‫دراﺳﺎت وأﺑﺤﺎث اﳌﺠﻠﺔ اﻟﻌﺮ ﻴﺔ ﻟﻸﺑﺤﺎث واﻟﺪراﺳﺎت اﻟﻌﻠﻮم ﺴﺎﻧﻴﺔ و ﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ‬

‫ﻣﺠﻠﺪ ‪12‬ﻋﺪد ‪ 1‬ﺟﺎﻧﻔﻲ ‪ 2020‬اﻟﺴﻨﺔ اﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ﻋﺸﺮ‬ ‫‪ISSN: 1112- 9751 / EISSN: 2253-0363‬‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫ﺻﻮرة ﻣﻤﻠﻜﺔ ا ﺮﻣﺔ ﻟﻴ ﻴﺎ اﻟﻘﺪﻳﻤﺔ ﻣﻦ ﺧﻼل ﺛﺎر اﳌﺎدﻳﺔ و اﳌﺼﺎدر دﺑﻴﺔ‬

‫‪The picture of the Kingdom of Jarma in ancient Libya through the‬‬

‫‪Physical effects and literary sources‬‬
‫ــــــــــ ــــــــــــ ــــــــ ــ ــــــــ ــ ــ ـــ ـ ــــــــــــ ــــــــ ــ ــــــــ ــ ــ ـــ ـ ــــــــــــ ــــــــ ــ ــــــــ ــ ــ ـــ ـ ــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــ ـ‬
‫ﺧﺎﺗﻤﻲ ﻣﺼﻄﻔﻰ ~‪ Khatmi Mustapha‬أم ا اﻟﻌﻘﻮن ‪Laagoun oumelkheir‬‬
‫ﺟﺎﻣﻌﺔ و ﺮان ‪- 1‬أﺣﻤﺪ ﺑﻦ ﺑﻠﺔ ‪Université Oran1 Ahmed Benbella .‬‬
‫‪oumelkheirlagoun@ymail.com khatmi.mustapha@edu.univ-oran1.dz‬‬
‫اﳌﺆﻟﻒ اﳌﺮﺳﻞ ‪ :‬ﺧﺎﺗﻤﻲ ﻣﺼﻄﻔﻰ ~‪khatmi.mustapha@edu.univ-oran1.dz Khatmi Mustapha‬‬
‫ـ ــــــــ ــ ــــــــــــ ــــــــــ ـــــ ــ ــــــــ ــ ــ ــ ــــــــــــــــــ ـــــ ــ ــــــــ ــ ـــــــــ ــــــــــ ــ ــــــــ ــــــــ ــ ــ ــ ـــــــــــــــ ــــــــــــــــــ ـــــــــــــــ ــ ـــــ ــــــــــــــــــــــــــــ ــــــ ــــــ ـــــــــــــ ــــــــــــــــــــــ ـــــ ـــــــــــــ ــــ ــــ‬
‫ﺗﺎر ﺦ اﻟﻘﺒﻮل ‪2019-11-30 :‬‬ ‫‪2019-08-17‬‬ ‫ﺗﺎر ﺦ ﺳﺘﻼم ‪:‬‬

‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪237‬‬
 ‫دراﺳﺎت وأﺑﺤﺎث اﳌﺠﻠﺔ اﻟﻌﺮ ﻴﺔ ﻟﻸﺑﺤﺎث واﻟﺪراﺳﺎت اﻟﻌﻠﻮم ﺴﺎﻧﻴﺔ و ﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ‬
‫ﻣﺠﻠﺪ ‪12‬ﻋﺪد ‪ 1‬ﺟﺎﻧﻔﻲ ‪ 2020‬اﻟﺴﻨﺔ اﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ﻋﺸﺮ‬ ‫‪ISSN: 1112- 9751 / EISSN: 2253-0363‬‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ﻣ ﺺ‪:‬‬

‫ﻣـﻦ ــﻢ ا َ ﺮﻣﻴـ ُـﻮن ؟ ــﻮ ﺳــﺆال اﻟــﺬي ﻓــﺮض ﻧﻔﺴــﮫ إذ ﻣــﺎ رﺟﻌﻨـﺎ إ ـ اﳌﺼــﺎدر دﺑﻴــﺔ اﻟﻘﺪﻳﻤــﺔ اﻟ ـ ﻛﺘ ــﺖ ﻋــﻦ ــﺆﻻء‬
‫ّ‬
‫ﻗﻮام اﻟ ﺳﻜﻨﺖ ﺟﻨـﻮب اﻟ ـ ﺮاء اﻟﻠﻴ ﻴـﺔ ﻟـﻢ ﻧ ﺠـﺪ ﺳـﻮى ﻣﺠـﺮد ﺷـﺬرات ﻣـﻦ ﻓﻘـﺮات ـ ﻛﺘﺎﺑـﺎت ـ ودوت و ﻠـ ن ﻗـﺪم‪،‬‬
‫وﺳ ـ اﺑﻮ و ﺑﻮﻣﺒﻮﻧﻴ ــﻮس و ﻄﻠﻴﻤ ــﻮس‪ ،‬وﻟ ــﺬا وﺟ ــﺐ ﻋﻠﻴﻨ ــﺎ ﻌﻤ ــﻖ أﻛ ـ ـ ــﺬﻩ اﻟﻜﺘﺎﺑ ــﺎت وإﺳ ـ ﻨﻄﺎق اﻟﻌﺪﻳ ــﺪ ﻣ ــﻦ اﻟﻨﺤ ــﻮت و‬
‫ّ‬
‫اﻟﻨﻘــﻮش واﻟﺮﺳــﻮﻣﺎت اﻟ ـ ﺮ ﺔ ـ ﺟﻨــﻮب اﻟﻠﻴ ـ واﻟﺸــﺮ ﻣــﻦ ا ﺰاﺋــﺮواﻟــﺬي ﻌــﺪ ﻣﺤــﻮر اﻟﺪراﺳــﺎت ـ اﻟ ـ ﺮاء اﻟﻮﺳــﻄﻰ‬
‫ً‬
‫ﻮ ﺎ اﻟﻮﻋﺎء ا ﻀﺎري اﻟﺬي ﺷ ﺪ ﺗﻤ ا ﻟﻠﻤﻤﻠﻜﺔ ﺟﺮﻣﺔ رﻏﻢ أن اﻟﺼﻮرة اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻢ ﺗﺰل ﻏ ﻣﻜﺘﻤﻠـﺔ ا ﻮاﻧـﺐ ـ ـ ﺮاﺋﻨﺎ‬
‫وﻋ ﺿﻮء ﻛ ﺸﺎﻓﺎت ا ﺪﻳﺪة ﻓﺈﻧﺎ اﻟﺒﺤﺚ ﻋﻦ ا ﺮﻣﻴ ن ﻗﺪ ﺑﺪأ ﻓﻌﻼ و ﺸ ﻞ ﺟﺪي‪.‬‬

‫ﺮي – اﻟﻌﺮ ﺎت – اﻟﻨﻘﻮش – ﻓﺰان – اﻟﻔﺨﺎر‪.‬‬ ‫اﻟ ﻠﻤﺎت اﳌﻔﺘﺎﺣﻴﺔ‪ :‬ا ﺮﻣﻴﻮن – اﻟﻔﻦ اﻟ‬

‫‪Abstract :‬‬

‫‪Who are the Garamantes? This is a question which imposed it self, as we‬‬
‫‪returned to the ancient literary sources written about these people who lived in the‬‬
‫‪sub-Saharan Libyan and Algerian, we found only fragments of paragraphs in the‬‬
‫‪writings of Herodotus and Pline the Great, and Strabo and Pomponius Mela and‬‬
‫‪Ptolemy, so we must deepen in these writings And the extension of many of the‬‬
‫‪scribes, inscriptions and rock paintings in the south of the Libyan and eastern‬‬
‫‪Algeria, which is the center of studies in the Central Desert as a cultural vessel,‬‬
‫‪which has distinguished the Kingdom of Germa, although the overall picture is still‬‬
‫‪incomplete aspects in our Sahara and in the light of new discoveries, The‬‬
‫‪Garamentes have already started and seriously .‬‬

‫‪Keywords: Garamentes- Rock Art – the cart - Inscriptions - Fezzan - Pottery‬‬

‫ﺔ ﻓﻘﺪ ﺟﺎء‬ ‫ﻳﻠﻘﻲ اﻟﻀﻮء ﻋ ا ﺮﻣﻴ ن ﻛﻤﻤﻠﻜﺔ ﻟ ﺎ أ ﻤﻴﺔ وا‬ ‫اﳌﻘﺪﻣﺔ‪:‬‬ ‫‪1‬‬
‫ذﻛﺮا ﺎ ﻋﻨﺪ اﻟﻜﺜ ﻣﻦ اﳌﺆرﺧ ن اﻟﺬﻳﻦ ﺻﻮرو ﺎ ﻣﻦ وﺟ ﺔ ﻧﻈﺮ ﻢ‬ ‫ﻌﺘ ﺣﻀﺎرة ا ﺮﻣﻴﺔ أول ﺣﻀﺎرة ﻟﻴ ﻴﺔ أﺻﻴﻠﺔ‬
‫ا ﺎﺻﺔ اﻟﺬي أﺧﻀﻌﻨﺎ ﺎ ﻟﻠﺘﻌﻠﻴﻞ واﻟﺘﺤﻠﻴﻞ ور ﻄ ﺎ ﻣﻤﺎ ﻮ‬ ‫ﺑ ﺌﺔ‬ ‫وﻋﺮ ﻘﻴﺔ ﺑﻼد اﳌﻐﺮب اﻟﻘﺪﻳﻢ‪ ،‬ﺟﻴﺚ ﻋﺎش ﺆﻻء‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫ﻣﺴﺘﺪل ﺑﮫ ﻣﻦ اﻟﺸﻮا ﺪ ﺛﺮ ﺔ و ﻛ ﺸﺎﻓﺎت ا ﺪﻳﺜﺔ ﺑﻴ ﺖ ﻟﻨﺎ‬ ‫وادي ﺟﺎل ﺑﻔﺰان ﺎن ذو أ ﻤﻴﺔ‬ ‫ﺮاو ﺔ وﻣﻮﻗﻌﺎ ﻣﺘﻤ ا‬
‫أن ﺣﻀﺎرة ﺟﺮﻣﺔ ﻣﻮﻏﻠﺔ ﺑﺎﻟﻘﺪم ﻟ ﺲ ﻓﻘﻂ ﻣﻨﺬ ﺸﻴﺪ ﺣﺎﺿﺮ ﺎ‬ ‫إﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ ﻛﺒ ة ﻴﺄ ﻟ ﻢ ُﺳﺒﻞ ﺗﺼﺎل ﺑﺎﻟﺸﻤﺎل وا ﻨﻮب‪ ،‬ﻮن‬
‫اﳌﻨﺘﺼﻒ أﻟﻒ و ﻗﺒﻞ اﳌﻴﻼد ﺑﻞ ﻇ ﺮت ﻣﻼﻣﺤ ﺎ ﻣﻊ اﻟﻌﺼﺮ‬ ‫اﻟﻔ ة‬ ‫ﺬﻩ اﳌﻤﻠﻜﺔ ﻋﺎﺻﺮت ا ﻀﺎرﺗ ن ﻏﺮ ﻘﻴﺔ واﻟﺮوﻣﺎﻧﻴﺔ‬
‫ﺮاء ﻣﻊ‬ ‫ﺮي ا ﺪﻳﺚ ﺑﺎﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ ا ﻔﺎف اﻟﺬي أﺻﺎب اﻟ‬ ‫ا‬ ‫اﳌﻤﺘﺪة ﻣﻦ ‪ 500‬ق‪.‬م إ ﻏﺎﻳﺔ ‪642‬م‪.‬‬
‫أﻟﻒ اﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ﻗﺒﻞ اﳌﻴﻼد‪ ،‬ﻓﺈن وادي ﺟﺎل ﻇﻞ اﳌﻮﻃﻦ ﺳﺎس‬ ‫وﺗﺮﺟﻊ أ ﻤﻴﺔ اﻟﺒﺤﺚ ﻮﻧﮫ ﺘﻢ ﺑﻔ ة ﻣ ﻤﺔ ﺳﺎ ﻤﺖ‬
‫ﻟ ﺮﻣﻴ ن ﻮﻧﮫ ﺷ ﺪ ﺑ ﺌﺔ ﻣﻨﺎﺧﻴﺔ ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ ﻧﻮﻋﺎ ﻣﺎ ﻋﻤﺎ ﻋﻠﻴﮫ‬ ‫ﺷﻤﺎل اﻟﻐﺮﻲ ﻣﻦ ﻗﺎرة إﻓﺮ ﻘﻴﺎ‪ ،‬ﻛﻤﺎ‬ ‫ﺮاء‬ ‫ﺗﺎر ﺦ اﻟ‬ ‫وأﺑﺪﻋﺖ‬

‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪238‬‬
 ‫دراﺳﺎت وأﺑﺤﺎث اﳌﺠﻠﺔ اﻟﻌﺮ ﻴﺔ ﻟﻸﺑﺤﺎث واﻟﺪراﺳﺎت اﻟﻌﻠﻮم ﺴﺎﻧﻴﺔ و ﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ‬
‫ﻣﺠﻠﺪ ‪12‬ﻋﺪد ‪ 1‬ﺟﺎﻧﻔﻲ ‪ 2020‬اﻟﺴﻨﺔ اﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ﻋﺸﺮ‬ ‫‪ISSN: 1112- 9751 / EISSN: 2253-0363‬‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ً‬
‫ﺸـ ـ ﻞ اﻟ ــﺮﻛﻦ ا ﻨ ــﻮ ﻲ ﻟ ــﮫ‪ ،‬وﻣ ــﻦ اﻟﺸ ــﺮق اﻟ ﻀ ــﺒﺔ‬ ‫ﻀ ــﺒﺔ ﺗ ﺴـ ـ‬ ‫ﻞ اﻟﻄﺮق‬ ‫ﺣﺎﻟﻴﺎ ‪ ،‬وﻣﻊ اﻟﻘﺮن اﻟﺴﺎدس ق‪.‬م ﺳﻴﻄﺮ ا ﺮﻣﻴ ن ﻋ‬
‫ﺑـ ــﺎﻟ ﺮوج ﺑـ ــﻴﺾ و ﺳـ ــﻮد‪ ،‬أﻣـ ــﺎ ﻏﺮ ـ ــﺎ ﻓﺈ ـ ــﺎ ﺗﺘﻼﺻـ ــﻖ ﻣـ ــﻊ ﻀـ ــﺒﺔ‬ ‫ﺮاو ﺔ وأﺻﺒﺤﻮا ﺳﺎد ﺎ رﻏﻢ وﺟﻮد ﻗﺮﻃﺎﺟﺔ ﻛﻘﻮة ﻋﺎﳌﻴﺔ‬ ‫اﻟ‬
‫) أﻳـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻮب ﻣﺤﻤـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺪ ﺳـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻠﻴﻤﺎن‪ ،‬ﻣﺨﺘﺼـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺮ‪،‬‬ ‫ﻃﺎﺳ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ‬ ‫أﻧﺬاك ﻓﻘﺪ ﻓﻀﺖ أن ﺗﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣﻌ ﻢ واﻛﺘﻔﺖ ﺑﺪور اﻟﻮﺳﻴﻂ‬
‫ب‪.‬ت‪،‬ص‪)،2 .(.11.‬ا ﺮ ﻄﺔ ﻟﺸ ﻞ ‪(01‬‬ ‫اﻟﺘﺠﺎري ‪ ،‬ﻓﻨﻘﻠﺖ ﻣﻨﺘﻮﺟﺎ ﻢ ﻧﺤﻮ اﻟﻌﺎﻟﻢ اﻟﻘﺪﻳﻢ‪.‬‬
‫ﻳﺒﺪوا أن ا ﺮﻣﻴ ن ﻗﺪ ﺣﻘﻘﻮا ﺛﺮوات ﺎﺋﻠﺔ دﻟﻠﺖ ﻋﻠ ﺎ‬
‫ﻛﻤــﺎ ﻳﺘﻤﺘــﻊ ﻣﻮﻗﻌ ــﮫ ﺑﺄ ﻤﻴــﺔ ﻛﺒ ـ ة ﻮﻧــﮫ ﻏ ـ ﺑﺎﻟﻮاﺣ ــﺎت‬
‫ً‬ ‫ّ‬ ‫ﻣﺨﻠﻔﺎ ﻢ ﺛﺮ ﺔ ﻣﻜﻨ ﺎ ﻣﻦ ﺗﺄﺳ ﺲ ا ﺎﺿﺮة ور ﻄ ﺎ ﻋﻼﻗﺎت ﻣﻊ‬
‫ﻣﻤـ ــﺎ ﺟﻌﻠـ ــﮫ أ ـ ــﻢ اﳌﺮاﻛـ ــﺰاﻟ ـ ـ ﺮاو ﺔ وأﻛ ـ ــﺎ إﺳـ ــﺘﻘﺮارا‪ ،‬وﻛﺜﺎﻓ ـ ــﺔ‬
‫ﺑﻘﻴﺔ اﻟﺸﻌﻮب ﺧﺮى ﺎﳌﺼﺮ ن واﻟﻴﻮﻧﺎن واﻟﺮوﻣﺎن ﺣﻴﺚ دوﻧﺖ‬
‫ﺳ ﺎﻧﻴﺔ‪ ،‬ﺣﻴﺚ ﺴﺎ ﻢ ﺗﻠﻚ اﻟﻮاﺣﺎت ﺗﻠﻄﻴﻒ درﺟﺔ ا ﺮارة ﻛﻤﺎ‬
‫أﺧﺒﺎر ا ﺮﻣﻴ ن ﻋﻨﺪ ﻢ وذﻛﺮت اﻟﺼﻔﺎت واﻟﺴﻤﺎت و ﻌﺾ‬
‫ﺗﻘﻠ ــﺺ ﻣ ــﻦ ﻣﺴ ــﺎﺣﺔ را ـ ـ اﻟﻘﺎﺣﻠ ــﺔ‪ ،‬واﻟ ـ ﺮاء اﻟ ـ ﺮ ﺔ ﺑ ـ ن‬
‫ﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ ﺟﺎءت ﻣﻜﻤﻠﺔ‬ ‫ﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ واﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ و‬ ‫اﻟﻨﻮا‬
‫اﻟﻌ ـ ـ ـ ــﺮق اﻟﻜﺒ ـ ـ ـ ـ ـ ‪ ،‬وا ﻤ ـ ـ ـ ــﺎدة ا ﻤـ ـ ـ ـ ـﺮاء ) اﻟ ـ ـ ـ ــﺰدام ﻧ ﺠ ـ ـ ـ ــﻼء ﻋﺒـ ـ ـ ـ ــﺪ‬
‫ا ﻀﺎري‬ ‫ﺛﺮي ا ﺪﻳﺚ ﺑﻴ ﺖ إ ﺣﺪ ﻣﺎ اﻟﻨ‬ ‫ﻟﻠﻜﺸﻒ‬
‫ﷲ‪،2009،‬ص‪.3 (.08.‬‬
‫وﻟﻸرث ﺻﻴﻞ‪ ،‬ﺟﻌﻠﺖ اﻟﺒﺎﺣﺚ ﻳﺨﺘﺎر ﺗﻠﻚ اﻟﺪراﺳﺔ اﻟﺸﺎﻣﻠﺔ ﻣﻦ‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫وﻣﻦ ﻋﻤﻖ اﻟﻔﺰا ﻲ ﻳﻤﻜﻨﻨﺎ ﺗﺤﺪﻳﺪ ﻣﻮﻗﻊ إﻗﻠـﻴﻢ ﺟﺮﻣـﺔ ـ‬ ‫أﺟﻞ ﺗﻘ ﺻﻮرة ا ﺮﻣﻴ ن أﺛﺮ ﺎ وأدﺑﻴﺎ ‪ ،‬و دراﺳﺔ ﻗﺪ أﻏﻔﻞ‬
‫ً‬
‫اﳌﻨﻄﻘ ــﺔ اﳌﻤﺘ ــﺪة ﻣ ــﻦ ﺟﺒ ــﺎل ﺗ ﺴـ ـ ﺟﻨﻮ ــﺎ ﺑـ ـ ن ﺧﻄ ــﻲ ) ‪،°29-°22‬‬ ‫ﻋ ﺎ اﻟﺒﺎﺣﺜﻮن وﺗﻨﺎﺳﻮا ﺟﻮاﻧﺐ ﻣ ﺎ‪ ،‬وﻟ ﺬا إﺧ ت ﺬا اﳌﻮﺿﻮع‬
‫ً‬
‫‪ (°19 -°08‬ﺷـﺮﻗﺎ‪ ،‬أي ﺟﻨـﻮب ا ﻤـﺎدة ا ﻤـﺮاء ـ اﳌﻨﻄﻘـﺔ اﻟﻮاﻗﻌـﺔ‬ ‫ﻟﻠﺪراﺳﺔ‪.‬‬
‫ﺑـ ـ ـ ن ﺑﺤ ـ ــﺮ اﻟﺮﻣ ـ ــﺎل ـ ـ ـ إدرى وﻣ ـ ــﺮزوق‪ ،‬ﺣﻴ ـ ــﺚ ﻧ ـ ــﺮى ﻣﺠﻤﻮﻋ ـ ــﺔ ﻣ ـ ــﻦ‬ ‫ﺑﺪاﻳﺔ إ ﺗﺤﺪﻳﺪ اﻟﺘﻤﻮﻗﻊ ا ﻐﺮا ﻟﻠﻤﻤﻠﻜﺔ‬ ‫ﺗﻄﺮﻗﺖ‬
‫) ‪(4‬‬
‫اﻟﻮاﺣ ــﺎت اﻟ ـ ـ ﺗﻤﺜ ــﻞ ﻣﺴ ــﺘﻮﻃﻨﺎت اﻟﻘﺒﺎﺋ ــﻞ ا ﺮاﻣﻨ ــﺖ ) اﻟ ــﺰدام‬ ‫ﺑ ن ﻣﺘﺪاد واﻟﺘﻘﻠﺺ‪ ،‬ﺛﻢ ﺗﻨﺎوﻟﺖ ﺗﺎر ﺦ أﺑﺤﺎث ﺣﻮل ﺬﻩ اﳌﻤﻠﻜﺔ‬
‫ﻧﺠﻼء ﻋﺒﺪ ﷲ‪،2009،‬ص‪ )،5 (.08.‬ا ﺮ ﻄﺔ ﻟﺸ ﻞ‪.(02‬‬ ‫ﺗﺤﺪﻳﺪ ﺷﺘﻘﺎق ﻟﻠﻤﺼﻄ‬ ‫‪ ،‬ﻛﻤﺎ ﻋﺮﺟﺖ إ ﻧﻘﻄﺔ ﻣ ﻤﺔ و‬
‫ا ﺮﻣﺔ و ذﻛﺮ أﺻﻮﻟ ﻢ ﻣﺎﺑ ن اﻟﻨﻈﺮ ﺎت اﳌﺤﻠﻴﺔ و ﺟﻨ ﻴﺔ وأﻣﺎﻛﻦ‬
‫أﻣ ـ ــﺎ اﻟﺪﻳﻨﺎﺻـ ـ ــﻮري )ج‪.‬د( ـ ـ ـ ﺟﻐﺮاﻓﻴـ ـ ــﺔ ﻓـ ـ ــﺰان ﻳـ ـ ــﺮى أن‬
‫ﺳﻜﻨﺎ ﻢ ‪.‬‬
‫ﻣﺤﻮر ــﺔ رﺿ ــﻴﺔ ﻟ ــﺮﻣﻴ ن ﺗﻘ ـ ـ ب ﻣ ــﻦ اﻟﺴ ــﺎﺣﻞ اﻟﺸ ــﺮ ﳌﺪﻳﻨ ــﺔ‬
‫ً‬ ‫ﺛﺎر‬ ‫ﺛﻢ ﺷﻤﻠﺖ اﻟﺪراﺳﺔ ذﻛﺮ ا ﺮﻣﻴﻮن ﻣﻦ ﺧﻼل‬
‫ﻟﺒــﺪة اﻟﻜ ـ ى‪ ،‬وﻟ ــﺎ إﻣﺘــﺪاد ﻓﺴــﻴﺢ ﻗــﺮب أوﺟﻠــﺔ ﺷــﺮﻗﺎ و اﻟ ـ ﺗﻀــﻢ‬
‫اﳌﺎدﻳﺔ ‪ :‬ﻣﻦ اﻟﻨﺼﻮص اﳌﺼﺮ ﺔ اﻟﻘﺪﻳﻤﺔ‪ ،‬واﻟﺘﻘﺎ ﺶ اﻟﻠﻴ ﻴﺔ و‬
‫واﺣ ـ ــﺎت اﻟﻜﻔـ ــﺮة‪ ،‬و اﻟﻌﻮ ﻨ ـ ــﺎت اﻟﺸ ـ ــﺮﻗﻴﺔ أﻣ ـ ــﺎ ﻣ ـ ــﻦ ﻧﺎﺣﻴـ ــﺔ ﺷ ـ ــﻤﺎﻟﻴﺔ‬
‫و ﻮ اﻟﻔﻦ‬ ‫اﻟﻠﻼﺗ ﻴﺔ ﻛﻤﺎ ﻻ ﻧﺘﻐﺎﻓﻞ ﻋﻦ ﻣﺼﺪر ﻣ ﻢ و ﺳﺎ‬
‫اﻟﺸﺮﻗﻴﺔ ﻳﺤﺪ ﺎ ﺳﻠﺴﻠﺔ ﻣـﻦ ا ﺒـﺎل ﺗﻤﺘـﺪ إ ـ ا ﻨـﻮب ﻣـﻦ وا ﺣـﺎت‬
‫ﺮاء اﻟﻮﺳﻄﻰ اﻟﻘﺪﻳﻤﺔ‪ ،‬أﻣﺎ‬ ‫ﻣﻨﻄﻘﺔ اﻟ‬ ‫ﺮي ﺑﺄﻃﻮارﻩ‬ ‫اﻟ‬
‫ا ﻔـ ــﺮة‪ ،‬واﳌﻌﺮوﻓـ ــﺔ ﺑﺎﺳ ـ ــﻢ ﺟﺒ ـ ــﺎل اﻟﺴ ـ ــﻮداء وﺗﻤﺘ ـ ــﺪ ﻣ ـ ــﻦ اﻟﺸ ـ ــﻤﺎل‬
‫اﳌﺼﺎدر دﺑﻴﺔ ﺟﺎءت ﻣﺘﻨﻮﻋﺔ ﻋ ﺣﺴﺎب ا ﻀﺎرة ﻟ إﺣﺘﻜﺖ‬
‫اﻟﻐﺮ ــﻲ إ ـ ا ﻨ ــﻮب اﻟﺸ ــﺮ ‪ ،‬وﺗﺘﺼ ــﻞ ﺑﺎ ﻤ ــﺎدة ا ﻤ ــﺮاء و ﺴـ ـ‬
‫ً‬ ‫ﻣﻊ ا ﺮﻣﻴ ن ﺎﻹﻏﺮ ﻘﻴﺔ أو اﻟﺮوﻣﺎﻧﻴﺔ وﺣ اﻟﻌﺮ ﻴﺔ اﻟ ﺷ ﺪت‬
‫ﻣﺮﺗﻔﻌـ ــﺎت ﺟﺒـ ــﺎل ﻓـ ــﺰان ‪ ،‬أﻣـ ــﺎ ﻏﺮ ـ ــﺎ ﻓﺘﻤﺘـ ــﺪ ﻣـ ــﻦ ﻏـ ــﺪاﻣﺲ وﺗﺘﻌـ ــﺮج‬
‫أﻓﻞ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺟﺮﻣﺔ‪ ،‬ﻛﻤﺎ ﺗﻨﺎوﻟﺖ ا ﺎﺗﻤﺔ أﺑﺮز اﻟﻨﺘﺎﺋﺞ اﻟ ﺗﻮﺻﻞ‬
‫ﺴ ﻮل ا ﻔﺎرة ﻋ ﺳﻠﺴﻠﺔ ﺟﺒﻠﻴﺔ ﺴ ﺑﺠﺒـﺎل ا ﻤـﺎدة ا ﻤـﺮاء‬
‫إﻟ ﺎ اﻟﺒﺎﺣﺚ‪.‬‬
‫اﻟ ـ ـ ـ ﺗﻨﺤ ـ ــﺪر ﻧﺤ ـ ــﻮ ا ﻨ ـ ــﻮب ﺗ ﺘ ـ ـ ـ ﺑ ـ ــﺎ ﻮض وادي اﻟﺸ ـ ــﺎﻃﺊ‬
‫ﻃﺎرا ﻐﺮا و اﻟﺘﺎر ﻟﻠﻤﻤﻠﻜﺔ ﺟﺮﻣﺔ‪.‬‬ ‫‪2‬‬
‫)اﻟﺪﻳﻨﺎﺻﻮري ﺟﻤﺎل اﻟﺪﻳﻦ ‪ ،‬ب‪.‬ت‪،‬ص‪،6 (.61.‬‬
‫‪ 2.2‬اﻟﺘﻤﻮﻗﻊ ا ﻐﺮا ﻟﻠﻤﻤﻠﻜﺔ ﺑ ن ﻣﺘﺪاد و اﻟﺘﻘﻠﺺ‪:‬‬
‫ﻌﺘ ـ ـ ﺣـ ــﻮز ﺟﺮﻣـ ــﺔ ﻣـ ــﻦ أ ــﻢ اﳌﻨـ ــﺎﻃﻖ ـ ـ ﻓـ ــﺰان ﺑ ﺼـ ــﻔﺔ‬
‫أﻣـ ــﺎ ﺑﺎﻟ ﺴـ ــﺒﺔ ﻟﻠـ ــﺮﻛﻦ ا ﻨ ـ ــﻮ ﻲ ﺣﻴـ ــﺚ ﺗﺘﻮاﺟـ ــﺪ ﺳﻠﺴـ ــﻠﺔ‬ ‫ّ‬
‫ﺧﺎﺻـﺔ و ـ اﻟ ـ ﺮاء اﻟﻮﺳـﻄﻰ ﺑﺼــﻔﺔ ﻋﺎﻣــﺔ‪ ،‬ﻛﻤـﺎ ﻻ ﻳﻤﻜﻨــﺎ ﻓﺼــﻠ ﺎ‬
‫ﻃﺎﺳـﻴ ﻧــﺎﻧﺠﺮ ﺗﺘﻔـﺮع ﻣ ــﺎ ﺳﻠﺴـﻠﺘﺎن داﺧــﻞ ﻗﻠـﻴﻢ‪ ،‬و ﻤﺘــﺪ اﻟﻐﺮ ــﻲ‬
‫ﻋــﻦ ﻣﻨﻄﻘــﺔ اﻟﻐــﺎت و ﻃﺎﺳــﻴ ﻧــﺎﺟﺮ ﺑــﻞ ـ إﻣﺘــﺪاد ا ﻀــﺎري ﻟ ــﺎ‪،‬‬
‫ﻣ ﺎ ﺷﺮ ﻏﺎت ﺣ ﺷﻤﺎل ﻗﺮ ﺔ "ﺳﺮدﻳﻠﺲ"‪ ،‬و ﻣـﺎ ﻌـﺮف ﺑﺎﺳـﻢ‬
‫و ﺸـ ﻞ إﻗﻠــﻴﻢ ﻓ ـﺰان ﻣﻌﻘــﻞ ﻗﺒﻴﻠــﺔ ﺟﺮﻣــﺔ ‪ ) 1‬اﻟــﺰدام ﻧﺠــﻼء ﻋﺒــﺪ ﷲ‪،‬‬
‫ﻣﺮﺗﻔﻌ ـ ــﺎت ﺗ ـ ــﺎدرارت‪ ،‬وإ ـ ـ اﻟﺸ ـ ــﺮق ﺗﻘـ ــﻊ ﺳﻠﺴ ـ ــﻠﺔ ﺟﺒ ـ ــﺎل ﻣﺴ ـ ــﺎك‬
‫‪،2009‬ص‪ ، (.07.‬و ﺤـ ــﺪد ـ ــﺬا ﻗﻠـ ــﻴﻢ ﻣـ ــﻦ ﻧﺎﺣﻴـ ــﺔ اﻟﺸـ ــﻤﺎل ﻳ ﺒـ ــﻊ‬
‫وﺗﻨﻘﺴــﻢ إ ـ ﻗﺴــﻤ ن أﻣﺴــﺎك ﺑﻴﻀــﺎء ـ ﻧﺎﺣﻴــﺔ ا ﻨﻮ ﻴــﺔ و أﻣﺴــﺎك‬
‫ﻟ ﻤ ــﺎدة ا ﻤ ــﺮاء و ﻳﺘﻼ ـ ﺑﺰاو ــﺔ ﻣ ــﻊ اﻟ ــﺮوج ﺟﺒ ــﻞ اﻟﺴ ــﻮدة‪ ،‬أﻣ ــﺎ‬
‫اﻟﺴـ ــﻮداء اﻟﻮاﻗﻌـ ــﺔ ـ ـ اﻟﺸـ ــﻤﺎل‪ ،‬و ﻘ ﺑـ ــﺎن ﻣـ ــﻦ وادي ﻵﺟـ ــﺎل ﻏﺮ ـ ــﻲ‬

‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪239‬‬
 ‫دراﺳﺎت وأﺑﺤﺎث اﳌﺠﻠﺔ اﻟﻌﺮ ﻴﺔ ﻟﻸﺑﺤﺎث واﻟﺪراﺳﺎت اﻟﻌﻠﻮم ﺴﺎﻧﻴﺔ و ﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ‬
‫ﻣﺠﻠﺪ ‪12‬ﻋﺪد ‪ 1‬ﺟﺎﻧﻔﻲ ‪ 2020‬اﻟﺴﻨﺔ اﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ﻋﺸﺮ‬ ‫‪ISSN: 1112- 9751 / EISSN: 2253-0363‬‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫وﻗ ـ ـ ــﺪم ﻓﻴ ـ ـ ــﮫ وﺻ ـ ـ ــﻔﺎ دﻗﻴﻘ ـ ـ ــﺎ ﻟ ـ ـ ــﺒﻌﺾ ﻧﻘ ـ ـ ــﻮش وادي اﻟ ﺟ ـ ـ ــﻮش( )‬ ‫أو ــﺎري ﺛـ ــﻢ ﻐ ـ ـ ﻣﺴـ ــﺎر إﻣﺘـ ــﺪاد ﻤﺎ ﻧﺤـ ــﻮ اﻟﻐـ ــﺮب و اﻟﺸـ ــﺮق و ـ ــﺬﻟﻚ‬
‫ﺟﺮز ـ ــﻮري‪،2008،‬ص‪ .14 (.18.‬و ﻌ ـ ــﺪ ذﻟ ـ ــﻚ ﺑ ﺴ ـ ــﻊ ﺳ ـ ــﻨﻮات ﺣ ـ ــﺎول‬ ‫ﺗﻔﺼﻞ وادي ﺟﺎل ﻋـﻦ وادي ﺑﺮﻗـﻮق و ﺴـ ﺑﺤﻤـﺎدة ﻣـﺮزوق وإ ـ‬
‫اﻟﺮﺣﺎﻟ ــﺔ اﻟﻔﺮ ـ دوﻓﺮ ﻴ ــﮫ )‪ (Duveyrier‬ﻋﻤ ــﻞ دراﺳ ــﺔ ﺎﻣﻠ ــﺔ ﻋ ـ ـ‬ ‫اﻟﺸــﺮق ﻣــﻦ ﻀــﺒﺔ ﻃﺎﺳــﻴ ﺗﻤﺘــﺪ ﺟﺒــﺎل ﺗ ﺴ ـ اﻟ ـ ﺗﻔﺼــﻞ ﻟﻴ ﻴــﺎ‬
‫ﻣﻨﻄﻘــﺔ ﺟﺮﻣــﺔ و ﻌﺘ ـ ذﻟــﻚ أول ﻣﺪوﻧــﺔ ﻋﻠﻤﻴــﺔ ﺗﻨﺠــﺰ ﺣﻮﻟ ــﺎ‪ ،‬إﻻ أن‬ ‫ﻋﻦ اﻟﻨﻴﺠﺮو ﺸﺎد ) اﻟﺰدام ﻧﺠﻼء ﻋﺒﺪ ﷲ‪،2009،‬ص‪.7 (.09.‬‬
‫ﻛ ﺸــﺎﻓﺎت ﺛﺮ ــﺔ اﳌﻤﻨ ــﺔ ﻗﺎﻣ ــﺖ ــﺎ أﻓــﺮاد اﻟﺒﻌﺜــﺔ ا ﻐﺮاﻓﻴــﺔ‬
‫دﻟ ــﺖ اﳌﻜ ﺸ ــﻔﺎت ﺛﺮ ــﺔ ﺑ ــﺄن ﻣﻤﻠﻜ ــﺔ ﺟﺮاﻣﻨ ــﺖ ﻣﺘﺄﻟﻔ ــﺔ‬
‫ﻳﻄﺎﻟﻴــﺔ وذﻟــﻚ ـ اﻟﻔ ـ ة ﻣــﺎﺑ ن ) ‪1935‬م‪1930-‬م(‪ ،‬ﺣﻴــﺚ وﺟــﺪوا‬
‫ﻣــﻦ ﺛﻼﺛــﺔ أﺣﺰﻣــﺔ ﻣــﻦ اﻟﻮا ﺣــﺎت‪ ،‬واﻟ ـ ذﻛﺮﻧﺎ ــﺎ ﻓﻴﻤــﺎ ﺑ ـ ن ا ﻤــﺎدة‬
‫ﺑﺠﺮﻣﺔ ﻣﻘ ة ﺗﺤﺘﻮي ﻋ أﻛ ﻣﻦ ‪ 60‬أﻟﻒ ﻗ ‪ ،‬وﻋﻨﺪ دراﺳﺔ ـﺬﻩ‬
‫ا ﻤ ـﺮاء و ﺤــﺮ اﻟﺮﻣــﺎل اﻟــﺬي ﻳﻤﺘــﺪ ﻣــﻦ او ــﺎري ﺣ ـ ﻣــﺮزوق ) أﻳــﻮب‬
‫ﺛـﺎرإﺳــﺘ ﺘﺞ ﻋﻠﻤــﺎء ﺛــﺎر ﻳ ﻄــﺎﻟﻴﻮن وﻣــﻦ ﺑﻴـ ﻢ ﺳ ـ ‪ ،‬و ــﺎﺑ ﺘﻮ‬
‫ـ ـ ودوت‬ ‫ﻣﺤﻤ ــﺪ ﺳـ ــﻠﻴﻤﺎن‪ ،‬ﺟﺮﻣـ ــﺔ‪،1986،‬ص‪،8 (.12.‬وﻗ ــﺪ او ـ ـ‬
‫ﺑﻮﺟـ ــﻮد ﻋﻼﻗـ ــﺔ ورواﺑـ ــﻂ ﺛﻘﺎﻓﻴ ـ ــﺔ ﻣﺒﺎﺷـ ــﺮة ﺑ ـ ـ ن ا ـ ــﺮﻣﻴ ن وﺷ ـ ــﻌﺐ‬
‫ﺑــﺄن ﻣــﻮﻃﻦ ا ﺮاﻣــﺎﻧﻴﻮن ﻳﻮﺟــﺪ ﺑﺘــﻞ ﻣﻠ ـ ﻋ ـ ﻣﺴ ـ ة ﻋﺸــﺮة أﻳــﺎم‬
‫اﻟﻄ ــﻮارق اﻟ ــﺬي ﻳﻘﻄ ــﻦ ﺟ ــﺰاء اﻟﺸ ــﺮﻗﻴﺔ ﻣ ــﻦ اﻟ ـ ـ ﺮاء اﻟﻮﺳ ــﻄﻰ‬
‫ً‬ ‫ﻣﻦ أوﺟﻠﺔ) ودوت‪ ،‬ا ـﺰء اﻟﺮا ـﻊ‪ ،‬اﻟﻔﻘـﺮة‪ ،9 (183،‬وﻣـﻦ ﻣﺴـﺎﻓﺔ‬
‫ﺣﺎﻟﻴﺎ ) أﻳﻮب ﻣﺤﻤﺪ ﺳﻠﻴﻤﺎن‪،1986،‬ص‪.15 (.87-67.‬‬ ‫ً‬
‫ﻧﻔﺴـ ـ ﺎ ﻋـ ــﻦ ﻃ ــﺮاﻧﻂ ‪ ،10‬وﻋ ـ ـ ﻣﺴـ ـ ة ﺛﻼﺛـ ــﻮن ﻳﻮﻣـ ــﺎ ﻣـ ــﻦ ﻣـ ــﻮﻃﻦ‬
‫أﻣـ ــﺎ اﻟﺒﻌﺜـ ــﺔ اﻟﻔﺮ ﺴـ ــﻴﺔ اﻟﺘﺎ ﻌـ ــﺔ ﳌﻌ ـ ــﺪ اﻟﺒﺤـ ــﻮث اﻟﺘﻮﻧ ﺴـ ــﻴﺔ ﻗﺎﻣـ ــﺖ‬ ‫ودوت‪ ،‬اﻟﻔﻘﺮة ‪.11 (.184‬‬ ‫اﻟﻠﻮﻃﻮﻓﺎﺟﻴ ن )أ ﻠﺔ اﻟﻠﻮ ﺲ( )‬
‫ﺑﺰ ــﺎرة ﻓ ــﺰان وﻗ ــﺪﻣﺖ ﻋ ــﺪة ﺣﻔﺮ ــﺎت ﻣ ﻤ ــﺔ ـ ـ وادي ﺟ ــﺎل ﺳ ــﻨﺔ‬
‫أﻣـ ـ ــﺎ ﺳـ ـ ـ ـ اﺑﻮن ﻳﻘ ـ ـ ــﻮل ان ا ﺮاﻣ ـ ـ ــﺎﻧﻴﻮن ﻳﺒﻌ ـ ـ ــﺪون ﻋ ـ ـ ــﻦ‬
‫‪ 1939‬و ﺎﻧــﺖ ﺗﺤــﺖ إﺷــﺮاف ﺑﻴ ـ ﺑﻠ ـ )‪ (Bellair.P.‬وﺟــﺎء ـ ﺗﻘﺮ ﺮ ــﺎ‬
‫ﺛﻴ ــﻮ ﻴ ن اﳌﺠ ــﺎور ن ﻟﻠﻤﺤ ــﻴﻂ ﺑﺮﺣﻠ ــﺔ )ﻣﺴ ــﺎﻓﺔ( ﺴ ــﻌﺔ أو ﻋﺸـ ــﺮة‬
‫ﺎﻟﺘﺎ ‪:‬‬ ‫ً‬
‫أﻳــﺎم‪،‬وﻋﻦ أﻣ ــﻮن ﻳﺒﻌــﺪون ﺧﻤﺴــﺔ ﻋﺸ ــﺮ ﻳﻮﻣــﺎ ) ﺳ ـ اﺑﻮن‪ ،‬اﻟﻔﺼــﻠﻞ‬
‫" ﺴـ ـ وادي ﺟـ ــﺎل ﺸ ــﺎرع ا ﺒﺎﻧـ ــﺎت‪ ،‬وﺗﺮﺟ ــﻊ أﻏﻠ ــﺐ‬ ‫اﻟﺜﺎﻟﺚ‪ ،‬اﻟﻔﻘﺮة ‪.12 (.19‬‬
‫ﺬﻩ ا ﺒﺎﻧﺎت إ ﻋﻤﻞ ا ﺮاﻣﻨﺖ‪ ،‬ووادي ﺟﺎل ا ﻘﻴﻘﺔ ﺗﻘـﻊ‬
‫ً‬ ‫ﺧ ﻧﻘﻮل أن ﺑﻼد ا ﺮاﻣﺎﻧﺖ ﺗﻘﻊ وادي ﻵﺟﺎل‬ ‫و‬
‫ﺑ ن ﺮاء رح ﺷﻤﺎﻻ وﺟﺒﺎل ا ﻤﺎدة ﺟﻨﻮ ﺎ وﻋ إﻣﺘﺪاد ﺣﻮا‬
‫) وادي ا ﻴ ــﺎة( وﻣ ــﺎ ﺑـ ـ ن وادي اﻟﺸ ــﺎﻃﺊ و ﺮﻗ ــﻮق‪ ،‬ﻋ ـ ـ ﻌ ــﺪ ‪1000‬‬
‫ﻣـ ــﺎﺋ ﻛﻴﻠـ ــﻮﻣ ‪ ،‬ﻳﻮﺟـ ــﺪ ﻋ ـ ــﺪد ﻛﺒ ـ ـ ﻣـ ــﻦ اﻟﻘﺒ ـ ــﻮر ﻣـ ــﻦ ﺑﻴ ـ ــﺎ ﺟﺒﺎﻧ ـ ــﺔ‬
‫ﻠﻢ‪ 2‬ﺟﻨﻮب ﻣﺪﻳﻨﺔ أو ﺎ )و ﺎت(‪.‬‬
‫ا ﻄﻴ ــﺔ ) اﻟﺸـ ـ ﻞ ‪ ،( 37‬و ﺸ ــﺎ ﺪ أﻳﻀ ــﺎ ﻋ ــﺪد ﻛﺒ ـ ـ ﻣ ــﻦ اﻟﻔﻘ ــﺎرات‬
‫اﻟ ﺗﻤﺘﺪ ﻣﻦ ﺳـﻔﺢ ا ﻤـﺎد اﻟ ـ ﺮﺔ إ ـ ﺑﻄـﻦ اﻟـﻮادي وﻗـﺪ أﻣﻜـﻦ‬
‫اﻟﻌﺜﻮر ﻋ ﻣﻮاﻗﻊ ﻛﺜ ـ ة ﻟﻠﺼـﻨﺎﻋﺎت اﻟﻨﻴﻮﻟﻴ ﻴـﺔ ﺧﺎﺻـﺔ ﺑـﺎﻟﻘﺮب ﻣـﻦ‬
‫‪ 2.2‬ﺗﺎر ﺢ أﺑﺤﺎث ﺣﻮل اﳌﻤﻠﻜﺔ ا ﺮﻣﻴﺔ‪:‬‬
‫ﺑﻨ ﻴــﺎ )‪ (benbia‬وﻗــﺪ ﻗــﺪر ﻋــﺪد اﻟﻘﺒــﻮر ﺴــﺘ ن أﻟــﻒ ﻗ ـ ‪ ) "...‬أﻳــﻮب‬
‫ﻣﺤﻤﺪ ﺳﻠﻴﻤﺎن‪،1986 ،‬ص‪.16 (.91.‬‬ ‫ﻌﺘ ـ ـ اﻟﺮﺣﻠ ــﺔ ﺳ ــﻜﺘﻠﻨﺪي وﻟ ـ ـ أو ـ ـ ـ ـ ﻣﻄﻠ ــﻊ اﻟﻘ ــﺮن‬
‫ر ﺎﺻــﺎت ﺛﺮ ــﺔ ـ ﻣﻨﻄﻘــﺔ ﻓ ـﺰان‪ ،‬ﺣﻴــﺚ‬ ‫اﻟﺜــﺎﻣﻦ ﻋﺸــﺮ ﻣــﻦ أو ـ‬
‫وﻟﻌـﻞ ﻣـﻦ أ ــﻢ ﻋﻤـﺎل ﺛﺮ ــﺔ ﻗﺎﻣـﺖ ــﺎ ﻣﺼـ ﺔ ﺛــﺎر‬
‫ﻻﺣ ــﻆ ﻣﺤﻤﻮﻋ ــﺔ ﻣ ــﻦ ا ﺒﺎﻧ ــﺎت وﻣﻨ ــﺎزل ﻃﻴ ﻴ ــﺔ ﻋﺘﻴﻘ ــﺔ ـ ـ ﻣﻨﻄﻘ ــﺔ‬
‫اﻟﻠﻴ ﻴــﺔ ﺑﻔـﺰان وﺗﺤــﺖ ﻣﺴــﺆوﻟﻴﺔ ﻣﺤﻤــﺪ ﺳــﻠﻴﻤﺎن أ ﻳــﻮب‪ ،‬ﺣﻴــﺚ ﻗــﺪم‬
‫وادي ﺟـﺎل) أﻳـﻮب ﻣﺤﻤـﺪ ﺳـﻠﻴﻤﺎن‪،1986،‬ص‪ ،13 (.67.‬ﺗﺮﺟـﻊ أو ـ‬
‫ــﺬا ﺧ ـ دراﺳــﺔ ﻣﻌﻨﻮﻧــﺔ ب‪ :‬ﻟﻴ ﻴــﺎ ـ اﻟﺘــﺎر ﺦ ﺻــﺪرت ـ ﺑﻨﻐــﺎز ّي‪،‬‬
‫ﻛ ﺸ ــﺎﻓﺎت ﻟﻠﺮﺳـ ــﻮم واﻟﻨﻘ ــﻮش اﻟ ـ ـ ﺮ ﺔ ـ ـ اﻟﻌ ــﺎﻟﻢ ـ ـ ﻣﻨﻄﻘ ــﺔ‬
‫ﺛــﻢ ﺗﻠ ــﺎ أﻋﻤــﺎل ﺸ ـ ﺪ ﺑ ﺘﺎﺋﺠ ــﺎ و ـ درا ﺳــﺔ اﻟ ـ أﻧﺠﺰ ــﺎ اﻟﺒﺎﺣــﺚ‬
‫ﻓـ ـﺰان ﻋ ــﺎم ‪ 1850‬وذﻟ ــﻚ ﻋ ـ ﻳ ــﺪ اﻟﺮﺣﺎﻟ ــﺔ ﳌ ــﺎ ﻲ ــﺎﻧﺮ ﺶ ﺑ ــﺎرث‬
‫ﺸ ــﺎﻟﺰداﻧﻴ ﻠـ ــﺰ ﻋـ ــﺎم ‪ 1959‬ﺑـ ــﺪﻋﻮة ﻣـ ــﻦ إدارة ﺛـ ــﺎراﻟﻠﻴ ﻴـ ــﺔ ﺑﺠﺮﻣـ ــﺔ‬
‫)‪ (Brath.H‬ﻋﻨ ــﺪﻣﺎ ﻗ ــﺎم ﺑ ﻨﺼـ ـ ﺐ ﺧﻴـ ــﺎم ﻣﻌﺴ ــﻜﺮﻩ ﺑ ــﻮادي ﺗﻠ ـ ـ اﻏﻦ‬
‫وأﻣ ـ أﺳــﺎﺑﻴﻊ ـ دراﺳــﺔ أﺛــﺎروادي ﺟــﺎل ﻛﻤــﺎ أﻧﺠــﺰﺣﻔﺮ ــﺎت ـ‬
‫إﻗﻠﻴﻢ ﻓﺰان ﺑﻨﻮا ﻣﺮزوق ﺣﻴﻨﻤـﺎ ﻋ ـ ﺻـﺪﻓﺔ ﻋ ـ ﺻـﻮر‬ ‫اﳌﻨﻌﺰل‬
‫زاﻧﻜﻜﺮا وﺳﺎﻧﻴﺔ ﺟ ﻳﻞ و ﺠﺮﻣﺔ اﻟﻘﺪﻳﻤﺔ‪.‬‬
‫ـﻢ ﻣﻨﻘﻮﺷـﺔ ﻋ ـ ﺿـﻔﺎف اﻟـﻮادي اﻟ ـ ﺮ ﺔ اﻟـﻮﻋﺮة اﻟ ـ‬ ‫ﻛﺒ ة ا‬
‫ً‬
‫أﻣـﺎ ﺧــﺮ أﺑﺤـﺎث ﺛﺮ ــﺔ ــﻮ ﻣـﺎ ﻗــﺎم ﺑـﮫ ﻣــﺆﺧﺮا ﻣﺠﻤﻮﻋــﺔ‬ ‫‪(Voyage et‬‬ ‫ﻳﺼـ ــﻌﺐ اﻟﻮﺻـ ــﻮل إﻟ ـ ــﺎ وﻗـ ــﺪ ﺸـ ــﺮ ﺎ ـ ـ ﻛﺘﺎﺑـ ــﮫ‬
‫ﻣـﻦ ﻋﻠﻤــﺎء ﺛــﺎر اﻟ ﻳﻄـﺎﻧﻴ ن ﺑﻘﻴــﺎدة داﻓﻴــﺪ ﻣـﺎﺗﻨﺠ ﺣﻴــﺚ إﺳــﺘﻔﺎد‬ ‫)‪، decouvertes dans l’afrique septentrionale et Central‬‬

‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪240‬‬
 ‫دراﺳﺎت وأﺑﺤﺎث اﳌﺠﻠﺔ اﻟﻌﺮ ﻴﺔ ﻟﻸﺑﺤﺎث واﻟﺪراﺳﺎت اﻟﻌﻠﻮم ﺴﺎﻧﻴﺔ و ﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ‬
‫ﻣﺠﻠﺪ ‪12‬ﻋﺪد ‪ 1‬ﺟﺎﻧﻔﻲ ‪ 2020‬اﻟﺴﻨﺔ اﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ﻋﺸﺮ‬ ‫‪ISSN: 1112- 9751 / EISSN: 2253-0363‬‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ﺳ ﺎن‬ ‫ا ﺮاﻣﺎﻧﻴ ن ﻳﺪل ﻋ‬ ‫)‪ (Camps.G.‬ﻳﺮى ّأن ﻣﻌ‬ ‫ﻗﻤ ــﺮ اﻟﺼ ــﻨﺎﻋﻴﺔ‬ ‫ــﺬا ﺧ ـ ـ ـ ـ أﺑﺤﺎﺛ ــﮫ ﻣ ــﻦ إﺳ ــﺘﺨﺪام ﺻ ــﻮرﻋ‬
‫اﳌﻨﺎزل‪ ،‬ﻷن ا ﺬر أﻏﺎﻏﺎم )‪ (Arharham‬ﻳﺪل ﻋ اﻟﺪار –‬ ‫و ﺸﺮ ﻧﺘﺎﺋﺞ أﺑﺤﺎﺛﮫ اﳌﻴﺪاﻧﻴﺔ ﻣﺼﻨﻔﺔ ﻋﻨﻮا ـﺎ‪The Archeology :‬‬
‫اﻟﺒﻨﺎء‪ ،‬وﻣ ﺎ ﻋ ﻣﺎ ﻳﺒﺪو ‪ ،‬ﺟﺎءت ﻟﻔﺎظ إ ﻐﺮم )اﻟﻘﻠﻌﺔ(‪،‬‬ ‫‪ ،Of Fezzan‬وﻗ ــﺪ أﺛ ـ ــﺖ ﺑﻮﺟ ــﻮد ﻛﻴ ــﺎن ﺳﻴﺎ ـ ـ ﻗ ــﺎﺋﻢ واﳌﻌ ــﺮوف‬
‫و ﻐﺮﻣﺖ )اﻟﻘﺮ ﺔ(‪ ،‬أث ﻐﺮاﻣﺖ )أ ﻞ اﻟﻘﺮ ﺔ(‪ ،‬أﻣﺎ ا ﺬر‬ ‫ﺑﺒﻤﻠﻜﺔ ﺟﺮﻣﺔ ) أﻳﻮب ﻣﺤﻤﺪ ﺳﻠﻴﻤﺎن‪،1986،‬ص‪.17 (.91.‬‬
‫ﻣﻨ ﺸﺮ ﺑ ن ﻞ اﻟﻠﻴﺒ ن‪ ،‬وأن ﻃﻼل‬ ‫أﻏﺎﻏﺎم ﺟﺬر ﻟﻴ‬
‫‪ .3.2‬ﻃﺒﻮﻧﻴﻤﻴﺔ ﺟﺮﻣﺔ‪.‬‬
‫ﺔ ﺬﻩ اﻟﻔﺮﺿﻴﺔ‬ ‫اﻟﻜﺜ ة ﻳﺘﻀﻤ ﺎ وادي ﺟﺎل ﺗﺆﻛﺪ‬
‫ّ‬ ‫ً‬ ‫ّ ـ ـ ُﻧﻄــﻖ ا ﺮاﻣـ ّ‬
‫اﳌﺤﻠﻴﺔ اﻟ ﻟﻘﺖ ﻗﺒﻮﻻ‪ ،‬وﺗﺒﻌﺎ إ أ ﻤﻴﺔ آﻃﻼل اﻟﺴﻜﻦ وإ‬ ‫ـﺎﻧﻴﻮن وﻟ ـ ﺲ ا ﺮاﻣﻨ ﻴــﻮن‬
‫اﳌﺪاﻓﻦ واﻟﺒﻨﺎﻳﺎت اﳌﺘﻨﻮﻋﺔ اﻟ ﺗﻮﺟﺪ ﺑﻮادي ﺟﺎل‪ ،‬ﻗﻠﺐ‬ ‫أو ا ﺮاﻣﺎﻧﺘ ﺲ )‪ ،(Garamantes‬وذل ﺑﺎﻹﺳﺘﻐﻨﺎء ﻋﻦ اﻟﻼﺣﻖ‬
‫‪21‬‬
‫ا ﺮاﻣﺎﻧﻴ ن)‪. (Camps (G.),Op.Cit.p.26‬‬ ‫ُ‬
‫ﻏﺮ ﻘﻲ ) أﻧ ﺲ – ‪ ،(Antes‬ﻓﺎﻟﻘﺎﻋﺪة اﳌﺘﺒﻌﺔ ﻧﻘﻞ ﻋـﻼم‬
‫ُ‬ ‫ﺛ ﻴــﺔ وا ﻐﺮاﻓﻴــﺔ ﺗﺘﻤﺜــﻞ ـ إﻗ ﺼــﺎء اﻟﻠﻮاﺣــﻖ ﺟﻨ ﻴــﺔ اﻟ ـ‬
‫أن ﺴـ ـ ـ ــﻤﻴﺔ‬ ‫وﺣﺴـ ـ ـ ــﺐ )أﻋ ـ ـ ـ ـ ‪.‬م( أﻧـ ـ ـ ــﮫ ﻣ ـ ـ ـ ــﻦ اﳌـ ـ ـ ــﺮ‬
‫أدﺧﻠ ـ ــﺖ ﻋ ـ ـ ـ ا ـ ـ ــﺬور وﺻـ ـ ـ ﺎ ـ ـ ـ ﻗﻮاﻟـ ـ ــﺐ ﻋﺮ ﻴ ـ ــﺔ ) أﻋ ـ ـ ـ‬
‫ا ﺮاﻣﻨﻴ ن ﻟ ﺎ ﻌﺪ دﻳ ‪ ،‬و ﺎﻧﻮا ﻣـﻦ ﻋﺒـﺎد اﻟـﺮب أﻣـﻮن ﻷن إﺳـﻤ ﻢ‪،‬‬
‫ﻣﺼ ــﻄﻔﻰ‪،2009 ،‬ص‪ ،18 (.62.‬و ﻨ ــﺎك ﻣ ــﻦ ﻳﻨﻄﻘ ـ ــﺎ ﺑﺠﺮﻣﻨـ ــﺖ‬
‫ﻋ ـ ﻣــﺎ ﻳﺒـﺪوا‪ ،‬ﻳﺘ ــﻮن ﻣــﻦ ﺷـﻘ ن‪ :‬ﺟــﺮ ﺑﻤﻌ ـ ﺣﻘـﻞ ﺑﺎﻟﻠﻐــﺔ اﻟﻠﻴ ﻴــﺔ و‬
‫)‪ (Garmente‬أو ﺟﺮاﻣﻨ ــﺖ )‪ (Garamante‬و ﻨ ــﺎك ﻣ ــﻦ ﻳ ﺴ ــﺒﮫ‬
‫أﻣـﻦ )أﻣــﻮن( اﻟـﺮب أﻣــﻮن‪ ،‬وﻣﻌ ـ أﻛـﺮاﻣﻦ ) اﻟﻜﺮاﻣﻨﻴـﻮن( ﺣﻘــﻞ أﻣــﻮن‬
‫ﺻ ــﻞ‬ ‫إ ـ ﺴ ــﻤﻴﺔ اﻟﻌﺎﺻ ــﻤﺔ )‪ (Germa‬و ــﺬا ﺧﻄ ــﺄ ﻷﻧ ــﮫ ـ‬
‫ﻣﺼﻄﻔﻰ‪،2009 ،‬ص‪.22 (.62.‬‬ ‫أو ﺣ أﻣﻮن ) أﻋ‬
‫ﺟﺮاﻣـ ـ ـ ـ ــﺎن )‪ (Garamen‬ﺑـ ـ ـ ـ ــﺪون اﻟﻼﺣـ ـ ـ ـ ــﻖ ﻏﺮ ﻘـ ـ ـ ـ ــﻲ‪ .‬و ﻌـ ـ ـ ـ ــﺪ‬
‫‪ .4.2‬إﺷ ﺎﻟﻴﺔ ﺻﻞ‪:‬‬ ‫ـ ـ ـ ودوت ﻏﺮ ﻘ ـ ــﻲ ـ ــﻮ أول ﻣ ـ ــﻦ ذﻛ ـ ــﺮا ﺮاﻣ ـ ــﺎﻧﻴ ن ﺗﺤـ ـ ــﺖ‬
‫ً‬ ‫ﺴـﻤﻴﺔ )‪ (Gramantes‬و ـﺮى دﻳــﺰاﻧﺞ )‪ ،(Desanges.J.‬أن ــﺬﻩ‬
‫ﻳﻨ ــﺪر أن ﺗﺠ ــﺪ أﻗﻮاﻣ ــﺎ ﻗــﺪ ﺟ ــﺮى اﻟﺒﺤــﺚ ـ أﺻ ــﻮﻟ ﺎ ﻣ ــﻦ‬
‫اﻟ ﺴــﻤﻴﺔ ﻏﺮ ﻘﻴــﺔ اﻟ ـ أورد ــﺎ ﻟﻨــﺎ ـ ودوت ﻟ ــﺎ ﻋﻼﻗــﺔ أن‬
‫ﺟ ـ ـ ــﺎد واﻟﺘﻠﻔﻴ ـ ـ ــﻖ ﻳﻘـ ـ ــﺪر ﻣ ـ ـ ــﺎ ﺣ ـ ـ ــﺪث ﻣ ـ ـ ــﻊ اﻟ ﺑ ـ ـ ــﺮ‪ ،‬و ﻣـ ـ ــﻦ ﺑﻴ ـ ـ ـ ﻢ‬
‫‪(Desanges,2011‬‬ ‫ـ ـ ـ ــﺬا ﺷ ـ ـ ـ ــﻌﺐ ﻣ ـ ـ ـ ــﻦ ﺑﻨ ـ ـ ـ ــﺎة اﳌ ـ ـ ـ ــﺪن‬
‫ا ﺎرﻣﺎﻧﻴ ن‪ ،‬ﻓﻘﺪ ﺎﻧـﺖ اﻟﺮواﻳـﺎت ﺗﺘـﺪاول ﻋـ ﻢ ﻣـﻦ أﻗـﺪم اﻟﻌﺼـﻮر‬ ‫‪19‬‬
‫)‪. http://encyclopedieberbere.revues.org‬‬
‫ﻟــﺪى رواة ﺳــﺎﻃ و ـ أوﺳــﺎط اﻟﻌﻠﻤــﺎء‪ ،‬و ﺸ ـ اﻟﺒﺎﺣــﺚ اﺑﺮ ﻄــﺎ ﻲ‬
‫ً‬
‫داﻧﻴﻠﺰ )‪ (Daniels‬إ أن ا ﺎراﻣﺎﻧ ن أﻣﺔ ﻻ ﻌﺪوا ﻛﺜ ا ﺪ اﻟﺮﻣﺰ‬ ‫وﺟﺎءت ﺴﻤﻴﺔ ا ﺎراﻣﺎﻧﻴ ن ﻋﻨﺪ اﻟﺮوﻣﺎن ﻛﺒﻠﻴ‬
‫و ا ﻴــﺎل‪ ،‬وأ ــﻢ أﻗــﻮام ﻟــﻢ ﻌﺮﻓــﻮا ﻌﺮ ﻔــﺎ ــﺎﻣﻼ ﻣــﻦ ﺣﻴــﺚ ﺻــﻞ‬ ‫وﺳ اﺑﻮن و ﻮﻣﺒﻴﻮس ﺗﺤﺖ ﺴﻤﻴﺔ )‪ (Gempheantes‬أي ﺗﻢ‬
‫واﻟ ﺸــﺄة‪ ،‬ﻋﺎﺷــﻮا ـ ﻣﻨﻄﻘــﺔ ﻣ ﻤــﺔ وﻣﻤﻠﻜــﺔ أﺳــﻄﻮر ﺔ و ـ ﻣــﺪة م‬ ‫أول ﻣﺮة‬ ‫رﻂ ﺴﻤﻴﺔ )‪ (Germa‬ﺑﻔﺰاﻧﻴﺎ )‪ (Phezaniae‬و‬
‫اﻟﺰﻣﻦ ﻏ ـ ﻣﺤـﺪدة ) ﺸـﺎﻟﺰداﻧﻴﻠـﺰ‪،1974،‬ص‪ ،23 (.08.‬و ـﺮى أﻳﻀـﺎ )‬ ‫ﺗﺄ ﻲ ﺬﻩ اﻟﺼﻴﻐﺔ ‪ ،‬ﻋ أﺳﺎس أن ﺟﺮاﻣﺎﻧﻴ ن ﻣﻦ ﺳ ﺎن‬
‫ن إ ـ ﻣﻌﺮﻓــﺔ أﺻــﻞ‬ ‫أﻳــﻮب ﻣﺤﻤــﺪ ﺳــﻠﻴﻤﺎن(‪ ،‬أﻧــﮫ ﻟــﻢ ﻳﺘﻮﺻــﻞ إ ـ‬ ‫ﻓﺰاﻧﻴﺎ‪ ،‬ﺣﻴﺚ ﺟﺎءت ﺬﻩ اﻟ ﺴﻤﻴﺔ ﻋﻨﺪ اﳌﺆرﺧ ن اﻟﺮوﻣﺎن‬
‫ا ﺎرﻣـ ـﺎﻧﻴ ن وﻻ اﳌـ ــﻮﻃﻦ ول ﻟ ــﻢ‪ ،‬ﻛﻤـ ــﺎ أﻧﻨـ ــﺎ ﻻ ﻌ ــﺮف ﻋ ـ ـ وﺟ ــﮫ‬ ‫ﻋ أﺳﺎس ﺳ ﺎن اﻟﻜ ﻮف اﳌﺘﺨﻠﻔ ن‪ ،.‬و ﺠﺪد ﺑﻠﻴﻨﻮس‬
‫اﻟﺘﺤﺪﻳـﺪ اﻟـﺰﻣﻦ اﻟـﺬي ﺟـﺎؤو ﻓﻴـﮫ إ ـ ﻓـﺰان‪ ،‬وﻟﻘـﺪ ﻗـﺪم اﻟـﺬﻳﻦ أوﻟــﻮا‬ ‫ﻛﺘﺎﺑﺎﺗﮫ ﺧﺮى ﺑ ﺴﻤﻴﺔ )‪ (Gramentius‬و ﻮ ﻧﻔﺲ ﺻﻄﻼح‬
‫اﳌﻮﺿـﻮع ﻌــﺾ اﻟﻌﻨﺎﻳــﺔ ﻋـﺪة إﺣﺘﻤــﺎﻻت ﻋــﻦ أ ﻳـﻦ ﺟــﺎء ا ﺎراﻣــﺎﻧﻴ ن‬ ‫ﻧﺠﺪﻩ ﻋﻨﺪ دﻳﻮدور اﻟﺼﻘ ‪ ،‬أﻣﺎ ﻣﻦ ا ﺎﻧﺐ ﺛﺮي ﻧﺮى أن‬
‫واﻟــﺰﻣﻦ‪ ،‬ﻋ ـ وﺟــﮫ اﻟﺘﻘﺮ ــﺐ‪ ،‬اﻟــﺬي ﻇ ــﺮوا ﻓﻴــﮫ ـ ﺟﻨــﻮب ﻟﻴ ﻴــﺎ )‬ ‫أﺣﺪ ﻣﻌﺴﻜﺮات اﻟﻠﻴﻤﺲ ) ﺑﻮﻧﺠﻴﻢ‬ ‫)‪ (Rebuffat‬اﻟﺬي ﻧﻘﺐ‬
‫‪24‬‬
‫أﻳﻮب ﻣﺤﻤﺪ ﺳﻠﻴﻤﺎن‪،1986،‬ص‪ ، (.131.‬وﻓﻀﻼ ﻋﻦ ذﻟﻚ ﻨﺎﻟﻚ‬ ‫ﻧﻘ ﺸﺔ اﻟﻼﺗ ﻴﺔ‬ ‫ﺷﻤﺎﻟﻴﺔ ﻟﻠﻔﺰان( ﺣﻴﺚ ﻋ ﻋ‬ ‫ﺑﻨﻮا‬
‫إﺷﺎرات ﻣـﻦ ﻣـﺆرﺧ ن ﻗـﺪاﻣﻰ ﻟﺴـ ﺎن ﺟﺮﻣـﺔ ﻓﻤـ ﻢ ﻣـﻦ ﻳـﺮى أﺻـﻠ ﻢ‬ ‫‪ :‬ﻋ ﻋﺪد ﻣﻦ ا ﺎراﻣﺎﻧ ﺲ‬ ‫ﻋﺪة ﻠﻤﺎت‬ ‫ﻣﻜﺮﺳﺔ‬
‫ﻣ ــﻦ ﺷ ــﻌﻮب اﻟﺒﺤ ــﺮ ﺣﺴ ــﺐ رو ــﺎت اﻟ ﺎﺗ ــﺐ اﻟﺴ ــﻜﻨﺪري أﺑﻮﻟﻮﻧﻴ ــﻮس‬ ‫‪20‬‬
‫)‪(Rebufat (R.),1979,p.226.‬‬ ‫ﻣ ّﻤﺔ ﺴﻮﻗﻮن ﺣﻤ ا‬
‫‪25‬‬
‫اﻟﺮود ـ ) أﻳ ــﻮب ﻣﺤﻤ ــﺪ ﺳ ــﻠﻴﻤﺎن‪،1986،‬ص‪ ، (.31.‬و ﻨ ــﺎك ﻣ ــﻦ‬ ‫‪.(GARAMANTES‬‬ ‫‪DVCENT‬‬ ‫)‪ASINVS‬‬
‫ــﺎزي ﻋﺒ ــﺪ‬ ‫أﺷ ــﺎر ﺑ ــﺄن أﺻ ــﻠ ﻢ ﻣ ــﻦ ﻓﻠﺴ ــﻄ ن ﻗ ــﺪﻣﻮا إ ـ ـ ﻣﺼ ــﺮ )‬ ‫دراﺳﺎت ﻋﺪﻳﺪة أن ﺳﻢ ا ﺮاﻣﺎﻧﺖ‬ ‫ﻳﺮى اﻟﺒﺎﺣﺜ ن‬
‫اﻟﻨﺎﺻــﺮ‪،1990،‬ص‪ ،26 (.64.‬ﺑ ﻨﻤــﺎ وﺟــﺪ ﻓﺮ ــﻖ أﺧــﺮ ﺑــﺄن أﺻــﻠ ﻢ ﻣــﻦ‬ ‫ﺣﻘﻴﻘﺘﮫ إﺳﻢ ﻟﻴ ‪ ،‬ﻓ ﺬا‬ ‫ذو ﻟﻔﻆ أﺟﻨ ‪ ،‬ﻟﻜﻨﮫ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪241‬‬
 ‫دراﺳﺎت وأﺑﺤﺎث اﳌﺠﻠﺔ اﻟﻌﺮ ﻴﺔ ﻟﻸﺑﺤﺎث واﻟﺪراﺳﺎت اﻟﻌﻠﻮم ﺴﺎﻧﻴﺔ و ﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ‬
‫ﻣﺠﻠﺪ ‪12‬ﻋﺪد ‪ 1‬ﺟﺎﻧﻔﻲ ‪ 2020‬اﻟﺴﻨﺔ اﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ﻋﺸﺮ‬ ‫‪ISSN: 1112- 9751 / EISSN: 2253-0363‬‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ﻗـﺎم ﻓﺮو ﻴــﻮس )‪ (Frobenius‬ﺑﺘﻮﺛﻴــﻖ اﻟﺮﺳــﻮم اﻟ ـ ﻋ ـ‬ ‫ﺎزي ﻋﺒﺪ‬ ‫)‬ ‫واﺣﺔ ﺳﻴﻮة ‪ ،‬وﻗﺪ ﺎﺟﺮوا ﺧﻮﻓﺎ ﻣﻦ اﻟﻐﺰو اﻟﻔﺎر‬
‫ﻋﻠ ﺎ ﻗﺮب ﻋﺎﺻﻤﺔ ا ﺎراﻣﺎﻧﻴ ن ـ وادي ﻣﺘﺨﻨـﺪوش وا ﻟـﻮر ﺮوﺗﺒ ـ‬ ‫اﻟﻨﺎﺻ ـ ــﺮ‪،1990،‬ص‪ ،27 (.64.‬وﻟﻜ ـ ــﻦ ﻣ ـ ــﻦ اﳌﺤﺘﻤ ـ ــﻞ أن ﻳ ـ ــﻮن أﺻ ـ ــﻞ‬
‫ودﻳــﺔ اﻟ ـ ﺗﺼــﺐ ـ وادي ﺑﺮﺟ ــﻮج اﻟﻮاﻗــﻊ ﻟﻠﻐــﺮب ﻣ ــﻦ‬ ‫إﺑﺘ ـ و ـ‬ ‫ا ــﺮﻣﻴ ن ﻣــﻦ أﺻــﻞ ﻟﻴ ـ ‪ ،‬وﻟﻘــﺪ أﻛــﺪت ﻌــﺾ اﻟﺪراﺳــﺎت اﻟﻌﻠﻤﻴــﺔ‬
‫ﻣــﺮزوق‪ ،‬ﻛﻤــﺎ أﺿــﻴﻒ ﺳــﻨﺔ ‪ 1955‬ﻣﺤﻄــﺔ ﻛﺒ ـ ة ـ ﻓﻀــﺎء ﺗــﺎدرارت‬ ‫اﳌﻘـﺎﺑﺮ ا ﺮﻣﻴـﺔ ﺗﺒـ ن أﻧـﮫ‬ ‫اﻟ أﺟﺮ ﺖ ﺣﻮﻟ ﻢ ﻣﻦ ﺑﻘﺎﻳﺎ اﻟﻌﻈﻤﻴﺔ‬
‫ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎ ﻮس ﺑﻘﻴ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎدة ﻓﺎﺑﺮ ﺴ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻴﻮ ﻣ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻮري ) ﺟﺮز ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻮري‬ ‫ﻓﻴﮫ أوﺟﮫ اﻟﺸﺒﮫ ﺑﻴ ﻢ و ن ﺳ ﺎن ﺟﻨﻮب ﻟﻴ ﻴﺎ ﺣﺎﻟﻴـﺎ‪ ،‬وإ ـ اﻟﺸـﺒﮫ‬
‫ﺑﺎول‪،2008،‬ص‪.32 (.35.‬‬ ‫اﻟﻘـ ــﺎﺋﻢ ﺑﻴ ـ ـ ﻢ و ـ ـ ن ﻗﺒﺎﺋـ ــﻞ اﻟﻄـ ــﻮارق اﳌﻌﺎﺻـ ــﺮ ﻦ ﻟ ـ ــﻢ‪ ،‬ﻛﻤـ ــﺎ وﺟـ ــﺪ‬
‫ً‬
‫اﻟﺒﻌﺾ ﺑﺄن ﻨﺎﻟﻚ أﺻﻼ ﻣﺸ ﺎ ﺑ ن ا ﺮﻣﻴ ن و ن ﻣﺠﻤﻮﻋـﺔ )ج(‬
‫ﻋ ـ اﻟﻌﻤــﻮم ﻌــﺪ اﻟﺒﺤــﻮث اﻟ ـ ﻗــﺪﻣﺎ اﻟﺒﺎ ﺣــﺚ ﻳ ﻄــﺎ‬
‫) ﻣﺮاﺟﻊ ﺣﺴ ن ﻋﺒﺪ اﻟﻌﺎ ‪،‬ب‪.‬ت‪،‬ص‪.28 (.35.‬‬
‫ﺟﺮز ــﻮري أروع ﻣــﺎﺗﻢ ـ ــﺬا ا ﻘــﻞ اﻟﻔ ـ ‪ ،‬إذ ﻗــﺎم ذﻟــﻚ ﺑﺰ ــﺎرات‬
‫ﻣﺨﺘﻠﻔــﺔ ﻣــﻦ ﻓــﺰان ﻣــﻦ ﺳــﻨﺔ ‪ 1933‬وﻗــﺎم ﺑــﺈﺟﺮاء دراﺳــﺎت ﺼ ـ ﺎ‬ ‫وﻣﻤـ ــﺎ ﻳﻼﺣـ ــﻆ ﺑـ ــﺄن ﺗﻠـ ــﻚ اﳌﺠﻤﻮﻋـ ــﺔ )ج( ﺣﺴـ ــﺐ إﻋﺘﻘـ ــﺎد‬
‫ـ ﻛﺘﺎﺑــﮫ )‪ (Rock Art in the libyan sahara‬وﻗﺴــﻢ اﻟﺮﺳ ــﻮم‬ ‫أﺻﻮﻟ ﺎ إى ﻗﺒﺎﺋﻞ ) اﻟﺘﻤﺤﻮ( ‪،‬‬
‫اﻟﺒﻌﺾ ﺑﺄ ﺎ ﻟﻴ ﻴﺔ ﺻﻞ‪ ،‬و ﻌﻮد‬
‫ً‬
‫اﻟ ـ ﺮ ﺔ إ ـ ﻋ ﺼ ــﻮر ﻣﺨﺘﻠﻔ ــﺔ و ـ ﻧﻔﺴ ـ ﺎ اﻟ ـ ﻋ ــﺰزت ﺑﺪراﺳ ــﺎت‬ ‫ﻧﻈﺮا ﻟﻮﺟﻮد ﺛﺎر اﳌﺸـ ﻛﺔ ﻓﻴﻤـﺎ ﺑﻴـ ﻢ‪ ،‬و ـ ﻣﺴـﺘﺨﻠﺺ ـﺬﻩ راء‬
‫اﻟﺒﺎﺣﺚ ﻣﻮري و ﻣﻮز ﻠﻴ و ﺟﻮن ﻟﻮﻛﻴﻼك ﻛﺄﺧﺮ ﺗﺤﺪﻳﺚ إ ﻳﻮﻣﻨـﺎ‬ ‫ﻧﺮا ــﺎ ﺗﻔﺘﻘــﺮ إ ـ اﳌﺰ ــﺪ ﻣــﻦ دﻟــﺔ اﻟﺘﺎرﺨ ﻴــﺔ و ﺛﺮ ــﺔ‪ ،‬وﻟــﺬﻟﻚ ﻣــﻦ‬
‫ﺬا )اﻟﺸ ﻞ ‪ (03‬وﺗﺘﻤﺜﻞ ‪:‬‬ ‫اﻟﺼﻌﺐ ﻋﻠﻴﻨﺎ أن ﻧﺄﺧﺬ ﺑﺮأي ﻣﻌ ن ﻣﻦ ﺆﻻء ﻋﻦ أﺻﻞ ا ﺮﻣﻴ ن‪.‬‬

‫أ‪ .‬رﺳﻮم ﻧﻘﺸﺖ ﺧﻼل ﻋﺼﺮاﻟﺼﻴﺎدﻳﻦ )‪:(Bubalius‬‬ ‫‪ 3‬ا ﺮﻣﻴ ن ﻣﻦ ﺧﻼل ﺛﺎر اﳌﺎدﻳﺔ‪:‬‬
‫ﻌﺘ ﻣﺠﺘﻤﻊ اﻟﺼﻴﺎدﻳﻦ أول اﻟﺘﺠﻤﻌـﺎت اﻟ ﺸـﺮ ﺔ اﻟ ـ إﺳـﺘﻘﺮت ـ‬ ‫ﺮي‪:‬‬ ‫‪ .1.3‬إﺳ ﻨﻄﺎق اﳌﻼﻣﺢ ا ﺮﻣﻴﺔ ﻣﻦ ﺧﻼل اﻟﻔﻦ اﻟ‬
‫ﻣﻨﻄﻘ ــﺔ اﻟ ـ ـ ﺮاء اﻟﻮﺳ ــﻄﻰ‪ ،‬و ﺼ ــﻌﺐ ﺟ ــﺪا إﻋﻄ ــﺎء ﺗ ــﺎر ﺦ ﺑـ ـﺪاﻳ ﺎ‬
‫و ﻌـ ـ ـ ــﺪ اﻟﺮﺳـ ـ ـ ــﻮم اﻟ ـ ـ ـ ـ ﺮ ﺔ أو اﻟﻠﻮﺣـ ـ ـ ــﺎت اﻟ ـ ـ ـ ـ ﺗﺮﻛ ـ ـ ـ ــﺎ‬
‫وﺣ ﺎﻳﺔ ﻓ ﺎ‪ ،‬أرﺧﺖ ) اﻟﻌﻘﻮن أ‪.‬ح( ﻟ ﺬﻩ اﳌﺠﺘﻤﻌـﺎت ـ ﺣـﺪود‬
‫ﻗ ــﺪﻣﻮن ﻋ ـ ـ ﺟ ــﺪران اﻟ ـ ﻮر ﻣ ــﻦ اﳌﺼ ــﺎدر اﳌ ﻤ ــﺔ اﻟ ـ ـ ﻌﺘﻤ ــﺪ‬
‫‪ 6000‬ق‪.‬م و ﻌﺘﻘـ ــﺪ أن ﻧﻘﻮﺷ ـ ـ ﻢ وﺣـ ــﺪت ﻣﺤﻘـ ــﻮرة ﻋ ـ ـ واﺟ ـ ــﺎت‬
‫اﻟ ـ ﻮر و ﺗﺘﻤﺜــﻞ ـ ا ﻴﻮﻧــﺎت اﳌﺘﻮﺣﺸـﺔ وا ﻴﻮاﻧــﺎت اﻟ ﻳـﺔ اﻟ ـ‬ ‫ﻋﻠ ــﺎ ــﺪ ﻌﻴــﺪ ـ رﺳــﻢ ﺻــﻮرة ا ﻴــﺎة ﺑﺠﺮﻣــﺔ ﻣــﻦ ﻋﺼــﻮر ﻣﺎﻗﺒــﻞ‬
‫ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎن اﻟﺼ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻴﺎدون ﻳﻘﻮﻣ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻮن ﺑﺼ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻴﺪ ﺎ ) اﻟﻌﻘ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻮن أم‬ ‫اﻟﺘـ ــﺎر ﺦ ﺣـ ـ ن ـ ــﺎﻧﻮا ﺴـ ــﻄﺮون ﻋ ـ ـ ﺳ ــﻄﺢ اﻟ ـ ـ ﻮر اﻟ ـ ـ ﻋﺎﺷـ ــﻮا‬
‫ا ‪،1988،‬ص‪ ،33 .(.112.‬و ﺸﻤﻞ ﺬﻩ اﻟﺮﺳﻮﻣﺎت ﻣﻨـﺎﻇﺮ ﻟﻠﺮﺟـﺎل‬ ‫ﺑﺠﻮار ــﺎ ﻣﻈ ــﺎ ﺮ ﺣﻴ ــﺎ ﻢ اﻟﻴﻮﻣﻴ ــﺔ و ا ﻴﻮا ﻧ ــﺎت اﻟ ـ ـ ﻋﺎﺷ ــﻮا ﻣﻌ ــﺎ‬
‫ﻗﺼ ــﺮاﻟﻘﺎﻣ ــﺔ و ــﺮى ﺟﺮز ــﻮري أن أﻗــﺪم ــﺬﻩ اﻟﺮﺳــﻮﻣﺎت ـ اﻟ ـ ـ‬ ‫ﺑ ــﻞ أﻣﺎﻧ ــﺔ ودﻗ ــﺔ وﺳ ــﻄﺮوا ﻟﻌﻀ ـ ﺎ ﻋ ــﻦ ﻃﺮ ــﻖ ا ــﺰ ﺑﺄﻟ ــﺔ ﺣ ــﺎدة أو‬
‫ﺗﻤﺜ ــﻞ ا ﻴﻮﻧـ ــﺎت اﻟﺒﺤﺮ ـ ــﺔ ﻣﺜـ ــﻞ ﻓ ــﺮس اﻟ ـ ــﺮ و اﻟﺘﻤﺴـ ــﺎح و ـ ـ ﻣـ ــﻦ‬ ‫ﺑﺎﻟﺮﺳــﻢ ﺑــﺎﻷﻟﻮان ﺳ ــﻮاء ﺑﺎﺳ ــﺘﻌﻤﺎل أﻟ ــﻮان اﻟ ـ ﺮ اﳌﺨﺘﻠﻔ ــﺔ ﻹﻇ ــﺎر‬
‫ا ﻴﻮﻧــﺎت اﻟ ـ ﻋﺎﺷــﺖ ـ ﻓ ـﺰان ﻋﻨــﺪﻣﺎ ــﺎن ﻣﻨﺎﺧ ــﺎ ﺷــﺒ ﺎ ﺑﻤﻨــﺎخ‬ ‫ﺷ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ﺎل أو ﺑﺎﺳـ ـ ـ ـ ـ ــﺘﻌﻤﺎل ﺻـ ـ ـ ـ ـ ــﺒﺎغ اﳌﻠﻮﻧـ ـ ـ ـ ـ ــﺔ ) أﻳـ ـ ـ ـ ـ ــﻮب ﻣﺤﻤـ ـ ـ ـ ـ ــﺪ‬
‫اﳌﻨــﺎﻃﻖ ﺳــﺘﻮاﺋﻴﺔ أي ﻗﺒــﻞ ﺳــﺘﺔ آﻻف ﺳــﻨﺔ ﺗﻘﺮ ﺒــﺎ ﻗﺒــﻞ اﳌــﻴﻼد )‬ ‫ﺳـ ــﻠﻴﻤﺎن‪،1986،‬ص‪ ،29 (.65.‬وﻗـ ــﺪ ﺑـ ــﺪأت ﻋﻨﺎﻳـ ــﺔ اﻟﻌﻠﻤـ ــﺎء ﺑ ـ ـ ﻴﻞ‬
‫ﺟﺮز ـ ـ ــﻮري ﺑ ـ ـ ــﺎول‪،2008،‬ص‪ ،34 .(.42.‬و ـ ـ ــﺮى ﻓ ـ ـ ــﺎﺑﺮ ﺰ ﻮ ﻣ ـ ـ ــﻮري أن‬ ‫ـ ـ ــﺬﻩ اﻟﺮﺳ ـ ـ ــﻮم ﺑﻔ ـ ـ ـﺰان ﺳ ـ ـ ــﻨﺔ ‪ 1914‬ﺣﻴ ـ ـ ــﺚ ﻧ ـ ـ ــﺬﻛﺮ ـ ـ ــﻮرادو زو ـ ـ ـ ـ‬
‫أﺣﺴ ــﻦ ﻣﺜﻠ ــﺔ ـ ـ اﻟﻨﻘ ــﻮش اﻟ ـ ـ ﻋ ـ ـ ﻋﻠ ــﺎ ـ ـ وادي ﻣﺘﺨﻨـ ــﺪوش‬ ‫)‪ (Corrado Zoli‬اﻟﺬي ﻌﺪ أول إﻳﻄﺎ ﻌ ﻋ ـ ﻌـﺾ اﻟﻨﻘـﻮش ـ‬
‫ووادي ﺗﻠ اﻏ ن ) اﻟﺸ ﻞ‪.(04‬‬ ‫وادي ﺟـ ـ ــﺎل‪ ،‬وﺗﻀـ ـ ــﺎﻋﻔﺖ ـ ـ ـ اﻟﻌﺸـ ـ ــﺮﻨﺎت ﻣـ ـ ــﻦ اﻟﻘـ ـ ــﺮن اﳌﺎ ـ ـ ـ‬
‫ب‪ .‬رﺳ ـ ــﻮم ﻧﻘﺸـ ـ ــﺖ ‪ 35‬ﺧ ـ ــﻼل ﻋﺼـ ـ ــﺮ ﻣـ ـ ــﻦ ذوي اﻟـ ـ ــﺮؤوس‬
‫ﻋﻤﻠﻴـ ـ ــﺎت اﻟﺒﺤـ ـ ــﺚ ﻋـ ـ ــﻦ اﳌﺨﻠﻔـ ـ ــﺎت ﻓﻨﻴـ ـ ــﺔ ﻌـ ـ ــﻮد إ ـ ـ ـ أدوارﻣﺎﻗﺒـ ـ ــﻞ‬
‫اﳌﺴﺘﺪﻳﺮة‪(Les tétes rondes) :‬‬
‫اﻟﺘـ ــﺎر ﺦ ‪ ،30‬ﺧﺎﺻ ــﺔ ـ ـ ﻣﻨ ــﺎﻃﻖ ﺟﺮﻣﻴ ــﺔ ﻣﺜـ ــﻞ وادي اﻟﺸ ــﺎﻃﺊ ووادي‬
‫ﻳـﺮى ﻓـﺎﺑﺮ ﺰو ﻣـﻮري أن ـﺬا اﻟـﺪور اﻟـﺬي ﺳـﺒﻖ زﻣﻨﻴـﺎ اﻟﻔ ـ ة اﻟﻔﻨﻴـﺔ‬
‫ﺟـ ــﺎل اﻟـ ــﺬي ـ ــﺎن ﻣﻮﺿـ ــﻮ ﺑﺤـ ــﺚ ﻣـ ــﻦ ﻗﺒـ ــﻞ ﻳﻄـ ــﺎﻟﻴ ن ﺑﺼـ ــﻔﺔ‬
‫اﻟ ـ ـ ـ ـ رﺳـ ـ ـ ــﻤﺖ ﻓ ـ ـ ـ ــﺎ اﻟﻘﻄﻌـ ـ ـ ــﺎن اﻟﻜﺒ ـ ـ ـ ـ ة ﻣ ـ ـ ــﻦ اﻟﺜ ـ ـ ـ ـ ان و ﺑﻘـ ـ ـ ــﺎر‬
‫ﺧﺎﺻﺔ ﻗﺒﻞ ا ﺮب اﻟﻌﺎﳌﻴﺔ اﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ﺴﻨﻮات و ﺟﺰء اﻟﺸـﻤﺎ ﻣـﻦ‬
‫)‪ (Bovidienne‬و ــﻮ ﻏ ـ ﺟــﺪا ﺑﺄﻋﻤــﺎل اﻟﺮﺳــﻢ ـ ﺟــﻞ ﻧــﻮا ﺟﺮﻣــﺔ‬
‫ﻓ ـ ـﺰان ﺗﻮﺟـ ــﺪ ﻣﺤﻄـ ــﺎت وادي زﻗـ ــﺮة ووادي ﻣﺴـ ــﻌﻮدة اﻟ ـ ــﺎﻣ ن وﻗـ ــﺪ‬
‫وﺗـﺎدرارت ــﺎ ﻮس وﻣﺴـﺎك وﻻ ﻳﻤﺜﻠــﮫ إﻻ ﻋــﺪد ﻗﻠﻴـﻞ ﻣــﻦ اﻟﻨﻘــﻮش‬
‫وﻻ ﺴـ ـ ــﺘﻄﻴﻊ أن ﻗـ ـ ــﺪم ﻣـ ـ ــﻦ ـ ـ ــﺎ ﻮس ﺳ ـ ـ ـﻮى ﻧﻤﻮذﺟـ ـ ــﺎ واﺣـ ـ ــﺪ ﻻ‬ ‫وﺣﻘﻘ ﻤﺎ ﺑﺎ ﺘﻤﺎم وﻣﻊ ﺳﻨﺔ ‪ ) 1932‬ﺟﺮز ـﻮري‬ ‫درﺳ ﻤﺎ ﺟﺮاز ﻮ‬
‫‪31‬‬
‫ﺴ ـ ـ ـ ـ ــﺘﻄﻴﻊ أن ﺴ ـ ـ ـ ـ ــﺘﺨﻠﺺ ﻣﻌﻄﻴ ـ ـ ـ ـ ــﺎت ﻛﺜ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ة ﻣﻨ ـ ـ ـ ـ ــﮫ ) ﻓ ـ ـ ـ ـ ــﺎﺑﺮ ﺰ ﻮ‬ ‫ﺑﺎول‪،2008،‬ص‪. .(.35.‬‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪242‬‬
 ‫دراﺳﺎت وأﺑﺤﺎث اﳌﺠﻠﺔ اﻟﻌﺮ ﻴﺔ ﻟﻸﺑﺤﺎث واﻟﺪراﺳﺎت اﻟﻌﻠﻮم ﺴﺎﻧﻴﺔ و ﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ‬
‫ﻣﺠﻠﺪ ‪12‬ﻋﺪد ‪ 1‬ﺟﺎﻧﻔﻲ ‪ 2020‬اﻟﺴﻨﺔ اﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ﻋﺸﺮ‬ ‫‪ISSN: 1112- 9751 / EISSN: 2253-0363‬‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ج‪ .‬رﺳ ـ ـ ــﻮم وﻧﻘ ـ ـ ــﻮش ﺗﺮﺟ ـ ـ ــﻊ ﻟﻌﺼ ـ ـ ــﺮ ا ﻤﺎﻟ ـ ـ ــﺔ أ ـ ـ ـ ـ ﺎب‬ ‫ﻣـ ــﻮري‪،1988،‬ص‪ ،36 (.92.‬واﻟﻈـ ــﺎ ﺮ أن ﺳـ ــﻠﻮب اﻟﺮﺳـ ــﻢ ـ ـ ـ ــﺬا‬
‫اﻟﺘﻴﻔﻴﻨﺎغ )‪:(Camilius‬‬ ‫اﻟﻌ ــﺪ ﻻ ﻳﺨﻠـ ــﻮا ﻣـ ــﻦ رﺻـ ــﺎﻧﺔﻓﻘﺪ رﺳـ ــﻢ ا ﻴـ ــﻮان ﺟﺎﻧ ﻴ ــﺎ ووﺿـ ــﻌﺖ‬
‫اﻟﻘــﻮاﺋﻢ ـ ﻣﺴــﺘﻮى واﺣ ــﺪ أﻣــﺎ ﺟﺴ ــﻢ ﺴــﺎن ﻓﻘ ــﺪ رﺳــﻢ ﺑﻜﻔ ــﺎف‬
‫ﺷـ ﺎل اﻟ ـ ﺗﻤﺜـﻞ ا ﻤــﺎل وراﻛﺒ ــﺎ و ﺼـﺎﺣﺐ ــﺬﻩ اﻟﺮﺳــﻮم‬ ‫وـ‬
‫ﻣﺘﺘــﺎ ﻊ وﻇ ــﺮا ﻟ ـﺮأس ـ ﺷ ـ ﻞ ﻳﻤﻴ ــﻞ إ ـ ﺳ ـﺘﺪارة و ا ﻠﺰوﻧﻴ ــﺔ )‬
‫ﺧ ـ ة ـ اﻟﻌ ــﺎدة ﻛﺘﺎﺑ ــﺎت ﺑﺤ ــﺮوف اﻟﺘﻴﻔﻴﻨ ــﺎغ ) اﻟﺸ ـ ﻞ ‪ (07‬و ــﺮى‬
‫اﻟﺸ ـ ﻞ ‪ (05‬وأول ﻣ ــﻦ أﺷ ــﺎر إ ـ ــﺬﻩ اﻟ ﺴ ــﻤﻴﺔ اﻟﻘ ــﺲ )‪(L’abbé.B‬‬
‫ﺳـﻠﻮب ـ ـﺬﻩ‬ ‫ﺟﺮزوري ﺑﺄ ﺎ ﺗﺮﺟﻊ ﻟﻌﺼﺮ ا ـﺪﻳﺚ ﺴـ ﻴﺎ و ﺘﻤ ـ‬
‫ﻟﻜ ــﻦ ـ ي ﻟ ــﻮط ــﻮ ﻣــﻦ ﺳ ــﻤﺎ ﻢ ﺑ ــﺎﻟﺆوس اﳌﺴ ــﺘﺪﻳﺮة ) ﺑــﻦ ﺑﻮز ــﺪ‬
‫اﳌﺮﺣﻠـ ـ ــﺔ ﺑ ﺴـ ـ ــﺎﻃﺔ ﻳﺼـ ـ ــﻮر أ ـ ـ ـ ﺎ ﺎ ﻋ ـ ـ ـ ﺷ ـ ـ ـ ﻞ ﺗﺜﻠﻴـ ـ ــﺚ ﻣﺘﻘﺎﺑـ ـ ــﻞ‬
‫ﻀ ـ ـ ـ ــﺮ‪،2009،‬ص‪،37 (.18.‬و ﻳﻔﺴ ـ ـ ـ ــﺮ ﻣ ـ ـ ـ ــﻮز ﻠﻴ ـ ـ ـ ــﺬﻩ ﺗﻘﻨﻴ ـ ـ ـ ــﺔ ذو‬
‫)ﺟﺮز ــﻮري ﺑــﺎول‪،1988،‬ص‪ ،42 (.59.‬ﻳﺮﺣﻌ ﻤــﺎ ــﺎﻣ ﺲ )‪(Camps.G‬‬ ‫رﺳ ـ ــﻮﻣﺎت أﺣﺎدﻳ ـ ــﺔ ﺑﺄ ـ ــﺎ ﺗﻤﺜ ـ ــﻞ ﺳ ـ ــﻴﻄﺮة ﺗﺎﻣ ـ ــﺔ ﻟ ﻮاﻧ ـ ــﺐ اﻟﺪﻳ ﻴ ـ ــﺔ‬
‫إ ـ اﻟﺴ ــﻼﻻت اﻟﺒﻴﻀ ــﺎء أو ﺑﺘﻌﺒ ـ أدق اﻟﻠﻴﺒ ـ ن ﻛﻤ ــﺎ ﺗ ــﻮن اﻟﺰراﺋ ــﺐ‬ ‫اﻟ ـ ـ ﺮﺔ أﻣـ ــﺎ اﳌﺸ ــﺎ ﺪ ﺎ اﻟ ﻠﻴ ــﺔ ﻣﺨﺘﻠﻔ ــﺔ ﻋ ــﻦ ﺳ ــﻠﻮب اﻟـ ــﻮاﻗ‬
‫داﺋﺮ ــﺔ أو ﻣﺴ ــﺘﻄﻴﻠﺔ اﻟﺸـ ـ ﻞ ‪ ،‬و ﺴ ــﺘﻌﻤﻞ ﺗﻘﻨﻴ ــﺔ اﳌﺴ ــﺎﺣﺔ اﻟﻠﻮﻧﻴ ــﺔ‬ ‫‪38‬‬
‫ﻣﻘﺎرﻧﺔ ﺑﺎﳌﺮﺣﻠﺔ اﻟﺴﺎﺑﻘﺔ )‪(Muzzolini (A.),1991,p.43.‬‬
‫ا ﻤﺮاء واﻟﺒﻴﻀﺎء ﺗﻤﺎﻣﺎ ﻣﺜﻞ أﺳﻠﻮب اﳌﺮﺣﻠﺔ اﻟﺴﺎﺑﻘﺔ) ا ﺼـﺎن( )‬ ‫ت‪ .‬رﺳﻮم ﻧﻘﺸﺖ ﺧﻼل ﻋﺼﺮاﻟﺮﻋﺎة )‪: (Pasteur‬‬
‫‪43‬‬
‫ﺎﻣ ﺲ ﻏﺎﺑﺮﺎل‪،2014،‬ص‪. (.104.‬‬
‫و ﻓ ة ﻃﻮ ﻠﺔ ﻣﻦ اﻟﺰﻣﻦ ﻳﻈ ﺮﻓ ﺎ اﻟﺮﻋﺎة ‪،‬و ﻢ ﻳﻘـﻮدون ﻗﻄﻌﺎﻧـﺎ‬
‫‪ .2.3‬ا ﺮﻣﻴ ن ﻣﻦ ﺧﻼل اﻟﻨﺼﻮص اﳌﺼﺮ ﺔ اﻟﻘﺪﻳﻤﺔ‪:‬‬ ‫ﻣ ـ ــﻦ ﺑﻘ ـ ــﺎر اﻟﻄﻮ ﻠ ـ ــﺔ اﻟﻘ ـ ــﺮون اﻟﺸ ـ ــﺒ ﺔ ﺑﺎﻷﺑﻘ ـ ــﺎر اﻟ ـ ـ ـ ﻌـ ـ ـ ﺶ ـ ـ ـ‬
‫اﻟﺴـ ــﻮدان ن و ـ ـ ﻓ ـ ـ ة ﻳـ ــﺮى ﺟﺮز ـ ــﻮزي ﺑﺄ ـ ــﺎ ﺗﺒـ ــﺪأ ﻋﻨـ ــﺪﻣﺎ ﺑـ ــﺪأ‬
‫ﻣــﻦ اﳌﺼــﺎدف أن اﻟﻄــﻮارق ـ ا ﺮﻣــﺔ ﺴــﻤﻮن أﻧﻔﺴ ــﻢ‬
‫اﻟﻄﻘـﺲ ـ ﻓــﺰان ﻳﺘ ﺤـﻮل إ ـ ﻣــﺎ ﺸـﺒﮫ ﻣﻨــﺎخ اﻟﺴــﻮدان ن‪ ،‬و ﻈ ــﺮ‬
‫ﺑﺘﻤــﺎﺣﻖ ‪،‬ﺗﺄﻳﻴ ــﺪ ﺣﺘﻤ ــﺎل ﺑﻮﺟ ــﻮد ﺳــﻤﺎت ﺟﺎراﻣﺎﻧ ﻴ ــﺔ ﻳــﺮى اﻟﻌﺪﻳ ــﺪ‬
‫ﻓﻴـﮫ اﻟﺮﻋــﺎة اﻟـﺬﻳﻦ ﻳﻤﺜ ﻠــﻮن ﻋـﺎدة ﻃــﻮال اﻟﻘﺎﻣـﺔ ﺷــﺪﻳﺪي اﻟ ـ ﻧﺞ أﻛ ـ‬
‫ﻣــﻦ اﻟﺒــﺎﺣﺜ ن ﺣــﻮل ا ـ ﺲ اﳌ ــﺰوم ـ ﻣﻮﺿــﻮﻋﺎت ﻧﻘــﻮش ﺻــﻼﻳﺔ‬ ‫ً‬
‫ﺷ ﺎ ﺴـ ﺎن اﻟﺴـﺎﻓﺎﻧﺎ ن و ﻈ ـﺮ ﺑـﺄن ـﺆﻻء اﻟﻘـﻮم ﻗـﺪ ﺣﻠـﻮا ﻣ ﺤـﻞ‬
‫أ ــﻢ ﻣ ــﻦ ا ــﻞ‬ ‫ﺳ ــﺪ واﻟﻌﻘﺒ ــﺎن واﻟ ــﺬي ﻌﻔ ــﻮا ﺑ ــﺎﻟﺘﻤﺤﻮا إذ ﻳ ــﺮ‬ ‫‪39‬‬
‫اﻟﺼﻴﺎدﻳﻦ اﻟﻘﺼﺮ اﻟﻘﺎﻣﺔ )أﻳﻮب ﻣﺤﻤـﺪ ﺳـﻠﻴﻤﺎن‪،1986،‬ص‪(.79.‬‬
‫ا ـ ــﻮاف اﻟ ـ ـ ـ ﺮاء اﻟﻠﻴ ﻴ ـ ــﺔ ﺣﻴ ـ ــﺚ ﻳﻘ ـ ــﺮ ﻢ ﺟ ـ ــﺎردﻳﻨ ﻣ ـ ــﻦ ﻣﻼﻣ ـ ــﺢ‬
‫‪ ،‬ــﺎن ﻣـ ــﻦ اﻟﻀـ ــﺮوري ﻟـ ــﺪى اﻟﺒ ــﺎﺣﺜ ن أن ﻳﻀـ ــﺒﻄﻮا اﳌـ ــﺪة اﻟﺰﻣﻨﻴـ ــﺔ‬
‫ا ﺎراﻣ ــﺎﻧ ﻴ ن ــﻮن اﻟﻌﻼﻣ ــﺔ اﻟﺘﺼ ــﻮ ﺮ ﺔ اﻟ ـ ـ ﺎﻧ ــﺖ ﺑﺠﺎﻧ ــﺐ ﻣ ـ ـ‬
‫ﻟﻠﻔ ـ ة اﻟﺮﻋﻮ ـﺔ‪ ،‬ﺣﻴــﺚ ﺗـﺮى ) اﻟﻌﻘــﻮن أ‪.‬م( أن ـﺬﻩ اﻟﻔ ـ ة ﺗﻤﺘـﺪ ﻣــﻦ‬
‫اﻟﻠﻴ ـ اﻟــﺬي ﻳــﺪﻓﻊ أﺳ ـ ﻋﺮﻓــﺖ )ﺑﺘﺎﻣﺨﻴــﺖ( و ﻌ ـ ﺑــﺄرض ا ﻨــﻮب‬
‫‪ 5500‬ﺳـ ــﻨﺔ ق‪.‬م إ ـ ـ ﻏﺎﻳـ ــﺔ ‪ 1200‬ﺳـ ــﻨﺔ ق‪.‬م‪ ،‬و ﺴـ ــﺘ ﺘﺞ ﻣـ ــﻦ ـ ــﺬا‬
‫وﻣﻦ اﳌﺮﺟﻊ أن ﻌﺾ ﺳ ﺎن ﻣﻦ ﻏﺮب اﻟﻨﻴﻞ وﻗﻔﻮا وﺟﮫ اﻟﻠﻴﺒ ن‬
‫ﺮاء‬ ‫ﺮ ﺔ اﳌﺘﻨﻮﻋﺔ اﻟ‬ ‫اﻟﺘﺎر ﺦ ﻣﻦ ﺧﻼل إﺳﺘﻘﺮاء اﻟﺮﺳﻮم اﻟ‬
‫اﻟﻘ ـ ــﺎدﻣ ن ﻣ ـ ــﻦ اﻟ ـ ـ ﺮاء اﻟﻐﺮ ﻴ ـ ــﺔ ﺑﻔﻌ ـ ــﻞ ا ﻔ ـ ــﺎف ) ﺻ ـ ــﺎ ﻋﺒ ـ ــﺪ‬
‫اﻟﻮﺳﻄﻰ أن ﻗﺪوم اﻟﺮﻋـﺎة ﻟﻠﻤﻨﻄﻘـﺔ ﻗـﺪ ﻳ ـﻮن ـ ﺣـﺪود ‪ 4500‬ق‪.‬م‬
‫اﻟﻌﺰ ﺰ‪،1962،‬ص‪.44 (.191.‬‬ ‫‪40‬‬
‫‪،1988،‬ص‪(.112.‬‬ ‫) اﻟﻌﻘﻮن أم ا‬
‫واﻋﺘﻤ ــﺎدا ﻋ ـ ـ أن اﻟﺘﻤﺤـ ــﻮ ﻇ ــﺮوا ﻋ ـ ـ ﻣﺴ ــﺮح اﻟﺘـ ــﺎر ﺦ‬
‫ﺧ ــﻼل ﻟ ــﻒ اﻟﺜﺎﻟﺜ ــﺔ ق‪.‬م وذﻟ ــﻚ ـ ـ ﻋ ــﺪ ﺳ ــﺮة اﻟﺴﺎدﺳ ــﺔ اﻟ ـ ـ‬
‫ﻌﺎﺻﺮ ﺣﻠﻮل ﻓ ة ا ﻔﺎف اﻟﺜﺎﺑﺖ ﺟﻴﻮﻟﻮﺟﻴﺎ ﻟﺪرﺟﺔ ﺣﻌﻠﺖ ﻌﺾ‬ ‫ث‪ .‬رﺳﻮم ﻧﻘﺸﺖ ﺧﻼل ﻋﺼﺮا ﺮﻣﻴ ن‪:‬‬
‫اﻟﺒـ ــﺎﺣﺜ ن ﻌﺘﻘـ ــﺪون ﺑﻮﺟـ ــﻮد ارﺗﺒـ ــﺎط ﺑ ـ ـ ن اﻟﺘﻤﺤـ ــﻮ و ﻗـ ــﻮام اﻟ ـ ـ‬ ‫و ﺗﻤﺘﺎز ﺑـﺎﻟﻨﻘﻮش اﻟ ـ ﺗﻤﺜـﻞ اﻟﻌﺮ ـﺎت وا ﻴـﺎد ﻛﻤـﺎ أن‬
‫ﺳــﻜﻨﺖ ﻓــﺰان )ﻣﺼــﻄﻔﻰ ﻋﺒــﺪ اﻟﺴــﻠﻴﻢ‪،1966،‬ص‪ ،45 (.09.‬إذ ﻟـ ﺲ‬ ‫ـ ـ ﺎص ﻗ ـ ــﺪ رﺳ ـ ــﻤﺖ ﻋ ـ ـ ﺷ ـ ـ ﻞ اﳌﺜﻠﺜ ـ ـ ن‬ ‫ﺷ ـ ـ ﺎل اﻟ ـ ـ ﺗﻤ ّ ـ ـ‬
‫ﻣ ـ ــﻦ اﳌﺴ ـ ـ ﺒﻌﺪ إﺣﺘﻤ ـ ــﺎل أن ﻳ ـ ــﻮن أوﻟﺌ ـ ــﻚ ـ ــﻢ اﻟﺮﻋ ـ ــﺎة ﻗ ـ ــﺪ ﺗﺮ ـ ــﻮا‬ ‫اﳌﺘﻘ ــﺎﺑﻠ ن ﻣ ــﻦ اﻟـ ـﺮأس ‪ ،‬و ــﺮى ﺟﻮز ــﻮزي أن ــﺬا اﻟﻔ ــﻦ ﻣ ــﻦ ﻧﺘ ــﺎح‬
‫أوﻃﺎ ﻢ ﺗﺤﺖ ﻇﻐﻂ ا ﻔﺎف إ ﺟ ﺎت ﺗ ﺴﺮت ﻓ ـﺎ ا ﻴـﺎة ﺷـﺮﻗﺎ‬ ‫ا ﺎراﻣ ـﺎن ودون اﻟﻌﺪﻳــﺪ ﻣــﻦ اﻟﺮﺳــﻮم اﻟ ـ ﺗﻤﺜ ــﻞ ــﺬﻩ اﳌﺪرﺳــﺔ ـ‬
‫ـ ــﺎ ﻮس وﻣﺴ ـ ــﺎك‬ ‫إ ـ ـ اﻟﻨﻴ ـ ــﻞ و ـ ــﺬا ﻣﺎﺑﻴ ﺘ ـ ــﮫ رﺳ ـ ــﻮﻣﺎت ﺗ ـ ــﺎدرارت‬ ‫ﺮاء اﻟﻠﻴ ﻴﺔ و ﻌﻀ ﺎ أﻣﺎﻛﻦ ﻌﻴﺪة ﻣﺜـﻞ‬ ‫ﺟ ﺎت ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ ﻣﻦ اﻟ‬
‫ـ ـ ــﻮاخ‬ ‫وزﻧﻜﻴﻜـ ـ ـﺮا ﺟﻨـ ـ ــﻮب ﺟﺮﻣـ ـ ــﺔ ﻋ ـ ــﻦ ﻣﺸـ ـ ــﺎ ﺪ ﻟﻠ ـ ـ ـﺮات وردم‬ ‫وادي زﺟـﺮا وﺗـ ن ﻋﻮ ﻨــﺎن اﻟﻮاﻗﻌــﺔ ﺷــﻤﺎ وادي اﻟﺸــﺎﻃﺊ ) اﻟﺸ ـ ﻞ‬
‫اﳌﺘﻨﻘﻠ ــﺔ وﺗﺤﻤﻴ ــﻞ ﺑﻘ ــﺎر ﻠ ــﺎ ﺗ ــﺪل ﻋ ـ ـ رﺣﻠ ــﺔ ــﺎﻧﻮا ﻳﻘﻮﻣ ــﻮن ــﺎ‬ ‫‪ ( 06‬و ﻌﻀ ـ ـ ﺎ ـ ـ ﺟﺒـ ــﻞ ﺑـ ــﻦ ﻏﻨﻴﻤـ ــﺔ اﻟﻮاﻗﻌـ ــﺔ ﻟ ﻨـ ــﻮب ﻣـ ــﻦ ﻓـ ــﺰان‬
‫)ﺟﺮز ﻮري ﺑﺎول‪،2008،‬ص‪.41 (.63.‬‬

‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪243‬‬
 ‫دراﺳﺎت وأﺑﺤﺎث اﳌﺠﻠﺔ اﻟﻌﺮ ﻴﺔ ﻟﻸﺑﺤﺎث واﻟﺪراﺳﺎت اﻟﻌﻠﻮم ﺴﺎﻧﻴﺔ و ﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ‬
‫ﻣﺠﻠﺪ ‪12‬ﻋﺪد ‪ 1‬ﺟﺎﻧﻔﻲ ‪ 2020‬اﻟﺴﻨﺔ اﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ﻋﺸﺮ‬ ‫‪ISSN: 1112- 9751 / EISSN: 2253-0363‬‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫اﻟﺘﻤﺤــﻮ اﳌﻌ ــﺮوﻓ ن ﺟﻨ ــﻮب ﻣﺼ ــﺮ ــﻢ ﻧﻔﺴ ـ ﻢ ) ﻗ ــﻮام ج‪ (.‬ﺑﺎﻟﻨﻮ ــﺔ‬ ‫ﺆﻻء ﻧﺤﻮ اﻟﺸﺮق ﺣﺴـﺐ ﻣﺴـﺎرات ﺗﻠـﻚ اﻟﺮﺳـﻮﻣﺎت ﻣـﻦ ﻗـﺪم إ ـ‬
‫وﻧﻔﺴ ﻢ ا ﺎراﻣﺎﻧﻴﻮن ﺑﺎﻟﻔﺰان وﺟﺒﺎل ﻃﺎﺳﻴ ﺑﺎﻟ ﺮاء اﻟﻮﺳـﻄﻰ‬ ‫ﺣﺪث ) اﻟﺸ ﻞ ‪(08‬‬
‫وأن ﻣﺜ ــﻞ ﻧ ﺸـ ــﺎر ﺑﺎﻟ ـ ـ ﺮاء اﻟﻠﻴ ﻴـ ــﺔ ﻣ ــﻦ ﻣـ ــﻮاﻃ ﻢ إ ـ ـ ﻣﺴـ ــﺎﻓﺎت‬
‫ً‬ ‫وﻣﻤﺎ ﻳﺪﻋﻢ ٍرأ ﻲ أن ا ﺎراﻣﺎن ﻢ اﻟﺘﻤﺤﻮ ﻧﺄﺧﺬ ﺑﻤﺎ‬
‫ﻌﻴ ــﺪة ﺷ ــﺮﻗﺎ ﺣ ـ ـ وادي اﻟﻨﻴ ــﻞ ﻧﺠ ــﺪ ﻟ ــﮫ دﻟ ــﻴﻼ أن ﻗﺒﺎﺋ ــﻞ اﻟﻘﺮﻋ ــﺎن‬
‫ا ــﺎﻟﻴ ن ـ دارﻓــﻮر ﺣ ـ اﻟ ـ ﺮاء اﻟ ـ ﺗﺤــﺪ وادي اﻟﻨﻴــﻞ ﻏﺮ ــﺎ إ ـ‬ ‫ﻗﺎﻟﮫ )‪ (Doguinot‬ﺑﺄن ﻨﺎك ﻣﻨﻄﻘﺔ ﺗﻘﻊ ﺑ ن ﻀﺒﺔ ﻃﺎﺳﻴ‬
‫اﻟﻨﻮ ـ ــﺔ اﻟﻌﻠﻴ ـ ــﺎ إ ﺑ ـ ــﺎن اﻟﻘ ـ ــﺮن اﻟﺴ ـ ــﺎ ﻊ ﻋﺸ ـ ــﺮ واﻟﻘﺮﻋ ـ ــﺎن ﻛﻤ ـ ــﺎ ﻳﻘ ـ ــﻮل‬ ‫ﺴ ﺣ اﻟﻴﻮم )‪ (Tammo‬و ﺷﺪﻳﺪة اﻟﺸﺒﮫ ﺑﺎﻟﻔﻆ‬ ‫وﺗﻴ ﺴ‬
‫)‪ (Kirwan‬ﻢ أﺣﻔﺎذ ا ﺎراﻣـﺎن وا ﺎراﻣـﺎن ـﻢ ﻣـﻦ ﺳـ ﺑـﺎﻟﺘﻤﺤﻮ‬ ‫اﻟﺘﻤﺤﻮ اﻟﻮارد اﻟﻨﺼﻮص اﻟﻘﺪﻳﻤﺔ ‪(Camps (G.), le 05 juin‬‬
‫ﻋﻨﺪ اﳌﺼﺮ ن)‪.47 (Kirwan (L.P.),1986,p.14.‬‬ ‫‪2019. URL :‬‬
‫‪ .3.3‬ا ﺮﻣﻴ ن ﻣﻦ ﺧﻼل اﻟﻮﺛﺎﺋﻖ ﺑﻴﻐﺮاﻓﻴﺔ‪:‬‬ ‫‪http://journals.openedition.org/encyclopedieberbere/765‬‬
‫) ‪ ،46‬أﺿﻒ إ ذﻟﻚ ﺑﺄن اﻟﻄﻮارق ﻳﻄﻠﻘﻮن ﻋ أﻧﻔﺴ ﻢ ﺗﻤﺎ ﻖ‬
‫ﻟﻘــﺪ ﺑﻴ ــﺖ ﻟﻨــﺎ اﻟﻮﺛــﺎﺋﻖ ﺑﻴﻜﺮاﻓﻴ ــﺔ وﺻــﻔﺎ ﻋ ــﻦ ا ــﺎراﻣﻨ ﻴﻮن وﻣ ــﻦ‬
‫ﺴﻤﻴﺔ ﻳﺨﺘﻠﻒ ﻳﺨﺘﻠﻒ ﻧﻄﻘ ﺎ ﻣﻦ ﻣﻨﻄﻘﺔ‬ ‫)‪ (Tamahaque‬و‬
‫أ ـ ـ ـ ــﻢ ـ ـ ـ ــﺬﻩ اﻟﻜﺘﺎﺑ ـ ـ ـ ــﺎت اﻟ ـ ـ ـ ـ ـ ﻋ ـ ـ ـ ـ ﻋﻠ ـ ـ ـ ــﺎ ـ ـ ـ ـ ﻣﺪﻳﻨ ـ ـ ـ ــﺔ ﺳﻮﺳ ـ ـ ـ ــﺔ‬
‫ﺗﺼﻒ ﻋﺒﺪ ﺟﺎراﻣﺎ ﻲ ﻓﺘﻘﻮل‬ ‫إ أﺧﺮى ﻓﻨﺠﺪ ﺗﻤﺎﺷﻚ أو ﺗﻤﺎﺟﻚ أو ﺗﻤﺎﺣﻚ ﻋﻨﺪ اﻟﻄﻮارق ﻓﺰان‬
‫)‪(Hadramutem‬‬
‫وﻣﻦ ﺬا اﳌﻨﻄﻠﻖ ﻞ ﻳ ﻮن ﺗﻤﺎﺣﻚ ﻓﺰان ﻢ ﻗﺒﺎﺋﻞ اﻟﺘﻤﺤﻮ‬
‫‪FAEX GRAMANTARUM NOSTRUM PRICESSIT AXEM‬‬ ‫ﻣﻌﺮوﻓ ن اﻟﻨﺼﻮص اﳌﺼﺮ ﺔ؟‬
‫‪ET PICEO GAUDET CORPOR VERNA NIGER QUEM‬‬
‫وﻗ ــﺪ ﻳﺒ ــﺪوا ــﺬا اﻟ ﺴـ ــﺎؤل ﺟ ــﺪﻳﺮ ــﻮن اﻟ ﺴ ــﻤﻴﺎت اﻟ ـ ـ‬
‫‪NISI VOX HOMINEM LABRIS EMISA‬‬
‫إﺳﺘﻌﺮﺿ ـ ﺎ ﺸـ ـ ك ـ ـ ﻣﻘﻈﻌ ــﺎ ول )‪ (Tama‬وﻟ ــﺪﻳﻨﺎ ﻐ ـ ـ واﺣ ــﺪ‬
‫? ‪SONARAT TERRET VISU NORRIDA LAVA VIROS DIRA‬‬
‫ﻳﻄــﺎﺑﻖ ﻟ ــﺎ ﺗﻤﺎﻣــﺎ ﻋﻨــﺪ اﻟﻄــﻮارق ﺗﻤﺎﺣــﻚ )‪ (Tamaheque‬وإﺳــﻢ ﺗﻤــﺎ‬
‫‪HARUMETA TUUM VAPIANT CUSTODEM HUNC‬‬
‫ـ ـ ـ ﻧﻈﺮﻧـ ـ ــﺎ ـ ـ ــﻮ ﻣـ ـ ــﻦ ﺑﻘﺎﻳ ـ ـ ــﺎ اﻟﺘﻤﺤـ ـ ــﻮ و ـ ـ ــﺬا ﺑﻄﻠﻴﻤـ ـ ــﻮس ﻳﺆﻛ ـ ـ ــﺪ أن‬
‫‪DITIS DEBET HABERE DOMUS FECIT (Kay (N.M.),‬‬
‫ا ﺎراﻣﺎﻧﻴﻮن ﻳﻨ ﺸـﺮون ﻣـﻦ ﻓـﺰان إ ـ ﺷـﻤﺎل ﻧﻮ ـﺔ‪ ،‬وﻗـﺪ ﻧ ﺠـﺪ ﺳـﻨﺪا‬
‫‪2006, p.60.)48.‬‬
‫ﻟ ـﺬا اﻟﻘــﻮل ـ ﺗﻠــﻚ اﻟﻌﻼﻗـﺔ ﺑـ ن ا ﺎراﻣـﺎﻧﻴ ن ﺳـ ﺎن ﻓـﺰان وﺳـ ﺎن‬
‫" ﻳـ ــﺄ ﻲ ﺣﺜﺎﻟـ ــﺔ ا ﺮاﻣﻨ ـ ـ إ ـ ـ ﻋﺎﳌﻨـ ــﺎ ‪ ،‬و ﻔﺨـ ــﺮ اﻟﻌﺒـ ــﺪ‬ ‫ﻌﺾ اﻟﻌﻨﺎﺻﺮﻣ ﺎ‪:‬‬ ‫ﺷﻤﺎل اﻟﻨﻮ ﺔ ﺣﻴﺚ ﺸ ﻮن‬
‫ﺳـ ــﻮد ﺑﺠﺴـ ــﺪﻩ اﻟـ ــﺪاﻛﻦ ‪ ،‬إن ﻟـ ــﻢ ﻳﻜـ ــﻦ ﻣـ ــﻦ اﻟﺼـ ــﻮت اﻟ ﺸـ ــﺮي‬
‫ﻇ ــﻮر رﺳ ــﻮم ﻟﻠﻤﺎﺷ ــﻴﺔ ـ ـ دارﻓ ــﻮر ﺸ ــﺒﮫ ﻣﺎﺷ ــﻴﺔ ﻓ ــﺰان‬ ‫أ‪.‬‬
‫اﻟﺼـ ـ ــﺎدر ﻣـ ـ ــﻦ ﺷـ ـ ــﻔﺘﻴﮫ ‪ ،‬ﻓـ ـ ــﺈن ـ ـ ــﺬا اﻟﺸـ ـ ــﻴﻄﺎن ﺑﻮﺟ ـ ـ ــﮫ اﳌـ ـ ــﺮوع‬
‫واﻟ ـ ﺣ ــﺪﺛﻨﺎ ﻋ ــﺎ ـ ودوت أ ــﺎ ﺗﺮ ـ وﺗﻤ ـ ﺗﻘ ﻘ ــﺮي ﺴـ ـ ﺐ‬
‫ـ ـ ــﻴﻢ أن ﻳﺄﺧـ ـ ــﺬ‬ ‫ﺳ ـ ــﻴﺨﻴﻒ اﻟﺮﺟـ ـ ــﺎل ‪ ،‬و ﺴ ـ ــﻤﺢ ﻟﻐﻀـ ـ ــﺐ ﻣ ـ ــﻦ ا‬
‫إﻧﺤﻨﺎء ﻗﺮو ﺎ إ ﻣﺎم‪.‬‬
‫اﻟ ــﻮﺣﺶ ﻷﻧﻔﺴـ ـ ﻢ ﺑ ـ ــﺖ اﻟﻌ ــﺎﻟﻢ اﻟﺴ ــﻔ ﻳﺠـ ــﺐ ﯨ ــﺄن ﻳﻜ ــﻮن ــﺬا‬ ‫ﻇ ـ ــﻮر رﺳ ـ ــﻮﻣﺎت ﻟ ـ ــﺮاﻛﺒ ن ا ﻴ ـ ــﻮل ـ ـ ـ ﻓ ـ ــﺰان ﻣﺸ ـ ــﺎ ﺔ‬ ‫ب‪.‬‬
‫ﺺ ﺣﺎرﺳﮫ‪ ،‬أﻧﺠﺰ‪.".‬‬ ‫اﻟ‬ ‫ﻟﺮﺳﻮﻣﺎت اﻟﺴﻮدان‬
‫ﺴـﺎﻧﻴﺔ ﺑﻤﺜﻠﺜـﺎت‬ ‫ﻃﺮ ﻘـﺔ ا ﺮاﻣﻨـﺖ ـ رﺳـﻮم ﺷـ ﺎل‬ ‫ت‪.‬‬
‫ﻋ ـ رو ﻴﻔــﺎت )‪ (Rebuffat‬ـ أﺣــﺪ ﻣﻌﺴـﻜﺮات اﻟﻠــﻴﻤﺲ )‬
‫ﺴ ـ ــﺎﻧﻴﺔ‬ ‫ﻣﺰدوﺟ ـ ــﺔ و ـ ـ ـ ﻃﺮ ﻘ ـ ــﺔ ﺗﻈ ـ ــﺮ ـ ـ ـ ﻌ ـ ــﺾ اﻟﺮﺳ ـ ــﻮﻣﺎت‬
‫ﺑــﻮﻧﺠﻴﻢ ﺑﻨــﻮا ﺷ ــﻤﺎﻟﻴﺔ ﻟﻠﻔــﺰان( ﻋ ـ ﻧﻘ ﺸ ــﺔ اﻟﻼﺗ ﻴــﺔ ﻣﻜﺮﺳــﺔ ـ‬
‫ﺑﺎﻟﻨﻮ ﺔ‪.‬‬
‫ﻋ ــﺪة ﻠﻤ ــﺎت ـ ـ ‪ :‬ﻋ ـ ـ ﻋ ــﺪد ﻣ ــﻦ ا ﺎراﻣ ــﺎﻧ ﺲ ـ ـ ﻣ ّﻤ ــﺔ ﺴـ ــﻮﻗﻮن‬
‫ﻇ ــﻮر ﻣﻤ ـ ات اﻟﻠﻴﺒ ـ ن اﻟﺸــﺮﻗﻴ ن وﺻــﻔﻮا ﺑــﺎﻟﺘﻤﺤﻮ ﻋ ـ‬ ‫ث‪.‬‬
‫ﺣﻤ ـ ا )‪(GARAMANTES DVCENT (Rebufat (R.),1979.p.226.‬‬
‫ﺛــﺎراﳌﺼــﺮ ﺔ وﻣ ــﺎ ﺧﻀــﻠﺔ اﻟﺸــﻌﺮو اﻟــﺬﻳﻞ ـ اﳌــﺆﺧﺮة واﻟﺮ ﺸــﺔ‬
‫‪.ASINVS.)49‬‬
‫ــﺎ ﻮس و ﻓ ـﺰان و ـ ﻌ ــﺾ‬ ‫وﺟــﺮاب اﻟﻌــﻮر ﻧﻔﺴ ـ ﺎ ﻣﻮﺟــﻮدة ـ‬
‫رﺳﻮﻣﺎت اﻟﻨﻮ ﺔ‪.‬‬
‫ﺧ ـ ﺴــﺘ ﺘﺞ أن اﻟﻌﻨﺎﺻــﺮ اﻟﺘﻤﺤــﻮ ﺴــﺎﻧﺪ ﺑﻘ ــﻮة اﻟــﺮأي ﺑ ــﺄ ﻢ‬ ‫وـ‬
‫‪ .4.3‬ﻣﻦ ﺧﻼل اﻟﻔﺴﻴﻔﺴﺎء‪:‬‬ ‫ﺎراﻣ ـ ــﺎﻧﻴ ن اﳌﻌـ ــﺮوﻓ ن ـ ـ اﳌﺼ ـ ــﺎدر دﺑﻴ ـ ــﺔ واﻟﺮﺳ ـ ــﻮﻣﺎت ﻓ ـ ــﺆﻻء‬

‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪244‬‬
 ‫دراﺳﺎت وأﺑﺤﺎث اﳌﺠﻠﺔ اﻟﻌﺮ ﻴﺔ ﻟﻸﺑﺤﺎث واﻟﺪراﺳﺎت اﻟﻌﻠﻮم ﺴﺎﻧﻴﺔ و ﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ‬
‫ﻣﺠﻠﺪ ‪12‬ﻋﺪد ‪ 1‬ﺟﺎﻧﻔﻲ ‪ 2020‬اﻟﺴﻨﺔ اﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ﻋﺸﺮ‬ ‫‪ISSN: 1112- 9751 / EISSN: 2253-0363‬‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ﻟ ـﻢ ﺻـﻼت ﻣـﻊ ﻏ ـ ﻢ ﻣـﻦ اﻟﻨـﺎس وﻟ ﺴــﺖ ﻟـﺪ ﻢ أﺳـ ﺔ و ــﻢ ﻻ‬ ‫ﻛﺸ ــﻔﺖ ﻟﻨــﺎ ﻓﺴﻴﻔﺴ ــﺎء ﻓــﻴﻼ دار ﺑــﻮك ﻋﻤ ـ ة ﺑ ــﺎﻟﻘﺮب ﻣ ــﻦ‬
‫ﻌﺮﻓ ــﻮن ﻛﻴ ــﻒ ﻳ ــﺪاﻓﻌﻮن ﻋ ــﻦ أﻧﻔﺴـ ـ ﻢ‪ ) ".‬ـ ـ ودوت‪ ،‬اﻟﻜﺘ ــﺎب‬ ‫زﻟﻴﻄﻦ ﺟﺎﻧﺒﺎ ﻣ ﻤﺎ ﻋﻦ ا ﺎراﻣﺎﻧﻴ ن ﻋ أﺳﺎس أ ﻢ ﻣﻦ اﳌﺠﺮﻣ ن‬
‫‪54‬‬
‫اﻟﺮا ﻊ‪ ،‬اﻟﻔﻘﺮة‪. (.174،‬‬ ‫وأﺳــﺮى اﻟ ـ ﺎﻳﺎ اﳌﻨﺤﻮ ـ ا ــﻆ وﻗــﺪ ر ــﻂ ــﻞ ﻣ ﻤــﺎ ﻋ ـ ﻋﻤــﻮد‬
‫ﺧﺸـ ـ ﻣﺜ ــﺖ ﻋ ـ ـ ﻋﺮ ــﺔ ـ ـ ﻴﺘﮫ‪ ،‬ﺑ ﻨﻤ ــﺎ ﻳ ــﺪﻓﻊ اﻟﻌﺎﻣ ــﻞ اﳌﺨـ ــﺘﺺ‬
‫ﻳــﺮى أﻋ ـ )م‪ (.‬أن ــﺆﻻء ﻻ ﻳﻤﻜــﻦ أن ﻳ ﻮﻧ ــﻮا ﺟﺎراﻣــﺎن‬
‫ﺑﺎ ﻠﺒــﺔ ) اﻟ ﺴ ـ ﻴﺎروس( ﺑﺎﻟ ـ ﻴﺔ ﺧــﺮى إﺗﺠــﺎﻩ أﺣــﺪ اﻟﻮﺣــﻮش‬
‫ﺑـﻞ ا ﺎﻣﻔﺎﻧــﺖ )‪ (Gamphasantes‬ﻷن ا ﺎراﻣــﺎﻧﻴ ن ﺷــﻌﺐ ﻣﺸـ ﻮر‬
‫ً‬ ‫ً‬ ‫ـ ﺐ ﻋﺎﻣــﻞ ا ﻠﺒــﺔ ﻣ ــﻦ ﺷ ــﻌﺮﻩ‬ ‫)اﻟﺸ ـ ﻞ ‪ ،( 09‬و ـ ﻣﻨﻈ ــﺮ أﺧــﺮ‬
‫وﻛﺜ ـ ـ اﻟﻌـ ــﺪد وﻟﻌ ـ ــﺐ دورا ﻛﺒ ـ ـ ا ـ ـ ﺗ ـ ــﺎر ﺦ ﺷـ ــﻤﺎل إﻓﺮ ﻘﻴ ـ ــﺎ ‪ ،‬أﻣـ ــﺎ‬
‫ﻧﺤ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻮ أ ﺣ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺪ ﺳ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻮد ﻹﻓ اﺳ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﮫ) أﻧﺪ ﺸ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺔ أﺣﻤ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺪ‬
‫ا ﺎﻣﻔﺎﻧــﺖ ﻓ ــﻢ ﻣﺠﻤﻮﻋــﺔ ﺸــﺮ ﺔ ذﻛﺮ ــﺎ ﺑﻮﻣﺒﻮﻧﻴــﻮس ﻣــﻴﻼ و ﺎﻧــﺖ‬
‫ﻣﺤﻤ ـ ــﺪ‪،2008،‬ص‪ ) 50 (.349.‬و ـ ـ ـ ـ ــﺬا اﻟﺸ ـ ــﺄن ﻳﺆﻛ ـ ــﺪ ا ﻟـ ـ ــﺒﻌﺾ أن‬
‫ﺴ ــﺘﻮﻃﻦ اﳌﻨﻄﻘ ــﺔ اﻟﺜﺎﻧﻴ ــﺔ ﻣﻌﺮوﻓ ــﺔ ﺑﺎﺣﻴﻮاﻧ ــﺎت اﳌﺘﻮﺣﺸ ــﺔ و ﺎﻧ ــﺖ‬
‫ـ ــﺆﻻء ﺳ ـ ــﺮى ـ ــﻢ ا ﺎراﻣ ـ ــﺎﻧﻴﻮن اﻟ ـ ــﺬﻳﻦ إﻧﺘﺼ ـ ــﺮ ﻋﻠـ ـ ـ ﻢ اﻟﻘﺎﺋ ـ ــﺪ‬
‫ﺴــﺎن وﻻ ﺴـﺘﻌﻤﻞ اﻟﺴــﻼح ﺑـﻞ وﻏ ـ ﻗــﺎدرة ـ اﻟــﺪﻓﺎع‬ ‫ﺗ ﺘﻌـﺪ ﻋـﻦ‬
‫اﻟﺮوﻣــﺎ ﻲ ﻓ ــﺎﻟ ﻳﻮس ﻓﻮﺳــﺘﻮس )‪ ،(VALERIVS FVSTVS‬ﺣﻴ ــﺚ ﺗ ــﻢ‬
‫ﻋـ ــﻦ ﻧﻔﺴ ـ ـ ﺎ‪ ،‬ﻛﻤـ ــﺎ ﻳـ ــﺬﻛﺮ ـ ـ ودوت ‪ ،‬وﻻ ﻧـ ــﺪري ـ ــﻞ ـ ــﺬا اﻟﻜ ـ ــﻼم‬
‫ﺗﻘــﺪﻳﻢ أوﻟﺌــﻚ ﺳــﺮى ﻛﻄﻌــﺎم ﻷﺳــﻮد ـ ﺣﻠﺒــﺎت اﳌﺼــﺎرﻋﺔ ﺑﻤﺪﻳﻨــﺔ‬
‫ﻣﺼﻄﻔﻰ‪.55 (.2009،47،‬‬ ‫ﻴﺢ أم ل؟) أﻋ‬ ‫اﻟ‬
‫ﻟﺒﺘ ـ ـ ﺲ ﻣﺎﺟﻨـ ــﺎ )أﻧﺪ ﺸـ ــﺔ أﺣﻤـ ــﺪ ﻣﺤﻤـ ــﺪ‪،2008،‬ص‪ ،51 (.349.‬وﻣ ـ ــﻊ‬
‫أم دﻳـ ــﺰاﻧﺞ )‪ (Desanges J.‬ﻳ ـ ــﺮى أن ـ ــﺬﻩ اﻟ ﺴ ـ ــﻤﻴﺔ‬ ‫ذﻟــﻚ ﻳــﺮى اﻟــﺒﻌﺾ ﺧــﺮ ﻣــﻦ اﻟﺒــﺎﺣﺜ ن ﻣﺜــﻞ )‪ (Auirigemme.S.‬أن‬
‫ا ﺎﻣﻔﺎﺳـ ـ ــﻨ ﺲ ﺗﺘ ـ ـ ــﻮن ﻣـ ـ ــﻦ ﻣ ﻘ ـ ـ ـ ن ﺟـ ـ ــﺎم )‪ (Gam‬و ﻓﺎﺳ ـ ـ ــﻨ ﺲ‬ ‫أوﻟﺌـ ــﻚ ﺳـ ــﺮى ـ ــﺎﻧﻮا ﻣـ ــﻦ اﻟﻨﻮﻣﻴـ ــﺪﻳﻦ واﻟـ ــﺬﻳﻦ ﻳﺠـ ــﺮو ﻢ ـ ــﻢ ﻣـ ــﻦ‬
‫)‪ (Phasantes‬ﻳﻘﺼﺪ ﺎ اﻟﻔﺰاﻧﻴ ن أي ﺑﻤﻌ ﺑﺎ ﺎراﻣﺎن اﻟﻔـﺰاﻧﻴ ن‬ ‫ا ﺮاﻣـ ــﺎن ﺣﻴـ ــﺚ ﻳﻈ ـ ــﺮ ﻟﻨـ ــﺎ ـ ــﺬا ﺧ ـ ـ ﺑ ﺸـ ــﺮة ﻣﻴﺎﻟـ ــﺔ ﻟﻠﺰرﻗـ ــﺔ‪،‬أم‬
‫و ﻨ ـ ـ ـ ــﺎك ﻣـ ـ ـ ـ ــﻦ ﻳﻜﺘـ ـ ـ ـ ــﺐ إﺳـ ـ ـ ـ ــﻤ ﻢ ﺑﺎ ﺎراﻣـ ـ ـ ـ ــﺎن ـ ـ ـ ـ ــﻮن و ـ ـ ـ ـ ــﺬا ـ ـ ـ ــﻮ‬ ‫اﻟﻨﻮﻣﻴ ــﺪ ﺑﺎﻟ ﺸـ ــﺮة اﻟﺴـ ــﻤﺮاء اﻟﺪاﻛﻨـ ــﺔ‪ ،‬وﻗـ ــﺪ ﺑـ ـ ن ــﺬا اﻟﺒﺎﺣـ ــﺚ أن‬
‫‪(Desanges‬‬ ‫‪(J.),‬‬ ‫ﺻـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻮب‪:‬‬ ‫اﻟﻨﻮﻣﻴـﺪ ﺗـﻢ أﺳـﺮ ﻢ ﻣـﻦ ﻃــﺮف اﻟﺮوﻣـﺎن ﻌـﺪ ﻣﻘﺘـﻞ ﺗﻜﻔﺎر ﻨـﺎس ﻋــﺎم‬
‫‪56‬‬
‫)‪. http://encyclopedieberbere.revues.org‬‬ ‫‪24‬م)‪.52 (Auirigemma (S.),1926,p.35.‬‬

‫إن ــﺎن ا ﺎراﻣ ــﺎن ـ ﻓ ــﺰان ﺣﺴــﺐ ـ ودوت ﻳﺠ ﻠ ــﻮن‬

‫إﺳــﺘﻌﻤﺎل اﻟﺴــﻼح وﻧﺤــﻦ ﻌــﺮف ﻣــﻦ ﺧــﻼل اﳌﻨﺤﻮﺗــﺎت و اﻟﻨﺼــﻮص‬
‫‪ .4‬ا ﺮﻣﻴ ن ﻣﻦ ﺧﻼل اﳌﺼﺎدر دﺑﻴﺔ‪:‬‬
‫اﻟﻔﺮﻋﻮﻧﻴـ ـ ــﺔ ‪ ،‬أن اﻟﻠﻴ ﻴ ـ ـ ـ ن اﻟﺸـ ـ ــﺮﻗﻴ ن ـ ـ ــﺎﻧﻮا ﺴـ ـ ــﺘﻌﻤﻠﻮن أﺳ ـ ـ ـ ﺔ‬
‫ً‬
‫ﻣﻌﺪﻧﻴــﺔ ﻧﺤﺎﺳــﻴﺔ و ﺮوﻧﺰ ــﺔ ودروﻋــﺎ ﻣﺘﻨﻮﻋــﺔ ﻣــﻦ ﺟﻠــﻮد ا ﻴﻮاﻧــﺎت‬ ‫‪ .1.4‬اﳌﺼﺪر ﻏﺮ ﻘﻲ‪:‬‬
‫‪57‬‬
‫ﻣﺼﻄﻔﻰ‪،2009،‬ص‪. (.47.‬‬ ‫)أﻋ‬
‫ﻣﻦ اﳌﻌﺮوف أن إﺳﻢ ﻟﻴ ﻴﺎ و ﻌـﺾ ﻗﺒﺎﺋﻠ ـﺎ ﻗـﺪ وردت ـ‬
‫ا ﺰء اﻟﺮا ﻊ اﻟﻔﻘﺮة ‪:183‬‬ ‫و ﻘﻮل‬ ‫ﻛﺜ ـ ﻣ ــﻦ اﻟﻨﺼ ــﻮص اﻟﻴﻮﻧﺎﻧﻴ ــﺔ اﻟﻘﺪﻳﻤ ــﺔ اﻟ ـ ـ ﺗﺮﺟ ــﻊ ﻌﻀـ ـ ﺎ ﻟﻌ ﺼ ــﺮ‬
‫ﻣﺒﻜــﺮ ﺟــﺪا ‪ ،‬إﻻ أن ـ ودوت اﳌــﺆرخ ﻏﺮ ﻘــﻲ ‪ 53‬ﻌــﺪ أول ﻣــﻦ ذﻛــﺮ‬
‫" وﻋ ﻣﺴ ة ﻋﺸـﺮة أﻳـﺎم أﺧـﺮى ﻣـﻦ أوﺟﻠـﺔ ﻳﻮﺟـﺪ ﺗـﻞ‬
‫أﺳ ـ ــﻤﺎء اﻟﻘﺒﺎﺋ ـ ــﻞ اﻟﻠﻴ ﻴ ـ ــﺔ وﻣﻮاﻗﻌ ـ ــﺎ ﺸ ـ ـ ﻛﺜ ـ ـ ـ ﻣ ـ ــﻦ اﻟﺘﻔﺼ ـ ــﻴﻞ و‬
‫آﺧ ــﺮ ﻣ ــﻦ اﳌ ـ ﺗﺘﻮﺳ ــﻄﮫ ﻋ ـ ن ﻣﻴــﺎﻩ ﻣﺘﺪﻓﻘ ــﺔ وﺣﻮﻟ ــﺎ اﻟﻜﺜ ـ ﻣ ــﻦ‬ ‫ﺳ ـ ﺎب ﻣ ــﻦ ﺑـ ـ ن ﺗﻠ ــﻚ اﻟﻘﺒﺎﺋ ــﻞ ـ ـ ا ﺎراﻣ ــﺎن ﻛ ــﺄول ﺗﺼ ــﺮ ﺢ ﻣ ــﻦ‬
‫ـﺎ اﻟـﺬﻳﻦ‬ ‫اﻟﻨﺨﻴﻞ اﳌﺜﻤﺮة ﻋ ﻏـﺮار ﻣـﺎﻛﻦ ﺧـﺮى‪ ،‬و ﺴـﻤﻰ‬ ‫ﻃـ ــﻼق‪ ،‬ور ﻤـ ــﺎ ﻳ ـ ــﻮن ﻓ ـ ــﺪ إﺳ ـ ــﺘﻘﻰ‬ ‫ا ﳌـ ــﺆرﺧ ن أو ﻣ ـ ــﻦ ﺛ ـ ــﺎرﻋ ـ ـ‬
‫ـ ــﺎت ﺑﺎ ﺎراﻣ ـ ــﺎﻧ ﺲ‪ ،‬و ـ ــﻢ أﻣ ـ ــﺔ ﻛﺒ ـ ـ ة ﻣ ـ ــﻦ‬ ‫ﺴـ ــﻜﻨﻮن ـ ــﺬﻩ ا‬
‫ﻣﻌﻠﻮﻣﺎﺗـﮫ ﻋ ـﺎ ﻣـﻦ أﺣـﺪ اﻟﺘ ﺠـﺎر ﻏﺮ ـﻖ ﻣـﻦ ﺳـ ﺎن اﳌـﺪن ﻏﺮ ﻘﻴـﺔ‬
‫اﻟﺰراﻋﺔ‪ :‬ﻐﻄﻮن رض‬ ‫اﻟﻨﺎس‪ ،‬و ﻢ ﻳﻤﺎرﺳﻮن اﻟﻌﺎدة اﻟﺘﺎﻟﻴﺔ‬
‫ا ﻤﺲ اﻟﺬﻳﻦ زاروا ﺟﺮﻣﺔ‪.‬‬
‫اﻟ ـ ﺗﻜﺴـﻮ ﺎ ﻣـﻼح ﺑﻄﺒﻘـﺔ ﻣـﻦ اﻟ ﺑـﺔ ﺛـﻢ ﻳﺒـﺬرون ﻋﻠ ـﺎ اﻟﺒــﺬور‬
‫اﻟﺰراﻋﺔ‪.‬‬ ‫وﺳﻴﻠ ﻢ‬ ‫ودوت ا ﺰء اﻟﺮا ﻊ اﻟﻔﻘﺮة ‪:174‬‬ ‫و ﻘﻮل‬

‫) أ ﻠـﺔ اﻟﻠــﻮ ﺲ‬ ‫واﳌﺴـﺎﻓﺔ ﺑـ ن ﺑﻼد ـﻢ و ــﻼد اﻟﻮﺗﻮﻓـﺎ‬ ‫" ووﻓ ـ ـ ــﻖ ـ ـ ــﺆﻻء ﻣ ـ ـ ــﻦ ﺟ ـ ـ ــﺔ ر ـ ـ ــﺎح ا ﻨ ـ ـ ــﻮب ﻳﻘﻄ ـ ـ ــﻦ‬
‫ً‬ ‫ا ﺎﻣﻔ ــﺎﻧ ﺲ ـ ـ اﳌﻨﻄﻘ ــﺔ اﳌﻌﺮوﻓ ــﺔ ﺑﺎ ﻴﻮاﻧ ــﺎت اﻟ ﻳ ــﺔ وﻟ ﺴ ــﺖ‬
‫ﺑﻄﺮاﺑﻠﺲ ن( ﻋ أﻗﺼﺮﺛﻼﺛ ن ﻳﻮﻣﺎ‪.‬‬

‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪245‬‬
 ‫دراﺳﺎت وأﺑﺤﺎث اﳌﺠﻠﺔ اﻟﻌﺮ ﻴﺔ ﻟﻸﺑﺤﺎث واﻟﺪراﺳﺎت اﻟﻌﻠﻮم ﺴﺎﻧﻴﺔ و ﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ‬
‫ﻣﺠﻠﺪ ‪12‬ﻋﺪد ‪ 1‬ﺟﺎﻧﻔﻲ ‪ 2020‬اﻟﺴﻨﺔ اﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ﻋﺸﺮ‬ ‫‪ISSN: 1112- 9751 / EISSN: 2253-0363‬‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫"‪ ...‬وﻗﺘ ـ ـ ـ ـ ــﻞ ﺎﻓ ـ ـ ـ ـ ــﺎراس )‪ (Caphauras‬أﺣ ـ ـ ـ ـ ــﺪ ﺑﺤـ ـ ـ ـ ـ ــﺎرة‬ ‫و ـ ـ ــﻢ ﻳﻘﺘﻨـ ـ ــﻮن ﻧﻮﻋـ ـ ــﺎ ﻣ ـ ــﻦ اﻟﺜ ـ ـ ـ ان ﺗﺮ ـ ـ ـ و ـ ـ ـ ﺴ ـ ـ ـ‬
‫اﻟﺴ ــﻘﻴﻨﺔ أرﺟ ــﻮ اﳌ ــﺪﻋﻮ ـ ــﺎﻧﺘﻮ )‪ (Kanto‬و ــﺎن ﺎﻓ ــﺎراس ــﻮ أﻛ ـ ـ‬ ‫اﻟﻘ ﻘﺮى ) إ ا ﻠﻒ( وذﻟﻚ ﻷن ﻗﺮو ﺎ اﻟﻄﻮ ﻠﺔ اﳌﻤﺘـﺪة ﻟﻸﻣـﺎم‬
‫‪ (Phoebas‬ﻣـ ـ ــﻦ ﻣﺤﺒﻮ ﺘـ ـ ــﮫ‬ ‫أﺑﻨ ـ ــﺎء ﻓﻮ ـ ـ ــﺎس ﻟﻴﻜـ ـ ــﻮس )‪Leceus‬‬ ‫رض و ﺗﻤﻨﻌ ــﺎ ﻣ ــﻦ اﻟﺴ ـ ﻷﻣ ــﺎم ﻋﻨــﺪ اﻟﺮ ـ و ـ ـ‬ ‫ﻗ ــﺪ ﺗﻨﻐ ــﺮز ـ‬
‫أ ﺎ ــﺎﻟ ﺲ )‪ ،(Akakalis‬و ـ ـ ﻧﻔﺴ ـ ﺎ إﺑﻨ ــﺔ اﳌﻠ ــﻚ ﻣﻴﻨ ــﻮس‪ ،‬وﻟﻘ ــﺪ‬ ‫ﺗﻤﺘـﺎز ﻛــﺬﻟﻚ ﺑﻜﺜﺎﻓــﺔ وﺧﺸــﻮﻧﺔ ﺟﻠﻮد ـﺎ وﻓﻴﻤــﺎ ﻋــﺪا ذﻟــﻚ ﻓﻐ ــﺎ ﻻ‬
‫ﻧﻔﺎ ﺎ واﻟﺪ ﺎ إ ﺷﻮاﻃﺊ ﻟﻴ ﻴﺎ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻋﻠﻢ ﺑﺄ ﺎ ﻋ وﺷﻚ وﺿﻊ‬ ‫ﺗﺨﺘﻠﻒ ﻋﻦ ﻏ ﺎ ﻣﻦ اﻟﺜ ان‪.‬‬
‫ﻣﻮﻟﻮد ــﺎ ﻟ ـ ـ ‪ ،‬و ﻨ ــﺎك أﻧﺠﺒ ــﺖ أ ــﺎ ﻠ ﺲ اﳌ ــﺪﻋﻮ أﻣﺒﻠﻴ ــﻨﻜﺲ‬ ‫َ‬
‫و ﺨ ــﺮج ــﺆﻻء ا ﺎراﻣ ــﺎﻧ ﺲ ـ ـ ﻋﺮ ــﺎت ﺗﺠﺮ ــﺎ أر ﻌ ــﺔ‬
‫)‪ (Amplishenex‬اﻟـ ــﺬي أﻃﻠـ ــﻖ ﻋﻠ ـ ــﺎ ﺟﺎراﻣـ ــﺎ )‪ (Garama‬وﻟﻘـ ــﺪ‬
‫ﻣﻦ ا ﻴﻮل ﻹﺻﻄﻴﺎد ﻗﻮام اﳌﺴﻤﻮن ﺑﺎﻷﺛ ﺒﻮ ﺗﺮووﺟﻠـﻮدي ﻣـﻦ‬
‫أﺣ ــﺐ ﺟﺮاﻣـ ــﺎ ﺑـ ــﺪورﻩ ا ﻨ ـ ـ ﺗﺮ ﺘﻮﻧﻴـ ــﺎ )‪ (Tretonia‬وأﻧﺠـ ــﺐ ﻣ ـ ــﺎ‬
‫ﺳ ﺎن اﻟﻜ ﻮف‪ .‬و ﻌﺘ اﻟﻘﻮم ﺧ ون ﻣﻦ أﺳﺮع ﻣـﻦ ﻌـﺮﻓ ﻢ ـ‬
‫ﻧﺎﺳـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎﻣﻮن )‪ ) "...(Nasamon‬أﻳ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻮب ﻣﺤﻤ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺪ‬
‫‪60‬‬ ‫اﻟﻌﺪو و ﻢ ﻌ ﺸﻮن ﻋ أ ﻞ اﻟﺜﻌﺎﺑ ن و اﻟﺰواﺣـﻒ وﻟ ﺴـﺖ ﻟ ـﻢ‬
‫ﺳﻠﻴﻤﺎن‪،1986،‬ص‪(.47.‬‬ ‫ً‬
‫ﻟﻐـ ــﺔ ﺑـ ــﻞ أ ـ ــﻢ ﻳﺤـ ــﺪﺛﻮن أﺻـ ــﻮاﺗﺎ ﺸـ ــﺒﮫ ﺧﻔﻴـ ــﻒ ا ﻔـ ــﺎﻓ ﺶ‪) ".‬‬
‫أﻣـﺎ اﳌﺮاﺟـﻊ اﻟﻔﻴ ﻴﻘﻴـﺔ واﻟﻘﺮﻃﺎﺟﻴـﺔ ﻓﻠـﻢ ﻳﺼـﻞ إﻟﻴﻨـﺎ ﻣ ـﺎ‬ ‫ودوت‪ ،‬اﻟﻜﺘﺎب اﻟﺮا ﻊ‪ ،‬اﻟﻔﻘﺮة‪.58 .(.183،‬‬
‫ﺸـ ـ إ ـ ـ اﻟﻌﻼﻗـ ــﺎت ﺑـ ـ ن اﳌـ ــﺪن اﻟﻔﻴ ﻴﻘﻴـ ــﺔ ﻻ ﺳـ ــﻴﻤﺎ ﻗﺮﻃـ ــﺎج‬ ‫ﺷـ ـ‬
‫وﺗﺮﺟ ــﻊ أ ﻤﻴ ــﺔ ــﺬا اﻟ ــﻨﺺ إ ـ ـ أﻧ ــﮫ أﻗ ــﺪم ﻧ ــﺺ ﻌ ــﺮض‬
‫وﺟﺮﻣــﺔ إﻻ ﻌ ــﺾ اﻟﺸــﺬرات اﻟ ـ وردت ـ ﻛﺘﺎﺑ ــﺎت اﻟﺮوﻣــﺎن واﻟ ـ‬
‫ﻟ ﺎراﻣــﺎن ‪ ،‬ﻓﺤﺴ ــﺐ رواﻳــﺔ ـ ودوت ــﺎن ا ﺮاﻣــﺎن ﻌ ﺸــﻮن ـ‬
‫ﻳﻈ ــﺮ ﺑــﺄ ﻢ ﻧﻘﻠﻮ ــﺎ ﻋــﻦ اﻟﻘﺮﻃــﺎﺟﻴ ن أو اﻟﺘﺠــﺎر اﻟﻔﻴ ﻴﻘ ﻴ ـ ن‪ ،‬وﻟﻌ ــﻞ‬
‫ﻓـ ـﺰان و ـ ـ ﻣﻨﻄﻘ ــﺔ ﻣﺸـ ـ ﻮرة ﻋﻨ ــﺪ ﻢ ﺧ ــﻼل اﻟﻘ ــﺮن ا ــﺎﻣﺲ ﻗﺒ ــﻞ‬
‫ﺗﺪﻣــﺪﻣ ﻗﺮﻃــﺎج ﻋ ـ ﻳــﺪ اﻟﺮوﻣ ــﺎن ﻋ ـ ذﻟــﻚ اﻟﻨ ﺤــﻮ اﻟﻘﺎ ـ اﻟ ــﺬي‬
‫ا ﳌــﻴﻼد و ــﺎﻧﻮا ﻳﻤﺎرﺳــﻮن اﻟﺰراﻋــﺔ و اﻟﺼــﻴﺪ ﺑﻤﻌﻨــﺔ أﻗــﻮام ﻣﺴــﺘﻘﺮة‪،‬‬
‫ﻌــﺪ إﺣــﺪى ﻣﺂ ـ اﻟﺘــﺎر ﺦ ﻗــﺪ ذ ــﺐ ﺑﻮﺛــﺎﺋﻖ ﺗﻠــﻚ اﳌﺪﻳﻨــﺔ اﻟﺘﺎر ﺨﻴــﺔ‬
‫ﻛﻤـﺎ ـﺎﻧﻮا ﺴـ ﻗﻮن أﻗﻮاﻣـﺎ أ ﺧــﺮ ﻦ أﻗـﻞ ﻣـ ﻢ ـ ﻣـﺪارج ا ﻀــﺎرة ‪،‬‬
‫اﻟﻜﺒ ة ) أﻳﻮب ﻣﺤﻤﺪ ﺳﻠﻴﻤﺎن‪،1986،‬ص‪.61 (.48-47.‬‬
‫و ـﺎن ـﺆﻻء ﺧ ـ ون ﺴـﻜﻨﻮن اﻟﻜ ـﻮف و ـﺬا ﻣﻨـﺎ ﻷﺛـﺎر اﳌﻮﺟـﻮدة‬
‫‪ .2.4‬اﳌﺼﺪراﻟﺮوﻣﺎ ﻲ‪:‬‬ ‫ـ ـ ﺟﺮﻣ ــﺔ اﻟ ـ ـ ﻌ ــﻮد إ ـ ـ أﻟ ــﻒ أو ـ ـ ق‪.‬م‪ ،‬ﯨ ــﻮ ﻤﻜﻦ ﻣﻘﺎرﻧ ــﺔ اﻟ ــﻨﺺ‬
‫اﻟﺜـ ــﺎ ﻲ ﺑـ ــﺎﻟﻨﺺ ول ﺣﻴـ ــﺚ ﺴـ ــﺘ ﺘﺞ ﺳـ ــﻠﻴﻤﺎن أﻳـ ــﻮب اﻟﺴ ـ ـ ﺐ ـ ـ‬
‫ﻌــﺪ اﻟﻜﺘ ــﺎب اﻟﺮوﻣ ــﺎن ﻣ ــﻦ أ ــﻢ اﳌﺼ ــﺎدراﻟﺮﺋ ﺴــﻴﺔ اﻟ ـ‬
‫اﻟﺘﻨــﺎﻗﺾ ﺑ ـ ن ﻗــﻮل اﳌــﺆرخ ـ ا ﻟــﻨﺺ ول أن ا ﺎراﻣــﺎﻧﻴﻮن ﻟ ـ ﺲ‬
‫ﺴﺘﻤﺪ ﻣ ﺎ ﻣﻌﻠﻮﻣﺎﺗﻨﺎ ﻋﻦ ا ﺎراﻣﺎﻧﻴ ن ﻻ ﺳﻴﻤﺎ ﺧﻼل ﻓ ة ا ﻜـﻢ‬
‫ﻟـ ــﺪ ﻢ أﺳـ ـ ﺔ و ـ ــﻮ ﻋ ــﺰل وأ ـ ــﻢ ﻻ ﻌﺮﻓـ ــﻮن ﻛﻴـ ــﻒ ﻳـ ــﺪاﻓﻌﻮن ﻋـ ــﻦ‬
‫اﻟﺮوﻣﺎ ﻲ ﻟﻠﺴﻮاﺣﻞ اﻟﻠﻴ ﻴﺔ‪ ،‬و ﻌﺘ اﳌﺆرخ اﻟﺮوا ﻲ ﺳ اﺑﻮ ‪(Strabo‬‬
‫أﻧﻔﺴ ـ ﻢ و ـ ن ﻗﻮﻟ ــﮫ ـ اﻟ ــﻨﺺ اﻟ ﺜــﺎ ﻲ أ ــﻢ ﻳﻤﻠ ــﻮن ﻋﺮ ــﺎت ﺗﺠﺮ ــﺎ‬
‫)‪ of Ameseae‬اﻟــﺬي ﻋ ــﺎش ﺑ ـ ن )‪ 66‬ق‪.‬م – ‪ 24‬م‪ ،(.‬أول اﻟﻜﺘ ــﺎب‬
‫أر ﻌــﺔ ﻣــﻦ ا ﻴــﺎد وأ ــﻢ ﻳﺼــﻴﺪون ــﺎ اﻟﻌﺒﻴــﺪ اﻟ وﺟﻠــﻮدي ‪ ،‬ﻻ ﺑـ ّـﺪ‬
‫اﻟﺮوﻣــﺎن اﻟــﺬﻳﻦ ﺗﺤــﺪﺛﻮا ﻋــﻦ ا ﺮاﻣـﺎن‪ ،‬ﻓﻘــﺪ ـ ﻞ ذﻟــﻚ ـ ﺳــﻔﺮﻩ‬ ‫َ‬
‫أن اﳌ ــﺆرخ ﻏﺮ ﻘ ــﻲ ﻗ ــﺪ إﻟﺘ ـ ﺲ ﻋﻠﻴ ــﮫ ﻣ ــﺮ ـ ـ اﻟ ــﻨﺺ ول ﻓ ــﺬﻛﺮ‬
‫اﻟﻜﺒ اﻟﺬي ﺳﻤﺎﻩ ﺑﺎ ﻐﺮاﻓﻴﺎ )‪ (Geographicae‬ﻣﺎﻳ ‪:‬‬
‫ا ﺮاﻣﺎﻧ ﺲ ﺑﺪﻻ أن ﻳﺬﻛﺮ ﺛﻴﻮ ﻮ ﺗﺮوﺟﻠﻮدي‪.‬‬
‫ً‬
‫" إﻧﻨــﺎ ﻻ ﻌــﺮف ﺷ ـ ﺌﺎ ﻋــﻦ أﻏﻠــﺐ اﻟﻘﺒﺎﺋــﻞ اﻟ ـ ﺴــﻜﻦ‬
‫و ﻈ ــﺮ أن ﻏﺮ ـ ــﻖ اﻟﻘ ــﺪﻣﺎء ــﺎﻧﻮا ﻌﺮﻓـ ــﻮن ا ﺎراﻣـ ــﺎن‪،‬‬
‫ﻟﻴ ﻴـﺎ ﻷن ا ﻴـﻮش ﺟﻨ ﻴـﺔ أواﻟﺮﺣﺎﻟــﺔ ﺟﺎﻧـﺐ ﻗﻠـﻴﻼ ﻣـﺎ إرﺗــﺎدوا‬
‫ً‬ ‫وﻟﺮ ﻤ ــﺎ ﺎﻧ ــﺖ أ ﺳ ــﺎﻃ ﻢ ﺗ ــﺬﻛﺮ ﺑ ــﺄ ﻢ ﻳﺮﺟﻌ ــﻮن ﺑ ــﺄورﻣ ﻢ إ ـ ـ أﺻ ــﻞ‬
‫اﻟﺒﻘﺎع اﻟﺪاﺧﻠﻴﺔ‪ ،‬ﻛﻤﺎ وأن اﻟﻘﻠﻴﻞ ﺟﺪا ﻣﻦ ﺳ ﺎن ﺗﻠﻚ ا ﺎت‬
‫ﻛﺮ ـ ـ أو إ ـ ـ ﺷ ــﻌﻮب اﻟﺒﺤ ــﺮاﳌﺘﻮﺳ ــﻂ ﻛﻤ ــﺎ ذﻛﺮﻧ ــﺎ ـ ـ ﻣﻘﺘﺒ ــﻞ ــﺬا‬
‫ــﻢ اﻟ ــﺬﻳﻦ ﻳﺠﻴﺌ ــﻮن إ ـ ﻣ ــﺪﻧﻨﺎ ﺑﺎﻟﺸ ــﺎﻃﺊ‪ ،‬وﺣ ـ ــﺆﻻء اﻟﻘﻠ ــﺔ ﻻ‬
‫اﻟﻔﺼـ ــﻞ ﺣﺴـ ــﺐ ﻌﺒ ـ ـ اﻟﻄﺎﺗـ ــﺐ اﻟﺴ ــﻜﻨﺪري أﺑﻮﻟﻮﻧﻴـ ــﻮس اﻟﺮود ـ ـ‬
‫ﻳــﺬﻛﺮون أﻳــﺔ أﺧﺒــﺎرﻣﻔﺼ ــﻠﺔ ﻋــﻦ ﺑﻼد ــﻢ‪ ،‬وﻋ ـ أﻳــﺔ ﺣــﺎل ﻓ ــﺈﻧ‬
‫)‪ (Apollonis Rhodes‬اﳌﻮﻟــﻮد ﺳــﻨﺔ ‪ 220‬ق‪.‬م ﺗ ﻠــﻚ اﻟﺮو ــﺎت ﺎﻧــﺖ‬
‫أﻧﻘﻞ اﳌﻌﻠﻮﻣﺎت اﻟﺘﺎﻟﻴﺔ رواﻳﺔ ﻋ ﻢ ‪:‬‬
‫أﻳﺎﻣﮫ ﺣ ن ﻛﺘﺐ رواﻳـﺔ أرﺟـﻮ ‪ ) : (Argo)59‬أﻳـﻮب ﻣﺤﻤـﺪ‬ ‫ﺷﺎ ﻌﺔ‬
‫ﺟﻨﻮب ﻟﻴ ﻴﺎ ﻗﻮام اﳌﺴـﻤﻮن ﺑﺎﺳـﻢ‬ ‫أﻗ‬ ‫ﺴﻜﻦ‬ ‫ﺳﻠﻴﻤﺎن‪،1986،‬ص‪.(.47.‬‬
‫ﺛﻴــﻮ ﻴ ن‪ ،‬وإ ـ اﻟ ﺸــﻤﺎل ﻣ ـ ﻢ ﺳــﻜﻦ ا ﺮاﻣﻨ ــﺖ‪ ،‬وإ ـ ﺟــﻮار ﻢ‬
‫اﻟﻔﺎرو ـ ـ )‪ (Pharusu‬و اﻟﺰﻧـ ــﻮج )‪ (Nigriti‬وإ ـ ـ اﻟﺸـ ــﻤﺎل ﻣ ـ ـ ﻢ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪246‬‬
 ‫دراﺳﺎت وأﺑﺤﺎث اﳌﺠﻠﺔ اﻟﻌﺮ ﻴﺔ ﻟﻸﺑﺤﺎث واﻟﺪراﺳﺎت اﻟﻌﻠﻮم ﺴﺎﻧﻴﺔ و ﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ‬
‫ﻣﺠﻠﺪ ‪12‬ﻋﺪد ‪ 1‬ﺟﺎﻧﻔﻲ ‪ 2020‬اﻟﺴﻨﺔ اﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ﻋﺸﺮ‬ ‫‪ISSN: 1112- 9751 / EISSN: 2253-0363‬‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ﺑﻮﺿ ـ ــﻮح وﻻ اﳌﻨﻄﻘ ـ ــﺔ اﻟ ـ ـ ـ ﻗ ـ ــﺮب اﳌ ﺤ ـ ــﻴﻂ‪ ) ".‬ﺳـ ـ ـ اﺑﻮ‪ ،‬اﻟﻔﺼـ ـ ــﻞ‬ ‫ﻌـ ـ ـ ﺶ ا ـ ــﺎﺗﻮ )‪ ) ".(Gattoli‬ﺳ ـ ـ اﺑﻮ‪ ،‬اﻟﻔﺼ ـ ــﻞ اﻟﺴ ـ ــﺎ ﻊ ﻋﺸ ـ ــﺮ‪،‬‬
‫‪64‬‬ ‫‪62‬‬
‫اﻟﺴﺎ ﻊ ﻋﺸﺮ‪ ،‬اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎﻟﺚ‪ ،‬اﻟﻔﻘﺮة‪. (23،‬‬ ‫اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎﻟﺚ‪ ،‬اﻟﻔﻘﺮة‪(19،‬‬

‫ﻣ ـ ـ ـ ــﺎ أﺷ ـ ـ ـ ــﻌﺎر ﻓ ﺟﻴ ـ ـ ـ ــﻞ ا ﺎﻟ ـ ـ ـ ــﺪة ﺗﺤ ـ ـ ـ ــﻲ ﻟﻨ ـ ـ ـ ــﺎ ﻋﻈﻤ ـ ـ ـ ــﺔ‬ ‫و ﻣ ﺎن أﺧﺮﻣﻦ ﻧﻔﺲ اﻟﻜﺘﺎب ﻳﻘﻮل‪:‬‬
‫ﻣ اﻃﻮر ــﺔ اﻟﺮوﻣﺎﻧﻴ ــﺔ أﻛ ـ ﻣ ــﻦ ذﻛﺮ ــﺎ ا ـﺮاﻣﻨ ﻴ ن‪ ،‬رﻏ ــﻢ أﺑﻴﺎﺗــﮫ‬
‫ً‬ ‫ً‬ ‫" ﺗﻤﺘﺪ ﺑﻼد اﻟﻠﻴ ﻴ ن اﳌﻨﺤﺪر ﻦ ﻣﻦ ّأروﻣﺔ ﻓﻴ ﻴﻘﻴﺔ إ‬
‫اﻟﺘﺎﻟﻴــﺔ ﻌﺘ ـ ﻧﻈﺮ ــﺎ ﺟــﺪﻳﺜﺎ ﻋــﻦ ا ــﺮاﻣﻨ ﻴ ن أﻧﻔﺴ ـ ﻢ ﻗﺎﻟ ــﺎ ﻋﻨــﺪﻣﺎ‬
‫ﺟﺒــﺎل ا ــﺎﺗﻮ وﻓﻴﻤــﺎ وراء أرض ا ــﺎﺗﻮ ‪ ،‬و ـ إﺗﺠــﺎﻩ ﻣــﻮاز ﻟــﮫ‬
‫وﺻﻞ أﺣﻔﺎذ ﻃﺮوادة إ ﻟﻴ ﻴﺎ ﺎر ن ﻣﻦ اﳌﻮت‪:‬‬
‫ﺮ‬ ‫ﺗﻮﺟ ـ ـ ــﺪ ﺑـ ـ ـ ـﻼد ا ـ ـ ــﺎراﻣﻨﺘ ن ﺣﻴ ـ ـ ــﺚ ﻳﻮﺟ ـ ـ ــﺪ ﻣ ـ ـ ــﺎ ﺴ ـ ـ ــﻤﻰ ﺑ ـ ـ ــﺎ‬
‫" ـ ــﺬا ـ ــﻮ اﻟﺮﺟـ ــﻞ ا ﺎﻟـ ــﺪ اﻟـ ــﺬي ﺳـ ــﻤﻌﺘﻢ ﻋـ ــﻦ وﻋـ ــﺪ‬ ‫اﻟ ﺎرﺧﻴــﺪوﻧﻴﻮن ) اﻟﻘﺮﻃــﺎ ( )‪ (Carthagenian Stones‬و ﺤ ــﻰ‬
‫اﻟﻘــﺪر ﺑــﮫ‪ ،‬أوﻏﺴــﻄ ن اﻟﻌﻈــﻴﻢ و اﻟﻘﻴﺼــﺮ ا ﺎﻟــﺪ‪ ،‬اﻟ ـﺬي ﺳــﻴﻌﻴﺪ‬ ‫ﺑــﺄن ﺑــﻼد ا ﺮاﻣﻨــﺖ ﺗﻤﺘــﺪ ﻣــﻦ ﻣﺴــﺎﻓﺔ ﺴــﻌﺔ أو ﻋﺸــﺮة أﻳــﺎم ﻣــﻦ‬
‫ﻣﺠ ــﺪ اﻟﻌﺼ ــﻮر اﻟﺬ ﺒﻴ ــﺔ ﺑـ ـ ن ﺣﻘ ــﻮل ﻻ ﺗﻴ ــﻮم‪ ،‬واﻟ ــﺬي ﺳﻴ ﺴ ــﻂ‬ ‫ﺑـﻼد ﺛﻴـﻮ ﻴ ن اﻟـﺬﻳﻦ ﻌ ﺸـﻮن ﻋ ـ ﺷـﺎﻃﺊ اﳌ ﺤـﻴﻂ إ ـ ﺧﻤﺴـﺔ‬
‫إﻣ اﻃﻮر ﺘﮫ إ ﻣﺎ وراء ا ـﺮاﻣﻨ ﻴ ن و اﻟ ﻨـﻮد‪ ،‬ﺗﻤ ـ إ ـ ﻋـﺎﻟﻢ‬ ‫ﻋﺸﺮﻳﻮﻣﺎ ﻣﻦ ﻣﻌﺒـﺪ أﻣـﻮن ‪ ،‬و ـﺆﻻء اﻟﻘـﻮم اﳌﺴـﻤﻮن ﺑﺎ ﺮاﻣﻨـﺖ‬
‫‪65‬‬
‫اﻟﻨﺠﻮم وﻣﺠﺮى اﻟﺸﻤﺲ‪ ) (.‬داﻧﻴﻠﺰ ﺸﺎﻟﺰ‪،1974،‬ص‪. (.13.‬‬ ‫ﻳﻮﺟ ــﺪون ﺑـ ـ ن رض ا ــﺎﺗﻮ وﺷ ــﻮاﻃﺌﻨﺎ ﺳـ ـ ﻮل ﻛﺜ ـ ـ ة وﺟﺒ ــﺎل‬
‫ﻋﺪﻳــﺪة و ﺤ ـ ات ﻛﺒ ـ ة وأ ــﺎر ﻌﻀ ـ ﺎ ﻳﺠــﺮي ﺗﺤــﺖ رض ﺑﺠﻨــﺐ‬
‫ﻛ ـ اﻟــﺬي ﻋــﺎش ﻣــﺎ ﺑـ ن‬ ‫و ﻌــﺪ ﻣــﺎ ﻛﺘﺒــﮫ اﻟﺮوﻣــﺎ ﻲ ﺑﻠﻴ ـ‬
‫ً ً‬ ‫اﻟﻮاﺣ ـ ـ ـ ــﺎت ﻓﺎ ـ ـ ـ ــﺎراﻣﻨ ﻴ ن ﻣﻌﺘ ـ ـ ـ ــﺪﻟﻮن ـ ـ ـ ـ ﻃﻌ ـ ـ ـ ــﺎﻣ ﻢ وز ﻨـ ـ ـ ـ ـ ﻢ‬
‫)‪ 33‬أو ‪ 24‬م إ ـ ‪ 84‬م( ‪ ،‬ﻣﺮﺟﻌــﺎ ﺎﻣـﺎ ﻟﻺﺣﺘ ﺎ ــﺎت اﻟ ـ ﺣــﺪﺛﺖ ﺑـ ن‬ ‫ً‬
‫وﻣﺘﻘﺸــﻔﻮن ﺟــﺪا ـ ﺣﻴــﺎ ﻢ وﻣﻼ ﺴ ـ ﻢ ‪ ،‬و ﻘﺘ ـ اﻟﻮاﺣــﺪ ﻣ ـ ﻢ‬
‫اﻟﺮوﻣـ ــﺎن و ا ﺮاﻣﻨ ـ ــﺖ ﺧ ـ ــﻼل ﻓ ـ ـ ة ﺣﻜ ـ ــﻢ ﻣ اﻃـ ــﻮر اﻟﺮوﻣـ ــﺎ ﻲ –‬
‫اﻟﻜﺜ ـ ﻣــﻦ اﻟﺰوﺟــﺎت وﻟــﺪ ﻢ اﻟﻜﺜ ـ ﻣـﻦ ﺑﻨــﺎء‪ ،‬وﻓﻴﻤــﺎ ﻋــﺪا ذﻟــﻚ‬
‫ﻓﺴـ ــﺒﺎزﺎن ‪ ' (Vespasian)66‬أﻳـ ــﻮب ﻣﺤﻤـ ــﺪ ﺳـ ــﻠﻴﻤﺎن ‪،(.1986،156،‬‬
‫ﻓ ـﻢ ﺸـ ﻮن اﻟﺒــﺪو اﻟﺮﻋـﺎة اﻟﻌــﺮب و ﻌ ـ ﻣﻠـﻮﻛ ﻢ ﺑ ﺑﻴــﺔ ا ﻴــﻮل‬
‫ﺳﺮد أﺧﺒﺎر ﺣﻤﻠـﺔ روﻣﺎﻧﻴـﺔ‬ ‫و ﺮﺟﻊ إ ﺑﻠ ن ﻗﺪم اﻟﻔﻀﻞ أﻳﻀﺎ‬ ‫ً‬
‫ﺣ ـ أ ــﻢ ﻟﻴﻘﻴﻤــﻮن ﺳــﻨﻮ ﺎ ﺣﻔــﻼ ﻳﺤﻀــﺮﻩ اﳌﻠــﻚ ﻟ ﺸــﺎ ﺪ ﻌ ﺸـ‬
‫ﻗﺪﻳﻤــﺔ ﺣــﺪﺛﺖ ـ ﻋ ــﺪ أﻏﺴــﻄﺲ ﺳــﻨﺔ )‪ 19‬ق‪.‬م( ‪ ،‬وﻻ ﻌــﺮف ﻋ ـ‬ ‫ً‬
‫ا ﻴـﻮل اﻟ ـ ﺗﻠــﺪ ﻟ ـﻢ ﺳــﻨﻮ ﺎ ﺣــﻮا ﻟــﻒ ﻣ ـﺮ‪ ،‬أﻣــﺎ اﻟﺜ ـ ان ﻟ ــﺎ‬
‫وﺟــﮫ اﻟﺘﺤﺪﻳـﺪ اﻟﺴـ ﺐ اﻟــﺬي ﻣــﻦ أﺟﻠــﮫ ﻟــﻢ ﻳــﺬﻛﺮ ﺳـ اﺑﻮ أﻧﺒــﺎء ــﺬﻩ‬
‫رﻗﺎب أﻃـﻮل ﻣﻤـﺎ ﻋﻠﻴـﮫ ـ اﳌﻨـﺎﻃﻖ ﺧـﺮى ‪ ،‬أﻣـﺎ ا ـﺮاف ﻋﻨـﺪ ﻢ‬
‫ا ﻤﻠﺔ ﺿﻤﻦ ﻣﺎذﻛﺮﻣﻦ أﺧﺒﺎراﻟﻠﻴ ﻴ ن و اﻟﺮوﻣـﺎن‪ ،‬وﻟﻌﻠـﮫ ﻟـﻢ ﻳـﺬﻛﺮ‬ ‫ً‬
‫ﻓ ـ ﻐ ــﺬي ﺑﺎ ﻠﻴــﺐ واﻟ ــﻢ ﺧﺼﻮﺻ ــﺎ ﻗــﺮب أﺛﻴﻮ ﻴ ــﺎ‪ ،‬ــﺬﻩ ـ ـ‬
‫أﻧﺒ ــﺎء ــﺬﻩ ا ﻤﻠ ــﺔ إﻣــﺎ ﻟﻌ ــﺪم أ ﻤﻴ ــﺎ وإﻣ ــﺎ ﻷن ا ﻤﻠ ــﺔ ﻓﺸ ــﻠﺖ ـ ـ‬
‫ﺣــﻮال ـ اﳌﻨــﺎﻃﻖ اﻟﺪاﺧﻠﻴــﺔ‪ ) ".‬ﺳـ اﺑﻮ‪ ،‬اﻟﻔﺼــﻞ اﻟﺴــﺎ ﻊ ﻋﺸــﺮ‪،‬‬
‫إﺣـﺘﻼل ﺟﺮﻣـﺔ‪ ،‬و ـﻮ أﻣـﺮ ﺗﺆﻛــﺪﻩ ا ﻘـﺎﺋﻖ ﺛﺮ ـﺔ واﻟﺘﺎرﺨﻴـﺔ و ﻘــﻮل‬
‫اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎﻟﺚ‪ ،‬اﻟﻔﻘﺮة‪.63 (02،‬‬
‫ﺑﻠ ن ﻗﺪم ﻛﺘﺎﺑﮫ اﻟﺘﺎر ﺦ اﻟﻄﺒﻴ )‪: (Naturalis Historiae‬‬
‫ً‬ ‫و اﻟﻔﻘﺮة ‪ 23‬ﻣﻦ ﻧﻔﺲ اﻟﻜﺘﺎب ﻳﻘﻮل‪:‬‬
‫" ﺗﻘــﻊ ﺑــﻼد ا ــﺎراﻣﻨ ﻴ ن ﻋ ـ ﻣﺴــﺎﻓﺔ إﺛ ـ ﻋﺸــﺮﻳﻮﻣــﺎ‬
‫ﻟﻠﻐـﺮب ﻣـﻦ واﺣـﺔ أوﺟﻠـﺔ‪( Plinius : S / N.H / Loeb /. V - 5 .4) ".‬‬ ‫" ‪...‬وﺗﻜ ـ ــﻮن رض ا ـ ــﺎراﻣﻨ ﻴ ن ﻣﻨﺘﺠ ـ ــﺔ ﻟﻠﺴـ ـ ــﻠﻔﻴﻮن‬
‫‪67‬‬
‫‪.‬‬ ‫ﺿــﻴﻘﺔ وﻃﻮ ﻠــﺔ وﺷــﺒﮫ ﺟﺎﻓــﺔ و ﺒﻠــﻎ ﻃﻮﻟ ــﺎ ﺑﺎﺗﺠــﺎﻩ اﻟﺸــﺮق ﺣــﻮا‬
‫أﻟـ ــﻒ ﺳ ـ ــﺘﺎدﻳﻮن و اﻟﻌـ ــﺮض ﺛﻼﺛﻤﺎﺋ ـ ــﺔ ﺳـ ــﺘﺎدﻳﻮن أو أﻛ ـ ـ ﺑﻘﻠﻴ ـ ــﻞ‪،‬‬
‫و ﻧﻔﺲ اﻟﻜﺘﺎب ﺴﺮد ﻟﻨﺎ ﺑﻠ ن أﻧﺒﺎء ا ﺮب اﻟ دارت‬
‫ﻗــﻞ‪ ،‬ﻌﺘﻘـﺪون أن ــﻞ اﳌﻨﻄﻘـﺔ اﻟ ـ ﺗﻘــﻊ‬ ‫ا ـﺰء اﳌﻌــﺮوف ﻋ ـ‬
‫ﺑ ن ا ﺎراﻣﺎن و اﻟﺮوﻣﺎن‪.:‬‬
‫ﻋ ﺧﻂ اﻟﻌـﺮض ﻧﻔﺴـﮫ ﺸـ ﻞ ﻣﺘﺼـﻞ ﺗ ﺸـﺎﺑﮫ ـ اﳌﻨـﺎخ واﻧﺘـﺎج‬
‫ً‬
‫"‪ ...‬ـ ـ ذﻟـ ــﻚ ﺗﺠـ ــﺎﻩ ﺗﻘـ ــﻊ أرض ﻓﺰاﻧﻴـ ــﺎ ) ﻓـ ــﺰان( اﻟ ـ ـ‬ ‫اﻟﻨﺒ ــﺎت‪ ،‬وﻟﻜ ــﻦ ﻃﺎﳌ ــﺎ ان اﻟﻜﺜ ـ ـ ا ﻣ ــﻦ اﻟ ـ ـ ﺎري ﺗﻔﺼ ــﻞ ﻓﺈﻧﻨ ــﺎ ا‬
‫ً‬
‫إﺳــﺘﻮﻟﻴﻨﺎ ﻋﻠ ــﺎ وﻓﺘﺤﻨﺎ ــﺎ ﺑﻘــﻮة أﺳ ـ ﺘﻨﺎ إذ ﻏﺰوﻧــﺎ ﻣــﺪن أﻟﻴ ـ‬ ‫ﻌﺮف ﺟﻤﻴﻊ ﻣـﺎﻛﻦ‪ ،‬ﻟﻸﺳـﺎب ﻧﻔﺴـ ﺎ ﺗﻘﺮ ﺒـﺎ ﺗﻜـﻮن ﻣـﺎﻛﻦ اﻟ ـ‬
‫)‪ (Alele‬وﻛﻴﻼﺑ ـ ـ ـ ــﺎ )‪ (Cillaba‬وﻛ ـ ـ ـ ــﺬﻟﻚ ﻛﻴ ـ ـ ـ ــﺪاﻧﻮس )‪) (Cydanus‬‬ ‫وراء أﻣﻮن و اﻟﻮاﺣﺎت ﺣ ّأﺛﻴﻮ ﻴﺎ ﻣﺠ ﻮﻟﺔ ‪ ،‬وﻻ ﻳﻤﻜﻨﻨﺎ أن ﻧﺬﻛﺮ‬
‫ﻏﺪاﻣﺲ( اﳌﻮﺟﻮدة ﻗﺒﻞ ﺻ اﺗﺔ‪ ،‬وﻣﻦ ﺬﻩ اﻟﻨﻘﻄﺔ ﺗﺒﺪأ ﺳﻠﺴﻠﺔ‬ ‫ﺣــﺪود أﺛﻴﻮ ﻴــﺎ وﻻ ﺣــﺪود ﻟﻴ ﻴــﺎ وﻻ ﺣ ـ اﳌﻨﻄﻘــﺔ اﻟ ـ وراء ﻣﺼــﺮ‬
‫ﻣﻦ ا ﺒﺎل ﺗﻤﺘﺪ ﳌﺴﺎﻓﺔ ﻃﻮ ﻠﺔ ﻣﻦ اﻟﺸﺮق إ اﻟﻐﺮب‪،‬‬

‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪247‬‬
 ‫دراﺳﺎت وأﺑﺤﺎث اﳌﺠﻠﺔ اﻟﻌﺮ ﻴﺔ ﻟﻸﺑﺤﺎث واﻟﺪراﺳﺎت اﻟﻌﻠﻮم ﺴﺎﻧﻴﺔ و ﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ‬
‫ﻣﺠﻠﺪ ‪12‬ﻋﺪد ‪ 1‬ﺟﺎﻧﻔﻲ ‪ 2020‬اﻟﺴﻨﺔ اﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ﻋﺸﺮ‬ ‫‪ISSN: 1112- 9751 / EISSN: 2253-0363‬‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ً‬
‫ﻃﻤــﺮ ﺑــﺎر اﻟﻮاﻗﻌــﺔ ﻋ ـ اﻟﻄــﺮق اﳌﺆدﻳــﺔ إ ـ ﺑﻼد ــﻢ‪ ،‬ــﺬا ﻋﻠﻤــﺎ‬ ‫وﻟﻘـ ــﺪ أﻃﻠ ـ ــﻖ ﻋﻠ ـ ــﺎ اﻟﺮوﻣـ ــﺎن ﺟﺒ ـ ــﻞ اﻟﺴ ـ ــﻮداء )‪(Ater‬‬
‫ً‬
‫ﺑﺄن ﺬﻩ ﺑﺎرﻣﻦ اﻟﺴ ﻞ ﺣﻔﺮ ﺎ ﻧﻈﺮا ﻟﻘﺮب اﳌﻴﺎﻩ ا ﻮﻓﻴﺔ ﻣـﻦ‬ ‫وذﻟـﻚ ﺴــﺒﺔ ﻟﻠﻮ ـﺎ اﻟــﺬي إﻛ ﺴـ ﺘﮫ ﺑﻔﻌـﻞ اﻟﻌﻮاﻣــﻞ اﻟﺘﻜﺘﻮﻧﻴــﺔ أو‬
‫ﺳـﻄﺢ رض‪ ،‬إﻻ أ ـﺎ ﺗﺘﻄﻠـﺐ ﻣﻌﺮﻓـﺔ ﻣـﺎﻛﻦ اﻟ ـ ﻳﻤﻜـﻦ اﻟﻌﺜــﻮر‬ ‫ﻧ ﻴﺠﺔ ﻹﺣ اﻗ ﺎ ﺑﻘﻌﻞ أﺷﻌﺔ اﻟﺸﻤﺲ‪ ،‬وﺧﻠﻒ ـﺬا ا ﺒـﻞ ﺗﻤﺘـﺪ‬
‫ﻓ ﺎ ﻋ اﳌﻴﺎﻩ‪.‬‬ ‫اﻟ ـ ـ ـ ﺮاء ﺗﻘـ ـ ــﻊ ﻋ ـ ـ ـ أﻃﺮاﻓ ـ ـ ــﺎ اﻟﺸـ ـ ــﻤﺎﻟﻴﺔ ﻣﺎﺗ ـ ـ ــﺎ )‪(Matelga‬‬
‫اﳌﺪﻳﻨــﺔ ا ﺮاﻣﻨ ﻴ ــﺔ ﺛ ــﻢ دﺑ ــﺮ ﺲ )‪ (Debris‬ﺣﻴ ــﺚ ﻳﻮﺟ ــﺪ ﻧﺒ ــﻊ ﻣـ ـﺎء‬
‫و ـ ﺧـﻼل ا ـﺮوب اﻟ ـ ﺧﻀـﻨﺎ ﻏﻤﺎر ـﺎ ـ ـﺬﻩ ﻳـﺎم‬ ‫ً‬ ‫ﻳﻄﻠﻖ ﻋﻠﻴﮫ ً‬
‫ﻣﺎء ﺳـﺎﺧﻨﺎ ﻟﺪرﺟـﺔ اﻟﻐﻠﻴـﺎن ـ ﻣﻨﺘﺼـﻒ اﻟﻠﻴـﻞ ﺑ ﻨﻤـﺎ‬
‫ﺿـ ـ ــﺪ أ ـ ـ ــﺎ ﻣﺪﻳﻨـ ـ ــﺔ أو ـ ـ ــﺎ )‪(Oeenses‬ﺗﺤـ ـ ــﺖ ﻗﻴـ ـ ــﺎدة ﻣ اﻃـ ـ ــﻮر‬
‫ـ ﻣﻨﺘﺼ ــﻒ اﻟ ــﺎر‪ ،‬وﻛ ــﺬﻟﻚ ﻣﺪﻳﻨ ــﺔ‬ ‫ﻳﻄﻠ ــﻖ ﻣ ــﺎء ـ ﺑ ــﺮودة اﻟ ــﺜ‬
‫ﻓﺎﺳـ ــﺒﺎزﺎن ﻋ ـ ـ اﻟﺮوﻣـ ــﺎن ﻋ ـ ـ ﻃﺮ ـ ــﻖ أﻗﺼـ ــﺮﺑﺄر ﻌـ ــﺔ أﻳـ ــﺎم ﻋـ ــﻦ‬
‫ﺟﺎراﻣﺎ )‪ (Garama‬اﻟﺸ ة ﻋﺎﺻﻤﺔ ا ﺎراﻣﺎﻧ ﻴ ن‪.‬‬
‫اﻟﻄﺮ ــﻖ اﳌﻌﺮوﻓ ــﺔ‪ ،‬وﻗ ــﺪ أﻃﻠ ــﻖ ﻋ ـ ـ ــﺬا اﻟﻄﺮ ــﻖ ا ﺪﻳ ــﺪ إﺳ ــﻢ‬
‫اﻟﻄﺮ ـﻖ اﻟﻮاﻗـﻊ ﺧﻠـﻒ اﻟـﺮأس اﻟ ـ ﺮي )‪) "(Caputa Saxi‬ﺑﻠﻴ ـ‬ ‫ﻟﻘ ــﺪ إﺳ ــﺘﻮﻟﺖ اﻟﻘ ــﻮات اﻟﺮوﻣﺎﻧﻴ ــﺔ ﻋ ـ ﺎﻓ ــﺔ اﻟﻨ ــﻮا‬
‫‪70‬‬
‫ﻛ ‪ ،‬اﻟﺘﺎر ﺦ اﻟﻄﺒﻴ اﻟﻜﺘﺎب ا ﺎﻣﺲ‪ ،‬اﻟﻔﻘﺮة ‪( 27-25‬‬ ‫‪(Cornelius‬‬ ‫اﳌ ـ ــﺬﻛﻮرة‪ ،‬و ﻠ ـ ــﻞ ' ﻛﻮرﻧﻴﻠﻴ ـ ــﻮس ﺑ ـ ــﺎﻟﻮس' )‪Balus‬‬
‫ﺑﺄ ﺎﻟﻴ ــﻞ اﻟﻨﺼ ــﺮ ﻟﻔ ــﻮزﻩ ـ ﺗﻠ ــﻚ اﻟﻐ ــﺰوات ﻓ ــﺰف ـ ـ ﻋﺮ ــﺔ اﻟﻨﺼ ــﺮ‬
‫وﺗﻈ ـ ــﺮ ﻋﻨﺎ ﻳـ ــﺔ ﺟﻐﺮا ـ ـ اﻟﺮوﻣـ ــﺎن ﺑﺘﻘ ـ ـ أﻧ ﺒـ ــﺎء اﻟ ـ ــﺒﻼد‬
‫وﺣﺼــﻞ ــﻮ وﻋﻤــﮫ ﺑــﺎﻟﺒﻮس اﻟﻜﺒ ـ )‪ ،(Balbus Maximum‬ﻋ ـ‬
‫اﳌﺤﻴﻄ ــﺔ ﻌ ــﺎﳌ ﻢ ـ ـ ﻣﺆﻟﻔ ــﺎ ﻢ ا ﻐﺮاﻓﻴ ــﺔ اﻟ ـ ـ ﺣ ــﻮت اﻟﻜﺜ ـ ـ ﻣـ ــﻦ‬
‫ﺷ ـ ــﺮف )‪ (Quiritium‬و ﺣ ـ ــﻖ اﳌﻮاﻃﻨ ـ ــﺔ ﻷ ﻤ ـ ــﺎ ﻟ ـ ــﻢ ﻳﻜﻮﻧ ـ ــﺎ ﻣ ـ ــﻦ‬
‫ا ﻘــﺎﺋﻖ‪ ،‬ﻓﻨﺠ ــﺪ أن اﻟ ﺎﺗــﺐ ﺑﻮﻣﺒﻴ ــﻮس ﻣــﻼ )‪(Pomponius Mela‬‬
‫ﻣﻮاﻟﻴـﺪ روﻣـﺎ ﺑـﻞ ﺎ ﻧـﺎ أﺟﻨ ﻴـ ن ﻣـﻦ ﻣﺪﻳﻨـﺔ ﻗـﺎدس " ‪( Plinius : S /‬‬
‫اﻟــﺬي وﻟــﺪ ﺳــﻨﺔ )‪40‬م( ﻳــﺬﻛﺮ ـ ﻛﺘﺎﺑــﮫ اﳌــﺪن ا ﻀــﺮ ﺔ ‪(De Situ‬‬
‫)‪.68 N.H / Loeb /. V - 5 .4‬‬
‫)‪ Orbis‬ﺎﻟﺘﺎ ‪:‬‬
‫ً‬
‫ً‬ ‫وﻣﻤ ـ ــﺎ ـ ــﻮ ﺟ ـ ــﺪﻳﺮ ﺑﺎﻟ ـ ــﺬﻛﺮ أﻧ ـ ــﮫ رﻏﻤ ـ ــﺎ ﻣ ـ ــﻦ أن اﻟﺴـ ــﻠﻄﺎت‬
‫" و ﻤﻠـﻚ ا ﺎراﻣﺎﻧــﺖ ﻧﻮﻋـﺎ ﻣــﻦ اﻟﺜ ـ ان ﺗﻤﻴــﻞ ﺑﺮؤوﺳـ ﺎ‬
‫ﻼ ﺎ اﻟﺮﺳﻤﻴﺔ إﻻ أﺳـﻤﺎء اﳌـﺪن‬ ‫اﻟﺮﺳﻤﻴﺔ اﻟﺮوﻣﺎﻧﻴﺔ ﻟﻢ ﺗﺪون‬
‫ﻟ ﻨــﺐ ﻋﻨــﺪﻣﺎ ﺗﺮ ـ وذﻟــﻚ ﻷن ﻗﺮو ــﺎ اﻟﻄﻮ ﻠــﺔ اﳌﻤﺘــﺪة ﻟ ــﺎرج‬
‫اﻟ ـ ذﻛﺮﻧﺎ ــﺎ إﻻ أن ﺑــﺎﻟﺒﻮس ﻗــﺪ ﺣﻤــﻞ ـ ﺣﻔــﻼت اﻟﻨﺼــﺮ ﺷــﻌﺎرات‬
‫ﺗﻤﻨﻌ ﺎ ﻣﻦ أن ﺗﺘﺠﮫ ﺑﺮؤوﺳ ﺎ ﻣﺴﺘﻘﻴﻤﺔ ﻟﻸرض‪.‬‬
‫اﻟﺒﻼد و اﳌﺪن ﻋ اﻟ ﺗﻴ ﺐ اﻟﺘﺎ ‪- :‬‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫و ــﻢ ﻌﺘ ـ ون اﻟ ﺴــﺎء ﻣﺘﺎﻋــﺎ ﻣﺸــﺎﻋﺎ ﺑﻴ ـ ﻢ و ﻌﺘ ـ ون‬
‫" ﻣﺪﻳﻨ ــﺔ ﺗﺎﺑﻴ ــﺪﻳﻮ )‪ ، (Tabidio‬ﻗﺒﻴﻠ ــﺔ ﻧﻴ ـ ي )‪،(Niteri‬‬
‫ﺑﻨﺎء اﻟﺬﻳﻦ ﻳﺘﻮاﻟﺪون ﻣﻦ ﻣﺜﻞ ـﺬا ا ﻤـﺎع أﺑﻨـﺎء ﻷﻛ ـ اﻟﺮﺟـﺎل‬
‫ً‬ ‫ﻣﺪﻳﻨـ ـ ـ ـ ـ ــﺔ ﻧﻴ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ﺟﻤﻴﻠـ ـ ـ ـ ـ ــﺔ )‪ ، (Neghigemela‬ﻗﺒﻴﻠـ ـ ـ ـ ـ ــﺔ ﺑـ ـ ـ ـ ـ ــﺎﺑﻴﻮم‬
‫اﻟ ـ ـ ـ ــﺬﻳﻦ ﺟ ـ ـ ـ ــﺎﻣﻌﻮا أﻣ ـ ـ ـ ــﺎ ﻢ ﺷ ـ ـ ـ ـ ﺎ" ) أﻳ ـ ـ ـ ــﻮب ﻣﺤﻤ ـ ـ ـ ــﺪ ﺳ ـ ـ ـ ــﻠﻴﻤﺎن‪،‬‬
‫)‪ ،(Bubeium‬ﻗﺒﻴﻠـﺔ أﻧﻴ ـ )‪ ،(Enipi‬ﻣﺪﻳﻨـﺔ ﺛـ ن)‪ ،(Thuben‬ﺟﺒــﻞ‬
‫‪،1986‬ص‪.71 (.45.‬‬
‫اﻟﺴ ــﻮداء‪ ،‬ﻣ ــﺪن ﻧ ﺘ ـ ـ ن )‪ ،(Nitirun‬را ﺴ ــﺎ )‪ ،(Rapsa‬ﻗﺒﻴﻠ ــﺔ‬
‫و ﻌـ ــﺪ ﺑﻄﻠﻴﻤ ـ ــﻮس ا ﻐﺮا ـ ـ ا ﻟـ ــﺬي ﻋ ـ ــﺎش ﺑﺎﻹﺳـ ــﻜﻨﺪر ﺔ‬ ‫)‪ ،(Debris‬وادي‬ ‫)‪ ،(Discera‬ﻣﺪﻳﻨ ـ ـ ــﺔ دﺑ ـ ـ ــﺮ ﺲ‬ ‫د ﺴ ـ ــ ا‬
‫ﺧـﻼل اﻟﻘـﺮن اﻟﺜـﺎ ﻲ ﻌـﺪ اﳌـﻴﻼد ﻛـﻢ أ ـﻢ اﻟﻜﺘـﺎب اﻟـﺬﻳﻦ ﺗ ﻠﻤـﻮا ﻋـﻦ‬ ‫)‪ ،(Tapsago‬ﻗﺒﻴﻠـ ـ ــﺔ‬ ‫ﻧﺎﺛـ ـ ــﺎﺑﺮ)‪ ،(Nathabar‬ﻣﺪﻳﻨـ ـ ــﺔ ﺗﺎ ﺴـ ـ ــﺎﺟﻮ‬
‫اﻟــﺒﻼد ااﻟﻮاﻗﻌــﺔ ـ اﻟ ـ ﺮاء اﻟﻜ ـ ى وﻣــﻦ ﺿــﻤ ﺎ ﻓــﺰان‪ ،‬ﻓﻘــﺪ ذﻛــﺮ‬ ‫ﻧﺎﻧ ــﺎ )‪ ،(Nannagi‬ﻣﺪﻳﻨ ــﺔ ﺑ ــﻮن)‪ ،(Boin‬ﻣﺪﻳﻨ ــﺔ ﺑ ـ ـ )‪، (Pege‬‬
‫ﻛﺘﺎﺑﮫ ا ﻐﺮاﻓﻴﺎ اﳌﻌﻠﻮﻣﺎت اﻟﺘﺎﻟﻴﺔ‪:‬‬ ‫وادي داﺳ ـ ﺒﺎري )‪ ،(Dasibari‬وﻛــﺬﻟﻚ اﳌــﺪن اﳌﺠــﺎورة اﻟﺘﺎﻟﻴ ــﺔ‪:‬‬
‫)‪(Alasi‬‬ ‫ــ‬ ‫)‪ (Baluba‬و‬ ‫و ﺎﻟﻮ ـ ــﺎ‬ ‫ﺑ ـ ــﺎراﻛﻮ )‪(Baraco‬‬
‫" ـ ـ ـ ـ دواﺣـ ـ ـ ــﻞ ﻟﻴ ﻴ ـ ـ ـ ــﺎ ﻓﻴﻤـ ـ ـ ــﺎ وراء ﻣﻨـ ـ ـ ــﺎ ﻊ ﺳ ـ ـ ـ ــﻴ ﻴﻔﺲ‬
‫)‪(Maxula‬‬ ‫)‪ (Goli‬وﻣﺎﻛﺴ ـ ــﺎﻻ‬ ‫)‪ (Balsa‬وﺟ ـ ــﻮ‬ ‫و ﺎﻟﺴ ـ ــﺎ‬
‫)‪ ' (Cinyphus‬وادي ﻛﻌـ ـ ـ ــﺎم" ﺗﻮﺟـ ـ ـ ــﺪ اﳌـ ـ ـ ــﺪن اﻟﺘﺎﻟﻴـ ـ ـ ــﺔ ‪ :‬ﻓﺎﻧﻴـ ـ ـ ــﺎس‬
‫وز ﺰاﻣـﺎ )‪ (Zizama‬وﺟﺒــﻞ ﺟ ـ ي أو ﻏ ـ ي)‪ (Gyri‬و ـ اﻟ ـ ﻳﻈ ــﺮ‬
‫)‪ (Vanias‬ﺳ ـ ـ ــﺎﺑﺎء )‪ ' (Saba‬ﺳـ ـ ـ ـ ﺎ' ﺑـ ـ ـ ــﺪر ﻢ )‪ ،(Bedirum‬ﺟﺎراﻣـ ـ ـ ــﺎ‬
‫ﺎراﻟﻜﺮ ﻤﺔ اﳌﻌﺮوﻓﺔ ‪.69‬‬ ‫ﻣﻦ إﺳﻤ ﺎ أن ﺎ‬
‫)‪ (Garama‬اﳌﺪﻳﻨـ ـ ـ ــﺔ اﻟﺮﺋ ﺴـ ـ ـ ــﻴﺔ‪ ) "...‬أﻳـ ـ ـ ــﻮب ﻣﺤﻤـ ـ ـ ــﺪ ﺳـ ـ ـ ــﻠﻴﻤﺎن‪،‬‬
‫‪.1967‬ص‪.72 (156.‬‬ ‫وإ ـ ﻳﻮﻣﻨ ــﺎ ــﺬا ﻻ ﻳﻮﺟ ــﺪ درب ﻣﻄ ــﺮوق ﻳﺼ ــﻞ ﺳ ــﺎﺣﻞ‬
‫اﻟﺒﺤــﺮ ﺑــﺒﻼد ا ﺮاﻣﻨــﺖ ﻷن ذﻟــﻚ ا ـ ﺲ اﳌﻠﻌــﻮن ﻗــﺪ دأب ﻋ ـ‬
‫ﻓﻘﺮاﺗﮫ ﺧﺮى‪:‬‬ ‫و ﻘﻮل أﻳﻀﺎ‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪248‬‬
 ‫دراﺳﺎت وأﺑﺤﺎث اﳌﺠﻠﺔ اﻟﻌﺮ ﻴﺔ ﻟﻸﺑﺤﺎث واﻟﺪراﺳﺎت اﻟﻌﻠﻮم ﺴﺎﻧﻴﺔ و ﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ‬
‫ﻣﺠﻠﺪ ‪12‬ﻋﺪد ‪ 1‬ﺟﺎﻧﻔﻲ ‪ 2020‬اﻟﺴﻨﺔ اﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ﻋﺸﺮ‬ ‫‪ISSN: 1112- 9751 / EISSN: 2253-0363‬‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ﻟﻘــﺪ وﺛﻘــﺖ ﻟﻨــﺎ اﳌ ﺼــﺎدر ﺛﺮ ــﺔ و دﺑﻴــﺔ ﻣــﺪى إزد ــﺎر ﺟﺮﻣــﺔ‬ ‫‪‬‬ ‫" أﻣ ـ ـ ــﺎ أﺳ ـ ـ ــﻔﻞ ﻣـ ـ ـ ــﻦ أﻓﺮ ـ ـ ـ ــﻲ ) ﻓﺮ ﻘﻴـ ـ ـ ــﺎ( وﻛ ﻳﻨـ ـ ـ ــﺎﻳ ﻲ )‬
‫ﻋ ـ ـ ﺎﻓـ ــﺔ ﺻـ ــﻌﺪة ﻓ ـ ــﺎن ﻟ ـ ــﻢ ﻧﻈـ ــﺎم ﺣﻜـ ــﻢ ﻣﻠ ـ ــﻲ وﺣﻴـ ــﺎة‬ ‫ـ ـ ﺮاء ﻳﻔـ ــﻲ ) ﻟﻴ ﻴـ ــﺎ‪ ç‬وﻗﺒﺎﺋـ ــﻞ ﻛﺒ ـ ـ ة ﺴـ ــﻜﻦ‬ ‫ﻗﻮر ﻨﺎﺋﻴـ ــﺔ‪ à‬ﻓﺘﻘـ ــﻊ‬
‫ﺗﺠﺮ ﺔ رﻋﻮ ـﺔ زراﻋﻴـﺔ ﺗﻄـﻮرت ﺑﻤﻮﺟﺒـﮫ ﺣﻴـﺎ ﻢ ﻗﺘ ﺼـﺎدﻳﺔ‪،‬‬ ‫ﻟﻴ ﻴــﺎ‪ ،‬إذ ﺗﻤﺘ ــﺪ ﻗﺒﻴﻠ ــﺔ ﺟﺎراﻣــﺎﻧ ﺲ ﻣــﻦ ﻣﻨ ــﺎ ﻊ ــﺮ ﻓ ــﺎﻏﺮادا ﺣ ـ‬
‫وﻧﻈﺎم إﺟﺘﻤﺎ أﺳﺎﺳﮫ ﺳﺮة و ﺣﻴﺎة دﻳ ﻴﺔ‪.‬‬
‫ﺑﺤ ـ ة ﻧﻮﻓــﺎ ) اﻟﻨﻮ ــﺔ(‪) ".‬ﺑﻄﻠﻴﻤــﻮس ﻛﻼودﻳــﻮس‪ ،‬ﺟﻐﺮاﻓﻴــﺎ‪ ،‬اﻟﻜﺘــﺎب‬
‫إ ﺘﻤــﺎم اﳌــﺆرﺧ ن اﻟﺮوﻣــﺎن ﺑــﺎ ﺮﻣﻴ ن ــﻮ دﻟﻴ ــﻞ ﻋ ـ ﻗ ــﻮ ﻢ‬ ‫‪‬‬
‫اﻟﺮا ﻊ‪ ،‬اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺴﺎدس‪ ،‬اﻟﻔﻘﺮة ‪.73 ( 5‬‬
‫اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ واﻟﻌﺴﻜﺮ ﺔ‪.‬‬
‫أﻣﺎ ﺗﺎﻛﻴﺘﻮس ذﻛﺮ ﻛﺘﺎﺑﮫ اﻟﺘﻮار ﺦ اﻟﻔﻘﺮة ‪: 50‬‬

‫" ‪ ...‬وأﺛﻨـ ــﺎء اﻟ ـ ـ اع ﺑ ـ ـ ن ﻣـ ــﺪﻳﻨ ﻟﺒﺘ ـ ـ ﺲ ﻣﺎﺟﻨـ ــﺎ وأو ـ ــﺎ‪،‬‬

‫أﺳـ ـ ﻨﺠﺪت أو ـ ــﺎ ﺑﺎ ﺎراﻣ ــﺎﻧﺘ ﺲ ﺿـ ــﺪ ﻟﺒﺘـ ـ ﺲ ﻣﺎﺟﻨـ ــﺎ‪ ،‬وﻗ ــﺪ ﻟ ـ ـ‬
‫ا ـ ـ ــﺎراﻣﻨ ﻴﻮن ﻧـ ـ ــﺪاء أو ـ ـ ــﺎ وﺣﺎﺻـ ـ ــﺮوا ﻣﺪﻳﻨـ ـ ــﺔ ﻟﺒﺘ ـ ـ ـ ﺲ ودﻣـ ـ ــﺮوا‬
‫ﺣﻘﻮﻟ ـ ـ ــﺎ‪ ،‬ورﻏـ ـ ــﻢ إ ـ ـ ـ ﺎ ﻢ ﻋﻘـ ـ ــﺐ ﺗﺼـ ـ ــﺪي اﻟﻘﺎﺋـ ـ ــﺪ اﻟﺮوﻣـ ـ ــﺎ ﻲ‬
‫ﻓﺴ ــﺘﻮس ﻟ ــﻢ وﻣﺤﺎوﻟﺘـ ــﮫ إ ﺳـ ـ داد ﻌـ ــﺾ اﻟﻐﻨ ــﺎﺋﻢ ﻣـ ـ ﻢ‪ ،‬إﻻ أن‬
‫ا ﺎراﻣﺎﻧ ﻴﻮن ﻗﺎﻣﻮا ﺑﻴ ﻴﻌ ﺎ أﺛﻨﺎء ﺗﺮاﺟﻌ ﻢ إ ﻣـﻮﻃ ﻢ ﻟﻠﻘﺒﺎﺋـﻞ‬
‫‪ .7‬ﻣﻼﺣﻖ‪:‬‬
‫اﻟﺒﻌﻴﺪة‪.74 ( Tacitus,Histories,IV,50.)".‬‬

‫‪ .5‬ا ﺎﺗﻤﺔ‪:‬‬
‫ﻌﺪ إﻛﺘﻤﺎل اﻟﺒﺤﺚ ﺗﻮﺻﻞ اﻟﺒﺎﺣﺚ ﻟﻠﻨﺘﺎﺋﺞ اﻟﺘﺎﻟﻴﺔ‪:‬‬
‫ً‬
‫‪ ‬ﻋــﺎش ا ــﺮﻣﻴ ن ـ ﺟﻨــﻮب ﻟﻴ ﻴــﺎ و ـ ﺑ ﺌــﺔ ـ ﺮاو ﺔ وﻣﻮﻗﻌــﺎ‬
‫ً‬
‫ﻣﺘﻤ ـ ـ ـ ا ـ ــﺎن ذو أ ﻤﻴ ـ ــﺔ إﻗﺘﺼ ـ ــﺎدﻳﺔ ﻛﺒ ة‪،‬ﺳ ـ ـ ﻞ ﻟ ـ ــﻢ ﺳ ـ ــﺒﻞ‬
‫ﺗﺼﺎل ﺑﺎﻟﺸﻤﺎل و ا ﻨﻮب‪.‬‬
‫إﺗ ﻟﻨﺎ ﺑﺄن ا ﺮﻣﻴ ن ذي أو ﺣﻀﺎرة ﻟﻴ ﻴﺔ أﺻﻴﻠﺔ‪ ،‬وﻗـﺪ‬ ‫‪‬‬
‫ﻣﺮت ﺛﻘـﺎﻓ ﻢ ﺑ ـﻞ ﻋﺼـﻮر ﺗﺎر ﺨﻴـﺔ و ـ ا ﺮ ـﺔ‪ ،‬وا ﺪﻳﺜـﺔ‬
‫ﻣـﻦ ﺧـﻼل ﺻــﻴﺪ ا ﻴﻮﻧـﺎت وإﻧﺘــﺎج رض اﻟﺰراﻋﻴـﺔ و ﻓﺠﺮ ــﺔ‬
‫ﻣــﻦ ﺧــﻼل ا ﺒﺎﻧ ــﺎت ا ﻨﺎﺋﺰ ــﺔ‪ ،‬واﻟﺘﺎر ﺨﻴ ــﺔ ﻣﺎ ﺴ ـ ﻨﻄﻖ ﻟ ــﮫ‬
‫ً‬
‫أﻳﻀﺎ ﻣﻦ ﺛﺎرو اﳌﺼﺎدر دﺑﻴﺔ‪.‬‬
‫ﻛﺸــﻔﺖ ﻟﻨ ــﺎ ﺑﺤــﺎث ﺛﺮ ــﺔ أن ا ــﺮﻣﻴ ن ﻧ ــﻮا ـ ﻌﺒ ـ‬ ‫‪‬‬
‫ﻋﻦ ﺛﻘﺎﻓ ﻢ ﻋ ـ أﻃـﻮار اﻟﻔـﻦ اﻟ ـ ﺮي ﻣـﻦ ا ﻴـﺎة اﻟﺪﻳ ﻴـﺔ و‬
‫ﺟﺘﻤﺎﻋﻴ ــﺔ و ـ ـ اﻟﻔ ـ ـ ة اﻟﺘﺎر ﺨﻴ ــﺔ أﻧﺠ ــﺰوا ﻧﻈ ــﺎم ﻣﺘﻘ ــﺪم ـ ـ‬
‫اﻟﺮي و ﻮ ﻧﻈﺎم اﻟﻔﺠﺎرات‪.‬‬
‫ﺎن ﻟ ﺮﻣﻴ ن ﻋﻼﻗﺔ وﻃﻴﺪة ﻣﻊ ﺟ ا ﻢ ﻣﻦ اﻟﻘﺒﺎﺋﻞ اﻟﻠﻴ ﻴـﺔ‬ ‫‪‬‬
‫‪ ،‬ﻛﻤ ـ ــﺎ وﺟـ ـ ــﺪت ﻋﻼﻗ ـ ــﺎت ا ﺎرﺟﻴـ ـ ــﺔ ﻣـ ـ ــﻊ اﳌﺼـ ـ ــﺮ ن ﺣﻴﻨﻤـ ـ ــﺎ‬
‫ذﻛﺮ ﻢ اﻟﻨﺼﻮص ﻏﺎﻟﺒﺎ ﺑﺎﻟﻌﺪاء‪ ،‬ﻛﻤﺎ ﺎﻧﺖ ﻟ ﻢ رواﺑﻂ ﺑ ـﻞ‬
‫ﻣـ ـ ـ ــﺎ ﺴـ ـ ـ ــﻴﻄﺮﻋ ـ ـ ـ ـ اﻟﺴـ ـ ـ ــﺎﺣﻞ اﻟﻠﻴ ـ ـ ـ ـ ﻓﺎ ﺴـ ـ ـ ــﻤﺖ ﻋﻼﻗ ـ ـ ـ ـ ﻢ‬
‫ﺑﺎﻟﻘﺮﻃ ــﺎﺟ ن ـ ـ اﳌـ ــﺪن اﻟـ ــﺜﻼث ﺑ ﻮ ــﺎ وددﻳـ ــﺔ ﺳـ ــﻠﻤﻴﺔ‪ ،‬ﻛﻤـ ــﺎ‬
‫ذﻛﺮت ﻟﻨﺎ اﳌﺼﺎدرأن ﻟ ﺮﻣﻴ ن ﻋﻼﻗﺎت ﻣﺒﺎﺷﺮة ﻣﻊ ﻏﺮﻖ‬
‫ﻣﺪ ﻢ ا ﻤﺲ ﻋ اﻟﺴﺎﺣﻞ اﻟﻠﻴ ‪.‬‬

‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪249‬‬
 ‫دراﺳﺎت وأﺑﺤﺎث اﳌﺠﻠﺔ اﻟﻌﺮ ﻴﺔ ﻟﻸﺑﺤﺎث واﻟﺪراﺳﺎت اﻟﻌﻠﻮم ﺴﺎﻧﻴﺔ و ﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ‬
‫ﻣﺠﻠﺪ ‪12‬ﻋﺪد ‪ 1‬ﺟﺎﻧﻔﻲ ‪ 2020‬اﻟﺴﻨﺔ اﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ﻋﺸﺮ‬ ‫‪ISSN: 1112- 9751 / EISSN: 2253-0363‬‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫‪ .‬اﻟ ﻮاﻣﺶ‪:‬‬

‫اﻟﻘﺪﻳﻢ‪ ،‬دار‬ ‫ﻟﻠﻤﺰ ﺪ‪...‬ﻳﺮاﺟﻊ‪ :‬ﻋﺒﺪ اﻟﻠﻄﻴﻒ اﻟ ﻏﻮ ﻲ اﻟﺘﺎر ﺦ اﻟﻠﻴ‬

‫ﺻﺎدر‪ ،‬ﺑ وت‪ ،‬دت‪ ،‬ص‪.(.38.‬‬
‫‪ 5‬اﻟﺰدام ﻧﺠﻼء ﻋﺒﺪ ﷲ‪ ،‬اﳌﺮﺟﻊ اﻟﺴﺎﺑﻖ‪،‬ص‪.08.‬‬
‫‪ 6‬اﻟﺪﻳﻨﺎﺻﻮري ﺟﻤﺎل اﻟﺪﻳﻦ ‪ ،‬ﺟﻐﺮاﻓﻴﺔ ﻓﺰان‪،‬دار ﻟﻴ ﻴﺎ ﻟﻠ ﺸﺮ‬
‫واﻟﺘﻮز ﻊ‪،‬ب‪.‬ت‪،‬ص‪.61.‬‬
‫‪ 7‬اﻟﺰدام ﻧﺠﻼء ﻋﺒﺪ ﷲ‪ ،‬اﳌﺮﺟﻊ اﻟﺴﺎﺑﻖ‪،‬ص‪.09.‬‬
‫‪ 8‬أﻳﻮب ﻣﺤﻤﺪ ﺳﻠﻴﻤﺎن‪ ،‬ﺟﺮﻣﺔ‪،...‬اﳌﺮﺟﻊ اﻟﺴﺎﺑﻖ‪،‬ص‪12.‬‬
‫‪ 9‬ودوت‪ ،‬اﻟﺘﺎر ﺦ‪،‬ج‪ ،4‬ﺗﺮﺟﻤﺔ و ﻌﻠﻴﻖ ﻣﺼﻄﻔﻰ ﻋ ‪ ،‬ﻣ ﺸﻮرات‬
‫اﳌﻌ ﺪ اﳌﻠ ﻲ ﻟﻠﺜﻘﺎﻓﺔ ﻣﺎزﻐﻴﺔ‪ ،‬ﻣﺮﻛﺰ اﻟﺪراﺳﺎت اﻟﺘﺎر ﺨﻴﺔ واﻟﺒﻴ ﻴﺔ‪،‬‬
‫اﻟﺮﺎط‪ ،2008 ،‬اﻟﻔﻘﺮة ‪.183‬‬
‫‪ 10‬ﻧﻔﺴﮫ‪ ،‬اﻟﻔﻘﺮة‪.184،‬‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪250‬‬
‫‪ 1‬اﻟﺰدام ﻧﺠﻼء ﻋﺒﺪ ﷲ‪ ،‬ا ﺮاﻣﻨﺖ وﻋﻼﻗﺎ ﻢ اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ واﻟﺘﺠﺎر ﺔ‬
‫ﻣﻊ اﳌﺪن اﻟﺴﺎﺣﻠﻴﺔ ﺧﻼل اﻟﻌﺼﺮ اﻟﺮوﻣﺎ ﻲ‪ ،‬ﻣﺬﻛﺮة ﻣﺎﺟﺴﺘ ‪ ،‬ﻠﻴﺔ‬
‫داب واﻟﻌﻠﻮم ﺟﺎﻣﻌﺔ ﻣﺮﻗﺐ‪ ،‬زﻟﻴ ن‪،2009،‬ص‪.07.‬‬
‫‪ 2‬أﻳﻮب ﻣﺤﻤﺪ ﺳﻠﻴﻤﺎن‪ ،‬ﻣﺨﺘﺼﺮ ﺗﺎر ﺦ ﻓﺰان ﻣﻨﺬ أﻗﺪم اﻟﻌﺼﻮر ﺣ‬
‫‪ ،1811‬اﳌﻄﺒﻌﺔ اﻟﻠﻴ ﻴﺔ ﻃﺮاﺑﻠﺲ‪،‬ص‪.11.‬‬
‫‪3‬اﻟﺰدام ﻧﺠﻼء ﻋﺒﺪ ﷲ‪ ،‬اﳌﺮﺟﻊ اﻟﺴﺎﺑﻖ‪،‬ص‪.08.‬‬
‫‪ 4‬و ﺸ اﳌﺼﺎدر إ ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﻣﻦ اﻟﻮﺣﺎت اﻟ ﺗﻨ ﺸﺮ ﻣﻦ اﻟﻜﻔﺮة إ‬
‫ﻏﺎت ﻣﺜﻞ واﺣﺔ ﻣﺪﻳﻨﺔ )‪ (Garama‬و ﻋﺎﺻﻤﺔ اﳌﻤﻠﻜﺔ‪ ،‬وأو ﺎري‬
‫وادي ﻵﺟﺎل‪.‬‬ ‫)‪ (Oebris‬و ﺗﻠﻐﺎي )‪ (Thelgae‬و ﻞ ﺬﻩ اﳌﻨﺎﻃﻖ‬
 ‫دراﺳﺎت وأﺑﺤﺎث اﳌﺠﻠﺔ اﻟﻌﺮ ﻴﺔ ﻟﻸﺑﺤﺎث واﻟﺪراﺳﺎت اﻟﻌﻠﻮم ﺴﺎﻧﻴﺔ و ﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ‬
‫ﻣﺠﻠﺪ ‪12‬ﻋﺪد ‪ 1‬ﺟﺎﻧﻔﻲ ‪ 2020‬اﻟﺴﻨﺔ اﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ﻋﺸﺮ‬ ‫‪ISSN: 1112- 9751 / EISSN: 2253-0363‬‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫‪ 31‬ﺟﺮز ﻮري ﺑﺎول ‪ ،‬اﳌﺮﺟﻊ ﻧﻔﺴﮫ‪،‬ص‪.35.‬‬ ‫‪ 11‬ﻧﻔﺴﮫ‪ ،‬اﻟﻔﻘﺮة ‪.183‬‬

‫‪ 32‬ﻧﻔﺴﮫ‪،‬ص‪.35.‬‬ ‫‪12‬ﺳ اﺑﻮن‪ ،‬ا ﻐﺮاﻓﻴﺎ‪ ،‬اﻟﻜﺘﺎب اﻟﺴﺎ ﻊ ﻋﺸﺮ‪،‬ﺗﺮﺟﻤﺔ ﻣﺤﻤﺪ اﳌ وك‬
‫‪ 33‬اﻟﻌﻘﻮن أم ا ‪ ،‬اﻟﻌﻼﻗﺔ ا ﻀﺎر ﺔ و اﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﺑ ن ﻣﺼﺮ وﺷﻤﺎل‬ ‫اﻟﺪو ﺐ‪ ،‬ﻣ ﺸﻮرات ﺟﺎﻣﻌﺔ ﻗﺎر ﻮ ﺲ‪،‬ﺑﻨﻐﺎزي ‪ ، 2003،‬اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎﻟﺚ‪،‬‬
‫إﻓﺮ ﻘﻴﺎ ) ﻣﻨﺬ أﻗﺪم اﻟﻌﺼﻮر ﺣ ﺎﻳﺔ ﻟﻒ اﻟﺜﺎ ﻲ ﻗﺒﻞ اﳌﻴﻼد(‪ ،‬رﺳﺎﻟﺔ‬ ‫اﻟﻔﻘﺮة ‪.19‬‬
‫اﻟﺘﺎرﺦ اﻟﻘﺪﻳﻢ ﻧﻮﻗﺸﺖ ﺑﺠﺎﻣﻌﺔ ﺳﻜﻨﺪرﺔ‪،1988،‬ص‪.‬‬ ‫ﻣﺎﺟﺴﺘ‬ ‫‪ 13‬أﻳﻮب ﻣﺤﻤﺪ ﺳﻠﻴﻤﺎن‪ ،‬ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ‪،‬ص‪.67.‬‬
‫‪.112‬‬ ‫‪ 14‬ﺟﺮز ﻮري ﺑﺎول ‪ ،‬دﻟﻴﻞ اﻟﻔﻦ اﻟ ﺮي اﻟ ﺮاء اﻟﻠﻴ ﻴﺔ‪ ،‬دﻟﻴﻞ‬
‫‪ 34‬ﺟﺮز ﻮري ﺑﺎول ‪ ،‬اﳌﺮﺟﻊ ﻧﻔﺴﮫ‪،‬ص‪.42.‬‬ ‫اﻟﻔﻦ اﻟ ﺮي اﻟ ﺮاء اﻟﻠﻴ ﻴﺔ‪ ،‬ﺗﺮﺟﻤﺔ إﺑﺮا ﻴﻢ أﺣﻤﺪ إﻣﺤﻤﺪ‬
‫‪ 35‬ﻌﺘ ﻓﺎﺑﺮﺰ ﻮ ﻣﻮري )‪ (Mori.F‬أن ﺬﻩ اﳌﺮﺣﻠﺔ ﺗﺘﻀﻤﻦ ﻧﻘﻮش‬ ‫اﳌ ﺪاوي‪،‬ﻣ ﺸﻮرات ﺟﺎﻣﻌﺔ ﻗﺎر ﻮ ﺲ‪ ،‬ط ‪ ،2008 ، 1‬ﺑﻨﻐﺎزي‪،‬‬
‫ورﺳﻮﻣﺎت ‪ ،‬ﺑ ﻨﻤﺎ ﻳﻘﻮل ي ﻟﻮط أن اﻟﺮؤوس اﳌﺴﺘﺪﻳﺮة ﻻ ﺗﺘﻀﻤﻦ إﻻ‬ ‫ﻟﻴ ﻴﺎ‪،‬ص‪.18‬‬
‫رﺳﻮﻣﺎ ﻟﻠﻤﺰﺪ ﻳﺮاﺟﻊ‪(Lhote (H.), Les gravures rupestres de l’atlas :‬‬ ‫‪15‬أﻳﻮب ﻣﺤﻤﺪ ﺳﻠﻴﻤﺎن‪ ،‬ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ‪،‬ص‪.68-67.‬‬
‫‪saharien monts des ouled nail et rgion de djelfa,Algérie, Office‬‬ ‫‪ 16‬ﻧﻔﺴﮫ‪،‬ص‪.91.‬‬
‫‪du parc national du tassili,1984,pp.257-259. ).‬‬ ‫‪ 17‬ﻧﻔﺴﮫ‪،‬ص‪.91.‬‬
‫‪ 36‬ﻓﺎﺑﺮﺰ ﻮ ﻣﻮري‪ ،‬ﺗﺪرارات أ ﺎ ﻮس – اﻟﻔﻦ اﻟ ﺮ وﺛﻘﺎﻓﺔ اﻟ ﺮاء‬
‫ي‬ ‫‪ 18‬أﻋ ﻣﺼﻄﻔﻰ‪ ،‬ﺣﺎدﻳﺚ‪ ،...‬اﳌﺮﺟﻊ اﻟﺴﺎﺑﻖ‪،‬ص‪..62.‬‬
‫‪19‬‬
‫ﻣﺎﻗﺒﻞ اﻟﺘﺎرﺦ‪ ،‬ﻣ ﺸﻮرات ﻣﺮﻛﺰﺟ ﺎد اﻟﻠﻴﺒ ن‪،1988،‬ص‪.92.‬‬ ‫| ‪Desanges (J.), « Garamantes », in Gabriel Camps (dir.), 19‬‬
‫ﻣﺸﺎ ﺪ اﻟﺮﺳﻮم اﻟ ﺮ ﺔ ﳌﻨﻄﻘﺔ‬ ‫‪ 37‬ﺑﻦ ﺑﻮز ﺪ ﻀﺮ‪ ،‬ﺛﺮ اﻟﺪﻳ‬ ‫‪(« Volumes », no 19) , Filage – Gastel, Aix-en-Provence, Edisud‬‬
‫اﻟﻄﺎﺳﻴ – أﺟﺮ ﺧﻼل ﻣﺮﺣﻠﺔ ذوي اﻟﺮؤوس اﳌﺴﺘﺪﻳﺮة ) ‪ 8000‬ق‪.‬م‪-‬‬ ‫‪1998 [En ligne], mis en ligne le 01 juin 2011, consulté le 02‬‬
‫‪ 2500‬ق‪.‬م(‪ ،‬ﻣﺬﻛﺮة ﻣﺎﺟﺴﺘ ‪ ،‬ﺟﺎﻣﻌﺔ ا ﺰاﺋﺮ‪، 2010-2009،‬ص‪.18.‬‬
‫‪38‬‬
‫‪février 2017. URL :‬‬
‫‪Muzzolini (A.), Masques et thromophes dans l’art rupestre du‬‬
‫‪Sahara centrak, archeonil,1991,p.43.‬‬ ‫‪http://encyclopedieberbere.revues.org/1993.‬‬
‫‪ 39‬أﻳﻮب ﻣﺤﻤﺪ ﺳﻠﻴﻤﺎن‪،‬اﳌﺮﺟﻊ اﻟﺴﺎﺑﻖ‪،‬ص‪.79.‬‬ ‫‪20‬‬
‫‪Rebufat (R.), « La frontière romaine en Afrique :‬‬
‫‪ 40‬اﻟﻌﻘﻮن أم ا ‪ ،‬اﳌﺮﺟﻊ اﻟﺴﺎﺑﻖ‪،‬ص‪.112.‬‬
‫‪Tripolitaine et Tingitane », Ktéma, 1979, 4, Pp. 226-233,p.226.‬‬
‫‪ 41‬ﺟﺮز ﻮري ﺑﺎول ‪ ،‬اﳌﺮﺟﻊ ﻧﻔﺴﮫ‪،‬ص‪.63.‬‬
‫‪ 42‬ﻧﻔﺴﮫ‪،‬ص‪.59.‬‬ ‫‪21‬‬
‫‪Camps (G.), « Les Gramantes, Conducteurs de Chars Et‬‬
‫‪ 43‬ﺎﻣ ﺲ ﻏﺎﺑﺮ ﺎل‪ ،‬اﻟ ﺑﺮ ذاﻛﺮة و ﻮ ﺔ‪ ،‬ﺗﺮﺟﻤﺔ ﺣﺰال ﻋﺒﺪ اﻟﺮﺣﻴﻢ‪،‬‬ ‫‪Batisseurs‬‬ ‫‪dans‬‬ ‫‪le‬‬ ‫‪fezzan‬‬ ‫‪antique »,2002,‬‬
‫إﻓﺮ ﻘﻴﺎ اﻟﺸﺮق‪ ،‬اﻟﺪار اﻟﺒﻴﻀﺎء‪،2014،‬ص‪.104.‬‬ ‫‪https://www.clio.fr/BIBLIOTHEQUE/les_garamantes_conducte‬‬
‫‪ 44‬ﺻﺎ ﻋﺒﺪ اﻟﻌﺰ ﺰ‪ ،‬ﺣﻀﺎرة ﻣﺼﺮ اﻟﻘﺪﻳﻤﺔ وآﺛﺎر ﺎ‪ ،‬ا ﺰء ول‪،‬‬ ‫‪urs_de_chars_et_bAtisseurs_dans_le_fezzan_antique.asp‬‬
‫اﻟﻘﺎ ﺮة‪،196،‬ص‪.191.‬‬ ‫‪ 22‬أﻋ ﻣﺼﻄﻔﻰ‪ ،‬اﳌﺮﺟﻊ اﻟﺴﺎﺑﻖ‪،‬ص‪.62.‬‬
‫‪ 45‬ﻣﺼﻄﻔﻰ ﻋﺒﺪ اﻟﺴﻠﻴﻢ‪ ،‬دراﺳﺎت ﺗﺎر ﺦ ﻟﻴ ﻴﺎ اﻟﻘﺪﻳﻢ‪ ،‬ﻣ ﺸﻮرات‬ ‫‪ 23‬ﺸﺎرﻟﺰ داﻧﻴﻠﺰ‪ ،‬ا ﺮاﻣﻨ ﻴﻮن ﺳ ﺎن ﺟﻨﻮب ﻟﻴ ﻴﺎ اﻟﻘﺪﻣﺎء‪ ،‬ﺗﺮﺟﻤﺔ‬
‫ا ﺎﻣﻌﺔ اﻟﻠﻴ ﻴﺔ‪ ،‬ﺑﻨﻐﺎزي‪،1966،‬ص‪.09.‬‬ ‫أﺣﻤﺪ اﻟﻴﺎزوري‪ ،‬داراﻟﻔﺮﺟﺎ ﻲ‪ ،‬ﻃﺮاﺑﻠﺲ‪، 1974،‬ص‪.08.‬‬
‫‪46‬‬
‫| ‪Camps (G.), “ Avertissement “ in Encyclopédie berbère, 1‬‬ ‫‪ 24‬أﻳﻮب ﻣﺤﻤﺪ ﺳﻠﻴﻤﺎن‪ ،‬ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ‪،‬ص‪.131.‬‬
‫‪Abadir – Acridophagie [En ligne], mis en ligne le 01 septembre‬‬ ‫‪ 25‬ﻧﻔﺴﮫ‪،‬ص‪.39-38.‬‬
‫‪1989, consulté le 05 juin 2019. URL :‬‬ ‫‪ 26‬ا ﺎزي ﻋﺒﺪ اﻟﻨﺎﺻﺮ‪ ،‬ﻣﻨﺎﻗﺸﺔ راء اﻟ ﻗﻴﻠﺖ ا ﺮﻣﻨﺖ‪ ،‬ﻣﺠﻠﺔ‬
‫‪http://journals.openedition.org/encyclopedieberbere/765‬‬ ‫آﺛﺎر اﻟﻌﺮب‪،‬اﻟﻌﺪد ول‪،1990،‬ص‪.64.‬‬
‫‪47‬‬
‫‪Kirwan (P.L.), Expeditions to the upper Nille and the chad‬‬ ‫‪ 27‬ﻧﻔﺴﮫ‪،‬ص‪.66-64.‬‬
‫‪Darfur region Libya in history University of Libya of art,‬‬ ‫‪ 28‬ﻣﺮاﺟﻊ ﺣﺴ ن ﻋﺒﺪ اﻟﻌﺎ ‪ ،‬اﻟﻌﻼﻗﺎت اﻟﻠﻴ ﻴﺔ اﻟﻔﺮﻋﻮﻧﻴﺔ ﻣﻨﺬ ﻋﺼﺮ‬
‫‪Bengazi,1986,p.257.,,p.141.‬‬ ‫ﻣﺎﻗﺒﻞ ﺳﺮات وﺣ ﺑﺪاﻳﺔ ﺣﻜﻢ اﻟﻠﻴﺒ ن ﳌﺼﺮ‪ ،‬ﺑﺤﺚ ﻣﻔﺪم ﻟﻨﻴﻞ درﺟﺔ‬
‫‪48‬‬
‫‪Kay (N.M.), Epigrams from the anthologia latina, text,‬‬ ‫اﻟﺘﺎر ﺦ اﻟﻘﺪﻳﻢ‪،‬ﻓﺴﻢ اﻟﺪراﺳﺎت اﻟﺘﺎر ﺨﻴﺔ و ﺛﺮ ﺔ‪ ،‬ﻠﻴﺔ‬ ‫اﳌﺎﺟﺴﺘ‬
‫‪translation and commentary, first publishe, london,2006,p.60.‬‬ ‫داب واﻟ ﺑﻴﺔ‪ ،‬ﺟﺎﻣﻌﺔ ﻗﺎر ﻮ ﺲ‪ ،‬ا ﻤﺎ ﺮ ﺔ اﻟﻌﺮ ﻴﺔ اﻟﻠﻴ ﻴﺔ‬
‫‪49‬‬
‫‪Rebufat (R.)., « La frontière romaine en Afrique :‬‬ ‫اﻟﺸﺸﻌﺒﻴﺔ ﺷ اﻛﻴﺔ‪،‬ب‪.‬ت‪،‬ص‪.35.‬‬
‫‪Tripolitaine et Tingitane », Ktéma, 1979, 4,Pp. 226-233,p.226.‬‬ ‫‪ 29‬أﻳﻮب ﻣﺤﻤﺪ ﺳﻠﻴﻤﺎن‪ ،‬ﺟﺮﻣﺔ ﻣﻦ ﺗﺎرﺦ ‪...‬اﳌﺮﺟﻊ اﻟﺴﺎﺑﻖ‪،‬ص‪.65.‬‬
‫‪ 30‬ﻳﺮﺟﻊ اﻟﻔﻀﻞ إ اﻟﺪارﺳ ن ﻳﻄﺎﻟﻴ ن ﻣﺴﺄﻟﺔ رﺻﺪ اﻟﺪراﺳﺎت‬
‫اﻟﻔﻦ اﻟ ﺮي وﻣﺎﻳﺘﺼﻞ ﺑﮫ ﻣﻦ أدوار ﺣﺎءت ﻋ أﺳﺲ ﻣﻨ ﻴﺔ‪ ،‬ﻣﻦ‬
‫ﺧﻼل ﻧﺎ أوﻓﺪ ﻣﻦ ﻌﺜﺎت ﺣﻘﻘﺖ ﻧﺘﺎﺋﺞ ﻋﺎﻟﻴﺔ‪.‬‬

‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪251‬‬
 ‫دراﺳﺎت وأﺑﺤﺎث اﳌﺠﻠﺔ اﻟﻌﺮ ﻴﺔ ﻟﻸﺑﺤﺎث واﻟﺪراﺳﺎت اﻟﻌﻠﻮم ﺴﺎﻧﻴﺔ و ﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ‬
‫ﻣﺠﻠﺪ ‪12‬ﻋﺪد ‪ 1‬ﺟﺎﻧﻔﻲ ‪ 2020‬اﻟﺴﻨﺔ اﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ﻋﺸﺮ‬ ‫‪ISSN: 1112- 9751 / EISSN: 2253-0363‬‬
‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫ﻓ ة ﺣﻴﺎاﺗﮫ ﻣﺎﺑ ن )‪29-23‬م(‪...‬ﻟﻠﻤﺰ ﺪ ﻳﺮاﺟﻊ‪ :‬أﻳﻮب‬ ‫اﳌﻌﻠﻮﻣﺎت‬ ‫‪50‬أﻧﺪ ﺸﺔ أﺣﻤﺪ ﻣﺤﻤﺪ‪ ،‬ا ﻴﺎة ﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ اﳌﺮا اﻟﻠﻴ ﻴﺔ وﻇ ﺎ‬
‫ﻣﺤﻤﺪﺳﻠﻴﻤﺎن‪ ،‬ﺣﻤﻠﺔ ﻮرﻧﻴﻠﻴﻮس ﺑﺎﻟﺒﻮس‪ ،‬ﻟﻴ ﻴﺎ اﻟﺘﺎرﺦ اﻟﻘﺪﻳﻢ‪،‬‬ ‫ﻇﻞ اﻟﺴﻴﻄﺮة اﻟﺮوﻣﺎﻧﻴﺔ‪ ،‬ط‪ ،1‬ﺟﺎﻣﻌﺔ اﻟﺘﺤﺪي‪،‬ﺳﺮت ﻟﻴ ﻴﺎ‪،‬‬
‫ﻣ ﺸﻮرات ا ﺎﻣﻌﺔ اﻟﻠﻴﻴﺔ‪،1968،‬ص‪.157.‬‬ ‫‪،2008‬ص‪.349.‬‬
‫ﻛ ‪ ،‬اﻟﺘﺎر ﺦ اﻟﻄﺒﻴ اﻟﻜﺘﺎب ا ﺎﻣﺲ‪ ،‬اﻟﻔﻘﺮة ‪، 27-25‬‬ ‫‪ 70‬ﺑﻠﻴ‬ ‫‪ 51‬ﻧﻔﺴﮫ‪،‬ص‪.349.‬‬
‫‪52‬‬
‫ﺗﺮﺟﻤﺔ ﻣﺤﻤﺪ اﳌ وك اﻟﺪو ﺐ‪ ،‬ﻣ ﺸﻮرات ﺟﺎﻣﻌﺔ‬ ‫‪Auirigemma (S.), Imosici Di Zliten , Africa‬‬
‫ﻗﺎر ﻮ ﺲ‪.2004،‬ص‪.31.‬‬ ‫‪Italiana,Vol,2,1926,p.35.‬‬
‫‪ 71‬أﻳﻮب ﻣﺤﻤﺪ ﺳﻠﻴﻤﺎن‪ ،‬ﺟﺮﻣﺔ ‪...‬اﳌﺮﺟﻊ اﻟﺴﺎﺑﻖ‪،‬ص‪.45.‬‬ ‫‪ 53‬ﺬا اﳌﺆرخ اﻟﺬي ﻋﺎش ﺧﻼل اﻟﻘﺮن ا ﺎﻣﺲ ﻗﺒﻞ اﳌﻴﻼد ﻗﺪ زار‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫‪ 72‬أﻳﻮب ﻣﺤﻤﺪ ﺳﻠﻴﻤﺎن‪ ،‬ﺣﻤﻠﺔ ﻮرﻧﻴﻠﻴﻮس‪،...‬اﳌﺮﺟﻊ اﻟﺴﺎﺑﻖ‪،‬ص‪.156.‬‬ ‫ﻋﺪدا ﻛﺒ ا ﻣﻦ ﻗﻄﺎر و ﻈ ﺮ ﻣﻦ ﻛﺘﺒﮫ ا ﻤﺲ أﻧﮫ ﺎن ﻣﻠﻤﺎ ﺑﺄﺣﻮال‬
‫‪ 73‬ﺑﻄﻠﻴﻤﻮس ﻛﻼودﻳﻮس‪ ،‬ﺟﻐﺮاﻓﻴﺎ‪ ،‬اﻟﻜﺘﺎب اﻟﺮا ﻊ‪ ،‬اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺴﺎدس‪،‬‬ ‫ﻋﺎﳌﮫ‪ ،‬وﻣﻦ اﳌﺤﺘﻤﻞ أن ﻳ ﻮن ودوت ﻗﺪ زار ﺑﺮﻗﺔ ﺟﻴﺚ ﺎﻧﺖ ﺗﻘﻮم‬
‫اﻟﻔﻘﺮة ‪،5‬ﺗﺮﺟﻤﺔ ﻣﺤﻤﺪد اﳌ وك اﻟﺪو ﺐ‪ ،‬ﻣ ﺸﻮرات ﺟﺎﻣﻌﺔ ﻗﺎرﻮ ﺲ‪،‬‬ ‫أﻳﺎﻣﮫ ﺧﻤﺲ ﻣﺪن إﻏﺮ ﻘﻴﺔ ﻛ ى أ ﺸﺄ ﺎ اﳌﺴﺘﻌﻤﺮون اﻟﻴﻮﻧﺎن‬
‫ﺑﻨﻐﺎزي‪ ،‬ﻟﻴ ﻴﺎ ‪، 2002‬ص‪.91.‬‬ ‫را اﻟﻠﻴ ﻴﺔ‪ ،‬و ﺎﻧﺖ ﻋﻼﻗﺔ اﻟﻠﻴﺒ ن و ﻏﺮ ﻖ اﻟﺴﺎﻛﻨ ن ﺑﺘﻠﻚ اﳌﺪن‬
‫‪74‬‬
‫‪Tacitus,Histories,IV,50.‬‬ ‫ﻋﻼﻗﺎت ﺳﻼم أﺣﻴﺎﻧﺎ وﻋﻼﻗﺎت ﺣﺮب أﺣﻴﺎﻧﺎ أﺧﺮى ‪ ،‬و ﺎﻧﺖ اﻟﻘﻮاﻓﻞ ﺗﻔﺪ‬
‫ﻣﻦ اﻟﺪاﺧﻞ اﳌﻮاد وﻟﻴﺔ وﺗﻄﻠﻊ اﻟﺘﺠﺎر ﻏﺮ ﻖ إ ﻣﻌﺮﻓﺔ أﺧﺒﺎر‬
‫وﺟﻐﺮاﻓﻴﺔ اﻟﺒﻼد اﻟﻮا ﻌﺔ وﺳﻂ اﻟ ﺮاء اﻟﻠﻴ ﻴﺔ وﺧﻠﻔ ﺎ ﻣﻦ ﺑﻴ ﺎ‬
‫ﺟﺮﻣﺔ اﻟ إﺳﺘﻘﻰ ﻣ ﻢ ودوت ﻣﻌﻠﻮﻣﺎت ﻗﻴﻤﺔ ﻋ ﺎ‪...‬ﻟﻠﻤﺰ ﺪ ﻳﺮاﺟﻊ ‪:‬‬
‫أﻳﻮب ﻣﺤﻤﺪ ﺳﻠﻴﻤﺎن‪،‬اﳌﺮﺟﻊ اﻟﺴﺎﺑﻖ‪،‬ص‪.45.‬‬
‫‪ 54‬ودوت ‪ ،‬ﺗﺎر ﺢ ودوت‪ ،‬اﻟﻜﺘﺎب اﻟﺮا ﻊ‪ ،‬ﺗﺮﺟﻤﺔ أﻋ ﻣﺼﻄﻔﻰ‪،‬‬
‫اﳌﻌ ﺪ اﳌﻠ ﻲ ﻟﻠﺜﻘﺎﻓﺔ ﻣﺎز ﻐﻴﺔ‪ ،‬اﻟﺮ ﺎط‪،2009،‬اﻟﻔﻘﺮة ‪.174‬‬
‫‪ 55‬أﻋ ﻣﺼﻄﻔﻰ‪ ،‬ودوت ﻳﺘﺤﺪث ﻋﻦ اﻟﻠﻴ ﻴ ن ) ﻣﺎزﻎ(‪ ،‬اﳌﻌ ﺪ‬
‫اﳌﻠ ﻲ ﻟﻠﺜﻘﺎﻓﺔ ﻣﺎزﻐﻴﺔ‪ ،‬اﻟﺮ ﺎط‪ ،2009 ،‬ص‪.47.‬‬
‫‪56‬‬
‫| ‪Desanges (J.) « Garamantes », in Gabriel Camps (dir.), 19‬‬
‫‪(« Volumes », no 19) , Filage – Gastel, Aix-en-Provence, Edisud‬‬
‫‪1998 [En ligne], mis en ligne le 01 juin 2011, consulté le 02‬‬
‫‪http://encyclopedieberbere.revues.org/1993 février 2017. URL :‬‬

‫‪ 57‬أﻋ ﻣﺼﻄﻔﻰ‪ ،‬اﳌﺮﺟﻊ اﻟﺴﺎﺑﻖ‪،‬ص‪.47.‬‬

‫‪ 58‬ودوت‪ ،‬اﳌﺼﺪر اﻟﺴﺎﺑﻖ‪ ،‬اﻟﻔﻘﺮة ‪،183‬ص‪.62‬‬
‫‪ 59‬أﻳﻮب ﻣﺤﻤﺪ ﺳﻠﻴﻤﺎن‪،‬اﳌﺮﺟﻊ اﻟﺴﺎﺑﻖ‪،‬ص‪.47 .‬‬
‫‪ 60‬ﻧﻔﺴﮫ‪،‬ص‪.47.‬‬
‫‪ 61‬ﻧﻔﺴﮫ‪،‬ص‪.48-47.‬‬
‫‪ 62‬ﺳ اﺑﻮن ‪ ،‬اﻟﻜﺘﺎب اﻟﺴﺎ ﻊ ﻋﺸﺮ‪ ،‬اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎﻟﺚ‪ ،‬اﻟﻔﻘﺮة ‪ ،19‬ﺗﺮﺟﻤﺔ‬
‫ﻣﺤﻤﺪ اﳌ وك اﻟﺪو ﺐ‪ ،‬ﻣ ﺸﻮرات ﺟﺎﻣﻌﺔ ﻗﺎرﻮ ﺲ‪،‬‬
‫ﺑﻨﻐﺎزي‪، .2003،19،‬ص‪.41.‬‬
‫‪ 63‬ﻧﻔﺴﮫ‪ ،‬اﻟﻔﻘﺮة ‪.2‬‬
‫‪ 64‬ﻧﻔﺴﮫ‪ ،‬اﻟﻔﻘﺮة ‪.23‬‬
‫‪ 65‬داﻧﻴﻠﺰ ﺸﺎﻟﺰ‪ ،‬ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ‪ ،‬ص‪.13.‬‬
‫‪ 66‬أﻳﻮب ﻣﺤﻤﺪ ﺳﻠﻴﻤﺎن‪ ،‬ﺟﺮﻣﺔ ‪...‬اﳌﺮﺟﻊ اﻟﺴﺎﺑﻖ‪،‬ص‪.156.‬‬
‫‪67‬‬
‫‪Plinius : S / N.H / Loeb /. V - 5 .4‬‬
‫‪68‬‬
‫‪Ibid,V.5.5.‬‬
‫‪ 69‬ﻨﺎك ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﻛﺒ ة ﻣﻦ ﺳﻤﺎء اﻟ ﻟﻢ ﻳﺘﻌﺮف ﻋﻠ ﺎ ﺣ وﻗﺘﻨﺎ‬
‫ّ‬
‫ا ﺎﺿﺮ ﻌﻀ ﺎ ﻷﺳﻤﺎء ﻣﻨﺎﻃﻖ و ﺧﺮى ﻷﺳﻤﺎء أ ﺎر وﻗﺪ ﺎﻧﺖ ﻓ ة‬
‫ا ﻤﻠﺔ اﻟ ﻗﺎم ﺎ اﻟﺮوﻣﺎن ﺑﻘﻴﺎدة ﺑﺎﻟﺒﻮس اﻟﻌﺎم ‪ 19‬ق‪.‬م أﻛ ﻓ ى‬
‫ﺗﻮﺛﻴﻖ ﻟﻠﻤﻨﺎﻃﻖ ا ﻨﻮ ﻴﺔ ﻣﻦ ﻟﻴ ﻴﺎ وﻗﺪ ﻧﻘﻞ ﻟﻨﺎ ﺑﻠ ن ﻗﺪم ﺬﻩ‬

‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪252‬‬