ون م وارد الص ندوق من أرب اح بيع ½ ما يمتلكه ص ندوق النقد ال دولي من ذهب باالض افة إلى حص يلة
استثمارات الصندوق ،و قدم صندوق االئتمان قروضا بلغت 3مليار دوالر خالل الفترة ( )1981-1977لعدد
55دولة .
-7تسهيالت التمويل االضافية :عام 1979هذه التسهيالت لتمويل إضافية للدول األعضاء على إصالح الخلل
الخارجي و الداخلي و يتم بموجب اتفاق مساعدة أو ترتيبات موسعة .
-8تسهيالت التعديل الهيكلي :
انشا المجلس التنفيذي للصندوق تسهيل التعديل الهيكلي في مارس 1986بهدف تقديم العون المالي بشروط
ميسرة للبلدان المؤهلة لهذا التعديل إلصالح مسارها االقتصادي و عالج االختالالت و التشوهات الهيكلية في بنية
االقتصاد الوطني ،و قد قدم الصندوق .هذا النوع من التسهيالت بسعر فائدة ½ %سنويا و فترة سداد تتراوح
بين 5الى 10سنوات .
و تق دم الدولة طلب ق رض مع توض يح الحاجة إلى م وارد إض افية لعالج االختالالت طويلة األجل في م يزان
الم دفوعات كما تب دي الدولة اس تعدادها لتنفيذ برن امج اإلص الح و يتم التش اور بش أنه مع من دوبي الص ندوق و أهم
الموضوعات التي تخضع للتفاوض بينهما هي :
-1السياسة المالية ( تخفيض العجز من خالل خفض االنفاق العام و زيادة االيرادات ( الضرائب ).
-2السياسة النقدية ( :سياسة انكماش ية للحد من الطلب الكلي ،و تخفيض االئتم ان و التوسع النق دي ،رفع س عر
الفائدة ).
-3سياسة سعر الصرف :أكثر واقعية بتخفيض قيمة العملة المحلية ،و تحرير التجارة )
-4وضع سياسات للحوافز ( تحرير األسعار).
ب -مؤسسات التمويل اإلقليمية:
يوجد ع دد من المؤسس ات اإلقليمية وال تي ته دف إلى تمويل مجموعة معينة من ال دول ,ترتبط ببعض ها في
موقع جغرافي ,لكن في كثير من األحيان تقوم بتقديم مساعدات للغير من الدول النامية بغض النظر عن موقعها,
وتتكون من مجموعة من بنوك التنمية اإلقليمية وصناديق التمويل األخرى ,وأهمها هي:
-1بنك االس تثمار األوربي :قد تأسس ه ذا البنك س نة 1958بين عشر دول أوربية هي :المملكة المتح دة,
فرنسا ,إيطاليا ,هولندا ,ألمانيا ,بلجيكا ,ايرلندا ,الدانمارك ,اليونان ,لوكسومبورغ ,ومن أهدافه:
-تحقيق معدالت نمو في الدول األعضاء.
-تشجيع أساليب التكامل االقتصادي.
-تق ديم ق روض للمس اهمة في إنش اء المش روعات في ال دول النامي ة ,وغالبا ما تعقد ق روض البنك على
آجال زمنية طويلة تتراوح بين 20-12سنة مع فترة سماح.
-طرح سندات في أسواق المال الدولية.
-2بنك التنمية اإلفريقي
33
أنشأت مجموعة من الدول األفريقية هذا البنك عام 1963بهدف تقديم المساعدات المالية لدفع عملية التنمية
الاقتص ادية و االجتماعية في ال دول األعض اء ،و تتك ون م وارد البنك اإلف ريقي من حصص ال دول األعض اء
المدفوعة من رأس المال ،باإلضافة إلى القروض التي يتمكن البنك من الحصول عليها من األسواق المالية الدولية
أو من األعضاء.
و يس تخدم البنك م وارده في تمويل المش روعات االس تثمارية في ال دول األعض اء و تتح دد ش روط األق راض
حسب طاقة كل دولة على السداد من ناحية و حسب الجدوى االقتصادية للمشروع الممول من ناحية أخرى .
34
وهي ق روض قص يرة األجل تمنحها المص ارف التجارية األجنبية للبالد النامية بغ رض تمويل عجز
موسمي ومؤقت في حصيلة النقد األجنبي ,وتتراوح آجال استحقاق هذه القروض بين 06أشهر وسنة ,وتكون
أسعار فائدتها حسب أسعار الفائدة السائدة في األسواق الدولية.
-3األسواق المالية الدولية :
تعت بر مص درا رئيس يا للحص ول على التمويل كما أنها تمثل مج اال واس عا لتوظيف األم وال الفائضة ع بر
الحدود ,ويجب أن نفرق بين قسمين رئيسين:
األول :السوق النقدية الدولية:
يك ون التعامل في ه ذه الس وق بين البن وك التجارية في تلك الودائع ال تي تك ون بمب الغ كب يرة ولم دة قص يرة
(ت تراوح من ي وم إلى س نة) ,وتت أثر ه ذه الس وق بالتقلب ات ال تي تط رأ على أس عار الص رف ,وه ذا يع ود إلى أن
التعامل يجري بالعمالت األجنبية.
الثاني :سوق رأس المال الدولية:
ويتم التعامل في هذه السوق من خالل أسواق األوراق المالية أو بما تعرف بالبورصات ,ويشترك في
التعامل في هذه السوق صناديق االستثمار والشركات الدولية ,وشركات التأمين والبنوك المتخصصة وصناديق
التقاع د...إلخ ,وتك ون الف ترة الزمنية للس ندات المص درة بين 5 -3س نوات ,ويتم التعامل في ه ذه الس وق بعقد
القروض المشتركة إض افة إلى إصدار وت داول الس ندات األوربية واألجنبي ة ,وتت أثر ه ذه السوق بتغ يرات أس عار
الفائدة باإلضافة إلى تغيرات أسعار صرف العمالت.
آلية التعامل في سوق النقد الدولية :
يتم التعامل في ه ذه الس وق على أس اس من الثقة الكاملة في أط راف التعام ل ,كما أن الس رعة في األداء
والثقة في التنفيذ من أهم السمات التي تحكم هذه التعامالت ,باإلضافة إلى الرقابة التي تفرضها البنوك المركزية
على حركة التعامالت والتحوالت للعمالت األجنبية ,وقد نجم عن هذا التدخل وجود ما يعرف ببنوك األوف شور
( )offshoreوهي مراكز مالية تعمل في مجال اإلقراض واالقتراض وتلقي الودائع خارج حدودها الوطنية ,وال
تخضع لرقابة البنوك المركزية على كافة العمليات ,ويجري التعامل في هذه المراكز استنادا لشروط التعامل بين
بن وك لن دن أو ما يع رف ب الليبور "مع دل الفائ دة الس ائد بين البن وك في لن دن" (LIBOR :London Inter bank
.)Offer Rate
وتقوم الشركات ذات النشاط الدولي بإيداع فوائدها المالية واالقتراض قصير األجل من البنوك المتعاملة
في هذه السوق لتمويل تجارتها الدولية.
وقد أثر االرتف اع الش ديد في أس عار الب ترول س نة 1973على ت راكم الف وائض البترولية ل دى ال دول
المصدرة له ,وقد تم إيداع هذه الفوائض في هذه البنوك ,وهو ما جعلها تنشط في مجال االقتراض للدول والهيئات
الحكومية.
باإلض افة إلى ذلك هن اك أط راف أخ رى تتعامل في ه ذه الس وق أهمها السماس رة والمؤسس ات الدولية
كصندوق النقد الدولي والبنك الدولي وبنك التسويات الدولية ,وبعض الصناديق اإلقليمية وبيوت المقاصة وبعض
35
الشركات المالية التي تتبع البنوك التجارية وتتخصص في عمليات مصرفية دولية.
أما أدوات التعامل في السوق النقدية الدولية فهي:
الودائع ألجل والتي تمتد مدتها بين يوم إلى عدة سنوات.
ش هادات اإلي داع القابلة للت داول ب التظهير في الس وق الثانوي ة ,وتس تخدمها البن وك لج ذب الف وائض ل دى
الشركات والمؤسسات غير المصرفية.
ش هادات اإلي داع المغلقة أو المخزن ة :هي ش هادات تص درها البن وك التجارية للحص ول على أم وال لف ترة
مح دودة على أن يتم االحتف اظ به ذه الش هادة في خ زائن البنك دون أن يج ري التعامل عليها في الس وق الثانوية
للتداول ,كما تتمتع هذه الشهادات بسعر فائدة ثابتة وبسعر فائدة معوم حيث يتحدد سعر الفائدة عليها في حدود (
)%4/1فوق سعر الليبور ( ,)LIBORويتم تعديلها كل ستة أشهر.
باإلضافة إلى شهادات اإليداع األمريكية ,القبوالت المصرفية واألوراق التجارية.
آلية التعامل في سوق رأس المال الدولية :
تتضمن سوق رأس المال الدولي كال من سوق القروض المشتركة وسوق السندات الدولية والتي تتميز بما
يلي:
-1تعتبر سوق السندات الدولية أحد أهم أجزاء أسواق المال الدولية ,وهو أداة هامة للحصول على السيولة
طويلة األجل.
-2تتنوع السندات المصدرة تنوعا كبيرا ,فهناك السندات بأسعار فائدة متغيرة حسب أسعار الفائدة السائدة
في أسواق المال الدولية ,على العملة التي تم بها إصدار هذه السندات ,كما يمكن إعطاء الحق لحاملها في
تحويلها إلى س ندات ذات فائ دة ثابتة إذا ما انخفضت أس عار الفائ دة الس ائدة عن مس توى مح دد ,أو إمكانية
تحويل هذه السندات إلى أسهم ملكية في الشركات التي أصدرتها.
-3يمكن االكتتاب في السندات المقومة بسلة عمالت تجنبا لمخاطر تقلبات أسعار الصرف.
-4بعد االكتت اب تص بح الس ندات قابلة للت داول في الس وق الثانوية بعد 5أي ام من ت اريخ تس ليمها للمكتت بين,
ويتم التعامل في الس وق الثانوية للس ندات ب البيع والش راء من خالل البن وك والسماس رة وبي وت المقاص ة,
والشركات الدولية.
36
أما ص فة المقيم :فهي تطلق على كافة األع وان المتواج دين على ال تراب الوط ني ال ذين يمارس ون ض منه
نش اطا اقتص اديا منتظما باإلض افة إلى ف روع الش ركات األجنبية ,وبالمقابل ف إن م وظفي الس فارات والقنص ليات
والبعثات األجنبية فهي تعتبر رغم سفرها من الرعايا المقيمين في البلد الذي يعملون به.
37
المتص لة بها عند الح دود الجمركية لالقتص اد المص ّدر ,على أن يتض من ذلك ض منا تحميل ه ذه الس لع على ظهر
وس يلة النقل (الش حن) ح تى ه ذه الح دود ,بتعب ير آخر إن ص ادرات وواردات البض ائع يجب أن تقيم FOBعند
الحدود الجمركية للبلد المصدر (وهي البيع على أساس التسليم على ظهر السفينة .)Free On Board
و في الغ الب يتم تحميل الس لع على ظهر وس يلة النقل عند الح دود الجمركية بواس طة الناق ل ,وأن الرص يد
الجم ركي ي دون تب ادالت الس لع بقيمتها عند الح دود الجمركي ة ,حيث تق وم إدارة الجم ارك باحتس اب الص ادرات
( FOBأي كلفة الصادرات محملة على ظهر السفينة عند الحدود الجمركية) ,إال أن قيمة الواردات تحسب عادة (
)CAF/CIFأي كلفتها FOBمضافة إليها الكلفة اإلجمالية للنقل والتأمين.
: CIF:Cost Insurance Freightالبيع يتضمن كلفة البضاعة وأجرة التأمين عليها والنقل.
: CAF: Cost and freightالبيع على أساس الكلفة زائد أجرة النقل.
كما ال يتم احتس اب العملي ات الواقعة على س لع تجت از الح دود الجمركية من دون تحويل للملكية (كعملي ات
الترانزيت مثال) هذه العمليات ال تدون في باب البضائع.
أ -2-عمليات الخدمات:
تعتبر هذه العمليات غير منظورة ( )les invisiblesألنها غير مرئية فعليا وال تمر عبر أجهزة الجمارك,
أما أهم أوجه عمليات الخدمات فهي:
النقل والمواص الت ونش اطات ش ركات الت أمين والمؤسس ات المالية والمص رفية والنش اط الس ياحي
واالتصاالت ومجموعة أخرى من النشاطات المتفرقة التي يصعب حصرها ,وأن عملي ات الخدمات تحتل مكانة
هامة في م وازين م دفوعات البل دان المتقدم ة ,ف الميزان التج اري البريط اني هو في حالة عجز ش به دائم ,إذ انه لم
يسجل فائضا في رصيده منذ بداية القرن التاسع عشر وحتى منتصف العقد المنصرم (العشرين) إال خالل سنوات
خمس ,لكن العجز المذكور كان يغطى دائما بفائض ميزان الخدمات وفائض ميزان عائد رأس المال اللذين سوف
يشار إليهما الحقا.
38
أ -5-التحويالت العامة أو الحكومية:
تمثل التح ويالت عملي ات مس اعدات اقتص ادية ومالية (كالتعويض ات ,اإلعان ات والهب ات) وهي في ه ذه
الحالة رؤوس أموال أحادية الجانب لكنها محتسبة ضمن العمليات الجارية.
ب -عمليات رأس المال:
على المس توى الخ ارجي ال يمكن اعتب ار الس لع أو المع دات االنتاجية بمثابة رأس م ال ,كما أن انتق ال مثل
ه ذه الس لع من بلد إلى آخر ال يمكن أن يعت بر انتق اال ل رأس الم ال ,بل انتق اال لن وع من الس لع ت درج قيمتها في
الميزان التجاري وليس في ميزان رؤوس األموال.
إن مفهوم رأس المال على الصعيد الخارجي هو القوة الشرائية النقدية التي تنتقل إلى الخارج من دون أن
تخصص للحصول على سلع استهالكية ,على أن يقترن هذا االنتقال بعملية توظيف لهذه القوة الشرائية.
كما يمكن اعتب ار انتق ال الق وة الش رائية إلى الخ ارج غ ير المقرونة بنية التوظيف كانتق ال ل رأس الم ال إذا
حدث في الحاالت التالية :تعويضات الحروب ,الهبات النقدية الدولية ,المساعدات النقدية ... ,إلخ.
ب -1-أسباب انتقال رأس المال إلى الخارج :وأهمها:
-1االختالف بين أسعار الفائدة :سعر الفائدة يكون أعلى في الدول التي تشهد نقصا في رأس المال.
-2التفاوت في معدل األرباح :هذا االنتقال لرأس المال يعرف باالستثمار المباشر.
-3تفادي أو تجنب المخاطر.
-4انتقال رأس المال ألسباب سياسية :يأخذ شكل القروض أو الهبات.
-5انتقال رأس المال الساخن أو العائم :يتميز هذا النوع بالسرعة الفائقة في تحركه ,أما أسباب تحركه فهي
متعددة:
األرب اح ,المض اربة أو البحث عن األمن ,االس تفادة من فرصة إع ادة تق ييم س عر الص رف لعملة ما في
الخ ارج ,أو اجتن اب تخفيض قيمة العملة في ال داخل ه ذا االنتق ال ل رأس الم ال الس اخن ال ذي حصل على الص عيد
ال دولي ك ان له ت أثير ه ام على النظ ام النق دي ال دولي وعلى م وازين م دفوعات مختلف البل دان المتقدمة والبل دان
المصنعة حديثا على حد سواء (أزمة البورصات العالمية التي حدثت سنة .)1997
ب -2-أنواع رؤوس األموال الدولية:
يتوزع رأس المال الدولي بين مجموعتين رئيسيتين هما:
المجموعة :Iتتضمن رأس المال أحادي الجانب ()Capital Uni Latéral
المجموعة :IIفتشمل على االستثمارات الدولية ()Investment International
ب -1-2-رأس الم ال األح ادي الج انب :ه ذا الن وع من رأس الم ال يص نف ض من العملي ات الجارية من وجهة
النظر المحاسبية ,إال أنه يبقى رأس ماال من حيث طبيعته ,فالبلد المتلقي لهذا النوع من رأس المال ال يترتب عليه
التزامات سياسية واهم أشكال هذا النوع هي:
-التعويضات التي تدفعها الدول المهزومة في الحرب إلى البلدان المنتصرة أو البلدان المعتدى عليها
(حرب الخليج – غزو الكويت.)-
39
-اإلعانات والمساعدات والهبات التي تقدمها الحكومات ,أو بعض الهيئات الخاصة إلى الدول األخرى
مثل المساعدات التي قدمتها أمريكا في إطار مشروع مارشال.
-األموال التي يرسلها المهاجرون إلى ذويهم في وطنهم األم.
ب -2-2-االس تثمار ال دوليُ :ينشئ ه ذا االس تثمار التزاما ماليا على البلد المتلقى لالس تثمار على خالف رأس
الم ال األح ادي الج انب ,حيث يج بر الدولة الم ذكورة على تس ديد قيمة األصل باإلض افة إلى دفع الفوائد المترتبة
ويمكن التمييز بين عدة أشكال من االستثمارات الدولية حسب المعايير المعتمدة وهي:
من حيث الجهة القائمة :االستثمارات الحكومية واالستثمارات الخاصة. .1
من حيث طبيعة االستثمارات الدولية. .2
-استثمارات مباشرة.
-استثمارات في محفظة السندات.
من حيث حرية البلد المتلقي في اس تخدامه ل رأس الم ال ,ومعي ار التمي يز هنا هو اس تثمارات مقي دة .3
واستثمارات حرة.
من حيث الم دة الزمنية لالس تثمارات الدولية واس تثمارات طويلة األجل (أك بر من س نة) ,واس تثمارات .4
قصيرة األجل (أقل من سنة).
ب -3-توزيع رؤوس األموال بين رؤوس أموال نقدية ورؤوس أموال غير نقدية:
تتوزع حركات رؤوس األموال ضمن مجموعتين (:)Hot money. Capitaux febriles
-تلك التي تقع فوق الخط (أي في الجزء األعلى من الجدول) والمرتبطة بالحركات االقتصادية.
-وتلك التي تقع في الجزء األدنى من الجدول باعتبارها رؤوس أموال نقدية.
ب -1-3-رؤوس األم وال غ ير النقدي ة :وتش تمل على رؤوس األم وال الطويلة األجل وعلى ج زء من رؤوس
األموال قصيرة األجل.
-تقسيم رؤوس األموال الطويلة األجل :وتنقسم إلى جزئين هما:
العمليات خارج إطار المديونية الخارجية ,على شكل قروض تجارية أو قروض استثمارات مالية.
السحوبات على القروض الخارجية ,وهي حركة منظمة لرأس المال.
-رؤوس األم وال قص يرة األجل غ ير المص رفية مض افة إليها التس وية :وهي رؤوس األم وال التجارية قص يرة
األجل والتسليفات المسبقة لجزء من العملية.
ب -2-3-رؤوس األم وال النقدية :ت درج دون الخط ال ذي يفصل العملي ات االقتص ادية (غ ير النقدي ة)عن
العمليات النقدية وتتوزع حسب جزئين:
-رؤوس األم وال المص رفية :وهي أم وال والتزام ات القط اع المص رفي قص يرة األج ل ,أما األص ول فهي
القروض التي يمنحها القطاع المصرفي إلى غير المقيمين ,أما االلتزامات فهي الودائع.
-رؤوس األموال العامة :تعكس تغيير أصول والتزامات القطاع العام الفورية والقصيرة األجل ,وتشمل رؤوس
األم وال العامة كافة االحتياط ات الرس مية(ذهب وعمالت ص عبة) ,أما ال ذهب فتتن اول انتق ال ال ذهب من دولة إلى
40
أخرى كنقد وليس كسلعة ,ألن انتقال الذهب كسلعة يدخل في الميزان التجاري كباقي السلع األخرى.
المبحث الثاني :الفائض والعجز في ميزان المدفوعات
إن ميزان المدفوعات سيتوازن محاسبيا وباستمرار ألن أي عملية تؤثر على جانبين :أحدهما دائن واآلخر
م دين وبالت الي ف إن م يزان الم دفوعات س يتوازن محاس بيا وقد يك ون هن اك عج زا في الحس ابات الفرعية لم يزان
المدفوعات كالحساب الجاري أو حساب رأس المال.
وقد تكون صادرات الدولة من السلع والخدمات أقل من وارداتها عن السلع والخدمات وبالتالي يكون هناك
عجزا في الميزان التجاري بقيمة الفرق بين الصادرات والواردات ,فإذا تم تغطية هذا الفرق بتحويالت نقدية من
الخ ارج بنفس قيمة العجز في الم يزان التج اري ,ف إن ه ذا ي ؤدي إلى ت وازن الحس اب الج اري لم يزان الم دفوعات
ويمكن تقسيم ميزان المدفوعات إلى أربعة حسابات رئيسية:
-1الحساب الجاري:
ويش مل تج ارة الدولة من الس لع والخ دمات باإلض افة إلى ص افي التح ويالت النقدية ب دون مقابل ويحسب كما
يلي :
الحساب الجاري = صادرات الدولة من السلع والخدمات ناقصا واردات الدولة من السلع والخدمات يضاف
له التحويالت الداخلة بدون مقابل ويطرح منه التحويالت الخارجية بدون مقابل.
وعليه فالحس اب الج اري = ص افي ص ادرات الدولة من الس لع والخ دمات +ص افي التح ويالت ب دون مقاب ل,
فإذا كانت واردات الدولة من السلع والخدمات أكبر من صادرات الدولة من السلع والخدمات فإن هذا يؤدي
إلى وجود عجز في الميزان التجاري أو ميزان السلع والخدمات.
-2الميزان األساسي :ويضم الحساب الجاري باإلضافة إلى تدفقات رأس المال طويل األجل.
-3م يزان حس اب رأس الم ال :ويش مل ممتلك ات القط اع الخ اص األجن بي من الممتلك ات واألص ول المحلي ة,
ناقصا ممتلكات القطاع الخاص المحلي من األصول األجنبية قصيرة االجل .
-4ميزان التسويات الرسمية :ويتكون من الفرق بين التغير في ممتلكات القطاع األجنبي الرسمي من األصول
المالية المحلية ,والتغير في ممتلكات القطاع المحلي الرسمي من األصول المالية األجنبية.
ويمكن أن نستنتج أن :ميزان التسويات الرسمية = الميزان األساسي +ميزان رأس المال
المبحث الثالث :القيد في ميزان المدفوعات
يس تخدم في م يزان الم دفوعات نظ ام القيد الم زدوج أي أن أي عملية تجارية ت ؤثر على ج انبين في م يزان
المدفوعات.
إن قيام الجزائر باستيراد القمح من أمريكا ف إن ذلك سيؤثر على جانبين في ميزان الم دفوعات وهم ا :ميزان
الس لع ويك ون م دينا وحس اب االحتياط ات ويك ون دائنا بقيمة الص فقة،ويك ون م يزان الم دفوعات متوازنا من
الناحية المحاسبة وبشكل دائم.
كب اقي المس تندات المحاس بية ف إن هيكل م يزان الم دفوعات يجيب على العديد من األع راف واالتفاق ات,
وسنأخذ موازين المدفوعات وكيفية قيد العمليات ضمن أسلوبين:
41
-1أسلوب الميزانية السنوية.
-2أسلوب الدائن والمدين.
-1مبادئ القيد في ميزان المدفوعات باعتباره بمثابة ميزانية سنوية :
إذا اعتبر ميزان المدفوعات كميزانية سنوية للتبادالت فيقتضي أن يتضمن األصول والخصوم ,وبالتالي
ف إن القي ود يجب أن تُ درج ض من األص ول والخص وم ,ولما ك انت العملي ات أو الص فقات الدولية تس دد من حيث
المبدأ وغالبا بالعمالت الصعبة (ألن جزءا من التجارة الدولية يحصل على شكل مقايضة) ,فإن خروج أو دخول
ه ذه العمالت أص بح هو المعي ار األساسي في عملية قي دها ,فكل عملية ينتج عنها دخ ول للعمالت األجنبية تس جل
في األصول ,وبالمقابل كل عملية ترتب خروجا للعمالت التي تدون في جانب الخصوم.
ومن اجل التمييز بين األصول والخصوم يستند إلى معيار أساسي هو عرض أو طلب النقد األجنبي.
ف إذا ك ان نقد بلد ما مطلوبا في س وق الص رف لتس ديد عملية معينة ف إن قيمة ه ذه العملية تقيد في أص ول
ميزان المدفوعات.
وإ ذا كان نقد بلد ما معروضا في سوق الصرف فإن قيمة هذه العملية تقيد في خصوم ذلك الميزان.
وينطبق معيار عرض وطلب العملة األجنبية على كافة عمليات السلع والخدمات وعائد رأس المال .
أما بش ان رأس الم ال ,ف إن البلد المص در ل رأس الم ال (أي البلد ال دائن) ي دون قيمة رأس ماله المص در في
الخصوم في ميزان مدفوعاته ,أما البلد المتلقي لرأس المال (البلد المدين) فإنه يقيد قيمة العملة في األصول.
وفيما يتعلق بالهب ات والتعويض ات واألم وال ال تي يرس لها المه اجرون ,يالحظ أن البلد الم انح للتعويض ات
أو المس اعدات هو مض طر ألن يحصل على نقد البلد ال ذي يريد مس اعدته ,وه ذا يع ني أنه يجب عليه ع رض نق ده
في سوق الصرف من أجل الحصول على نقد البلد المتلقي للمساعدة ,استنادا لذلك يقيد البلد المانح قيمة العملية في
الخصوم ,أما البلد الممنوح فيقيد قيمة العملية في األصول.
ك ذلك بالنس بة ل رؤوس األم وال غ ير النقدية الطويلة والقص يرة األجل على حد س واء ,يجب أن تطبق نفس
القاعدة المشار إليها.
كخالصة :كل العملي ات ال تي ج رى عرض ها لغاية اآلن هي واقعة "ف وق الخ ط" ال ذي يقسم م يزان
الم دفوعات ,أما حرك ات رؤوس األم وال النقدية فهي تقع "تحت الخ ط" الم ذكور ,العملي ات الواقعة ف وق الخط
تعرف بالعمليات اإلقتصادية ,أما العمليات الواقعة تحت الخط فتعرف بالعمليات النقدية.
وب ذلك يص بح م يزان الم دفوعات متوازنا بحكم الض رورة ,أي أن مجم وع األص ول = مجم وع الخص وم
فال ذي يظهر حالة العجز او الف ائض هو في الواقع م يزان العملي ات االقتص ادية ( ,الحس اب الج اري) حيث يتق رر
على أساسه ما إذا كان البلد دائنا أو مدينا للخارج ,هذا الرصيد يسوى على اثر تدخل السلطات النقدية التي تمتص
الزيادة في اإليرادات عند تحقق الفائض أو على العكس تقدم هذه السلطات على االقتطاع من االحتياطات النقدية
لتسديد العجز أو اللجوء إلى صندوق النقد الدولي ألجل تلك الغاية.
42
جدول رقم ( : )2القيد في ميزان المدفوعات تحت بابي الخصوم واألصول
خصوم أصول
-واردات. -صادرات.
-خدمات مدفوعة (نقل ,سياحة ,مداخيل رؤوس -خدمات مقبوضة(نقل ,سياحة ,مداخيل رؤوس
األموال األجنبية المستثمرة في الداخل ,أتاوات األموال المستثمرة في الخارج ,أتاوات مقبوضة
مدفوعة على البراءات والشهادات). على البراءات والشهادات).
-خروج مدخرات العمال األجانب وهبات مقدمة -تحويل مدخرات العمال المهاجرين وهبات
إلى الخارج (خاصة وحكومية). مقبوضة من الخارج (خاصة وحكومية).
-استثمارات مقامة في الخارج وقروض حكومية -استثمارات وقروض حكومية متأتية من
ممنوحة. الخارج.
-رؤوس أموال قصيرة األجل غير مقرضة -رؤوس أموال قصيرة األجل غير مصرفية
بواسطة القطاع الخاص المصرفي. مستلمة من القطاع الخاص غير المصرفي.
-زيادة أصول القطاع المصرفي أو تدني التزاماته. -زيادة االلتزامات قصيرة األجل للقطاع الخاص
-زيادة احتياطات القطاع الرسمي (مصرف المصرفي أو تدني أصوله.
مركزي +خزينة) ,بالذهب والعمالت الصعبة -زيادة مديونية القطاع الرسمي (مصرف
وحقوق السحب الخاصة ...إلخ أو تدني مركزي +خزينة) ,تجاه باقي البنوك التجارية
التزاماته. أو خفض احتياطاته بالذهب والعمالت الصعبة
وحقوق السحب الخاصة.
وإ ذا كان قيد العمليات في ميزان المدفوعات يخضع من الوجهة النظرية لمبدأ المحاسبة المزدوجة ,أي ان
قيمة العملية الواحدة يتم قيدها مرتين ,فإن قيد العمليات ال يجري عمليا حسب مبدأ المحاسبة المزدوجة ,وهذا ما
تم إيضاحه سابقا ,أما مبدأ المحاسبة المزدوجة فسوف يتم فيما يلي:
-2مبادئ القيد في ميزان المدفوعات طبقا للمحاسبة المزدوجة دائن (له) ( )Créditومدين (منه) (:)Débit
حسب هذه الزاوية القيد المزدوج فهو يعتبر حساب يشتمل على جانب المدين وجانب الدائن.
ففي الج انب ال دائن :تس جل كافة عملي ات ال بيع بما فيها بيع األص ول من قبل المقيمين إلى غ ير المقيمين
(سواء كانت هذه األصول بضائع أو أسهم أو عمالت ...إلخ).
أما في الج انب الم دين :فتس جل كافة عملي ات الش راء بما فيها حي ازة كافة نم اذج األص ول ال تي يجريها
43
المقيمين مع غير المقيمين.
والشكل التالي يبين قيد التدفقات في ميزان المدفوعات:
يجب تطبيق القاعدة على كافة أنواع األصول ,فتسديد العمالت الصعبة إلى الخارج بواسطة أحد المقيمين
يسجل في الجانب الدائن ألنه يترتب على ذلك بيع ألصول نقدية ,كذلك البيع لسهم أو سند معين من قبل مقيم إلى
غير مقيم يدون في الجانب الدائن ألن البيع وقع على أصل مالي.
في المقابل حيازة العمالت الصعبة بواسطة أحد المقيمين تسجل في جانب المدين ,كذلك شراء اسهم معينة
بواس طة أحد المقيمين من غ ير مقيم يس جل أيضا في ج انب الم دين(من ه) وعليه ف إن الزي ادة في التزامات أحد
المقيمين تج اه غ ير المقيمين هي ش بيهة ب بيع أو تحويل أحد أن واع األص ول ,ل ذلك فهي تس جل في الج انب ال دائن
(ل ه) ,وبالمقابل كل نقص في التزامات (تقلص دي ون) أحد المقيمين تج اه غ ير المقيمين يس جل في الج انب الم دين
(منه).
44
البضائع" ,في المقابل هذا البيع للسلع قد يترتب عليه تسديد يمكن ان يأخذ أشكاال عدة ,فإذا كان هناك شراء مقابل
للبضائع وب ذات الوقت ,فإن العملية تس جل في ج انب المدين تحت نفس الباب السابق أي "الص ادرات والواردات
من البضائع" ألنه جرت الحيازة ألصول حقيقية بواسطة المشروع المقيم حسب الجدول التالي:
جدول رقم( : )3التبادل بالمقابل أي تسديد الصادرات بالواردات
مدين دائن البيان
- 100 الصادرات من البضائع
100 - الواردات من البضائع
ب -إذا ك ان تس ديد ثمن البض ائع المص درة قد حصل على الف ور وب العمالت الص عبة ف إن المش روع المقيم س وف
يتلقى ما يوازي 100مليون دج بالعمالت الصعبة ويضعها في حسابه المصرفي ,على إثر ذلك فإن رصيد البلد
بالعمالت الصعبة سوف يزداد بقيمة 100مليون دج ,هذه الزيادة على األصول تسجل في الجانب المدين تحت
باب أصول والتزامات بالعمالت الصعبة حسب الجدول التالي:
جدول رقم( : )4تسديد الصادرات بأصول والتزامات بالعمالت الصعبة
د -وإ ذا افترض نا ب أن الق رض التج اري قد اس تحق قبل نهاية الع ام ,وان المش روع غ ير المقيم المس تورد س دد
الق رض المس تحق بواس طة العمالت الص عبة ,فه ذا التس ديد للق رض يس تتبع بالنس بة للمش روع المقيم زوال الس لفة
ال تي ك ان يمتلكه ا ,وال تي تأخذ ش كل الق رض التج اري ,ه ذا االنخف اض في األص ول المالية العائ دة للبلد المص در
45
يسجل في الجانب الدائن ككل انخفاض في األصول ,وذلك تحت باب "قروض تجارية قصيرة األجل" ,أما تسديد
العمالت الص عبة ال ذي يحصل في المقابل فهو ي أتي ليزيد رص يد البلد المص در بتلك العمالت ويس جل في الج انب
المدين تحت باب "أصول والتزامات بالعمالت الصعبة" حسب الجدول التالي:
جدول رقم ( : )6تسديد قروض قصيرة األجل بواسطة العمالت الصعبة
مدين دائن البيان
- 100 قروض تجارية قصيرة األجل
100 - أصول بالعمالت الصعبة
هـ -ك ذلك ف إن التص دير لبض ائع بقيمة 100ملي ون دج بواس طة المش روع المقيم قد ي ترتب عليه أيضا ق رض
تج اري طويل األجل (لم دة تتج اوز س نة) ,وفي ه ذه الحالة ت دون قيمة الص ادرات في الج انب ال دائن تحت ب اب
"الص ادرات وال واردات من البض ائع" ,أما في الج انب الم دين فيس جل المقابل تحت ب اب "ق روض تجارية طويلة
األجل" ,عملية القيد هذه تظهر في الجدول التالي:
جدول رقم ( : )7الصادرات الممولة بقرض طويل األجل
مدين دائن البيان
- 100 الصادرات من البضائع
100 - قروض تجارية طويلة األجل
و -أما إذا ك ان تس ديد ثمن الص ادرات قد حصل نق دا وبالعملة الوطنية (دج) ,ف إن الرص يد النق دي بال دينار
الجزائري الذي يحوزه غير المقيمين يتدنى بذات القيمة ,هذا التسديد بالعملة الوطنية يعتبر بمثابة تدن أو انخفاض
اللتزام ات المقيمين ,ذلك ألن النقد الوط ني ال ذي يح وزه غ ير المقيمين هو بمثابة ال تزام المقيمين تج اه الخ ارج,
وبالعودة إلى القاعدة التي تم إيضاحها ,فإن انخفاض االلتزامات هو شبيه بزيادة األصول أو الحقوق ويسجل في
الجانب المدين ,لذلك فإن التسديد بالنقد الوطني يتوجب تسجيلها في الجانب المدين تحت باب "أصول والتزامات
بالنقد الوطني "أي بالدينار الجزائري في المثال الحالي حسب الجدول التالي:
جدول رقم ( : )8الصادرات المسددة فورا بالنقد الوطني
مدين دائن البيان
- 100 الصادرات من البضائع
100 - أصول (حقوق) بالنقد الوطني
باإلض افة إلى األمثلة ال واردة أعاله تج در اإلش ارة إلى بعض األمثلة األخ رى ال تي تس مح ببي ان كيفية قيد
العمليات الرئيسية التالية:
تصدير البضائع وبيع الخدمات إلى الخارج تسجل في الجانب الدائن .Crédit -
46
استيراد البضائع وشراء الخدمات إلى الخارج تسجل في الجانب المدين .Débit -
شراء األسهم والسندات طويلة وقصيرة األجل للخ ارج (أي حي ازة رأس الم ال من قبل المقيمين) يس جل في -
الجانب المدين.
بيع األس هم والس ندات قص يرة وطويلة األجل للخ ارج (أي حي ازة رأس الم ال بواسطة غ ير المقيمين) يس جل -
في الجانب الدائن.
حي ازة العمالت الص عبة والنقد الوطني بواسطة المقيمين والم دفوع من قبل غ ير المقيمين تس جل في الج انب -
المدين.
تسديد العمالت الصعبة والنقد الوطني من قبل المقيمين إلى غير المقيمين يسجل في الجانب الدائن. -
هذه هي بإيجاز أهم العمليات التي يمكن أن ترد في إطار ميزان المدفوعات.
أما باقي العمليات األخرى فسوف تظهر خالل معالجة األرصدة التي يتضمنها الميزان المذكور.
عمليات قيد الصفقات المجانية :
الصفقة المجانية أو الهبة هي تلك التي ال يوجد لها مقابل ,وللحفاظ على مبدأ التوازن المحاسبي تم التوافق
على القيد المزدوج لكل صفقة مجانية.
-القيد األول :يتم على أساس التدفق fluxالحاصل لصالح المقيمين أو غير المقيمين.
-أما القيد الموازن :فيظهر في حساب خاص يعرف بـ "التحويالت دون مقابل".
وعندما يقدم مقيم على منح هبة إلى غير مقيم ,فهذا يعني تحويل أو نقل نموذج معين من األصول بواسطة
أحد المقيمين إلى الخارج ,وبالتالي قيد العملية في الجانب الدائن ( ,)creditأما المقابل لهذا القيد يدون في الجانب
المدين ( )débitتحت باب "تحويالت دون مقابل" ,أما إذا كانت الهبة ممنوحة من غير مقيم لصالح مقيم فإن البنود
تدون على وجه معاكس.
فإذا أقدمت الجزائر على تقديم هبة عينية بقيمة 700مليون سنتيم ألحد البلدان التي قد كان تعرض لكارثة
طبيعية ,فهذه الهبة هي شبيهة بالتصدير للبضائع من حيث طبيعة التدفق باتجاه الخارج ,بالتأكيد تدون قيمة هذه
الهبة في الجانب الدائن ,أما المقابل المحاسبي فيتم قيده في الجانب المدين تحت باب "تحويالت دون مقابل للقطاع
العام".
جدول رقم ( : )9هبة عينية من الدولة إلى بلد أجنبي
مدين دائن البيان
- 700 الصادرات من البضائع
700 - تحويالت دون مقابل الى العالم الخارجي
وعلى عكس ما س بق إذا تلقت الدولة الجزائرية معونة مالية بال دوالر األم ريكي ت وازي قيمتها 15ملي ار
سنتيم مقدمة من الوالي ات المتحدة األمريكية فهذا التحويل يأتي ليزيد رصيد الجزائر بالعمالت الصعبة ,ويدون
في الجانب المدين ,فالقيد المحاسبي المقابل يدون في الجانب الدائن تحت باب "تحويالت بدون مقابل للقطاع العام"
47
حسب الجدول التالي:
جدول رقم ( : )10معونة بالعمالت الصعبة محولة لصالح الجزائر (بماليين الدنانير)
مدين دائن البيان
- 15000 تحويالت دون مقابل للقطاع العام من الخارج
15000 - أصول (حقوق) بالعمالت الصعبة
قد تأخذ الص فقات المجانية أو الهب ات أش كاال عدي دة غ ير قابلة للحصر س واء ك انت س لعا أو خ دمات أو
عمالت صعبة أو ذهبا نقديا...إلخ ,كذلك فإن هذه الهبات قد تقدم للقطاع العام أو من قبل القطاع الخاص ,وقد تقدم
أيضا من قبل الهيئات الخاصة أو تمنح للهيئات الخاصة.
إلى ج انب نم اذج التب ويب الس ابقة لم يزان الم دفوعات تم اعتم اد نم وذج آخر يمكن عرضه على النحو
التالي:
تقتضي طريقة تبويب ميزان المدفوعات التالؤم مع الخصوصيات اإلحصائية لكل دولة ويمكن أن تصنف
فعليا جميع التدفقات المالحظة بين مختلف البلدان بطرق عديدة في الموازين السابقة ,لكن على الرغم من ذلك فإن
م يزان الم دفوعات يبقى في حالة ت وازن ,وبش كل ع ام ف إن الم وازين المش ار إليها تلتقي في معظم الح االت على
الوجه التالي:
الصادرات من البضائع
48
-الواردات من البضائع
= رصيد الميزان التجاري
+رصيد ميزان الخدمات
= رصيد الميزان التجاري بالمعنى الواسع
+رصيد ميزان مداخيل عناصر االنتاج
= رصيد العمليات الجارية
+رصيد التحويالت األحادية الجانب
= رصيد ميزان المداخيل
+رصيد ميزان حركات رؤوس األموال في األجل الطويل
+رصيد ميزان حركات رؤوس األموال في األجل القصير
= رصيد ميزان الحسابات الترجيحية (التسوية)
+رصيد العمليات الموازنة "الترجيحية ,التسوية" (في حالة الصرف الثابت)
= ميزان المدفوعات (= ميزان ح/في حالة الصرف المرن)
وعندما تكون فوائض ميزان المداخيل (في إطار نظام الصرف المرن) ليست موازنة بصادرات صافية
كافية ل رؤوس األم وال ,ف إن قيمة العملة الوطنية س وف ترتف ع ,إال ان اإلحص ائيات ال تي تقيس حرك ات رؤوس
األم وال على المس توى ال دولي هي غائبة (منعدم ة) فال يمكن إيض احها إال عن طريق ما هو متبق واس تخالص
تأثيرها على سعر الصرف وللحصول فعليا عن حركات رؤوس األموال على المستوى ال دولي ,عن طريق ما هو
متبق "الحركات الصافية لرؤوس األموال غير مصرفية" ( )Par voie résiduelleويقتضي توضيح العالقة بين
تغ ير االحتياط ات الدولية Rورص يد م يزان الم دفوعات ,Bإذن يالحظ أن م يزان الم دفوعات يس اوي م يزان
المداخيل زائد حركات رؤوس األموال.
وع بر اإلحص اءات المنش ورة من قبل المص رف المرك زي تع رف الوض عية الص افية للمص اريف المقيمة
إزاء الخ ارج ,ه ذا باإلض افة إلى تغ ير االحتياط ات النقدي ة ,فمن الممكن إذا إظه ار الحرك ات الص افية ل رؤوس
األموال في القطاع الخاص غير المصرفي عن طريق ما هو متبق.
"رصيد ميزان المداخيل = الحركات الصافية لرؤوس األموال في القطاع المصرفي +تغير االحتياطات النقدية +
المتبقى" (الحركات الصافية لرؤوس األموال غير المصرفية).
50
يعتبر الكالسيك والكالسيكيون الجدد Néoclassiquesأول من تناول بالتحليل توازن ميزان الم دفوعات,
لقد ميز هؤالء بين وضعين مختلفين:
الوضع األول :في ظل نظام القاعدة الذهبية Etalon-or
الوضع الثاني :حيث يسود نظام النقد غير قابل للتحويل إلى ذهب (السعر اإللزامي ".)"Cours forcé
أ -إعادة التوازن اآللي إلى ميزان المدفوعات في ظل نظام القاعدة الذهبية:
ف إذا ما ح دث على س بيل المث ال تحسن في مس توى اإلنتاجية ال داخلي فس وف ي ترتب عن ذلك زي ادة في
الصادرات المسددة بالذهب ,هذه الكمية اإلضافية من الذهب تؤدي إلى زيادة الكتلة النقدية للبلد المصدر ,وتؤدي
بدورها إلى ارتفاع األسعار الداخلية ,إن ارتفاع األسعار يلغي الميزات النسبية بين الدول ويخفض آليا الصادرات
ويحقق الع ودة إلى حالة الت وازن ,وفي حالة انخف اض مس توى اإلنتاجية ال داخلي س وف يح دث خ روج لل ذهب من
اجل تس ديد العجز في م يزان الم دفوعات بال ذهب ,وه ذا يص احبه انخف اض الكتلة النقدية وت دني مس توى األس عار
الداخلية وهو ما يرفع آليا الصادرات التي تحقق العودة إلى حالة التوازن.
ه ذا التحليل للت وازن اآللي يرتكز على النظرية الكمية للنقد ال تي تثبت ان التغ يرات في الوف ورات النقدية
ت ؤدي بالض رورة لتغ ير في األس عار الداخلي ة ,ولكن بعد زوال النظ ام ال ذهبي ,فقد فق دت ه ذه النظرية مبررها
العملي والعلمي.
ب -إعادة التوازن اآللي إلى ميزان المدفوعات في ظل نظام النقد غير قابل للتحويل وسعر الصرف المرن:
بالنسبة للكالسيكيين الجدد يتحقق توازن ميزان المدفوعات في ظل نظام النقد غير القابل للتحويل (السعر
اإلجب اري)ع بر تغ يرات أس عار الص رف ,فس عر الص رف يتح دد طبقا لق انون الع رض والطلب ال ذي ينطبق على
تبادل العمالت عبر العمليات المسجلة في أصول وخصوم ميزان المدفوعات .
وإ ذا كان سعر الصرف يرتبط بوضعية ميزان المدفوعات ,فإن تغيرات الصرف تعيد التوازن إلى الميزان
الذي يوجد في حالة خلل.
-في حالة عجز الم يزان الم ذكور يك ون الطلب على العمالت الص عبة أعلى من الع رض ,وب ذلك ترتفع
أس عار العمالت األجنبية مقارنة مع العملة الوطنية فتص بح المنتج ات األجنبية مرتفعة األس عار مما يرفع
من الصادرات المنخفضة األسعار وتنخفض الواردات المرتفعة األسعار مما يقلل الطلب عليها.
-في حالة الفائض في ميزان المدفوعات يرتفع سعر صرف العملة الوطنية بالنسبة للعمالت األجنبية مما
يؤدي إلى ارتفاع أسعار الصادرات وانخفاض أسعار الواردات مما يزيد الطلب عليها.
وفي كلتا الحالتين يعاد التوازن آليا إلى ميزان المدفوعات.
51
المداخيل أخذ باآللية الكينزية في تحديد دخل التوازن لكي تطبق على االقتصاد المفتوح ,فالصادرات تظهر كنوع
جديد من الطلب (يضاف إلى الطلب النهائي) مؤهلة لكي تمارس على الدخل القومي أثرا مضاعفا يسهم في إعادة
التوازن إلى ميزان المدفوعات.
أ -دخل التوازن في االقتصاد المفتوح:
قبل معالجة شروط التوازن في االقتصاد المفتوح يقتضي إلقاء الضوء على شروط التوازن في االقتصاد
المغلق.
أ -1-ش روط الت وازن في االقتص اد المغلق :يتك ون ال دخل الق ومي في اإلقتص اد المغلق من عنص ريين أساس يين
هما :االستهالك واالستثمار . Y = C +I
يت بين أن هن اك توازنا بين ال دخل من جهة ونفق ات االس تهالك واالس تثمار من جهة أخ رى ,وك ذلك من
المعلوم أن استخدام الدخل القومي يتوزع بين استهالك وادخار.Y=C+S
وعلى ضوء هاتين المعادلتين المتساويتين ,يتضح ان C + I = C+Sوهذا يعني بدوره أن I = Sأي
أن االدخ ار يس اوي االس تثمار ,لكن ال دورة اإلقتص ادية ال يمكن أن تعت بر متوازنة إال إذا ح دث التس اوي بين
االدخار واالستثمار المرغوبين "المتوقعين" منذ بداية الفترة ( )Ex anteإذا فقط عندما تتطابق الرغبات باالدخار
واالستثمار يتحقق التوازن المتوقع (.)Ex ante
Ex- anteهي رؤية موجهة نحو االستثمار ,والمصطلح ( )Ex anteيقود إلى نشاط إقتصادي لم يحصل
بع د ,إذ من الممكن أن تك ون القيم أو الكمي ات المتوقعة Ex anteمختلفة عن األرق ام الحقيقية ( )Ex postعند
وقوع الحدث.
ويس تخدم مفه وم المقارنة المتوقعة لالقتص اد إلى ج انب المقارنة المتحققة في التحليل اإلقتص ادي لتفحص
ُ
تغير بعض الظواهر اإلقتصادية عند االنتقال من وضعية الالتوازن إلى وضعية التوازن ,ومثال ذلك في النموذج
الكينزي قد يكون المتوقع الستثمار المخطط في تحديد الدخل القومي اكبر من االدخار المخطط بحيث يقع النظام
االقتصادي في حالة عجز.
لكن ف ائض االس تثمار يفيد في حقن المزيد من ال دخل في االقتص اد ,ويزيد ع بر أثر المض اعف ,ال دخل
واالدخار على حد سواء ,مما يتيح توازنا نهائيا (متحققا يتساوى فيه االستثمار المحقق مع االدخار المتحقق) ,أي
انه إذا لم تتطابق هذه الرغبات وكان:
-االس تثمار أعلى من االدخ ار المتوق ع ,ف إن آلية مض اعف االس تثمار تحقق التس اوي بين االدخ ار
واالستثمار المحققين ( )Ex postعبر توسع في الدخل يتولد عن ادخار إضافي.
-االس تثمار أقل من االدخ ار المتوق ع ,ف إن آلية مض اعف االس تثمار تحقق الت وازن بين االدخ ار
واالستثمار ( )Ex postعبر نقص في الدخل يؤدي إلى تخفيض االدخار.
يس تنتج من ه ذا التحليل انه في إط ار االقتص اد المغلق وفي ظل غي اب ت دخل الدولة يقتضي ت وفر ش رط
حتمي لتحقيق توازن الدورة االقتصادية ,أال وهو التوازن بين االستثمار واالدخار المتوقعين.
أ -2-شروط التوازن في االقتصاد المفتوح:
52
يقضي تحديد التوازن في االقتصاد المفتوح إدخال الصادرات والواردات لكي تُشمل بالتحليل ,فالصادرات
أي بمعنى آخر المشتريات من السلع الوطنية التي يقوم بها الخارج ,تضيف مركبا آخر إلى الطلب اإلجمالي ,فهي
تعتبر بمثابة "ضخ" إضافي ( )injectionsداخل الدورة االقتصادية ,أما الواردات فهي تمارس تأثيرا معاكسا على
الطلب اإلجمالي ,فتظهر وكأنها تسربات خارج الدورة االقتصادية.
ويجب ان تطرح من الطلب اإلجمالي ,وبذلك يظهر الدخل القومي على الشكل التالي:
)Y = C + I + (X -M
حيت : X :تمثل قيمة الصادرات.
:Mتمثل قيمة الواردات.
شرط التوازن المتوقع بعد إضافة الخارج يصبح على الشكل التالي:
C + I+ (X - M) = C + S
بمعنى آخرI + X = S + M :
حسب المعادلة األخ يرة يت بين أن الت وازن اإلجم الي ال يوافق بالض رورة تحقق الت وازن على الص عيد
الخارجي.
-ف إذا ك ان الم يزان الخ ارجي في حالة عج ز :ال واردات < الص ادرات ,يص بح الف ارق بين االس تثمار
واالدخار مساويا للعجز الخارجي.
-ف إذا ك ان الم يزان الخ ارجي في حالة ف ائض أي الص ادرات < ال واردات ,يص بح الف ارق بين االدخ ار
واالستثمار مساويا للفائض الخارجي.
ب -تأثير الخارج على الدخل القومي "مضاعف التجارة الخارجية":
في االقتص اد المغلق ت ترتب على زي ادة اس تثمارات القط اع الخ اص و /او انف اق القط اع الع ام زي ادة اك ثر
أهمية في ال دخل الق ومي ,احتس اب الزي ادة األخ يرة في ال دخل الق ومي يرتكز على آلية المض اعف ,فيما يتعلق
باالقتص اد المفت وح ع ادة ما يحسب مض اعف االس تثمار ,لكن لما ك ان م يزان الم دفوعات هو مح ور الدراسة ف إن
معالجة مضاعف التجارة الخارجية تصبح فائقة الضرورة.
وب العودة إلى عالقة الت وازن في االقتص اد المفت وح ال تي تم التط رق إليها فيما س بق ,يتضح انه لم يج ري
التمييز بين اتفاق القطاع الخاص وانفاق القطاع العام ,لذلك فإن صياغة عالقة التوازن سوف يعاد تكرارها مرة
أخرى لتأخذ باالعتبار انفاق القطاع العام.
Y+M=C+I+G+X
53
: Cتمثل االستهالك .
ΔY
ف إذا وض عت كل من ΔC, ΔMبقيمتهما في المعادلة ( )4تص بح الزي ادة في اإلنف اق المس تقل ΔAمس اوية
كالتالي :
54
ΔA = ΔY - cΔY +m. ΔY (.................)5
)ΔA = ΔY (1- c +m (.......................)6
1
مضاعف التجارة الخارجية ,وهذا المضاعف يسمح بالتعرف على التغير اإلجمالي في هو
c +m -1
اإلنفاق القومي ΔYالناشئ عن تغير أولي في اإلنفاق المستقل ΔAعندما ال يوجد أي عائق أمام زيادة الكميات
المنتجة ,أما األسعار فيفترض أن تكون مستقرة.
إذا افترض نا أن الميل الح دي لالس تيراد مس اويا للص فر ,فه ذا يع ني أن الزي ادة في ال دخل الق ومي لن ينتج
عنها أي زيادة في الواردات.
1
وعندها يصبح مضاعف التجارة الخارجية مساويا لـ:
c -1
إن شراء السلع المستوردة بواسطة المقيمين ينعكس عبر تسديدات مدفوعة إلى الخارج أي غير منفقة من
جديد في ال دورة االقتص ادية الداخلي ة ,وه ذا ما يقلص (يح د) من ت أثير التغ ير األولي ال ذي يط رأ على االنف اق
المستقل.
بتعبير آخر كلما ارتفع الميل الحدي لالستيراد ,ارتفعت تسربات المداخيل إلى الخارج وأصبح المضاعف
أقل فعالية ,وأي أدنى قيمة.
-3اآلثار الدخلية وإ عادة التوازن إلى ميزان المدفوعات :
إن تغير الدخل القومي الناتج عن تغير مستقل خارجي يحدد تغيرات الصادرات والواردات التي تتجه إلى
تحقيق إع ادة الت وازن لم يزان الم دفوعات ,ه ذه العملية يمكن إثباتها من خالل تط ورات الم يزان التج اري لكال
البلدين ( )Aو( ,)Bعلى افتراض أن هذين البلدين يتقاسمان التجارة الدولية.
أ -األثر الدخلي الناشئ عن تغيرات الدخل القومي للبلد (:)A
إن زيادة صادرات البلد ( )Aتنتج في مراحل أولية زيادة موازية في الدخل القومي للبلد ( ,)Aالتي تتحدد
بـ ,ΔYAزيادة في الدخل القومي للبلد ( )Aتؤدي في مرحلة ثانية إلى زيادة واردات ( )Aبما يوازي ΔYA×mA
(حيث mAتمثل الميل الح دي لالس تيراد في البلد ,)Aه ذا االرتف اع في ال واردات يخفض الف اض في الم يزان
التجاري الذي نتج عن زيادة الصادرات ,ΔXAيالحظ من خالل ما تقدم أن حركة المداخيل تتطور تباعا في كل
فترة محدثة تدفقات إضافية في الواردات.
55
انخفاض واردات البلد Bهو بمعنى آخر المقابل النخفاض صادرات البلد (.)A
يبين تحليل اآلثار الدخلية أن تغيرات الدخل القومي للبلد ( Aزيادة الدخل) وتغيرات الدخل القومي للبلد B
(انخفاض الدخل) تتجه من فترة إلى أخرى نحو زيادة واردات البلد Aوتخفيض واردات البلد ,Bفالتوازن يتجه
إلى التحقق في البلد Aإذ أن ال واردات االض افية تخفض الف ائض التج اري ,كما أن الت وازن يتحقق أيضا في البلد
Bحيث أن إنخفاض الواردات يقلص بدوره العجز التجاري.
المبحث الخامس: تأثير مراقبة الصرف على إعادة التوازن إلى ميزان المدفوعات
هناك جهاز حكومي يثبت سعر الصرف ويحدد المبادالت ,وقد بدأت في االتحاد السوفياتي ,كما اعتمدت
بعد عام 1933في كل من ألمانيا وإ يطاليا ,واستحدثت في بعض البلدان أثناء الحرب العالمية .II
وحاليا الزالت العديد من دول الع الم الث الث تس تخدم ه ذه التقني ة ,وفي فرنسا تم تنظيم مراقبة الص رف
بتاريخ 9أيلول .1939
-1مراقبة الصرف كوسيلة لمواجهة المضاربة الهادفة إلى خفض قيمة النقد الوطني :
تح دث مراقبة الص رف إما من خالل مراقبة العملي ات الجاري ة ,وإ ما من خالل مراقبة حرك ات رؤوس
األموال ,هذه المراقبة قد يهدف إلى تسهيلها عبر إلزامية حصول عمليات الصرف بواسطة "مصارف معتمدة " (
,)Banques Agréesعلى أن تتحمل هذه األخيرة مسؤولياتها كاملة في هذا الصدد.
وقد تصبح مجموعة قواعد المراقبة أكثر مرونة كلما طرأ تحسن عل ميزان المدفوعات أو طرأت زيادة
على احتياطات الصرف.
56
من مراقبة الصرف هي بشكل عام اإلشراف على تسديد العمليات الجارية من خالل اإلجراءات األساسية التالية:
-1تحديد آجال التسديد عبر اإلجرائين التاليين:
-إلزامية إدخ ال العمالت األجنبية الناتجة عن التص دير الوط ني :توضع آج ال قص وى له ذا اإلدخ ال
تختلف من بلد إلى أخ ر ,على أن يب دأ احتس ابها من وص ول الص ادرات إلى مس تورديها (العمالت
األجنبية تباع في سوق الصرف الداخلي خالل مدة تحددها السلطات النقدية) .
-منع التغطية ألجل لثمن المس توردات :في البداية ال يس تطيع المس توردون تس ديد وارداتهم قبل أن
تخلص من الجم ارك ,باإلض افة إلى ذلك ال يمكن له ؤالء اإلق دام على الش راء ألجل العمالت األجنبية
الضرورية لتسديد عملياتهم.
-2تحديد مبلغ العمالت األجنبية المخصصة لألفراد:
يحصل األف راد على العمالت األجنبية مقابل النقد الوط ني على أس اس س عر الص رف المح دد ,يش ترط أن
تكون مخصصة من اجل الرحالت السياحية أو رحالت األعمال ,على أن يتم تحديد عدد هذه الرحالت سنويا.
ب -مراقبة حركات رؤوس األموال باتجاه الخارج:
-مراقبة االس تثمارات المباش رة :منع المش روعات الوطنية من إخ راج العمالت الص عبة وحض ها على تمويل
استثماراتها في الخارج بقروض خارجية ,وتشجيع تحويل رؤوس األموال األجنبية إلى الداخل.
-مراقبة عملي ات التوظيف ات ب األوراق المالية األجنبي ة :يمنع على المقيمين ش راء األوراق المالية األجنبية من
غير المقيمين .
-منع استيراد الذهب :السعر يتحدد داخليا عن طريق العرض والطلب.
-ع زل س وق األوراق النقدية الوطنية الموج ودة في الخ ارج :وه ذا ينتج عن منع المص ارف الوطنية من
اس ترجاع األوراق النقدية الوطنية ال تي تحوزها المص ارف األجنبية لتجنب ان تش كل األوراق النقدية الخارجة
خفية أصوال نقدية للمقيمين وقابلة للتحويل إلى عمالت أجنبية.
-إجراءات لمراقبة الوضعية المصرفية :بمنع المصارف من تكوين أصول بالعمالت الصعبة ومنع المصارف
من إق راض النقد الوط ني إلى مراس لين في الخ ارج (مص ارف أجنبي ة) ح تى ال يض ارب ه ؤالء على تخفيض
محتمل للعملة الوطنية.
ج -مجابهة دخول رؤوس األموال:
يت وجب على الس لطات النقدية مجابهة ت دفق رؤوس األم وال المض اربة الباحثة عن ارتف اع الحق في س عر
الص رف وال تي تغ ذي خلقا مفرطا للنق د ,وتخفض مع دالت الفائ دة ,مما قد يبعث على إنع اش الض غوطات
التضخمية ,ولمجابهة ذلك تستطيع السلطات النقدية ان تستعمل ثالث ( )3مجموعات أساسية من اإلجراءات:
-1تأطير الودائع بالنقد الوطني العائد لغير المقيمين.
-2إنشاء سوق صرف مزدوجة.
-3تحديد قروض المقيمين القادمة من الخارج.
ج -1-تاطير الودائع بالنقد الوطني لغير المقيمين:
57
يستطيع غير المقيمين بيع العمالت األجنبية في أسواق الصرف ,مقابل شرائهم للنقد الوطني الذي يوضع
في حس اب دائن مفت وح ل دى أحد المص ارف العاملة في ال داخل ,ه دف غ ير المقيمين من ذلك هو االحتف اظ بالنقد
الوط ني في الحس اب المص رفي بانتظ ار ارتف اع الحق في س عر الص رف ,لث ني غ ير المقيمين من االحتف اظ بالنقد
الوطني في الحسابات المذكورة وفي سبيل عدم تشجيع تدفق رؤوس األموال باإلمكان اتخاذ عدد من اإلجراءات
وهي على سبيل المثال:
-إلغاء الفوائد على هذه الودائع.
-فرض معدل احتياط إلزامي خاص على هذه الودائع ( %100على سبيل المثال).
-إجبار المصارف التجارية المقيمة على عرض معدالت تعويض (معدل فائدة) متدنية على ودائع غير
المقيمين تكون أدنى إلى حد بعيد من معدالت التعويض السائدة في الخارج.
-ت أطير ما يس مى بوض عية المص ارف ب العمالت األجنبية وبالنقد الوط ني ,فبم وجب ه ذا اإلج راء
التنظيمي ال يس تطيع المص رف قب ول وديعة بالنقد الوط ني من غ ير مقيم إال إذا تمكن من منح ق رض
بالنقد الوطني على غير مقيم.
ج -2-إنشاء سوق صرف مزدوجة:
عن دما يك ون م يزان الم دفوعات الجارية في حالة ت وازن تقري بي وعن دما تتجه حرك ات المض اربة إلى
التسبب في تدفق كثيف لرؤوس األموال ,يبدأ التفكير حينها في انشاء سوق صرف مزدوجة ,السوق الرسمي هو
تقريبا متوازن وليس على السلطات النقدية التدخل من اجل حماية سعر (معدل) التكافؤ.
في المقابل إن ارتف اع س عر الص رف –ال ذي ينجم عن الف ائض في الطلب على النقد الوط ني في الس وق
المالية -من اجل تمويل العمليات غير التجارية يميل إلى منع غير المقيمين عن التوظيف بهذا النقد ,ألنه يتوجب
عليهم شراؤه بسعر أعلى من سعره الرسمي.
ج -3-وضع حدود لقروض المقيمين القادمة من الخارج:
تلجأ الس لطات النقدية من أجل تعزيز احتياطاتها في ف ترة الض عف النس بي لنق دها في أس واق الص رف إلى
تشجيع المشروعات التابعة للقطاعين الخاص والعام على االستدانة من الخارج ,ووضع حد لمبلغ هذه القروض
مع اخضاع تحققها (تنفيذها) إلى موافقة السلطات النقدية المسبقة.
-2مراقبة الصرف كوسيلة لمواجهة المضاربة الهادفة إلى رفع قيمة النقد الوطني :
إن مس ألة مراقبة الص رف ليست من أجل التص دي لخ روج العمالت الص عبة ,بل لمجابهة ال دخول الك ثيف
المحتمل للنقد األجن بي وتحويله إلى نقد وط ني ,ه ذه العملي ات الناتجة عن المض اربة على النقد األجن بي تن ذر ب أن
تؤدي إلى رفع قيمة النقد الوطني الذي ينعكس سلبا على الصادرات ويزيد من تدفق الواردات وتتركز اإلجراءات
فيما يلي:
58
الت أثير على آج ال التس ديد ( :)Termes de paiement, Leads Lagsويس تخدم ه ذا اإلج راء أيضا -
إلرغ ام المس توردين على التس ديد العاجل لمس تورداتهم خالل ف ترة مح ددة تب دأ اعتب ارا من ت اريخ
تخليص هذه المستوردات من الجمارك.
تحديد وضعية المصارف تجاه الخارج ,على أثر منعها من ترك وضعياتها تتدهور سواء كانت بالنقد -
الوطني أو بالنقد األجنبي ,تجنبا للمضاربة على ارتفاع النقد الوط ني ,هذه المضاربة تأخذ شكل بيع
للعمالت األجنبية وتكوين ودائع بالنقد الوطني.
اعتماد اإلجراءات التي تهدف إلى تقييد أو تحديد االستثمارات المباشرة األجنبية في الداخل (ضمن -
مجال اإلقتصاد الوطني).
تغطية أص ول (ودائ ع) المقيمين الج دد بنس بة مئوية مرتفعة من االحتياط ات اإللزامية ل دى المص رف -
المركزي.
ب -إنشاء آلية الصرف المزدوج:
بمقتضى ه ذه اآللية تتج زأ عملي ات الص رف طبقا لطبيعته ا ,فالعملي ات التجارية تنجز في س وق الص رف
المسمى رسميا ( ,)Officialألن المصرف المركزي يتدخل في هذه السوق للحفاظ على سعر النقد الوطني ,داخل
هوامش تقلب تحددها االتفاقيات الدولية ,أما باقي العمليات األخرى فهي تتبع للسوق الحرة التي يتحدد فيها سعر
العملة طبقا لق انون الع رض والطلب في الس وق الرس مية النقد الوط ني المس تخدم ألغ راض التجارية هو ذو س عر
صرف رسمي ثابت.
أما في السوق الحرة فسعر صرف النقد الوطني المستخدم لألغراض المالية قد يكون عائما أو مرنا.
-3إيجابيات وسلبيات ضبط الصرف :
إذا ك ان ض بط الص رف يس مح ب التخفيف الم ؤقت من الض غوطات على األس واق فه ذا عائد إلى إج راءات
الضبط التي تتيح تحديد حجم العمليات المعتبرة ذات طابع مضارب بحت ,وإ لى كون إجبار المصدرين على البيع
الس ريع للعمالت األجنبية المتلق اة نتيجة التص دير ,وك ذلك منع المس توردين من الحص ول مس بقا على العمالت
األجنبية الضرورية من اجل تسديد عملياتهم ,يؤدي إلى تخفيف الضغط مؤقتا عن سوق الصرف.
إال أن مساهمة هذه اإلجراءات في تمويل ميزان مدفوعات غير متوازن ال يمكن أن يكون لها سوى تأثيرا
مؤقت ا ,ألنه على ال رغم من ه ذه اإلج راءات س وف يظهر في ه ذه الس وق (س وق الص رف) ع اجال أم آجال ,ع دم
الت وازن الص افي في م يزان الم دفوعات الجارية مض افا إليه عملي ات المض اربة ال تي يقف خلفها غ ير المقيمين
(وال تي ليس لض بط الص رف ت أثير مباشر عليه ا) ,أو المقيم ون (عملي ات الغش والعملي ات ال تي ال تخضع للض بط
والقانون).
وهن اك مس اوئ ت ترتب عليها كلفة مرتفعة نس بيا يقع عبؤها على المجتم ع ,ويتوضح ذلك بإيج از من خالل
التالي:
تط بيق تنظيم الص رف يف رض تخص يص جه از إداري ض اغط ليس فقط في اإلدارات العامة بل أيضا في
المصارف التي تجبر على إنشاء وتطوير أقسام ودوائر للضبط والمراقبة.
59
ممارسة التأثير على نظ ام الصرف يعني الت أثير على النتائج بدال من التأثير على األس باب ,فعدم التوازن ات
الخارجية تجد س ببها األساسي في التوازن ات الداخلية ومعالجة ذلك تب دأ من الت أثير على الوضع االقتص ادي
الداخلي ,وإ ذا لم يحصل ذلك فهناك انحرافات سوف تظهر وتعرض للخطر النمو االقتصادي في المستقبل.
60
هونغ كونغ ,سان فرانسيسكو ,سيدني ,زيوريخ ,تورنتو ,بروكسل ,البحرين ,هونغ كونغ ...إلخ ,ويعمل كشبكة
تتجه على توحيد المجال االقتصادي الدولي.
وتك ون غ رف التعامل في البن وك م زودة ب أجهزة المعلوم ات مثل روي تر وتيل رات ()Reuter Monitor
وداوج ونز ... ,إلخ) ,وال تي تع رض على شاش اتها التغ يرات الفورية ال تي تط رأ على أس عار العمالت المختلفة
وأسعار الفائدة على الودائع بالعمالت الحرة آلجال مختلفة على مدى 24ساعة.
ويجري التعامل بين البنوك في مجال الصرف األجنبي إما لحسابها الخاص :عندما تقوم بتغطية مراكزها
المكش وفة ب العمالت األجنبية أو في محاوالتها تحقيق أرب اح من عملي ات المض اربة في النقد األجن بي ,وإ ما أنها
تشارك في السوق باعتبارها مؤسسات وسيطة بين عمالئها المصدرين والمستوردين.
تعت بر نس بة التحويل بين العمالت ال تي تق وم بها المص ارف ه ذه كناية عن أس عار نس بية للعمالت وتع رف
غالبا بأسعار الصرف أو معدالت الصرف (.)Cours de change, taux de change
وتتقلب هذه األسعار من يوم إلى آخر ( )au jour le jourتبعا لتغيرات العرض والطلب للعمالت ,ويميز
تقليديا بين معدالت الصرف الثنائية أوالمزدوجة ( )Bilatérauxومعدالت الصرف الفعلية (.)Effectifs
-1معدل الصرف الثنائي أو المزدوج :هو سعر العملة Aبالنسبة للعملة Bفإذا قيل على سبيل المثال أن الدوالر
األمريكي يساوي 105.70ين ياباني ( ,)25/11/1999فهذا يعني تبيان حال سعر الصرف المزدوج الفوري
للدوالر األمريكي بالنسبة للين الياباني.
-2معدل الصرف الفعلي :للعملة Aهو معدل وسطي مرجح ( )Moyenne pondéréeبمعدالت الصرف الثنائية
أو المزدوجة لـ Aبالنس بة لعمالت البل دان ال تي يقيم معها البلد المص در للعملة Aعالق ات تجاري ة ,ومع دالت
ال ترجيح ,في المع دل الوس طي الم رجح ترتبط بالحصص النس بية للمب ادالت التجارية الثنائية في التج ارة الدولية
اإلجمالية للبلد المعني.
وباإلمك ان االنتق ال من مع دل الص رف الفعلي إلى مع دل الص رف الفعلي الحقيقي ,ه ذا األخ ير هو مع دل
الصرف الفعلي مصححا بعد األخذ باالعتبار لتوازن معدالت التضخم مع نفس الشركاء التجاريين.
المبحث الثاني:التسعير في السوق
تتحدد أسعار صرف العمالت في ظل نظام حرية الصرف بواسطة قوى العرض والطلب ,فطالما أن سعر
الصرف هو ثمن الوحدة الواحدة من عملة ما مقوما بوحدات من عملة أجنبية أخرى ,فإن مستوى التوازن لسعر
الصرف يتحدد وفقا لنفس القواعد التي يتحدد بها سعر أية سلعة من السلع حسب مبادئ االقتصاد الجزئي.
$/£
اإلسترليني £بالنسبة للدوالر .$
ويوضح الشكل التالي كيفية تحديد سعر صرف D2
1.90$
:D1منحنى الطلب األصلي.
1.60$
:D2منح نى الطلب األص لي
بعد انتقاله إلى اليمين نتيجة
لزيادة الطلب. 61 £
0
:Sيعني عرض العملة.
مستوى التوازن لسعر الصرف يتحدد عند نقطة إلتقاء منحنى الطلب مع منحنى العرض وتحرك السعر
إلى األعلى يعني زيادة سعر اإلسترليني بالنسبة للدوالر.
وينشأ الطلب على اإلس ترليني من المس توردين األج انب لس داد قيمة ص ادرات إنجل ترا إليهم والمس تثمرين
األج انب ال ذين يرغب ون في االس تثمار في إنجل ترا أو البن وك المركزية األخ رى ال تي تش تري اإلس ترليني ل دعم
قيمته.
أما ع رض األس ترليني فينشأ من بيع المس توردين اإلنجل يز لعملتهم من أجل الحص ول على العمالت
األخرى الالزمة لتسديد قيمة وارداتهم من الخ ارج ,أو من المستثمرين اإلنجليز الذين يرغبون في اإلستثمار في
الخارج ,أو من بنك أو أكثر من البنوك المركزية التي تبيع األسترليني من أجل خفض قيمته.
وتح دث التس عيرات ع ادة على وجه مس تمر ,فمثال تضع وكالتا روي تر وتيل رات ()Reuter et Telerate
التس عيرات بتص رف المتع املين على جميع الشاش ات المربوطة بهما في كافة أنح اء الع الم ,وفي مركز ب اريس
توجد على ه امش التس عيرات المس تمرة جلس ات تس عير رس مية ( ,)Séances de cotations officiellesوح تى
نهاية شهر نيسان 1977كان التسعير الرسمي في باريس يتم بالصياح ( )à la criéeوفي أيار 1977غير هذا
النظام لصالح نظام جلسة التثبيت (.)Séance de fixing
المبحث الثالث :العوامل المؤثرة في أسعار الصرف
-ناتج حساب العمليات الجارية في ميزان المدفوعات ,فإذا تحقق فائض في الحساب يرتفع الطلب على العملة,
وبذلك يرتفع سعر صرفها ,ويحدث العكس في حالة حدوث عجز فإن سعر الصرف ينخفض.
-ناتج حساب العمليات الرأسمالية في ميزان المدفوعات ,أي حجم تيار االستثمارات التي تدخل إلى الدولة أو
تخ رج منه ا :يرتفع س عر العملة بالنس بة لدولة ما إذا انتقلت إليها رؤوس األم وال وينخفض س عر ص رفها إذا
خرجت منها رؤوس األموال.
-نشاط البنوك المركزية عندما تتدخل في السوق بيعا أو شراء لدعم قيمة العملة أو لخفضها.
-حالة التض خم إن ارتف اع مع دل التض خم يتطلب اتخ اذ إج راءات نقدية أو مالية للحف اظ على قيمتها مرتفعة
(العملة) وفي حالة غياب هذه اإلجراءات فإن األمر يتطلب تخفيض قيمة العملة.
-حالة الكساد ,وتخفيض العملة للتصدير.
-ا الس تقرار السياسي في دولة م ا ,يجلب رؤوس األم وال أما االض طرابات وع دم االس تقرار في دولة ما يحجم
رؤوس األموال عن التوجه إليها.
المبحث الرابع :قيد التسعيرات Ecriture de cotation
62
من اجل قراءة سهلة لجداول التسعير المنشورة بواسطة الصحافة يقتضي التمييز بين عرفين في القيد
ففي بعض البلدان تبين أسعار الصرف عدد الوحدات من النقد الوطني المقابلة لوحدة (أو مئة وحدة أو ألف
وحدة) من النقد األجنبي (.)Cotation à l’incertain
س عر ب اريس يش ير مثال ,وكما ي بين الج دول الت الي إلى أن ال دوالر األم ريكي ك ان يس اوي بت اريخ
,FF 5.7310 15/10/1993وأن الدوتش مارك كان يساوي .......FF 3.3451إلخ.
جدول رقم ( : )11سوق الصرف
سعر األوراق سعر 15/10/93 السعر السابق األسعار التأشيرية
البيع الشراء
5.85 5.35 5.7310 5.6895 الواليات المتحدة (دوالر
واحد)
361 338 354.5100 353.9400 ألمانيا ()100DM
16.60 15.60 16.0850 16.0435 بلجيكا ()100f
المصدر Le Monde ,1993/10/18 :
في البلدان اإلنكلوسكسونية األخرى تبين األسعار عدد الوحدات النقدية األجنبية المساوية لوحدة من النقد
الوطني ( ,)Cotation au certainعلى سبيل المث ال في , 29/10/93ك ان الجنيه اإلسترليني يساوي في لندن
1.487دوالر و 2.498دوتش مارك (أي أن الدوالر كان يساوي 0.672جنيه والمارك يساوي 0.400جني ه,
...إلخ) .
جدول رقم ( : )12مصفوفة األسعار المتقاطعة
29/10/93 £ $ DM Yen FFr
£ 1 1.487 2.498 161.3 8.740 الين الياباني :باأللف ()1000
$ 0.672 1 1.680 108.5 5.878 : FFبالعشرة ()10
DM 0.400 0.595 1 64.57 3.499 الليرة اإليطالي :باأللف ()1000
Yen 6.200 9.219 15.49 1000 54.18 الفرنك البلجيكي :بالمئة ()100
FFr 1.144 1.701 2.858 184.6 10 البيزيا االسباني :بالمئة ()100
المصدر Financial Times ,31-1993/10/30 :
63
المبحث الخامس :طرق تسعير الصرف
64
-متوسط س عر الم ارك مقابل ال دوالر هو حاصل قس مة س عر الش راء وس عر ال بيع على 2ويس اوي 1.7079
مارك مقابل الدوالر.
-س عر الص رف ال ذي يعلنه المتعامل في نيوي ورك هو 0.5855143دوالر ,أي كم يس اوي الم ارك مقابل
الدوالر ,أما في فرانكفورت فسوف يعكس السعر 1.7079مارك أي كم يساوي الدوالر مقابل المارك.
-وواضح ان التس عير المباشر ما هو إال مقل وب التس عير غ ير مباشر بحيث إذا ض رب الس عرين أعاله في
بعضهما فحاصل الضرب سوف يكون واحد صحيح ( ,)0.5855143 = 1/1.7079أي أن اإلنتقال من
سعر إلى آخر يتم من خالل النسبة/1 :السعر.
سعر الصرف المشتقCross Rate
يعت بر س عر الص رف مش تقا إذا لم تكن العملة الوطنية طرفا في عملية االس تبدال ,بمع نى إيج اد س عر عملة
مقابل عملة اخرى –غير العملة المحلية– من خالل عالقة هاتين العملتين بعملة ثالثة مشتركة كالدوالر مثال.
فكث يرا ما يح دث أن يطلب عميل بنك أو البنك نفسه اس تبدال عملة اجنبية بعملة أجنبية أخ رى (فرنك
سويسري مقابل مارك ألماني مثال) ,ولكن ال يجد إال قلة من المتخصصين في هذا النوع من التعامل لذلك ال يكون
أمامه إال استخدام سعر الصرف المشتق من خالل توسيط عملة ثالثة كالدوالر مثال لمعرفة سعر صرف العملتين
موضوع التبادل.
وغالبا ما يس تخدم ال دوالر األم ريكي في س عر الص رف المش تق ,ألنه يعت بر عملة األس اس في مع امالت
الصرف األجنبي ويستخدم كعملة رئيسية لالحتياطات.
فمثال :نجد البنك الذي يعمل في إنكلترا عندما يشتري او يبيع مارك ألماني مقابل فرنك سويسري يستخدم
في حسابه سعر الصرف المشتق ,فإذا أراد التعامل في البنك أو يحسب متوسط سعر صرف الدوالر إلى المارك
ومن متوسط سعر صرف الدوالر إلى الفرنك السويسري.
فإذا افترضنا سعر صرف العملتين إلى الدوالر كاآلتي:
1.7079مارك = 1دوالر
1.8417 × 100
= 107.8342فرنك مثال تطبيقي 100 :مارك =
1 × 1.7079
السويسرية يريد بيع فرنكات فرنسية مقابل شراء ليرات إيطالية وكان إذا افترضنا أن عميال ألحد البنوك
سعر صرف هاتين العملتين بالنسبة للدوالر في ذلك اليوم كالتالي:
7.1250 – 7.1200 دوالر /فرنك
دوالر /ليرة 1531.70 – 1530.70
65
فما هو سعر الصرف الذي يستخدم في عملية االستبدال وفقا للخطوتين التاليتين:
يتم بيع الفرنك ات ألحد البن وك الفرنس ية مقابل دوالرات ,أي ان يش ترى ال دوالر بس عر ال بيع وهو -1
7.1250فرنك
-2ثم تش ترى ل يرات إيطالية من أحد البن وك اإليطالية مقابل دوالرات ,أي يتم بيع ال دوالر بس عر ش رائه وهو
1530.70ليرة.
ويحسب سعر الصرف حسب المعادلة التالية :
66
جدول رقم ( :)14أسعار العمالت العربية/دوالر
آخر تحديث أدنى أعلى البيع الشراء الرمز العملة
شراء الشراء
28DEC200411:33GMT 74.705 69.705 74.705 69.705 دينار جزائري DZD
67
إنج از العملي ة ,وال يس تثنى من ه ذه القاع دة إال العملي ات بين ال دوالر األم ريكي وال دوالر الكن دي ,حيث يجب أن
يحصل التسليم خالل 24ساعة.
وتتم الصفقات باستخدام تاريخ التسوية الفوري ,ويراعى أال يصادف تاريخ تسوية صفقة العملة يوم إجازة
في أي من بل دي العمل تين وإ ال ت أجلت التس وية إلى ي وم العمل الم والي ,فمثال إذا عق دت ص فقة ي وم اإلث نين ف إن
التس وية تنفذ ي وم األربع اء ,ف إذا اتفق أن ك ان ي وم األربع اء إج ازة في أي من بل دي العمل تين أو في نيوي ورك ف إن
التسوية تنفذ يوم الخميس ,وإ ذا عقدت الصفقة يوم الخميس فإنها تنفذ يوم االثنين من األسبوع التالي.
ثانيا :سوق الصرف اآلجل :
ويقصد بها ان يعقد اتف اق بين أحد البن وك وط رف آخر الس تبدال عملة مقابل عملة أخ رى في ت اريخ
مستقبلي على أساس سعر صرف آجل يتفق عليه بين الطرفين.
وسعر الصرف اآلجل بعملة ما هو إال السعر الذي يتم على أساسه بيع أو شراء عملة ما في تاريخ الحق
(آجل) لتاريخ إبرام عقد الصفقة.
ويتم تحديد هذا السعر وتاريخ التسليم ومبالغ العملتين موضوع التعامل في نفس تاريخ إبرام عقد الصفقة
(لتجنب تقلب أسعار صرف العملة المحددة في الصفقة) ,وسعر الصرف اآلجل ببساطة هو سعر الصرف الفوري
الس ائد وقت اإلب رام مض افا إليه ف رق س عري الفائ دة الس ائدين في األس واق النقدية الدولية على العمل تين موض وع
التبادل.
بمعنى أن الفرق بين السعر الفوري والسعر اآلجل هو الفرق بين سعري الفائدة على العملتين.
ول ذلك يمكن احتس اب س عر الص رف اآلجل من الي وم األول لتحرير عقد الص رف اآلجل اس تنادا إلى ثالثة
عناصر:
-1سعر الصرف الفوري السائد في السوق في تاريخ إبرام عقد الصفقة.
-2س عر الفائ دة ال ذي يدفعه العميل إذا ما اق ترض قيمة العملة المباعة ال تي س يتم الس داد فيها عند اس تحقاق
العقد اآلجل.
-3سعر الفائدة الذي يحصل عليه العميل إذا ما أودع قيمة العملة المشتراة في وديعة ثابتة لفترة العقد اآلجل.
مثال : 1توضيح كيفية التوصل إلى تحديد السعر اآلجل:
سنفترض أن عميال لديه وديعة باإلسترليني لمدة سنة قدرها 100.000جنيه بفائدة نسبتها %9.5سنويا,
وأن عميال آخر لديه وديعة تعادل قيمة الوديعة األولى ولكن بالدوالر ونسبة الفائدة المحتسبة لها %5.2وأن سعر
الص رف الف وري لل دوالر مقابل اإلس ترليني هو 1.50دوالر لكل جني ه ,فما هو الس عر اآلجل ال ذي يس اوي بين
وديعة اإلسترليني ووديعة الدوالر عند استحقاقهما؟
الحل :حسب ما ذكرناه سابقا ,علينا أن نحدد العناصر الثالثة التالية:
قيمة وديعة اإلسترليني عند استحقاقها = 109500 = )0.095+1( × 100.000جنيه إسترليني
قيمة الوديعة بالدوالر المعادلة لمبلغ = 100.000استرليني بالسعر الفوري
= 150.000 = 1.5 × 100.000دوالر
68
قيمة الوديعة بالدوالر عند االستحقاق = 157875 = )0.0525+1( × 150.000دوالر
ف إذا ك ان س عر الص رف الف وري ق دره 1.5هو ال ذي يس اوي بين مبلغ 100.000إس ترليني ومبلغ
150.000دوالر ,فيكون السعر اآلجل بطبيعة الحال هو السعر الذي يجعل اإلسترليني يتساوى مع مبلغ الدوالر
عند االستحقاق ,أي ان السعر اآلجل الخالص يساوي مبلغ الدوالر عند االستحقاق مقسوما على مبلغ اإلسترليني
عند االستحقاق أي يساوي:
1.442 = 109500 ÷ 157875دوالر
أي أن السعر اآلجل معدال بفروق أسعار الفائدة = 1.442دوالر
ولذا يمكن وضع المعادلة التالية للتوصل إلى سعر الصرف اآلجل في مثالنا:
360
× 1.0525 ×1.500
0.0157875 360 ×100
= 1.442دوالرc = -
0.010950 360 -
× 1.095
الصرف الفوري وقد يختلف عنه. سعر360 -وقد يحدث ان يتساوى سعر الصرف اآلجل مع
×100
-فإذا كان السعر اآلجل أعلى من السعر الفوري فيقال أن العملة بعالوة.
-أما إذا ك ان الس عر اآلجل للعمل ة أقل من الس عر الف وري فيق ال أن العملة بخصم (االس ترليني بخصم مقابل
الدوالر).
مث ال : 2بت اريخ 13ج وان 1996أع رب مس تورد فرنسي عن رغبته في الش راء ألجل من مص رفه لملي ون
دوتش م ارك يت وجب عليه تس ديدها بت اريخ 15س بتمبر 1996لمص در ألم اني ,عملية الش راء ألجل للم ارك هي
بالتأكيد من أجل تجنب مخاطر الصرف.
وضعية السوق بتاريخ 13جوان 1996ذات تاريخ اإلستحقاق 15جوان .1996
سعر المارك الفوري
3.4100فرنك للمارك (شراء المارك) -سعر السوق للشراء
3.4120فرنك للمارك (بيع المارك) -سعر السوق للبيع
سوق اليورو مارك ( )Euromarkلثالثة أشهر ()15/09/1996 – 15/06/1996
%4.8750 -سعر الفائدة السنوية لإلقتراض
%5 -سعر الفائدة السنوية لإلقراض
69
السوق النقدية الفرنسية لثالثة أشهر ()15/09/1996 – 15/06/1996
%8 -سعر الفائدة السنوية لإلقتراض
%8.1250 -سعر الفائدة السنوية لإلقتراض
يقوم مصرف المستورد الفرنسي بالبيع ألجل لعميله مليون دوتش مارك على أن تسلم بتاريخ 15/09/96
بس عر ص رف متفق عليه بين الط رفين ومح دد بعقد موقع بت اريخ ,13/06/96لتغطية مخ اطر الص رف يق وم
المصرف في نفس الوقت بالشراء فورا للدوتش مارك مقابل الفرنك في السوق الفورية بسعر صرف 3.4120
(في هذه الحالة يعتبر المصرف مشتريا للمارك كما يعتبر السوق بائعا للمارك "سعر السوق للبيع").
إذا أخ ذنا باإلعتب ار أن مع دالت الفائ دة في أس واق األورو تحتسب على أس اس الس نة النظرية ال تي تس اوي
360يوم فالفوائد المحتسبة على 91يوم تقيم على الوجه التالي:
19 578
4.
12322.92063مارك
= ×
001
× 1000000
ف إذا ما قُيم ه ذا المبلغ على أس اس س عر الم ارك بالنس بة للفرنك في الس وق الفورية فس وف ي وازي
42045.80فرنك أي .42045.80 = 3.4120 × 12322.92
في المقابل إن المص رف (إذا لم تت وفر في أرص دته النقدية القيمة المقابلة لملي ون م ارك) س وف يق دم على
اقتراض المبلغ المطلوب بالفرنك الفرنسي لكي يتمكن من المليون م ارك ,فترة اإلقراض هذه تكون لثالثة أشهر
وبسعر فائدة سنوي يبلغ %8.125الفائدة تحتسب أيضا على أساس السنة النظرية 360يوم.
19 521
8.
.70076.32063
= ×
001
× 3.4120 × 1000000
بتاريخ 15/09/96كان يتوجب على المصرف التسديد لدائنه مبلغ 3.482076.32فرنك (3412000
.)70076.32 +
في المقابل ف إن المص رف ك ان س وف يتقاضى 42045.80فرنك (أي ما ي وازي 12333.82م ارك بس عر
صرف )3.4120كفوائد على المليون الموظفة.
إذن المبلغ الصافي الذي يتوجب على المصرف تسديده يساوي:
3440030.52 = 3482076.32 – 42045.80فرنك.
إستنادا إلى ذلك فإن سعر الصرف ألجل الذي يطبق على المستورد يتحدد على األساس التالي:
0300443 25
.
3.44 =
0000001
يضيف المصرف إلى هذا السعر األساس هامشا للربح (هامش ربح المصرف) هذا الهامش هو قابل ألن
يتف اوض عليه بين الط رفين ,على س بيل المث ال اعت بر ه ذا اله امش ( %0.5ك أجيو ,)Agioإس تنادا إلى ما تق دم
بإمكان المصرف أن يعد بإعطاء عميله مبلغ مليون مارك بتاريخ 15/06/96سعر صرف أساس 3.44في ذلك
الت اريخ ,أيضا يق وم المص رف باإلقتط اع من ج انب عميله لمبلغ ق دره 3440.00فرنك مض اف إليها %0.5
عموالت.
للحصول على هذه القيمة بشكل أسرع باإلمكان احتساب (:)Report
70
19 0521
8. 0578
4.
3.4120063
= × 001
المارك عبر الفارق في معدالت الفائدة ×
= 0.0280لكل دوتش مارك ,من خالل ذلك يحتسب سعر الصرف اآلجل:
3.4400 = 0.0280 + 3.4120
يتعرض المتعاملون لعدة مخاطر ,فباإلضافة إلى خطر الصرف الذي يمكن ألعوان الصيرفة أن يجنوا منه الربح
أو أن يس تطيعوا إدارته من دون ص عوبة حقيقي ة ,هن اك خط ران أساس يان و هما خطر الس يولة و خطر الط رف
المقابل.
71
هو دائما أدنى من خطر خسارة كل العملية.
ج -القيود المفروضة على وكالء الصيرفة:
ته دف ه ذه القي ود الى ه دف ع ام يتمثل في ت اطير و ض بط نش اط وكالء الص يرفة من اجل تجنب اخذ ه ؤالء
لوضعيات صرف تهدد المصرف ,في قابليته لالستمرار في نشاطه إزاء تطور غير موات في سعر الصرف او
خطر السيولة أو خطر الطرف المقابل.
بالدرجة األولى يوجد الحد األول :يتعلق بمبلغ الوض عية في نهاية ي وم العمل يع رف بوض عية العالوة Position
de reportأو ,Position overnightهذه الوضعية يجب أن ال تكون على سبيل المثال اكبر من 10ماليين
دوالر.
و بالدرجة الثانية هن اك الحد الث اني :يتعلق بالحد األقصى لمبلغ الوض عية ال تي يمكن الوص ول إليها خالل ي وم
العم ل ,و ه ذه الوض عية تس مى Position in tradayفعلى س بيل المث ال يس تحيل أن تك ون الوض عية الص افية
الش ارية ( ال تي تع رف بالوض عية الطويلة ) Position langueأو الوض عية الص افية البائعة ( ال تي تع رف
بالوضعية القصيرة ) Position courte ou découverteاكبر من 50مليون دوالر
تفرض هذه الحدود أيضا على وكيل صيرفة فردي و/أو على مجموع المواقع (األقسام) في ردهة سوق الصرف,
هذه الحدود تتعلق بوضعية المصرف بكافة العمالت مجتمعة
و بالدرجة الثالثة ,توجد ح دود فيما يتعلق ب األطراف المقابلة للمص رف في س وق الص رف ,على س بيل المث ال,
يس تحيل أن يك ون لوكيل الص يرفة كط رف مقاب ل :الش ركة ,Bettaفيما يتج اوز مبلغ 100ملي ون دوالر ه ذه
الحدود المذكورة هي خاصة بكل مصرف على حدة ,وهناك ثالثة عوامل تدخل في تحديد المبلغ المشار إليه فيما
تقدم وهي:
-درجة نفور مسؤولي المصرف من الخطر
-مدى الطابع الهجومي للسياسة التجارية للمصرف
-المبلغ األقصى من الخسائر الذي يمكن أن يتحمله المصرف
هناك استراتيجيات لمصدري األوامر في سوق الصرف ،كما أن هناك مخاطر مالية مرتبطة بالصرف
-2تقنيات مصدري األوامر في سوق الصرف:
ا -تقنية التغطي ة :هي التح وط ضد تقلب ات أس عار الص رف ال تي تتغ ير باس تمرار ويس تعمل التغطية الفورية أو
التغطية ألجل ،ولفهم أفضل لهذه التقنيات سنستخدم المثال التالي:
نفترض أن مستوردا جزائريا لبعض السلع األمريكية فانه سيقوم بتسديد المصنع المورد خالل ستة( )06اشهر
بف اتورة قيمتها ملي ون دوالر وك ان الس عر الف وري لل دينار الجزائ ري هو 70دج /لل دوالر (ب افتراض أن ال دوالر
يساوي 70دج) وعند هذا السعر تصل قيمة فاتورة المستورد الجزائري المحتسبة بالدينار الجزائري الى×70 :
70.00000=1000000د ج
عندما يكون المستورد متأكدا بأنه يستطيع مبادلة الدينار بالدوالر حسب سعر الصرف السائد حاليا وهو 70دج
72
فال يط رح تس ديد ه ذه الف اتورة للمس تورد أية مش كلة ،ويتغ ير س عر الص رف باس تمرار ،ول ذلك يك ون المس تورد
عرضة لمخاطر الصرف.
فإذا ارتفع الدينار بالنسبة إلى الدوالر عند االستحقاق وانتقل سعر الصرف إلى69.94دج مقابل كل دوالر ،فان
الفاتورة بالدينار سوف تبلغ قيمتها 69940000= 69.94×1000000دج
أي أن المستورد الجزائري قد حقق ربحا قدره 60000=69940000-70000000دج
وتعتبر هذه الوضعية مالئمة للمستورد الجزائري ألنه يحقق فائض قيمة في الصرف.
أما إذا انخفضت قيمة ال دينار بالنس بة لل دوالرالى 70.04دج لكل دوالر عند االس تحقاق ،فه ذا يع ني أن س عر
صرف الدوالر مقابل الدينار قد ارتفع وتصبح قيمة الفاتورة كايلي 70040000=70.04×1000000 :دج
وهذا يعني أن هناك تكلفة إضافية تبلغ 40000=70000000-70040000دج.
وفي ه ذه الحالة يجب على المس تورد أن يق وم بتس ديد مبلغ اك بر بال دينار من اجل الوف اء بالتزاماته المح ررة
بالدوالر ولكن ه الوضعية غير مناسبة للمستورد لكونه يتحمل خسارة.
فالمس تورد إما أن يتحمل خطر الص رف آمال في تحقيق ربح وإ ما أن ي رفض الخطر لتغطية نفسه من خطر
الصرف.
في الحالة األولى يقوم المستورد بالمضاربة (مضاربة على ارتفاع الدينار مقابل الدوالر).
وفي الحالة الثانية يعتمد المستورد استراتيجية التغطية ()Hedgingوتوجد أمامه كما ذكرنا طريقتان للتغطية:
-التغطية الفورية.
-التغطية ألجل.
في التغطية الفورية يجب على المستورد أن يشتري فورا الدوالر الذي سيكون بحاجة إليه بعد ستة اشهر ويوظف
هذا المبلغ من الدوالر في السوق النقدية.
أما التغطية ألجل يجب على المس تورد ان يتوجه إلى الس وق ألجل لش راء ال دوالر في األجل المتفق عليه مع
المورد (ستة اشهر ) ،فالمستورد سوف يكون على علم من اآلن بكمية الدينار التي سيكون بحاجة إليه ابعد ستة
اش هر وب ذلك ي زول خطر الص رف ،إال انه لكي يتمكن المس تورد من تغطية نفسه ضد مخ اطر الص رف ألجل
يفترض أن يجد في السوق أعوان آخرين مستعدين للمخاطر التي يهرب منها المستورد نفسه هؤالء األعوان هم
المضاربين.
ب -المضاربة:
-1تعريفها:
فقد عرفها ( )P.Coulboisفي كتابه (“ )Le change: Finance Internationaleب المعنى األك ثر ش مولية
يعت بر ق رارا مض اربا كل ق رار اقتص ادي يؤخذ حاليا تبعا لتوقع ح ول القيمة المس تقبلية لمتغ ير أو ع دة متغ يرات
تعتبر هامة بالنسبة للعون االقتصادي المقرر"
و حسب هذا التعريف ,كل نشاط اقتصادي بغض النظرعن نوعه يأخذ بعدا مضاربا ,فالمنظم الذي يستثمر يراهن
على توسع سوقه المستقبلي,
73
و المقرض الذي يمنح قرضا يراهن على قدرة التسديد المستقبلية لزبونه ...الخ
و في مج ال الص رف يس مى مض اربا ذلك ال ذي يأخذ وض عية ص رف آمال أن يتط ور س عر العملة في االتج اه
المطابق لتوقعاته.
وتعرف وضعية الصرف بالنسبة لعون ما و في لحظة معينة على أنها مساوية للمجموع التالي:
كمية العمالت المحازة +كمية العمالت التي يجب أن تحاز – كمية العمالت التي يجب أن تسدد.
عندما يكون هذا المجموع مساويا للص فر تسمى وضعية الصرف " مقفلة " Ferméeو الوضعية المقفلة تظهر
غياب خطر الصرف
و عن دما يك ون ه ذا المجم وع ايجابيا تس مى وض عية الص رف طويلة البق اء في وض عية طويلة فيما يتعلق بعملة
معينة يعكس توقع ( ارتقاب) ارتفاع قيمة العملة المذكورة .
و أخ يرا عن دما يك ون ه ذا المجم وع س لبيا نس مي وض عية مركز الص رف قص ير ( توقع قيمة العملة الم أخوذة
باالعتبار )
إن المضارب في سوق الصرف هو ذلك الذي ال يقفل وضعيا ته ,و تجدر اإلشارة إلى أن السلوك المضارب
للتجار الذي يعولون على تغير أسعار العمالت ,فيؤخرون أو يعجلون في تحويل عائدات صادراتهم إلى الداخل و
تسديد وارداتهم إلى الخارج.
فعن دما تنخفض قيمة العملة الوطنية يص بح للمص درين مص لحة ( إذا ما س محت لهم ب ذلك الق وانين المراعية
لإلج راء ) في أن ي ؤخروا تحويل عمالتهم باتج اه ال داخل ,ه ذه الممارسة ترتكز على االس تفادة من آج ال التس ديد
تعرف ب Termaillageو أيضا ب Leads and lagsفي اللغة اإلنجليزية
مما تقدم ذكره يجب أن ال يحول دون إدراك ما يلي :
-ليس للشركات المتعددة الجنسيات سلوكا مضاربا متعمدا و منتظما في أسواق الصرف ,و مديرو خزائن
هذه الشركات يبدون أقصى الحذر بسبب المخاطر المرتبطة بأخذ وضعيات صرف
-كشف البن وك التجارية عن نفس االحتياطي ات ( تب دي احتفاظها بنفس االحتياطي ات ) خصوصا و أن
بعض األنظمة القانونية تفرض عليها أن تقفل في نهاية يوم العمل وضعيات صرفها اإلجمالية.
ج -موازنة سعر الصرف Arbitrage :
يق وم على عكس المض ارب الص رف ( ,) Spéculateur purف ان الم وازن لس عر الص رف Arbitragiste
باالختيار بين متغيرات معروفة من قبله عند اتخاذ القرار ,و نشاطه ال يمكن أن يوضع في أفق متحرك.
فيمكنه القي ام ب البحث عن االس تفادة من الف ارق بين األس عار الفورية الس ائدة في نفس اللحظ ة ,في مراكز مختلف ة,
أما القيام بموازنات ألسعار الفائدة المغطاة في سوق الصرف ( Arbitrage des taux intérêts couverts
) en change
يتم اللج وء إلى موازنة أس عار ص رف المراكز دائما عن دما يتغ ير هيكل أس عار التك افؤ المتقاطعة Parties
. croisées
فإذا كان الدوتش مارك مقابل الدوالر مسعر أفضل في نيويورك مما هو عليه في فرانكفورت فان موازني أسعار
74
الصرف يشترون على الفور المارك األلماني مقابل الدوالر في فرانكفورت من اجل إعادة بيعه في نيويورك ,و
العملية يمكن أن تنجز في لحظات معدودة و من دون أي خطر .
مالحظات:
إن تطور تقنيات االتصال قد اثر على فرص موازنات أسعار الصرف ,فالمعلومة أصبحت تنتقل بسرعة -1
و كذلك رؤوس األموال ,و كل فارق بين أسعار الصرف يبدو مؤقتا .
إن سلوك موازني أسعار الصرف يميل عفويا أو تلقائيا إلى امتصاص عدم توازن دولي. -2
75
-3تقنية التعجيل والتأخير :ويقصد به تعديل الشروط االئتمانية السارية بين الشركات وهذه التقنية تتبع
بالنسبة للمدفوعات المعلقة بوحدات مختلفة داخل المجموعة.
فالتعجيل يقصد به سداد التزام مالي في موعد مبكر عن استحقاقه وتهدف التقنية إلى االستفادة من
التغيرات المتوقعة ألسعار الصرف بالزيادة أو االنخفاض بما يتفق مع مصلحة الوحدة.
-4تقنية الفواتير بالعملة األجنبية :تفيد هذه التقنية في أن يلجأ المصدر إلى إصدار فواتير البضاعة
المشحونة بالعملة التي يثقون في ثباتها أو بالعملة التي لها سوق صرف اجل لتوفير التغطية ،ويفضل
المصدر إصدار فواتير البضاعة المصدرة للخارج بعملة دولته حتى ال يتعرض من أخطار سوق
الصرف ونفس الشيء ينطبق على المستورد أ ,المشتري.
-5إدارة األصول والخصوم :ويقصد به إدارة بنود األصول والخصوم في الميزانية وذلك من خالل زيادة
المركز المكشوف للتدفقات النقدية للشركة***بعمالت من المتوقع ارتفاع قيمتها وفي نفس الوقت
زيادة التدفقات النقدية الخارجية من الشركة و **** بعمالت من المتوقع تخفيض قيمتها أو العمل
على موازنة التدفقات النقدية الداخلة إليها مع التدفقات النقدية الخارجية منها إذا كانت ****بنفس
العملة
ثانيا--تقنيات التغطية الخارجية لمخاطر الصرف األجنبي :
ويقصد بالتقنيات الخارجية الدخول في عالقات تعاقدية مع طرف أخر خارجي لتغطية مخاطر تقلبات أسعار
الصرف وأهم هذه التقنيات تتمثل فيما يلي:
-1االقتراض قصير األجل.
-2خصم الكمبياالت المسحوبة بالعملة األجنبية .
-3اللجوء لشركات تحصيل الديون .
-4الحصول على ضمان حكومي لتغطية مخاطر الصرف.
76
-3اللجوء لشركات تحصيل الديون:
وهو أن تتبع الشركة مستحقاتها المالية بالعملة األجنبية إلى إحدى شركات تحصيل الديونfactoury
compayمقابل التنازل عن نسبة من هذه المستحقات لها وتصبح شركة تحصيل الديون في هذه الحالة دائنا
أصيال في مواجهة المدين وعليها تحصيل مستحقاتها منه بدون الرجوع إلى البائع.
-4الحصول على ضمان حكومي لتغطية مخاطر الصرف:
تعمل بعض الوكاالت الحكومية في كثير من البلدان على تشجيع الصادرات بتقديم ضمانات لتغطية المخاطر
االئتمانية المرتبطة بالتصدير ،وكذلك لتغطية مخاطر تقلبات سعر الصرف وذلك مقابل قيام المصدر بتسديد
عمولة بسيطة للوكالة كي تتحمل الخسائر التي تنجم عن التأخير عن الدفع أو تقلب سعر الصرف في غير
صالح المصدر ومن هذه الوكاالت على سبيل المثال لنا.
77
المباحث التالية:
تم تداول عقود الخيار ألول مرة في بورصة منظمة عام ،1973ولقد انتشر استخدام هذه الخيارات فيما
بعد على نطاق واسع عبر العالم ،وتعود نشأة هذه العقود أساسا إلى سوق السلع حيث كان المنتجون يهدفون إلى
حماية أنفسهم من مخاطر وفرة اإلنتاج وتدهور األسعار لذلك يشترون هذا الحق ليتمكنوا من بيع اإلنتاج للتجار
بسعر وفي تاريخ محددين مقابل تعويض للتجار(.)1
أما فيما يتعلق بالخي ارات المالية ف إن األص ول موضع التعامل تتمثل في :األس هم الس ندات ،العمالت
األجنبية أو حتى مؤشرات األسهم.
حيث ب دال من ش راء أس هم يق وم ()2
كما تعت بر ه ذه العق ود ب ديل عن المت اجرة مباش رة في األس هم العادية
المستثمرون بشراء هذه العقود التي تمثل حق استالم أو تسليم أصل ما في ظروف معينة.
عبد الغفار حنفي ،االستثمار في بورصة األوراق المالية ,الدار الجامعية ،مصر ,2004-2003 ،ص.559 : )1 (
طارق عبد العال حماد ،المشتقات المالية (المفاهيم ،إدارة المخاطر ،المحاسبة) ،الدار الجامعية ،مصر ,2003 ،ص.53 : )2 (
موسى مطر شقيري-نوري موسى-ياسر المومني ،المالية الدولية ,دار الصفاء للنشر والتوزيع ,عمان ,ص.111 : ()4
78
خي ار الش راء :هو عقد بين ط رفين (الب ائع والمش تري) يعطى فيه الحق للمش تري في االختي ار بين ش راء
أو عدم شراء أصل ما بسعر معين خالل فترة أو تاريخ مستقبلي ،ويمنح المشتري هذا الحق لقاء مبلغ مالي
يدفعه للبائع وهو المكافأة (سعر الخيار).
ويقوم المشتري بتنفيذ حقه إذا كان السعر السوقي لألصل أكبر من سعر الممارسة.
خي ار ال بيع :هو أيضا عقد بين ط رفين يمنح الحق لص احب العقد في االختي ار بين بيع أو ع دم بيع أصل
معين بس عر ما وبت اريخ مس تقبلي مقابل عالوة دفع ت دفع للب ائع ,ويتم التنفيذ إذا انخفض الس عر الس وقي عن
سعر التنفيذ.
ثانيا :حسب تاريخ التنفيذ :تقسم إلى:
خيارات أمريكية :هي عقود يسمح فيها لصاحب العقد بأن يمارس حقه في شراء أو البيع في أي وقت في
الفترة بين شرائه للعقد وتاريخ انتهاء صالحية العقد.
خيارات أوروبية :يكون فيها الحق لحامل العقد أن ينفذ عقده فقط في تاريخ انتهاء صالحية العقد (أي في
يوم واحد).
-1-3المصطلحات األساسية في عقود االختيار:
أوال :س عر الممارسة (س عر التنفي ذ) :هو الس عر المح دد مس بقا في عقد اختي ار الش راء وال ذي يس مح
لمشتري العقد بشراء األصل محل العقد بهذا السعر ,أو هو السعر المحدد مسبقا في عقد اختيار البيع والذي
()1
يسمح لمشتري العقد ببيع األصل محل العقد بهذا السعر.
ثاني ا :ت اريخ انته اء ص الحية العق د :هو الت اريخ المس تقبلي المح دد للتنفي ذ ،وهو آخـر موعد لممارسة حق
ال بيع أو الش راء اآلج ل ،أي أن حامل العقد إذا لم يقم بالتنفيذ في ه ذا الت اريخ ف إن العقد يص بح غ ير قابل
للتنفيذ أو التداول فيما بعد.
كما يع بر عن الت اريخ ال ذي يق وم فيه مش تري الحق بتنفيذ أو ممارسة حقه( ،)2إذا ك انت الظ روف مالئمة
لذلك.
ثالثا :المكافأة أو العالوة :هي السعر المدفوع بواسطة مشتري العقد للحصول على حق االختيار وتسمى
أيضا سعر الخيار ،وعليه فإن المكافأة تعني التضحية (التكلفة) التي يجب على مشتري االختيار تقديمها،
إذا هي غير قابلة لالسترداد مهما كانت التغيرات المستقبلية.
رابعا :عقد الشراء/البيع المعياري :يعطى الحق لمشتري العقد في شراء (بيع) 100سهم من أسهم شركة
معينة بسعر ممارسة محدد.
خامس ا :خي ار الش راء المغطى :هو العقد ال ذي يمتلك مح رره أو بائعه الس هم أو األصل محل العق د( .دون
أن يلجأ لشرائه من السوق في حالة تنفيذ العقد).
محمود سحنون ،االقتصاد النقدي المصرفي ،بهاء الدين للنشر والتوزيع ،قسنطينة ,2003 ،ص.142 : ()2
79
-2كيفية عمل عقود الخيار:
سوف نركز في هذا العنصر على العقود الخاصة باألسهم ,وقبل التعرض إلى األمثلة نورد الجدول التالي
الذي يمثل ملخصا لخيارات الشراء والبيع:
-1حق بيع أسهم في تاريخ التنفيذ. -1حق شراء أسهم في تاريخ التنفيذ.
-2ملزم بدفع مكافأة مقابل الخيار. -2ملزم بدفع مكافأة مقابل الخيار
-3تتحقق األرب اح من انخف اض أس عار -3تتحقق األرب اح من ارتف اع أس عار
المشتري
األسهم. األسهم
-4الربح غير محدد -4الربح غير محدد النطاق
-5الخســارة محددة. -5الخســارة محددة.
-1ملزم بشراء أسهم في تاريخ التنفيذ. -1ملزم ببيع أسهم في تاريخ التنفيذ.
-2له الحق في الحصول على مكافأة. -2له الحق في الحصول على المكافأة.
-3تتحقق األرب اح من ثب ات أو انخف اض -3تتحقق األرب اح من ثب ات أو ارتف اع
البائـع
األسعار. أسعار األسهم.
-4الربح محدد. -4الربح محدد.
-5الخسـارة غير محددة. -5الخســارة غير محددة
80
شهرين ،وسعر الخيار هو 5دج للسهم.
بالنس بة له ذا المث ال ف إن المس تثمر يش تري الخي ار بس عر 5دج × 100س هم = 500دج (العالوة) ويتفق
مع البائع على سعر ممارسة (السعر المذكور في العقد) هو 100دج.
وهنـا يكون أمام هذا المستثمر ثالث حاالت للتصرف في نهاية صالحية العقد.
الحالة ( :)1نفرض أن سعر السهم السوقي ينخفض إلى 98دج عند تاريخ انتهاء صالحية العقد.
هنا يختار مشتري العقد عدم تنفيذ الخيار أو الحق المتاح له ،ألنه ال يمكن أن يشتري سهم بـ 100دج في حين أنه
يس تطيع ش راءه من الس وق بـ 98دج فقط ولو ق ام بالتنفيذ يتكبد خس ارة متمثلة في 2دج للس هم باإلض افة إلى
العالوة.
أما في حال عدم تنفيذه يخسر فقط العالوة أو المكافأة المبدئية وهي 500دج.
الحال ة( :)2بف رض ارتف اع س عر الس هم الس وقي إلى 115دج في ت اريخ نهاية الص الحية ,في ه ذه الحالة يق وم
المس تثمر بتنفيذ حقه في ش راء 100س هم بس عر 100دج في حين يب اع في الس وق بمبلغ 115دج ,وهنا يحقق
ربحا يتمثل في:
العائد (الربح) = 100 × 15سهم = 1500دج 15 = 100 - 115دج للسهم
أما الربح الصافي = العائد -العالوة
= 1500دج – 1000 = 500دج
الحالة ( :)3يمكن لص احب العقد أن ي بيع عقد الخي ار في البورصة وذلك في حالة ارتف اع أس عار األس هم حيث
ترتفع معها قيمة الخيار في حد ذاته.
هذا بالنسبة للمشتري أما البائع:
في الحالة األولى يتحصل على عائد أو ربح ثابت وهو العالوة أي 500دج .
في الحالة الثانية :يتكبد خسارة متمثلة في 1000دج
نالحظ من خالل المنحنى ( )1أن :مشتري العقد ال يقوم بتنفيذ العقد إذا ما كان سعر السهم السوقي > سعر
الممارسة وبالتالي يخسر العالوة فقط.
في حالة ارتفاع السعر السوقي عن سعر الممارسة يقوم بالتنفيذ رغم تعرضه لخسارة في المجال [-100
[105فمثال إذا ك ان الس عر الس وقي 102دج ف إن ال ربح يتمثل في 2 :دج × 100س هم = 200دج وال ربح
الصافي = ( 300- = 500 - 200خسارة) إلى أن يبلغ السعر السوقي نقطة التعادل حيث ال يحقق المشتري
أي ربح وال خسارة وبعد ارتفاع السعر عن نقطة التعادل فإن المشتري يبدأ في تحقيق أرباح.
مثال( :)1عند السعر 106العائد = 600 = 100 × 6دج
الربح الصافي= 100 = 500 - 600دج.
أما بالنسبة للمنحنى ( :)2فإن البائع يحصل على أرباح متمثلة في العالوة إذا لم ينفذ العقد أي إذا كان سعر
السهم السوقي أقل من سعر الممارسة.
وتبدأ أرباحه في االنخفاض إذا ما بدأ المشتري في تنفيذ عقده وذلك إذا كان سعر السهم السوقي أكبر من
س عر الممارسة ,ألن الب ائع هنا يق وم ب بيع األس هم بس عر أقل مما هو موج ود في الس وق ,أما عند نقطة التع ادل فال
يحقق ال ربح وال خسارة.
عند نقطة التعادل 105 :دج – ( 100سعر الممارسة) = 5دج (قيمة الخسارة).
( 100×5سهم) = 500دج الربح (الخسارة) = 0 = 500 - 500
خسارة عالوة
ثانيا :بالنسبة لخيارات البيع:
مث ال :نف ترض أن ب ائع العقد ي بيع خي ار بيع آجل ألس هم ش ركة معينة بس عر ممارسة هو 50دج وبعالوة 75دج
(كلية) وهنا يقوم مشتري العقد بدفع عالوة يستلمها البائع وهي 75دج ,نأخذ الحاالت التالية:
.1إذا كان سعر السهم السوقي 45دج :هنا يقوم المشتري بتنفيذ عقده ألنه سيحصل على األرباح فهو يبيع 100
سهم لبائع العقد (محرره) بسعر 50دج في حين يستطيع شراءها من السوق بـ 45دج للسهم.
الربح الصافي = 425 = 75 – 500 5 = 45 -50دج الربح = 500 = 100 × 5
في حين أن بائع العقد يتكبد خسارة متمثلة في ( 425=75-500دج)
.2إذا ك ان س عر الس هم الس وقي أك بر من 50دج مثال 60دج :في ه ذه الحالة ال ينفذ المش تري حقه في ال بيع
ويخسر فقط العالوة وهي75دج.
أما البائع فيحصل على ربح ثابت وهو العالوة.
82
ويمكن تمثيل هذا المثال أيضا بمنحنيات بيانية:
شكل رقم ( : )8طبيعة عمل عقود خيار البيع
83
جدول رقم ( : )16تلخيص العوامل المؤثرة على سعر الخيار
)
المبحث الثاني :العقود المالية المستقبلية Financial futurs:(2
عرفت هذه العقود منذ أكثر من 100عام حيث كانت تتداول في بورصات شيكاغو ولندن ،وكانت السلع
مث ل :البن والس كر والكاك او وال ذهب والفضة والبالتين ...هي موض وع ه ذه العق ود ،وك ان اله دف األساسي من
وج ود ه ذه البورص ات هو حماية التج ار والص ناع من تحرك ات األس عار في غ ير ص الحهم نتيجة لتغ ير ظ روف
اإلنتاج أو بسبب االضطرابات السياسية أو االقتصادية.
وابت داء من س نة 1972تم انش اء أول بورصة للتعامل في العق ود المالية المس تقبلة وتس مى ()IMM
International Monetary Marketوهي الس وق النقدية الدولية وهي ف رع لبورصة ش يكاغو التجارية (
)Chicago Mercantile Exchangeوذلك للتعامل في ه ذه العق ود وأذون ات الخزينة العامة والس نتات والنقد
األجنبي ومؤشرات سوق األوراق المالية.
وفي لن دن تط ورت س وق العق ود المس تقبلة London International Financial Futurs Exchange
مدحت صادق ،النقود الدولية وعمليات الصرف األجنبي ،دار غريب للطباعة والنشر والتوزيع ،القاهرة ،ص.177 : ()2
84
(بورصة لندن للعقود المالية الدولية) ( )LIFFEحيث يجري االتجار بعقود الخيار والعقود المستقبلة.
-1تعريف العقود المالية المستقبلية:
هي عقود قانونية ملزمة تعطي لصاحبها الحق في شراء أو بيع كمية نمطية محددة من أحد األدوات المالية
المعينة بذاتها بسعر محدد في وقت إبرام العقد ،على أنه يتم التسليم في تاريخ الحق في المستقبل ،كأن ينص العقد
على تسليم ما قيمته مليون دوالر أذون خزانة أمريكية في جوان 2005تدر عائدا قدره %10.5سنويا مثال ،أو
تسليم عملة أجنبية معينة في تاريخ معين ،ويتم هذا التعاقد في جلسة مزاد علني في بورصة العقود المستقبلية التي
يوجد بها ع دد من غ رف التعامل تختص كل واح دة منها بالتعامل في العق ود المس تقبلية على س لعة معين ة ،وفي
وسط الغرفة يلتقي المتعاملون من أعضاء السوق على حلبة أو حلقة في غرفة التعامل.
-2خصائص العقود المستقبلية:
-1تتم يز بأنها عق ود نمطية ( )standard contractsمن حيث تحديد كمية العمل ونوعها وش هور التس ليم,
ويتم التعامل في العق ود المالية المس تقبلية من خالل م زاد عل ني مفت وح ( )Open Outcryفي س وق
مركزي منظم وعن طريق بيت سمسرة.
-2يج ري تس ليم العمالت المتعاقد عليها من خالل غرفة للقاصة ( )Clearing Houseتت ألف من أعض اء
السوق وتقع عليها مسؤولية تسوية الصفقات المعقودة وضمان تنفيذ العقود إذا ما تعثر أحد األطراف في
تنفيذ ما عليه من التزامات وفقا للعقد.
-3إن التس ليم الفعلي لألدوات المالية ال تي تم التعاقد عليها بم وجب العق ود المالية المس تقبلة ن ادر الح دوث،
وذلك على عكس الس وق الفوري ة ،ف أغلب العق ود المالية المس تقبلة تأخذ اتجاها عكس يا قبل ت اريخ التس ليم،
أي أن معظم ص فقات الش راء ينقلب إلى ص فقات بيع مماثلة قبل أن يتم التس ليم الفعلي وتتيح عملية تنميط
كمية ونوع األداة المالية نقل العقود المستقبلية بسهولة إلى متعاقدين جدد من خالل البورصة.
-4تكلفة التعامل في الجلس ات المفتوحة للم زاد العل ني في أس واق العق ود المالية المس تقبلية تميل إلى
االنخفاض.
85
الخسائر في قيمة العملية عند إعادة تقييمها في نهاية كل يوم.
فمثال :يتطلب العقد الذي تبلغ قيمته 25000جنيه إسترليني إيداع هامش مبدئي قدره 1500دوالر من كل
من البائع والمشتري عند البداية في الصفقة ،ويجري متابعة الهامش على النحو التالي:
يطلب المش تري من السمس ار ش راء عقد مس تقبلي بمبلغ 25000جنيه إس ترليني تس ليم ج وان بس عر 2
دوالر للجنيه ,فتكون قيمة العقد 50000دوالر.
ويقوم المشتري بإيداع هامش مبدئي قدره 1500دوالر (أي % 3من قيمة العقد) عن طريق السمسار,
ومن المعروف أنه في سوق العقود المستقبلة يجري تقييم العقود القائمة في نهاية اليوم على أساس أسعار الإقفال.
فلو ح دث أن انخفض س عر اإلس ترليني إلى 1.98دوالر مثال ف إن المش تري يحقق خس ارة ق درها 500
دوالر في الص فقة ،هنا ال يطلب من المش تري زي ادة قيمة اله امش ،حيث ما زال اله امش المب دئي فائضا بمبلغ
1000دوالر ( )49500 = 500 - 50000ولكن إذا انخفض الجنيه اإلسترليني إلى 1.95دوالر وأصبحت
قيمة العقد 48750دوالر ،فإنه يتعين على المشتري إيداع مبلغ 1250 ,1250 = 48750 – 50000( 250
– )250 = 1000دوالر قبل بداية العمل في الي وم الت الي من أجل بل وغ الحد األدنى من اله امش وال ذي يطلق
عليه ه امش الوقاية أو ه امش الص يانة( )Maintenance Marginويبلغ 1000دوالر في مثالن ا ،وي تراوح ه ذا
اله امش بين % 75و % 80من قيمة اله امش المب دئي وعلى عكس ذلك إذا أس فرت نتيجة التق ييم الي ومي عن
تحقيق أي ربح فإنه يتم سداده للمشتري بشرط بقاء الحد األدنى من الهامش ( 1000دوالر) على ما هو عليه.
ويظل ه امش الص يانة مودعا ل دى جه از المقاصة بالس وق طالما ك ان المركز مفتوحا ويع اد إلى الط رف
المودع عندما يتم تصفية المركز.
ويع ني األخذ بنظ ام اله امش إع ادة تق ييم العق ود القائمة يوميا ,ثم معرفة مق دار ال ربح أو الخس ارة الل ذين
تحققا ،فإذا تحرك السعر لصالح العميل فإن الزيادة في قيمة الهامش تدفع له ,وإ ذا تحرك السعر في غير صالحه
فإنه يطالب باستكمال الهامش وذلك على أساس يومي ( )Dauly stlement or marking to markeفإذا فشل
المتعاقد في تغطية ه امش الص يانة ،ف إن العقد يغلق تلقائيا (أو يص فى) بعد أن يق وم بيت السمس رة ب إبرام ص فقة
عكسية ( )Reverse Tradeلحساب العميل إذ يشتري باسمه عقد بنفس القيمة وبالسعر الجاري.
86
من أن الصفقة قد أبرمت بينهما -وإ نما يكون التزام كل منهما تجاه غرفة المقاصة التي تلعب دور البائع بالنسبة
إلى المش تري ودور المش تري بالنس بة إلى الب ائع ،وه ذا يتطلب من غرفة المقاصة متابعة انتق ال العقد من يد إلى
أخرى بالبيع والشراء.
فعن دما يتق دم المش تري األص لي األول (األص لي) ل بيع العقد ال ذي يملك ه ،ت ؤدي غرفة المقاصة دور
المشتري وتدفع له قيمة العقد حسب األسعار الجارية ،ثم يلي ذلك أن تقوم غرفة المقاصة بدور البائع ويحرر عقد
بيع جديد باسم المش تري الث اني بالس عر الج اري وهك ذا ,...ومن ذلك يتضح أن الس عر في العقد الجديد قد يختلف
عن الس عر في العقد األول إذا ما اختلفت األس عار الحالية عن تلك ال تي ك انت س ائدة وقت تحرير العقد األول,
وعن دما يحل ت اريخ التس ليم المح دد في العقد تق وم غرفة المقاصة بوضع الترتيب ات لكي يق وم الب ائع األص لي ال ذي
باع العقد للمشتري األصلي بتسليم المشتري األخير األصل محل العقد.
وليس من الضروري استعالم فرقة المقاصة عن الجدارة االئتمانية للطرف الذي عقدت الصفقة لصالحه،
ألن مثل هذا االستعالم يبطئ من حركة اإلجراءات الخاصة بالعقود المستقبلية والتي تتميز بالسرعة.
87
س عرا أو م ردودا ماليا مناس با وذلك بش راء عق ود مس تقبلية ,بحيث إذا ارتفع الس عر في الس وق الحاض رة في تلك
الفترة (أي انخفض المردود المالي) فإن أية خسارة ستنجم على ذلك سوق يقابلها تحقيق ربح عند بيع هذه العقود.
وتجدر اإلش ارة هنا أنه من اجل ض مان إرس اء أسس س وق منتظم في عملي ات العق ود المالية المس تقبلية،
ق امت بورص ات الس وق النقدية الدولية ( )IMMف رع لبورصة ش يكاغو التجارية أو بورصة لن دن للعق ود المالية
المستقبلية الدولية ( )LIFFEبتنميط شروط التعاقد في العقود المستقبلية كما يلي:
Unit of Trading .1وحدة التعامل
Delivery Months .2شهور التسليم
Date Delivery .3تاريخ التسليم
.4الحد األولي لتقلب السعر (النقطة) )Minimum Price Movement (Tick
value Tick .5قيمة النقطة
Initial Margin .6الهامش المبدئي
والش كل الت الي يوضح نم وذج العق ود المالية المس تقبلية على العملة والمتداولة في بورصة لن دن للعق ود
المالية المستقبلية الدولية (.)LIFFE
جدول رقم ( : )17العقود المستقبلية على العملة LIFFE currency futures contracts
شروط التعاقد Currency Against us dollar العملة للمقابلة الدوالر
االسترليني الفرنك السويسري المارك الين الياباني
العملة Sterling Deutsche Mark Swiss Franc Japanese Yen
وحدة التعامل £ 25.000 D.M 125.000 S.F 125.000 Y 12.500.000
مارس ،جوان، مارس ،جوان، مارس ،جوان، مارس ،جوان،
شهور التسليم
سبتمبر ،ديسمبر سبتمبر ،ديسمبر سبتمبر ،ديسمبر سبتمبر ،ديسمبر
األربعاء الثالث األربعاء الثالث من األربعاء الثالث من األربعاء الثالث
تاريخ التسليم
من شهر التسليم شهر التسليم من شهر التسليم شهر التسليم
الدوالر بالنسبة لـ الدوالر بالنسبة لـ الدوالر بالنسبة لـ
السعر الدوالر لـ 100ين
£ DM SFr
الحد األدنى لتقلب 0.01سنت 0.01بالنسبة
0.01بالنسبة 0.01 DMبالنسبة £
السعر بالنسبة SFr 100ين
حجم النقطة وقيمتها 12.50$ 12.50$ 12.50$ 12.50$
الهامش المبدئي 1000$ 1000$ 1000$ 1000$
من النم وذج الم ذكور نالحظ أن عقد العملة المس تقبلي يغطي عمالت مختلفة اإلس ترليني £والم ارك DM
والفرنك السويسري SFrوالين Yمقابل الدوالر.
88
ويج ري تس عير العق ود وفقا ألس عار الص رف الس ائد ،فالعقد المس تقبلي يتم تس عيره على النحو المتبع في
س وق الص رف األجن بي ،كما يتضح أن النقطة الواح دة أي أن الحد األدنى لتقلب الس عر في العقد تع ادل 0.01
س نت ف إذا افترض نا أن أحد التج ار اش ترى ثالثة ( )03عق ود باإلس ترليني بس عر 1.6800لل دوالر وأن الس عر
وصل خالل أسبوع إلى 1.7300دوالر فإنه يكون بذلك قد حقق 500نقطة في كل عقد نتيجة تغير السعر ،ولما
كانت قيمة النقطة حسب العقد النمطي هي 2.50دوالر فإن إجمالي الربح المحقق يبلغ 3750دوالر أحتسب على
النحو التالي 2.5 × 0.0001/)1.6800-1.7300( :دوالر قيمة النقطة × 3عقود = 3750دوالر (إجمالي
الربح).
مثال على تغطية مخاطر أسعار الفائدة قصيرة األجل:
يجري تسعير عقود أسعار الفائدة قصيرة األجل كعقود أذون الخزانة أو عقود شهادات اإليداع على أساس
القيمة القياسية ( ،)Index Value Basisفسعر العقد المالي المستقبلي الخاص بأداة مالية قصيرة األجل يساوي (
- 100سعر الفائدة السنوي المستقبلي) والتسعير على هذا النحو يجعل العالقة العكسية بين أسعار الفائدة وأسعار
العقود ثابتة ،فكلما كان سعر الفائدة الحالي مرتفعا ،كلما كان سعر العقد المستقبلي منخفضا.
فعلى سبيل المثال ،يمكن تثبيت سعر فائدة قدره % 13.5سنويا لوديعة تستحق في مارس إذا ما اشتريت
وديعة ألجل استحقاق شهر مارس بسعر )13.5-100( 86.5فإذا تحرك السعر إلى 86.25فإن سعر الفائدة
على الوديعة يرتفع إلى )86.25-100( 13.75وتس تخرج قيمة النقطة في عق ود العملة بال دوالر وال تي تبلغ
قيمتها ع ادة 1.000.000دوالر لم دة 3أش هر وذلك بالكيفية التالية 25 = 1000000 × 3/12 × 0.01
دوالر ف إذا اش ترى أحد التج ار ( )10عق ود مس تقبلية ب اليورودوالر ،كل عقد لم دة 3ش هور بس عر 84.15وبعد
مضي عشرة أيام تحرك السعر ليصبح 84.05فإن الربح أو الخسارة تحتسب كاآلتي:
51.48 – 84.05
دوالر للنقطة = 2500دوالر (إجمالي الخسارة)
× 1.0 25 10عقود × 10نقاط خسارة
النقطة ( )Point Pipفي لغة النقد األجن بي ج زء من مائة من الس نت في عملية التس عير ف إذا قي ل أن س عر
الص رف لإلس ترليني مقابل ال دوالر ارتفع من $ 1.5426إلى $ 1.5427فمع نى ذلك أن الس عر ارتفع بنقطة
واحدة وهي 0.0001 = 1.5426 – 1.5427نقطة.
والنقطة في سعر الفائدة تساوي ،% 1فإذا تغير سعر الفائدة من % 9سنويا إلى % 9.5سنويا فإن ذلك
1
يعني ارتفاع سعر الفائدة بنصف نقطة ( 2نقطة).
25.000 £
الدوالر الكندي 100.000
FF 62.500
SF 125.000
Yمليون 12.5
EURO 125.000
89
لنف ترض أن شخصا ي رغب في ش راء عقد مس تقبلي لعملة الين الياب اني حيث العقد النمطي 12.5ملي ون
ين ،وتعرض قيمة العقد بالسنت األمريكي لكل ين فإذا افترضنا أن هذا الشخص قام بشراء عقد مستقبلي لديسمبر
وذلك في شهر مايو ،كما أن سعر العقد هو( /$ 0.010387ين) وعلى ذلك يصبح:
القيمة الكلية للعقد بالدوالر األمريكي = 12.5مليون × .$ 129837.50 = 0.010387
الهامش المعتاد على عقد الين هو 2300دوالر.
ف إذا افترض نا أن قيمة الين قد تص اعدت بالنس بة لل دوالر (بس بب انخف اض في مع دالت الفائ دة بالوالي ات
المتح دة ،وبس بب التض خم في الياب ان أو (أي س بب آخ ر) وأص بحت قيمة الين ( / $ 0.010485ين) ف إن ذلك
يعني أن قيمة العقد قد ارتفعت اآلن لتصبح بالدوالر األمريكي = (,131062.50 = ) 0.010485 × 12.5
وبمقارنة ذلك بالوضع السابق تكون الزيادة الصافية في قيمة العقد هي .$ 1225
القيمة الجارية = 131062.50
القيمة األصلية = 129837.50
المكسب = 1225.00
ولما كان متطلب الهامش األصلي هو $ 2300فإن معدل الفائدة المحقق على العقد المستقبلي عن هذه التسوية
× 1225.%53.3 = 100
2300
وبالطبع عند تقدير هذا المعدل على أساس سنوي فإنه سيكون عاليا عن ذلك.
ومن الناحية األخرى إذا افترضنا أن الين قد هبطت قيمته قابل الدوالر (نتيجة الرتفاع معدالت الفائدة في
الوالي ات المتح دة أو تزايد التض خم في الياب ان) وليكن المع دل الجديد هو / $ 0.010325ين) ف إن الموقف
يصبح كما يلي:
القيمة الجارية = 12.5مليون × 129062.50 = 0.10325
القيمة األصلية = 12.5مليون × 129837.50 = 0.010387
الخسارة = $ 775.00-
775
× % 33.7 = 100 وبالطبع معدل الخسارة =
2300
ويصبح من المتعين إضافة مبلغ 775دوالر حتى يبقى الهامش على قيمته األصلية.
ويس عى م ديرو التمويل في الغ الب نحو تغطية مراك زهم المكش وفة في مع امالت الص رف األجن بي ،من
خالل أس واق العق ود المس تقبلية على العملة فمثال إذا أنهى الم دير األم ريكي الي وم ص فقة ليس تلم القيمة بعد ثالثة
أشهر بالين الياباني ،فإذا هبط الين مقابل الدوالر فإن متحصالته ستنخفض ،ومن ثم يمكن للمدير المالي أن يلجأ
إلى س وق العق ود كأحد الحل ول من أجل بيع الين بعقد مس تقبلي (أي يأخذ مركز قص ير) ف إذا ح دث وانخفض الين
فإنه سيحقق قدر من الكسب (الربح) على العقد المستقبلي يمتص به الخسارة من المقبوضات التي ستحدث بنهاية
الشهرين.
مث ال :إذا ك انت ص فقة تق در بمبلغ 50ملي ون ين ياب اني ،وك ان س عر الص رف الج اري /$ 0.009462ين بينما
90
س عر التس وية ال راهن لعقد مس تقبلي على الين الياب اني لثالثة أش هر (/$ 0.009382ين) في حين أن مع دل
الصرف الحاضر المتوقع بعد ثالثة أشهر هو (/£ 0.009284ين) ،فإن أقام مدير الشركة أحد البديلين:
األول هو ع دم قيامه ب أي تص رف والحص ول على مس تحقاته من الين بنهاية األش هر الثالثة حسب س عر
الصرف السائد عندئذ ،وهنا فهو يتحمل مخاطرة انخفاض قيمة الين مقابل الدوالر.
والبديل الثاني هو بيع عقد مستقبلي لمدة 3أشهر بسعر التسوية الراهن
والجدول التالي يوضح نتائج البديلين:
وهكذا يتضح أن استخدام العقد المستقبلي قد أدى إلى تخفيض الخسارة من $ 8900إلى .$ 4000
فطالما أن الس وق يعطي مؤشرا على هب وط الين ،ف إن بيع الحص يلة المتوقعة بعد 3أش هر من اآلن من
خالل عقد مستقبلي يعني تجنب المزيد من الهبوط وبالتالي تخفيض الخسائر المحتملة.
وب الطبع إن لم يتحقق ه ذا التوق ع ،وح دث تص اعد في ت اريخ التس ليم في س عر الين ،ف إن الف رق بين
المتحص الت وبين حص يلة بيع العقد س تكون أعلى بس بب تزايد الين ،وس ينظر إليه على أنه بمثابة ثمن م دفوع
لتجنب المخاطرة.
ومن ناحية أخرى ،إذا افترضنا أن هذا المدير األمريكي ملزم بدفع 50مليون ين بعد 3أشهر من اآلن،
وهناك توقع بتصاعد سعر الين مقابل الدوالر ،فعليه عندئذ شراء عقد مستقبلي على الين لتحجيم (تقليل) مخاطر
تصاعد الين.
ف إذا ك ان الس عر الحاضر / $ 0.009462ين ،وس عر التس وية بالعقد المس تقبلي لثالثة أش هر هو
/ $ 0.009548ين ،ف إن ه ذا الم دير يك ون قد اش ترى المخ اطرة بقيمة مح ددة من اآلن وفقا للحس اب الت الي
بافتراض أن سعر الصرف الحاضر المتوقع بعد ثالثة أشهر /$ 0.009605ين:
قيمة المدفوعات حاليا.$ 473100 = 0.009462 × 50.000.000 :
قيمة المدفوعات لسعر الصرف المتوقع.$ 480250= 0.009605 × 50.000.000 :
قيمة العقد المستقبلي على الين.$ 477400 = 0.009548 × 50.000.000 :
91
وهكذا فإن مدير الشركة يكون قد تجنب المخاطرة بتكلفة قدرها:
[ ، $ 4300 = ]473100 – 477400كما أنه إذا تحقق السعر المتوقع فيكون المدير قد خفض خسائر العملة
من [ )$7150( = ]473100 – 480250إلى ()$4300
وتح دد اإلش ارة إلى أن المض اربين ينج ذبون إلى س وق العق ود المس تقبلية للعملة عن دما يعتق دون أن الس عر
()1
الجاري للعقود المستقبلية يختلف بشكل ملموس عن ذلك السعر الخاص الذي يتوقعونه في تاريخ التسليم.
-6مقارنة بين العقود المستقبلية وعقود الخيار:
هناك بعض أوجه التشابه بينهما ،كما نجد بعض جوانب االختالف:
-6-1أوجه التشابه:
-ال يخول العقدان للمتعاقد أي حق على موضوع العقد قبل موعد التسليم.
-يعطي العقدان لحاملهما الحق في شراء أو بيع أصل معين في تاريخ محدد بسعر يحدد عند التعاقد.
-يعطي العقدان فترة مستقبلية ،وتكلفة التعامل في كل منهما بسيطة.
-تتمتع عقود الخيار والعقود المستقبلية بجاذبية بالنسبة للمضاربين خاصة وأن ه في استطاعتهم المضاربة
على أسعار السلع المتاحة في السوق سواء كانت بضائع أو عمالت أو أسهم أو أذونات الخزانة ...إلخ,
دون الحاجة إلى تملك األصول محل المضاربة.
-6-2أوجه االختالف:
-يك ون لمش تري عقد الخي ار الحق في تنفيذ العقد أو ع دم تنفي ذه ،أما العق ود المس تقبلية فهي عق ود ملزمة
للمتعاقدين لشراء األصل محل التعاقد بالسعر المحدد ،على أن يتم التسليم ودفع القيمة في تاريخ الحق.
-تقتصر خس ارة المش تري في عقد الخي ار على قيمة العالوة المدفوع ة ،في حين تمتد الخس ارة في حالة
العقود المستقبلية لتشمل القيمة الكلية للعقد.
-ال يحق لمش تري عقد الخي ار اس ترداد قيمة العالوة ال تي دفعها للب ائع عند التعاق د ،في حين أن اله امش
المبدئي في العقود المستقبلية يمكن استرداده بالكامل إذا لم يتعرض المتعاقد للخسارة.
-7مقارنة بين سوق العقود المستقبلية و سوق العقود اآلجلة:
توجد فروق جوهرية بين سوق العقود المستقبلية وسوق العقود اآلجلة نلخصها فيما يلي:
-7-1مكان التعامل :يتم التعامل في السوق المالية المستقبلية في البورصة وهي سوق مركزي منظم وال يجوز
للط رف المتعامل إب رام الص فقات إال عن طريق بي وت سمس رة ،مثل مؤسسة ميريل لينش األمريكية Merrill
،Lynchأما التعامل في سوق العقود اآلجلة فيكون بين العميل والبنك.
-7-2أس لوب التعام ل :يك ون على ش كل جلسة مفتوحة ب المزاد العل ني ,أما في س وق العق ود اآلجلة فيك ون عن
طريق الهاتف والفاكس.
بهاء الدين سعد ,التمويل الدولي لمنظمات األعمال الجزء ( ,2002 ،)2ص .234 :نقال عن: ()1
William F. Sharpe and Gordon J. Alexander, Investments, Forth Ed. Prentice-Hall, 1990 p 613
92
والجدول التالي يوضح أهم أوجه المقارنة بينهما:
93
المبحث االثالث :اسواق االستبداالت (عقود المبادلة)
-1تعريف:
تتض من تحرير عق دين متزام نين أح دهما عقد ش راء واآلخر عقد بي ع ,وقيمة كل من العق دين واح دة إال ان
تاريخ استحقاقهما مختلف ويفصل بينها فترة زمنية (شهر 6 ,3 ,2 ,أشهر ,سنة) ,كأن يبرم عقد بيع مبلغ مليون
جنيه إسترليني مقابل 2مليون دوالر أي بسعر 2دوالر للجنيه بيعا فوريا ,وفي نفس الوقت يبرم عقد شراء مبلغ
مليون استرليني يسلم خالل ثالثة شهور مقابل الدوالر بسعر 2.10دوالر للجنيه.
بمعنى تتم مبادلة إسترليني مقابل دوالر بتحرير عقدي بيع وشراء.
ففي العقد األول تم بيع اإلسترليني .
وفي العقد الث اني (في نقس ت اريخ العقد األول) أعيد ش راء المبلغ باإلس ترليني ولكن التس ليم تم تحدي ده بعد
ثالثة أشهر.
ويسمى الفرق بين سعر الشراء وسعر البيع بسعر المبادلة ( )Swap rateأو هامش السعر اآلجل ويبلغ في
المثال 0.10 = 2 – 2.10 :وهي قيمة العالوة التي احتسبت لإلسترليني وهذا الفرق يعبر عنه بالنقطة فنقول
سعر المبادلة 1000نقطة.
والنقطة تع ني في لغة العملة األجنبية ج زء من المئة من الس نت في عملية التس عير ,ف إذا قيل س عر ص رف
اإلسترليني مقابل الدوالر ارتفع من 1.5426إلى 1.5428دوالر فإن معنى ذلك ارتفاع السعر بنقطتين والنقطة
في سعر الفائدة تساوي %1فإذا تغير سعر الفائدة من %9إلى %9.5فيقال أن هناك ارتفاع بنصف نقطة.
وس عر المبادلة ليس بس عر الص رف ,وإ نما هو ف رق س عر الص رف أي الف رق بين الس عر الف وري والس عر
اآلجل للعملة.
وفي معظم عملي ات المبادلة يتم الش راء وال بيع في نفس ال وقت وبين نفس األط راف ,غ ير أنه يح دث في
بعض األحي ان أن يش تري أحد المتعاق دين العملة ش راء فوريا من جهة ما ثم يبيعها آجال لجهة أخ رى ,وفي ه ذه
94
الحالة يطلق على عملية المبادلة هذه المبادلة الموجهة ( )Engineered swapتمييزا لها عن المبادلة التامة (Pure
)swapوالتي تتم بين نفس طرفي التعاقد في عمليتي الشراء والبيع وفي عملية المبادلة الموجهة ال يشترط تساوي
المبلغين في عقدي الشراء والبيع.
-2ستخدامات عقود المباد لة:
وتمارس عمليات المبادلة في األحوال التالية: -1
-1تحويل عملة ما إلى عملة أخ رى بش كل م ؤقت وب دون االحتف اظ بمركز العملة األجنبية ويس تخدم ه ذا
األسلوب في عمليات الترجيح المغطى بأسعار الفوائد.
-2تس تخدم عملي ات المبادلة لخلق وضع آجل مقابل وضع آجل ( ,)Foward against fowardك أن يب اع
اإلسترليني مقابل الدوالر تسليم آجل لمدة ثالثة شهور ,ثم شراء إسترليني مقابل دوالر تسليم شهر واحد,
وذلك لتوقع تغ ير مق دار العالوة أو الخصم (ال ذي يعكس ف روق أس عار الفائ دة على العملتين) لص الح
المتعامل.
-3تس تخدم عملي ات المبادلة في خلق وضع مض اد للوضع المش ار إليه في البلد 2أعاله بعد ج ني األرب اح
المحققة نتيجة تغير أسعار الفائدة لصالح المتعامل.
-4إذا لم يكن في اإلمك ان اق تراض أو إق راض عملة ما خالل ف ترة مح ددة بس بب ع دم تواجد المق رض أو
المقترض الذين تتفق ظروف ككل منهما مع اآلخر من حيث قيمة القرض المطلوب أو مدة القرض ذاته,
فإنه يمكن ش راء ه ذه العملة في ت اريخ ف وري ثم يبيعها في ت اريخ آجل بحيث تك ون الم دة الفاص لة بين
التاريخين تتفق مع مدة القرض المطلوب ,ويتم هذا من خالل عمليات المبادلة.
-5إذا خرج رأس المال بعملة ما لالستثمار في الخارج بعملة أجنبية أخرى (الرتفاع أسعار الفائدة على هذه
األخ يرة مثال) ف إن عملية المبادلة تجنب المس تثمر مخ اطر تغ ير س عر الص رف عند إع ادة تحويل رأس
المال المستثمر إلى العملة الوطنية.
-6تستخدم البنوك المركزية عمليات المبادلة لتثبيت أسعار صرف عمالتها عندما تتعرض لضغوط عليها
بس بب المض اربة ,إذ يش تري البنك عملة أجنبية مقابل بيع عملة محلية بيعا فوريا ثم ي بيع عملة أجنبية
مقابل ش راء عملة محلية آجال في نفس ال وقت أو العكس ,وذلك للتخفيف من الض غوط الواقعة على
عملت ه ,وتلجأ البن وك المركزية أيضا للمبادلة من أجل توف ير الس يولة في االقتص اد الوط ني أو للتخلص
من السيولة الفائضة إذا ما دعت الحاجة إلى ذلك.
-3أمثلة على عملية المبادلة:
نف ترض أن مس تثمرا أمريكيا متم يزا يمكنه الحص ول على ق رض طويل األجل بال دوالر األم ريكي بس عر
فائدة تفصيلي "مميز" ( )Prime Rateغير أنه يريد تمويل استثمار له في اليابان قدره 10مليارات ين ياباني،
وك انت تكلفة ت دبيره له ذا المبلغ عن طريق ط رح س ندات ب الين الياب اني لم دة 10س نوات في س وق رأس الم ال
اليابانية هي % 7.75وهي تكلفة مرتفعة وذلك بالمقارنة بسعر الفائدة الذي يدفعه المقترض الياباني على قرض
مماثل وليكن ,% 7.25كما س نفترض أن مس تثمرا يابانيا ي رغب في تمويل اس تثمار له في الوالي ات المتح دة
95
األمريكية بمبلغ 100ملي ون دوالر وك انت تكلفة ت دبيره له ذا المبلغ من خالل ط رح س ندات بال دوالر لم دة 10
سنوات في سوق رأس المال في نيويورك تبلغ %7وهي تكلفة مرتفعة نظرا لعدم سبق تواجد المستثمر الياباني
في الس وق األمريكي ة وذلك بالمقارنة إلى س عر الفائ دة ال ذي يدفعه المق ترض األم ريكي على ق رض مماثل وال ذي
يبلغ % 6.5فقط.
في ه ذا المث ال تتحقق منفعة متبادلة لكل من ه ذين المس تثمرين إذا ما اتفقا س ويا واق ترض كل منهما من
معرفة المحلي قرضا بعملته الوطنية بالقيمة ال تي يح ددها الط رف اآلخر وبس عر الفائ دة التفض يلي ثم يتم مبادلة
التزامات كل منهما لمدة 10سنوات.
ولكن هناك مخاطر تتمثل في تغير أسعار الصرف بين الدوالر والين ،وكذلك كل المخاطر اإلئتمانية التي
تترتب على اخفاق أي من المقترضين في الوفاء بالتزامه قبل الطرف اآلخر.
ولتجنب ه ذه المخ اطر يمكن للمقترض ين اللج وء إلى أحد البن وك إلب رام عقد مبادلة العمالت بينهما لتغطية
1
0.125( %8 مخ اطر أس عار الص رف ،وك ذلك تغطية المخ اطر االئتمانية في مقابل دفع عمولة للبنك تق در بـ
)%مثال ،وبذلك يكون كل من الطرفين المتعاقدين قد حقق وفرا في تكلفة االقتراض على النحو التالي:
بالنس بة للمس تثمر األم ريكي يك ون قد حقق مبلغ في تكلفة ت دبير الق رض ب الين الياب اني نسبته % 0.375
وهو الف رق بين تكلفة اقتراضه المباشر من الس وق اليابانية % 7.750وتكلفة ت دبيره نفس المبلغ عن طريق
االقتراض بالدوالر األمريكي ومبادلته بالين الياباني من خالل عقد مبادلة العمالت ويبلغ (0.125 + % 7.250
,%قيمة عمولة البنك = )%7.375مع تث بيت س عر الص رف بين ال دوالر والين الياب اني عند إب رام عقد المبادلة
.0.375 = 7.375 - 7.750
وبالنس بة للمس تثمر الياب اني فقد حقق وف را في تكلفة ت دبير الق رض بال دوالر األم ريكي نس بته % 0.375
وهو الف رق بين تكلفة اقتراضه المباشر من الس وق األمريكية بس عر % 7وتكلفة ت دبير نفس المبلغ عن طريق
االقتراض بالين الياباني ومبادلته بالدوالر من خالل عقد مبادلة العمالت ويبلغ ( % 0.125 + % 6.500قيمة
عمولة البنك = )% 6.625مع تثبيت سعر الصرف بين الدوالر والين عند عقد المبادلة = % 6.625 - %7
.0.375
مثال :2سنفترض أن أحد المستثمرين البريطانيين ( )Aيريد تمويل مشروع له في أمريكا ،وأنه يجد صعوبة في
االقتراض بالدوالر من السوق األمريكية ،ففي هذه الحالة يمكنه اقتراض المبلغ المطلوب باإلسترليني ثم يبيعه في
الس وق مقابل الحص ول على ما يعادله بال دوالر بمع نى أن يك ون عليه ال تزام باإلس ترليني مقابل أص ول مقومة
بال دوالر ,وس نفرض أيضا أن هن اك مس تثمرا أمريكيا ( )Bيريد تمويل اس تثمار في إنكل ترا ويجد ص عوبة في
االقتراض باإلسترليني من السوق البريطانية ،وفي هذه الحالة يمكنه أن يقترض المبلغ المطلوب بالدوالر ثم يبيعه
في الس وق مقابل الحص ول على ما يعادله باإلس ترليني (بمع نى أن يك ون عليه ال تزام مق وم بال دوالر مقابل أص ول
مقومة باإلس ترليني) في ه اتين الح التين ،س يجد المس تثمران ( )Aو ( )Bأن ل دى كل منهما مرك زا مكش وفا بالنقد
األجنبي ،وأنه معرض للخسارة في حالة تغيير سعر الصرف في غير صالحه.
ف المقترض ( )Aس وف يتع رض للخس ارة في حالة ارتف اع قيمة اإلس ترليني مقابل ال دوالر ،إذ أنه س يعيد
96
شراء االسترليني بسعر أعلى لتسديد مدفوعات األقساط والفوائد ،وسيجد المقترض ( )Bأنه سوف يتعرض لنفس
المخاطر إذا ما ارتفع الدوالر مقابل االسترليني ،ولتجنب هذه المخاطر يتم عقد صفقة مبادلة من خالل أحد البنوك
بحيث يتعهد المق ترض ( )Aبتس ديد األقس اط والفوائد المس تحقة على الق رض بال دوالر للمق رض ( )Bمن خالل
البنك ،كما يتعهد المق ترض ( )Bبتسديد األقساط والفوائد المستحقة على القرض باالسترليني للمقترض ( )Aمن
البنك ال ذي يق وم ب دور الوس يط مقابل عمولة يتقاض اها من كل المقترض ين دون الحاجة إلى معرفة أي منهما
باآلخر ،وبدون أن يدري أي من المقرضين بأن هناك عملية مبادلة قد تمت ,وهذا حسب الشكل التالي:
شكل رقم ( : )9عملية مبادلة عملتين مع توسيط البنك
97
N/Aوه ذا معن اه أن الس عر غ ير مطل وب ألنه لن يطبق وذلك ألنه لن يس تخدم في تحديد أي ت دفقات نقدية متعلقة
بعقد المبادلة.
جدول رقم ( : )20التدفقات النقدية لمبادالت سعر الفائدة
إلتزام الفائدة الثابتة الذي
إلتزام الفائدة المتغيرة الذي يدفعه Bإلى A LIBORT الرقم
يدفعه Aإلى B
90.000 %8.75 0
تمهيد
بسبب ضغط التطور الكبير وتوسع نطاق المبادالت الدولية العمل على حماية حقوق المصدرين
والمستوردين على حد سواء ،وكانت البنوك هي التي تؤدي دور الوسيط في تمويل التجارة الخارجية بين الدول
،وقد تم استخدام آلية تحقق األمان لجميع األطراف للوفا بالتزاماتهم في شكل االعتمادات المستندية والتحصيل
المستندي .
98
بأن يدفع مبلغا معينا من النقود بالعملة المتفق عليها خالل فترة محددة مقابل تقديم مستندات معينة محددة في عقد
فتح االعتماد .
فاالعتماد المستندي ال يعتبر مجرد أداة تجارية تستخدم لتسوية معامالت تجارية دولية،ولكنه يعتبر أداة
مالية له بعض خصائص أمر الدفع وبعض خصائص الضمان ,ويفترض االعتماد المستندي
وجود ثالثة أطراف هي :
معطى أمر فتح االعتماد المقتدي ( المستورد ) . -
البنك الذي يفتح االعتماد استجابة لألمر الصادر إليه . -
المستفيد الذي يفتح االعتماد لصالحه ( المصدر ). -
بنك المصدر ( البالغ االعتماد للمستفيد أو تعزيزه ) . -
ويسجل المشتري ( المستورد ) كافة المصاريف المتعلقة بفتح االعتماد المستندي الذي يتم فتحه لصالح
البائع .
-2أهمية االعتماد المستندي :
ويعتبر االعتماد المستندي مهما لكل من البائع ( المصدر ) والمشتري ( المستورد ) وبالنسبة للمصاريف
وللتجارة الدولية .
99
د /أهميته بالنسبة للتجارة الدولية :
تس اعد ه ذه االعتم ادات على تيس ير انتق ال الس لع والخ دمات بين دول الع الم وتق دم تس هيالت مالية وال تي
كانت في السابق تمثل حاجزا أمام تطور التجارة الدولية فالمصارف تسير استالم ثمن البضاعة حال شحنها وال
يدفع المشتري ثمنها إال عند استالم للوثائق الخاصة بهذه البضاعة .
-3الخطوات العملية في مسار االعتمادات المستندية :
-1يتض من العقد المح رر بين المص در و المس تورد ش روط بيع البض اعة وتس وية قيمتها من خالل فتح
اعتماد مستندي .
-2يتقدم العميل (المستورد) إلى بنكه بطلب فتح االعتماد ومرفق بالمستندات الخاصة بعملية االستيراد
مثل الفاتورة .
-3يقوم البنك المصدر لالعتماد بإبالغ البنك المبلغ أو المعزز بفتح االعتماد مع بيان تفصيل المستندات
المطلوبة من البائع ( المصدر ).
-4يق وم البنك المبلغ بإخط ار المس تفيد ( الب ائع ) بفتح االعتم اد لص الح ،وي بين له ك ذلك الش روط ال واردة في
االعتماد وقد يضيف تعزيزه لالعتماد إذا طلب البنك فاتح االعتماد منه ذلك مقابل عمولة يدفعها إليه .
-5إذا قبل المس تفيد الش روط ال واردة في االعتم اد فإنه يق وم بعمل ترتيب ات ش حن البض اعة المتعاقد عليها
للمشتري .
-6يقوم البائع بالحصول على المستندات المطلوبة مثل فاتورة الشحن من شركة الشحن وشهادة المنشأ
...الخ و إرسالها إلى البنك المبلغ .
--7يق وم البنك عند اس تالم المس تندات بمراجعتها بدقة ،ف إذا ك انت مطابقة تماما للتعليم ات الص ادرة إليه
والموضحة في االعتماد فإنه يقوم بسداد القيمة إلى البائع.
-8قوم البنك المبلغ بإرسال المستندات إلى البنك المصدر لالعتماد والذي يقوم بدوره بمراجعتها بدقة ،
فإذا وجدها مطابقة لالعتماد ،فإنه يسلمها للمستورد الستالم البضاعة وحيازتها ،فإذا كان المستورد قد
حصل على تسهيل ائتماني بقيمة االعتماد المستندي فإن عليه سداد قيمة التسهيل مقابل استالم المستندات
ما لم يكن هناك ترتيبات أخرى متفق عليها بين المستورد والبنك .
والشكل التالي يوضح الخطوات المتبعة عقب فتح االعتماد المستندي
100
( )3
البنك مبلغ االعتماد بنك المصدر للالعتماد
()8
()11
101
ال يحق للمصدر تحويل قيمة صادراته إلى مستفيد آخر ,بمعنى آخر إذا صدر اعتماد لصالح مصدر معين
يجب أن ينفذ هنا المصدر االعتماد لصالحه ،وإ ال أصبح االعتماد الغيا .
102
ي --اعتماد الدفع األجل the deferred payment credit :
ال يتم الدفع للمستفيد فورا عقب تقديم المستندات وإ نما يتم بعد انقضاء مدة من الزمن محددة في االعتماد
وهو يمنح المشتري فترة سماح ويضمن الدفع للبائع في التاريخ المذكور في االعتماد ،كما
ال يتضمن وجود كمبيالة ضمن المستندات مثل اعتماد القبول ومن ثم ال يتمتع المستفيد بإمكانية
خصم الكمبياالت والحصول على سيولة نقدية حاضرة ،ويمكن له الحصول على تسهيل مصرفي عند
أجل السداد ( جاري مدين مستندي ).
ك-اعتماد القبول usance credit acceptance :
يه دف ه ذا االعتم اد إلى إعط اء المس تورد ال وقت الض روري للتس ديد وذلك بتمكينه من بيع الس لع
المستوردة بموجب االعتماد قبل حلول أجل السداد وبذلك يتفادى اللجوء إلى االقتراض لتمويل عملية االستيراد ،
وبعد االنته اء من تنفيذ الش روط ال واردة في االعتم اد يطلب المس تفيد من البنك المص در أو البنك المرسل التوقيع
ب القبول على الكمبيالة bill of exchange or draftال تي يك ون قد س حبها على أيهما ثم إعادتها إليه ،وه ذه
الكمبيالة يسلمها المستفيد إلى البنك الذي يتعامل معه ،إما لتحصيل قيمتها في تاريخ استحقاقها أو لخصمها مقابل
عمولة إذا ك ان في حاجة عاجلة إلى الس يولة وت تراوح م دة الكمبيالة ال تي تس حب على ق وة اعتم اد القب ول من 60
يوما إلى 180يوما .
103
هنا يقوم البنك المراسل بالدفع فورا على المستفيد مقابل تقديم مستندات والرجوع بعد ذلك على البنك فاتح
االعتماد ،وفي حالة االعتماد غير المعزز فغن البنك الذي يقوم باإلخطار قد يؤخر الدفع للمستفيد إلى أن يستلم
المبلغ المذكور في االعتماد ومن البنك المصدر لالعتماد .
--5البيانات الواجب ذكرها في طلب االعتماد المستندي :
يذكر في طلب فتح االعتماد المستندي النقاط التالية :
اسم المفتوح بأمره ولحسابه االعتماد . -1
طريقة إخطار المستفيد عن فتح االعتماد ( بالبريد أو بالتلكس ). -2
ن وع االعتم اد المس تندي المطل وب فتحه حسب االتف اق المعق ود مع الب ائع ( غ ير قابل لإللغ اء – -3
غير قابل لإللغاء ومعزز ..إلخ ) .
اسم المستفيد من االعتماد ( البائع ) وعنوانه بالكامل ،وقد يطلب المستفيد في بعض األحي ان فتح -4
االعتماد على بنك معين ،وفي هذه الحالة يجب ذكر اسم هذا البنك أما في حالة عدم تعيين بنك بذاته فإن االعتماد
يفتح مع أحد مراسلي البنك في بلد المستفيد .
،ويجب أن يوضح أيضا ما إذا ()1
مبلغ االعتماد أو الحد األقصى للسحب منه باألرقام والحروف -5
كان المبلغ يتضمن تكلفة الشحن أو التأمين أو كليهما معا من عدمه .
صالحية االعتماد أو تاريخ انتهاء االعتماد . -6
شروط الصرف من االعتماد . -7
طريقة السحب من االعتماد ( باالطالع عند تقديم المستندات أو بعد مضي مدة معينة .)... -8
بي ان نوع الكمبي االت إن وجدت ( أي إذا ك انت باالطالع أو بعد 90-60-30يوما او أكثر من -9
تاريخ االطالع أو من تاريخ التحرير ).
جهة الش حن وجهة التفريغ وآخر ميع اد للش حن أو اإلرس ال ،ف إذا ذكر أن الش حن عاجل أو في -10
الح ال أو بأس رع ما يمكن ،ف إن ذلك يع ني أن الش حن يجب أن يتم خالل 30يوما على أك ثر تق دير من ت اريخ
إخطار المستفيد بفتح االعتماد .
يجب أن ي ذكر إذا ما ك ان الش حن الم رحلي مس موحا به من عدمه بمع نى إذا ك ان مس موحا بنقل -11
البضاعة المشحونة من سفينة إلى أخرى حتى ميناء الوصول .
12-يجب أن ي ذكر ما إذا ك ان الش حن على دفع ات مس موحابه أم ال ،ف إذا ك ان على دفع ات فيجب أن يتم ذلك في
المواعيد المحددة واعتبار كل دفعة قائمة بذاتها .
-13طريقة التصرف في المستندات بعد دفع قيمتها .
( )1عندما يذكر مبلغ اإلعتماد و كان مسبوقا بإحدى الكلمات التالية circa-about-approximatrly-environ:فهذا يعني حوالي أو زهاء,أما إذا اقترنت هذه
الكلمات بكمية البضاعة أو بسعر الوحدة فإن ذلك يعني cالسماح بالزيادة أو بالنقصان في المبلغ أو الكمية أو السعر في حدود 10بالمائة ,أما إذا سبقت مبلغ
االعتماد كلمة forفإنها تعني قيمة االعتماد بالضبط دون زيادة أو نقصان.
104
ويجب أن يش تمل طلب فتح االعتم اد على بي ان مفصل للمس تندات المطلوبة وع دد النسخ المطلوبة من كل منها ،وتطبع
ع ادة على اس تمارات تع دها البن وك ,والبيان ات ال واردة في طلب فتح االعتم اد المس تندي هي نفس ها الش روط والبيان ات
الواجب ذكرها في االعتماد المستندي الذي يصدر لصالح المستفيد .
-6المستندات المقدمة من المصدر والتي قيمتها طلب فتح االعتماد :
-ف اتورة تجارية من ع دد معين من النسخ وال تي ت بين اسم المس تورد ون وع البض اعة وع دد الوح دات وس عر الوح دة
والكمية والقيمة ومطابقة للمعلوم ات ال واردة في وثيقة الش حن واج ازات االس تيراد الممنوحة للمس تورد ،ويجب أن
يبين في الفاتورة إن كان الثمنFOB,CIF ou Cand F:
-شهادة منشأ أو شهادة جنسية للبضاعة وتصدر من الغرفة التجارية في بلد المستفيد .
-وثيقة تأمين يتعهد فيها المؤمن لصالحه .
-س ند الش حن ،وهي وث ائق ملكية البض اعة من ط رف أش خاص آخ رين وتتض من :اسم الش احن ،بلد المص در ،
شركة النقل ( البحرية ،الجوية ،البرية ) نوع البضاعة ...إلخ .
-مستندات أخرى,كشهادة التطابق أو شهادة الخلو من اآلفات الزراعية...الخ
-كشف بمصاريف الشحن وقائمة تفصيلية بعدد وحدات البضاعة المشحونة .
-شهادة تحليل ،شهادة صحية ...الخ .
يجب أن تقدم شرحا مختصرا للمصطلحات المستعملة في االعتماد المستندي وهي :
-ف وب (: free on board )FOBأي أن التس ليم يتم على ظهر الس فينة في مين اء الش حن المح دد ,أي أن ثمن
البضاعة يشمل مصاريف التغليف والنقل إلى ميناء الشاحن .
-فاس (: Free Alongside Ship )FASوتع ني أن الب ائع ( المص در ) يل تزم فقط بتس ليم البض اعة بج انب
الباخرة على الرصيد في ميناء الشحن .
( Cost and Freght - )CandFأي أن ثمن السلعة يتضمن مصاريف الشحن حتى ميناء الشحن .
أي أن ثمن السلعة يتضمن كل النفقات السابقة باإلضافة إلى التأمين (Cost , Insurance , Freght )CIF
حتى ميناء التسليم ويجب أن يقدم سند الشحن بأسرع وقت بعد شحن البضاعة كأن يرسل بالبريد الجوي بحيث يصل
قبل وصول السفينة التي تحمل البضاعة حتى ال يتحمل المشتري مصاريف إضافية .
106
البائع /المصدر المشتري /المستورد
107
بالنسبة للبائع فهي تتمثل في أنه في حالة رفض المشتري للبضاعة فإن البائع سوف يتكبد بعض الغرامات و
المصاريف مثل غرامة عدم تفريغ البضاعة من السفينة ( )Démarrageأو تسديد مصاريف التخزين أو التأمين
....الخ و إذا حدث تأخير وصول السفينة المشحونة عليها البضاعة ،فإن البائع سيتأخر بالتالي في استالم قيمة
البضاعة .
يتعرض المصدر لمخاطر عند رفض المستورد القيام بسحب الوثائق لسبب من األسباب.
-7دور البنك في التحصيل المستندي :
-يقدم البنك خدمة وليس قرضا و هو وكيل ويطبق البنك المكلف بتسليم المستندات أوامر عملية و ليس له حق في
شكلها و ال شرعيتها و ال تفحصها و يتدخل البنك في الحاالت التالية:
-في حالة التسوية بواسطة القبول .
في حالة تعرض المستفيد لعرقلة في المجال الجمركي كعدم امتالكه لإلجراءات الضرورية . -
في حالة إرسال البضاعة بطريقة أخرى غير بحرية أي عدم إرسال البضاعة في السفينة في هذه الحالة يلعب -
دور المرسل إليه.
ال يحتمل البنك أية مسؤولية ناتجة عن تأخر وصول المستندات . -
يتولى البنك فحص الورقة التجارية و التأكد من شكلها و شرعيتها و ال يتحمل أي مسؤولية بخصوص التوقيع -
.
ظهرت العديد من تقنيات التمويل المتوسطة وطويلة األجل المستخدمة في التجارة الدولية وسنتعرض في
ه ذا المج ال إلى تمويل الص فقات الجزافي ة ،االئتم ان االيج اري ،ش راء أو خصم ال ديون ، Factoringق رص
المورد ،قرض المشتري وقروض المشاركة .
المبحث األول :شراء سندات التصدير ( تمويل الصفقات الجزافية ) for fasting
-1تعريفها :
تعت بر ه ذه التقنية أداة من أدوات تمويل التج ارة الخارجية وتتمثل في بيع س ندات إذنية أو كمبي االت bills
ذات اس تحقاقات آجلة إلى أحد البن وك أو ال بيوت المالية أو مؤسس ات التمويل المتخصصة of exchange
للحصول على تمويل نقدي فوري .
وتنشأ هذه االلتزامات المالية نتيجة قيام أحد المصدرين ببيع سلع رأسمالية إلى مستورد في بلد آخر وتكون
مقبولة من ه ذا األخ ير ،ف إذا رغب المص در في الحص ول على تمويل ف وري مقابل س ندات ال دين ال تي تك ون في
حوزته فإنه يقوم ببيعها إلى أحد البنوك أو مؤسسات التمويل المتخصصة دون حق الرجوع على البائع ،ويتم ذلك
ب أن يس لم المص در الس ندات أو الكمبي االت المباعة وال تي تس تحق خالل ف ترة زمنية تمتد إلى خمس س نوات من
108
ت اريخ الص فقة إلى مش تري ال دين مقابل الحص ول على قيمتها ف ورا مخص وما منها نس بة مئوية مق دما ثمن الم دة
بأكملها ،على أن يتحمل مشتري الدين مخاطر الصفقة ومسؤولية التحصيل .
ويطلب مشتري الدين خطاب ضمان مصرفي غير مشروط وغير قابل لإللغاء من أحد البنوك المؤهلة
للتعامل دوليا في بلد المستورد ،ويكون عادة هو نفس بنك المستورد .
وه ذا الض مان هو مس تند مس تقل عن األوراق التجارية محل الص فقة ،وقد يطلب من مش تري ال دين
إض افة كفالة البنك لألوراق التجارية المباعة ب أن يضيف إليها عبارة per avalوهي عب ارة عن وعد بالدفع غير
مشروط وغير قابل لإللغاء ،وتسجل مباشرة على األوراق التجارية .
وبالت الي ف إن التمويل الج زافي هو ش راء دي ون ناش ئة عن ص ادرات الس لع والخ دمات وهو ن وع من
الق روض متوس طة األجل ،وتك ون فائ دة ه ذه الق روض مرتفعة نس بيا وذلك لمواجهة األخط ار ال تي يتحملها
المش تري ال ذي يحل محل المص در ،ويفقد المش تري ه ذا الن وع من ال ديون كل حق في متابعة المص در أو
األشخاص الذين قاموا بالتوقيع على هذه الورقة أو مالك هذا الدين .
مثال :
تقوم شركة بتصنيع األجهزة اإللكترونية األلمانية ببيع هواتف نقالة إلى شركة جزائرية على أقساط نصف
سنوية لمدة ست سنوات مقابل سندات إذنية تحصل عليها الشركة المستوردة ،وتكون مضمونة من البنك التجاري
الذي تتعامل معه ،وقد يضاف إليها كفالة من البنك المركزي الجزائري ،وعندما تستلم الشركة األلمانية السندات
اإلذنية بالشروط المتفق عليها فقد ترغب في تسبيل قيمتها أي الحصول على قيمتها فورا من أحد البنوك أو إحدى
مؤسسات التمويل فيمكنها أن تبيعها إلى إحدى هذه المؤسسات مقابل خصم نسبة معينة من قيمة هذه السندات وبعد
أن تض يف إليها عب ارة without recourseأي ب دون حق الرج وع على الش ركة األلمانية في حالة نشل الجهة
الممولة في تحصيل هذه السندات ،والشكل التالي الموضح أسفله يبين عملية تمويل الصفقات الجزافية.
جهة التمويل
109
عقد بيع السلعة الرأسمالية بين المصدر والمستورد . ()1
تسليم السلعة المباعة من المصدر إلى المستورد . ()2
تسليم السندات االذنية لبنك المستورد ثم للمصدر . ()3
عقد الصفقة الجزائية بين المصدر وجهة التمويل for foiter ()4
تسليم السندات االذنية لجهة التمويل . ()5
سداد قيمة السندات للمصدر مخصوما منها نسبة معينة . ()6
تقديم السندات االذنية لبنك المستورد لتحصيلها عند االستحقاق للمستورد . ()7
سداد قيمة السندات في تواريخ االستحقاق . ()8
110
عدم رغبتهم في ذلك .
ب -مخاطر التحويل :وتتمثل في عدم قدرة أو رغبة المدين أو الضامن أو السلطات النقدية في
بلد المستورد في تحويل قيمة السندات المباعة بالعملة المتفق عليها إلى مشتري الدين وتسمى هذه
المخاطر السياسية المتعلقة بسياسة البلد االقتصادية .
ح -مخ اطر العملة :يواجه مش تري ال دين خطر الس داد لعمالت تختلف عن عملة المص در ،إذ ي ؤدي
تقلب قيمة أسعار الصرف إلى التأثير في قيمة الصفقة كاملة عندما يتم تحويل القيمة إلى عملة المصدر مما يؤدي
إلى إلحاق خسارة محققة لمشتري الدين ،ولذلك يتعين على مشتري الدين – قبل أن يعطي للمصدر التزاما نهائيا
بالشراء – أن يحصل على المعلومات التالية :
-ن وع العملة المس تخدمة في ص فقة ال بيع وع ادة ما تك ون ال دوالر األم ريكي أو بعمالت األورو وقيمة
مستندات المديونية المطلوب تمويلها ،ومدة التمويل .
-البلد المصدر ومدى استقرار األحوال والظروف السياسية واالقتصادية فيه .
-اسم المستورد وبلده .
-اسم الضامن وبلده .
-أدوات الدين المطلوب تمويلها ( سندات إذنية – كمبياالت ...إلخ ).
-نوع الضمان المقدم ( كفالة مصرفية مستقلة – ضمانة إضافية ).
-جدول السداد ( قيمة السندات الصادرة وتاريخ استحقاق كل منها ) .
-نوع البضاعة المصدرة إلى المستورد .
-تاريخ تسليم مستندات شحن البضاعة .
-التأكيد من وجود التصاريح والموافقات الالزمة ( تصريح االستيراد والموافقات النقدية ...إلخ).
-مكان سداد السندات اإلذنية أو الكمبياالت .
-التأكد من صحة التوقيعات على السندات ،وقد يلجأ المصدر إلى البنك للتصديق على صحة التوقيعات
على السندات ..
ويك ون االتف اق بين المص در وجهة التمويل على ش راء س ندات ال دين ملزما لكال الط رفين حيث يك ون
المص در ملزما بتس ليم مس تندات ال دين إلى جهة التمويل ،كما أن جهة التمويل تك ون هي ملزمة بش راء ه ذه
المس تندات بنس بة خصم متفق عليها ،وعن دما يتم تق ديم مس تندات ال دين ف إن مش تري ال دين يك ون متحمال لكل
المخاطر ،وال يمكنه الرجوع على المصدر .
– -4المزايا المكتسبة للمصدر من عمليات الصفقات الجزافية :
هناك عدة مزايا تتحقق للمصدر وهي :
-يدخل تمويل الصفقات الجزافية في بند االلتزامات العرضية continent liabilitiesولهذا فال تظهر
في ميزانية المصدر ،ومن ثم تزداد قدرة المصدر على االقتراض من البنوك .
111
-يس تطيع المص در أن ي بيع ٪100من الس ندات اإلذنية إلى جهة التمويل ب دون حق الرج وع عليه ،
ويتحصل على تمويل متوسط األجل دون اللجوء إلى االقتراض المصرفي .
-تكون أسعار الفائدة ثابتة مثل سندات األورو .
-ال يتحمل المصدر مخاطر تقلبات أسعار الصرف ألن هذه المخاطر تتحملها البنوك .
-يستطيع المصدر أن يتحصل على م ورد م الي س ريع ببساطة ب دون تعقي دات التوثيق القانوني ومش اكل ناجمة
عن إدارة االئتم ان ومش اكل التحص يل ألن المس تندات المطلوبة تتمثل فقط في س ندات إذنية أو كمبي االت يتم
خصمها .
-5تكلفة الصفقات الجزافية :
تشمل تكلفة الصفقات الجزافية عدة بنود مختلفة وهي :
-تغطية المخ اطر التجارية ويتحملها المس تورد وح ده ال ذي يجب عليه أن يتحصل على خط اب مص رفي أو على
كفالة مصرفية وسداد تكلفة إصدارها .
-تغطية المخ اطر السياس ية ومخ اطر التمويل تتح دد تكلفة تغطية ه ذه المخ اطر حسب أح وال الس وق في بلد
المستورد وتتراوح نسبتها بين ٪ 0.5و . ٪4
-يتحمل المص در تكلفة التمويل ال تي تتوقف على األس عار الس ائدة في س وق عمالت األورو ،وتح دد جهة
التمويل نسبة الخصم حسب أسعار الصرف اآلجلة في سوق عمالت األورو للعملة المستعملة واآلجال المحددة.
-تحصل جهة التمويل على نسبة تقدر بحوالي ٪0.5سنويا لتغطية المصاريف اإلرادية األخرى.
مثال :على كيفية احتساب نسبة الخصم :
نف ترض أن قيمة الص فقة تبلغ مليون ( ) 1000000دوالر وأن ج دول السداد الص ادر به س ندات إذنية مدته
خمس سنوات يستحق كل سند منها كل ستة شهور ( أي 10سنوات ) وأن نسبة الخصم تبلغ .٪8
ومن ثم تحسب نسبة الخصم على الرصيد المتناقص كما يلي :
قيمة الخصم بنسبة ٪8على الرصيد قيمة األقساط بالدوالر
المتناقص كل ستة شهور
*40000ـ 8000 100.000
** 36.000 100.000
32.000ـ 16000 100.000
28.000 100.000
24.000ـ24000 100.000
20.000 100.000
16.000ـ 32000 100.000
12.000 100.000
8000ـ 40000 100.000
4000 100.000
ـــــــــ ــــــ
112
220.000 100.000
الطرف الثالث
الفاكتور
114
()5 ( )6 () 4 ( )3
()1
الطرف الثاني () 2 الطرف األول
المستـ ــورد المص ـ ــدر
ي بيع المص در منتجا اس تهالكيا معينا إلى الم ورد وإ رس ال الفوات ير إلى الف اكتور وليس إلى ()1
المشتري .
يوقع المستورد على سندات دين بقيمة المنتج المباع وإ رسالها إلى المصدر. ()2
يقوم المصدر ببيع حسابات القبض إلى الفاكتور. ()3
يمنح الفاكتور المصدر نسبة معينة من قيمة حسابات القبض تصل إلى ٪80إلى البائع . ()4
يق وم الف اكتور بإش عار الم دين مطالبا إي اه بس داد س ندات ال دين إليه في ت اريخ االس تحقاق ويحصل ()5
٪100من قيمة الفاتورة .
يقوم المستورد بتسديد قيمة سندات الدين في تواريخ استحقاقها. ()6
مثال :
لنف ترض أن ش ركة الن ور قد ب اعت منتجاتها لعمالء مختلفين باألجل ،وأنها ب اعت خمسة حس ابات من
حس ابات م دينيها إلى ش ركة مالية ف اكتورينج ،وأن ه ذه الحس ابات جميعها تس تحق خالل ش هر أكت وبر حسب
الجدول التالي :
تاريخ التحصيل المبلغ بالدوالر حسابات المدينين
20أكتوبر 100.000 أ
28أكتوبر 4.000 ب
29أكتوبر 50.000 ج
لم يتم التحصيل 8.000 د
30أكتوبر 12.000 هـ
ويتبين لنا أن الفاكتور قد تلقى في 30أكتوبر مدفوعات لحسابات ( أ ) و ( ب ) و ( ج ) و ( هـ) وبما أنه
س بق له الحص ول على نس بة الخصم المح ددة له من كل حس اب من الحس ابات الم ذكورة فإنه ي ودع في ت اريخ
تحصيل هذه الحسابات صافي المبالغ في حساب الشركة .
115
وفي 30أكت وبر ف إن الف اكتور عليه أن يض يف مبلغ 8000دوالر إلى حس اب الش ركة والمس تحق على
الحس اب ( د ) مخص وما منه عمولة الفاكتورينج ح تى ولو لم يسدد ه ذه المبلغ في ت اريخ اس تحقاقه ،فإذا لم يسدد
هذا المبلغ على اإلطالق فإن الفاكتور يتحمل هذه الخسارة .
-3عقد الفاكتورينج :
يب دأ طلب خ دمات الف اكتورينج بتحرير اس تمارة من المنتج أو المص در تتض من بعض البيان ات ال تي ت بين
نشاطه ورقم أعماله ،مع توضيح نوع الخدمة التي يطلبها .
ويتق دم بها إلى الف اكتور ( مص رفا أو مؤسسة مالية ) مرفقا بها آخر ثالثة تق ارير مالية س نوية ،وقائمة
بأس ماء العمالء ال دائمين وعن اوينهم والبن وك ال تي يتع املون معها ومتوسط الفوات ير المعلقة ،وتس تطيع المؤسسة
الفاكتور أن تقرر نوع الخدمة التي يمكنها تقديمها للعميل بعد التدقيق في كل المعلومات .
وبعد الفحص فإذا اتضح أن مديني العميل لهم سجل وسمعة جيدة في التسديد ،فإن الفاكتور
( المؤسس ة) يمكنه أن يع رض كافة خ دمات الف اكتورينج أو بعض ها أو أن يقبل الفوات ير الخاصة بم ديني
العميل في دول معينة فقط أو في مجال معين من الصناعات دون غيرها .
و للفاكتور الحق في استبعاد المدينين الذين ال يتمتعون بجدارة ائتمانية أو عمالت غير مستقرة.
116
المدين للبنك الممول هو المصدر أو البائع الم دين للف اكتور يص بح هو 4
المس تورد األجن بي ( المش تري) وليس
المصدر
اطر التجارية در كل المخ يتحمل المص اطر اكتور المخ يتحمل الف 5
ابات القبض والتحويل وتغيير سعر الصرف وتقتصر مهمة البنك التجارية المتعلقة بحس
المش تراة ،وال يتحمل ع ادة المخ اطر على وضع حد ائتماني للمصدر
الناتجة عن التمويل وسعر الصرف
دارة االئتمانية ؤولية متابعة الج تقع مس تقع مس ؤولية المتابعة االئتمانية 6
للمدينين وتحصيل الديون على عاتق المقترض وتحصيل الديون على عاتق الفاكتور
( المصدر )
ليس من الضروري وجود احتياطي نقدي من الض روري وج ود احتي اطي 7
نقدي
تبقى الحس ابات في ملكية المق ترض ،ويمنح تتح ول ملكية الحس ابات إلى 8
الف اكتور ويمنح ه ذا التمويل للتج ار ه ذا التمويل للتج ار ذوي النش اط المح دود ومن أجل
ذوي أرق ام األعم ال الكب يرة ،ولكنه التمويل فقط
يختلف التمويل حسب الغ رض من ن وع
اطر الخدمة ( تمويل – تحمل مخ
تجارية – خ دمات تحص يل – إع داد
إحصائيات ...إلخ)
اب دة على الحس تتمثل التكلفة في الفائ افة إلى تكلفة التمويل باإلض 9
عمولة الخدمة المطلوبة ،وهي تزيد الج اري باإلض افة إلى العم والت المعت ادة وهي
تنخفض عن تكلفة الفاكتورينج عادة عن تكاليف القبض
من عناصر ابات القبض ض تظهر حس ال يظهر من حس اب القبض في 1
عناصر ميزانية المص در ألنه يعت بر أنه ميزانية المقترض. 0
ب اع س لعته نق دا بعد أن قبض قيمة
السندات التي باعها للفاكتور
-2أما مقارنة خدمة الفاكتورينج مع شراء مستندات التصدير فتكون كما يلي :
117
شراء مستندات التصدير فاكتور التصدير المقار
Forfeiting factoring نة
أداة من أدوات تمويل التج ارة يتض من أداة من أدوات تمويل التج ارة أوجه
يتض من بيع س ندات ال دين ناتجة عن بيع س ندات ال دين ناتجة عن تص دير بض اعة من التشابه
اعة من المنتج إلى المنتج إلى المص در إلى أحد ال بيوت المالية أو دير بض تص
المص در إلى أحد ال بيوت المالية أو البنوك لتوفير السيولة النقدية
البنوك لتوفير السيولة النقدية
-تس تخدم لتمويل تص دير الس لع -يس تخدم الف اكتوينج لتمويل أوجد
صادرات السلع االستهالكية ولفترات الرأس مالية ولف ترات ائتم ان ت تراوح إلى خمس االختالف
ائتم ان ت تراوح بين 90إلى 180سنوات وأكثر .
-تتحمل جهة التمويل هذه المخاطر. يوما .
-ال يغطى ع ادة مخ اطر
التمويل والمخاطر السياسية.
مثال : 02مصنع إلنتاج نظارات قام ببيع بعض حسابات القبض إلى مؤسسة فاكتور إال أن هذا األخير
ق ام باحتج از ما نس بته ٪8كاحتي اطي من قيمة ه ذه الحس ابات وك انت عمولة الف اكتورينج ٪2ونس بة الفائ دة
118
٪1شهريا ( أي ٪12سنويا ) فإذا افترضنا أن قيمة الحسابات المباعة 100.000دوالر وأنها تستحق خالل 30
يوما ،فإنه يتم احتساب قيمة الدفعة النقدية كما يلي :
100.000دوالر القيمة الدفترية للحسابات
8000دوالر ناقص احتياطي ٪8
2000دوالر ناقص عمولة فاكتورينج
ـ
90000دوالر
900دوالر ناقص فائدة على الدفعة النقدية (٪1شهريا)
ـ
89100دوالر قيمة الدفعة النقدية التي فورا
ويتوقع المص نع بعد أن دخل في حس ابه في البداية مبلغ 89100دوالر أن يس تلم مبلغ 8000دوالر
( مبلغ االحتياطي ) عقب تحصيل سندات الدين بواسطة مؤسسة الفاكتور.
119
المشتري ( المؤجر ( )C
عق ــد البنك مؤسسة التأجير
بيــع سدد ثمن سدد أقساط عقد
األصل نقدا اإليجار تأجير
تمويلي
120
-3تأجير تمويلي خدمي :يقوم المؤجر بتوفير التمويل وخدمات الصيانة مقابل الحصول على مدفوعات
دورية يدفعها المستأجر .
/3البيع وإ عادة التأجير :
عندما تتفق مؤسسة مع أحد البنوك على بيع أحد أصولها التي تملكها إلى البنوك ،على أن يقوم هذا األخير
بإع ادة ت أجير ه ذا األصل م رة أخ رى للمؤسسة ،واله دف من ذلك هو حص ول المؤسسة على قيمة األصل
الس تثماره في مج ال آخر ،ويتحقق لها االنتف اع باألصل خالل ف ترة الت أجير ،وفي المقابل تتخلى المؤسسة عن
ملكية األصل وتدفع إيجارا دوريا للبنك الذي أعاد تأجير األصل لها .
أما القيمة المتبقية لألصل بعد انته اء عقد الت أجير فإنها تك ون من حق البنك ،وع ادة ما تك ون دفع ات
اإليجار باإلضافة إلى القيمة المتبقية من األصل كافية لتغطية تكلفة شرائه باإلضافة إلى تحقيق عائد مناسب لذلك.
وفي حالة ال بيع وإ ع ادة الت أجير تتمتع المؤسسة البائعة بوف ورات ض ريبية ما ك انت تت اح لها لو أنها ظلت
مالكة لألصل.
ولفهم أك ثر نف ترض األصل المب اع وأعيد ت أجيره هو قطعة أرض عليها بن اء ،هنا يعت بر إيج ار األرض
والبن اء ض من المص اريف ال تي تخصم من اإلي رادات عند حس اب الض ريبة ،أما في حالة لو ظلت المؤسسة مالك
األصل فإنه س وف لن يحسب ض من المص اريف س وى قسط اهتالك المب نى أما األرض فهي ليست من األص ول
المس تهلكة ،ول ذلك فإنه في حالة ال بيع وإ ع ادة الت أجير تظهر المؤسسة وكأنها اس تهلكت قيمة األرض على ف ترة
تعادل الفترة التي يغطيها عقد اإليجار .
وال يختلف الت أجير التم ويلي عن حالة ال بيع وإ ع ادة الت أجير س وى أن الت أجير التم ويلي يتعلق بأص ول
رأس مالية جدي دة تش تري مباش رة من المنتج /الم ورد ،وليس من المؤسسة المس تأجرة ،ل ذلك فإنه ينظر إلى حالة
البيع وإ عادة التأجير على أنه حالة خاصة للتأجير التمويلي .
والصورة األعم لعمليات التأجير التمويلي هي عندما تعقد الصفقة محليا بمعنى أن المؤجر والمستأجر من
نفس الدولة ،غير أن التأجير قد يقع دوليا ،وخاصة بالنسبة للسلع الرأسمالية ويحدث ذلك إذا باع مص در في دولة
ما بعض المع دات ال تي ينتجها إلى ش ركة ت أجير في نفس الدولة ،وق امت ه ذه األخ يرة بت أجير ه ذه المع دات إلى
مستأجر أجنبي في دولة أخرى ،وفي هذه الحالة يشحن المنتج المعدات إلى المستأجر في الدولة األجنبية وتظل
تحت ملكية شركة التأجير خالل مدة العقد ،وغالبا ما يقوم المستأجر بشراء المعدات المؤجرة بسعر منخفض في
نهاية ف ترة الت أجير ،وبه ذا تعت بر عملية الت أجير كأنها عملية تص دير مع دات دامت ف ترة تس ديد قيمتها م دة عقد
اإليجار.
121
شركة التأجير سداد أقساط اإليجار
المحلية عند تأجير
عقـد سداد ثمن
بيـع شراء المعدات
دولة()A دولة ()B
شحن المعدات
المنتج المحلي المستأجر األجنبي
المصدر أخطار استالم المعدات المستورد
ويح دث الت أجير ال دولي في حالة الس لع الرأس مالية ال تي يمكن تس جيلها دوليا كما هو الح ال بالنس بة
للطائرات والبواخر التي تستأجرها بعض الدول من دول أخرى.
/4مزايا التأجير التمويلي :
ا -إعطاء صورة أفضل لميزانية المؤسسة :
إن األص ول المس تأجرة ال تظهر ض من عناصر األص ول في ميزانية المؤسسة وإ نما تظهر خ ارج
الميزانية ،وبالت الي لن تس جل اهتالكاتها في ج انب الخص وم ويقتصر األمر فقط على تس جيل قيمة م دفوعات
التأجير لهذه األصول كمصروف في حساب األرباح والخسائر ،ومن ثم تبدو ميزانية المؤسسة في وضع أفضل
فيما لو حص لت على ه ذه األص ول عن طريق الش راء ب أموال مقرضة أي بتحويل مص رفي ،وه ذا يعطي
المستأجر قدرة أكبر على االقتراض وذلك لتمويل أوجه إنفاق أخرى كأعمال التطوير والتسويق .
ب -استخدام الموارد الذاتية للمؤسسة لتمويل أوجه إنفاق أخرى :
يساهم أسلوب التأجير التمويلي في تجنب المشروعات العديد من المشاكل التي تنجم عن تجميد جانب كبير
من أموالها في ش راء احتياجاتها من األص ول الرأس مالية ،ومن ثم ف إن ه ذه األس لوب يعمل على توف ير األم وال
الذاتية وتوجيهها إلى أوجه إنفاق أخرى.
ج -الحد من تكلفة الضمانات :
تتلخص في إعف اء المس تأجر من تق ديم ض مانات مص رفية مكلفة على نحو ما هو متبع في حالة التمويل
المصرفي.
د -تحقيق المرونة في استخدام األصول :
تكتفي المؤسسة بدفع أقساط اإليجار طوال مدة االستئجار باإلضافة إلى أن أسلوب التأجير التمويلي يجنب
المؤسسة تحمل تكلفة األصل .
122
ه -تحقيق مزايا ضريبة للمستأجر :
إذا استأجرت مؤسسة األصول الرأسمالي بدال من تملكه فإنها يمكن أن تحقق وفرا ضريبيا إذا كانت فترة
اإليجار تقل عن العمر االفتراضي الذي يتم حساب قيمة قسط االهتالك على أساسه لغرض الضريبة.
-5تكلفة التأجير التمويلي :
تتك ون ه ذه التكلفة من ع دة عناصر هي قيمة اس تهالك األصل بالكامل مع س عر الفائ دة ،باإلض افة إلى
عالوة محددة للشركة المؤجرة لمواجهة المخاطر والمصاريف اإلدارية الطارئة ،وفي عمليات التأجير التمويلي
فإن حساب االهتالك يسدد كامال خالل مدة عقد اإليجار تحتسب الفائدة عادة
] [ 3٪ - 1٪زيادة عن سعر الفائدة المصرفي على القروض متوسطة األجل .
123
التجارية (الكمبي االت أو الس ندات الاذنية ) ال تي يحتفظ بها البنك ال ذي ق دم التموي ل ،ويتم ذلك عن طريق قي ام ه ذه
الهيئة بإرسال خطاب ضمان لهذا البنك وذلك مقابل توقيع عقد ضمان ضد المخاطر التي التجارية وغير التجارية
مع المصدر ،ويدفع المصدر بموجب هذا العقد عمولة ضمان للهيئة التي أخذت على عاتقها تأمين القرض.
:مزايا قرض المورد وعيوبه :لقرض المورد مزايا وعيوب نلخصها فيما يلي 4-
-1مزايا قرض المورد:
-يتيح للمورد الحصول على الدفع الفوري وذلك عند قيام بخصم الورقة التجارية الخاصة بهذه العملية .
-التأمين ات ال تي يتحصل عليها تحميه من جميع المخ اطر مهما ك انت طبيعتها ويعت بر ه ذا الن وع من القرض قليل
المخاطر ومضمون بنكيا.
-2عيوب قرض المورد :
124
-المورد يتحمل عبء الجزء غير المؤمن .
-في حالة النزاع يتحمل المورد العبء
دافيد م .شيني ،ترتيب ائتمانات للتصدير في منظمة التعاون الإقتصادي والتنمية ،مجلة التمويل والتنمية ,باريس ,سبتمبر )1 (
126
.1وضع حد أدنى وثابت ألسعار الفائدة تلتزم باتباعه دول منظمة التعاون بحيث ال تنخفض مستوى األمانة إلى
حد معين ،ويحدث تنسيق تلقائي بين أساليب دعم وائتمان الصادرات.
.2وضع حد أقصى آلج ال االس تحقاق أو ف ترة الس داد ،واختلفت ه ذه الف ترة وفق ا لمتوسط دخل الف رد في ال دول
المستوردة وفي كل األحوال يجب أال تزيد عن 10سنوات.
.3اقتص اد ال دعم الرس مي ال ذي تقدم ه الحكوم ات للص ادرات على الت أمين والض مان ضد المخ اطر العادية
وبشرط أال تطغى عمليات التمويل والضمان على أكثر من %85من قيمة صفقة التصدير ،وهو ما يعني أن
الدفعة النقدية التي يقدمها المستورد يجب أال تقل عن %15من قيمة الصفقة.
وك ان من نتيجة تص اعد أس عار الفائ دة على الق روض طويلة األجل في أس واق الم ال الدولية في بداية
الثمانين ات وال تي بلغت في بعض األحي ان % 15أن ارتفعت تك اليف ال دعم الرس مية لتمويل الص ادرات في دول
منظمة التع اون إلى نحو 7ملي ون دوالر ع ام ،1981ويرجع ذلك إلى أن أس عار الفائ دة المتفق عليها في ت رتيب
1978تراوحت بين % 8.75 – 7.5وقد نتج عن ذلك تعديل شروط الترتيب سنة 1983ليصبح أكثر مالئمة
للتغيرات التي تحدث على أسعار الفائدة في السوق ،ويتم تعديلها كل ستة ( )6أشهر.
وعلى ال رغم مما ح دث من مرونة ش روط ال ترتيب بين دول منظمة التع اون الإقتص ادي والتنمية إال أن
معظم الدول قد بدأت إتباع طرق أخرى للحصول على نصيب أكبر من السوق العالمية ,ومنها تمويل الصادرات
على أساس النظام المختلط للتمويل ،وقد سبق القول أن هذا النظام ينطوي على تمويل جزء من صفقة التصدير
على أس اس مس اعدات للتنمي ة ،والج زء اآلخر يتم تمويله اعتم ادا على ش روط ال ترتيب المتفق عليه بين دول
المنظمة وقد زاد اللجوء لهذا النظام بين معظم الدول المتقدمة اآلونة األخيرة.
127
والشكل التالي رقم ( : ) 18مراحل قرض المشتري :
المصدر
()1
المبحث السادس :القروض المشتركة ()Syndicated loans
تعتبر القروض (المشتركة) أداة تمويل للمقترضين الذين يحتاجون إلى قروض كبيرة الحجم باألورودوالر
وآلج ال تصل إلى خمس ( )5س نوات وقد تمتد أحيانا إلى 10س نوات ,كما يمكن أن تك ون ذات اجل قص ير (بين
شهر او شهرين على األكثر).
ويع رف الق رض المش ترك بأنه ق رض كب ير القيمة إذ ت تراوح قيمته بين بض عة العش رات من ماليين
مدحت صادق ،أدوات وتقنيات مصرفية ،دار غريب للطباعة والنشر والتوزيع ،القاهرة ،مصر ،2001 ,ص.79 : ()1
128
ال دوالرات إلى ما يتج اوز البلي ون دوالر ،ونظ را لض خامة قيمة ه ذه الق روض فإنه يش ترك في منحها مجمع
"كونسوريتوم" ( )Consrtiumمن البنوك الدولية والمؤسسات الدولية الكبرى من مختلف دول العالم ,ويساهم كل
منها بمبلغ معين في قيمة الق رض لتوف ير المبلغ المطل وب ال ذي قد تس تحيل عملية توف يره من بنك واحد فقط نظ را
لضخامة قيمة مبلغ القرض وكذلك توزيع مخاطر عدم السداد.
ويحقق س وق العمالت الدولية للمق ترض س رعة الحص ول على ق روض المش اركة خالل ف ترة قص يرة من
ال زمن بس بب خ برة الع املين في الس وق والس رعة( ,ويعت بر نوعا من الدعاية للعميل وللبن وك المقرضة له في
األسواق المالية الدولية).
-1أطراف التعامل في القروض المشتركة : Borrower
أ -المق ترض :ف المقترض إما أن يك ون من الش ركات الك برى أو حكومة أو إح دى الهيئ ات الدولية ويس عى
المقترض إلى تحقيق األهداف التالية:
-الحصول على القرض بالحجم المطلوب.
-تحقيق المرونة في الشروط المعروضة.
-الحصول على أقل تسعير ممكن للفوائد والعموالت على القرض.
-تكوين عالقات جيدة مع مجموعة البنوك المشاركة في تمويل القرض.
ب -مجموعة البنوك المقرضة :Lending Bank
يتكون كونسوريتوم البنوك من فئات مختلفة تتفاوت في األهمية حسب قيمة الشريحة التي تشارك بها في
القرض وتتكون هذه البنوك من:
ب -1-المدير الرئيسي:Lead Manager :
يعتبر في معظم األحيان وكيال عن المقرضين ( ،)Agent Bankولو أنه ليس بالضرورة أن يكون المدير
الرئيسي هو ال ذي يق وم ب دور البنك الوكي ل ،وقد يك ون هن اك أك ثر من بنك رئيسي واحد إذا ك انت قيمة الق رض
كبيرة وفي هذه الحالة يعقد اجتماع يضم جميع المديرين الرئيسيين الختيار واحد منهم كوكيل وآخر يكون مسؤوال
عن اإلجراءات الخاصة بالقرض وبنك ثالث إلعداد المستندات الخاصة بالقرض والمذكرة اإليضاحية وبنك رابع
مس ؤول عن الدعاية واإلعالن ,وبنك خ امس يت ولى مهمة إع داد ميزانية النفق ات ،ويل تزم الم دير الرئيسي بتمويل
الشريحة األكبر من القرض وضمان نجاح تسويقه بين مختلف البنوك العاملة في السوق.
ب -2-المدير :Manager
يطلق اسم الم دير على البنك إذا ك انت قيمة مس اهمته في الق رض أقل من تلك ال تي يس اهم بها الم دير
الرئيس ي ،وعليه الموافقة على مض مون الم ذكرة االعالمية والش روط ال تي ستتض منها ال دعوة ال تي س توجه إلى
سائر البنوك المشاركة.
والم ذكرة اإلعالمية تتض من التعريف ب المقترض ونش اطه وس جله االئتم اني وميزانياته والتقارير الس نوية
الخاصة بنش اطه وحس ابات األرب اح والخس ائر وتتض من الم ذكرة أيضا معلوم ات عن الدولة ال تي ينتمي إليها
المقترض ونظامها االقتصادي والمالي وسياستها النقدية ونظامها المصرفي.
129
ج -المدراء المساعدون :Co-manager
يحتل المدراء المساعدون المستوى الثالث في المجموعة اإلدارية للقرض وحصتهم اقل من حصة المدراء
الذين يعلونهم وأقل من طبقة المدراء الرئيسيين.
د -المشاركون العاديون :Ordinary Participants
تأتي هذه البنوك في مؤخرة المجموعة الإدارية للقرض ويأتي ترتيبها حسب نسبة مشاركتها في القرض.
هـ -الفئة الخاصة:
بمعنى أنها ال تعتبر من طبقة المديرين أو المديرين المساعدين أو المشاركين العاديين ،وإ نما تأتي مرتبتهم
في وثائق االعالن عن القرض في نفس مرتبة المديرين المساعدين أو بين هؤالء والمشاركين العاديين.
و -البنك الوكيل :Agent Bank
هو هم زة وصل بين المق ترض ومجموعة البن وك المقرضة ويب دأ دور الوكيل عند موعد التوقيع على
اتفاقية القرض ،ويعهد إليه بالمهام التالية:
-إعداد مستندات عقد القرض وكذلك إعداد المذكرة اإلعالمية.
-مراجعة كافة شروط عقد القرض قبل التوقيع عليه.
-إصدار اإلشعار بالسحب إلى البنوك المقرضة.
-احتساب سعر الفائدة.
-إعداد سجل يحتوي على تفاصيل اإلجراءات المتعقلة بالقرض.
-فحص التقارير السنوية والميزانيات المقدمة من المقترض.
-إعالم مجموعة البنوك المقرضة لكل المعلومات والبيانات عن المقرض.
المـدراء
المدراء المساعدون
130
يج ري تحديد مع دل الفائ دة على ق روض المش اركة بعد احتس اب س عر الليب ور بواس طة البن وك المرجع
وإ ضافة الهامش المتفق عليه إليه ،وتتراوح الفترات التي يحتسب منها معدل الفائدة بين 3شهور و 6شهور.
وقد يتغير سعر الليبور خالل فترة 3أو 6أشهر حسب تغير أوضاع العرض والطلب في سوق عمالت
األورو ،أما الهامش الذي يضاف إلى سعر الليبور فيكون بنسبة ثابتة طوال فترة حياة القرض ويتم احتساب معدل
الفائدة على القرض على أساس عدد األيام الفعلية التي انقضت على استخدام القرض كاآلتي:
131
عدد المدراء المساعدين 4:بنوك اكتتب كل منها بمبلغ 10ماليين دوالر (عمولة40 = 10 × 4 )%0,5 -
عدد المشاركين العاديين :بنكان اكتتب كل منها بمبلغ 5ماليين دوالر (عمولة10 = 5 × 2 )%0,25 -
132
لفترات معينة يتزامن استحقاقها مع تاريخ سداد المقترض للقسط المستحق.
مدحت صادق ،أدوات وتقنيات مصرفية ,مرجع سابق ،ص ص.92 – 91 : ()1
133
بال دوالر الموج ودة خ ارج الوالي ات المتح دة األمريكية والمودعة في البن وك الأوروبية ,وقد اتسع مض مون س وق
الأورودوالر ليشمل العمالت الدولية التي تودع في بن وك خ ارج حدود الدولة المصدرة له ذه العمالت ك أن يودع
الجنيه االسترليني والمارك األلماني في بنوك فرنسية أو سويسرية ...إلخ.
وعلى ال رغم من أن ال دوالر هو العملة المس يطرة في س وق عمالت األورو ف إن عملي ات س وق عمالت
األورو لم تقتصر على البن وك المتواج دة في أوروبا وح دها ،بل امت دت لتش مل البن وك اآلس يوية في س نغافورة
وهونغ كونغ وطوكيو وأطلق على هذا السوق "سوق الدوالر األسيوي" وقد امتدت إلى مراكز األوفشور الموجودة
في بعض ال دول مثل دولة البح رين ،ج زر الباهاماس وبرم ودا وكايم ان ايالند وبناما ويرجع الس بب في اس تعمال
أك ثر لفظ (س وق عمالت األورو) عليها هو أن ه ذه الس وق نش أت في البداية في أوروب ا ،وأن البن وك األوروبية
تلعب دورا رئيسيا في هذه السوق.
يعت بر ال دوالر األم ريكي بالنس بة لب اقي العمالت األجنبية عملة هامة تحتل مرك زا مرموقا ألس باب ع دة
أهمه ا :ثب ات قيمته نس بيا مما يجعل البن وك المركزية في الع الم حريصة على االحتف اظ به ض من احتياطاتها إلى
ج انب أن االقتص اد األم ريكي ال ذي يتخذ مرك زا قياديا في التج ارة الدولية قد جعل من ال دوالر وس يلة دفع نق دي
دولي ،وأصبح عملة دولية مقبولة لتنفيذ معظم الصفقات المالية التي تنجز في أسواق النقد العالمية ولهذا أصبحت
تتردد لدينا بعض المصطلحات في هذه األسواق مثل :سوق اليورودوالر ،سوق البترودوالر.
ولفهم أكثر حول تعريف ونشأة هذه األسواق سوف نتناول في هذا المبحث العناصر التالية:
-1تعريف أسواق العمالت الدولية.
-2نشأة العمالت الدولية.
-3تطور أسواق العمالت الدولية.
-1تعريف أسواق العمالت الدولية :
لقد استمدت هذا السوق تسميتها بهذا المصطلح عندما بدأت البنوك األوروبية تفتح لعمالئها حسابات ودائع
ألجل بالدوالر وتلتزم برد هذه الودائع عندما يحين أجلها للسداد بالدوالر وهذه الطريقة تخالف العرف السائد لدى
البنوك التجارية والقاضي برد الودائع بالعمالت المحلية.
ولكن ما يج رى ويحصل في ال وقت الحاضر في األس واق األوروبية قلل من دور الي ورودوالر وداللته
وخاصة بعد أن قامت البنوك األوروبية بتعميم تجربتها على البنوك التجارية األخرى في معظم أنحاء العالم ,كما
أن األمر أص بح مختلفا حيث لم يقتصر دور البن وك األوروبية على قب ول الودائع بال دوالر فقط بل ذهبت إلى أبعد
من ذلك بقبول ودائع بعمالت أجنبية رئيسية كالمارك األلماني والفرنك السويسري.
ول ذلك اق ترح لتس ميتها بـ " "Eurodevisesوهي عب ارة عن ودائع بنكية بعمالت تختلف عن عملة البلد
الذي يوجد فيه البنك وهناك شرطان أساسيان ألن تكون الوديعة أوروبية (دولية) وهما:
الش رط األول :المؤسسة ال تي تقبل الوديعة يجب عليها أن تك ون بنكا تجاريا والم ودع يمكن أن يك ون بنكا آخر أو
134
أي شخص أو مؤسسة أخرى غير بنكية.
الشرط الثاني :أن يكون البنك في مكان خارج البلد الذي تحمل الوديعة عملته وتسمى البنوك التي تقبل وتقرض
()1
عمالت أوروبية بالبنوك األوروبية.
ومن هنا أصبحت سوق العمالت األوروبية تعني في الوقت الحاضر مجموعة أو شبكة كاملة من العمليات
النقدية والمالية ذات الط ابع ال دولي ,ك ذلك ف إن األط راف المتعاملة في ه ذه الس وق لم تعد هي البن وك التجارية
وحدها بل ش ملت البنوك المركزية ,والمؤسسات المالية الدولية ،والمشروعات دولية النشاط والسلطات والهيئات
()2
العامة في مختلف الدول.
-2نشأة أسواق العمالت الدولية :
نش أت ه ذه األس واق في أواخر الخمس ينيات وبالتحديد في ع ام 1958عن دما وافقت المص ارف البريطانية
على التعامل بودائع ال دوالرات ال تي بحوزتها خاصة بعد تك دس ف ائض كب ير من ال دوالرات األمريكية ل ديها ,فقد
س اعد العجز في م يزان الم دفوعات األم ريكي على انس ياب كمي ات ض خمة من ال دوالرات إلى خ ارج الوالي ات
المتحدة األمريكية بعيدة عن سيطرة السلطات النقدية األمريكية عليها.
والس بب في نش وء ه ذا العجز يرجع إلى التوسع في بن اء القواعد العس كرية في أنح اء الع الم ،وب رامج
المس اعدات لل دول النامية الحليفة ألمريك ا ،والح رب الكورية ,وبع دها الح رب الفيتنامية ,كما أن ج زءا هاما من
العجز ظهر في حس اب رأس الم ال ض من م يزان الم دفوعات األم ريكي بس بب اتج اه رؤوس األم وال األمريكية
إلى االستثمار في الخارج ,كما أن عامل قبول الدوالر كعملة احتياطية دولية موثوق بها ،إضافة إلى انعدام القيود
على التح ويالت الخارجية قد س اعد كث يرا على نش وء ه ذه األس واق وتوسع نش اطها وبالدرجة األولى س وق
الي ورودوالر وخصوصا بعد زي ادة العائ دات النفطية ونش وء ما س مي بال دوالرات النفطية "ب ترودوالر" ال تي تمثل
هي األخرى نوعا من الدوالرات التي تقع خارج دائرة التأثير الفعلي للواليات المتحدة األمريكية الدولة المصدرة
لهذه الدوالرات.
ونتيجة لوج ود أم وال س ائلة خ ارج س يطرة الس لطات النقدية المحلية ألية دول ة ،فقد أص بحت محاوالتها
لتحقيق استقرار في اقتصادياتها الداخلية غير فاعلة نظرا لتسرب الدوالرات إليها من خالل أسواق العمالت هذه
وبس بب ذلك اتخ ذت الس لطات النقدية األمريكية نفس ها بعض الترتيب ات قصد منها الحد من ت دفق رؤوس األم وال
األمريكية إلى الخ ارج ،حيث ق ام البنك االحتي اطي الفي ديرالي بتحديد أقصى س عر للفائ دة ال تي يمكن للمص ارف
()3
األمريكية أن تدفعه على الودائع.
وبما أن سعر الفائدة على الدوالر األوروبي كان أعلى من سعر الفائدة الذي حدد في أمريكا ,فقد أصبحت
أس واق األورودوالر أك ثر جاذبية بالنس بة للودائع األمريكية كما حف زت المص ارف األمريكية على االق تراض من
جمال جويدان الجمل ،األسواق المالية والنقدية ،دار الصفاء للنشر والتوزيع ,عمان ,2002 ,ص ص.68- 67 : ()1
زينب حسين عوض اهلل ،االقتصاد الدولي ،دار الجامعة الجديدة للنشر ،االسكندرية ،1999 ،ص.274 : ()2
هيثم صاحب عجام ،التمويل الدولي ،دار الكندي ،األردن ،2002 ،ص .104 ()3
135
هذه األسواق لتعويض الودائع التي سحبت منها.
ورغم أن س وق ال دوالرات األوروبية قد ق امت بتوف ير الس يولة النقدية لمختلف دول الع الم الرأس مالي
واالشتراكي والمتخلف إالّ أن متابعة التركيب الهيكلي للديون المستحقة للمصارف العاملة في هذه السوق يوضح
أن ثمة ترك يزا واض حا له ذه ال ديون من حيث توزيعها الجغ رافي تمثل في بضع دول بنس بة %70من إجم الي
الحق وق الخارجية لتلك المص ارف وذلك في س نة 1983ومعظم ه ذه ال ديون مس تحق لبن وك خاصة أمريكية أو
()1
لبنوك ذات أصل أمريكي.
-3عوامل تطور أسواق العمالت الدولية :
-1التحويل الحر للعمالت:
بتحول معظم دول أوروبا من نظم الرقابة على الصرف إلى نظام التحويل الحر للعمالت في أواخر سنة 1958
أصبح في االمكان إجراء عمليات تبادل الصرف األجنبي في األسواق النقدية المختلفة بدون قيود.
-2عجز ميزان المدفوعات األمريكي:
لقد ساهم العجز الكبير لميزان المدفوعات األمريكي خالل فترة الستينات في نمو السوق بدرجة كبيرة نتيجة توافر
ال دوالر في أوروبا بعد أن أص بح في االمك ان إيداعه ل دى البن وك خ ارج الوالي ات المتح دة األمريكية مقابل
الحصول على فائدة.
-3تعليمة :θ Régulation
سعت البنوك وعمالؤها إلى تجنب القيود التي تضعها السلطات النقدية الوطنية والتي ترفع من تكلفة االئتمان أو
تضع حدا للفوائد على الودائع ,ولهذا لجأت إلى سوق الدوالر األوروبي ومن أهم القيود المفروضة هي تلك التي
وض عها بنك االحتي اط الفي درالي األم ريكي (البنك المرك زي األم ريكي) وال تي تس مى تعليمة θوال تي تح دد الحد
األعلى لس عر الفائ دة المدفوعة على الودائع ألجل بال دوالر وك ان س عر الفائ دة مت دنيا ,وك انت س وق األورودوالر
ت دفع س عر فائ دة أعلى للودائع بما في ذلك الفوائد على الحس ابات الجاري ة ،وبإمك ان ه ذه الس وق أن تق رض بس عر
فائدة أقل من ذلك الذي تتقاضاه البنوك األمريكية ،وفي نفس الوقت تحقق عائدا مقبوال ،وفي إمكان البنوك اليورو
عمالت أن تمارس نشاطها بهوامش ربح أفضل من تلك التي تعمل بها البنوك المحلية لألسباب التالية:
-1عدم االلتزام بإيداع نسبة من الودائع لديها كاحتياطي قانوني لدى البنك المركزي مثل سائر البنوك التجارية
المحلية ولتوضيح ذلك نفترض أن نسبة االحتياطي القانوني %10فإن البنك المحلي تحتفظ في الواقع بنسبة
%90فقط من قيمة الوديعة ,في حين أنه ي دفع فائ دة للم ودع عن كامل قيمة الوديع ة ،ف إذا افترض نا أن س عر
الفائدة هو %15فإن تكلفة األرصدة بالنسبة للبنك تساوي:
76.61
% = %
51 = سعـر الفـائدة
01.0 -
1 -االحتياطي القانوني
1
أي أن تكلفة األرصدة لمبلغ االحتياطي القانوني تساوي .% 1.67
136
-2عدم تحمل بنوك األورو عمالت مصاريف التأمين على الودائع.
-3عدم وجود ضرائب تفرض على بنوك األوروعمالت.
-4غياب القيود المفروضة على السلطات النقدية بعدم تجاوز حد أعلى لسعر الفائدة على الودائع.
-5غياب القيود التي يصدرها اتحاد البنوك في الدولة للبنوك لاللتزام بالحدود القصوى للعموالت التي تتقاض اها
البنوك من عمالئها.
-6ع دم وج ود ال تزام على بن وك الأوروعمالت بتخص يص ج انب من محفظته االئتمانية للق روض التفض يلية
ومنها الق روض المقدمة للفالحين ال تي تتم يز بس عر فائ دة منخفض ويوضح الش كل الت الي الف رق بين أس عار
الفائدة في األسواق المحلية وسوق األورودوالر.
شكل رقم ( : )20الفرق بين أسعار الفائدة في األسواق المحلية وسوق األورو دوالر
األورو دوالر
عرض الودائع في بنك األورو عرض الودائع في بنك المحلي
الفائدة على اإلقراض في السوق المحلية
هامش فائدة هامش فائدة
الفائدة على االقراض في بنوك األورو
بنك األورو البنك المحلي
األوروفي الس وق
نظيرتها ال تي يتقاض اها البنك المحلي ،أما الفائ دة على الودائع في الي ورو بنك فإنها تزيد عن
الفائدة على الودائع في بنوك
الفائدة على الودائع في السوق المحلية الطلب على الطلب على
القروض في بنك المحلية.القروض في البنك النقدية
األورو المحلي
عمالت األورو عن دما اتخ ذت إج راءات
0
-4س اهمت بل دان أخ رى قبل ألماني ا ,سويس را والياب ان في تط ور س وق
حجم سوق األورودوالر حجم سوق االئتمان المحلي
للحيلولة دون ت دفق نقد رؤوس األم وال إلى أس واقها لالس تثمار فيها وذلك بتحويلها إلى األس واق النقدية الخارجية
أي أسواق اليوروعمالت.
-5الفوائض المالية للبلدان المصدرة للنفط:
نتج عن مضاعفة سعر البترول عقب حرب أكتوبر 1973فوائض مالية كبيرة والتي حصلت عليها الدول
األعض اء في منظمة ال دول المص درة للب ترول وقد ع رفت ه ذه الف وائض ب البترودوالر أو ال دوالرات البترولية (
،)Petro-Dollarsفق امت بإي داعها في البن وك األوروبية خاصة وك ان يطلق على أس اليب اس تثمار ه ذه الودائع
تعبير تدوير الدخول النفطية.
137
المبحث الثاني اسواق اليورو()EURO MARKET
وهناك نموذجان من اليورو أسواق األول بشكل السوق النقدية الدولية والثاني يشكل جزءا من السوق المالية
()1
الدولية.
عمالت اليورو )Euro–Devises( :وقروض اليورو ( )Euro-Creditsويجب التطرق إلى اليورو دوالر وباقي
عمالت اليورو األخرى.
-1الي وروعمالت :يش كل الي ورو–دوالر الج زء األهم من عمالت الي ورو ،أما الي ورو عمالت األخ رى تختلف
فيما بينها من حيث أهميتها:
أ -اليورو -دوالر( :األورو دوالر) :المبالغ باليورو الدوالر هي ودائع مصرفية محررة بالدوالر ومودعة لدى
مص رف يوجد خ ارج الوالي ات المتح دة األمريكية ويمكن تعريف ه ذه المب الغ على أنها التزام ات بن ك-الي ورو
بال دوالر ,والي ورو دوالر هو موض وع س لف وق روض في س وق يت ألف وس طاؤه من البن وك الموج ودة خ ارج
الوالي ات المتح دة األمريكية أما البن وك ال تي تش ارك في س وق الي ورودوالر فتع رف بمص ارف الي وروEuro( :
)Banquesويقصد ب ذلك المص ارف التجارية األوروبية الك برى وف روع البن وك األمريكية ال تي تخصص ج زءا
من نشاطها لعقد سلف أو قروض اليورودوالر.
الخصائص الرئيسية للمبالغ باليورودوالر:
المبالغ باليورودوالر هي أصول بالنقد الكتابي ،وال تأخذ أبدا شكل األوراق النقدية. -
المبالغ باليورودوالر تدار خارج الواليات المتحدة األمريكية ،وال يعتبر الدوالر كـ"يورودوالر" إال إذا ظهر -
في ميزانية البن وك غ ير الموج ودة في الوالي ات المتح دة األمريكي ة ,ه ذا ويفقد الي ورودوالر طبيعته (أي ال
يصبح معتبرا ليورو-دوالر) إذا استخدام في مدفوعات (تسديدات) داخل الواليات المتحدة األمريكية.
سوق اليورو دوالر هي سوق العمليات الضخمة ،وتتجاوز مبالغ العمليات عادة المليون دوالر كما أن أحد -
طرفي هذه العمليات هو غالبا ما يكون دولة أو مشروعات كبيرة والتي تبدو مخاطر إقراضها متدنية.
س وق الي ورو-دوالر هي س وق دولية وتتح دد مع دالت الفائ دة اعتم ادا على طلب وع رض الي ورودوالر -
وبمعزل عن معدالت الفائدة المحلية.
ب -اليوروعمالت األخرى:
هي مجموع األصول النقدية التي تدار خارج منطقة تداولها القانوني تسمى يوروعمالت ،ولذلك فالتسمية
حسب الي ورودوالر ،ف إن األص ول ب العمالت القابلة للتحويل والموض وعة بتص رف المؤسس ات المالية الموج ودة
وسام مالك ,الظواهر النقدية على المستوى الدولي ,دار المنهل اللبناني ،لبنان ,ص.526 : ()1
138
خارج منطقة التداول القانوني لهذه العمالت ،تعرف باليورومارك ،يوروفرنك سويسري ،يورو-جنيه استرليني،
يوروفرنك فرنسي ...إلخ ,ومجم وع األص ول النقدية ال تي ت دار خ ارج منطقة ت داولها الق انوني تس مى
بي وروعمالت ,وتمثل المب الغ ب اليورو دوالر أك ثر من ( )4/3ثالثة أرب اع المب الغ اإلجمالية ب اليورو عمالت،
والمص طلح (ي ورو) ( )Euroيع ني أن ه ذه العمالت ك انت ت دار في أوروب ا ،لكن الودائع بال دوالر أو الجنيه في
طوكيو مثال تعتبر أيضا ،يوروعمالت رغم وجود خارج أوروبا.
إذا اقتصر س وق الي ورو عمالت على العملي ات بين البن وك فإنه يلعب دور الس وق النقدية حيث تع رض
البنوك ذات القدرة على اإلقراض الفائض في مواردها عندما تكون معدالت الفائدة مغرية ،وتقترض البنوك ذات
الحاجة إلى االس تدانة عن دما تتوافق ش روط االق تراض مع مص الحها ،أما إذا نظر إلى س وق الي وروعمالت من
زاوية كونه موضع عمليات ،تأخذ شكل سلف و قروض للقطاع غير المصرفي ،فإن هذه السوق تصبح كناية عن
سوق لالقراض ،ويجب بالتالي تمييزه عن سوق الصرف الذي يحصل فيه بيع وشراء العمالت فورا أو ألجل.
-2اليورو-قروض (: )Euro–Crédits
اقتصر دور س وق الي ورو–دوالر في البداية على عملي ات االق راض واالي داع قص ير األج ل ،فك ان ح املو
الي ورودوالر يق دمون على إي داعات تحت الطلب أو قص يرة األجل ,كما أن الس لف ب اليورو-دوالر ك انت تتم
لفترات تتراوح عادة ما بين 30و 60يوما ،ولما ارتفع الطلب على السلف ذات األجل الطويل تجمعت المصارف
ضمن ما يسمى كونسورتيوم ( ),Consortiums Syndicationلكي تقوم بتقديم يورو قروض متوسطة وطويلة
األجل قد تصل إلى 10سنوات أو 15سنة إلى جانب قروضها قصيرة األجل ،هذه القروض غالبا ما تكون على
شكل خطوط قروض أو سقوف قروض ( )Roll overأو ( )ligns de créditsتوضع تحت تصرف المقترض
لفترة محددة ,وهي قروض قابلة لالستخدام في األجل القصير (ستة أشهر) وقابلة للتجديد أيضا ،وتمنح من خالل
موارد سوق اليورودوالر تحت الطلب أو قصير األجل ،وتتميز هذه القروض بما يلي:
مب الغ الهامة ومع دالت فائ دة قابلة للتع ديل في ف ترات دورية منتظمة كل 3أو 6أو 9أو 12ش هرا في كل م رة
يحدد معدل فائدة جديد بين البنوك الكبرى (أي من السنة األولى) استنادا إلى معدل الفائدة على الودائع بتلك العملة
في سوق لندن لليوروعمالت ( )London Interbank offered Rate( )LIBORباالضافة إلى ذلك هناك مراكز
أخ رى يمكن أن تك ون مرجعا في تحديد س عر الفائ دة ،وحتمت بالت الي اس تعمال مص طلحات أخ رى كـ ""PIBOR
السعر في باريس و"( "SIBORالسعر في سنغافورة) و"( "BIBORالسعر في البحرين) ...إلخ.
إن الودائع باليوروعمالت وكذلك قروض األورو أصبحت األداة األساسية لتمويل رؤوس األموال بين بلد
وآخر ،سواء أك ان ذلك في األجل القصير أم أيضا في مرحلة الحقة بفضل تقني ات جديدة لتمويل رؤوس األموال
في األجلين المتوسط والطويل.
-3خلق ومضاعفة وإ تالف اليوروعمالت واليوروقروض :
كما نش رنا فيما س بق ،ف إن الي ورودوالر تع رف على أنها عمالت مودعة ل دى بن وك تعمل (توج د) خ ارج
نطاق تداول العمالت المشار إليها ،فاليورودوالر حسب هذا التعريف هو دوالر مودع في مصرف يوجد خارج
الوالي ات المتح دة األمريكية أي أن ما يم يز الي ورو دوالر عن ال دوالر هو معي ار مكانة ممارس ته المص رف
139
لنشاطه ،وليس معيار جنسية المصرف ،على سبيل المثال إيداع 1مليون دوالر أمريكي في إحدى الفروع اللندنية
لبنك Morganاألم ريكي تعت بر وديعة ب اليورودوالر لكن كيف يتم التوصل إلى خلق وإ تالف الي ورودوالر؟
وكيف تدون هذه العمليات في ميزانية البنوك؟ وسوف يتم توضيح ذلك من خالل األمثلة التالية:
العملية األولى:
طلبت شركة ( )General Motorsفي الواليات المتحدة األمريكية قرضا بقيمة 20مليون دوالر ،من بنك
(
,)Chaseالنقد الجديد الذي تم خلقه يظهر في موجودات بنك (
)Chaseكسلفة إلى شركة ( )GeneralMotorsويظهر في اآلن عينه في مطلوبات بنك (
)Chaseعلى أنه وديعة لـ ( )General Motorsلدى بنك (
)Chaseولذك يحصل التغير التالي في ميزانية بنك (
.)Chase
بنك (
)Chase
التغيير في المطلوبات التغيير في األصول (الموجودات)
وديعة عائدة +General Motors :20 قرض إلى +General Motors :20
لم ينجم عن هذه العملية خلقا لليورودوالر بل انحصر ب الدوالر.
العملية الثانية:
سددت ( )General Motorsالدين المتوجب عليها لـ ( )IBMالبالغ قيمة 20مليون دوالر من حسابها لدى بنك (
،)Chaseأما ( )IBMفقد أودعت هذا المبلغ لدى ( )Citybankفي الواليات المتحدة.
بنك ()Chase
التغيير في المطلوبات التغيير في الموجودات
وديعة عائدة -General Motors :20 .................................
بنك ()Citybank
التغيير في المطلوبات التغيير في الموجودات
وديعة عائدة +IBM :20 .................................
على أثر ذلك لم يحصل خلق الي ورودوالر بل ج رى فقط ت داول ال دوالر داخل النظ ام المص رفي في
الواليات المتحدة األمريكية.
العملية الثالثة:
140
أرادت ( )IBMتوظيف ه ذه الوديعة لف ترة معينة (س نة على س بيل المث ال) ,وك ان قد ع رض عليها بنك (
)Barclaysفي لن دن مع دل مردودية (فائ دة) أك ثر أهمية من ذلك المع روض من قبل كافة البن وك الموج ودة في
الواليات المتحدة األمريكية على إثر ذلك أقدمت ( )IBMعلى تحويل وديعتها من ( )Citybankإلى ()Barclays
في نفس ال وقت ف إن ( )Barclaysالمتلقي لوديعة بالنقد األجن بي (بال دوالر) من ( )IBMطلب من ه ذه األخ يرة
تحويلها لحس ابه المفت وح ل دى مراس له في الوالي ات المتح دة األمريكية في ( ،)Morganعند ذلك تج ري القي ود
التالية:
بنك ()Citybank
التغيير في المطلوبات التغيير في الموجودات
وديعة عائدة -IBM :20 .................................
يتبين أن هناك خلقا لـ 20مليون يورودوالر ألنه ظهرت وديعة بالدوالر لدى بنك ( )Barclaysاللندني،
الموج ود بالتأكيد خ ارج الوالي ات المتح دة األمريكية ،لكن يالحظ أن ه ذا الخلق للي ورودوالر لم ي ترافق مع تقلص
الكتلة النقدية في الواليات المتحدة األمريكية ألن تحويل وديعة ( )IBMمن ( )Citybankقابل ه ارتفاع في ودائع (
)Barclaysل دى مراسله ( ،)Morganمما تق دم يتضح أنه ال يوجد خ روج فعلي لل دوالر من الوالي ات المتح دة
األمريكية (خ ارج ح دود الوالي ات المتح دة األمريكية) بل ح دث خلق للي ورودوالر من دون أي انخف اض للكتلة
النقدية األمريكية.
العملية الرابعة:
يس تخدم بنك ( )Barclaysال ذي يت وجب عليه توف ير م ردود لوديعة ( )IBMج زءا من ه ذه الوديعة لكي
يوظفه وي ؤمن الم ردود المطل وب ،ل ذلك س وف يعمل على اق راض % 80من الوديعة المش ار إليها إلى (
،)Thomsonمع االحتفاظ بجزء من الوديعة ( )%20على شكل احتياط ,هذا القرض هو بالتأكيد يورو-قرض
محرر بالدوالر وموضوع يتصرف (.)Thomson
بنك ()Barclays
التغيير في الموجودات التغيير في المطلوبات
141
قرض إلى +Thomson:16 وديعة عائدة لـ +Thomson:16
هن اك أيضا خلق إض افي لـ 16ملي ون ي ورد دوالر ،يالحظ من خالل ه ذا المث ال أن نمو الي ورو دوالر ه و
إلى حد بعيد غير مرتبط بنمو الكتلة النقدية في الواليات المتحدة األمريكية ألنه يحدث على وجه مستقل من خالل
ودائع أولية ب اليورو دوالر ،إذا ق ررت ( )Thomsonتحويل وديعتها إلى بنك آخ ر ،مختلف عن (،)Barclays
ويوجد خ ارج ح دود الوالي ات المتح دة األمريكية ،وإ ذا منح ه ذا البنك الجديد قرضا ب اليورو دوالر على أس اس
الوديعة ال تي ك ان قد تلقاه ا ،ف إن ه ذه العملي ة ،يمكن حينها أن تس تمر نظريا إلى ما ال نهاية ،إن الق روض الجدي دة
باليورو دوالر ترتبط بطلب الوكالء غير المصرفيين على هذه القروض وبتكوين احتياطات من قبل المصارف
التي ال تقرض سوى جزءا من الودائع المتلقاة ،إضافة إلى ذلك هناك تسريات قد تح دث وترتبط بإمكانية تحويل
اليورو دوالر إلى دوالر.
العملية الخامسة:
تستخدم ( )Thomsonجزءا من وديعتها ،لدى ( )Barclaysلتسديد مشتريات تبلغ قيمتها 6مليون دوالر،
إلى الش ركة األمريكية ( )Microsoftال تي تمتلك حس ابا ل دى ( )Bank of Americaفي الوالي ات المتح دة
األمريكية ،على اثر ذلك تنخفض وديعة ( )Thomsonل دى ( )Barclaysبقيمة 6ملي ون دوالر ،لكن في المقابل
تنخفض وديعة ( )Barclaysل دى مراس له ( )Morganأيضا بقيمة 6ملي ون دوالر ولما ك ان ( )Morganهو
ال ذي يق وم بالتس ديد من حس اب ( )Barclaysإلى ( )Microsoftال تي تمتلك حس ابا ل دى (،)Bank of America
فإن القيود تظهر على الشكل التالي:
إن حجم الي ورو دوالر ،بعد إنج از العملية الرابع ة ،ك ان قد بلغ 36ملي ون ,من ثم انخفض بقيمة 6ملي ون
دوالر لكي يصل إلى 30مليون بعد إتمام العملية الخامسة ،نتيجة التسديد لصالح ( )Microsoftالذي انعكس عبر
وديعة ل دى القط اع المص رفي في الوالي ات المتح دة األمريكية (تحدي دا ل دى ،)Bank of Americaولما ك ان
142
انخف اض وديعة ( )Barclaysل دى مراس له ( )Morganقد قابله ارتف اع في ودائع ع ون غ ير مص رفي (
)Microsoftلدى مصرف مقيم ( ،)Bank of Americaفإن الكتلة النقدية في الواليات المتحدة األمريكية بقيت
على حالها ،كما وأنه إتالف اليورو دوالر لم يقابله أي دخول صاف للدوالر إلى الواليات المتحدة األمريكية.
للمزيد من اإليجاز:
-هن اك خلق للي ورو دوالر عن دما يحصل إي داع جديد لل دوالر ل دى النظ ام المص رفي الموج ود خ ارج الوالي ات
المتحدة األمريكية لكن خلق اليورودوالر هذا ال يقابله أي انخفاض في الكتلة النقدية األمريكية.
-هن اك أيضا خلق للي وردوالر عن دما يق وم بنك يمتلك ودائع ب اليورودوالر (موج ودة بالتأكيد خ ارج الوالي ات
المتحدة األمريكية) على منح يورو-قرض بالدوالر إلى أعوان غير مصرفيين ،وآلية مضاعف اليورودوالر هي
مقيدة باالحتياطات التي تكونها المصارف ،وبالتحويل إلى الدوالر لجزء من اليورودوالر الذي تم خلقه.
-هذا التحويل من يورودوالر هو بمثابة اتالف لليورودوالر ،دون أن تتأثر بذلك الكتلة النقدية األمريكية.
تعت بر أس واق الس ندات الدولية حديثة نس بيا ،إذ أنها ب دأت تحتل مرك زا هاما في مج ال االس تثمارات المالية
الدولية في مطلع الس تينات من الق رن العش رين ،وأص بحت الس ندات في الف ترة الحالية تمثل أحد أهم التوظيف ات
االستثمارية طويلة األجل ،ومن ثم أصبحت تمثل جانبا هاما من االستثمارات التي تدخل حافظة االستثمار المالي
ألي مؤسسة.
وترجع أهمية السندات الدولية عموما إلى كونها:
-أداة استثمارية طويلة األجل تسهم في إعادة توزيع المدخرات على جميع المقرضين على المستوى الدولي.
-أداة مالئمة لتوظيف هذه األموال في مجال مضمون وقليل المخاطر.
-ذات سيولة مرتفعة رغم طول آجال استحقاقها إذ يمكن التنازل عنها بالبيع في السوق الثانوية.
()1
وتنقسم أسواق السندات الدولية إلى نوعين رئيسيين هما:
-1السندات األوروبية.
-2السندات األجنبية.
عادل المهدي ،التمويل الدولي ،العربي للنشر والتوزيع ،القاهرة ،مصر ،1993 ,ص.122 : ()1
143
جزائرية بإص دار س ندات مقومة بال دوالر األم ريكي وتم بيعها أو االكتت اب فيها في أس واق رأس الم ال بلن دن أو
زي ورخ ...إلخ ،ف إن ه ذه الس ندات يطلق عليها أورو س ندات ( )Euro-bondوع ادة ما تت ولى تجمع ات مص رفية
دولية إدارة هذا اإلصدار.
()1
خصائص السندات األوروبية:
/1تص در ه ذه الس ندات األوروبية في إط ار خ ال من القي ود والرقابة أو األج رات التنظيمية ال تي تس ود األس واق
المحلية ،ويضعها عادة البنك المركزي أو السلطات النقدية والمالية في هذه األسواق.
/2ال تك ون ه ذه الس ندات متاحة االش تراك الجمه ور في إص دارها وإ دارته ا ،ولكن عليه إدارة وتنظيم اإلص دار
الذي يتم عن طريق بنوك االستثمارات أو التجمعات المصرفية التي يخول إليها هد إصدار وترويج السندات نيابة
عن المقترض مقابل عمولة ،تحسب بنسبة معينة من القيمة االسمية لإلصدار ،ويتم بعد ذلك تشكيل مجموعة البيع
ال تي تتمثل في مجموعة واس عة االنتش ار من البن وك والوس طاء ال ذين يملك ون حس ابات غ ير مقيمة ب العمالت
األجنبية ،وتتولى مجموعة البيع سالفة الذكر تسويق اإلصدار بين المستثمرين النهائيين ،من األفراد والمؤسسات.
/3تكون عادة الفوائد المستحقة على هذه السندات معفاة من الضرائب.
/4تت أثر مع دالت الفائ دة المس تحقة ال دفع على الس ندات األورو بظ روف الس وق وتفض يالت المس تثمرين ،وفي
معظم الحاالت فإن عائد السندات األوروبي يرتبط بعائد السند المحلي الذي يتم إصداره بنفس العملة التي أصدر
بها السند األوروبي.
-2السندات األجنبية :
هي عب ارة عن س ندات دولية يص درها المقترض ون ال ذين ينتم ون لدولة معينة خ ارج ح دود دولتهم ،وفي
أس واق رأس الم ال لدولة أخ رى وبعملة نفس الدولة ال تي تم ط رح الس ندات به ا ،ف إذا ق امت مؤسسة جزائرية
بإصدار سندات مقومة بالدوالر األمريكي وتم بيعها واالكتتاب فيها في أسواق رأس المال في نيويورك فإن هذه
السندات يطلق عليها سندات أجنبية (.)Foreign bond
ويتم طرح هذه السندات وبيعها بواسطة تجمعات مصرفية معينة بحيث تتولى هذه التجمعات التي توجد في
دولة معينة إصدار هذه السندات وترويجها داخل حدود هذه الدولة ،وبعملة نفس الدولة ،ويتم توزيع اإلصدار بين
المكتتبين بنفس أسس توزيع اإلصدارات المحلية.
والجدير بالذكر أن عمليات تنظيم اإلصدارات بواسطة التجمعات المصرفية الدولية تقع في نطاق التعامل
في السوق األولية للسندات أو ما تعرف بـ "سوق اإلصدار "Premary Marketأما السوق الثانوية أو ما تعرف بـ
"س وق الت داول "Secondary Marketفإنه يتم فيها ت داول الس ندات الدولية وانتقالها من مش تريها األص ليين إلى
مستثمرين جدد .وكلما تطورت السوق الثانوية لبيع وشراء السندات الدولية وارتفع حجم التعامل بها كلما ارتفعت
جاذبية هذه السندات أمام المستثمرين.
وتتم يز الس ندات األجنبية بانخف اض تك اليف عملية اإلص دار خاصة إذا ما ق ورنت ه ذه التك اليف بتك اليف
إصدار سندات األورو.
144
فتكلفة السندات المصدرة بالدوالر في نيويورك أقل من تكلفة اإلصدار لنفس السندات بالدوالر ،ولكن في
مراكز مالية أخرى غير الواليات المتحدة ،ولتكن لندن أو زيورخ ،وعلى الرغم من ذلك فإن سندات اليورو ،تزيد
عن 3أضعاف السندات األجنبية المصدرة في كافة األسواق الدولية.
ويرجع ذلك في حقيقة األمر إلى ص عوبة ارتي اد أس واق الس ندات األجنبية نظ را للقي ود ال تي قد تض عها
السلطات المحلية على هذه اإلصدارات.
145
ويستهدف هذا النوع من السندات تشجيع المستثمرين على شراء هذه السندات وذلك في حالة كون الشركة
المصدرة شركة صغيرة وفي حاجة ملحة إلى أموال إضافية للتوسع.
د -سندات أخرى بشروط أخرى:
هناك العديد من السندات الدولية األخرى ,منها ما يصدر بخليط من العمالت األجنبية ،وهذا يوفر ضمانا
جديدا بالنسبة للمستثمر ضد أية تقلبات عنيفة على أسعار صرف العمالت ،ومنها السندات متعددة الشرائح والتي
يتم إص دارها على ش رائح ،بحيث يمكن ط رح ش ريحة منها لالكتت اب كل ف ترة زمنية معين ة ،وذلك عن دما تحت اج
المؤسسة ص احبة اإلص دار (المقترض ة) إلى أم وال إض افية وبش روط قريب ة من ش روط الش ريحة الس ابقة مع
تخفيض تكاليف إصدار وترويج السندات التي تحصل عليها التجمعات المصرفية التي تدير اإلصدار.
-4عناصر النظام المالي إلصدار السندات :
تمثل عملية إصدار السندات الدولية في أسواق رأس المال أحد العناصر األساسية لمكونات النظام المالي
الدولي وسنقوم بتحليل العناصر المختلفة لنظام إصدار السندات الدولية وهي :المشاركون في اإلصدار ،مكونات
عملية اإلصدار.
أ -المشاركون في عملية اإلصدار:
يشارك بصفة أساسية في إصدار السندات الدولية (األورو واألجنبية) كل من التجمعات المصرفية الدولية
( )Consortiumوالمؤسسات أو الحكومات أو الوكاالت الدولية المقترضة ،والمستثمرون بمختلف أنواعهم.
وتأخذ التجمعات المصرفية الدولية عادة ثالثة أشكال:
التجمع المصرفي القائد :وهو الذي يتولى إدارة السندات وترويجها والحصول على عمولة من المؤسسات
أو الجهات المقترضة.
وأما الش كل الث اني :من ه ذه التجمع ات المص رفية فإنها تتك ون من مجموعة من البن وك ال تي تت ولى توزيع
السندات المطروحة للبيع عن طريق الشكل الثالث وهم مجموعات البيع التي تنتشر عبر مناطق جغرافية واسعة
االنتشار على مستوى العالم.
ويق وم الش كل الث اني ه ذا باالكتت اب بنفسه في ه ذه الس ندات في حالة ع دم تمكنه من بيعها عن طريق
المجموعات البيعية ،ويضمن هذا األمر توافر تفاصيل عملية اإلصدار ونشرة االكتتاب الخاصة بهذه السندات،
وتحصل على عمولة مقابل قيامها بالبيع.
أما المتع املين في س وق الس ندات الدولية فهم الهيئ ات الحكومية والمؤسس ات المالية وص ناديق االس تثمار،
وصناديق التقاعد ،وصندوق األمانات وشركات التأمين ...إلخ.
ب -مكونات عملية اإلصدار:
هن اك مجموعة من العناصر ال تي يأخ ذها المس تثمر والمق ترض بعين اإلعتب ار عند اتخ اذ ق رار ش راء
السندات أو قرار إصدارها ,وتتمثل هذه العناصر في:
-نوعية العملة التي يتم بها إصدار السندات.
-آجال االستحقاق.
146
-مقدار العائد ونوعيته.
-المخاطر المختلفة التي تتعلق بقرار الشراء بالنسبة للمستثمر.
ويفضل المس تثمر التعامل في الس ندات المقومة ب العمالت ال تي تتمتع باس تقرار نس بي في أس واق الص رف
األجن بي ،كما أن الس ندات ال تي تص در بم زيج (س لة) من العمالت تعت بر أك ثر جاذبية بالنس بة للمس تثمرين نظ را
لتأمينها حدا أدنى من التقلبات في أسعار الصرف.
أما بالنسبة آلجال االستحقاق فإن المستثمر يفضل عادة تلك السندات التي تتميز بانخفاض آجال استحقاقها
وارتف اع عائ دها ،ويعتمد ذلك بطبيعة الح ال على االتجاه ات ال تي تأخ ذها أس عار الفائ دة في المس تقبل .حيث ت ؤثر
التغيرات التي تحدث في أسعار الفائدة على العائد المحقق من االستثمار في هذه الس ندات وهذا العائد يتكون من
جزئين هما:
-مقدار الفائدة المستحقة على السندات.
-مق دار الكسب أو الخس ارة الرأس مالية ال تي تح دث بس بب التغ يرات ال تي تط رأ على قيمة الس ندات في
السوق.
لقد توسعت نشاطات هذه األسواق بحيث أصبحت تشكل جزءا مهما في النظام النقدي الدولي ,وأصبحت
أنشطتها من أكبر األسواق للقروض قصيرة األجل في العالم ,وخاصة بالنسبة للدوالر األمريكي ،واعتمدت عملية
التوسع ه ذه في ش مولها عمالت دولية رئيس ية قابلة للتحويل مثل الم ارك األلم اني ،الفرنك السويس ري ،الفرنك
الفرنس ي ،الجنيه اإلس ترليني ،الين الياب اني ،كما امتد نش اطها جغرافيا إلى خ ارج أوروب ا ،حيث توجد أهم مراكز
األسواق النقدية في العالم اليوم في كل من نيويورك وتورنتو ,كما وصلت إلى جزر الكريبي ،وفي البحرين توجد
مراكز لتجميع الودائع الخارجية بالودائع أو العمالت الدولية من غير العمالت المحلية للمتعاملين.
كما توجد أسواق نقدية دولية في كل من طوكيو ،سنغافورة ،هونكونك ،والتي يطلق عليها أسواق الدوالر
اآلسيوية ,وهكذا أصبحت عنصر دعم بالغ األهمية في نمو القطاع المصرفي الدولي.
أما بالنسبة إلى حجم التعامل في هذه األسواق فقد قفز من مليار من الدوالرات عام 1959إلى حوالي ألف
ملي ار دوالرع ام 1982ومع ه ذا التوسع في حجم المع امالت فقد توسع بالمقابل ع دد المص ارف والمؤسس ات
المالية العاملة في هذه األسواق.
فقد ش هد ع ام 1970وحده تأس يس 25فرعا للمص ارف األمريكية في لن دن وح دها ،وس تة ف روع في
سويس را وبلغ ع دد المص ارف األمريكية في أوروبا الغربية ع ام 1975أك ثر من 220مص رفا ,باإلض افة إلى
المص ارف المش تركة ،وبي وت الم ال والش ركات المتع ددة الجنس يات ال تي يمولها وي دير ش ؤونها رأس الم ال
()2
األمريكي.
وفي نهاية ع ام 1981ك ان نحو 600مص رفا تابعا لـ 85دولة تعمل خ ارج الم وطن األص لي لمقراتها
الرئيس ية ,وك انت ه ذه المص ارف تس يطر على نحو 450مص رفا تابعا وتمتلك ش بكة تبلغ 5000فرعا أجنبيا
147
ول ديها ما يزيد عن 1000ش ركة منتس بة ,وال دليل على توسع وانتش ار ه ذه األس واق ندرجه في الج دول الم والي
الذي يؤكد تعاظم حجم المعامالت من 50مليار دوالر عام 1970إلى 240مليار دوالر عام ،1975ثم 1000
ملي ار دوالر ع ام 1982ثم إلى 3000ملي ار دوالر ع ام 1990وبلغ حجم التعامل ب اليورو دوالر ع ام 1992
قرابة 14,5ألف مليار دوالر في حين بلغت إصدارات السوق األولية 400مليار دوالر في نفس السنة.
والج دير بال ذكر أن أهمية ال دوالر في المع امالت في األس واق الدولية تقلصت من %95ع ام 1970الى
%60ع ام 1975ويرجع الس بب في ذلك إلى انخف اض أس عار ص رف ال دوالر األم ريكي بص ورة متواص لة ع دا
النصف األول من عقد الثمانينات ،حيث شهد الدوالر ارتفاعا كبيرا بسبب ارتفاع أسعار الفائدة على ودائع الدوالر
في المص ارف األمريكية وازدادت أهمية ال دوالر في بداية عقد التس عينات حيث بلغت %75من إجم الي
المعامالت في األسواق المالية.
وتتدفق األموال إلى أسواق العمالت األوروبية من حوالي 50دولة عن طريق مؤسساتها النقدية الحكومية
(الرس مية) والخاص ة ،إض افة إلى المص ارف التجارية وش ركات االس تثمار وم دخوالت األف راد ،وتس تقطب لن دن
معظم هذه األموال نظرا لتعدد فروع المصارف األمريكية فيها ،تليها بقية العواصم األوروبية.
148
سياستها النقدية والمالية بصورة خاصة وعلى النظام النقدي بصورة عامة.
لذلك سوف نسلط الضوء في هذا المبحث على العناصر التالية:
-1مزايا أسواق العمالت الدولية :
تتميز أسواق العمالت الدولية بعدة مزايا نذكر منها ما يلي:
-1لقد لعب س وق األورو دوالر دورا رئيس يا في زي ادة الع رض من األم وال ب العمالت األجنبية مما يس هل
عمليات التمويل فيه وخفض تكلفتها.
-2ترتب على هذا الدور الذي يؤديه سوق األورودوالر تضييق الفجوة بين أسعار الفائدة على القروض الدولية.
-3بس بب حرية تنقل األم وال في هذه الس وق من دولة إلى أخ رى فقد انعكس ذلك على الت دفق النق دي ال داخل
والخ ارج على أس عار العمالت المحلية المقومة ب العمالت األجنبية ,فص ارت أس عار الص رف له ذه العمالت
تتذبذب صعودا أو هبوطا حسب زيادة أو نقصان عرض العمالت األجنبية في سوق األورو دوالر ويشترك
في هذه السوق :البنوك المركزية ,البنوك التجارية ،مكاتب السمسرة ،الشركات ،الهيئات الحكومية ،صناديق
()1
االستثمار.
-4إن أس واق العمالت الدولية يقصد بها الق روض المقومة بعمالت دولية رئيس ية مختلفة ي أتي ال دوالر في
مق دمتها ال تي تمنحها الحكوم ات أو المؤسس ات الخاصة من مختلف الجنس يات وال تي ال تخضع لرقابة
الس لطات النقدية أو المالية ألي من ال دول ,فهي به ذا تمثل تماما وضع المنطقة الح رة ،ال تي تقع دائ رة عملها
خارج الحدود اإلقليمية للدولة صاحبة العملة المتداولة.
وت تركز أنش طة ه ذه األس واق الفعلية في أهم المراكز المالية التالي ة :لن دن ،ليكس ومبورغ ،فرانك ف ورت،
باريس ،بروكسل ،أمستردام ،كذلك في كل من نيويورك ،تورنتو ،جزر الكريبي ،بنم ا ،طوكيو ،سنغافورة،
()1
البحرين.
-5يتم التعامل في هذه األس واق بالدرجة األولى بين المصارف نفسها ،حيث تمثل نس بة التعامل بين المص ارف
نس بة %50من حجم المع امالت في الس وق الواح دة ،وتنصب أغلب األنش طة على قب ول الودائع ب العمالت
الدولية الرئيسية وإ قراضها واستثمارها في نفس الدولة أو في دولة أخرى.
والجدير بالذكر أن عملية تحويل الودائع من مصرف آلخر ومن فرع آلخر ومن دولة ألخرى ،تتكرر عدة
م رات كي تصل أخ يرا إلى المق ترض (المس تثمر) لتمويل بعض العملي ات التجارية أو االس تثمارية ,كما
تقترض من المصارف نفسها بقصد تحسين مركزها النقدي والمالي (سيولة واحتياطات).
-6إن عملي ات اإلق راض واالق تراض جميعها معف اة من الض رائب والقي ود على التحويل الخ ارجي ،ذلك ألن
األسواق غير خاضعة لرقابة السلطات النقدية أو المالية ألي من الدول ولهذا تكتسب جاذبية كبيرة.
-7أس عار الفائ دة في ه ذه األس واق معومة وتتح دد دوريا كل ثالث ة أو س تة أش هر وهي ذات ص لة وثيقة بأس عار
الفائ دة المعم ول بها في لن دن (ليب ور) يض اف إليها هامشا ي تراوح معدله من ( % 0.5إلى % 2.5وذلك
149
حسب المركز الم الي والثقة االئتمانية للمق ترض ,وه ذه اآللية في أس عار الفائ دة هي ال تي مكنت المص ارف
الدولية من منح ق روض متوس طة األج ل ،يتم تمويلها عن طريق ودائع قص يرة األجل مت وفرة ل ديها ،حيث
تربط تكلفة االقتراض بهذه الودائع بالفائدة التي تتقاضاها على قروضها للمستثمرين.
ونظ را للف رق بين أس عار الفائ دة في أس واق العمالت الدولية وبين أس عار الفائ دة ل دى المص ارف المحلية في
دولة ما ,أص بح من األفضل االق تراض من ه ذه األس واق ،ففي حالة أن تكلفة الق رض على ال دوالر في
المصارف الدولية أقل نسبيا من تكلفتها محليا في المصارف األمريكية ,فإن من األجدر للمستورد األمريكي
()2
االقتراض من سوق العمالت الدولية ويمتنع عن االقتراض من المصارف األمريكية.
-8إن ف روق أس عار ص رف العمالت الدولية موض وع التعامل وفروق ات الفوائد على تلك العمالت ،وك ذلك
الفروق ات في أس عار بيع العمالت في الس وق اآلجلة والس وق اآلنية (الفوري ة) إض افة إلى رس وم عملي ات
التمويل المصرفية تعتبر من أهم مصادر الربحية في هذه األسواق.
-9وج ود التن افس الحر في ه ذه األس واق ي وفر للم دين ش روطا أفضل بحيث يمكنه اختي ار األفضل واألنسب,
إض افة إلى معرفة خفايا األم ور والتقني ات التمويلية الالزمة لتس هيل وتش جيع عملية انتق ال رؤوس األم وال
إلى األسواق المحلية ,وبالتالي تحقيق التوازن في السيولة النقدية بصورة أسرع.
-10دمج األسواق المحلية باألسواق الدولية.
-11إن ف ترة الق رض في أس واق العمالت ت تراوح بين اآلج ال القص يرة والمتوس طة والطويل ة ،وذلك حسب ن وع
االستثمارات النقدية والمتمثلة في:
شهادات اإليداع المصرفية الدولية المقومة بالدوالر تمثل االستثمار النقدي قصير األجل. -1
اإلقراض المصرفي بالعمالت الدولية ويعتبر من ركائز التعامل المتوسط األجل. -2
()1
السندات الدولية تستخدم كأداة لإلقراض طويل األجل. -3
-2مخاطر أسواق العمالت الدولية :
يمكن أن نلخص أهم مخاطر أسواق العمالت الدولية في النقاط التالية:
()2
أ -ترك زت ردود الفعل وانتق ادات بعض ال دول المعارضة لعمل ه ذه األس واق على س لوكية بعض المص ارف
المركزية األوروبية ،بسبب تصعيدها لظاهرة التضخم في هذه األسواق ،وذلك بإيداعها جزءا من احتياطاتها في
سوق العمالت بشكل مباشر أو بشكل غير مباشر ،عن طريق بنك التسويات الدولية ,مما ساعد كثيرا على توسيع
القاع دة االئتمانية له ذه األس واق ،وذلك أن عملي ات إع ادة اإلق راض له ذه االحتياط ات قد ولد مض اعف (مك اثر
الودائع) .حيث:
الوديعة األصلية
مضاعف الودائع =
نسبة االحتياطي القانوني
150
ب -إن وج ود مراكز أو تجمع ات مص رفية كب يرة الس تقطاب رؤوس األم وال غ ير الخاض عة لس يطرة أي من
السلطات النقدية ,قد ساعد على سرعة تحريك هذه األموال من مكان آلخر ومن عملة ألخرى ،مما أوجد اختالال
في أس عار الفائ دة وأس عار ص رف العمالت –س واء تج اه بعض ها البعض أو تج اه ال دوالر األم ريكي -وأك بر دليل
على ذلك ما ح دث للجنيه اإلس ترليني والل يرة اإليطالي ة ،نهاية ع ام 1992حيث اض طرت ه ذه العمالت إلى
الخروج من نظام النقد األوروبي.
ج -مخ اطر ه ذه األس واق قد تظهر بس بب التق ديرات والسياس ات الخاطئة والمتبعة من قبل بعض ال دول وخاصة
النامية منها ,بحيث أنها توافق على شروط اقتراض ليس بمقدورها الوفاء بها وتنفيذها حسب العقد ،مما يزيد من
تكبيلها في المستقبل بصورة أكبر.
د -إن س رعة وحرية انتق ال رؤوس األم وال تجعل الس لطات النقدية المحلية غ ير ق ادرة على الس يطرة عليها مما
يؤدي إلى آثار سلبية وخيمة على االقتصاد الوطني ،فإذا كانت أسعار صرف العملة المحلية في حالة اضطراب
مس تمر ف إن ه روب رؤوس األم وال وانتقالها بس رعة وس هولة للخ ارج ،ي ؤدي إلى قي ام المض اربات النقدية وإ لى
زيادة عدم االستقرار في البالد.
ولكن ب الرغم من ه ذه المخ اطر ف إن هن اك من يعتقد ب أن عملية الس يطرة عليها وتنظيمها ممكنة في حالة
حص رها عن طريق التع اون والتنس يق ال دولي المس تمر من جهة وموافقة جميع ال دول واألنظمة على سياس ات
موحدة منسقة فيما بينها من جهة ثانية.
ومن هنا ج اءت ال دعوة إلى ض رورة تنظيم ه ذه األس واق عن طريق توحيد السياس ات النقدية لل دول
الصناعية بعقد اجتماعات دورية لرؤساء الدول الصناعية واجتماعات القمة لمنظمة التعاون االقتصادي والتنمية،
كما ق امت بعض ال دول بتحديد مج االت االق تراض من ه ذه األس واق ،كما فعلت كل من الس ويد ،البرازي ل،
بريطانيا.
: ()1
-3آثار أسواق العمالت الدولية
يمكن إيجاز آثار أسواق العمالت الدولية على النظام النقدي الدولي فيما يلي:
أ -عملت ه ذه األس واق على تقوية مركز ال دوالر األم ريكي بين العمالت الدولي ة ،وذلك عن طريق التوسع في
استخدام هذه العملة كعملة رئيسية في التمويل والتجارة الدوليين ,فالدوالر ال يزال يغطي أكثر من نسبة %75من
إجمالي العمليات التجارية الدولية ،نتيجة لذلك ازدادت الثقة مجددا بالدوالر وقلت الرغبة في تحويله إلى ذهب.
ب -تعتبر هذه األسواق همزة وصل بين األسواق النقدية المحلية في الدول النامية إن وجدت واألسواق النقدية في
ال دول المتقدمة ,مما أض فى مزي دا من المرونة في النظ ام النق دي ال دولي ،عن طريق تحرك ات واس عة ل رؤوس
األم وال من س وق آلخر لمالحقة ف روق أس عار ص رف العمالت وفروق ات أس عار الفائ دة في األس واق المختلفة
بهدف االنتفاع منها.
ج -س اعدت ه ذه األس واق على تمويل وتغطية العجز في م وازين م دفوعات بعض ال دول ال تي تع اني من العجز
عن طريق االق تراض من المص ارف الدولية العاملة في ه ذه الس وق ,كما فعلت وتفعل أغلب ال دول النامية ,مما
151
ساعد على تضخيم مديونيتها الخارجية ,كما ساعدت هذه األسواق بعض الدول ذات الفائض في ميزان مدفوعاتها
على التقليل من آث ار الف ائض في م يزان الم دفوعات على اقتص ادياتها المحلية عن طريق تش جيع مواطنيها على
إي داع واس تثمار م دخراتهم في أس واق العمالت الدولية لالس تفادة من مزاياها كما ح دث فعال في ألمانيا أوائل
السبعينات.
)
د -عملت هذه األسواق على تجميع وتعبئة رؤوس األموال ،مما أدى إلى تخفيض أو توحيد معدالت أسعار
(1
الفائدة على العمالت المختلفة وزيادة قوى المنافسة ورفعت من كفاءة القطاع المصرفي.
المبحث الخامس :أنواع أسواق العمالت الدولية
توجد أس واق العمالت الدولية ه ذه على ن وعين ووجه االختالف بينهما هو الف ترة الزمنية للمع امالت
الجارية في الس وق علما ب أن الف ترات الزمنية للمع امالت غ ير مح ددة بل يمكن تمدي دها حسب متطلب ات التط ور
االقتصادي في العالم ,وسنتطرق سوق النقد الدولية سوق رأس المال الدولية فيمايلي:
-1سوق النقـد الدولية :
أ -مفهوم سوق النقد الدولية:
هي المك ان أو الميكانيكية ال تي بموجبها ومن خاللها يتم الحص ول على األم وال المس تثمرة آلج ال قص يرة
()2
ويتم فيها تبادل الموجودات قصيرة األجل.
وبالت الي فه ذه الس وق مختصة ب الودائع المص رفية ب العمالت الدولية القابلة للتحويل وال تي يتم التعامل بها
()3
يوميا أو لفترة زمنية محددة قصيرة األجل ويطلق على هذه السوق سوق القروض النقدية.
ويعت بر س وق لن دن وس وق نيوي ورك من أك بر أس واق العمالت في الع الم حيث يحتل س وق لن دن مرك زا
رئيسيا لسوق اليورودوالر ,كما يعتبر مركزا رئيسيا لجميع العمالت األجنبية ،ويتميز سوق لندن بعدة خصائص
نذكر منها:
-1يت ألف من ع دد كب ير من البن وك التجارية البريطانية والبن وك األجنبية العاملة في بريطانيا باإلض افة إلى
الوسطاء الذين يختصون في إجراء العمليات بين البنوك العاملة في داخل لندن فقط.
-2تتصل البنوك مع بعضها البعض ومع الوسطاء بأجهزة الهاتف والتلكس من خالل غرفة خاصة تتوفر على
أجهزة اتصال مختلفة تربط البنك مع الوسطاء مباشرة حتى تسهل مهمة المتعاملين.
-3ال تتعامل جميع البن وك العاملة في لن دن بش كل دائم ب العمالت األجنبية ل ذلك نجد بعض ها ال يحتفظ بغرفة
خاصة للتعامل ب العمالت األجنبية وتق وم مثل ه ذه البن وك بش راء احتياجاتها من العمالت األجنبية وبيع
الفائض لديها عن طريق البنوك التي تتعامل معا.
-4بموجب نظم سوق لندن ف إن البنوك العاملة في السوق ال تشتري وتبيع العمالت من بعضها مباشرة بل يتم
ذلك من خالل الوسطاء.
صالح الدين حسن القيسي ،بورصات األوراق المالية ،عالم الكتب ،القاهرة ،2003 ,ص.71 : ()2
152
-5أما بالنسبة لتعامل بنوك السوق مع البنوك الخارجية وعمالئها في الخارج فإن ذلك ال يتم من خالل الوسطاء
()1
بل عن طريق االتصال المباشر بين هذه البنوك وعمالئها.
153
فالس وق األولية ت تيح للمقترض ين الحص ول على األم وال بينما الس وق الثانوية تق وم بتوف ير عامل الس يولة
للمقترضين وبالتالي تشجعهم على إقراض أموالهم بمعدالت فوائد مقبولة.
د -أهمية سوق النقد الدولية :تعتبر ذات أهمية لألسباب التالية:
/1تعتبر كمؤشر للعائد الممكن الحصول عليه من خالل توظيف أموال يشعر أصحابها بضرورة بقائها في حالة
سيولة دائمة.
/2تعطي داللة ح ول كلفة االق تراض لألش خاص أو المؤسس ات ال تي تحت اج إلى تمويل قص ير األج ل ،وبالت الي
حول سهولة أو صعوبة االقتراض من السوق النقدية بشكل عام.
/3تعتبر األسواق النقدية مهمة في عمليات رسم وتوجيه السياسة المالية للدولة.
ويمكن أن تتضح أهمية السوق النقدية فيما يلي:
-من وجهة نظر المستثمر (المقرض) :تعتبر هذه السوق مهمة من حيث عامل المخاطرة لكونها تقلل كثيرا من
خطر خس ارة الم ال ،حيث تك ون المخ اطرة في النق ود مص غرة إلى الحد األدنى ألن الموج ودات المس تثمرة فيها
آلج ال قص يرة ,وأي تغ ير في مع دالت الفوائد ال ي ؤثر في أس عار ه ذه الموج ودات بش كل ج وهري ألن قيمة
()2
اإلستحقاقات المضمونة لهذه الموجودات تكون قابلة للخصم لفترة قصيرة فقط.
-من وجهة نظر االقتصاد القومي :إن وجود سوق نقدية فعالة يعني أن الموجودات المالية قصيرة األجل يمكن
تحويلها بسرعة إلى مبالغ نقدية سائلة تستخدم في إجراء عمليات الدفع.
-من وجهة نظر المص ارف المركزي ة :إن وج ود س وق نقدية نش طة يعت بر مؤش را هاما ووس يلة أهم لزي ادة أو
تقليص احتي اطي المص ارف التجارية وبالت الي الت أثير في مع دالت الفوائد قص يرة األجل مباش رة وفي مع دالت
الفوائد الطويلة األجل بشكل غير مباشر عن طريق التعامل المباشر بالموجودات المالية طويلة األجل.
-من وجهة نظر المق ترض (الخزينة العامة ,المص ارف التجاري ة ،بعض المؤسس ات المالية غ ير المص رفية)..
ُي ؤمن لهم س رعة الحص ول على األم وال أما بالنس بة للمق رض (المص ارف التجارية ,المؤسس ات المالية ,الدولة,
الحكومات األجنبية ,المصارف المركزية ,بعض المستثمرين المحليين واألجانب) تؤمن لهم السوق النقدية إمكانية
()1
تحويل موجوداتهم إلى نقود سائلة.
ه -أدوات التعامل في سوق العمالت األجنبية:
هناك عدة أدوات يتم استخدامها والتعامل بها في سوق العمالت األجنبية وتتمثل هذه األدوات فيما يلي:
ه -1-شهادات اإليداع :وهي عبارة عن وثيقة تشهد فيها الجهة المصدرة بأنه تم ايداع مبلغ معين وبفائدة معينة
ولمدة معينة وهي تشبه الودائع ألجل إال أن شهادات اإليداع تمتاز بقابليتها للتداول وبالتالي فهي تعتبر أصال سائال
بالنسبة لحاملها وهي التزام قصير األجل بالنسبة لمصدرها وتصدر شهادات اإليداع بفئات مختلفة قد تكون نمطية
وقد تكون بفئات بناء على طلب مشتريها ،وقد تكون هذه الشهادات اسمية أو تصدر لحاملها ,وتمتاز هذه األخيرة
بسهولة تداولها ,ومن الجدير بالذكر هو أن هذه الشهادات تصدرها البنوك والمؤسسات المالية.
154
ه-2-القروض المجمعة :وهي قروض كبيرة يتم تأمينها نيابة عن المقترض من قبل مجموعة من البنوك ونظرا
لكون هذا القرض كبيرا جدا فال يستطيع المقترض الحصول عليه من بنك واحد إال أن المقترض يفوض إحدى
البنوك إلدارة هذا القرض وتجميعه وتوزيعه بين البنوك ويسمى هذا البنك المدير الرئيسي للقرض.
ويتم تسعير هذه القروض على أساس سعر فائدة أساسي مقوم وهامش معين فوق السعر األساسي للفائدة قد
يكون سعر اإلقراض بين البنوك في لندن وهو الليبور (.)LIBOR
()2
أما الهامش فيعتمد على سمعة المقترض ومالئته المالية ومركزه المالي والضمانات المقدمة وغيرها.
ه -3-س ندات الخزينة :وهي س ندات تص درها الحكومة آلج ال ت تراوح من 3أش هر إلى س نة ،ويوجد عمالء
يوفرون لهذه السندات سوقا ثانوية مهمة تدعمها وتخلق بها نسبة سيولة عالية.
ه -4-قبوالت المصارف الكبيرة :والقبول المصرفي هو سند مسحوب على مصرف من قبل عميل يكون غالبا
مص در أو ب ائع يطلب فيه من المص رف ال دفع له أو لش خص ث الث مبلغ من الم ال مح دد في المس تقبل في موعد
يحدد سلفا ,والسند المقبول من قبل المصرف يمكن بيعه في السوق الثانوي ه أو االحتفاظ به حتى موعد استحقاقه
من قبل المص رف نفسه ال ذي قبل ه ،ومن المالحظ أن معظم ه ذه القب والت المص رفية تنتج عن عملي ات التج ارة
()2
الدولية.
ه -5-الح واالت الخارجية :وهي عب ارة عن أوامر دفع يص درها بنك محلي وبن اء على طلب عمالئه ي أمر فيها
مراسليه بالدفع ألمر المستفيدين من هذه الحواالت وبالعمالت القابلة للتحويل ،وأيضا أوامر يتسلمها البنك المحلي
من مراسليه في الخارج يطلبون من البنك المحلي بالدفع لمصلحة المستفيدين من هذه الحواالت بالعملة المحلية.
ه -6-الشيكات المصرفية بالعمالت األجنبية :وهي أوامر دفع يصدرها البنك المحلي بصفته الساحب يأمر فيها
مراس ليه ب دفع مبلغ معين بالعملة األجنبية لمص لحة المس تفيد ،ويفضل العمالء الش بكات المص رفية لس هولة اقتنائها
ولقابليتها للتداول والتظهير أو التسليم إذا كانت لحاملها.
ومن الجدير بالذكر أن الساحب والمسحوب عليه في الشبكات المصرفية هي البنك المحلي والبنك المراسل
()3
وفي العادة يحتفظ البنك المحلي مع البنك المراسل بحساب بالعملة األجنبية وذلك لتنفيذ أوامر الدفع.
ه -7-األوراق التجارية :وتعت بر من أق دم وس ائل الس وق النقدية القص يرة األجل ومن وس ائل التمويل الهامة في
ميدان التجارة الخارجية والداخلية وتصدر هذه األوراق عادة الشركات أو المؤسسات التي تتمتع بالمالءة المالية
والس معة التجارية الطيبة وغيرها آلج ال أقص اها 270ي وم ،ويتم ش راؤها من قبل المص ارف والش ركات
والمؤسسات غير المصرفية لما تتمتع به من أمان وسيولة.
والسوق الثانوية لهذه األوراق تكون عادة ضعيفة وذلك نتيجة احتفاظ المستثمرين بها إلى موعد استحقاقها
()1
مما يعطي إمكانية حصول تذبذبات مهمة في أسعارها.
155
و -أسس وقواعد التعامل في سوق العمالت:
تق وم البن وك في أس واق العمالت األجنبية بإعط اء س عرين اح داهما للش راء واآلخر لل بيع وي ترك حرية
للمتعامل باختي ار اتج اه التعامل ال ذي يرغب به وهن اك بعض البن وك تعطي س عرا واح دا فقط أي باتج اه واحد رغبة
منهم في شراء أو بيع العمالت األجنبية.
وقبل تسمية األسعار في السوق يقوم المتعاملون بدراسة المواضيع المتعلقة ب العمالت األجنبية وأسعارها
وأسعار اإلغالق لهذه العمالت.
واللغة المس تعملة هي اللغة اإلنجليزية وهن اك ق انون غ ير مكت وب في الس وق ينص على أنه عن دما يتم
االتف اق على س عر معين ف إن ه ذا الس عر يك ون ملزما وال يمكن ال تراجع عنه ,ولتجنب الخس ائر ال تي تنتج عن
عمليات السوق فإنه يجب على المتعاملين أن يحرصوا على ما يلي:
/1ضرورة إنهاء العملية واالتفاق على السعر بسرعة وبدون تباطؤ وذلك خشية من التذبذب المستمر لألسعار.
/2أن يوسع المتعاملون الهامش بين سعري الشراء والبيع خاصة في أيام التذبذب الشديد في األسعار.
/3أن يظل المتعاملون في السوق على اتصال مستمر بتقلبات األسعار وبكافة الظروف المحيطة في السوق.
/4أن يق وم المتع املون بإعط اء األس عار للعلم فقط وع دم االل تزام بها إال بعد التأكد من رغبة الط رف المقابل في
إجراء عملية مؤكدة.
/5إن قيام المتعاملين بإعطاء أسعار ملزمة ال يعني التزامهم بأية مبالغ تفرض عليهم إال كانت تقل أو تزيد عن
الحدود المتعارف عليها لكل عملية.
/6ال يوجد حد أدنى للصفقة إال من قبل بعض البنوك في لندن التي تعتبر مبلغ 100ألف جنيه إس ترليني هو الحد
()1
األدنى.
-2سوق رأس المال الدولية :
أ -مفهومها:
وهي السوق التي يقوم فيها المقرض بعرض قروض مالية طويلة األجل مقابل الحصول على موجودات
مالية يعرض ها المقترض ون ،وبالت الي ف إن نس بة العائد ال تي تح دد نتيجة الع رض والطلب تعد أساس ية من حيث
كونها تح دد الطلب على ه ذه الق روض وفي ه ذه الس وق يج ري ش راء وبيع الموج ودات المالية الطويلة األجل
()2
باستحقاق يتجاوز السنة.
وبالت الي ف إن وظيفة ه ذه األس واق هي تق ديم رؤوس األم وال النقدية للمس تثمرين حيث تق وم المص ارف
بتجميع األموال عن طريق طرح السندات لالكتتاب العام.
ب -مزايا سوق رأس المال الدولية:
إن أهم ما تتميز به سوق رأس المال الدولية ما يلي:
/1المتع املون في ه ذه األس واق هم ال ذين يتمتع ون بالثقة االئتمانية من الدرجة األولى مث ل :الش ركات الك برى
156
الخاصة والعامة ،المؤسسات الدولية ،حكومات الدول النامية المستقرة.
/2إن ه ذه األس واق غ ير خاض عة ألي قي ود أو مراقبة تفرض ها الس لطات النقدية المحلية أو الدولية ,وله ذا فإنها
األسواق الوحيدة التي تتحقق فيها شروط المنافسة الحرة بدرجة كبيرة نسبيا.
/3قيمة القروض المطلوبة في هذه األسواق قد تصل إلى 500مليون دوالر وفترات القروض تتراوح ما بين 5
إلى 15سنة أما أسعار الفائدة فإنها تتحدد حسب درجة الثقة االئتمانية التي يوليها الدائن (المقرض) للمقترض.
/4لقد ظهرت في العقد الث امن من ه ذا الق رن أش كال وتقني ات جدي دة للتمويل في مثل ه ذه األس واق ،فباإلض افة
عملي ات التمويل بواس طة الق روض ،فقد أخ ذت س وق األوراق المالية ت زداد أهمية واتس اعا ,ف المقرض يفضل
الحف اظ على الس يولة العالية به دف االس تثمار في كل مك ان يحصل فيه على م ردود أك بر ,وله ذا فإنه يح اول عن
طريق حص وله على الض مانات أن يجعل أمواله المس تثمرة س ريعة الحص ول (االس ترداد) وقريبة منه ,وذلك عن
طريق استخدام األوراق التجارية والسندات والكمبياالت التي يستطيع بيعها في أي وقت في هذه األسواق.
/5التط ور الث اني ال ذي ظهر في ه ذه األس واق هو ش مولية وعالمية األس واق المالية بحيث أص بح في اإلمك ان
التعامل مع جميع األسواق في العالم بصورة متواصلة طول ساعات اليوم الواحد باستخدام أحدث أجهزة االتصال
المتوفرة اليوم ،ومما شجع هذه التطورات هو انفتاح األسواق وإ لغاء الحواجز والقيود المحلية التي تفرضها أحيانا
()1
السلطات النقدية.
ج -أهم التطورات التي حدثت في أسواق رأس المال الدولية:
نذكر من هذه التطورات ما يلي:
ج -1-الق روض الدائرية :والمقص ود بها التس هيالت واإلمكاني ات المت وفرة لخلق مص ادر تمويلية جدي دة عن
طريق ع رض س ندات (ش هادات دين) قص يرة األجل وبص ورة مس تمرة ودورية ط وال الس نة وتق وم المص ارف
التجارية بعرض هذه الشهادات (السندات) على صغار المستثمرين لالكتتاب بها واستثمار أموالهم فيها.
وفي مثل هذه الحالة يكون المصرف هو المسؤول عن توفير األموال الالزمة (قيمة القروض المطلوبة),
ويك ون هو الض امن للمق ترض ،وذلك بإص دار خط اب ض مان يؤكد فيه التزامه بتوف ير التس هيالت التمويلية
وتستخدم في الغالب لتغطية عمليات إصدار سندات قصيرة األجل.
ج -2-قروض العطاءات :وجدت هذه التسهيالت لخلق مصادر تمويلية جديدة وذلك عن طريق إصدار شهادات
دين "مذكرة" قصيرة األجل ويطلب من المصارف والمؤسسات المالية األخرى تقديم عروضها (عطاءاتها) ،بشأن
شراء عدد معين من هذه المذكرات بسعر محدد عند إصدارها وتستخدم طريقة المزايدة السرية لشراء مثل هذه
األذونات ،وخاصة أذونات الخزانة ،وطريقة التمويل هذه فيها مخاطر يتحملها المدين (المقترض) ذلك ألنها غير
مض مونة من قبل المص ارف بواس طة خط اب الض مان المص رفي ال ذي يل تزم فيه المص رف بتوف ير قيمة
()1
القروض.
ج -3-تس هيالت الخي ار التمويلية :تس مح تس هيالت الخي ار للم دين باختي ار أدوات وط رق تمويلية مختلفة تك ون
عرفات تقي الحسيني ،التمويل الدولي ،مجدالوي ،األردن ,عمان ،1999 ,ص ص.333 – 332 : ()1
157
أك ثر مالئمة ومناس بة لظروفه الخاصة بحيث ت وفر له مرونة عالية في التعامل مثل األوراق التجارية األوروبية,
المذكرات األوروبية ،القروض المصرفية طويلة األجل.
ج -4-األوراق التجارية األوروبية (الكمبي االت) :إن ش هادات ال دين (الكمبي االت) ه ذه خاصة بالمتع املين من
الدرجة األولى من حيث الثقة االئتماني ة ،وتع رض في األس واق المالية األوروبية وتمت از بف ترات قص يرة األجل
تتراوح ما بين يوم واحد و 270يوم.
ج -5-المقايضة ب العمالت األجنبية :تتم عملية المقايضة ب العمالت األجنبية بين ط رفين (س) و(ص) وتعتمد
أساسا على قدرات وعالقات كل منهما في التعامل مع أسواق المال الدولية (البورصة).
وعلى افتراض أن (ص) بحاجة إلى قرض بالدوالرات وأن (س) بحاجة إلى قرض بالماركات األلمانية،
وكان بامكان (ص) طلب قرض من سوق الدوالرات الخارجية بسعر فائدة قدره % 11بينما باستطاعة (س) أن
يحصل على الق رض من نفس الس وق بس عر فائ دة ق دره % 10نظ را لعالقاته الوطي دة مع المتع املين في الس وق
المالية الخارجية.
وعلى اف تراض أن ه بمق دور الط رفين طلب الق روض من س وق المارك ات المحلي ة بس عر فائ دة ق دره % 8
بالنسبة (ص) و % 8.5بالنسبة (س) ،فإن من األفضل أن يطلب (س) القرض بالدوالرات من السوق الخارجية
بسعر فائدة ,% 10ويطلب الطرف (ص) القرض بالماركات من السوق المحلية بسعر فائدة ,% 8ويتعهد كل
ط رف أن يتب ادل أو يتق ايض ب العمالت مع الط رف اآلخر بش رط أن ي دفع كل ط رف ما عليه من أس عار الفائ دة
وكذلك تسديد قيمة القرض والفوائد حسب الشروط المتفق عليها.
وعلى هذا األساس يحصل الطرف (ص) على توفير في أسعار الفائدة بنسبة % 1ويحصل الطرف (س)
على توفير في سعر الفائدة بسعر % 0.5وذلك في حالة عدم وجود اتفاق آخر لتوزيع األرباح بين الطرفين علما
بأن كل الشروط الخاصة بعملية المقايضة توثق على أساس سعر الفائدة الحاضر (الحالي).
أما المش اكل المتعلقة بعملية المقايضة فإنها تنب ع في حالة ع دم تمكن أحد الط رفين من تنفيذ االلتزام ات في
مواعيدها المتفق عليها ,مما يؤدي إلى تورط الطرف اآلخر في مصاعب مالية تؤدي إلى انعدام الثقة االئتمانية به
()1
في األسواق المالية الدولية.
د -أقسام أسواق رأس المال الدولية:
تنقسم إلى عدة أسواق وهي:
د -1-األس واق الحاض رة :تتم فيها المع امالت بص ورة فورية حيث تتم عملية االس تالم والتس ليم ف ور إتم ام
الصفقة.
د -2-األسواق اآلجلة :تتم فيها المعامالت من خالل العقود واالتفاقيات حيث يتم تنفيذ الصفقات في أوقات الحقة
إلبرام العقود واالتفاقيات ،أي يوجد بعد زمني بين عملية اإلبرام أو االتفاق وعملية التنفيذ.
د -3-األسواق المنظمة :ويطلق عليها بورصة األوراق المالية.
د -4-األسواق غير المنظمة :وفيها تتداول األوراق المالية من خالل المصارف التجارية وبيوت السمسرة.
158
د -5-أس واق رأس الم ال الحكومية :وفيها يقتصر التعامل على أوراق معينة تص درها الحكومة من خالل
المصرف المركزي أو وزارة المالية.
د -6-الس وق األولي ة (س وق اإلص دار) :وتمثل الس وق ال تي يتم فيه ا االكتت اب األولي لألوراق المالية حيث ت تيح
فرصا متع ددة من األوراق المالية وال تي تمثل ب دورها أش كاال مختلفة من األنش طة االقتص ادية ،ومن ناحية أخ رى
فهي تتيح للمستثمرين ومنشآت األعمال فرصا للحصول على األموال الالزمة للتوسع والنمو وهذه السوق تخلقه ا
أو تصنعها مؤسسات متخصصة تعرض فيها للجمهور أوراقا مالية قامت بإصدارها لحساب منشأة أعمال أو جهة
حكومية عادة يطلق عليها المتعهد أو مصرف االستثمار أو وجهة االكتتاب.
د -7-الس وق الثانوي ة (س وق الت داول) :وتمثل الس وق ال تي يتم في اه ت داول األوراق المالية ال تي س بق إص دارها
السيولة للمستثمرين الذين اشتروا األوراق المالية للشركات
واالكتتاب فيها في السوق األولية ,وبالتالي فإنها توفر ّ
والمؤسسات حيث يمكنهم تحويلها إلى نقدية بسهولة نسبية.
ه -أهم شروط سوق المال:
وج ود ت دفق مس تمر لألم وال تبحث عن االس تثمار وفي نفس ال وقت وج ود مؤسس ات مالية ق ادرة على
امتصاص هذه األموال وتوجيهها نحو االستثمارات األكثر ربحا وأمانا التي تتيحها وجود مثل هذه السوق.
وه ذه المؤسس ات المالية يجب أن تتمتع ب الخبرة الكافية في التعامل ب الموجودات المالية مما يؤهلها
الدوليةهولة وفعالية ,وبحيث تعتمد على وج ود
دماتها بس ويق خ
أسواقتسالنقد
للحص ول على ثقة المس تثمرين ,وبالت الي ت تيح لها
والمال
عرض مستمر من األموال التي يرغب أصحابها في استثمارها آلجال طويلة ,يتم بعدها إيصال هذه األموال إلى
مقترضين ممتازين بحاجة إليها ,ويتم كل ذلك عبر ميكانيكية تختلف من مؤسسة ألخرى ومن بلد آلخر.
()1
159
160
وبنوك األوفشور هو أن خدمات األخيرة هي عادة ال تكون لمواطني البلد الذي تعمل فيه.
ب -تطور نظام األوفشور:
ظهرت بنوك األوفشور نتيجة التشريعات المالية المصرفية الصارمة خالل فترة الستينات والسبعينات من
القرن الماضي في الدول الصناعية مثل متطلب ات االحتياطي القانوني وتحديد معدالت الفائدة وفرض قيود على
التعامل ببعض المنتج ات المالي ة ,والرقابة على رأس الم ال ,وإ ج راءات اإلفص اح الم الي ,وتعت بر اإلج راءات
()1
الصارمة هذه السبب األساسي لظهور وتطور بنوك األوفشور.
ف إثر اإلعالن عن ه ذا النظ ام الجديد ق امت المص ارف األمريكية والمؤسس ات المالية التابعة لها بإقامة مثل
ه ذه المن اطق الح رة (أس واق العمالت) في أنح اء مختلفة من الع الم ,وخاصة في أوروبا وفي الش رقين األوسط
واألقصى و لعل أكثر هذه المراكز نشاطا هي تلك التي أنشأت في جزر الكاريبي والبحرين.
وأش ارت التق ديرات إلى أن حجم عملياتها يبلغ نحو 1500ملي ار دوالر س نويا والج دير بالمالحظة أن أهم
مصادر تمويل نظام األوفشور هي أسواق العمالت الدولية ,وبالدرجة األولى سوق اليورو دوالر وخصوصا بعد
زي ادة العائ دات النفطية ع ام 1975-1974وع ام 1979ونش وء ما س مي بال دوالرات النفطية وال تي تمثل هي
()1
األخرى نوعا آخرا من الدوالرات التي تقع خارج دائرة التأثير الفعلي للولايات المتحدة األمريكية.
وتجدر اإلشارة إلى أنه بعد عام 1996حصلت هناك زيادة كبيرة في التعامل بالحسابات المصرفية بغير
الدوالر ,مما شجع على التوسع في إنشاء بنوك األوفشور.
أما في ما يتعلق بظهور بنوك األوفشور في قارة آسيا فقد بدأت نشاطاتها بعد عام ,1968عندما انطلقت
في س نغافورة س وق ال دوالر اآلس يوي ,وإ ص دار الوح دات النقدية اآلس يوية ,وقد تم إنش اء س وق ال دوالر اآلس يوي
ليكون بديال لسوق لندن لليورو دوالر لالستثمار في الفائض النفطي في كل من اندونيسيا وماليزيا.
أما في أوروبا فك انت البداية من خالل ج ذب المس تثمرين إلى لوكس مبورغ من ألمانيا وفرنسا وبلجيكا في
بداية الس بعينات في الق رن الماضي نتيجة انخف اض الض رائب على ال دخول ,والعمل بقاع دة الس رية المص رفية,
ونتيجة ل ذلك ارتفعت قيمة األص ول له ؤالء المس تثمرين بمع دل %8س نويا للف ترة من ,1997-1987أما في
الش رق األوسط فك انت البداية في دولة البح رين لتلعب دور مركز التحص يل للف ائض للمنطقة خالل منتصف
الس بعينات بعد إص دار التش ريعات المص رفية المناس بة وتق ديم التس هيالت الض ريبة ال تي ق ادت إلى إنش اء بن وك
()2
األوفشور ,وفي الوقت الحاضر هناك ما يزيد على 500بنك اوفشور منتشرة في مختلف أنحاء العالم.
ج -الرقابة على أعمال بنوك األوفشور:
إن الحرية المتاحة لبن وك األوفش ور ال تع ني أنها تعمل بحرية مطلقة دون رقابة على نش اطاتها ,ففي ع ام
1975ك انت هن اك أول محاولة للتق تيش والرقابة على عمل األنش طة الدولية للبن وك بم وجب اتفاقية ب ازل ,وفي
عام 1992تم إصدار ما يسمى بالحد األدنى للمعايير للرقابة على المجموعات المصرفية الدولية ومؤسسات عبر
الح دود (األوفش ور) التابعة لها من قبل لجنة ب ازل ,وفي ع ام 1996ص در تقرير أطلق عليه تقرير 1996ح ول
)(1
(
http://WWW.albayan.co.ae/Albayan/2003/05/26/eqt/2htm.
عرفات تقي الحسيني ،مرجع سابق ،ص.337 : ()1
)( (2
http:// www.albayan.com.
161
الرقابة على األنشطة المصرفية عبر الحدود تمت المصادقة عليه من قبل مراق بي البنوك من 140دولة ,حيث تم
تشكيل مجموعة عمل تضمنت أعض اء لجنة ب ازل ومجموعة مراق بي البن وك حيث قاموا بإعداد التقرير المذكور
وال ذي تض من 29توص ية تع الج العديد من المش اكل العلمية المرتبطة بتنظيم عمل بن وك األوفش ور ,وتم تقس يم
التقرير إلى قسمين:
القسم األول :ركز على الوس ائل ال تي يتمكن من خاللها مش رفو البلد المعين الحص ول على المعلوم ات ال تي
يحتاجونها للقيام بالرقابة الفعالة على نشاطات بنوك األوفشور.
()1
القسم الثاني :ركز على الحاجة إلى القيام بالرقابة الفعالة على جميع العمليات المصرفية لبنوك األوفشور.
-2أهداف نظام األوفشور وأهم أسواقه :
أ -أهداف نظام األوفشور:
ته دف بالدرجة األولى إلى اس تعادة ج زء من ال دوالرات األمريكية المتس ربة إلى الخ ارج وإ ع ادة توطينها
داخل الوالي ات المتح دة األمريكية عن طريق إعف اء البعض منها من الض رائب والقي ود في حالة بقائها ض من
المناطق المالية الحرة ،لكن الهدف الخفي من وراء هذه الخطوة أو النظام الجديد هو إحكام الهيمنة األمريكية على
النظ ام النق دي الع المي ،عن طريق إخض اع ال دوالرات ال تي تج وب أنح اء الع الم إلى س يطرتها وتوجيهها وفقا
للسياس ات ال تي ت ؤمن المص الح األمريكي ة ،وربما أحيانا إش اعة ح االت االرتب اك والفوضى في األس واق المالية
()2
والعالمية ،وتهديد األنظمة األوروبية الحليفة.
ب -أهم أسواق األوفشور:
ب -1-س وق الي ورودوالر :يعت بر ج زءا هاما من أس واق األوفش ور وال تي تعت بر مراكز مالية عالمية توجد في
أماكن عديدة ال تخضع لقوانين أي بلد وليست مجبرة للخضوع ألية قوانين حكومية.
ب -2-جزر البهامس :أصدرت السلطات النقدية نوعين من التراخيص يدعى األول العمل المباشر وهذا النوع
يتطلب تواجد فعلي للوحدات.
والثاني يدعى العمل غير المباشر وهو ال يتطلب تواجد فعلي للوحدة في جزر البهامس ،ولكن تم التسجيل
()3
فقط لدى الشركات النقدية بموجب بعض السندات.
هذا باإلضافة إلى المراكز المالية الموجودة في سنغافورة والبحرين التي تم الحديث عنها في الفرع (ب).
باإلضافة إلى أسواق أخرى توجد بكل من لوكسمبورغ ،قبرص ،كيمان ...إلخ.
-3ايجابيات وسلبيات نظام األوفشور :
أ -اإليجابيات:
بشكل عام يمكن القول أن من المبررات األساسية التي تدفع الدول إلى الموافقة على إنشاء بنوك األوفشور
هو حرية الدخول إلى أسواق رأس المال الدولية.
)(1
(
http://www.albayan.com.
عرفات تقي الحسيني ،مرجع سابق ،ص.336 : ()2
162
-جذب المهارات والخبرات األجنبية المطلوبة.
-إدخ ال عنصر المنافسة الجدي دة إلى النظ ام الم الي المحلي ولو انها تس اعد في نفس ال وقت على توف ير الحماية
للمؤسسات المحلية.
-بعض ال دول تطمح إلى تحقيق االس تفادة من األنش طة المربحة ال تي يتم تمويلها من قبل بن وك األوفش ور وخلق
فرص عمل جديدة ألبناء البلد.
وتشرك جميع بنوك األوفشور بوجود العناصر التالية:
.1انخفاض الضرائب أو عدم وجودها.
.2الخدمات المقدمة هي بشكل أساسي للزبائن من غير المقيمين.
.3هناك شرط توفر وسائل االتصال المتقدمة والخدمات المصرفية المتطورة.
.4نظام قانوني يدعم المحافظة على السرية المصرفية.
.5درجة عالية من االس تقرار السياسي ,فال يوجد هن اك مس تثمر ي رغب باالس تثمار في عملة بلد ال يس تطيع
توفير الحماية واألمان لعملته بما يضمن حقوق المستثمرين.
.6التركز في بلدان صغيرة ذات موارد طبيعية محدودة.
ب -السلبيات:
باإلضافة إلى وجود ايجابيات لبنوك األوفشور توجد هناك سلبيات لها وتتمثل في:
.1إن بنوك األوفشور تعمل على تزويد األفراد والشركات بوسائل يمكن من خاللها تجنب دفع الضرائب بشكل
متعم د ،ومن المع روف أن دفع الض رائب يمثل ال تزام ق انوني تج اه الدول ة ،وب الطبع ف إن تقليص حجم
الضرائب المدفوعة إلى الدولة سوف يؤدي إلى إضعاف قدرتها على تقديم المزيد من الخدمات.
.2إن خاص ية س رية العمل المص رفي ومرونة الق وانين واألنظمة ال تي تعمل بموجبها بن وك األوفش ور س وف
تسمح بجذب المزيد من األموال المتأتية من ممارسة نشاطات عالمية محرمة ,فعلى سبيل المثال هناك تزايد
ملح وظ في ع دد ه ذا الن وع من البن وك في انتجو وبرب ود (هي مراكز مالية لألوفش ور) ال تي تش تهر بغس يل
األم وال حسب ما ورد في أحد تق ارير الحكومة األمريكية في ع ام ،1997وقد ثبت ارتب اط العديد من ه ذه
البنوك مع بنوك أوفشور في روسيا وبلدان أخرى.
.3إن ص فة االلتف اف على الق وانين واألنظمة ال تي تعمل بموجبها بن وك األوفش ور جعلت من نش اطات وس معة
هذه البنوك موضع شك وتساؤل مستمر مما يقود البعض إلى االعتقاد أنه سوف ال تكون هناك عملية انتشار
وقبول واسع لهذه البنوك ،كما هو الحال بالنسبة للبنوك االعتيادية.
وفي دراسة لص ندوق النقد ال دولي ع ام 1999ق ام بها كل من أريكو ومواس الي أش ارت إلى تراجع دور
بنوك األوفشور بانخفاض قيمة األصول بين الحدود ،ورغم هذه النظرة التشاؤمية حول مستقبل بنوك األوفشور
هن اك من ي دافع عن بعض ه ذه البن وك باعتبارها أص بحت معروفة وت دار بش كل جيد مثل تلك الموج ودة في
()1
سويسرا ،لوكسمبورغ ،البهاماس ،سنغافورة ،هونغ كونغ.
)(1
(
http://www.albayan.com.
163
الفصل الحادي عشر :المديونية الخارجية و الدول النامية
تمهيد :
احتلت قضية المديونية الخارجية المستحقة على الدول النامية معظم الدراس ات االقتصادية الدولية
خالل الثمانينات ,و تعود بداية الديون الخارجية إلى نهاية الستينات و بداية السبعينات من القرن العشرين ,إال
أن األزمة لم تنفجر بعد خالل س نوات الس تينات و الس بعينات ,و لم تش عر خاللها ال دول المدينة بض يق األزمة
بسبب العوامل التالية :
-استقرار أسعار صرف العمالت المختلفة
-الحصول على فائض نفطي كبير للدول المصدرة للنفط
-انخفاض أسعار الفائدة
-عدم حلول آجال استحقاق الديون.
لكن ال ديون ب دأت تتجه نحو األزمة عن دما تغ يرت األوض اع الدولية بش كل كب ير و ذلك لت وافر عوامل
عديدة هي :
-انهيار أسعار الصرف الثابتة سنة 1973
-ارتفاع أسعار الطاقة بشكل كبير سنة 77و79/80
-حالة الركود التضخمي
-ارتفاع أسعار الفائدة الدولية في نهاية السبعينات و بداية الثمانينات من القرن العشرين ,و بدأت العديد من الدول
المدينة الكبرى تعلن توقفها عن دفع التزاماتها الخارجية بعد أن وصلت هذه االلتزامات إلى مستويات قياسية غير
مسبوقة ال تستطيع الدول المدينة الوفاء بها مثل :المكسيك ,األرجنتين ,البرازيل
.وقد ك ان ه ذا اإلعالن بمثابة دق ن اقوس الخطر لتح ذير ال دول الدائنة و المدينة و المؤسس ات المالية الدولية من
استمرار حالة المديونية بالشكل الراهن.
164
-1األسباب الداخلية للمديونية الخارجية :
تزايد الطلب الكلي و ضعف المدخرات الوطنية : -1.1
اتبعت ال دول النامية أنماطا لالتف اق المبنية على الزي ادة في االس تهالك الكلي من الس لع و الخ دمات
بمع دالت تف وق كث يرا إمكاني ات اإلنت اج المحلي و ه ذا يش جع ال واردات على حس اب الص ادرات ,و له ذا عج زت
اإلدخارات المحققة محليا عن الوفاء بمتطلبات االستثمار المستهدف ,و نظرا لتبني الدول النامية لبرامج طموحة
للنم و ,و ك ان نت ائج ذلك ح دوث فج وة م وارد مالية مما جعل ه ذه ال دول تض طر إلى االعتم اد على الق روض
الخارجية لتغطية هذه الفجوة باإلضافة إلى عاملي انخفاض أسعار الفائدة و تراكم الفوائض المالية للدول المصدرة
للنفط و بحث أصحاب هذه الفوائض عن فرص االستثمار.
1.2سوء تسيير الدين الخارجي :
لم يت وفر لمعظم ال دول المدينة تص ور واضح لكيفية إدارة و تس يير عملية االق تراض الخ ارجي و تق ييم
ج دارة ال دول المدينة في تس ديد ال دين عند اس تحقاقه و له ذا ف ان التس يير الجيد لل دين هو ج زء أساسي من التس يير
االقتصادي الكلي السليم ,و لذلك فان مسيري الدين الخارجي يجب أن تتوافر لديهم معلومات وافية عن حجم ال دين
و أس عار الفائ دة و ف ترات التس ديد و آج ال االس تحقاق و كف اءة اس تخدام ال دين و اإلنتاجية المترتبة على ه ذا
االستخدام و حجم االحتياطات الخارجية و أسعار الصرف و تطورات أسعار الفائدة و مصادر اإلقراض األخرى
البديل ة .و يش ير تقرير البنك ال دولي عن التنمية في س نة 1985إلى أن هن اك دراسة أج ريت عن عش رين دولة
نامية فيما يتعلق بتس يير ال دين الخ ارجي ,و قد خلصت ه ذه الدراسة إلى وج ود أربعة بل دان فقط من عش رين دولة
هي ال تي تق وم بتس يير ديونها بش كل جيد و منتظم ,و عليه ف ان التس يير الس يء لل ديون الخارجية في معظم ال دول
المدينة أدى إلى زيادة تأزم وضع الديون الخارجية لهذه البلدان .
1.3فشل السياسات اإلنمائية :
اتبعت معظم ال دول النامية سياس ات التنمية المعتم دة على اإلحالل محل ال واردات و لكن ه ذه السياسة لم
تنجح في تحقيق الهدف المنشود و هو تخفيض الواردات ,و لكن األمر أدى إلى إنتاج موجه للسوق المحلية و ليس
للتص دير وت دهور حالة م يزان الم دفوعات ع وض تحس ينه ,و انخف اض الص ادرات نظ را لسياسة اإلحالل ال تي
تقضي على المف اهيم المرتبطة بالمزايا النس بية في حين اتبعت دول جن وب ش رق آس يا سياس ات التنمية المعتم دة
على التوجه نحو الخ ارج ,و في ظل ه ذا الوضع ال ذي أدى إلى تزايد حجم و قيمة ال واردات اك بر من حجم
الصادرات ,و كان االتجاه الحتمي نحو الدين الخارجي لتمويل العجز المتزايد في ميزان المدفوعات .
1.4عدم وجود بيئة جاذبة لراس المال و هروبه نحو الخارج :
أن البيئة المالئمة أو الجاذبة ل راس الم ال تتمثل في ت وفر العوامل السياس ية و التوجه ات االقتص ادية و
االجتماعية,و كان من نتيجة عدم وجود هذه البيئة في البلدان النامية هي عزوف االستثمارات األجنبية عن إنشاء
أو المشاركة في اإلنشاء ,و مع وجود عوامل أخرى سلبية مثل التسيب والفساد اإلداري و البيروقراطية اتجهت
رؤوس األموال للخارج.
كما أن التجارب السالفة للحكومات المختلفة في هذه البلدان تؤثر في قرار أصحاب رؤوس األموال ,و أن
165
السلوك مثل التأميم و المصادرة و األخطار السياسية و االنقالبات العسكرية و تغيير نظام الحكم تؤدي بالض رورة
الى تفاقم ظاهرة هروب رؤوس األموال للخارج تجنبا لهذه األخطار.
-2العوامل الخارجية:
-2-1التبادل الالمتكافئ و تدهور شروط التبادل التجاري للدول النامية:
تخصصت ال دول النامية في قطاع ات إنتاجية أو ص ناعية غ ير رائ دة و اقل مردودية معتم دة على
تكنولوجيا ض عيفة ،كما تخصصت أيضا في تص دير م واد أولية بأس عار ال تتحكم فيها و إنما يتحكم في س عرها
الع رض و الطلب عليهما في الس وق في حين أن ال دول المتقدمة تخصصت في قطاع ات اس تراتيجية ص ناعية و
زراعية ذات تكنولوجيا متط ورة باإلض افة إلى ت دهور ش روط التب ادل التج اري لل دول النامية نتيجة لزي ادة أس عار
الواردات بمعدل اكبر من معدل تزايد أسعار الصادرات إلى تفاقم العجز الخارجي و اللجوء إلى تمويل هذا العجز
عن طريق االق تراض .فحص يلة ص ادرات ال دول النامية تتم يز بالتذب ذب و ترتبط بظ روف االقتص اد الع المي و
تميل أس عارها إلى االنخف اض في الم دى الطويل ,أما ال واردات فإنها تتم يز بكونها س لعا مص نعة و م واد غذائية
تميل أسعارها إلى االرتفاع .
-2-2األزم ات النقدية الدولية :أن تط ور س وق االورو -دوالر ال ذي تب وأ مكانة هامة في زي ادة
التمويل ال دولي و بش كل واسع في ظل الحرية الخالية من القي ود ال تي تفرض ها الس لطات النقدية في ال دول قد أدى
إلى تن افس البن وك الدولية في اق راض ال دول النامية ال تي ك انت ت رغب في الحص ول على ق روض خارجية ,
باإلض افة إلى عجز م يزان الم دفوعات األم ريكي ,مع تهاطل الف وائض المالية لل دول النفطية ,كل ه ذا أدى إلى
إقب ال ال دول المدينة و خاصة دول أمريكا الالتينية على االق تراض من ه ذه الس وق مما زاد في تعقيد األزمة مع
بداية الثمانينات .
-2-3طبيعة الديون المقترضة :
يشير تقرير البنك الدولي عن التنمية سنة 1985إلى أن نصيب القروض المعقودة باسعار فائدة معوضة
بالنسبة لمجموع الديون الخارجية للدول النامية قد بلغ %42,7من مجموع الديون سنة 1983مقابل 16,2سنة
. 1974
كما أن معظم الدول النامية قد لجأت إلى المصادر الخاصة للحصول على القروض و قد أدى إلى ارتفاع
نس بة ال ديون الخاصة إلى مجم وع ال ديون الخارجية لجميع ال دول النامية إلى ح والي %70س نة 1980مقابل
%5.9س نة 1970نظ را لس هولة عملية االق تراض و قد أدى إلى تعقد مش كلة ال ديون الخارجية في بداية
الثمانينات .
-2-4ارتفاع أسعار النفط و أسعار الفائدة :
يؤدي ارتفاع األسعار إلى التأثير على أوضاع المديونية الخارجية للدول النامية في عدة نواحي منها
– 1.4.2تزداد مديونية الدول النامية غير المصدرة للنفط بسبب ارتفاع تكلفة استيراد البترول و بالتالي
ترتفع تكلفة الواردات و بالتالي يزداد العجز الخارجي و ينتج عن ذلك لجوء هذه الدول إلى االقتراض الخارجي و
166
هو ما يزيد من حجم المديونية و تزداد معها اعباء المديونية
– 2.4.2بارتفاع أسعار النفط فان الدول المصدرة للنفط حصلت على فوائض مالية كبيرة و وظفت هذه
األموال في أسواق المال الدولية ,و تنافست البنوك الدولية في إعادة تدوير هذه الفوائض من خالل إقراضها ,و
عملت على تس هيل إقراض ها مما أدى إلى اعتم اد ه ذه ال دول على االق تراض و هو ما يزيد من تف اقم وض عية
المديونية الخارجية للبلدان النامية .
-3.4.2بارتفاع أسعار النفط ايضا ترتفع تكلفة اإلنتاج في معظم دول العالم و هو ما يؤدي إلى حدوث
ارتف اع أس عار جميع المنتج ات مما يزيد من ارتف اع تكلفة ال واردات لل دول النامية و به ذا تس تطيع ال دول المتقدمة
المعتم دة على النفط أن تنقل عبء ارتف اع أس عار النفط إلى ال دول النامية المص درة و المس توردة للنفط على حد
س واء أن أس عار الفائ دة الحقيقية المنخفضة في الس بعينات ش جع العديد من ال دول النامية إلى اللج وء لالق تراض
الخ ارجي بش كل موسع ,ولكن بعد ه ذا االنخف اض اتجهت أس عار الفائ دة في األس واق الدولية إلى االرتف اع الكب ير
منذ نهاية الس بعينات بس بب ارتف اع مع دالت التض خم مما أدى إلى زي ادة أعب اء ال دين الخ ارجي بش كل كب ير على
ع اتق ال دول النامية المدينة ال تي عج زت عن تس ديد ديونها المس تحقة في بداية الثمانين ات ,و قد أش ارت التق ارير
الدولية إلى أن متوسط س عر الفائ دة ال ذي اقترضت به ال دول النامية من المص ادر الخاصة قد بلغ حسب س عر
الليبور ( ) Liborحوالي %16.6سنة .1981
Pi
حيث أن Ci = :قدرة االقتصاد الوطني على االستيراد
= Xeحصيلة الصادرات من السلع و الخدمات
= Fتدفق رؤوس األموال األجنبية إلى االقتصاد المحلي
=Piسعر الوحدة من الواردات
= Pتحويالت األرباح و عوائد االستثمارات األجنبية الخاصة
= Dمبالغ خدمة الديون الخارجية
و توضح المعادلة أن ق درة االقتص اد الوط ني على االس تيراد تت أثر بعامل كب ير و هو مب الغ خدمة ال ديون
الخارجية التي تقلل من حصيلة الصادرات و تدفق رؤوس األموال إلى االقتصاد المحلي
-3أثر المديونية الخارجية على ميزان المدفوعات:
أحدثت المديونية الخارجية نزيفا في انتقال العملة الصعبة إلى تسديد الديون و خدمتها ووجدت هذه الدول
نفس ها تعيش حالة س يئة بين العجز و االس تدانة و اس تمرار العجز و تزايد االعتم اد على الق روض الخارجية و في
القرن الثامن عشر كانت حركة رؤوس األموال تزيد عن حجم الصادرات و األقساط و األرباح للخارج و بالتالي
تحسن ميزان المدفوعات ،أما في القرن العشرين فإن تدفقات الموارد إلى البالد المختلفة وصلت إلى درجة كبيرة
في نموه ا ،حيث أص بح ما تس تنزفه من أرب اح و م وارد يف وق كث يرا حجم ما ينف ق ،و بالت الي إح داث العجز في
موازين المدفوعات
أما أثر المديونية على التضخم فكان في عدة اتجاهات:
* عند دخول القروض األجنبية للدولة المدينة يقابله زيادة في عرض النقود في تلك الدولة و بالتالي
ينتج عن تنفيذ المش روعات الممولة عن طريق االق تراض الخ ارجي زي ادة في الكتلة النقدية ,و ه ذا بامكانه أن
ي ؤدي إلى ب روز تي ارات تض خمية خالفا لو ك ان األمر بالتمويل المحلي للمش روعات الص ادر من الم دخرات
المحلية كما أن تس ديد أقس اط ال دين له ت أثير على ارتف اع األس عار و خاصة إذا ك انت ص ادرات الدولة المدينة
تس تهلك محليا ,و تزايد أعب اء ال ديون تف رض على الدولة المدينة زي ادة الص ادرات و هو األمر ال ذي ي دفع إلى
انخفاض عرض السلع محليا مما يزيد في ارتفاع أسعارها .
168
* زيادة أعباء الدين تؤدي إلى انخفاض القدرة الشرائية و إضعاف القدرة على زيادة التصدير مما
يؤدي إلى اتجاه األسعار نحو االرتفاع.
اثر المديونية الخارجية على انخفاض االدخار المحلي و االحتياطات األجنبية : -4
ي ؤثر تف اقم المديونية الخارجية و زيادتها على االدخ ارات المحلية في البل دان المدينة ,و تعمل على
اض عافها ,و في المقابل تعمل على تش جيع االس تهالك المحلي ,و ه ذا يع ود الى ان ق ادة البل دان المدينة ينظ رون
إلى أن التمويل األجنبي يمكن أن يكون بديال ,و بالتالي ال تتمكن من تعبئة االدخار المحلي .كما ان اعباء الدين
الخ ارجي اث رت ب دورها على تك وين م دخرات محلية ,كما ت ؤثر المديونية الخارجية على انخف اض االحتياط ات
األجنبية من العملة الصعبة اذ يعمل تسديد المديونية على استنزاف احتياطاتها من العمالت األجنبية لتسديد ديونها
و اعبائها .
169
ب-تحرير األسعار العامة
ج-تحرير التجارة الخارجية
د-رفع الرقابة عن األسعار المحلية
هـ رفع الدعم عن المواد الضرورية و تجميد األجور
و -رفع أسعار الفائدة المدينة للحث على االدخار و االستثمار لرفع نمو الناتج المحلي على المدى الطويل
170
تبيع هذا الدين لطرف ثالث و ذلك بمنحه خصما معينا على هذا الدين ،و يحصل الطرف الثالث بعد شرائه للدين
على عملة محلية بقيمة ه ذا ال دين ،و بس عر الص رف الس ائد بين العمل تين أي العملة المحلية و العملة ال تي تم بها
تقييم الدين .
و لهذا فإن نظام تحويل الدين يستفيد منه كل من الدائن و المدين و الطرف الثالث ,فالدولة المدينة يمكنها
خفض رصيد الدين الخارجي مع توفير الجو المناسب لعودة رؤوس األموال الوطنية .
أما الجهة الدائنة فإنها تس ترد دينا منقوصا بنس بة الخصم بش كل مض مون أفضل من أن توضع ديونها في
بند الديون المشكوك في تحصيلها .
أما الط رف الث الث و هو ال ذي ق ام بش راء ال دين و تحويله بالعملة المحلية فإنه يك ون قد اس تفاد من نس بة
الخصم المقررة على الدين .
أما س لبيات ه ذا النظ ام هي مش اكل زي ادة التوسع النق دي أو االق تراض ال داخلي مما ي ؤدي إلى ارتف اع
معدالت التضخم .
-2 .5مبادالت الدين بأسهمdebt-Equity-Swap :
و تتمثل في إمكانية تحويل الدين الخارجي الحد الجه ات الدائنة إلى حقوق ملكية من خالل إمتالك الدائن
لحصص من أس هم رأس م ال المؤسس ات أو الش ركات الوطنية و ي وفر ه ذا األس لوب للمس تثمر األجن بي أداة
المتالك أصول في الدول المدينة ،فإذا استطاع أحد المستثمرين شراء سندات من دين مقومة بالعملة األجنبية من
أس واق الم ال الدولية ،وك انت ه ذه الس ندات مثال مص درة من الجزائر فإنه يمكن به ذه الطريقة تخفيض ال دين
الخ ارجي بقيمة ه ذه المس تندات عن طريق قي ام الجزائر بش راء ه ذه الس ندات من المس تثمر األجن بي مقابل ال دفع
بالعملة المحلية ،و يطلق على هذه العملية برسملة الديون dept capitatizationإشارة إلى تحويل الديون إلى
مساهمات في راس مال هذه الدول الشركات .
و هناك عقبات و مشاكل تواجه هذه الطريقة كآداة لتخفيف مشكلة هذه الديون الخارجية و هي:
ضعف أسواق المال المحلية في عدد كبير من البلدان المدينة و هو ما يعيق إمكانية شراء أسهمها -1
إلحدى الشركات .
القوانين و التشريعات لبعض الدول المدينة قد ال تسمح بامتالك األجانب لحصص في راس مال -2
الشركات الوطنية ,إذ أن معظم هذه الشركات هي شركات عمومية
انعدام وجود المناخ السياسي و االقتصادي المالئم لجذب االستثمارات االجنبية . ج-
ض عف دور القط اع الخ اص و تزايد ت دخل الدولة في النش اط االقتص ادي و قد تك ون العملة -8
مقومة باكبر من قيمتها الحقيقية و هو ما يضيع الخصم الذي حصل عليه المستثمر عند شرائه للدين .
هـ -وج ود مش كلة خارجية ترتبط بقي ام بعض ال دائنين ب بيع ال ديون الخارجية المس تحقة على دولة مدينة
مقابل خصم معين مع امتناع بنوك أخرى دائنة عن االشتراك في هذه العملية ,و يؤدي ذلك إلى وجود ظاهرة
( ) Free Riderحيث تستفيد البنوك الدائنة و التي لم تشترك في عملية تخفيض تسمى ب "الراكب المجاني "
ال دين االختي اري من خالل تحسن المركز الم الي للدولة المدينة و ارتف اع القيمة الس وقية لدينه بعد ذلك دون أن
171
يتحمل أية تكاليف
و -مشكلة القيم السوقية المناسبة للدين ,حيث تعارض بعض البنوك الدائنة التسليم بالخسائر الكامنة في
الخصم الذي يتم على القيمة التعاقدية للقرض و ذلك عند محاولة بيع الدين في سوق التداول .
Debt-Buy Bak -3.5إعادة شراء الدين
حسب ه ذا األس لوب تق وم الدولة المدينة بش راء ديونها من البن وك التجارية و على ال رغم من أن ه ذه
الديون القائمة لم تستحق بعد اال أن الدولة المدينة قد ترغب في تخفيض رصيد الدين الخارجي و االعباء المترتبة
عليه عن طريق إعادة شراء أو سداد هذا الدين بالقيمة السوقية له و هي اقل من القيمة االسمية للدين
و ما يواجه ه ذا األس لوب من مش اكل ع دم ت وافر الم وارد التمويلية الكافية للدولة المدينة لش راء ديونها
الخارجية غير انه يمكن أن يتاح هذا التمويل عن طريق مصادر أخرى بشروط ميسرة من حيث اعباء التسديد قد
يمكن الدولة من إع ادة ش راء دينها و تخفيف أعبائها الخارجية ,و يمكن للمؤسس ات الدولية أن تس اعد في ه ذه
العملية بتوفير الموارد المالية الالزمة المسيرة العادة شراء الديون التجارية .
و الجدير بالذكر أن بعض الدول قد قامت باستخدام جزء من احتياطاتها الخارجية في إعادة شراء الديون
التجارية ذات األعباء الكبيرة ,و استفادت من عملية الخصم الذي يتم على القيمة االسمية أو القيمة التعاقدية للدين
.
-4.5توريق الدين ()Securitization
وهي عملية تحويل الدين إلى أوراق مالية قابلة للتداول في أسواق المال الدولية و تسمى األدوات المالية
التي تسمى في هذه التقنية بسندات التخارج ,اذ يمكن للمصارف الدائنة تحويل القروض التجارية إلى أوراق مالية
قابلة للت داول ,و ع ادة ما تعكس القيمة الس وقية للورقة أي قيمة الت داول في الس وق الثانوية مس توى الج دارة
االئتمانية للدولة المدينة ,و مقدار الخصم من القيمة التعاقدية قبل تحويله إلى ورقة مالية باإلضافة إلى المستويات
النسبية ألسعار الفائدة السائدة على هذه األوراق .
وه ذا األس لوب تواجهه مش كلة وهي كيفية تحديد القيمة الس وقية للورقة المالية ال تي تك ون اقل من القيمة
التعاقدية ألصل الدين
و القيمة التعاقدية لل دين هي القيمة الحالية للم دفوعات من ( األقس اط +الفوائد ) المبينة في العقد األول
بين الدائن و المدين على أساس افتراض أن هذه المدفوعات ستكون في الوقت المحدد لها ,اما القيمة السوقية لهذا
العقد فهي القيمة الحالية لتوقع الس وق عن تي ار الم دفوعات ال ذي س يتم فعال بمقتضى العقد و تتح دد القيمة الس وقية
للورقة المالية بأسلوب فني دقيق يأخذ في عين االعتبار كافة التوقعات المتعلقة بالمركز المالي للدين اعتمادا على
مؤشرات تقييم الجدارة االئتمانية .
و خالصة القول أن أزمة تسيير الديون الخارجية قد شارك في صنعها و تأزيمها كافة األطراف المدينة و
الدائنة ,و كان سلوك الطرفين يسير ليس لصالح حل األزمة و لكن األطراف كانوا شركاء غير حكماء و بالتالي
ف ان كل منهما يتحمل مس ؤوليته في حل األزمة ,و أن الم وارد اإلض افية المقدمة من الخ ارج لل دول المدينة يجب
172
أن تس تخدم في رفع مع دالت االس تثمار و زي ادة الدخول و محاربة األمية و الفقر و األم راض ,ال أن تس تخدم في
إعادة تسديد القروض السابقة و خاصة في الدول المثقلة بالديون و ال في المستوردات االستهالكية الكمالية .
الخــاتمـة
,تعد الموضوعات التي سبقت اإلشارة إليها من الموضوعات المسطرة في برنامج المالية الدولية
و قد تم اإلضافة إليها كمدخل للمالية الدولية فصول أخرى مثل مفهوم التمويل الدولي في الفصل األول و تطور
أما باقي الفصول فقد تعرضنا إليها بإسهاب مثل ميزان المدفوعات و كل ما يتعلق به و أسواق سعر الصرف
األجنبي ,و تقنيات التغطية الداخلية مثل إجراء المقاصة و المطابقة و التعجيل
و التأخير في تغطية المراكز المكشوفة و إصدار الفواتير بالعملة األجنبية و إدارة األصول و الخصوم ,أما
تقنيات التغطية الخارجية التي تمثلت في االقتراض قصير األجل و خصم الكمبياالت المسحوبة بالعملة األجنبية و
173
اللجوء لشركات تحصيل الديون و الحصول على ضمانات حكومية ثم انتقلنا إلى األسواق المشتقة و هي عبارة
عن أسواق مالية آجلة و التي تتمثل في أسواق االختيارات التي تعتبر عقود قانونية غير ملزمة سواء لمشتري
عقد خيار الشراء أو خيار البيع ثم أسواق العقود المستقبلية و هي عقود قانونية ملزمة و لكنها آجلة و استعمال
و في الفصل الثامن كان البد من اإلشارة إلى تقنيات التسوية في المبادالت الدولية قصيرة األجل
و هي االعتماد المستندي و التحصيل المستندي ,أما تمويل التجارة الخارجية بالتقنيات الطويلة
و المتوس طة األجل فقد اش رنا إلى ش راء مس تندات التص دير أو ما يس مى بتمويل الص فقات الجزافية ثم ش راء أو
خصم ال ديون بالجمل وق رض و Leasing FACTORINGو الت أجير التم ويلي الم ورد و ق رض
المشتري و القروض المشتركة .كل هذه التقنيات تخص تمويل التجارة الدولية
و عمليات التسوية أما الفصل العاشر فقد تولى مهمة توضيح أسواق العمالت الدولية التي تتمثل
و ختمنا هذه المطبوعة بدراسة المديونية الخارجية التي أثقلت كاهل الدول النامية و تعرضنا إلى أسبابها التي
تلخصت في أسباب متعلقة بهذه الدول ذاتها و أسباب خارجية مفروضة عليها ثم آثارها على ارتفاع خدمة الدين و
االستيراد و التنمية و ميزان المدفوعات و ضعف االدخار المحلي و في األخير اشرنا إلى الحلول المقترحة الزمة
المديونية كإعادة جدولة الديون و إعادة التمويل و التسهيالت المالية و األساليب األخرى .
174