Professional Documents
Culture Documents
إذا أخذنا بعين االعتبار السلطة المختصة بوضع التشريع حسب الدستور الجزائري
يمكن تصنيفه إلى صنفين ،التشريع بالمفهوم الضيق أي النصوص التشريعية الصادرة عن
السلطة التشريعية الممثلة في البرلمان بغرفتيه المجلس الشعبي الوطني و مجلس األمة من
جهة ,و النصوص التنظيمية و التي هي من اختصاص السلطة التنفيذية حسب المجاالت
التي حددها الدستور.
أوال :التشريع الصادر عن البرلمان.
وينقسم هذا التشريع أيضا بدوره إلى تشريع أساسي ,المعاهدات و التشريع العادي.
-1التشريع األساسي (الدستور)
التشريع األساسي أو الدستور هو أعلى التشريعات و أقواها ,و هو مجموعة القواعد
التي تحدد نظام الحكم في الدولة و تبين السلطات العامة فيها و اختصاص كل منها و
عالقتها ببعضها ،و تقرر ما لألفراد من حريات عامة و حقوق قبل الدولة ،كما تبين القواعد
القانونية الدستورية المبادئ العامة المتعلقة بالتنظيم االقتصادي و االجتماعي ،و يتم وضع
الدستور باعتباره القانون األسمى و األعلى و األساسي في البالد من قبل صاحب السلطة،
و صاحب السلطة حسب المادة 07من الدستور الجزائري هو الشعب حيث تنص ":الشعب
مصدر كل سلطة.
السيادة الوطنية ملك للشعب وحده ".
و يصدر الدستور بأمر من رئيس الجمهورية طبقا للمادة 148من الدستور و ال يمكنه
في هذه الحالة االعتراض على إصدار الدستور لكون الشعب هو مصدر السلطة.
و عليه فإن الدستور باعتباره أعلى تشريع من وضع أعلى سلطة في المجتمع هو
المرجع األساسي بالنسبة لكل التشريعات األخرى و التي ال يمكنها مخالفته.
-2المعاهدات:
تنص المادة 154من الدستور الجزائري على ما يلي" :المعاهدات التي يصادق عليها
رئيس الجمهورية حسب الشروط المنصوص عليها في الدستور تسمو على القانون " ،و
تنص المادة ": 153يصادق رئيس الجمهورية على اتفاقيات الهدنة و معاهدات السلم و
التحالف و االتحاد ،و المعاهدات المتعلقة بحدود الدولة ،و المعاهدات المتعلقة بقانون
األشخاص ،و المعاهدات التي تترتب عليها نفقات غير واردة في ميزانية الدولة ,و
االتفاقات الثنائية أو المتعددة األطراف المتعلقة بمناطق التبادل الحر و الشراكة و بالتكامل
االقتصادي ,بعد أن توافق عليها كل غرفة من البرلمان صراحة ".
نستنج أن المعاهدات التي يصادق عليها رئيس الجمهورية تكون أعلى درجة من
القانون ,و أقل درجة من الدستور ,و عليه يتعين أال تكون أحكامها مخالفة له.
-3التشريع العادي (القانون):
و هو مجموعة القواعد القانونية التي تصدرها السلطة التشريعية ممثلة في البرلمان
بغرفتيه (المجلس الشعبي الوطني و مجلس األمة) ,و هذا بمقتضى المادة 114من الدستور
و إعماال لمبدأ الفصل بين السلطات.
و يأتي القانون في المرتبة الثالثة بعد الدستور و المعاهدات التي تصادق عليها الدولة
الجزائرية باعتبارها تسمو على القانون.
و التشريع العادي أصناف فإلى جانب القانون العادي الذي يشرع فيه البرلمان في
مجاالت حددها نص المادة 139من الدستور ,و هي 30مجال هناك أيضا ما يعرف
بالقانون العضوي الذي يتعلق بتطبيق الدستور فيما يخص مجال تنظيم السلطات العمومية,
و نصت المادة 140من الدستور على المجاالت التي يشرع فيها البرلمان بقوانين عضوية
وهي 06مجاالت باإلضافة إلى قانون المالية و القانون اإلطار و القانون التوجيهي.
و نشير في األخير إلى أنه إذا تعذر على البرلمان لسبب ما ,القيام بمهامه التشريعية
تتولى السلطة التنفيذية ممثلة في شخص رئيس الجمهورية بهذه المهام حيث يصدر التشريع
في صورة أوامر طبقا للمادة 142من الدستور ،و يمكن تعريف األمر على أنه القواعد
القانونية التي تضعها السلطة التنفيذية و التي تتناول مسائل هي أصال من اختصاص
السلطة التشريعية ,و ذلك بسبب ظروف معينة كشغور البرلمان أو حالة الضرورة ,و تخضع
هذه األوامر مثلها مثل التشريع الصادر عن البرلمان إلى مبدأ الدستورية.
ثانيا :التنظيمات (التشريع الفرعي أو الالئحي)
يقصد بالتنظيمات الق اررات التنظيمية العامة و المجردة التي تصدرها السلطة التنفيذية
بمقتضى اختصاص أصيل لها ,خوله لها الدستور بمقتضى نص المادة 141حيث تنص":
يمارس رئيس الجمهورية السلطة التنظيمية في المسائل غير المخصصة للقانون.
يندرج تطبيق القوانين في المجال التنظيمي الذي يعود للوزير األول أو لرئيس الحكومة
حسب الحالة ".
و التنظيمات التي تصدرها السلطة التنفيذية بمقتضى هذا االختصاص العادي أو
األصيل ليس لها قوة التشريع العادي أو القانون ,سواء ذلك الصادر عن السلطة التشريعية أو
عن السلطة التنفيذية في الحاالت االستثنائية المنصوص عليها بالمادة 142من الدستور
فهي أقل قوة و لذا نجد من يطلق عليها تسمية التشريع الفرعي.
و التنظيمات على ثالثة أنواع:
التنظيمات التنفيذية :و هي تلك التنظيمات التي تتضمن القواعد التفصيلية لتنفيذ .1
القوانين الصادرة عن السلطة التشريعية ,و التي كثي ار ما تقتضي وضع القواعد العامة و تترك
النواحي التفصيلية للسلطة التنفيذية ,فهذه األخيرة و بحكم وظيفتها و اتصالها بالجمهور
تكون أقدر من السلطة التشريعية على معرفة التفصيالت الخاصة بالتنفيذ وفقا لضرورات
العمل و ظروفه ,إضافة إلى ما تضمنه من سرعة التنفيذ و تخليص القوانين من كثير من
التفصيالت و التخفيف من أعباء السلطة التشريعية ,و لهذا يجب أن تتقيد التنظيمات
التنفيذية بالغرض المقصود منها و هو تنفيذ القوانين ،فال يجوز أن تتضمن تعديال أو إلغاءا
لقاعدة قانونية.
التنظيمات التنظيمية :و يطلق عليها أيضا التنظيمات المستقلة أو القائمة .2
بذاتها ألنها ال تستند إلى قانون تعمل على تطبيقه أو تنفيذه ,و تتضمن هذه التنظيمات
القواعد الالزمة لتسيير المرافق العامة في الدولة ،و بما أن السلطة التنفيذية هي التي تقوم
بإدارة المرافق العامة فإنه من الطبيعي أن تختص بإصدار القواعد الالزمة لتسيرها.
و تدخل التنظيمات التنظيمية في اختصاص رئيس الجمهورية ,و هذا بمقتضى الفقرة 1
من المادة 141من الدستور.
تنظيمات الضبط أو البوليس :وهي تلك التنظيمات التي تتضمن القواعد .3
الالزمة للمحافظة على األمن و الهدوء و الصحة العامة ،فهي تضع قيودا تشريعية على
الحريات الفردية يقتضيها الصالح العام ،و من أمثلتها تنظيمات المرور أو تلك المتعلقة
بالمحالت المقلقة للراحة و الضارة بالصحة و الخطرة و كذا التنظيمات الخاصة بمراقبة
األغذية و الباعة المتجولين و منع انتشار األوبئة.
و عليه فإن نطاق تنظيمات الضبط أو البوليس يتحدد في المحافظة على النظام العام
بعناصره الثالثة و هي األمن العام و الصحة العامة و السكينة العامة ,و كل ما يتجاوز هذه
العناصر يعتبر غير مشروع.