You are on page 1of 10

‫‪ISSN: 2090 – 0449 Online‬‬

‫‪Type of License: CC BY-NC-ND‬‬


‫‪DOAJ API documentation: 359c88a5cecf4f7faa1c2f538c431346‬‬

‫دراﺳﺎت‬

‫]‪^Óè^ßèÒÜé×ÎcÙ^ÏjÞ‬‬
‫‪ êÚø‰ý]ÜÓ£]±cíéŞÞˆéfÖ]ì†ŞéŠÖ]àÚ‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫باحث دكتوراﻩ تاريخ إسالمي‬
‫كلية ٓالاداب – جامعة بنغازي‬
‫قاريونس– ليبيا‬

‫‪ ‬‬
‫<‬ ‫<<‬ ‫“‪ ‬‬
‫~ ‪ł‬‬‫‪fl ׺ ÚŁ‬‬
‫مل ﻳﺤﻈﻰ ﺗﺎرﻳﺦ ﻛريﻳﻨﺎﻳﻜﺎ اﻹﺳﻼﻣﻲ إﻻ ﺑﺪراﺳﺎت ﻗﻠﻴﻠﺔ وﺿﺤﻠﺔ‪ ،‬وﻳﺪل ﻋﲆ ذﻟﻚ ﻗﻠﺔ اﳌﺮاﺟﻊ اﻟﺘﺎرﻳﺨﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺘﻨﺎول ﺗﺎرﻳﺦ ﻫﺬا‬
‫اﻹﻗﻠﻴﻢ‪ ،‬ﻟﺬﻟﻚ ﺟﺎءت ﻫﺬه اﻟﺪراﺳﺔ ﻟﻠﺨﻮض ﰲ ﻇﺎﻫﺮة ﻣﻬﻤﺔ ﰲ ﺗﺎرﻳﺦ اﻟﻔﺘﺢ اﻹﺳﻼﻣﻲ ‪ -‬ﻓﺒﻌﺪ أن ﻣ ﱠﺮ اﻹﻗﻠﻴﻢ ﺑﺘﻴﺎرات ﻋﺪﻳﺪة ﻣﻦ‬
‫اﻻﺳﺘﻌامر اﻷﺟﻨﺒﻲ اﻷورويب اﻟﺬي ﻓﺮض ﻫﻴﻤﻨﺘﻪ وﻧﻬﺐ ﺧرياﺗﻪ وزرع اﻟﻔﺘﻨﺔ واﻟﺸﻘﺎق ﺑني أﺑﻨﺎﺋﻪ – ﺟﺎءت اﻟﻔﺘﻮﺣﺎت اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ‬
‫ﻻﺳﺘﻜامل ﻧﴩ اﻟﺮﺳﺎﻟﺔ اﻟﺴﺎﻣﻴﺔ‪ ،‬ﻓﻮﺟﺪ اﳌﺴﻠﻤني ﺗﺮﺣﻴ ًﺒﺎ ﻛﺒ ًريا ﻣﻦ ﺳﻜﺎن ﻛريﻳﻨﺎﻳﻜﺎ اﻟﱪﺑﺮ اﻷﻣﺎزﻳﻎ‪ ،‬متﺜﻞ ذﻟﻚ ﰲ ﻗﺒﻴﻠﺔ "ﻟﻮاﺗﺔ" اﻟﺒﱰﻳﺔ‬
‫اﻟﻘﻮﻳﺔ‪ ،‬واﻟﺘﻲ ﻗﺪﻣﺖ اﻟﺮﺟﺎل واﳌﺎل ﻟﻠﺤﻤﻠﺔ اﳌﺒﺎرﻛﺔ‪ ،‬ﻓﻜﺎن ﻟﺬﻟﻚ أﺑﻌﺪ اﻷﺛﺮ ﰲ ﻧﺠﺎح ﺣﻤﻠﺔ اﻟﻔﺘﻮﺣﺎت اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ‪ ،‬ﺣﺘﻰ ﺻﺎر اﳌﻐﺮب‬
‫ﻗﺎﻋﺪة اﻟﻬﺠﻮم ﻟﻠﺠﻴﻮش اﻹﺳﻼﻣﻴﺔ وﻧﻘﻄﺔ اﻟﱰاﺟﻊ ﺣني ﺗﺸﺘﺪ ﻋﻠﻴﻬﻢ اﻟﻬﺠامت واﻟﻬﺰاﺋﻢ‪ ،‬ووﻓﱠﺮ ﻋﻠﻴﻬﻢ اﻟﻮﻗﺖ واﳌﺎل واﻷﻧﻔﺲ‪ ،‬وﻓﺘﺢ‬
‫اﻟﺒﺎب ﻋﲆ ﻣﴫاﻋﻴﻪ ﻟﻔﺘﺢ ﺑﺎﻗﻲ اﳌﺪن ﰲ اﳌﻐﺮب‪ ،‬وﻗﺪ اﺗﺒﻌﺖ ﰲ ﻫﺬه اﻟﺪراﺳﺔ اﳌﻨﻬﺞ اﻟﴪدي اﻟﺘﺤﻠﻴﲇ اﳌﻘﺎرن‪ ،‬ﻣﻌﺘﻤ ًﺪا ﻋﲆ أﻫﻢ‬
‫اﳌﺼﺎدر واﳌﺮاﺟﻊ اﻟﺘﺎرﻳﺨﻴﺔ ﰲ ﻫﺬا اﳌﻮﺿﻮع‪.‬‬
‫‪  ‬‬ ‫‪  ‬‬
‫ﺍﻹﻣﺒﺮﺍﻃﻮﺭﻳﺔ ﺍﻟﺮﻭﻣﺎﻧﻴﺔ‪ ،‬ﻧﺒﺎﺕ ﺍﻟﺴﻠﻔﻴﻮﻡ‪ ،‬ﺍﻟﺪﻳﺎﻧﺔ ﺍﻟﻨﺼﺮﺍﻧﻴﺔ‪ ،‬ﻓﺘﺢ ﺑﺮﻗـﺔ‪،‬‬ ‫‪ ٢٤‬ﻳﻨﺎﻳﺮ ‪٢٠١٤‬‬ ‫ﺗﺎﺭﻳﺦ ﺍﺳﺘﻼﻡ ﺍﻟﺒﺤﺚ‪:‬‬
‫ﺍﻟﻔﺘﻮﺣﺎﺕ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ‬ ‫‪ ١٦‬ﻣﺎﺭﺱ ‪٢٠١٤‬‬ ‫ﺗﺎﺭﻳﺦ ﻗﺒــﻮﻝ ﺍﻟﻨﺸــﺮ‪:‬‬

‫‪‬‬
‫ﺣﺴﻴﻦ ﺣﻤﺪ ﺣﺴﻴﻦ ﺍﻟﻔﻘﻴﻪ‪" ،‬ﺍﻧﺘﻘﺎﻝ ﺇﻗﻠﻴﻢ ﻛﻴﺮﻳﻨﺎﻳﻜﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻴﻄﺮﺓ ﺍﻟﺒﻴﺰﻧﻄﻴﺔ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺤﻜﻢ ﺍﻹﺳﻼﻣﻲ"‪ -.‬ﺩﻭﺭﻳﺔ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺨﻴﺔ‪ -.‬ﺍﻟﻌﺪﺩ‬
‫ﺍﻟﺘﺎﺳﻊ ﻭﺍﻟﻌﺸﺮﻭﻥ؛ ﺳﺒﺘﻤﺒﺮ ‪ .٢٠١٥‬ﺹ ‪.٧٧ – ٦٨‬‬

‫كل هذا كان له أبعد ٔالاثر ي التمهيد للفتح ٕالاسالمي‪ ،‬وتيس ﺮ‬


‫‪₣íÚÿ đ‚Ïş ÚŁ‬‬
‫مهمته‪ ،‬فبعد أن فتحت مصر عنوة‪ ،‬أصبح الفاتحون املسلم ن‬
‫دخلت ك ﺮينايكا تحت السيطرة الب نطية‪ ،‬ومع مرور الزمن‬
‫يتطلعون للتقدم ي بالد املغرب‪ ،‬لنشر الرسالة السامية ال جاءوا‬
‫وتعاقب ٔالاباطرة اندمج بعض سكان ٕالاقليم ال ﺮبر ي مجتمع‬
‫من أجلها‪ .‬من املسلم به أن ك ﺮينايكا كانت قاعدة انطالق الجيوش‬
‫الرومان وتكلموا بلغ م وتثقفوا بثقاف م‪ُ ،‬سنة تقليد الضعيف‬
‫ٕالاسالمية نحو املغرب‪ ،‬ونقطة التمركز والانسحاب التكتيكي للقادة‬
‫للقوي‪ ،‬بينما نفر فريق م م من الرومان ورفضوا هيمن م ع ى‬
‫املسلم ن‪ ،‬وذلك لطبيع ا الجغرافية الخاصة‪ .‬وأجمعت أغلب‬
‫ً‬ ‫ً‬ ‫بالدهم ال تحولت إ ى مزارع رومانية‪ ،‬وأصبح مالكها ٔالاصلي ن‬
‫سريعا وسهال‪،‬‬ ‫الروايات التاريخية ع ى أن فتح إقليم ك ﺮينايكا كان‬
‫عبيد يعملون ف ا‪ ،‬ويؤدون الضرائب كذلك‪ .‬ونتيجة لحركة التنص ﺮ‬
‫وأن سكا ا قد قدموا مبادر م للمسلم ن طائع ن مختارين‪.‬‬
‫ال فرضها الرومان ع ى سكان ليبيا عامة وك ﺮينايكا خاصة‪ ،‬زاد‬
‫]‪ í‰]…‚Ö]àÚÍ‚‬‬ ‫ذلك من استياء الك ﺮينايكي ن‪ .‬كذلك قام الرومان بفرض هيمن م‬
‫من هذا املنطلق جاءت هذﻩ الدراسة‪ ،‬ملعرفة ٔالاسباب‬ ‫ع ى تجارة نبات السلفيوم الذي كان مصدر رزق للك ﺮينايكي ن‪،‬‬
‫والظروف ال ساعدت املسلم ن ع ى بسط سلط م ع ى هذا‬ ‫وقام املالك الرومان بالسيطرة ع ى مساحات شاسعة من أرا‬
‫ٕالاقليم؛ وما هو الدور الذي قامت به ك ﺮينايكا وسكا ا ي دعم‬ ‫ك ﺮينايكا‪ ،‬وأدت عمليات ج املحصول الجائرة – من قبل الرومان‬
‫حركة الفتح ٕالاسالمي للمغرب العربي ؟ وما ي أبرز القبائل املحلية‬ ‫– إ ى انقراض هذا النوع النادر من النبات الط ‪.‬‬

‫‪٦٨‬‬
‫ﺤﻜﱠﻤﺔ‪ .‬ﺭﺑﻊ ﺳﻨﻮﻳﺔ‬
‫ﻣ َ‬
‫ﻋﻠﻤﻴﺔ‪ .‬ﻋﺎﻟﻤﻴﺔ‪ُ .‬‬ ‫ﻛﺎﻥ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺨﻴﺔ‬

‫ﺍﻟﻌﺪﺩ ﺍﻟﺘﺎﺳﻊ ﻭﺍﻟﻌﺸﺮﻭﻥ – ﺳﺒﺘﻤﺒﺮ ‪ – ٢٠١٥‬ﺍﻟﺴﻨﺔ ﺍﻟﺜﺎﻣﻨﺔ‬


‫دراﺳﺎت‬
‫)الب نطية( ولعل الحادث الوحيد املهم الذي عرفته ك ﺮي ي عهد‬ ‫ال ساعدت الجيوش ٕالاسالمية وقدمت لها الدعم املعنوي واملادي‬
‫الرومان وأيام الب نطي ن‪ ،‬هو انتشار النصرانية ي ربوعها والذي‬ ‫والعسكري؟‬
‫سوف نتناوله ي حينه)‪.(١٨‬‬
‫_‪ êÚø‰ý]ÜÓ£]ØfÎ^Óè^ßèÒÜé×ÎcVğ÷æ‬‬
‫ووضع الب نطيون تنظيمات إدارية‪ ،‬كان القصد م ا زيادة‬
‫‪ -١/١‬دخول ك ﺮينايكا تحت السيطرة الب نطية‬
‫سيطر م ع ى البالد من النوا ي ٕالادارية والعسكرية والاقتصادية‪،‬‬
‫ُ‬ ‫بوفاة بطليموس أبيون )‪ (١)(Apione‬ي سنة )‪ ٩٦‬ق‪.‬م( آلت‬
‫وبموجب هذﻩ التنظيمات ق ّسمت البالد إ ى ثالث أقسام رئيسة ي‪:‬‬
‫وصية هذا‬ ‫ملكية ) ك ﺮينايكا‪ ( Cyrenaica ،‬إ ى روما بمقت‬
‫)منطقة طرابلس الساحلية – ومنطقة الدواخل الليبية – ومنطقة‬
‫امللك)‪ ،(٢‬والواقع أن دخولها إ ى حظ ﺮة الدولة أو ٕالام ﺮاطورية‬
‫برقة "باركي"()‪ (١٩‬وكانت ك ﺮينايكا بدورها مقسمة إ ى دوقيت ن تتألف‬ ‫ً‬ ‫الرومانية كان ً‬
‫متوقعا)‪ .(٣‬فقد تدخلت )روما( ي ال اع الدائر‬ ‫أمرا‬
‫كل م ا من أبرشية واحدة‪ ،‬وهما دوقية "بنتابوليس")‪ (٢٠‬وعاصم ا‬
‫ب ن )بطليموس السادس( وأخيه الصغ ﺮ‪ ،‬وأو ٔالاخ ﺮ بك ﺮينايكا‬
‫ٕالادارية )طلميثة – بتوليومايس( )‪ (٢١‬ودوقية ليبيا وعاصم ا ٕالادارية‬
‫إ ى روما‪ ،‬إذ لم يعقبه وريث ذكر يرث العرش)‪.(٤‬‬
‫)بارتينيوم‪ ،‬مرﺳ مطروح( )‪ (٢٢‬وكانت منطقة ك ﺮينايكا تابعة للحاكم‬
‫وبعد وفاة بطليموس أبيون لم تبادر روما إ ى مباشرة حكم‬
‫الب نطي ي ٕالاسكندرية بمصر)‪.(٢٣‬‬
‫)‪(٢٤‬‬
‫ك ﺮينايكا‪ ،‬وإنما اكتفت باالستيالء ع ى أمالك التاج‪ ،‬و ي املعروفة‬
‫وخالل الحكم الب نطي دهم طرابلس خطر "الوندال"‬
‫بأرض امللك‪ ،‬وبفرض ضريبة ع ى نبات ) السلفيوم‪( Silphium ،‬‬
‫احتلوها ي أوائل القرن الخامس امليالدي‪ ،‬واستقروا ف ا ما ب ن‬
‫وسمحت ملدن ك ﺮينايكا الخمس أن تتو ى بنفسها إدارة شؤو ا ي‬
‫)‪٥٣٣-٤٢٧‬م( ودمروا ما استطاعوا تدم ﺮﻩ‪ ،‬ومع أن الوندال لم‬
‫بداية ٔالامر)‪ .(٥‬و ي سنة )‪ ٧٤‬ق‪.‬م( ُح ّ ِولت ك ﺮينايكا إ ى والية رومانية‬
‫يحتلوا ك ﺮينايكا ذا ا إال أن البالد تأثرت بسبب هذﻩ الكارثة ال‬
‫)‪(٢٦‬‬
‫وع ّ ن لها حاكم روماني‪ ،‬وهكذا انتقلت هذﻩ املنطقة إ ى روما بعد‬ ‫ُ‬
‫أصابت شقيق ا)‪ .(٢٥‬لكن ٕالام ﺮاطوري الب نطي "جوستنيان"‬ ‫أن كان البطاملة يحكمو ا مدة )‪ً ٢٢٦‬‬
‫أعلن الحرب ع ى الوندال سنة )‪٥٣٤‬م( )‪ (٢٧‬وأرسل قواته املُ ﱠ‬ ‫عاما( وأصبح الخطر الروماني‬
‫دج َجة‬
‫يربض ع ى مسافة )‪ ٨٠٠‬كلم( غرب ٕالاسكندرية)‪.(٦‬‬
‫بقيادة قائدﻩ املاهر "بيليساريوس")‪ (٢٨‬إ ى املغرب فتغلب ع ى‬
‫وإزاء خطر استفحال هجمات القراصنة ي البحر املتوسط‪،‬‬
‫الوندال وأسر قائدهم "جليم ﺮ")‪ (٢٩‬واستعاد كل املناطق ال سيطر‬
‫الذين كانوا يتخذون من إقليم ك ﺮينايكا قاعدة لهم)‪ ،(٧‬قررت روما‬
‫عل ا الوندال)‪.(٣٠‬‬
‫– بعد أن وجدت الفرصة والذريعة املالئمة – أن تضع فيه حامية‬
‫وبعد وفاة جوستنيان )‪٥٦٥‬م( أدخل إصالح إداري مهم‪ ،‬وذلك‬
‫عسكرية‪ ،‬ووضعت أول حاكم روماني ع ى إقليم ك ﺮينايكا‪ .‬ولكن‬
‫بإنشاء نظام الواليات‪ ،‬ولم تلحق به طرابلس الغرب ال ضمت ي‬
‫انشغال روما باالضطرابات الداخلية وبمكافحة القراصنة وتجدد‬
‫وك ﺮينايكا )بنتابوليس( إ ى املقاطعة املصرية‪ .‬و ي سنة )‪٦٤١‬م( مات‬
‫صراعها مع ثورات داخلية لم تركز اهتمامها ع ى ٕالاقليم وتنظيم‬
‫ٕالام ﺮاطور "أرقيليوس" بعد أن خسر املقاطعات الشرقية ي حروبه‬
‫شؤونه‪ ،‬مما أدى إ ى عدم تحسن أحواله عما كانت عليه من‬
‫مع املسلم ن‪ ،‬وخلفه ٕالام ﺮاطور "كوستانت الثاني" و ي عهدﻩ فتح‬
‫قبل)‪.(٨‬‬
‫العرب مصر‪ ،‬ثم طرابلس الغرب)‪.(٣١‬‬
‫عسكريا ً‬
‫ً‬ ‫لقد كان املستعمرون الرومان يعت ﺮون ك ﺮينايكا ليست أك ﺮ من‬
‫بحتا‪ ،‬حكم دولة غالبة‬ ‫ً‬
‫حكما‬ ‫وكان الحكم الروماني‬
‫ً‬ ‫منطقة إس ﺮاتيجية تتوسط البحر ٔالاحمر وبالتا ي فﻬ مختلفة عن‬
‫ع ى أمة مغلوبة‪ ،‬وساءت الحالة جدا ي زمن سيطر م‪ ،‬وصارت‬ ‫)طرابلس ‪ً (٩)(trepoli‬‬
‫تماما من الناحية ٕالاس ﺮاتيجية)‪ .(١٠‬و ي سنة‬
‫البالد ي فقر مدقع ال تقوى ع ى ما فرضته الحكومة عل ا من‬
‫)‪ ٦٧‬ق‪.‬م( وبعد أن َد َم َجت روما جزيرة )كريت ‪ (١١) ( crete‬وإقليم‬
‫الضرائب‪ ،‬وكرهت الواليات جميعها حكم الرومان فلم يكرهوا‬ ‫ﱠ‬
‫)ك ﺮينايكا( ي والية واحدة)‪ ،(١٢‬وركزت روما اهتمامها ع ى السيطرة‬
‫توغل الفرس ي مستعمرات الدولة الرومانية وفتحهم ملمتلكا ا‬
‫عليه لحماية كريت من أي هجمات مباغته من ناحية سواحله)‪،(١٣‬‬
‫)‪(٣٢‬‬
‫سنة )‪٦١٧‬م( لكنه لم يدم كث ًﺮا حيث قام ٕالام ﺮاطور "هرقل"‬
‫وأصبحت ك ﺮينايكا كوالية مشيخة)‪.(١٤‬‬
‫وأج ى الفرس عن مستعمراته وضايقهم ي بالدهم فانسحبوا)‪.(٣٣‬‬
‫والجدير بالذكر؛ أن العصر الروماني شهد ثورت ن لل ود قامتا‬
‫‪ -٢/١‬مقاومة سكان ك ﺮينايكا للسيطرة الب نطية‬
‫ي ك ﺮينايكا )ٔالاو ى سنة ‪٧٠‬م‪ ،‬والثانية ي سنة ‪١١٥‬م( )‪ (١٥‬كان من‬
‫مع طول الزمن وتعاقب السن ن اندمج بربر السواحل مع الروم‬ ‫نتائجهما أن تصدع كيان مدينة ك ﺮي وغ ﺮها‪َ ،‬‬
‫ود ﱠب الانحالل ي‬
‫بس ًّـنة تقليد الضعيف للقوي‪ ،‬أما ال ﺮبر الذين يسكنون الجبال وما‬ ‫ُ‬
‫املدن الرئيسية)‪ .(١٦‬و ي الواقع أن ثورتا ال ود قد ساهمتا ي‬
‫ورا ا فقد احتفظوا بقومي م وعادا م‪ ،‬ولم يتأثروا بعادات الروم‪،‬‬
‫استمرار القمع والاضطهاد الروماني ضد السكان مما أدى إ ى ترك‬
‫ولذلك نراهم كث ًﺮا ما قاوموا الروم وحاولوا إجال م عن وط م‪،‬‬
‫أغلبية سكان قورينا يعيشون ي العراء بدون مأوى باإلضافة إ ى ما‬
‫ولم ي ﺮكوا فرصة للثورة إال ثاروا عل م للتخلص من حكمهم)‪.(٣٤‬‬
‫كانوا يعانونه من تعاسة وفقر)‪.(١٧‬‬
‫وخ ﺮ مثال ع ى ذلك ما قامت به قبائل "النسامونيس")‪ (٣٥‬الليبية‪،‬‬ ‫ً‬
‫ائيا ي القرن الرابع‬ ‫وملا انقسمت ٕالام ﺮاطورية الرومانية‬
‫حيث ثارت ي الحدود الجنوبية إلقليم ك ﺮينايكا‪ ،‬ضد دفع الضرائب‬
‫امليالدي‪ ،‬كانت ك ﺮينايكا ي نطاق ٕالام ﺮاطورية الرومانية الشرقية‬

‫‪٦٩‬‬
‫ﺤﻜﱠﻤﺔ‪ .‬ﺭﺑﻊ ﺳﻨﻮﻳﺔ‬
‫ﻣ َ‬
‫ﻋﻠﻤﻴﺔ‪ .‬ﻋﺎﻟﻤﻴﺔ‪ُ .‬‬ ‫ﻛﺎﻥ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺨﻴﺔ‬

‫ﺍﻟﻌﺪﺩ ﺍﻟﺘﺎﺳﻊ ﻭﺍﻟﻌﺸﺮﻭﻥ – ﺳﺒﺘﻤﺒﺮ ‪ – ٢٠١٥‬ﺍﻟﺴﻨﺔ ﺍﻟﺜﺎﻣﻨﺔ‬


‫دراﺳﺎت‬
‫ويظهر مما سبق؛ أن ليبيا بمساندة قبائلها لهرقل؛ دليل واضح‬ ‫للجباة الرومان‪ ،‬وذلك ي عهد "دوميسيانوس – ‪ "Domiziano‬سنة‬
‫ً‬
‫ي كو ا كانت تأمل ي حكم أك ﺮ عدال‪ ،‬ير ى مصالحها‪ ،‬و تم‬ ‫)‪ ٨٦‬ق‪.‬م( )‪.(٣٦‬‬
‫بشؤو ا)‪.(٤٨‬‬ ‫ونجد أن قبائل "املارماريداي")‪ (٣٧‬الليبية ي ك ﺮينايكا تقوم‬
‫بهجوم ضد الرومان‪ ،‬حيث هاجمت املدن‪ ،‬وقد تصدت لها القوات‬
‫‪ ^Óè^ßèÒÜé×Îc»°éŞÞˆéfÖ]í‰^é‰V^é⁄ Þ^m‬‬
‫الرومانية ع ى عهد ٕالام ﺮاطور "كلوديوس جوتيكوس" )‪٢٧٠-٢٦٨‬م(‬
‫‪ -١/٢‬احتكار نبات السلفيوم‬
‫بقيادة "تيناجينو بروبوس" ”‪ “Tenogino probus‬حاكم مصر‬
‫كان نبات السلفيوم)‪ (٤٩‬يوجد بك ﺮة ب ن الغابات الكثيفة ال‬
‫والخب ﺮ ي حرب الصحراء‪ ،‬وانتصر هذا القائد ع ى هذﻩ القبائل‬
‫تنمو ع ى طول املنحدرات الجنوبية للهضبة الساحلية املطلة ع ى‬
‫وأن ع مدينة ك ﺮي ال كانت تقع تحت سيطر م)‪.(٣٨‬‬
‫البحر املتوسط‪ ،‬وكان ُيعت ﺮ ملكية خاصة للدولة بعد أن كان سكان‬
‫وكان الك ﺮينايكيون يستغلون طبيعة وادي الكوف فيشنون منه‬
‫ك ﺮينايكا يتمتعون بحقوق املشاركة ي ج املحصول‪ ،‬ولكن‬
‫هجما م ع ى منطقة املدن الخمس‪ ،‬ومن هذا املنطلق كان الهدف‬
‫القانون الذي فرضته الوالية الرومانية حرمهم من كافة الامتيازات‬
‫من إنشاء "قصر ب املقدم")‪ (٣٩‬وقصر "شيادن" ي منطقة وادي‬
‫املتعلقة بنبات السلفيوم ال كانوا يتمتعون ا‪ ،‬فأصبح منذ ذلك‬
‫الوقت ً‬ ‫الكوف‪ ،‬وكانت هذﻩ الثغور الرومانية تعود إ ى الف ﺮة الواقعة ب ن‬
‫حكرا ع ى الدولة الرومانية)‪.(٥٠‬‬
‫القرن ن الخامس والسابع امليالدي)‪ .(٤٠‬هذﻩ ٔالانظمة العسكرية وما‬
‫وأدت هيمنة الحكومة الرومانية الطاغية ع ى كافة ٔالارا‬
‫ال كان ينمو ف ا نبات السلفيوم ي ك ﺮينايكا إ ى تدم ﺮ محصول‬ ‫يرتبط ا من ثغور إنما تكشف عن حقيقة ٔالاوضاع ي ليبيا ي ظل‬
‫الحكم الروماني)‪ ،(٤١‬وأنه ع ى الحكومة الرومانية‪ ،‬سواء ي ك ﺮينايكا‬
‫تلك ٔالارا من السلفيوم‪ ،‬حيث كان جباة الضرائب‪ ،‬أو مل موا‬
‫دائما الحتماالت غزو تقوم به القبائل‬ ‫أو طرابلس‪ ،‬أن تكون متيقظة ً‬
‫الضرائب يقومون باستثمار تلك الغابات بطريقة غ ﺮ منطقية تارك ن‬
‫الليبية ي أي وقت)‪.(٤٢‬‬
‫الحيوانات تر ى ب ن أحراشها مما أدى إ ى تدم ﺮ ذلك النبات‬
‫وكان الروم ع ى حق ح ن اتخذوا الحذر التقاء خطر ال ﺮبر‬
‫النادر)‪.(٥١‬‬
‫)السكان ٔالاصلي ن(‪ ،‬ولك م كانوا مخطئ ن إذ بالغوا ي ذلك مبالغة‬
‫كذلك يرى س ﺮابون أن الليبيون عمدوا إ ى إهالك هذا النبات‬
‫أشعرت ٔالاهل ن بخوفهم وأوجدت ب ن الجانب ن – من أول ٔالامر –‬
‫بإتباع وسائل خاطئة ي جنيه)‪ .(٥٢‬ويذكر أنه قد تم جمع ثالث ن لي ﺮة‬ ‫ً‬
‫شعورا من العداء والكراهية كان له بعيد ٔالاثر ي مستقبل الحكم‬
‫من نبات السلفيوم بعد م ثالث سنوات ع ى وفاة "أبيون" تم‬
‫ً‬ ‫الب نطي ي شمال أفريقية‪ ،‬فكانت الاستحكامات الحربية الكث ﺮة‬
‫جميعا إ ى الخزينة العامة ي روما‪ ،‬فهل كانت تلك الكمية من‬ ‫نقلها‬
‫إيحاء للحاكم ن باالستبداد والاعتماد‬ ‫ً‬ ‫والجيوش املتنقلة والثابتة‬
‫محصول نبات السلفيوم عبارة عن محصول ٔالارا العي ؟ أم‬ ‫ً‬
‫ع ى القوة ي معاملة أهل البالد ودافعا لهؤالء إ ى أن يقفوا موقف‬
‫أ ا كانت عبارة عن جزية التبعية للرومان‪ ،‬دفع ا املدن‬
‫ولغة)‪.(٤٣‬‬
‫حضارة ٍ‬
‫ٍ‬ ‫العداء من الروم وكل ما يتصل م من‬
‫الك ﺮينايكية إ ى روما؟)‪.(٥٣‬‬ ‫ﱠ‬ ‫َ‬
‫كانت الرباطات والحصون ال أقامها الرومان قد قسمت البالد‬
‫والجدير بالذكر؛ أنه عندما قام يوليوس قيصر)‪ (٥٤‬خالل عام‬
‫إ ى قسم ن‪ٔ :‬الاول القسم الساح ي الذي ظهر فيه الحكم الب نطي‬
‫)‪ ٤٩‬ق‪.‬م( بفتح خزينة "ساتورنس" وجد ف ا كمية من نبات‬ ‫واضحا ً‬‫ً‬
‫جليا‪ ،‬وتنتشر فيه الحضارة واللغة الب نطيتان‪ ،‬والقسم‬
‫السلفيوم الك ﺮينايكي من ب ن ٔالاشياء الثمينة ال كانت محفوظة ي‬
‫الداخ ي الذي باعدت السياسة الرومانية بينه وبي ا‪ ،‬فبقيت فيه‬
‫الخزانة املذكورة)‪ .(٥٥‬كل هذا أدى إ ى استياء سكان ك ﺮينايكا من‬
‫القبائل ال ﺮبرية )املحلية( محتفظة بما لد ا من قوة شخصية‬
‫احتكار املستعمر الروماني ملصادر ثرو م وخاصة نبات السلفيوم‪،‬‬
‫واستقالل‪ ،‬ونتيجة لك ﺮة صراعهم مع الروم فقد تعلموا م م‬
‫فخلق ذلك ي نفوس السكان روح التطلع للثورة والتحرر من ِرْبقة‬
‫وسائل جديدة‪ ،‬ي الحرب ح تعادلوا معهم ي القوة‪ ،‬بل كان‬
‫الاستعمار والاستغالل الروماني لخ ﺮات بالدهم‪.‬‬
‫النصر ألهل البالد ي كث ﺮ من ٔالاحيان‪ ،‬فزادت جراءة ال ﺮبر ع ى‬
‫‪ -٢/٢‬محاولة فرض الديانة النصرانية ع ى السكان‬
‫ً‬ ‫اخ ﺮاق الرباطات والهجوم ع ى الواليات الب نطية واحتالل الكث ﺮ‬
‫دخلت النصرانية إ ى ليبيا‪ ،‬وخاصة إ ى ك ﺮينايكا منذ أيامها‬
‫من الحصون واملحارس‪ ،‬ح صارت الدولة الب نطية ي شمال‬
‫ٔالاو ى‪ ،‬حيث انتشرت ع ى يد رهبان أتوا إل ا من مصر‪ ،‬ومع أ ا‬ ‫ساحليا ً‬‫ً‬ ‫ً‬
‫ً‬ ‫ً‬ ‫ضيقا)‪.(٤٤‬‬ ‫أفريقيا‪ ،‬شريطا‬
‫محدودا‪ ،‬رغم كل‬ ‫القت قبوال عند بعض الناس‪ ،‬فقد كان انتشارها‬
‫ومما يش ﺮ إ ى مقاومة الليبي ن للظلم الب نطي‪ ،‬أن ٕالام ﺮاطور‬
‫ما بذله هؤالء الرهبان من جهد ي سبيل تحقيق أهدافهم‪ ،‬ورغم‬
‫"فوكاس")‪ (٤٥‬عندما استو ى ع ى عرش ٕالام ﺮاطورية سنة )‪٦٠٢‬م(‬
‫كل الجهود ال بذلها الرومان ي سبيل نشر النصرانية ي ليبيا؛‬
‫ً‬ ‫سوءا‪ ،‬يأت النفوس للثورة‪ ،‬مما جعل‬ ‫ً‬ ‫وتفاقمت حالة البالد‬
‫فإ ا لم ترسخ ي املنطقة)‪ ،(٥٦‬وكان انتشارها قليال عندما بدأ الفتح‬ ‫)‪(٤٦‬‬
‫بعض القبائل الليبية تآزر "هرقل" متضامنة ي ذلك مع معظم‬
‫ٕالاسالمي ي ليبيا)‪.(٥٧‬‬
‫سكان الواليات ٔالاخرى‪ ،‬حيث ترتب ع ى ذلك هزيمة "فوكاس" ومن‬
‫وقيل أن "مرقس")‪ (٥٨‬صاحب ٕالانجيل الذي ُينسب إ ى برقة‪،‬‬ ‫معه ونودي رقل إم ﺮ ً‬
‫اطورا ي سنة )‪٦١٠‬م( )‪.(٤٧‬‬
‫ويقال أنه هو الذي أسس أول كنسية بك ﺮينايكا قبل أن ين ﺊ‬

‫‪٧٠‬‬
‫ﺤﻜﱠﻤﺔ‪ .‬ﺭﺑﻊ ﺳﻨﻮﻳﺔ‬
‫ﻣ َ‬
‫ﻋﻠﻤﻴﺔ‪ .‬ﻋﺎﻟﻤﻴﺔ‪ُ .‬‬ ‫ﻛﺎﻥ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺨﻴﺔ‬

‫ﺍﻟﻌﺪﺩ ﺍﻟﺘﺎﺳﻊ ﻭﺍﻟﻌﺸﺮﻭﻥ – ﺳﺒﺘﻤﺒﺮ ‪ – ٢٠١٥‬ﺍﻟﺴﻨﺔ ﺍﻟﺜﺎﻣﻨﺔ‬


‫دراﺳﺎت‬
‫ع ى مزارع )ص اجة( ‪ -‬وهو فرع من قبيلة ال ﺮانس – ممااضطر‬ ‫كنيسة ٕالاسكندرية)‪ .(٥٩‬ويرى فريق آخر أن ال ود هم أول من نقل‬
‫ص اجة إ ى الاستعانة بالرومان)‪ .(٧٤‬و ي السياسة نفسها ال اتبعها‬ ‫فكرة الديانة النصرانية لك ﺮينايكا‪ ،‬فنحن نعرف أن "سيمون‬
‫املستعمرون الفرنسيون ي العصر الحديث‪ ،‬عندما فرقوا ب ن‬ ‫القوري " هو الذي حمل الصليب املسيح ع ى طريق ٓالاالم ي‬
‫العرب وال ﺮبر ﱠإبان حقبة الاحتالل)‪.(٧٥‬‬ ‫القدس)‪.(٦٠‬‬
‫استغل الرومان الخالف القائم ب ن قبيل )ال ﺮانس والب ﺮ(‪،‬‬ ‫خصا يد ى‬ ‫وكان أول أسقف إلقليم ك ﺮينايكا سجله التاريخ؛ ش ً‬
‫فوسعوا شقة الخالف بي ما‪ ،‬بأن‬ ‫خدمة ملصالحهم الشخصية‪ًّ ،‬‬ ‫"آموناس" سنة )‪ ٢٦٠‬ق‪.‬م( )‪ .(٦١‬وكان ٔالاسقف "سينسيوس" الك ﺮي‬
‫فريقا بفريق‪ ،‬وتمكنوا بذلك من السيادة وتثبيت أقدامهم‬ ‫ضربوا ً‬ ‫من أهم الف ﺮة النصرانية ي ك ﺮينايكا‪ ،‬حيث تو ى أسقفية طلميثة‬
‫)‪(٦٣‬‬
‫بالبالد‪ ،‬وبذروا بذور الشقاق ب ن عنصري السكان‪ ،‬وضمنوا بذلك‬ ‫)‪ .(٦٢) (Potolemayos‬وعند اع ﺮاف ٕالام ﺮاطور "قسطنط ن ٔالاول"‬
‫السيطرة ع ى بالد املغرب ككل)‪.(٧٦‬‬ ‫بالديانة النصرانية ي النصف ٔالاول من القرن الرابع امليالدي‬
‫أيضا ما يحدث ٓالان ي ليبيا‪ ،‬حيث‬ ‫وهذا ٔالامر ي نظري يشبه ً‬ ‫انتشرت النصرانية ي ليبيا لك ا لم تق ع ى الوثنية)‪.(٦٤‬‬
‫أن هناك أيادي خفية تعمل ع ى تغذية الفتنة والانقسام ب ن‬ ‫وظهر ي الشمال ٔالافريقي مذهب "دوناتس")‪ (٦٥‬الذي أطلق عليه‬
‫ً‬
‫إيحاء لهم بأ م سكان‬ ‫الليبي ن من خالل دعم الثقافة ٔالامازيغية‪،‬‬ ‫"الدوناتية" وقبل أن ينتﻬ القرن الرابع امليالدي كانت الدوناتية قد‬
‫ليبيا ٔالاصلي ن وغ ﺮهم هم من الدخالء‪ ،‬وتمي هم عن با ي السكان‪.‬‬ ‫محورا يلتفت حوله اللصوص‬ ‫ً‬ ‫انحرفت عن مباد ا وأصبحت‬
‫)‪(٦٦‬‬
‫وأدى ذلك ال اع ب ن ال ﺮبر إ ى ظهور الفوارق ب ن الطائفت ن‬ ‫وقطاع الطرق‪ ،‬كذلك انتشر املذهب "ٓالاريوﺳ " ي ك ﺮينايكا –‬
‫بشكل ج ي واضح‪ ،‬كان له أبعد ٔالاثر ي مستقبل البالد السياﺳ ‪،‬‬ ‫الذي أتى إل ا من ٕالاسكندرية ومصر – حوا ي نفس الف ﺮة ال‬
‫ﱠ‬
‫وس ﱠه َل غزوها‪َ ،‬ومك َن املستعمر ٔالاجن من‬‫إذ حال دون اتحاد أهلها‪َ ،‬‬ ‫انتشر ف ا املذهب الدوناتي)‪ .(٦٧‬وع ى الرغم من جهود ٕالام ﺮاطور‬
‫أن يستع ن بفريق ع ى فريق آخر)‪.(٧٧‬‬ ‫"جتسنيان" وغ ﺮﻩ من ٔالاباطرة فإن الديانة النصرانية لم ترسخ ي‬
‫ليبيا‪ ،‬ونتيجة لذلك نرى أن الفاتح ن املسلم ن لم يصطدموا بأي‬
‫‪ êÚø‰ý]xjËÖ]»íΆe…æV^⁄nÖ^m‬‬
‫معارضة عقائدية نصرانية عندما فتحوا ٕالاقليم الك ﺮينايكي سنة‬
‫‪ -١/٣‬تعاون قبيلة لواتة مع الفاتح ن املسلم ن‬
‫)‪٦٦٣-٦٤٢‬م()‪.(٦٨‬‬
‫كانت برقة وطرابلس – قبل الفتح ٕالاسالمي – ع ى أساس‬ ‫ً‬
‫وتشجيعا للنصرانية فقد سلم الرومان ملن اعتنقها مناصب‬
‫التنظيم الذي وضعه )موريق ‪ (Maurice‬إم ﺮاطور ب نطة )‪-٥٨٢‬‬ ‫عونا ً‬‫ك ﺮى ي الدولة ليكونوا لهم ً‬
‫وركزا‪ ،‬أما الذين قاوموا أو امتنعوا‬
‫‪٦٠٢‬م( تابعت ن ملصر لكن آل )غريغوريوس ‪(Gregorius‬‬ ‫ُ‬
‫عن اعتناق النصرانية فقد عمل ف م السيف عمله واضطهدوا‬
‫)جرج ﺮ()‪ (٧٨‬الذين استقلوا بإفريقية ي أوائل القرن السابع‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬
‫وطوردوا وشردوا‪ ،‬وهكذا أصبح ٔالاها ي يعانون الاضطهاد الدي‬
‫امليالدي‪ ،‬اعت ﺮوا هات ن املنطقت ن داخلت ن ي دائرة نفوذهما)‪.(٧٩‬‬ ‫َ‬ ‫ً‬
‫وع ﱠم ٕالارهاب‬ ‫معا)‪ .(٦٩‬وانتشرت الفو‬ ‫والاستبداد السياﺳ‬
‫وكانت أخبار فتح العرب ملصر قد انتشرت ي كل البالد املجاورة‬ ‫ُ‬
‫والفساد‪ ،‬وك ﺮت الثورات والقالقل وفقد ٔالامن‪ ،‬وأصبحت ليبيا‬
‫لهما‪ ،‬وقد اشتملت هذﻩ ٔالاخبار ع ى ما أبداﻩ العرب من شجاعة ي‬
‫غابة ال تحكمها شرائع وال تنظمها قوان ن)‪ ،(٧٠‬وهذا بحسب رأيي ما‬
‫مقاتلة العدو‪ ،‬وع ى ما أظهروﻩ من عدالة ي أحكامهم‪ ،‬ومساواة ب ن‬
‫من جديد‬ ‫يتكرر ٓالان ي عصرنا الراهن‪ ،‬حيث تعم الفو‬
‫الناس ي الحقوق‪ ،‬واح ﺮام معابد النصراني ن وال ود وأمالكهم‬
‫املنطقة‪ ،‬نتيجة لتدخل بعض الدول وبصورة خفية ي الشأن‬
‫وأعراضهم‪ ،‬فكانت هذﻩ ٔالاخبار – من حيث شجاعة العرب‬
‫الداخ ي لليبيا‪.‬‬
‫وإقدامهم – مرهبة لسكان إقليم برقة‪ ،‬ومثبطة لعزائمهم‪ ،‬ومن‬
‫ً‬ ‫وهكذا؛ نرى أن سكان ليبيا رزحوا تحت وطأة القهر الروماني‬
‫حيث عدال م وحسن معامل م مطمئنة لنفوسهم‪ ،‬وباعثا لرغب م‬ ‫ردحا من الزمان‪ ،‬انتشر فيه التمرد‪َ ،‬‬ ‫ً‬
‫وع ﱠمت الفو ‪ ،‬فهذﻩ كانت‬
‫ي التخلص من حكم الروم الذين سلبوهم نعمة الحرية واتخذوا‬
‫م م ً‬ ‫حالة ٔالاها ي تحت حكم الرومان النصراني‪ ،‬وان ت هذﻩ الحقبة‬
‫عبيدا‪ ،‬ومن برقة مزرعة يعملون ف ا ليوفروا لهم رغد العيش‬
‫بظهور ٕالاسالم)‪ ،(٧١‬حيث خضع أها ي ك ﺮينايكا ألول الفتوحات‬
‫ومتع الحياة‪ ،‬وهم محرومون من كل ء ح مما يشبع بطو م‬
‫ٕالاسالمية‪ ،‬وهذا برأيي راجع لنية السكان للتخلص من هذﻩ‬
‫ويغطي أجسامهم‪ ،‬ح اضطر الكث ﺮون م م إ ى اح ﺮاف‬
‫الفو والانفالت ٔالام ‪.‬‬
‫اللصوصية )وال يزالون إ ى ٓالان( لكسب لقمة العيش)‪.(٨٠‬‬
‫‪ -٣/٢‬تغذية الفتنة ب ن القبائل املحلية‬
‫وما كاد املسلم ن ين ون من فتح مصر وٕالاسكندرية ح‬
‫من أهم السياسات ال اتبعها الرومان ي احتاللهم للشمال‬
‫اتجهت أنظارهم نحو إفريقية لفتحها‪ ،‬وتخليص سكا ا ٔالاصلي ن‬
‫ً‬ ‫ٔالافريقي‪ ،‬تغذية الصراع ب ن القبائل املحلية الليبية‪ ،‬وبث روح‬
‫مشجعا‬ ‫من ظلم الرومان وج ﺮو م‪ ،‬وكان فتح مصر وٕالاسكندرية‬
‫الفتنة بي م‪ ،‬فقد كان العداء ب ن قبيل )ال ﺮانس)‪ (٧٢‬والب ﺮ)‪((٧٣‬‬
‫ع ى فتح إفريقية ملا وجدوﻩ ف ما من ثروة تمك م من جعلهما‬ ‫ّ‬
‫ً‬ ‫متأصل قديم ويرجع سبب هذا العداء بي ما‪ ،‬إ ى اختالف أحوالهما‬
‫إتماما لسلسلة فتوحا م املوفقة والستئصال‬ ‫قاعدة لفتح املغرب‬
‫)‪(٨١‬‬ ‫الر ﱠحـل من )زناته( – وهو فرع من قبيلة الب ﺮ –‬ ‫الاجتماعية‪ ،‬وإغارة ﱡ‬
‫نفوذ الروم من املغرب ‪.‬‬

‫‪٧١‬‬
‫ﺤﻜﱠﻤﺔ‪ .‬ﺭﺑﻊ ﺳﻨﻮﻳﺔ‬
‫ﻣ َ‬
‫ﻋﻠﻤﻴﺔ‪ .‬ﻋﺎﻟﻤﻴﺔ‪ُ .‬‬ ‫ﻛﺎﻥ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺨﻴﺔ‬

‫ﺍﻟﻌﺪﺩ ﺍﻟﺘﺎﺳﻊ ﻭﺍﻟﻌﺸﺮﻭﻥ – ﺳﺒﺘﻤﺒﺮ ‪ – ٢٠١٥‬ﺍﻟﺴﻨﺔ ﺍﻟﺜﺎﻣﻨﺔ‬


‫دراﺳﺎت‬
‫ً‬
‫تدريجيا بعد تو ي املسلم ن‬ ‫وحسب رأيي أن هذا الخالف قد اختفى‬ ‫جديا ي‬ ‫طبيعيا أن يفكر القائد "عمرو بن العاص")‪ً (٨٢‬‬ ‫ً‬ ‫وكان‬
‫حكم املغرب‪ ،‬فال نكاد نرى أي نزاع ب ن هات ن القبيلت ن ي املصادر‬ ‫ﱠ‬
‫فتح برقة وطرابلس لعامل ن؛ ٔالاول‪ :‬أن برقة كانت تعت ﺮ امتداداً‬
‫ال َد ﱠونت تاريخ املغرب ٕالاسالمي‪.‬‬ ‫متمما لها)‪ .(٨٣‬والثاني‪ :‬رغبة عمرو ي تطبيق سياسة‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫وإقليما‬ ‫ملصر‪،‬‬
‫ومهما يكن ٔالامر؛ فإن بربر لواتة كانوا ساخط ن ع ى الب نطي ن‬ ‫الاستمرار ي الفتح ي اتجاﻩ الغرب‪ ،‬لنشر الدين ٕالاسالمي ي كافة‬
‫وكاره ن لحكمهم الجائر‪ ،‬وتعسفهم ي جباية الضرائب‪ ،‬كما ذكرنا‬ ‫ربوع املغرب)‪.(٨٤‬‬
‫أيضا أ م أرادوا التخلص من سيطر م‪ ،‬وكانت قد‬ ‫ً‬
‫سابقا‪ ،‬ويبدو ً‬ ‫ويذكر ابن عذاري أن عمرو بعد أن افتتح مصر سنة )‪٢٠‬هـ(‬
‫بلغ م ٔالاخبار باستيالء العرب ع ى بالد الشام ومصر‪ ،‬فتطلعوا‬ ‫وجه عقبة بن نافع)‪ (٨٥‬إ ى زويلة وبرقة فافتتحهما)‪ ،(٨٦‬ويؤيد ابن أبي‬
‫للخالص م م ع ى أيدي العرب طائع ن مختارين)‪ ،(١٠٧‬فصالحهم‬ ‫دينار الق ﺮواني هذﻩ الرواية ي كتابه "املؤنس")‪ ،(٨٧‬ويرى ابن ٔالاث ﺮ‬
‫عمرو بن العاص نظ ﺮ جزية يؤدو ا‪ ،‬و ي دينار ع ى كل حالم)‪.(١٠٨‬‬ ‫أن فتح برقة كان ي سنة )‪٢٢‬هـ()‪ ،(٨٨‬ويوافقه ي ذلك أبو الفدا ي‬
‫صلحا مع برقة ع ى خمسة آالف دينار‬ ‫ً‬ ‫وفتحت مدينة أجدابية‬ ‫كتابه "املختصر")‪ .(٨٩‬ويذكر املؤرخ ابن تغري بردي بأن فتحها كان‬
‫يؤدو ا للمسلم ن)‪.(١٠٩‬‬ ‫ي أواخر سنة )‪٢١‬هـ()‪.(٩٠‬‬
‫وتذكر أغلب املصادر أن عمرو بن العاص صالح أهل برقة ع ى‬ ‫وكان عمرو يبعث بالجريدة من الخيل فيصيبون الغنائم ثم‬
‫ثالثة عشر ألف دينار جزية‪ ،‬ع ى أن يبيعوا من أحبوا من أبنا م ي‬ ‫يرجعون وهذا بمثابة اختبار أو جس النبض لقوة ٕالاقليم‬
‫جزي م)‪ ،(١١٠‬ويستبعد الدكتور حس ن مؤنس أن يطلب العرب م م‬ ‫الك ﺮينايكي)‪ ،(٩١‬ويبدو أن عمرو بن العاص اطمأن إ ى تقرير عقبة‬
‫بيع أبنا م ي حالة عجزوا عن دفعها)‪ .(١١١‬و ي رأيي أن ما قدموﻩ‬ ‫بن نافع عن بالد أنطابلس )بنتابولس( ‪ -‬كما كانت تسم )‪ (٩٢‬و ي‬
‫من وفاء للعهد – حسب رواية ابن الحكم – وما قدموﻩ من‬ ‫فعجـل بتسي ﺮ جيوشه لفتحها)‪.(٩٣‬‬ ‫برقة‪ ،‬ﱠ‬
‫مساعدة للجيش ٕالاسالمي ال يمكن أن يجعل املسلم ن يرهقو م‬ ‫غربا ح‬‫سار عمرو بن العاص ع ى رأس جيش من فرسانه ً‬
‫ذا الشرط القاﺳ ‪.‬‬ ‫وقتئذ أشبه بوالية بربرية مستقلة عن الدولة‬ ‫ٍ‬ ‫قدم برقة‪ ،‬وكانت‬
‫ً‬ ‫)‪(٩٥‬‬ ‫)‪(٩٤‬‬
‫وذكر ابن عبد الحكم نقال عن عثمان بن صالح "أن أهل برقة‬ ‫الب نطية‪ ،‬وكان يسك ا بطون من قبيلة لواتة الب ﺮية ‪ ،‬و ي‬
‫كانوا يبعثون له الجزية إذا جاء وق ا‪ ،‬وأنه لم يدخل برقة يومئذ‬ ‫وأول قبيلة أمازيغية دخلت‬ ‫بأسا)‪ ،(٩٦‬ﱠ‬‫شأنا‪ ،‬وأشدها ً‬ ‫أك ﺮ قبائل ال ﺮبر ً‬
‫جابي خراج" )‪ ،(١١٢‬مما يدل ع ى أ م رحبوا بالعرب‪ ،‬واطمأنوا‬ ‫ٕالاسالم ثم أصبحت من أك ﺮ املناصرين لإلسالم إيجابية‪ ،‬وكان لها‬
‫إل م)‪ .(١١٣‬وربما كانت مبالغة السكان املحلي ن )ال ﺮبر( ي الخضوع‬ ‫دور مشرف ي ٕالاسالم‪ ،‬وبرز م م أول قائد إسالمي من أصول‬
‫للمسلم ن دون حرب‪ ،‬ومبادر م إ ى أداء الجزية بأنفسهم‪ ،‬أدلة ع ى‬ ‫أمازيغية وهو "هالل بن ثروان اللواتي" ضمن حملة "حسان بن‬
‫أ م كانوا قد عرفوا قوة العرب من غارا م الصغ ﺮة ال ك ﺮت‬ ‫النعمان")‪ (٩٧‬سنة )‪٧٤‬هـ‪٦٩٣/‬م( ع ى املنطقة)‪.(٩٨‬‬
‫أثناء حصار ٕالاسكندرية‪ ،‬وبعد الفراغ من فتحها‪ ،‬ومن الطليعة ال‬ ‫ومما يدل ع ى قوة لواتة هو ثور ا بزعامة "أنطاالس")‪ (٩٩‬ع ى‬
‫أرسلها عمرو إ ى بالدهم بقيادة عقبة قبل الفتح‪ ،‬فعجلوا ببذل‬ ‫الحكم الب نطي‪ ،‬وان ت ثور م بمقتل "صولون")‪ (١٠٠‬القائد العام‬
‫ُ‬
‫العطاء وأداء ما طلب إل م)‪.(١١٤‬‬ ‫لجيوش ب نطة ي املغرب)‪ .(١٠١‬ومن املؤكد أن عمرو بن العاص كان‬
‫‪ -٢/٣‬اتخاذ برقة قاعدة الهجوم ونقطة ال ﺮاجع للمسلم ن‬ ‫يقصد قبيلة لواتة بالذات ح ن قال قولته الشه ﺮة ال رواها ابن‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫سلميا وتعاون أهلها مع الجيش ٕالاسالمي‪ ،‬حيث‬ ‫بعد فتح برقة‬ ‫عبد الحكم نقال عن البكري حيث قال‪" :‬لقد قعدت مقعدي هذا‬
‫مهدوا كل السبل للفاتح ن لتسهيل مهم م‪ ،‬أصبحت برقة القاعدة‬ ‫وما ألحد من قبط مصر ع ي عهد وال عقد إال أهل أنطابلس فإن‬
‫الرئيسية للهجوم ونقطة ال ﺮاجع ٓالامنة‪ .‬وأول هذﻩ الحمالت هو‬ ‫عهدا يو ى لهم به")‪ .(١٠٢‬وكان عبد ﷲ بن عمرو العاص يقول‬ ‫لهم ً‬
‫ً‬
‫انطالق جيش ن م ا أحدهما يس ﺮ بحذاء الساحل‪ ،‬بقصد الاستيالء‬ ‫عن برقة‪" :‬لوال ما ي بالحجاز ل لت برقة فما أعلم م ال أسلم وال‬
‫ع ى طرابلس وما يل ا من مدن ساحلية‪ ،‬والثاني يتجه نحو جوف‬ ‫أعزل م ا")‪.(١٠٣‬‬
‫البالد حيث الواحات الداخلية ال تؤلف مراكز للمقاومة ي قلب‬ ‫والواقع أن قبيلة لواته كانت القوة الحقيقية ي برقة‪ ،‬ح أن‬
‫ُ‬
‫البالد‪ ،‬وال لو تركت وشأ ا‪ ،‬لقطع أهلها خط الرجعة ع ى‬ ‫العرب‪ ،‬وقد فطنوا إ ى هذﻩ الحقيقة‪ ،‬عرفوا كيف يتعاملون معها‪،‬‬
‫الجيوش ٕالاسالمية‪ ،‬وأهم هذﻩ الواحات واحة فزان‪ ،‬فكانت هذﻩ‬ ‫مما سهل عل م فتح برقة )‪ُ .(١٠٤‬وي َر ِ ّجح الدكتور السيد عبد العزيز‬
‫الحملة من نصيب عقبة بن نافع ونجح ي مهمته‪ ،‬وأصبحت‬ ‫ناتجا من تشا هم معهم‬ ‫سالم‪ ،‬أن تحالف هذﻩ القبيلة مع العرب ً‬
‫املنطقة ب ن برقة وزويلة مأمونة الجانب)‪ ،(١١٥‬وهذا العمل الحربي‬ ‫ي البداوة‪ ،‬ي ح ن يختلف ال ﺮانس عن العرب ي كو م متحضرين‬
‫يدل ع ى حنكة عمرو بن العاص وخ ﺮته العسكرية )‪.(١١٦‬‬ ‫بالحضارة الالتينية‪ ،‬ومستقرين ي املدن)‪ .(١٠٥‬ويرى أن العداء قد‬
‫وع ى العكس من هذﻩ الحمالت السهلة ي إقليم برقة‪ ،‬فقد‬ ‫ازداد ب ن الب ﺮ وال ﺮانس ي العصر ٕالاسالمي زيادة خط ﺮة‪ ،‬عندما‬
‫وقفت والية طرابلس بقوة أمام العرب وتلقت حامي ا الب نطية‬ ‫تحالفت قبيلة زناتة الب ﺮية مع العرب الفاتح ن منذ السن ن ٔالاو ى‬
‫مساعدة قبائل نفوسة ال ﺮبرية النصرانية ي املناطق املجاورة‪،‬‬ ‫للفتح‪ ،‬بينما تو ى ال ﺮانس عبء املقاومة وأيدهم ي ذلك الروم)‪.(١٠٦‬‬

‫‪٧٢‬‬
‫ﺤﻜﱠﻤﺔ‪ .‬ﺭﺑﻊ ﺳﻨﻮﻳﺔ‬
‫ﻣ َ‬
‫ﻋﻠﻤﻴﺔ‪ .‬ﻋﺎﻟﻤﻴﺔ‪ُ .‬‬ ‫ﻛﺎﻥ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺨﻴﺔ‬

‫ﺍﻟﻌﺪﺩ ﺍﻟﺘﺎﺳﻊ ﻭﺍﻟﻌﺸﺮﻭﻥ – ﺳﺒﺘﻤﺒﺮ ‪ – ٢٠١٥‬ﺍﻟﺴﻨﺔ ﺍﻟﺜﺎﻣﻨﺔ‬


‫دراﺳﺎت‬
‫ساملت برقة)‪ .(١٢٨‬و ي سنة )‪٦٤‬هـ‪٦٨٣/‬م( انسحب املسلمون من‬ ‫وربما كان هذا بسبب رغبة هؤالء ي حماية تجار م واستمرار‬
‫ُ‬
‫الق ﺮوان إ ى برقة‪ ،‬وذلك بعد فاجعة " وذة")‪ (١٢٩‬وال قتل ف ا‬ ‫عالقا م مع الب نطي ن ي الساحل)‪ ،(١١٧‬و ي رأيي أنه لوال مساعدة‬
‫ََ‬
‫البـلوي")‪ (١٣٠‬ينتظر املدد من‬ ‫عقبة وأصحابه‪ ،‬وبقي "زه ﺮ بن قيس‬ ‫ع ى الجيش ٕالاسالمي إكمال فتوحاته‬ ‫برقة وسكا ا الستع‬
‫ً‬
‫الخليفة "عبدامللك بن مروان")‪ (١٣١‬حيث بقي مرابطا ا حوا ي‬ ‫باملغرب وخاصة طرابلس لشدة مقاوم ا‪.‬‬
‫خمس سنوات ي قصرﻩ بسرت ح وفدت عليه جيوش العرب وهو‬ ‫وبعد فتح طرابلس ع ى عهد عمرو بن العاص‪ ،‬عاد وانحسر‬
‫مقيم ب ﺮقة)‪.(١٣٢‬‬ ‫سلطان املسلم ن ي املغرب إ ى برقة‪ ،‬فخرجت طرابلس من طاع م‬
‫و ي سنة )‪٦٩‬هـ‪٦٨٨/‬م( انطلقت الجيوش ٕالاسالمية من برقة‬ ‫عقب انصراف عمرو ع ا إ ى مصر‪ ،‬وكان عقبة قد اتخذ سرت‬
‫بقيادة زه ﺮ بن قيس البلوي‪ ،‬متجهة صوب إفريقية لتحريرها من‬ ‫ب ﺮقة ً‬
‫مركزا لقواته وقاعدة لغزواته‪.‬‬
‫)‪(١٣٤‬‬
‫قبضة "كسيلة")‪ (١٣٣‬وأثناء ذلك قام الروم بالهجوم ع ى برقة‬ ‫مقيما ي برقة ح سنة )‪٢٨‬هـ‪٦٤٨/‬م( عندما قابل‬ ‫ً‬ ‫ظل عقبة‬
‫حيث أتوا بمراك م من جزيرة "صقلية")‪ (١٣٥‬ونزلوا ب ﺮقة ليشنوا‬ ‫)‪(١١٨‬‬
‫القائد عبد ﷲ بن سعد بن أبي سرح عند قدومه إ ى برقة ي‬
‫الغارات ع ى من ا من املسلم ن فأصابوا م م ً‬
‫سبيا كث ًﺮا وقتلوا‬ ‫طريقه لفتح إفريقية‪ ،‬ولكن عقبة لم يش ﺮك مع عبد ﷲ بن سعد‬
‫و بوا‪ ،‬وبلغت أخبارهم إ ى زه ﺮ فأمر جيشه باملس ﺮ ل ﺮقة للقا م‪،‬‬ ‫ي حملته ع ى إفريقية‪ ،‬وآثر البقاء ي برقة ل ﺮاقب أها ي هذﻩ البالد‪،‬‬
‫ُﱠ‬
‫وكان زه ﺮ ي ثـل ٍة قليلة من الجنود سار م ع ى الساحل إ ى أن بلغ‬ ‫ويؤمن مؤخرة جيش املسلم ن من أي هجوم يقوم به الروم أو‬
‫"درنة")‪ (١٣٦‬بإقليم أنطابلس‪ ،‬وتوقف ينتظر بقية الجيش لكن الروم‬ ‫ال ﺮبر‪ ،‬حيث اكتسب خالل سنوات إقامته خ ﺮة واسعة‪ ،‬نتجت عن‬
‫لم يمهلوﻩ فلق م‪ ،‬وقاتلهم ح استشهد هو وأصحابه‪ ،‬وقبورهم‬ ‫تجاربه الكث ﺮة ي محاربة ال ﺮبر واحتكاكه م‪ ،‬وكان لذلك أثرﻩ‬
‫موجودة ي مدينة درنه)‪.(١٣٧‬‬ ‫الكب ﺮ ي بقاء برقة ع ى وال ا للعرب‪ ،‬وخاصة ي الف ﺮة الطويلة ال‬
‫والتقى الجيش ٕالاسالمي بجيش "الكاهنة")‪ (١٣٨‬ي قتال شديد‬ ‫كان ينقطع ف ا فتح العرب لبالد املغرب من سنة )‪٢٣‬هـ إ ى ‪٢٨‬هـ(‬
‫سنة )‪٧٥‬هـ‪٦٩٤/‬م( أسفر عن هزيمة املسلم ن بقيادة "حسان بن‬ ‫ومن )‪ ٢٩‬هـ إ ى ‪٤٥‬هـ( وقد كسب ٕالاسالم والعروبة بجهود عقبة‬
‫النعمان")‪ (١٣٩‬وتراجع الجيش ٕالاسالمي وتبع م حشود الكاهنة إ ى‬ ‫مكسبا كب ًﺮا‪ ،‬فقد كان قوي ٕالايمان شديد الحماس لدينه‪ً ،‬‬
‫محبا‬ ‫ً‬
‫إمدادات وعدﻩ ا‬
‫ٍ‬ ‫ً‬
‫منتظرا‬ ‫إقليم برقة‪ ،‬حيث أقام ا حسان‬ ‫فتحا ً‬
‫حربيا‬ ‫للجهاد‪ ،‬وكان لذلك أعمق ٔالاثر ي فتح برقة‪ ،‬إذ لم يكن ً‬
‫الخليفة ٔالاموي "عبد امللك بن مروان"‪ ،‬وأثناء إقامته ي برقة أسس‬ ‫دينيا‪ ،‬انتقل سكان هذا ٕالاقليم ع ى إثرﻩ إ ى‬ ‫فحسب‪ ،‬بل كان ً‬
‫فتحا ً‬
‫َ‬
‫هناك ما ُيعرف "بقصور حسان")‪.(١٤٠‬‬ ‫ٕالاسالم والعروبة‪ ،‬واستطاع عقبة بفضل زهدﻩ وجهادﻩ أن ُيك ّ ِو َن‬
‫وبعد أن أقام حسان ب ﺮقة أربع سنوات ينتظر املدد من‬ ‫لنفسه أسطورة دينية عاشت منذ الفتح العربي لهذﻩ البالد ح‬
‫وض ﱠم معها عدد كب ﺮ من‬ ‫الخليفة)‪ ،(١٤١‬جاءته ٕالامدادات من املشرق َ‬ ‫العصر الحاضر)‪.(١١٩‬‬
‫ال ﺮبر الذين أسلموا من قبيلة )الب ﺮ( وهاجم م جيوش الكاهنة‬ ‫مقيما‬‫و ي هذا الصدد يؤكد ابن ٔالاث ﺮ ذلك بقوله أن عقبة كان ً‬
‫ال التقى ا سنة )‪٨٢‬هـ‪٧٠١/‬م( عند بﺌﺮ ُس ّم فيما بعد ببﺌﺮ‬ ‫ب ﺮقة وزويلة منذ فتحها أيام عمرو بن العاص)‪ .(١٢٠‬ومما يؤيد هذا‬
‫الكاهنة‪ ،‬واستطاع هزيم ا هزيمة نكراء‪ ،‬وسحق جيشها وقتلها‪،‬‬ ‫القول؛ ما ذكرﻩ أبو الفداء حيث قال أنه قبل بنـاء مدينـة القيـروان‬
‫حسان ع ى كل أثر للمقاومة ي املغرب ٔالادنى‪،‬‬ ‫وبذلك ق‬ ‫فـي سنة )‪٤٩‬هـ( كانت برقة ي مقر الوالة وقادة الفتح ٕالاسالمي)‪.(١٢١‬‬
‫واستقامت له البالد‪ ،‬وبعد أن فرغ حسان من اس ﺮداد إفريقية‪،‬‬ ‫ومهما يكن ٔالامر؛ فإن الخليفة عثمان بن عفان)‪ (١٢٢‬ر ﷲ عنه‬
‫ُ َ‬ ‫ً‬
‫والقضاء ع ى مقاومة السكان املحلي ن )ال ﺮبر( والوجود الب نطي‪،‬‬ ‫وع ِرف هذا‬ ‫جهز جيشا بقيادة عبدﷲ بن سعد بن أبي سرح‪،‬‬
‫إداريا ع ى نحو ما فعله العرب ي‬ ‫أخذ يوجه عنايته لتنظيم البالد ً‬ ‫الجيش بجيش العبادلة‪ ،‬وأغلبه من أبناء الصحابة رضوان ﷲ‬
‫َ ﱠ‬ ‫َ‬
‫مصر والشام والعراق وفارس‪ ،‬ف َد ﱠون الدواوين‪ ،‬ونظم الخراج)‪.(١٤٢‬‬ ‫جميعا أغل م يسمون بعبد ﷲ وعبد كذا‪ ،‬وأرسله إ ى برقة‪،‬‬ ‫ً‬ ‫عل م‬
‫ً‬ ‫ً‬ ‫ُ‬ ‫ﱠ‬
‫ومعنويا ي آن واحد‪،‬‬ ‫حربيا‬ ‫وهكذا؛ فتح حسان بالد املغرب‬ ‫ومن برقة انطلقت سرية تقدمت الجيش إ ى طرابلس‪ ،‬ولم تحقق‬
‫ً‬
‫قلبا وقالبا إ ى والية عربية إسالمية‬ ‫واستطاع أن يحول البالد ً‬ ‫هذﻩ الحملة الكث ﺮ‪ ،‬إال أ ا أوقفت املسلم ن ع ى حالة هذﻩ‬
‫نوعا ما عن وا ي مصر)‪ .(١٤٣‬و ذا تكون بذرة الحرية ال‬ ‫مستقلة ً‬ ‫البالد)‪.(١٢٣‬‬
‫بذرها ٕالاسالم أك ﺮ أهمية من هزيمة الروم العسكرية‪ ،‬فقد جاء‬ ‫وتب ن تحركات الجيش ٕالاسالمي سنة )‪٤٥‬هـ‪٦٦٥/‬م( بقيادة‬
‫ٕالاسالم بقوان ن تحم حقوق وكرامة ٕالانسان وتؤم ا فالتحم الناس‬ ‫"معاوية بن حديج")‪ (١٢٤‬مدى تعاون برقة معه‪ ،‬وذلك لسرعة‬
‫جزءا منه‪ ،‬ولم تعد العالقة ب ن الفاتح ن وأهل البالد‬ ‫به وأصبحوا ً‬ ‫انتقاله ومرورﻩ من مصر إ ى داخل املغرب)‪ .(١٢٥‬حيث كانت هذﻩ‬
‫عتد ُوم ً‬ ‫ً‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬
‫عتدى عليه‪ ،‬بل أصبحت‬ ‫عالقة ب ن ُمح ٍتل ُومحتال أو ب ن ُم ٍ‬ ‫البعوث الفاتحة تغدو وتروح محملة بالغنائم من غ ﺮ أن تلقى‬
‫ُ‬
‫عالقة ب ن ُم ٍ‬
‫)‪(١٤٤‬‬
‫نقذ ومظلوم‪.‬‬ ‫مقاومة تـذكر)‪ .(١٢٦‬وأما "سرت")‪ (١٢٧‬فيظهر أ ا لقر ا من برقة‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫عدائيا ال ضد‬ ‫تأثرت ا‪ ،‬فﻬ منذ أن فتحها عمرو لم تبد نشاطا‬
‫ابن أبي سرح ي غزوتيه‪ ،‬وال ضد ابن حديج‪ ،‬وأصبحت مساملة كما‬

‫‪٧٣‬‬
‫ﺤﻜﱠﻤﺔ‪ .‬ﺭﺑﻊ ﺳﻨﻮﻳﺔ‬
‫ﻣ َ‬
‫ﻋﻠﻤﻴﺔ‪ .‬ﻋﺎﻟﻤﻴﺔ‪ُ .‬‬ ‫ﻛﺎﻥ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺨﻴﺔ‬

‫ﺍﻟﻌﺪﺩ ﺍﻟﺘﺎﺳﻊ ﻭﺍﻟﻌﺸﺮﻭﻥ – ﺳﺒﺘﻤﺒﺮ ‪ – ٢٠١٥‬ﺍﻟﺴﻨﺔ ﺍﻟﺜﺎﻣﻨﺔ‬


‫دراﺳﺎت‬
‫‪V‬‬
‫‪Ł ŽÚ]ç‬‬
‫]‪ş‬‬ ‫}^‪ í³‬‬
‫)‪ (١‬بطليمــوس أبيــون‪ :‬ابــن بطليمــوس الثــامن وهــو ابــن غ ــﺮ شــر ي‪ ،‬أو ـ لــه أبــوﻩ‬ ‫وهكذا‪ ،‬فوالية حسان بن النعمان تعت ﺮ فاتحة فتح املغرب‬
‫بحكـ ــم ك ﺮينايكـ ــا قبـ ــل موتـ ــه = املوسـ ــوعة الحـ ــرة‪ ،‬ال ـ ـرابط‪ /:‬بطليمـ ــوس أبيـ ــون‬ ‫الحقيقي‪ ،‬فقد استقر املغرب بعد حسان وخاصة إقليم ك ﺮينايكا‬
‫‪.www.wikipedia.org/wiki/‬‬
‫)برقة(‪ ،‬ولقد توصلت من خالل دراس هذﻩ إ ى العديد من النتائج‪،‬‬
‫)‪ (٢‬الهمش ﺮي‪ ،‬من ـﺮة محمـد‪ :‬دبلوماسـية البطاملـة ـي القـرن ن الثـاني ؤالاول ق‪.‬م‪،‬‬
‫الهيئة املصرية العامة للكتاب )القاهرة‪ (١٩٩٩ ،‬ص‪.١٠٧‬‬
‫أهمهـا ‪:‬‬
‫)‪ (٣‬يح ‪ ،‬لطفـي عبـد الوهـاب‪ :‬دراسـات ـي العصـر الهلنسـ ‪ ،‬دار ال ضـة العربيـة‬ ‫‪ -‬إن إقليم ك ﺮينايكا )برقة( ذو أهمية تاريخية كب ﺮة بالنسبة‬
‫)ب ﺮوت‪ (١٩٧٨ ،‬ص‪.٢٣٢‬‬ ‫لليبيا‪ ،‬حيث يحتضن هذا ٕالاقليم أروع ٓالاثار الحضارية‬
‫)‪ٔ (٤‬الاث ــرم‪ ،‬رج ــب عب ــد الحمي ــد‪ :‬محاض ــرات ــي ت ــاريخ ليبي ــا الق ــديم‪ ،‬منش ــورات‬ ‫املتنوعة للعديد من ٔالامم ال أقامت به ً‬
‫ردحا من الزمن‪.‬‬
‫جامعة بنغازي )بنغازي‪ (١٩٩٤ ،‬ص‪.١٨٥‬‬
‫‪ -‬كان ٕالاقليم قاعدة الهجوم ٕالاسالمي‪ ،‬ونقطة تمركز الجيوش‬
‫)‪ (٥‬نفس املرجع والصفحة‪.‬‬
‫)‪ (٦‬لطفي يح ‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪.٢٣٢‬‬ ‫ٕالاسالمية به أثناء الفتوحات‪ ،‬وذلك لحصانته ووفرة خ ﺮاته‪،‬‬
‫ً‬ ‫)‪ (٧‬ناردوت ـ ‪ ،‬غولي ــام‪ :‬اس ــتيطان برق ــة ق ـ ً‬ ‫مكانا ت ود منه الجيوش ٕالاسالمية باالحتياجات‬ ‫أيضا ً‬‫فكان ً‬
‫ـديما وح ــديثا‪ ،‬ترجم ــة‪ :‬إب ـراهيم أحم ــد‬
‫املهدوي‪ ،‬الدار الجماه ﺮية للنشر والتوزيع وٕالاعالن )سرت‪ (١٤٢٥ ،‬ص‪.٨٨‬‬ ‫الالزمة لرحل ا ي أعماق املغرب الكب ﺮ‪.‬‬
‫)‪ (٨‬رجب ٔالاثرم‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪.١٨٦‬‬ ‫‪ -‬كذلك كان نقطة تراجع ح ن تشتد هجمات الب نطي ن وال ﺮبر‬
‫)‪ (٩‬طــرابلس‪ :‬عاصــمة ليبيــا الحاليــة‪ ،‬يرجــع تاريخهــا إ ــى القــرن الســابع قبــل املــيالد‪،‬‬
‫عل م‪ ،‬وذلك عائد لحصانة هذا ٕالاقليم ومناعته فهو نقطة‬
‫عن ــدما أسس ــها الفينيقي ــون كان ــت ث ــالث مراك ــز تجاري ــة )لب ــدة‪ ،‬أوي ــا‪ ،‬صـ ـ ﺮاتة(‬
‫نظرا الرتفاعه حيث يكون‬ ‫دفاعية ممتازة ضد أي هجوم بري‪ً ،‬‬
‫ويطل ـ ـ ــق عل ـ ـ ــا " ت ـ ـ ــري ب ـ ـ ــوليس" = املوس ـ ـ ــوعة العربي ـ ـ ــة العاملي ـ ـ ــة‪ ،‬النس ـ ـ ــخة‬
‫ٕالالك ﺮونية‪ ،‬باب حرف الطاء‪.‬‬ ‫قاعدة استطالع ممتازة‪.‬‬
‫)‪ (١٠‬غوليام ناردوت ‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪.١٠١‬‬ ‫‪ -‬إن ما قام به سكان ٕالاقليم من تقديم العون واملساعدة‬
‫)‪ (١١‬كري ــت‪ :‬ــي أك ــﺮ الج ــزر اليوناني ــة‪ ،‬وخ ــامس أك ــﺮ جزي ــرة ــي البح ــر املتوس ــط‪،‬‬
‫للجيش ٕالاسالمي‪ ،‬كان له أبعد ٔالاثر ي نجاح الفتوحات‬
‫مس ـ ـ ـ ــاح ا ال تزي ـ ـ ـ ــد ع ـ ـ ـ ــن ‪ ٨٣٣٦‬كل ـ ـ ـ ــم‪ = ٢‬املوس ـ ـ ـ ــوعة الح ـ ـ ـ ــرة‪ ،‬الـ ـ ـ ـ ـرابط ‪/ :‬‬
‫كريت‪.www.wikipedia.org/wiki/‬‬
‫ٕالاسالمية‪ ،‬وتمثل هذا الدور ي قبيلة لواته الب ﺮية‪.‬‬
‫)‪ (١٢‬غوليام ناردوت ‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪.٨٦‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫)‪ (١٣‬رجب ٔالاثرم‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪.١٨٦‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫)‪ (١٤‬زي ــادة‪ ،‬نق ــوال‪ :‬برق ــة الدول ــة العربي ــة الثامن ــة‪ ،‬دار العل ــم للماليـ ـ ن )ب ــﺮوت‪،‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫د‪.‬ت( ص‪.٣٧‬‬
‫)‪ (١٥‬رجب ٔالاثرم‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪.١٩١ ،١٩٠‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫)‪ (١٦‬نقوال زيادة‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪.٣٨‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫)‪ (١٧‬غوليام ناردوت ‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪.١٠١-١٠٠‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫)‪ (١٨‬نقوال زيادة‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪.٣٨‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫)‪ (١٩‬ب ــاركي )‪ : (Parce‬برق ــة وم ــا يع ــرف ٓالان ب ــاملرج القديم ــة‪ ،‬أسس ــها ٕالاغري ــق ــي‬
‫الحق ــا مدين ــة روماني ــة وم ــن ث ــم ب نطي ــة =‬ ‫ك ﺮينايك ــا ــي ش ــرق ليبي ــا‪ ،‬لتص ــبح ً‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫املوسوعة الحرة‪ ،‬الرابط ‪ / :‬املرج القديمة‪.www.wikipedia.org/wiki/‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫)‪ (٢٠‬بنت ـ ــابوليس )‪ :(Pentapolis‬وتع ـ ـ امل ـ ــدن الخمس ـ ــة‪ ،‬و ـ ــي )قورين ـ ــا( ش ـ ــحات‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫الحالي ـ ــة‪) ،‬أبولوني ـ ــا( سوس ـ ــة الحالي ـ ــة‪) ،‬يوسـ ـ ـ ﺮيدس( بنغ ـ ــازي‪) ،‬بوتليم ـ ــوس(‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫طليمثـ ــة‪) ،‬برقـ ــة( املـ ــرج القديمـ ــة‪ ،‬و ـ ــي مـ ــدن أسسـ ــها ٕالاغريـ ــق بدايـ ــة القـ ــرن‬
‫السـ ـ ـ ـ ـ ــابع ق‪.‬م‪ = .‬املوسـ ـ ـ ـ ـ ــوعة الحـ ـ ـ ـ ـ ــرة‪ ،‬ال ـ ـ ـ ـ ـ ـرابط ‪ / :‬قورينائيـ ـ ـ ـ ـ ــة‪/‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪.www.wikipedia.org/wiki‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫ق‬
‫)‪ (٢١‬بتوليومــايس )طليمثــة(‪ :‬مدينــة أثريــة ــي شــمال شــر ليبيــا‪ ،‬تبعــد عــن املــرج‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫ً‬
‫‪ ٢٠‬كل ـ ـ ـ ـ ــم ش ـ ـ ـ ـ ــماال = املوس ـ ـ ـ ـ ــوعة الح ـ ـ ـ ـ ــرة‪ ،‬الـ ـ ـ ـ ـ ـرابط ‪ / :‬طلميث ـ ـ ـ ـ ــة‪/‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪www.wikipedia.org/wiki‬‬
‫)‪ (٢٢‬ب ــارتينيوم‪ :‬عاص ــمة محافظ ــة مط ــروح املص ــرية‪ ،‬و ــي مدين ــة أثري ــة‪ ،‬ومين ــاء‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫بح ـ ــري متوس ـ ــطي = املوس ـ ــوعة الح ـ ــرة‪ ،‬الـ ـ ـرابط ‪ / :‬مرﺳـ ـ ـ – مط ـ ــروح‪/‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪.www.wikipedia.org/wiki‬‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫)‪ (٢٣‬املرت ـ ـ ‪ ،‬محم ــد حسـ ـ ن‪ :‬طالئـ ــع الفـ ــتح ٕالاسـ ــالمي ـ ــي ليبيـ ــا‪ ،‬مرك ــز الجب ــل‬ ‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫ٔالاخضر للطباعة والنشر )البيضاء‪ ،‬د‪.‬ت( ص‪.٤٧‬‬
‫)‪ (٢٤‬الون ــدال )‪ (Vandal‬فــرع مــن القبائــل ٔالاوروبيــة الجرمانيــة = الكاتــب‪ ،‬ســيف‬ ‫‪‬بحث بعنـوان‪" :‬انتقال إقليم كيرينايكا من السيطرة البيزنطية إلى الحكم‬ ‫‪‬‬
‫الدين‪ :‬أطلس التاريخ القديم‪ ،‬دار الشرق العربي )ب ﺮوت‪ (٢٠٠٤ ،‬ص‪.١٠٩‬‬ ‫‪‬اإلسالمي"‪ُ -.‬قـدم ضمن ٔاعمال الندوة العلمية الثانية المنعقدة في قسم الدراسات‬ ‫‪‬‬
‫ٓ‬ ‫ٔ‬
‫)‪ (٢٥‬نقوال زيادة‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪.٣٩‬‬ ‫‪‬التاريخية واالثرية بعنوان‪" :‬إقليم كيرينايكا عبر العصور"‪ -‬كلية االداب والعلوم‬ ‫‪‬‬
‫)درنة( جامعة عمر المختار‪ ١٦ ،‬مايو ‪.٢٠١٣‬‬

‫‪٧٤‬‬
‫ﺤﻜﱠﻤﺔ‪ .‬ﺭﺑﻊ ﺳﻨﻮﻳﺔ‬
‫ﻣ َ‬
‫ﻋﻠﻤﻴﺔ‪ .‬ﻋﺎﻟﻤﻴﺔ‪ُ .‬‬ ‫ﻛﺎﻥ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺨﻴﺔ‬

‫ﺍﻟﻌﺪﺩ ﺍﻟﺘﺎﺳﻊ ﻭﺍﻟﻌﺸﺮﻭﻥ – ﺳﺒﺘﻤﺒﺮ ‪ – ٢٠١٥‬ﺍﻟﺴﻨﺔ ﺍﻟﺜﺎﻣﻨﺔ‬


‫دراﺳﺎت‬
‫)‪ (٥٢‬مصطفى عبد العليم‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪.٩٧‬‬ ‫"جســت ن" واصــبح الحــاكم‬ ‫)‪ (٢٦‬جوســتنيان ٔالاول )‪٥٦٥-٥٢٧‬م( تــو ى العهــد بعــد ُ‬
‫)‪ (٥٣‬غوليام ناردوت ‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪.٨٦-٨٥‬‬ ‫محبا للعمل‬ ‫متواضعا ً‬‫ً‬ ‫الفع ي‪ ،‬واكتسب خ ﺮة واسعة ي شؤون الحكم‪ ،‬وكان‬
‫)‪ٕ (٥٤‬الام ﺮاطــور غــايوس يوليــوس قيصــر‪ (Gaius Julius Caesar) :‬ج ـﺮال وقائــد‬ ‫ح أطلـق عليـه لقـب "ٕالام ﺮاطـور السـاهر" = عمـران‪ ،‬محمـود سـعيد‪ :‬معـالم‬
‫سياﺳ ـ وكاتــب رومــاني‪ ،‬ولــد عــام )‪ ١٠٠‬ق‪.‬م( وتــو ي عــام )‪ ٤٤‬ق‪.‬م( وهــو أول‬ ‫تـ ـ ــاريخ ٕالام ﺮاطوريـ ـ ــة الب نطيـ ـ ــة‪ ،‬دار املعرفـ ـ ــة الجامعيـ ـ ــة )القـ ـ ــاهرة‪(٢٠٠٠ ،‬‬
‫من أطلق ع ى نفسه لقب "إم ﺮاطور" = املوسوعة الحرة‪ ،‬الرابط ‪ / :‬يوليوس‬ ‫ص‪.٤٦‬‬
‫– قيصر‪. www.wikipedia.org/wiki/‬‬ ‫)‪ (٢٧‬ال ـزاوي‪ ،‬الط ــاهر أحم ــد‪ :‬ت ــاريخ الف ــتح العرب ــي ــي ليبي ــا‪ ،‬دار امل ــدار ٕالاس ــالمي‬
‫)‪ (٥٥‬غوليام ناردوت ‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪.٨٦‬‬ ‫)ب ﺮوت‪ (٢٠٠٤ ،‬ص‪.٣١‬‬
‫)‪ (٥٦‬محمد املرت ‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪.٤٩‬‬ ‫)‪ (٢٨‬فالفيــوس بيليســاريوس )‪٥٦٥-٥٠٠‬م(‪ :‬كــان أحــد أعظــم الج ــﺮالات الرومــان‬
‫)‪ (٥٧‬ابــن أبــي دينــار‪ ،‬محمــد بــن أبــي القاســم الرعي ـ الق ﺮوانــي‪ :‬املــؤنس ــي أخبــار‬ ‫الش ــرقي ن‪ ،‬ك ــان مفي ـ ًدا ملشــروع ٕالام ﺮاطــور جوســتنيان الطم ــوح = املوســوعة‬
‫أفريقيا وتونس‪ ،‬مطبعة الدولة التونسية )تونس‪ (١٢٨٦ ،‬ص‪.٢٣‬‬ ‫الحرة‪ ،‬الرابط ‪ / :‬بيليساريوس‪. www.wikipedia.org/wiki/‬‬
‫ُ‬
‫)‪ُ (٥٨‬مـ ــرقس )القـ ــديس( )‪) (Saint Mark‬القـ ــرن ٔالاول للمـ ــيالد( صـ ــاحب إنجيـ ــل‬ ‫)‪ (٢٩‬لم أع ﺮ له ع ى ترجمة‪.‬‬
‫م ــرقس‪ ،‬أق ــدم ٔالاناجي ــل ‪ٔ Gospels‬الاربع ــة وأقص ــرها‪ .‬ال نك ــاد نع ــرف عن ــه غ ــﺮ‬ ‫)‪ (٣٠‬الصــالبي‪ ،‬ع ــي محمــد محمــد‪ :‬صــفحات مــن تــاريخ ليبيــا ٕالاســالمي والشــمال‬
‫النذر اليس ﺮ‪ ،‬ويرجح الباحثون أنه كتب إنجيله ي روما حـوا ي العـام )‪٦٨‬م(‪،‬‬ ‫ٕالافريقي‪ ،‬دار البيارق )عمان‪ (١٩٩٨ ،‬ص‪.١٥٢‬‬
‫مرك ـ ًـزا في ــه ع ــى أعم ــال يس ــوع أك ــﺮ م ــن ترك ـ ﻩ ع ــى أقوال ــه وتعاليم ــه = من ــﺮ‬ ‫)‪ (٣١‬روﺳـ ‪ ،‬إتــوري‪ :‬ليبيــا منــذ الفــتح العربــي ح ـ ســنة ‪١٩١١‬م‪ ،‬ترجمــة‪ :‬خليفــة‬
‫البعلبكي‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪.٤٢٣‬‬ ‫محمد التليﺴ ‪ ،‬الدار العربية للكتاب )د‪.‬م‪ (١٩٩١ ،‬ص‪.٥١‬‬
‫)‪ (٥٩‬محمد بازامه‪ ،‬املرجع السابق‪.٦٠/٨ ،‬‬ ‫)‪ (٣٢‬هرقــل )‪ :(Heraclius‬إم ﺮاطــور ب نطــي‪ ،‬قاتــل الفــرس وهــزمهم‪ ،‬هزمــه العــرب‬
‫)‪ (٦٠‬ال ﺮغــوثي‪ ،‬عبــد اللطيــف محمــود‪ :‬التــاريخ اللي ـ القــديم مــن أقــدم العصــور‬ ‫هزيم ــة حاس ــمة ــي معرك ــة ال ﺮم ــوك )س ــنة ‪٦٣٦‬م( ول ــد س ــنة )‪٥٧٥‬م( وت ــو ي‬
‫ح الفتح ٕالاسالمي‪ ،‬تاغمناست )املغرب‪ ،‬د‪.‬ت( ‪.٣٧٩/١‬‬ ‫س ــنة )‪٦٤١‬م( = البعلبك ــي‪ ،‬من ــﺮ‪ :‬معج ــم أعـ ــالم امل ــورد‪ ،‬دار العل ــم للماليـ ـ ن‬
‫)‪ (٦١‬املوسوعة الحرة‪ ،‬الرابط ‪ :‬تاريخ ليبيا القديم‪. www.wikipedia.org/wiki/‬‬ ‫)ب ﺮوت‪ (١٩٩٢ ،‬ص‪.٤٧٢‬‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫)‪ (٦٢‬نفس املرجع والرابط‪.‬‬ ‫)‪ (٣٣‬الغزا ــي‪ ،‬السنوﺳـ ـ محم ــد‪ :‬برق ــة ق ــديما وح ــديثا‪ ،‬دار الكت ــاب اللي ـ ـ )د‪.‬م‪،‬‬
‫)‪ (٦٣‬قســطنط ن العظــيم )‪٣٣٧-٢٧٢‬م( إم ﺮاطــور رومــاني كــان حكمــه نقطـة تحــول‬ ‫‪ (١٩٧٣‬ص‪.١١٢‬‬
‫ي تاريخ املسيحية‪ ،‬وهو الذي أصدر مرسوم )ميالنـو( = املوسـوعة الحـرة‪ ،‬الـر‬ ‫)‪ (٣٤‬الطاهر الزاوي‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪.٣٢‬‬
‫ابط ‪ / :‬قسطنط ن ٔالاول‪. www.wikipedia.org/wiki/‬‬ ‫ً‬
‫)‪ (٣٥‬م ــن أش ــهر القبائ ــل الليبي ــة ــي إقل ــيم قورينائيــة‪ ،‬وأك ﺮه ــا عــددا‪ ،‬وموط ــا ل ــم‬
‫)‪ (٦٤‬املوسوعة الحرة‪ ،‬الر ابط ‪ :‬تاريخ ليبيا القديم‪. www.wikipedia.org/wiki/‬‬ ‫يقتصــر ع ــى املنطق ــة الس ــاحلية فحس ــب بــل امت ــد ملنطق ــة ال ــدواخل = رج ــب‬
‫)‪ (٦٥‬دون ــاتس‪ :‬رج ــل دي ــن مس ــي ي أم ــازي ي ول ــد ــي الجزائ ــر‪ ،‬ق ــاد حرك ــة الدوناتي ــة‬ ‫ٔالاثرم‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪.١٠٣‬‬
‫ونجـ ـ ــح أنصـ ـ ــارﻩ ـ ـ ــي تقلـ ـ ــيص نفـ ـ ــوذ املـ ـ ــذهب الكـ ـ ــاثوليكي = املسـ ـ ــوعة الحـ ـ ــرة‬ ‫)‪ (٣٦‬غوليام ناردوت ‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪.٩٣-٩٢‬‬
‫دوناتوس‪. www.wikipedia.org/wiki/‬‬ ‫)‪ (٣٧‬فا‬
‫)‪ٓ (٦٦‬الاريوس ــية ــي م ــذهب مســي ي وإحــدى الطوائ ــف ال ـ لــم يعــد لهــا وجــود ــي‬ ‫)‪ (٣٨‬عب ــد العل ــيم‪ ،‬مص ــطفى كم ــال‪ :‬دراس ــات ــي ت ــاريخ ليبي ــا الق ــديم‪ ،‬منش ــورات‬
‫ُ‬
‫الوق ـ ـ ــت الحاض ـ ـ ــر‪ ،‬تنس ـ ـ ــب إ ـ ـ ــى آري ـ ـ ــوس ح ـ ـ ــوا ي )‪٣٣٦-٢٥٠‬م( أح ـ ـ ــد كهن ـ ـ ــة‬ ‫الجامعة الليبية )بنغازي‪ (١٩٦٦ ،‬ص‪.٩٩‬‬
‫ٕالاسـ ـ ـ ـ ـ ـ ــكندرية = املوسـ ـ ـ ـ ـ ـ ــوعة الحـ ـ ـ ـ ـ ـ ــرة ال ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـرابط ‪ / :‬آريوسـ ـ ـ ـ ـ ـ ــية‪/‬‬ ‫)‪ (٣٩‬قصــر املقــدم‪ ،‬أو ب ـ قــديم‪ :‬حصــن رومــاني يقــع غـرب مدينــة )ماســه( بحــوا ي‬
‫ُ‬
‫‪.www.wikipedia.org/wiki‬‬ ‫‪ ٣٠‬كمل‪ ،‬ش ِّيد هذا الحصن خالل الف ﺮة الرومانية‪ ،‬ويبدو من خالل أسلوب‬
‫)‪ (٦٧‬عبد اللطيف ال ﺮغوثي‪ :‬املرجع السابق‪.٣٨٠ ،٣٧٩/١ ،‬‬ ‫البنـ ـ ــاء والشـ ـ ــكل املعمـ ـ ــاري أنـ ـ ــه اسـ ـ ــتخدم ـ ـ ــي القـ ـ ــرن ن الخـ ـ ــامس والسـ ـ ــادس‬
‫)‪ (٦٨‬املرجع نفسه‪.٣٨١/١ ،‬‬ ‫امليالدي ـ ـ ن‪ ،‬ويتب ـ ـ ن م ـ ــن خ ـ ــالل مقاومت ـ ــه تقلب ـ ــات ال ـ ــدهر‪ ،‬ق ـ ــوة التحص ـ ــينات‬
‫)‪ (٦٩‬الفاض ي‪ ،‬فت ي‪ :‬جذور الصراع ي ليبيا‪ ،‬بدون معلومات نشر‪ ،‬ص‪.١٤‬‬ ‫الرومانية فيه = متاح ع ى الرابط التا ي‪:‬‬
‫)‪ (٧٠‬املرجع نفسه‪ ،‬ص‪.١٥‬‬ ‫‪http://www.facebook.com/National.Geographic.Cyrenaica‬‬
‫)‪ (٧١‬نفس املرجع والصفحة‪.‬‬ ‫)‪ (٤٠‬مصطفى عبد العليم‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪.٩٥‬‬
‫)‪ (٧٢‬ال ـ ــﺮانس‪ :‬قبيل ـ ــة كب ـ ــﺮة م ـ ــن ٔالام ـ ــازيغ‪ ،‬ويق ـ ــال أن الع ـ ــرب أس ـ ــموهم ال ـ ــﺮانس‬ ‫)‪ (٤١‬املرجع نفسه‪ ،‬ص‪.٩٧‬‬
‫الرتدا م ال ﺮنس وقيل بأنه عائد للكلمة اليونانية )برانوس – ‪ (Baranos‬و ـي‬ ‫)‪ (٤٢‬بازامـ ــه‪ ،‬محمـ ــد مصـ ــطفى‪ :‬تـ ــاريخ ليبيـ ــا‪ ،‬مؤسسـ ــة ناصـ ــر للثقافـ ــة )د‪.‬م‪ ،‬د‪.‬ت(‬
‫تتفــرع إ ــى عشــرة بطــون = الــدرا ي‪ ،‬بوزيــاني‪ :‬القبائــل ٔالامازيغيــة‪ ،‬دار الكتــاب‬ ‫‪.٢٦/٨‬‬
‫العربي )د‪.‬م‪.٤/٢ (٢٠١٠ ،‬‬ ‫)‪ (٤٣‬مؤنس‪ ،‬حس ن‪ :‬فـتح العـرب للمغـرب‪ ،‬مكتبـة الثقافـة الدينيـة )القـاهرة‪ ،‬د‪.‬ت(‬
‫)‪ (٧٣‬الب ﺮ‪ :‬قبيلة كب ﺮة من ٔالامازيغ‪ ،‬قيل بأن العرب أسـموهم الب ـﺮ نسـبة للباسـهم‬ ‫ص‪.٢١‬‬
‫القصـ ﺮ ٔالاب ــﺮ‪ ،‬وقيــل خــالف ذلــك يطــول شــرحه هنــا‪ ،‬تتفــرع هــذﻩ القبيلــة إ ــى‬ ‫)‪ (٤٤‬نفس املرجع والصفحة‪.‬‬
‫أربــع بطــون كب ــﺮة‪ ،‬تكــاد تكــون مســتوى شــعب أو جمهــرة = بوزيــاني الــدرا ي‪،‬‬ ‫)‪ (٤٥‬فوكــاس‪ :‬إم ﺮاطــور ب نطــي‪ ،‬حكــم منــذ )‪٦٠٢‬م ح ـ ‪٦١٠‬م( كــان أك ــﺮ ٔالابــاطرة‬
‫املرجع السابق‪.١٠٣ ،١٠٢/١ ،‬‬ ‫استنكارا = املوسوعة الحرة‪ ،‬الرابط‪ :‬فوقاس‪.www.wikipedia.org/wiki/‬‬ ‫ً‬
‫)‪ (٧٤‬سـ ــالم‪ ،‬السـ ــيد عبـ ــد العزيـ ــز‪ :‬املغـ ــرب الكب ـ ــﺮ‪ ،‬دار ال ضـ ــة العربيـ ــة )ب ـ ــﺮوت‪،‬‬ ‫)‪ (٤٦‬من ﺮ البعلبكي‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪.٤٧٢‬‬
‫‪.١٣٩/٢ (١٩٨١‬‬ ‫)‪ (٤٧‬محمود عمران‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪.٧٠ ،٦٩‬‬
‫)‪ (٧٥‬نفس املرجع والجزء والصفحة‪.‬‬ ‫)‪ (٤٨‬محمد املرت ‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪.٤٩‬‬
‫)‪ (٧٦‬نفس املرجع والجزء والصفحة‪.‬‬ ‫)‪ (٤٩‬السلفيوم ‪ :‬نبات بري منقرض كان ينبت ي اقليم ك ﺮينايكا )الجبل ٔالاخضـر(‬
‫)‪ (٧٧‬حس ن مؤنس‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪.٦‬‬ ‫= املوسوعة الحرة‪ ،‬الرابط ‪ / :‬سلفيوم‪. www.wikipedia.org/wiki/‬‬
‫)‪ (٥٠‬غوليام ناردوت ‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪.٩٠-٨٩‬‬
‫)‪ (٥١‬املرجع نفسه‪ ،‬ص‪.٩١-٩٠‬‬

‫‪٧٥‬‬
‫ﺤﻜﱠﻤﺔ‪ .‬ﺭﺑﻊ ﺳﻨﻮﻳﺔ‬
‫ﻣ َ‬
‫ﻋﻠﻤﻴﺔ‪ .‬ﻋﺎﻟﻤﻴﺔ‪ُ .‬‬ ‫ﻛﺎﻥ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺨﻴﺔ‬

‫ﺍﻟﻌﺪﺩ ﺍﻟﺘﺎﺳﻊ ﻭﺍﻟﻌﺸﺮﻭﻥ – ﺳﺒﺘﻤﺒﺮ ‪ – ٢٠١٥‬ﺍﻟﺴﻨﺔ ﺍﻟﺜﺎﻣﻨﺔ‬


‫دراﺳﺎت‬
‫ﱠ َ‬
‫)‪ (١٠٢‬ابن عبد الحكم‪ ،‬املصدر السابق‪.١٣٠/١ ،‬‬ ‫)‪ (٧٨‬جريجوريوس الثاني‪) :‬جرج ﺮ( كما سماﻩ العرب‪ ،‬خلف◌ه والداﻩ "نكيتـاس"‬
‫)‪ (١٠٣‬البالذري‪ ،‬أحمد بن يح بـن جـابر‪ :‬فتـوح البلـدان‪ ،‬تحقيـق‪ :‬عبـد ﷲ أنـيس‬ ‫ع ــى حك ــم والي ــة إفريقي ــة خ ــالل الق ــرن الس ــابع امل ــيالدي = حسـ ـ ن م ــؤنس‪،‬‬
‫الطباع‪ ،‬مؤسسة املعارف )ب ﺮوت‪ (١٩٨٧ ،‬ص‪.٣١٥‬‬ ‫املرجع السابق‪ ،‬ص‪.٣٩‬‬
‫)‪ (١٠٤‬مصطفى عبد العليم‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪.١٠٣‬‬ ‫)‪ (٧٩‬نقوال زيادة‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪.٤١‬‬
‫)‪ (١٠٥‬السيد سالم‪ ،‬املرجع السابق‪.١٤٣/٢ ،‬‬ ‫)‪ (٨٠‬الطاهر الزاوي‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪.٣٤‬‬
‫)‪ (١٠٦‬املرجع نفسه‪.١٤٠-١٣٩/٢ ،‬‬ ‫)‪ (٨١‬نفس املرجع والصفحة‪.‬‬
‫)‪ (١٠٧‬املرجع نفسه‪.١٤٣/٢ ،‬‬ ‫)‪ (٨٢‬عمــرو بــن العــاص بــن وائــل الســهم القر ـ ‪ :‬قائــد عربــي ولــد ســنة )‪ ٥٠‬ق‪.‬هــ(‬
‫)‪ (١٠٨‬ابن عذاري‪ ،‬املصدر السابق‪.٨/١ ،‬‬ ‫ف ــاتح مص ــر واملغ ــرب‪ ،‬ك ــان م ــن ده ــاة الع ــرب‪ ،‬ت ــو ي س ــنة )‪٤٣‬ه ــ( = الزرك ــي‪،‬‬
‫)‪ (١٠٩‬الحموي‪ ،‬املصدر السابق‪.١٠٠/١ ،‬‬ ‫خ ﺮالدين‪ٔ :‬الاعالم‪ ،‬دار العلم للمالي ن )ب ﺮوت‪.٧٩/٥ (٢٠٠٢ ،‬‬
‫ي‬
‫)‪ (١١٠‬ابــن ٔالاث ــﺮ‪ ،‬املصــدر الســابق‪ .٤٢٩/٢ ،‬كــذلك النــوير ‪ ،‬شــهاب الــدين أحمــد‬ ‫)‪ (٨٣‬السيد سالم‪ ،‬املرجع السابق‪.١٤١/٢ ،‬‬
‫بن عبد الوهاب‪ :‬اية ٔالارب ـي فنـون ٔالادب‪ ،‬تحقيـق‪ :‬عبـد املجيـد ترحي ـ ‪،‬‬ ‫)‪ (٨٤‬نفس املرجع والجزء والصفحة‪.‬‬
‫وآخــر‪ ،‬دار الكتــب العلميــة )ب ــﺮوت‪ .٢١٠/٢٠-١٩ (٢٠٠٤ ،‬ابــن عبــد الحكــم‪،‬‬ ‫ي‬ ‫ي‬
‫)‪ (٨٥‬عقبــة ب ــن ن ــافع بــن عبــد قــيس ٔالامــو القر ـ الفهــر ‪ :‬قائــد فــاتح مــن كبــار‬
‫املصدر السابق‪ .٢٣٠/١ ،‬ابن تغري بردي‪ :‬املصدر السابق‪.٩٤/١ ،‬‬ ‫القــادة ــي صــدر ٕالاســالم‪ ،‬وهــو بــاني مدينــة الق ــﺮوان‪ ،‬ولــد ســنة )‪ ١‬ق‪.‬هــ( وهــو‬
‫)‪ (١١١‬حس ن مؤنس‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪.٥٦‬‬ ‫فــاتح أفريقي ــة‪ ،‬استش ــهد ع ــى ي ــد ٕالاف ــرنج ــي ــودة س ــنة )‪٦٣‬ه ــ( = الزرك ــي‪،‬‬
‫)‪ (١١٢‬ابن عبد الحكم‪ ،‬املصدر السابق‪.٢٣٠/١ ،‬‬ ‫املصدر السابق‪.٢٤١/٤ ،‬‬
‫)‪ (١١٣‬السيد سالم‪ ،‬املرجع السابق‪.١٤٣/٢ ،‬‬ ‫)‪ (٨٦‬ابــن عــذاري‪ ،‬أبــو العبــاس أحمــد املراك ـ ‪ :‬البيــان املغــرب ــي أخبــار ٔالانــدلس‬
‫)‪ (١١٤‬حس ن مؤنس‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪.٥٦‬‬ ‫واملغرب‪ ،‬تحقيق‪ :‬ليفي بروفنسال وآخر‪ ،‬دار الثقافة )ب ﺮوت‪.٨/١ (١٩٨٣ ،‬‬
‫)‪ (١١٥‬السيد سالم‪ ،‬املرجع السابق‪.١٤٤/٢ ،‬‬ ‫)‪ (٨٧‬ابن أبي دينار‪ ،‬املصدر السابق‪ ،‬ص‪.٢٢‬‬
‫)‪ (١١٦‬حس ن مؤنس‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪.٥٧‬‬ ‫)‪ (٨٨‬ابـن أألث ــﺮ‪ ،‬ع ــي بــن أبــي الكـرم محمــد بــن محمــد‪ :‬الكامــل ــي التــاريخ‪ ،‬تحقيــق‪:‬‬
‫)‪ (١١٧‬ط ــه‪ ،‬عب ــد الواح ــد ذن ــون‪ :‬الف ــتح والاس ــتقرار العرب ــي ٕالاس ــالمي ــي ش ــمال‬ ‫أبي الفداء عبد ﷲ القا ‪ ،‬دار الكتب العلمية )ب ﺮوت‪.٤٢٨/٢ (١٩٨٧ ،‬‬
‫أفريقيا ؤالاندلس‪ ،‬دار املدار ٕالاسالمي )ب ﺮوت‪ (٢٠٠٤ ،‬ص‪.٩٦‬‬ ‫)‪ (٨٩‬أبو الفدا‪ ،‬عماد الدين إسماعيل بن ع ي‪ :‬املختصر ي أخبار البشر‪ ،‬تحقيق‪:‬‬
‫)‪ (١١٨‬عبد ﷲ بن سعد بـن أبـي سـرح القر ـ العـامري‪ :‬فـاتح إفريقيـة‪ ،‬أسـلم قبـل‬ ‫محمد زي م عزب وآخرون‪ ،‬دار املعارف )القاهرة‪ ،‬د‪.‬ت( ‪.٢٠٥/١‬‬
‫فــتح مكــة‪ ،‬وكــان يكتــب الــو ي لرســول ﷲ ص ـ ى ﷲ عليــه وســلم‪ ،‬وهــو أخــو‬ ‫)‪ (٩٠‬ابن تغري بردي‪ ،‬جمال الدين أبي املحاسن يوسف‪ :‬النجوم الزاهرة ي تاريخ‬
‫عثمــان بــن عفــان ر ـ ﷲ عنــه ــي الرضــاعة‪ ،‬تــو ي ســنة )‪٣٧‬ه ــ‪٦٥٧/‬م( =‬ ‫مص ــر والق ــاهرة‪ ،‬تحقي ــق‪ :‬محم ــد حس ـ ن ش ــمس ال ــدين‪ ،‬دار الكت ــب العلمي ــة‬
‫الزهــري‪ ،‬محمــد بــن ســعد بــن منيــع‪ :‬كتــاب الطبقــات الكب ــﺮ‪ ،‬تحقيــق‪ :‬ع ــي‬ ‫)ب ﺮوت‪ ،‬د‪.‬ت( ‪.٩٤/١‬‬
‫محمد عمر‪ ،‬مكتبة الخان ي )القاهرة‪.١٣٠ ،١٢٩/٦ (٢٠٠١ ،‬‬ ‫)‪ (٩١‬ابــن عبــد الحكــم‪ ،‬عبــد الــرحمن بــن عبــد ﷲ‪ :‬فتــوح مصــر واملغــرب‪ ،‬تحقيــق‪:‬‬
‫)‪ (١١٩‬السيد سالم‪ ،‬املرجع السابق‪.١٩٢ ،١٩١/٢ ،‬‬ ‫عبد املنعم عامر‪ ،‬الهيئة العامة لقصور الثقافة )القاهرة‪ ،‬د‪.‬ت( ‪.٢٣٢/١‬‬
‫)‪ (١٢٠‬ابن ٔالاث ﺮ املصدر السابق‪.٢٨٢/٣ ،‬‬ ‫)‪ (٩٢‬بنتــابولس )‪ (Pentapolis‬مــن الكلمــة اليونانيــة )بنتــا( وتع ـ خمســة )وبــولس(‬
‫)‪ (١٢١‬أبو الفدا‪ ،‬املصدر السابق‪.٢٣١/١ ،‬‬ ‫وتع ـ مدينــة و ــي مــدن أسســها ٕالاغريــق بدايــة القــرن الســابع قبــل املــيالد ــي‬
‫)‪ (١٢٢‬عثمــان بــن عف ــان بــن أبــي العــاص بــن أميــة‪ ،‬مــن قــريش‪ :‬أم ــﺮ املــؤمن ن‪ ،‬ذو‬ ‫إقل ـ ـ ـ ــيم ك ﺮينايك ـ ـ ـ ــا بش ـ ـ ـ ــرق ليبي ـ ـ ـ ــا = املوس ـ ـ ـ ــوعة الح ـ ـ ـ ــرة‪ ،‬ال ـ ـ ـ ـرابط ‪ / :‬امل ـ ـ ـ ــدن‬
‫الن ــورين‪ ،‬ثال ــث الخلف ــاء الراش ــدين‪ ،‬وأح ــد العش ــرة املبش ــرين بالجن ــة‪ ،‬ول ــد‬ ‫الخمـ ـ ـ ـ ــس‪ .www.wikipedia.org/wiki/‬وذكرهـ ـ ـ ـ ــا يـ ـ ـ ـ ــاقوت الحمـ ـ ـ ـ ــوي باسـ ـ ـ ـ ــم‬
‫ســنة )‪ ٤٧‬ق‪.‬هــ‪٥٧٧/‬م( قتــل ع ــى يــد الثــوار الختصاصــه أقاربــه مــن ب ـ أميــة‬ ‫أنطابلس‪ ،‬و ي عندﻩ اسم ملدينة وليس إلقليم‪ ،‬وهو يضعها قريبا من برقة =‬
‫بالواليـ ـ ــات بعـ ـ ــد أن حاصـ ـ ــروﻩ بـ ـ ــدارﻩ وذلـ ـ ــك صـ ـ ــبيحة عيـ ـ ــد ٔالاض ـ ـ ـ ى سـ ـ ــنة‬ ‫الحم ــوي‪ ،‬ي ــاقوت ب ــن عب ــد ﷲ‪ :‬معج ــم البل ــدان‪ ،‬دار ص ــادر )ب ــﺮوت‪(١٩٧٧ ،‬‬
‫)‪٣٥‬هـ‪٦٥٦/‬م( = الزرك ي‪ ،‬املرجع السابق‪.٢١٠/٤ ،‬‬ ‫‪.٢٦٦/١‬‬
‫)‪ (١٢٣‬السيد سالم‪ ،‬املرجع السابق‪.١٥٦ ،١٥٤/٢ ،‬‬ ‫)‪ (٩٣‬السيد سالم‪ ،‬املرجع السابق‪.١٤٢/٢ ،‬‬
‫)‪ (١٢٤‬معاوي ــة ب ــن ح ــديج ب ــن جفن ــة‪ ،‬أب ــو نع ــيم‪ :‬أم ــﺮ‪ ،‬ص ــحابي‪ ،‬وا ــي مص ــر‪ ،‬ل ــه‬ ‫)‪ (٩٤‬لوات ــه‪ :‬إح ــدى القبائ ــل ٔالامازيغي ــة ال ـ كان ــت تق ــيم ــي برق ــة وس ــرت و ــي أول‬
‫فتوحـ ـ ــات بأفريقيـ ـ ــة‪ ،‬تـ ـ ــو ي سـ ـ ــنة )‪٥٢‬هـ ـ ــ‪٦٧٢/‬م( = ابـ ـ ــن العمـ ـ ــاد الحنب ـ ـ ــي‪،‬‬ ‫قبيل ـ ـ ــة أمازيغي ـ ـ ــة أس ـ ـ ــلمت = املوس ـ ـ ــوعة الح ـ ـ ــرة‪ ،‬الـ ـ ـ ـرابط ‪ / :‬لوات ـ ـ ــه‪/‬‬
‫عبدال ي بن أحمد بن محمد‪ :‬شذرات الذهب ي أخبار َم ْن ذهب‪ ،‬تحقيـق‪:‬‬ ‫‪.www.wikipedia.org/wiki‬‬
‫محم ــد ٔالارن ــاؤوط‪ ،‬دار اب ــن كث ــﺮ )ب ــﺮوت‪ .٢٣٧/١ (١٩٨٦ ،‬ك ــذلك ال ــذه ‪،‬‬ ‫)‪ (٩٥‬ابن خرداذابه‪ ،‬عبيدﷲ بن عبدﷲ‪ :‬املسالك واملمالك‪ ،‬مطبعة بريل )ليدن‪،‬‬
‫محم ــد ب ــن أحم ــد ب ــن عثم ــان‪ :‬ت ــاريخ ٕالاس ــالم ووفي ــات املش ــاه ﺮ ؤالاع ــالم‪،‬‬ ‫‪ (١٨٨٩‬ص‪.٩١‬‬
‫تحقيـ ــق‪ :‬عم ـ ــر عبـ ــد السـ ــالم تـ ــدمري‪ ،‬دار الكتـ ــاب العربـ ــي )ب ـ ــﺮوت‪(١٩٨٩ ،‬‬ ‫)‪ (٩٦‬السيد سالم‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪.١٤٣-١٤٢/‬‬
‫‪ .١٥٣/٤‬الزرك ي‪ :‬املصدر السابق‪.٢٦٠/٧ ،‬‬ ‫)‪ (٩٧‬حســان بــن النعمــان الغســاني‪ :‬قائــد مــن رجــال الحــرب والسياســة‪ ،‬كــان يلقــب‬
‫)‪ (١٢٥‬السيد سالم‪ ،‬املرجع السابق‪.١٨٢/٢ ،‬‬ ‫بالشــيخ ٔالام ـ ن‪ ،‬و ــي افريقيــة زمــن معاويــة‪ ،‬تــو ي بعــد ســنة )‪٨٦‬هــ( = الزرك ــي‪:‬‬
‫)‪ (١٢٦‬الطاهر الزاوي‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪.٦٦‬‬ ‫املصدر السابق‪.١٧٧/٢ ،‬‬
‫ُ‬
‫)‪ُ (١٢٧‬س ـ ْـرت‪ :‬مدين ــة ع ــى س ــاحل البح ــر الروم ــي )املتوس ــط( ب ـ ن برق ــة وط ـرابلس‪،‬‬ ‫)‪ (٩٨‬املوسوعة الحرة‪ ،‬الرابط ‪ :‬لواته‪. www.wikipedia.org/wiki/‬‬
‫يق ـ ــول البك ـ ــري‪ :‬مدين ـ ــة كب ـ ــﺮة عل ـ ــا س ـ ــور و ـ ــا ج ـ ــامع وحم ـ ــام وأس ـ ــواق =‬ ‫)‪ (٩٩‬أنطاالس‪ :‬من أهم زعماء وملوك نوميديا واملقاومة املورية ٔالامازيغيـة‪ ،‬ظهـر ـي‬
‫الحموي‪ ،‬املصدر السابق‪.٢٠٦/٣ ،‬‬ ‫الق ــرن الس ــادس امل ــيالدي وع ــايش الغ ــزوين الب نط ــي والون ــدا ي = املوس ــوعة‬
‫)‪ (١٢٨‬الطاهر الزاوي‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪.٨٠‬‬ ‫الحرة‪ /‬أنطاالس‪www.wikipedia.org/wiki/‬‬
‫)‪ (١٢٩‬وذة‪ ،‬أو ـودا كمـا يصـفها ابـن عـذاري‪ :‬مدينـة أزليـة‪ ،‬بنيا ـا بالحجـارة‪ ،‬لهـا‬ ‫)‪ (١٠٠‬صولون‪ :‬بطريـق ب نطـي‪ ،‬أسـر وقتـل ع ـى يـد امللـك أنطـاالس النوميـدي سـنة‬
‫أسـواق كث ـﺮة‪ ،‬و ـا جــامع وفنـادق وسـكا ا مـن ال ﺮبــر = ابـن عـذاري‪ ،‬املصــدر‬ ‫)‪٥٤٦‬م( = الرابط‪http://bendjoua.montadalhilal.com/t353-topic :‬‬
‫السابق‪.٣٠/١ ،‬‬ ‫)‪ (١٠١‬السيد سالم‪ ،‬املرجع السابق‪.١٤٣/٢ ،‬‬

‫‪٧٦‬‬
‫ﺤﻜﱠﻤﺔ‪ .‬ﺭﺑﻊ ﺳﻨﻮﻳﺔ‬
‫ﻣ َ‬
‫ﻋﻠﻤﻴﺔ‪ .‬ﻋﺎﻟﻤﻴﺔ‪ُ .‬‬ ‫ﻛﺎﻥ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺨﻴﺔ‬

‫ﺍﻟﻌﺪﺩ ﺍﻟﺘﺎﺳﻊ ﻭﺍﻟﻌﺸﺮﻭﻥ – ﺳﺒﺘﻤﺒﺮ ‪ – ٢٠١٥‬ﺍﻟﺴﻨﺔ ﺍﻟﺜﺎﻣﻨﺔ‬


‫دراﺳﺎت‬
‫ََ‬
‫البـلوي‪ :‬أم ﺮ‪ ،‬من القـادة الشـجعان الفـاتح ن‪ ،‬تـو ى فـتح برقـة‬ ‫)‪ (١٣٠‬زه ﺮ بن قيس‬
‫س ــنة )‪٦٩‬هـ ــ‪٦٨٨/‬م( تـ ــو ي سـ ــنة )‪٧٦‬هـ ــ‪٦٩/‬م( = الزرك ـ ــي‪ ،‬املرجـ ــع السـ ــابق‪،‬‬
‫‪.٥٢/٣‬‬
‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫)‪ (١٣١‬عبــد امللــك بــن مــروان بــن الحكــم ٔالامــوي‪ :‬خليفــة أمــوي‪ ،‬فق ــا عاملــا ناســكا‬
‫ت ـ ــو ى الخالف ـ ــة سـ ــنة )‪٦٥‬ه ـ ــ‪٦٨٤/‬م( ت ـ ــو ي سـ ــنة )‪٨٦‬ه ـ ــ‪٧٠٥/‬م( = الزرك ـ ــي‪،‬‬
‫املرجع السابق‪.١٦٥/٤ ،‬‬
‫)‪ (١٣٢‬ابن عذاري‪ ،‬املصدر السابق‪.٣١ ،٣٠/١ ،‬‬
‫)‪ (١٣٣‬كسـ ــيلة أو أكسـ ــل‪ :‬أم ـ ــﺮ أمـ ــازي ي‪ ،‬ولـ ــد ـ ــي مدينـ ــة خنشـ ــلة الحاليـ ــة‪ ،‬وكانـ ــت‬
‫مملكتـه تضـم كــل الربـوع ال ـ بـ ن تـاهرت ووهـران‪ ،‬قتــل سـنة )‪٦٧‬هــ‪٦٨٦/‬م(‬
‫وخلفتـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــه امللك ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــة ٔالامازيغيـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــة داهي ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــة = املوس ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــوعة‬
‫الحرة‪/‬كسيلة‪.www.wikipedia.org/wiki/‬‬
‫)‪ (١٣٤‬ابن عذاري‪ ،‬املصدر السابق‪.٣٢ ،٣١/١ ،‬‬
‫)‪ (١٣٥‬صــقلية "‪ :"Sicile‬جزيــرة عظيمــة ببحــر الــروم )البحــر املتوســط( فتحهــا أســد‬
‫بـ ـ ــن الف ـ ـ ـرات سـ ـ ــنة )‪٢١٢‬ه ـ ـ ــ‪٨٢٧/‬م( = واصـ ـ ــف‪ ،‬أم ـ ـ ـ ن‪ :‬معجـ ـ ــم الخريطـ ـ ــة‬
‫التاريخيـ ــة للممالـ ــك ٕالاسـ ــالمية‪ ،‬مكتبـ ــة الثقافـ ــة الدينيـ ــة )القـ ــاهرة‪ ،‬د‪.‬ت(‬
‫ص‪.٧٢‬‬
‫)‪ (١٣٦‬درنة‪ :‬مدينة جبلية تقع ع ى ساحل البحر ٔالابيض املتوسط ـي شـمال شـرق‬
‫ليبيا = املوسوعة الحرة‪ ،‬الرابط ‪/ :‬درنة‪. www.wikipedia.org/wiki/‬‬
‫)‪ (١٣٧‬الثعــال ‪ ،‬عبــد العزيــز‪ :‬تــاريخ شــمال أفريقيــا مــن الفــتح ٕالاســالمي إ ــى ايــة‬
‫الدولـ ــة ٔالاغلبي ـ ـة‪ ،‬تحقيـ ــق‪ :‬أحمـ ــد بـ ــن مـ ــيالد‪ ،‬وآخـ ــر‪ ،‬دار الغـ ــرب ٕالاسـ ــالمي‬
‫)ب ﺮوت‪ (١٩٩٠ ،‬ص‪.٥٩‬‬
‫)‪ (١٣٨‬امللك ـ ــة د ي ـ ــا بن ـ ــت تابن ـ ــة )‪٥٨٥‬م‪٧١٢-‬م( املش ـ ــهورة بلق ـ ــب الكاهن ـ ــة ملك ـ ــة‬
‫أمازيغي ـ ــة وقائ ـ ــدة عس ـ ــكرية ق ـ ــادت ع ـ ــدة حم ـ ــالت ومع ـ ــارك ض ـ ــد الروم ـ ــان‬
‫والب ـ ـ ـ ـ نطي ن والع ـ ـ ـ ــرب = املوس ـ ـ ـ ــوعة الح ـ ـ ـ ــرة‪ ،‬ال ـ ـ ـ ـرابط ‪/ :‬د ي ـ ـ ـ ــا‪/‬‬
‫‪.www.wikipedia.org/wiki‬‬
‫)‪ (١٣٩‬حسـ ــان بـ ــن النعمـ ــان بـ ــن عـ ــدي ٔالازدي الغسـ ــاني‪ :‬قائـ ــد مـ ــن رجـ ــال الحـ ــرب‬
‫والسياسة ي الفتوحات ٕالاسالمية و ي افريقية زمن معاوية‪ ،‬تو ي بعـد سـنة‬
‫)‪٨٦‬هـ‪٧٠٥/‬م( = الزرك ي‪ ،‬املصدر السابق‪.١٧٧/٢ ،‬‬
‫)‪ (١٤٠‬الــبالذري‪ ،‬املصــدر الســابق‪ ،‬ص‪ .٣٢١‬كــذلك الســيد ســالم‪ ،‬املرجــع الســابق‪،‬‬
‫‪.٢٤٥ ،٢٤٤ ،٢٤٢/٢‬‬
‫)‪ (١٤١‬عبد العزيز الثعال ‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪.٧٤‬‬
‫)‪ (١٤٢‬السيد سالم‪ ،‬املرجع السابق‪.٢٤٨ ،٢٤٧ ،٢٤٦/٢ ،‬‬
‫)‪ (١٤٣‬املرجع نفسه‪.٢٥٠/٢ ،‬‬
‫)‪ (١٤٤‬فت ي الفاض ي‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪.١٧-١٦‬‬

‫‪٧٧‬‬
‫ﺤﻜﱠﻤﺔ‪ .‬ﺭﺑﻊ ﺳﻨﻮﻳﺔ‬
‫ﻣ َ‬
‫ﻋﻠﻤﻴﺔ‪ .‬ﻋﺎﻟﻤﻴﺔ‪ُ .‬‬ ‫ﻛﺎﻥ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺨﻴﺔ‬

‫ﺍﻟﻌﺪﺩ ﺍﻟﺘﺎﺳﻊ ﻭﺍﻟﻌﺸﺮﻭﻥ – ﺳﺒﺘﻤﺒﺮ ‪ – ٢٠١٥‬ﺍﻟﺴﻨﺔ ﺍﻟﺜﺎﻣﻨﺔ‬

You might also like