Professional Documents
Culture Documents
ﻣﺳﻌود ﺟﻐﺑﺎﻟﺔ
ﺍﻟﻮﺍﰲ ﻟﻠﺪﻛﺘﻮﺭ ﺍﳌﺸﺮﻑ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﺧﺬ ﺑﺄﻳﺪﻳﻨﺎ ﻃﻴﻠﺔ ﻣﺪﺓ ﺍﻟﺒﺤﺚ ﻓﻜﺎﻥ
اﻟﻣﻘدﻣﺔ
اﻟﺷــﻌر ﻓــن اﻟﻘــول ،إﻧــﻪ ﻟﻠوﺟــدان ﻟﺣظــﺔ ﺑــوح ،وﻟﻠــرؤى ﻣﺟــﺎل اﻧطــﻼق ،وﻫــو ﻛﯾــﺎن ﺣــﻲ
ﯾﻧﻣ ــو وﯾﺗط ــور ،وﯾﻣ ــرض وﯾﺗﻌ ــﺎﻓﻰ ،ﯾزدﻫ ــر وﯾﺧﻔ ــت ،وﻗ ــد ﺷ ــﻬد ﺷ ــﻌرﻧﺎ اﻟﻌرﺑ ــﻲ ﻣﺛ ــل ﻫ ــذﻩ
اﻟﺣﺎﻻت ﻋﺑر ﻣراﺣل ﺗﺎرﯾﺧـﻪ ؛ ﺑـدأ ﻓﺗﯾـﺎ ﺣـدﺛﺎ ﺛـم ﺗرﻋـرع واﺳـﺗوى وﺑﻠـﻎ أﺷـدﻩ ،ﺣﺗـﻰ إذا أدرﻛﺗـﻪ
ﺳﻧﺔ اﻟﻛون ﻣرض واﺿﻣﺣل ،وﺷﺎرف ﻋﻠﻰ اﻟﻬﻼك ،ﺛـم ﻗُ ّـﯾض ﻟـﻪ ﻓرﺳـﺎن أﺟـﻼء اﻧﺗﺷـﻠوﻩ ﻣـن
ﻣﺳــﺗﻧﻘﻊ اﻟﻬــﻼك واﻟﺗــردي ،ﻓــﺄﺟﻠوا ﻋﻧــﻪ اﻟﺻــدى ،وأ ازﻟ ـوا اﻟ ـران ،وأﺣــﺎﻟوﻩ إﻟــﻰ ﻣﻌدﻧــﻪ اﻟﻧﻔــﯾس،
ﻓﺄﻋﺎدوا ﻟﻪ اﻟﺣﯾﺎة ،واﺑﺗﻌﺛوﻩ ﺑﻌد ﻣوات .وﻛﺎن ﻣن رواد ﻫذا اﻟﺑﻌث أﻣﯾـر اﻟﺷـﻌراء أﺣﻣـد ﺷـوﻗﻲ
اﻟــذي ﺗﻣﯾــز ﺑﻣوﻫﺑــﺔ ﻓــذة ﻓــﻲ ﺣﺳــن اﺳــﺗﻐﻼل اﻟﺗ ـراث اﻟﺷــﻌري اﻟﻌرﺑــﻲ ،واﻟﻘــدرة ﻋﻠــﻰ ﻣﻌﺎرﺿــﺔ
اﻟﻘﺻﺎﺋد اﻟﺟﯾﺎد وﺗﻣﺛل ﻣﺎ ﻓﯾﻬﺎ ﻣن ﺟﻣﺎل اﻟﺑﯾﺎن ورﺷﺎﻗﺔ اﻹﯾﻘﺎع .
وﻗد اﺗﺧذ رواد اﻟﺑﻌث ﻓن اﻟﻣﻌﺎرﺿﺔ اﻟﺳﺑﯾل اﻷﻧﺟﻊ ﻓﻲ ﺗـرﻣﯾم اﻟﺷـﻌر اﻟﻌرﺑـﻲ ﻓـﻲ اﻟﻌﺻـر
اﻟﺣــدﯾث ،ورأب ﺻــدﻋﻪ ،وﻛــﺎن ﺷــوﻗﻲ ﻣــن اﻟﻣﻬ ـرة ﻓــﻲ ﺗﻘﺻــﻲ أﺳــﻠوب اﻷﻗــدﻣﯾن ﺑﻣﻌﺎرﺿــﺎﺗﻪ
ﻟﻛﺛﯾ ــر ﻣ ــن اﻟﻔﺣ ــول ،وﻣﻣ ــﺎ ﯾﺟ ــدر ذﻛـ ـرﻩ أن ﻗﺻ ــﺎﺋدﻩ اﻷﻧدﻟﺳ ــﯾﺎت أﻏﻠﺑﻬ ــﺎ ﻣﻌﺎرﺿ ــﺎت ﺗﻣﯾ ــزت
ﺑطﺎﺑﻌﻬــﺎ اﻟﺧــﺎص ،ﻓﻬــﻲ ﻗــد ُﻣزﺟــت ﺑﻌﺑــق اﻟﺗــﺎرﯾﺦ وﺳــﺣر اﻟﻣوﺳــﯾﻘﻰ واﻟﻔــن وﺣ ـ اررة اﻟوﺟــدان،
ﻓﺧرﺟــت ﻣــن ﻣﺣــض اﻟﻣﻌﺎرﺿــﺔ واﻟﺗﻘﻠﯾــد إﻟــﻰ ﻓﺳــﺣﺔ ﻣــن اﻹﺑــداع ﺗﺗﺳــﻊ ﺣﯾﻧــﺎ ،وﺗﺿــﯾق ﺣﯾﻧــﺎ
آﺧر.
وﺣﯾث إن أﻧدﻟﺳﯾﺎت ﺷوﻗﻲ ﺗطرح إﺷﻛﺎﻻ ﻣوﺿوﻋﯾﺎ ﻣن ﺟﻬﺔ ،وﺗوﻓر زﺧﻣﺎ ﻓﻧﯾﺎ ﻣن ﺟﻬﺔ
ﺛﺎﻧﯾــﺔ ،ﻓﺿــﻼ ﻋــن أن اﻟد ارﺳــﺎت – ﻋﻠــﻰ ﺣــد ﻋﻠﻣﻧــﺎ – ﻓﯾﻬــﺎ ﻗﻠﯾﻠــﺔ ،ﻛ ـﺎن ذﻟــك ﻛﻠــﻪ ﺳــﺑﺑﺎ ﻓــﻲ
اﺧﺗﯾــﺎر ﻫــذا اﻟﺑﺣــث ،وﺑﻌــد اطــﻼع وﺗﻘﻠﯾــب ﻟﻸﻣــر ﻋﻠــﻰ أوﺟﻬــﻪ ﻛﺎﻧــت اﻟﺛﻣ ـرة ﻫــﻲ وﺳــم ﻋﻣﻠﻧــﺎ
ﺑﻌﻧوان " ﺳﻣﺎت اﻷﺳﻠوب وأﺑﻌﺎدﻩ اﻟﺟﻣﺎﻟﯾﺔ واﻟﻧﻔﺳﯾﺔ ﻓﻲ أﻧدﻟﺳﯾﺎت أﺣﻣد ﺷوﻗﻲ اﻟﺷﻌرﯾﺔ "
أ
اﳌﻘﺪﻣﺔ
وﻣــن ﺧــﻼل ﻫــذا اﻟﻌﻣــل ﺣﺎوﻟﻧــﺎ أن ﻧﺳﺗوﺿــﺢ إﺷــﻛﺎﻟﯾﺎت ﻋﻠﻘــت ﺑﺄﻧدﻟﺳــﯾﺎت ﺷــوﻗﻲ ،وأن
ﻧﺳـ ـﻠط اﻟﺿ ــوء ﻋﻠ ــﻰ أﺑ ــرز ﺧﺻوﺻ ــﯾﺎﺗﻬﺎ اﻷﺳــﻠوﺑﯾﺔ وﻧﻧظ ــر ﻓ ــﻲ إﯾﺣﺎءاﺗﻬ ــﺎ وأﺑﻌﺎدﻫ ــﺎ اﻟﻧﻔﺳ ــﯾﺔ،
وﯾﻣﻛن ﺣوﺻﻠﺔ ﺟﻣﻠﺔ ﻣﺳﺎﻋﻲ ﻫذا اﻟﺑﺣث ﻓﻲ اﻟﺗﺳﺎؤﻻت اﻟﺗﺎﻟﯾﺔ :
-1ﻋــﻼم ﯾﻌﺗﻣــد اﻟﺑــﺎﺣﺛون واﻟدارﺳــون ﻟﺷــﻌر ﺷــوﻗﻲ ﻓــﻲ إطــﻼق ﻣﺻــطﻠﺢ " أﻧدﻟﺳــﯾﺎت " أﻋﻠــﻰ
اﻟدﻟﯾل اﻟﻣوﺿوﻋﺎﺗﻲ ﺣﯾث ﻛﺎﻧت اﻷﻧدﻟس ﻣوﺿوﻋﺎ ﻓﻲ ﺷﻌر ﺷوﻗﻲ ،أم ﻋﻠﻰ اﻟدﻟﯾل اﻟﻔﻧـﻲ ﻣـن
ﺧﻼل ﻣﻌﺎرﺿﺔ ﺷوﻗﻲ ﻟﺷﻌراء أﻧدﻟﺳﯾﯾن ،أم اﻟدﻟﯾل اﻟﻣﻛﺎﻧﻲ أي ﺷﻌر اﻟﻣﻧﻔﻰ ﺑﺎﻟﺧﺻوص ؟
-2ﻫـ ــل ﻛـ ــون اﻷﻧدﻟﺳـ ــﯾﺎت ﻓـ ــن ﻣﻌﺎرﺿـ ــﺔ ﺑﺎﻷﺳـ ــﺎس ﻛـ ــﺎن ﺣـ ــﺎﺋﻼ ﺑﯾﻧﻬـ ــﺎ وﺑـ ــﯾن اﻟﺗﻣﯾـ ــز اﻟﻔﻧـ ــﻲ
واﻟﺟﻣ ــﺎﻟﻲ ،أم أن ﺷ ــوﻗﻲ اﺳ ــﺗطﺎع ﺑﺄﻟﻣﻌﯾﺗ ــﻪ أن ﯾﺳ ــﺑﻎ ﻋﻠ ــﻰ ﻫ ــذﻩ اﻟﻘﺻ ــﺎﺋد ﻣ ــن اﻟﺗ ــﺄﻟق اﻟﻔﻧ ــﻲ
واﻟﺻدق اﻟوﺟداﻧﻲ ﻣﺎﺟﻌﻠﻬﺎ ﺗﺣﻘق ﻓرادﺗﻬﺎ ؟
-3ﻣــﺎ ﻫــﻲ اﻟﺧﺻــﺎﺋص اﻟﺗــﻲ طﺑﻌــت أﺳــﻠوب ﺷــوﻗﻲ ﻓــﻲ أﻧدﻟﺳــﯾﺎﺗﻪ وﺟﻌﻠﺗــﻪ ﻣﺿــﺎﻫﯾﺎ ﻟﻠﺷــﻌراء
اﻟﺳــﺎﺑﻘﯾن ﻛــﺎﺑن زﯾــدون ﺧﺻوﺻــﺎ ؟ وﻣــﺎذا ﻋــن ﻋﻼﻗــﺔ اﻟﺑﻧــﺎء اﻷﺳــﻠوﺑﻲ ﺑــﺎﻟﻛواﻣن واﻟﻣﺧﺑــوءات
اﻟﻧﻔﺳ ــﯾﺔ ؟ أو ﺑﺗﻌﺑﯾ ــر آﺧ ــر ﻛﯾ ــف ﯾﻣﻛ ــن أن ﻧرﺻ ــد اﻟﻌﻼﻗ ــﺔ ﺑ ــﯾن اﻟﺟ ــﺎﻧﺑﯾن ؛ اﻷﺳ ــﻠوﺑﻲ اﻟﻔﻧ ــﻲ
واﻟﺷﻌوري اﻟﻌﺎطﻔﻲ ،وﻫﻲ ﻋﻼﻗﺔ ﺣﺎﺿرة ﺑﻘوة ﻓﻲ اﻷﻧدﻟﺳﯾﺎت ؟
أﻣﺎ ﻋن اﻟﻣﻧﻬﺞ اﻟﻣﺗﺑﻊ ﻓﻛﺎن طﺑﯾﻌﯾﺎ أن ﻧﻌﺗﻣد ﻓـﻲ اﻟﻔﺻـل اﻟﻧظـري ﻋﻠـﻰ اﻟﻣـﻧﻬﺞ اﻟﺗـﺎرﯾﺧﻲ
ﺗﻣﺎﺷ ــﯾﺎ ﻣ ــﻊ ﺿ ــرورة اﻹﻟﻣ ــﺎم ﺑﺳ ــﯾﺎﻗﺎت ﺣﯾ ــﺎة اﻟﺷــﺎﻋر وﻣﻼﺑﺳ ــﺎت ﻧﻔﯾ ــﻪ وظ ــروف ﻋﯾﺷ ــﻪ ﻫﻧ ــﺎك
ٕواﻧﺗﺎﺟ ــﻪ ﻷﻧدﻟﺳ ــﯾﺎﺗﻪ ،ﻋﻠــﻰ أن ﺑﺣﺛﻧ ــﺎ ﻓ ــﻲ اﻟﺳ ــﻣﺎت اﻷﺳــﻠوﺑﯾﺔ ﻷﻧدﻟﺳ ــﯾﺎت ﺷ ــوﻗﻲ وﺳــﻌﯾﻧﺎ إﻟ ــﻰ
اﺳﺗﺟﻼء ﻣﻛﻧوﻧﺎﺗﻬﺎ اﻟوﺟداﻧﯾﺔ وظﻼﻟﻬﺎ اﻟﻧﻔﺳﯾﺔ ﻛﺎن ﻻ ﺑد أن ﯾدﻓﻌﻧﺎ دﻓﻌﺎ ﺑﺎﺗﺟﺎﻩ ﻣﻘﺎرﺑـﺔ أﺳـﻠوﺑﯾﺔ
ﻣـ ــن ﺟﻬـ ــﺔ وﻧﻔﺳـ ــﯾﺔ ﻣـ ــن ﺟﻬـ ــﺔ ﺛﺎﻧﯾـ ــﺔ ،وأن ﯾﺟﻌـ ــل ﺷـ ــﻐﻠﻧﺎ اﻟﺷـ ــﺎﻏل ﻫـ ــو ﻣﺣﺎوﻟـ ــﺔ اﻟ ـ ـرﺑط ﺑـ ــﯾن
اﻟﺧﺻوﺻﯾﺗﯾن اﻟﺟﻣﺎﻟﯾﺔ واﻟﺷﻌورﯾﺔ .
وﻓﯾﻣﺎ ﯾﺧص ﺧطﺔ اﻟﺑﺣـث ﻓﻘـد ﺗﺟﺳـدت ﻓـﻲ ﻓﺻـﻠﯾن وﻣﻠﺣـق ؛ اﻟﻔﺻـل اﻷول ﻧظـري ﺿـم
ﺣﯾﺛﯾﺎت ﻧﻔﻲ اﻟﺷﺎﻋر وﻋﻼﻗﺗـﻪ ﺑﺎﻷﻧـدﻟس وﺗـﺄﺛﯾر اﻟﻣﻧﻔـﻰ ﻋﻠﯾـﻪ وﻋﻠـﻰ ﻓﻧـﻪ ،واﻟﻔﺻـل اﻟﺛـﺎﻧﻲ ﻛـﺎن
ب
اﳌﻘﺪﻣﺔ
أﻣــﺎ اﻟﻣﻠﺣــق
د ارﺳــﺔ أﺳــﻠوﺑﯾﺔ ﺑﺎﻷﺳــﺎس ﻣﺷــﻔوﻋﺔ ﺑﺎﺳﺗﻛﺷــﺎف اﻟﺟواﻧــب اﻟﻧﻔﺳــﯾﺔ اﻟﻣرﺗﺑطــﺔ ﺑﻬــﺎّ ،
ﻓﻛﺎن إﺿﺎءة ﺗﻛﻣﯾﻠﯾﺔ ﻋرﺿﻧﺎ ﻓﯾﻬﺎ ﻟﺳﯾرة ﺷوﻗﻲ ﺑﺈﯾﺟﺎز ،ﺛم رﺻـدﻧﺎ ﻗﺻـﺎﺋدﻩ اﻷﻧدﻟﺳـﯾﺔ ﻣوﺿـﻊ
اﻟدراﺳﺔ ﻣﺳﺗظﻬرﯾن ﺟل أﺑﯾﺎﺗﻬﺎ ﺑوﺻﻔﻬﺎ آﺛﺎر ﺷوﻗﻲ ﻓﻲ اﻷﻧدﻟس اﻟﻣﻧﻔﻰ.
وﻣن أﻫم اﻟﻣراﺟﻊ اﻟﺗﻲ ﻧﻬﺿت ﺑﺎﻟﺑﺣث وأﺳﺳت ﻟﻪ " :أﻧدﻟﺳﯾﺎت ﺷوﻗﻲ" ﻟﺻﺎﻟﺢ اﻷﺷﺗر،
و" ﺷـوﻗﻲ ﺷــﺎﻋر اﻟﻌﺻــر اﻟﺣــدﯾث " ﻟﺷــوﻗﻲ ﺿــﯾف ،و" ﺧﺻــﺎﺋص اﻷﺳــﻠوب ﻓــﻲ اﻟﺷــوﻗﯾﺎت "
ﻟﻠطراﺑﻠﺳﻲ ،و" اﻟﻐرﺑﺔ واﻟﺣﻧﯾن ﻓﻲ ﺷﻌر أﺣﻣد ﺷـوﻗﻲ" ﻟﻧﺿـﺎل اﻟﻌﻣـﺎوي ،و" ﻣوﺳـﯾﻘﻰ اﻟﺷـﻌر"
ﻹﺑراﻫﯾم أﻧﯾس ،ﻛﻣـﺎ اﻋﺗﻣـدﻧﺎ ﻋﻠـﻰ ﺟﻣﻠـﺔ أﺧـرى ﻣـن اﻟﻣﺻـﺎدر واﻟﻣ ارﺟـﻊ اﻟﻣﺳـﺎﻋدة اﻟﺗـﻲ ﺗﺧـدم
ﻣﺳﻌﻰ ﻫذا اﻟﺑﺣث .
وطﺑﯾﻌﻲ أن ﺗﻌﺗـرض ﺳـﺑﯾل اﻟﺑﺣـث ﺻـﻌوﺑﺎت ﯾﻣﻛـن أن ﺗﻌﯾـق ﻣﺳـﯾرﺗﻪ أو ﺗﺑطـﺊ ﺗﺳـﺎرﻋﻪ،
وﻟﻌل أﻛﺛر ﻣﺎ ﺷﻐﻠﻧﺎ ﻓﻲ ﻫذا اﻟﺳﯾﺎق :ﻛﺛرة ﻣﺎ ُﻛﺗِب ﻋن ﺷوﻗﻲ وﺷﻌرﻩ ﻓﻲ ﻣﻘﺎﺑل ﻗﻠﺔ واﻧﺣﺳـﺎر
اﻟدراﺳﺎت اﻟﻣﻧﺟزة ﺣول اﻷﻧدﻟﺳﯾﺎت اﻟﺗﻲ أﻧﺷﺄﻫﺎ ﻓﻲ ﻣﻧﻔﺎﻩ ،ﺛم إن اﻟوﺑﺎء اﻟذي ﻗﯾد ﺣرﻛﺔ اﻟﻌﺎﻟم
ﻛﻠــﻪ ﺣــﺎل دون ﻟﻘﺎﺋﻧــﺎ اﻟﻣﺑﺎﺷــر ،ﻛﻣــﺎ ﺣــﺎل دون ﺗﻘرﺑﻧــﺎ ﻣــن اﻟﻣﻛﺗﺑــﺎت ﻣــن أﺟــل اﻗﺗﻧــﺎء اﻟﻣ ارﺟــﻊ
اﻟﻼزﻣﺔ .
ﻣــﻊ ذﻟــك ﻛــﺎن اﻟﺗوﻓﯾ ــق ﻣــن اﷲ ﻋــز وﺟــل ﻓــﻲ ﻣﺳــﯾرة ﻫــذا اﻟﺑﺣ ــث ،واﻟﻔﺿــل ﺑﻌ ــد ذﻟــك
ﻟﻸﺳﺗﺎذ اﻟﻣﺷرف اﻟذي ﻟم ﯾـﺄل ﺟﻬـدا وﻟـم ﯾـدﺧر ﻣﻌروﻓـﺎ ﻓـﻲ اﻟﺗوﺟﯾـﻪ وﻣـد ﯾـد اﻟﻌـون ،وﻣراﻓﻘﺗﻧـﺎ
ﻣذ ﻛﺎن اﻟﺑﺣث ﻓﻛرة إﻟﻰ أن اﻛﺗﻣل واﺳﺗوى .
ﻓﻲ اﻷﺧﯾر ﻧﺄﻣل أﻧﻧﺎ ﻗد ﺳﺎﻫﻣﻧﺎ وﻟو ﺑﺎﻟﻘﻠﯾل ﻓـﻲ إﺿـﺎءة ﺟﺎﻧـب ﻣـن ﺟواﻧـب اﻟﺛـراء واﻟﺗﻣﯾـز
ﻓﻲ ﺷﻌرﯾﺗﻧﺎ اﻟﻌرﺑﯾﺔ اﻟﺣدﯾﺛﺔ دون أن ﻧزﻋم ﻷﻧﻔﺳـﻧﺎ أﻧﻧـﺎ ﺣﻘﻘﻧـﺎ إﺿـﺎﻓﺔ ،ﻓـﺎﻷﻫم ﺑـﻼ ﺷـك ﻫـو ﻣـﺎ
اﺳﺗﻔدﻧﺎﻩ ﻧﺣن ﻣن اطﻼﻋﻧﺎ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﺣوﺗﻪ ﻣﺻﺎدر وﻣراﺟﻊ ﻫـذا اﻟﺑﺣـث ،واﷲ ﻣـن وراء اﻟﻘﺻـد
وﻫو ﯾﻬدي اﻟﺳﺑﯾل .
ج
اﻟﻔﺼﻞ ول
أﺣﻣد ﺷوﻗﻲ واﻷﻧدﻟس
أﺣﻤﺪ ﺷﻮ و ﻧﺪﻟﺲ
ﺣظﯾــت ﺣﺎﺿ ـرة اﻷﻧــدﻟس ﺑﺑــﺎﻟﻎ اﻫﺗﻣــﺎم اﻟﻣــؤرﺧﯾن واﻟﺑــﺎﺣﺛﯾن واﻟﻔﻧــﺎﻧﯾن واﻷدﺑــﺎء ﻣﻧــذ ﻓﺟــر
درة اﻟزﻣـﺎن و أﺑﻬـﺔ اﻟﻣﻠـك ،ووﺻـﻠت ﺑﻬـﺎ اﻟرواﯾـﺎت إﻟـﻰ ﺣـد اﻷﺳـﺎطﯾر ﻟﻣـﺎ
ﺗﺎرﯾﺧﻬﺎ إذ اﻋﺗﺑـرت ّ
ﺑﻠﻐﺗﻪ ﻣن ﺷـﺄو ﻓـﻲ ﻣﯾـدان اﻟﺣﺿـﺎرة ﻋﻠوﻣـﺎ وﻓﻧوﻧـﺎ وﻣﻌﻣـﺎ ار وطﺑﯾﻌـﺔ ،إﻧﻬـﺎ اﻟﺟﻧـﺔ اﻟﺳـﺎﺣرة ﻋﻠـﻰ
اﻷرض ﺑﻣﺎ ﺣﺑﺎﻫﺎ اﷲ ﻣـن ﺧﺻـﺎﺋص و ﻣﯾـزات دون ﻏﯾرﻫـﺎ ﻣـن اﻷﻗطـﺎر واﻷﻣﺻـﺎر ﻛﻣـﺎ ﯾﻘـول
ﻋﻧﻬﺎ ﻟﺳﺎن اﻟدﯾن ﺑن اﻟﺧطﯾب » :وﺧص اﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﺑـﻼد اﻷﻧـدﻟس ﻣـن اﻟرﯾـﻊ ،وﻏـدق اﻟﺳـﻘﯾﺎ،
و ﻟــذاذة اﻷﻗ ـوات ،وﻓ ارﻫــﺔ اﻟﺣﯾ ـوان ،و درور اﻟﻔواﻛــﻪ ،وﻛﺛ ـرة اﻟﻣﯾــﺎﻩ و ﺗﺑﺣــر اﻟﻌﻣ ـران ،وﺟــودة
اﻟﻠﺑــﺎس ،وﻛﺛـ ـرة اﻟﺳــﻼح ،وﺷ ــرف اﻵﻧﯾــﺔ ،و ﺻــﺣﺔ اﻟﻬـ ـواء ،واﺑﯾﺿ ــﺎض أﻟـ ـوان اﻹﻧﺳ ــﺎن ،وﻧﺑــل
اﻷذﻫﺎن ،و ﻓﻧون اﻟﺻـﻧﺎﺋﻊ ،وﺷـﻬﺎﻣﺔ اﻟطﺑـﺎﺋﻊ ،وﻧﻔـوذ اﻹدراك ،و إﺣﻛـﺎم اﻟﻣـدن ،واﻻﻋﺗﻣـﺎر
ﻗوﻟـﻪ » :ﺑﻠـد اﻷﻧـدﻟس ﻫـو آﺧـر )(2
ﺑﻣﺎ ُﺣ ِرﻣﻪ اﻟﻛﺛﯾر ﻣن اﻷﻗطﺎر«) .(1وﻧﻘل اﻟﻣﻘري ﻋـن اﻟـرازي
اﻹﻗﻠﯾم اﻟراﺑﻊ إﻟﻰ اﻟﻣﻐرب وﻫو ﻋﻧد اﻟﺣﻛﻣﺎء :ﺑﻠد ﻛرﯾم اﻟﺑﻘﻌﺔ ،طﯾب اﻟﺗرﺑﺔ ،ﺧﺻب اﻟﺟﻧـﺎن،
ﻣﻧــﺑﺟس اﻷﻧﻬــﺎر اﻟﻐ ـزار ،واﻟﻌﯾــون اﻟﻌــذاب ،ﻗﻠﯾــل اﻟﻬ ـوام ذات اﻟﺳــﻣوم ،ﻣﻌﺗــدل اﻟﻬ ـواء واﻟﺟــو
واﻟﻧﺳﯾم ،رﺑﯾﻌﻪ وﺧرﯾﻔﻪ وﻣﺷﺗﺎﻩ وﻣﺻﯾﻔﻪ ،ﻋﻠﻰ ﻗـدر ﻣـن اﻻﻋﺗـدال ،وﺳـطﺔ ﻣـن اﻟﺣـﺎل ،ﺗﺗﺻـل
ﻓواﻛﻬــﻪ أﻛﺛــر اﻷزﻣﻧــﺔ ،وﺗــدوم ﻣﺗﻼﺣﻘــﺔ ﻏﯾــر ﻣﻔﻘــودة ...وﻟﻸﻧــدﻟس اﻟﻣــدن اﻟﺣﺻــﯾﻧﺔ ،واﻟﻣﻌﺎﻗــل
اﻟﻣﻧﯾﻌــﺔ ،واﻟﻘ ــﻼع اﻟﺣرﯾـ ـزة ،واﻟﻣﺻ ــﺎﻧﻊ اﻟﺟﻠﯾﻠــﺔ ،وﻟﻬــﺎ اﻟﺑــر واﻟﺑﺣ ــر ،واﻟﺳ ــﻬل واﻟ ــوﻋر ،وﺷ ــﻛﻠﻬﺎ
)(3
ﻣﺛﻠث«
ﻟﻘد ﻓﺗﺣﻬﺎ اﻟﻌرب اﻟﻣﺳﻠﻣون ﺑدﻣﺎﺋﻬم و أرواﺣﻬم ،وداﻧـت ﻟﻬـم ﻓﯾﻬـﺎ اﻟﺣﯾـﺎة ﻣـدة ﺛﻣﺎﻧﯾـﺔ ﻗـرون
) 92ﻫ ـ 897 -ﻫ ـ ( ﺗﺣوﻟــت ﻓﯾﻬــﺎ اﻷﻧــدﻟس ﻣـن اﻟﺑــداوة واﻟﺧﺷــوﻧﺔ واﻟﻬﻣﺟﯾــﺔ واﻟﺟﻬــل -اﻟﺗــﻲ
- 1اﻟﻣﻘري ،ﻧﻔﺢ اﻟطﯾب ،ﺗﺣﻘﯾق إﺣﺳﺎن ﻋﺑﺎس دار ﺻﺎدر ﺑﯾروت 1377ﻫـ 1968 -م )د ط( ،ﻣﺞ ،1ص 126
- 2ﻫو أﺣﻣد ﺑن ﻣﺣﻣد ﺑن ﻣوﺳﻰ اﻟرازي
3اﻟﻣﺻدر ﻧﻔﺳﻪ ﻣﺟﻠد 1ص 140
7
أﺣﻤﺪ ﺷﻮ و ﻧﺪﻟﺲ
ﻋرﻓت ﺑﻬﺎ ﺧﻼل اﻟﻘرون اﻟﻣﺎﺿﯾﺔ زﻣن اﻟﻘوط وﻣن ﻛـﺎن ﻗـﺑﻠﻬم -إﻟـﻰ ﻣﻧـﺎرة ﻟﻠﻌﻠـم واﻟﺣﺿـﺎرة و
اﻟرﻗﻲ ،ﻓﻛﺎﻧت اﻟﺷﻣس اﻟﺗﻲ ﺳطﻌت ﻋﻠﻰ أوروﺑﺎ وأزاﺣت ﻏﺷﺎوة اﻟظﻼم وﺑددت ﻏﯾﺎﻫب اﻟﺟﻬل
)(1
وﻻ ﯾزال اﻟﺗﺎرﯾﺦ ﯾـذﻛر أوﻟﺋـك اﻟﻘـﺎدة اﻟﻌظـﺎم اﻟـذﯾن ﺳـطروا ﺑـدﻣﺎﺋﻬم أﻋظـم اﻟﻣواﻗـف واﻟﺗﺧﻠف
أﻣﺛﺎل ﻣوﺳﻰ ﺑن ﻧﺻﯾر وطﺎرق ﺑن زﯾﺎد وطرﯾـف ﺑـن ﻣﺎﻟـك وﻋﺑـد اﻟرﺣﻣـﺎن اﻟﻐـﺎﻓﻘﻲ ،ﻛﻣـﺎ ﯾـذﻛر
اﻟﺗﺎرﯾﺦ ﺳﺎﺳﺗﻬﺎ وﻋﻠﻣﺎءﻫﺎ وﻣﻔﻛرﯾﻬﺎ وأدﺑﺎءﻫﺎ وﻣدﻧﻬﺎ وﻗﺻورﻫﺎ .
واﻷﻧدﻟس ﺗﻣﺛل أﯾﻘوﻧﺔ ﺣﺿﺎرﯾﺔ ﻧﺎدرة ﻓﻲ اﻟﺗـﺎرﯾﺦ اﻟﻌرﺑـﻲ اﻹﺳـﻼﻣﻲ ،ﻓﻣـﺎ ﺗـزال ﺣواﺿـرﻫﺎ
وﻣﺎ ﺗﺿﻣﻧﺗﻪ ﺑﯾن ﺣﻧﺎﯾﺎﻫﺎ ﻣن ﻣﻌﺎﻟم ﺗﺎرﯾﺧﯾﺔ ،ﻛﻘﺻـر اﻟﺣﻣـراء ﻓـﻲ ﻏرﻧﺎطـﺔ و اﻟﻣﺳـﺟد اﻟﺟـﺎﻣﻊ
ﻓﻲ ﻗرطﺑﺔ و ﻗﺻر اﻟﻣﺑـﺎرك ﻓـﻲ إﺷـﺑﯾﻠﯾﺔ ﺷـﺎﻣﺧﺔ ﺣﺗـﻰ ﯾوﻣﻧـﺎ ﻫـذا ،ﺷـﺎﻫدة ﻋﻠـﻰ ﻣرﺣﻠـﺔ ﻋظﯾﻣـﺔ
ﻣن ﺗﺎرﯾﺦ اﻷﻣﺔ اﻟﻌرﺑﯾﺔ اﻹﺳﻼﻣﯾﺔ ،و ﻣﺑﻌث ﻓﺧر اﻹﻧﺳﺎﻧﯾﺔ ﻗﺎطﺑـﺔ ﺑﻣـﺎ ﻗدﻣﺗـﻪ ﻣـن إرث ﺛﻘـﺎﻓﻲ
وﺣﺿــﺎري ازﻟــت ﻓﯾــﻪ اﻟﻔ ـوارق واﺧﺗﻠطــت اﻷﻋ ـراق و ﺗﻼﻗﺣــت اﻟﺛﻘﺎﻓــﺎت ،ﻓــﺄﺛﻣرت ﻣزﯾﺟــﺎ ﺛﻘﺎﻓﯾــﺎ
ﻏﯾر ﻣﺳﺑوق وﻧﻬﺿﺔ ﻋﻠﻣﯾﺔ ﻣﺎﻓﺗﺊ ﺻداﻫﺎ ﯾﺗردد ﻓﻲ أرﺟﺎء اﻟﻣﻌﻣورة .
ﻟﻘد ﻛﺎﻧت " اﻷﻧدﻟس ﺣﻠﻘـﺔ وﺻـل ﺑـﯾن ﻗـﺎرﺗﻲ آﺳـﯾﺎ ٕواﻓرﯾﻘﯾـﺎ ﻣـن ﺟﻬـﺔ وﺑـﯾن ﻗـﺎرة أوروﺑـﺎ ﻣـن
ﺟﻬﺔ ﺛﺎﻧﯾﺔ ،ﺣﯾث ﻋﺑرت ﺗﺄﺛﯾرات اﻟﺣﺿﺎرة اﻟﻌرﺑﯾﺔ اﻹﺳﻼﻣﯾﺔ اﻟﻣﺗﻔوﻗﺔ ﻣﺿﯾق ﺟﺑل طﺎرق إﻟﻰ
)(2
ﻓﻛــﺎن ﻓــﺗﺢ اﻟﻣﺳــﻠﻣﯾن ﻗــﺎرة أوروﺑــﺎ اﻟﺗــﻲ ﻛﺎﻧــت ﺗﻐــط ﻓــﻲ ﺳــﺑﺎت اﻟﺟﻬــل وظﻠﻣــﺎت اﻻﻧﺣطــﺎط "
إﺷ ـراق ﻧــور اﻟﻬداﯾــﺔ واﻟﻌﻠــم واﻟﺣرﯾــﺔ ﺑﻌــد اﻟﻌﺑودﯾــﺔ واﻟــرق و اﻟﻬﻣﺟﯾــﺔ اﻟﺗــﻲ ﻋرﻓﺗﻬــﺎ أوروﺑــﺎ ﻓــﻲ
ﻋﺻـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــورﻫﺎ اﻟﻣظﻠﻣـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺔ
وﻻ ازﻟــت اﻷﻧــدﻟس ) إﺳــﺑﺎﻧﯾﺎ اﻟﯾــوم ( ﺗﻣــزج ﺑــﯾن روﻋــﺔ اﻟﺷــرق وﺳــﺣر اﻟﻐــرب ،وﺗﻣــزج ﺑــﯾن
اﻟدﻣﺎء واﻟدﻣوع ؛ دﻣﺎء اﻟﺣـروب ﺑـدﻣوع اﻟﻌﺎﺷـﻘﯾن ،ﻓﻔـﻲ اﻷﻧـدﻟس دارت أﻋﻧـف ﺣـروب اﻟﺗـﺎرﯾﺦ
)(3
و ﻓﯾﻪ أﯾﺿﺎ ﺳﻛﺑت أﺟﻣل ﻗﺻﺎﺋد اﻟﻐرام واﻟﻐزل
- 1ﯾﻧظر راﻏب اﻟﺳرﺟﺎﻧﻲ ،ﻗﺻﺔ اﻷﻧدﻟس ﻣن اﻟﻔﺗﺢ إﻟﻰ اﻟﺳﻘوط ،ﻣؤﺳﺳﺔ إﻗ أر ،ج ،1ص 17
- 2ﻋﺻﺎم ﻣﺣﻣد ﺷﺑﺎرو ،اﻷﻧدﻟس ﻣن اﻟﻔﺗﺢ اﻟﻣرﺻود إﻟﻰ اﻟﻔردوس اﻟﻣﻔﻘود ،دار اﻟﻧﻬﺿﺔ ﺑﯾروت ﻟﺑﻧﺎن ،ص 8
- 3ﺧﺎﻟدة اﻟﻠﻘﺎﻧﻲ ،ﻓﻲ ﺑﻼد اﻷﻧدﻟس )اﻟﻔردوس اﻟﻣﻔﻘود( ،ﻣﻘﺎل ﻣﻧﺷور ﻋﻠﻰ ﺻﻔﺣﺔ اﻟﻣوﻗﻊ اﻹﻟﻛﺗروﻧﻲ al-tayar.net
8
أﺣﻤﺪ ﺷﻮ و ﻧﺪﻟﺲ
ﻟﻘد ﺻﺎرت اﻷﻧـدﻟس رﻣـ از ﻓـﻲ وﺟـدان اﻷﻣـﺔ ،ﻫـذا اﻟرﻣـز اﻟﻣﺷـﺣون ﺑﻌﺑـق اﻟﺗـﺎرﯾﺦ وﺷـذى
اﻟذﻛرى اﻟﻣﺟﯾدة ،إﻧﻪ رﻣز ﯾﺧﺗﺻر اﻟﻣﺎﺿﻲ واﻟﺣﺎﺿر وﯾﻣزج ﺑﯾﻧﻬﻣﺎ ﻓﻲ ﻟوﻋﺔ وروﻋﺔ
اﻟرﻣز اﻷﻧدﻟﺳﻲ اﺗﺧـذ ﻟـﻪ ﻣﻧﺣﯾـﯾن اﺛﻧـﯾن ؛ اﻷول ﯾﺗﻌﻠـق ﺑﺎﻷﻧـدﻟس اﻟﺣﺿـﺎرة واﻟﻣﺟـد ﺑﺻـورة
ﻣﻠﺣﻣﯾﺔ ﺣﯾث اﻧﺗﺻـﺎرات طـﺎرق ﺑـن زﯾـﺎد وﻣوﺳـﻰ ﺑـن ﻧﺻـﯾر وﻋﺑـد اﻟـرﺣﻣن اﻟـداﺧل ،وﻣـﺎ ﺷـﯾدﻩ
ﻣﻠوﻛﻬـﺎ ﻣــن ﻗﺻـور وﺣواﺿــر ﺑﻘﯾــت آﺛﺎرﻫـﺎ إﻟــﻰ اﻟﯾـوم ،واﻟﺛــﺎﻧﻲ ﯾﺗﻌﻠــق ﺑﺎﻷﻧـدﻟس اﻟﻣﻔﻘــود ﺣﯾــث
اﻷﻟــم واﻟﺣﺳ ـرة ،ﻓﻘــد ﻏــدا ذﻟــك اﻟﻣﺟــد اﻟﺗﻠﯾــد اﻟﯾــوم أطــﻼﻻ ﯾﻘــف ﻋﻧــدﻫﺎ اﻟﺷــﻌراء اﻟﻌــرب ﻟﯾﺳــﻛﺑوا
اﻟــدﻣوع اﻟﻐ ـزار و ﯾﻧﺣﺑ ـوا اﻷوطــﺎن واﻟــدﯾﺎر اﻟﺗــﻲ ﻛﺎﻧــت ﻋــﺎﻣرة ﻣﺷــﻌﺔ ﺑﺎﻟﺣﯾــﺎة ،وﯾﺗــذﻛروا اﻟﻘــﺎدة
اﻟﻌظــﺎم واﻟﺷــﻌراء اﻷﻓــذاذ ،وأن ﺣﯾــﺎة ﻋرﺑﯾــﺔ ﻛﺎﻧــت ﻣﺎﺛﻠــﺔ ﺑــﺎﻷﻣس ﺑــﯾن ﻫــذﻩ اﻷرﺟــﺎء اﻟﺧﻼﺑــﺔ
ﻣﺗﻧﺎﻏﻣــﺔ ﻣﻌﻬ ــﺎ ،ﻟﻛــن اﻟﯾــوم أﺻ ــﺑﺢ اﻟﻔﺗــﻰ اﻟﻌرﺑــﻲ ﻓﯾﻬ ــﺎ ﻏرﯾــب اﻟوﺟــﻪ واﻟﯾــد واﻟﻠﺳ ــﺎن .ﯾﻘــول
" اﻟﻔردوس اﻟﻣﻔﻘود " : اﻟﺷﺎﻋر اﻟﺳوداﻧﻲ ﻣﺣﻣد أﺣﻣد اﻟﻣﺣﺟوب ﻓﻲ ﻗﺻﯾدﺗﻪ
ﻓ ـ ــذﻗت ﻓﯾ ـ ــك ﻣ ـ ــن اﻟﺗﺑـ ـ ـرﯾﺢ أﻟواﻧ ـ ــﺎ ﻧزﻟـ ــت ﺷـ ــطك ﺑﻌـ ــد اﻟﺑـ ــﯾن وﻟﻬﺎﻧـ ــﺎ
دا ار وﺷـ ـ ـ ـ ــوﻗﺎ وأﺣﺑﺎﺑـ ـ ـ ـ ــﺎ ٕواﺧواﻧـ ـ ـ ـ ــﺎ و ﺳــرت ﻓﯾــك ﻏرﯾﺑــﺎ ﺿــل ﺳــﺎﻣرﻩ
)(1
وﻻ اﻟزﻣ ــﺎن ﻛﻣ ــﺎ ﻛﻧ ــﺎ وﻣ ــﺎ ﻛ ــﺎن ﻓ ــﻼ اﻟﻠﺳ ــﺎن ﻟﺳ ــﺎن اﻟﻌ ــرب ﻧﻌرﻓ ــﻪ
ظﻠــت اﻷﻧ ــدﻟس ﻋﻠ ــﻰ اﻟ ــدوام وﻣﻧ ــذ ﻓﻘ ــدﻫﺎ ورﺣﯾ ــل اﻟﻌ ــرب اﻟﻣﺳ ــﻠﻣﯾن ﻋﻧﻬ ــﺎ ﺳ ــﻧﺔ 1492م،
ﺗداﻋب ﺧﯾﺎﻻت اﻟﺷﻌراء و اﻟﻛﺗّﺎب ،وﻣﺎﻓﺗﺊ ﻛﺛﯾـرون ﻣـﻧﻬم ﯾﺗﺧـذون ﻣﻧﻬـﺎ وﻣـن ﺣواﺿـرﻫﺎ وﻣـن
أﻣراﺋﻬ ـ ــﺎ وأﻋﻼﻣﻬ ـ ــﺎ وﺷـ ــﻌراﺋﻬﺎ رﻣ ـ ــو از ﯾﻠﺟﺋ ـ ــون إﻟﯾﻬ ـ ــﺎ ﻓ ـ ــﻲ اﻟﺗﻌﺑﯾـ ـ ـر ﻋ ـ ــن أﻧﻔﺳـ ــﻬم أو ﻗﺿ ـ ــﺎﯾﺎﻫم
)(2
ﻓﺎﻟﺷـﺎﻋر ﯾﺣﻘــق ﺣﻠﻣـﻪ ﻣــن ﺧـﻼل اﻟرﻣــز .وﻗـد ﺗﻣﺛــل ﺑﺎﻷﻧـدﻟس ﻛﺛﯾــر ﻣـن اﻟﺷــﻌراء اﻟﻣﻌﺎﺻـرة،
اﻟﻣﺣدﺛﯾن واﻟﻣﻌﺎﺻرﯾن ﻛﺄﺣﻣـد ﺷـوﻗﻲ ﻓـﻲ أﻧدﻟﺳـﯾﺎﺗﻪ ،واﻟﺑﯾـﺎﺗﻲ ﻓـﻲ ﻗﺻـﯾدة ﺑﻌﻧـوان " اﻟﻧـور ﯾـﺄﺗﻲ
- 1أﺣﻣد ﻣﺣﻣد اﻟﻣﺣﺟوب – دﯾوان اﻟﻔردوس اﻟﻣﻔﻘود ،دار اﻟﻌودة ﺑﯾروت ﻟﺑﻧﺎن ،ص 51
- 2ﻣﯾران اﻟﺑواب ،اﻟرﻣز اﻷﻧدﻟﺳﻲ ﻓﻲ اﻟﺷﻌر اﻟﻌرﺑﻲ اﻟﺣدﯾث) ،رﺳﺎﻟﺔ ﻣﻘدﻣﺔ ﻟﻧﯾل ﺷﻬﺎدة اﻟﻣﺎﺟﺳﺗﯾر( ﻛﻠﯾﺔ اﻟدراﺳﺎت
اﻟﻌﻠﯾﺎ اﻟﺟﺎﻣﻌﺔ اﻷردﻧﯾﺔ 2005 ،م ،ص 1
9
أﺣﻤﺪ ﺷﻮ و ﻧﺪﻟﺲ
ﻣــن ﻏرﻧﺎطــﺔ " ،وأﺣﻣــد ﻋﺑــد اﻟﻣﻌطــﻲ ﺣﺟــﺎزي ﯾﺧﺻــص ﻓــﻲ دﯾواﻧــﻪ " ﻣرﺛﯾــﺔ ﻟﻠﻌﻣــر اﻟﺟﻣﯾــل "
ﻗﺻﯾدة ﯾﺳﺗوﺣﻲ ﻣﻌظم ﻣﻌﺎﻧﯾﻬـﺎ ﻣـن )ﻗرطﺑـﺔ( ﻋﺎﺻـﻣﺔ اﻟﺧﻼﻓـﺔ و ﻷدوﻧـﯾس ﻗﺻـﯾدﺗﺎن اﺳـﺗوﺣﻰ
ﻓﯾﻬﻣــﺎ رﻣ ــو از أﻧدﻟﺳــﯾﺔ ﻣﺗﻌ ــددة إﺣــداﻫﻣﺎ ﺑﻌﻧـ ـوان " ﻣﻠــوك اﻟطواﺋــف " واﻟﺛﺎﻧﯾــﺔ ﺑﻌﻧـ ـوان " ﺗﺣ ــوﻻت
اﻟﺻﻘر " ،ﻛﻣﺎ ﯾﺳﺗدﻋﻲ اﻟﺷﺎﻋر ﻋز اﻟدﯾن اﻟﻣﻧﺎﺻرة ﻓﻲ إﺣدى ﻗﺻﺎﺋدﻩ ﻧﻣوذﺟﺎ أﻧدﻟﺳﯾﺎ أﺧر
ﻫــو " أﺑــو ﻋﺑــد اﷲ اﻟﺻــﻐﯾر " آﺧــر ﻣﻠــوك اﻷﻧــدﻟس .وﯾظﻬــر رﻣــز اﻷﻧــدﻟس أﯾﺿــﺎ ﻓــﻲ ﻗﺻــﺎﺋد
ﻣﺣﻣود دروﯾش ﻓﻲ دﯾواﻧﻪ " ﺣﺻﺎر ﻟﻣداﺋﺢ اﻟﺑﺣر" .وﻧزار ﻗﺑﺎﻧﻲ ﻓﻲ دﯾواﻧﻪ " اﻟرﺳم ﺑﺎﻟﻛﻠﻣﺎت "
ﻗﺻﯾدة " أوراق أﻧدﻟﺳﯾﺔ " وﻗﺻﯾدة " ﻏرﻧﺎطﺔ " و ﻓﻲ ﻗﺻﯾدﺗﻪ " أﺣزان ﻓﻲ اﻷﻧدﻟس " ﯾﻘول:
ﻛﺗﺑت ﻟﻲ ﯾﺎ ﻏﺎﻟﯾﻪ
ﺳﺄﻟت ﻋن أﻣﯾﺔ
ﺣﺿﺎرة وﻋﺎﻓﯾﺔ
10
أﺣﻤﺪ ﺷﻮ و ﻧﺪﻟﺲ
ﻣﺎزال ﻓﻲ ﺳوادﻫﺎ
ﺳوى ِ
ﻋﺑﯾر اﻟورد ،واﻟﻧﺎرﻧﺞ واﻷﺿﺎﻟﯾﻪ..
ﻟم ﯾﺑق ﻣن و ٍ
ﻻدة وﻣن ﺣﻛﺎﯾﺎ ُﺣﺑﻬﺎ..
ﻗﺎﻓﯾﺔ وﻻ ﺑﻘﺎﯾﺎ ﻗﺎﻓﯾﻪ..
ٌ
ﯾﺑق ﻣن ﻏر ٍ
ﻧﺎطﺔ ﻟم َ
وﻣن ﺑﻧﻲ اﻷﺣﻣر ..إﻻ ﻣﺎ ﯾﻘول اﻟراوﯾﻪ
ﻏﺎﻟب إﻻ اﷲ"
َ وﻏﯾر" ﻻ
ُ
ﺗﻠﻘﺎك ﻓﻲ ﱢ
ﻛل زاوﯾﻪ..
ﻗﺻرﻫم
ﯾﺑق إﻻ ُ ﻟم َ
ﻛﺎﻣرٍأة ﻣن اﻟرﺧﺎم ﻋﺎرﯾﻪ..
ﻗﺻ ِ
ﱠﺔ ُﺣ ﱟ
ب ﻣﺎﺿﯾﻪ..
ﺧﻣﺳﺔ
ﻣﺿت ﻗرون ٌ
اﻟﺻﻐﯾر " ﻋن إﺳﺑﺎﻧﯾﻪ
ُ ﻣذ رﺣل " اﻟﺧﻠﯾﻔُﺔ
وﻟم ﺗزل أﺣﻘﺎدﻧﺎ اﻟﺻﻐﯾرﻩ..
ﻫﯾﻪ..
ﻛﻣﺎ َ
ﻋﻘﻠﯾﺔ اﻟﻌﺷﯾرﻩ
وﻟم ﺗزل ُ
ﻓﻲ دﻣﻧﺎ ﻛﻣﺎ ﻫﯾﻪ
ِ
ﺑﺎﻟﺧﻧﺎﺟر.. اﻟﯾوﻣﻲ
ﱡ ﺣو ُارﻧﺎ
ِ
ﺑﺎﻷظﺎﻓر أﻓﻛﺎرﻧﺎ أﺷﺑﻪُ
ُ
ﺧﻣﺳﺔ
َﻣﺿت ﻗرون ٌ
وﻻ ﺗزال ﻟﻔظُﺔ اﻟﻌروﺑﻪ..
ﻛزﻫرٍة ﺣز ٍ
ﯾﻧﺔ ﻓﻲ آﻧﯾﻪ..
ٍ
ﺟﺎﺋﻌﺔ وﻋﺎرﯾﻪ ٍ
ﻛطﻔﻠﺔ
ِ
اﻟﺣﻘد واﻟﻛراﻫﯾﻪ.. ﻧﺻﻠﺑﻬﺎ ﻋﻠﻰ ِ
ﺟدار ُ
ﺧﻣﺳﺔ ..ﯾﺎ ﻏﺎﻟﯾﻪ
ُ َﻣﺿت ﻗرون
)(1
اﻟﯾوم ﻣن إﺳﺑﺎﻧﯾﻪ..
ﻛﺄﻧﻧﺎ ..ﻧﺧرُج ﻫذا َ
إن اﻟرﻣـز اﻷﻧدﻟﺳـﻲ رﻣـز ﯾﻧﺗﻘـل ﻣــن ﺷـﺎﻋر ﻋرﺑـﻲ إﻟـﻰ آﺧـر وﻫــو ﯾﻛﺗﺳـب ﺣﯾـﺎة ﺟدﯾـدة ﻓــﻲ
ﻛــل ﺳ ــﯾﺎق ،ﻷﻧــﻪ ﻣ ــن ﺣﺿــﺎرﺗﻧﺎ اﻟﻌرﺑﯾــﺔ اﻹﺳ ــﻼﻣﯾﺔ ﻟ ــذﻟك ﯾﻌــد رﻣـ ـ از ﻣرﺗﺑط ــﺎ ارﺗﺑﺎط ــﺎ ﻣﺑﺎﺷـ ـ ار
)(2
ﺑﻣﺟدﻫﺎ وﺗﺎرﯾﺧﻬﺎ
وﺳــﺗظل اﻷﻧــدﻟس ﺗﻣﺛــل اﻟﻣﺳــرﺣﯾﺔ اﻟﻣﺄﺳــﺎوﯾﺔ ﻓــﻲ ﺗــﺎرﯾﺦ اﻟﻌــرب واﻟﻣﺳــﻠﻣﯾن ،وﺗﺛﯾــر ﻗ ـراﺋﺢ
اﻟﺷﻌراء واﻟﻛﺗﺎب ؛ ﯾﻠﺗﻘطون ﻣﻧﻬﺎ اﻷﺣداث وﻟﺣظﺎت اﻻﻧﺗﺻـﺎر وﻟﺣظـﺎت اﻻﻧﻛﺳـﺎر ،وﯾﻧﺳـﺟون
ﻋﻠﻰ ﻣﻧواﻟﻬﺎ ﻓﻧﺎ وأدﺑﺎ واﺻﻼ ﺑﯾن اﻟﻣﺎﺿﻲ واﻟﺣﺎﺿر
ﻫﻲ إذا اﻷﻧدﻟس اﻟﺗﻲ ﺗﻐﻧﻰ ﺑﻬﺎ اﺑن ﺧﻔﺎﺟﺔ ﻓﻲ ﻗوﻟﻪ :
ﻧﺷﺄ أﺣﻣد ﺷـوﻗﻲ ﻓـﻲ اﻟﻘﺻـر ﻓـﻲ ﺣﺟـر ﺟدﺗـﻪ اﻟﯾوﻧﺎﻧﯾـﺔ ،وﻋـﺎش ﻓـﻲ ﻛﻧـف اﻟﺧـدﯾوي ﺗوﻓﯾـق
ﺣﯾﺎة ﻣﺗرﻓﺔ ﻣﻧﻌﻣﺔ ،وﻟﻣﺎ واﻓـت اﻟﻣﻧﯾـﺔ ﺗوﻓﯾـق ﺗـوﻟﻰ ﺑﻌـدﻩ اﻟﺧـدﯾوي ﻋﺑـﺎس ﺣﻠﻣـﻲ اﻟﺛـﺎﻧﻲ ،ووﺟـد
- 1اﺑن ﺧﻔﺎﺟﺔ ،اﻟدﯾوان ،ﺷرح وﺿﺑط وﺗﻘدﯾم ﻋﻣر ﻓﺎروق اﻟطﺑﺎع ،دار اﻟﻘﻠم ﻟﻠطﺑﺎﻋﺔ واﻟﻧﺷر واﻟﺗوزﯾﻊ ،ﺑﯾروت ﻟﺑﻧﺎن،
د ط ،د ت ،ص 98
- 2أﺑو اﻟﺑﻘﺎء اﻟرﻧدي ،اﻟدﯾوان ،ﺟﻣﻊ ﻋﯾﺳﻰ ﺑن ﻣﺣﻣد اﻟﺷﺎﻣﻲ ،ﻛﻧوز اﻷﻧدﻟس ،ص 29
13
أﺣﻤﺪ ﺷﻮ و ﻧﺪﻟﺲ
ﺷـ ــوﻗﻲ ﻋﻧـ ــدﻩ اﻟﺣظـ ــوة ﻓﻘرﺑـ ــﻪ وأﻋﻠـ ــﻰ ﻣﻧزﻟﺗـ ــﻪ ،وﺟﻌﻠـ ــﻪ ﺷـ ــﺎﻋر اﻟﻘﺻـ ــر ،ووﻻﻩ رﺋﺎﺳـ ــﺔ اﻟﻘﺳـ ــم
اﻹﻓرﻧﺟ ــﻲ ،وﻣ ــﺎﻓﺗﺊ ﺷ ــوﻗﻲ ﯾﺗﺳ ــﻠم اﻟﻣﻧﺎﺻ ــب اﻟﻌﺎﻟﯾ ــﺔ ﻓ ــﻲ اﻟدوﻟ ــﺔ ﺣﺗ ــﻰ أﺻ ــﺑﺢ ﻣ ــن اﻟﻌﻧﺎﺻ ــر
اﻟﻣﻌدودة اﻟﺗﻲ ﯾﻌﺗﻣد ﻋﻠﯾﻬﺎ اﻟﺧدﯾوي ،ﻓﻔﻲ ﻋﺎم 1896م اﻧﺗدﺑﺗﻪ اﻟﺣﻛوﻣـﺔ اﻟﻣﺻـرﯾﺔ ﻟﻠﻣﺷـﺎرﻛﺔ
ﻓﻲ ﻣؤﺗﻣر اﻟﻣﺳﺗﺷرﻗﯾن اﻟذي ﻋﻘد ﻓـﻲ ﻣدﯾﻧـﺔ ﺟﻧﯾـف ﺑﺳوﯾﺳـ ار .وﻟﻘـد ﻻزم ﺷـوﻗﻲ اﻟﺧـدﯾوي ﻣﻧـذ
ﻋﺎم 1892م إﻟﻰ ﻋﺎم 1914م ﻛﺎن ﯾﻠﻘب ﺳﺎﻋﺗﻬﺎ ﺑﺷﺎﻋر اﻟﻘﺻر اﻟﻣداﻓﻊ و اﻟﻣﻧﺎﻓﺢ ﻋن آل
اﺳﻣﺎﻋﯾل و اﻟﻣؤﯾد ﻟﻌرﺷﻬم ،ﯾﻘول ﻣن اﻟﻛﺎﻣل :
ﻻ زال ﺑﯾﺗ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻛم ﯾظـ ـ ـ ـ ـ ــل اﻟﻧـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﯾﻼ اﻟﻣ ـ ــﻠك ﻓﯾـ ـ ــﻛم آل اﺳﻣﺎﻋﯾـ ـ ـ ــﻼ
)(1
ﺟــﺎء اﻟﺻــﻣﯾم ﻣــن اﻟﺻــﻣﯾم ﺑــدﯾﻼ ﻫذي أﺻـوﻟﻛم وﺗﻠـك ﻓـروﻋﻛم
ﻟﻣ ــﺎ اﻧـ ــدﻟﻌت اﻟﺣـ ــرب اﻟﻌﺎﻟﻣﯾـ ــﺔ اﻷوﻟـ ــﻰ ﺳـ ــﻧﺔ 1914م ﻛـ ــﺎن اﻟﺧـ ــدﯾوي ﻋﺑـ ــﺎس ﻓـ ــﻲ ﺗرﻛﯾـ ــﺎ
ﺑﺎﻵﺳــﺗﺎﻧﺔ ﻣرﯾﺿــﺎ وﻛــﺎن ﯾراﻓﻘــﻪ اﻟﺷــﺎﻋر أﺣﻣــد ﺷــوﻗﻲ وأراد أن ﯾﺑﻘــﻰ ﺑﺟﺎﻧﺑــﻪ ﻟﻛــن أﺷــﺎر ﻋﻠﯾــﻪ
اﻟﺧ ــدﯾوي ﺑ ــﺎﻟﻌودة إﻟ ــﻰ ﻣﺻ ــر ﻗ ــﺎﺋﻼ ﻟ ــﻪ » :إن اﻟﺣ ــرب ﺳ ــوف ﺗط ــول ،وﺗرﻛﯾ ــﺎ ﺳﺗﻧﺿ ــم إﻟ ــﻰ
اﻷﻟﻣــﺎن ،وأﻧــت ﻣﻌــك أﺳ ـرة ﻛﺑﯾ ـرة ،ﻓــﺈذا اﻧﻘطﻌــت اﻟﻣواﺻــﻼت ﻣــﻊ ﻣﺻــر ،وﻫــو ﻣــﺎ ﺳــﯾﺣدث
)( 2
ﻛــﺎن ﻟﻠﺣــرب أﺛــر ﻋﻠــﻰ اﻟﻌــﺎﻟم ﺑﺄﺳ ـرﻩ ﻗرﯾﺑــﺎ ،ﻓﺳــوف ﺗﺗﻌﺑــون ﻓــﻲ ﻣﺛــل ﻫــذﻩ اﻷﺣ ـوال « ...
وﻣﻧﻬــﺎ ﻣﺻــر ﺣﯾــث ﺗﻣﻛــن اﻹﻧﺟﻠﯾــز ﻣــن ﺑﺳــط ﺳــﯾطرﺗﻬم اﻟﻛﺎﻣﻠــﺔ ﻋﻠــﻰ اﻟــﺑﻼد واﺳــﺗﻐﻠوا ﻏﯾــﺎب
اﻟﺧـدﯾوي ﻋﺑـﺎس ﻓﻘﺿـوا ﺑﻌزﻟـﻪ ﻣـن ﻣﻧﺻــﺑﻪ ورﻓﺿـوا ﻋودﺗـﻪ إﻟــﻰ ﻣﺻـر ﻷﻧـﻪ ُﻋــرف ﺑﻌداﺋـﻪ ﻟﻬــم
- 1ﻧﺿﺎل اﻟﻌﻣﺎوي ،اﻟﻐرﺑﺔ واﻟﺣﻧﯾن ﻓﻲ ﺷﻌر أﺣﻣد ﺷوﻗﻲ ) رﺳﺎﻟﺔ ﻣﻘدﻣﺔ ﻟﻧﯾل ﺷﻬﺎدة اﻟﻣﺎﺟﺳﺗﯾر ( اﻟﺟﺎﻣﻌﺔ اﻹﺳﻼﻣﯾﺔ ﻏزة،
2015م ،ص 12
- 2ﺣﺳﯾن أﺣﻣد ﺷوﻗﻲ ،أﺑﻲ ﺷوﻗﻲ ،ﻣﻛﺗﺑﺔ اﻟﻧﻬﺿﺔ اﻟﻣﺻرﯾﺔ اﻟﻘﺎﻫرة 1947 ،م ،ص 28
14
أﺣﻤﺪ ﺷﻮ و ﻧﺪﻟﺲ
وﻋدم رﺿـﺎﻩ ﻋـن ﺳﯾﺎﺳـﺗﻬم ﻓـﻲ ﻣﺻـر ،وﺑـدﻻ ﻋﻧـﻪ ﻋﯾﻧـوا ﺣﺳـﯾن ﻛﺎﻣـل اﻟـذي أظﻬـر وﻻءﻩ ﻟﻬـم،
وﻫﻛــذا أﺧــذ اﻟﻣﺣﺗﻠــون ﺑﺗﻐﯾﯾ ـرات ﻛﺑﯾ ـرة ﻓــﻲ اﻟﻘﺻــر اﻟﺣــﺎﻛم ﺑﻣﺻــر ،وﻣــن ﻫــؤﻻء ﺷــوﻗﻲ ﻟﻣﻛﺎﻧﺗــﻪ
اﻟﻔﻛرﯾــﺔ واﻟﺳﯾﺎﺳــﯾﺔ وﺣﺑــﻪ اﻟﺷــدﯾد ﻟﻠﻌﻬــد اﻟﻘــدﯾم وﻟﻠﺧــدﯾوي ﻋﺑــﺎس اﻟﺛــﺎﻧﻲ ،ﻟــذﻟك ﻟﻣــﺎ ﻋــﺎد ﺷــوﻗﻲ
إﻟﻰ ﻣﺻر وﺧﺎﻓت اﻟﺳﻠطﺔ اﻻﺳﺗﻌﻣﺎرﯾﺔ أن ﯾﺳﺗﺛﯾر ﺑﺷـﻌرﻩ ﺣﻣﺎﺳـﺔ اﻟﻣـواطﻧﯾن ﺣﻛﻣـت ﺑﻧﻔﯾـﻪ ﻣـن
ﻣﺻــر إﻟــﻰ أي ﺑﻠــد ﻣﺣﺎﯾــد ﻟــم ﯾﺗــورط ﻓــﻲ اﻟﺣــرب »،ﻓﺎﺧﺗــﺎر " اﺳــﺑﺎﻧﯾﺎ" وﻛــﺎن اﺧﺗﯾــﺎ اًر أﺷــﺑﻪ ﻣــﺎ
ﻼ ﻋـن
ﯾﻛون ﺑﺎﻟﻘدر اﻟﻣﺣﺗوم اﻟذي ﻻ ﺣﯾﻠﺔ ﻓﻲ دﻓﻌﻪ ،إذ ﻟم ﯾﺑق ﻋﻠﻰ اﻟﺣﯾﺎد ﻓﻲ اﻟﺣرب – ﻓﺿـ ً
إﺳﺑﺎﻧﯾﺎ– إﻻ ﺳوﯾﺳ ار وﺑﻌض اﻟﺑﻼد اﻹﺳﻛﻧدﻧﺎﻓﯾﺔ ﻓﻲ أﻗﺻﻰ اﻟﺷﻣﺎل اﻷوروﺑﻲ ،وﻟم ﺗﻛـن اﻟرﺣﻠـﺔ
إﻟﻰ ﻫذﻩ اﻟﺑﻼد اﻷﺧﯾرة ﻣﯾﺳورة وﻻ آﻣﻧﺔ .وﻫﻛذا اﺿـطر ﺷـوﻗﻲ إﻟـﻰ اﺧﺗﯾـﺎر اﺳـﺑﺎﻧﯾﺎ وﻻﺳـﯾﻣﺎ أن
اﻟرﺣﻠـﺔ اﻟﺑﺣرﯾــﺔ اﻟﻣﺑﺎﺷـرة إﻟــﻰ ﻣواﻧﺋﻬــﺎ ﻛﺎﻧــت ﻣﻣﻛﻧــﺔ ،ورﺑﻣــﺎ ﱠ
ﻓﺿــﻠﻬﺎ ﺷــوﻗﻲ ﻟﻣــﺎ ﻛـﺎن ﯾﻌرﻓــﻪ ﻣــن
)(1
ﯾﺑد ﻣﻧﻪ ﻗﺑل ذﻟك اﻫﺗﻣﺎم ﺑﻬﺎ وﻻ رﻏﺑﺔ ﻓﻲ زﯾﺎرﺗﻬﺎ «
ﻣﺎﺿﯾﻬﺎ اﻟﻌرﺑﻲ اﻹﺳﻼﻣﻲٕ ،وان ﻟم ُ
وﻫﻛــذا اﺳــﺗﻘل ﺷــوﻗﻲ إﻟــﻰ ﻣﻧﻔــﺎﻩ ﺳــﻔﯾﻧﺔ ﺷــﺣن ﺑﺿــﺎﺋﻊ اﺳــﺑﺎﻧﯾﺔ ﻗﺎدﻣــﺔ ﻣــن اﻟﻔﯾﻠﯾﺑــﯾن ،رﻛــب
اﻟﺑﺣــر رﻓﻘــﺔ زوﺟﺗــﻪ ووﻟدﯾــﻪ ﻋﻠــﻲ وﺣﺳــﯾن واﺑﻧﺗــﻪ آﻣﻧــﺔ وﺣﻔﯾدﺗــﻪ واﻟﻣرﺑﯾــﺔ اﻟﺗرﻛﯾــﺔ وﺧﺎدﻣﺗــﺎن و
)(2
اﻟطـﺎﻫﻲ ،وﻏــﺎدر وطﻧــﻪ اﻟــذي أﺣﺑــﻪ وﻛــﺎن ذﻟـك ﻓــﻲ اﻟﺧــﺎﻣس ﻣــن أﻏﺳــطس ﻋــﺎم 1915م،
ﻏﺎدر وﻗﻠﺑﻪ ﯾﻌﺗﺻر أﻟﻣﺎ ،ﻫذا اﻷﻟم ﯾﺑدو واﺿﺣﺎ ﻋﻧدﻣﺎ ﯾﺧﺎطب اﻟﺳـﻔﯾﻧﺔ اﻟﺗـﻲ ﺗﺣﻣﻠـﻪ ﻟﻠﻣﻧﻔـﻰ،
ﻓﯾﻘ ــول » :ﻓﻘﻠ ــت :ﺳ ــﯾري ﻋوذﺗ ــك ﺑودﯾﻌ ــﺔ اﻟﺗ ــﺎﺑوت ،وﺑﺻ ــﺎﺣب اﻟﺣ ــوت ،وﺑ ــﺎﻟﺣﻲ اﻟ ــذي ﻻ
ﯾﻣوت ،وأﺳري ﯾﺎ اﺑﻧﺔ اﻟﯾم ،زﻣﺎﻣك اﻟروح ،ورﺑﺎﻧك ﻧوح ،ﻓﻛم ﻋﻠﯾك ﻣن ﻣﻧﻛـوب و ﻣﺟـروح،
إن ﻟﻠﻧﻔـﻲ ﻟروﻋـﺔٕ ،وان ﻟﻠﻧـﺄي ﻟﻠوﻋـﺔ ،وﻗـد ﺟـرت أﺣﻛـﺎم اﻟﻘﺿـﺎء ،ﺑـﺄن ﻧﻌﺑـر ﻫـذا اﻟﻣـﺎء ؛ ﺣــﯾن
اﻟﺷــر ﻣﺿــطرم ،واﻟﯾــﺄس ﻣﺣﺗــدم ،واﻟﻌــدو ﻣﻧــﺗﻘم ،واﻟﺧﺻــم ﻣﺣــﺗﻛم ،وﺣــﯾن اﻟﺷــﺎﻣت ﺟــذﻻن
ﻣﺑﺗﺳــم ،ﯾﻬ ـ أز ﺑﺎﻟــدﻣﻊ ٕوان ﻟــم ﯾﻧﺳــﺟم ،ﻧﻔﺎﻧــﺎ ﺣﻛــﺎم ﻋﺟــم ،أﻋ ـوان اﻟﻌــدوان واﻟظﻠــم ،ﺧﻠﻔﻧــﺎﻫم
- 1ﻫﻧد ﻋﺑد اﻟﺣﻠﯾم ﻣﺣﻔوظ ،رﺣﻠﺔ أﺣﻣد ﺷوﻗﻲ إﻟﻰ اﻷﻧدﻟس ﻓﻲ اﻟذﻛرى اﻟـ 83ﻟﻐﯾﺎﺑﻪ ﻣﻘﺎل ﻣﻧﺷور ﻓﻲ ﺟرﯾدة اﻟﺣﯾﺎة ﻋﻠﻰ
ﺻﻔﺣﺔ اﻟﻣوﻗﻊ اﻹﻟﻛﺗروﻧﻲ ،www.sauress.comاﻟﻘﺎﻫرة 2005
- 2ﯾﻧظر :ﺻﺎﻟﺢ اﻷﺷﺗر ،أﻧدﻟﺳﯾﺎت ﺷوﻗﻲ ،ﻣطﺑﻌﺔ ﺟﺎﻣﻌﺔ دﻣﺷق 1959 ،م ،ط ،1ص 17
15
أﺣﻤﺪ ﺷﻮ و ﻧﺪﻟﺲ
ﯾﻔرﺣون ﺑذﻫب اﻟﻠﺟم ،وﯾﻣرﺣون ﻓﻲ أرﺳﺎن ﯾﺳﻣوﻧﻬﺎ اﻟﺣﻛم ،ﺿرﺑوﻧﺎ ﺑﺳﯾف ﻟم ﯾطﺑﻌـوﻩ ،وﻟـم
ﯾﻣﻠﻛوا أن ﯾرﻓﻌوﻩ أو ﯾﺿـﻌوﻩ ،ﺳـﺎﻣﺣﻬم ﻓـﻲ ﺣﻘـوق اﻷﻓـراد ،وﺳـﺎﻣﺣوﻩ ﻓـﻲ ﺣﻘـوق اﻟـﺑﻼد ،وﻣـﺎ
)( 1
ذﻧب اﻟﺳﯾف إذا ﻟم ﯾﺳﺗﺢ اﻟﺟﻼد «.
ﻋﺑرت اﻟﺳﻔﯾﻧﺔ ﻗﻧﺎة اﻟﺳوﯾس ﻣﺗوﺟﻬﺔ إﻟﻰ ﻣرﺳﯾﻠﯾﺎ وﻣﻧﻬﺎ واﺻﻠت اﻟرﺣﻠﺔ إﻟﻰ ﺑرﺷﻠوﻧﺔ ،وﻟﻘد
اﺧﺗــﺎر ﺷــوﻗﻲ ﺑرﺷــﻠوﻧﺔ وﻫــﻲ ﻣــن أﺟﻣــل اﻟﻣــدن اﻹﺳــﺑﺎﻧﯾﺔ ﺣﺗــﻰ أﻧﻬــﺎ أرﻗــﻰ ﻣــن ﻣدرﯾــد آﻧــذاك،
ﻛﺎﻹﺳـﻛﻧدرﯾﺔ ﻓــﻲ ﻣﺎﺿـﯾﻬﺎ اﻟﻌرﯾــق ﻟﯾﻘـﯾم ﻓﯾﻬــﺎ ﻷﻧﻬـﺎ اﻟﻣﯾﻧــﺎء اﻟوﺣﯾـد اﻟﻘرﯾــب اﻟﻣﺣﺎﯾـد ﻋﻠــﻰ اﻟﺑﺣــر
اﻟﻣﺗوﺳط ،ﻣﺎ ﯾﺗﯾﺢ ﻟﻪ ﻓرﺻﺔ اﻟﻌودة ﺑﺳرﻋﺔ إﻟـﻰ ﻣﺻـر ﺣـﯾن ﺗﺳـﻣﺢ ﻟـﻪ اﻟﺳـﻠطﺎت ﺑـذﻟك ،ظﻧـﺎ
)(2
ﻣﻧﻪ أن ﻣﻘﺎﻣﻪ ﻟن ﯾطول ﻓﻲ ﻣﻧﻔﺎﻩ
وﻓﻲ ﺑرﺷﻠوﻧﺔ أﻗﺎم ﻓﻲ ﺿﺎﺣﯾﺔ ﺟﻣﯾﻠﺔ ﻣن ﺿواﺣﯾﻬﺎ ﺗدﻋﻰ " ﻗﻠﻘدرﯾ ار " وﻫﻲ ﺗرﺗﻔﻊ ﻛﺛﯾ ار ﻋـن
ﺳــطﺢ اﻟﺑﺣــر ،ﻓﻛــﺎن رﺑﻣــﺎ ﯾﺗﻣﺗــﻊ ﺑﻬــذا اﻻرﺗﻔــﺎع ،وﺑﻣــﺎ ﺣوﻟــﻪ ﻣــن ﻏﺎﺑــﺎت اﻟﺻــﻧوﺑر وﻣﺷــﺎﻫد
اﻟطﺑﯾﻌــﺔ اﻟراﺋﻌ ــﺔ ) (3ﻏﯾ ــر أن ﺷ ــﻌورﻩ ﺑ ــﺎﻟﻣﻧﻔﻰ ،وﺷ ــوﻗﻪ وﺣﻧﯾﻧ ــﻪ إﻟــﻰ ﻣﺻ ــر ﻛﺎﻧ ــﺎ ﯾﺣ ــوﻻن دون
اﺳﺗﻣراﺋﻪ ﻫذﻩ اﻟﻣﺗﻊ ،أو أن ﯾﺳﺗطﻌم ﺟﻣﺎﻟﻬﺎ ،ﻓﻬو ﯾﻘول ﻓﻲ ﻗﺻﯾدﺗﻪ اﻟﺗﻲ رﺛﺎ ﻓﯾﻬﺎ أﻣﻪ :
ﻓـ ـ ـ ـ ـ ـﻣﺎ وﺟـ ـ ـ ـ ـ ــدت ﻧﻔـ ـ ـ ـ ــﺳﻲ ﻷﻧـ ـ ـ ـ ــﻬﺎرﻫﺎ طـ ـ ـ ـ ـ ــﻌﻣﺎ ﻧزﻟـ ـ ــت ُرَﺑ ـ ـ ــﻰ اﻟ ـ ـ ــدﻧﯾﺎ وﺟﻧ ـ ـ ــﺎت ﻋدﻧ ـ ـ ـ ــﻬﺎ
ٕوان ﻟ ـ ـ ـ ــم أرح )ﻣـ ـ ـ ـ ــروان( ﻓﯾـ ـ ـ ـ ــﻬﺎ وﻻ )ﻟﺧـ ـ ـ ـ ــﻣﺎ( أرﯾـ ـ ــﺢ أرﯾـ ـ ــﺞ اﻟﻣﺳـ ـ ــك ﻓـ ـ ــﻲ ﻋرﺻـ ـ ــﺎﺗﻬﺎ
)(4
ﺑﻛﯾــت اﻟﻧــدى ﻓــﻲ اﻷرض ،واﻟﺑــﺄس واﻟﺣزﻣــﺎ إذا ﺿ ـ ـ ـ ــﺣﻛت زﻫ ـ ـ ـ ـ ـ ـوا إﻟ ـ ـ ـ ــﻲ ﺳ ـ ـ ـ ــﻣﺎؤﻫﺎ
وﯾﺗذﻛر ﻣﺻر واﻟﺳﻔن ﻏﺎدﯾﺔ راﺋﺣﺔ ﻋﻠﻰ ذﻟك اﻟﻣﯾﻧﺎء ﻓﯾﻘول ﻓﻲ َوَﻟ ٍﻪ وﺷﺟن :
1أﺣﻣد ﺷوﻗﻲ ،أﺳواق اﻟذﻫب ،ﻣطﺑﻌﺔ اﻟﻬﻼل ﻣﺻر 1932م ،ص 28
2ﯾﻧظر :ﺻﺎﻟﺢ اﻷﺷﺗر ،أﻧدﻟﺳﯾﺎت ﺷوﻗﻲ ص 19 -18
3ﯾﻧظر :ﺷوﻗﻲ ﺿﯾف ،ﺷوﻗﻲ ﺷﺎﻋر اﻟﻌﺻر اﻟﺣدﯾث ،ﻣﻛﺗﺑﺔ اﻷﺳرة ،اﻟﻬﯾﺋﺔ اﻟﻣﺻرﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠﻛﺗﺎب اﻟﻘﺎﻫرة 2010م،
ص 32
4أﺣﻣد ﺷوﻗﻲ ،اﻟﺷوﻗﯾﺎت ،دار اﻟﻛﺗب اﻟﻌﻠﻣﯾﺔ ﺑﯾروت ﻟﺑﻧﺎن 2001م ،ج 3ص 116
16
أﺣﻤﺪ ﺷﻮ و ﻧﺪﻟﺲ
أول اﻟﻠﯾ ــل أو ﻋـ ــوت ﺑﻌـ ــد ﺟـ ــرس ﻣﺳـ ـ ــﺗطﺎر إذا اﻟﺑـ ـ ـ ـواﺧر رﻧ ـ ـ ــت
ﻛﻠﻣـ ـ ـ ـ ــﺎ ﺛـ ـ ـ ـ ــرن ﺷـ ـ ـ ـ ــﺎﻋﻬن ﺑـ ـ ـ ـ ــﻧﻘس راﻫب ﻓﻲ اﻟﺿﻠوع ﻟﻠﺳﻔن ﻓطن
ﻣﺎﻟـ ـ ـ ـ ــﻪ ﻣوﻟﻌـ ـ ـ ـ ــﺎ ﺑﻣﻧـ ـ ـ ـ ـ ٍـﻊ وﺣـ ـ ـ ـ ــﺑس ﯾــﺎ اﺑﻧــﺔ اﻟــﯾم ،ﻣــﺎ أﺑــوك ﺑﺧﯾــل
)(1
ﺑﻬﻣﺎ ﻓﻲ اﻟـدﻣوع ﺳـﯾري وأرﺳـﻲ ﻧﻔﺳ ــﻲ ﻣرﺟ ــل ،وﻗﻠﺑ ــﻲ ﺷـ ـراع
)(1
وأرﺳ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻲ
وظــل ﺷــوﻗﻲ ﺣﺑــﯾس ﺗﻠــك اﻟﺿــﺎﺣﯾﺔ ﻻ ﯾﻐﺎدرﻫــﺎ طﯾﻠــﺔ ﻣﻧﻔــﺎﻩ ،وﻟــم ﯾرﻏــب ﻓــﻲ زﯾــﺎرة ﻣﻌــﺎﻟم
اﻷﻧـدﻟس ﺑـل ظــل ﯾﺣـﺑس ﻧﻔﺳـﻪ ﻓــﻲ ﺿـﺎﺣﯾﺔ ﺑرﺷـﻠوﻧﺔ وﻛــﺄن ﺷـوﻗﻪ ﻟﻣﺻـر وﺣزﻧــﻪ ﻟﻔراﻗﻬـﺎ وﻓـراق
ﻣن ﯾﺣب وﻣﺎ ﯾﺣب ﻓﯾﻬﺎ ﻗد ظﻠﻼ ﺑﻐﺷﺎوة ﻋن ﻋﯾﻧﯾﻪ أن ﯾﺗطﻠﻊ إﻟـﻰ ﻣـﺎ ﺣوﻟـﻪ ﻣـن ﻫـذﻩ اﻟﻣﻌـﺎﻟم،
وﻛــﺎن ﻏرﯾﺑــﺎ ﻣﻧــﻪ وﻫــو اﻟﺷــﺎﻋر اﻟﻌرﺑــﻲ اﻟﻣﺳــﻠم اﻟﻣرﻫــف اﻟﺣــس أﻻ ﯾﻔﻛــر ﻓــﻲ زﯾــﺎرة اﻷﻧــدﻟس
وﯾﺗﺄﻣل اﻵﺛﺎر اﻟﻌرﺑﯾﺔ اﻹﺳﻼﻣﯾﺔ إﻻ ﺑﻌد إﻋﻼن اﻟﻬدﻧـﺔ) ،(2ﻓﻬـل ﯾﻛـون اﻹﺣﺳـﺎس اﻟﺣـﺎد ﺑﺎﻟﻐرﺑـﺔ
ﻗد ﻣﻸ أﺷواق اﻟﺷﺎﻋر وأﺟﺎش ﺣزﻧـﻪ وأﻟﻣـﻪ ؟ أم ﻟظـروف وأﺳـﺑﺎب أﺧـرى ﻛﻣـﺎ ﯾﺑـﯾن اﺑﻧـﻪ ﺣﺳـﯾن
ﺑﻘوﻟﻪ .. » :ﻋﻠﻰ أﻧـﻪ ﻟـم ﺗﺗﯾﺳـر ﻟﻧـﺎ زﯾـﺎرة اﻷﻧـدﻟس إﻻ ﺑﻌـد ﻋﻘـد اﻟﻬدﻧـﺔ ،ﻋﻧـدﻣﺎ رﻓﻌـت اﻟﻘﯾـود
اﻟﻌﺳﻛرﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﻛﺎﻧت ﻣﻔروﺿﺔ ﻋﻠﻰ إرﺳﺎل اﻟﻧﻘود إﻟﻰ اﻟﺧﺎرج ،إذ ﻟم ﯾﻛن ﻓﻲ اﺳـﺗطﺎﻋﺗﻧﺎ ﻗﺑـل
ذﻟك أن ﻧﺑﻌﺛر ﻣﺎ ﯾﺻﻠﻧﺎ ﻣن ﻣﺎل ﻓﻲ اﻟﺗﻧﻘل ﻣن ﻣدﯾﻧﺔ إﻟـﻰ أﺧـرى «) ،(3وﻛـﺎن ﺳـﺎﻣرﻩ ﻓـﻲ ﻫـذا
اﻟﻣﺣــﺑس اﻟﻣطﺎﻟﻌــﺔ وﻗــرض اﻟﺷــﻌر ،ﻓﺄﻛــب ﻋﻠــﻰ ﻣطﺎﻟﻌــﺔ اﻟﻛﺗــب اﻟﺗــﻲ ﺟﻠﺑﻬــﺎ ﻣﻌــﻪ ﻣــن ﻣﺻــر
وﻛﺗب ﺗـﺎرﯾﺦ اﻟﻌـرب و اﻹﺳـﻼم ﻓـﻲ اﻷﻧـدﻟس ،وﻛـﺎن ﻣـن ﻣﺣﺻـﻠﺔ ذﻟـك أرﺟوزﺗـﻪ اﻟﻣطوﻟـﺔ ﻋـن
دول اﻟﻌرب وﻋظﻣﺎء اﻹﺳﻼم واﻟﺗﻲ ﺟﺎء ﻓﻲ ﻣﻘدﻣﺗﻬﺎ :
ﻋﻠـ ــﻰ ﺑﻧـ ــﻲ اﻟﺷـ ــرق وأﻫـ ــل اﻟﻐـ ــرب ﻟﻣ ـ ـ ـ ــﺎ رﻣ ـ ـ ـ ــﻰ اﷲ ﺑﻬ ـ ـ ـ ــذي اﻟﺣ ـ ـ ـ ــرب
واطـ ـ ـ ـ ـ ـ ــردت ﻋواﻣـ ـ ـ ـ ـ ـ ــل اﻷﻛـ ـ ـ ـ ـ ـ ــدار ﺗﺣرﻛـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــت ﺳ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـواﻛن اﻷﻗـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــدار
وطﺎﻟﻣ ـ ــﺎ اﺑﺗﻠ ـ ــﻰ ﺑﻬ ـ ــﺎ أﻫ ـ ــل اﻟﻔط ـ ــن وﺣﻛـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــم اﷲ ﺑﻬﺟ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـرة اﻟـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــوطن
)(1
ﺑﻧ ـ ـ ـ ــﺎت ﻓﻛـ ـ ـ ـ ــر ﻟ ـ ـ ـ ــﯾس ﺑـ ـ ـ ـ ــﺎﻟﻣﻠوم ﻓﻛﻧ ـ ـ ــت أﺳ ـ ـ ــﺗدﻋﻲ ﻋﻠ ـ ـ ــﻰ اﻟﻬﻣ ـ ـ ــوم
وﻛــذا ﻣﻌﺎرﺿــﺎﺗﻪ ﻟﺷــﻌراء ﻣﺷــﻬورﯾن ﻛﺎﻟﺷــﺎﻋر اﻟﻌﺑﺎﺳــﻲ اﻟﻛﺑﯾــر اﻟﺑﺣﺗــري ،ﻓﻘــد ﻋﺎرﺿــﻪ ﻓــﻲ
ﺳــﯾﻧﯾﺗﻪ اﻟﺗــﻲ ﺑــث ﻓﯾﻬــﺎ ﻫﻣوﻣــﻪ وأﺣ ازﻧــﻪ ﺑﻌــد ﻣﻘﺗــل ﺻــﺎﺣﺑﻪ ووﻟــﻲ ﻧﻌﻣﺗــﻪ اﻟﻣﺗوﻛــل وﯾﺻــف ﻓﯾﻬــﺎ
إﯾوان ﻛﺳرى اﻟـذي ﻋﻔـﺎ ﻋﻠﯾـﻪ اﻟزﻣـﺎن ﻓﺻـﺎر أطـﻼﻻ ،ﺑﺳـﯾﻧﯾﺔ ﻋﻧواﻧﻬـﺎ " اﻟرﺣﻠـﺔ إﻟـﻰ اﻷﻧـدﻟس "
ﯾﻘول ﻓﯾﻬﺎ :
أذﻛ ـ ـ ـ ار ﻟـ ـ ــﻲ اﻟﺻـ ـ ــﺑﺎ وأﯾـ ـ ــﺎم أﻧﺳـ ـ ــﻲ اﺧـ ـ ـ ــﺗﻼف اﻟﻧﻬـ ـ ـ ــﺎر واﻟﻠﯾـ ـ ـ ــل ﯾﻧﺳـ ـ ـ ــﻲ
ﺻ ـ ـ ــورت ﻣ ـ ـ ــن ﺗﺻ ـ ـ ــورات وﻣ ـ ـ ــس وﺻ ـ ـ ــﻔﺎ ﻟ ـ ـ ـ ـﻲ ﻣ ـ ـ ــﻼوة ﻣ ـ ـ ــن ﺷـ ـ ـ ــﺑﺎب
ﺳ ـ ـ ـ ـ ــﻧﺔ ﺣﻠـ ـ ـ ـ ـ ــوة ،وﻟـ ـ ـ ـ ـ ــذة ﺧﻠـ ـ ـ ـ ـ ــس ﻋﺻـ ــﻔت ﻛﺎﻟﺻ ـ ــﺑﺎ اﻟﻠﻌ ـ ــوب وﻣ ـ ــرت
أو أﺳ ـ ــﺎ ﺟرﺣ ـ ــﻪ اﻟزﻣ ـ ــﺎن اﻟﻣؤﺳ ـ ــﻲ وﺳﻼ ﻣﺻر :ﻫل ﺳﻼ اﻟﻘﻠـب ﻋﻧﻬـﺎ
)(2
رق ،واﻟﻌﻬد ﻓـﻲ اﻟﻠﯾـﺎﻟﻲ ﺗﻘﺳـﻲ ﻛﻠﻣـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎ ﻣـ ـ ـ ـ ـ ـ ــرت اﻟﻠﯾﻠـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻲ ﻋﻠﯾـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻪ
)(2
ﻛﻣﺎ ﻋﺎرض اﻟﺷﺎﻋر اﻷﻧدﻟﺳﻲ اﻟﻛﺑﯾر اﺑن زﯾدون ﻓﻲ ﻧوﻧﯾﺗﻪ ،ﺑﺄﻧدﻟﺳﯾﺗﻪ اﻟﺷﻬﯾرة ﺣﯾث ﯾﻘول :
ﻧﺷـ ــﺟﻰ ﻟوادﯾـ ــك أم ﻧﺄﺳـ ــﻰ ﻟوادﯾﻧـ ــﺎ ؟ ﯾ ـ ـ ــﺎ ﻧ ـ ـ ــﺎﺋﺢ اﻟطﻠ ـ ـ ــﺢ أﺷ ـ ـ ــﺑﺎﻩ ﻋوادﯾﻧ ـ ـ ــﺎ
ـت ِﻓــﻲ ﺣواﺷــﯾﻧﺎ ـك ،ﺟﺎﻟـ ْ
ﺟﻧﺎﺣـ َ
َ ـت
ﻗﺻـ ْ
ﱠ ـص ﻋﻠﯾﻧـ ـ ــﺎ ﻏﯾـ ـ ـ َـر ﱠ
أن ﯾـ ـ ـ ًـدا ﻣـ ـ ــﺎذا ﺗﻘـ ـ ـ ﱡ
ـب ،وظ ـ ــﻼ ﻏﯾ ـ ــر ِ
ﻧﺎدﯾﻧ ـ ــﺎ أﺧ ـ ــﺎ اﻟﻐرﯾ ـ ـ ِ اﻟﺑـ ــﯾن أﯾ ًﻛـ ــﺎ ﻏﯾـ ـ َـر ﺳـ ـ ِ
ـﺎﻣرﻧﺎ
َ َ رﻣـ ــﻰ ﺑﻧ ــﺎ َ
)(1
ـﺎﺑﯾﻧﺎ
اﻟﻣﺻ ـ َ
ﯾﺟﻣﻌ ـ َـن ُ
ْ ـﺎﺋب ﱠ
إن اﻟﻣﺻ ـ َ ـﻧس ﯾـﺎ اﺑـ َـن اﻟطﱠﻠ َـﺢ ﻓرﻗﻧــﺎ ك ِ
اﻟﺟـ ُ ـﺈن ﯾـ ُ
ﻓ ْ
وﻛﺎن ﺷوﻗﻲ ﯾراﺳل أﺻﺣﺎﺑﻪ وﻧدﻣﺎءﻩ اﻟذﯾن ﺧﻠﻔﻬـم ﻓـﻲ ﻣﺻـر ،ﻓﻘـد أرﺳـل ﻟﺣـﺎﻓظ اﺑـراﻫﯾم
أﺑﯾﺎﺗﺎ ﯾﺷﻛو اﻟﻐرﺑﺔ وﺷوﻗﻪ ﻟﻣﺻر وﻧﯾﻠﻬﺎ ﯾﻘول ﻓﯾﻬﺎ:
ﻋﻬـ ــد اﻟوﻓـ ــﺎء – ٕوان ﻏﺑﻧـ ــﺎ – ﻣﻘﯾﻣﯾﻧـ ــﺎ ﯾــﺎ ﺳــﺎﻛﻧﻲ ﻣﺻــر إﻧــﺎ ﻻ ﻧـزال ﻋﻠــﻰ
ﺷـ ـ ـ ــﯾﺋﺎ ﻧﺑ ـ ـ ـ ــل ﺑـ ـ ـ ــﻪ أﺣﺷـ ـ ـ ــﺎء ﺻـ ـ ـ ــﺎدﯾﻧﺎ ﻫـ ــﻼ ﺑﻌﺛـ ــﺗم ﻟﻧـ ــﺎ ﻣـ ــن ﻣـ ــﺎء ﻧﻬ ـ ــرﻛم
ﻣـ ـ ـ ــﺎ أﺑﻌـ ـ ـ ــد اﻟﻧﯾـ ـ ـ ــل إﻻ ﻋـ ـ ـ ــن أﻣﺎﻧﯾﻧـ ـ ـ ــﺎ ﻛـ ـ ــل اﻟﻣﻧﺎﻫـ ـ ــل ﺑﻌـ ـ ــد اﻟﻧﯾـ ـ ــل آﺳـ ـ ــﻧﺔ
ﺻـ ـ ٍ
ـﺎد وﯾﺳـ ــﻘﻲ رﺑـ ــﺎ ﻣﺻـ ــر وﯾﺳـ ــﻘﯾﻧﺎ ﻋﺟﺑـ ــت ﻟﻠﻧﯾ ـ ــل ﯾ ـ ــدري أن ﺑﻠﺑﻠـ ــﻪ
وﻻ ارﺗﺿ ـوا ﺑﻌــدﻛم ﻣــن ﻋﯾﺷــﻬم ﻟﯾﻧــﺎ واﷲ ﻣﺎ طﺎب ﻟﻸﺻـﺣﺎب ﻣـوردﻩ
)(2
وﻗ ـ ـ ـ ــد ﻧﺄﯾﻧـ ـ ـ ـ ــﺎ ٕوان ﻛﻧـ ـ ـ ـ ــﺎ ﻣﻘﯾﻣﯾﻧ ـ ـ ـ ــﺎ ﻟــم ﺗﻧــﺄ ﻋﻧــﻪ ٕوان ﻓﺎرﻗــت ﺷــﺎطﺋﻪ
ﺑﻌ ـ ـ ــد اﻟﻬ ـ ـ ــدوء وﯾﻬﻣ ـ ـ ــﻲ ﻋ ـ ـ ــن ﻣﺂﻗﯾﻧ ـ ـ ــﺎ ﯾﺎ ﺳﺎري اﻟﺑـرق ﯾرﻣـﻲ ﻋـن ﺟواﻧﺣـﻪ
ﻏﺎض اﻷﺳﻰ ﻓﺧﺿـﺑﻧﺎ اﻷرض ﺑﺎﻛﯾﻧـﺎ ﺗرﻗـرق اﻟﻣــﺎء ﻓـﻲ ﻋــﯾن اﻟﺳـﻣﺎء وﻣــﺎ
ﯾﺑﯾـ ـ ــت ﯾﺿـ ـ ــﺣك ﻣﻧـ ـ ــﺎ وﻫـ ـ ــو ﯾﺑﻛﯾﻧـ ـ ــﺎ ﺑ ـ ـ ـ ــﺄﻓق أﻧ ـ ـ ـ ــدﻟس ﺑ ـ ـ ـ ــرق ﯾﺣﯾﯾﻧ ـ ـ ـ ــﺎ
وﺷـ ــﺎﻫدوا وﯾﺣﻛـ ــم ﻓﻌ ـ ــل اﻟﻧـ ــوى ﻓﯾﻧـ ــﺎ ﯾـ ــﺎ آل ودي ﻋـ ــودوا ﻻ ﻋـ ــدﻣﺗﻛم
)(1
أزﻫ ـ ـ ـ ــﺎر أﻧ ـ ـ ـ ــدﻟس ﻫﺑ ـ ـ ـ ــﻲ ﺑوادﯾﻧ ـ ـ ـ ــﺎ ﯾـﺎ ﻧﺳـﻣﺔ ﺿـﻣﺧت أذﯾﺎﻟﻬـﺎ ﺳـﺣ ار
إن اﻷﻧدﻟس ﻣن ﺣﯾث ﻫﻲ ﻣﻧﻔﻰ ارﺗﺑط ﻋﻧد ﺷوﻗﻲ ﺑﺎﻟﺣزن واﻷﻟـم ﻧﺗﯾﺟـﺔ ﺑﻌـدﻩ ﻋـن وطﻧـﻪ،
و ﻗــد ﺗﺟــرع ﻣ ـ اررة ﻫــذا اﻟﻣﻧﻔــﻰ ﻋﻧــدﻣﺎ اﻓﺗﻘــد ﻣﺻــر وﻓﻘــد ﻣﻌﻬــﺎ ﺧﻼﻧــﻪ وأﺻــدﻗﺎءﻩ و ﻣﻌﺟﺑﯾــﻪ،
وأﺻﯾب ﺑﺄزﻣﺔ ﻧﻔﺳـﯾﺔ ﺟﻌﻠﺗـﻪ ﯾﻧـزوي وﻻ ﯾﺧـﺎﻟط أﺣـدا وﻻ ﯾﺧﺎﻟطـﻪ أﺣـد ،واﻟـذي ﯾﺗﺄﻣـل ﺷـﻌرﻩ ﻓـﻲ
)(2
ﻓﺗﺟـدﻩ ﯾﻧـوح ﻣـﻊ ﻗﺻﺎﺋدﻩ اﻷﻧدﻟﺳﯾﺔ ﯾﺣـس ﺟـو اﻻﻛﺗﺋـﺎب واﻟﺣـزن ﻣﺳـﯾط ار ﻋﻠﯾـﻪ ﺳـﯾطرة ﻛﺎﻣﻠـﺔ
ﻧﺎﺋﺢ اﻟطﻠﺢ ﻣﻘﺻوص اﻟﺟﻧﺎح ،وﯾﺑﻛﻲ اﻟﻔراق واﻟﺑﻌد ﻓﻲ ﻧوﻧﯾﺗﻪ ،وﯾﺷﺗﻛﻲ اﻟوﺣدة ﻓﻲ ﺳﯾﻧﯾﺗﻪ.
ﻛﺎن ﻟﻠﻣﻧﻔﻰ ﺗﺄﺛﯾر ﻋﻠﻰ ﺣﯾﺎة ﺷوﻗﻲ وﻋﻠﻰ ﻓﻛرﻩ وﺗوﺟﻬﻪ ،ﻟﻘد ﻛﺎن ﻗﺑل ذﻟـك ﺷـﺎﻋر اﻟﻘﺻـر
أو اﻟــﺑﻼط ؛ ﯾﺻــف اﻟﺣﻔــﻼت واﻟﻣ ـراﻗص وﯾﻌﺑــر ﻋــن ﺗوﺟﻬــﺎت اﻟﻘﺻــر اﻟﺳﯾﺎﺳــﯾﺔ وظــل ﺣﺑــﯾس
اﻟﻣدﯾﺢ ﻵل اﺳﻣﺎﻋﯾل ،ﺑﻌﯾدا ﻋن اﻟﺷﻌب ﯾﻌـﯾش ﻓـﻲ ﺑرﺟـﻪ اﻟﻌـﺎﺟﻲ ﻻ ﯾﻔﻛـر إﻻ ﻓﯾﻣـﺎ ﯾﻔﻛـر ﻓﯾـﻪ
ﻋﺑــﺎس ،وﻫــذﻩ ﻣــن ﺑــﯾن اﻟﻣﺛﺎﻟــب اﻟﺗــﻲ آﺧــذ اﻟﻧﻘــﺎد ﻋﻠﯾﻬــﺎ ﺷــوﻗﻲ ،وﻣــﻧﻬم اﻟﻌﻘــﺎد اﻟــذي رأى ﻓــﻲ
)(3
ﺷوﻗﻲ ﺷﺎﻋ ار ﺑﻼطﯾﺎ وﺑوﻗﺎ ﻟﻠﻘﺻر.
ﻟﻘــد ﻛــﺎن ﺷــوﻗﻲ ﯾﻌــﯾش ﻟﻠﻘﺻــر ،وﻟــم ﯾﻛــن ﯾﻌــﯾش ﻟﻠﺷــﻌب ،ﻣــن أﺟــل ذﻟــك ﻗﺻــر ﺗﻘﺻــﯾ ار
واﺿـﺣﺎ ﻓــﻲ ﻣواﻗــف ﺷــﻌﺑﯾﺔ ﻛﺎﻧــت ﺗﺳــﺗﺣق ﻣﻧــﻪ أن ﯾﺗﻐﻧـﻰ ﻓــﻲ أﺛﻧﺎﺋﻬــﺎ ﺑــﺂﻻم ﺷــﻌﺑﻪ ،ﻏﯾــر أﻧــﻪ ﻟــم
)(1
وﺷـﻧق اﻷﺑرﯾـﺎء وﺟﻠـد اﻟﻣﺳـﺎﻛﯾن ظﻠﻣـﺎ وﺛـﺎرت ﺛـﺎﺋرة ﯾﻔﻌل ،ﻓﺣﯾن وﻗﻌـت ﻣﺟـﺎزر " دﻧﺷـواي "
اﻟﺷـﻌب اﻧطﻠﻘــت أﻟﺳـﻧﺔ اﻟﺷــﻌراء ﻛﺣـﺎﻓظ اﺑـراﻫﯾم وأﺣﻣـد ﻣﺣــرم وﻏﯾرﻫﻣـﺎ ﺑﯾﻧﻣــﺎ ﺑﻘـﻲ ﻟﺳــﺎن ﺷــﺎﻋر
)(2
اﻟﺧدﯾوي ﺻﺎﻣﺗﺎ ﻻ ﯾﺗﺣرك إﻻ ﺑﻌد ﻣرور ﻋﺎم ﻛﺎﻣل ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺣﻧﺔ
إن ﺷــوﻗﻲ ﻗﺑــل اﻟﻣﻧﻔــﻰ ﻋــﺎش ﺷــﺎﻋ ار ارﺳــﺗﻘراطﯾﺎ ﯾﺧــﺎﻟط أﺻــﺣﺎب اﻟﻔﺧﺎﻣــﺔ واﻷﻟﻘــﺎب واﻟﺟــﺎﻩ
واﻟﻣﻧﺎﺻب وﻣﻣن ﯾﺷﺎﻛﻠوﻧﻪ ﻣن اﻷﻏﻧﯾﺎء اﻟﻣﺗرﻓﯾن ،ﻓﻬو ﻟم ﯾﻌرف ﺣﯾﺎة اﻟﺷﻘﺎء وﻟم ﯾﺗﺧﻧدق ﻣﻊ
اﻷﺷﻘﯾﺎء اﻟﻛﺎدﺣﯾن ﻣن ﺑﻧﻲ وطﻧﻪ.
إن اﻟﻣﻧﻔﻰ ٕوان ﻛﺎن ﻧﻘﻣﺔ ﻋﻠﻰ ﺷوﻗﻲ إﻻ أﻧﻪ ﺣررﻩ ﻣن ﻗﯾد اﻟﻘﺻر وﻣن ﺣﯾﺎﺗﻪ اﻟرﺗﯾﺑﺔ ﻓـﻲ
ظل اﻟﺧدﯾوي ،ﻓﺎﻟﺣزن واﻷﻟم ﻟﻔراق اﻟوطن وﻗﻠﺔ اﻟﻣـﺎل ،ﻟـم ﯾﻛـن ﺷـوﻗﻲ ﻟﯾﻌرﻓﻬـﺎ ﻗﺑـل ذﻟـك ﻟـوﻻ
اﻟﻣﻧﻔﻰ ،ﻟﻛﻧﻬﺎ ﺻﻬرت ﻧﻔﺳﻪ ﻟﺗﺧرج ﻟﻧﺎ ﺷﺧﺻﯾﺔ ﺛﺎﻧﯾﺔ ؛ ﺷﺧﺻﯾﺔ ﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﺎﻟوطن ﻣﻬﺗﻣـﺔ ﺑـﺂﻻم
اﻟﻧــﺎس ﻣﺗﻐﻧﯾــﺔ ﺑﻘﺿــﺎﯾﺎ اﻷﻣــﺔ ،ﻟﺗﻧﻘﻠــب اﻟﻣﺣﻧــﺔ إﻟــﻰ ﻣﻧﺣــﺔ ﻓــﻲ ﺣﯾــﺎة ﺷــوﻗﻲ ﻛﻣــﺎ ﻋﺑــر ﻋــن ذﻟـك
ﺷوﻗﻲ ﺿـﯾف ﺑﻘوﻟـﻪ » :ﻓﻠﯾﺣـزن ﺷـوﻗﻲ ،ﻟﯾﺣـزن ﻣـن ﻏرﺑﺗـﻪ ،وﻟﯾﺣـزن ﻣـن ﻣﺿـﺎﯾﻘﺔ اﻷﻧﺟﻠﯾـز
ﻟﻪ ﻓﯾﻣﺎ ﯾرﺳل أﻟﯾﻪ ﻣن أﻣواﻟﻪ ،وﻟﯾﺣزن ﻋﻠﻰ ﻋﺷﻪ ﻓﻲ ﻛرﻣﺔ اﺑن ﻫﺎﻧﺊ ،وﻟﯾﺣزن ﻋﻠﻰ وظﯾﻔﺗﻪ
ﻓﻲ اﻟﻘﺻر ،وﻟﯾﺣزن ﻋﻠﻰ ﻣﺎ أﺻﺎب أﻣﯾرﻩ ﻋﺑﺎﺳﺎ ،وﻟﯾﺣـزن ﻟﻬـذا اﻟﻣﻧﻔـﻰ واﻟﺗﺷـرﯾد ،ﻓﻔـﻲ ﻛـل
ذﻟك أﺣﻼم ﺟدﯾدة ﺳـﺗﺗﺣﻘق ﻟﺷـﻌرﻧﺎ اﻟﻣﺻـري ،ﻓﻘـد أﺻـﺑﺢ أﻣﯾـر ﻫـذا اﻟﺷـﻌر ﻣﻧﻛـودا ،وﻻ ﯾزﯾـد
ذﻟك رﺑﺔ اﻟﺷﻌر إﻻ ﻓرﺣﺎ ﻋﻠﻰ ﻓرح ،ﻓﺈن ﺻوت ﺷوﻗﻲ ﯾﺗﻛﺎﻣل ﻟﻪ اﻟﻠﺣن ،ﻓﻘد ﻛﺎن اﻟﺑﻠﺑل ﻣـن
ﻗﺑل أﺳﯾ ار ،وﻛـﺎن ﻻ ﯾﻐﻧـﻲ إﻻ ﻣـدﯾﺣﺎ ﻣﺗﺷـﺎﺑﻬﺎ ﻓـﻲ أﻏﻠـب أﺣواﻟـﻪ ،وﻟـم ﯾﻌـرف ﺷـﯾﺋﺎ ﻋـن ﻣﺣـن
اﻟﺣﯾــﺎة وآﻻم اﻟﻧــﺎس ،ﻓــﺎﻵن ﻟــﻪ ﻧﻔﺳــﻪ اﻟﺷــﺎﻋرة ،واﻵن ﯾ ــﺗم ﻟــﻪ ﺻــوﺗﻪ ﻓﻘــد أﺣــس اﻟﺣﯾــﺎة ﻣــن
-1ﯾﻧظر ﺗﻔﺎﺻﯾل اﻟﺣﺎدﺛﺔ ﻓﻲ " ﺷوﻗﻲ ﺷﺎﻋر اﻟﻌﺻر اﻟﺣدﯾث " ص 20
-2ﯾﻧظر :اﻷﺷﺗر ،أﻧدﻟﺳﯾﻠت ﺷوﻗﻲ ص 13
21
أﺣﻤﺪ ﺷﻮ و ﻧﺪﻟﺲ
)(1
وﻫﺎﻫﻲ ﻧﯾران اﻟﺣﻧﯾن ﺗﺿطرم ﻓﻲ ﻗﻠـب اﻟﺷـﺎﻋر طرﻓﯾﻬﺎ ؛ اﻟﻠذة واﻷﻟم ،واﻟﻧﻌﯾم واﻟﺣرﻣﺎن «.
اﻟﺷــﺎﻋر وﺗﻠﻬــب أﺷ ـواق اﻟﻔ ـؤاد ﻓﯾﺻــدح اﻟﺑﻠﺑــل ﻣﻐﻧﯾــﺎ ﻣﺻــر وﻧﯾﻠﻬــﺎ ﺑﻌــد إﺣﺳﺎﺳــﻪ ﺑﺎﻟظﻣــﺄ ﻓﯾﻘــول
ﺳﺎﺋﻼ ﻗطرات ﻣن ﻣﺎﺋﻪ :
ﻋﻬ ــد اﻟوﻓـ ــﺎء – ٕوان ﻏﺑﻧـ ــﺎ – ﻣﻘﯾﻣﯾﻧـ ــﺎ ﯾــﺎ ﺳــﺎﻛﻧﻲ ﻣﺻــر إﻧــﺎ ﻻ ﻧـزال ﻋﻠــﻰ
ﺷـ ـ ـ ــﯾﺋﺎ ﻧﺑـ ـ ـ ــل ﺑـ ـ ـ ــﻪ أﺣﺷـ ـ ـ ــﺎء ﺻـ ـ ـ ــﺎدﯾﻧﺎ ﻫـ ــﻼ ﺑﻌﺛـ ــﺗم ﻟﻧـ ــﺎ ﻣـ ــن ﻣـ ــﺎء ﻧﻬ ـ ــرﻛم
)(2
ﻣـ ـ ــﺎ أﺑﻌ ـ ــد اﻟﻧﯾ ـ ــل إﻻ ﻋ ـ ــن أﻣﺎﻧﯾﻧـ ـ ــﺎ ﻛـ ـ ــل اﻟﻣﻧﺎﻫـ ـ ــل ﺑﻌـ ـ ــد اﻟﻧﯾـ ـ ــل آﺳـ ـ ــﻧﺔ
ﺷــوﻗﻲ اﻟــذي ﻛــﺎن ﺷــدﯾد اﻟﺻــﻠﺔ واﻟﺷــﺑﻪ ﺑــﺄﺑﻲ اﻟطﯾــب اﻟﻣﺗﻧﺑــﻲ أﺷــﻬر ﺷــﻌراء اﻟﻣــدﯾﺢ وﻣــن
أﺻﺣﺎب اﻟﺷﻌر اﻟرﺳﻣﻲ ﻻ ﯾﻬﻣﻪ اﻟﺷﻌر اﻟوﺟداﻧﻲ إﻻ ﻓﻲ اﻟﻧﺎدر ،أو أن ﺻﻠﺗﻪ ﺑﺎﻟﻘﺻر ﺣﺗّﻣت
ﻋﻠﯾﻪ ذﻟك ،ﯾﺗﺣول إﻋﺟﺎﺑﻪ إﻟﻰ اﺑن زﯾدون اﻟﺷﺎﻋر اﻷﻧدﻟﺳﻲ ﺻﺎﺣب اﻟﺷﻌر اﻟرﻗﯾق ﻓﯾﻌﺎرﺿـﻪ
ﻓﻲ ﻧوﻧﯾﺗﻪ ﺑﻧوﻧﯾﺔ ﯾﺑث ﻓﯾﻬﺎ ﺣﺑﻪ وﺷوﻗﻪ إﻟﻰ ﻣﺻر.
وﻟﻣـﺎ وﺿـﻌت اﻟﺣـرب أوزارﻫـﺎ وأﻋﻠﻧـت اﻟﻬدﻧـﺔ وﻫـدأت أﺻـوات اﻟﻣـداﻓﻊ ﻋـﺎم 1918م وظـن
ﺷــوﻗﻲ أﻧﻬــﺎ اﻟﻠﺣظــﺔ اﻟﻣﻧﺗظ ـرة ،وأﻧــﻪ ﺳــﯾﻌود إﻟــﻰ وطﻧــﻪ ؛ إﻟــﻰ ﻣﺻــر ٕواﻟــﻰ ﺗﻠــك اﻟﻌﺟــوز اﻟﺗــﻲ
وﻫم ﺑﺎﻟرﺣﯾل إﻻّ أن اﻟﺳﻠطﺎت ﻟم ﺗﺳـﻣﺢ ﻟـﻪ ﺑـﺎﻟرﺟوع ﻓـو ار ،وﺟـﺎءت
ﺧﻠﻔﻬﺎ ﻓﻲ ﺣﻠوان ﻣرﯾﺿﺔّ ،
ﺑرﻗﯾﺔ ﻣن ﻣﺻر ﺗﺣﻣل ﺧﺑر وﻓﺎة أﻣﻪ ،ﻓﯾﻐﺗم اﻟﺷﺎﻋر وﯾﻠﻔﻪ اﻟﺣزن ﻓﯾﻠوذ ﺑﺎﻟﺷﻌر ﻟﯾﻛﺗب ﻣرﺛﯾﺗﻪ
ﻓﻲ أﻣﻪ :
َﻓﯾـﺎ َوﯾ َـﺢ َﺟﻧﺑــﻲ َﻛـم َﯾﺳــﯾ ُل َو َﻛـم َﯾــدﻣﻰ ـب َوِاﻧـ ـ ـ َـزوى اﻟﺟﻧـ ـ ـ ُ
َﻓﻣـ ـ ــﺎ َﻫﺗَﻔ ـ ــﺎ َﺣﺗّـ ـ ــﻰ َﻧ ـ ـ ـ از َ
)(1
ـوت ِﻣــن َﺑﯾﻧِﻬــﺎ َﺣﺗﻣــﺎـﺎء اﻟﻣـ ِ
َ
وﻻ َﻛﻠِﻘـ ِ
َ
ـﺎدﯾر ِ
ﻧﺎﻓـ ـ ـ ـ ـ ــذاً ﺎﻟﻣﻘـ ـ ـ ـ ـ ـ ِ
َوﻟَـ ـ ـ ـ ـ ــم أ ََر ُﺣﻛﻣ ـ ـ ـ ـ ـ ـﺎً َﻛ َ
وﻟﻣﺎ ﻟم ُﯾﺳﻣﺢ ﻟﺷوﻗﻲ ﺑﻣﻐﺎدرة اﺳﺑﺎﻧﯾﺎ إﻟـﻰ ﻣﺻـر ﻓﻛـر ﻓـﻲ زﯾـﺎرة ﻣﻌـﺎﻟم اﻷﻧـدﻟس وﻣﻌﺎﯾﻧـﺔ ﻣـﺎ
ﻓﻲ ﻣدﻧﻬﺎ ﻣن آﺛﺎر ﻋرﺑﯾﺔ ٕواﺳﻼﻣﯾﺔ ،ﺑدأ ﺑزﯾﺎرة اﻟﺟزر اﻟﻘرﯾﺑﺔ ﻣن ﺑرﺷﻠوﻧﺔ ،ﺛم ﻗﺿﻰ أﺳـﺑوﻋﺎ
ﻓــﻲ "ﺑﻠﻣــﺎ" ،ﺑﻌــدﻫﺎ ﺳــﺎﻓر إﻟــﻰ "ﻣدرﯾــد" ﻋﺎﺻــﻣﺔ إﺳــﺑﺎﻧﯾﺎ ،وﻫــﻲ )ﻣﺟ ـرﯾط( اﻟﺗــﻲ ﺑﻧﺎﻫــﺎ اﻟﻌــرب
اﻟﻣﺳﻠﻣون ﺷـﻣﺎﻟﻲ اﻷﻧـدﻟس ،ﺛـم ﻣـر ﺳـرﯾﻌﺎ ﺑطﻠﯾطﻠـﺔ ،وﻋ ّـرج ﺑﻌـدﻫﺎ ﻋﻠـﻰ ﻗرطﺑـﺔ ذات اﻟﺗـﺎرﯾﺦ
اﻟﻣﺟﯾد وﻋﺎﺻـﻣﺔ اﻟزﻣـﺎن ،ﺛـم ﻏرﻧﺎطـﺔ اﻟﺷـﺎﻣﺧﺔ .ﻟﯾﻘـف ﺷـوﻗﻲ أﻣـﺎم ﻫـذﻩ اﻟﻣﻌـﺎﻟم ﻟﻛﻧﻬـﺎ ﻟـم ﺗﻌـد
اﻣﺣت وأﺻـﺑﺣت ﻛﺑـﺎﻗﻲ اﻟوﺷـم ﻓـﻲ ظـﺎﻫر اﻟﯾـد ،ﯾﻘـف إذا ﺷـوﻗﻲ
ﻛﻣﺎ ﻛﺎﻧت ،ﻓﺳﯾﻣﺎت اﻟﻌروﺑﺔ ّ
ﻋﻠﻰ ﻫذﻩ اﻟﻣﻌﺎﻟم اﻷﻧدﻟﺳﯾﺔ وﻗﻔﺔ اﻟﺑﺣﺗري ﻋﻠﻰ إﯾوان ﻛﺳرى ﻓﯾﺳﺗﻧﺳﺦ اﻟﺳﯾﻧﯾﺔ اﻟﺷﻬﯾرة ﺑﺳﯾﻧﯾﺗﻪ
ﻗدم ﻟﻬﺎ ﺑﻣﺎ ﯾﻠﻲ » :ﻟﻣﺎ وﺿﻌت اﻟﺣرب اﻟﺷؤﻣﻰ أوزارﻫﺎ ،وﻓﺿﺣﻬﺎ اﷲ ﺑﯾن ﺧﻠﻘـﻪ وﻫﺗـك
اﻟﺗﻲ ّ
ـﺑﺣت ٕواذا اﻟﻌـوادي ُﻣﻘﺻـرة ! واﻟـدواﻋﻲ ﻏﯾـر
إزارﻫﺎ ،ورﱠم ﻟﻬم رﺑوع اﻟﺳﻠم ،وﺟدد ﻣزارﻫـﺎ ؛ أﺻ ُ
ﻣﻘﺻرةٕ ،واذا اﻟﺷوق إﻟﻰ اﻷﻧدﻟس أﻏﻠب ،واﻟﻧﻔس ﺑﺣق زﯾﺎرﺗﻪ أطﻠب ،ﻓﻘﺻدﺗﻪ ﻣـن ﺑرﺷـﻠوﻧﺔ
ّ
وﺑﯾﻧﻬﻣ ــﺎ ﻣﺳ ــﯾرة ﯾ ــوﻣﯾن ﺑﺎﻟﻘط ــﺎر اﻟﻣﺟ ــد ،واﻟﺑﺧ ــﺎر اﻟﻣﺷ ــﺗد ،أو ﺑﺎﻟﺳ ــﻔن اﻟﻛﺑ ــرى اﻟﺧﺎرﺟ ــﺔ إﻟ ــﻰ
اﻟﻣﺣﯾط ،اﻟطﺎوﯾﺔ اﻟﻘدﯾم ﻧﺣو اﻟﺟدﯾد ﻣن ﻫذا اﻟﺑﺳﯾط ،ﻓﺑﻠﻐت اﻟـﻧﻔس ﺑﻣـرآﻩ اﻷرب ،واﻛﺗﺣﻠـت
اﻟﻌﯾن ﻓﻲ ﺛراﻩ ﺑﺂﺛﺎر اﻟﻌربٕ ،واﻧﻬـﺎ ﻟﺷـﺗﻰ اﻟﻣواﻗـﻊ ،ﻣﺗﻔرﻗـﺔ اﻟﻣطـﺎﻟﻊ ،ﻓـﻲ ذﻟـك اﻟﻔﻠـك اﻟﺟـﺎﻣﻊ،
ﯾﺳري زاﺋرﻫﺎ ﻣن ﺣرم ،ﻛﻣن ﯾﻣﺳﻲ ﺑﺎﻟﻛرﻧك وﯾﺻﺑﺢ ﺑـﺎﻟﻬرم ،ﻓـﻼ ﺗﻘـﺎرب ﻏﯾـر اﻟﻌﺗـق و اﻟﻛـرم
) :طﻠﯾطﻠﺔ ( ﺗطل ﻋﻠﻰ ﺟﺳرﻫﺎ اﻟﺑﺎﻟﻲ ،و ) إﺷﺑﯾﻠﯾﺔ ( ﺗﺷﺑل ﻋﻠﻰ ﻗﺻرﻫﺎ اﻟﺧﺎﻟﻲ،و) ﻗرطﺑﺔ(
ﻣﻧﺗﺑذة ﻧﺎﺣﯾﺔ ﺑﺎﻟﺑﯾﻌﺔ اﻟﻐراء ،و) ﻏرﻧﺎطـﺔ ( ﺑﻌﯾـدة ﻣـزار اﻟﺣﻣـراء ،وﻛـﺎن اﻟﺑﺣﺗـري – رﺣﻣـﻪ اﷲ
)(2
– رﻓﯾﻘﻲ ﻓﻲ ﻫذا اﻟﺗرﺣﺎل ،وﺳﻣﯾري ﻓﻲ اﻟرﺣﺎل «..
ــرب ،وأطـوي اﻟــﺑﻼد َﺣزﻧـﺎ ﻟــدﻫس أﻧظ ــم اﻟﺷ ــرق ﻓ ــﻲ ) اﻟﺟزﯾـ ـرة ( ﺑﺎﻟﻐ ـ ـ
وﻣﻧـ ـ ـ ــﺎر ﻣـ ـ ـ ــن اﻟطواﺋـ ـ ـ ــف طﻣـ ـ ـ ــس ﻓ ـ ـ ـ ــﻲ دﯾ ـ ـ ـ ــﺎر ﻣ ـ ـ ـ ــن اﻟﺧﻼﺋ ـ ـ ـ ــق درس
ن ﺧﺿر ،وﻓﻲ ذرى اﻟﻛرم طﻠس ورﺑـ ــﻰ ﻛﺎﻟﺟﻧـ ــﺎن ،ﻓـ ــﻲ ﻛﻧـ ــف اﻟزﯾﺗـ ــو
ﻟﻣﺳ ــت ﻓﯾ ــﻪ ﻋﺑـ ـرة اﻟ ــدﻫر ﺧﻣﺳ ــﻲ ﻟ ـ ـ ــم ﯾرﻋﻧ ـ ـ ــﻲ ﺳـ ـ ـ ــوى ﺛ ـ ـ ــرى ﻗرطﺑ ـ ـ ــﻲ
ﺗﻣﺳـ ــك اﻷرض أن ﺗﻣﯾـ ــد وﺗرﺳ ـ ــﻲ ﻗرﯾ ـ ـ ــﺔ ﻻ ﺗُﻌ ـ ـ ـ ّـد ﻓ ـ ـ ــﻲ اﻷرض ﻛﺎﻧ ـ ـ ــت
ﻓ ـ ــﺄﺗﻰ ذﻟ ـ ــك اﻟﺣﻣ ـ ــﻰ ﺑﻌ ـ ــد ﺣـ ـ ـدس رﻛـ ـ ــب اﻟـ ـ ــدﻫر ﺧـ ـ ــﺎطري ﻓـ ـ ــﻲ ﺛ ارﻫـ ـ ــﺎ
ـ ــﻬﺎ ﻣـ ــن اﻟﻌـ ــز ﻓـ ــﻲ ﻣﻧـ ــﺎزل ﻗﻌـ ــس ﻓﺗﺟﻠـ ـ ــت ﻟ ـ ـ ــﻲ اﻟﻘﺻ ـ ـ ــور وﻣـ ـ ــن ﻓﯾ ـ ـ ـ ـ
ل اﻟﻣﻌ ـ ـ ــﺎﻟﻲ و ﻻ ﺗ ـ ـ ــردت ﺑ ـ ـ ــﻧﺟس ﻣــﺎ ﺿــﻔت ﻗــط ﻓــﻲ اﻟﻣﻠــوك ﻋﻠــﻰ ﻧــذ
ﻓﯾـ ــﻪ ﻣـ ــﺎل اﻟﻌﻘـ ــول ﻣـ ــن ﻛـ ــل درس وﻛ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺄﻧﻲ ﺑﻠﻐ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــت ﻟﻠﻌﻠ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــم ﺑﯾﺗ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎ
ﺣﺟ ـ ـ ــﺔ اﻟﻘ ـ ـ ــوم ﻣ ـ ـ ــن ﻓﻘﯾ ـ ـ ــﻪ وﻗ ـ ـ ــس ﻗُ ُدﺳـ ـ ـ ــﺎ ﻓـ ـ ـ ــﻲ اﻟـ ـ ـ ــﺑﻼد ﺷـ ـ ـ ــرﻗﺎ وﻏرﺑـ ـ ـ ــﺎ
ﺻــر ﻧــور اﻟﺧﻣــﯾس ﺗﺣــت اﻟــدرﻓس وﻋﻠـ ـ ـ ـ ــﻰ اﻟﺟﻣﻌـ ـ ـ ـ ــﺔ اﻟﺟﻼﻟـ ـ ـ ـ ــﺔ واﻟﻧـ ـ ـ ـ ــﺎ
وﯾﺣﻠ ـ ـ ــﻰ ﺑﻬ ـ ـ ــﺎ ﺟﺑ ـ ـ ــﯾن ) اﻟﺑـ ـ ـ ـرﻧس( ﯾﻧ ـ ـ ــزل اﻟﺗ ـ ـ ــﺎج ﻣ ـ ـ ــن ﻣﻔ ـ ـ ــرق ) دون (
وﺳــﺣﺎ اﻟﻘﻠــب ﻣــن ﺿــﻼل وﻫﺟــس ﺳـ ـ ـ ــﻧﺔ ﻣـ ـ ـ ــن ﻛـ ـ ـ ــرى وطﯾـ ـ ـ ــف أﻣـ ـ ـ ــﺎن
)(1
ٕواذا اﻟﻘ ـ ــوم ﻣ ـ ــﺎﻟﻬم ﻣ ـ ــن ﻣﺣ ـ ــس ٕواذا اﻟـ ـ ـ ــدار ﻣـ ـ ـ ــﺎ ﺑﻬـ ـ ـ ــﺎ ﻣـ ـ ـ ــن أﻧـ ـ ـ ــﯾس
ﻛ ـ ــﺄﻧﻲ ﻗ ـ ــد ﻟﻘﯾ ـ ــت ﺑ ـ ــك اﻟﺷ ـ ــﺑﺎﺑﺎ وﯾ ـ ــﺎ وطﻧـ ـ ــﻲ ﻟﻘﯾﺗ ـ ــك ﺑﻌـ ـ ــد ﯾ ـ ــﺄس
إذا رزق اﻟﺳـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻼﻣﺔ واﻹﯾﺎﺑ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎ وﻛـ ـ ـ ــل ﻣﺳـ ـ ـ ــﺎﻓر ﺳـ ـ ـ ــﯾﺋوب ﯾوﻣـ ـ ـ ــﺎ
ﻋﻠﯾ ـ ـ ــﻪ أﻗﺎﺑ ـ ـ ــل اﻟﺣ ـ ـ ــﺗم اﻟﻣﺟﺎﺑ ـ ـ ــﺎ وﻟـ ــو أﻧـ ــﻲ دﻋﯾـ ــت ﻟﻛﻧـ ــت دﯾﻧـ ــﻲ
إذا ﻓﻬ ـ ـ ـ ــت اﻟﺷ ـ ـ ـ ــﻬﺎدة واﻟﻣﺗﺎﺑ ـ ـ ـ ــﺎ أدﯾـ ــر إﻟﯾـ ــك ﻗﺑـ ــل اﻟﺑﯾـ ــت وﺟﻬـ ــﻲ
ﻣﻘﻠ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــدة أزﻣﺗﻬـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎ ط ارﺑ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎ وﻗ ـ ـ ــد ﺳ ـ ـ ــﺑﻘت رﻛـ ـ ــﺎﺋﺑﻲ اﻟﻘ ـ ـ ــواﻓﻲ
وﺗﻘـ ـ ـ ـ ــﺗﺣم اﻟﻠﯾـ ـ ـ ـ ــﺎﻟﻲ ﻻ اﻟﻌﺑﺎﺑـ ـ ـ ـ ــﺎ ﺗﺟـ ــوب اﻟـ ــدﻫر ﻧﺣـ ــوك واﻟﻔﯾـ ــﺎﻓﻲ
)(1
ﻋﻠـ ــﻰ ﺗﺎﺟﯾ ــك ﻣؤﺗﻠﻘـ ــﺎ ﻋﺟﺎﺑـ ــﺎ وﺗﻬـ ـ ـ ــدﯾك اﻟﺛﻧـ ـ ـ ــﺎء اﻟﺣـ ـ ـ ــر ﺗﺎﺟـ ـ ـ ــﺎ
وﻻ ﯾﻧﺳﻰ اﻟﺷﺎﻋر ﺑﻼد اﻟﻣﻧﻔﻰ اﻷﻧدﻟس اﻟﺗﻲ ودﻋﻬﺎ ،وﯾﻘر ﻟﻬﺎ ﺑﺎﻟﻔﺿل ﻓﻘد ﻛﺎﻧت ﻟﻪ ﺣر از
ﻣن اﻟﺣﺎﻗدﯾن واﻟﺣﺎﺳدﯾن واﻟﺧوﻧﺔ ﻓﯾﻘول ﻓﻲ ذﻟك :
ﺛﻧ ـ ـ ـ ـ ــﺎﺋﻲ إن رﺿ ـ ـ ـ ـ ــﯾت ﺑ ـ ـ ـ ـ ــﻪ ﺛواﺑ ـ ـ ـ ـ ــﺎ وداﻋ ـ ـ ـ ــﺎ أرض أﻧ ـ ـ ـ ــدﻟس ،وﻫ ـ ـ ـ ــذا
وﻛ ـ ـ ـ ــم ﻣـ ـ ـ ــن ﺟﺎﻫـ ـ ـ ــل أﺛﻧـ ـ ـ ــﻰ ﻓﻌﺎﺑ ـ ـ ـ ــﺎ وﻣ ـ ـ ـ ـ ــﺎ أﺛﻧﯾ ـ ـ ـ ـ ــت إﻻ ﺑﻌ ـ ـ ـ ـ ــد ﻋﻠ ـ ـ ـ ـ ــم
ذ ار ﻣ ـ ـ ـ ـ ــن واﺋ ـ ـ ـ ـ ــل ،وأﻋ ـ ـ ـ ـ ــز ﻏﺎﺑ ـ ـ ـ ـ ــﺎ ﺗﺧ ـ ـ ــذﺗك ﻣـ ـ ـ ــوﺋﻼ ﻓﺣﻠﻠ ـ ـ ــت أﻧـ ـ ـ ــدى
ﻗﺿـ ـ ــﺎﻫﺎ ﻓـ ـ ــﻲ ﺣﻣـ ـ ــﺎك ﻟـ ـ ــﻲ اﻏﺗ ارﺑـ ـ ــﺎ ﻣﻐـ ـ ـ ـ ـ ــرب آدم ﻣـ ـ ـ ـ ـ ــن دار ﻋـ ـ ـ ـ ـ ــدن
ﻓﯾـ ـ ـ ـ ــﺎ ﻟﻣﻔـ ـ ـ ـ ــﺎرق ﺷ ـ ـ ـ ـ ــﻛر اﻏﺗ ارﺑـ ـ ـ ـ ــﺎ!! ﺷــﻛرت اﻟﻔﻠــك ﯾ ــوم ﺣوﯾــت رﺣﻠــﻲ
ﻛـ ــﺄﻧف اﻟﻣﯾـ ــت ﻓـ ــﻲ اﻟﻧـ ــزع اﻧﺗﺻـ ــﺎﺑﺎ ﻓﺄﻧـ ـ ــت أرﺣﺗﻧـ ـ ــﻲ ﻣـ ـ ــن ﻛـ ـ ــل أﻧـ ـ ــف
ﺑوﺟ ـ ـ ـ ـ ــﻪ ﻛ ـ ـ ـ ـ ــﺎﻟﺑﻐﻲ رﻣ ـ ـ ـ ـ ــﻰ اﻟﻧﻘﺎﺑ ـ ـ ـ ـ ــﺎ وﻣﻧظـ ـ ـ ـ ــر ﻛـ ـ ـ ـ ــل ﺧ ـ ـ ـ ـ ـوان ﯾ ارﻧـ ـ ـ ـ ــﻲ
)(2
إذا أﺧﻼﻗﻬ ـ ـ ـ ـ ـ ــم ﻛﺎﻧ ـ ـ ـ ـ ـ ــت ﺧ ارﺑ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎ وﻟ ـ ـ ـ ـ ــﯾس ﺑﻌ ـ ـ ـ ـ ــﺎﻣر ﺑﻧﯾ ـ ـ ـ ـ ــﺎن ﻗ ـ ـ ـ ـ ــوم
ﯾﻣﯾز ﻛﺛﯾر ﻣن اﻟﺑﺎﺣﺛﯾن واﻟدارﺳﯾن ﻟﺷﻌر ﺷوﻗﻲ ﺑﯾن ﻣﺎ ﯾﺳﻣﻰ ﺑﺎﻷﻧدﻟﺳﯾﺎت وﺑﻘﯾﺔ ﺷﻌرﻩ،
وﻟﻛن ﻣﺎذا ﯾﻘﺻد ﺑﺎﻷﻧدﻟﺳﯾﺎت ؟ وﻣﺎ ﻫﻲ اﻟﻣﺣددات ﻟﻬذﻩ اﻟﺗﺳﻣﯾﺔ ؟ ﺗَطرح ﻫذﻩ اﻷﺳﺋﻠﺔ
إﺷﻛﺎﻟﯾﺎت ﺛﻼث
إﺷﻛﺎﻟﯾﺔ :1ﻫل ﻫﻲ ﻣﺎ ذﻛر ﻓﯾﻬﺎ اﻷﻧدﻟس وﻛﺎﻧت ﻣوﺿوﻋﺎ ﻟﻬﺎ ؟ ) دﻟﯾل ﻣوﺿوﻋﺎﺗﻲ (
ﯾﺑــدو أن أول طﯾــف ﻟﻸﻧــدﻟس ﻓــﻲ ﺷــﻌر ﺷ ـوﻗﻲ ﯾط ــل ﻋﻠﯾﻧــﺎ ﻣــن وراء ﻗﺎﻓﯾــﺔ ﺑﯾــت ﻟــﻪ ﻣــن
ﻗﺻــﯾدة أﻟﻘﺎﻫــﺎ ﻋــﺎم 1894م ﻓــﻲ ﻣــؤﺗﻣر اﻟﻣﺳﺗﺷــرﻓﯾن اﻟــدوﻟﻲ اﻟﻣﻧﻌﻘــد ﻓــﻲ ﺟﯾﻧﯾــف .ﻋــرض ﻓﯾــﻪ
ﻟرﺳــﺎﻟﺔ اﻹﺳــﻼم اﻟﺗــﻲ ﻧﺑﺗــت ﻓــﻲ اﻟﺑﯾــداء واطﻠﻌــت ﻣــن اﻟﺻــﺣﺎري ﻣــن ﻗﻠــب اﻟﺧﯾــﺎم أﺳــودا ﻓﺗﺣ ـوا
اﻟدﻧﯾﺎ وﻗﺎدوﻫﺎ ﻧﺣو اﻟﻧور وﻧﺷروا ﻓﯾﻬﺎ اﻟﺣﺿﺎرة وﺣﻛﻣوا ﺑﻌدﻟﻬم اﻷرض وﻋﻠﻰ ذﻟك :
)(1
ﻓﻬذﻩ اﻟﺣﻣراء رﻣز اﻟﺣﻛم اﻟﻌرﺑﻲ و اﻟﺣﺿﺎرة اﻹﺳﻼﻣﯾﺔ ﻓﻲ اﻷﻧدﻟس
وﻫﻧﺎك ﻗﺻﯾدة رﻓﻌﻬﺎ ﻟﻠﺳﻠطﺎن ﻋﺑد اﻟﺣﻣﯾد ﻋﻧد ﻧزوﻟﻪ ﺿﯾﻔﺎ ﻋﻠﯾﻪ ﻓﻲ اﻷﺳﺗﺎﻧﺔ ﯾﻘول ﻓﯾﻬﺎ :
)(1
ﺛم ﯾﺿﺣﻲ وﻧﺎﺳﻪ أﻋﺟﺎم وﯾﺑﯾت اﻟزﻣﺎن أﻧدﻟﺳﯾﺎ
)(2
ﻧﺳﻼ وﻻ ﺑﻐداد ﻣن أﻣﺛﺎﻟﻪ ﻟم ﺗﻛﺛر اﻟﺣﻣراء ﻣن ﻧظراﺋﻪ
وﺗﻌود ﺻورة اﻷﻧدﻟس ﻣرة راﺑﻌﺔ ﻋﻧدﻣﺎ ﯾزور اﻟﺧدﯾوي ﻋﺑﺎس ﻣدﯾﻧﺔ طﻧطﺎ وﻟﻠﺧدﯾوي ﯾد
ﻋﻠﻰ ﻫذﻩ اﻟﺑﻠدة ﺣﯾن ﺑﻌث اﻟﺣﯾﺎة و اﻟﻌﻣران ﻓﻲ رﺳﻣﻬﺎ اﻟﺑﺎﻟﻲ ـ ـ ﻛﻣﺎ ﯾﻘول ﺷوﻗﻲ ـ ـ وﻓﺟر ﻓﯾﻬﺎ
)(3
ﻋﯾون اﻟﻌﻠم ﺑﺈﺷﺎدة اﻟﻣﻌﺎﻫد واﻟﻣدارس
وﺣﯾن ﺳﻘطت ﻣﻘدوﻧﯾﺎ ﺗذﻛر ﺷﺎﻋرﻧﺎ اﻷﻧدﻟس وﺟﻌﻠﻬﻣﺎ أﺧﺗﯾن ﻓﺑﻛﻰ اﻷﻧدﻟس اﻟﺟدﯾدة )ﻣﻘدوﻧﯾﺎ(
ﻫوت اﻟﺧﻼﻓﺔ ﻋﻧك واﻹﺳﻼم ﯾﺎ أﺧت أﻧدﻟس ﻋﻠﯾك ﺳﻼم ﻗﺎﺋﻼ :
)(4
طوﯾت وﻋم اﻟﻌﺎﻟﻣﯾن ظﻼم ﻧزل اﻟﻬﻼل ﻋن اﻟﺳﻣﺎء ﻓﻠﯾﺗﻬﺎ
ﻓﻲ ﻛل ﻣﺎ ذﻛرﻧﺎ ﺳﺎﺑﻘﺎ ﻧﺟد أن أﺣﻣد ﺷوﻗﻲ ﻟـم ﯾﺗﺧـذ اﻷﻧـدﻟس ﻣوﺿـوﻋﺎ ﺑذاﺗـﻪ .ﻓﻬـو اﻟﺑﯾـت
واﻟﺑﯾﺗــﺎن ﻓــﻲ ﻗﺻــﺎﺋد ﻣطوﻟــﺔ و ﻣــﺎ ﯾﺳــﺗدﻋﯾﻪ ﻟــذﻟك ﻫــو ﻣﻘﺎرﻧــﺎت ﺑــﯾن ظــروف اﻟﻌــرب اﻟﺳــﺎﺑﻘﺔ
واﻟﻣﻌﺎﺻ ـرة ﻟــﻪ ﻓﻬــو ﺗــﺎرة ﯾﻔﺗﺧــر ﺑــﺎﻟﺣﻛم اﻟﻌرﺑــﻲ واﻟﺣﺿــﺎرة اﻹﺳــﻼﻣﯾﺔ واﻟﻧﺑــوغ اﻟﻌرﺑــﻲ واﻟﻣﺟــد
واﻟﺗﺷـﯾﯾد واﻟﻌﻣـران وﺗــﺎرة أﺧــرى ﺻــورة اﻟﺿــﯾﺎع ﻟﻔــردوس ﻣﻔﻘــود .ﻓﺣﺳــﺑﻣﺎ ﯾــذﻛر اﻟــدﻛﺗور ﺻــﺎﻟﺢ
- 1اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق
- 2اﻟﺷوﻗﯾﺎت ج 1ص 207
- 3اﻟﻣﺻدر ﻧﻔﺳﻪ ،ص59
- 4اﻟﻣﺻدر ﻧﻔﺳﻪ ،ص 177
27
أﺣﻤﺪ ﺷﻮ و ﻧﺪﻟﺲ
اﻷﺷـﺗر ﻛﺎﻧـت ﺻـورة اﻷﻧـدﻟس اﻟﻌرﺑﯾـﺔ ﻫزﯾﻠـﺔ اﻟﻣﻼﻣـﺢ ﻋﻧـد ﺷـوﻗﻲ ،ﻓﻬـﻲ ﻻ ﺗزﯾـد ﻋـن اﻟﺻـورة
)(1
اﻟﺗﻲ ﯾﺣﻣﻠﻬﺎ اﻟﻣﺛﻘف اﻟﻌرﺑﻲ اﻟﻌﺎدي .
ﺗطرق ﺻﺎﻟﺢ اﻷﺷﺗر ﻋﻧد ﺗﺗﺑﻌﻪ ﻟﻶﺛﺎر اﻟﺗﻲ ﻛﺗﺑﻬﺎ ﺷوﻗﻲ ﻓﻲ اﻟﻣﻧﻔﻰ إﻟﻰ أرﺑﻊ ﻣراﺣل:
-1اﻟﻣرﺣﻠﺔ اﻷوﻟﻰ اﻟطرﯾق ﻣن اﻟﺳوﯾس إﻟﻰ ﺑرﺷﻠوﻧﺔ واﻟﺗﻲ ﻛﺗب ﺧﻼﻟﻬﺎ ﺷﺎﻋرﻧﺎ ﻣﻘطوﻋﺗﻪ
اﻟﻧﺛرﯾﺔ اﻟﻣﺳﺟوﻋﺔ "ﻗﻧﺎة اﻟﺳوﯾس" وﻫﻲ ﻣوﺟودة ﻓﻲ ﻛﺗﺎﺑﻪ " أﺳواق اﻟذﻫب" .
-رﺳﺎﻟﺔ إﻟﻰ ﺣﺎﻓظ اﺑراﻫﯾم ﺛﻼث أﺑﯾﺎت ﻣن ﺑﺣر اﻟﺑﺳﯾط ﯾﻘول ﻓﯾﻬﺎ :
ﻋﻬ ـ ــد اﻟوﻓـ ـ ــﺎء – ٕوان ﻏﺑﻧـ ـ ــﺎ – ﻣﻘﯾﻣﯾﻧـ ـ ــﺎ ﯾﺎ ﺳﺎﻛﻧﻲ ﻣﺻر إﻧﺎ ﻻ ﻧـزال ﻋﻠـﻰ
ﺷـ ـ ـ ـ ــﯾﺋﺎ ﻧﺑـ ـ ـ ـ ــل ﺑـ ـ ـ ـ ــﻪ أﺣﺷـ ـ ـ ـ ــﺎء ﺻـ ـ ـ ـ ــﺎدﯾﻧﺎ ﻫ ــﻼ ﺑﻌﺛـ ــﺗم ﻟﻧـ ــﺎ ﻣـ ــن ﻣـ ــﺎء ﻧﻬـ ــرﻛم
)(2
ﻣ ـ ـ ــﺎ أﺑﻌ ـ ـ ــد اﻟﻧﯾ ـ ـ ــل إﻻ ﻋ ـ ـ ــن أﻣﺎﻧﯾﻧ ـ ـ ــﺎ ﻛ ـ ــل اﻟﻣﻧﺎﻫ ـ ــل ﺑﻌ ـ ــد اﻟﻧﯾ ـ ــل آﺳ ـ ــﻧﺔ
ﺑﻌ ـ ـ ـ ـ ــد اﻟﻬ ـ ـ ـ ـ ــدوء ،وﯾﻬﻣ ـ ـ ـ ـ ــﻲ ﻋ ـ ـ ـ ـ ــن ﻣﺂﻗﯾﻧ ـ ـ ـ ـ ــﺎ ﯾـ ـ ـﺎ ﺳـ ــﺎري اﻟﺑ ـ ــرق ﯾرﻣ ـ ــﻲ ﻋـ ــن ﺟواﻧﺣـ ــﻪ
)(3
ﻏ ـ ــﺎض اﻷﺳ ـ ــﻰ ﻓﺧﺿ ـ ــﺑﻧﺎ اﻷرض ﺑﺎﻛﯾﻧـ ـ ــﺎ ﺗرﻗ ـ ــرق اﻟﻣ ـ ــﺎء ﻓ ـ ــﻲ ﻋ ـ ــﯾن اﻟﺳ ـ ــﻣﺎء وﻣ ـ ــﺎ
)(1
-ﺑﺎﺋﯾﺔ ﺑﻌﻧوان "ﺑﻌد اﻟﻣﻧﻔﻰ"
دﻟﯾل ﻓﻧﻲ:
وﻧﻘﺻد ﺑذﻟك اﻟﺷﻌر اﻟذي ﻋﺎرض ﺑﻪ ﺷوﻗﻲ ﺷﻌراء اﻷﻧدﻟس ﺧﺎﺻﺔ أو ﺣﺎﻛﻰ ﺑﻪ اﻟﺷﻌر
اﻷﻧدﻟﺳﻲ ،ﻣﺛل ﻣوﺷﺢ ﻟﺳﺎن اﻟدﯾن اﺑن اﻟﺧطﯾب اﻟذي ﻣطﻠﻌﻪ :
ﯾـ ـ ـ ـ ـ ــﺎ زﻣـ ـ ـ ـ ـ ــﺎن اﻟوﺻـ ـ ـ ـ ـ ــل ﺑﺎﻷﻧ ـ ـ ـ ـ ـ ــدﻟس ـث إذا اﻟﻐﯾـ ـ ـ ــث ﻫﻣـ ـ ـ ــﻰ
ـﺎدك اﻟﻐﯾ ـ ـ ـ ـ ُ
ﺟـ ـ ـ ـ َ
)(2
ﻓـ ــﻲ اﻟﻛ ـ ـرى ،أو ﺧﻠﺳـ ــﺔ اﻟﻣﺧـ ــﺗﻠس ﻟـ ـ ـ ـ ـ ـ ــم ﯾﻛـ ـ ـ ـ ـ ـ ــن وﺻـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻠك إﻻ ﺣﻠﻣـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎ
ﺑـ ـ ـ ـ ـ ّـرح اﻟﺷـ ـ ـ ـ ــوق ﺑـ ـ ـ ـ ــﻪ ﻓـ ـ ـ ـ ــﻲ اﻟﻐﻠـ ـ ـ ـ ــس ﻣـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــن ﻟﻧﺿ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــو ﯾﺗﻧ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ّـزى أﻟﻣـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎ
)(1
أﯾـ ـ ــن ﺷ ـ ـ ــرق اﻷرض ﻣـ ـ ــن أﻧ ـ ـ ــدﻟس اﻟﻌَﻠﻣـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎ
ﺣـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ّـن ﻟﻠﺑـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎن وﻧـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎﺟﻰ َ
ﻏﯾــر أن اﻟﺷــﺎﻋر أﺣﻣــد ﺷــوﻗﻲ ﻋــﺎرض اﻟﻛﺛﯾــر ﻣــن ﻓﺣــول اﻟﺷــﻌ ارء اﻟــذي ﺳــﺑﻘوﻩ ﻣــن أﻣﺛــﺎل
اﻟﺣﺻري واﻟﻣﺗﻧﺑﻲ و اﻟﺑوﺻﯾري واﻟﺑﺣﺗري أي أﻧﻪ ﻟم ﯾﺗﺧذ ﺷﻌراء اﻷﻧـدﻟس ﻛـﺎﺑن زﯾـدون و اﺑـن
ﺳﻬل ﻓﻘط ﻹ ﺛراء ﻓﻧﻪ.
ﻓﻠو ﻛﺎﻧت اﻟﻔﻛرة اﻷﻧدﻟﺳﯾﺔ ﻋﻧدﻩ دﻟﯾﻼ ﻓﻧﯾﺎ ﻟﻣـﺎ ﻛﺎﻧـت ﻓﺗـرة إﻗﺎﻣﺗـﻪ ﺑﺑرﺷـﻠوﻧﺔ ﻓﺗـرة ﻗﺣـط و ﺟﻔـﺎف
ﻓﻲ ﺷﺎﻋرﯾﺗﻪ ﻓﻘد ﻫزﻟت طﺎﻗﺗﻪ اﻟﺷﻌرﯾﺔ وأﺟدﺑت ﻗرﯾﺣﺗﻪ .
اﻵﺛﺎر اﻷﻧدﻟﺳﯾﺔ ﻟم ﺗﻛن ﻣﺻدر وﺣﯾﻪ أﻛﺛر اﻷﺣﯾﺎن ﻓﻛﺎﻧت ﺷﺎﻋرﯾﺗﻪ ﺗﺳﺗوﺣﻲ اﻟﺗﺎرﯾﺦ اﻷﻧدﻟﺳﻲ و ﺗﺻدر
ﻋن ﻛﺗﺑﻪ ﻣﻣﺎ ﺗﺳﺗوﺣﻲ اﻷرض اﻷﻧدﻟﺳﯾﺔ وﺗﺻدر ﻋﻧﻬﺎ.
ﺧﻼﺻﺔ
ﻟﻘــد ﻛــﺎن اﻟﺑــﺎﺣﺛون ﺣــﯾن ﯾﺗﻌرﺿــون ﻟﻣرﺣﻠــﺔ ﻧﻔــﻲ أﺣﻣــد ﺷــوﻓﻲ ﯾرﺳــﻠون ﻧظـرات ﺳ ـرﯾﻌﺔ ﻋﻠــﻰ
ﺷﻌرﻩ ﺛم ﯾﺻدرون أﺣﻛﺎﻣﺎ ﻋﺎﻣﺔ ﻋن إﺑداﻋﺎﺗﻪ ﻓﻲ وﺻف أﻣﺟﺎد اﻟﻌرب ﻓـﻲ اﻷﻧـدﻟس او اﻟﺑﻛـﺎء
ﻋﻠﻰ اﻟﻔردوس اﻟﻣﻔﻘود.
وأول ﻣــن ﺗﻌــرض ﻟد ارﺳــﺔ ﻫــذﻩ اﻟﻣرﺣﻠــﺔ ﻫــو اﻟﻛﺎﺗــب ﺻــﺎﻟﺢ اﻷﺷــﺗر ﻓــﻲ ﻛﺗﺎﺑــﻪ أﻧدﻟﺳــﯾﺎت
ﺷوﻗﻲ ﺣﯾث ﻗﺎل » :ﻟﻘد أردﻧﺎ أن ﻧﺳﻬم ﻓـﻲ إﺣﯾـﺎء ذﻛـرى اﻟﺷـﺎﻋر اﻟﻌظـﯾم ﺑﺗﻘـدﯾم ﻫـذﻩ اﻟد ارﺳـﺔ
ﻋن ﺟﺎﻧب ﻣن أدﺑﻪ ﻻ ﯾزال اﻟﻰ اﻟﯾوم ﻏﯾر ﻣدروس وﻟﻌل ﻫذا ﺧﯾـر ﺗﺣﯾـﺔ ﯾﻣﻛﻧﻧـﺎ أن ﻧﺣﯾﯾـﻪ ﺑﻣـﺎ
)(2
ﻓﻲ ﻋﯾدﻩ «
إن ﺻﺎﻟﺢ اﻷﺷﺗر ﻫو ﻣن أطﻠق ﻣﺻطﻠﺢ أﻧدﻟﺳﯾﺎت ﺷوﻗﻲ وﻣن ﺧﻼل ﺗﺗﺑﻌﻧﺎ ﻟدراﺳﺗﻪ آﺛـﺎر
ﺷوﻗﻲ وﺟدﻧﺎ أﻧﻪ ﯾﻘﺻد ﺑﻪ اﻟﻘﺻﺎﺋد اﻟﺗﻲ ﻛﺗﺑت ﻓﻲ اﻷﻧدﻟس ﺧـﻼل ﻣـدة اﻟﻧﻔـﻲ ﺣﯾـث ﻗـﺎل :ﻓـﻼ
اﻟ ــدﻟﯾل اﻟﻔﻧ ــﻲ ﻛــﺎف ،ﻷﻧ ــﻪ ﻋ ــﺎرض ﻏﯾــر اﻷﻧدﻟﺳــﯾﯾن ،وﻻ اﻟــدﻟﯾل اﻟﻣوﺿــوﻋﺎﺗﻲ ﻛ ــﺎف ،ﻷن
ﺷــوﻗﻲ ﻟــم ﯾﻛــن ﻓــﻲ اﻫﺗﻣﺎﻣــﻪ اﻷﻧــدﻟس إﻻ ﻓــﻲ ﻣﻧﺎﺳــﺑﺎت ﻧــﺎدرة وذﻟــك ﻗﺑــل اﻟﻣﻧﻔــﻰ .ﯾﺑﻘــﻰ اﻟــدﻟﯾل
اﻟﻣﻛﺎﻧﻲ ،ﺣﯾث ﺷﻌرﻩ اﻟذي أﻟﻔﻪ ﻓﻲ اﻟﻣﻧﻔﻰ .
وﻣﺛل ﻫذا اﻟﻣﻧﻬﺞ ﻓﻲ اﻟدراﺳﺔ ﯾﻔرض ﻋﻠﯾﻧﺎ ﺗﺗﺑﻊ ﺧطﺎ اﻟﺷﺎﻋر ﻓﻲ ﻛل ﻣﻛﺎن ﺗﻧﻔس ﻓﯾﻪ ﻣن
أرض اﻷﻧدﻟس وأوﺣﻰ ﻟﻪ ﺑﻘﺻﺎﺋدﻩ اﻷﻧدﻟﺳﯾﺔ.
-1ﺳﻠﻣﻰ اﻟﺟﯾوﺳﻲ ،اﻻﺗﺟﺎﻫﺎت واﻟﺣرﻛﺎت ﻓﻲ اﻟﺷﻌر اﻟﻌرﺑﻲ اﻟﺣدﯾث ،ﺗر :ﻋﺑد اﻟواﺣد ﻟؤﻟؤة ،ﻣرﻛز دراﺳﺎت اﻟوﺣدة
اﻟﻌرﺑﯾﺔ ،ﺑﯾروت ﻟﺑﻧﺎن 2001 ،م ،ص 46
31
أﺣﻤﺪ ﺷﻮ و ﻧﺪﻟﺲ
اﻟﺣدﯾث ،وﻣن أﻫم روادﻫﺎ ﻣﺣﻣود ﺳﺎﻣﻲ اﻟﺑﺎرودي وأﺣﻣد ﻣﺣرم وﺣـﺎﻓظ اﺑـراﻫﯾم وأﺣﻣـد ﺷـوﻗﻲ
وﺑﺷﺎرة اﻟﺧوري وﻣﻌروف اﻟرﺻﺎﻓﻲ وﻏﯾرﻫم .
رأى ﺷــﻌراء ﻫــذﻩ اﻟﻣرﺣﻠــﺔ اﻟﺑﻌــث واﻹﺣﯾــﺎء ﻛــﺎﻣن ﻓــﻲ اﻻرﺗــداد إﻟــﻰ اﻟﯾﻧــﺎﺑﯾﻊ اﻷوﻟــﻰ ﻟﻠﺷــﻌر
اﻟﻌرﺑﻲ ﻓﻲ ﻋﺻورﻩ اﻟﻣزدﻫرة ﻓﺎﻧﻛﺑوا ﻋﻠﻰ ﻣطﺎﻟﻌﺔ دواوﯾن اﻟﺷﻌراء اﻟﻌظـﺎم ،وﻣﻌﺎرﺿـﺔ ﺷـﻌرﻫم
ﻓﻲ اﻷﺳﻠوب اﻟﻔﻧﻲ ،واﻟﺻﯾﺎﻏﺔ واﻟﺻور واﻟﻠﻐﺔ اﻷﻧﯾﻘﺔ اﻟﺟزﻟﺔ
-4اﻧﺗﻘــﺎؤﻫم اﻷﻟﻔــﺎظ اﻟﻔﺻــﯾﺣﺔ اﻟﺟزﻟــﺔ ﻣــﻊ ﺗﻣﺳــﻛﻬم ﺑﺈﺣﻛــﺎم اﻟﺻــﯾﺎﻏﺔ ﻋﻠــﻰ طرﯾﻘــﺔ اﻟﻘــدﻣﺎء،
واﻫﺗﻣﺎﻣﻬم ﺑﺎﻷﺳﺎﻟﯾب اﻟﺑﻼﻏﯾﺔ اﻟﺷﺎﺋﻌﺔ ﻓﻲ اﻟﺗراث اﻟﺷﻌري اﻟﻘـدﯾم ،ﻛﻣـﺎ ﺣـﺎﻓظوا ﻋﻠـﻰ اﻟدﯾﺑﺎﺟـﺔ
اﻟﻌرﺑﯾﺔ اﻷﺻﯾﻠﺔ.
-5وأُﺧ ــذ ﻋﻠ ــﯾﻬم اﻫﺗﻣ ــﺎﻣﻬم ﺑﺎﻟﺻ ــﯾﺎﻏﺔ اﻟﺑﯾﺎﻧﯾ ــﺔ واﻹﻓـ ـراط ﻓﯾﻬ ــﺎ ،دون ﻋﻧﺎﯾ ــﺔ ﺑﺎﻟﻣﺿ ــﻣون ،أو
اﻫﺗﻣ ــﺎم ﺑﺻ ــدق اﻟﺗﺟرﺑ ــﺔ واﻟﺗﻌﺑﯾ ــر ﻋ ــن ﺗﺟ ــﺎرﺑﻬم اﻟﻧﻔﺳ ــﯾﺔ ،وذﻛ ــر ﺑﻌ ــض اﻟﻧﻘ ــﺎد أن ﺷﺧﺻ ــﯾﺔ
)(1
اﻟﺷﺎﻋر وطﺑﻌﻪ وﻟون ﻧظرﺗﻪ إﻟﻰ اﻟﺣﯾﺎة واﻟﻛون ﻻ ﺗﺗﺿﺢ ﻓﻲ ﺷﻌرﻩ .
- 1زﯾﻧﺔ اﻟﺧﻔﺎﺟﻲ ،ﻣﺣﺎﺿرة ﺑﻌﻧوان :ﻣدرﺳﺔ اﻹﺣﯾﺎء )ﻣﺣﻣود ﺳﺎﻣﻲ اﻟﺑﺎرودي( ،ﻣن ﻣوﻗﻊ ﻛﻠﯾﺔ اﻟﺗرﺑﯾﺔ اﻷﺳﺎﺳﯾﺔ ﺟﺎﻣﻌﺔ
ﺑﺎﺑل basiceducation.uobabylon.edu.iq 2015/11/11
32
أﺣﻤﺪ ﺷﻮ و ﻧﺪﻟﺲ
–6ﻋﺎرض اﻟﻌدﯾد ﻣن ﺷﻌراء ﻫذﻩ اﻟﻣدرﺳﺔ اﻟﻘﺻﺎﺋد اﻟﻣﺷﻬورة اﻟﺗﻲ ﻗﺎﻟﻬﺎ اﻟﻘدﻣﺎء وﺣﺎوﻟوا
ﻣﺣﺎﻛﺎﺗﻬﺎ وزﻧﺎ وﻗﺎﻓﯾﺔ وﻣﻌﻧﻰ
-7ﻫﺟروا ﻛﺛﯾ ًار ﻣن اﻷﻏراض اﻟﺷﻌرﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﻛﺎﻧت ﺗﺳود ﻓﻲ اﻟﻌﺻر اﻟﻌﺛﻣﺎﻧﻲ ﻛﺎﻷﻟﻐﺎز
واﻟﺗﺄرﯾﺦ اﻟﺷﻌري ،وﺷﻌر اﻟﺗﺻوف و اﺳﺗﺣدﺛوا أﻏراﺿًﺎ ﺷﻌرﯾﺔ ﺟدﯾدة ﻟم ﺗﻛن ﻣﻌروﻓﺔ ﻣن
ﻗﺑل ﻓﻲ اﻟﺷﻌر اﻟﻌرﺑﻲ ،ﻛﺎﻟﺷﻌر اﻟوطﻧﻲ ،واﻟﺷﻌر اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ ،واﻟﻘﺻص اﻟﻣﺳرﺣﻲ،
وﻧظﻣوا ﻓﻲ اﻟﻣﻧﺎﺳﺑﺎت اﻟوطﻧﯾﺔ واﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ واﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ ﱠ
وﻗل ﻋﻧدﻫم اﻟﻬﺟﺎء واﻟﻔﺧر ؛ ﻷﻧﻬﺎ ﻟم
ﺗﻌد ﺗﻧﺎﺳب اﻟظروف اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ ،واﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﻌﺻر اﻟﺣدﯾث.
-8ﻛــﺎن ﺷــﻌرﻫم – ﻓــﻲ ﻣﺟﻣﻠــﻪ – ﻫﺎدﻓـًﺎ ،ﺟــﺎدًا ﻓــﻲ ﻣﻌﻧــﺎﻩ ،ﺗﻧﺗﺷــر اﻟﺣﻛﻣــﺔ واﻟﻣوﻋظــﺔ ﺑــﯾن
ﺛﻧﺎﯾــﺎﻩ .وﻟﻌﻠﻬــم ﻓ ــﻲ ذﻟــك ﻛ ــﺎﻧوا ﯾﺟــﺎرون ﻣ ــﺎ ﻓــﻲ اﻟﺗ ـراث اﻟﺷــﻌري ﻣــن ﺣﻛﻣــﺔ ،وﺗﺄﻣــل ﻟﻠﺣﯾــﺎة
واﻟﻛــون .واﻋﺗﻣــدوا ﻋﻠﯾﻬــﺎ ﻓــﻲ رﺳــﺎﻟﺗﻬم اﻻﺻــﻼﺣﯾﺔ ،وﻫــدﻓﻬم ﻓــﻲ ﺗﻬــذﯾب اﻷذواقٕ ،واﺻــﻼح
اﻟﻣﺟﺗﻣﻌﺎت ).(1
-9ﺗﻣﯾــزت ﻫــذﻩ اﻟﻣدرﺳــﺔ اﻟﺷــﻌرﯾﺔ -ﺑﺎﻹﺿــﺎﻓﺔ إﻟــﻰ رﺻــﺎﻧﺔ اﻷﺳــﻠوب وﻗوﺗــﻪ واﻟﻠﻐــﺔ اﻟﻣﻧﺗﻘــﺎة
واﻟﻣﻌﻧــﻰ اﻟواﺿــﺢ – ﺑﺎﻟﻘﺎﻓﯾــﺔ اﻟﺟزﻟــﺔ اﻟرﻧﺎﻧــﺔ واﻻﻫﺗﻣــﺎم اﻟﻛﺑﯾــر ﺑﺎﻟﺷــﻛل اﻟﻣوﺳــﯾﻘﻲ ،وﻫــو ﺷــﻛل
ﻛــﺎن ﻗــد ﺗوطــد وﺑﻠــﻎ اﻟﻛﻣــﺎل ﻓــﻲ اﻟﻌﺻــور اﻟﻛﻼﺳــﯾﻛﯾﺔ وﺷــﻛﻠت ﻓﯾــﻪ اﻟﻣوﺳــﯾﻘﻰ ﻋﻧﺻ ـ ار ﺣﯾوﯾــﺎ
)(2
ﺧﺎﺻﺔ ﻟﻣﺎ أﺻﺑﺢ ﺷوﻗﻲ ﻓﯾﻣﺎ ﺑﻌد أﻫم ﻣﻣﺛﻠﯾﻬﺎ.
ُﯾﻌد ﻣﺣﻣود ﺳﺎﻣﻲ اﻟﺑﺎرودي راﺋد ﻫذﻩ اﻟﻣدرﺳﺔ ،ﺑل ﻫو ﺻﺎﺣب اﻟﻔﺿـل اﻷول ﻓـﻲ ﺗﺟدﯾـد
أﺳ ــﻠوب اﻟﺷ ــﻌر وﺗﺧﻠﯾﺻ ــﻪ ﻣ ــن اﻟﺻ ــﻧﺎﻋﺔ واﻟﺗﻛﻠ ــف اﻟﻌﻘ ــﯾم وردﻩ إﻟ ــﻰ ﺻ ــدق اﻟﻔطـ ـرة وﺳ ــﻼﻣﺔ
)(3
وﻛﺎن ذا أﺛر ﻋظﯾم ﻓﯾﻣن ﻟﺣق ﺑﻪ ﻣن اﻟﺷـﻌراء ﻻﺳـﯾﻣﺎ اﻟﺷـﺎﻋر اﻟﻛﺑﯾـر أﺣﻣـد ﺷـوﻗﻲ اﻟﺗﻌﺑﯾر،
- 1اﻟﻣﺻدر اﻟﺳﺎﺑق.
- 2ﺳﻠﻣﻰ اﻟﺧﺿراء اﻟﺟﯾوﺳﻲ ،اﻻﺗﺟﺎﻫﺎت واﻟﺣرﻛﺎت ﻓﻲ اﻟﺷﻌر اﻟﻌرﺑﻲ اﻟﺣدﯾث ،ﺗرﺟﻣﺔ ﻋﺑد اﻟواﺣد ﻟؤﻟؤة ،ص 62
- 3اﻟﻌﻘﺎد ،ﺷﻌراء ﻣﺻر وﺑﯾﺋﺗﻬم ،ﻣﻛﺗﺑﺔ اﻟﻧﻬﺿﺔ اﻟﻣﺻرﯾﺔ ﻣطﺑﻌﺔ ﺣﺟﺎزي اﻟﻘﺎﻫرة 1937م ،ص 12
33
أﺣﻤﺪ ﺷﻮ و ﻧﺪﻟﺲ
اﻟــذي ﺷــﻬد ﻟــﻪ اﻷدﺑ ـﺎء و اﻟﻧﻘــﺎد ﺑﺈﻣــﺎرة اﻟﺷــﻌر ﺣﺗــﻰ ﺑﺎﯾﻌــﻪ وﻓــود اﻟﺷــﻌراء وﻫﺗــف ﺑﺎﺳــﻣﻬم ﺣــﺎﻓظ
اﺑراﻫﯾم ﻗﺎﺋﻼ :
)(1
أﻣﯾر اﻟﻘواﻓﻲ ﻗد أﺗﯾت ﻣﺑﺎﯾﻌﺎ وﻫذي وﻓود اﻟﺷرق ﻗد ﺑﺎﯾﻌت ﻣﻌﻲ
ﻟﻘد اﺳﺗﻛﻣل ﺷوﻗﻲ طرﯾـق اﻟﺑﻌـث واﻹﺣﯾـﺎء وﺣﻣـل اﻟﻠـواء ﺑﻌـد اﻟﺑـﺎرودي ﻧﺣـو اﻟﺗﺟدﯾـد ﺑﺗﻧـوع
أﺻــﻧﺎف ﻓﻧــﻪ وﺗﻌــدد آﺛــﺎرﻩ ﺑﻣــﺎ أﺗــﯾﺢ ﻟــﻪ ﻣــن اﻟﺟﻣــﻊ ﺑــﯾن أﺻــﺎﻟﺔ اﻟﺗ ـراث واﻹطــﻼع ﻋﻠــﻰ آداب
اﻟﻐرب ،ﻓﻘد ﺗﺄﺛر أﯾﻣﺎ ﺗﺄﺛر ﺑﺄﺳﺗﺎذﻩ اﻟﺷﯾﺦ ﻣﺣﻣد اﻟﺑﺳﯾوﻧﻲ أﺳﺗﺎذ اﻟﻠﻐﺔ اﻟﻌرﺑﯾـﺔ وﻫـو ﻋـﺎﻟم ﻣـن
ﻋﻠﻣﺎء اﻷزﻫر ،و ﺷـﺎﻋر ﻓﺻـﯾﺢ ،ﻓﻛـﺎن ﻛﻠﻣـﺎ ﺣـل ﻣوﺳـم أو أﻫـل ﻋﯾـد دﺑـﺞ اﻟﺑﺳـﯾوﻧﻲ اﻟﻘﺻـﺎﺋد
اﻟطـ ـوال ﻓ ــﻲ ﻣ ــدح اﻟﺧ ــدﯾوي ﺗوﻓﯾ ــق ،ودأب ﻗﺑ ــل أن ﯾرﺳ ــل اﻟﻘﺻ ــﯾدة إﻟ ــﻰ اﻟﻘﺻ ــر ﻟﺗﻧﺷ ــر ﻓ ــﻲ
اﻟﺻﺣﯾﻔﺔ ﯾﻌرﺿﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺷوﻗﻲ ﯾﺷرﻛﻪ ﻓﻲ إﺻﻼﺣﻬﺎ وﺗﻧﻘﯾﺣﻬﺎ (2) ،وﯾﺷﺟﻌﻪ ﻋﻠﻰ ذﻟك ﻟِ َﻣـﺎ رأى
ﻣن ﻧﺑﺎﻫﺗﻪ وﻗدرﺗﻪ ﻓﻲ ﻗرض اﻟﺷﻌر ،وﻫﻛذا ﺗرﺳم ﺷوﻗﻲ ﺧطﻰ أﺳﺗﺎذﻩ ﻓﻲ اﻟﻣدﯾﺢ ﯾﻧﺳـﺞ ﻋﻠـﻰ
ﻧﺳ ــﺟﻪ ﻓﺻ ــﺎر ﺷ ــﺎﻋر اﻟﻘﺻ ــر ،ﺑﺎﻹﺿ ــﺎﻓﺔ إﻟ ــﻰ اطﻼﻋ ــﻪ ﻋﻠ ــﻰ دواوﯾ ــن اﻟﺷ ــﻌراء اﻟﻛﺑ ــﺎر أﻣﺛ ــﺎل
اﻟﻣﺗﻧﺑــﻲ وأﺑــﻲ ﺗﻣــﺎم واﻟﺑﺣﺗــري وأﺑــﻲ ﻧ ـواس وﻏﯾــرﻫم ﻣــن اﻟﻘــدﻣﺎء واﻟﻣﺣــدﺛﯾن .ﻛﻣــﺎ ﻛﺎﻧــت د ارﺳــﺔ
ﺷوﻗﻲ ـ ـ ذات اﻟطﺎﺑﻊ اﻷوروﺑﻲ ـ ﺑﻔرﻧﺳﺎ ﻟﻬﺎ أﺛرﻫـﺎ ﻓـﻲ ﺻـﻘل ﻣوﻫﺑﺗـﻪ ٕواﺿـﻔﺎء ﻟـون ﺷـﻌري آﺧـر
أﻫﻠــﻪ ﻟﻠﺗﺟدﯾــد ،وذﻟــك ﻟﻣــﺎ أرﺳــﻠﻪ اﻟﺧــدﯾوي اﺳــﻣﺎﻋﯾل ﻓــﻲ ﺑﻌﺛــﺔ ﯾــدرس ﺧﻼﻟﻬــﺎ اﻟﻘــﺎﻧون ﺑﺟﺎﻣﻌــﺔ
ﻣوﻧﺑﯾﻠﯾــﻪ ﻟﻣــدة ﻋــﺎﻣﯾن ﺛــم ﯾﻧﺗﻘــل ﺑﻌــدﻫﺎ إﻟــﻰ ﺑــﺎرﯾس ﻹﻛﻣــﺎل د ارﺳــﺗﻪ ﻓــﻲ ﺟﺎﻣﻌﺗﻬــﺎ ،وﻟﯾطﻠــﻊ ﻋﻠــﻰ
اﻵداب اﻟﻔرﻧﺳﯾﺔ وﯾﺗﺻل ﺑﺎﻟﺣﺿﺎرة اﻟﻐرﺑﯾﺔ ﻣﺗﺄﺛ ار ﺑـ ﻣﺎﻟرﻣﯾﻪ وﻻﻣﺎرﺗﯾن وﻻﻓوﻧﺗﯾن
وﻫــذا ﻣــﺎ ﯾﻔﺳــر » ازدواج اﻟﺧطــﺎب اﻟﺷــﻌري ﻓــﻲ اﻟﺷــوﻗﯾﺎت؛ ﻓﻔــﻲ ﺑﻌــض اﻟﻘﺻــﺎﺋد ﻧﻠﻔــﻲ ﺷــوﻗﻲ
ﻣﺷـدودا إﻟـﻰ اﻟﺳ ّـﻧﺔ اﻟﺷـﻌرﯾﺔ ﯾﺳـﺗرﻓد أﺻـوﻟﻬﺎ وﯾﻌﯾـد إﻧﺗـﺎج ﻋﻧﺎﺻـرﻫﺎ ﻣﺣﺗـذﯾﺎ أﻧﻣوذﺟـﺎ ﻗﺎﺋﻣـﺎ ﻓــﻲ
اﻟذاﻛرة ..ﺑﯾﻧﻣﺎ ﻧﻠﻔﯾﻪ ﻓﻲ ﻗﺻـﺎﺋد أﺧـرى ﯾﺳـﻌﻰ إﻟـﻰ ﺗﺄﺳـﯾس ﺷـﻛل ﻣـن اﻟﻛﺗﺎﺑـﺔ ﺟدﯾـد « ) (3وﻫـذا
- 1ﺣﺎﻓظ اﺑراﻫﯾم ،اﻟدﯾوان ،اﻟﻬﯾﺋﺔ اﻟﻣﺻرﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠﻛﺗﺎب 1987 ،م ،ط ،3ص 128
- 2ﯾﻧظر :ﺷوﻗﻲ ﺿﯾف ،ﺷوﻗﻲ ﺷﺎﻋر اﻟﻌﺻر اﻟﺣدﯾث ص 13
-3ﻣﺣﻣد اﻟﻐزي ) ،ﻣﻘﺎل :أﺣﻣد ﺷوﻗﻲ واﻟﺻﻌود إﻟﻰ اﻟﯾﻧﺎﺑﯾﻊ( ،ﻣن ﺷﻌراء اﻹﺣﯾﺎء ،اﻟﻠﺟﻧﺔ اﻟﻣﻐرﺑﯾﺔ اﻟوطﻧﯾﺔ ﻟﻠﺗرﺑﯾﺔ
واﻟﺛﻘﺎﻓﺔ واﻟﻌﻠوم ،ص 37
34
أﺣﻤﺪ ﺷﻮ و ﻧﺪﻟﺲ
ﻣﺎ ﻻﺣظﻪ اﻟﻧﻘﺎد واﻟدارﺳون ﻟدﯾوان ﺷوﻗﻲ وﺗﻣـﺎﯾزت آراؤﻫـم ﺣوﻟـﻪ » ﻓﻔـﻲ اﻟﻘﺻـﺎﺋد اﻷوﻟـﻰ ﯾـدﯾر
ﺷوﻗﻲ أﺑﯾﺎﺗﻪ ﻋﻠﻰ اﻷﻏراض اﻟﺗﻘﻠﯾدﯾﺔ ،ﻣﺳﺗﺣﺿـ ار ﺑﻬـﺎ اﻟدﯾﺑﺎﺟـﺔ اﻷوﻟـﻰ ﻣﻘﺗﻔﯾـﺎ أﺛـر اﻟﻘـداﻣﻰ ﻓـﻲ
ﺻــﯾﺎﻏﺔ اﻟﻠﻔــظ ٕواﺟ ـراء اﻟﻣﻌﻧــﻰ ،ﻓﻬــو ﺷــﺎﻋر اﻟﺳــﻠﯾﻘﺔ اﻟﻌرﺑﯾــﺔ ﯾــرد ﻋﻧﻬــﺎ ﻏواﺋــل اﻟــزﻣن وﻋ ـوادي
اﻟﺗﺎرﯾﺦ ﻟﺗﺑﻘﻰ ﻣﺣﺗﻔظﺔ ﺑﺻﻔﺎﺋﻬﺎ اﻷول وﻧﻘﺎﺋﻬﺎ اﻟﻘدﯾم ،وﻛﺄﻧﻬﺎ ﺟوﻫر ﺛﺎﺑـت وﻣـﺎ ﻋـداﻫﺎ أﻏـراض
زاﺋﻠــﺔ .ﺑﯾﻧﻣــﺎ ﻧﻠﻔﯾــﻪ ﻓــﻲ اﻟﻘﺻــﺎﺋد اﻟﺛﺎﻧﯾــﺔ ﯾﺳــﻌﻰ إﻟــﻰ اﻹﺻــﻐﺎء ﻟﻠﺣظــﺔ اﻟﺗﺎرﯾﺧﯾــﺔ ﯾﺷــﻬد ﻟﻬــﺎ ﺣﯾﻧــﺎ
)(1
وﻋﻠﯾﻬﺎ ﺣﯾﻧﺎ آﺧر «..
ﺗﻣﺗﻊ ﺷﻌر ﺷوﻗﻲ ﺑﺧﺻﺎﺋص أﻫﻠت ﺻﺎﺣﺑﻪ ﻟﯾﻌﺗﻠﻲ إﻣـﺎرة اﻟﺷـﻌر ،وﻟﯾﺣﻘـق اﻟﺗﺟدﯾـد ﻓـﻲ ظـل
)(2
اﻟﻣﺣﺎﻓظﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻘﺎﻟب اﻟﺷﻌري اﻟﺗﻘﻠﯾدي ﻧذﻛرﻫﺎ ﻓﻲ ﻣﺎﯾﻠﻲ:
.1اﺳﺗﻠﻬﺎم اﻟﺗراث اﻷدﺑﻲ واﻟوﻋﻲ ﺑﻛﻧوزﻩ
.2اﻟﻌﺎطﻔﺔ اﻟﻬﺎدﺋﺔ اﻟﻣرﻛزة اﻟﺗﻲ ﺗﻧﺄى ﻋن اﻟﺻﺧب
.3اﻻﻋﺗﻣﺎد ﻋﻠﻰ اﻹﯾﻘﺎع اﻟﻣوﺳﯾﻘﻲ اﻋﺗﻣﺎدا واﻋﯾﺎ ﺑوظﯾﻔﺗﻪ ﻓﻲ اﻟﻣﻌﻧﻰ
.4ﺗدﻓق اﻟﺻور اﻟﻔﻧﯾﺔ اﻟﻣﻧﺑﺛﻘﺔ ﻋن اﻟﺻور اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠﻌﻣل اﻟﻔﻧﻲ
ﻟﻘــد اﺗﺳــﻌت رواﻓــد ﺷــوﻗﻲ ﻗــدﯾﻣﻬﺎ وﺣــدﯾﺛﻬﺎ ،وﻛــﺎن اﻟﺗـراث ـ ـ ﺑﺎﻟﺧﺻــوص ـ ـ ﻟــﻪ ﻛﺗﺎﺑــﺎ ﻣﻔﺗوﺣــﺎ
ﯾﻧﻬل ﻣﻧﻪ ﻣﺳﺗﻠﻬﻣﺎ ﻣﺎ دﺑﺟﺗﻪ ﻗراﺋﺢ اﻟﺷﻌراء اﻷواﺋل ﻋﻠﻰ اﺧـﺗﻼف طـراﺋﻘﻬم وﺗﻧـوع أﺳـﺎﻟﯾﺑﻬم ﻣﻣـﺎ
ﻣﻧﺣــﻪ ﻣوﻫﺑــﺔ ﺷــﻌرﯾﺔ ﻓــذة وﺑدﯾﻬــﺔ ﺳــﯾﺎﻟﺔ ،ﻻ ﯾﺟــد ﻋﻧــﺎء ﻓــﻲ ﻧظــم اﻟﻘﺻــﯾدة ،ﻓﻛــﺎن ﻣــن أﺧﺻــب
ﺷـﻌراء اﻟﻌرﺑﯾـﺔ ؛ إذ ﺑﻠـﻎ ﻧﺗﺎﺟـﻪ اﻟﺷـﻌري ﻣـﺎ ﯾﺗﺟـﺎوز ﺛﻼﺛـﺔ وﻋﺷـرﯾن أﻟـف ﺑﯾـت وﺧﻣﺳـﻣﺎﺋﺔ ﺑﯾـت،
)(3
وﯾظﻬـر أﺛـر اﻟﺗـراث ﻓـﻲ ﻧﺗـﺎج ﺷـوﻗﻲ وﻟﻌل ﻫذا اﻟرﻗم ﻟم ﯾﺑﻠﻐﻪ ﺷـﺎﻋر ﻋرﺑـﻲ ﻗـدﯾم أو ﺣـدﯾث.
اﻟﺷﻌري ﻓـﻲ ﻣﻌﺎرﺿـﺎﺗﻪ اﻟﻛﺛﯾـرة ﻟﻔﺣـول اﻟﺷـﻌراء اﻷﻗـدﻣﯾن أﻣﺛـﺎل زﻫﯾـر وأﺑـﻲ ﻓـراس وأﺑـﻲ اﻟﻌـﻼء
واﻟﻌﺑــﺎس ﺑــن اﻷﺣﻧــف وأﺑــﻲ اﻟطﯾــب واﺑــن اﻟروﻣــﻲ وﻏﯾــرﻫم .وﻗــد ﻣﻛﻧﺗــﻪ ﻫــذﻩ اﻟﻣﻌﺎرﺿــﺔ ﻣــن
-1اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق.
- 2ﻣﻧﯾر ﺳﻠطﺎن ،اﻟﺑدﯾﻊ ﻓﻲ ﺷﻌر ﺷوﻗﻲ ،اﻟﻣﻌﺎرف اﻹﺳﻛﻧدرﯾﺔ ،ط 1992 ،2م ،ص 38
-3ﯾﻧظر :ﻣﺣﻣد اﻟﻬﺎدي اﻟطراﺑﻠﺳﻲ ،ﺧﺻﺎﺋص اﻷﺳﻠوب ﻓﻲ اﻟﺷوﻗﯾﺎت ،ﻣﻧﺷورات اﻟﺟﺎﻣﻌﺔ اﻟﺗوﻧﺳﯾﺔ ،اﻟﻣطﺑﻌﺔ اﻟرﺳﻣﯾﺔ
ﻟﻠﺟﻣﻬورﯾﺔ اﻟﺗوﻧﺳﯾﺔ 1981 ،م ،ص 14
35
أﺣﻤﺪ ﺷﻮ و ﻧﺪﻟﺲ
اﺳﺗﻛﻣﺎل ﺛﻘﺎﻓﺗﻪ اﻟﻔﻧﯾﺔ واﻣﺗﻼك اﻷداة اﻟﺗﻌﺑﯾرﯾـﺔ اﻟﻔﻧﯾـﺔ ،واﻻﺳـﺗﻔﺎدة ﻣـن ﻣﻌﺟـم اﻷواﺋـل اﻟﺷـﻌري،
وذﻟـك ﻓـﻲ ﻣﺣﺎوﻻﺗــﻪ اﻷوﻟـﻰ ﻟــﻧظم اﻟﺷـﻌر ﺣﺗــﻰ إذا درج ﻓـﻲ ﺳـﻠم ﻫــذا اﻟﻔـن وﺻــﺎرت ﻟدﯾـﻪ ﻣﻛﻧــﺔ
وذاع ﺻﯾﺗﻪ ،ﻏدت ﻣﻌﺎرﺿﺎﺗﻪ ﻓﻧًﺎ ٕواﺑداﻋ ًﺎ أو ﺷﯾﺋﺎ ﻣن اﻟﺗﺣدي واﻟﻣﻧﺎﻓﺳﺔ اﻟﺷﻌرﯾﺔ ﻓﻲ ﻣﺣﺎﻛـﺎة
اﻟﺷﻌراء اﻟﻔﺣول ﻹﺛﺑﺎت اﻟﻣﻘدرة اﻷدﺑﯾﺔ .وﻛﺎن ﺷوﻗﻲ ﯾﺟﺎري اﻟﻘﺻﯾدة اﻟﺗراﺛﯾﺔ ﻟِ َﻣﺎ ﺗﺿﻣﻧﺗﻪ ﻣـن
دﻻﻟــﺔ ﺗﺎرﯾﺧﯾ ــﺔ أو ﺣﺿــﺎرﯾﺔ ،ﻣﺛ ــﺎل ذﻟــك ﻣﻌﺎرﺿ ــﺗﻪ ﺑﺎﺋﯾــﺔ أﺑ ــﻲ ﺗﻣــﺎم ﻓ ــﻲ ﻓ ــﺗﺢ ﻋﻣورﯾــﺔ ،ﻓﻘــد
ﺗﺿــﻣﻧت إﯾﺣــﺎءات ﺗﺎرﯾﺧﯾــﺔ ﺗﻌﯾــدﻧﺎ إﻟــﻰ ﻋﺻــر ﻛــﺎن ﻟﻠﻌــرب ﻓﯾــﻪ اﻟﯾــد اﻟﻌﻠﯾــﺎ ﻋﺳــﻛرﯾ ًﺎ وﺳﯾﺎﺳــﯾًﺎ
)(1
وﺛﻘﺎﻓﯾﺎً ،ﻓﻌﺎرﺿﻬﺎ ﺷوﻗﻲ ﻓﻲ ﻗﺻﯾدﺗﻪ اﻟﺗﻲ ﻣطﻠﻌﻬﺎ :
أو أن ﺗﺗﺿــﻣن اﻟﻘﺻــﯾدة دﻻﻻت ﻧﻔﺳــﯾﺔ ﻣﺷــﺣوﻧﺔ ﻋﺎطﻔﯾــﺎ ،ﯾﺗﺧــذﻫﺎ ﺷــوﻗﻲ إﺳــﻘﺎطﺎ ﻟﺣﺎﻟﺗــﻪ ﻛﻣــﺎ
ﻓﻌل ﻣﻊ ﺳﯾﻧﯾﺔ اﻟﺑﺣﺗري اﻟﺗﻲ ﺟﺎء ﻓﯾﻬﺎ:
)( 2
وﻟﻘد ﺗذﻛر اﻟﺧطوب وﺗﻧﺳﻲ أذﻛرﺗﻧﯾﻬم اﻟﺧطوب اﻟﺗواﻟﻲ
-1ﯾﻧظر :زﯾﻧﺔ ﻏﻧﻲ ﻋﺑد اﻟﺣﺳﯾن اﻟﺧﻔﺎﺟﻲ ،اﻟﻣﺣﺎﺿرة :ﻣدرﺳﺔ اﻹﺣﯾﺎء )ﻣﺣﻣود ﺳﺎﻣﻲ اﻟﺑﺎرودي(
2
-اﻟﺑﺣﺗري ،اﻟدﯾوان ،ﺗﺣﻘﯾق وﺷرح وﺗﻌﻠﯾق ﺣﺳن ﻛﺎﻣل اﻟﺻﯾرﻓﻲ ،دار اﻟﻣﻌﺎرف ،ط ،3ﻣﺞ ،2ص – 1152
1153
36
أﺣﻤﺪ ﺷﻮ و ﻧﺪﻟﺲ
أذﻛـ ـ ـ ار ﻟ ـ ــﻲ اﻟﺻ ـ ــﺑﺎ وأﯾ ـ ــﺎم أﻧﺳ ـ ــﻲ اﺧـ ـ ـ ــﺗﻼف اﻟﻧﻬ ـ ـ ـ ــﺎر واﻟﻠﯾـ ـ ـ ــل ﯾﻧﺳـ ـ ـ ــﻲ
ﺻـ ـ ــورت ﻣـ ـ ــن ﺗﺻـ ـ ــورات وﻣـ ـ ــس وﺻـ ـ ـ ــﻔﺎ ﻟـ ـ ـ ــﻲ ﻣـ ـ ـ ــﻼوة ﻣ ـ ـ ـ ـن ﺷـ ـ ـ ــﺑﺎب
ﺳـ ـ ـ ـ ــﻧﺔ ﺣﻠ ـ ـ ـ ـ ــوة ،وﻟ ـ ـ ـ ـ ــذة ﺧﻠ ـ ـ ـ ـ ــس ﻋﺻ ـ ــﻔت ﻛﺎﻟﺻ ـ ــﺑﺎ اﻟﻠﻌ ـ ــوب وﻣ ـ ــرت
أو أﺳـ ــﺎ ﺟرﺣـ ــﻪ اﻟزﻣـ ــﺎن اﻟﻣؤﺳـ ــﻲ وﺳﻼ ﻣﺻر :ﻫل ﺳـﻼ اﻟﻘﻠـب ﻋﻧﻬـﺎ
)(1
رق ،واﻟﻌﻬد ﻓﻲ اﻟﻠﯾـﺎﻟﻲ ﺗﻘﺳـﻲ ﻛﻠﻣـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎ ﻣـ ـ ـ ـ ـ ـ ــرت اﻟﻠﯾﻠـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻲ ﻋﻠﯾـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻪ
وﻛذا ﻣﻌﺎرﺿﺗﻪ ﻷﺑﻲ اﻟطﯾب ﻓﻲ ﻣرﺛﯾﺗﻪ ﺟدﺗﻪ ،وﻻﺑن زﯾدون ﻓﻲ ﻧوﻧﯾﺗﻪ ،وﻗﻠد أﺑﺎ ﻧواس ﻓﻲ
ﺑﻌض ﻟﻬوﻩ وﺧﻣرﯾﺎﺗﻪ ،واﻟﺑوﺻﯾري ﻓﻲ ﻣدﺣﯾﺎﺗﻪ اﻟﻧﺑوﯾﺔ...
وﻟﻘد ﻛﺎن ﻓـﻲ ﻫـذا اﻟﺗﻘﻠﯾـد ﺣﺎﺟـﺔ ﻣﻠﺣـﺔ ﻓـﻲ ﺗﻠـك اﻟﻔﺗـرة ؛ إذ ﻫـو ﻟﺑﻧـﺔ ﻓـﻲ إرﺳـﺎء ﻗواﻋـد اﻟﻣدرﺳـﺔ
اﻟﻛﻼﺳــﯾﻛﯾﺔ ،وﺧطــوة ﻣﻬﻣــﺔ ﻟﯾﺷــﺗد ﻋــود اﻟﺷــﻌر اﻟﻌرﺑــﻲ وﯾﻘــوى ﺑﻌــد ﺿــﻌﻔﻪ وذﺑوﻟــﻪ ،وﻟــم ﯾﻛــن
ﺷوﻗﻲ ﺑدﻋﺎ ﻣن اﻟﺷﻌراء اﻹﺣﯾﺎﺋﯾﯾن ﻓﻲ ذﻟك ﺑل ﻛﺎن اﻟﺗﻘﻠﯾد ﺳﻣﺔ ﺑـﺎرزة ﻋﻧـد أﻏﻠـﺑﻬم اﺑﺗـداء ﻣـن
اﻟﺑﺎرودي إﻟﻰ ﺣﺎﻓظ وأﺣﻣد ﻣﺣرم واﻟرﺻﺎﻓﻲ وﻏﯾرﻫم .
أﻣـﺎ ﻓﯾﻣـﺎ ﯾﺧـص اﻟﻌﺎطﻔــﺔ ﻋﻧـد ﺷـوﻗﻲ ﻓﻬــﻲ ﻋﺎطﻔـﺔ ﻫﺎدﺋـﺔ ﻣﺗزﻧــﺔ ،ﺧﺎﺿـﻌﺔ ﻟﺳـﻠطﺎن اﻟﻌﻘــل
واﻟﻔــن ،ﺑﻌﯾ ــدة ﻋــن اﻻﻧﻔﻌ ــﺎﻻت اﻟﻣﺷــﺑوﺑﺔ ،ﻣﻣ ــﺎ ﺟﻌــل أﻛﺛــر رﺛﺎﺋــﻪ ﺣﻛﻣ ــﺔ وﻓﻠﺳــﻔﺔ ﻋ ــن اﻟﺣﯾ ــﺎة
)(2
ﻓﻲ ﻫـذا واﻟﻣوت ،وﻟﻧدع اﻟدﻛﺗور ﻣﺣﻣد زﻛﻲ اﻟﻌﺷﻣﺎوي ﯾﻘﯾم ﻣوازﻧﺔ ﺑﯾﻧﻪ وﺑﯾن ﺣﺎﻓظ اﺑراﻫﯾم
اﻟﻣﺿﻣﺎر ـ أي اﻟرﺛﺎء ـ وﻗد اﺧﺗﺎر ﻣﻘطﻌﯾن ﻟﻛﻠﯾﻬﻣﺎ ﻓﻲ رﺛﺎء ﺳﻌد زﻏﻠول .ﯾﻘول ﺣﺎﻓظ:
ﻛﯾــف ْﯾﻧﺻ ـ ﱡ
ـب ﻓ ــﻲ اﻟﻧﻔــوس اﻧﺻ ــﺑﺎﺑﺎ إﯾــﻪ ﯾــﺎ ﻟﯾــل ﻫــل ﺷــﻬدت اﻟﻣﺻــﺎﺑﺎ
أن اﻟـ ـ ـ ـ ـ ـرﺋﯾس وﻟّ ـ ـ ـ ـ ــﻰ وﻏﺎﺑ ـ ـ ـ ـ ــﺎ
ﺑ ـ ـ ـ ـ ــﺢ ّ ﺑﻠــﻎ اﻟﻣﺷ ـرﻗﯾن ﻗﺑ ــل اﻧــﺑﻼج اﻟﺻ ـ ـ
ﻛﺎن أﻣﺿﻰ ﻓﻲ اﻷرض ﻣﻧﻬـﺎ ﺷـﻬﺎﺑﺎ ﻟﻠﻧﯾـ ـ ـ ـ ـرات ﺳ ـ ـ ـ ــﻌدا ﻓﺳ ـ ـ ـ ــﻌد
واﻧ ـ ـ ـ ــﻊ ّ
وﯾﻘول ﺷوﻗﻲ:
واﻧﺣﻧـ ـ ـ ــﻰ اﻟﺷـ ـ ـ ــرق ﻋﻠﯾﻬـ ـ ـ ــﺎ ﻓﺑﻛﺎﻫـ ـ ـ ــﺎ ﺷ ـ ـ ــﯾﻌوا اﻟﺷ ـ ـ ــﻣس وﻣ ـ ـ ــﺎﻟوا ﺑﺿ ـ ـ ــﺣﺎﻫﺎ
ـت ،ﻓﻧــﺎدى ،ﻓﺛﻧﺎﻫــﺎ
ﻫﻣـ ْ
)) ﯾوﺷــﻊ ((ّ ، ـت
ﻟﯾﺗﻧ ـ ـ ـ ــﻲ ﻓ ـ ـ ـ ــﻲ اﻟرﻛ ـ ـ ـ ــب ﻟﻣ ـ ـ ـ ــﺎ أﻓﻠ ـ ـ ـ ـ ْ
ﺗﺗﺟﺳد ﻓﻲ أﺑﯾﺎت ﺣﺎﻓظ طﺑﯾﻌﺗﻪ اﻟﺧﺎﺻﺔ اﻟﺗـﻲ ﺗﺗﻣﺛـل ﻓـﻲ ﻗدرﺗـﻪ ﻋﻠـﻰ إﺛـﺎرة اﻻﻧﻔﻌـﺎل ﺑﻣـﺎ ﯾﻣﺗﻠـك
ﻣــن ﻋﺎطﻔ ــﺔ ﻣﺷ ــﺑوﺑﺔ ،وﻣ ــن ﻫ ــدﯾر اﻟﺧـ ـواطر اﻟﻣﺗدﻓﻘ ــﺔ ،وﻣــن اﻟﻠﻐ ــﺔ اﻟﺗﺟﺳــﯾدﯾﺔ ذات اﻹﯾﻘ ــﺎع
اﻟﺧﺎص واﻟﺗوﺗر اﻟﺧﺎص ،ﻛﻠﻐﺔ اﻷﻗدﻣﯾن ،ﻟﻐـﺔ ﺗـرﱡج وﺗﺟـرف ،ذات ﻣـوج ﻋـﺎل ﻣـن اﻻﻧﻔﻌـﺎل،
ﻓﺈذا اﻧﺗﻘﻠﻧﺎ إﻟﻰ ﺑﯾﺗﻲ ﺷـوﻗﻲ أﻟﻔﯾﻧـﺎﻩ ﯾـؤﺛر اﻟﻌﺎطﻔـﺔ اﻟﻬﺎدﺋـﺔ ،اﻟﺧﺎﺿـﻌﺔ ﻟﺳـﯾطرة اﻟﺷـﺎﻋر ،ﻟﻛﻧﻬـﺎ
ﻗـﺎدرة ﻋﻠــﻰ ﺑـث اﻟﺷــﻌور ﺑـﺎﻟﺣزن ﺑﺄﺳــﻠوﺑﻬﺎ اﻟﺧـﺎص ،واﻻﺳــﺗﻌﺎﻧﺔ ﺑﻌﻧﺎﺻـر إﯾﺣﺎﺋﯾــﺔ أﺧـرى ،ﻟﻘــد
ﺟﺎءﻩ اﻟﻧﺑﺄ اﻟﻣﻔﺟﻊ وﻫو ﻓﻲ ﻟﺑﻧﺎن ﻣﻐﺗـرب ،ﻓﺣـز ﻓـﻲ ﻧﻔﺳـﻪ ذﻟـك ،وﺗﻣﻧـﻰ ﻟـو أﻣـد اﷲ ﻓـﻲ أﺟـل
ﺳﻌد ﺣﺗﻰ ﯾراﻩ ﻗﺑل ﻣوﺗﻪ ،ﻓﻠم ﯾﻌﺑر ﻋن ذﻟك ﻣﺑﺎﺷرة ،ﺑل ﻟﺟﺄ إﻟﻰ اﻹﯾﺣـﺎء ﺑﻘﺻـﺔ ﻧﺑـﻲ اﷲ ))
ﯾوﺷﻊ (( اﻟذي طﻠب ﻣن رﺑﻪ أن ﯾؤﺧر ﻟﻪ ﻣﻐرب اﻟﺷﻣس ﻓﺎﺳﺗﺟﺎب ﻟﻪ ،ﻓﻠﯾت ﺷوﻗﻲ ﻛـﺎن ﻓـﻲ
ﻣوﻗف ﻫذا اﻟﻧﺑﻲ .
ٕواذا ﻋــدﻧﺎ إﻟــﻰ اﻟﺑﯾــت اﻷول ﻣــن اﻟﻣﻘطوﻋــﺔ وﺟــدﻧﺎ أن اﻟــذي أﻛﺳــب اﻟﺻــورة روﻋﺗﻬــﺎ أﯾﺿــﺎ
وﻣﻧﺣﻬﺎ ﻫﯾﺑﺗﻬﺎ ﺗﻠك اﻟﻌﻼﻗﺎت اﻟﺗﻲ ﺗﺂﻟﻔت ﻣن ﻛﻠﻣﺎت اﻟﺑﯾت واﻟﺗﻼؤم اﻟﻣوﺳـﯾﻘﻲ ﺑـﯾن ))ﺷـﯾﻌوا ((
و)) ﻣﺎﻟوا (( وﺑﯾن )) اﻧﺣﻧﻰ اﻟﺷرق ﻋﻠﯾﻬﺎ (( ﺛم ﺑﯾن )) ﺿﺣﺎﻫﺎ (( و)) ﺑﻛﺎﻫﺎ (( ،ﺛـم اﻧﺗﺷـﺎر
38
أﺣﻤﺪ ﺷﻮ و ﻧﺪﻟﺲ
ﺣروف اﻟﻣد ﻋﻠﻰ طول اﻟﺑﯾت ﺑﺈﯾﻘﺎع ﻣﺗﻧﺎﻏم ،ﻫذا اﻟﺗﻼؤم ﻻ ﯾﻧﺻرف ﺗـﺄﺛﯾرﻩ إﻟـﻰ ﻣـدى ﺗﻔﺎﻋـل
ﻫـذﻩ اﻷﺻـوات ،ﺑـل اﻹﺣﺳـﺎس اﻟﻌـﺎم اﻟـذي ﯾﻧﺗﻬـﻲ إﻟﯾـﻪ اﻟﺑﯾـت ،وﺑﺎﻟﻣوﺟـﺔ اﻟﻬﺎدﺋـﺔ اﻟﺗـﻲ ﺗﺧطــو
)(1
ﺧطوات ﺣزﯾﻧﺔ وﻓﻲ ﻧﻐم ﻣوﻗﻊ .
ﻫﻛذا أراد ﺷوﻗﻲ أن ﯾﺣـزن ﻓـﻲ ﻏﯾـر ﺿـﺟﯾﺞ ،ﻓـﺈذا ﻛﺎﻧـت أﺑﯾـﺎت ﺣـﺎﻓظ ﻗـد أﺳـﻛﻧﺗﻧﺎ ﻓـﻲ ﻗﻠـب
)(2
اﻟﻌﺎﺻﻔﺔ ،ﻓﻘد ﺣطت ﺑﻧﺎ أﺑﯾﺎت ﺷوﻗﻲ ﻓﻲ زورق ﺣزﯾن ﯾﺷق طرﯾﻘﻪ ﺑﯾن أﻣواج ﺳﺎﻛﻧﺔ
أﻣـﺎ ﻓﯾﻣـﺎ ﯾﺗﻌﻠــق ﺑﺎﻟﺧﺎﺻـﯾﺔ اﻟﺛﺎﻟﺛــﺔ ؛ اﻹﯾﻘـﺎع اﻟﻣوﺳــﯾﻘﻲ ﻓـﻲ ﺷــﻌر ﺷـوﻗﻲ ﻓﻬــﻲ رﻛﯾـزة اﻟﺗﻣﯾــز
ﻋن ﺷﻌر ﻏﯾرﻩ ﻣـن اﻹﺣﯾـﺎﺋﯾﯾن ،وﻫـﻲ ﻟﺑـﺎب اﻟﺻـﻧﻌﺔ ﻟدﯾـﻪ ،إذ ﻧـراﻩ ﯾﻌﻧـﻰ ﻛﺛﯾـ ار ﺑﻧﺳـق اﻷﻟﻔـﺎظ
وﻣﺎ ﯾﻛﺎﻓﺋﻬﺎ ﻣن اﻷوزان ﻓﻲ ﺟل ﻗﺻﺎﺋدﻩ ،ﺑل ﺣﺗﻰ ﻓﻲ ﻣﺳرﺣﯾﺎﺗﻪ اﻟﺷـﻌرﯾﺔ ،أو ﻧﺛـرﻩ اﻟﻣﺳـﺟوع
إذ )) ﻛــﺎن ذا ﺣــس ﻟﻐــوي ﻣرﻫــف وﻓطـرة ﻣوﺳــﯾﻘﯾﺔ ﺑﺎرﻋــﺔ ﻓــﻲ اﺧﺗﯾــﺎر اﻷﻟﻔــﺎظ اﻟﺗــﻲ ﺗﺗــﺄﻟف ﻣــﻊ
وﻧﻐﻣــﺎ
ـﺎﻓﯾﺎ ً
ﻟﺣﻧــﺎ ﺻـ ً
ﺑﻌﺿــﻬﺎ ﻟﺗﺣــدث اﻟــﻧﻐم اﻟــذي ﯾﺛﯾــر اﻟطــرب وﯾﺟــذب اﻷﺳــﻣﺎع ،ﻓﺟــﺎء ﺷــﻌرﻩ ً
)(3
اﺋﻌﺎ ﻟم ﺗﻌرﻓﻪ اﻟﻌرﺑﯾﺔ إﻻ ﻟﻘﻠﺔ ﻗﻠﯾﻠﺔ ﻣن ﻓﺣول اﻟﺷﻌراء((
رً
وﻟﻧﺳﺗﻣﻊ إﻟﯾﻪ وﻫو ﯾﺻف ﻟﯾﻠﺔ راﻗﺻﺔ أﻗﯾﻣت ﻓﻲ ﻗﺻر ﻋﺎﺑدﯾن ،ﯾﻘول) :ﻣن اﻟﻣﻘﺗﺿب(
ﻓﻬ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻲ ﻓﺿ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺔ ذﻫ ـ ـ ـ ـ ـ ــب ﺣـ ـ ــف ﻛﺄﺳ ـ ــﻬﺎ اﻟﺣﺑـ ـ ــب
ﻣـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎﺋﺞ ﺑﻬـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎ ﻟﺑ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــب أو دواﺋ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــر درر
ﻋ ـ ـ ـ ـ ــن ﺟﻣﺎﻧ ـ ـ ـ ـ ــﻪ اﻟﺷ ـ ـ ـ ـ ــﻧب أو ﻓـ ـ ــم اﻟﺣﺑﯾـ ـ ــب ﺟـ ـ ــﻼ
ﻋﺎط ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــل وﻣﺧﺗﺿ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــب أو ﯾـ ـ ـ ـ ـ ـ ــد ،وﺑﺎطﻧﻬـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎ
ﺣ ـ ـ ـ ــﯾن ﻟ ـ ـ ـ ــﻲ ﺑ ـ ـ ـ ــﻪ ﻟﻌـ ـ ـ ـ ــب أوﺷـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻘﯾق وﺟﻧﺗـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻪ
ﻋﻧ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــد ارﺣ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺔ ﺗﻌ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــب ارﺣـ ــﺔ اﻟﻧﻔـ ــوس ،وﻫـ ــل
)(1
ﻻ ﻛﺑـ ـ ـ ــﺎ ﺑـ ـ ـ ــك اﻟطـ ـ ـ ــرب ﯾ ـ ـ ــﺎ ﻧ ـ ـ ــدﯾم ﺧ ـ ـ ــف ﺑﻬ ـ ـ ــﺎ
)(2
وﯾﻘول ﻓﻲ أﺧرى ﻣﻌﻧوﻧﺔ ﺑـ )) َﻣرﻗص (( :
وادﻋ ــﻰ اﻟﻐﺿ ــب ـﺎل واﺣﺗﺟ ـ ـ ـ ــب
ﻣـ ـ ـ ـ َ
ﯾﺷ ـ ـ ـ ــرح اﻟﺳـ ـ ـ ــﺑب ﻟﯾ ـ ـ ـ ـ ــت ﻫ ـ ـ ـ ـ ــﺎﺟري
)(3
ﻟﯾﺗـ ـ ـ ـ ــﻪ ﻋﺗـ ـ ـ ـ ــب ﻋﺗﺑـ ـ ـ ـ ـ ــﻪ رﺿـ ـ ـ ـ ـ ــﻰ
ﻓﻬﻲ ﻣﻘﺎطﻊ ﻣوﺳـﯾﻘﯾﺔ ﻣرﻗﺻـﺔ ﻛﺄﻧﻬـﺎ ﺑـﺂﻻت ﻻ ﺑﺣـروف وأﻟﻔـﺎظ ،ﺗـوﺣﻲ ﺑﺣرﻛـﺔ ﻧﺷـطﺔ ﻣﺑﻬﺟـﺔ،
ﺗﻣت ﻋروﺿﯾﺎ ﺑوزن ﺧﻔﯾف
وﻧﺳوق ﻣﺛﺎﻻ آﺧر ﻣن اﻟﻛﺎﻣل ،ﻫﻲ ﻗﺻﯾدة اﻟﻧﯾل اﻟﺗﻲ ﻧظﻣﻬﺎ ﻋﺎم 1913م ﯾﻘول ﻓﯾﻬﺎ:
وﺑ ـ ـ ــﺄي ﻛ ـ ـ ــف ﻓ ـ ـ ــﻲ اﻟﻣ ـ ـ ــداﺋن ﺗﻐ ـ ـ ــدق ﻣ ـ ـ ــن أي ﻋﻬ ـ ـ ــد ﻓ ـ ـ ــﻲ اﻟﻘ ـ ـ ــرى ﺗﺗ ـ ـ ــدﻓق
ﻣ ـ ــن ﻋﻠﯾ ـ ــﺎ اﻟﺟﻧ ـ ــﺎن ﺟ ـ ــداوﻻ ﺗﺗرﻗ ـ ــرق وﻣ ـ ـ ــن اﻟﺳ ـ ـ ــﻣﺎء ﻧزﻟ ـ ـ ــت أم ،ﻓُﺟـ ـ ـ ــرت
أم أي طوﻓـ ـ ـ ـ ـ ــﺎن ﺗﻔـ ـ ـ ـ ـ ــﯾض وﺗﻔﻬـ ـ ـ ـ ـ ــق وﺑـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺄي ﻋـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﯾن أم ﺑﺄﯾـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺔ ﻣزﻧـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺔ
ﻟﻠﺿـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻔﺗﯾن ﺟدﯾ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــدﻫﺎ ﻻ ﯾﺧﻠ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــق وﺑ ـ ـ ـ ــﺄي ﻧـ ـ ـ ـ ــول أﻧ ـ ـ ـ ــت ﻧﺎﺳ ـ ـ ـ ــﺞ ﺑـ ـ ـ ـ ــردة
ﻓــﺈذا ﺣﺿــرت اﺧﺿوﺿــر اﻻﺳــﺗﺑرق ﺗﺳ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــوﱡد دﯾﺑﺎﺟ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎ إذا ﻓﺎرﻗﺗﻬ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎ
ْ
ﻋﺟﺑ ـ ـ ــﺎ ،وأﻧ ـ ـ ــت اﻟﺻ ـ ـ ــﺎﺑﻎ اﻟﻣﺗ ـ ـ ــﺄﻧق ﻓـ ـ ـ ـ ــﻲ ﻛـ ـ ـ ـ ــل آوﻧـ ـ ـ ـ ــﺔ ﺗﺑـ ـ ـ ـ ــدل ﺻـ ـ ـ ـ ــﺑﻐﺔ
اﻟوﺣدة اﻟﻣوﺳﯾﻘﯾﺔ ﻟﻬذﻩ اﻟﻘﺻﯾدة ﻫﻲ وﺣدة ﺑﺣر اﻟﻛﺎﻣل ،ذي اﻟﺛﻼث ﺗﻔﻌﯾﻼت
ﯾﻔﺗ ــﻪ ﺳ ــﺣر اﻟﻣوﺳ ــﯾﻘﻰ اﻟ ــذي أﺿ ــﻔﺎﻩ ﻋﻠ ــﻰ ﺷ ــﻌرﻩ اﻟﻐزﻟ ــﻲ ،واﻟ ــذي أﻧ ــﺎل ﺷ ــﻌرﻩ ﺷ ــﻬرة واﺳ ــﻌﺔ
ﺧﺻوﺻﺎ ﺑﻌد أن ﺗﻐﻧﻰ ﺑﻪ ﺟﻣﺎﻋﺔ ﻣن ﻛﺑﺎر اﻟﻣوﺳﯾﻘﯾﯾن وﻻﺳﯾﻣﺎ ﻣﺣﻣد ﻋﺑـد اﻟوﻫـﺎب ،ﻓﻣﺿـت
ﻟﻪ أﺑﯾﺎت ﺑل ﻗﺻﺎﺋد وﻗد ﻻ ﯾﻛون ﻟﻬﺎ ﻛﺑﯾر ﻗﯾﻣﺔ ،ﯾرددﻫـﺎ اﻟﻛﺑﯾـر واﻟﺻـﻐﯾر ﻓـﻲ ﻛـل ﺣﻔـل وﻛـل
)(1
ﻧﺎد «.
أﻣــﺎ ﻋــن اﻟﺻــورة اﻟﻔﻧﯾــﺔ ﻓــﻲ ﺷــﻌر ﺷــوﻗﻲ ﻓﻬــﻲ ﻻ ﺗﻘــل ﻗﯾﻣــﺔ ﻋــن اﻟﺻــورة اﻟﻣوﺳــﯾﻘﯾﺔ إذ ﻫــﻲ
ردﯾﻔـﺔ ﻟﻬـﺎ ،ﻛﻣـﺎ ﯾﻌﺑـر ﻋـن ذﻟـك ﺷـوﻗﻲ ﺿـﯾق ﻗـﺎﺋﻼ » :وﻫـذﻩ اﻟﺧﺻـﻠﺔ اﻟﻣوﺳـﯾﻘﯾﺔ ﻓـﻲ ﺷـﻌرﻩ
ﺗﺳـﻧدﻫﺎ ﻋﻧـدﻩ ﺧﺻـﻠﺔ اﻟﺗﺻـوﯾر اﻟﺑـﺎرع ؛ إذ ﻛـﺎن ﯾﻌـرف ﻛﯾـف ﯾﻔﯾـد ﻣـن ﻛﻧـوز اﻟﺗﺷـﺑﯾﻬﺎت
واﻻﺳﺗﻌﺎرات اﻟﻘدﯾﻣﺔ ،وﻟم ﯾﻛن ﯾﻛﺗﻔﻲ ﺑذﻟك؛ ﺑل ﻛﺎن ﯾﺿﯾف إﻟـﻰ ﻫـذا اﻻﺳـﺗﻐﻼل ﻟﻠﻘـدﯾم ﻛﺛﯾـ اًر
)(2
ﻣن اﻷﺧﯾﻠﺔ اﻟﺣﺎﻟﻣﺔ وﯾﺗﺿﺢ ذﻟك ﻓﻲ ﺟواﻧب ﻛﺛﯾرة ﻣن ﺷﻌرﻩ «
ﻟﻛن رﻏم ذﻟك ﻛﺎن ﻫﻧﺎك اﻟﺣﻣﻠﺔ اﻟﺷرﺳﺔ اﻟﺗﻲ ﺷﻧﻬﺎ ﺿدﻩ طﻪ ﺣﺳﯾن واﻟﻌﻘﺎد ،ﺣﯾث ﺣﺎول
اﻟﻌﻘﺎد ﻧﻛران أي ﻓﺿل ﻟﺷوﻗﻲ ﻋﻠﻰ اﻟﺷﻌر اﻟﻌرﺑﻲ ﺑﺗﺣﺟﺟﻪ ﻋﻠﯾـﻪ أﻧـﻪ ﺗﻘﻠﯾـدي وﺷـﻌرﻩ ﺗﻣﺛـل ﻓـﻲ
ﺷـﻌر اﻟﻣﻧﺎﺳـﺑﺎت واﻟﻣﻌﺎرﺿـﺔ واﻟﻣـداﺋﺢ اﻟﺑﻼطﯾـﺔ ،ﻛﻣـﺎ ﻧﻔـﻰ اﻟﻘﯾﻣـﺔ اﻟﺟﻣﺎﻟﯾـﺔ ﻋﻧـﻪ ووﺻـﻔﻬﺎ
)(3
أﻣـﺎ طـﻪ ﺣﺳـﯾن ﻓﻬـو اﻷﺧـر اﺗﻬﻣـﻪ ﺑﺎﻟﺗﻘﻠﯾـد وﻋـدم ﻗدرﺗـﻪ ﻋﻠـﻰ ﻣواﻛﺑـﺔ ﺑﺎﻟﺳطﺣﯾﺔ ﻓﻲ ﺷـﻌرﻩ .
)(4
اﻟﺗﺟدﯾد وﻋﺟزﻩ ﻋﻠﻰ اﻟﺗﻐﯾﯾر وذﻟك ﻟﻘﻠﺔ ﺛﻘﺎﻓﺗﻪ
ﻣــﻊ ذﻟــك ظــل أدب ﺷــوﻗﻲ رﻏــم ﻛــل ﻣــﺎ أﺻــﺎﺑﻪ ﻣــن ﻧﻘــد ،ﻣﺟــﺎﻻ ﺧﺻــﺑﺎ ﻟﻠﺑﺣــث واﻟد ارﺳــﺔ،
ﻣــﺎﻓﺗﺊ اﻟﻧﻘــﺎد ﯾﻌطﻔــون ﻋﻠﯾــﻪ ﺑــﺎﻟﻧظر واﻟﺗﺄﻣــل » ،وﻣﻧــذ أن ﻛــﺎن ﺷــوﻗﻲ ،إﻟــﻰ أن ﻣــﺎت ،وﻛــل
اﻻﺗﺟﺎﻫـﺎت واﻟﻣــدارس ﺗﻧطﻠــق ﻣــن رﺣﺎﺑــﻪ ،إﻣــﺎ ﻏﺎﺿـﺑﺔ ﻣﻧــﻪ أو ﻏﺎﺿــﺑﺔ ﻋﻠﯾــﻪ ،ﻟﻛﻧﻬــﺎ ﻣرﺗﺑطــﺔ
-1ﺣﻧﺎ اﻟﻔﺎﺧوري ،ﺗﺎرﯾﺦ اﻷدب اﻟﻌرﺑﻲ ،ﻣﻧﺷورات اﻟﻣﻛﺗﺑﺔ اﻟﺑوﻟﺳﯾﺔ ،ط 1987 ، 12م ،ص 984
-2ﺷوﻗﻲ ﺿﯾف ،اﻷدب اﻟﻌرﺑﻲ اﻟﻣﻌﺎﺻر ﻓﻲ ﻣﺻر ،دار اﻟﻣﻌﺎرف ط 1992 ،10م ،ص115
-3ﯾﻧظر :اﻟﻌﻘﺎد ،اﻟدﯾوان ﻓﻲ اﻟﻧﻘد واﻷدب) ،ﺷوﻗﻲ ﻓﻲ اﻟﻣﯾزان( ،ﻣؤﺳﺳﺔ ﻫﻧداوي ﺳﻲ آي ﺳﻲ ،اﻟﻣوﻗﻊ اﻹﻟﻛﺗروﻧﻲ
www.hindawi.org
-4ﯾﻧظر :طﻪ ﺣﺳﯾن ،ﺣﺎﻓظ وﺷوﻗﻲ ،ﻣؤﺳﺳﺔ ﻫﻧداوي ﻟﻠﺗﻌﻠﯾم واﻟﺛﻘﺎﻓﺔ ،اﻟﻣوﻗﻊ اﻹﻟﻛﺗروﻧﻲ ،www.hindawi.org
ص113
42
أﺣﻤﺪ ﺷﻮ و ﻧﺪﻟﺲ
ﺑﻪ ﺑﺻورة ﻣن اﻟﺻور ،أو درﺟﺔ ﻣن اﻟـدرﺟﺎت ،ﺑـل أﻗـول ،ﻟـوﻻ ﺷـوﻗﻲ ﻣـﺎ ﻛﺎﻧـت ،وﻻ ظﻬـر
)(1
ﻟﻬﺎ ﻧﺟم ﻓﻲ ﺳﻣﺎء اﻟﺷﻌر«.
– اﻹﯾﻘﺎع واﻹﯾﺣﺎء
ﻗﺑل أن ﻧﺑﺎﺷر اﻟﻔﻌل اﻹﺟراﺋﻲ ﻓﻲ رﺻد ﺑﻌض ﻣظﺎﻫر اﻟﺧﺻﺎﺋص اﻷﺳﻠوﺑﯾﺔ ﻓﻲ أﻧدﻟﺳﯾﺎت
وﺗﻔردﻫﺎ واﻟﻌﻼﺋق ﺑﯾﻧﻬﺎ:
ﺣدﻫﺎ ّ
ﺷوﻗﻲ ،ﻧﺳﺗﻬل ﺑﺗﻣﻬﯾد ﻧوﺿﺢ ﻓﯾﻪ ﺑﻌض اﻟﻣﻔﺎﻫﯾم ؛ ّ
-ﻣﻔﻬوم اﻹﯾﻘﺎع:
وﯾْﺑﻧَِﯾﻬﺎ «
)(2
أﻣﺎ ﻓﻲ اﻟﻣﻌﺟم اﻟوﺳﯾط » :اﻹﯾﻘﺎع :إﯾﻘﺎع أﻟﺣﺎن اﻟﻐﻧﺎء ،وﻫو أن ُﯾوِﻗ َﻊ اﻷﻟﺣﺎن َ
ﻟﻛن ظل اﻹﯾﻘﺎع ﻓﻲ اﻟﻣﻌﺎﺟم اﻟﻌرﺑﯾﺔ اﻟﻘدﯾﻣﺔ ﻣرﺗﺑطﺎ ﺑﺎﻟﻣﻔﻬوم اﻟذي ﻧﻘﻠﻪ " اﺑن ﺳﯾدة " ﻋـن
" اﻟﺧﻠﯾل ﺑن أﺣﻣد اﻟﻔراﻫﯾدي " ﻓﻲ ﻛﺗﺎب " اﻟﻌﯾن " ﺑﺄن اﻹﯾﻘﺎع » ﺣرﻛﺎت ﻣﺗﺳـﺎوﯾﺔ اﻷدوار ﻟﻬـﺎ
)(3
ﻋودات ﻣﺗواﻟﯾﺔ «
اﻹﯾﻘــﺎع اﺻ ــطﻼﺣﺎ :ﺗﻌ ــددت ﺗﻌ ــﺎرﯾف وﻣﻔ ــﺎﻫﯾم اﻹﯾﻘــﺎع ﻋﻧـ ـد اﻟﻘ ــدﻣﺎء واﻟﻣﺣ ــدﺛﯾن ،ﻓﻘ ــد ذﻫ ــب
اﻟﻔــﺎراﺑﻲ ) 339ه( ﻓــﻲ ﺗﻌرﯾﻔــﻪ ﻟﻺﯾﻘــﺎع إﻟــﻰ أﻧــﻪ » :ﻧﻘﻠــﺔ ﻣﻧظﻣــﺔ ﻋﻠــﻰ اﻟــﻧﻐم ذات ﻓواﺻــل
واﻟﻔﺎﺻﻠﺔ ﻫﻲ ﺗوﻗف ﯾواﺟﻪ اﻣﺗداد اﻟﺻوت ،واﻟوزن اﻟﺷﻌري ﻧﻘﻠﺔ ﻣﻧﺗظﻣﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺣروف ذوات
)(4
ﻓواﺻل ،واﻟﻔواﺻل إﻧﻣﺎ ﺗﺣدث ﺑوﻗﻔﺎت ﺗﺎﻣﺔ ﻻ ﯾﻛون ذﻟك ﺑﺣرف ﺳﺎﻛن «
وﯾؤﻛـد اﺑـن ﻓـﺎرس ) 339ه( ﻫـذﻩ اﻟﻔﻛـرة ﺑﻘوﻟــﻪ » :أﻫـل اﻟﻌـروض ﻣﺟﻣﻌـون ﻋﻠـﻰ أﻧـﻪ ﻻ ﻓــرق
ﺑﯾن ﺻـﻧﺎﻋﺔ اﻟﻌـروض وﺻـﻧﺎﻋﺔ اﻹﯾﻘـﺎع إﻻ أن ﺻـﻧﺎﻋﺔ اﻹﯾﻘـﺎع ﺗﻘﺳـم اﻟزﻣـﺎن ﺑـﺎﻟﻧﻐم وﺻـﻧﺎﻋﺔ
)(5
اﻟﻌروض ﺗﻘﺳم اﻟزﻣﺎن ﺑﺎﻟﺣروف اﻟﻣﺳﻣوﻋﺔ «
- 1اﺑن ﻣﻧظور ،ﻟﺳﺎن اﻟﻌرب ،إﺻدارات وزارة اﻟﺷؤون اﻻﺳﻼﻣﯾﺔ واﻷوﻗﺎف واﻟدﻋوة واﻹرﺷﺎد ،ﻣﺞ ،10ص 290
- 2اﻟﻣﻌﺟم اﻟوﺳﯾط ،ص 1773
- 3اﺑن ﺳﯾدة ،اﻟﻣﺧﺻص ،اﻟﺳﻔر ، 13ﻣﺎدة" وﻗﻊ" ،دار اﻟﻛﺗب اﻟﻌﻠﻣﯾﺔ ،ﻟﺑﻧﺎن ،د.ت .ص10
-4اﻟﻔﺎراﺑﻲ ،ﻛﺗﺎب اﻟﻣوﺳﯾﻘﻰ اﻟﻛﺑﯾر ،دار اﻵداب ،ﺑﯾروت ﻟﺑﻧﺎن 1985م ،ص 20
-5اﺑن ﻓﺎرس :اﻟﺻﺎﺣﺑﻲ ﻓﻲ ﻓﻘﻪ اﻟﻠﻐﺔ و ﺳﻧن اﻟﻌرب ﻓﻲ ﻛﻼﻣﻬﺎ – ﺗﺢ اﻟﺳﯾد أﺣﻣد ﺻﻘر – دار إﺣﯾﺎء اﻟﻛﺗب اﻟﻌرﺑﯾﺔ –
ﺑﯾروت 1977 .م ،ص238
45
أﻧﺪﻟﺴﻴﺎت أﺣﻤﺪ ﺷﻮ ..ﺳﻤﺎ ﺎ ﺳﻠﻮ ﻴﺔ
» أﻣ ــﺎ ﻣﺻ ــطﻠﺢ " إﯾﻘ ــﺎع " ﻓﻬ ــو ﺑﺈﺟﻣ ــﺎع اﻟدارﺳ ــﯾن اﻟﻣﺣ ــدﺛﯾن ﻋﻠ ــﻰ أﻧـ ـﻪ ﻣﺻ ــطﻠﺢ إﻧﺟﻠﯾ ــزي
) ( RYTHMEاﺷﺗق ﻣن اﻟﯾوﻧﺎﻧﯾﺔ ﺑﻣﻌﻧﻰ اﻟﺟرﯾﺎن واﻟﺗدﻓق ،وﯾﻘﺻد ﺑﻪ اﻟﺗواﺗر اﻟﻣﺗﺗﺎﺑﻊ ﺑﯾن
ﺣﺎﻟﺗﻲ اﻟﺻﻣت واﻟﺻوت ،أو اﻟﻧور واﻟظﻼم ،أو اﻟﺣرﻛﺔ واﻟﺳﻛون ،أو اﻟﻘوة واﻟﺿﻌف ،أو
)(1
اﻟﺿﻐط واﻟﻠﯾن ،أو اﻟﻘﺻر واﻟطول ،أو اﻹﺳراع واﻹﺑطﺎء ،أو اﻟﺗوﺗر واﻻﺳﺗرﺧﺎء… «
وﻣن ﺛم ﻓﺎﻟﻣﻔﻬوم اﻟﻌﺎم ﻟﻺﯾﻘﺎع ﯾﺷﻣل ﺣرﻛﺔ اﻟﻛون واﻟﺣﯾﺎة ﻣـن ﺣوﻟﻧـﺎ» ﻓﻛـل ظـﺎﻫرة ﻛوﻧﯾـﺔ ﻟﻬـﺎ
إﯾﻘﺎﻋﻬـﺎ اﻟﻣـؤﺛر ﻓﯾﻣـﺎ ﻋـداﻩ ﺗـﺄﺛﯾ ار ﯾﺟﻌـل ﻣـن ﺗﺟـﺎذب ﺟزﺋﯾـﺎت اﻟﻛـون ﺑﻌﺿـﻬﺎ ﺑـﺎﻟﺑﻌض اﻵﺧـر
ﺣرﻛﺔ إﯾﻘﺎﻋﯾﺔ داﻓﻌﺔ إﻟﻰ اﻟﺗﻣﺎﺳك ،ﻓﺎﻷرض ﺗدور واﻟﺳﺣﺎب ﯾﺗﺣـرك ،واﻟﺟﺑـﺎل ﺗﺣﺳـﺑﻬﺎ ﺛﺎﺑﺗـﺔ
وﻫﻲ ﺗﻣر ﻣر اﻟﺳﺣﺎب ،واﻟﻣﺎء ﯾﺗﺻﺎﻋد ﺑﺧﺎ ار إﻟﻰ اﻟﻔﺿﺎء وﯾﻛون ﺗﺷﻛﯾﻼت ﻣن اﻟﻐﯾم اﻟﻣﻔﻌم
ﺑﺎﻟﺧﺻب ،وﺗﺗﻛون ﺟﺑﺎل ﻣن ﺑرد ،وﺗﺗﺣرك اﻟرﯾﺎح ،ﻓﺗﺛﯾر اﻟﺳﺣﺎب ﻓﯾﻧﺳﺎق اﻟﺳﺣﺎب إﻟﻰ ﺑﻠـد
ﻣﯾـت ،ﻓﯾﺣﯾـﺎ وﯾﺧﺿـر ﻓـﻲ ﻣﻬرﺟـﺎن ﻣـن أﺻـوات اﻟرﻋـود وأﺿـواء اﻟﺑـروق ،وﻣـن ﺗـﺂﻟف ﻫـذا
اﻟﺗﺷﻛﯾل اﻹﯾﻘﺎﻋﻲ ﻟﺣرﻛﺔ اﻟﻛون ﺗﻧﺑﺛق ﻣوﺳﯾﻘﻰ اﻟﺣﯾﺎة ،وﻣوﺳﯾﻘﻰ اﻟﻛﻠﻣﺔ ،وﻣوﺳﯾﻘﻰ اﻟﺣدث،
وﻣوﺳﯾﻘﻰ اﻟروح ،وﻣوﺳﯾﻘﻰ اﻟزﻣﺎن واﻟﻣﻛﺎن ،وﻟﻣـﺎ وﺟـد اﻹﻧﺳـﺎن ﻛـل ﻣـﺎ ﺣوﻟـﻪ ﯾﻧـﺗظم ﺑﺣرﻛـﺔ
إﯾﻘﺎﻋﯾـﺔ ﺗـوﻓر ﻟـﻪ اﻻﻧﺳـﺟﺎم واﻟﺗـوازن وﺗﻣﻧﺣـﻪ اﻟ ارﺣـﺔ واﻟﻣﺗﻌـﺔ ،راح ﯾﺣﺎﻛﯾﻬـﺎ ﺑﺣرﻛـﺎت ﺟﺳـدﻩ،
وﻧﺑـرات ﺻـوﺗﻪ ﻣـن ﺧـﻼل إﺑداﻋـﻪ ﻟﺟﻣﻠـﺔ ﻣـن اﻟﻔﻧـون ﻛﺎﻟرﺳـم واﻟﻧﺣـت واﻟـرﻗص واﻟﻣوﺳـﯾﻘﻰ
)(2
واﻟﺷﻌر«
ﻟﻺﯾﻘﺎع أﻧواع ﻣﺧﺗﻠﻔﺔ ﻣﺗﻌددة ،وﻧﺣـﺎول ﻓـﻲ ﺑﺣﺛﻧـﺎ ﻫـذا اﻟﺗرﻛﯾـز ﻋﻠـﻰ اﻹﯾﻘـﺎع اﻟﺷـﻌري اﻟـذي
ﯾــﺄﺗﻲ ﻋﻠــﻰ رأس ﺧﺻــﺎﺋص اﻟﺷــﻌر اﻟﻌرﺑــﻲ ﻓﻬــو ﯾﺷــﻛل ﻋﻧﺻ ـ ار أﺳﺎﺳــﯾﺎ ﻣــن اﻟﻌﻧﺎﺻــر اﻟﻣﻛوﻧــﺔ
ﻟﻠﻘﺻــﯾدة اﻟﻌرﺑﯾــﺔ اﻟﺣدﯾﺛــﺔ وﻟــﯾس ﻋﻧﺻ ـ ار ﻣﻧﻔﺻــﻼ ﻋﻧﻬــﺎ أو ﻗﺎﻟﺑــﺎ ﺧﺎرﺟﯾــﺎ ﻟﻬــﺎ ﻋﻠــﻰ اﻹطــﻼق ؛
-1أﺣﻣد ﺣﺳﺎﻧﻲ ،اﻹﯾﻘﺎع وﻋﻼﻗﺗﻪ ﺑﺎﻟدﻻﻟﺔ ﻓﻲ اﻟﺷﻌر اﻟﺟﺎﻫﻠﻲ ) ﺑﺣث ﻣﻘدم ﻟﻧﯾل ﺷﻬﺎدة دﻛﺗوراﻩ اﻟدوﻟﺔ ( ﺟﺎﻣﻌﺔ اﻟﺟزاﺋر
،2006/2005ص 51
-2ﻣﺳﻌود وﻗﺎد ،اﻟﺑﻧﯾﺔ اﻹﯾﻘﺎﻋﯾﺔ ﻓﻲ ﺷﻌر ﻓدوى طوﻗﺎن ) ،ﺑﺣث ﻣﻘدم ﻟﻧﯾل ﺷﻬﺎدة اﻟﻣﺎﺟﺳﺗﯾر( ﺟﺎﻣﻌﺔ ورﻗﻠﺔ ،2004
ص 12
46
أﻧﺪﻟﺴﻴﺎت أﺣﻤﺪ ﺷﻮ ..ﺳﻤﺎ ﺎ ﺳﻠﻮ ﻴﺔ
ذﻟـ ــك أن اﻟﻠﻐـ ــﺔ واﻟﺻـ ــورة واﻟدﻻﻟـ ــﺔ ﻻ ﺗﺗﺷـ ــﻛل إﻻ ﻣـ ــن ﺧـ ــﻼل ﻧﻣـ ــوﻩ وﺗطـ ــورﻩ ،أي ﻣـ ــن ﺧـ ــﻼل
)(1
اﻹﯾﻘﺎع
-اﻹﯾﻘﺎع واﻟﻌروض:
ظل اﻟدرس اﻟﻌرﺑﻲ اﻟﻘدﯾم ﯾطﺎﺑق ﺑﯾن اﻹﯾﻘﺎع واﻟوزن وﯾـرﺑط ﺑﯾﻧﻬﻣـﺎ ﻓـﻲ ﻣﻔﻬـوم واﺣـد ،وﻗـد
ﺳﺑق اﻹﺷﺎرة إﻟﻰ ﻗول اﺑن ﻓﺎرس ﻓﻲ ﺗﺣدﯾد ﻣﻔﻬوم ﺻﻧﺎﻋﺔ اﻟﻌروض وﺻﻧﺎﻋﺔ اﻹﯾﻘﺎع ﺑﺄﻧﻪ ﻻ
ﻓــرق ﺑﯾﻧﻬﻣــﺎ إﻻ أن اﻷوﻟــﻰ ﺗﻘﺳــم اﻟــزﻣن ﺑــﺎﻟﺣروف واﻟﺛﺎﻧﯾــﺔ ﺗﻘﺳــﻣﻪ ﺑــﺎﻟﻧﻐم .وﻣــن ﺧــﻼل ﻋــرض
اﻟﻔﺎراﺑﻲ ﻟﻣﻔﻬوم اﻹﯾﻘﺎع ﻟوﺣظ أﻧﻪ أدﺧل وزن اﻟﺷﻌر ﻓﻲ ﺣﻛم اﻹﯾﻘـﺎع اﻟﻣوﺳـﯾﻘﻲ ؛ ﻷن اﻹﯾﻘـﺎع
ﻟدﯾــﻪ ﺳﻠﺳــﻠﺔ أزﻣﻧــﻪ ﯾوﺿــﺣﻬﺎ اﻟﻧﻘــر ﻋﻠــﻰ آﻟــﺔ ﻣﺟوﻓــﺔ ﻛﺎﻟطﺑــل واﻟــدف وﻏﯾرﻫــﺎ ،واﻟﻧﻘ ـرة ﻻ زﻣــن
)(2
ﻟﻬﺎ ،وﻋﻠﻰ ذﻟك ﯾﻛون اﻟزﻣن اﻟﻣدة اﻟواﻗﻌﺔ ﺑﯾن ﻧﻘرﺗﯾن .
واﻟﺣﻘﯾﻘــﺔ أن ﻣﻔﻬ ــوم اﻹﯾﻘ ــﺎع ﻻ ﯾﻧﺣﺻ ــر ﻓ ــﻲ اﻟ ــوزنٕ ،وان ﻛ ــﺎن اﻟ ــوزن ﯾ ــدﺧل ﻓ ــﻲ ﻣﻔﻬ ــوم
اﻹﯾﻘــﺎعٕ ،واﻻ ﻟﻛﺎﻧــت اﻟﻧﺻــوص اﻟﺷــﻌرﯾﺔ ﻻ ﺗﺗﻣــﺎﯾز ﻣــن اﻟﻧﺎﺣﯾــﺔ اﻹﯾﻘﺎﻋﯾــﺔ ﻷﻧﻬــﺎ ﺗرﺗﻛــز ﻋﻠــﻰ
اﻟﺑﻧﯾــﺎت اﻟوزﻧﯾــﺔ ﻧﻔﺳــﻬﺎ ،أي اﻟﺑﺣــور اﻟﺧﻠﯾﻠﯾــﺔ ،وﺑــذﻟك ﯾﻣﻛــن اﻟﻘــول أن اﻟﺷــﻌر اﻟﺳــﺎﻣﻲ ﻣﺳــﺎو
ﻟﻠﻣﻧظوﻣــﺎت اﻟﺗﻌﻠﯾﻣﯾــﺔ ،وﻫــذا ﻻ ﯾﺻــﺢ ؛ ذﻟــك أن اﻟﺷــﻌر اﻟﺳــﺎﻣﻲ ﯾﺗ ـواﻓر ﻋﻠــﻰ ﺑﻧﯾــﺎت إﯾﻘﺎﻋﯾــﺔ
أﺧرى ﻣرﺗﺑطﺔ ﺑﺎﻟﺟوﻫر اﻟﻠﺳﺎﻧﻲ ﻟﻠﺟﻣﻠﺔ .
إن اﻹﯾﻘــﺎع واﻟــوزن ﯾﻌﺗﻣــد ﻛﻼﻫﻣــﺎ ﻋﻠــﻰ اﻟﺗﻛـرار ،وﻓــﻲ اﻟوﻗــت اﻟــذي ﯾﻘــوم ﻓﯾــﻪ اﻹﯾﻘــﺎع ﻋﻠــﻰ
ﺗﻛرار ﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻣن اﻟﻣﻘﺎطﻊ اﻟﻣﺣددة ﻓﺈن اﻟوزن ﯾﻘوم ﻋﻠـﻰ ﺗﻛـرار ﺣﻔﻧـﺔ ﻣـن اﻹﯾﻘﺎﻋـﺎت » ،إﻻ
أن ﻗــوة ﻫــذا اﻟﺗﻛـرار ﺗﺗﻣﺛــل ﻓــﻲ ﺗوﻟﯾــد ﻧــوع ﻣــن اﻟﺗـوازي ﺑــﯾن اﻟﻛﻠﻣــﺎت واﻷﻓﻛــﺎر ،وﻛﻠﻣــﺎ ﻛــﺎن ﻫــذا
اﻟﺗوازي واﺿﺣﺎً ﻓﻲ ﺗﻛوﯾﻧﻪ أو ﻧﻐﻣﺗﻪ ﺗوﻟد ﻋﻧﻪ ﺗواز ﻗوي ﺑﯾن اﻟﻛﻠﻣـﺎت واﻟﻣﻌـﺎﻧﻲ ،وأﻗـوى أﻧواﻋـﻪ
-1ﺑﺷرى ﯾﺎﺳﯾن ﻣﺣﻣد ،اﻹﯾﻘﺎع ﻓﻲ اﻟﺷﻌر اﻟﻌرﺑﻲ اﻟﺣدﯾث ،اﻟﻣﻘوﻻت واﻟﺗﻣﺛﻼت ،ﺑﺣث ﻣﻧﺷور ﻓﻲ ﻣﺟﻠﺔ اﻵداب ،ﻛﻠﯾﺔ
اﻟﺗرﺑﯾﺔ اﺑن رﺷد ﻟﻠﻌﻠوم اﻹﻧﺳﺎﻧﯾﺔ ﻗﺳم اﻟﻠﻐﻪ اﻟﻌرﺑﯾﺔ ﺟﺎﻣﻌﺔ ﺑﻐداد – ذي ﻗﺎر – ﻧوﻓﻣﺑر 2018
-2ﺣﺳﺎم أﯾوب ،اﻹﯾﻘﺎع ﻓﻲ ﺷﻌر أﺣﻣد ﺷوﻗﻲ ) ،رﺳﺎﻟﺔ ﻣﻘدﻣﺔ ﻟﻧﯾل ﺷﻬﺎدة اﻟﻣﺎﺟﺳﺗﯾر ( ﺟﺎﻣﻌﺔ اﻷردن 1998م،
ص 46
47
أﻧﺪﻟﺴﻴﺎت أﺣﻤﺪ ﺷﻮ ..ﺳﻤﺎ ﺎ ﺳﻠﻮ ﻴﺔ
ﻫو ﻣﺎ ﺗﻧﺟم ﻋﻧﻪ اﻟﺻور واﻻﺳﺗﺧداﻣﺎت اﻟﻣﺟﺎزﯾﺔ ﺣﯾـث ﯾـﺗم إﺣـداث اﻟﺗـﺄﺛﯾر ﻋـن طرﯾـق اﻟﺑﺣـث
ﻋــن اﻟﻣﺷــﺎﺑﻬﺔ ﺑــﯾن اﻷﺷــﯾﺎء ،أو ﻋــن طرﯾــق اﻟﺗﻘﺎﺑــل ﺣﯾــث ﯾﻛــون اﻟﺗﺿــﺎد ﻫــو وﺟــﻪ اﻻﺗﻔــﺎق،
واﺗﻔﺎق اﻟﻛﻠﻣﺔ ﺻوﺗﯾًﺎ أو ﻣﻌﺎدﻟﺗﻬﺎ ﻷﺧرى ﯾﺗﺿﻣن ﺑﻼ رﯾب ﻟوﻧًﺎ ﻣن اﻻﺗﻔـﺎق اﻟـدﻻﻟﻲ ﻣﻬﻣـﺎ ﻛـﺎن
)(1
اﻟﻣﺳﺗوى اﻟذي ﯾﺗم ﻋﻠﯾﻪ اﻟﺗﺣﻠﯾل اﻟﻠﻐوي «.
-1ﻣﺣﻣد ﺻﺎﺑر ﻋﺑﯾد ،اﻟﻘﺻﯾدة اﻟﻌرﺑﯾﺔ اﻟﺣدﯾﺛﺔ ﺑﯾن اﻟﺑﻧﯾﺔ اﻟدﻻﻟﯾﺔ واﻟﺑﻧﯾﺔ اﻹﯾﻘﺎﻋﯾﺔ ،إﺗﺣﺎد اﻟﻛﺗﺎب اﻟﻌرب ،دﻣﺷق
2001م ،ص 24
-2اﺑن طﺑﺎطﺑﺎ ،ﻋﯾﺎر اﻟﺷﻌر ،ﺷرح وﺗﺣﻘﯾق ﻋﺑﺎس ﻋﺑد اﻟﺳﺎﺗر ،ﻣﻧﺷورات ﻣﺣﻣد ﻋﻠﻲ ﺑﯾﺿون ،دار اﻟﻛﺗب اﻟﻌﻠﻣﯾﺔ،
ط ،2ﺑﯾروت ﻟﺑﻧﺎن ، 2005ص 11
48
أﻧﺪﻟﺴﻴﺎت أﺣﻤﺪ ﺷﻮ ..ﺳﻤﺎ ﺎ ﺳﻠﻮ ﻴﺔ
وﻗد ﺟﺎء ﻓﻲ ﻣﻧﻬﺎج اﻟﺑﻠﻐـﺎء ﻗـول "ﺣـﺎزم" » :وﻟﻣـﺎ ﻛﺎﻧـت أﻏـراض اﻟﺷـﻌر ﺷـﺗﻰ وﻛـﺎن ﻣﻧﻬـﺎ
ﻣﺎ ﯾﻘﺻد ﺑﻪ اﻟﺟد واﻟرﺻﺎﻧﺔ وﻣﺎ ﯾﻘﺻد ﺑﻪ اﻟﻬزل واﻟرﺷﺎﻗﺔ ،وﻣﻧﻬﺎ ﻣﺎ ﯾﻘﺻد ﺑﻪ اﻟﺑﻬﺎء واﻟﺗﻔﺧﯾم
وﻣــﺎ ﯾﻘﺻــد ﺑــﻪ اﻟﺻــﻐﺎر واﻟﺗﺣﻘﯾــر ،وﺟــب أن ﺗُﺣــﺎﻛﻰ ﺗﻠــك اﻟﻣﻘﺎﺻــد ﺑﻣــﺎ ﯾﻧﺎﺳــﺑﻬﺎ ﻣــن اﻷوزان
وﯾﺧﯾﻠﻬﺎ ﻟﻠﻧﻔوس .ﻓﺈذا ﻗﺻد اﻟﺷﺎﻋر اﻟﻔﺧر ﺣﺎﻛﻰ ﻏرﺿﻪ ﺑـﺎﻷوزان اﻟﻔﺧﻣـﺔ اﻟﺑﺎﻫﯾـﺔ اﻟرﺻـﯾﻧﺔ .
ٕواذا ﻗﺻد ﻓﻲ ﻣوﺿﻊ ﻗﺻدا ﻫزﻟﯾﺎ أو اﺳـﺗﺧﻔﺎﻓﯾﺎ وﻗﺻـد ﺗﺣﻘﯾـر ﺷـﻲء أو اﻟﻌﺑـث ﺑـﻪ ﺣـﺎﻛﻰ ذﻟـك
)(1
ﺑﻣﺎ ﯾﻧﺎﺳﺑﻪ ﻣن اﻷوزان اﻟطﺎﺋﺷﺔ اﻟﻘﻠﯾﻠﺔ اﻟﺑﻬﺎء ،وﻛذﻟك ﻓﻲ ﻛل ﻣﻘﺻد « .
وﯾﻔﺳــر إﺑ ـراﻫﯾم أﻧــﯾس اﻟﺻــﻠﺔ ﺑﻘوﻟــﻪ » :ﻋﻠــﻰ أﻧﻧــﺎ ﻧﺳــﺗطﯾﻊ وﻧﺣــن ﻣطﻣﺋﻧــون أن ﻧﻘــرر أن
اﻟﺷﺎﻋر ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ اﻟﯾﺄس واﻟﺟزع ﯾﺗﺧﯾر ﻋﺎدة وزﻧﺎ طوﯾﻼ ﻛﺛﯾر اﻟﻣﻘﺎطﻊ ﯾﺻـب ﻓﯾـﻪ ﻣـن أﺷـﺟﺎﻧﻪ
ﻣـﺎ ﯾـﻧﻔس ﻋﻧـﻪ ﺣزﻧـﻪ وﺟزﻋـﻪ .ﻓـﺈذا ﻗﯾــل اﻟﺷـﻌر وﻗـت اﻟﻣﺻـﯾﺑﺔ واﻟﻬﻠـﻊ ﺗـﺄﺛر ﺑﺎﻻﻧﻔﻌـﺎل اﻟﻧﻔﺳــﻲ،
وﺗطﻠب ﺑﺣ ار ﻗﺻﯾ ار ﯾﺗﻼءم وﺳرﻋﺔ اﻟﺗﻧﻔس وازدﯾﺎد اﻟﻧﺑﺿﺎت اﻟﻘﻠﺑﯾﺔ .وﻣﺛل ﻫذا اﻟرﺛﺎء اﻟذي ﻗد
ﯾﻧظم ﺳﺎﻋﺔ اﻟﻬﻠﻊ واﻟﻔزع ﻻ ﯾﻛون ﻋﺎدة إﻻ ﻓﻲ ﺻورة ﻣﻘطوﻋﺔ ﻗﺻﯾرة ﻻ ﺗﻛﺎد ﺗزﯾد أﺑﯾﺎﺗﻬـﺎ ﻋـن
ﻋﺷـ ـرة .أﻣ ــﺎ ﺗﻠ ــك اﻟﻣ ارﺛ ــﻲ اﻟطوﯾﻠ ــﺔ ﻓﺄﻏﻠ ــب اﻟظ ــن أﻧﻬ ــﺎ ﻧظﻣ ــت ﺑﻌ ــد أن ﻫ ــدأت ﺛ ــورة اﻟﻔ ــزع،
)(2
واﺳﺗﻛﺎﻧت اﻟﻧﻔوس ﺑﺎﻟﯾﺄس واﻟﻬم اﻟﻣﺳﺗﻣر «.
أﻣـﺎ ﻣﺣﻣـد اﻟﻧـوﯾﻬﻲ ﻓﯾـرى » :أن ﻣوﺳـﯾﻘﻰ اﻟﺷـﻌر ﻟﯾﺳـت ﺷـﯾﺋﺎ ﯾوﺟـد ﻣﻧﻔﺻـﻼ ﻋـن اﻟﻣﻌﻧـﻰ،
واﻟﻣﻌﻧﻰ ﻓﻲ اﻟﺷﻌر ﯾﺗطﻠب ﻣوﺳﯾﻘﻰ اﻟﺷﻌر ﺣﺗﻰ ﻧﻔﻬﻣﻪ اﻟﻔﻬم اﻟﻛﺎﻣل ،وﺣﺗـﻰ ﻧﺗـﺄﺛر ﺑـﻪ اﻟﺗـﺄﺛر
اﻟواﺟـب ﻟـﻪ … إن اﻟﺷـﻌر ﯾﺣـﺎول أن ﯾﺣﻣـل ﻣﻌـﺎﻧﻲ أﻛﺛـر ﻣﻣـﺎ ﯾﺳـﺗطﯾﻊ اﻟﻧﺛـر أن ﯾـؤديٕ ،وان
)(3
ﻣوﺳﯾﻘﻰ اﻟﺷﻌر ﻫﻲ اﻟﺗﻲ ﺗﻣﻛﻧﻪ ﻣن اﻟوﺻول إﻟﻰ ﺗﻠك اﻟﻣﻌﺎﻧﻲ «
واﻟﺗﺟرﺑــﺔ ﻫــﻲ اﻟﺗــﻲ ﺗﺧﺗــﺎر وزﻧﻬــﺎ ﺑﻣــﺎ ﯾــﺗﻼءم ﻣــﻊ طﺑﯾﻌﺗﻬــﺎ وﺧواﺻــﻬﺎ ،وﻫــذا ﯾﻌﻧــﻲ أن ﻟﻛــل
وزن ﻧظﺎﻣ ــﻪ اﻟﺧ ــﺎص اﻟ ــذي ﯾﺣﻣ ــل ﻓ ــﻲ طﯾﺎﺗ ــﻪ ﻗ ــدرة ﺧﺎﺻ ــﺔ ﻋﻠ ــﻰ اﺳ ــﺗﯾﻌﺎب ﻧﻣ ــط ﻣﻌ ــﯾن ﻣ ــن
-1ﺣﺎزم اﻟﻘرطﺎﺟﻧﻲ ،ﻣﻧﻬﺎج اﻟﺑﻠﻐﺎء وﺳراج اﻷدﺑﺎء ،ﺗق و ﺗﺢ ﻣﺣﻣد اﻟﺣﺑﯾب ﺑن اﻟﺧوﺟﺔ ،دار اﻟﻐرب اﻹﺳﻼﻣﻲ ،ط ،3
ص 11
-2اﺑراﻫﯾم أﻧﯾس ،ﻣوﺳﯾﻘﻰ اﻟﺷﻌر ،ﻣﻛﺗﺑﺔ اﻷﻧﺟﻠو اﻟﻣﺻرﯾﺔ – اﻟﻘﺎﻫرة ،ط 1952 ، 2م ،ص 175
-3ﻣﺣﻣد اﻟﻧوﯾﻬﻲ ،ﻗﺿﯾﺔ اﻟﺷﻌر اﻟﺟدﯾد ،اﻟﻣطﺑﻌﺔ اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ ،ﺟﺎﻣﻌﺔ اﻟدول اﻟﻌرﺑﯾﺔ ،ﻣﻌﻬد اﻟدراﺳﺎت اﻟﻌرﺑﯾﺔ اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ،
اﻟﻘﺎﻫرة ،1964 ،ص 18 - 17
49
أﻧﺪﻟﺴﻴﺎت أﺣﻤﺪ ﺷﻮ ..ﺳﻤﺎ ﺎ ﺳﻠﻮ ﻴﺔ
اﻟﺗﺟــﺎرب ،وﻫــذا ﻣــﺎ ﯾﻔﺳــر ﺗﻌــدد اﻟﺑﺣــور وﺗﻧوﻋﻬــﺎ ،إذ ﻟــو ﻛــﺎن ﺑﺣ ـ ار واﺣــداً ﻗــﺎﺑﻼً ﻻﺳــﺗﯾﻌﺎب ﻛــل
اﻟﺗﺟــﺎرب ﻻﻛﺗﻔ ــت ﺑ ــﻪ اﻟﻘﺻ ــﯾدة اﻟﻌرﺑﯾ ــﺔ ..واﻟﻘﺻ ــﯾدة ﻓ ــﻲ اﺳ ــﺗﻌﺎﻧﺗﻬﺎ ﺑﺎﻟﻣوﺳ ــﯾﻘﻰ اﻟﻛﻼﻣﯾ ــﺔ إﻧﻣ ــﺎ
ﻌﺟـ ُـز
ﺗﺳــﺗﻌﯾن "ﺑــﺄﻗوى اﻟطــرق اﻹﯾﺣﺎﺋﯾــﺔ ﻷن اﻟﻣوﺳــﯾﻘﻰ طرﯾــق اﻟﺳــﻣو ﺑــﺎﻷرواح واﻟﺗﻌﺑﯾــر ﻋﻣــل ُﯾ َ
)(1
اﻟﺗﻌﺑﯾر ﻋﻧﻪ ﺑﻐﯾرﻫﺎ .
ﻛــل ﻫــذا ﯾﺛﺑــت أن ﻟــﻸوزان ﺻــﻠﺔ ﻣــﺎ ﺑﺎﻟﻣﻌــﺎﻧﻲ واﻟﻌواطــف ،ﺳ ـواء ﻛﺎﻧــت ﺑــﺎﻟﺗزاﻣن ﻟﺣظــﺔ
ـوزن ،وﻫـو ﻣـﺎ ﯾﻌﺑـر ﻋﻧـﻪ اﻟﻧﻘـﺎد اﻟﻘـدﻣﺎء
ـﯾس واﻷﻓﻛـﺎر اﻟ َ
اﻹﻟﻬﺎم اﻟﺷﻌري ،أو أن ﺗﺳـﺑق اﻷﺣﺎﺳ ُ
" ﺑﺗﺧﯾر اﻟوزن "
اﻟﺷﻌر اﻟﻌرﺑﻲ اﻟﻐﻧﺎﺋﻲ ﯾﻌﺗﻣد ﻋﻠﻰ اﻟﻣوﺳـﯾﻘﻰ ،ﺳـواء ﻛﺎﻧـت ﺧﺎرﺟﯾـﺔ أم داﺧﻠﯾـﺔ ،وﻟطﺎﻟﻣـﺎ
ارﺗﺑط اﻟﺷـﻌر ﺑﺎﻹﻧﺷـﺎد واﻟﻐﻧـﺎء ،ﻓﺎﻟﻣوﺳـﯾﻘﻰ » ﺗزﯾـد ﻣـن اﻧﺗﺑﺎﻫﻧـﺎ وﺗﺿـﻔﻲ ﻋﻠـﻰ اﻟﻛﻠﻣـﺎت ﺣﯾـﺎة
ﻓوق ﺣﯾﺎﺗﻬﺎ ،وﺗﺟﻌﻠﻧﺎ ﻧﺣـس ﺑﻣﻌﺎﻧﯾﻬـﺎ ﻛﺄﻧﻣـﺎ ﺗﻣﺛـل أﻣـﺎم أﻋﯾﻧﻧـﺎ ﺗﻣﺛـﯾﻼً ﻋﻣﻠﯾـﺎً واﻗﻌﯾـﺎً .ﻫـذا إﻟـﻰ
ﻻ ﻣﻬـذﺑًﺎ ﺗﺻـل ﻣﻌﺎﻧﯾـﻪ
أﻧﻬـﺎ ﺗﻬـب اﻟﻛـﻼم ﻣظﻬـ ار ﻣـن ﻣظـﺎﻫر اﻟﻌظﻣـﺔ واﻟﺟـﻼل ،ﺗﺟﻌﻠـﻪ ﻣﺻـﻘو ً
إﻟـﻰ اﻟﻘﻠـب ﺑﻣﺟـرد ﺳـﻣﺎﻋﻪ ،وﻛـل ﻫـذا ﻣﻣـﺎ ﯾﺛﯾـر ﻓﯾﻧـﺎ اﻟرﻏﺑـﺔ ﻓـﻲ ﻗراءﺗـﻪ ٕواﻧﺷـﺎدﻩ وﺗردﯾـد ﻫـذا
)(2
اﻹﻧﺷﺎد ﻣ ار ار وﺗﻛ ار ار «.
أوﻻ ﻣﺎ ﻫﻲ اﻟﻣﻌﺎرﺿﺔ ؟
ﻓ ــﻲ ﺳ ــﯾﺎق اﻟﺗﻌرﯾ ــف ﺑﺎﻟﻣﻧﺎﻗﺿ ــﺔ ﯾﻧﺗﻘ ــل أﺣﻣ ــد اﻟﺷ ــﺎﯾب ﺑ ــﺎﻟﻛﻼم إﻟ ــﻰ ﻣوﺿ ــوع اﻟﻣﻌﺎرﺿ ــﺔ
ﻓﯾﻘـ ــول » :ﻫـ ــذﻩ اﻟﺻـ ــورة اﻻﺻـ ــطﻼﺣﯾﺔ ﻟﻠﻣﻧﺎﻗﺿـ ــﺔ ﺗـ ــذﻛرﻧﺎ ﺑﺻـ ــورة أﺧـ ــرى ﺷـ ــﺑﯾﻬﺔ ﺑﻬـ ــﺎ ﻫـ ــﻲ
)اﻟﻣﻌﺎرﺿﺔ( ﻣن ﻋﺎرﺿﻪ ﻓﻲ اﻟﺳﯾر إذا ﺳﺎر ِﺣـﯾﺎﻟﻪ وﺣﺎذاﻩ ،وﻋﺎرﺿﻪ ﺑﻣﺛـل ﻣـﺎ ﺻـﻧﻊ أي أﺗـﻰ
-1ﻣﺣﻣد ﺻﺎﺑر ﻋﺑﯾد ،اﻟﻘﺻﯾدة اﻟﻌرﺑﯾﺔ اﻟﺣدﯾﺛﺔ ﺑﯾن اﻟﺑﻧﯾﺔ اﻟدﻻﻟﯾﺔ واﻟﺑﻧﯾﺔ اﻹﯾﻘﺎﻋﯾﺔ ص 26
-2اﺑراﻫﯾم أﻧﯾس ،ﻣوﺳﯾﻘﻰ اﻟﺷﻌر ،ص 14
50
أﻧﺪﻟﺴﻴﺎت أﺣﻤﺪ ﺷﻮ ..ﺳﻤﺎ ﺎ ﺳﻠﻮ ﻴﺔ
ﺑﻣﺛل ﻣﺎ أﺗﻰ ﺑﻪ ،وﻓﻌل ﻣﺛل ﻣﺎ ﻓﻌل ،وﻫذﻩ اﻟﻣﺳﺄﻟﺔ َﻋروض ﻫذﻩ أي ﻧظﯾرﻫﺎ ،وﻣﻌـﺎرض اﻟﻛـﻼم
وﻣﻌﺎرﯾﺿﻪ ﻛﻼم ﯾﺷﺑﻪ ﺑﻌﺿﻪ ﺑﻌﺿﺎً واﻟﻣﻌﺎرﺿﺔ اﻟﻣﺑﺎراة ،ﻫذﻩ ﺧﻼﺻـﺔ اﻟﻣﻌﻧـﻰ اﻟﻠﻐـوي ]ﻟﺳـﺎن
ﻻ ﻓـﻲ اﻟﺳـﯾر واﻟﻌﻣـل ،وﻣﻌﻧـوي ﻓـﻲ اﻟﻘـول وﻧﺣـوﻩ .واﻟﻣﻌﺎرﺿـﺔ ﻓـﻲ اﻟﺷـﻌر
اﻟﻌرب[ وﻫو ﺣﺳـﻲ أو ً
أن ﯾﻘـول ﺷـﺎﻋر ﻗﺻــﯾدة ﻓـﻲ ﻣوﺿـوع ﻣــﺎ ﻣـن أي ﺑﺣـر وﻗﺎﻓﯾــﺔ ﻓﯾـﺄﺗﻲ ﺷـﺎﻋر آﺧــر ﻓﯾﻌﺟـب ﺑﻬــذﻩ
اﻟﻘﺻــﯾدة ﻟﺟﺎﻧﺑﻬــﺎ اﻟﻔﻧــﻲ وﺻــﯾﺎﻏﺗﻬﺎ اﻟﻣﻣﺗــﺎزة ،ﻓﯾﻘــول ﻗﺻــﯾدة ﻣــن ﺑﺣــر اﻷوﻟــﻰ وﻗﺎﻓﯾﺗﻬــﺎ ،وﻓــﻲ
ﻣوﺿوﻋﻬﺎ أو ﻣﻊ اﻧﺣراف ﻋﻧﻪ ﯾﺳﯾر أو ﻛﺛﯾر ،ﺣرﯾﺻًﺎ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﯾﺗﻌﻠق ﺑﺎﻷول ﻓﻲ درﺟﺗﻪ اﻟﻔﻧﯾﺔ
أو ﯾﻔوﻗﻪ ﻓﯾﻬﺎ دون أن ﯾ ِ
ـﻌرض ﻟﻬﺟﺎﺋﻪ أو ﺳﺑﱢﻪ ،ودون أن ﯾﻛون ﻓﺧرﻩ ﻋﻼﻧﯾﺔ ؛ ﻓﯾﺄﺗﻲ ﺑﻣﻌﺎن أو
ﺻــور ﺑــﺈزاء اﻷوﻟــﻰ ﺗﺑﻠﻐﻬــﺎ ﻓــﻲ اﻟﺟﻣــﺎل اﻟﻔﻧــﻲ أو ﺗﺳــﻣو ﻋﻠﯾﻬــﺎ ﺑــﺎﻟﻌﻣق أو ﺣﺳــن اﻟﺗﻌﻠﯾــل ،أو
ﺟﻣﺎل اﻟﺗﻣﺛﯾل ،أو ﻓﺗﺢ آﻓﺎق ﺟدﯾدة ﻓﻲ ﺑﺎب اﻟﻣﻌﺎرﺿﺔ ،ﻓﺎﻟﻣﻌـﺎرض ﯾﻘـف ﻣـن ﺻـﺎﺣﺑﻪ ﻣوﻗـف
اﻟﻣﻌﺟــب ،أو اﻟﻣﻌﺗــرف ﺑﺑراﻋﺗــﻪ ﻋﻠــﻰ ﻛــل ﺣــﺎل ،وﻣﻧــﺎط اﻟﻣﻌﺎرﺿــﺔ ﻫــو اﻟﺟﺎﻧــب اﻟﻔﻧــﻲ
َ اﻟﻣﻘﻠــد
وﺣﺳــن اﻷداء ،وﻻ ﯾﻠــزم أن ﯾﻛــون اﻟﻣﺗﻌﺎرﺿــﺎن ﻣﺗﻌﺎﺻ ـرﯾن ﺑﺧــﻼف اﻟﻣﻧﺎﻗﺿــﺔ ﻓــﻲ ذﻟــكٕ ،وان
اﺗﻔﻘــﺎ ﻓــﻲ وﺣــدة اﻟﺑﺣــر واﻟﻘﺎﻓﯾــﺔ ﺛــم اﻟﻣوﺿــوع ﻏﺎﻟﺑ ـﺎً ،وﻓــﻲ أﻧﻬﻣــﺎ ﻓﻧــﺎ اﻟﻣﻧﺎﻓﺳــﺔ واﻟﻣﺑــﺎراة ﺑوﺟــﻪ
)(1
ﻋﺎم«.
ﺑــرز ﻓــن اﻟﻣﻌﺎرﺿــﺔ ﻓــﻲ اﻟﺷــﻌر اﻟﻌرﺑــﻲ اﻟﻘــدﯾم ،وازدﻫــر ﻓــﻲ اﻟﻌﺻ ـرﯾن اﻷﻣــوي واﻟﻌﺑﺎﺳــﻲ
وﻻﻗــﻰ رواﺟــﺎ اﺳــﺗﺛﻧﺎﺋﯾﺎ ﻓــﻲ اﻷﺷــﻌﺎر اﻷﻧدﻟﺳــﯾﺔ ،ﻓﻘــد ﻋــﺎرض اﺑــن ﻋﺑــد رﺑــﻪ ﻣﺳــﻠم اﺑــن اﻟوﻟﯾــد،
واﺑن ﻫﺎﻧﺊ اﻷﻧدﻟﺳـﻲ ﻋـﺎرض اﻟﻣﺗﻧﺑـﻲ ،واﺑـن ﺧﻔﺎﺟـﺔ ﻋـﺎرض أﺑـﺎ ﺗﻣـﺎم .ﺣﺗـﻰ إذا ﺟـﺎء ﻋﺻـر
اﻹﺣﯾﺎء ورﻏـب ﺷـﻌراؤﻩ ﻓـﻲ ﺑﻌـث اﻟﺷـﻌر ﻣـن ﺟدﯾـد ورﺑطـﻪ ﺑﺄﺻـوﻟﻪ وﺟـذورﻩ ﻛـﺎن ﻫـذا اﻟﻔـن ﻫـو
اﻷداة اﻟﻔﻌﺎﻟــﺔ ﻓــﻲ ﻣﺣﺎﻛــﺎة أﺑﻬــﻰ ﻋﺻــور اﻟﺷــﻌر اﻟﻌرﺑــﻲ اﻟﻘــدﯾم) ،(2واﻟﺗﻣﺛــل ﺑﻔﺣوﻟــﻪ ،ﻓﺷــﺎﻋت
اﻟﻣﻌﺎرﺿﺎت ﻟدى ﺷﻌراء ﻣدرﺳﺔ اﻹﺣﯾﺎء ،ﺣﯾث أﻧﻬﺎ ﻣﺛﻠت ﻓﻧﺎ ﺷﻌرﯾﺎ ﯾﺛﺑت ﻣن ﺧﻼﻟﻪ اﻟﺷﺎﻋر
-1أﺣﻣد اﻟﺷﺎﯾب ،ﺗﺎرﯾﺦ اﻟﻧﻘﺎﺋض ﻓﻲ اﻟﺷﻌر اﻟﻌرﺑﻲ ،ﻣﻛﺗﺑﺔ اﻟﻧﻬﺿﺔ اﻟﻣﺻرﯾﺔ اﻟﻘﺎﻫرة ،ط 1954 ، 2م ،ص 7
-2ﯾﻧظر :ﻣﺣﻣد اﻟﻌزي ،ﻣﻘﺎل :أﺣﻣد ﺷوﻗﻲ واﻟﺻﻌود إﻟﻰ اﻟﯾﻧﺎﺑﯾﻊ ،ﻛﺗﺎب )ﻣن ﺷﻌراء اﻹﺣﯾﺎء( اﻟﻣﻧظﻣﺔ اﻟﻌرﺑﯾﺔ ﻟﻠﺗّرﺑﯾﺔ
اﻵﻟﻛﺳو ص 19
ّ واﻟﺛﻘﺎﻓﺔ واﻟﻌﻠوم
51
أﻧﺪﻟﺴﻴﺎت أﺣﻤﺪ ﺷﻮ ..ﺳﻤﺎ ﺎ ﺳﻠﻮ ﻴﺔ
اﻟﻌرﺑــﻲ ﺗﻣﻛﻧــﻪ ﻣــن ﻓــن اﻟﺷــﻌر وﻗدرﺗــﻪ ﻋﻠــﻰ اﻟﺗﻣﯾــز واﻟﻣﺑــﺎراة اﻟﺷــﻌرﯾﺔ واﻟﺗﻔــوق ٕواﺛﺑــﺎت اﻟﻔﺣوﻟــﺔ،
وﻛﺎن أﺷﻬرﻫم ﻓﻲ ذﻟك أﺣﻣد ﺷوﻗﻲ ،ﺣﺗﻰ ﻏﻠﺑت ﻧزﻋﺔ اﻟﻣﻌﺎرﺿﺔ ﻋﻠﻰ ﺷﻌر اﻟﻣﻧﻔﻰ ﻟدﯾﻪ .
ٕواﯾﻘﺎع اﻟﻣﻌﺎرﺿﺔ ﻧﻘﺻد ﺑﻪ ﻫﻧﺎ اﻹﯾﻘﺎع اﻟﻌروﺿـﻲ أو ﻣـﺎ ﯾﻌﺑـر ﻋﻧـﻪ ﺑﺎﻟﻣوﺳـﯾﻘﻰ اﻟﺧﺎرﺟﯾـﺔ،
ﻓـﺄول ﻣـﺎ ﯾﻠﻔـت اﻧﺗﺑﺎﻫﻧـﺎ ﻓـﻲ اﻟﻣﻌﺎرﺿـﺎت ﻫـو ذﻟـك اﻟﺗﻧـﺎﻏم اﻟﻣوﺳـﯾﻘﻲ ،واﻻﺗﺳـﺎق اﻹﯾﻘـﺎﻋﻲ ﺑـﯾن
اﻟﻣ َﻌ ِﺎرﺿﺔ ﺣﯾث ﯾﻛوﻧﺎن ﻋﻠﻰ ﻧﻔس اﻟوزن واﻟﻘﺎﻓﯾﺔ ،وﻫذا اﻟﺗﻣﺎﺛل
اﻟﻣ َﻌ َﺎرﺿﺔ واﻟﻘﺻﯾدة ُ
اﻟﻘﺻﯾدة ُ
واﻟﺗطــﺎﺑق ﻓــﻲ اﻟﺛﻧﺎﺋﯾــﺔ ُﯾﻌـ ّـد ﻓــﻲ ﺣــد ذاﺗــﻪ إﯾﻘﺎﻋــﺎ ،ﻓــﺈذا ﻛــﺎن اﻟــوزن ﻓــﻲ اﻟﺑﯾــت ﻻ ﯾﺗــﺄﺗﻰ إﻻ ﻣــن
ﺗﻣﺎﺛل اﻟﺷطرﯾن وﺗﺳﺎوﯾﻬﻣﺎ ،ﻓﺈن اﻟﺗﻣﺎﺛل ﺑﯾن اﻟﻘﺻـﯾدﺗﯾن ُﯾﻌ ّـد ﻧوﻋـﺎ ﻣـن اﻟـوزن ﻋﺑـر ﻗـراءة آﻧﯾـﺔ
ﻓﻲ اﻟﺣﺿور ،أو ﻗراءة ﻣن اﻟذاﻛرة اﻟﺛﻘﺎﻓﯾﺔ اﻷدﺑﯾﺔ ﻟﻠﻘﺻﯾدﺗﯾن .ﻛﻣﺎ ﻧﺟد ذﻟـك اﻟﺗﺟـﺎوب اﻟـذي
ـﺎرض وﻫـو ﯾﺻـوغ ﻋﻠـﻰ ﻧﻔـس اﻟﻣوﺳـﯾﻘﻰ وﻛﺄﻧﻬﻣـﺎ ﻓـﻲ ِ
اﻟﻣﻌﺎرض ﻣﻊ اﻟﺷﺎﻋر اﻟﻣﻌ َ ﯾﺑدﯾﻪ اﻟﺷﺎﻋر
"أورﻛﺳــﺗ ار" ﻟﻌــزف ﺳــﻣﻔوﻧﯾﺔ واﺣــدة .ﻛﻣــﺎ ﯾﺟــب أن ﻧﻌﻠــم أﻧــﻪ » ﻟــﯾس ﻣــن ﻗﺑﯾــل اﻟﻣﺻــﺎدﻓﺔ أن
ﯾﻠﺗﻘﻲ اﻟﺷﺎﻋران ﺣول اﻟوزن واﻟﻘﺎﻓﯾﺔ وﺣرف اﻟروي وﺣرﻛﺗﻪ ،اﻟﺗﻘﺎﺋﻬﻣﺎ ﺣول اﻟﻣوﺿوع واﻟﺗﺟرﺑﺔ
إﻻ إذا ﻛــﺎن اﻟﻘﺻــد واﺿــﺣﺎ إﻟــﻰ اﻟﻣﻌﺎرﺿــﺔ واردا ﻓــﻲ ﺗﺻــور اﻟﺷــﺎﻋر اﻟﻣﻌـ ِ
ـﺎرض ﺣــﯾن ﻋــﺎش
)(1
ﻧﻔس اﻟﺗﺟرﺑﻪ «.
ﻟﻘد ﻋﺎرض ﺷوﻗﻲ اﻟﻌدﯾد ﻣن اﻟﺷﻌراء اﻟﻔﺣول ﻓﻲ اﻟﻌﺻور اﻟﺳﺎﻟﻔﺔ ﻓﻲ ﻗﺻﺎﺋد ﻟﻬم ﻣﺷﻬورة
ﺗُﻌـ ﱡد ﻣــن ﻣﻧﺗﺧﺑــﺎت اﻟﺷــﻌر اﻟﻌرﺑــﻲ ،ﯾﻘــول ﻋﻧــﻪ اﻟــدﻛﺗور ﺷــوﻗﻲ ﺿــﯾف » :ﻛــﺎن ﺷــوﻗﻲ ﻣــو ّﻛﻼ
ﺑﺷ ــﻌراء اﻟﻌرﺑﯾ ــﺔ اﻟﻣﻣﺗ ــﺎزﯾن ﻓ ــﻲ ﻣوﺳ ــﯾﻘﺎﻫم ﺟﻣﯾﻌ ــﺎ ،ﻓﻬ ــو ﯾﺗﻌﻘ ــﺑﻬم ،ﯾرﯾ ــد أن ﯾﺷ ــﺑﻊ أذﻧ ــﻪ ﻣ ــن
أﺻواﺗﻬم وﻣﺎ اﺳﺗﺧرﺟوﻩ ﻣن أﻟﺣﺎن واﻋﺗﺻروﻩ ﻣن أﻧﻐﺎم ،ﻓﯾوﻣـﺎ ﻣـﻊ اﻟﺑﺣﺗـري ،وﯾوﻣـﺎ ﻣـﻊ اﺑـن
اﻟروﻣــﻲ وﯾوﻣــﺎ ﻣــﻊ ﻣﻬﯾــﺎر أواﻟﺷ ـرﯾف اﻟرﺿــﻲ .وﯾﺧﯾــل ﻟﻺﻧﺳــﺎن أﻧــﻪ ﻟــم ﯾﺑــق ﻟﺣــن أو ﻟــم ﺗﺑــق
ﻗﺻﯾدة ﻓـﻲ اﻟﻌرﺑﯾـﺔ إﻻ وﺷـد رﺣﺎﻟـﻪ ﻟﯾﺳـﺗﻣﻊ إﻟﯾﻬـﺎ .وﻻ ﯾﻛﺗﻔـﻲ ﺑـذﻟك ﻏﺎﻟﺑـﺎ ،ﺑـل ﻣـﺎ ﯾـزال ﯾﺷـﺣذ
-1ﻋﺑد اﷲ اﻟﺗطﺎوي ،اﻟﻣﻌﺎرﺿﺔ اﻟﺷﻌرﯾﺔ ﺑﯾن اﻟﺗﻘﻠﯾد واﻹﺑداع ،دار اﻟﺛﻘﺎﻓﺔ ﻟﻠﻧﺷر واﻟﺗوزﯾﻊ اﻟﻘﺎﻫرة 1988م ،ص 214
52
أﻧﺪﻟﺴﻴﺎت أﺣﻤﺪ ﺷﻮ ..ﺳﻤﺎ ﺎ ﺳﻠﻮ ﻴﺔ
ﺧﯾﺎﻟـﻪ وﻗﯾﺛﺎرﺗـﻪ ﻟﯾﻌــﺎرض ﻫـذا اﻟﻠﺣــن أو ﺗﻠـك اﻟﻘﺻــﯾدة .ﻣـن أﺟــل ذﻟـك ﻛﺛــرت اﻟﻣﻌﺎرﺿـﺎت ﻓــﻲ
ﺷـوﻗﯾﺎﺗﻪ ،ﻓﺗــﺎرة ﯾﻌـﺎرض اﺑــن زﯾــدون ﻓـﻲ ﻧوﻧﯾﺗــﻪ ،وﺗـﺎرة ﯾﻌــﺎرض اﻟﺑوﺻــﯾري ﻓـﻲ ﺑردﺗــﻪ ،وﺗــﺎرة
)(1
ﯾﻌﺎرض اﻟﺣﺻري ﻓﻲ داﻟﯾﺗﻪ «
وﻧﺣﺎول أن ﻧﻘﺻر اﻟدراﺳﺔ ﻓﻲ ﻫذا اﻟﻣﺟﺎل ﻋﻠﻰ ﻣﻌﺎرﺿـﺗﻪ ﻟﺷـﻌراء ﺛﻼﺛـﺔ ﻫـم اﻟﺑﺣﺗـري ﻓـﻲ
ﺳﯾﻧﯾﺗﻪ ،واﻟﻣﺗﻧﺑﻲ ﻓﻲ ﻣﯾﻣﯾﺗﻪ اﻟﺗﻲ رﺛﺎ ﻓﯾﻬﺎ ﺟدﺗﻪ ،واﺑن زﯾدون ﻓﻲ ﻧوﻧﯾﺗﻪ اﻟﻣﺷـﻬورة ،وﻗﺻـﺎﺋد
ﺷوﻗﻲ اﻟﺛﻼث اﻟﻣﻌﺎرﺿﺔ ﻫﻲ ﻣن ﺷﻌر اﻟﻣﻧﻔﻰ أو ﻣﺎ اﺻطﻠﺣﻧﺎ ﻋﻠﯾﻬﺎ ﺑﺎﻷﻧدﻟﺳﯾﺎت .
أﻧدﻟﺳﯾﺔ ﻓﻲ ﻣﻌﺎرﺿﺔ ﺳﯾﻧﯾﺔ اﻟﺑﺣﺗري :
وﻟﻧﺑـدأ ﺑــﺎﻟﺑﺣﺗري ) 206ﻫ ـ 284 /ﻫ ـ ( ﻓﻘـد ﻛــﺎن ذا ﻧﻔـس ﺷــﻔﺎﻓﺔ ،وﺧﯾـﺎل ﺻــﺎف ،وذوق
ﻟﻣ ْﺢ ،وﻣذﻫﺑـﻪ ﻓﯾـﻪ ﻣـذﻫب
ﺳﻠﯾم ،وﻫو ﻣن أﺷﻬر ﺷﻌراء اﻟﻌرب اﻟﻣطﺑوﻋﯾن ،وﯾرى أن اﻟﺷﻌر َ
اﻣرئ اﻟﻘﯾس .أﻣﺎ ﻓﻧﻪ ﻓﯾﻘوم ﻋﻠﻰ زﺧرف ﺑـدﯾﻌﻲ ﯾﺄﺧـذ ﺑـﻪ ﻓـﻲ اﻗﺗﺻـﺎد وذوق ،وﻋﻠـﻰ ﻣوﺳـﯾﻘﻰ
ﺳـﺎﺣرة ﺗﻐﻣـر ﺟﻣﯾــﻊ ﺷـﻌرﻩ ،وﺗـﺄﺗﻲ ﻣــن ﺣﺳـن اﺧﺗﯾــﺎر اﻷﻟﻔـﺎظ واﻟﺗراﻛﯾـب اﻟﺗــﻲ ﻻ ﯾﺷـوﺑﻬﺎ ﺗﻌﻘﯾــد
وﻻ ﻏراﺑﺔ وﻻ ﺧﺷوﻧﺔ ،ﺑل ﺗﺟري ﻣؤﺗﻠﻔﺔ ﻓـﻲ ﻋﻧﺎﺻـرﻫﺎ وﻓـﻲ ﺗﺳﻠﺳـﻠﻬﺎ ،ﻣواﻓﻘـﺔ ﻟﻠﻣﻌﻧـﻰ ،ﺗﺷـﺗد
ﻓﻲ ﻣوﺿﻊ اﻟﺷدة وﺗﻠـﯾن ﻓـﻲ ﻣوﺿـﻊ اﻟﻠـﯾن .وﻣوﺳـﯾﻘﻰ ﺷـﻌر اﻟﺑﺣﺗـري ﻣـن أروع ﻣـﺎ ﻓـﻲ اﻟﺷـﻌر
)(2
.وﻫذا ﻣـﺎ ﺣـدا ﺑﺷـوﻗﻲ وﻫـو اﻟذواﻗـﺔ إﻟـﻰ اﺧﺗﯾـﺎر ﻣﻌﺎرﺿـﺗﻪ ،اﺳﺗﺣﺳـﺎﻧﺎ اﻟﻌرﺑﻲ ﻣن ﻣوﺳﯾﻘﻰ
وﺗـﺄﺛ ار ﺑﻔﻧــﻪ ،ﻓﻘــد » ﻛـﺎن ﯾﻌﺷــق ﻣوﺳــﯾﻘﺎﻩ ،واﺗﺧــذﻩ ﻓـﻲ ﻛﺛﯾــر ﻣــن ﺷـﻌرﻩ " إﺑـرة اﻟﺑوﺻــﻠﺔ " اﻟﺗــﻲ
ﺗوﺟﻬــﻪ ﯾﻣﯾﻧ ــﺎ وﺷ ــﻣﺎﻻ ،وﻫ ــو ﯾﺿ ــرب ﻋﻠ ــﻰ ﻗﯾﺛﺎرﺗ ــﻪ وﺧﺎﺻ ــﺔ ﺣــﯾن ﯾﺻ ــف ﻣواﻛ ــب اﻟﺧ ــدﯾوي،
وﺣﯾن ﯾﻘف ﻋﻠﻰ رﺳوم اﻟﻘﺻور واﻷطﻼل ،وﻫو ﻧﻔﺳﻪ ﯾﻌﻠن ذﻟك ﻓﻲ ﻣﻘدﻣﺗﻪ ﻟﻘﺻﯾدﺗﻪ اﻟﺳـﯾﻧﯾﺔ
اﻟﺗﻲ وﺻف ﺑﻬﺎ ﻗﺻر اﻟﺣﻣراء ﺑﻐرﻧﺎطﺔ ،وﺑﻛﻰ اﻟﺣﺿﺎرة اﻷﻧدﻟﺳﯾﺔ .(3)«...
ﺳــﯾﻧﯾﺔ اﻟﺑﺣﺗــري اﻟﺷــﻬﯾرة اﻟﺗــﻲ ﺗﻌـ ّـد ﻣــن رواﺋــﻊ اﻟﺷــﻌر اﻟﻌرﺑــﻲ ﻓــﻲ اﻟﻌﺻ ـر اﻟﻌﺑﺎﺳــﻲ ،ﺑﻣــﺎ
ﺗﺿﻣﻧﺗﻪ ﻣن ﺣﺳن ﺗﺻوﯾر ،وﻣوﺳﯾﻘﻰ ﺧﻼﺑﺔ ﺗﻧﺗﺷﻲ ﺑﻬﺎ اﻷﺳﻣﺎع وﺗﺄﺧذ اﻷﻟﺑﺎب،
ﻧظﻣﻬﺎ اﻟﺷـﺎﻋر ﻓـﻲ ظـروف ﺧﺎﺻـﺔ .ﻓﻠﻣـﺎ ﻗُﺗـل اﻟﻣﺗوﻛـل وﻟـﻲ ﻧﻌﻣﺗـﻪ وﻧدﯾﻣـﻪ ،ﺧـرج ﻣـن ﺑﻐـداد
ﻣﺣزوﻧﺎ ﻣﻛروﺑﺎ ﻻ ﯾﻠوي ﻋﻠﻰ ﺷﻲء ،واﺗﺟﻪ ﻧﺎﺣﯾﺔ ﺑﻼد ﻓـﺎرس ،ووﻗـف ﻓـﻲ طرﯾﻘـﻪ ﻋﻠـﻰ إﯾـوان
ﻛﺳــرى ،ﻓـرآﻩ ﻫـﯾﻛﻼ ﺧرﺑــﺎ ﺗﺳــﻛﻧﻪ اﻟـرﯾﺢ واﻟﻬـوام ﺑﻌــد أن ﻛــﺎن ﻋــﺎﻣ ار ﻣزﻫـوا ﺑﺄﻫﻠــﻪ ،ﻓـراح ﯾﻧﻌــﺎﻩ
وﯾﻧﻌﻰ ﻧﻔﺳﻪ ﻣن ﺧﻼﻟﻪ .
اﻟﻘﺻﯾدة وﻋدد أﺑﯾﺎﺗﻬﺎ 56ﺑﯾﺗﺎ ﺣﺳب ﻣﺎ اﺗﻔق ﻋﻠﯾﻪ اﻟرواة ﻧﻘﺗطف ﻣﻧﻬﺎ ﻣﺎ ﯾﻠﻲ:
وﺗرﻓﻌ ـ ـ ـ ـ ــت ﻋـ ـ ـ ـ ـ ــن ﺟـ ـ ـ ـ ـ ــدا ﻛـ ـ ـ ـ ـ ــل ﺟـ ـ ـ ـ ـ ــﺑس ﺻـ ـ ــﻧت ﻧﻔﺳـ ـ ــﻲ ﻋﻣـ ـ ــﺎ ﯾـ ـ ــدﻧس ﻧﻔﺳـ ـ ــﻲ
ـ ـ ـ ـ ــر اﻟﺗﻣﺎﺳـ ـ ـ ـ ــﺎ ﻣﻧـ ـ ـ ـ ــﻪ ﻟﺗﻌﺳـ ـ ـ ـ ــﻲ وﻧﻛﺳـ ـ ـ ـ ــﻲ اﻟدﻫ ـ ـ ـ ـ ـ
وﺗﻣﺎﺳ ـ ـ ـ ــﻛت ﺣ ـ ـ ـ ــﯾن زﻋزﻋﻧ ـ ـ ـ ــﻲ ّ
ط ّﻔﻔﺗﻬـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎ اﻷﯾـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎم ﺗطﻔﯾـ ـ ـ ـ ـ ـ ــف ﺑﺧ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــس ﺑﻠ ـ ـ ــﻎ ﻣ ـ ـ ــن ﺻـ ـ ـ ــﺑﺎﺑﺔ اﻟﻌـ ـ ـ ــﯾش ﻋﻧـ ـ ـ ــدي
ﻋﻠـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــل ﺷ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـرﺑﻪ ،ووارد ﺧﻣـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــس وﺑﻌﯾـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــد ﻣـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎ ﺑـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﯾن وارد رﻓـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ِـﻪ
ﻻ ﻫـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـواﻩ ﻣ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻊ اﻷﺧ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــس اﻷﺧ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــس وﻛـ ـ ـ ـ ـ ــﺄن اﻟزﻣـ ـ ـ ـ ـ ــﺎن أﺻـ ـ ـ ـ ـ ــﺑﺢ ﻣﺣﻣـ ـ ـ ـ ـ ــو
ﺑﻌـ ـ ـ ــد ﺑﯾﻌ ـ ـ ـ ــﻲ ))اﻟﺷ ـ ـ ـ ــﺂم(( ﺑﯾﻌ ـ ـ ـ ــﺔ وﻛ ـ ـ ـ ــس واﺷ ـ ـ ــﺗراﺋﻲ ))اﻟﻌـ ـ ـ ـراق(( ﺧط ـ ـ ــﺔ ﻏ ـ ـ ــﺑن
ت إﻟـ ـ ـ ـ ـ ــﻰ أﺑـ ـ ـ ـ ـ ــﯾض اﻟﻣ ـ ـ ـ ـ ـ ــداﺋن ﻋﻧﺳـ ـ ـ ـ ـ ــﻲ
ُ ﻓوﺟﻬـ ـ ـ ـ ـ ـ
ْ ﺣﺿـ ـ ـ ـ ــرت رﺣﻠـ ـ ـ ـ ــﻲ اﻟﻬﻣـ ـ ـ ـ ــوم
ﻟﻣﺣـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــل ﻣ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــن آل ﺳﺎﺳـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎن درس أﺗﺳـ ـ ـ ـ ـ ــﻠﻰ ﻋـ ـ ـ ـ ـ ــن اﻟﺣظـ ـ ـ ـ ـ ــوظ وآﺳـ ـ ـ ـ ـ ــﻰ
)(1
وﻟﻘـ ـ ـ ـ ـ ــد ﺗـ ـ ـ ـ ـ ــذﻛر اﻟﺧطـ ـ ـ ـ ـ ــوب وﺗﻧﺳـ ـ ـ ـ ـ ــﻲ أذﻛ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـرﺗﻧﯾﻬم اﻟﺧطـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــوب اﻟﺗ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـواﻟﻲ
-1اﻟﺑﺣﺗري ،اﻟدﯾوان ،ﺗﺣﻘﯾق وﺷرح وﺗﻌﻠﯾق ﺣﺳن ﻛﺎﻣل اﻟﺻﯾرﻓﻲ ،دار اﻟﻣﻌﺎرف ،ﻣﺞ ،2ط ،3ص –1152
1153
54
أﻧﺪﻟﺴﻴﺎت أﺣﻤﺪ ﺷﻮ ..ﺳﻤﺎ ﺎ ﺳﻠﻮ ﻴﺔ
ﺛ ـراﻩ ﺑﺂﺛــﺎر اﻟﻌــربٕ ،واﻧﻬــﺎ ﻟﺷــﺗﻰ اﻟﻣواﻗــﻊ ،ﻣﺗﻔرﻗــﺔ اﻟﻣطــﺎﻟﻊ ،ﻓــﻲ ذﻟــك اﻟﻔﻠــك اﻟﺟــﺎﻣﻊ ،ﯾﺳــري
زاﺋرﻫــﺎ ﻣــن ﺣــرم ،ﻛﻣــن ﯾﻣﺳــﻲ ﺑﺎﻟﻛرﻧــك وﯾﺻــﺑﺢ ﺑــﺎﻟﻬرم ،ﻓــﻼ ﺗﻘــﺎرب ﻏﯾــر اﻟﻌﺗــق و اﻟﻛــرم :
) طﻠﯾطﻠﺔ ( ﺗطل ﻋﻠﻰ ﺟﺳرﻫﺎ اﻟﺑﺎﻟﻲ ،و ) أﺷﺑﯾﻠﯾﺔ ( ﺗﺷﺑل ﻋﻠﻰ ﻗﺻرﻫﺎ اﻟﺧﺎﻟﻲ ،و) ﻗرطﺑﺔ(
ﻣﻧﺗﺑذة ﻧﺎﺣﯾﺔ ﺑﺎﻟﺑﯾﻌﺔ اﻟﻐراء ،و) ﻏرﻧﺎطـﺔ ( ﺑﻌﯾـدة ﻣـزار اﻟﺣﻣـراء ،وﻛـﺎن اﻟﺑﺣﺗـري – رﺣﻣـﻪ اﷲ
وﺣﯾـﺎ اﻟﺣﺟـر،
– رﻓﯾﻘﻲ ﻓﻲ ﻫـذا اﻟﺗرﺣـﺎل ،وﺳـﻣﯾري ﻓـﻲ اﻟرﺣـﺎل ،ﻓﺈﻧـﻪ أﺑﻠـﻎ ﻣـن ﺣّﻠـﻰ اﻷﺛـرّ ،
وﻧﺷر اﻟﺧﺑر ،وﺣﺷر اﻟﻌﺑر ،وﻣن ﻗـﺎم ﻓـﻲ ﻣـﺄﺗم ﻋﻠـﻰ اﻟـدول اﻟﻛﺑـر ،واﻟﻣﻠـوك اﻟﺑﻬﺎﻟﯾـل اﻟﻐـرر،
ﻋطــف ﻋﻠــﻰ )اﻟﺟﻌﻔــري( ﺣــﯾن ﺗﺣﻣــل ﻋﻧــﻪ اﻟﻣــﻼ ،وﻋطــل ﻣﻧــﻪ اﻟﺣﻠــﻰ ،ووﻛــل ﺑﻌــد )اﻟﻣﺗوﻛــل(
اﻟﺳﯾر ،وﺑﻧﻰ رﻛﻧﻪ ﻓﻲ اﻟﺧﺑـر ،وﺟﻣـﻊ ﻣﻌﺎﻟﻣـﻪ ﻓـﻲ اﻟﻔﻛـر ،ﺣﺗـﻰ ﻋـﺎد
ﻟﺑﻠﻰ ،ﻓرﻓﻊ ﻗواﻋدﻩ ﻓﻲ ّ
ﻛﻘﺻــور اﻟﺧﻠــد اﻣــﺗﻸت ﻣﻧﻬــﺎ اﻟﺑﺻــﯾرة ٕوان ﺧــﻼ اﻟﺑﺻــر وﺗﻛﻔــل ﺑﻌــد ذﻟــك ) ﻟﻛﺳــرى ( ﺑﺈﯾواﻧــﻪ،
ﺣﺗﻰ زال ﻋن اﻷرض دﯾواﻧﻪ ،وﺳـﯾﻧﯾﺗﻪ اﻟﻣﺷـﻬورة ﻓـﻲ وﺻـﻔﻪ ،ﻟﯾﺳـت دوﻧـﻪ وﻫـو ﺗﺣـت )ﻛﺳـر(
رﺻﻪ ورﺻﻔﻪ ،وﻫﻲ ﺗرﯾك ﺣﺳن ﻗﯾﺎم اﻟﺷﻌر ﻋﻠﻰ اﻵﺛﺎر ،وﻛﯾف ﺗﺗﺟدد اﻟـدﯾﺎر ﻓـﻲ ﺑﯾوﺗـﻪ
ﻓﻲ ّ
ﺑﻌــد اﻻﻧــدﺛﺎر .ﻗــﺎل ﺻــﺎﺣب اﻟﻔــﺗﺢ اﻟﻘﺳــﻲ ﻓــﻲ اﻟﻔــﺗﺢ اﻟﻘدﺳــﻲ ﺑﻌــد ﻛــﻼم )) :ﻓــﺎﻧظروا اﻟــﻰ إﯾ ـوان
ﻛﺳــرى وﺳــﯾﻧﯾﺔ اﻟﺑﺣﺗ ــري ﻓ ــﻲ وﺻــﻔﻪ ،ﺗﺟ ــدوا اﻹﯾـ ـوان ﻗ ــد ﺧ ــرت ﺷ ــﻌﻔﺎﺗﻪ ،وﻋﻔ ــرت ﺷـ ـرﻓﺎﺗﻪ ،
وﺗﺟــدوا ﺳــﯾﻧﯾﺔ )اﻟﺑﺣﺗــري ( ﻗــد ﺑﻘــﻲ ﺑﻬــﺎ )ﻛﺳــرى( ﻓــﻲ دﯾواﻧــﻪ ،أﺿــﻌﺎف ﻣــﺎ ﺑﻘــﻲ ﺷﺧﺻــﻪ ﻓــﻲ
)(1
) إﯾواﻧﻪ ( « .
وﻫذﻩ اﻟﺳﯾﻧﯾﺔ ﻫﻲ اﻟﺗﻲ ﯾﻘول ﻓﻲ ﻣطﻠﻌﻬﺎ :
وﺗرﻓﻌت ﻋن ﻧدى ﻛل ﺟﺑس ﺻﻧت ﻧﻔﺳﻲ ﻋﻣﺎ ﯾدﻧس ﻧﻔﺳﻲ
واﻟﺗﻲ اﺗﻔﻘوا أن اﻟﺑدﯾﻊ اﻟﻔرد ﻣن أﺑﯾﺎﺗﻬﺎ ﻗوﻟﻪ :
وان ﯾزﺟﻲ اﻟﺟﯾوش ﺗﺣت اﻟدرﻓس واﻟﻣﻧﺎﯾﺎ ﻣواﺛل وأﻧو ﺷر
ﻓﻛﻧت ﻛﻠﻣـﺎ وﻗﻔـت ﺑﺣﺟـر ،أو طﻔـت ﺑـﺄﺛر ،ﺗﻣﺛﻠـت ﺑﺄﺑﯾﺎﺗﻬـﺎ ،واﺳـﺗرﺣت ﻣـن ﻣواﺋـل اﻟﻌﺑـر إﻟـﻰ
أﺑﯾﺎﺗﻬﺎ ،وأﻧﺷدت ﻓﯾﻣﺎ ﺑﯾﻧﻲ وﺑﯾن ﻧﻔﺳﻲ :
وﺷﻔﺗﻧﻲ اﻟﻘﺻور ﻣن ﻋﺑد ﺷﻣس وﻋظ اﻟﺑﺣﺗري إﯾوان ﻛﺳرى
ﺛــم ﺟﻌﻠــت أروض اﻟﻘــول ﻋﻠــﻰ ﻫــذا اﻟــروي ،وأﻋﺎﻟﺟــﻪ ﻋﻠــﻰ ﻫــذا اﻟــوزن ﺣﺗــﻰ ﻧظﻣــت ﻫــذﻩ
اﻟﻘﺎﻓﯾﺔ اﻟﻣﻬﻠﻬﻠﺔ ،وأﺗﻣﻣت ﻫـذﻩ اﻟﻛﻠﻣـﺔ اﻟرّﯾﺿـﺔ .وأﻧـﺎ أﻋرﺿـﻬﺎ ﻋﻠـﻰ اﻟﻘـراء راﺟﯾـﺎ أن ﯾﻠﺣظوﻫـﺎ
ﺑﻌﯾن اﻟرﺿﺎء ،وﯾﺳﺣﺑوا ﻋﻠﻰ ﻋﯾوﺑﻬﺎ ذﯾل اﻹﻏﺿﺎء ،وﻫذﻩ ﻫﻲ :
أذﻛ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ار ﻟـ ـ ـ ـ ـ ــﻲ اﻟﺻـ ـ ـ ـ ـ ــﺑﺎ وأﯾـ ـ ـ ـ ـ ــﺎم أﻧﺳـ ـ ـ ـ ـ ــﻲ اﺧ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺗﻼف اﻟﻧﻬ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎر واﻟﻠﯾ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــل ﯾﻧﺳ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻲ
ﺻـ ـ ـ ـ ـ ـ ــورت ﻣـ ـ ـ ـ ـ ـ ــن ﺗﺻـ ـ ـ ـ ـ ـ ــورات وﻣـ ـ ـ ـ ـ ـ ــس وﺻ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻔﺎ ﻟ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻲ ﻣ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻼوة ﻣ ـ ـ ـ ـ ـ ــن ﺷ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺑﺎب
ﺳ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻧﺔ ﺣﻠ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــوة ،وﻟ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــذة ﺧﻠ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــس ﻋﺻ ـ ـ ـ ـ ــﻔت ﻛﺎﻟﺻـ ـ ـ ـ ـ ــﺑﺎ اﻟﻠﻌ ـ ـ ـ ـ ــوب وﻣـ ـ ـ ـ ـ ــرت
أو أﺳـ ـ ـ ـ ـ ــﺎ ﺟرﺣـ ـ ـ ـ ـ ــﻪ اﻟزﻣـ ـ ـ ـ ـ ــﺎن اﻟﻣؤﺳـ ـ ـ ـ ـ ــﻲ وﺳ ـ ــﻼ ﻣﺻ ـ ــر :ﻫ ـ ــل ﺳ ـ ــﻼ اﻟﻘﻠ ـ ــب ﻋﻧﻬ ـ ــﺎ
رق ،واﻟﻌﻬ ـ ـ ـ ـ ــد ﻓ ـ ـ ـ ـ ــﻲ اﻟﻠﯾ ـ ـ ـ ـ ــﺎﻟﻲ ﺗﻘﺳـ ـ ـ ـ ـ ــﻲ ﻛﻠﻣـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎ ﻣ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــرت اﻟﻠﯾﻠ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻲ ﻋﻠﯾ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻪ
أول اﻟﻠﯾ ـ ـ ـ ــل ،أو ﻋ ـ ـ ـ ــوت ﺑﻌ ـ ـ ـ ــد ﺟـ ـ ـ ـ ــرس ﻣﺳ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺗطﺎر إذا اﻟﺑـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـواﺧر رﻧ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــت
ﻛﻠﻣـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎ ﺛـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــرن ﺷـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎﻋﻬن ﺑـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻧﻘس ارﻫـ ـ ـ ـ ــب ﻓـ ـ ـ ـ ــﻲ اﻟﺿـ ـ ـ ـ ــﻠوع ﻟﻠﺳـ ـ ـ ـ ــﻔن ﻓطـ ـ ـ ـ ــن
ﻣـ ـ ـ ـ ـ ــﺎ ﻟـ ـ ـ ـ ـ ــﻪ ﻣوﻟﻌـ ـ ـ ـ ـ ــﺎ ﺑﻣﻧـ ـ ـ ـ ـ ـ ٍـﻊ وﺣـ ـ ـ ـ ـ ــﺑس ؟ ﯾ ـ ـ ـ ــﺎ اﺑﻧ ـ ـ ـ ــت اﻟ ـ ـ ـ ــﯾم ،ﻣ ـ ـ ـ ــﺎ أﺑ ـ ـ ـ ــوك ﺑﺧﯾ ـ ـ ـ ــل
ح ،ﺣ ـ ـ ــﻼل ﻟﻠطﯾ ـ ـ ــر ﻣ ـ ـ ــن ﻛ ـ ـ ــل ﺟ ـ ـ ــﻧس؟ أﺣ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـرام ﻋﻠـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻰ ﺑﻼﺑﻠـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻪ اﻟ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــدو
ﻓ ـ ـ ـ ــﻲ ﺧﺑﯾـ ـ ـ ـ ــث ﻣ ـ ـ ـ ــن اﻟﻣ ـ ـ ـ ــذاﻫب رﺟـ ـ ـ ـ ــس ﻛـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــل دار أﺣـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــق ﺑﺎﻷﻫـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــل ،إﻻ
ﺑﻬﻣـ ـ ـ ـ ــﺎ ﻓـ ـ ـ ـ ــﻲ اﻟـ ـ ـ ـ ــدﻣوع ﺳ ـ ـ ـ ــﯾري وأرﺳـ ـ ـ ـ ــﻲ ﻧﻔﺳ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻲ ﻣرﺟ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــل وﻗﻠﺑ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻲ ﺷ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـراع
ك ﯾ ـ ــد )اﻟﺛﻐ ـ ــر( ﺑـ ـ ــﯾن )رﻣ ـ ــل( و)ﻣﻛـ ـ ــس( واﺟﻌﻠ ـ ـ ـ ـ ــﻲ وﺟﻬـ ـ ـ ـ ــك )اﻟﻔﻧـ ـ ـ ـ ــﺎر( ،وﻣﺟـ ـ ـ ـ ـ ـ ار
ﻧـ ـ ـ ـ ــﺎزﻋﺗﻧﻲ إﻟﯾـ ـ ـ ـ ــﻪ ﻓ ـ ـ ـ ـ ــﻲ اﻟﺧﻠـ ـ ـ ـ ــد ﻧﻔﺳـ ـ ـ ـ ــﻲ وطﻧـ ـ ـ ـ ـ ــﻲ ﻟـ ـ ـ ـ ـ ــو ﺷ ـ ـ ـ ـ ــﻐﻠت ﺑﺎﻟﺧﻠـ ـ ـ ـ ـ ــد ﻋﻧـ ـ ـ ـ ـ ــﻪ
)(1
«................................. ........................................
اﻟﻘﺻﯾدﺗﺎن ﻣن ﺑﺣر اﻟﺧﻔﯾـف » ،وﺳـﻣﻲ ﺑﺣـر اﻟﺧﻔﯾـف ﺑﻬـذا اﻻﺳـم ﻟﺧﻔﺗـﻪ ،وﻫـذﻩ اﻟﺧﻔـﺔ ﻣﺗﺄﺗﯾـﺔ
)(1
» وﻗﯾــل ﺳــﻣﺎﻩ اﻟﺧﻠﯾــل ﺧﻔﯾﻔــﺎ )) ﻣــن ﻛﺛ ـرة أﺳــﺑﺎﺑﻪ اﻟﺧﻔﯾﻔــﺔ ،واﻷﺳــﺑﺎب أﺧــف ﻣــن اﻷوﺗــﺎد «.
ﻷﻧﻪ أﺧـف اﻟﺳـﺑﺎﻋﯾﺎت (( ،وﻗﯾـل ﻷن اﻟوﺗـد اﻟﻣﻔـروق اﺗﺻـﻠت ﺣرﻛﺗـﻪ اﻷﺧﯾـرة ﺑﺣرﻛـﺔ اﻷﺳـﺑﺎب
ﻓﺧف ،وﻗﯾل ﻟﺧﻔﺗﻪ ﻓﻲ اﻟﺗذوق واﻟﺗﻘطﯾﻊ ،وﻗد وﺻﻔﻪ اﻟﻣﺟذوب ﺑﺄﻧﻪ ﯾﺟﻧﺢ ﺻوب اﻟﻔﺧﺎﻣﺔ إذا
ﻗــورن ﺑﺎﻟﺳ ـرﯾﻊ واﻟﻣﻧﺳــرح ،وﻟﻛﻧــﻪ دون اﻟطوﯾــل واﻟﺑﺳــﯾط ..واﺿ ـﺢ اﻟــﻧﻐم واﻟﺗﻔﻌــﯾﻼت ..وﻫــو
ﻣزﯾﺞ ﻣن اﻟرﻣل واﻟﻣﺗﻘﺎرب ،وﻟﻪ ﺻﻠﺔ ﻗوﯾـﺔ ﺑـﺎﻟﺣﯾرة ﺣﯾـث اﻟﻐﻧـﺎء واﻟﺗرﻗﯾـق ،وﻗـد ﺻـﺎر اﻟﺑﺣـر
اﻷول ﻋﻧد إﺳﻼﻣﯾﻲ اﻟﺣﺟﺎز .واﺑراﻫﯾم أﻧﯾس اﻋﺗﺑر ﻛل ﺻورﻩ )) ﺣﺳن اﻟوﻗﻊ ﻓﻲ اﻵذان وﻛﻠﻬﺎ
ﺗﺳﺗرﯾﺢ إﻟﯾﻪ اﻷﺳﻣﺎع (( .أﻣﺎ ﻣن ﺣﯾث ﺗﻛوﯾﻧﻪ اﻟﻣﻘطﻌﻲ ﻓﻬو أﻣﯾل إﻟﻰ اﻟﺑطء ،وﻟﻛن زﺣﺎﻓﺎﺗـﻪ
وﻋﻠﻠﻪ ﻓﻲ اﻟﻐﺎﻟب ﺗﻘﻠل ﻣن وﺟود اﻟﺳواﻛن ﻓﺗﺳرع ﺑـﻪ ،وﯾﺳـﺎﻫم ﻓـﻲ ﺳـرﻋﺗﻪ أن اﻟﺗـدوﯾر ﯾـرد ﻓـﻲ
ﻗﺻﺎﺋدﻩ ﻛﺛﯾ ار .أﻣﺎ ﻣن ﺣﯾث ﺷﯾوﻋﻪ ،ﻓﺈﻧﻪ ﺑدأ ﻣﺗوﺳـطﺎ ﺛـم أﺧـذ ﻓـﻲ اﻟزﯾـﺎدة ﺣﺗـﻰ وﺻـل إﻟـﻰ
اﻟﻣرﺗﺑﺔ اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ ﻋﻧد ﺷﻌراء اﻟروﻣﺎﻧﺳﯾﺔ ،وﻻ أظﻧﻪ ﯾﺣﺗﻔظ ﺑﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﺷـﻌر اﻟﺣـر ﻟﺗرﻛﺑـﻪ ﻣـن أﻛﺛـر
)(2
ﻣن ﺗﻔﻌﯾﻠﺔ «.
ووزن ﻫــذا اﻟﺑﺣــر ﻓــﻲ ﺷــﻛﻠﻪ اﻟﺗــﺎم ﯾﺗﺷــﻛل ﻣــن ﺗﻛ ـرار اﻟﺗﻔﻌﯾﻠﺗــﯾن ) ﻓــﺎﻋﻼﺗن ،ﻣﺳــﺗﻔﻊ ﻟــن (
اﻷوﻟﻰ ﻣرﺗﯾن ﺗﻔﺻﻠﻬﻣﺎ ﻣرة واﺣدة ﻟﻠﺛﺎﻧﯾﺔ ،ﺑﻬذا اﻟﺷﻛل :
ﻓﺎﻋﻼﺗن ﻣﺳﺗﻔﻊ ﻟن ﻓﺎﻋﻼﺗن ﻓﺎﻋﻼﺗن ﻣﺳﺗﻔﻊ ﻟن ﻓﺎﻋﻼﺗن
ﻓﺗﻧــﺗﺞ ﺛﻼﺛ ــﺔ ﻣﻘ ــﺎطﻊ ﺻ ــوﺗﯾﺔ أو ﺑﻧﯾ ــﺎت إﯾﻘﺎﻋﯾ ــﺔ ﻣﺗﺳ ــﺎوﯾﺔ ﻓ ــﻲ ﻛ ــل ﺷ ــطر ،ﺣ ــددﺗﻬﺎ اﻟﺗﻔﻌﯾﻠﺗ ــﺎن
ﺑﺻورﻫﻣﺎ اﻷﺻﻠﯾﺔ أو اﻟﻣﺗﻐﯾرة ؛ إذ ﺗﻛﺎدا ﺗﻛوﻧﺎن ﻣﺗﺳﺎوﯾﺗﻲ اﻟﺣروف ﻓﻲ اﻟﺣﺎﻟﺗﯾن .
ﻋﻧد ﺗﻘطﯾﻊ اﻟﺑﯾت اﻷول ﻣن ﺳﯾﻧﯾﺔ اﻟﺑﺣﺗري ﻧﺟد :
ﺳﻲ
ﺟﺑ ْ
ﻛْﻠل ْ ﺟدى
ْ ﻋن
ت ُْ ﻔﻊ
وﺗرْﻓ ْ ت َﻧ ْﻔ ِﺳ ْﻲ َﻋ ْﻣ َﻣْﺎ ُﯾ َد ْن ﻧِ ُس َﻧ ْﻔ ِﺳ ْﻲ
ﺻْﻧ ُ
ُ
0/0//0/ 0//0// 0/0/// 0/0/// 0//0/0/ 0/0//0/
-1إﻣﯾل ﺑدﯾﻊ ﯾﻌﻘوب ،اﻟﻣﻌﺟم اﻟﻣﻔﺻل ﻓﻲ ﻋﻠم اﻟﻌروض واﻟﻘﺎﻓﯾﺔ وﻓﻧون اﻟﺷﻌر ،دار اﻟﻛﺗب اﻟﻌﻠﻣﯾﺔ ،ط ،1ﺑﯾروت –
ﻟﺑﻧﺎن 1991 ،م ،ص 77
-2ﺳﯾد اﻟﺑﺣراوي ،اﻟﻌروض ٕواﯾﻘﺎع اﻟﺷﻌر اﻟﻌرﺑﻲ ،اﻟﻬﯾﺋﺔ اﻟﻣﺻرﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠﻛﺗﺎب 1993م ،ص 49
57
أﻧﺪﻟﺴﻴﺎت أﺣﻤﺪ ﺷﻮ ..ﺳﻤﺎ ﺎ ﺳﻠﻮ ﻴﺔ
58
أﻧﺪﻟﺴﻴﺎت أﺣﻤﺪ ﺷﻮ ..ﺳﻤﺎ ﺎ ﺳﻠﻮ ﻴﺔ
ﻧﻼﺣظ أن ﺗﻔﻌﯾﻠﺗﻲ اﻟﻌروض واﻟﺿرب ﺟﺎءﺗﺎ ﺻﺣﯾﺣﺗﯾن )ﻓﺎﻋﻼﺗن( ،وﻟﺣق اﻟﺧﺑن اﻟﺗﻔﻌﯾﻠﺔ
اﻷوﻟﻰ ﻓﻲ ﺣﺷو اﻟﺻدر)ﻓﻌﻼﺗن( ،واﻟﺗﻔﻌﯾﻠﺔ اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ ﻣﻧﻪ )ﻣﺗﻔﻊ ﻟُ ُن( .واﻟﺗﻔﻌﯾﻠﺔ اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ ﻓﻲ
ﺣﺷو اﻟﻌﺟز)ﻣﺗﻔﻊ ﻟن وﺗﻧﻘل إﻟﻰ ﻣﻔﺎﻋﻠن( .
واﻟﺧﺑن واﻟﻛف واﻟﺷﻛل ﻣﻣﺎ ﯾﺟوز أن ﯾﻠﺣق ﺗﻔﻌﯾﻼت ﺑﺣر اﻟﺧﻔﯾف ،ﻛﻣﺎ ﯾﺟوز ﻓﯾﻪ ﻋﻠﺔ
)(1
اﻟﺗﺷﻌﯾث.
ﺑﺣــر اﻟﺧﻔﯾــف ﯾﺗﺷــﻛل ﻣ ــن اﻟﺗﻔﻌﯾﻠﺗــﯾن ) ﻓــﺎﻋﻼﺗن ،ﻣﺳــﺗﻔﻊ ﻟــن ( ﺗﺗﻛــرر اﻷوﻟــﻰ ﻓ ــﺎﻋﻼﺗن
ﻣرﺗﯾن ﻓﻲ اﻟﺷطر ،وأرﺑﻊ ﻣرات ﻓﻲ اﻟﺑﯾت ﺿﻣن ﺷﻛﻠﻪ اﻟﺗﺎم ،ﻓﻬﻲ اﻟﺗﻔﻌﯾﻠـﺔ اﻟرﺋﯾﺳـﯾﺔ إذ ﺗﺷـﻐل
أﻛﺛر ﻣن ﻧﺻف اﻟﺑﯾت ،ﻛﻣﺎ أﻧﻬﺎ ﺗﺷﻛل اﻟﻌروض واﻟﺿرب ،وﯾﺑﺗدئ ﺑﻬﺎ اﻟﺑﯾت ﻟﯾﻧﺗﻬﻲ إﻟﯾﻬـﺎ،
وﻫﻧﺎ ﺗﺗﺷﻛل ﺣرﻛﺔ داﺋرﯾﺔ ﯾﻧﻐﻠق ﺑﻬﺎ اﻟﺑﯾـت ﻋﻠـﻰ ﻧﻔﺳـﻪ ،وﻫـﻲ ﺗﺗﻧﺎﺳـب ﻣـﻊ ﺣﺎﻟـﺔ اﻟﺣﯾـرة واﻟﻘﻠـق
واﻻﻧزواء ﻋﻠﻰ اﻟذات ﻋﻧد اﻟﺷﺎﻋر اﻟﻣﻛروب ،ﻛﻣـﺎ ﻧﻼﺣـظ أن اﻟﺗﻔﻌﯾﻠـﺔ ) ﻣﺳـﺗﻔﻊ ﻟـن ( اﻟوﺣﯾـدة
ﻓﻲ اﻟﺷطر ﻛﺛﯾ ار ﻣـﺎ ﯾطـ أر ﻋﻧﻬـﺎ اﻟﺗﻐﯾـر ﻓﺗﺻـﺑﺢ ) ﻣﺗﻔـﻊ ﻟـن أوﻣﺳـﺗﻊ ﻟـن أو ﻣﺗﻔـﻊ ُل (...ﺣﺎﻟﻬـﺎ
ﺣﺎل اﻟﻐرﯾب اﻟﻣﺑﻌد .
وﺑﺣــر اﻟﺧﻔﯾــف وﻟﻠﻣواﺻــﻔﺎت اﻟﺳــﺎﻟﻔﺔ اﻟﺗــﻲ ﺳــﺑق ذﻛرﻫــﺎ ﻣــن أﻧــﻪ ذو ﺻــﻠﺔ ﺑــﺎﻟﺣﯾرة واﻟﻐﻧــﺎء
اﻟﺷﺟﻲ واﻟﺗرﻗﯾق ،ﻛﺎن ﻣﻧﺎﺳﺑﺎ ﻟﺣﺎل اﻟﺣـزن واﻟﺣﺳـرة اﻟﺗـﻲ ﻣﺳـت ﻓـؤاد اﻟﺑﺣﺗـري ﻓـﺄراد أن ﯾـﻧﻔس
ﻋــن ﻛرﺑــﻪ وﯾﺗﻌــزى ﻋــن ﻣﺻــﺎﺑﻪ ،ﻓﺎﺧﺗــﺎر ﻟﻘﺻــﯾدﺗﻪ ﻫــذا اﻟــوزن .واﻟﺑﺣﺗــري ﺻــﺎﺣب طﺑــﻊ ﻓــﻲ
اﻟﺷــﻌر وذوق ،وﺳــﺣر ﻣوﺳــﯾﻘﻰ اﻣﺗــﺎز ﺑﻬــﺎ ﻋــن ﻏﯾ ـرﻩ ﻣــن ﺷــﻌراء ﻋﺻ ـرﻩ .وﻋﻧــد ﺣــدﯾﺛﻧﺎ ﻋــن
اﻟﻣﻌﺎرﺿــﺔ ﻻ ﺷــك أن ﻟﻠﺷــﺎﻋر اﻷول اﻟﺳــﺑق ﻓــﻲ اﻻﺧﺗﯾــﺎر وذﻟــك ﻓﯾﻣــﺎ أوﺣــت ﺑــﻪ ﻗرﯾﺣﺗــﻪ ﻟــﻪ،
ووﺟﻬﺗـﻪ إﻟﯾـﻪ ﺣﺎﻟـﻪ ،وأن اﻟﺷــﺎﻋر اﻟﺛـﺎﻧﻲ وﻻ رﯾـب ﺗــﺎﺑﻊ ،ﻟﻛـن ﺷـوﻗﻲ ﺑﺣﺳــﻪ وذوﻗـﻪ اﺧﺗـﺎر ﻫــذا
اﻟﺧﯾــﺎر ،ﺣﯾــث ﻛــﺎن اﻟﺑﺣﺗــري رﻓﯾﻘــﻪ ﻓــﻲ درﺑــﻪ وﺳــﻣﯾرﻩ ﻓــﻲ رﺣﻠﺗــﻪ إﻟــﻰ اﻷﻧــدﻟس ،وﻗــد ﺿــﺎق
ﺑﺷوﻗﻲ اﻟﺣﺎل ﻓﻲ اﻟﻣﻧﻔﻰ ﺧﺎﺻـﺔ وﻗـد ﻣﻧـﻊ ﻣـن اﻟﻌـودة إﻟـﻰ أرض اﻟـوطن ﺑﻌـدﻣﺎ ظـن أن اﻷﻣـر
ـﺎل وﺷـﻌر ﺑﻣـﺎ ﺷـﻌر ﺑـﻪ اﻟﺑﺣﺗـري وﻫـو ارﺣـل ﻋـن
ﻗد اﻧﻔرج ﺑـزوال اﻟﺣـرب ،ﻓﺿـﺎﻫﻰ اﻟﺣـﺎ ُل اﻟﺣ َ
ﺑﻐداد ،وﺿرب ﻋﻠﻰ ﻧﻔس اﻟوﺗر اﻟذي ﺿرب .
-1ﯾﻧظر :إﻣﯾل ﺑدﯾﻊ ﯾﻌﻘوب ،اﻟﻣﻌﺟم اﻟﻣﻔﺻل ﻓﻲ ﻋﻠم اﻟﻌروض واﻟﻘﺎﻓﯾﺔ وﻓﻧون اﻟﺷﻌر ،ص 80
59
أﻧﺪﻟﺴﻴﺎت أﺣﻤﺪ ﺷﻮ ..ﺳﻤﺎ ﺎ ﺳﻠﻮ ﻴﺔ
-2اﻟﻘﺎﻓـﯾﺔ :
وﻫــﻲ اﻟﻌﻧﺻــر اﻟﺛــﺎﻧﻲ ﻣــن ﻋﻧﺎﺻــر اﻹﯾﻘــﺎع اﻟﺷــﻌري ،وﻗــد اﺧﺗﻠﻔــت اﻵراء ﺣــول ﺗﻌرﯾﻔﻬــﺎ،
ﺣﯾــث ﯾ ارﻫــﺎ اﻷﺧﻔــش آﺧــر ﻛﻠﻣــﺔ ﻓــﻲ اﻟﺑﯾــت ،وﯾ ارﻫــﺎ آﺧــرون ﻣﺳــﺎوﯾﺔ ﻟﻠــروي أي آﺧــر ﺣــرف
ﺻﺣﯾﺢ ) ﻏﯾر ﻣﻌﺗـل ( ﻓـﻲ اﻟﺑﯾـت ،ﻓـﻲ ﺣـﯾن ﯾ ارﻫـﺎ اﻟﺧﻠﯾـل ،وﻫـو اﻟﺗﻌرﯾـف اﻷﻛﺛـر ﺷـﯾوﻋﺎ »:
)(1
ﻣﺟﻣوﻋﺔ اﻟﺣروف اﻟﺗﻲ ﺗﺑدأ ﺑﻣﺗﺣرك ﻗﺑل آﺧر ﺳﺎﻛﻧﯾن ﻓﻲ اﻟﺑﯾت «
وﻋرﻓﻬــﺎ إﺑ ـراﻫﯾم أﻧــﯾس ﺑﻘوﻟــﻪ » :ﻟﯾﺳــت اﻟﻘﺎﻓﯾــﺔ إﻻ ﻋــدة أﺻ ـوات ﺗﺗﻛــون ﻓــﻲ أواﺧــر اﻷﺷــطر
أواﻷﺑﯾﺎت ﻣن اﻟﻘﺻﯾدة ،وﺗﻛررﻫـﺎ ﻫـذا ﯾﻛ ّـون ﺟـزءا ﻫﺎﻣـﺎ ﻣـن اﻟﻣوﺳـﯾﻘﻰ اﻟﺷـﻌرﯾﺔ .ﻓﻬـﻲ ﺑﻣﺛﺎﺑـﺔ
اﻟﻔواﺻل اﻟﻣوﺳﯾﻘﯾﺔ ﯾﺗوﻗﻊ اﻟﺳﺎﻣﻊ ﺗرددﻫـﺎ ،وﯾﺳـﺗﻣﺗﻊ ﺑﻣﺛـل ﻫـذا اﻟﺗـردد اﻟـذي ﯾطـرق اﻵذان ﻓـﻲ
)(2
ﻓﺗرات زﻣﻧﯾﺔ ﻣﻧﺗظﻣﺔ ،وﺑﻌد ﻋدد ﻣﻌﯾن ﻣن ﻣﻘﺎطﻊ ذات ﻧظﺎم ﺧﺎص ﯾﺳﻣﻰ ﺑﺎﻟوزن « .
وﻣﻬﻣﺎ ﻛﺎن اﻟﺗﻌرﯾف اﻟﻣﻌﺗﻣد ﻟدى اﻟﻌروﺿﯾﯾن ،ﻓﺈﻧﻪ ﻻ ﺧﻼف ﻋﻠﻰ ﺿرورة ﻟـزوم ﻣـﺎ ﯾﺗﻔـق
ﻋﻠﻰ أﻧﻪ ﻗﺎﻓﯾﺔ ،واﻟﺟﻣﯾﻊ ﻣﺗﻔﻘـون ﻋﻠـﻰ ﺿـرورة ﺗﻛـرار ﻋـدد ﻣـن اﻟﺣـروف واﻟﺣرﻛـﺎت ﻓـﻲ ﻧﻬﺎﯾـﺔ
ﻛل ﺑﯾت .ﻫذﻩ اﻟﺣروف ﻫﻲ ﻣﺎ ﯾﺻطﻠﺢ ﻋﻠﯾﻪ ﺣروف اﻟﻘﺎﻓﯾﺔ ،وﻫﻲ :
-1اﻟروي :وﻫو أﻫم اﻟﺣروف وﻻﺑد ﻣن وﺟودﻩ ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻓﯾﺔ ،ﻟذﻟك ﺗﺳﻣﻰ ﺑﻪ
-2اﻟوﺻل :ﺣرف ﻟﯾن ﻧﺎﺷﺊ ﻋن إﺷﺑﺎع ﺣرﻛﺔ اﻟروي ،أواﻟﻬﺎء اﻟﺗﻲ ﺗﻠﯾﻪ
-3اﻟﺧروج :ﺣرف ﻣد ﻧﺎﺷﺊ ﻋن إﺷﺑﺎع ﺣرﻛﺔ ﻫﺎء اﻟوﺻل أو اﻟﻧﻔﺎذ
-4اﻟردف :ﺣرف ﻣد ﻗﺑل اﻟروي ،إن ﻛﺎن أﻟﻔﺎ ﻟزم ٕوان ﻛﺎن واوا أو ﯾﺎء ﺟﺎز اﻟﺗﺑﺎدل ﺑﯾﻧﻬﻣﺎ
-5اﻟﺗﺄﺳﯾس :أﻟف ﺑﯾﻧﻪ وﺑﯾن اﻟروي ﺣرف ﯾﺳﻣﻰ :
-6اﻟدﺧﯾل :ﺣرف ﺻﺣﯾﺢ ﺑﯾن اﻟﺗﺄﺳﯾس واﻟروي ،ﺣرﻛﺗﻪ ﺗﺳﻣﻰ اﻹﺷﺑﺎع
ﻫذﻩ اﻟﺣروف اﻟﺳﺗﺔ اﻟﻣﺗﻔق ﻋﻠﯾﻬﺎ ﯾﺿﺎف إﻟﯾﻬﺎ ﺣرﻛﺗﺎن ﻫﻣﺎ :
اﻟﺣذو :ﺣرﻛﺔ ﻣﺎ ﻗﺑل اﻟردف ،اﻟرس :ﺣرﻛﺔ ﻣﺎ ﻗﺑل اﻟﺗﺎﺳﯾس
وﻗــد أدرك اﻟﻌروﺿــﯾون ﻟﻠﻘﺎﻓﯾــﺔ ﺧﻣــس ﺻــور ﺣﺳــب ﻋــدد ﺣروﻓﻬــﺎ ،أطﻠﻘ ـوا ﻋﻠﯾﻬــﺎ اﻟﺗﺳــﻣﯾﺎت
اﻟﺗﺎﻟﯾﺔ :
ﻧﺎم( ﻓﻲ ﻗول اﻟﺷﺎﻋر:
.1اﻟﻣﺗرادف وﺗﺗﻛون ﻣن 00/ﻣﺛل ْ ) :
اﻟﻣﻧﺎم
ْ ﻣﺎ اﺟﺗﻣﻊ اﻟﺧوف وطﯾب ﯾﺎ ﻋﯾن ﻗد ﻧﻣت ﻓﺎﺳﺗﯾﻘظﻲ
طﺎﻋﻪ( ﻓﻲ ﻗول اﻟﺷﺎﻋر:
ْ .2اﻟﻣﺗواﺗر وﺗﺗﻛون ﻣن 0/0/ﻣﺛل ) :
طﺎﻋﻪ
ْ ط
ﻓﻼ ﺗﺟزع إذا ﻟم ﺗﻌ َ ٕوان ﺧﺎﻟﻔﺗﻧﻲ وﻋﺻﯾت ﻗوﻟﻲ
أﻋظَﻣﺎ( ﻓﻲ ﻗول اﻹﻣﺎم اﻟﺷﺎﻓﻌﻲ ـ رﺣﻣﻪ اﷲ ـ :
.3اﻟﻣﺗدارك وﺗﺗﻛون ﻣن 0//0/ﻣﺛل ْ ) :
ﺑﻌﻔوك رﺑﻲ ﻛﺎن ﻋﻔوك أﻋظﻣﺎ ﺗﻌﺎظﻣﻧﻲ ذﻧﺑﻲ ﻓﻠﻣﺎ ﻗرﻧﺗﻪ
.4اﻟﻣﺗراﻛب وﺗﺗﻛون ﻣن 0///0/ﻣﺛل ) :ﻫﺎ ﻓرﺟﺎ( ﻓﻲ ﻗول اﻟﺷﺎﻋر:
إﻻ وﺛﻘت ﺑﺄن أﻟﻘﻰ ﻟﻬﺎ ﻓرﺟﺎ وﻣﺎ ﻧزﻟت ﻣن اﻟﻣﻛروﻩ ﻣﻧزﻟﺔ
ﺻ َد َﻋ ْك( ﻓﻲ ﻗول أﺑﻲ اﻟﻌﺗﺎﻫﯾﺔ: .5اﻟﻣﺗﻛﺎوس وﺗﺗﻛون ﻣن 0////0/ﻣﺛل َ ) :ﻣ ِ
ﺎن َ
)(1
وﻣن إذا رﯾب اﻟزﻣﺎن ﺻدﻋك
وﺗﻛﻣن أﻫﻣﯾﺔ اﻟﻘﺎﻓﯾﺔ ﻓﻲ » أﻧﻬﺎ ﺗﻘﻊ ﻓﻲ ﻧﻬﺎﯾﺔ اﻟﺑﯾت أي ﻓﻲ اﻟﻣوﻗﻊ اﻷﺳﺎﺳﻲ ﻟﻠﺗﻧﻐـﯾم ﻓـﻲ اﻟﻠﻐـﺔ
اﻟﻌرﺑﯾﺔ ،ﻣﻣﺎ ﯾؤﺛر ﺗﺄﺛﯾ ار ﺣﺎدا ﻋﻠﻰ إﯾﻘﺎع اﻟﻧﻬﺎﯾﺔ واﻟذي ﻫو أﻫم ﻣوﻗـﻊ ـ ـ ـ إﯾﻘﺎﻋﯾـﺎ ـ ـ ـ ﻓـﻲ اﻟﺑﯾـت،
وﻷن اﻟﻌروﺿ ــﯾﯾن ﻛ ــﺎﻧوا ﺣرﯾﺻ ــﯾن ﻋﻠ ــﻰ أن ﯾﺳ ــﺗﻘل ﻛ ــل ﺑﯾ ــت ﺑﻣﻌﻧ ــﺎﻩ ،ﺗﺣﻘﯾﻘ ــﺎ ﻟﻧظـ ـرﺗﻬم ﻓ ــﻲ
اﻟﺷــﻌر ،واﺗﺳــﺎﻗﺎ ﻣــﻊ ﻣــوﻗﻔﻬم اﻟﻛﻼﺳــﯾﻛﻲ ذي اﻟﻘ ـواﻧﯾن اﻟﺻــﺎرﻣﺔ ،ﻓــﺈﻧﻬم ﺣرﺻ ـوا ﻋﻠــﻰ وﺣــدة
)(2
اﻟﻘﺎﻓﯾﺔ ووﺣدة اﻟﺑﯾت دون أي ﺗﻧﺎزﻻت «
إذا ﻋــدﻧﺎ ﻟﻠﻘﺻــﯾدﺗﯾن وأردﻧــﺎ ﺗﺣدﯾــد اﻟﻘﺎﻓﯾــﺔ اﻧطﻼﻗــﺎ ﻣــن ﺗﻌرﯾــف اﻟﺧﻠﯾــل ،وﺟــدﻧﺎﻫﺎ ﻓــﻲ اﻟﺑﯾــت
اﻷول ﻣــن ﺳــﯾﻧﯾﺔ اﻟﺑﺣﺗــري )ﺟﺑﺳــﻲ ( 0/0/ ،وﻓــﻲ اﻟﺑﯾــت اﻷول ﻣــن ﻗﺻــﯾدة ﺷــوﻗﻲ ) أﻧﺳــﻲ،
،( 0/0/أي ﻫﻲ ﻣن ﻧوع اﻟﻣﺗواﺗر أو ﻣﺎ ﯾطﻠق ﻋﻠﯾﻬﺎ) ﻗﺎﻓﯾـﺔ ﻣﺟـردة ( أي ﻣﺟـردة ﻣـن اﻟـردف
-1ﯾﻧظر :ﻣﺣﻣد ﺑن ﻋﺛﻣﺎن ،اﻟﻣرﺷد اﻟواﻓﻲ ﻓﻲ اﻟﻌروض واﻟﻘواﻓﻲ ،دار اﻟﻛﺗب اﻟﻌﻠﻣﯾﺔ ،ﺑﯾروت ﻟﺑﻧﺎن ،ط 2004 ،1
م ،ص .171
- 2ﺳﯾد اﻟﺑﺣراوي ،اﻟﻌروض ٕواﯾﻘﺎع اﻟﺷﻌر اﻟﻌرﺑﻲ ،ص .129
61
أﻧﺪﻟﺴﻴﺎت أﺣﻤﺪ ﺷﻮ ..ﺳﻤﺎ ﺎ ﺳﻠﻮ ﻴﺔ
77 ﺷﻣس
ُ 8 ﺷﻣس
ُ
63
أﻧﺪﻟﺴﻴﺎت أﺣﻤﺪ ﺷﻮ ..ﺳﻤﺎ ﺎ ﺳﻠﻮ ﻴﺔ
62 اﻟدرﻓس
ّ 23 اﻟدرﻓس
ّ
64
أﻧﺪﻟﺴﻴﺎت أﺣﻤﺪ ﺷﻮ ..ﺳﻤﺎ ﺎ ﺳﻠﻮ ﻴﺔ
102 ُس
أّ 56 ُس
أّ
إذن ﻗﺎﻓﯾـ ـﺔٌ ﻫ ــذﻩ ﻣواﺻ ــﻔﺎﺗﻬﺎ اﺧﺗﺎرﻫ ــﺎ اﻟﺑﺣﺗ ــري ﻟﻘﺻ ــﯾدﺗﻪ ﻟﯾﻛ ــون ﻟﺳ ــﺎن اﻟﻣﻘ ــﺎل داﻻ ﻋﻠ ــﻰ
اﻟﺣﺎل .أﻣﺎ ﺷوﻗﻲ ﻓﻘد ﯾﻛـون ﻣـدﻓوﻋﺎ إﻟـﻰ ﻫـذا اﻻﺧﺗﯾـﺎر ﺑﺣﻛـم اﻟﻣﻌﺎرﺿـﺔ ،ﻟﻛـن اﺧﺗﯾـﺎر ﺷـوﻗﻲ
ﻟﻣﻌﺎرﺿـﺔ ﺳــﯾﻧﯾﺔ اﻟﺑﺣﺗــري ﺑﺎﻟــذات ﻧـﺎﺑﻊ ﻋــن وﻋــﻲ ٕوادراك ﻟﻛــل ﺟﻣﺎﻟﯾﺎﺗﻬـﺎ ،ﻓﻬــﻲ ﻛــل ﻣﺗﻛﺎﻣــل .
ﻓﺎﻟذوق واﻟﺣس اﻟﺟﻣﺎﻟﻲ ﻋﻧد ﺷـوﻗﻲ ﻫـو اﻟـذي ﻗـﺎدﻩ إﻟـﻰ ﻫـذا اﻻﺧﺗﯾـﺎر دون ﻏﯾـرﻩ ،وﺷـوﻗﻲ إذا
ﻋﺎرض إﻧﻣﺎ ﯾﺳﺗوﺣﻲ روح اﻟﺷﺎﻋر أﯾﺿﺎ وﻻ ﯾﻛﺗﻔﻲ ﺑﺎﻟﺷﻛل اﻟﺧﺎرﺟﻲ .
أﻧدﻟﺳﯾﺔ ﻓﻲ ﻣﻌﺎرﺿﺔ ﻣﯾﻣﯾﺔ اﻟﻣﺗﻧﺑﻲ :
ﺛﺎﻧﯾﺎ ﻣﻌﺎرﺿـﺗﻪ ﻟﻠﻣﺗﻧﺑـﻲ ،أﺑـو اﻟطﯾـب أﺣﻣـد ﺑـن اﻟﺣﺳـﯾن اﻟﺟﻌﻔـﻲ ) 303ه – 354ه( ﻛـﺎن
ﺷﺎﻋ ار ﻣﻔﻠﻘﺎ ﺷدﯾد اﻟﻌﺎرﺿﺔ ارﺟـﺢ اﻟﻌﻘـل ﻋظـﯾم اﻟـذﻛﺎء ﺻـﺎﺣب ﻓﺻـﺎﺣﺔ وﺑﯾـﺎن ،وﺷـﻌرﻩ ﺣﺟـﺔ
65
أﻧﺪﻟﺴﻴﺎت أﺣﻤﺪ ﺷﻮ ..ﺳﻤﺎ ﺎ ﺳﻠﻮ ﻴﺔ
)(1
ﻓﻲ اﻟﻧﺣو واﻟﺑﻼﻏﺔ ،ﻗﺎل ﻓﻲ ﺣﻘﻪ اﺑن رﺷﯾق »:ﺛم ﺟﺎء اﻟﻣﺗﻧﺑﻲ ﻓﻣﻸ اﻟـدﻧﯾﺎ وﺷـﻐل اﻟﻧـﺎس«
)(1
ﺗــﺄﺛر ﺑــﻪ ﺷـوﻗﻲ وﺗﻣﺛــل ﺑــﻪ ﻓــﻲ ﺷـﻌرﻩ ﻛﺛﯾـ ار ،وﻋﺎرﺿــﻪ ﻓــﻲ ﻗﺻـﺎﺋد ﻋدﯾــدة ،ﻟﻛــن ﻣــﺎ اﻟﻧـﺎس«
ﯾﻬﻣﻧــﺎ ﻫﻧــﺎ ﻗﺻــﯾدﺗﻪ اﻟﺗــﻲ ﻋﺎرﺿــﻪ ﻓﯾﻬــﺎ ﺷــوﻗﻲ وﻫــو ﻓــﻲ ﻣﻧﻔــﺎﻩ .واﻟﻘﺻــﯾدة وردت ﻓــﻲ اﻟرﺛــﺎء ؛
رﺛ ــﺎء اﻟﻣﺗﻧﺑ ــﻲ ﺟدﺗ ــﻪ ،اﻟﺗــﻲ ﻛ ــﺎن ﯾﺣﺑﻬــﺎ ﺣﺑــﺎ ﺟﻣ ــﺎ ﻟﺣﻧﺎﻧﻬــﺎ وﻋطﻔﻬ ــﺎ ﻋﻠﯾ ــﻪ ،ﺟ ــﺎء ﻓــﻲ ﻣﻘدﻣ ــﺔ
اﻟﻘﺻــﯾدة » :ورد ﻋﻠــﻰ أﺑــﻲ اﻟطﯾــب ﻛﺗــﺎب ﻣــن ﺟدﺗــﻪ ﻷﻣــﻪ ﺗﺷــﻛو ﺷــوﻗﻬﺎ إﻟﯾــﻪ وطــول ﻏﯾﺑﺗــﻪ
ﻋﻧﻬــﺎ ،ﻓﺗوﺟــﻪ ﻧﺣــو اﻟﻌ ـراق وﻟــم ﯾﻣﻛﻧــﻪ دﺧــول اﻟﻛوﻓــﺔ ﻋﻠــﻰ ﺣﺎﻟﺗــﻪ ﺗﻠــك ﻓﺎﻧﺣــدر إﻟــﻰ ﺑﻐــداد .
وﺣ ّﻣـت ﻟوﻗﺗﻬــﺎ
وﻛﺎﻧـت ﺟدﺗـﻪ ﻗـد ﯾﺋﺳـت ﻣﻧــﻪ ﻓﻛﺗـب إﻟﯾﻬـﺎ ﻛﺗﺎﺑـﺎ ﯾﺳـﺄﻟﻬﺎ اﻟﻣﺳــﯾر إﻟﯾـﻪ ﻓﻘﺑﻠـت ﻛﺗﺎﺑـﻪ ُ
)(2
ﺳرو ار ﺑﻪ وﻏﻠب اﻟﻔرح ﻋﻠﻰ ﻗﻠﺑﻬﺎ ﻓﻘﺗﻠﻬﺎ«.
واﻟﻘﺻﯾدة ﻓﻲ 34ﺑﯾﺗﺎ ﻧﺄﺧذ ﻣﻘﺗطﻔﺎ ،أﺑﯾﺎﺗﺎ ﻣﻧﻬﺎ:
ﻓﻣـ ـ ـ ــﺎ ﺑطﺷ ـ ـ ـ ــﻬﺎ ﺟﻬ ـ ـ ـ ــﻼ وﻻ ﻛﻔﻬ ـ ـ ـ ــﺎ ﺣﻠﻣ ـ ـ ـ ــﺎ أﻻ ﻻ أرى اﻷﺣـ ـ ــداث ﻣـ ـ ــدﺣﺎ وﻻ ذﻣـ ـ ــﺎ
وﯾﻛـ ـ ــري ﻛﻣـ ـ ــﺎ أرﻣـ ـ ــﻰ
ﯾﻌـ ـ ــود ﻛﻣـ ـ ــﺎ أُﺑـ ـ ــدي ُ إﻟــﻰ ﻣﺛــل ﻣــﺎ ﻛــﺎن اﻟﻔﺗــﻰ ﻣرﺟــﻊ اﻟﻔﺗــﻰ
ﻗﺗﯾﻠ ـ ـ ـ ــﺔ ﺷ ـ ـ ـ ــوق ﻏﯾ ـ ـ ـ ــر ﻣﻠﺣﻘﻬ ـ ـ ـ ــﺎ وﺻ ـ ـ ـ ــﻣﺎ ﻟـ ـ ـ ـ ــك اﷲ ﻣ ـ ـ ـ ـ ــن ﻣﻔﺟوﻋ ـ ـ ـ ـ ــﺔ ﺑﺣﺑﯾﺑﻬ ـ ـ ـ ـ ــﺎ
وأﻫ ـ ـ ــوى ﻟﻣﺛواﻫ ـ ـ ــﺎ اﻟﺗـ ـ ـ ـراب اﻟ ـ ـ ــذي ﺿ ـ ـ ــﻣﺎ أﺣـ ـ ﱡـن إﻟـ ــﻰ اﻟﻛـ ــﺄس اﻟﺗـ ــﻲ ﺷ ـ ـرﺑت ﺑﻬـ ــﺎ
وذاق ﻛﻼﻧـ ـ ـ ـ ـ ــﺎ ﺛُﻛـ ـ ـ ـ ـ ــل ﺻـ ـ ـ ـ ـ ــﺎﺣﺑﻪ ِﻗ ـ ـ ـ ـ ـ ــدﻣﺎ ﺑﻛﯾـ ـ ـ ــت ﻋﻠﯾﻬـ ـ ـ ــﺎ ﺧﯾﻔـ ـ ـ ــﺔ ﻓـ ـ ـ ــﻲ ﺣﯾﺎﺗﻬـ ـ ـ ــﺎ
ﻣﺿ ـ ـ ــﻰ ﺑﻠ ـ ـ ـ ٌـد ﺑ ـ ـ ــﺎق أﺟ ـ ـ ــدت ﻟ ـ ـ ــﻪ ﺻ ـ ـ ــرﻣﺎ وﻟ ـ ـ ــو ﻗﺗ ـ ـ ــل اﻟﻬﺟ ـ ـ ــر اﻟﻣﺣﺑ ـ ـ ــﯾن ﻛﻠﻬ ـ ـ ــم
ﻓﻠﻣـ ـ ـ ــﺎ دﻫﺗﻧـ ـ ـ ــﻲ ﻟـ ـ ـ ــم ﺗزدﻧـ ـ ـ ــﻲ ﺑﻬـ ـ ـ ــﺎ ﻋﻠﻣـ ـ ـ ــﺎ ـت اﻟﻠﯾـ ــﺎﻟﻲ ﻗﺑ ـ ـل ﻣ ــﺎ ﺻـ ــﻧﻌت ﺑﻧـ ــﺎ
ﻋرْﻓـ ـ ُ
ﺗﻐـ ـ ـ ـ ـ ّذى وﺗ ـ ـ ـ ـ ْـروى أن ﺗﺟ ـ ـ ـ ــوع وأن ﺗظﻣ ـ ـ ـ ــﺎ ﻣﻧﺎﻓﻌﻬ ـ ــﺎ ﻣ ـ ــﺎ ﺿ ـ ـ ّـر ﻓ ـ ــﻲ ﻧﻔ ـ ـ ِـﻊ ﻏﯾرﻫ ـ ــﺎ
)(3
ﻓﻣ ـ ـ ﱡ
ـت ﺑﻬ ـ ــﺎ ﻏﻣ ـ ــﺎ ﻓﻣﺎﺗ ـ ــت ﺳ ـ ــرو ار ﺑ ـ ــﻲ ُ ـﺄس وﺗرﺣـ ـ ـ ـ ٍـﺔ
أﺗﺎﻫـ ـ ـ ــﺎ ﻛﺗـ ـ ـ ــﺎﺑﻲ ﺑﻌـ ـ ـ ــد ﯾـ ـ ـ ـ ٍ
أﻣﺎ ﻗﺻﯾدة ﺷوﻗﻲ ﻓﻛﺎﻧت ﻓﻲ ﻣﻧﻔﺎﻩ ﺑﺎﺳﺑﺎﻧﯾﺎ ،وﻛﺎن ﻗد ﺧﻠّف أﻣـﻪ ﺑﺣﻠـوان ﻓـﻲ ﻣﺻـر ﻣرﯾﺿـﺔ،
ﯾراﻓﻘﻪ اﻟﻘﻠق ﺣﯾﺎﻟﻬﺎ واﻟﺷوق ﻟﻬﺎ ،وﻛﺎن ﻗد أﻧﺷﺄ ﯾﻘول:
)(1
ﺧﯾر اﻟوداﺋﻊ ﻣن ﺧﯾر اﻟﻣؤدﯾﻧﺎ ﻛﻧز ﺑﺣﻠوان ﻋﻧد اﷲ ﻧطﻠﺑﻪ
وﺑﻌد ﻣرور ﺧﻣﺳﺔ أﻋوام ﻓﻲ اﻟﻣﻧﻔﻰ ﻣﻊ ﻫذا اﻟﺷوق ،أُﻋﻠِﻧت اﻟﻬدﻧـﺔ وﻫـدأت أﺻـوات اﻟﻣـداﻓﻊ،
اﺳﺗﺑﺷر ﺷوﻗﻲ ﺑﻬذﻩ اﻟﻠﺣظﺔ اﻟﺗﻲ ﻛﺎن ﯾﻧﺗظرﻫﺎ » ..ﺳﯾﻌود إﻟﻰ ﻣﺻر وﯾﻌود إﻟـﻰ ﺗﻠـك اﻟﻌﺟـوز
ﻗﺑل أن ﯾﺳﺑﻘﻪ إﻟﯾﻬﺎ اﻟﻣوت ،و ..وﻟﻛن ﺑرﻗﯾﺔ ﺟﺎءت ﻣن ﻣﺻر ،ﺗﺣﻣـل ﺧﺑـر ﻣـﺎ ﻛـﺎن ﯾﺧﺷـﺎﻩ،
ﻓﺎﻧﻘﻠﺑت اﻟﻔرﺣﺔ ﺗرﺣﺔ ،وارﺗﻣﻰ اﻟﺷﺎﻋر اﻟﺑﺎﺋس ﻋﻠﻰ اﻟﻣﻘﻌد ﻫﺎﻣـدا ،ﻣﺣﺑـوس اﻟرﯾـق ،ﻣﻣﺳـوك
اﻟـدﻣﻊ ،وﻟــم ﯾﺳـﻌﻔﻪ اﻟﺑﻛــﺎء إﻻ ﺑﻌـد ﺳــﺎﻋﺎت ،أﺧـذ ﻟﺳــﺎﻧﻪ ﯾﺗﺣـرك ﻓﯾــﻪ ﺑﺎﻟرﺛـﺎء ،وﻋﯾﻧــﺎﻩ ﺗﺗــدﻓﻘﺎن
ﺑﺎﻟدﻣوع ،وﯾدﻩ ﺗﺳـطر ّأﻧـﺎت ﻗﻠﺑـﻪ ..واﺣﺳـرﺗﺎﻩ ! ﻟﻘـد ﻣﺎﺗـت ﻣرﯾﺿـﺔ ﺣﻠـوان ﻗﺑـل أن ﯾ ارﻫـﺎ ﻋﻠـﻰ
أن اﻟﻠﻘ ــﺎء ﻛ ــﺎن ُﯾظ ــن ﻗرﯾﺑ ــﺎ ،ﻛﻣ ــﺎ ﻣﺎﺗ ــت ﺟ ــدة اﻟﻣﺗﻧﺑ ــﻲ ﻓرﺣ ــﺎ ﺑرﺳ ــﺎﻟﺔ ﺣﻔﯾ ــدﻫﺎ ،ﻗﺗﯾﻠ ــﺔ اﻟﺷ ــوق
واﻟﺳرور.(2)«..
وﻟﻧﺄﺧذ اﻵن ﻣﻘطﻌﺎ ﻣن ﻗﺻﯾدة ﺷوﻗﻲ ﻓﻲ رﺛﺎء أﻣﻪ وﻗد ﺑﻠﻎ ﻋدد أﺑﯾﺎﺗﻬﺎ 52ﺑﯾﺗﺎ :
ﯾداء اﻟﻔُـ ـ ـؤ ِاد َوﻣ ـ ــﺎ أَﺻ ـ ــﻣﻰ
ﺳ ـ ـ َـو َ
ـﺎب ُ
أَﺻ ـ ـ َ اﻟﻧــوى َﺳــﻬﻣﺎ إِﻟــﻰ اﻟَﻠـ ِـﻪ َأﺷــﻛو ِﻣــن َﻋ ـوادي َ
ﻻﻣ َﺳـ ــت َﻋظﻣـ ــﺎَوﻣـ ــﺎ َد َﺧﻠَـ ــت ﻟَﺣﻣ ـ ـﺎً َوﻻ َ ـب أ ﱠَو َل َوﻫﻠَ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ٍـﺔ اﻟﻘﻠ ـ ـ ـ ـ ـ ـ َ
ِﻣـ ـ ـ ـ ـ ــن اﻟﻬﺎﺗِﻛـ ـ ـ ـ ـ ـ ِ
ـﺎت َ َ
َﻛﻼﻣـ ـًﺎ َﻋﻠ ــﻰ َﺳ ــﻣﻌﻲ َوﻓ ــﻲ َﻛ ِﺑ ــدي َﻛﻠﻣ ــﺎ ـت َرﱠﻧـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ًﺔ
َوﺟﺳ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ُ
ﺗَـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـوا َرَد َواﻟﻧ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎﻋﻲ َﻓﺄ َ
َﻓﯾ ــﺎ َوﯾ ـ َـﺢ َﺟﻧﺑ ــﻲ َﻛ ــم َﯾﺳ ــﯾ ُل َو َﻛ ــم َﯾ ــدﻣﻰ ـب َوِاﻧ ـ ـ ـ َـزوى
اﻟﺟﻧ ـ ـ ـ ُ
َﻓﻣ ـ ـ ــﺎ َﻫﺗَﻔـ ـ ــﺎ َﺣﺗّـ ـ ــﻰ َﻧـ ـ ـ ـ از َ
ﯾﻣ ـ ـ ــﺎ
ـﻲ ،وﻟ ـ ـ ــم ﯾرﻛ ـ ـ ــب ﺑﺳ ـ ـ ــﺎطﺎ وﻻ ّ
إﻟ ـ ـ ـ ّ ـﺎء ﻟﻠﺛــرى
ـرق ﻧﺣــو اﻟﻐــرب ،واﻟﻣـ ً
طــوى اﻟﺷـ َ
رﻣـ ــﺎ
وأدﻣـ ــﻰ وﻣـ ــﺎ داوى ،وأوﻫـ ــﻰ وﻣـ ــﺎ ّ أﺑ ـ ـ ـ ــﺎن وﻟ ـ ـ ـ ــم ﯾﻧ ـ ـ ـ ــﺑس ،وأدى وﻟ ـ ـ ـ ــم ﯾﻔ ـ ـ ـ ــﻪ
ﻬب ،أوﺟـﺎب اﻟﻐداﻓﯾـﺔ اﻟ ّـدﻫﻣﺎ
طوى اﻟ ّﺷ َ ﺷـ ـ ـ ـ ـ ـ ّﻘﺔ
إذا طُوﯾ ـ ـ ـ ـ ــت ﺑﺎﻟ ّﺷ ـ ـ ـ ـ ــﻬب واﻟ ـ ـ ـ ـ ـ ّـدﻫم ُ
وﻻ ﻛﺎﻟﻠﯾ ـ ـ ـ ــﺎﻟﻲ راﻣﯾ ـ ـ ـ ــﺎ ُﯾﺑﻌـ ـ ـ ـ ــد اﻟﻣرﻣ ـ ـ ـ ــﻰ وﻟـ ـ ـ ــم أر ﻛﺎﻷﺣ ـ ـ ـ ــداث ﺳ ـ ـ ـ ــﻬﻣﺎ إذا ﺟ ـ ـ ـ ــرت
)(3
ـوت ِﻣـ ــن َﺑﯾﻧِﻬـ ــﺎ َﺣﺗﻣـ ــﺎ
ـﺎء اﻟﻣ ـ ـ ِ
َ
وﻻ َﻛﻠِﻘـ ـ ِ
َ
ـﺎدﯾر ِ
ﻧﺎﻓـ ـ ـ ـ ـ ـ ــذًا ﺎﻟﻣﻘ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ِ
َوَﻟ ـ ـ ـ ـ ـ ــم أ ََر ُﺣﻛﻣ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ًﺎ َﻛ َ
ﻧﻼﺣـظ أن ﻛـﻼ اﻟﺷـﺎﻋرﯾن ﻛـﺎن ﻣﻐﺗرﺑـﺎ ﺣـﺎل ﺗﻠﻘـﻲ ﺧﺑـر اﻟوﻓـﺎة ،وﻛﻼﻫﻣـﺎ ﻛـﺎد ﯾـذوب ﺷـوﻗﺎ إﻟـﻰ
واﻟدﺗــﻪ ،وﯾداﻋﺑــﻪ أﻣــل اﻟﻌــودة إﻟــﻰ وطﻧــﻪ ﺣﯾــث ﺗﻘــﯾم ،وﺣﯾــث ﻧﺷــﺄ ﻣﻌﻬــﺎ ﻣﻧــذ طﻔوﻟــﺔ اﻟﻣﻬــد،
وﻛﻼﻫﻣــﺎ أﯾﺿــﺎ ﯾﺑــدو ﺷــدﯾد اﻻرﺗﺑــﺎط ﺑﻬــﺎ ،واﻻﻋﺗ ـزاز ﺑﻣﻛﺎﻧﺗﻬــﺎ ﻓــﻲ ﻧﻔﺳــﻪ ،وﻫــذا طﺑﯾﻌــﻲ ﺣــﯾن
ﯾﻌﻛ ــس ﺗﻘﺎرﺑ ــﺎ إﻧﺳ ــﺎﻧﯾﺎ واﺿ ــﺣﺎ ﻓ ــﻲ ﻣـ ــدﻟول اﻟﺗﺻ ــوﯾر ،ﯾﻣ ــﺎ ﺗﻔرﺿ ــﻪ ﻛ ــل ﻫ ــذﻩ اﻟﻣﻼﺑﺳـ ــﺎت .
ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ اﻟﻣﺷﺎﺑﻬﺔ اﻟﻧﻔﺳﯾﺔ ﺑﯾن اﻟﺷـﺎﻋرﯾن ؛ ﻣـن اﻻﻋﺗـداد ﺑـﺎﻟﻧﻔس ،واﻹﺣﺳـﺎس اﻟﻣﺗﺿـﺧم
ﺑﻣﻌﺎﻧﻲ اﻟﻐرﺑﺔ وﻣﺷﺎ ّﻗﻬﺎ ،إﻟﻰ ﺟﺎﻧب اﻟﺻﻠﺔ اﻟوﺛﯾﻘﺔ ﻟﺷوﻗﻲ ﺑدﯾوان أﺑﻲ اﻟطﯾب ،وﻛﺄﻧﻪ ﻟـم ﯾﺟـد
ﻟﻬذا اﻟﻣوﻗف أﻓﺿل ﻣن ﺷـﺑﯾﻬﻪ .ﺣـﯾن ﻋﺛـر ﻋﻠـﻰ ﺿـﺎﻟﺗﻪ ﻓﯾﻣـﺎ اﺣﺗﻔظـت ﺑـﻪ ذاﻛرﺗـﻪ ﻣـن ﻣﯾﻣﯾـﺔ
أﺑــﻲ اﻟطﯾــب ﻓ ـراح ﯾﺗﻔــق ﻣﻌــﻪ ﻓــﻲ ﻛﺛﯾــر ﻣــن اﻟﺻــور واﻟﻣواﻗــف ) ،(1وﻛــﺎن أﻏﻠﺑﻬــﺎ ﻓﯾﻣــﺎ ﯾﺗﻌﻠــق
ﺑﻔﻠﺳﻔﺔ اﻟﻣوت واﻟﺣﯾـﺎة ،أو طﺑـﺎﺋﻊ اﻷﺣـداث وﻣـﺎ ﺗـﺗﺣﻛم ﺑـﻪ اﻟﻣﻘـﺎدﯾر ،وﻣـن أﻣﺛﻠـﺔ اﻟﺗطـﺎﺑق ﺑـﯾن
اﻟﻣﯾﻣﯾﺗﯾن
ﻗول أﺑﻲ اﻟطﯾب ﻓﻲ ﻣطﻠﻊ اﻟﻘﺻﯾدة ﺣول طﺑﺎﺋﻊ اﻷﺣداث:
ﻓﻣﺎ ﺑطﺷﻬﺎ ﺟﻬﻼ وﻻ ﻛﻔﻬﺎ ﺣﻠﻣﺎ أﻻ ﻻ أرى اﻷﺣداث ﻣدﺣﺎ وﻻ ذﻣﺎ
ﯾﻘول ﺷوﻗﻲ :
وﻟم أر ﻛﺎﻷﺣداث ﺳﻬﻣﺎ إذا ﺟرت وﻻ ﻛﺎﻟﻠﯾﺎﻟﻲ راﻣﯾﺎ ﯾﺑﻌد اﻟﻣرﻣﻰ
وﻻ ﻛﻠﻘﺎء اﻟﻣوت ﻣن ﺑﯾﻧﻬﺎ ﺣﺗﻣﺎ وﻟم أر ﺣﻛﻣﺎ ﻛﺎﻟﻣﻘﺎدﯾر ﻧﺎﻓذا
وﺣﯾن ﯾﻘول اﻟﻣﺗﻧﺑﻲ ﻓﻲ إﺷﻔﺎق ﻋﻠﻰ ﻓﻘﯾدﺗﻪ :
ﻟك اﷲ ﻣن ﻣﻔﺟوﻋﺔ ﺑﺣﺑﯾﺑﻬﺎ ﻗﺗﯾﻠﺔ ﺷوق ﻏﯾر ﻣﻠﺣﻘﺎ وﺻﻣﺎ
ﯾﻘول ﺷوﻗﻲ ﻓﻲ ﻧﻔس اﻟﺳﯾﺎق :
ﻟك اﷲ ﻣن ﻣطﻌوﻧﻪ ﺑﻘﻧﺎ اﻟﻧوى ﺷﻬﯾدة ﺣرب ﻟم ﺗﻘﺎرف ﻟﻬﺎ إﺛﻣﺎ
وﻫﺎﻫﻲ ﺣﺎل اﻟﺷﺎﻋرﯾن ﺗﺗﺷﺎﺑﻪ ﻓﻲ ﻓﻘد ﺣﻼوة اﻟﻌﯾش ﺑل اﻧﺗﻛﺎﺳﻬﺎ إﻟﻰ ﻣ اررة ،ﺑﻌد ﻓﻘد ﻛل
ﻣﻧﻬﻣﺎ ﺣﺑﯾﺑﺎ ﻋزﯾ از ﻋﻠﻰ ﻧﻔﺳﻪ .ﯾﻘول اﻟﻣﺗﻧﺑﻲ ﻓﻲ ذﻟك :
وﻣﺎ اﻧﺳدت اﻟدﻧﯾﺎ ﻋﻠﻲ ﻟﺿﯾﻘﻬﺎ وﻟﻛن طرﻓﺎ ﻻ أراك ﺑﻪ أﻋﻣﻰ
ﻧﺷرع ﻓﻲ ﺗﺑﯾﺎن إﯾﻘﺎع اﻟﻣﻌﺎرﺿﺔ ﺑﯾن اﻟﻘﺻﯾدﺗﯾن ﻓﻲ إطﺎر ﻣوﺳﯾﻘﻰ اﻟﻌروض اﻟﺧﺎرﺟﯾﺔ :
-1اﻟوزن :وردت اﻟﻘﺻﯾدﺗﺎن ﻋﻠﻰ ﺑﺣر اﻟطوﯾل ،وﻓﻲ اﻟﻌﻣدة أن اﻟﺧﻠﯾـل ﺳـﻣﺎﻩ طـوﯾﻼ »
)(1
ﻓﻬــو ﻻ ﯾﺳــﺗﻌﻣل ﻣﺟــزوء وﻻ ﻣﺷــطو ار وﻻ ﻣﻧﻬوﻛــﺎ وﻫــو أطــول ﻷﻧــﻪ طــﺎل ﺑﺗﻣــﺎم أﺟ ازﺋــﻪ «
اﻟﺷــﻌر ،ﻋــدد ﺣروﻓــﻪ ﺛﻣﺎﻧﯾــﺔ وأرﺑﻌــون ،وأﻧــﻪ ﯾﺑــدأ ﺑﺎﻷوﺗــﺎد وﻫــﻲ أطــول ﻣــن اﻷﺳــﺑﺎب » .
وﯾرى ﺣﺎزم أﻧﻪ ـ ـ ﻣـﻊ اﻟﺑﺳـﯾط ـ ـ أﻋﻠـﻰ اﻟﺑﺣـور درﺟـﺔ ﻓـﻲ اﻻﻓﺗﻧـﺎن .أﻣـﺎ اﻟﻣﺟـذوب ﻓﺎﻟطوﯾـل
ﻋﻧــدﻩ أرﺣــب ﺻــد ار ﻣــن اﻟﺑﺳــﯾط وأطﻠــق ﻋﻧﺎﻧــﺎ وأﻟطــف ﻧﻐﻣــﺎ ،ﻓﻬــو اﻟﺑﺣــر اﻟﻣﻌﺗــدل ﺣﻘــﺎ،
وﻧﻐﻣﻪ ﻣن اﻟﻠطف ﺑﺣﯾث ﯾﺧﻠص إﻟﯾك وأﻧت ﻻ ﺗﻛﺎد ﺗﺷﻌر ﺑﻪ .
أﻣــﺎ ﺷــﯾوﻋﻪ ﻓﻘــد ظــل اﻟطوﯾــل ﻣﺣﺎﻓظــﺎ ﻋﻠــﻰ ﻣرﺗﺑﺗــﻪ اﻷوﻟــﻰ ﻓــﻲ اﻟﺷــﯾوع ﺣﺗــﻰ اﻟﻘــرن اﻟﺛﺎﻟــث
)(2
اﻟﻬﺟري وﺑﻌد ذﻟك ﺗراﺟﻊ إﻟﻰ أن ﻗل ﻣﻧﻪ اﻟﺷﻌر اﻵن «
ﯾﺗﺷـﻛل وزﻧــﻪ ﻣــن ﺗﻛـرار اﻟﺗﻔﻌﯾﻠﺗـﯾن ) ﻓﻌــوﻟن ،ﻣﻔــﺎﻋﯾﻠن ( ﻣـرﺗﯾن ﻓـﻲ اﻟﺷــطر ﻋﻠــﻰ اﻟﺗـواﻟﻲ،
وﻫﻣﺎ ﻓﻲ ﺗﺳﺎوﻗﻬﻣﺎ ﻋﻠﻰ طول اﻟﺑﯾت ﯾﺣدﺛﺎن ﺗﻣوﺟﺎ ﺟﯾﺑﯾﺎ ﺻﻌودا وﻧزوﻻ
ﻓﻌوﻟن ﻣﻔﺎﻋﯾﻠن ﻣﻔﺎﻋﯾﻠن ﻓﻌو ُل ﻣﻔﺎﻋﻠن ﻓﻌو ُل ﻓﻌوﻟن ﻣﻔﺎﻋﯾﻠن
70
أﻧﺪﻟﺴﻴﺎت أﺣﻤﺪ ﺷﻮ ..ﺳﻤﺎ ﺎ ﺳﻠﻮ ﻴﺔ
-2اﻟﻘﺎﻓﯾﺔ :ﺣﺳب ﺗﻌرﯾف اﻟﺧﻠﯾل ﻫﻲ ﻓﻲ اﻟﺑﯾت اﻷول ﻣن ﻧوﻧﯾﺔ اﻟﻣﺗﻧﺑﻲ )ﺣْﻠﻣْﺎ ـ ـ (0/0/
ـﻣﻰ ـ ـ ـ ،(0/0/
أﺻ ْوﻓﻲ اﻟﺑﯾت اﻟﺛﺎﻧﻲ )أرﻣﻰ ـ (0/0/وﻓﻲ ﻧوﻧﯾـﺔ ﺷـوﻗﻲ ﻫـﻲ ﻋﻠـﻰ اﻟﺗـواﻟﻲ ) ْ
ظﻣ ـ ْﺎ ـ ـ ـ ،(0/0/وﻫــﻲ ﻛﻣــﺎ ﻧﻼﺣــظ ﻗﺎﻓﯾــﺔ ﻣــن ﻧ ــوع اﻟﻣﺗ ـواﺗرة ،ﻣطﻠﻘــﺔ ﻣﺟــردة ،روﯾﻬ ــﺎ
)ﻋ ْ
اﻟﻣـﯾم ،ﺣرﻛﺗــﻪ ﻣﻔﺗوﺣـﺔ ،واﻟوﺻــل اﻷﻟــف وﻫـو ﺣــرف ﻣـد ﻟﺣرﻛــﺔ اﻟﻔــﺗﺢ ﻓـﻲ اﻟــروي .وﺟــﺎء
اﻟـروي ﻣﯾﻣــﺎ وﻫــو ﺣـرف ﻣﺗوﺳــط ﺑــﯾن اﻟﺷـدة واﻟرﺧــﺎوة ،ﻣﺟﻬــور ،ﻣـن ﺣــروف اﻟﻐﻧــﺔ أي أﻧــﻪ
ﯾﺧرج ﻣن اﻟﺧﯾﺷوم ،وﻫو ﻟﺻﻔﺎﺗﻪ ﻫذﻩ ﯾﻧﺎﺳب اﻟﻌﺎطﻔﺔ اﻟﻌﻣﯾﻘﺔ اﻟﻣﺗزﻧـﺔ ،ﻓﻛـل ﻣـن اﻟﻣﺗﻧﺑـﻲ
ﺧﺑر اﻟﻔﺎﺟﻌﺔ ﻟدﯾﻪ ﺗراﻛﻣﺎ ﻣن اﻟﺣزن واﻷﻟـم ﺟـراء اﻷﺣـداث واﻟظـروف اﻟﺻـﻌﺑﺔ
وﺷوﻗﻲ وﺟد ُ
اﻟﺗﻲ ﻣر ﺑﻬﺎ ﻣن ﻗﺑل وﻫو ﺑﻌﯾد ﻣﺷرد .واﻟﻐﻧﺔ ﻓﯾﻬـﺎ ﺑﻛـﺎء وﻧـواح ﻣﻛظـوم ،وﺗﺗﺳـرب اﻟـدﻣوع
ﻣـن اﻷﻧــف ﻓﻧﻘــول ):اﻟرﺟــل ﯾﻐـﻧﻐن أو ﯾﻐﻣﻐــم ( .و ﺣــرف اﻟﻣــﯾم ﺣـرف ﺣﻣﯾﻣــﻲ ﻟــذﻟﻠك ﻧﺟــدﻩ
ﻓﻲ ﻟﻔظﺔ " أم" أو "أﻣﻲ" ،وﻗد وردت ﻗﺎﻓﯾ ًﺔ ﻓﻲ ﺑﯾت اﻟﻣﺗﻧﺑﻲ:
أﻣﺎ
ﻟﻛﺎن أﺑﺎك اﻟﺿﺧم ﻛوﻧك ﻟﻲ ّ ﻟو ﻟم ﺗﻛوﻧﻲ ﺑﻧت أﻛرم واﻟد
أﻣﺎ
ﻓﻠم ﺗُﻠﺣﻘﻲ ﺑﻧﺗﺎ وﻟم ﺗُﺳﺑﻘﻲ ّ وﺑﯾت ﺷوﻗﻲ :ﻧﻣﺗك ﻣﻧﺎﺟﯾب اﻟﻌﻼ وﻧﻣﯾﺗﻬﺎ
ﻛﻣـﺎ ﻧـرى أن ﻫـذﻩ اﻟﻘﺎﻓﯾـﺔ ﺗﺷــﻐل ﻛﻠﻣـﺔ ﺗﺎﻣـﺔ ﺑﻣﻌﻧﺎﻫـﺎ ﻓــﻲ أﻏﻠـب أﺑﯾـﺎت اﻟﻘﺻـﯾدﺗﯾن ) ﺣﻠﻣــﺎ،
رﻣـﺎ ،دﻫﻣـﺎ،
ﻏﻣـﺎ ،ﻛﻠﻣـﺎ ،ﯾـدﻣﻰّ ،
أرﻣﻰ ،أﺻـﻣﻰ ،ﻋظﻣـﺎ ،وﺻـﻣﺎ ،ﺿ ّـﻣﺎ ،ﺻـرﻣﺎّ ،
ﻣرﻣــﻰ ،ﺣﺗﻣــﺎ (..ﻓﻬــﻲ ﻗﺎﻓﯾــﺔ ﺗﺣﻣــل ﻣﻌــﺎن ،وﻫــذﻩ اﻟﻣﻌــﺎﻧﻲ ﺑﺎﺳــﺗﻘراء ﻟﻠﻘﺻــﯾدﺗﯾن ﻧﺟــد أن
أﻏﻠﺑﻬﺎ ﺗدور ﻓﻲ ﻓﻠك ﻣﻌﺟم واﺣد ﻫو اﻟﺣزن واﻟﻐم واﻟﺣﺳرة ،ﺳـواء ﻣـن ﺧـﻼل ﻛﻠﻣـﺔ اﻟﻘﺎﻓﯾـﺔ
ﻣﻧﻔردة ،أو ﻣﺎ ﺗﻛﺗﺳﯾﻪ ﻣن اﻟﻣﻌﻧﻰ ﻣﻊ اﻟﺗـﻲ ﻗﺑﻠﻬـﺎ ﻣﺛـل ) ﻓﺎرﻗـت اﻟﺟﺳـﻣﺎ ،ﻓﺗّﻬـﺎ ﻧﺟﻣـﺎ ،(..
وﻫذﻩ اﻟﻛﻠﻣﺎت اﻟﺗﻲ اﺗﺧذﻫﺎ اﻟﺷﺎﻋر ﻗواﻓﻲ أﺣدﺛت ﻧﺳﻘﺎ ﺧﺎﺻﺎ ﺗﺄﻧس ﻟﻪ اﻟﻧﻔس وذﻟك ﺑﺳﺑب
اﻧﺗظﺎﻣﻬــﺎ ﻣــﻊ ﻏﯾرﻫــﺎ ﻣــن ﻛﻠﻣــﺎت اﻟﻘﺻــﯾدة اﻧﺗظﺎﻣــﺎ وﺛﯾﻘــﺎ ﻣﻣــﺎ ﯾــدل ﻋﻠــﻰ ﺑ ارﻋــﺔ اﻟﺷــﺎﻋر ﻓــﻲ
71
أﻧﺪﻟﺴﻴﺎت أﺣﻤﺪ ﺷﻮ ..ﺳﻤﺎ ﺎ ﺳﻠﻮ ﻴﺔ
اﻟرﻓــﻊ ﻣــن ﻣوﺳــﯾﻘﯾﺔ أﺷــﻌﺎرﻩ ﺑ ــﻧﻔس اﻟﺻــورة اﻟﺗــﻲ اﻋﺗﻣــد ﻋﻠﯾﻬــﺎ ﻓﺣــول اﻟﺷــﻌراء ﻗــدﯾﻣﺎ ﻓ ــﻲ
اﻟﺗﻌﺑﯾــر ﻋــن ﻣﺷــﺎﻋرﻫم .وﻗــد ﺗواﻓﻘــت اﻟﻘﺻــﯾدﺗﺎن ﻓــﻲ ﻛﺛﯾــر ﻣــن ﻛﻠﻣــﺎت اﻟﻘﺎﻓﯾــﺔ ،ﻓﺣﻘﻘــت
ﻣﺷﺗرﻛﺎ ﻟﻔظﯾﺎ ﻧﺣﺻﯾﻪ ﻓﻲ اﻟﺟدول اﻟﺗﺎﻟﻲ :
72
أﻧﺪﻟﺴﻴﺎت أﺣﻤﺪ ﺷﻮ ..ﺳﻤﺎ ﺎ ﺳﻠﻮ ﻴﺔ
48 أﻣﺎ
ّ 22 أﻣﺎ
ّ
ﺑﺎﺧﺗﯾﺎر اﻷوزان اﻟﻌذﺑﺔ اﻟﺟرس ،اﻟﻌﺎﻟﯾﺔ اﻟﻣوﺳﯾﻘﻰ ،ﻣﻣﺎ ﯾﺟﻌل ﻟﺷـﻌرﻩ وﻗـﻊ اﻟـزﻻل ﻣـن ذي
)(1
ـب اﺑــن زﯾـدون وﻻدة ﺑﻧـت اﻟﻣﺳـﺗﻛﻔﻲ وأﻧﺷــﺄ ﻓـﻲ ذﻟـك ﻗﺻـﺎﺋد ﻏزﻟﯾــﺔ
اﻟﻐﻠـﺔ اﻟﺻـﺎدي « .أﺣ ّ
ﻛﺛﯾرة أﺷﻬرﻫﺎ ﻧوﻧﯾﺗﻪ اﻟﺗﻲ ﯾﺷﻛو ﻓﯾﻬﺎ وﺟدﻩ وﺷدة ﺷوﻗﻪ ﻟﻬﺎ ،ﯾﻘول ﻓﻲ ﻣطﻠﻌﻬﺎ :
)(2
وﻧﺎب ﻋن طﯾب ﻟﻘﯾﺎﻧﺎ ﺗﺟﺎﻓﯾﻧﺎ أﺿﺣﻰ اﻟﺗﻧﺎﺋﻲ ﺑدﯾﻼ ﻣن ﺗداﻧﯾﻧﺎ
ﻗد ﻋﺎرض ﺑﻬﺎ ﻧوﻧﯾﺔ اﻟﺑﺣﺗري اﻟﺗﻲ ﻣطﻠﻌﻬﺎ :
)(3
ﯾﻛﺎد ﻋﺎذﻟﻧﺎ ﻓﻲ اﻟﺣب ﯾﻐرﯾﻧﺎ ﻓﻣﺎ ﻟﺟﺎﺟك ﻓﻲ ﻟوم اﻟﻣﺣﺑﯾﻧﺎ
ﻟﻛــن ﻧوﻧﯾــﺔ اﺑــن زﯾــدون ﻧﺎﻟــت ﺷــﻬرة ﻓﺎﻗــت ﻧوﻧﯾــﺔ اﻟﺑﺣﺗــري ،ﺟــﺎء ﻓــﻲ ﻣﻘدﻣــﺔ ﻗﺻــﯾدة اﺑــن
زﯾــدون » :طــوى اﻟﺷــﺎﻋر ﺷــط ار ﻣــن ﺣﯾﺎﺗــﻪ ﻣﺷــردا ﻋــن وطﻧــﻪ ،ﻧﺎﺋﯾــﺎ ﻋــن أﻫﻠــﻪ ،ﻣﻔﺎرﻗــﺎ
أﺣﺑﺎﺑ ــﻪ ،ﻓــﺎﻣﺗزج ﻓــﻲ ﻓﻧ ــﻪ اﻟﺣﻧ ــﯾن ﺑﺎﻟﺷ ــﺟن ؛ واﻟﺗﻘــﻰ اﻷﻟــم ﺑﺎﻷﻣ ــل ،وﺗزاﺣﻣــت ﻓ ــﻲ ﻧﻔﺳ ــﻪ
اﻟذﻛرﯾﺎت ،ﻣرددة ﻫذﻩ اﻷﻧﺎت ..ﻓر اﻟﺷـﺎﻋر ﻣـن ﺳـﺟﻧﻪ ﺑﻘرطﺑـﺔ إﻟـﻰ إﺷـﺑﯾﻠﯾﺔ ،وﻟﻛـن ﻗﻠﺑـﻪ
ﺟذﺑــﻪ إﻟــﻰ ﺣﺑﯾﺑﺗــﻪ ﺑﻘرطﺑــﺔ ،ﻓﺄرﺳــل إﻟﯾﻬــﺎ ﻫــذﻩ اﻟﻘﺻــﯾدة اﻟﺧﺎﻟــدة اﻟﺗــﻲ ﻧﺎﻟــت ﺷــﻬرة ﻋظﯾﻣــﺔ،
وﺛــﺎرت ﺣوﻟﻬــﺎ اﻷﺳــﺎطﯾر ﺣﺗــﻰ ﻗﯾــل )) :ﻣــﺎ ﺣﻔظﻬــﺎ أﺣــد إﻻ ﻣــﺎت ﻏرﯾﺑــﺎ (( وﻟﻬــﺞ ﻛﺛﯾــرون
ﺑﺄن إﻧﺳﺎﻧﺎ ﻻ ﯾـﺗم ﻟـﻪ اﻟظـرف ﻣـﺎ ﻟـم ﯾﺣﻔظﻬـﺎ .وﻗـد ﺷـﻐف ﺑﻣﻌﺎرﺿـﺗﻬﺎ وﺗﺧﻣﯾﺳـﻬﺎ وﺗﺳدﯾﺳـﻬﺎ
ﻛﺛﯾرون ،وﻟﻛﻧﻬﺎ ظﻠت ﺳﺎﻣﻘﺔ ﻓﻲ ﻣﻛﺎﻧﻬﺎ اﻟرﻓﯾﻊ « ).(4
ﻣﻘطﻊ ﻣن اﻟﻧوﻧﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺑﻠﻎ ﻋدد أﺑﯾﺎﺗﻬﺎ 52ﺑﯾﺗﺎ ﺣﺳب ﻧﺳﺧﺔ اﻟدﯾوان اﻟذي اﻋﺗﻣدﻧﺎ :
وﻧ ـ ـ ـ ــﺎب ﻋ ـ ـ ـ ــن طﯾ ـ ـ ـ ــب ﻟﻘﯾﺎﻧ ـ ـ ـ ــﺎ ﺗﺟﺎﻓﯾﻧ ـ ـ ـ ــﺎ أﺿ ـ ـ ــﺣﻰ اﻟﺗﻧ ـ ـ ــﺎﺋﻲ ﺑ ـ ـ ــدﯾﻼ ﻣ ـ ـ ــن ﺗ ـ ـ ــداﻧﯾﻧﺎ
ﺣـ ـ ـ ـ ــﯾن ،ﻓﻘـ ـ ـ ـ ــﺎم ﺑﻧـ ـ ـ ـ ــﺎ ﻟﻠﺣـ ـ ـ ـ ــﯾن داﻋﯾﻧـ ـ ـ ـ ــﺎ أﻻ ـ ـ ـ وﻗ ــد ﺣ ــﺎن ﺻ ــﺑﺢ اﻟﺑ ــﯾن ـ ـ ـ ﺻ ــﺑﺣﻧﺎ
ﺣزﻧ ـ ـ ــﺎ ﻣ ـ ـ ــﻊ اﻟ ـ ـ ــدﻫر ﻻ ﯾﺑﻠ ـ ـ ــﻰ ،وﯾﺑﻠﯾﻧ ـ ـ ــﺎ ﻣـ ـ ـ ـ ـ ــن ﻣﺑﻠ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻎ اﻟﻣﻠﺑﺳـ ـ ـ ـ ـ ــﯾﻧﺎ ﺑـ ـ ـ ـ ـ ــﺎﻧﺗزاﺣﻬم
أﻧﺳـ ـ ـ ـ ـ ــﺎ ﺑﻘ ـ ـ ـ ـ ـ ـرﺑﻬم ﻗـ ـ ـ ـ ـ ــد ﻋـ ـ ـ ـ ـ ــﺎد ﯾﺑﻛﯾﻧـ ـ ـ ـ ـ ــﺎ أن اﻟزﻣ ـ ـ ـ ــﺎن اﻟ ـ ـ ـ ــذي ﻣ ـ ـ ـ ــﺎزال ﯾﺿ ـ ـ ـ ــﺣﻛﻧﺎ
-1ﻣﺣﻣد ﻋﺑد اﻟﻣﻧﻌم ﺧﻔﺎﺟﻲ ،اﻷدب اﻷﻧدﻟﺳﻲ اﻟﺗطور واﻟﺗﺟدﯾد ،دار اﻟﺟﯾل ﺑﯾروت 1992م ،ص 470
-2اﺑن زﯾدون ،دﯾوان اﺑن زﯾدون ورﺳﺎﺋﻠﻪ ،ﺗﺣﻘﯾق ﻋﻠﻲ ﻋﺑد اﻟﻌظﯾم ،ﻧﻬﺿﺔ ﻣﺻر ﻟﻠطﺑﺎﻋﺔ واﻟﻧﺷر واﻟﺗوزﯾﻊ 1980م،
ص 141
-3اﻟﺑﺣﺗري ،اﻟدﯾوان ،ﻣﺞ 4ص 2200
-4اﺑن زﯾدون ،دﯾوان اﺑن زﯾدون ورﺳﺎﺋﻠﻪ ،ص 141
74
أﻧﺪﻟﺴﻴﺎت أﺣﻤﺪ ﺷﻮ ..ﺳﻤﺎ ﺎ ﺳﻠﻮ ﻴﺔ
ﺑ ـ ـ ــﺄن ﻧﻐ ـ ـ ــص ،ﻓﻘ ـ ـ ــﺎل اﻟ ـ ـ ــدﻫر :آﻣﯾﻧ ـ ـ ــﺎ ﻏـﯾظ اﻟﻌـدى ﻣـن ﺗﺳـﺎﻗﯾﻧﺎ اﻟﻬـوى ؛ ﻓـدﻋوا
ـت ﻣ ـ ـ ـ ــﺎ ﻛ ـ ـ ـ ــﺎن ﻣوﺻ ـ ـ ـ ــوﻻ ﺑﺄﯾ ـ ـ ـ ــدﯾﻧﺎ
واﻧﺑ ـ ـ ـ ـ ّ ﻓﺎﻧﺣ ـ ـ ـ ــل ﻣ ـ ـ ـ ــﺎ ﻛ ـ ـ ـ ــﺎن ﻣﻌﻘ ـ ـ ـ ــودا ﺑﺄﻧﻔﺳ ـ ـ ـ ــﻧﺎ
ﻓـ ـ ـ ــﺎﻟﯾوم ﻧﺣـ ـ ـ ــن ،وﻣـ ـ ـ ــﺎ ﯾرﺟـ ـ ـ ــﻰ ﺗﻼﻗﯾﻧـ ـ ـ ــﺎ وﻗ ـ ـ ـ ــد ﻧﻛ ـ ـ ـ ــون ،وﻣ ـ ـ ـ ــﺎ ﯾﺧﺷ ـ ـ ـ ــﻰ ﺗﻔرﻗﻧ ـ ـ ـ ــﺎ
...................................... ...................................
ﯾﻘﺿـ ـ ـ ــﻲ ﻋﻠﯾﻧـ ـ ـ ــﺎ اﻷﺳـ ـ ـ ــﻰ ﻟـ ـ ـ ــوﻻ ﺗﺄﺳـ ـ ـ ــﯾﻧﺎ ﻧﻛ ـ ـ ــﺎد ـ ـ ـ ـ ـ ﺣ ـ ـ ــﯾن ﺗﻧ ـ ـ ــﺎﺟﯾﻛم ﺿ ـ ـ ــﻣﺎﺋرﻧﺎ ـ ـ ـ ـ ـ
ﺳ ـ ـ ــودا ،وﻛﺎﻧ ـ ـ ــت ﺑﻛ ـ ـ ــم ﺑﯾﺿـ ـ ـ ــﺎ ﻟﯾﺎﻟﯾﻧ ـ ـ ــﺎ ﺣﺎﻟـ ـ ـ ـ ـ ــت ﻟﻔﻘ ـ ـ ـ ـ ـ ــدﻛم أﯾﺎﻣﻧـ ـ ـ ـ ـ ــﺎ ،ﻓﻐ ـ ـ ـ ـ ـ ــدت
...................................... ...................................
ﻣـ ــن ﻛـ ــﺎن ﺻـ ــرف اﻟﻬـ ــوى واﻟـ ــود ﯾﺳـ ــﻘﯾﻧﺎ ﯾﺎﺳ ــﺎري اﻟﺑ ــرق ﻏ ــﺎد اﻟﻘﺻ ــر واﺳ ــق ﺑ ــﻪ
إﻟﻔـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎ ،ﺗـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــذ ﱡﻛرﻩ أﻣﺳـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻰ ﯾﻌﻧﯾﻧـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎ واﺳ ـ ـ ــﺄل ﻫﻧﺎﻟ ـ ـ ــك :ﻫ ـ ـ ــل ﻋﻧ ـ ـ ــﻰ ﺗ ـ ـ ــذﻛرﻧﺎ
...................................... ....................................
ﻓـ ـ ـ ـ ــﺎﻟطﯾف ﯾﻘﻧﻌﻧـ ـ ـ ـ ــﺎ ،واﻟ ـ ـ ـ ـ ــذﻛر ﯾﻛﻔﯾﻧـ ـ ـ ـ ــﺎ أوﻟـ ــﻲ وﻓـ ــﺎء ـ ـ ـ ـ ٕوان ﻟـ ــم ﺗﺑـ ــذﻟﻲ ﺻـ ــﻠﺔ ـ ـ ـ ـ
ﺑ ـ ـ ــﯾض اﻷﯾ ـ ـ ــﺎدي اﻟﺗ ـ ـ ــﻲ ﻣﺎزﻟ ـ ـ ـ ِ
ـت ﺗوﻟﯾﻧ ـ ـ ــﺎ وﻓـ ـ ــﻲ اﻟﺟـ ـ ـ ـواب ﻣﺗ ـ ـ ــﺎع إن ﺷـ ـ ــﻔﻌت ﺑ ـ ـ ــﻪ
ﺻ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺑﺎﺑﺔ ﺑ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــك ﻧﺧﻔﯾﻬ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎ ﻓﺗﺧﻔﯾﻧ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎ ﻋﻠﯾـ ـ ـ ـ ـ ِـك ﻣﻧـ ـ ـ ـ ــﺎ ﺳـ ـ ـ ـ ــﻼم اﷲ ﻣـ ـ ـ ـ ــﺎ ﺑﻘﯾـ ـ ـ ـ ــت
أﻣﺎ ﻧوﻧﯾﺔ ﺷوﻗﻲ اﻟﺗﻲ ﻗﺎﻟﻬﺎ وﻫو ﻓﻲ اﻟﻣﻧﻔﻰ ،ﯾﺑث ﻓﯾﻬﺎ ﺷدة ﺷوﻗﻪ وﺣﻧﯾﻧﻪ ﻷﻣـﻪ ووطﻧـﻪ،
ﻣﺳﺗﺷــﻌ ار أﻟــم اﻟﻔ ـراق ،وﻣ ـ اررة اﻟﺑﻌــد ،وﺿــﯾق اﻟﻌــﯾش ﻓــﻲ اﻟﻐرﺑــﺔ ،ﻓﻛﺎﻧــت ﺑﻣﺛﺎﺑــﺔ آﻫــﺎت
وزﻓرات ﻧﺎﺑﻌﺔ ﻣن ﻗﻠب ﻣﻛﻠوم ،وﻧﻔس ﺗﻠظت ﺑﻧﺎر اﻟﺷوق.
وردت ﻓﻲ اﻟدﯾوان ﺗﺣت ﻋﻧوان "أﻧدﻟﺳﯾﺔ" ﺗﺿم 83ﺑﯾﺗﺎ ﻧﺳﺗﻘطﻊ ﻣﻧﻬﺎ ﻣﺎ ﯾﻠﻲ :
ﻧﺷ ـ ــﺟﻰ ﻟوادﯾ ـ ــك ،أم ﻧﺄﺳ ـ ــﻰ ﻟوادﯾﻧ ـ ــﺎ؟ ﯾـ ـ ـ ــﺎ ﻧـ ـ ـ ــﺎﺋﺢ اﻟطﻠـ ـ ـ ــﺢ أﺷـ ـ ـ ــﺑﺎﻩ ﻋوادﯾﻧـ ـ ـ ــﺎ
ﻗﺻ ــت ﺟﻧﺎﺣ ــك ﺟﺎﻟ ــت ﻓ ــﻲ ﺣواﺷ ــﯾﻧﺎ؟
ّ ـص ﻋﻠﯾﻧ ـ ـ ــﺎ ﻏﯾـ ـ ــر أن ﯾ ـ ـ ــدا
ﻣـ ـ ــﺎ ذا ﺗﻘـ ـ ـ ّ
ـ ـ ـ أﺧ ــﺎ اﻟﻐرﯾ ــب ـ ـ ـ ـ وظ ــﻼ ﻏﯾ ــر ﻧﺎدﯾﻧ ــﺎ رﻣ ـ ــﻰ ﺑﻧـ ــﺎ اﻟﺑـ ــﯾن أﯾﻛ ـ ــﺎ ﻏﯾـ ــر ﺳ ـ ــﺎﻣرﻧﺎ
وﺳـ ـ ـل ﻋﻠﯾ ـ ــك اﻟﺑ ـ ــﯾن ﺳ ـ ــﻛﯾﻧﺎ
ﺳ ـ ــﻬﻣﺎُ ، ﻛ ــل رﻣﺗ ــﻪ اﻟﻧ ــوى :رﯾ ــش اﻟﻔـ ـراق ﻟﻧ ــﺎ
75
أﻧﺪﻟﺴﻴﺎت أﺣﻤﺪ ﺷﻮ ..ﺳﻤﺎ ﺎ ﺳﻠﻮ ﻴﺔ
إن ﺑــﯾن اﺑــن زﯾــدون وﺷــوﻗﻲ أوﺟــﻪ ﺗﺷــﺎﺑﻪ ﻛﺛﯾ ـرة ،وﻟﻌﻠﻬــﺎ ظــروف اﻟﺣﯾــﺎة اﻟﺗــﻲ ﻋﺎﺷــﻬﺎ ﻛــل
ﻣﻧﻬﻣﺎ ﻛﺎن ﻟﻬﺎ دور ﻓﻲ ذﻟك ،ﻓﻠﻘد ذاﻗﺎ ﺣﻼوة اﻟﻌـﯾش ورﻏـدﻩ ﻓـﻲ اﻟﺑـدأ ،ﺛـم ذاﻗـﺎ اﻟﻐرﺑـﺔ واﻟﺑﻌـد
ﻋن اﻟـوطن واﻷﺣﺑـﺔ ،ﻓﻛـﺎن ﻟﻐرﺑﺗﻬﻣـﺎ أﺛـر ﻛﺑﯾـر ﻓـﻲ ﻏـ ازرة ﺷـﻌرﻫﻣﺎ ،ﻓﺎﻟﺣﺎﻟـﺔ اﻟﻧﻔﺳـﯾﺔ ﻟﻛﻠﯾﻬﻣـﺎ
ﻫـﻲ ﺑﻣﺛﺎﺑـﺔ ﻣـرآة ﻋﺎﻛﺳـﺔ ﻟﺷـﻌرﻫﻣﺎ ،إذ ﻛﺎﻧـت ﺗﻌﺑﯾـ ار ﺻـﺎدﻗﺎ ﻟﻣـﺎ ﯾﺟـول ﻓـﻲ ﺧواطرﻫﻣـﺎ ،وﻫـذا
ﻧﺎﺗﺞ ﻋن اﻟﻌواطف اﻟﺟﯾﺎﺷﺔ اﻟﻣﺗﻣﺛﻠﺔ ﻓﻲ ﻣ اررة اﻟﺑﻌد ﻋن اﻟوطن اﻷم ،واﻟﺣﻧﯾن إﻟﯾﻪ واﻻﺷﺗﯾﺎق
إﻟـﻰ اﻷﻫـل و ﻛـذﻟك اﻟﺣـزن واﻷﺳـﻰ وﻏﯾـﺎب اﻷﻣـن واﻟطﻣﺄﻧﯾﻧـﺔ ﺑﺎﻟﻧﺳـﺑﺔ إﻟـﻰ اﺑـن زﯾـدون ،أﻣـﺎ
أﺣﻣد ﺷوﻗﻲ ﻓﻬو اﻷﺧـر ذاق ﻗﺳـوة اﻟﻌـﯾش اﻟﺗـﻲ أدت ﺑـﻪ إﻟـﻰ ﺷـدة اﻟﺣﻧـﯾن إﻟـﻰ وطﻧـﻪ ﻣﻣـﺎ ﺣـدا
ﺑﻪ إﻟﻰ ﻧظم أﻧدﻟﺳﯾﺗﻪ اﻟﺷﻬﯾرة .
ﻟذﻟك ﻧﺳﺄل ﻟﻣﺎذا اﺧﺗﺎر ﺷوﻗﻲ ﻣﻌﺎرﺿﺔ اﺑن زﯾدون ﻓﻲ ﻧوﻧﯾﺗﻪ ،وﻟم ﯾﺧﺗر ﻧوﻧﯾﺔ اﻟﺑﺣﺗري؟
ﻣﻊ أن ﻛﻠﯾﻬﻣﺎ ﻣﻌﺟب ﺑﻔن اﻟﺷﻌر ﻋﻧد اﻟﺑﺣﺗري .ﻧﺟد وﻛﺄن ﺷوﻗﻲ اﺳﺗﺣﺳن ﻧوﻧﯾﺔ اﺑن زﯾدون
ﻷﺳﺑﺎب ﻧراﻫﺎ ﺗﺗﺻل ﺑﻣﺎ ﯾﻠﻲ :
.1إن ﻧوﻧﯾﺔ اﺑن زﯾدون ﻻﻗت رواﺟﺎ وﺷﻬرة أﻛﺛر ﻣن ﻧوﻧﯾﺔ اﻟﺑﺣﺗري
.2ﺗﻘﺎرب اﻟﻣوﺿوع ﺑﯾن ﻧوﻧﯾﺔ اﺑن زﯾدون وﻧوﻧﯾﺔ ﺷوﻗﻲ واﺧﺗﻼﻓﻬﻣﺎ ﻋن ﻣوﺿوع ﻧوﻧﯾﺔ
اﻟﺑﺣﺗري ،اﻟﺗﻲ ﻛﺎن ﻣﻌظﻣﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﻣدح
.3اﺑن زﯾدون ﻓﻲ ﻣﻌﺎرﺿﺗﻪ ﻟﻧوﻧﯾﺔ اﻟﺑﺣﺗري أﺧذ ﻣﻧﻬﺎ اﻟﻣﻘدﻣﺔ اﻟﻐزﻟﯾﺔ ،وﺑﻧﻰ ﻋﻠﻰ أﺳﺎس
ﻣﻧﻬﺎ ﻗﺻﯾدة ﻛﺎﻣﻠﺔ ﺗﺳﯾر ﻓﻲ ﻧﻔس اﻻﺗﺟﺎﻩ اﻟﻐزﻟﻲ) ،(1وﻛﺎن ﻫذا أﻧﺳب ﻟﻣوﺿوع
ﺷوﻗﻲ.
.4اﻟﻐزل ﻓﻲ ﻧوﻧﯾﺔ اﻟﺑﺣﺗري رﺑﻣﺎ اﻗﺗﺿﺎﻩ اﻟﺷﻛل اﻟﺗﻘﻠﯾدي ﻟﻠﻘﺻﯾدة اﻟﻌرﺑﯾﺔ ،إذ ﻛﺎن ﻋﺑﺎرة
ﻋن ﻣﻘدﻣﺔ ﺗﻼﻫﺎ ﻣدح ،وﻣن ﺛم اﻟﻌﺎطﻔﺔ ﻓﻲ ﻫذا اﻟﺟﺎﻧب ﻗد ﯾﻠﺗﺑس ﻓﻲ أﻣر ﺻدﻗﻬﺎ،
ﺑﯾﻧﻣﺎ ﻋﻧد اﺑن زﯾدون ﻓﺎﻟﺣﺎل ﻣﺧﺗﻠف .
.5إن ﺷوﻗﻲ ﻋﻧد ﻧظﻣﻪ ﻟﻧوﻧﯾﺗﻪ ﻛﺎن ﻓﻲ اﻷﻧـدﻟس وﻫـﻲ ﻣـوطن اﺑـن زﯾـدون ،ﻓﻛـﺎن اﺧﺗﯾـﺎرﻩ
ﻣﻌﺎرﺿﺔ اﺑن زﯾدون ﺗﻣﺎﻫﯾﺎ ﻣﻊ اﻟﻣﻛﺎن ،وﺗﻧﺎﻏﻣﺎ ﻣﻊ اﺑن ﻫذا اﻟـوطن ،وذﻛـرى ﻟﺷـﺎﻋر
ﻗدﯾر ﻣﺛﻠﻪ .
وﻓﻲ ظل اﻟﻌروض ،ﻧﻛﺷف ﻋن اﻟﺗﻧﺎﻏم اﻟﻣوﺳﯾﻘﻲ ﺑﯾن اﻟﻘﺻﯾدﺗﯾن ،ﻓﻘد اﺗﻔﻘﺗـﺎ ﻓـﻲ اﻟـوزن
واﻟﻘﺎﻓﯾﺔ ،وﻣن ﻗﺑل ﻓﻲ اﻟﻣوﺿوع
-1اﻟوزن :
إن اﻟﻘﺻﯾدﺗﯾن ﻣن ﺑﺣر اﻟﺑﺳﯾط .ورد ﻓﻲ أﺻل ﺗﺳﻣﯾﺗﻪ ،ﻓﻲ اﻟﻌﻣدة ﻗﯾل أن اﻟﺧﻠﯾل ﺳﻣﺎﻩ
ّ
)(2
ﺑﺳﯾطﺎ ﻷﻧﻪ » اﻧﺑﺳط ﻋﻠﻰ ﻣدى اﻟطوﯾل وﺟﺎء وﺳطﻪ ﻓﻌﻠن وآﺧرﻩ ﻓﻌﻠن «
أو ﺳ ــﻣﻲ ﻻﻧﺑﺳ ــﺎط أﺳ ــﺑﺎﺑﻪ ،أي ﺗواﻟﯾﻬ ــﺎ ﻓ ــﻲ ﻣﺳــﺗﻬل ﺗﻔﻌﯾﻼﺗ ــﻪ اﻟﺳــﺑﺎﻋﯾﺔ ،وﻗﯾ ــل ﻻﻧﺑﺳ ــﺎط
1
اﻟﺣرﻛ ــﺎت ﻓ ــﻲ ﻋروﺿ ــﻪ وﺿـ ـرﺑﻪ ﻓ ــﻲ ﺣ ــﺎل ﺧﺑﻧﻬﻣ ــﺎ ،إذ ﺗﺗـ ـواﻟﻰ ﻓﯾﻬﻣ ــﺎ ﺛ ــﻼث ﺣرﻛ ــﺎت .
)(2
اﻟﻣﺟذوب ﯾﻘول ﻋﻧﻪ » وﻻ ﯾﻛﺎد روح اﻟﺑﺳﯾط ﯾﺧﻠو ﻣن أﺣد اﻟﻧﻘﯾﺿﯾن اﻟﻌﻧف أو اﻟﻠﯾن«
ﯾﺗرﻛــب اﻟﺑﺳــﯾط ﻣــن ﺗﻛ ـرار اﻟﺗﻔﻌﯾﻠﺗــﯾن ) ﻣﺳــﺗﻔﻌﻠن – ﻓــﺎﻋﻠن ( ﻣ ـرﺗﯾن ﻋــل اﻟﺗ ـواﻟﻲ ﻓــﻲ ﻛــل
وﺻﻌود ﻓﺎﻋﻠن ﺷطر ،ﻣﻣﺎ ﯾﻛﺳﺑﻪ ﻧﻐﻣﺎ ﻣﺗﺎوﺗ ار ﺑﯾن اﺳﺗﻘﺎﻣﺔ ﻣﺳﺗﻔﻌﻠن
ﻓﺎﻋﻠن ﻓﺎﻋﻠن ﻣﺳﺗﻔﻌﻠن ﻣﺳﺗﻔﻌﻠن
ﻓﺎﻋل
ْ ﻣﺳﺗﻔﻌﻠن ﻓﺎﻋﻠن ﻣﺗﻔﻌﻠن ﻓﺎﻋل
ْ ﻣﺳﺗﻔﻌﻠن ﻓﺎﻋﻠن ﻣﺳﺗﻔﻌﻠن
ﻠن
ﻓﻌ ْ
ْ ﻣﻔﺎﻋﻠن ﻠن
ﻓﻌ ْ
ْ
ﺗﻔﻌﯾﻠﺗﺎ اﻟﻌروض واﻟﺿرب أﺻﺎﺑﺗﻬﻣﺎ ﻋﻠﺔ اﻟﻘطﻊ ) ﺑﺣذف ﺳﺎﻛن اﻟوﺗد اﻟﻣﺟﻣوع وﺗﺳﻛﯾن
ﻠن( ،وﺗﻔﻌﯾﻠﺔ أول ﺣﺷو اﻟﻌﺟز ﻣﺳﺗﻔﻌﻠن
ﻓﻌ ْ
ﻓﺎﻋل 0/0/وﺗﻧﻘل إﻟﻰ ْ
ﻣﺎ ﻗﺑﻠﻪ( ﻓﺄﺻﺑﺣت ) ْ
أﺻﺑﺣت )ﻣﺗﻔﻌﻠن ﺑﺣذف اﻟﺛﺎﻧﻲ اﻟﺳﺎﻛن ،وﺗﻧﻘل إﻟﻰ ﻣﻔﺎﻋﻠن ( أﺻﺎﺑﻬﺎ زﺣﺎف اﻟﺧﺑن
اﻟﺑﯾت اﻟﺛﺎﻧﻲ :
ﺣﯾن ،ﻓﻘﺎم ﺑﻧﺎ ﻟﻠﺣﯾن داﻋﯾﻧﺎ ﺻﺑﺣﻧﺎ
أﻻ ـ ـ وﻗد ﺣﺎن ﺻﺑﺢ اﻟﺑﯾن ـ ـ ّ
ﻋﯾﻧْﺎ
ْ ﺣﯾن دْا
ﻟل ْ
ْ ﻧن ﻓﻘ ْﺎ م ﺑﻧْﺎ
ﺣﯾ ْ
ْ ﺻب ﺑﺣﻧْﺎ
ْ ﺻب ح ْﻟ ْﺑﯾن
ْ وﻗد ﺣْﺎن
ﻻ ْ أْ
0/0/ 0//0/0/ 0/// 0//0/0/ 0/// 0//0/0/ 0//0/ 0//0//
- 1إﻣﯾل ﺑدﯾﻊ ﺑﻌﻘوب ،اﻟﻣﻌﺟم اﻟﻣﻔﺻل ﻓﻲ ﻋﻠم اﻟﻌروض واﻟﻘواﻓﻲ ،ص 69
- 2ﺳﯾد اﻟﺑﺣراوي ،اﻟﻌروض ٕواﯾﻘﺎع اﻟﺷﻌر اﻟﻌرﺑﻲ ،ص 47
78
أﻧﺪﻟﺴﻴﺎت أﺣﻤﺪ ﺷﻮ ..ﺳﻤﺎ ﺎ ﺳﻠﻮ ﻴﺔ
ﻓﺎﻋل
ْ ﻣﺳﺗﻔﻌﻠن ﻓﻌﻠن
ْ ﻣﺳﺗﻔﻌﻠن ﻓﻌﻠن
ْ ﻣﺳﺗﻔﻌﻠن ﻓﺎﻋﻠن ﻣﺗﻔﻌﻠن
اﻟﻌروض )ﻣﺧﺑوﻧﺔ( ،واﻟﺿرب )ﻣﻘطوﻋﺔ( ،ﻛﻣﺎ ﻟﺣق )اﻟﺧﺑن( اﻟﺗﻔﻌﯾﻠﺔ اﻷوﻟﻰ ﻓﻲ ﺣﺷو
ﻓﻌﻠن(
اﻟﺻدر ﻓﺻﺎرت )ﻣﺗﻔﻌﻠن( واﻟﺗﻔﻌﯾﻠﺔ اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ ﻓﻲ ﺣﺷو اﻟﻌﺟز ﻓﺻﺎرت ) ْ
دﯾﻧْﺎ
ﺟﻰ ﻟوْا ْ
دﯾك ْأم ﻧ ْﺷ ْ
ْ ْﺳﻰ ﻟوْا
ﻧﺄ ْ دﯾﻧْﺎ
ﻫن ﻋوْا ْ
أش ﺑْﺎ ْ
ط طْﻠﺢ ْ
ﯾْﺎ ﻧْﺎﺋﺢ ْ
ﻓﺎﻋل
ْ ﻣﺳﺗﻔﻌﻠن ﻓﺎﻋﻠن ﻣﺳﺗﻔﻌﻠن ﻓﺎﻋل
ْ ﻣﺳﺗﻔﻌﻠن ﻣﺳﺗﻔﻌﻠن ﻓﺎﻋﻠن
اﻟﻌروض واﻟﺿرب ﻟﺣﻘﻬﻣﺎ ﻋﻠﺔ اﻟﻘطﻊ ) ﺑﺣذف ﺳﺎﻛن اﻟوﺗد اﻟﻣﺟﻣوع وﺗﺳﻛﯾن ﻣﺎﻗﺑﻠﻪ(
ﺷﯾﻧْﺎ
ْ ﻓﻲ ﺣوْا
ﻟت ْ
ْ ﺻت ﺟﻧْﺎ ﺣك ﺟ ْﺎ
ﻗﺻ ْ
ْ ﯾدن
أن ن ْ
ﻏﯾر ْ
ﻋﻠﻲ ﻧْﺎ ْ
ﺗﻘص ص ْ
ﻣْﺎذْا ْ
0/0/ 0//0/0/ 0/// 0//0/0/ 0/// 0//0/0/ 0/// 0//0/0/
ﻋل
ﻓْﺎ ْ ﻣﺳﺗﻔﻌﻠن ﻓﻌﻠن
ْ ﻣﺳﺗﻔﻌﻠن ﻓﻌﻠن
ْ ﻣﺳﺗﻔﻌﻠن ﻠن
ﻓﻌ ْ ﻣﺳﺗﻔﻌﻠن
اﻟﻌــروض ﻣﺧﺑوﻧــﺔ ) َﻓ ِﻌﻠُـ ْـن( ،وﻛــذا ﻟﺣــق اﻟﺧــﺑن اﻟﺗﻔﻌﯾﻠــﺔ اﻟوﺳــطﻰ ﻓــﻲ ﻛــل ﻣــن ﺣﺷــو اﻟﺻــدر
79
أﻧﺪﻟﺴﻴﺎت أﺣﻤﺪ ﺷﻮ ..ﺳﻤﺎ ﺎ ﺳﻠﻮ ﻴﺔ
-2اﻟﻘﺎﻓﯾــﺔ :اﻟﻘﺎﻓﯾــﺔ ﻓــﻲ اﻟﻘﺻــﯾدﺗﯾن ) ِدْﯾَﻧ ـْﺎ ،( 0/0/وﻫ ــﻲ ﻛﻣــﺎ ﻧــرى ﻗﺎﻓﯾــﺔ ﻣﺗ ـواﺗرة ﻣردوﻓــﺔ
ﻣطﻠﻘﺔ ،روﯾﻬﺎ اﻟﻧون ،واﻟوﺻل اﻷﻟف ،واﻟﯾـﺎء ﻗﺑـل اﻟـروي اﻟـردف .وﺣـرف اﻟـروي اﻟـذي ﻫـو
أﺳﺎس اﻟﻘﺎﻓﯾﺔ ورد ﻧوﻧـﺎ وﻫـو ﺣـرف ﻣﺗوﺳـط ﺑـﯾن اﻟرﺧـﺎوة واﻟﺷـدة ،ﻣﺟﻬـور ،ﻣـن ﺣـروف اﻟﻐﻧـﺔ
أي أﻧﻪ ﯾﺧرج ﻣن اﻟﺧﯾﺷـوم ،ﻓﻬـو ﯾﺷـﺑﻪ اﻟﻣـﯾم ﻓﯾﻣـﺎ ذﻛرﻧـﺎﻩ ﺳـﺎﺑﻘﺎ ﻋـن ﻣﻌﺎرﺿـﺔ ﺷـوﻗﻲ ﻟﻣﯾﻣﯾـﺔ
اﻟﻣﺗﻧﺑــﻲ .ﻟﻘــد ﺗ ـواﺗر ﻋﻠــﻰ ﻫــذا اﻟــروي ﻓــﻲ اﻟﻘﺎﻓﯾــﺔ ﺳــﺎﻛﻧﺎن أي ﺣرﻓــﺎ ﻣــد ،واﻟﻣــد ﻫﻧــﺎ ﻟﺣرﻛــﺔ
اﻟﺣرف ﻣﺎ ﻗﺑـل اﻟـردف ،وﻣـد ﻟﺣرﻛـﺔ اﻟـروي ،وﻛﺄﻧـﻪ اﺳﺗرﺳـﺎل ﻟﻠﻣـد اﻟﺻـﺎﻋد ﻓـﻲ ﻗﺎﻓﯾـﺔ ﻣطﻠﻘـﺔ
ﯾﺑـث ﻣـن ﺧﻼﻟﻬـﺎ اﻟﺷـﺎﻋر آﻫــﺎت اﻟﺑﻌـد واﻟﺷـوق واﻟﺣﻧـﯾن .وﺣــرف اﻟﻧـون اﻟﻣﻣـدود ﺑـﺎﻷﻟف ) ﻧــﺎ(
ﯾوﺣﻲ ﺑﺿﻣﯾر اﻟﺟﻣﺎﻋﺔٕ ،واﺷراك اﻵﺧر واﻟﺗﻔﺎﻋل ﻣﻌﻪ ،وﺣﺿورﻩ ﻓـﻲ وﺟداﻧـﻪ ،ﺑـل ﻗـد ﺗﺣﻘـق
ذﻟــك ﻓ ــﻲ ﺟﻣﻠــﺔ ﻣــن ﻛﻠﻣــﺎت اﻟﻘﺎﻓﯾــﺔ ) ﺗﺟﺎﻓﯾﻧ ــﺎ ،ﯾﺑﻛﯾﻧــﺎ ،ﺗﻼﻗﯾﻧ ــﺎ ،أﻣﺎﻧﯾﻧــﺎ ،ﻣﺂﻗﯾﻧ ــﺎ (..وذﻟــك
ﻣﻧﺎﺳب ﻣﻧﺳﺟم ﻣﻊ اﻟﻣﻧﺎﺟﺎة ،ﻓﺎﺑن زﯾدون ﯾﻧﺎﺟﻲ ﺣﺑﯾﺑﺗﻪ وﻻدة ،وﺷوﻗﻲ ﯾﻧﺎﺟﻲ ﺣﺑﯾﺑﺗﻪ ﻣﺻر.
ﺗواﻓﻘت اﻟﻘﺻﯾدﺗﺎن ﻓﻲ ﺟﻣﻠﺔ ﻣن اﻟﻛﻠﻣﺎت اﻟﺗﻲ ﺗﺿﻣﻧت اﻟﻘﺎﻓﯾﺔ ،ﯾﺑﯾﻧﻬﺎ اﻟﺟدول اﻵﺗﻲ :
80
أﻧﺪﻟﺴﻴﺎت أﺣﻤﺪ ﺷﻮ ..ﺳﻤﺎ ﺎ ﺳﻠﻮ ﻴﺔ
اﻟرﯾﺎﺣﯾﻧﺎ –
53 – 35 17 رﯾﺎﺣﯾﻧﺎ
رﯾﺎﺣﯾﻧﺎ
ﺧﻼﺻـﺔ :ﺗﻌﺗﺑـر ﻣﻌﺎرﺿـﺎت ﺷـوﻗﻲ ﻟﻠﺷـﻌراء اﻟﻔﺣـول ﻓﻧـﺎ ﻗﺎﺋﻣـﺎ ﺑذاﺗـﻪ ،ﻓﺎﻟﻣﻌﺎرﺿـﺔ ﻓـﻲ ﻣدرﺳــﺔ
اﻹﺣﯾﺎء ﺗوﺣﻲ ﺑﻘدر ﻣـن ﻓﺣوﻟـﺔ اﻟﺷـﺎﻋر اﻟﻣﺗـﺄﺧر ﺣـﯾن ﯾﺟﯾـد ﻣﻌﺎرﺿـﺔ ﻗﺻـﯾدة ﻣﺗﻘدﻣـﺔ ﻣﺷـﻬورة
81
أﻧﺪﻟﺴﻴﺎت أﺣﻤﺪ ﺷﻮ ..ﺳﻤﺎ ﺎ ﺳﻠﻮ ﻴﺔ
ﺑﻘﺻﯾدة ﺗﺟري ﻓﻲ ﻣﺿﻣﺎرﻫﺎ وﺗﺣﻘق ﻗد ار ﻣوازﯾﺎ ﻣن اﻟﺷﻬرة واﻟﻘﺑول ،أو رﺑﻣﺎ ﺗﺗﻔوق ﻋﻠﯾﻬﺎ ﻓـﻲ
اﻟﺷﻛل واﻟﻣﺿﻣون ،ﺑل ﺗﺗﺟﺎوز اﻟﻣﻌﺎرﺿﺔ ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟﺣﺎل اﻟﺗﻘﻠﯾد إﻟﻰ اﻹﺑداع .
ﻧﺎﻟت ﻣﻌﺎرﺿﺎت ﺷوﻗﻲ اﻫﺗﻣﺎم اﻟﺑـﺎﺣﺛﯾن واﻟدارﺳـﯾن ،ﻓـﺄﺟروا اﻟﻣﻘﺎرﻧـﺎت واﻟﻣوازﻧـﺎت ،ﻓﻬـذا
ﻋﺑــد اﷲ اﻟﺗطــﺎوي ﻓــﻲ ﻛﺗﺎﺑــﻪ " اﻟﻣﻌﺎرﺿــﺔ ﺑــﯾن اﻟﺗﻘﻠﯾــد واﻹﺑــداع ،وﻋﺑــد اﻟﻬــﺎدي اﻟطراﺑﻠﺳــﻲ ﻓــﻲ
ﺑﺣﺛــﻪ اﻟﻣﺳــﺗﻔﯾض ﻋــن ﺧﺻــﺎﺋص اﻷﺳــﻠوب ﻓــﻲ اﻟﺷــوﻗﯾﺎت ،وأﺣﻣ ـد زﻛــﻲ ﻣﺑــﺎرك اﻟــذي أﻧﺷــﺄ
ﻓﺻﻼ ﻛﺎﻣﻼ ﻋن اﻟﺑﺣﺗري وﺷوﻗﻲ وﻋﻘد ﻣوازﻧﺔ ﺑﯾﻧﻬﻣﺎ ﻓﻲ ﺳﯾﻧﯾﺗﯾﻬﻣﺎ ،ﻓﻛﺎن ﯾﻘف ﻋﻠـﻰ ﻣـواطن
اﻟﺟﻣــﺎل واﻹﺑــداع ﻓــﻲ ﺳــﯾﻧﯾﺔ اﻟﺑﺣﺗــري وﯾﻔﺿــﻠﻬﺎ ﻋﻠــﻰ ﻣــﺎ ﻋﻧــد ﺷــوﻗﻲ ،ﻛﻣــﺎ ﯾﻘــف ﻋﻠــﻰ ﻣ ـواطن
)(1
اﻟﺟﻣﺎل واﻹﺑداع ﻓﻲ ﺳﯾﻧﯾﺔ ﺷوﻗﻲ وﯾﻔﺿﻠﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﻋﻧد اﻟﺑﺣﺗري .
ﻟﻘد ﻛﺎن ﺣﻧﯾن ﺷوﻗﻲ إﻟﻰ وطﻧﻪ داﻓﻌﺎ ﻟﺑﺣﺛﻪ اﻟـداﺋب ﻋـن ﺗﺟـﺎرب ﻣﻣﺎﺛﻠـﺔ ﯾﺳـﻠو وﯾﺗﻌـزى ﺑﻬـﺎ
ﻋن ﻣﺻﺎﺑﻪ ،ﻓوﺟد ﻟﻬﺎ ﻧظـﺎﺋر ﻋﻧـد اﻟﺑﺣﺗـري ﻓـﻲ ﺳـﯾﻧﯾﺗﻪ ،واﻟﻣﺗﻧﺑـﻲ ﻓـﻲ ﻣﯾﻣﯾﺗـﻪ ،واﺑـن زﯾـدون
ﻓﻲ ﻧوﻧﯾﺗﻪ ،ﻓﺟﺎءت اﻟﻘﺻـﯾدة ﻣـن ﻧﻔـس اﻟﺑﺣـر واﻟﻘﺎﻓﯾـﺔ واﻟـروي وﺣرﻛﺗـﻪ ،ﻟﻛـن اﺳـﺗطﺎع ﺷـوﻗﻲ
أن ﯾﺟﻌل ﻣن اﻟﺑﻧﯾﺔ اﻹﯾﻘﺎﻋﯾـﺔ اﻟﺗـﻲ اﺳـﺗﻘﺎﻫﺎ ﻣـن ﺧـﻼل ﻫـذﻩ اﻟﻣﻌﺎرﺿـﺔ ﻗﺎﻟﺑـﺎ ﺻـب ﻓﯾـﻪ ﺗﺟرﺑﺗـﻪ
اﻟﺧﺎﺻﺔ ،وﻛﺎﻧت ذاﺗﯾﺗﻪ ﺑﺎرزة ﺑﻠﻣﺳﺔ ﻓﻧﯾﺔ ﻣﺗﻣﯾزة ﺗﻌﻛس ﺧﺻﺎﺋص ﺷﻌر ﺷوﻗﻲ .
ﻟﻘــد أﻋﺟــب ﺷــوﻗﻲ ﺑﺎﻟﺷــﻌراء اﻟﺛﻼﺛــﺔ واﻓﺗــﺗن ﺑﻔــن اﻟﺷــﻌر ﻋﻧــدﻫم ،ﻓ ـراح ﯾﺟــﺎرﯾﻬم وﯾﻘﺗﻔــﻲ
آﺛﺎرﻫم ،وﯾﻧﺳﺞ ﻋﻠﻰ ﻣﻧواﻟﻬم ﺷﻌ ار ﺣدﯾﺛﺎ ﺑوﺷﻲ ﻣن وﺣﻲ اﻟﻣﺎﺿﻲ اﻟزاﻫر ،ﻓﺄﺧرج ﻟﻧﺎ ﻗﺻـﺎﺋد
ﻛﺎﻧت ﺷﻬدا ﻣن ﻣﺳﺗﺧﻠص اﻟرﺣﯾق اﻟﺻﺎﻓﻲ .
-1ﯾﻧظر :زﻛﻲ ﻣﺑﺎرك ،أﺣﻣد ﺷوﻗﻲ ،إﻋداد وﺗﻘدﯾم ﻛرﯾﻣﺔ زﻛﻲ ﻣﺑﺎرك دار اﻟﺟﯾل ﺑﯾروت 1408ه – 1988م ،ﺑﺎب
اﻟﻣوازﻧﺔ ﺑﯾن اﻟﺷﻌراء ﻓﺻل ﺷوﻗﻲ واﻟﺑﺣﺗري ص ) ﻣن 110إﻟﻰ ( 153
82
أﻧﺪﻟﺴﻴﺎت أﺣﻤﺪ ﺷﻮ ..ﺳﻤﺎ ﺎ ﺳﻠﻮ ﻴﺔ
ﻓﻲ ﺟﯾش رأي ﻻ ﯾﻔل ﻋرﻣرم ﺗﻠﻘﻰ إذا ﻣﺎ اﻟﺟﯾش ﻛﺎن ﻋرﻣرﻣﺎ
اﻵﺧر :ﻣﺎ ﯾواﻓق آﺧر ﻛﻠﻣﺔ ﻓﻲ اﻟﺑﯾت أول ﻛﻠﻣﺔ ﻣﻧﻪ ،ﻧﺣو ﻗوﻟﻪ :
وﻟﯾس إﻟﻰ داﻋﻲ اﻟﻧدى ﺑﺳرﯾﻊ ﺳرﯾﻊ إﻟﻰ اﺑن اﻟﻌم ﯾﺷﺗم ﻋرﺿﻪ
واﻟﺛﺎﻟث :ﻣﺎ ﯾواﻓق آﺧر ﻛﻠﻣﺔ ﻣن اﻟﺑﯾت ﺑﻌض ﻣﺎ ﻓﯾﻪ ﻛﻘول اﻵﺧر:
«).(1 ﺳﻬﺎم اﻟﻣوت وﻫﻲ ﻟﻪ ﺳﻬﺎم ﻋزﯾز ﺑﻧﻲ ﺳﻠﯾم أﻗﺻدﺗﻪ
ﻧﺟد ذﻟك ﻋﻧد ﺷوﻗﻲ ﻓﻲ ﻗوﻟﻪ ﻣن ﺳﯾﻧﯾﺗﻪ :
اﻗﻛم ﯾﻛﺎد ﻓﻲ ﻏﻠس اﻷﺳﺣﺎر ﯾطوﯾﻧﺎ
ﻧطوي دﺟﺎﻩ ﺑﺟرح ﻣن ﻓر ُ
وﻓﻲ ﻗوﻟﻪ :إذا ﺣﻣﻠﻧﺎ ﻟﻣﺻر أو ﻟﻪ ﺷﺟﻧﺎ ﻟم ﻧدر :أي ﻋوى اﻷﻣﯾن ﺷﺎﺟﯾﻧﺎ
وﻣن اﻟﻣﯾﻣﯾﺔ ﻓﻲ رﺛﺎء أﻣﻪ ﻧﺟد اﻷﺑﯾﺎت اﻟﺗﺎﻟﯾﺔ :
وﻻ اﻟﻣوت إﻻ اﻟروح ﻓﺎرﻗت اﻟﺟﺳﻣﺎ وﻣﺎ اﻟﻌﯾش إﻻ اﻟﺟﺳم ﻓﻲ ظل روﺣﻪ
وﻛم ﻧﺎزع ﺳﻬﻣﺎ ﻓﻛﺎن ﻫو اﻟﺳﻬﻣﺎ أﺳت ﺟرﺣﻬﺎ اﻷﻧﺑﺎء ﻏﯾر رﻓﯾﻘﺔ
وﻻ اﻟﻌدل إﻻ ﺣﺎﺋط ﯾﻌﺻم اﻟﺣﻛﻣﺎ وﻣﺎ اﻟﺣﻛم إﻻ أوﻟﻲ اﻟﺑﺄس دوﻟﺔ
» إن اﻟﺗﺻ ــدﯾر ﯾﻌ ــد ﻣرﺣﻠ ــﺔ ﻣﺗط ــورة ﻣ ــن اﻟﺗﻘﻔﯾ ــﺔ اﻟداﺧﻠﯾ ــﺔ ،وﻻﺷ ــك أن اﻟﻘﺎﻓﯾ ــﺔ ﻛﻠﻣ ــﺎ
أﻣﻌﻧت ﻓﻲ اﺗﺟﺎﻫﻬﺎ اﻟدﺧﻠﻲ ﻧﺣو اﻟﻧص ﻟﻠﺗﻌﺑﯾر ﻋن ﺣرﻛﺔ اﻟذات ،وأﺷواﻗﻬﺎ اﻟﺧﺎﺻﺔ،
ورﻏﺑﺗﻬ ـ ـ ــﺎ اﻟﻣﻛﺑوﺗ ـ ـ ــﺔ ،ازدادت ﻋﻼﻗﺗﻬ ـ ـ ــﺎ اﻹﺷ ـ ـ ــﻛﺎﻟﯾﺔ ﺗـ ـ ـ ـوﺗ ار ﻣ ـ ـ ــﻊ ﻣواﺿ ـ ـ ــﻌﺎت اﻟﺑﻧﯾ ـ ـ ــﺔ
)(2
اﻹطﺎرﯾﺔ«.
-اﻟﺗﻘﺳﯾم :أو ﻣﺎ ﯾطﻠق ﻋﻠﯾﻪ ﺑـ "اﻟﻣوازﻧﺔ" ،ﻓن ﻣن ﻓﻧون اﻟﺑدﯾﻊ اﻟﻣﻌﻧوي ،وﻫو ﻓﻲ
ﺟزأﺗﻪ .أﻣﺎ ﻓﻲ اﻻﺻطﻼح ﻓﺎﺧﺗﻠﻔت ﻓﯾﻪ اﻟﻌﺑﺎرات ،واﻟﻛل
ﻣﺻدر ﻗﺳﻣت اﻟﺷﻲء إذا ّ اﻟﻠﻐﺔ
راﺟﻊ إﻟﻰ ﻣﻘﺻود واﺣد .أﻗﺳﺎﻣﻪ ﺛﻼﺛﺔ :
-1اﺑن اﻟﻣﻌﺗز ،ﻛﺗﺎب اﻟﺑدﯾﻊ ،ﺗﺢ :ﻋرﻓﺎن ﻣطرﺟﻲ ،ﻣؤﺳﺳﺔ اﻟﻛﺗﺎب اﻟﺛﻘﺎﻓﯾﺔ ،ط 2012 ،1م ،ص 62
-2ﺣﺳﺎم أﯾوب ،اﻹﯾﻘﺎع ﻓﻲ ﺷﻌر أﺣﻣد ﺷوﻗﻲ دراﺳﺔ أﺳﻠوﺑﯾﺔ ،ص 93
84
أﻧﺪﻟﺴﻴﺎت أﺣﻤﺪ ﺷﻮ ..ﺳﻤﺎ ﺎ ﺳﻠﻮ ﻴﺔ
أ -اﺳﺗﯾﻔﺎء ﺟﻣﯾﻊ أﻗﺳﺎم اﻟﻣﻌﻧﻰ ،وﻗد ﯾﻧﻘﺳم اﻟﻣﻌﻧﻰ إﻟﻰ اﺛﻧﯾن ﻻ ﺛﺎﻟث ﻟﻬﻣﺎ ،أو إﻟﻰ ﺛﻼﺛﺔ ﻻ
راﺑﻊ
ﻟﻬﺎ ،أو إﻟﻰ أرﺑﻌﺔ ﻻ ﺧﺎﻣس ﻟﻬﺎ ،وﻫﻛذا.
ب -ﯾﺗﻣﺛل ﻓﻲ ذﻛر أﺣوال اﻟﺷﻲء ﻣﺿﺎﻓﺎ إﻟﻰ ﻛل ﺣﺎﻟﺔ ﻣﺎ ﯾﻼﺋﻣﻬﺎ وﯾﻠﯾق ﺑﻬﺎ.
ج -ﯾﺗﻣﺛل ﻓﻲ اﻟﺗﻘطﯾﻊ ،وﯾﻘﺻد ﺑـﻪ ﺗﻘطﯾـﻊ أﻟﻔـﺎظ اﻟﺑﯾـت اﻟواﺣـد ﻣـن اﻟﺷـﻌر إﻟـﻰ أﻗﺳـﺎم ﺗﻣﺛـل
ﺗﻔﻌﯾﻼﺗﻪ
)( 1
اﻟﻌروﺿﯾﺔ ،أو إﻟﻰ ﻣﻘﺎطﻊ ﻣﺗﺳﺎوﯾﺔ ﻓﻲ اﻟوزن وﯾﺳﻣﻰ اﻟﺗﻘﺳﯾم ﺣﯾﻧﺋذ) اﻟﺗﻘﺳﯾم ﺑﺎﻟﺗﻘطﯾﻊ (
وﻣــﺎ ﯾﻬﻣﻧــﺎ ﻓــﻲ ﻫــذﻩ اﻟد ارﺳــﺔ اﻟﻘﺳــم اﻟﺛﺎﻟــث اﻟــذي ﯾﺗﻣﺛــل ﻓــﻲ اﻟﺗﻘطﯾــﻊ ،ﻗــﺎل ﻋﻧــﻪ ﻋﺑــد اﻟﻬــﺎدي
اﻟطراﺑﻠﺳﻲ » :ﻫذا اﻷﺳﻠوب ﻣن اﻟﺗﻘطﯾـﻊ ﯾﺗﻣﺛـل ﻓـﻲ إﻗﺎﻣـﺔ اﻟﺷـطرﯾن ﻣـن اﻟﺑﯾـت ﻋﻠـﻰ ﻣﻔـردات
ﯾﻧﺎﺳب ﺗﻘطﯾﻊ ﻛل ﻣﻧﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﺷطر اﻷول ﺗﻘطﯾﻊ ﻧظﯾرﻩ ﻓﻲ اﻟﺷطر اﻟﺛﺎﻧﻲ ﻣﻧﺎﺳﺑﺔ ﺗﺎﻣﺔ أو ﺗﻧـزع
إﻟﻰ أن ﺗﻛـون ﺗﺎﻣـﺔ .وﻫـذا اﻟﻧـوع ﻣـن اﻟﺗﻘطﯾـﻊ ﻫـو اﻟـذي اﺳـﺗوﻗف اﻟﻘـداﻣﻰ ﻓﺗوﺳـﻌوا ﻓـﻲ درﺳـﻪ،
واﺻــطﻠﺣوا ﻋﻠــﻰ ﺗﺳــﻣﯾﺗﻪ ﺑﺎﻟﻣوازﻧــﺔ ،واﻟﻣوازﻧــﺔ ﻓــﻲ اﻟﺷــوﻗﯾﺎت أﻛﺛــر اط ـرادا ﻣــن ﺟﻣﻠــﺔ أﻧـ ـواع
)(2
اﻟﺗﻘطﯾﻊ «.
-1ﻋﺑد اﻟﻌزﯾز ﻋﺗﯾق ،ﻋﻠم اﻟﺑدﯾﻊ ،دار اﻟﻧﻬﺿﺔ اﻟﻌرﺑﯾﺔ ،ص 140
-2ﻋﺑد اﻟﻬﺎدي اﻟطراﺑﻠﺳﻲ ،ﺧﺻﺎﺋص اﻷﺳﻠوب ﻓﻲ اﻟﺷوﻗﯾﺎت ،ص 77
85
أﻧﺪﻟﺴﻴﺎت أﺣﻤﺪ ﺷﻮ ..ﺳﻤﺎ ﺎ ﺳﻠﻮ ﻴﺔ
)ﻧﺷﺟﻰ ﻟوادﯾك() ،أم ﻧﺄﺳﻰ ﻟوادﯾﻧﺎ( )ﯾﺎ ﻧﺎﺋﺢ اﻟطﻠﺢ() ،أﺷﺑﺎﻩ ﻋوادﯾﻧﺎ(
اﻟدﻫر ﻣﺎﺷﯾﻧﺎ(
)واﻟﺳﻌد ﺣﺎﺷﯾﺔٌ() ،و ّ )اﻟوﺻل ﺻﺎﻓﯾﺔٌ() ،واﻟﻌﯾش ﻧﺎﻏﯾﺔٌ(
ﻓﻬذا اﻟﺗﻘطﯾﻊ ﺗﻧﺷﺄ ﻋﻧﻪ ﻓواﺻل ﻣوﺳﯾﻘﯾﺔ ﻣﺗﺳﺎوﯾﺔ ،ﻫﻲ ﻣن ﺿﻣن ﻣوﺳﯾﻘﻰ اﻹطﺎر اﻟدﻻﻟﻲ
اﻟﻣوﺳﻊ ،اﻟﺗﻲ ﺗﻌﺗﺑر ﺗواﺷﯾﺢ ﺧﺎﺻﺔ ﺗزرع ﻓﻲ اﻹطﺎر اﻟﻣوﺳﯾﻘﻲ اﻟﻌﺎم ،ﻓﺗزﯾد أﺻواﺗﻪ
اﻧﺳﺟﺎﻣﺎ ،وﻣﺿﻣوﻧﻪ ﺟﻼء .
اﻟدﻫر ﻣﺎﺷﯾﻧﺎ
واﻟﺳﻌد ﺣﺎﺷﯾﺔٌ ،و ّ اﻟوﺻل ﺻﺎﻓﯾﺔٌ ،واﻟﻌﯾش ﻧﺎﻏﯾﺔٌ ٕواذا ﺗﺄﻣﻠﻧﺎ اﻟﺑﯾت :
ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ــ ـ ـ ــ ـ ب ـ ــ ـ ـ ــ ـ ـ ــ ـ ـ ــ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ أ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ــ ـ ـ ــ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ب ــ ـ ـ ــ ـ ـ ــ ـ ـ ــ ـ ـ ــ ـ ـ ــ ــ ب
وﺟدﻧﺎﻩ ﯾﺗﺿﻣن ﻗﺎﻓﯾﺔ داﺧﻠﯾﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺳﺗوى اﻷﻓﻘﻲ ،ﻣﺗﻣﺛﻠﺔ ﻓﻲ أواﺧر اﻟﻔواﺻل اﻟﺛﻼث
) ﺻﺎﻓﯾﺔٌ ،ﻧﺎﻏﯾﺔٌ ،ﺣﺎﺷﯾﺔٌ ( ﯾﺳﻣﻰ ﻫذا ﺑـ " اﻟﺗرﺻﯾﻊ " وﻗد ﻋرﻓﻪ أﺑو ﻫﻼل اﻟﻌﺳﻛري ﺑﻘوﻟﻪ :
)(1
ﻓﺻﻠﺗﻪ «.
رﺻﻌت اﻟﻌﻘد ،إذا ّ
» وﻫو أن ﯾﻛون ﺣﺷو اﻟﺑﯾت ﻣﺳﺟوﻋﺎ ،وأﺻﻠﻪ ﻣن ﻗوﻟﻬم ّ :
-1أﺑو ﻫﻼل اﻟﻌﺳﻛري ،ﻛﺗﺎب اﻟﺻﻧﺎﻋﺗﯾن ،ﺗﺢ :ﻋﻠﻲ اﻟﺑﺟﺎوي و ﻣﺣﻣد اﺑراﻫﯾم ،دار إﺣﯾﺎء اﻟﻛﺗب اﻟﻌرﺑﯾﺔ ،ط ، 1
1952م ،ص 253
86
أﻧﺪﻟﺴﻴﺎت أﺣﻤﺪ ﺷﻮ ..ﺳﻤﺎ ﺎ ﺳﻠﻮ ﻴﺔ
ـف طﻣـ ـ ـ ـ ِ
ـس وﻣﻧ ـ ـ ـ ٍ
ـﺎر ﻣـ ـ ـ ــن اﻟطّواﺋ ـ ـ ـ َ ـف ِ
درس ﻓ ـ ــﻲ دﯾ ـ ـ ٍ
ـﺎر ﻣ ـ ــن اﻟﺧﻼﺋ ـ ـ َ
ـــــــــــــــ ب ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ ج ـــــــــــــــــــــ ب ـــــــــــــــــــــــــــــــ ج
ـــــــــ أ ـــــــــــــ أ
ﻛﻣﺎ ﺗوﺟد ﻗﺎﻓﯾﺔ داﺧﻠﯾﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺳﺗوى اﻟﻌﻣودي ﯾﺷﺗرك ﻓﯾﻬﺎ ﺑﯾﺗﺎن أو أﻛﺛر ،ﻣﺛل ﻗول ﺷوﻗﻲ :
وأوﻟﯾـ ـ ِ
ـت ﺟﺛﻣـ ــﺎﻧﻲ ﻣـ ــن اﻟﻣﻧـ ــﺔ اﻟﻌظﻣـ ــﻰ أﺳﻠﻔت ﻓﻲ اﻟﻣﻬد ﻣن ٍﯾد
ِ ﺣﻠﻔت ﺑﻣﺎ
ُ
ـ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ أ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ب
ﺗﻠﯾ ــد اﻟﺧ ــﻼل اﻟﻛﺛ ــر ،واﻟط ــﺎرف اﻟﺟﻣ ــﺎ ـوط ﺑـ ـ ـ ـ ــﺎﻟﺟﻼل ﻣﻘﻠّـ ـ ـ ـ ـ ٍـد
وﻗﺑـ ـ ـ ـ ــر ﻣﻧـ ـ ـ ـ ـ ٍ
ـ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ أ ــ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ب
وﻫﻲ ﻣن أﺷﻛﺎل اﻟﺗرﺻﯾﻊ ،ﺣﯾث أﺟرى ﺷوﻗﻲ اﻟﻘﺎﻓﯾﺔ اﻟداﺧﻠﯾﺔ ﻣﻐﺎﯾرة ﻟﻠﻘﺎﻓﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ،وﻟم
وﺳﻊ اﺳﺗﻌﻣﺎﻟﻬﺎ إﻟﻰ أﻛﺛر ﻣن ﺑﯾت ،وﺑذﻟك ﻧﺗﺑﯾن أن ﻟﻠﻘﺎﻓﯾﺔ
ﯾﻛﺳﺑﻬﺎ طﺎﻗﺔ دﻻﻟﯾﺔ ﺧﻼﻗﺔ إﻻ إذا ّ
)(1
اﻟداﺧﻠﯾﺔ وظﯾﻔﺔ ﺧﺎﺻﺔ ﻓﻲ اﻟﻘﺻﯾدة ،ﺗﺗﻣﺛل ﻓﻲ اﻟرﺑط ﺑﯾن اﻟﻘﺿﺎﯾﺎ ﺑﺄﺷﻛﺎل ﻣﺧﺻوﺻﺔ .
ﻫذﻩ اﻟﻘﺎﻓﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﻣﺛل ﻣوﺳﯾﻘﻰ اﻟﺣﺷو ،وﺗﻌزز اﻟﻘﺎﻓﯾﺔ اﻟﻣﺷروطﺔ ،وﺗﺻﺑﺢ ﻫذﻩ اﻷﺧﯾرة ـ ـ أي
اﻟﻘﺎﻓﯾﺔ اﻟﺧﺎرﺟﯾﺔ ـ ـ ﺑﻣﺛﺎﺑﺔ اﻟﺧرﺟﺔ اﻟﻣوﺳﯾﻘﯾﺔ اﻟﻣﺟردة .
-اﻟﺗﻛرار » :ﻫو ﻣﺻدر اﻟﻔﻌل "ﻛرر" ﺑﻣﻌﻧﻰ ردد وأﻋﺎد ،وﯾﻘﺎل ﻛرر اﻟﺷﻲء ﺗﻛـ ار ار أ ﺗﻛرﯾـ ار
)(2
وﯾﻘول اﺑن ﺳـﻧﺎن اﻟﺧﻔـﺎﺟﻲ ﻣﻌﻠﻘـﺎ ﻋﻠـﻰ ﻫـذﻩ اﻟظـﺎﻫرة .. » : ﺑﻣﻌﻧﻰ أﻋﺎدﻩ ﻣرة ﺑﻌد أﺧرى «.
وﻣﺎ أﻋرف ﺷﯾﺋﺎ ﯾﻘدح ﻓﻲ اﻟﻔﺻﺎﺣﺔ وﯾﻐض ﻣن طﻼوﺗﻬﺎ أظﻬـر ﻣـن اﻟﺗﻛـرار ﻟﻣـن ﯾـؤﺛر ﺗﺟﻧﺑـﻪ،
وﺻـﯾﺎﻧﺔ ﻧﺳــﺟﻪ ﻋﻧــﻪ ،إذ ﻛــﺎن ﻻ ﯾﺣﺗـﺎج إﻟــﻰ ﻛﺑﯾــر ﺗﺄﻣــل ،وﻻ دﻗﯾـق ﻧظــر ،وﻗﻠﻣــﺎ ﯾﺧﻠــو واﺣــد
ﻣــن اﻟﺷــﻌراء اﻟﻣﺟﯾــدﯾن أو اﻟﻛﺗــﺎب ﻣــن اﺳــﺗﻌﻣﺎل أﻟﻔــﺎظ ﯾــدﯾرﻫﺎ ﻓــﻲ ﺷــﻌرﻩ ،ﺣﺗــﻰ ﻻ ﯾﺧـ ّـل ﻓــﻲ
ﺑﻌــض ﻗﺻــﺎﺋدﻩ ﺑﻬــﺎ ،ﻓرﺑﻣــﺎ ﻛﺎﻧــت ﺗﻠــك اﻷﻟﻔــﺎظ ﻣﺧﺗــﺎرة ،ﯾﺳــﻬل اﻷﻣــر ﻓــﻲ إﻋﺎدﺗﻬــﺎ وﺗﻛرﯾرﻫــﺎ،
)(1
إذا ﻟم ﺗﻘﻊ إﻻ ﻣوﻗﻌﻬﺎ ،ورﺑﻣﺎ ﻛﺎﻧت ﻋﻠﻰ ﺧﻼف ذﻟك «.
أﻣــﺎ اﺑــن ﻣﻌﺻــوم اﻟﻣــدﻧﻲ ﻓﯾــرى أﻧــﻪ » :ﺗﻛرﯾــر ﻛﻠﻣــﺔ ﺑــﺎﻟﻠﻔظ واﻟﻣﻌﻧــﻰ ﻟﻧﻛﺗــﺔ ،إﻣــﺎ ﻟﻠﺗوﻛﯾــد ،أو
)(2
.ﻟﻌـل ﻓـﻲ ﻛـﻼم اﺑـن ﻟزﯾﺎدة اﻟﺗﻧﺑﯾﻪ ،أو ﻟﻠﺗﻬوﯾل ،أو ﻟﻠﺗﻌظﯾم ،أو ﻟﻠﺗﻠذذ ﺑذﻛر اﻟﻣﻛـرر «..
ﻣﻌﺻوم إﺷﺎرة إﻟﻰ ﻧﻛﺗﺔ وﺛﯾﻘﺔ اﻟﺻﻠﺔ ﺑﺎﻟﺟﺎﻧـب اﻟﺗـﺄﺛﯾري ،اﻟـذي ﯾﻛوﻧـﻪ اﻟﺗﻛـرار ،ﻓﻘـد أﺑـرز ﻫـذا
اﻟﺗﻌرﯾف أﻫﻣﯾﺔ اﻟﺗﻛرار ﺑﺈﻋطﺎﺋﻬﺎ ﺟﺎﻧﺑﺎ وظﯾﻔﯾﺎ إﻟـﻰ ﺟﺎﻧـب ﻛـون اﻟﺗﻛـرار ظـﺎﻫرة أﺳـﻠوﺑﯾﺔ ،ﻓﻬـﻲ
)(3
ﺗﺑدأ ﻣن اﻟﺣرف وﺗﻣﺗد إﻟﻰ اﻟﻛﻠﻣﺔ ﺛم إﻟﻰ اﻟﻌﺑﺎرة ٕواﻟﻰ اﻟﺑﯾت .
اﻟﺗﻛـرار ﻓــﻲ أﻧدﻟﺳــﯾﺎت ﺷـوﻗﻲ ورد ﻋﻠــﻰ ﻋــدة ﺣـﺎﻻت ،ﻓﻬﻧــﺎك ﺗﻛـرار اﻟﺣـرف ،وﺗﻛـرار اﻟﻛﻠﻣــﺔ،
وﺗﻛرار اﻟﺟﻣﻠﺔ ،وﺗﻛرار اﻟﺻﯾﻐﺔ .
ﻓﻣن ﺗﻛرار اﻟﺣرف اﻟذي ﻛﺎن ﯾؤدي دﻻﻟﺔ أرادﻫﺎ ﺷوﻗﻲ ﻗوﻟﻪ ﻣن اﻟﻧوﻧﯾﺔ :
ﻧﺷ ـ ــﺟﻰ ﻟوادﯾ ـ ــك ،أم ﻧﺄﺳ ـ ــﻰ ﻟوادﯾﻧ ـ ــﺎ؟ ﯾـ ـ ـ ــﺎ ﻧـ ـ ـ ــﺎﺋﺢ اﻟطﻠـ ـ ـ ــﺢ أﺷـ ـ ـ ــﺑﺎﻩ ﻋوادﯾﻧـ ـ ـ ــﺎ
ﻗﺻ ــت ﺟﻧﺎﺣ ــك ﺟﺎﻟ ــت ﻓ ــﻲ ﺣواﺷ ــﯾﻧﺎ؟
ّ ـص ﻋﻠﯾﻧ ـ ـ ــﺎ ﻏﯾـ ـ ــر أن ﯾ ـ ـ ــدا
ﻣـ ـ ــﺎ ذا ﺗﻘـ ـ ـ ّ
ـ ـ ـ أﺧ ــﺎ اﻟﻐرﯾ ــب ـ ـ ـ ـ وظ ــﻼ ﻏﯾ ــر ﻧﺎدﯾﻧ ــﺎ رﻣ ـ ــﻰ ﺑﻧـ ــﺎ اﻟﺑـ ــﯾن أﯾﻛ ـ ــﺎ ﻏﯾـ ــر ﺳ ـ ــﺎﻣرﻧﺎ
وﺳ ـ ــل ﻋﻠﯾ ـ ــك اﻟﺑ ـ ــﯾن ﺳ ـ ــﻛﯾﻧﺎ
ﺳ ـ ــﻬﻣﺎُ ، ﻛ ــل رﻣﺗ ــﻪ اﻟﻧ ــوى :رﯾ ــش اﻟﻔـ ـراق ﻟﻧ ــﺎ
ـﻲ ﻻ ﯾﻠﺑﯾﻧ ـ ـ ـ ـ ــﺎ
ﻋﯾ ـ ـ ـ ـ ـ ّ
ﻣ ـ ـ ـ ـ ــن اﻟﺟﻧ ـ ـ ـ ـ ــﺎﺣﯾن ّ إذا دﻋـ ــﺎ اﻟﺷـ ــوق ﻟـ ــم ﻧﺑـ ــرح ﺑﻣﻧﺻـ ــدع
إن اﻟﻣﺻ ـ ـ ـ ــﺎﺋب ﯾﺟﻣﻌ ـ ـ ـ ــن اﻟﻣﺻ ـ ـ ـ ــﺎﺑﯾﻧﺎ ﻓــﺈن ﯾــك اﻟﺟــﻧس ﯾــﺎ اﺑــن اﻟطﻠــﺢ ﻓرﻗﻧــﺎ
ﻣ ـ ــن ﺑـ ـ ــر ﻣﺻ ـ ــر ،ورﯾﺣـ ـ ــﺎن ﯾﻐﺎدﯾﻧ ـ ــﺎ ﺑﻧ ـ ـ ــﺎ ﻓﻠ ـ ـ ــم ﻧﺧـ ـ ـ ــل ﻣ ـ ـ ــن روح ﯾراوﺣﻧ ـ ـ ــﺎ
-1اﺑن ﺳﻧﺎن اﻟﺧﻔﺎﺟﻲ ،ﺳر اﻟﻔﺻﺎﺣﺔ ،دار اﻟﻛﺗب اﻟﻌﻠﻣﯾﺔ ﺑﯾروت ﻟﺑﻧﺎن ،ط 1982 ،1م ،ص 106
-2اﺑن ﻣﻌﺻوم اﻟﻣدﻧﻲ ،أﻧوار اﻟرﺑﯾﻊ ﻓﻲ أﻧواع اﻟﺑدﯾﻊ ،ج ،5ﺗﺢ :ﺷﺎﻛر ﻫﺎدي ﺷﻛر ،ﻣطﺑﻌﺔ اﻟﻧﻌﻣﺎن 1979 ،م،
ص 345
-3ﯾﻧظر :راﺷد اﻟﺣﺳﯾﻧﻲ ،دﻻﻟﺔ اﻹﯾﻘﺎع وﻧﺳﻘﻪ اﻟﺗﻌﺑﯾري ،ﻣﺟﻠﺔ ﻛﻠﯾﺔ اﻟﻠﻐﺔ اﻟﻌرﺑﯾﺔ ﺑﺎﻟزﻗﺎزﯾق اﻟﻌدد 2015 ،35م ،ص
714
88
أﻧﺪﻟﺴﻴﺎت أﺣﻤﺪ ﺷﻮ ..ﺳﻤﺎ ﺎ ﺳﻠﻮ ﻴﺔ
)(1
ﻋـ ـ ــن اﻟـ ـ ــدﻻل ﻋﻠـ ـ ــﯾﻛم ﻓـ ـ ــﻲ أﻣﺎﻧﯾﻧـ ـ ــﺎ ﻧـ ـ ــﺎب اﻟﺣﻧـ ـ ــﯾن إﻟـ ـ ــﯾﻛم ﻓـ ـ ــﻲ ﺧواطرﻧـ ـ ــﺎ
ﻧﻼﺣظ ﻓﻲ اﻷﺑﯾﺎت ﺗﻛرار ﺣرف اﻟﻧون ،ﻓﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﻟـﻰ ﻛوﻧـﻪ ﺣـرف اﻟـروي ،ﻧﺟـدﻩ ﻣﺑﺛوﺛـﺎ ﻓـﻲ
ﻛﻠﻣﺎت أﺧـرى ﻣﺛـل ) :ﻧـﺎﺋﺢ ،ﻋوادﯾﻧـﺎ ،ﻧﺄﺳـﻰ ،ﻧﺷـﺟﻰ ،ﺟﻧﺎﺣـك ،ﺑﻧـﺎ ،اﻟﺑـﯾن ..إﻟـﺦ( إﻟـﻰ
ﻣــﺎ ﯾﻘــﺎرب أرﺑﻌــﺔ وﺛﻼﺛ ــﯾن ﻣ ـرة .وﻫ ــو ﺣ ــرف ﻣﻬﻣــوس رﺧ ــو ،ﺗﺣــدث ﺑ ــﻪ اﻟﻐﻧــﺔ ﯾﻌطــﻲ إﯾﻘﺎﻋ ــﺎ
ﻣوﺳﯾﻘﯾﺎ ﺷﺟﯾﺎ دﻻﻟﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺣزن اﻟﺷدﯾد اﻟﻣﻠﻘﻰ ﻋﻠﻰ روح اﻟﺷﺎﻋر ووﺟداﻧﻪ ،ﻛﻣﺎ ﺗﻛـرر ﺣـرف
اﻟﺣ ــﺎء ﻋﺷ ــر ﻣـ ـرات ،ﻓ ــﻲ ) ﻧ ــﺎﺋﺢ ،اﻟطﻠ ــﺢ ،ﺟﻧﺎﺣ ــك ،ﺣواﺷ ــﯾﻧﺎ ،روح ،ﯾراوﺣﻧ ــﺎ (..وﻫ ــو
ﺣﻠﻘ ــﻲ ،ﻣﻬﻣـ ــوس )أي ﺧﻔـ ــﻲ ﻏﯾـ ــر ﻣﺟﻬـ ــور( ،رﺧـ ــو)أي ﻟـ ــﯾن( ﻣﻧﺎﺳـ ــب ﻟﻠدﻻﻟـ ــﺔ ﻋﻠـ ــﻰ اﻟـ ــﻧﻔس
اﻟﺿﻌﯾﻔﺔ اﻟﻣﺣطﻣﺔ ،ﻛﻣﺎ ﯾدل ﻋﻠﻰ اﻟﺣرﻗﺔ واﻷم اﻟذي ﯾﻌﺎﻧﯾﻪ اﻟﺷﺎﻋر.
وﻣن اﻟﺳﯾﻧﯾﺔ ﻓﻲ ﻗوﻟﻪ :
أذﻛـ ـ ـ ـ ار ﻟـ ـ ـ ــﻲ اﻟﺻ ـ ـ ــﺑﺎ وأﯾـ ـ ـ ــﺎم أﻧﺳ ـ ـ ــﻲ اﺧـ ـ ـ ـ ــﺗﻼف اﻟﻧﻬ ـ ـ ـ ـ ــﺎر واﻟﻠﯾـ ـ ـ ـ ــل ﯾﻧﺳـ ـ ـ ـ ــﻲ
ﺻ ـ ـ ـ ــورت ﻣ ـ ـ ـ ــن ﺗﺻ ـ ـ ـ ــورات وﻣ ـ ـ ـ ــس وﺻ ـ ـ ـ ــﻔﺎ ﻟ ـ ـ ـ ــﻲ ﻣ ـ ـ ـ ــﻼوة ﻣ ـ ـ ـ ــن ﺷـ ـ ـ ـ ــﺑﺎب
ﺳ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻧﺔ ﺣﻠـ ـ ـ ـ ـ ـ ــوة ،وﻟـ ـ ـ ـ ـ ـ ــذة ﺧﻠـ ـ ـ ـ ـ ـ ــس ﻋﺻ ـ ـ ــﻔت ﻛﺎﻟﺻ ـ ـ ــﺑﺎ اﻟﻠﻌ ـ ـ ــوب وﻣ ـ ـ ــرت
)(2
أو أﺳـ ــﺎ ﺟرﺣـ ــﻪ اﻟزﻣـ ــﺎن اﻟﻣؤﺳـ ــﻲ وﺳــﻼ ﻣﺻــر :ﻫــل ﺳــﻼ اﻟﻘﻠــب ﻋﻧﻬــﺎ
ـﻲ اﻟﺳـﯾن واﻟﺻـﺎد ،اﻷول إﻟـﻰ ﻣــﺎ ﯾﻘـﺎرب ﺗﺳـﻊ ﻣـرات ،واﻟﺛـﺎﻧﻲ إﻟـﻰ ﻣــﺎ
ﻧﻼﺣـظ ﺗﻛـ ار ار ﻟﺣرﻓ ْ
ﯾﻘﺎرب اﻟﺳﺑﻌﺔ ،وﻫﻣﺎ ﺣرﻓﺎن ﯾﺷﺗرﻛﺎن ﻓﻲ ﺻﻔﺔ اﻟﺻﻔﯾر ،واﻷﺻوات اﻟﺻﻔﯾرﯾﺔ ﺗﻧﺗﺞ ﻣوﺳﯾﻘﻰ
ﺣزﯾﻧــﺔ ﺗــﺗﻼءم ﻣــﻊ اﻟﺟــو اﻟﻧﻔﺳــﻲ اﻟﻌــﺎم ﻟﻠﺷــﺎﻋر ،ﺣﯾــث آﻻم اﻻﻏﺗ ـراب واﻟﺣﻧــﯾن واﻟﺷــوق إﻟــﻰ
ﻣﺻر
أﻣﺎ ﻓﯾﻣﺎ ﯾﺧص ﺗﻛرار اﻟﻛﻠﻣﺔ ﻓﻧﺟد ﻣن ذﻟك :
)ﻧﺷـــــﺟﻰ( ﻟوادﯾـ ــك ،أم ﻧﺄﺳـ ــﻰ ﻟوادﯾﻧ ـ ــﺎ؟ ﯾ ـ ـ ــﺎ ﻧ ـ ـ ــﺎﺋﺢ اﻟطﻠ ـ ـ ــﺢ أﺷ ـ ـ ــﺑﺎﻩ ﻋوادﯾﻧ ـ ـ ــﺎ
وﻻ ادﻛـ ـ ـ ـ ـ ــﺎ ار ،وﻻ )ﺷـــــــــــــﺟوا( أﻓﺎﻧﯾﻧـ ـ ـ ـ ـ ــﺎ ﻟـ ـ ــم ﺗـ ـ ــﺄل ﻣـ ـ ــﺎءك ﺗﺣﻧﺎﻧـ ـ ــﺎ ،وﻻ ظﻣـ ـ ــﺄ
ﻟ ـ ــم ﻧ ـ ــدر أي ﻫ ـ ــوى اﻷﻣ ـ ــﯾن )ﺷـــــﺎﺟﯾﻧﺎ( إذا ﺣﻣﻠﻧـ ــﺎ ﻟﻣﺻ ـ ــر أو ﻟ ـ ــﻪ )ﺷـــــﺟﻧﺎ(
ﻧﻼﺣــظ ﺗﻛـ ار ار ﻟﻠﻛﻠﻣــﺔ ﺑﺻــﯾﻎ ﻣﺧﺗﻠﻔــﺔ ؛ ﻓﻌــل ،ﻣﺻــدر ،اﺳــم ﻓﺎﻋــل ،ﻓــﻲ ﺛﻧﺎﯾــﺎ اﻟﻘﺻــﯾدة دﻻﻟــﺔ
ﻋﻠــﻰ اﻟﺣــزن واﻷﻟــم اﻟﻣﺳــﯾطر ﻋﻠــﻰ ﻛﯾــﺎن اﻟﺷــﺎﻋر ،ﻛــذﻟك ﻧﺟــد اﻟﻛﻠﻣــﺔ "ﻧﺄﺳــﻰ"" ،اﻟﻣؤاﺳــﯾﻧﺎ"،
"وﯾﺄﺳوﻩ ﺗﺄﺳﯾﻧﺎ"
أﻣﺎ ﺗﻛرار اﻟﺟﻣﻠﺔ ﻓﻔﻲ ﻗوﻟﻪ :
اﻟدﻫﻣﺎ
طوى اﻟ ّﺷﻬب ،أو ﺟﺎب اﻟﻐداﻓﯾﺔ ّ ﺷﻘﺔ
اﻟدﻫم ُ
وﯾت ﺑﺎﻟﺷﻬب و ّ
إذا طُ ْ
ﻓﻘد ﻛرر اﻟﺟﻣﻠﺔ )طوى ﺑﺎﻟﺷﻬب( و)طوى اﻟﺷﻬب( ﻣرة ﻓﻲ اﻟﺻدر وﻣرة ﻓﻲ اﻟﻌﺟز ،وﻫﻲ ﻓﻲ
أﺳﻠوب اﻟﺷرط ،وردت ﺟﻣﻠﺔ اﻟﺷرط وﻫﻲ ﻧﻔﺳﻬﺎ ﺟﻣﻠﺔ ﺟواب اﻟﺷرط
-اﻟﺟﻧــﺎس :وﻫــو ﻣﺣﺳــن ﺑــدﯾﻌﻲ ﻟﻔظــﻲ ،ﯾــدﺧل ﺿــﻣن ﻣوﺳــﯾﻘﻰ اﻹﯾﻘــﺎع اﻟــداﺧﻠﻲ ،إذ ﻫــو
ﺗﺟﺎﻧس ﻟﻔظﯾن ﻓﻲ ﻧوع اﻟﺣروف وﻋددﻫﺎ وﺗرﺗﯾﺑﻬﺎ وﺣرﻛﺎﺗﻬﺎ ،ﻣﻣـﺎ ﯾﻛﺳـب اﻟﻛـﻼم ﺗﻧﺎﺳـﻘﺎ ﯾﺣـدث
ﺑــﻪ ﺟــرس ﻣوﺳــﯾﻘﻲ ﺗطــرب ﻟــﻪ اﻷذن وﺗرﺗــﺎح ﻟــﻪ اﻟــﻧﻔس .وﻗــد اﺳــﺗﺧدم ﺷــوﻗﻲ اﻟﺟﻧــﺎس ﺑﺟﻣﯾــﻊ
أﺷﻛﺎﻟﻪ ﻣﻣﺎ أﺿﻔﻰ ﻋﻠﻰ ﺷﻌرﻩ ﺑرﯾﻘﺎ ﻣن ﻧوع ﺧﺎص وﻣوﺳﯾﻘﻰ ظﺎﻫرة ﺟﻠﯾﺔ ﺳﻠﺳﺔ ،وﻣن أﻣﺛﻠﺗﻪ:
أو أﺳﺎ ﺟرﺣﻪ اﻟزﻣﺎن اﻟﻣؤﺳﻲ وﺳﻼ ﻣﺻر ﻫل ﺳﻼ اﻟﻘﻠب ﻋﻧﻬﺎ
ﻧﻼﺣظ اﻟﺟﻧﺎس اﻟﺗﺎم ﺑﯾن )ﺳﻼ( اﻷوﻟﻰ واﻟﺗﻲ ﺑﻣﻌﻧﻰ )اﺳﺄﻻ( و)ﺳﻼ( اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ ﺑﻣﻌﻧﻰ )ﻧﺳﻲ
وﺻﺑر( ،ﻓﻬذا اﻟﺗﺟﺎﻧس اﻟﺻوﺗﻲ ﺑﯾن اﻟﻠﻔظﺗﯾن وﺗﻣﺎﺛﻠﻬﻣﺎ أﺣدث ﺗرددا ﻣوﺳﯾﻘﯾﺎ ﯾﺷﻲ ﺑدﻻﻟﺔ
ﻧﻔﺳﯾﺔ ،ﻓﻣن ﺧﻼل اﻟﻣﺳﺣﺔ اﻟﺟﻣﺎﻟﯾﺔ ﻟﻠﺟﻧﺎس اﻟﺗﺎم ﯾﻧﻔﻲ اﻟﺷﺎﻋر ﺑطرﯾﻘﺔ ﻏﯾر ﻣﺑﺎﺷرة أن ﯾﻛون
ﺛﻣﺔ أي ﻣﺟﺎل ﻟﻠﺳﻠوان واﻟﻧﺳﯾﺎن .
وﻗوﻟﻪ :
90
أﻧﺪﻟﺴﻴﺎت أﺣﻤﺪ ﺷﻮ ..ﺳﻤﺎ ﺎ ﺳﻠﻮ ﻴﺔ
ﻛﻼﻣﺎ ﻋﻠﻰ ﺳﻣﻌﻲ ،وﻓﻲ ﻛﺑدي ﻛﻠﻣﺎ ﺗوارد واﻟﻧﺎﻋﻲ ،ﻓﺄوﺟﺳت رﻧﺔ
ﻧﻼﺣــظ اﻟﺟﻧــﺎس اﻟﻧــﺎﻗص ﺑــﯾن )ﻛﻼﻣــﺎ( و)ﻛﻠﻣــﺎ( ﻓــﺎﻷوﻟﻰ ﺗﻌﻧــﻲ اﻟﺣــدﯾث ،وﻫــو ﺧﺑــر وﻓــﺎة أﻣــﻪ،
واﻟﺛﺎﻧﯾﺔ ﺗﻌﻧﻲ اﻟﺟرح ،ﻫذا اﻟﺗﻣﺎﺛل اﻟﺻوﺗﻲ ﻛﺎن ﻟﻪ ﺟرس ،أﺣدﺛﻪ ﺗﻧﺎﻏم وﺟـود اﻟﻠﻔظﺗـﯾن ﻋﻠـﻰ
طرﻓ ــﻲ اﻟﻌﺟ ــز ،ﺑداﯾ ــﺔ وﻧﻬﺎﯾ ــﺔ )اﻟﻘﺎﻓﯾ ــﺔ( ،وﻛ ــﺄن اﻟﺷ ــﺎﻋر اﺷ ــﺗق اﻟﻛﻠﻣ ــﺔ اﻟﺛﺎﻧﯾ ــﺔ ﻣ ــن اﻷوﻟ ــﻰ،
ﻓﺻــﺎر اﻟﻛــﻼم )اﻟﻧﻌــﻲ( اﻟــذي ﺗ ـوارد ﻋﻠــﻰ ﺳــﻣﻌﻪ ﺟرﺣــﺎ داﻣﯾــﺎ ﻓــﻲ ﻛﺑــدﻩ ،وﻫــذا ﯾﺻــور ﻫــول
اﻟﻣوﻗف .
وﻣن اﻟﺟﻧﺎس اﻟﻧﺎﻗص ﻗوﻟﻪ أﯾﺿﺎ :
ﻧﺷﺟﻰ ﻟوادﯾك ،أم ﻧﺄﺳﻰ ﻟوادﯾﻧﺎ؟ ﯾﺎ ﻧﺎﺋﺢ اﻟطﻠﺢ أﺷﺑﺎﻩ ﻋوادﯾﻧﺎ
ﻓﺑﯾن )ﻋوادﯾﻧﺎ( اﻟﺗﻲ وﻗﻌت ﻋروﺿﺎ و)وادﯾﻧﺎ( اﻟﺗﻲ ﺟﺎءت ﺿرﺑﺎ ،ﺟﻧﺎس ﻧﺎﻗص ،ﻛﺎن ﻗد
ﺷ ّﻛل ﺗﺻرﯾﻌﺎ ﻓﻲ اﻟﺑﯾت ﻣﺣدﺛﺎ ﻣوﺳﯾﻘﻰ اﻟﻣدﺧل ،ﺣﯾث اﻻﺳﺗﻬﻼل ﺑﺣوار اﻟﺷﺎﻋر ﻣﻊ ﻧﺎﺋﺢ
اﻟطﻠﺢ ،ﻣﺳﺗﺄﻧﺳﺎ ﺑﻪ ؛ إذ ﻫو ﺷﺑﯾﻬﻪ ﻓﻲ ﻣﺻﺎﺑﻪ ،واﻟﻣﺻﺎﺋب ﯾﺟﻣﻌن اﻟﻣﺻﺎﺑﯾن .ﻓﺗﺷﺎﺑﻪ
اﻟﻌواﺋد ﯾﻔﺿﻲ إﻟﻰ ﺗﺷﺎﺑﻪ اﻟوادﯾﯾن وﻓق رﻣزﯾﺔ اﻟﻣﻛﺎن .
وﻛذﻟك اﻟﺟﻧﺎس اﻟﻧﺎﻗص ﺑﯾن )ﯾﻧﺳﻲ و أﻧﺳﻲ ( ﻓﻲ ﻗوﻟﻪ :
أذﻛ ار ﻟﻲ اﻟﺻﺑﺎ وأﯾﺎم أُْﻧ ِﺳﻲ اﺧﺗﻼف اﻟﻧﻬﺎر واﻟﻠﯾل ُﯾْﻧ ِﺳﻲ
ﺑﯾن اﻟﻌروض واﻟﺿرب ،ﻣﺷﻛﻼ اﻟﺗﺻرﯾﻊ ﻓﻲ اﻟﺑﯾت ﺑﺈﯾﻘﺎع ﻣوﺳﯾﻘﻲ اﺳﺗﻬﻼﻟﻲ ،وﺣﯾﺛﻣﺎ ُو ِﺟد
اﻷﻧس ﻛﺎن ﻧﺳﯾﺎن اﻟﻬﻣوم واﻟﺗﺳﻠﻲ ﻋﻧﻬﺎ.
واﻟﺟﻧﺎس اﻟﻧﺎﻗص ﻓﻲ ﻗوﻟﻪ :
ﺎخ ﻟﺣس
ﺻ ُأو ﻏرﯾق ،وﻻ ُﯾ َ ﺎح ﺑطﺎف
ﺻ ُﻋرﻗت ﺣﯾث ﻻ ُﯾ َ
ـﺎخ ( وﻛﻠﯾﻬﻣــﺎ ﻣﻧﻔﯾﺗــﯾن ﺑـ ـ ﻻ ،اﻷوﻟــﻰ ﺗﺳــﺑق اﻟﻛﻠﻣــﺔ اﻟﺗــﻲ
ﺻـ ُـﺎح و ُﯾ َ
ﺻـ ُوذﻟــك ﺑــﯾن اﻟﻠﻔظﺗــﯾن ) ُﯾ َ
ـس ( ،ﻓــﻲ
ﺗﺗﺿــﻣن اﻟﻌــروض ) ﺑطــﺎف ( واﻟﺛﺎﻧﯾــﺔ ﺗﺳــﺑق اﻟﻛﻠﻣــﺔ اﻟﺗــﻲ ﺗﺗﺿــﻣن اﻟﺿــرب ) ﻟﺣـ ّ
ﺗوازن ﻣوﺳﯾﻘﻲ .
91
أﻧﺪﻟﺴﻴﺎت أﺣﻤﺪ ﺷﻮ ..ﺳﻤﺎ ﺎ ﺳﻠﻮ ﻴﺔ
ﻣﻣــﺎ ﺗﻣﯾ ــزت وﺷــرﻓت ﺑــﻪ اﻟﻠﻐــﺔ اﻟﻌرﺑﯾــﺔ ،ﻫــو ذﻟ ــك اﻟﺗﻧظــﯾم اﻟﺗرﻛﯾﺑــﻲ اﻟﻌﺟﯾــب ،ﻣﻣ ــﺎ ﺟﻌــل
اﻟﻣﺑﺎﺣ ـ ــث ،واﻟﻣوﺿ ـ ــوﻋﺎت ﺗﺗﻌ ـ ــدد ،وﺗﺗﻧ ـ ــوع ،وﺗُـ ــدرس ﺑﻧ ـ ــوع ﻣ ـ ــن اﻟﺗﻔﺻ ـ ــﯾل ،وﻣ ـ ــن ﺑ ـ ــﯾن ﻫ ـ ــذﻩ
اﻟﻣوﺿوﻋﺎت ﻧﺟد اﻟﺗﻘدﯾم واﻟﺗﺄﺧﯾر ،واﻟذي ﻧﺎل ﺣظﺎ واﻓ ار ﻣن اﻻﻫﺗﻣﺎم اﻟزاﺋد.
اﻟﺗﻘدﯾم واﻟﺗﺄﺧﯾر:
ُﯾﻌد ﺳﯾﺑوﯾﻪ ﻣن اﻟﻧﺣﺎة اﻷواﺋل اﻟذﯾن أﺷﺎروا إﻟﻰ ظﺎﻫرة اﻟﺗﻘدﯾم واﻟﺗﺄﺧﯾر ﻓﻲ ﻛﺗﺎﺑﻪ وذﻟـك
ﻓــﻲ ﻗوﻟــﻪ » :ﻫــذا ﺑــﺎب اﻟﻔﺎﻋــل اﻟــذي ﯾﺗﻌــداﻩ ﻓﻌﻠــﻪ إﻟــﻰ ﻣﻔﻌــول« ﻓﯾﻘــول » :ﻓــﺈن ﻗــدﻣت اﻟﻣﻔﻌــول
وأﺧــرت اﻟﻔﺎﻋــل ﺟــرى اﻟﻠﻔــظ ﻛﻣــﺎ ﺟــرى ﻓــﻲ اﻷول وذﻟــك ﻗوﻟــك ) :ﺿــرب زﯾــداً ﻋﺑــد ِ
اﷲ( ،ﻷﻧــك
إﻧﻣﺎ أردت ﺑﻪ ﻣؤﺧ ًار ﻣﺎ أردت ﺑﻪ ﻣﻘدﻣًﺎ وﻟم ﺗرد أن ﺗﺷﻐل اﻟﻔﻌل ﺑﺄول ﻣﻧـﻪ ٕوان ﻛـﺎن ﻣـؤﺧ ًار ﻓـﻲ
اﻟﻠﻔظ .ﻓﻣن ﻛﺎن ﺣد اﻟﻠﻔظ أن ﯾﻛون ﻓﯾﻪ ﻣﻘدﻣﺎً وﻫو ﻋرﺑـﻲ ﺟﯾـد ﻛﺛﯾـر ﻛـﺄﻧﻬم إﻧﻣـﺎ ﯾﻘـدﻣون اﻟـذي
)(1
ﺑﯾﺎﻧﻪ أﻫم ﻟﻬم وﻫو ﺑﺑﯾﺎﻧﻪ أﻏﻧﻰ ٕوان ﻛﺎﻧﺎ ﺟﻣﻌﯾًﺎ ﯾﻬﻣﺎﻧﻬم وﯾﻌﻧﯾﺎﻧﻬم«.
وﯾﻌرﻓﻪ ﻋﺑد اﻟﻘﺎدر اﻟﺟرﺟﺎﻧﻲ ﻓﻲ ﻛﺗﺎﺑﻪ دﻻﺋل اﻹﻋﺟﺎز ﺑﻘوﻟﻪ » :ﻫو ﺑﺎب ﻛﺛﯾـر اﻟﻔواﺋـد،
ﺟــم اﻟﻣﺣﺎﺳــن ،واﺳــﻊ اﻟﺗﺻــرف ،ﺑﻌﯾــد اﻟﻐﺎﯾــﺔ ،ﻻ ﯾ ـزال ﯾﻔﺗــر ﻟــك ﻋــن ﺑدﯾﻌــﻪ ،وﯾﻔﺿــﻰ ﺑــك إﻟــﻰ
ﻟطﯾﻔﺔ ،وﻻ ﺗزال ﺗرى ﺷﻌ ار ﯾروﻗك ﻣﺳﻣﻌﻪ ،وﯾﻠطف ﻟدﯾك ﻣوﻗﻌﻪ ،ﺛم ﺗﻧظر ﻓﺗﺟد ﺳﺑب أن راﻗك
)(2
وﺣول اﻟﻠﻔظ ﻣن ﻣﻛﺎن إﻟﻰ ﻣﻛﺎن«.
وﻟطف ﻋﻧدك أن ﺗﻘدم ﻓﯾﻪ ﺷﻲءُ ،
وأﻣﺎ ﻣﺣﻣد ﻣﻔﺗﺎح ﻓﺎﻋﺗﺑرﻩ » ظـﺎﻫرة أﺳـﻠوﺑﯾﺔ ،ﺗﻌﻧـﻲ ﺗﻐﯾﯾـر ﺗرﺗﯾـب اﻟﻌﻧﺎﺻـر اﻟﺗـﻲ ﯾﺗﻛـون
ﻣﻧﻬﺎ اﻟﺑﯾت ،ﺑﻣﻌﻧﻰ اﻟﻌدول ﻋن اﻷﺻـل اﻟﻌـﺎم اﻟـذي ﯾﻘـوم ﻋﻠﯾـﻪ ﺑﻧـﺎء اﻟﺟﻣﻠـﺔ اﻟﻌرﺑﯾـﺔ واﻟﺗﺷـوﯾش
)(3
ﻋﻠﻰ رﺗﺑﺗﻬﺎ« .
-1ﺳﯾﺑوﯾﻪ ،اﻟﻛﺗﺎب،ج ،1ﺗﺣﻘﯾق وﺷرح :ﻋﺑد اﻟﺳﻼم ﻣﺣﻣد ﻫﺎرون ،ﻣﻛﺗﺑﺔ اﻟﺧﺎﻧﺟﻲ ،اﻟﻘﺎﻫرة ،ط1988 ،3م ،ص.34
-2ﻋﺑد اﻟﻘﺎﻫر اﻟﺟرﺟﺎﻧﻲ ،دﻻﺋل اﻹﻋﺟﺎز ،،ﺗﺣﻘﯾق ﻣﺣﻣود ﺷﺎﻛر أﺑو ﻓﻬر ،دار اﻟﻣدﻧﻲ،ﺟدة ،ط3،1992م ،ص..106
ُ -3ﯾﻧظر :ﻣﺣﻣد ﻣﻔﺗﺎح ،ﺗﺣﻠﯾل اﻟﺧطﺎب اﻟﺷﻌري ،اﻟﻣرﻛز اﻟﺛﻘﺎﻓﻲ اﻟﻌرﺑﻲ ،اﻟدار اﻟﺑﯾﺿﺎء ،ط1،1985م ،ص.76
92
أﻧﺪﻟﺴﻴﺎت أﺣﻤﺪ ﺷﻮ ..ﺳﻤﺎ ﺎ ﺳﻠﻮ ﻴﺔ
ﻻ ﺷك أن اﻟﺗﻘدﯾم واﻟﺗﺄﺧﯾر ﻟﻪ أﺛر ﻣﻬم ﻓﻲ أﺳﻠوب اﻟﺷﺎﻋر ،ﻓﻘد اﺳﺗﻌﻣﻠﻪ اﻟﺷﻌراء واﻟﻛﺗـﺎب
ﻻﺳﺗﻣﺎﻟﺔ ﻣﺷﺎﻋر اﻟﻘراء ٕواﯾﺻﺎل اﻟﻣﻌﺎﻧﻲ ﺑطرق ﻣﺧﺗﺻرة.
» إن اﻟدﻻﻟﺔ اﻟﻣﺗوﺧﺎة ﻣـن اﻟﺗﻘـدﯾم واﻟﺗـﺄﺧﯾر ﻫـﻲ دﻻﻟـﺔ ﺗﻌﺗﻣـد ﻋﻠـﻰ اﻟـذوق ،ﻻ ﺗﻘﺑـل اﻟﺗﻘﻌﯾـد
أو اﻟﺗﻌﻠﯾــل اﻟﻣﻧطﻘ ــﻲ ،ﺷ ــﺄﻧﻬﺎ ﻓــﻲ ذﻟ ــك ﺷــﺄن اﻟﻧﻐﻣ ــﺔ اﻟﻣوﺳ ــﯾﻘﯾﺔ ،أو اﻟﻠوﺣــﺔ اﻟزﯾﺗﯾ ــﺔ ،ﺗﺣﺑﻬ ــﺎ أو
)(1
ﺗﻛرﻫﻬﺎ ﺛم ﻻ ﺗﺳﺗطﯾﻊ أن ﺗرﺟﻊ ذﻟك إﻻ إﻟﻰ اﻟذوق«.
وﯾﻌد اﻟﺗﻘدﯾم واﻟﺗﺄﺧﯾر ﻣن اﻷﺳﺎﻟﯾب اﻟﺗﻲ ﺗﻛﺷف ﻣوﻫﺑﺔ اﻟﺷﺎﻋر اﻟﺣﻘﯾﻘﯾـﺔ ﻓﻬـو ﺗﻌﺑﯾـر ﺣﻘﯾﻘـﻲ
ﯾظﻬر ﺗﺟرﺑﺔ اﻟﺷﺎﻋر ،وﻣدى ﺗﺄﺛرﻩ ﺑﻣوﻗف ﻣن ﻣواﻗف اﻟﺣﯾﺎة اﻟﻣﺗﻌددة.
وﻣن أﻣﺛﻠﺔ اﻟﺗﻘدﯾم واﻟﺗﺄﺧﯾر ﻓﻲ أﻧدﻟﺳﯾﺎت ﺷوﻗﻲ » ﻧﻼﺣظ ﺗﻘدﯾم اﻟﺟﺎر واﻟﻣﺟرور ﺣﯾث ﻛﺎﻧﺎ
ﯾﺣﺗﻼن ﺻدارة اﻟﺻدر أو ﺻدارة اﻟﻌﺟز (2)«.وﻣن أﻣﺛﻠﺔ ذﻟك اﻟﺑﯾﺗﯾن اﻟﺗﺎﻟﯾﯾن:
)(3
وﻣﺎ دﺧﻠت ﻟﺣﻣﺎً ،وﻻ ﻻﻣﺳت ﻋظﻣﺎ" اﻟﻘﻠب ﱠأو َل َو ْﻫـﻠَ ِﺔ
َ ﻣن اﻟﻬﺎﺗﻛﺎت
)(4
ﻋـﻠﻰ ﻧزﻻء اﻟدﻫـر ﺑﻌدك أو ﻋﻠﻣﺎ". اﻟدﻫر ﺣﻛﻣ ًﺔ
َ " وﻻ ُﺧْﻠ َد ﺣﺗﻰ ﺗﻣﻸَ
وﻧﺟد ﺗﻘدﯾم اﻟﺟﺎر واﻟﻣﺟرور ﻋﻠﻰ اﻟﻔﺎﻋل ﻓﻲ اﻟﺑﯾت اﻟﻘﺎﺋل:
")(5
ﺷﺧﺻﻪ ﺳﺎﻋ ًﺔ ،وﻟم ﯾﺧ ُل ﺣﺳﱢﻲ
ُ " ﺷﻬد اﷲُ ،ﻟم ﯾﻐب ﻋن ﺟﻔوﻧﻲ
ﺣﯾث ﻗدم ﺣﺎﺳﺔ اﻟرؤﯾﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻣرﺋﻲ ﻟﯾﺿﺎﻋف اﻹﺣﺳﺎس ﺑﺄﻟم اﻟﻐﯾﺎب و اﻟﻔﻘد.
وأﻣﺎ اﻟﺑﯾت :
)(6
أو أﺳﺎ ُﺟرَﺣﻪ اﻟزﻣﺎن اﻟﻣؤﺳﱢﻲ؟" اﻟﻘﻠب ﻋﻧﻬﺎ
ُ ﻣﺻر ،ﻫل ﺳﻼ
َ ﻼ
" وﺳ َ
ﻧﺟـد أﻧـﻪ ﻗـدم اﻟﻣﻔﻌـول ﺑـﻪ ﺟرَﺣـﻪ ﻋﻠـﻰ اﻟﻔﺎﻋـل اﻟزﻣـﺎن ﺣﯾـث ﻗـدم اﻟﺟـرح ﻋﻠـﻰ اﻟزﻣـﺎن اﻟـذي
ﻣن ﺷﺄﻧﻪ أن ﯾﻧﺳﻲ اﻟﻣرء ﺟراﺣﻪ ﻟﯾؤﻛد أن ﺟرﺣﻪ ﺑﺎق وﻣﺗﺟدد .
-1ﺗﻣﺎم ﺣﺳن ،اﻷﺻول ،ﻋﺎﻟم اﻟﻛﺗب ،اﻟﻘﺎﻫرة د.ط2000 ،م ،ص .317
-2ﻣﺣﻣد اﻟﻬﺎدي اﻟطراﺑﻠﺳﻲ ،ﺧﺻﺎﺋص اﻷﺳﻠوب ﻓﻲ اﻟﺷوﻗﯾﺎت ،ص.284
-3أﺣﻣد ﺷوﻗﻲ ،اﻟﺷوﻗﯾﺎت،ج ،2ص .146
-4اﻟﻣﺻدر اﻟﺳﺎﺑق ،ص.147
-5اﻟﺷوﻗﯾﺎت ،أﺣﻣد ﺷوﻗﻲ،ج ،1ص.46
-6اﻟﻣﺻدر ﻧﻔﺳﻪ ،ﻧﻔس اﻟﺻﻔﺣﺔ.
93
أﻧﺪﻟﺴﻴﺎت أﺣﻤﺪ ﺷﻮ ..ﺳﻤﺎ ﺎ ﺳﻠﻮ ﻴﺔ
اﻻﺳﺗﻔﻬﺎم:
ُﯾﻌد اﻻﺳﺗﻔﻬﺎم ﻓﻲ ﻋرف اﻟﺑﻼﻏﯾﯾن ﻣن اﻷﺳﺎﻟﯾب اﻟﻠﻐوﯾﺔ ذات اﻵﻟﯾﺎت اﻟﻔﺎﻋﻠﺔ ﻓﻲ ﺗوﺟﯾﻪ
اﻟﻣﻌﻧـﻰ اﻟﺑﻼﻏــﻲ وﻟﻬــذﻩ اﻵﻟﯾـﺔ أدوات ﺗﻌﻣــل ﺑﻬــﺎ وﻫـﻲ اﻟﻬﻣـزة وﻫــل وﻫﻣـﺎ ﺣرﻓــﺎن ،و ﻣــﺎ وﻣــن
وﻣﺗﻰ وأﯾن وأﯾﺎن وأﻧﻰ وﻛﯾف وﻛم وأي وﻫﻲ أﺳﻣﺎء.
ورد اﻻﺳــﺗﻔﻬﺎم ﻛﺛﯾ ـ ار ﻓــﻲ أﻧدﻟﺳــﯾﺎت ﺷــوﻗﻲ وﻫــو ﻣطﻠــق ﻻ ﯾرﺟــﻰ ﻣــن وراءﻩ ﺟ ـواب ﻷﻧــﻪ ﻓــﻲ
اﻷﻏﻠب ﯾﻛون اﻟﻣﺳﺗﻔﻬم ﺟﺎﻣدا أو ﻣﺧﺎطﺑﺎ ﻏﯾر ﻣﻌﯾن وﻣن أﻣﺛﻠﺔ ذﻟك:
)(2
ت َﺟﻧﺎﺣك ﺟﺎﻟت ﻓﻲ ﺣواﺷﯾﻧﺎ"؟
ﻗﺻ ْ
ﱠ ﯾدا ﻏﯾر ﱠ
أن ً ص ﻋﻠﯾﻧﺎ َ
"ﻣﺎذا ﺗﻘُ ﱡ
اﻻﺳﺗﻔﻬﺎم ﻫﻧﺎ ﺟﺎء ﻟﯾﺿﺎﻋف إﺣﺳﺎﺳﻧﺎ ﺑﺣزن اﻟﺷﺎﻋر ،وﻟوﻋﺗﻪ ﻓﻲ ﻏرﺑﺗﻪ ،وذﻟك ﻣن ﺧﻼل
اﻟﻣطﺎﺑﻘﺔ ﺑﯾن ﺣﺎل اﻟﺷﺎﻋر اﻟﻣﺣزون وﺣﺎل اﻟﺣﻣﺎم اﻟﻧﺎﺋﺢ ،أو ﺑﯾن ﻣﺣروق اﻟﺣﺷﺎ وﻣﻘﺻوص
اﻟﺟﻧﺎح ،وﻷن ﺣﺎﻟﯾﻬﻣﺎ واﺣدة ﻟم ﯾﻛن ﻧﺎﺋﺢ اﻟطﻠﺢ ﻟﯾﺟد ﺟدﯾدا ﻣﺧﺗﻠﻔﺎ ﯾﻣﻛن أن ﯾﻘﺻﻪ.
)(1
ﻧﺷﺟﻰ ﻟوادﯾك أم ﻧﺄﺳﻰ ﻟوادﯾﻧﺎ"؟ اﻟطﻠﺢ أﺷﺑﺎﻩٌ ﻋوادﯾﻧﺎ
ِ " ﯾﺎ ﻧﺎﺋﺢ
أدى اﻻﺳﺗﻔﻬﺎم ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟﻣﻘدﻣﺔ ﻣﻌﻧﻰ اﻟﺗﻔﺟﻊ ﻓﻧﺑﻪ ﻟﻣﺎ ﺳﯾﻘوم ﻓﻲ ﺑﻘﯾﺔ اﻷﺑﯾﺎت ﻣن ﺣ اررة
ﻷن اﻟﺗﻔﺟﻊ أﻗﺻﻰ ﺣد ﻓﻲ اﻟﺗﺄزم وﻫذا أﺣد أﺳﺑﺎب روﻋﺔ اﻟﻘﺻﯾدة.
اﺳﺗﺧدم ﺷوﻗﻲ أﺳﺎﻟﯾب اﻻﺳﺗﻔﻬﺎم ﻟﯾﻌﺑر ﻋن ﺻدق ﺣﻧﯾﻧﻪ ،وﺷدة ﺷوﻗﻪ وﻫروﺑﺎ ﻣن ﺷﺑﺢ
اﻟﻐرﺑﺔ ،ﻓﻛﺎن ﯾﺳﺗﺧدم ﻓﻲ اﻟﺑﯾت اﻟواﺣد ﻧﻔس اﻷداة ﻣرﺗﯾن ﺣﯾث ﯾﻘول:
)(2
ﺟﻧﺑﻲ!ﻛم ﯾﺳﯾ ُل؟وﻛم َﯾ ْد َﻣﻰ"؟
ﻓﯾﺎ َوْﯾ َﺢ ْ اﻧزَوى
اﻟﺟﻧب و َ
ُ " ﻓﻣﺎ ﻫﺗﻔﺎ ﺣﺗﻰ َﻧ َاز
ﻟﻘد اﺳﺗﺧدم اﻷداة اﻻﺳﺗﻔﻬﺎﻣﯾﺔ )ﻛم( ﻣرﺗﯾن ،ووظﻔﺎ ﻓﻲ ﺑﯾت واﺣد ،ﺣﯾث ﯾﺗﻌﺟب ﺷوﻗﻲ ﻣن
ﺟرﺣﻪ زﻣن ﺷدة ﺳﯾﻼﻧﻪ وﻧزﯾﻔﻪ.
اﻣﺗطﻰ ﺷوﻗﻲ أﺳﻠوب اﻻﺳـﺗﻔﻬﺎم ﺑﺎﺛـﺎ ﻣـن ﺧﻼﻟـﻪ ﻟواﻋﺟـﻪ ﺑﺳـﺑب اﻟﻐرﺑـﺔ واﺷـﺗداد اﻟﺣﻧـﯾن ﺑـﻪ،
ﻓﻌﺑر ﻣن ﺧﻼل اﻻﺳﺗﻔﻬﺎم ﻋن إﺣﺳﺎﺳﻪ وﻣن أﻣﺛﻠﺔ ذﻟك ﻗوﻟﻪ :
)(3
أو أﺳﺎ ﺟرﺣﻪ اﻟزﻣﺎن اﻟﻣؤﺳﻲ"؟ " وﺳﻼ ﻣﺻر ﻫل ﺳﻼ اﻟﻘﻠب ﻋﻧﻬﺎ
ﻓﻬﻧــﺎ ﯾطﻠــب ﺷــوﻗﻲ ﻣــن ﺻــﺎﺣﺑﯾﻪ اﻟــذﯾن ﺗﺧﯾﻠﻬﻣــﺎ ﺑــﺄن ﯾﺳــﺄﻻ ﻣﺻــر ﺳ ـؤاﻻ ﺧــرج ﻋــن ﻣﻌﻧــﺎﻩ
اﻷﺻــﻠﻲ وأﻓــﺎد اﻟﻧﻔــﻲ ،ﻫــل ﻧﺳــﻲ ﻗﻠﺑــﻪ ﻣﺻــر وﻫــل ﺑﻣﻘــدورﻩ اﻟﺻــﺑر ﻋﻠــﻰ اﻟﺑﻌــد واﻟﻐرﺑــﺔ وﻫــل
ﯾﺳﺗطﯾﻊ اﻟزﻣﺎن أن ﯾﻌﺎﻟﺞ ﺟراﺣﻪ اﻟﺗﻲ ﺳﺑﺑﻬﺎ اﻟرﺋﯾس ﻏرﺑﺗﻪ ﻋﻧﻬﺎ.
- 1اﻟﻣﺻدر اﻟﺳﺎﺑق
-2أﺣﻣد ﺷوﻗﻲ ،اﻟﺷوﻗﯾﺎت ،ج ،2ص.146
-3اﻟﻣﺻدر ﻧﻔﺳﻪ ،ص.46
95
أﻧﺪﻟﺴﻴﺎت أﺣﻤﺪ ﺷﻮ ..ﺳﻤﺎ ﺎ ﺳﻠﻮ ﻴﺔ
واﺳﺗﻧﻛر ﻣن ﺧﻼل اﻻﺳﺗﻔﻬﺎم ﻗﺳوة اﻻﺳﺗﻌﻣﺎر وﺗﻌﺟب ﻣن وﻗوف اﻟﺑﺣر ﺣﺟـر ﻋﺛـرة ﻣﺎﻧﻌـﺎ
إﯾﺎﻩ اﻟﻌودة إﻟﻰ اﻟوطن وﺣرﻣﺎﻧﻪ اﻟﺗﻣﺗﻊ ﺑﺧﯾراﺗﻪ ،وﺗﺑﺎح ﻣﻠذاﺗﻪ إﻟﻰ اﻟﻐرﺑﺎء ﻣن ﻛل ﺟﻧس ﺣﯾـث
ﻗﺎل :
ﺑﻣﻧﻊ وﺣﺑس
ﻣوﻟﻌﺎ ٍ " ﯾﺎ اﺑﻧ َﺔ اﻟﯾ ﱢم ﻣﺎ ِ
ﻣﺎﻟﻪ ً أﺑوك ﺑﺧﯾ ٌل
)(1
ُح ،ﺣﻼ ٌل ﻟﻠطﯾر ﻣن ﻛل ﺟﻧس" اﻟدو
أﺣر ٌام ﻋﻠﻰ ﺑﻼﺑﻠﻪ ْ
» أﻣﺛﻠــﺔ اﻻﺳــﺗﻔﻬﺎم ﻛﺛﯾـرة ﻓــﻲ ﺷــﻌر ﺷــوﻗﻲ ،وظﻔﻬــﺎ ﺑــﺄﻛﺛر ﻣــن ﺻــﯾﻐﺔ ،وﻛـ ّـرر اﻷداة اﻟواﺣــدة
)(2
وﻧوﻋﻬﺎ أﻛﺛر اﻷﺣﯾﺎن«.
ﻓﻲ اﻟﺑﯾت ﻣرﺗﯾن أﺣﯾﺎﻧﺎ ،ﱠ
اﻟﻧداء:
» ﻫو طﻠب إﻗﺑﺎل اﻟﻣدﻋو ﻋﻠﻰ اﻟداﻋﻲ ﺑﺄﺣد ﺣروف ﻣﺧﺻوﺻﺔ ﯾﻧوب ﻛل ﺣرف ﻣﻧﻬﺎ
)(3
ﻣﻧﺎب اﻟﻔﻌل أدﻋو«
وﻫو »:طﻠب اﻟﻣﺗﻛﻠم إﻗﺑﺎل اﻟﻣﺧﺎطب ﻋﻠﯾﻪ ﺑﺣرف ﻧﺎﺋب ﻣﻧﺎب )أﻧﺎدي( اﻟﻣﻧﻘول ﻣن اﻟﺧﺑر
)(4
إﻟﻰ اﻹﻧﺷﺎء«.
وﺣروﻓﻪ ﻫﻲ اﻟﻬﻣزة وأي وﯾﺎ وآ وأﯾﺎ وﻫﯾﺎ و وا ،ﻋﻠﻰ أن دراﺳﺔ اﻟﻧداء ﻓﻲ اﻟﺟﺎﻧب اﻟﺗرﻛﯾﺑﻲ أﻣر
ﻏﺎﯾﺔ اﻷﻫﻣﯾﺔ.
ٕوان ﻛﺎن اﻟﻧداء ﻟﯾس ﻣﻘﺻودا ﺑذاﺗﻪ ٕواﻧﻣﺎ ﻫو ﺗﻧﺑﯾﻪ ﻟﻠﻣﺧﺎطب ﻟﯾﺻﻐﻲ اﻟﻰ ﻣﺎ ﯾﺟﺊ ﻣن
)(1
اﻟﻛﻼم اﻟﻣﻧﺎدى ﻟﻪ«.
وﯾﺳــﺗﻌﻣل ﺷــوﻗﻲ أﺳــﻠوب اﻟﻧــداء ﻛﺛﯾـ ار وﯾﺳــﺗﻬل ﺑــﻪ ﻗﺻــﺎﺋدﻩ اﻟطـوال ﻓﻬــو أداة ﺗﻧﺷــﯾط ﻟــﻧﻔس
اﻟﻣﺗﻠﻘ ــﻲ وﺗﻬﯾﺋ ــﺔ ﻟط ــول ﻧﻔ ــس اﻟﺷ ــﺎﻋر واﻟﻧ ــداء ﻋﻧ ــد ﺷ ــوﻗﻲ أﺳ ــﻠوب ﻣ ــن أﺳ ــﺎﻟﯾب اﻻﺳ ــﺗﻬﻼل
اﻟﻣﻬﻣــﺔ.ﻓﯾﺳــﻬم ﻓــﻲ ﺗﺻــوﯾر أزﻣــﺔ اﻟﺷــﺎﻋر ﻓــﻲ ﻣﻘدﻣــﺔ اﻟﻘﺻــﯾدة ﺗﻣﻬﯾــدا ﻟﺗﻔﺻــﯾﻠﻬﺎ ﻓﯾﻣــﺎ ﯾﻠــﻲ ﻣــن
أﺑﯾﺎت وﻣن أﻣﺛﻠﺔ ذﻟك:
)(2
ﻧﺷﺟﻰ ﻟوادﯾك ،أم ﻧﺄﺳﻰ ﻟوادﯾﻧﺎ"؟ اﻟطﻠﺢ،أﺷﺑﺎﻩٌ ﻋوادﯾﻧﺎ
ِ "ﯾﺎ ﻧﺎﺋﺢ
ﻗــد اﺳ ــﺗﻬل ﻗﺻــﯾدﺗﻪ ﺑﻧ ــداء اﻟﺗﻔﺟ ــﻊ واﻟﻣﺄﺳ ــﺎة اﻟﺗ ــﻲ ﺣﻠ ــت ﺑ ــﻪ وﻫ ــذا ﻣ ــﺎ ﻧﻠﻣﺳ ــﻪ ﻓ ــﻲ اﻻﻣﺗ ــداد
اﻟﺻوﺗﻲ ﻓﻲ ﺣـرف اﻟﻧـداء اﻟـذي ﯾﻼﺋـم اﻟﺣـزن واﻷﻟـم اﻟـذي اﻋﺗﺻـر ،ﻓﯾوﺟـﻪ ﻧـداءﻩ ﻟﻣـن ﯾﺷـﺎرﻛﻪ
ذﻟك اﻟﻔراق اﻟﻘﺎﺳﻲ ﻓﻛﻼﻫﻣﺎ اﺷﺗرك ﻓﻲ ﻣﺻﯾﺑﺔ اﻟﻔراق واﻟﺑﻌد ﻋن اﻟوطن.وﻣن ذﻟك اﻟﺣﻧﯾن ﻧﺟد
ﻣﺧﺎطﺑﺗﻪ ﻟﻠﺑرق ﻓﻬو اﻟذي ﯾﻧﻘل ﻟﻪ اﻷﺧﺑﺎر ﻋن وطﻧـﻪ وﯾﺧﻔـف ﻋﻧـﻪ ﻟوﻋـﺔ اﻟﻔـراق واﻟﺣـزن ﺣﯾـث
ﯾﻘول:
)(3
وﯾﻬﻣﻲ ﻋن ﻣﺂﻗﯾﻧﺎ"
ﺑﻌد اﻟﻬدوء َ ي اﻟﺑرق ﯾرﻣﻲ ﻋن ﺟواﻧﺣﻧﺎ
" ﯾﺎ ﺳﺎر َ
)(4
ﻋﻬد اﻟوﻓﺎء ٕوان ﻏﺑﻧﺎ ﻣﻘﯾﻣﯾﻧﺎ" ﯾﺎ ﺳﺎﻛﻧﻲ ﻣﺻر إﻧﺎ ﻻ ﻧزال ﻋﻠﻰ
إن ﻫـذا اﻟﺑﯾــت ﯾﺣﻣـل ﻧــداء ﯾﻔــﯾض ﺑـﺎﻟﺣﻧﯾن ﻟﻣﺻــر ،وأﻫﻠﻬـﺎ وﻧﯾﻠﻬــﺎ وﻣــﺎ أﻛﺛـر ﻧــداءات ﺷــوﻗﻲ
اﻟﺗﻲ ﺗظﻬر ﻟﻧﺎ ﻋظم اﻟﺣب ،واﻟﺷوق ،واﻟﺣﻧﯾن ﻓﻲ ﻗﻠـب ﺷـوﻗﻲ وﺧﺎﺻـﺔ ﻓـﻲ أﻧدﻟﺳـﯾﺎﺗﻪ اﻟﻣﻣﻠـوءة
ﺑﺎﻟوﺟد ،واﻟﺣﻧﯾن ،وﻣﺎ أﺻدق اﻟﺑﯾت اﻟﺗﺎﻟﻲ ﻓﻲ ذﻟك:
)(1
وﻣن َﻣﺻون ﻫواﻫم ﻓﻲ ﺗﻧﺎﺟﯾﻧﺎ" ﻧﻐﺎر ﻋﻠﯾﻬم ﻣن ﺿﻣﺎﺋرﻧﺎ
" ﯾﺎ ﻣن ُ
-1ﻗﯾس إﺳﻣﺎﻋﯾل اﻷوﯾﺳﻲ ،أﺳﺎﻟﯾب اﻟطﻠب ﻋﻧد اﻟﻧﺣوﯾﯾن واﻟﺑﻼﻏﯾﯾن ،و ازرة اﻟﺗﻌﻠﯾم اﻟﻌﺎﻟﻲ واﻟﺑﺣث اﻟﻌﻠﻣﻲ ،ﺟﺎﻣﻌﺔ
ﺑﻐداد1988،م،ص.218
-2أﺣﻣد ﺷوﻗﻲ ،اﻟﺷوﻗﯾﺎت،ج ،2ص.104
-3اﻟﻣﺻدر ﻧﻔﺳﻪ ،ص.105
-4اﻟﻣﺻدر ﻧﻔﺳﻪ ،ص.288
97
أﻧﺪﻟﺴﻴﺎت أﺣﻤﺪ ﺷﻮ ..ﺳﻤﺎ ﺎ ﺳﻠﻮ ﻴﺔ
اﻷﻣــــــــر:
ﻫو "طﻠب اﻟﻔﻌل ﻋﻠﻰ وﺟﻪ اﻻﺳﺗﻌﻼء واﻹﻟزام وﯾﻘﺻد ﺑﺎﻻﺳﺗﻌﻼء أن ﯾﻧظر اﻵﻣر ﻟﻧﻔﺳﻪ
ﻋﻠﻰ أﻧﻪ أﻋﻠﻰ ﻣﻧزﻟﺔ ﻣﻣن ﯾﺧﺎطﺑﻪ أو ﯾوﺟﻪ اﻷﻣر إﻟﯾﻪ ،ﺳواء أﻛﺎن أﻋﻠﻰ ﻣﻧزﻟﺔ ﻣﻧﻪ ﻓﻲ اﻟواﻗﻊ
)(2
أم ﻻ".
واﻷﻣر » أﺳﻠوب إﻧﺷﺎﺋﻲ أﻛﺛر ﻣﻣﺎ ﻫو ﻓﻌل ﻟﯾس ﻓﻌﻼ ﺣﻘﯾﻘﯾﺎ إذ ﻻ ﯾدل ﻋﻠﻰ ﺣدث ﺑﻘدر ﻣﺎ
)(3
ﯾدل ﻓﻲ اﻷﺻل ﻋﻠﻰ طﻠب اﻟﻘﯾﺎم ﺑﺣدث«.
ﻟﺟــﺎ ﺷــوﻗﻲ ﻷﺳــﻠوب اﻷﻣــر ﻓــﻲ أﻧدﻟﺳــﯾﺎﺗﻪ ﻟﯾﺗﺳــﻧﻰ ﻟــﻪ اﻟﺗﻌﺑﯾــر ﻋــن ﻣﻌﺎﻧﺎﺗــﻪ ﻣــن آﻻم اﻟﻐرﺑــﺔ
وﯾﺟﺳد أﺷواﻗﻪ وﺣﻧﯾﻧﻪ ﻟﻣﺎ ﯾﺗﻣﺗﻊ ﺑﻪ أﺳوب اﻷﻣر ﻣن ﻣروﻧﺔ ﻓﻲ وﺻف اﻟﻣﻌﺎﻧﺎة ،واﻟﺗﻌﺑﯾر ﻋﻣـﺎ
ﯾﺣس ﺑﻪ ﺗﺟﺎﻩ ذﻛرﯾﺎﺗﻪ ،واﻷﻣﺎﻛن اﻟﻣﺣﺑﺑﺔ ﻟﻪ وﻣﻣن أﻣﺛﻠﺔ ذﻟك ﻗوﻟﻪ:
)(4
واﻧزل ﻛﻣﺎ ﻧزل اﻟطل اﻟرﯾﺎﺣﯾﻧﺎ "ﻓﻘف إﻟﻰ اﻟﻧﯾل ،واﻫﺗف ﻓﻲ ﺧﻣﺎﺋﻠﻪ
ﻓﻬــذا طﻠــب ﻣــن ﺷــوﻗﻲ ﻟﺻــﺎﺣب ﻣﺗﺧﯾــل ﯾــﺄﻣرﻩ ﻓﯾــﻪ أن ﯾﻘــف إﻟــﻰ ﻣﻛــﺎن ﻣﺣﺑــب ﻟــﻪ ﻓــﻲ وطﻧــﻪ
ﻣﺻر وﻫو ﻧﻬر اﻟﻧﯾل ﻟﯾﻌﯾد ﻋﻠﯾﻪ ﺻدى اﻟﺳﻌﺎدة اﻟﻐﺎﻣرة اﻟﺗﻲ ﺷـﻣﻠﺗﻪ ﺑﺄﻛﻧﺎﻓـﻪ ﻋﻧـدﻣﺎ ﻛـﺎن ﯾﺗـﻧﻌم
ﻓﻲ وطﻧﻪ
اﻋﺗﻣـد ﺷــوﻗﻲ ﻋﻠــﻰ أﺳـﻠوب اﻷﻣــر اﻟﺗﻣﺎﺳــﺎ ﻟـذﻟك اﻟﻣﺎﺿــﻲ اﻟﺟﻣﯾــل وﺣﻧﯾﻧـﺎ ﻟﺗﻠــك اﻷﯾــﺎم ﺣﯾــث
ﺟﺎء اﻷﻣر ﻓﻲ ﻫذا اﻟﺑﯾت ﺑﺛﻼﺛـﺔ أﻓﻌـﺎل )ﻗـف ،اﻫﺗـف ،اﻧـزل( وﺗﻛـرار أﻓﻌـﺎل اﻷﻣـر ﯾـدل ﻋﻠـﻰ
ﺗﻠﻬف اﻟطﺎﻟب ﻋﻠﻰ طﻠﺑﻪ ﻣن اﻟﺷﺧص اﻟﻣطﻠوب ﻣﻧﻪ.
ﻟﺟــﺄ ﺷــوﻗﻲ ﻷﺳــﻠوب اﻷﻣــر ﻟﯾﺗﺳــﻧﻰ ﻟــﻪ اﻟﺗﻌﺑﯾــر ﻋﻣــﺎ ﯾﻌﺎﻧﯾــﻪ ﻣــن آﻻم اﻟﻐرﺑــﺔ وﯾﺟﺳــد أﺷ ـواﻗﻪ
وﺣﻧﯾﻧﻪ .وﻣن أﻣﺛﻠﺔ أﺳﻠوب اﻷﻣـر ﻛﺛﯾـرة ﻓـﻲ ﺷـﻌرﻩ وﻣـن ﺗﻠـك اﻷﻣﺛﻠـﺔ ﻋﻠـﻰ ﻫـذا اﻷﺳـﻠوب ﻗوﻟـﻪ
ﻓﻲ ﺣﻧﯾﻧﻪ إﻟﻰ ﻣﺻر :
)(1
ﺻورت ﻣن ﺗﺻورات وﻣس" وﺻﻔﺎ ﻟﻲ ﻣﻼوة ﻣن ﺷﺑﺎب
ﻓﺷوﻗﻲ ﻓﻲ اﻟﺑﯾﺗﯾن اﻟﺳﺎﺑﻘﯾن ﻋﻣد إﻟﻰ أﺳﻠوب اﻷﻣر اﻟﺗﻣﺎﺳﺎ ﻟـذاك اﻟﻣﺎﺿـﻲ اﻟﺟﻣﯾـل وﺣﻧﯾﻧـﺎ
ﻟﺗﻠك اﻷﯾﺎم ﺣﯾث ﺟﺎء اﻷﻣر ﺑﻔﻌﻠﯾن ﻫﻣﺎ )اذﻛرا ،ﺻﻔﺎ(.
أﺳــﻠوب اﻷﻣــر ﻓ ــﻲ أﻧدﻟﺳــﯾﺎت ﺷــوﻗﻲ ﺣﻣ ــل ﺟــزءا ﻛﺑﯾ ـ ار ﻣــن ﺣﻧــﯾن اﻟﺷــﺎﻋر وأﺳ ــﻬم ﻓــﻲ إﺑـ ـراز
ﻋﺎطﻔﺗﻪ ﺣﯾث ﻗﺎل:
)(2
وأﺳﺎ ﺟرﺣﻪ اﻟزﻣﺎن اﻟﻣؤﺳﻲ" "وﺳﻼ ﻣﺻر ﻫل ﺳﻼ اﻟﻘﻠب ﻋﻧﻬﺎ
ﻓﻔﻲ ﻫذا اﻟﺑﯾت ﺑث ﺷوﻗﻲ أﺣﺎﺳﯾس اﻟﺣﻧﯾن وﺣرﻗﺔ اﻟﻐرﺑﺔ ،اﻟﺗﻲ ﻛﺎن ﯾﻛﺎﺑـدﻫﺎ طـوال ﺑﻌـدﻩ ﻋـن
وطﻧﻪ ،ﻓﻌﺑر ﻣن ﺧﻼل أﺳﻠوب اﻷﻣر ﻋن ﺑﻌض ﻣﺎ ﻋﺎﻧﺎﻩ.
وأﻣﺎ أﺳﻠوب اﻷﻣر اﻟذي اﺳﺗﺧدﻣﻪ ﻓﻲ ﻗﺻﯾدﺗﻪ اﻟﺗﻲ ﯾﺑﻛﻲ ﻓﯾﻬﺎ واﻟدﺗﻪ ﺣﯾن ﻗﺎل:
)(3
اﻟﺳ ﱠﻣﺎ "
ﻧدﯾﻣك ﺳﻘراط اﻟذي اﺑﺗدع ّ زﻣﺎن ،ﻓﺈﻧﻣﺎ
ع وﻧﺎول ﯾﺎ ُ
" ﻓﺄﺗر ْ
ﺣﺎول ﻣن ﺧﻼل أﺳﻠوب اﻷﻣـر أن ﯾﺳـﺗﺟﻣﻊ إرادﺗـﻪ اﻟﺗـﻲ ﻏﯾﺑﻬـﺎ ﺣﻧﯾﻧـﻪ إﻟـﻰ أﻫﻠـﻪ ووطﻧـﻪ وﻫـﺎ
ﻫو ﯾﺧﺎطب اﻟزﻣـﺎن وﯾـﺄﻣرﻩ أن ﯾزﯾـدﻩ ﻣـن اﻟﻬﻣـوم واﻷﺳـﻰ واﻟﺗﺻـﺎرﯾف ﻷﻧـﻪ ﺻـﺎر ﻻ ﯾﺑـﺎﻟﻲ ﻣـن
ﻛﺛرة ﺗﻠﻘﯾﻪ اﻟﺟراﺣﻲ واﻟﻣﺂﺳﻲ ،وﻣﺛل ﻧﻔﺳﻪ ﺑﺳﻘراط اﻟذي ﺗﻧﺎول وﺷـرب اﻟﺳـم ﺑﯾـدﻩ وﻟـم ﯾـرض أن
ﯾﻔر ﻛﺎﻟﺟﺑﺎن.واﺳﺗﻌﻣﺎﻟﻪ ﻟﻸﻣر ﻓﻲ ﻫذا اﻟﺑﯾت ُﯾﻌد وﺳﯾﻠﺔ ﻟﺗﻧﺷﯾط اﻟـﻧﻔس وﺣﺛﻬـﺎ ﻋﻠـﻰ اﻟﻼﻣﺑـﺎﻻة
ﺑﻣﺎ ﯾﺄﺗﻲ ﺑﻪ اﻟزﻣﺎن.
ج – اﻟﺗرﻛﯾب اﻟﻣﺟﺎزي:
اﻟﺗﺷﺑﯾﻪ:
ﻫو ﻟون ﻣن اﻷﻟـوان اﻟﻣﺟﺎزﯾـﺔ اﻟﺗـﻲ ﺷـﺎﻋت ﻓـﻲ اﻟﺑﻼﻏـﺔ اﻟﻘدﯾﻣـﺔ ،وﻷﻫﻣﯾﺗـﻪ ﻋﻧـدﻫم
ﺟﻌﻠـوﻩ أﺣد اﻟﻣﻘﺎﯾﯾس اﻟﺗﻲ ﻧﻌرف ﺑﻬﺎ ﺑراﻋﺔ اﻟﺷﺎﻋر وأﻓﺿﻠﯾﺔ اﻟﺷﻌر.
و ﯾﻘـوم اﻟﺗﺷـﺑﯾﻪ » ﻋﻠـﻰ اﻟﺗﻘرﯾـب ﺑـﯾن ﻗطﺑـﯾن،أو ﺑـﯾن ﺣﻘﯾﻘﺗـﯾن،ﺛم إظﻬـﺎر ﻓﯾﻣـﺎ ﯾﺷــﺗرﻛﺎن ﻣــن
ﺣﯾــث اﻟﻣﻌﻧــﻰ ،أو ﻓــﻲ ﺻــﻔﺔ ﻣــن اﻟﺻــﻔﺎت،واﻟﻌﻼﻗﺔ ﺑﯾﻧﻬﻣــﺎ ،ﺣﯾــث ﻣــن اﻟﻣﻌــروف أﻧ ــﻪ ﯾﺷــﺗرط
ﻓ ــﻲ اﻟﻌﻼﻗ ــﺔ ﺑ ــﯾن اﻟﺣﻘﯾﻘﺗ ــﯾن أن ﺗﻛ ــون ﻋﻼﻗ ــﺔ ﺗﺑ ــﺎدل و اﺷ ــﺗراك و ﻻ ﺗﻛ ــون أﺑ ــدا ﺣﻘﯾﻘ ــﺔ ﻣ ــن
اﻟﺣﻘﯾﻘﺗـﯾن ﻫﻲ ذاﺗﻬﺎ اﻟﺣﻘﯾﻘـﺔ اﻷﺧرى«).(1
ﺑــﯾن طرﻓــﻲ اﻟﺗﺷــﺑﯾﻪ ،إﻟــﻰ ﺟﺎﻧــب ﻋﻼﻗــﺔ اﻟﺗــﺄﺛﯾر و اﻟﺗــﺄﺛر ﺑــﯾن طرﻓــﻲ اﻟﺻــورة
ﯾﻌﺗﺑر» اﻟﺗﺷﺑﯾﻪ اﻟرﻛن اﻷول ﻣن أرﻛﺎن ﻋﻠم اﻟﺑﯾـﺎن واﻟﻣﻼﺣـظ اﻧـﻪ ﻛﺛﯾـر اﻟـورود ﻓـﻲ ﻛـﻼم
اﻟﻌــرب ﻷﻧــﻪ ﻣــن اﻟوﺳــﺎﺋل اﻟﺗــﻲ ﯾﺳــﺗﻌﯾن ﺑﻬــﺎ اﻷدﺑــﺎء ﻋﻠــﻰ ﺗﺻــوﯾر اﻷﺷــﯾﺎء ٕواﺑرازﻫــﺎ ﻓــﻲ أﺣﺳــن
اﻟﺻــور وأﺑﻬﺎﻫــﺎ وأوﻻﻫــﺎ ﺑــﺎﻟﻘﺑول وأﺣﻘﻬــﺎ ﺑﺎﻟﻣﯾــل وأﺟﻣــﻊ اﻟﺑﻼﻏﯾــون ﻋﻠــﻰ أن اﻟﺗﺷــﺑﯾﻪ ﯾﻘــوم ﻋﻠــﻰ
- 1ﻧوارة وﻟد أﺣﻣد ،ﺷﻌرﯾﺔ اﻟﻘﺻﯾدة اﻟﺛورﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﻠﻬب اﻟﻣﻘدس ،دار اﻷﻣل ﻟﻠطﺑﺎﻋﺔ واﻟﻧﺷر واﻟﺗوزﯾﻊ2008 ،م ،ص.93
100
أﻧﺪﻟﺴﻴﺎت أﺣﻤﺪ ﺷﻮ ..ﺳﻤﺎ ﺎ ﺳﻠﻮ ﻴﺔ
ﺑﯾــﺎن ﺗﺷــﺎﺑﻪ ﺑــﯾن ﺷــﯾﺋﯾن أو أﺷــﯾﺎء ﻓــﻲ ﺻــﻔﺔ أو أﻛﺛــر ﺑــﺄداة ﻫــﻲ اﻟﻛــﺎف أو ﻧﺣوﻫــﺎ ﻣﻠﻔوظــﺔ أو
ﻣﻠﺣوظﺔ «).(1
ُﯾﻌد اﻟﺗﺷﺑﯾﻪ ﻣن أﻗدم ﺻور اﻟﺑﯾﺎن ووﺳﺎﺋل اﻟﺧﯾﺎل وأﻗرﺑﻬﺎ إﻟﻰ اﻟﻔﻬم واﻷذﻫﺎن وﻫو ﻣن أﻛﺛر
اﻟﻔﻧــون دو ارﻧــﺎ ﻓــﻲ اﻟﺷــﻌر اﻟﻌرﺑــﻲ اﻟﻘــدﯾم وﻟــذﻟك اﻫــﺗم ﺑــﻪ اﻟﻧﻘــﺎد واﻟﺑﻼﻏﯾــون ووﺿــﻌوا اﻟد ارﺳــﺎت
ﻟﺑﯾـﺎن أﻧواﻋــﻪ وﺗوﺿــﯾﺢ ﻣﻘﺎﺻــدﻩ وﺟﻌﻠــﻪ ﻗداﻣــﺔ ﺑﺎﺑــﺎ ﻣــن أﺑـواب اﻟﺷــﻌر ﻷﻫﻣﯾﺗــﻪ وان ﻟـم ﯾﻛــن ﻓﻧــﺎ
ﻣن ﻓﻧون اﻟﻘول ﻣﺛـل اﻟﻐـزل واﻟﻣـدﯾﺢ واﻟﻬﺟـﺎء واﻟرﺛـﺎء ٕواﻧﻣـﺎ ﻫـو وﺳـﯾﻠﺔ ﻣـن وﺳـﺎﺋل اﻟﺗﻌﺑﯾـر ﻣﺛـل
اﻻﺳﺗﻌﺎرة واﻟﻛﻧﺎﯾﺔ .ﻓﺎﻟﺗﺷﺑﯾﻪ » ﻣن أﺷرف ﻛﻼم اﻟﻌرب وﻓﯾﻪ ﺗﻛون اﻟﻔطﻧﺔ واﻟﺑ ارﻋـﺔ ﻋﻧـدﻫم وﻫـو
ﺑﺣر اﻟﺑﻼﻏﺔ وﺳرﻫﺎ«).(2
ﻓﺎﻟﺗﺷﺑﯾﻪ إذن » ﺑﯾﺎن أن ﺷﯾﺋﺎ أو أﺷﯾﺎء ﺷﺎرﻛت ﻏﯾرﻫـﺎ ﻓـﻲ ﺻـﻔﺔ أو أﻛﺛـر ﺑـﺄداة ﻫـﻲ اﻟﻛـﺎف
)(3
أو ﻧﺣوﻫﺎ ﻣﻠﻔوظﺔ أو ﻣﻘدرة ﺗﻘرب ﺑﯾن اﻟﻣﺷﺑﻪ و اﻟﻣﺷﺑﻪ ﺑﻪ ﻓﻲ وﺟﻪ اﻟﺷﺑﻪ«.
» ﻓﻔﻲ اﻟﺑﯾت اﻟﺳﺎﺑق ﻋﻣد ﺷوﻗﻲ إﻟﻰ اﻟﺗﺷﺑﯾﻪ اﻟﺑﻠﯾـﻎ ﻓـﻲ ﻣوﺿـﻌﯾن )ﻧﻔﺳـﻲ ﻣرﺟـل( و )ﻗﻠﺑـﻲ
ـﺎدا اﻟﺳــﻔﯾﻧﺔ ﺑﺎﻟطﺎﻗــﺔ اﻟﺑﺧﺎرﯾــﺔ ﻟﯾﺳــﺎﻋدﻫﺎ ﻋﻠ ــﻰ
ﺷ ـراع( ﻓﻘــد ﺷــﺑﻪ ﻧﻔﺳــﻪ ﺑﺎﻟﻣرﺟــل اﻟــذي ﯾﻐﻠــﻲ ﻣـ ً
اﻹﺑﺣـﺎر ﺗﺟــﺎﻩ ﻣﺻــر وﻣﺷــﺑﻬﺎ ﻗﻠﺑـﻪ ﺑﺎﻟﺷـراع اﻟــذي ﺗﺣرﻛــﻪ اﻟرﯾـﺎح ﻟﯾﺳــﺎﻋد اﻟﺳــﻔﯾﻧﺔ إﻟــﻰ اﻟوﺻــول
إﻟﻰ ﺑﻠدﻩ ﻣﺻر وذﻟك ﺣﺗﻰ ﻟو ﺗﻌطﻠت اﻟﺳﻔﯾﻧﺔ اﻟﺑﺧﺎرﯾﺔ ﺗﺳﺗطﯾﻊ اﻟﺳﯾر ﺑﺎﻟﺷراع«).(5
- 1رﺟﺎء ﻋﺑﯾد ،ﻓﻠﺳﻔﺔ اﻟﺑﻼﻏﺔ ﺑﯾن اﻟﺗﻘﻧﯾﺔ واﻟﺗطور ،ﻣﻧﺷﺎة اﻟﻣﻌﺎرف ،ﻣﺻر ،ص.237
-2ﻋﺑد اﻟﻘﺎدر ﺣﺳﯾن ،اﻟﻘرآن واﻟﺻورة اﻟﺑﯾﺎﻧﯾﺔ ،ﻋﺎﻟم اﻟﻛﺗب -ﺑﯾروت ،ط1985 ،2م ،ص.7
-3ﻋﺑد اﻟﻌزﯾز ﻋﺗﯾق،ﻋﻠم اﻟﺑﯾﺎن ،دار اﻟﻧﻬﺿﺔ اﻟﻌرﺑﯾﺔ ،ﺑﯾروت ،ص.62
-4أﺣﻣد ﺷوﻗﻲ ،اﻟﺷوﻗﯾﺎت،ج ،2ص.46
-5ﯾﻧظرﻧﺿﺎل ﻋﻠﯾﺎن ﻋوﯾض اﻟﻌﻣﺎوي ،اﻟﻐرﺑﺔ واﻟﺣﻧﯾن ﻓﻲ ﺷﻌر أﺣﻣد ﺷوﻗﻲ ،ص.155
101
أﻧﺪﻟﺴﻴﺎت أﺣﻤﺪ ﺷﻮ ..ﺳﻤﺎ ﺎ ﺳﻠﻮ ﻴﺔ
ﻧﺟــد أﻧــﻪ ﺷــﺑﻪ ﻣﺻــر ﺑــﺎﻟﻌﯾن اﻟﻣﺗدﻓﻘــﺔ ﻓــﻲ ﺟﻧــﺎن اﻟــرﺣﻣن ﻟﺗﺳــﻘﻲ أﺑﻧﺎءﻫــﺎ اﻟﻣــﺎء اﻟﺳﻠﺳــﺑﯾل ﺣﯾــث
ﯾﻘول :
)(1
ﻋﯾن ﻣن اﻟﺧﻠد ﺑﺎﻟﻛﺎﻓور ﺗﺳﻘﯾﻧﺎ"
ٌ أﻏﺿت ﻋﻠﻰ ٍ
ﻣﻘﺔ "ﻟﻛن ﻣﺻر و إن ْ
ﻓﺎﻟذﻛرﯾﺎت اﻟﺟﻣﯾﻠﺔ ﻓﻲ ﻣﺻر ﻛﺎﻟﻧﻬر اﻟذي ﯾﻣد اﻟﺷﺎﻋر ﺑﺄﻣﯾﺎل ﻣن اﻟﺣﻧﯾن واﻟﺷوق ﻟﻠوطن.
وﻫﻛذا ﺗوﺿﺢ ﻟـدﯾﻧﺎ ﻣـن ﺑﻌـض أﺳـﺎﻟﯾب اﻟﺗﺷـﺑﯾﻪ ﻋﻧـد ﺷـوﻗﻲ ﻓـﻲ أﻧدﻟﺳـﯾﺎﺗﻪ ،أﻧﻬـﺎ ﺗﺷـﺎﺑﯾﻪ ﺑﺳـﯾطﺔ
ﺣﺳــﯾﺔ ،ﻏﯾــر أﻧــﻪ اﺳــﺗﺧدم اﻟﺗﺷــﺑﯾﻪ ﺑﻣﻬــﺎرة ﻋﺎﻟﯾــﺔ وذﻟــك ﻣﺎﺧــدم ﻫدﻓــﻪ وﻫــو إﯾﺻــﺎل ﻋواطﻔــﻪ
ﻟﻠﻣﺗﻠﻘﻲ.
اﻻﺳﺗﻌﺎرة :
اﻻﺳﺗﻌﺎرة ﻣن أﻫم ﻣﺎ ﯾﻣﯾز اﻟﻣوﻫﺑﺔ اﻟﺷﻌرﯾﺔ وﻻ ﯾـﺗﺣﻛم ﻓـﻲ اﺳـﺗﺧداﻣﻬﺎ إﻻ ﻓطﺎﺣـل اﻟﺷـﻌراء
ﻷﻧﻬــﺎ ﺻــﻌﺑﺔ اﻟﻣﻧــﺎل ﻋﻠــﻰ اﻟﻌﻘــول اﻟﻌﺎدﯾــﺔ اﻟﺗــﻲ ﯾﻌوزﻫــﺎ اﻟﺧﯾــﺎل .وﻗــد أﺟﻣــﻊ اﻟﺑﻼﻏﯾــون ﻋﻠــﻰ
ﺗﻌرﯾــف واﺣــد ﺷــﺎﻣل وﺟــﺎﻣﻊ ﻟﻼﺳــﺗﻌﺎرة ﻫــو » اﺳــﺗﻌﻣﺎل اﻟﻠﻔــظ ﻓــﻲ ﻏﯾــر ﻣــﺎ وﺿــﻊ ﻟــﻪ ﻟﻌﻼﻗــﺔ
اﻟﻣﺷــﺎﺑﻬﺔ ﺑــﯾن اﻟﻣﻌﻧــﻰ اﻟﻣﻧﻘــول ﻋﻧــﻪ واﻟﻣﻌﻧــﻰ اﻟﻣﺳــﺗﻌﻣل ﻣــﻊ ﻗرﯾﻧــﺔ ﺻــﺎرﻓﺔ ﻋــن إرادة اﻟﻣﻌﻧــﻰ
اﻷﺻﻠﻲ«).(2
وﻫﻲ » أن ﯾﻛون ﻟﻠﻔظ أﺻل ﻓﻲ اﻟوﺿـﻊ اﻟﻠﻐـوي ﻣﻌـروف ﺗـدل اﻟﺷـواﻫد ﻋﻠـﻰ أﻧـﻪ اﺧـﺗص ﺑـﻪ
ﺣﯾن وﺿﻊ ،ﺛم ﯾﺳﺗﻌﻣﻠﻪ اﻟﺷﺎﻋر أو ﻏﯾر اﻟﺷﺎﻋر ﻓﻲ ﻏﯾـر ذﻟـك اﻷﺻـل وﺑﻧﻘﻠـﻪ إﻟﯾـﻪ ﻧﻘـﻼ ﻏﯾـر
)(3
ﻻزم ،ﻓﯾﻛون ﻫﻧﺎك ﻛﺎﻟﻌﺎرﯾﺔ«.
واﻻﺳــﺗﻌﺎرة ﺗﻌطــﻲ اﻟﻛــﻼم روﻧﻘــﺎ ﺧﺎﺻــﺎ ﺗﺟــذب إﻟﯾــﻪ اﻷﺳــﻣﺎع واﻷذﻫــﺎن واﻷذواق وﻗــد ﻛﺎﻧــت
ﻣوﺟودة ﺑﻛﺛرة ﻓﻲ اﻟﻘﺻﺎﺋد اﻷﻧدﻟﺳﯾﺔ ﻷﺣﻣد ﺷوﻗﻲ وﻣن أﻣﺛﻠﺔ ذﻟك ﻗوﻟﻪ:
)(1
ﺳﻧـﺔ ﺣﻠـوة وﻟـذة ﺧـﻠس" "ﻋﺻﻔت ﻛﺎﻟﺻﺑﺎ اﻟﻠﻌوب وﻣرت
)ﻋﺻــﻔت( ﻓﻘــد ﺷــﺑﻪ ﻓﺗــوة اﻟﺷــﺑﺎب ﺑــﺎﻟرﯾﺢ وﻫــﻲ ﺻــورة ﺗــوﺣﻲ ﺑﺳــرﻋﺔ اﻧﻘﺿــﺎءﻫﺎ وﺟــﺎءت ﻋﻠــﻰ
ﺳﺑﯾل اﻻﺳﺗﻌﺎرة اﻟﻣﻛﻧﯾﺔ أﻣﺎ اﻻﺳﺗﻌﺎرة اﻟﻣﻛﻧﯾﺔ اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ ﻓﺟﺎءت )ﻛﺎﻟﺻـﺑﺎ اﻟﻠﻌـوب( ﻓﻘـد ﺷـﺑﻪ اﻟـرﯾﺢ
اﻟرﻗﯾﻘـﺔ ﺑﻔﺗــﺎة ﻧﺎﻋﻣــﺔ رﺷــﯾﻘﺔ ﻓﻘــد أﺗـﻰ ﺑﺎﻟﻣﺷــﺑﻪ وﺣــذف اﻟﻣﺷــﺑﻪ ﺑــﻪ وأﺗـﻰ ﺑﺻــﻔﺔ ﻣــن ﺻــﻔﺎﺗﻪ وﻫــﻲ
ﺻــورة ﺟﻣﺎﻟﯾــﺔ ﺳــر ﺟﻣﺎﻟﻬــﺎ اﻟﺗﺷــﺧﯾص و اﻟﻣﻼﺣــظ ﺑ ارﻋــﺔ اﻟﺧﯾــﺎل وﺗطوﯾــﻊ اﻟﻣﻔــردات واﻟﻣﻌــﺎﻧﻲ
ﻛﻣــﺎ أراد اﻟﺷــﺎﻋر ﻓﻘــد ﺟــﺎءت ﻟﻔظــﺔ )اﻟﺻــﺑﺎ( ﻣﺷــﺑﻪ ﺑــﻪ ﻓــﻲ اﻟﺗﺷــﺑﯾﻪ اﻷول وﺟــﺎءت ﻣﺷــﺑﻪ ﻓــﻲ
اﻻﺳﺗﻌﺎرة.
أﻣﺎ ﻓﻲ اﻟﺷطر اﻟﺛﺎﻧﻲ ﻓﺟﺎءت ﺻورﺗﺎن ﻓﻧﯾﺗـﺎن ﻋﻠـﻰ ﺳـﺑﯾل اﻻﺳـﺗﻌﺎرة اﻟﻣﻛﻧﯾـﺔ ﻓﻘـد ﺷـﺑﻪ ﺳـﻧﺔ
اﻟﻧوم ﺑﺎﻟﺷﻲء اﻟﺟﻣﯾل ﻛﺎﻟﻔﺎﻛﻬﺔ واﻟﺷراب اﻟﺣﻠو وﻫﻲ ﺻورة ﺟﻣﺎﻟﯾﺔ ﺳر ﺟﻣﺎﻟﻬﺎ اﻟﺗﺟﺳﯾم أﯾﺿﺎ.
)(2
ُح ،ﺣﻼ ٌل ﻟﻠطﯾر ﻣن ﻛل ﺟﻧس" اﻟدو
"أﺣرام ﻋﻠﻰ ﺑﻼﺑﻠﻪ ْ
» ﯾﺻــل ﺷــوﻗﻲ ﻓــﻲ اﻟﺑﯾــت اﻟﺳــﺎﺑق ﺑﺎﻟﺗﺻــوﯾر اﻟﺑﯾــﺎﻧﻲ إﻟــﻰ أﻋﻠــﻰ ﻣراﺗﺑــﻪ ﻋﻧــدﻣﺎ ﯾﺟﺳــد ﺛــﻼث
اﺳﺗﻌﺎرات ﺗﺻرﯾﺣﯾﺔ ﻓﻲ ﺑﯾت واﺣد ﻓﻔﻲ اﻷول ﺷﺑﻪ أﺑﻧﺎء ﻣﺻر ﺑﺎﻟﺑﻼﺑل ﻓﺣذف اﻟﻣﺷﺑﻪ وﺻرح
ﺑﺎﻟﻣﺷﺑﻪ ﺑﻪ وﻓﻲ اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ ﺷﺑﻪ اﻟوطن ﻣﺻر ﺑﺎﻟدوح وﻓﻲ اﻟﺛﺎﻟﺛـﺔ ﺷـﺑﻪ اﻷﻋـداء اﻟﻣﺣﺗﻠـﯾن اﻟﻣﻌﺗـدﯾن
ﺑﺎﻟﻣررة واﻟﺣرﻗﺔ«).(3وأﻣﺎ اﻟﺑﯾت اﻟﻘﺎﺋل:
ا ﺑﺎﻟطﯾر وﺗﻠك اﻟﺻورة ﺗوﺣﻲ
)(1
أو أﺳﺎ ﺟرﺣﻪ اﻟزﻣﺎن اﻟﻣؤﺳﻲ" "وﺳﻼ ﻣﺻر:ﻫل ﺳﻼ اﻟﻘﻠب ﻋﻧﻬﺎ
ﻓﻧﺟد اﺳﺗﻌﺎرة ﻣﻛﻧﯾﺔ )ﺳـﻼ ﻣﺻـر( وﻫـﻲ ﺗﺻـور ﻣﺻـر إﻧﺳـﺎﻧﺎ وﺳـر ﺟﻣﺎﻟﻬـﺎ اﻟﺗﺷـﺧﯾص.وﺗـوﺣﻲ
ﺑﻘوة اﻻرﺗﺑﺎط واﻟﻌﻼﻗﺔ ﺑﯾﻧﻪ وﺑﯾن وطﻧﻪ ﻣﺻر.
وﻋﺑــﺎرة )أﺳــﺎ ﺟرﺣــﻪ اﻟزﻣــﺎن اﻟﻣؤﺳــﻲ( ﻓﻬــﻲ اﺳــﺗﻌﺎرة ﻣﻛﻧﯾــﺔ ﺗﺻــور ﻟﻧــﺎ اﻟزﻣــﺎن طﺑﯾﺑــﺎ ﯾــداوي
اﻟﺟراح وﺳر ﺟﻣﺎﻟﻬﺎ اﻟﺗﺷﺧﯾص وﺗوﺣﻲ ﺑﺄﺛر اﻟزﻣن ﻓﻲ طﻣس اﻟذﻛرﯾﺎت.
)(2
ﻋوت ﺑﻌد َﺟ ْرس" ِ اﺧر رﱠﻧ ْ
ﱠأو َل اﻟﻠﯾل ،أو َ ت ﻣﺳﺗطﺎر إذا اﻟﺑو ُ
ٌ "
ﻓﻠﻔظــﺔ )ﻋــوت( ﻓﻬــﻲ اﺳــﺗﻌﺎرة ﻣﻛﻧﯾــﺔ ﺗﺻــور اﻟﺑـواﺧر ذﺋﺎﺑــﺎ ﺗﻌــوي وﺳــر ﺟﻣﺎﻟﻬــﺎ ﺗوﺿــﯾﺢ اﻟﻔﻛـرة
ﺑرﺳــم ﺻــورة ﻟﻬــﺎ وﺗــوﺣﻲ ﺑﺷــدة اﻟﻔــزع واﻟرﻋــب ﻣــن ﺻــﻔﯾر اﻟﺑ ـواﺧر ﻷﻧﻬــﺎ ﻻ ﺗﺣﻣﻠــﻪ ﻣﻌﻬــﺎ وﻫــﻲ
ﻋﺎﺋدة إﻟﻰ ﺑﻠدﻩ.
ﻫﺎج اﻟﺑﻛﺎ ﻓﺧﺿﺑﻧﺎ اﻷرض ﺑﺎﻛﯾﻧﺎ ﻟﻣﺎ ﺗرﻗـرق ﻓﻲ دﻣﻊ اﻟﺳﻣـﺎ دﻣﺎ
ﻓﻘد » ﺷـﺑﻪ ﺷـوﻗﻲ دﻣوﻋـﻪ ﺑﺎﻷﻣطـﺎر اﻟﻐرﯾـزة وذﻟـك دﻻﻟـﺔ ﻋﻠـﻰ اﻟﺣـزن اﻟﺷـدﯾد اﻟﻣﺧـﯾم ﻋﻠﯾـﻪ
وﺟﺎءت اﺳﺗﻌﺎرة اﻟﺑﯾت اﻟﺛﺎﻧﻲ ﻓﻲ ﺗﺷﺑﯾﻬﻪ اﻟﺑﻛﺎء ﺑﺈﻧﺳﺎن ﯾﻬﯾﺞ وﯾﻐﺿب .وﯾﻛﻣل ﺷـوﻗﻲ ﺗﺻـوﯾرﻩ
اﻟﺑﯾﺎﻧﻲ اﻟ ارﺋـﻊ ﻋﻧـدﻣﺎ ﯾﺷـﺑﻪ دﻣوﻋـﻪ ﺑﺎﻟﺧﺿـﺎب )اﻟﻠـون اﻷﺣﻣـر( دﻻﻟـﺔ ﻣﻧـﻪ ﻋﻠـﻰ اﻟﺑﻛـﺎء دﻣـﺎ ﻣـن
ﺷــدة ﺷــوﻗﻪ ﻟوطﻧــﻪ وﻣﺂﺳــﻲ اﻟﻐرﺑــﺔ اﻟﺗــﻲ ﻧﺎﻟــت ﻣﻧــﻪ ﺛــم ﯾﺷــﺑﻪ اﻟﻠﯾــل ﺑﺈﻧﺳــﺎن ﯾﺷــﻬد وﻫــﻲ ﺻــورة
ﺟﻣﺎﻟﯾﺔ ﺳر ﺟﻣﺎﻟﻬﺎ اﻟﺗﺷﺧﯾص «).(1
ﻟﻘد اﺳﺗطﺎع ﺷوﻗﻲ ﻓـﻲ أﻧدﻟﺳـﯾﺎﺗﻪ ،ﺗوﻟﯾـد اﻻﺳـﺗﻌﺎرات اﻟﺗـﻲ أﺿـﻔت ﻋﻠـﻰ اﻟﺗﺻـوﯾر اﻟﺷـﻌري
طﺎﻗﺔ ﻣن اﻻﯾﺣﺎء ﻣردﻫﺎ اﻟﺗﺟﺳﯾد واﻟﺗﺷﺧﯾص وذﻟك ﻟﺑث إﺣﺳﺎس أو ﺧﻠق ﻣﻧﺎخ ﺷﻌوري
ﻣﻌﯾن ﻟﺑث إﺣﺳﺎس أو ﺧﻠق ﻣﻧﺎخ ﺷﻌوري ﻣﻌﯾن ،ﻟﯾﺻل إﻟﻰ ﻣﺎ ﯾرﯾد ﻣن أﻫداف.
اﻟﻛﻧﺎﯾﺔ :
ﻫﻲ إﺣدى ﻣﻛوﻧـﺎت اﻟﺻـورة اﻟﺷـﻌرﯾﺔ ،وﺟﻣﺎﻟﻬـﺎ ﯾﻛﻣـن ﻓـﻲ ﺗـرك اﻟﺗﺻـرﯾﺢ ﺑـﺎﻟﻣﻌﻧﻰ واﻹﺗﯾـﺎن ﺑﻣـﺎ
ﯾﻣﺎء ،وذﻟك ﻣﺎ ﯾﺣﻘق اﻟرﻏﺑﺔ ﻓﻲ ﻛﺷف اﻟﻣﺳﺗور وﺗﻧﺷﯾط ذﻫن اﻟﻣﺗﻠﻘﻲ.
ﯾرادﻓﻪ ﺗﻠﻣﯾﺣﺎ ٕوا ً
وﻫــﻲ ﻛــذﻟك ﺗﻌﺑﯾــر ﻻ ُﯾﻘﺻــد ﻣﻧــﻪ اﻟﻣﻌﻧــﻰ اﻟﺣﻘﯾﻘــﻲٕ ،واﻧﻣــﺎ ُﯾﻘﺻــد ﺑــﻪ ﻣﻌﻧــﻰ ﻣــﻼزم ﻟﻠﻣﻌﻧــﻰ
اﻟﺣﻘﯾﻘﻲ.
وﻋّرﻓت ﺑـ » ﻟﻔظ أطﻠق ﻋﻠﯾﻪ ﻻزم ﻣﻌﻧﺎﻩ ﻣﻊ ﺟواز إرادﺗﻪ ذﻟك اﻟﻣﻌﻧﻰ«).(2
ُ
وﻋرﻓﻬــﺎ اﻟﺳــﻛﺎﻛﻲ » :ﻫــﻲ ﺗــرك اﻟﺗﺻ ـرﯾﺢ ﺑــذﻛر ﺑﺷــﻲء إﻟــﻰ ذﻛــر ﻣــﺎ ﻫــو ﻣﻠزوﻣــﻪ ،ﻟﯾﻧﺗﻘــل ﻣــن
اﻟﻣــذﻛور إﻟــﻰ اﻟﻣﺗــروك ،ﻛﻣــﺎ ﺗﻘــول زﯾــد طوﯾــل اﻟﻧﺟــﺎد ﻓﯾﻧﺗﻘــل ﺑــﻪ إﻟــﻰ ﻣــﺎﻫو ﻣﻠزوﻣــﻪ وﻫــو طــول
)(3
اﻟﻘﺎﻣﺔ «.
وأﻣﺎ اﻟزرﻛﺷﻲ ﻋرﻓﻬﺎ ﻗﺎﺋﻼ »:اﻟدﻻﻟﺔ ﻋﻠﯾﻪ ﻣن ﻏﯾر ﺗﺻرﯾﺢ ﺑﺎﺳﻣﻪ ،وﻫوﻋﻧـد أﻫـل اﻟﺑﯾـﺎن أن
ﯾرﯾــد اﻟﻣــﺗﻛﻠم إﺛﺑــﺎت ﻣﻌﻧــﻰ ﻣــن اﻟﻣﻌــﺎﻧﻲ ﻓــﻼ ﯾـذﻛرﻩ ﺑــﺎﻟﻠﻔظ اﻟﻣوﺿــوع ﻟــﻪ ﻣــن اﻟﻠﻐــﺔ وﻟﻛــن ﯾﺟــﻲء
)(1
ﺑﻣﻌﻧﻰ ﻫو ﺗﺎﻟﯾﻪ وردﯾﻔﻪ ﻓﻲ اﻟوﺟود ﯾﺟﻌﻠﻪ دﻟﯾﻼ ﻋﻠﯾﻪ ،ﻓﯾدل ﻋن اﻟﻣراد ﻋن طرﯾق أوﻟﻰ«.
- 1ﻧﺿﺎل ﻋﻠﯾﺎن ﻋوﯾض اﻟﻌﻣﺎوي ،اﻟﻐرﺑﺔ واﻟﺣﻧﯾن ﻓﻲ ﺷﻌر أﺣﻣد ﺷوﻗﻲ،اﻟﺟﺎﻣﻌﺔ اﻹﺳﻼﻣﯾﺔ ،ﻏزة1437،ه 2015 -م،
ص.157
- 2ﻣﺣﻣد ﻣﺻطﻔﻰ ﻫدارة ،ﻓﻲ اﻟﺑﻼﻏﺔ اﻟﻌرﺑﯾﺔ ،دار اﻟﻌﻠوم اﻟﻌرﺑﯾﺔ ،ﺑﯾروت ،ط1989 ،1م ،ص.79
- 3اﻟﺳﻛﺎﻛﻲ ،ﻣﻔﺗﺎح اﻟﻌﻠوم ،ﺿﺑط وﺗﻌﻠﯾق :ﻧﻌﯾم زرزور ،ط ،2دار اﻟﻛﺗب اﻟﻌﻠﻣﯾﺔ ،ﺑﯾروت ،ﻟﺑﻧﺎن1987،م ،ص.41-40
105
أﻧﺪﻟﺴﻴﺎت أﺣﻤﺪ ﺷﻮ ..ﺳﻤﺎ ﺎ ﺳﻠﻮ ﻴﺔ
)(2
ﻣﺎﻟﻪ ﻣوﻟﻌﺎ ﺑﻣﻧﻊ وﺣﺑس" "ﯾﺎ اﺑﻧﺔ اﻟﯾ ﱢم ﻣﺎ أﺑوك ﺑﺧﯾل
ﺣﯾــث وردت اﻟﻛﻧﺎﯾــﺔ ﻓــﻲ )ﯾــﺎ اﺑﻧــﺔ اﻟــﯾم( وﻫــﻲ ﻛﻧﺎﯾــﺔ ﻋــن ﻣوﺻــوف واﻟﻣﻘﺻــود ﻫﻧــﺎ اﻟﺳــﻔﯾﻧﺔ إﻣــﺎ
اﻟﻛﻧﺎﯾﺔ اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ ﻓﺟﺎءت ﻓﻲ ﻗوﻟﻪ )أﺑوك( وﻫﻲ ﻛﻧﺎﯾﺔ ﻋن ﻣوﺻوف وﻫو اﻟﺑﺣر.
)(3
وطﻧﻲ ﻟو ﺷﻐﻠت ﺑﺎﻟﺧﻠد ﻋﻧﻪ ﻧﺎرﻋﺗﻧﻲ إﻟﯾﻪ ﻓﻲ اﻟﺧﻠد ﻧﻔﺳﻲ
وﻧﺟد اﻟﻛﻧﺎﯾﺔ ﻓﻲ ﻟﻔظﺔ )اﻟﺧﻠد( واﻟﺗﻲ ﺗﻛررت ﻣرﺗﯾن وﻫﻲ ﻛﻧﺎﯾﺔ ﻋن اﻟﺟﻧﺔ وﺗﻛرارﻫﺎ ﻟﺑﯾـﺎن ﻣـدى
ﺗﻌﻠق اﻟﺷﺎﻋر ﺑوطﻧﻪ و اﺳﺗﺣﺎﻟﺔ إﻣﻛﺎن ﻧﺳﯾﺎﻧﻪ أو اﻟﺳﻠو ﻋﻧﻪ .ض وأﻣﺎ اﻟﺑﯾت اﻟﻘﺎﺋل:
)(4
ﻧﺷﺟﻲ ﻟوادﯾك أم ﻧﺎس ﻟوادﯾﻧﺎ ﯾﺎﻧﺎﺋﺢ اﻟطﻠﺢ أﺷﺑﺎﻩ ﻋوادﯾﻧﺎ
ﺟﺎءت )ﻧﺎﺋﺢ اﻟطﻠـﺢ( ﻛﻧﺎﯾـﺔ ﻋـن ﻣوﺻـوف ﻫـو اﻟﺣﻣـﺎم و أﺳـﻧد ﻛﻠﻣـﺔ ﻧـﺎﺋﺢ إﻟـﻰ اﻟطﻠـﺢ وﺳـر
ﺟﻣﺎل اﻟﻛﻧﺎﯾﺔ ﻫو اﻹﺗﯾﺎن ﺑﺎﻟﻣﻌﻧﻰ ﻣﺻﺣوﺑﺎ ﺑﺎﻟدﻟﯾل ﻓﻲ إﯾﺟﺎز وﺗﺟﺳﯾم.
)(5
أﺧﺎ اﻟﻐرﯾب ،وظﻼ ﻏﯾر ﻧﺎدﯾﻧﺎ رﻣﻰ ﺑﻧﺎ اﻟﺑﯾن أﯾﻛﺎ ﻏﯾر ﺳﺎﻣرﻧﺎ
وﻓﻲ ﻫذا اﻟﺑﯾت وردت اﻟﻛﻧﺎﯾﺔ ﻓـﻲ )أﺧـﺎ اﻟﻐرﯾـب( وﺟـﺎءت ﻛﻧﺎﯾـﺔ ﻋـن ﻣوﺻـوف وﻫـو اﻟﺷـﺎﻋر
ﻧﻔﺳﻪ ﻓﻠم ﯾﺻرح ﺷوﻗﻲ ﺑﺎﺳﻣﻪ ﺑل أﺳﻧد ﻟﻔظ )أﺧﺎ( إﻟـﻰ )اﻟﻐرﯾـب( ﻟﯾـدﻟل ﻋﻠـﻰ آﻻم اﻟﻐرﺑـﺔ اﻟﺗـﻲ
ﯾﻘﺎﺳــﯾﻬﺎ،إن إﺣﺳــﺎس ﺷــوﻗﻲ ﺑﺎﻟﻐرﺑــﺔ وﻗﺳــوﺗﻬﺎ وﻫــو ﺑﻌﯾــد ﻋــن ﻣﺻــر ﯾﺟــد ﺗوأﻣــﺎ أﻧدﻟﺳــﯾﺎ ﻟــﻪ ﻓــﻲ
-1اﻟزرﻛﺷﻲ ،اﻟﺑرﻫﺎن ﻓﻲ ﻋﻠوم اﻟﻘرآن،ج ،1ط ،1دار إﺣﯾﺎء اﻟﻛﺗب اﻟﻌرﺑﯾﺔ ،ﻣﺻر1957 ،م ،ص.701
-2أﺣﻣد ﺷوﻗﻲ ،اﻟﺷوﻗﯾﺎت،ج،2ص.46
-3اﻟﻣﺻدر اﻟﺳﺎﺑق ،ﻧﻔس اﻟﺻﻔﺣﺔ.
-4اﻟﻣﺻدر ﻧﻔﺳﻪ ،ص.104
-5اﻟﻣﺻدر ﻧﻔﺳﻪ ،ﻧﻔس اﻟﺻﻔﺣﺔ.
106
أﻧﺪﻟﺴﻴﺎت أﺣﻤﺪ ﺷﻮ ..ﺳﻤﺎ ﺎ ﺳﻠﻮ ﻴﺔ
ﺳــﯾرة أﻣﯾــر إﺷــﺑﯾﻠﯾﺔ اﻟﻣﻌﺗﻣ ــد ﺑــن ﻋﺑ ــﺎد اﻟــذي ﻓﻘــد ﻣﻠﻛــﻪ ﺑﻌ ــد أن ﺳ ــﺟن ب)أﻏﻣــﺎت( ﻓــﻲ ﺑ ــﻼد
اﻟﻣﻐرب وﺗﺟرع ﻣ اررات اﻟﻐرﺑﺔ واﻧﻛﺳﺎر اﻟﺣﺎل.
وﻫﻧﺎك ﻛﻧﺎﯾـﺔ ﻓـﻲ ﻗوﻟـﻪ ):أﺧـﺎ اﻟﻐرﯾـب( وﻫـﻲ ﻛﻧﺎﯾـﺔ ﻋـن ﻣوﺻـوف ﺣﯾـث ذﻛـر اﻟﺻـﻔﺔ وﻫـﻲ أﺧـﺎ
وأﺳـﻧدﻫﺎ إﻟــﻰ اﻟﻐرﯾــب وﻟــم ﯾﺻـرح ﺑﺎﻟﻣوﺻــوف و اﻟــذي ﻫــو اﻟﺷــﺎﻋر ﺑـل ذﻛــر وﺻــﻔﺎ ﺧﺎﺻــﺎ ﺑــﻪ
وﻫو ﻛوﻧﻪ ﯾؤاﺧﻲ اﻟﻐرﯾـب .واﻟﻘﯾﻣـﺔ اﻟﺟﻣﺎﻟﯾـﺔ ﻫﻧـﺎ ﻫـﻲ ﺗوﺿـﯾﺢ اﻟﺷـﻛوى ،وﺷـدة اﻷﻟـم ،ﺣﯾـث ﻟـم
ﯾﻌد ﻟﻪ ﻧدﯾم ﯾؤاﻧﺳﻪ ﻣن أﺣﺑﺗﻪ.
107
ا ﺎﺗﻤﺔ
اﻟﺧﺎﺗﻣﺔ
ﻟﻘ ــﻲ ﻧﺗ ــﺎج أﺣﻣ ــد ﺷـ ـوﻗﻲ اﻟﺷــﻌري اﻫﺗﻣﺎﻣــﺎ ﻛﺑﯾـ ـ ار ﻣ ــن طــرف اﻟﺑــﺎﺣﺛﯾن واﻟدارﺳ ــﯾن ﺑﺎﻋﺗﺑــﺎرﻩ
ﻗﺎﻋ ــدة ﻣ ــن ﻗواﻋــد اﻟﺗﺄﺳ ــﯾس ﻟﺷــﻌرﻧﺎ اﻟﻌرﺑ ــﻲ ﻓــﻲ اﻟﻌﺻ ــر اﻟﺣــدﯾث ،وذﻟــك ﺑﻣ ــﺎ اﺗﺳ ــم ﺑــﻪ ﻣ ــن
ﺧﺻـﺎﺋص ﻣﯾزﺗـﻪ ﻋــن ﻏﯾـرﻩ ﻣـن ﺷــﻌر اﻟﺑﻌـث واﻹﺣﯾــﺎء .واﻟﻣﺗﺗﺑـﻊ ﻟﻣﺳـﯾرة ﺷــوﻗﻲ اﻷدﺑﯾـﺔ ﯾﻠﺣــظ
ﻓﺗ ـرﺗﯾن ﺑــﺎرزﺗﯾن ﻫﻣــﺎ ﻓﺗ ـرة ﻣــﺎ ﻗﺑــل اﻟﻣﻧﻔــﻰ ﺣﯾــث ﻛــﺎن اﻟﺷــﺎﻋر ﺣﺑــﯾس اﻟﻘﺻــر ،وﺷــﻌرﻩ وﻗــف
ﻋﻠﯾـﻪ ،وﻓﺗـرة اﻟﻣﻧﻔـﻰ وﻣﺎﺑﻌــدﻫﺎ اﻟﺗـﻲ ﺗﻌﺗﺑــر ﻧﻘطـﺔ ﺗﺣــول ﻓـﻲ ﺷــﻌر ﺷـوﻗﻲ .وﻋﻠــﻰ ﻓﺗـرة اﻟﻣﻧﻔــﻰ
ﺳﻠطﻧﺎ اﻟﺿوء ﻓﻲ ﺑﺣﺛﻧﺎ ﻫذا وﺧرﺟﻧﺎ ﺑﺟﻣﻠﺔ ﻣن اﻻﺳﺗﻧﺗﺎﺟﺎت ﻧوردﻫﺎ ﻓﯾم اﯾﻠﻲ:
* ﻟﻘد أﺣدث اﻟﻣﻧﻔﻰ ﺗﺣوﻻ ﺟذرﯾﺎ ﻓﻲ ﺷوﻗﻲ وﺷﻌرﻩ ؛ ﻓﻣن ﺷﺎﻋر اﻟـﺑﻼط واﻟﺧـدﯾوي إﻟـﻰ ﺷـﺎﻋر
اﻟوطﻧﯾــﺔ واﻟﺷــﻌب ،وﻣــن ﺷــﻌر اﻟﻣــدح ﻟﻸﺳ ـرة اﻟﻌﻠوﯾــﺔ واﻷﺗـ ـراك إﻟــﻰ ﺷــﻌر ﯾﺗﻧــﺎﻏم وﺗطﻠﻌ ــﺎت
اﻟﺷﻌب واﻟروح اﻟﻘوﻣﯾﺔ ،وﯾﻧﺑض ﺣﻘﺎ ﺑﺎﻟﺗﺟﺎوب اﻟوﺟداﻧﻲ .
* ﻟﻘ ــد ﻛ ــﺎن ﻷﻧدﻟﺳ ــﯾﺎت ﺷ ــوﻗﻲ ﺗﻣﯾزﻫ ــﺎ ؛ إذ ﺟﻣﻌ ــت ﺑ ــﯾن ﺣـ ـ اررة اﻟوﺟ ــدان وﺳ ــﺣر اﻟﻣوﺳ ــﯾﻘﻰ
واﺳﺗدﻋﺎء اﻟﻣﺎﺿﻲ اﻟﻣﺟﯾد .
* أﻧدﻟﺳﯾﺎت ﺷوﻗﻲ ﻫﻲ ﺷﻌر اﻟﻣﻧﻔﻰ اﻟذي ﻣﻠﺊ ﺣﻧﯾﻧﺎ وﺷوﻗﺎ وﻋودة ﻟﻠذات .
* ﻣﻌﺎرﺿﺎت ﺷوﻗﻲ ﻻ ﺗﻣﺛل ﻧﻘﯾﺻﺔ ﻓﻲ ﺷﻌرﻩ ،ﻓﻠم ﺗﻛن ﻋـن اﻓﺗﻘـﺎرٕ ،واﻧﻣـﺎ ﻛﺎﻧـت اﻟﻣﻌﺎرﺿـﺔ
ﻓﯾﻬﺎ وﺳﯾﻠﺔ ﻟﺣﻔز اﻟوﺟدان وﻟم ﺗﻛن ﻏﺎﯾﺔ ﻓﻲ ذاﺗﻬﺎ .
* ﻛﺎن ﻟﻠﺣﺎﻟﺔ اﻟﻧﻔﺳﯾﺔ اﻟﺗﻰ ﻛﺎن ﻋﻠﯾﻬﺎ ﺷوﻗﻲ ﻓﻲ اﻟﻣﻧﻔﻰ أﺛرﻫـﺎ ﻋﻠـﻰ ﺷـﻌرﻩ ،ﻓﻬـﻲ اﻟﺗـﻲ وﺟﻬﺗـﻪ
إﻟﻰ ﻣﻌﺎرﺿﺔ ﺷﻌراء ﻣﻌﯾﻧﯾن دون ﻏﯾرﻫم واﻧﺗﺧﺎب ﻗﺻﺎﺋد ﺑﻌﯾﻧﻬﺎ دون ﻏﯾرﻫﺎ .
* اﻫﺗم اﻟﺷﺎﻋر ﺑﺎﻹﯾﻘﺎع اﻟﺧﺎرﺟﻲ اﻟذي ﻟﻌب دو ار ﻓﻲ ﻧﺳﺞ ﺧﯾوط ﻣوﺳﯾﻘﻰ ﻛل ﻗﺻﯾدة .
108
ا ﺎﺗﻤﺔ
* ﯾﻌــد اﻹﯾﻘــﺎع ﻣﻼزﻣــﺎ ﻟﻠﺷــﻌر ﻗدﯾﻣــﻪ وﺣدﯾﺛــﻪ ،ﻷﻧــﻪ ﻻ ﯾﻣﻛــن ﺗﺻــور وﺟــود ﺷــﻌر دون وﺟــود
إﯾﻘﺎع ،ﻓﺎﻹﯾﻘﺎع ظﺎﻫرة ﻓﻧﯾﺔ وﻫو اﻟﻣﺳﺑب اﻟرﺋﯾﺳﻲ ﻟﻸﺣﺎﺳﯾس اﻟﻣطرﺑﺔ اﻟﻣؤﺛرة .
* ﺳﺎﻫم اﻹﯾﻘﺎع اﻟداﺧﻠﻲ ﻣﻊ اﻹﯾﻘـﺎع اﻟﺧـﺎرﺟﻲ ﻓـﻲ ﺗﻣـﺎم اﻟﻘطﻌـﺔ اﻟﻣوﺳـﯾﻘﯾﺔ ﻟﻛـل ﻗﺻـﯾدة ،ﻛﻣـﺎ
ﺳﺎﻫم ﻓﻲ اﻟﻛﺷف ﻋن اﻟﻛواﻣن واﻟﻣﺧﺑوءات اﻟﻧﻔﺳﯾﺔ ﻟﻠﺷﺎﻋر .
* اﺳﺗﺧدام ﺷوﻗﻲ ﻟﻠﺗرﻛﯾب اﻟﻣﺟﺎزي ﻣﻣﺛﻼ ﻓﻲ اﻟﺗﺷـﺑﯾﻪ واﻻﺳـﺗﻌﺎرة واﻟﻛﻧﺎﯾـﺔ ،واﻟﺗرﻛﯾـب اﻟطﻠﺑـﻲ
ﻣﻣــﺛﻼ ﻓــﻲ اﻻﺳــﺗﻔﻬﺎم واﻟﻧــداء واﻷﻣــر ،واﻟﺗرﻛﯾــب اﻟﺑﻼﻏــﻲ ﻣﻣــﺛﻼ ﻓــﻲ اﻟﺗﻘــدﯾم واﻟﺗــﺄﺧﯾر وﺳ ـواﻩ،
ﺗﺟﺎوز ﺣد اﻟﺗﻘﻠﯾد إﻟﻰ ﻣﺳﺗوى اﻟﻣﻼءﻣﺔ ﺑﯾن اﻟﺗرﻛﯾب اﻟﺷﻌري واﻟﻣﺣﺗوى اﻟﺷﻌوري .
* ﻟﺷوﻗﻲ ﺑﻼﻏﺗﻪ اﻟﺧﺎﺻـﺔ ﻓـﻲ أﻧدﻟﺳـﯾﺎﺗﻪ ،ﺑﻼﻏـﺔ وﻓﯾـﺔ ﻟﻠﺗـراث ﻓـﻲ اﻟدﯾﺑﺎﺟـﺔ واﻹﯾﻘـﺎع ،وﻟﻛﻧﻬـﺎ
ﻓــﻲ اﻟوﻗــت ﻧﻔﺳــﻪ وﻓﯾــﺔ ﻟﻠﺧﺻوﺻــﯾﺔ اﻟوﺟداﻧﯾــﺔ اﻟﺷ ــوﻗﯾﺔ ،ﻟــذﻟك ﻛــﺎن ﺷ ــوﻗﻲ ﺑﺣﺗ ــري اﻟﻌﺻــر
اﻟﺣدﯾث .
109
ﻣ ـ ــﻖ
ﻣ ﻖ
ﺷوﻗﻲ ﻓﻲ ﺳطور
» وﻟد أﺣﻣد ﺷوﻗﻲ ﺳﻧﺔ 1868ﻓﻲ ﻗﺻـر اﻟﺧـدﯾوي إﺳـﻣﺎﻋﯾل ﻣـن أﺻـل ﻣﺧـﺗﻠط ﯾﺟﻣـﻊ ﺑـﯾن
اﻟدم اﻟﺗرﻛﻲ واﻟﯾوﻧﺎﻧﻲ واﻟﺷرﻛﺳﻲ ﻋن أﺑﯾﻪ وأﻣﻪ.
ﺗﻠﻘﻰ دروﺳﻪ اﻷوﻟﻰ ﻓﻲ ﻣﻛﺗب اﻟﺷﯾﺦ ﺻﺎﻟﺢ ﺑﺎﻟﻘﺎﻫرة ﺛم ﺑﻣدرﺳﺔ اﻟﻣﺑﺗـدﯾﺎن اﻟﺗﺟﻬﯾزﯾـﺔ ،وﺑﻌـد
اﻟﻔراغ ﻣن ﻫذا اﻟﺗﻌﻠﯾم اﻟﻌﺎم اﻟﺗﺣق ﺑﻣدرﺳﺔ اﻟﺣﻘوق ﺣﯾث اﻧﺿم إﻟﻰ ﻗﺳـم ﺟدﯾـد ﻟﻠﺗرﺟﻣـﺔ أﻧﺷـﺊ
ﻓﯾﻬﺎ.
أرﺳﻠﻪ ﺗوﻓﯾق اﻟﺧدﯾوي ﻓﻲ ﺑﻌﺛﺔ إﻟﻰ ﻓرﻧﺳـﺎ ﺣﯾـث درس اﻟﻘـﺎﻧون ﻓـﻲ ﻣوﻧﺑﻠﯾﯾـﻪ وﺑـﺎرﯾس اﺗﺻـل
ﺑﺎﻷدب واﻟﺣﺿﺎرة اﻟﻔرﻧﺳﯾﺔ وﺗرﺟم ﻗﺻـﯾدة اﻟﺑﺣﯾـرة " ﻟﻼﻣـﺎرﺗﯾن" .ﻛﻣـﺎ ﻋـرب وﺣـﺎﻛﻰ اﻟﻛﺛﯾـر ﻣـن
ﻗﺻص " ﻻﻓوﻧﺗﯾن " ﻋﻠﻰ أﻟﺳﻧﺔ اﻟﺣﯾواﻧﺎت .وأﻟّف أول ﻣﺳرﺣﯾﺔ ﻟﻪ وﻫـﻲ :ﻟـﻲ ﺑـك اﻟﻛﺑﯾـر أو "
ﻣــﺎ ﻫــﻲ دوﻟــﺔ اﻟﻣﻣﺎﻟﯾــك " وطﺑﻌﻬــﺎ ﺑﻌــد ﻋودﺗــﻪ ﻣــن اﻟﺑﻌﺛــﺔ ﺳــﻧﺔ 1893ﺛــم أﻋــﺎد ﺻــﯾﺎﻏﺗﻬﺎ ﻓــﻲ
أﺧرﯾﺎت ﺣﯾﺎﺗﻪ.
ﺗوظــف ﺑﻘﺻــر اﻟﺧــدﯾوي ط ـوال ﺣﻛــم ﻋﺑــﺎس اﻟﺛــﺎﻧﻲ أي ﻣﻧــذ ﻋودﺗــﻪ ﻣــن ﻓرﻧﺳــﺎ ﺣﺗــﻰ ﺧﻠــﻊ
اﻹﻧﺟﻠﯾز ﻋﺑﺎس اﻟﺛﺎﻧﻲ ﻋـن ﻋـرش ﻣﺻـر وأﻋﻠﻧـوا اﻟﺣﻣﺎﯾـﺔ ﻋﻠﯾﻬـﺎ ﺳـﻧﺔ .1914وﻓـﻲ ﺗﻠـك اﻟﻔﺗـرة
)(1
اﻟطوﯾﻠﺔ ﻧظم ﺷوﻗﻲ ﺗرﻛﯾﺎﺗﻪ ٕواﺳﻼﻣﯾﺎﺗﻪ وﻣداﺋﺣﻪ ﻓﻲ اﻟﺧﻠﯾﻔﺔ واﻟﺧدﯾوي«.
» ُﺧﻠﻊ ﻋﺑـﺎس ﻓـﻲ ﺳـﻧﺔ ،1915ﻻﺗﺻـﺎﻟﻪ ﺑـﺎﻷﺗراك ،ووﻟـﻲ ﻣﻛﺎﻧـﻪ ﺣﺳـﯾن ﻛﺎﻣـل ،ﻓﺎﺗﺻـل ﺑـﻪ
اﻟﺷــﺎﻋر ،وﻟﻛﻧــﻪ ﻟــم ﯾﻧــل ﻟدﯾــﻪ ﺣظــوة ﻛﺑﯾ ـرة ،ﺛــم أرادت اﻧﻛﻠﺗ ـرة ﻧﻔــﻲ ﺷــﺎﻋر ﻋﺑــﺎس إﻟــﻰ ﻣﺎﻟطــﺔ،
-1إﯾﻠﯾﺎ ﺣﺎوي ،أﻋﻼم اﻟﺷﻌر اﻟﻌرﺑﻲ اﻟﺣدﯾث ،أﺣﻣد ﺷوﻗﻲ أﺣﻣد زﻛﻲ أﺑو ﺷﺎدي ،ﺑﺷﺎرة اﻟﺧوري ،،ﻣﻧﺷورات اﻟﻣﻛﺗب
اﻟﺗﺟﺎري ﻟﻠطﺑﺎﻋﺔ واﻟﻧﺷر واﻟﺗوزﯾﻊ ،ﺑﯾروت ،ﻟﺑﻧﺎن ،ط1970 ،1م ،ص.35
111
ﻣ ﻖ
ﻓﺗُوﺳــط ﻟــﻪ ،ﻓﻣــﻧﺢ أن ﯾﺧﺗــﺎر ﻟﻧﻔﺳــﻪ اﻟﺑﻠــد اﻟ ـذي ﯾرﯾــد ﺧﺎرﺟــﺎ ﻋــن ﻣﺻــر ،ﻓــﺂﺛر إﺳــﺑﺎﻧﯾﺔ ،وراح
ﯾﺗـذﻛر ﻓﯾﻬـﺎ أﻣﺟــﺎد اﻟﻌـرب اﻟﻘدﯾﻣـﺔ ،واﺧﺗــﺎر ﺑرﺷـﻠوﻧﺔ ﻟـﻪ ﻣﻘـرا ،ﻓﻛﺎﻧـت ﻟـﻪ ﻛﺑــرج ﻣـن ﻋـﺎج ﺣــﺑس
ﻓﯾﻪ ﻧﻔﺳﻪ ،واﻧﺛﻧﻰ ﻋﻠﯾﻬﺎ ﯾراﻗب ﻧزواﺗﻬﺎ ،وﯾﺑﻛﻲ ﺟروﺣﻬﺎ وﯾﺣن إﻟﻰ اﻟـوطن ﺣﺗـﻰ اﻧﺗﻬـت اﻟﺣـرب
)(1
اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ اﻷوﻟﻰ«.
ﻣؤﻫﻼﺗﻪ اﻟﺷﻌرﯾﺔ:
وﻟد ﺷوﻗﻲ و ﻓﯾﻪ اﻟﻣؤﻫﻼت اﻟﺷﻌرﯾﺔ ،ﻣـﺎ ﻛـﺎن ﻛﻔـﯾﻼ "ﺑﺈﯾﺻـﺎﻟﻪ إﻟـﻰ إﻣـﺎرة اﻟﺷـﻌر دون ﻣﻧـﺎزع
و ﻗ ــد ﺗ ــوﻓرت ﻟ ــﻪ ﻋﻧﺎﺻ ــر ﻋﺑﻘرﯾ ــﺔ ﻣ ــن أﺻ ــوﻟﻪ اﻷرﺑﻌ ــﺔ ،ﻓﻛ ــﺎن ﻟ ــﻪ ذﻟ ــك ﻛﺗﻛﺛﯾ ــف ﻟﻌﻧﺎﺻ ــر
اﻹﻧﺳــﺎﻧﯾﺔ ﻓــﻲ ﻧﻔﺳــﻪ .ﻓﻬﻧــﺎك ذاﻛ ـرة ﻓرﯾــدة ،وﻫﻧــﺎك ﺧﯾــﺎل ﻓﺳــﯾﺢ ﺑﻌﯾــد اﻷﻓــﺎق ﻏزﯾــر اﻟﺧطــوط
ﻓــﺎﻷﻟوان ،ﯾؤﻟــف ﺑﯾﻧﻬــﺎ ﻓــﻲ ﻣﻬــﺎرة ﻛﺑﯾ ـرة وﻫﻧــﺎك ﺣــس ﻣرﻫــف دﻗﯾــق اﻟﺷــﻌور ﺑﺎﻟﺣﯾــﺎة وﻧﺑﺿــﺎﺗﻬﺎ
وﻫﻧﺎك ﻧﻔس طﻣوﺣﻪ طﻣوح اﻟﻛﺑـﺎر ﻣـن اﻟﺷـﻌراء ﻓـﻲ ﻣﺧﺗﻠـف ﻋﺻـورﻫم وﺣﺿـﺎراﺗﻬم وأﻏ ارﺿـﻬم
اﻟﺷﻌرﯾﺔ.
» وﺗﺄدب ﺷوﻗﻲ ﺑﺂداب اﻟﻌرب ،ﻓﺄﺧذ ﻋـن ﻛـل ﺷـﺎﻋر أﻓﺿـل ﻣـﺎ ﻋﻧـدﻩ ﻓ ارﻗـﻪ ﻣـن أﺑـﻲ ﻧـواس
وﺻ ــف اﻟﺧﻣ ــر واﻟﻐزﻟﯾ ــﺎت ،و ارﻗ ــﺔ ﻣ ــن اﻟﺑﺣﺗ ــري ﺻ ــﻔﺎء اﻟﺧﯾ ــﺎل ودﻗـ ـﺔ اﻟﺻ ــور وﺟﻣ ــﺎل اﻟواﻗ ــﻊ
واﻟﻣوﺳـﯾﻘﻰ وأﻋﺟﺑـﻪ ﻣــن أﺑـﻲ ﺗﻣـﺎم واﻟﻣﺗﻧﺑــﻲ اﺣﺗﻔﺎﻟﻬﻣـﺎ ﻟﻠﻣﻌـﺎﻧﻲ اﻟرﻓﯾﻌــﺔ واﻟﺳـﻌﻲ ﻓـﻲ إﺻــﺎﺑﺗﻬﻣﺎ،
وﻟو ﯾﺟﻬد اﻟﻧﻔس ،وﺷﯾوع اﻟﺣﻛﻣﺔ واﻷﻣﺛﺎل ﻓﻲ ﺷﻌرﻫﻣﺎ ﻛﻣﺎ أﻋﺟﺑﻪ ﻣﻧﻬﻣـﺎ ﻗـوة اﻟﺷﺧﺻـﯾﺔ اﻟﺗـﻲ
ﻻ ﺗﺗﻘﯾــد ﺑﻐــل ،ﺑــل ﺗﺻــب ﻣﻌﺎﻧﯾﻬــﺎ ﻓــﻲ ﻗواﻟــب ﻻ ﺗﺗﺳــﻊ ﻟﻬــﺎ ،ﻣــن ﻏﯾــر اﻛﺗ ـراث ﻟﻐﻣــوض أو
اﺿــطراب ﺗﻌﺑﯾــري .وأﺣــب اﺑــن اﻟروﻣــﻲ ﻟوﺣدﺗــﻪ اﻟﻔﻧﯾــﺔ ﻓــﻲ اﻟﻘﺻــﯾدة ،واﻟﺷ ـرﯾف اﻟرﺿــﻲ،
ﻟﺷﺟﺎﻋﺗﻪ ،ورﺻﺎﻧﺔ ﺷﻌرﻩ ،واﺑن زﯾدون ﻟرﻗﺔ وﺟﻣـﺎل أﻟﻔﺎظـﻪ .إطﻠـﻊ ﺷـوﻗﻲ ﻋﻠـﻰ اﻵداب اﻟﻐرﺑﯾـﺔ
وﻻﺳﯾﻣﺎ اﻟﻔرﻧﺳﻲ ﻣﻧﻬﺎ ،ﻓﺄراد اﻟﺗﺷﺑﻪ ﺑـ "ﻻﻓوﻧﺗﯾن" ﻓﻲ أﻣﺛﺎﻟﻪ وﺑـ "ﻣوﺳﯾﻪ "ﻓﻲ ﺻراﺣﺗﻪ اﻟﻣؤﻟﻣـﺔ و
ﺑـ"ﻻﻣرﺗﯾن "ﻓﻲ ﻏزﻟﻪ اﻟﻣﺎﺋﻊ و ﺑـ " ﻛورﯾﻧﻪ "ﻓﻲ ﺑﻌـض اﻟﻧـواﺣﻲ ﻣـن رواﯾﺎﺗـﻪ اﻟﺗﻣﺛﯾﻠﯾـﺔ .واﻷظﻬـر
ُ - 1ﯾﻧظر :ﺣﻧﺎ اﻟﻔﺎﺧوري ،ﺗﺎرﯾﺦ اﻷدب اﻟﻌرﺑﻲ ،اﻟﻣﻛﺗﺑﺔ اﻟﺑوﻟﺳﯾﺔ ،ﺑﯾروت ،ﻟﺑﻧﺎن ،ط ،10ص.975
112
ﻣ ﻖ
أن أﺷد اﻟﺷﻌراء اﻟﻐرﺑﯾﯾن ﺗﺄﺛﯾ ار ﻋﻠـﻰ ﺷـوﻗﻲ إﻧﻣـﺎ ﻫـو " ﻓﯾﻛﺗـور ﻫﯾﺟـو " ارﺋـد اﻟروﻣﺎﻧﺗﯾﻛﯾـﺔ اﻟﻧـﺎﻓﺦ
)(1
ﻓﯾﻬﺎ ﻣن روﺣﻪ اﻟوﺛﺎﺑﺔ وﻟﺳﺎن اﻟوطﻧﯾﺔ اﻟﻧﺎطق«.
ﯾﻛـ ــﺎد ﯾﺟﻣ ــﻊ اﻟﻧﻘـ ــﺎد واﻷدﺑ ــﺎء ﻋﻠـ ــﻰ أن ﺷـ ــوﻗﻲ ﯾﻣﺗـ ــﺎز و ﯾﺗﻣﺗـ ــﻊ ﺑﺷـ ــﺎﻋرﯾﺔ ﺧﺻـ ــﺑﺔ ،ﻣﺗﻌـ ــددة
اﻻﺗﺟﺎﻫــﺎت وﻛــل ذﻟــك ﯾﻌــود إﻟــﻰ ﻋــدة ﻋواﻣــل ﺧﻠﻘــت ﺗﻠــك اﻟﺷــﺎﻋرﯾﺔ اﻟﻔــذة ،واﻟﺷﺧﺻــﯾﺔ اﻷدﺑﯾــﺔ
اﻟراﺋﻌﺔ ،واﺟﺗﻣﻌت ﻓﻲ ﺷوﻗﻲ أرﺑﻌـﺔ أﺻـول ﻣﺧﺗﻠﻔـﺔ)ﻋرﺑـﻲ ،ﺗرﻛـﻲ ،ﺷرﻛﺳـﻲ ،ﯾوﻧـﺎﻧﻲ( وﻗـد ﻗﯾـل
إن اﺧــﺗﻼط اﻷﻧﺳــﺎب وﺗﻌــدد اﻷﺻــول ﻣــن ﻋواﻣــل ظﻬــور اﻟﻌﺑﻘرﯾــﺔ ،وذﻟــك ﻣﻣــﺎ ﺟﻌﻠــﻪ ﯾﺄﺧــذ ﻣــن
ﻣﺷـﺎرب ﻣﺗﻌــددة ،وﯾﺗﺧــذ ﻣﯾــوﻻ ﻟـم ﯾﺗﺧــذﻫﺎ ﻏﯾـرﻩ ،ود ارﺳــﺗﻪ ﻓــﻲ أورﺑـﺎ ،أﺣــداث أﻣﺗــﻪ ﺟﻌﻠﺗــﻪ ﯾﺗــﺄﺛر
أﺿــﻌﺎف ﻣــﺎ ﯾﺗــﺄﺛر ﺑــﻪ ﺳــﺎﺋر اﻟﻧــﺎس ﻷﻧــﻪ ﺧﻠــق ﺷــﺎﻋ ار و اﻟﺷــﺎﻋر ﯾﻛــون دوﻣــﺎ ﺣﺳﺎﺳــﺎ وﻣﻠﺗﻬــب
اﻟﻌواطف ،وﻋﺎطﻔﺗـﻪ اﻟوطﻧﯾـﺔ واﻹﺳـﻼﻣﯾﺔ واﻹﻧﺳـﺎﻧﯾﺔ اﻟﺗـﻲ طﺑﻌـت ﻗﺻـﺎﺋدﻩ ﺟﻌﻠﺗـﻪ ﺑﺣـق ﺷـﺎﻋر
اﻟﻌروﺑﺔ واﻹﺳﻼم واﻹﻧﺳﺎﻧﯾﺔ ﺟﻣﻌﺎء.
آﺛﺎرﻩ اﻟﺷﻌرﯾﺔ:
» ﻟﻪ ﻣن اﻟﺷﻌر دﯾوان ﺿـﺧم ﯾﻌـرف "ﺑﺎﻟﺷـوﻗﯾﺎت" وﯾﻘـﻊ ﻓـﻲ أرﺑﻌـﺔ أﺟـزاء وﯾﺷـﻣل اﻷول
ﻣﻧﻬﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﻘﺻﺎﺋد اﻟداﺧﻠﺔ ﻓﻲ ﺑﺎب " اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ واﻟﺗﺎرﯾﺦ واﻻﺟﺗﻣﺎع " وﻗد ﺻدرﻩ " ﻣﺣﻣد ﺣﺳـﯾن
ﻫﯾﻛــل " ﺑﻣﻘدﻣــﺔ ﺗطــرق ﻓﯾﻬــﺎ ﻟﺷــوﻗﻲ وﺗﺣﻠﯾــل ﺷــﺎﻋرﯾﺗﻪ .أﻣــﺎ اﻟﺟــزء اﻟﺛــﺎﻧﻲ ﻓﯾﺗﻧــﺎول اﻟوﺻــف
واﻟﻧﺳﯾب وﻣﺗﻔرﻗﺎت ﻓﻲ اﻟﺗﺎرﯾﺦ اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ واﻻﺟﺗﻣﺎع .أﻣﺎ اﻟﺟزء اﻟﺛﺎﻟث ﻓﺟﻣﻊ ﻓﯾﻪ اﻟﻣراﺛﻲ وﺣـدﻫﺎ
ﺛــم اﻟﺟــزء اﻟ ارﺑــﻊ ،ﻓﺟﻣــﻊ ﻓﯾــﻪ ﻣــﺎ ﺗﺑﻘــﻰ ﻣــن ﺷــﻌر ﺷــوﻗﻲ ﻣــن ﻣﺗﻔرﻗــﺎت ﻓــﻲ ﻣﺧﺗﻠــف اﻷﻏ ـراض
وﻻﺳـﯾﻣﺎ اﻟﺷـﻌر اﻟﺗﻌﻠﯾﻣـﻲ .وﻟﻠﺷـﺎﻋر أﯾﺿـﺎ ﻛﺗـﺎب "دول اﻟﻌـرب وﻋظﻣـﺎء اﻹﺳـﻼم " اﻟـذي ظﻬـر
113
ﻣ ﻖ
ﺑﻌـد وﻓﺎﺗــﻪ،وﻫو ﻋﺑــﺎرة ﻋــن ﻣﺟﻣــوع أراﺟﯾــز ﺗﺗﻧـﺎول اﻟﺗــﺎرﯾﺦ اﻹﺳــﻼﻣﻲ وﻋظﻣﺎﺋــﻪ .ﻓــﻲ اﻟﻔــﺎطﻣﯾﯾن
وﻟ ــﻪ أﯾﺿ ــﺎ ﺳ ــت رواﯾ ــﺎت ﺗﻣﺛﯾﻠﯾ ــﺔ وﺿ ــﻌت ﺑ ــﯾن 1932-1929م ،ﻣﻧﻬ ــﺎ " :ﻣﺻ ــرع ﻛﻠﯾوﺑ ــﺎﺗ ار"
"ﻣﺟﻧون ﻟﯾﻠﻰ " "ﻗﻣﯾز " ﻋﻠﻲ ﺑﯾك اﻟﻛﺑﯾـر" "ﻋﻧﺗـرة" وﻣﻠﻬـﺎة واﺣـدة اﻟﺳـت ﻫـدى .ورأى ﺷـوﻗﻲ ﻓـﻲ
ﻓرﻧﺳــﺎ ﻣــن ﺣرﯾــﺔ اﻟــدﯾن واﻟﻔﻛــر ورﻏــم اطﻼﻋــﻪ ﻋﻠــﻰ ﺟﻣﯾــﻊ اﻟــدﯾﺎﻧﺎت ﺑﻘــﻲ ﻣﺗﻣﺳــﻛﺎ ﺑدﯾﻧــﻪ ورأى
اﻟﺣواﻓز اﻷوروﺑﯾﺔ وﻻﺳﯾﻣﺎ ﻓﻲ ﺑﺎرﯾس ﻣن ﺣب ﻟﻠﺣﯾﺎة واﻟﺣرﯾﺔ واﻟﻌﻠم وﻣﺎ ﻛﺎن ﻟﻪ أﻗـوى أﺛـر ﻓـﻲ
ﺷﻌرﻩ ،ﻓﻌﺎد اﻟﻰ وطﻧﻪ ﯾرﯾد ﻧﺷر ﺗﻠك اﻟﻌﻘﺎﺋد ﺑﯾن أﺑﻧﺎء أﻣﺗﻪ .وﻋﺎش ﺷوﻗﻲ ﻓﻲ ﻋﺻـر ﻣﻠـﻲء
ﺑــﺎﻟﺣوادث اﻟﺳﯾﺎﺳــﯾﺔ "اﻟﺧط ـرة " ﻓﻛــﺎن ﻟﺷــﻌرﻩ ﺻــدى ﻋﻣﯾــق ﻟﻣﺧﺗﻠــف اﻟﺳﯾﺎﺳــﺎت اﻟﺗــﻲ ﺗﺗﺟــﺎذب
اﻟﻘطـر اﻟﻣﺻــري واﻷﻗطــﺎب اﻟﻌرﺑﯾــﺔ واﻹﺳــﻼﻣﯾﺔ ،ﻓﻬــو ﻓـﻲ اﻟــﺑﻼد اﻟﻌرﺑﯾــﺔ ﺷــﺎﻋر ﻫــذﻩ اﻟﺷــﻌوب،
ﻓﺗﺣ ــدث إﻟﯾﻬ ــﺎ ﻋﻠ ــﻰ أﻓراﺣﻬ ــﺎ وأﺣزاﻧﻬ ــﺎ ﻓﺗﻣﺗ ــزج ﻧﻔﺳ ــﻪ ﺑﻧﻔوﺳ ــﻬﺎ وﺗﺧ ــﺗﻠط آﻣﺎﻟ ــﻪ وﻧزﻋﺎﺗ ــﻪ ﺑﺂﻣﺎﻟﻬ ــﺎ
)(1
وﻧزﻋﺎﺗﻬﺎ ﻓﺈذا ﻫو ﻟﺳﺎﻧﻬﺎ وﺗرﺟﻣﺎﻧﻬﺎ اﻟﺻﺎدق «.
ﻋــﺎد ﺷــوﻗﻲ إﻟــﻰ ﻣﺻــر وﻗــد ﺗﺑــدﻟت أﺣواﻟﻬــﺎ اﻟﺳﯾﺎﺳــﯾﺔ ،وﻧزﻋﺎﺗﻬــﺎ اﻟﺷــﻌﺑﯾﺔ ّأﯾﻣــﺎ ﺗﺑــدل ﻓﺗــرك
اﻟﻘﺻ ــر –وﻟ ــم ﯾﻌ ــد ﯾﻣ ــت ﻟ ــﻪ ﺑﺻ ــﻠﺔ – وﺗﺧﻠ ــص ﻣ ــن ﻗﯾ ــودﻩ وﺻ ــﺎر ﺣـ ـ ار ﻣﺳ ــﺎﻧدا ﻟﺛ ــورة ﺷ ــﻌﺑﻪ
اﻟوطﻧﯾﺔ ،وأﻧﺷد ﻗﺻﺎﺋدﻩ اﻟراﺋﻌﺔ ،ﻓطﺎرت ﺷﻬرﺗﻪ ،وﺑﺎﯾﻌﺗﻪ اﻟوﻓود اﻟﻌرﺑﯾﺔ ﻛﻠﻬـﺎ ﺑﺈﻣـﺎرة اﻟﺷـﻌر ﻓـﻲ
ﻣﻬرﺟﺎن ﻋظﯾم ﺳﻧﺔ .1927
وﻓﺎﺗﻪ:
ﺗوﻓﻲ ﺷوﻗﻲ ﺑﻌد ﺗﺗوﯾﺟﻪ ﺑﻠﻘب أﻣﯾر اﻟﺷﻌراء ﺳﻧﺔ 1932م ،ﺑﻌد أن اﺑﺗﻌد ﻋن اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ
واﻧﺻرف إﻟﻰ أدﺑﻪ ،ﺣﺗﻰ ﺗوﻓﻲ ﺻﺑﯾﺣﺔ ﯾوم اﻟراﺑﻊ ﻋﺷر ﻣن ﺷﻬر أﻛﺗوﺑر1932م.
ُ - 1ﯾﻧظر :ﺟﻣﯾل ﺳﻠطﺎن وزﻛﻲ ﻣﺣﺎﺳﻧﻲ ،اﻟﺗراﺟم واﻟﻧﻘد واﻟﺑﻼﻏﺔ وﻣوازﯾن اﻟﺷﻌر ،ﻣطﺑﻌﺔ اﻟﻘﺎﻫرة ﺳﻧﺔ ،1959ص.20
114
ﻣ ﻖ
اﻋﺗﻣــﺎدا ﻋﻠــﻰ ﻣــﺎ أﺷــﺎر إﻟﯾــﻪ اﻟــدﻛﺗور ﺻــﺎﻟﺢ اﻷﺷــﺗر ﻓــﻲ ﻛﺗﺎﺑــﻪ " أﻧدﻟﺳــﯾﺎت ﺷــوﻗﻲ " وﻫــو
ﺑﺣث ﺗطﺑﯾﻘﻲ ﻋن أدب ﺷوﻗﻲ ﻓﻲ اﻟﻣﻧﻔﻰ ،اﻗﺗﺻرﻧﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﻧﺗﺎج اﻟﺷﻌري ﻓﻘط ،وﻫو ﻣﺎ ﯾﺧص
ﺑﺣﺛﻧﺎ ،أﺿﻔﻧﺎ إﻟﯾﻪ ﻣﺎ ﺿﻣﻧﻪ اﻟدﻛﺗور ﻣﺣﻣد ﺻﺑري ﻓﻲ " اﻟﺷوﻗﯾﺎت اﻟﻣﺟﻬوﻟـﺔ " اﻟﺟـزء اﻟﺛـﺎﻧﻲ،
وﻫﻣﺎ ﻗﺻﯾدﺗﺎن ﻣن ﺷﻌر اﻟﻣﻧﻔﻰ ﻟم ﺗﻧﺷ ار.
)(1
اﻷﺛر اﻷول :ﻗﺻﯾدة ﺑﻌﻧوان " اﻟرﺣﻠﺔ إﻟﻰ اﻷﻧدﻟس "
أذﻛ ـ ـ ـ ـ ـ ار ﻟـ ـ ـ ـ ــﻲ اﻟﺻـ ـ ـ ـ ــﺑﺎ وأﯾـ ـ ـ ـ ــﺎم أﻧﺳـ ـ ـ ـ ــﻲ اﺧـ ـ ـ ـ ــﺗﻼف اﻟﻧﻬ ـ ـ ـ ـ ــﺎر واﻟﻠﯾـ ـ ـ ـ ــل ﯾﻧﺳـ ـ ـ ـ ــﻲ
ﺻ ـ ـ ـ ـ ــورت ﻣ ـ ـ ـ ـ ــن ﺗﺻ ـ ـ ـ ـ ــورات وﻣ ـ ـ ـ ـ ــس وﺻ ـ ـ ـ ــﻔﺎ ﻟ ـ ـ ـ ــﻲ ﻣ ـ ـ ـ ــﻼوة ﻣ ـ ـ ـ ــن ﺷـ ـ ـ ـ ــﺑﺎب
ﺳـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻧﺔ ﺣﻠـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــوة ،وﻟـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــذة ﺧﻠـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــس ﻋﺻ ـ ـ ــﻔت ﻛﺎﻟﺻ ـ ـ ــﺑﺎ اﻟﻠﻌ ـ ـ ــوب وﻣ ـ ـ ــرت
أو أﺳ ـ ـ ـ ــﺎ ﺟرﺣـ ـ ـ ـ ــﻪ اﻟزﻣـ ـ ـ ـ ــﺎن اﻟﻣؤﺳـ ـ ـ ـ ــﻲ وﺳــﻼ ﻣﺻــر :ﻫــل ﺳــﻼ اﻟﻘﻠــب ﻋﻧﻬــﺎ
رق ،واﻟﻌﻬ ـ ـ ـ ــد ﻓ ـ ـ ـ ــﻲ اﻟﻠﯾ ـ ـ ـ ــﺎﻟﻲ ﺗﻘﺳ ـ ـ ـ ــﻲ ﻛﻠﻣـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎ ﻣـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــرت اﻟﻠﯾﻠـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻲ ﻋﻠﯾـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻪ
أول اﻟﻠﯾ ـ ـ ــل ،أو ﻋ ـ ـ ــوت ﺑﻌ ـ ـ ــد ﺟ ـ ـ ــرس ﻣﺳ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺗطﺎر إذا اﻟﺑـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـواﺧر رﻧ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــت
ﻛﻠﻣ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎ ﺛـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــرن ﺷـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎﻋﻬن ﺑ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻧﻘس ارﻫـ ـ ــب ﻓـ ـ ــﻲ اﻟﺿـ ـ ــﻠوع ﻟﻠﺳـ ـ ــﻔن ﻓطـ ـ ــن
ﻣـ ـ ـ ـ ــﺎ ﻟـ ـ ـ ـ ــﻪ ﻣوﻟﻌـ ـ ـ ـ ــﺎ ﺑﻣﻧـ ـ ـ ـ ـ ٍـﻊ وﺣـ ـ ـ ـ ــﺑس ؟ ﯾـ ـ ــﺎ اﺑﻧـ ـ ــت اﻟـ ـ ــﯾم ،ﻣـ ـ ــﺎ أﺑ ـ ـ ـوك ﺑﺧﯾ ـ ـ ــل
ح ،ﺣ ـ ــﻼل ﻟﻠطﯾ ـ ــر ﻣ ـ ــن ﻛ ـ ــل ﺟ ـ ــﻧس؟ أﺣ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـرام ﻋﻠـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻰ ﺑﻼﺑﻠـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻪ اﻟـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــدو
ﻓ ـ ـ ــﻲ ﺧﺑﯾ ـ ـ ــث ﻣ ـ ـ ــن اﻟﻣ ـ ـ ــذاﻫب رﺟ ـ ـ ــس ﻛـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــل دار أﺣـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــق ﺑﺎﻷﻫـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــل ،إﻻ
ﺑﻬﻣ ـ ـ ــﺎ ﻓـ ـ ـ ــﻲ اﻟ ـ ـ ــدﻣوع ﺳ ـ ـ ــﯾري وأرﺳ ـ ـ ــﻲ ﻧﻔﺳ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻲ ﻣرﺟ ـ ـ ـ ـ ـ ــل وﻗﻠﺑ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻲ ﺷـ ـ ـ ـ ـ ـ ـراع
ك ﯾ ــد )اﻟﺛﻐ ــر( ﺑ ــﯾن )رﻣ ــل( و)ﻣﻛ ــس( واﺟﻌﻠـ ـ ــﻲ وﺟﻬـ ـ ــك )اﻟﻔﻧـ ـ ــﺎر( ،وﻣﺟ ـ ـ ـ ار
ﻧـ ـ ـ ــﺎزﻋﺗﻧﻲ إﻟﯾـ ـ ـ ــﻪ ﻓـ ـ ـ ــﻲ اﻟﺧﻠـ ـ ـ ــد ﻧﻔﺳـ ـ ـ ــﻲ وطﻧـ ـ ـ ــﻲ ﻟـ ـ ـ ــو ﺷـ ـ ـ ــﻐﻠت ﺑﺎﻟﺧﻠـ ـ ـ ــد ﻋﻧـ ـ ـ ــﻪ
ظﻣـ ـ ــﺄ ﻟﻠﺳ ـ ـ ـواد ﻣـ ـ ــن ) ﻋـ ـ ــﯾن ﺷـ ـ ــﻣس ( وﻫﻔـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎ ﺑ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎﻟﻔؤاد ﻓـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻲ ﺳﻠﺳ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺑﯾل
ﺷﺧﺻ ـ ــﻪ ﺳ ـ ــﺎﻋﺔ ،وﻟ ـ ــم ﯾﺧ ـ ــل ﺣﺳ ـ ــﻲ ﺷـ ـ ــﻬد اﷲ ،ﻟـ ـ ــم ﯾﻐـ ـ ــب ﻋـ ـ ــن ﺟﻔـ ـ ــوﻧﻲ
ﯾ ـ ــﻪ ،و ) ﺑﺎﻟﺳ ـ ــرﺣﺔ اﻟزﻛﯾ ـ ــﺔ ( ُﯾﻣﺳ ـ ــﻲ ﯾﺻـ ـ ـ ــﺑﺢ اﻟﻔﻛـ ـ ـ ــر و ) اﻟﻣﺳـ ـ ـ ــﻠﺔ ( ﻧـ ـ ـ ــﺎد
ﻧﻐﻣـ ـ ـ ـ ـ ـ ــت طﯾ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـرﻩ ﺑـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺄرﺧم ﺟ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــرس وﻛـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺄﻧﻲ أرى اﻟﺟزﯾ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـرة أﯾﻛـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎ
ﻣ ـ ــن ﻋﺑ ـ ــﺎب ،وﺻ ـ ــﺎﺣب ﻏﯾ ـ ــر ﻧﻛ ـ ــس ﻫـ ــﻲ ) ﺑﻠﻘـ ــﯾس ( ﻓـ ــﻲ اﻟﺧﻣﺎﺋ ــل ﺻـ ــرح
ﻗﺑﻠﻬ ـ ـ ـ ـ ــﺎ ﻟ ـ ـ ـ ـ ــم ُﯾﺟ ـ ـ ـ ـ ـ ّـن ﯾوﻣ ـ ـ ـ ـ ــﺎ ﺑﻌ ـ ـ ـ ـ ــرس ﺣﺳـ ـ ـ ـ ــﺑﻬﺎ أن ﺗﻛـ ـ ـ ـ ــون ﻟﻠﻧﯾـ ـ ـ ـ ــل ِﻋرﺳـ ـ ـ ـ ــﺎ
ـس
ﺑـ ـ ـ ــﯾن ﺻـ ـ ـ ــﻧﻌﺎء ﻓـ ـ ـ ــﻲ اﻟﺛﯾـ ـ ـ ــﺎب وﻗ ـ ـ ـ ـ ّ ﻟﺑﺳـ ـ ـ ـ ـ ــت ﺑﺎﻷﺻـ ـ ـ ـ ـ ــﯾل ﺣﻠـ ـ ـ ـ ـ ــﺔ وﺷـ ـ ـ ـ ـ ــﻲ
ﻣﻧـ ـ ـ ــﻪ ﺑﺎﻟﺟﺳـ ـ ـ ــر ﺑـ ـ ـ ــﯾن ﻋـ ـ ـ ــري وﻟـ ـ ـ ــﺑس ﻗ ـ ـ ـ ّـدﻫﺎ اﻟﻧﯾ ـ ـ ــل ،ﻓﺎﺳ ـ ـ ــﺗﺣت ،ﻓﺗـ ـ ـ ـوارت
ـ ـ ـ ـ ـ ــﻪ ٕوان ﻛـ ـ ـ ـ ـ ــﺎن ﻛـ ـ ـ ـ ـ ــوﺛر اﻟﻣﺗﺣﺳـ ـ ـ ـ ـ ــﻲ وأرى اﻟﻧﯾـ ـ ـ ـ ـ ــل ) ﻛـ ـ ـ ـ ـ ــﺎﻟﻌﻘﯾق ( ﺑوادﯾـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ
اﻟ ـ ـ ـ ـ ــذي ﯾﺣﺳ ـ ـ ـ ـ ــر اﻟﻌﯾ ـ ـ ـ ـ ــون وﯾﺧﺳ ـ ـ ـ ـ ــﻲ اﺑ ــن ﻣـ ــﺎء اﻟﺳ ــﻣﺎء ذو اﻟﻣوﻛـ ــب اﻟﻔﺧـ ــم
ﺑﺧﻣﯾـ ـ ـ ـ ـ ٍـل ،وﺷـ ـ ـ ـ ـ ٍ
ـﺎﻛر ﻓﺿـ ـ ـ ـ ــل ﻋـ ـ ـ ـ ــرس ﻻ ﺗ ـ ـ ـ ــرى ﻓ ـ ـ ـ ــﻲ رﻛﺎﺑ ـ ـ ـ ــﻪ ﻏﯾ ـ ـ ـ ــر ﻣ ـ ـ ـ ــﺛن
ﻟـ ــم ﺗُﻔـ ــق ﺑﻌـ ـ ُـد ﻣـ ــن ﻣﻧﺎﺣـ ــﺔ ) رﻣﺳـ ــﻲ ( وأرى ) اﻟﺟﯾـ ـ ـ ـ ـ ـزة ( اﻟﺣزﯾﻧ ـ ـ ـ ـ ــﺔ ﺛﻛﻠ ـ ـ ـ ـ ــﻰ
وﺳ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـؤال اﻟﯾ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـراع ﻋﻧـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻪ ﺑﻬﻣـ ـ ـ ـ ـ ـ ــس أﻛﺛ ـ ـ ـ ـ ــرت ﺿ ـ ـ ـ ـ ــﺟﺔ اﻟﺳـ ـ ـ ـ ـ ـواﻗﻲ ﻋﻠﯾ ـ ـ ـ ـ ــﻪ
ـردن ﻏﯾـ ـ ـ ـ ـ ــر طـ ـ ـ ـ ـ ــوي وﺳ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻠس
وﺗﺟـ ـ ـ ـ ـ ـ ّ ـﻔرن ﺷ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻌ ار
وﻗﯾـ ـ ـ ـ ـ ــﺎم اﻟﻧﺧﯾ ـ ـ ـ ـ ـ ــل ﺿ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ّ
ن ﺑﯾـ ـ ـ ـ ـ ــوم ﻋﻠـ ـ ـ ـ ـ ــﻰ اﻟﺟﺑـ ـ ـ ـ ـ ــﺎﺑر ﻧﺣ ـ ـ ـ ـ ـ ـس وﻛ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺄن اﻷﻫـ ـ ـ ـ ـ ـ ـرام ﻣﯾـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ازن ﻓرﻋ ـ ـ ـ ـ ـ ــو
أﻟـ ـ ــف ﺟـ ـ ـ ٍ
ـﺎب وأﻟـ ـ ــف ﺻـ ـ ــﺎﺣب ﻣﻛـ ـ ــس أو ﻗﻧـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎطﯾرﻩ ﺗـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺄﻧق ﻓﯾﻬـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎ
ﺣـ ــﯾن ﯾﻐﺷـ ــﻰ اﻟـ ــدﺣﻰ ﺣﻣﺎﻫـ ــﺎ وﯾﻐﺳـ ــﻲ روﻋـ ــﺔ ﻓـ ــﻲ اﻟﺿـ ــﺣﻰ ،ﻣﻼﻋـ ــب ﺟـ ـ ّـن
ﺟﻧ ـ ـ ـ ـ ــﺔ ﻏﯾـ ـ ـ ـ ــر ﻓط ـ ـ ـ ـ ــس
أﻧـ ـ ـ ـ ــﻪ ﺻ ـ ـ ـ ـ ــﻧﻊ ّ ﻻ
و ) رﻫـ ـ ـ ــﯾن اﻟرﻣ ـ ـ ـ ــﺎل ( أﻓط ـ ـ ـ ــس ،إ ّ
ﺳـ ـ ـ ـ ُـﺑﻊُ اﻟﺧﻠـ ـ ـ ــق ﻓـ ـ ـ ــﻲ أﺳـ ـ ـ ــﺎرﯾر إﻧﺳـ ـ ـ ــﻲ ﺗﺗﺟﻠ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻰ ﺣﻘﯾﻘ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺔ اﻟﻧ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎس ﻓﯾ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻪ
واﻟﻠﯾـ ـ ـ ـ ـ ــﺎﻟﻲ ﻛواﻋـ ـ ـ ـ ـ ــب ﻏﯾـ ـ ـ ـ ـ ــر ﻋـ ـ ـ ـ ـ ــﻧس ﻟﻌـ ـ ـ ـ ــب اﻟـ ـ ـ ـ ــدﻫر ﻓـ ـ ـ ـ ــﻲ ﺛ ـ ـ ـ ـ ـراﻩ ﺻـ ـ ـ ـ ــﺑﯾﺎ
ﻟﻧﻘـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ٍـد ،وﻣﺧﻠﺑﯾـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻪ ﻟﻔـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــرس ﺻ ـ ـ ـ ـ ـ ّـﯾد اﻟﻣﻘ ـ ـ ـ ـ ــﺎدﯾر ﻋﯾﻧﯾ ـ ـ ـ ـ ــﻪ
رﻛﺑ ـ ـ ـ ـ ــت ُ
و) ﻫـ ـرﻗﻼ ( ،و )اﻟﻌﺑﻘ ــري اﻟﻔرﻧﺳ ــﻲ ( ﻓﺄﺻـ ـ ــﺎﺑت ﺑـ ـ ــﻪ اﻟﻣﻣﺎﻟـ ـ ــك ) :ﻛﺳـ ـ ــرى (
ﻓﯾـ ـ ـ ـ ــﻪ ﯾﺑـ ـ ـ ـ ــدو وﯾﻧﺟﻠـ ـ ـ ـ ــﻲ ﺑﻌـ ـ ـ ـ ــد َﻟـ ـ ـ ـ ــﺑس ﯾ ـ ـ ـ ـ ــﺎ ﻓـ ـ ـ ـ ـ ـؤادي ،ﻟﻛ ـ ـ ـ ـ ــل أﻣـ ـ ـ ـ ــر ﻗـ ـ ـ ـ ـ ـرار
116
ﻣ ﻖ
ـس
ـوت طـ ـ ــول ﺳـ ـ ــﺑﺢ وﻏـ ـ ـ ّ طﺎﻟـ ـ ــت اﻟﺣـ ـ ـ َ ﻋﻘﻠـ ـ ـ ـ ـ ـ ــت ﻟﺟـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺔ اﻷﻣـ ـ ـ ـ ـ ـ ــور ﻋﻘـ ـ ـ ـ ـ ـ ــوﻻ
ـس
ـﺎخ ﻟﺣ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ّ
ق ،وﻻ ﯾﺻـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ُ أو ﻏرﯾـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ٍ ـﺎح ﺑط ـ ـ ـ ــﺎف
ﻏرﻗ ـ ـ ـ ــت ﺣﯾ ـ ـ ـ ــث ﻻ ﯾﺻ ـ ـ ـ ـ ُ
وﯾﺳ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــوم اﻟﺑ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــدور ﻟﯾﻠ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺔ وﻛ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــس ﻓﻠـ ـ ـ ـ ـ ــك ﯾﻛﺳـ ـ ـ ـ ـ ــف اﻟﺷـ ـ ـ ـ ـ ــﻣوس ﻧﻬـ ـ ـ ـ ـ ــﺎ ار
ﺑﻠﻐﺗﻬـ ـ ـ ـ ــﺎ اﻷﻣـ ـ ـ ـ ــور ﺻـ ـ ـ ـ ــﺎرت ﻟﻌﻛ ـ ـ ـ ـ ــس وﻣواﻗﯾـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــت ﻟﻸﻣـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــور ،إذا ﻣـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎ
ﺑﻘﯾ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎم ﻣـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــن اﻟﺟـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــدود وﺗﻌـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــس دول ﻛﺎﻟرﺟ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎل ،ﻣرﺗﻬﻧ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎت
رب ) روم ( و ) ﻓ ــرس (
ﻟطﻣ ــت ﻛ ــل ّ وﻟﯾ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎل ﻣ ـ ـ ـ ـ ـ ــن ﻛ ـ ـ ـ ـ ـ ــل ذات ﺳ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـوار
ﺧﻧﺟ ـ ـ ـ ـ ـ ار ﯾﻧﻔـ ـ ـ ـ ــذان ﻣـ ـ ـ ـ ــن ﻛـ ـ ـ ـ ــل ﺗـ ـ ـ ـ ــرس ﺳ ـ ـ ـ ــددت ﺑـ ـ ـ ــﺎﻟﻬﻼل ﻗوﺳـ ـ ـ ــﺎ ،وﺳ ـ ـ ـ ــﻠت
وﻋﻔ ـ ــت ) واﺋ ـ ــﻼ ( وأْﻟ ـ ــوت ) ﺑﻌ ـ ــﺑس ( ﺣﻛﻣت ﻓﻲ اﻟﻘرون ) ﺧوﻓو ( و )دا ار(
ـوي وﻓـ ـ ـ ـ ـ ــﻲ اﻟﻣﻐـ ـ ـ ـ ـ ــﺎرب ﻛرﺳـ ـ ـ ـ ـ ــﻲ
أﻣ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ّ أﯾــن ) ﻣــروان ( :ﻓــﻲ اﻟﻣﺷــﺎرق ﻋــرش
ﻧورﻫ ـ ـ ـ ــﺎ ﻛ ـ ـ ـ ــل ﺛﺎﻗ ـ ـ ـ ــب اﻟـ ـ ـ ـ ـرأي ﻧط ـ ـ ـ ــس ـرد ﻋﻠﯾﻬ ـ ـ ـ ـ ــﺎ
ﺳ ـ ـ ـ ـ ــﻘﻣت ﺷﻣﺳ ـ ـ ـ ـ ــﻬم ،ﻓ ـ ـ ـ ـ ـ ّ
ـ ـ ــك ﺗﺑﻠ ـ ـ ــﻰ ،وﺗﻧط ـ ـ ــوي ﺗﺣ ـ ـ ــت رﻣ ـ ـ ــس ﺛ ـ ّـم ﻏﺎﺑ ــت ،وﻛ ــل ﺷ ــﻣس ﺳ ــوى ﻫﺎﺗﯾ ـ ـ
وﺷــﻔﺗﻧﻲ اﻟﻘﺻــور ﻣــن ) ﻋﺑــد ﺷــﻣس ( وﻋ ــظ ) اﻟﺑﺣﺗ ــري ( إﯾـ ـوان ) ﻛﺳ ــرى (
وﺑﺳـ ـ ـ ـ ـ ٍ
ـﺎط طوﯾ ـ ـ ـ ـ ــت واﻟـ ـ ـ ـ ـ ـرﯾﺢ ﻋﻧﺳ ـ ـ ـ ـ ــﻲ رب ﻟﯾ ـ ـ ـ ــل ﺳـ ـ ـ ـ ـرﯾت واﻟﺑ ـ ـ ـ ــرق طرﻓ ـ ـ ـ ــﻲ
ب ،وأطـ ـ ـ ــوي اﻟـ ـ ـ ــﺑﻼد ﺣزﻧـ ـ ـ ــﺎ ﻟـ ـ ـ ــدﻫس أﻧظ ــم اﻟﺷ ــرق ﻓ ــﻲ ) اﻟﺟزﯾـ ـرة ( ﺑ ــﺎﻟﻐر
وﻣﻧـ ـ ـ ـ ـ ــﺎر ﻣـ ـ ـ ـ ـ ــن اﻟطواﺋ ـ ـ ـ ـ ـ ــف طﻣ ـ ـ ـ ـ ـ ــس ﻓـ ـ ـ ـ ــﻲ دﯾـ ـ ـ ـ ــﺎر ﻣـ ـ ـ ـ ــن اﻟﺧﻼﺋـ ـ ـ ـ ــف درس
ن ﺧﺿـ ـ ــر ،وﻓـ ـ ــﻲ ذ ار اﻟﻛ ـ ـ ــرم طُﻠ ـ ـ ــس ورﺑ ـ ــﻰ ﻛﺎﻟﺟﻧ ـ ــﺎن ،ﻓ ـ ــﻲ ﻛﻧ ـ ــف اﻟزﯾﺗ ـ ــو
ﻟﻣﺳ ـ ـ ــت ﻓﯾ ـ ـ ــﻪ ﻋﺑـ ـ ـ ـرة اﻟ ـ ـ ــدﻫر َﺧﻣﺳ ـ ـ ــﻲ ﻟ ـ ـ ـ ــم ﯾرﻋﻧـ ـ ـ ــﻲ ﺳ ـ ـ ـ ــوى ﺛ ـ ـ ـ ــرى ﻗرطﺑ ـ ـ ـ ــﻲ
وﺳ ـ ـ ـ ــﻘﻰ ﺻ ـ ـ ـ ــﻔوة اﻟﺣﯾ ـ ـ ـ ــﺎ ﻣـ ـ ـ ــﺎ أﻣﺳ ـ ـ ـ ــﻲ ﯾ ـ ـ ـ ـ ــﺎ وﻗـ ـ ـ ـ ــﻰ اﷲ ﻣ ـ ـ ـ ـ ــﺎ أﺻـ ـ ـ ـ ـ ّـﺑﺢ ﻣﻧ ـ ـ ـ ـ ــﻪ
ﺗﻣﺳ ـ ـ ـ ـ ــك اﻷرض أن ﺗﻣﯾ ـ ـ ـ ـ ــد وﺗرﺳ ـ ـ ـ ـ ــﻲ ﻗرﯾـ ـ ــﺔ ﻻ ﺗُﻌ ـ ـ ـ ّـد ﻓـ ـ ــﻲ اﻷرض ،ﻛﺎﻧ ـ ـ ــت
ﻟﺟ ـ ـ ـ ــﺔ اﻟ ـ ـ ـ ـ ّـروم ﻣ ـ ـ ـ ــن ﺷـ ـ ـ ـ ـراع وﺗرﺳ ـ ـ ـ ــﻲ ﻏﺷـ ـ ــﯾت ﺳـ ـ ــﺎﺣل اﻟﻣﺣـ ـ ــﯾط ،وﻏطـ ـ ــت
ﻓ ـ ـ ـ ــﺄﺗﻰ ذﻟ ـ ـ ـ ــك اﻟﺣﻣ ـ ـ ـ ــﻰ ﺑﻌ ـ ـ ـ ــد َﺣ ـ ـ ـ ــدس رﻛ ـ ـ ــب اﻟ ـ ـ ــدﻫر ﺧ ـ ـ ــﺎطري ﻓ ـ ـ ــﻲ ﺛ ارﻫ ـ ـ ــﺎ
ـ ـ ـ ــﻬﺎ ﻣ ـ ـ ــن اﻟﻌ ـ ـ ــز ﻓ ـ ـ ــﻲ ﻣﻧ ـ ـ ــﺎزل ﻗُﻌ ـ ـ ــس ﻓﺗﺟّﻠـ ـ ـ ــت ﻟ ـ ـ ـ ــﻲ اﻟﻘﺻ ـ ـ ـ ــور وﻣـ ـ ـ ـ ـن ﻓﯾ ـ ـ ـ ـ ـ
117
ﻣ ﻖ
ـردت ﺑ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻧﺟس
ل اﻟﻣﻌ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎﻟﻲ ،وﻻ ﺗ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ّ ﻣ ــﺎ ﺿ ــﻔت ﻗ ــط ﻓ ــﻲ اﻟﻣﻠ ــوك ﻋﻠ ــﻰ ﻧ ــذ
ﻓﯾ ـ ـ ـ ــﻪ ﻣ ـ ـ ـ ــﺎ ﻟﻠﻌﻘ ـ ـ ـ ــول ﻣ ـ ـ ـ ــن ﻛ ـ ـ ـ ــل درس وﻛ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺄﻧﻲ ﺑﻠﻐـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــت ﻟﻠﻌ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎﻟم ﺑﯾﺗ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎ
ـس
ﺣﺟ ـ ـ ـ ـ ــﻪ اﻟﻘ ـ ـ ـ ـ ــوم ﻣ ـ ـ ـ ـ ــن ﻓﻘﯾ ـ ـ ـ ـ ــﻪ وﻗ ـ ـ ـ ـ ـ ّ
ّ ﻗدﺳ ـ ـ ـ ــﺎ ﻓ ـ ـ ـ ــﻲ اﻟ ـ ـ ـ ــﺑﻼد ﺷ ـ ـ ـ ــرﻗﺎ وﻏرﺑ ـ ـ ـ ــﺎ
ﺻ ــر ( ﻧـ ــور اﻟﺧﻣ ــﯾس ﺗﺣ ــت اﻟـ ـ ّـدرﻓس وﻋﻠ ـ ـ ــﻰ اﻟﺟﻣﻌ ـ ـ ــﺔ اﻟﺟﻼﻟ ـ ـ ــﺔ ،و )اﻟﻧ ـ ـ ــﺎ
وﯾﺣﻠ ـ ـ ـ ـ ــﻰ ﺑ ـ ـ ـ ـ ــﻪ ﺟﺑ ـ ـ ـ ـ ــﯾن ) اﻟﺑـ ـ ـ ـ ـ ـرﻧس ( ُﯾﻧ ـ ـ ــزل اﻟﺗ ـ ـ ــﺎج ﻋ ـ ـ ــن ﻣﻔ ـ ـ ــﺎرق ) دون (
وﺻ ـ ــﺣﺎ اﻟﻘﻠ ـ ــب ﻣ ـ ــن ﺿ ـ ــﻼل وﻫﺟ ـ ــس ﺳـ ـ ـ ــﻧﺔ ﻣـ ـ ـ ــن ﻛـ ـ ـ ــرى ،وطﯾـ ـ ـ ــف أﻣـ ـ ـ ــﺎن
ٕواذ اﻟﻘ ـ ـ ـ ـ ـ ــوم ﻣ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎﻟﻬم ﻣ ـ ـ ـ ـ ـ ــن ُﻣﺣ ـ ـ ـ ـ ـ ــس ٕواذا اﻟ ـ ـ ـ ـ ّـدار ﻣ ـ ـ ـ ــﺎ ﺑﻬ ـ ـ ـ ــﺎ ﻣ ـ ـ ـ ــن أﻧ ـ ـ ـ ــﯾس
ﺟـ ـ ــﺎوز اﻷﻟـ ـ ــف ﻏﯾـ ـ ــر ﻣـ ـ ــذﻣوم ﺣـ ـ ــرس ورﻗﯾـ ـ ـ ـ ـ ـ ــق ﻣـ ـ ـ ـ ـ ـ ــن اﻟﺑﯾـ ـ ـ ـ ـ ـ ــوت ﻋﺗﯾـ ـ ـ ـ ـ ـ ــق
ـس
ﺻ ـ ــﺎر ) ﻟﻠ ـ ـ ّـروح ( ذي اﻟ ـ ــوﻻء اﻷﻣ ـ ـ ّ أﺛ ـ ـ ـ ـ ـ ــر ﻣ ـ ـ ـ ـ ـ ــن ) ﻣﺣﻣ ـ ـ ـ ـ ـ ــد ( وﺗـ ـ ـ ـ ـ ـ ـراث
ﺑﯾن ) ﺛﻬـﻼن ( ﻓـﻲ اﻷﺳـﺎس و ﻗُـدس ( ﺑﻠـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻎ اﻟـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ّـﻧﺟم ذروة ،وﺗﻧـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎﻫﻰ
وﯾط ـ ـ ـ ـ ـول اﻟﺻـ ـ ـ ـ ــدى ﻋﻠﯾﻬ ـ ـ ـ ــﺎ ﻓﺗرﺳ ـ ـ ـ ــﻲ ﻣرﻣـ ـ ـ ـ ـ ـ ــر ﺗﺳـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺑﺢ اﻟﻧ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـواظر ﻓﯾـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻪ
أﻟﻔـ ـ ــﺎت اﻟـ ـ ــوزﯾر ﻓ ـ ـ ــﻲ ﻋـ ـ ـ ْـرض ِط ـ ـ ــرس وﺳـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـوار ﻛﺄﻧﻬ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎ ﻓ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻲ اﺳ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺗواء
ﻣـ ــﺎ اﻛﺗﺳ ــﻰ اﻟﻬـ ــدب ﻣ ــن ﻓﺗـ ــور وﻧﻌـ ــس ﻓﺗ ـ ـ ـ ـرة اﻟـ ـ ـ ــدﻫر ﻗـ ـ ـ ــد ﻛﺳـ ـ ـ ــت ﺳـ ـ ـ ــطرﯾﻬﺎ
اﺣـ ـ ـ ـ ِـد اﻟـ ـ ـ ــدﻫر ،واﺳـ ـ ـ ــﺗﻌدت ﻟﺧﻣـ ـ ـ ــس
وِ وﯾﺣﻬـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎ ! ﻛـ ـ ـ ـ ـ ـ ــم ﺗزﯾﻧـ ـ ـ ـ ـ ـ ــت ﻟﻌﻠـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﯾم
ـدﻧرات اﻟدﻣﺳـ ـ ـ ـ ـ ـ ــق
ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــن ﻣـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻼء ﻣـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ّ وﻛـ ـ ـ ــﺄن اﻟرﻓﯾـ ـ ـ ــف ﻓـ ـ ـ ــﻲ ﻣﺳـ ـ ـ ــرح اﻟﻌﯾـ ـ ـ ـ ـ
ﯾﺗﻧـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ّـزﻟن ﻓـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻲ ﻣﻌـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎرج ﻗـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــدس وﻛـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺄن اﻵﯾ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎت ﻓ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻲ ﺟﺎﻧﺑﯾ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻪ
ﻟـ ــم ﯾـ ــزل ﯾﻛﺗﺳ ــﯾﻪ ،أو ﺗﺣ ــت ) ﻗُـ ــس ( وﻣﻧﺑـ ــر ﺗﺣ ـ ــت ) ﻣﻧـ ــذر ( ﻣ ـ ــن ﺟ ـ ــﻼل
وردﻩ ﻏﺎﺋﯾـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎ ،ﻓﺗـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــدﻧو ﻟﻠﻣ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــس
ْ وﻣﻛ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎن اﻟﻛﺗـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎب ﯾﻐرﯾ ـ ـ ـ ـ ـ ــك رﯾ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎ
ﺷـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻣس وآل ﻟـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻪ ﻣﯾـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎﻣﯾن ُ بٍ ، ﺻــﻧﻌﺔ ) اﻟــداﺧل ( اﻟﻣﺑــﺎرك ﻓــﻲ اﻟﻐــر
***
ـ ـ ـ ــدﻫر ،ﻛـ ـ ــﺎﻟﺟرح ﺑـ ـ ــﯾن ﺑـ ـ ــرء وﻧﻛـ ـ ــس ﻣ ـ ـ ــن ) ﻟﺣﻣـ ـ ـ ـراء ( ُﺟﻠّﻠـ ـ ـ ـت ﺑﻐﺑ ـ ـ ــﺎر اﻟ ـ ـ ـ ـ
118
ﻣ ﻖ
ﻟﻣﺣﺗﻬ ـ ـ ــﺎ اﻟﻌﯾ ـ ـ ــون ﻣ ـ ـ ــن ط ـ ـ ــول ﻗ ـ ـ ــﺑس ﻛﺳ ــﻧﺎ اﻟﺑ ــرق ،ﻟ ــو ﻣﺣ ــﺎ اﻟﺿ ــوء ﻟﺣظ ــﺎ
ـ ــﻣر ( :ﻣ ــن ﻏﺎﻓ ــل ،وﯾﻘظ ــﺎن ﻧ ــدس ﺣﺻـ ــن )ﻏرﻧﺎطـ ــﺔ ( ،ودار ﺑﻧـ ــﻲ اﻷﺣ ـ ـ ـ
ﻓﺑ ـ ـ ـ ــدا ﻣﻧ ـ ـ ـ ــﻪ ﻓ ـ ـ ـ ــﻲ ﻋﺻ ـ ـ ـ ــﺎﺋب ﺑ ـ ـ ـ ــرس ﺟﻠّ ـ ـ ــل اﻟ ـ ـ ــﺛﻠﺞ دوﻧﻬ ـ ـ ــﺎ رأس ) ﺷ ـ ـ ــﯾري (
ﻗﺑﻠـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻪ ﯾرﺟـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻰ اﻟﺑﻘـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎء وﯾﻧﺳـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻲ ﺳـ ـ ـ ـ ـ ـ ــرﻣد ﺷـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﯾﺑﻪ ،وﻟ ـ ـ ـ ـ ـ ــم أر ﺷـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﯾﺑﺎ
ـ ـ ـراء ( ﻣﺷـ ــﻲ اﻟﻧﻌـ ــﻲ ﻓـ ــﻲ دار ﻋـ ــرس ﻣﺷـ ــت اﻟﺣﺎدﺛ ـ ــﺎت ﻓ ـ ــﻲ ﻏ ـ ــرف ) اﻟﺣﻣ ـ ـ ـ
ﺳ ـ ـ ـ ـ ّـدة اﻟﺑ ـ ـ ـ ــﺎب ﻣـ ـ ـ ــن ﺳ ـ ـ ـ ــﻣﯾر وأﻧ ـ ـ ـ ــس
ُ ﻫﺗﻛ ـ ـ ـ ــت ﻋـ ـ ـ ـ ـزة اﻟﺣﺟ ـ ـ ـ ــﺎب ،وﻓﺿ ـ ـ ـ ــت
ـس
واﺳ ـ ـ ـ ــﺗراﺣت ﻣ ـ ـ ـ ــن اﺣﺗـ ـ ـ ـ ـراس وﻋ ـ ـ ـ ـ ّ ﻋرﺻـ ـ ـ ـ ـ ــﺎت ﺗﺧّﻠ ـ ـ ـ ـ ــت اﻟﺧﯾـ ـ ـ ـ ـ ــل ﻋﻧﻬـ ـ ـ ـ ـ ــﺎ
ـس
ﻟ ـ ـ ـ ـ ــم ﺗﺟ ـ ـ ـ ـ ــد اﻟﻌﺑ ـ ـ ـ ـ ــﻲ ﺗﻛـ ـ ـ ـ ـ ـرار ﻣ ـ ـ ـ ـ ـ ّ وﻣﻐ ـ ـ ـ ـ ــﺎن ﻋﻠ ـ ـ ـ ـ ــﻰ اﻟﻠﯾ ـ ـ ـ ـ ــﺎﻟﻲ ِ .وﺿ ـ ـ ـ ـ ــﺎء
رﯾ ـ ــﺦ ،ﺳ ـ ــﺎﻋﯾن ﻓ ـ ــﻲ ﺧﺷ ـ ــوع وﻧﻛ ـ ــس ﻻ ﺗ ـ ـ ـ ــرى ﻏﯾ ـ ـ ـ ــر واﻓ ـ ـ ـ ــدﯾن ﻋﻠ ـ ـ ـ ــﻰ اﻟﺗ ـ ـ ـ ــﺎ
ﻣ ـ ـ ــن ﻧﻘ ـ ـ ــوش ،وﻓ ـ ـ ــﻲ ﻋﺻ ـ ـ ــﺎرة ورس ﻧﻘﻠـ ـ ـ ـ ـ ـوا اﻟطـ ـ ـ ـ ـ ــرف ﻓـ ـ ـ ـ ـ ــﻲ ﻧﺿ ـ ـ ـ ـ ــﺎرة ٍ
آس
ﻛ ـ ـ ــﺎﻟرﺑﻰ اﻟﺷ ـ ـ ـ ّـم ﺑ ـ ـ ــﯾن ظ ـ ـ ــل وﺷ ـ ـ ــﻣس وﻗﺑ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎب ﻣ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــن ﻻزورد وﺗﺑـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــر
وﻷﻟﻔﺎظﻬ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎ ﺑ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺄزﯾن ﻟ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ْـﺑس وﺧط ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــوط ﺗﻛّﻔﻠ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــت اﻟﻣﻌ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎﻧﻲ
ﻣﻘﻔـ ـ ـ ــر اﻟﻘـ ـ ـ ــﺎع ﻣـ ـ ـ ــن ظﺑـ ـ ـ ــﺎء وﺧـ ـ ـ ــﻧس وﺗ ـ ـ ـ ـ ـ ــرى ﻣﺟﻠ ـ ـ ـ ـ ـ ــس اﻟﺳ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺑﺎع ﺧ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻼء
ﯾﺗﻧ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـزﻟن ﻓﯾـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻪ أﻗﻣـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎر إﻧ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــس ﻻ ) اﻟﺛرﯾ ـ ـ ـ ـ ــﺎ ( ،وﻻ ﺟـ ـ ـ ـ ـ ـواري اﻟﺛرﯾ ـ ـ ـ ـ ــﺎ
ـس
ﻛّﻠ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺔ اﻟظﻔ ـ ـ ـ ـ ـ ــر ّﻟﯾﻧ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎت اﻟﻣﺟ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ّ ﻣرﻣـ ـ ـ ـ ـ ـ ــر ﻗﺎﻣ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــت اﻷﺳ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــود ﻋﻠﯾـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻪ
ﯾﺗﻧ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــزى ﻋﻠ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻰ ﺗ ارﺋ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــب ﻣﻠ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــس ﺗﻧﺛـ ـ ـ ــر اﻟﻣـ ـ ـ ــﺎء ﻓـ ـ ـ ــﻲ اﻟﺣﯾـ ـ ـ ــﺎض ﺟﻣﺎﻧـ ـ ـ ــﺎ
وﺿ ـ ـ ــرس
ﺑﻌ ـ ـ ــد ﻋ ـ ـ ــرك ﻣ ـ ـ ــن اﻟزﻣ ـ ـ ــﺎن َ آﺧـ ـ ـ ـ ـ ـ ــر اﻟﻌﻬـ ـ ـ ـ ـ ـ ــد ﺑـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎﻟﺟزﯾرة ﻛﺎﻧـ ـ ـ ـ ـ ـ ــت
وﺣ ـ ـ ـ ــس
ﺑـ ـ ـ ــﺎد ﺑـ ـ ـ ــﺎﻷﻣس ﺑ ـ ـ ـ ــﯾن أﺳـ ـ ـ ــر َ ﻓﺗ ارﻫ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎ ،ﺗﻘ ـ ـ ـ ـ ـ ــول :ارﯾ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺔ ﺟ ـ ـ ـ ـ ـ ــﯾش
ﺑﺎﻋﻬ ـ ـ ـ ــﺎ اﻟـ ـ ـ ـ ـوارث اﻟﻣﺿ ـ ـ ـ ــﯾﻊ ﺑ ـ ـ ـ ــﺑﺧس وﻣﻔﺎﺗﯾﺣﻬـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎ ﻣﻘﺎﻟﯾـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــد ﻣﻠـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــك
ﻋ ــن ﺣﻔـ ــﺎظ ،ﻛﻣوﻛـ ــب اﻟـ ـ ّـدﻓن ﺧـ ــرس ﺧ ـ ـ ـ ـ ــرج اﻟﻘ ـ ـ ـ ـ ــوم ﻓ ـ ـ ـ ـ ــﻲ ﻛﺗﺎﺋـ ـ ـ ـ ـ ـب ﺻ ـ ـ ـ ـ ـ ّـم
ﺗﺣ ـ ـ ــت آﺑ ـ ـ ــﺎﺋﻬم ﻫ ـ ـ ــﻲ اﻟﻌ ـ ـ ــرش أﻣ ـ ـ ــس رﻛﺑـ ـ ـ ـ ـ ـوا ﺑﺎﻟﺑﺣ ـ ـ ـ ـ ــﺎر ﻧﻌﺷ ـ ـ ـ ـ ــﺎ ،وﻛﺎﻧ ـ ـ ـ ـ ــت
ـت ،وﻣﺣﺳـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــن ﻟﻣﺧـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــس
ﻟﻣﺷـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ّ رب ﺑ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎن ﻟﻬ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎدم ،وﺟﻣ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــوع
ّ
119
ﻣ ﻖ
ﻟﺟﺑـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎن ،وﻻ ﺗﺳـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻧﻰ ﻟﺟـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺑس إﻣ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـرة اﻟﻧـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎس ﻫﻣ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺔ ،ﻻ ﺗ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺄﺗﻰ
وﻫـ ـ ـ ـ ـ ــﻲ أُس وﻫ ـ ـ ـ ـ ــﻲ ُﺧْﻠـ ـ ـ ـ ـ ـ ٍ
ق ،ﻓﺈﻧ ـ ـ ـ ـ ــﻪ ْ ٕواذا ﻣ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎ أﺻ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎب ﺑﻧﯾ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎن ﻗ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــوم
ْ َ
وﺟﻧ ـ ـ ـ ـ ــﻰ داﻧﯾ ـ ـ ـ ـ ــﺎ ،وﺳﻠﺳ ـ ـ ـ ـ ــﺎل أﻧ ـ ـ ـ ـ ــس
ً ـت ﻛﺎﻟﺧﻠ ـ ـ ـ ـ ــد ظ ـ ـ ـ ـ ــﻼ
ﯾ ـ ـ ـ ـ ــﺎ دﯾ ـ ـ ـ ـ ــﺎ ار ﻧزﻟ ـ ـ ـ ـ ـ ُ
ـ ـ ـ ـ ــﻬﺎ ﺑﻘـ ـ ـ ـ ــﯾظ ،وﻻ ﺟﻣـ ـ ـ ـ ــﺎدى ﺑﻘـ ـ ـ ـ ــرس ﻣﺣﺳ ـ ـ ــﻧﺎت اﻟﻔﺻـ ـ ـ ــول ،ﻻ ﻧـ ـ ـ ــﺎﺟر ﻓﯾـ ـ ـ ـ ـ
ﻏﯾ ـ ـ ــر ﺣ ـ ـ ــور ﺣ ـ ـ ـ ّـو اﻟﻣ ارﺷ ـ ـ ــف ﻟﻌ ـ ـ ــس ﻻ ﺗﺣ ـ ـ ـ ـ ـ ــش اﻟﻌﯾ ـ ـ ـ ـ ـ ــون ﻓ ـ ـ ـ ـ ـ ــوق رﺑﺎﻫ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎ
ورﺑـ ـ ـ ــﺎ ﻓ ـ ـ ـ ــﻲ رﺑـ ـ ـ ــﺎك واﺷ ـ ـ ـ ــﺗد ﻏرﺳـ ـ ـ ــﻲ ـﯾت أﻓرﺧـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻲ ﺑظﻠـ ـ ـ ـ ـ ـ ــك رﯾﺷـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎ
ُﻛﺳـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ْ
ﺻـ ـ ـ ـ ـ ــﻧﯾﻊ ﺑﻣﻧﺳـ ـ ـ ـ ـ ــﻲ
ﺑﻣﺿـ ـ ـ ـ ـ ــﺎع ،وﻻ اﻟ ّ ﻫ ـ ــم ﺑﻧـ ـ ــو ﻣﺻ ـ ــر ،ﻻ اﻟﺟﻣﯾ ـ ــل ﻟـ ـ ــدﯾﻬم
وﺟﻧـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎن ﻋﻠـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻰ وﻻﺋـ ـ ـ ـ ـ ـ ــك ﺣـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺑس ﻣـ ـ ـ ـ ــن ﻟﺳـ ـ ـ ـ ــﺎن ﻋﻠـ ـ ـ ـ ــﻰ ﺛﻧﺎﺋـ ـ ـ ـ ــك وﻗ ـ ـ ـ ـ ــف
ﻣـ ـ ـ ــن ﺟدﯾ ـ ـ ـ ــد ﻋﻠ ـ ـ ـ ــﻰ اﻟـ ـ ـ ــدﻫور ودرس ﺣﺳـ ـ ـ ـ ـ ــﺑﻬم ﻫـ ـ ـ ـ ـ ــذﻩ اﻟطﻠـ ـ ـ ـ ـ ــول ﻋظـ ـ ـ ـ ـ ــﺎت
ﺿ ــﻲ ﻓﻘ ــد ﻏ ــﺎب ﻋﻧ ــك وﺟ ــﻪ اﻟﺗﺄﺳ ــﻲ ٕواذا ﻓﺎﺗـ ـ ـ ـ ـ ـ ــك اﻟﺗﻔـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎت إﻟـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻰ اﻟﻣـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎ
)(1
اﻷﺛر اﻟﺛﺎﻧﻲ :ﻗﺻﯾدة ﺑﻌﻧوان " أﻧدﻟﺳﯾﺔ "
ﻧﺷـ ـ ــﺟﻰ ﻟوادﯾـ ـ ــك ،أم ﻧﺄﺳ ـ ـ ــﻰ ﻟوادﯾﻧـ ـ ـ ـﺎ؟ ﯾـ ـ ـ ــﺎ ﻧـ ـ ـ ــﺎﺋﺢ اﻟطﻠـ ـ ـ ــﺢ أﺷـ ـ ـ ــﺑﺎﻩ ﻋوادﯾﻧـ ـ ـ ــﺎ
ﻗﺻـ ــت ﺟﻧﺎﺣـ ــك ﺟﺎﻟـ ــت ﻓـ ــﻲ ﺣواﺷـ ــﯾﻧﺎ؟
ّ ـص ﻋﻠﯾﻧ ـ ـ ــﺎ ﻏﯾـ ـ ــر أن ﯾ ـ ـ ــدا
ﻣـ ـ ــﺎ ذا ﺗﻘـ ـ ـ ّ
ـ ـ ـ ـ أﺧـ ــﺎ اﻟﻐرﯾـ ــب ـ ـ ـ ـ وظـ ــﻼ ﻏﯾـ ــر ﻧﺎدﯾﻧـ ــﺎ رﻣ ـ ــﻰ ﺑﻧـ ــﺎ اﻟﺑـ ــﯾن أﯾﻛ ـ ــﺎ ﻏﯾـ ــر ﺳ ـ ــﺎﻣرﻧﺎ
وﺳـ ـ ــل ﻋﻠﯾـ ـ ــك اﻟﺑ ـ ـ ــﯾن ﺳ ـ ـ ــﻛﯾﻧﺎ
ﺳـ ـ ــﻬﻣﺎُ ، ﻛ ــل رﻣﺗ ــﻪ اﻟﻧ ــوى :رﯾ ــش اﻟﻔـ ـراق ﻟﻧ ــﺎ
ـﻲ ﻻ ﯾﻠﺑﯾﻧـ ـ ـ ـ ـ ــﺎ
ﻋﯾـ ـ ـ ـ ـ ـ ّ
ﻣـ ـ ـ ـ ـ ــن اﻟﺟﻧ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎﺣﯾن ّ إذا دﻋـ ــﺎ اﻟﺷ ـ ـوق ﻟـ ــم ﻧﺑـ ــرح ﺑﻣﻧﺻـ ــدع
إن اﻟﻣﺻ ـ ـ ـ ـ ــﺎﺋب ﯾﺟﻣﻌ ـ ـ ـ ـ ــن اﻟﻣﺻ ـ ـ ـ ـ ــﺎﺑﯾﻧﺎ ﻓــﺈن ﯾــك اﻟﺟــﻧس ﯾــﺎ اﺑــن اﻟطﻠــﺢ ﻓرﻗﻧــﺎ
وﻻ ادﻛـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎ ار ،وﻻ ﺳـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺟوا أﻓﺎﻧﯾﻧـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎ ﻟـ ـ ــم ﻧـ ـ ــﺄل ﻣـ ـ ــﺎءك ﺗﺣﻧﺎﻧـ ـ ــﺎ ،وﻻ ظﻣـ ـ ــﺄ
وﺗﺳـ ـ ـ ـ ــﺣب اﻟـ ـ ـ ـ ــذﯾل ﺗرﺗـ ـ ـ ـ ــﺎد اﻟﻣؤاﺳـ ـ ـ ـ ــﯾﻧﺎ ﺗﺟ ـ ـ ــر ﻣ ـ ـ ــن ﻓ ـ ـ ــﻧن ﺳ ـ ـ ــﺎﻗﺎ إﻟ ـ ـ ــﻰ ﻓ ـ ـ ــﻧن
ﻓﻣـ ـ ـ ـ ــن ﻟروﺣـ ـ ـ ـ ــك ﺑـ ـ ـ ـ ــﺎﻟﱡﻧطس اﻟﻣـ ـ ـ ـ ــداوﯾﻧﺎ أﺳـ ـ ـ ـ ـ ــﺎة ﺟﺳ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻣك ﺣ ـ ـ ـ ـ ـ ــﯾن ﺗطﻠ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺑﻬم
1
اﻟﺷوﻗﯾﺎت ،ﻣﺞ ،1ج ،2ص 101
120
ﻣ ﻖ
121
ﻣ ﻖ
ﺛﺟﺎﺋـ ـ ـ ــب اﻟﻧـ ـ ـ ــور ﻣﺣـ ـ ـ ــدودا ) ﺑﺟرﯾﻧـ ـ ـ ــﺎ ( ﺑ ــﺎﷲ إن ﺟﺑـ ــت ظﻠﻣ ــﺎء اﻟﻌﺑ ــﺎب ﻋﻠ ــﻰ
إﻧﺳـ ـ ـ ـ ــﺎ ﯾﻌـ ـ ـ ـ ــﺛن ﻓﺳ ـ ـ ـ ــﺎدا ،أو ﺷـ ـ ـ ـ ــﯾﺎطﯾﻧﺎ ﺗ ـ ـ ـ ـ ــرد ﻋﻧ ـ ـ ـ ـ ــك ﯾ ـ ـ ـ ـ ــداﻩ ﻛ ـ ـ ـ ـ ــل ﻋﺎدﯾ ـ ـ ـ ـ ــﺔ
ﻋﻠ ـ ـ ــﻰ اﻟﻐﯾ ـ ـ ــوثٕ ،وان ﻛﺎﻧ ـ ـ ــت ﻣﯾﺎﻣﯾﻧ ـ ـ ــﺎ ﺣﺗـ ـ ــﻰ ﺣوﺗـ ـ ــك ﺳـ ـ ــﻣﺎء اﻟﻧﯾ ـ ـ ــل ﻋﺎﻟﯾـ ـ ــﺔ
وﺷ ـ ـ ــﻲ اﻟزﺑرﺟ ـ ـ ــد ﻣـ ـ ـ ــن أﻓـ ـ ـ ـواف وادﯾﻧ ـ ـ ــﺎ وأﺣرزﺗ ـ ـ ــك ﺷ ـ ـ ــﻔوف اﻟ ـ ـ ــﻼزورد ﻋﻠ ـ ـ ــﻰ
رﺑـ ـ ـ ـ ــت ﺧﻣﺎﺋـ ـ ـ ـ ــل ،واﻫﺗـ ـ ـ ـ ــزت ﺑﺳـ ـ ـ ـ ــﺎﺗﯾﻧﺎ ﻣؤرﺟـ ـ ـ ـ ــﺔ
وﺣـ ـ ـ ـ ــﺎزك اﻟرﯾـ ـ ـ ـ ــف أرﺟـ ـ ـ ـ ــﺎء ّ
واﻧـ ـ ـ ــزل ﻛﻣـ ـ ـ ــﺎ ﻧـ ـ ـ ــزل اﻟطـ ـ ـ ــل اﻟرﯾﺎﺣﯾﻧـ ـ ـ ــﺎ ﻗ ــف إﻟ ــﻰ اﻟﻧﯾ ــل واﻫﺗ ــف ﻓ ــﻲ ﺧﻣﺎﺋﻠ ــﻪ
ﺑﺎﻟﺣﺎدﺛ ـ ـ ــﺎت ،وﯾﺿ ـ ـ ــوي ﻋ ـ ـ ــن ﻣﻐﺎﻧﯾﻧ ـ ـ ــﺎ وآس ﻣـ ـ ــﺎ ﺑـ ـ ــﺎت ﯾـ ـ ــذوي ﻣـ ـ ــن ﻣﻧﺎزﻟﻧـ ـ ــﺎ
***
ﻓطـ ـ ــﺎب ﻛ ـ ـ ــل ط ـ ـ ــروح ﻣ ـ ـ ــن ﻣراﻣﯾﻧ ـ ـ ــﺎ وﯾ ـ ــﺎ ﻣﻌطـ ـ ـرة اﻟـ ـ ـوادي ﺳ ـ ــرت ﺳ ـ ــﺣ ار
ﻗﻣـ ــﯾص ﯾوﺳـ ــف ﻟـ ــم ﻧﺣﺳـ ــب ُﻣﻐﺎﻟﯾﻧـ ــﺎ ذﻛﯾـ ـ ــﺔ اﻟ ـ ــذﯾل ،ﻟـ ـ ــو ﺧﻠﻧـ ـ ــﺎ ﻏﻼﻟﺗﻬـ ـ ــﺎ
ﺑ ـ ـ ـ ــﺎﻟورد ﻛﺗﺑ ـ ـ ـ ــﺎ ،وﺑﺎﻟرﯾـ ـ ـ ـ ــﺎ ﻋﻧﺎوﯾﻧ ـ ـ ـ ــﺎ ﺟﺷﻣت ﺷوك اﻟﺳﱡرى ﺣﺗـﻰ أﺗﯾـت ﻟﻧـﺎ
ﻋن طﯾب ﻣﺳراك ﻟـم ﺗـﻧﻬض ﺟوازﯾﻧـﺎ ﻓﻠ ـ ـ ـ ــو ﺟزﯾﻧ ـ ـ ـ ــﺎك ﺑ ـ ـ ـ ــﺎﻷرواح ﻏﺎﻟﯾ ـ ـ ـ ــﺔ
ﻏ ارﺋ ــب اﻟﺷ ــوق وﺷ ــﯾﺎ ﻣ ــن أﻣﺎﻧﯾﻧـ ــﺎ ؟ ـﻛﻲ ﻧﺣﻣﻠـ ـ ــﻪﻫـ ـ ــل ﻣـ ـ ــن ذﯾوﻟـ ـ ــك ﻣﺳـ ـ ـ ّ
دﻧﯾ ــﺎ ،وودﻫﻣ ــو اﻟﺻ ــﺎﻓﻲ ﻫ ــو اﻟ ــدﯾﻧﺎ ود ﻏﯾـ ـ ـ ـ ــرﻫم
إﻟـ ـ ـ ـ ــﻰ اﻟـ ـ ـ ـ ــذﯾن وﺟـ ـ ـ ـ ــدﻧﺎ ّ
***
وﻣـ ــن ﻣﺻ ـ ــون ﻫـ ـ ـواﻫم ﻓ ـ ــﻲ ﺗﻧﺎﺟﯾﻧـ ــﺎ ﯾ ــﺎ ﻣ ــن ﻧﻐ ــﺎر ﻋﻠ ــﯾﻬم ﻣ ــن ﺿ ــﻣﺎﺋرﻧﺎ
ﻋـ ـ ــن اﻟـ ـ ــدﻻل ﻋﻠـ ـ ــﯾﻛم ﻓـ ـ ــﻲ أﻣﺎﻧﯾﻧـ ـ ــﺎ ﻧ ـ ــﺎب اﻟﺣﻧ ـ ــﯾن إﻟ ـ ــﯾﻛم ﻓ ـ ــﻲ ﺧواطرﻧ ـ ــﺎ
ﻓ ـ ــﻲ اﻟﻧﺎﺋﺑ ـ ــﺎت ،ﻓﻠ ـ ــم ﯾﺄﺧ ـ ــذ ﺑﺄﯾ ـ ــدﯾﻧﺎ ﺟﺋﻧـ ــﺎ إﻟـ ــﻰ اﻟﺻـ ــﺑر ﻧـ ــدﻋوﻩ ﻛﻌﺎدﺗﻧـ ــﺎ
ﺣﺗ ـ ــﻰ أﺗﺗﻧ ـ ــﺎ ﻧـ ـ ـواﻛم ﻣ ـ ــن ﺻﯾﺎﺻ ـ ــﯾﻧﺎ وﻣ ـ ــﺎ ُﻏﻠﺑﻧ ـ ــﺎ ﻋﻠ ـ ــﻰ دﻣ ـ ــﻊ ،وﻻ ﺟﻠ ـ ــد
ﺗﻣﯾﺗﻧـ ـ ـ ـ ـ ــﺎ ﻓﯾـ ـ ـ ـ ـ ــﻪ ذﻛ ـ ـ ـ ـ ـ ـراﻛم ةﺗﺣﯾﯾﻧـ ـ ـ ـ ـ ــﺎ وﻧـ ـ ـ ـ ـ ــﺎﺑﻐﻲ ﻛـ ـ ـ ـ ـ ــﺄن اﻟﺣﺷـ ـ ـ ـ ـ ــر آﺧ ـ ـ ـ ـ ـ ـرﻩ
122
ﻣ ﻖ
ﯾﻛـ ــﺎد ﻓـ ــﻲ ﻏﻠـ ــس اﻷﺳـ ــﺣﺎر ﯾطوﯾﻧـ ــﺎ ﻧط ـ ــوي دﺟ ـ ــﺎﻩ ﺑﺟ ـ ــرح ﻣ ـ ــن ﻓراﻗﻛﻣ ـ ــو
ﺣﺗـ ـ ــﻰ ﯾـ ـ ــزول ،وﻟـ ـ ــم ﺗﻬـ ـ ــدأ ﺗراﻗﯾﻧـ ـ ــﺎ إذا رﺳ ـ ــﺎ اﻟ ـ ــﻧﺟم ﻟ ـ ــم ﺗرﻗ ـ ــﺄ ﻣﺣﺎﺟرﻧ ـ ــﺎ
ﺣﺗ ـ ــﻰ ﻗﻌ ـ ــدﻧﺎ ﺑﻬ ـ ــﺎ ﺣﺳ ـ ــرى ﺗﻘﺎﺳ ـ ــﯾﻧﺎ ﺑﺗﻧـ ــﺎ ﻧﻘﺎﺳ ـ ــﻲ اﻟ ـ ــدواﻫﻲ ﻣـ ــن ﻛواﻛﺑ ـ ــﻪ
ﻟﻠﺷ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎﻣﺗﯾن ،وﯾﺄﺳ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــوﻩ ﺗﺄﺳ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﯾﻧﺎ ﯾﺑـ ـ ـ ـ ــدو اﻟﻧﻬ ـ ـ ـ ـ ــﺎر ﻓﯾﺧﻔﯾ ـ ـ ـ ـ ــﻪ ﺗﺟﻠ ـ ـ ـ ـ ــدﻧﺎ
***
اﻟﺻ ـ ـ ــﺑﺎﻟﯾﻧﺎ
أﻧـ ـ ـ ـﻰ ذﻫﺑﻧـ ـ ــﺎ ،وأﻋط ـ ـ ــﺎف ّ ﺳـ ـ ـ ـ ــﻘﯾﺎ ﻟﻌﻬـ ـ ـ ـ ــد ﻛﺄﻛﻧـ ـ ـ ـ ــﺎف اﻟرﺑـ ـ ـ ـ ــﻰ رﻓـ ـ ـ ـ ــﺔ
ﺗـ ـ ـ ـ ـ ـ ــرف أوﻗﺎﺗﻧـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎ ﻓﯾﻬـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎ رﯾﺎﺣﯾﻧـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎ إذا اﻟزﻣـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎن ﺑﻧـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎ ﻏﯾﻧـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎء زاﻫﯾـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺔ
واﻟﺳ ـ ـ ــﻌد ﺣﺎﺷ ـ ـ ــﯾﺔ ،واﻟ ـ ـ ــدﻫر ﻣﺎﺷ ـ ـ ــﯾﻧﺎ اﻟوﺻـ ـ ـ ـ ــل ﺻـ ـ ـ ـ ــﺎﻓﯾﺔ ،واﻟﻌـ ـ ـ ـ ــﯾش ﻧﺎﻏﯾـ ـ ـ ـ ــﺔ
) ﺑﻠﻘ ــﯾس ( ﺗرﻓ ــل ﻓ ــﻲ وﺷ ــﻲ اﻟﯾﻣﺎﻧﯾﻧ ــﺎ واﻟﺷ ــﻣس ﺗﺧﺗـ ــﺎل ﻓـ ــﻲ اﻟﻌﻘﯾـ ــﺎن ،ﺗﺣﺳـ ــﺑﻬﺎ
ﻟـ ـ ـ ــو ﻛـ ـ ـ ــﺎن ﻓﯾﻬـ ـ ـ ــﺎ وﻓـ ـ ـ ــﺎء ﻟﻠﻣﺻـ ـ ـ ــﺎﻓﯾﻧﺎ واﻟﻧﯾ ـ ـ ـ ـ ــل ﯾﻘﺑـ ـ ـ ـ ـ ــل ﻛﺎﻟ ـ ـ ـ ـ ــدﻧﯾﺎ إذا اﺣﺗﻔﻠـ ـ ـ ـ ـ ــت
واﻟﺳــﯾل ﻟــو ﻋ ــف ،واﻟﻣﻘــدار ﻟــو دﯾﻧــﺎ واﻟﺳـ ــﻌد ﻟـ ــو دام ،واﻟﻧﻌﻣ ـ ــﻰ ﻟـ ــو اط ـ ــردت
ﻣـ ــﺎء ﻟﻣﺳـ ــﻧﺎ ﺑـ ــﻪ اﻹﻛﺳـ ــﯾر ،أو طﯾﻧـ ــﺎ أﻟﻘــﻰ ﻋﻠــﻰ اﻷرض ـ ـ ـ ﺣﺗــﻰ ردﻫــﺎ ذﻫﺑــﺎ ـ ـ ـ
ﻋﻠ ـ ـ ــﻰ ﺟواﻧﺑ ـ ـ ــﻪ اﻷﻧ ـ ـ ـ ـوار ﻣ ـ ـ ــن ﺳ ـ ـ ــﯾﻧﺎ أﻋــداﻩ ﻣــن ﯾﻣﻧــﻪ ) اﻟﺗــﺎﺑوت ( ،وارﺗﺳــﻣت
ﻋﻬـ ـ ـ ـ ــد اﻟﻛ ـ ـ ـ ـ ـرام ،وﻣﯾﺛ ـ ـ ـ ــﺎق اﻟوﻓﯾﯾﻧـ ـ ـ ـ ــﺎ ﻟـ ـ ــﻪ ﻣﺑـ ـ ــﺎﻟﻎ ﻣ ـ ـ ــﺎ ﻓـ ـ ــﻲ اﻟﺧﻠ ـ ـ ــق ﻣـ ـ ــن ﻛ ـ ـ ــرم
إﻻ ﺑﺄﯾﺎﻣﻧ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎ ،أو ﻓ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻲ ﻟﯾﺎﻟﯾﻧ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎ ﻟـ ـ ـ ــم ﯾﺟـ ـ ـ ــر ﻟﻠ ـ ـ ـ ــدﻫر إﻋـ ـ ـ ــذار وﻻ ُﻋ ـ ـ ـ ـ ُـرس
ﻣﻧ ـ ـ ـ ــﺎ ﺟﯾ ـ ـ ـ ــﺎدا ،وﻻ أرﺣ ـ ـ ـ ــﻰ ﻣﯾﺎدﯾﻧ ـ ـ ـ ــﺎ وﻻ ﺣـ ـ ـ ــوى اﻟﺳـ ـ ـ ــﻌد أطﻐـ ـ ـ ــﻰ ﻓـ ـ ـ ــﻲ أﻋﻧﺗـ ـ ـ ــﻪ
وﻟـ ـ ـ ــم ﯾﻬـ ـ ـ ــن ﺑﯾ ـ ـ ـ ــد اﻟﺗﺷـ ـ ـ ــﺗﯾت ﻏﺎﻟﯾﻧـ ـ ـ ــﺎ ﻧﺣـ ــن اﻟﯾواﻗﯾ ـ ــت ،ﺧـ ــﺎض اﻟﻧـ ــﺎر ﺟوﻫرﻧـ ــﺎ
إذا ﺗﻠـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــون ﻛﺎﻟﺣرﺑـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎء ﺷـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎﻧﯾﻧﺎ وﻻ ﯾﺣـ ـ ـ ـ ـ ــول ﻟﻧـ ـ ـ ـ ـ ــﺎ ﺻـ ـ ـ ـ ـ ــﺑﻎ ،وﻻ ﺧﻠـ ـ ـ ـ ـ ــق
ﻓــﻲ ﻣﻠﻛﻬــﺎ اﻟﺿــﺧم ﻋرﺷــﺎ ﻣﺛــل وادﯾﻧــﺎ ﻟـ ــم ﺗﻧـ ـ ـزل اﻟﺷـ ــﻣس ﻣﯾ ازﻧـ ــﺎ ،وﻻ ﺻـ ــﻌدت
ﻋﻠﯾ ـ ـ ـ ــﻪ أﺑﻧﺎءﻫ ـ ـ ـ ــﺎ اﻟﻐ ـ ـ ـ ــر اﻟﻣﯾﺎﻣﯾﻧ ـ ـ ـ ــﺎ ؟ أﻟ ـ ـ ـ ـ ـ ــم ﻧؤّﻟ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻪ ﻋﻠ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻰ ﺣﺎﻓﺎﺗ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻪ ،ورأت
ﺧﻣﺎﺋـ ـ ـ ــل اﻟﺳـ ـ ـ ــﻧدس اﻟﻣوﺷـ ـ ـ ــﯾﺔ اﻟﻐﯾﻧـ ـ ـ ــﺎ إن ﻏﺎزﻟـ ــت ﺷـ ــﺎطﺋﯾﻪ ﻓـ ــﻲ اﻟﺿـ ــﺣﻰ ﻟﺑﺳـ ــﺎ
123
ﻣ ﻖ
ﻟـ ـ ـ ـ ـ ـواﻓظ اﻟﻘ ـ ـ ـ ـ ــز ﺑﺎﻟﺧﯾط ـ ـ ـ ـ ــﺎن ﺗرﻣﯾﻧ ـ ـ ـ ـ ــﺎ وﺑ ـ ـ ــﺎت ﻛ ـ ـ ــل ﻣﺟ ـ ـ ــﺎج اﻟـ ـ ـ ـواد ﻣ ـ ـ ــن ﺷ ـ ـ ــﺟر
دﻧﺎﻫ ــﺎ ) ﻓراﻋﯾﻧ ــﺎ (
ﻗﺑ ــل ) اﻟﻘﯾﺎﺻ ــر ( ّ وﻫ ـ ـ ــذﻩ اﻷرض ﻣ ـ ـ ــن ﺳ ـ ـ ــﻬل وﻣ ـ ـ ــن ﺟﺑ ـ ـ ــل
ﻓ ـ ـ ــﻲ اﻷرض إﻻ ﻋﻠ ـ ـ ــﻰ آﺛ ـ ـ ــﺎر ﺑﺎﻧﯾﻧ ـ ـ ــﺎ وﻟ ـ ـ ــم ﯾﺿ ـ ـ ــﻊ ﺣﺟـ ـ ـ ـ ار ﺑ ـ ـ ــﺎن ﻋﻠ ـ ـ ــﻰ ﺣﺟ ـ ـ ــر
ﺑ ـ ـ ــﻪ ﯾ ـ ـ ــد اﻟـ ـ ـ ــدﻫر ،ﻻ ﺑﻧﯾ ـ ـ ــﺎن ﻓﺎﻧﯾﻧ ـ ـ ــﺎ ﻛـ ـ ـ ــﺄن أﻫ ـ ـ ـ ـرام ﻣﺻـ ـ ـ ــر ﺣـ ـ ـ ــﺎﺋط ﻧﻬﺿ ـ ـ ـ ــت
ﯾﻔﻧـ ـ ــﻲ اﻟﻣﻠـ ـ ــوك ،وﻻ ﯾﺑﻘـ ـ ــﻲ اﻷواوﯾﻧـ ـ ــﺎ إﯾواﻧـ ـ ـ ـ ــﻪ اﻟﻔﺧـ ـ ـ ـ ــم ﻣـ ـ ـ ـ ــن ﻋﻠﯾـ ـ ـ ـ ــﺎ ﻣﻘﺎﺻ ـ ـ ـ ـ ـرﻩ
ﺳـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻔﯾﻧﺔ ﻏرﻗ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــت ،إﻻ أﺳ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎطﯾﻧﺎ ﻛﺄﻧﻬـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎ ورﻣـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎﻻ ﺣوﻟﻬـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎ اﻟﺗطﻣـ ـ ـ ـ ـ ـ ــت
ﻛﻧ ـ ــوز ) ﻓرﻋ ـ ــون ( ﻏطّ ـ ــﯾن اﻟﻣوازﯾﻧ ـ ــﺎ ﻛﺄﻧﻬ ـ ـ ـ ــﺎ ﺗﺣ ـ ـ ـ ــت ﻷﻻء اﻟﺿ ـ ـ ـ ــﺣﻰ ذﻫﺑ ـ ـ ـ ــت
ﻣـ ــر اﻟﺻـ ــﺑﺎ ﻓـ ــﻲ ذﯾـ ــول ﻣـ ــن ﺗﺻـ ــﺎﺑﯾﻧﺎ أرض اﻷﺑـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــوة واﻟﻣ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﯾﻼد طﯾﺑﻬ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎ
ﻏـ ـ ـ ـ ـ ـ ار ﻣﺳﻠﺳ ـ ـ ـ ـ ــﻠﺔ اﻟﻣﺟ ـ ـ ـ ـ ــرى ﻗواﻓﯾﻧ ـ ـ ـ ـ ــﺎ ﻛﺎﻧ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــت ﻣﺣﺟﻠ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺔ ﻓﯾﻬـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎ ﻣواﻗﻔﻧـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎ
وﺛ ـ ـ ــﺎب ﻋـ ـ ــن ﺳ ـ ـ ــﻧﺔ اﻷﺣـ ـ ــﻼم ﻻﻫﯾﻧـ ـ ــﺎ ﻓ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺂب ﻣ ـ ـ ـ ـ ـ ــن ﻛـ ـ ـ ـ ـ ـ ـرة اﻷﯾ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎم ﻻﻋﺑﻧ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎ
ـص ،ﻓﻘــﺎل اﻟــدﻫر :آﻣﯾﻧــﺎ (
) ﺑــﺄن ﻧﻐـ ّ وﻟ ـ ـ ـ ــم ﻧ ـ ـ ـ ــدع ﻟﻠﯾـ ـ ـ ــﺎﻟﻲ ﺻ ـ ـ ـ ــﺎﻓﯾﺎ ،ﻓ ـ ـ ـ ــدﻋت
واﻟﺑ ـ ــر ﻧ ـ ــﺎر وﻏـ ــﻰ ،واﻟﺑﺣ ـ ــر ﻏﺳ ـ ــﻠﯾﻧﺎ ﻟـ ـ ــو اﺳ ـ ـ ــﺗطﻌﻧﺎ ﻟﺧﺿ ـ ـ ــﻧﺎ اﻟﺟ ـ ـ ــو ﺻ ـ ـ ــﺎﻋﻘﺔ
ﻓﯾﻬـ ـ ـ ــﺎ إذا ﻧﺳ ـ ـ ـ ــﻲ اﻟ ـ ـ ـ ـواﻓﻲ ،وﺑﺎﻛﯾﻧـ ـ ـ ــﺎ ﺳـ ــﻌﯾﺎ إﻟـ ــﻰ ﻣﺻـ ــر ﻧﻘﺿـ ــﻲ ﺣ ـ ــق ذاﻛرﻧـ ــﺎ
ﺧﯾـ ـ ــر اﻟوداﺋـ ـ ــﻊ ﻣـ ـ ــن ﺧﯾـ ـ ــر اﻟﻣؤدﯾﻧـ ـ ــﺎ ﻛﻧ ـ ـ ـ ـ ــز ) ﺑﺣﻠـ ـ ـ ـ ـ ـوان ( ﻋﻧ ـ ـ ـ ـ ــد اﷲ ﻧطﻠﺑ ـ ـ ـ ـ ــﻪ
ﻟ ـ ـ ــم ﯾﺄﺗ ـ ـ ــﻪ اﻟﺷ ـ ـ ــوق إﻻ ﻣ ـ ـ ــن ﻧواﺣﯾﻧ ـ ـ ــﺎ ﻟـ ـ ـ ــو ﻏـ ـ ـ ــﺎب ﻛـ ـ ـ ــل ﻋزﯾـ ـ ـ ــز ﻋﻧـ ـ ـ ــﻪ ﻏﯾﺑﺗﻧـ ـ ـ ــﺎ
ﻟــم ﻧــدر :أي ﻫــوى اﻷﻣــﯾن ﺷــﺎﺟﯾﻧﺎ ؟ إذا ﺣﻣﻠﻧ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎ ﻟﻣﺻ ـ ـ ـ ـ ـ ــر أو ﻟ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻪ ﺷ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺟﻧﺎ
124
ﻣ ﻖ
)(1
: اﻷﺛر اﻟﺛﺎﻟث :اﻟﻣﯾﻣﯾﺔ ﻓﻲ رﺛﺎء أﻣﻪ
وأﻧـ ـ ـ ـ ـزﻩ ﻣ ـ ـ ـ ــن دﻣ ـ ـ ـ ــﻊ اﻟﺣﯾ ـ ـ ـ ــﺎ ﻋﺑـ ـ ـ ـ ـرة ﺳ ـ ـ ـ ــﺣﻣﺎ ﻣدﻟﻬ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺔ أزﻛ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻰ ﻣ ـ ـ ـ ـ ـ ــن اﻟﻧ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎر زﻓـ ـ ـ ـ ـ ـ ـرة
ﻓﻠـ ـ ـ ــم ﯾﻘـ ـ ـ ــو ﻣﻐﻧﺎﻫـ ـ ـ ــﺎ ﻋﻠـ ـ ـ ــﻰ ﺻـ ـ ـ ــوﺑﻪ رﺳـ ـ ـ ــﻣﺎ ﺳـ ـ ـ ــﻘﺎﻫﺎ ﺑﺷـ ـ ـ ــﯾري وﻫـ ـ ـ ــﻲ ﺗﺑﻛـ ـ ـ ــﻲ ﺻـ ـ ـ ــﺑﺎﺑﺔ
وﻛـ ـ ـ ــم ﻧـ ـ ـ ــﺎزع ﺳـ ـ ـ ــﻬﻣﺎ ﻓﻛـ ـ ـ ــﺎن ﻫـ ـ ـ ــو اﻟﺳـ ـ ـ ــﻬﻣﺎ أﺳ ـ ـ ـ ــت ﺟرﺣﻬ ـ ـ ـ ــﺎ اﻷﻧﺑ ـ ـ ـ ــﺎء ﻏﯾ ـ ـ ـ ــر رﻓﯾﻘ ـ ـ ـ ــﺔ
اﻟﺣﻣـ ـ ــﻰ
ـت ﻣﻧﻬـ ـ ــﺎ ،وﻣـ ـ ــﺎ ﺿـ ـ ـ ّـﻣت ّ
ﻟﻣـ ـ ــﺎ ّﻗﺑﻠـ ـ ـ ْ اﻟﺣﻣ ـ ـ ــﻰ اﻟﻔﺿ ـ ـ ــﺎﺋل واﻟﻌ ـ ـ ــﻼ
ﺗﻐ ـ ـ ــﺎر ﻋﻠ ـ ـ ــﻰ ّ
إذا ﻫ ــﻲ ﺳ ــﻣﺎﻫﺎ ﺑـ ــذي اﻷرض ﻣ ــن ﺳـ ــﻣﻰ ؟ ﺗﻣﻧﺎﻫ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎ وﺗﻬ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــوى ﻟﻘﺎءﻫ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎ
أﻛﺎﻧ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــت ّ
ذﻣـ ـ ـ ـ ــﺎ
ﻓﻠﻣـ ـ ـ ـ ــﺎ ُوﻓـ ـ ـ ـ ـ ـوا اﻷﺳـ ـ ـ ـ ـ ـواء ﻟ ـ ـ ـ ـ ــم ﺗرﻫ ـ ـ ـ ـ ــﺎ ّ أﻟﻣـ ـ ـ ـ ـ ـ ــت ﻋﻠﯾﻬـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎ ،واﺗّﻘـ ـ ـ ـ ـ ـ ــت ﺛﻣراﺗﻬـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎ
ّ
إذا أﻗﺻ ـ ـ ــر اﻟﺑ ـ ـ ــدر اﻟﺗﻣ ـ ـ ــﺎم ﻣﺿـ ـ ـ ـوا ﻗُـ ـ ــدﻣﺎ ! ﻓﯾـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎ ﺣﺳ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـرﺗﺎ أﻻّ ﺗ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ارﻫم أﻫﻠـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺔ
ـدو ﺗ ـ ـ ـ ـ ـ ـراﻫم ﻓـ ـ ـ ـ ـ ــﻲ ﻣﻌﺎطﺳـ ـ ـ ـ ـ ــﻪ رﻏﻣـ ـ ـ ـ ـ ــﺎ
ﻋـ ـ ـ ـ ـ ـ ّ رﯾـ ـ ــﺎﺣﯾن ﻣـ ـ ــن أﻧـ ـ ــف اﻟـ ـ ــوﻟﻲ ،وﻣـ ـ ــﺎ ﻟﻬـ ـ ــﺎ
وﻻ ﯾﺷـ ـ ـ ـ ـ ــﺑﻌوا اﻟـ ـ ـ ـ ـ ــرﻛن اﺳـ ـ ـ ـ ـ ــﺗﻼﻣﺎ وﻻ ﻟﺛﻣـ ـ ـ ـ ـ ــﺎ وأﻻ ﯾطوﻓ ـ ـ ـ ـ ـ ـوا ﺧﺷـ ـ ـ ـ ـ ــﻌﺎ ﺣـ ـ ـ ـ ـ ــول ﻧﻌﺷـ ـ ـ ـ ـ ــﻬﺎ
وأوﻟﯾ ـ ـ ـ ـ ِ
ـت ﺟﺛﻣـ ـ ـ ــﺎﻧﻲ ﻣ ـ ـ ـ ــن اﻟﻣﻧ ـ ـ ـ ــﺔ اﻟﻌظﻣـ ـ ـ ــﻰ ـﻠﻔت ﻓ ـ ــﻲ اﻟﻣﻬ ـ ــد ﻣـ ــن ﯾ ـ ـ ٍـد
ـت ﺑﻣـ ــﺎ أﺳ ـ ـ ِ
ﺣﻠﻔ ـ ـ ُ
اﻟﺟﻣ ـ ـ ــﺎ
ﺗﻠﯾ ـ ـ ــد اﻟﺧ ـ ـ ــﻼل اﻟﻛﺛ ـ ـ ــر ،واﻟط ـ ـ ــﺎرف ّ وﻗﺑ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــر ﻣﻧـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــوط ﺑـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎﻟﺟﻼل ﻣﻘﻠّـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ٍـد
ﻣـ ــن اﻟﺻـ ــﻠوات اﻟﺧﻣـ ــس ،واﻵي ،واﻷﺳـ ــﻣﺎ وﺑﺎﻟﻐﺎدﯾـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎت اﻟﺳ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎﻗﯾﺎت ﻧزﯾﻠـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻪ
وﻻ رﻣ ـ ـ ـ ــت ﻫ ـ ـ ـ ــذا اﻟﺛﻛـ ـ ـ ـ ــل ﻟﻠﻧـ ـ ـ ـ ــﺎس واﻟﯾﺗﻣ ـ ـ ـ ــﺎ ﻟﻣـ ــﺎ ﻛـ ــﺎن ﻟـ ــﻲ ﻓـ ــﻲ اﻟﺣـ ــرب رأي وﻻ ﻫـ ــوى
ﻓﻛﯾ ـ ــف رﺿ ـ ــﺎﺋﻲ أن ﯾ ـ ــرى اﻟﺑﺷ ـ ـ ُـر اﻟظﻠﻣ ـ ــﺎ ؟ ـﺎﻟرق ﻟ ـ ــﻲ رﺿ ـ ــﺎ
وﻟ ـ ــم ﯾ ـ ــك ظﻠ ـ ــم اﻟطﯾ ـ ــر ﺑ ـ ـ ّ
ﺛﻣـ ـ ـ ـ ــﺎ
ﻛـ ـ ـ ـ ــﺄن ﺛﻣـ ـ ـ ـ ــﺎر اﻟﻘﻠـ ـ ـ ـ ــب ﻣـ ـ ـ ـ ــن وﻟـ ـ ـ ـ ــدي ّ وﻟ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــم آل ﺷ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺑﺎن اﻟﺑرﯾ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺔ ِرﻗ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺔ
أرى اﻟﻧ ـ ـ ــﺎس ﺻـ ـ ــﻧﻔﯾن :اﻟـ ـ ــذﺋﺎب أو اﻟﺑﻬﻣـ ـ ــﺎ وﻛﻧـ ـ ــت ﻋﻠـ ـ ــﻰ ﻧﻬـ ـ ــﺞ ﻣـ ـ ــن اﻟ ـ ـ ـ أري واﺿـ ـ ــﺢ
اﻟﺣﻛﻣ ـ ـ ـ ـ ــﺎ
وﻻ اﻟﻌ ـ ـ ـ ـ ــدل إﻻ ﺣ ـ ـ ـ ـ ــﺎﺋط ﯾﻌﺻ ـ ـ ـ ـ ــم ُ وﻣ ـ ـ ـ ــﺎ اﻟﺣﻛ ـ ـ ـ ــم إﻻ أوﻟ ـ ـ ـ ــﻲ اﻟﺑ ـ ـ ـ ــﺄس دوﻟ ـ ـ ـ ــﺔ
* * *
ﻓﻣـ ـ ـ ـ ــﺎ وﺟـ ـ ـ ـ ــدت ﻧﻔﺳـ ـ ـ ـ ــﻲ ﻷﻧﻬﺎرﻫـ ـ ـ ـ ــﺎ طﻌﻣـ ـ ـ ـ ــﺎ ﻧزﻟ ـ ـ ـ ــت رﺑـ ـ ـ ـ ــﻰ اﻟـ ـ ـ ـ ـ ّـدﻧﯾﺎ وﺟﻧـ ـ ـ ـ ــﺎت ﻋـ ـ ـ ـ ــدﻧﻬﺎ
ٕوان ﻟـ ــم أرح ) ﻣ ـ ــروان ( ﻓﯾﻬ ـ ــﺎ وﻻ ) ﻟﺧﻣ ـ ــﺎ ( ُأرﯾ ـ ـ ـ ــﺢ أرﯾ ـ ـ ـ ــﺞ اﻟﻣﺳ ـ ـ ـ ــك ﻓ ـ ـ ـ ــﻲ ﻋرﺻ ـ ـ ـ ــﺎﺗﻬﺎ
ﺑﻛﯾت اﻟﻧدى ﻓﻲ اﻷرض ،واﻟﺑﺄس ،واﻟﺣزﻣﺎ ـﻲ ﺳ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻣﺎؤﻫﺎّ إذا ﺿ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺣﻛت زﻫـ ـ ـ ـ ـ ـ ـوا إﻟ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ّ
أﺧـ ـ ـ ــﺎل اﻟﻘﺻـ ـ ـ ــور اﻟزﻫ ـ ـ ــر واﻟﻐـ ـ ـ ــرف اﻟﺷـ ـ ـ ـ ّـﻣﺎ أطﯾ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــف ﺑرﺳ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــم ،أو أُﻟـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ﱡم ﺑدﻣﻧ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺔ
126
ﻣ ﻖ
اﻷﺛر اﻟراﺑﻊ :أرﺟوزة ﺗﻘﻊ ﻓﻲ 1400ﺑﯾت ﺳﻣﺎﻫﺎ ﺷوﻗﻲ " دول اﻟﻌرب وﻋظﻣﺎء اﻹﺳﻼم "
وﻫﻲ ﻣﻧظوﻣﺔ ﺗﺎرﯾﺧﯾﺔ ،اﻗﺗطﻔﻧﺎ ﻣﻧﻬﺎ اﻟﻣﻘﺎطﻊ اﻟﺗﺎﻟﯾﺔ :
اﻟﻣﻘدﻣﺔ
ذي اﻟﻌـ ــرش واﻟﺳـ ــﺑﻊ اﻟﻌـ ــﻼ اﻟطﺑـ ــﺎق اﻟﺣﻣـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــد ﷲ اﻟﻘ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــدﯾم اﻟﺑ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎﻗﻲ
اﻟ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــداﺋم اﻟﺟ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻼل واﻹﻛﺑ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎر اﻟﻣﻠـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــك اﻟﻣﺗﻔ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــرد اﻟﺟﺑـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎر
و ﻣﻬﻠـ ــك اﻟﺣـ ــﻲ وﻣﺣﯾـ ــﻲ ﻣـ ــن ﻫﻠـ ــك وارث ﻛ ـ ـ ـ ـ ـ ــل ﻣﺎﻟ ـ ـ ـ ـ ـ ــك وﻣ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎ ﻣﻠ ـ ـ ـ ـ ـ ــك
ﻣﺷ ـ ـ ـ ــﺗﻣل ﻋﻠ ـ ـ ـ ــﻰ اﻟﺑﯾـ ـ ـ ــﺎن اﻷﺣﺳـ ـ ـ ــن ﻣﻧـ ـ ـ ـ ـ ــزل اﻟـ ـ ـ ـ ـ ــذﻛر ﺑﺧﯾـ ـ ـ ـ ـ ــر اﻷﻟﺳـ ـ ـ ـ ـ ــن
ﻣ ـ ـ ــن ﻛ ـ ـ ــل ﻏـ ـ ـ ـراء ﺗﺿ ـ ـ ــﻲء اﻟﻠوﺣ ـ ـ ــﺎ أوﺣ ـ ـ ـ ــﻰ إﻟ ـ ـ ـ ــﻰ رﺳ ـ ـ ـ ــوﻟﻪ ﻣ ـ ـ ـ ــﺎ أوﺣ ـ ـ ـ ــﻰ
127
ﻣ ﻖ
ﻣواﺛ ـ ـ ــل اﻟﺣﺳ ـ ـ ــن ﻛﺄﻣﺛ ـ ـ ــﺎل اﻟﺻ ـ ـ ــور وﻗـ ـ ــص أﻧﺑـ ـ ــﺎء اﻟﻘـ ـ ــرون ﻓـ ـ ــﻲ اﻟﺳـ ـ ــور
ﻋﻠ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻰ أﺟـ ـ ـ ـ ـ ـ ــل رﺳ ـ ـ ـ ـ ـ ــل اﻟﺳـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻼم وأﻓﺿـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــل اﻟﺻـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻼت واﻟﺳـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻼم
ورﻓﻌ ـ ـ ـ ـ ــت ﻫﻣﺗ ـ ـ ـ ـ ــﻪ ذﻛ ـ ـ ـ ـ ــر اﻟﻌ ـ ـ ـ ـ ــرب ﻣ ـ ـ ـ ـ ـ ــن ﺑﻠﻐ ـ ـ ـ ـ ـ ــت أﻣﺗ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻪ ﺑ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻪ اﻷرب
وﻋرﺷـ ـ ـ ـ ــﻪ اﻟﺳـ ـ ـ ـ ــﺎﺑﺢ ﻓـ ـ ـ ـ ــﻲ أﺳـ ـ ـ ـ ــﻣﺎﺋﻪ ﺻـ ـ ـ ـ ـ ــﻠﻰ ﻋﻠﯾـ ـ ـ ـ ـ ــﻪ اﷲ ﻓـ ـ ـ ـ ـ ــﻲ ﺳـ ـ ـ ـ ـ ــﻣﺎﺋﻪ
وزﻓﻬ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎ ﻟﻣﺣﺳ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻧﻲ أﺻ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺣﺎﺑﻪ وﺟﻌ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــل اﻟﺟﻧ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺔ ﻓ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻲ رﺣﺎﺑ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻪ
ﻟﻐﺔ اﻟﻌرب
ﻣﻣﯾ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــز اﻹﻧﺳ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎن ﺑﺎﻟﻠﺳ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎن ﺗﺑ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎرك اﻟرﺣﻣ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎن ذو اﻹﺣﺳ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎن
وﻻ ﻋ ـ ـ ــدا ﻓ ـ ـ ــﻲ اﻷرض ﺳ ـ ـ ــﺎﺋم اﻟ ـ ـ ــﻧﻌم ﻟـ ـ ـ ــوﻻﻩ ﻟـ ـ ـ ــم ﯾـ ـ ـ ــﻧﻬض ﺑﺳـ ـ ـ ــﺎﺋر اﻟـ ـ ـ ــﻧﻌم
وﻫﯾﻛ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــل اﻟﺣﻛﻣ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺔ واﻷدﯾ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎن ﻓﻬ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــو أداة اﻟﻌﻠ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــم واﻟﺑﯾـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎن
وﻣﺳ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺗﻘﻰ اﻟﻠﻬـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎة واﻟﯾ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـراع وﻣﻔﺟـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــر اﻟﻔﻛـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــر واﻻﺧﺗـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـراع
وﻣﺻـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺣف اﻟﻣﻌﻠ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــوم واﻟﻣ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺄﺛور وﻣﺻ ـ ـ ـ ـ ـ ــدف اﻟﻣﻧظـ ـ ـ ـ ـ ـ ــوم واﻟﻣﻧﺛـ ـ ـ ـ ـ ـ ــور
ﻋﻠـ ـ ـ ــﻰ اﻟﻌﺻـ ـ ـ ــور وﻋﻠـ ـ ـ ــﻰ اﻷﺟﻧـ ـ ـ ــﺎس وﻣﺳ ـ ـ ـ ـ ــﻛﺔ اﻟﻌﻣـ ـ ـ ـ ـ ـران ﺑ ـ ـ ـ ـ ــﯾن اﻟﻧ ـ ـ ـ ـ ــﺎس
وﻛـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎن ﻛـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎﻟﺟﻧس ﻟﻬـ ـ ـ ـ ـ ـ ــم ﻗواﻣـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎ رب ﻟﺳ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎن ﺟﻣ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻊ اﻷﻗواﻣ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎ
ﻛﻌـ ـ ـ ـ ــروة اﻟﻣﻠـ ـ ـ ـ ــﺔ أو ﺣﺑـ ـ ـ ـ ــل اﻟ ـ ـ ـ ـ ــوطن واﺳﺗﻣﺳـ ــﻛت واﻋﺗﺻـ ــﻣت ﺑـ ــﻪ اﻟﻔطـ ــن
ﻟ ـ ـ ـ ـ ــم ﯾﺑﻠ ـ ـ ـ ـ ــﻎ اﻷﻗـ ـ ـ ـ ـ ـوام ﻓﯾ ـ ـ ـ ـ ــﻪ ﻣﺑﻠﻐ ـ ـ ـ ـ ــﻪ رب ﺷـ ـ ـ ـ ــﻌب ﻧ ـ ـ ـ ـ ــﺎل ﻣﺟ ـ ـ ـ ـ ــدا ﺑﺎﻟﻠﻐـ ـ ـ ـ ــﻪ
رﻓ ـ ـ ـ ـ ـ ــت ﻧﻌﯾﻣ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎ وﺟ ـ ـ ـ ـ ـ ــرت ﻧﺿ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎرﻩ ﻛﺎﻧ ـ ـ ـ ــت ﻟ ـ ـ ـ ــﻪ ﻓ ـ ـ ـ ــﻲ ظﻠﻬ ـ ـ ـ ــﺎ ﺣﺿ ـ ـ ـ ــﺎرﻩ
وأﺗرﻋ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــت ﻗـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـراﺋﺢ اﻷﺣﯾ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎء ﺳ ـ ــﺎﻟت ﻋﻠ ـ ــﻰ اﻷﺟﯾ ـ ــﺎل ﻣ ـ ــن ﺿـ ـ ــﯾﺎء
***
128
ﻣ ﻖ
اﻟﺗﺎرﯾﺦ
ﺣﺗـ ـ ـ ــﻰ ﺟ ـ ـ ـ ــرى ﻧ ـ ـ ـ ــو ار ﻋﻠﯾ ـ ـ ـ ــﻪ ﻓ ـ ـ ـ ــﻲ اﻟظﻠ ـ ـ ـ ــم؟ ﻣـ ـ ـ ـ ــن ﺳـ ـ ـ ـ ــﺧر اﻟﺻـ ـ ـ ـ ــﺧر اﻷﺻـ ـ ـ ـ ــم ﻟﻠﻘﻠـ ـ ـ ـ ــم
ﯾﻧﺟـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــد ﻛﻬﻔ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎ ﺑﺎﻟﺳ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻧﻰ وﻏ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــو ار ﯾﺿ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻲء أﺛﻧ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎء اﻟﺻ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻔﺎ وط ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــو ار
وﻣ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎ أﺑـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــو اﻷﻗـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻼم إﻻ اﻟﻣﻧﺣـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــت ﻟﻛ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــل ﺷ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻲء ﻋﻧﺻ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــر وﻣﻧﺣ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــت
ﻣﻐﻧﯾ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺔ ﻣـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎ أﻏﻧ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــت اﻟﻣﻌﻠﻘـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻪ ﻛ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــم دﻣﯾ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺔ ﻣﻣ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎ ﺟ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻼ ﻣﺧﻠﻘ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻪ
ﺣﺎدﺛ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺔ ﻓ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻲ اﻟ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــدﻫر أو ﺣ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــدﯾﺛﺎ ﻗدﯾﻣ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺔ ﺗﻌ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــرف اﻟﺣ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــدﯾﺛﺎ
وﺷـ ـ ـ ـ ـ ــب ﻣ ـ ـ ـ ـ ــﺎ ﺑ ـ ـ ـ ـ ــﯾن اﻟﻛﻬـ ـ ـ ـ ـ ــوف واﻟﺣﺟـ ـ ـ ـ ـ ــر ﻗ ـ ـ ــد ﻧﺷـ ـ ـ ــﺄ اﻟﺗـ ـ ـ ــﺎرﯾﺦ ﻓـ ـ ـ ــﻲ ﺣﺟـ ـ ـ ــر اﻟﺣﺟـ ـ ـ ــر
ﺟـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــل ﺣـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــدﯾث اﻟﻌـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎﻟم اﻟﻘـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــدﯾم؟ أﻟ ـ ـ ـ ـ ــﯾس ﻓ ـ ـ ـ ـ ــﻲ اﻟﺻ ـ ـ ـ ـ ــﺧر وﻓ ـ ـ ـ ـ ــﻲ اﻷدﯾ ـ ـ ـ ـ ــم
ﯾﻣرﻋـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻪ ﻣـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــن ﻋـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــذب ﻟﺳـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎق وﯾـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎ ﺳـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻘﺎ ﺑـ ـ ـ ـ ـ ـ ــردي ﻣﺻـ ـ ـ ـ ـ ـ ــر ﺳـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎق
ﻣ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــن ﻛـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــرم ﺿ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻧﯾﻧﺔ اﻟﻣـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــداﺋن وﻻ ﯾ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــزل رﻫﯾﻧ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺔ اﻟﺧـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـزاﺋن
ﻣ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎ آﯾ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺔ اﻟﺧ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــز ﻛﺂﯾ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺔ اﻟ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــورق ﯾﻔـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــدي ٕوان ﺟـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــف ﺑﻠـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﯾن اﻟﺳـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــرق
وأﻧﺟﺑـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــت أو ارﻗـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻪ إﻧﺟﺎﺑـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎ ﺳـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎق إﻟﯾﻧـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎ اﻟﺛﻣـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــر اﻟﻌﺟﺎﺑـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎ
ﻟﻛ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــن ﺗﺑﻧ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻰ ﺛﻣ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــر اﻟﻌﻘ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــول ﻻ ﻛﺎﻟرﯾﺣـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎن وﻻ اﻟﺑﻘـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــول
***
129
ﻣ ﻖ
اﻟوطن
ﻣ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــلء اﻟﻌﯾ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــون واﻟﻘﻠ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــوب واﻟﻔط ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــن وﺟﺎﻧـ ـ ـ ــب ﻣـ ـ ـ ــن اﻟﺛـ ـ ـ ــرى ﯾـ ـ ـ ــدﻋﻰ اﻟـ ـ ـ ــوطن
وﻛ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــل ﺳ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻬﻠﻲ وﻛ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــل ﻋﺎﻗ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــل ﻣ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـزﯾن ﻟﻶدﻣـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻲ اﻟﻌﺎﻗـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــل
واﻟﻧﻣـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــل ﻓﯾﻣ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎ اﺗﺧ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــذت ﻣ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــن واد واﻷﺳـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـد اﻟﺧ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎدر ﻓ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻲ اﻟﺑـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـوادي
ﻛﻧزﻋـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺔ اﻹﺑ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـل إﻟـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻰ أﻋطﺎﻧﻬـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎ وﻧزﻋ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺔ اﻟﻧـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎس إﻟـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻰ أوطﺎﻧﻬـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎ
وﻻ ﯾﺳ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎوون ﺑ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻪ ﻣﻛﺎﻧ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎ ﯾﺣﺑـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻪ اﻷﻗ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـوام ﻣﻧـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــذ ﻛﺎﻧـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎ
ﻣﻧـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻪ ﺟـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــروا ﻟﻐﺎﯾـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺔ اﻟﻔـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــداء إذا أﺗ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎﻫم أﯾﺳ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــر اﻟﻧ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــداء
ﻟـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــم ﺗﺟـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــر إﻻ ﺑﺎﺳـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻣﻪ اﻷﻟﻔـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎظ أو ذﻛ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــر اﻟﺣﻧ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﯾن واﻟﺣﻔ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎظ
وﻣـ ـ ـ ـ ـ ــن ﻋـ ـ ـ ـ ـ ــروض زﻟـ ـ ـ ـ ـ ــن دون ﻋرﺿـ ـ ـ ـ ـ ــﻪ ﻛ ـ ـ ــم ﻣ ـ ـ ــن دﻣـ ـ ــﺎء ﺳـ ـ ــﻠن ﺣ ـ ـ ــول ﺣوﺿ ـ ـ ــﻪ
ﻣـ ـ ـ ـ ـ ـ ــن أن ﯾﻼﻗـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـوا ﺗﺳ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺗﺣﻲ اﻷﺟـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎل وﻓ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻲ ﺳـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺑﯾﻠﻪ ﻗﺿـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻰ رﺟـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎل
واﻧﻘـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎدت اﻟﻧـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎس ﻟﻬـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــم ﻓﺳـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎﻗوا وﺑﺎﺳ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻣﻪ ﻛ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــم ﺗـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎﺟر اﻟﻔﺳ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎق
***
ورﻛﻧﻬـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎ ﻓـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻲ اﻵﺧ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـرﯾن واﻷول ﻋﻠﻣ ـ ـ ـ ـ ـ ــت أن اﻟﺳـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﯾف ﺑﻧـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎء اﻟـ ـ ـ ـ ـ ـ ــدول
ﺑ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻪ ﺑﻧﺎﻫ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎ ﻣ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــن ﺑﻧ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻲ وﺳﺎﺳ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎ ﻣ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎ زال ﻓ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻲ اﻟﻣﻣﺎﻟ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــك اﻷﺳﺎﺳ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎ
ﻣ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎ رﺳـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــم اﻟﺣـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــدود إﻻ ﺣـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــدﻩ ﯾﻘﺻـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــر ﺣﺑـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــل اﻟﻣﻠـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــك أو ﯾﻣـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــدﻩ
ﺣـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎﺋط ﻣﻠﻛﯾﻬـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎ ﺳـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــوى اﻟﯾﻣـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎﻧﻲ ﻟـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــم ﯾـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺑن ﻟﻠﻔـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــرس وﻻ اﻟروﻣ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎن
ﻛ ـ ـ ـ ـ ــم أﯾ ـ ـ ـ ـ ــدت ﺑﺎﻟﺳ ـ ـ ـ ـ ــﯾف أﯾ ـ ـ ـ ـ ــدان اﻟﺑﺷ ـ ـ ـ ـ ــر! وأي دﯾـ ـ ـ ـ ــن ﺑﺳـ ـ ـ ـ ــوى اﻟﺳـ ـ ـ ـ ــﯾف اﻧﺗﺷـ ـ ـ ـ ــر؟!
ﻋﻧﻬ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎ وأﻏﻧـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــت ﺻـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻠﺔ اﻟﺳـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻼح ﻟ ـ ـ ـ ـ ــم ﯾﻐـ ـ ـ ـ ـ ــن داﻋـ ـ ـ ـ ـ ــﻲ اﻟﺣ ـ ـ ـ ـ ــق واﻟﻔـ ـ ـ ـ ـ ــﻼح
ووط ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺄ اﻟﻣﻠ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــك ﻟﻬ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎ اﻟﻌ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــدوان ﻓـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻼ ﺗﻘـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــوﻟن ﺑﻐـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــت ﻣـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــروان
130
ﻣ ﻖ
وﺑﻌـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــد ﻟ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــم ﺗﺧﺗﻠ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــف اﻟﻣﺳ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎﻟك ﻛـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــذاك ﻗﺑـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــل ﻛﺎﻧـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــت اﻟﻣﻣﺎﻟـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــك
ٕواﻧﻣ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎ أذﻫﺑﻬ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎ أﺑﻐﺎﻫ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎ ﺗﻧ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎل ﺑـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎﻟﻘوة ﻣﺑﺗﻐﺎﻫـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎ
وﻣﻠـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــك آل ﻣـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــن ﺑﻧـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻲ اﻟﻐﻣـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎم ﺳ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻠك ﻵل ﻣ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــن ﺑﻧ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻲ اﻷﻋﻣـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎم
ﻫ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــز اﻟﻐﻣ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎم ﺑﺎﻟﻐﻣ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎم ﻓ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎﻧﻬﻣر ﺑﺟـ ـ ـ ــدﻫم ﻓ ـ ـ ـ ــﻲ اﻟﺳـ ـ ـ ــﻧﺔ اﺳﺗﺳ ـ ـ ـ ــﻘﻰ ﻋﻣ ـ ـ ـ ــر
ﺑ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﯾن رﺿـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻰ اﻟﺧﻠ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــق واﻻﺳـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺗﺋﻧﺎس ودوﻟـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺔ اﻟﺣـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــق ﺑـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــدت ﻟﻠﻧـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎس
اﷲ ى ﻣ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــن ﺑﻌ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــدﻫﻣﺎ أﺗﻣ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻪ وﻋ ـ ـ ـ ـ ـ ــد اﻟﻧﺑ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻲ ﻓ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻲ اﻟﺣﯾ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎة ﻋﻣ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻪ
أﻋﺟـ ـ ـ ـ ـ ــب ،أم ﻣـ ـ ـ ـ ـ ــن ﺷـ ـ ـ ـ ـ ــﺎﻫدﻫﺎ وﺳﺎﺳـ ـ ـ ـ ـ ــﻬﺎ؟ وﻟﺳـ ـ ـ ـ ــت ﺗـ ـ ـ ـ ــدري ﻣـ ـ ـ ـ ــن ﺑﻧـ ـ ـ ـ ــﻰ أﺳﺎﺳـ ـ ـ ـ ــﻬﺎ
ﻋﺻ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎﺑﺔ ﻣﺣﺳ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻧﺔ اﻟﺑﻧﯾـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎن أﻗﺑـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــل ﯾﺑﻧﯾﻬـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎ ﻣـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــن اﻟﻔﺗﯾـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎن
و اﻷﻣ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــر ﯾﺳ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺗﺄﻧس ﻓ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻲ ﻣﯾﻘﺎﺗ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻪ ﻗ ـ ـ ـ ـ ـ ــد ﻧﻔـ ـ ـ ـ ـ ـ ــروا ﻟﻸﻣ ـ ـ ـ ـ ـ ــر ﻓـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻲ أوﻗﺎﺗ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻪ
واﻟﺧﯾـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــر ﻓ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻲ ﺗﺧﯾـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــر اﻟرﺟ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎل واﻧﺗﺧﺑ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـوا اﻷﺑطـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎل ﻟﻠﻣﺟ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎل
ﻓﻧﻔـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـوا اﻟﻛﻠ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــول واﻟزﯾوﻓ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎ وﻧﻘ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــدوا اﻵراء واﻟﺳ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﯾوﻓﺎ
ﻓ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻲ اﻷﻣـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــر ﻣﺳ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺗﻘﺑﻠﻪ واﻟﻣﺎﺿ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻲ ﺳ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻠوا ﺧرﺳ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎﻧﺎ وﻧﻌ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــم اﻟﻣﺎﺿ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻲ
واﻋﺗﺻ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــم اﻟﻣ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺄﻣون ﻓﯾﻬ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎ ﻓﻐﻠ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــب ﺧﻔ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــت داﻋ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﯾﻬم وﻟﺑ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــت اﻟطﻠ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــب
وﻓـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻲ ﻣﻬـ ـ ـ ـ ـ ـ ــب اﻟ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـرﯾﺢ ﺗﻘـ ـ ـ ـ ـ ـ ــوى اﻟﻧـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎر ﻷﻫﻠﻬـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎ ﻓ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﯾﻬم ﻫـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــوى وﻧـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎر
وﻛ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــل ﺳـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻬم وﻟ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻪ رﻣﯾـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻪ رﻣـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـوا ﺑﻬ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎ ﻓﺟ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــدﻟوا أﻣﺑﯾ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻪ
ﻣ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎ ﺑ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎل ﺑ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎزﯾﻬم ﻏ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــدا ﺣﻣﺎﻣـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻪ ﺑﺎﻟﺷ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎم ﺻ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎدوا اﻟﻣﻠ ـ ـ ـ ـ ـ ــك واﻹﻣﺎﻣ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻪ
ﻛـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــل ﻣﻬﻧ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــد ﻟ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻪ ﻣﻬﻧـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــد ﺣﻘﯾﻘـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺔ ﻟـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﯾس ﻟﻬـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎ ﻣﻔﻧـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــد
131
ﻣ ﻖ
)(1
اﻷﺛر اﻟﺧﺎﻣس" :ﺻﻘر ﻗرﯾش"
ﺑ ـ ـ ـ ـ ـ ّـرح اﻟﺷ ـ ـ ـ ـ ــوق ﺑ ـ ـ ـ ـ ــﻪ ﻓ ـ ـ ـ ـ ــﻲ اﻟﻐﻠ ـ ـ ـ ـ ــس ﻣ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــن ﻟﻧﺿ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــو ﯾﺗﻧ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ّـزى أﻟﻣ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎ
أﯾـ ـ ـ ـ ــن ﺷ ـ ـ ـ ـ ــرق اﻷرض ﻣـ ـ ـ ـ ــن أﻧ ـ ـ ـ ـ ــدﻟس اﻟﻌَﻠﻣـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎ
ﺣـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ّـن ﻟﻠﺑـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎن وﻧـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎﺟﻰ َ
* * *
ﺑـ ـ ـ ــﺎت ﻓ ـ ـ ـ ــﻲ ﺣﺑـ ـ ـ ــل اﻟﺷـ ـ ـ ــﺟون ارﺗﺑﻛـ ـ ـ ــﺎ ﺑﻠﺑ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــل ﻋّﻠﻣ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻪ اﻟﺑ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﯾن اﻟﺑﯾ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎن
ﺿ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎﻗت اﻷرض ﻋﻠﯾ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻪ اﺷ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺗﺑﻛﺎ ﻓ ـ ـ ــﻲ ﺳ ـ ـ ــﻣﺎء اﻟﻠﯾ ـ ـ ــل ﻣﺧﻠ ـ ـ ــوع اﻟﻌﻧ ـ ـ ــﺎن
ُﺟ ـ ـ ـ ّـن ﻓﺎﺳﺗﺿ ـ ـ ــﺣك ﻣ ـ ـ ــن ﺣﯾ ـ ـ ــث ﺑﻛ ـ ـ ــﻰ ﻛﻠﻣـ ـ ــﺎ اﺳـ ـ ــﺗوﺣش ﻓـ ـ ــﻲ ظـ ـ ــل اﻟﺟﻧـ ـ ــﺎن
وﺧطـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎ ﺧطـ ـ ـ ـ ـ ـ ــوة ﺷـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﯾﺦ ﻣـ ـ ـ ـ ـ ـ ــرﻋس ارﺗـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــدى ﺑرﻧﺳـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻪ واﻟﺗﺛﻣـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎ
ﻓـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺈن ارﺗـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ّـد ﺑـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــدا ذا ﻗﻌـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــس وﯾـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــرى ذا ﺣـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــدب إن ﺟﺷـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻣﺎ
* * *
ﻛﺑﻘﺎﯾـ ـ ـ ـ ــﺎ اﻟـ ـ ـ ـ ــدم ﻓ ـ ـ ـ ـ ــﻲ ﻧﺻـ ـ ـ ـ ــل دﻗﯾ ـ ـ ـ ـ ــق ﻓﻣ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻪ اﻟﻘ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎﻧﻲ ﻋﻠ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻰ ﻟُّﺑﺗ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻪ
ﻣ ـ ــن رأى ﺷ ـ ــﻘﻲ ﻣﻘ ـ ــص ﻣ ـ ــن ﻋﻘﯾ ـ ــق ؟ ﻣ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ّـدﻩ ﻓﺎﻧﺷ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــق ﻣ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــن ﻣﻧﺑﺗ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻪ
ﺷـ ــﺟو ذات اﻟﺛﻛـ ــل ﻓـ ــﻲ اﻟﺳـ ــﺗر اﻟرﻗﯾـ ــق وﺑﻛـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻰ ﺷـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺟوا ﻋﻠـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻰ ﺷـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻌﺑﺗﻪ
ﻣﺎﺿـ ـ ـ ـ ــﯾﺎ ﻓـ ـ ـ ـ ــﻲ اﻟﺑـ ـ ـ ـ ــث ﻟـ ـ ـ ـ ــم ﯾﺣﺗـ ـ ـ ـ ــﺑس ﺳـ ـ ـ ـ ـ ـ ّـل ﻣـ ـ ـ ـ ـ ــن ﻓﯾـ ـ ـ ـ ـ ــﻪ ﻟﺳـ ـ ـ ـ ـ ــﺎﻧﺎ ﻋﻧﻣـ ـ ـ ـ ـ ــﺎ
ﻓ ـ ـ ــﻲ اﻟ ـ ـ ــدﺟﻰ ،أو ﺷ ـ ـ ــرر ﻣ ـ ـ ــن ﻗ ـ ـ ــﺑس وﺗـ ـ ـ ـ ــر ﻣـ ـ ـ ـ ــن ﻏﯾـ ـ ـ ـ ــر ﺿـ ـ ـ ـ ــرب رﻧﻣـ ـ ـ ـ ــﺎ
* * *
اﻟﺑرﺣـ ـ ـ ـ ـ ــﺎ
واﻟـ ـ ـ ـ ـ ــدﺟﻰ ﺑﯾـ ـ ـ ـ ـ ــت اﻟﺟـ ـ ـ ـ ـ ــوى و ُ ﻧﻔـ ـ ـ ـ ـ ـ ــرت ﻟوﻋﺗـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻪ ﺑﻌـ ـ ـ ـ ـ ـ ــد اﻟﻬ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــدوء
ﺑﻧﺟ ـ ـ ـ ـ ــﺎح ﻣ ـ ـ ـ ـ ــذ وﻫ ـ ـ ـ ـ ــﻰ ﻣ ـ ـ ـ ـ ــﺎ ﺻ ـ ـ ـ ـ ــﻠﺣﺎ ﯾﺗﻌﺎﯾ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎ ﺑﻧﺟـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎح وﯾﻧـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــوء
ﻣـ ـ ـ ـ ــﺎ ﻋﻠﯾـ ـ ـ ـ ــﻪ ﻟـ ـ ـ ـ ــو أﺳـ ـ ـ ـ ــﺎ ﻣـ ـ ـ ـ ــﺎ ﺟرﺣـ ـ ـ ـ ــﺎ ﺳـ ـ ـ ـ ــﺎءﻩ اﻟـ ـ ـ ـ ــدﻫر ،وﻣـ ـ ـ ـ ــﺎزال ﯾﺳ ـ ـ ـ ـ ــوء
ﺳ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎﻟﺗﺎ ﻣ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــن طوﻗ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻪ واﻟﺑـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـرﻧس ﻛﻠﻣ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎ أدﻣ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻰ ﯾدﯾ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻪ ﻧـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــدﻣﺎ
* * *
اق
ﻣـ ــن أﺧـ ــو اﻟﺑـ ــث ؟ ﻓﻘـ ــﺎل :اﯾـ ـ ُـن ﻓ ـ ـر ْ ـت اﻟﻠﯾ ـ ـ ـ ـ ِـل ـ ـ ـ ـ ـ واﻟﻠﯾ ـ ـ ـ ــل ﻋـ ـ ـ ـ ـو ْاد ـ ـ ـ ـ ـ ـ
ﻗﻠ ـ ـ ـ ـ ُ
ﻟـ ـ ـ ــﯾس ﻓﯾـ ـ ـ ــﻪ ﻣـ ـ ـ ــن ﺣﺟـ ـ ـ ــﺎز أو ﻋ ـ ـ ـ ـراق ـﺟو واد ﻗﻠــت :ﻣــﺎ ودﯾــﻪ ؟ ﻗــﺎل :اﻟﺷـ ُ
ﻗـ ـ ــﺎل :ﺷـ ـ ــر اﻟـ ـ ــدﻣﻊ ﻣـ ـ ــﺎ ﻟـ ـ ــﯾس ﯾ ـ ـ ـراق ﻗﻠـ ـ ـ ــت :ﻟﻛـ ـ ـ ــن ﺟﻔﻧـ ـ ـ ــﻪ ﻏﯾـ ـ ـ ــر ﺟ ـ ـ ـ ـواد
ﻫـ ـ ـ ـ ـ ــﻲ ﻓﯾـ ـ ـ ـ ـ ــﻪ ﻣـ ـ ـ ـ ـ ــن ﻋـ ـ ـ ـ ـ ــذاب ﺑـ ـ ـ ـ ـ ــﺋس ﻧﻐ ـ ـ ـ ــﺑطُ اﻟطﯾ ـ ـ ـ ـ َـر ،وﻣ ـ ـ ـ ــﺎ ﻧﻌﻠ ـ ـ ـ ــم ﻣ ـ ـ ـ ــﺎ
ﺻـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ّـﯾر اﻷﯾـ ـ ـ ـ ـ ـ ــك ﻛـ ـ ـ ـ ـ ـ ــدور اﻷﻧـ ـ ـ ـ ـ ـ ــس ﻓـ ـ ـ ـ ـ ـ ــدع اﻟطﯾ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــر وﺣظ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎ ﻗُﺳ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻣﺎ
* * *
رﺳـ ـ ـ ــﻔﺎ ﻓـ ـ ـ ــﻲ اﻟ ﱡﺳـ ـ ـ ــﻬد واﻟـ ـ ـ ــدﻣﻊ طﻠﯾـ ـ ـ ــق ـﺎي ﻓـ ـ ــﻲ أﺳـ ـ ــر اﻟﻧﺟـ ـ ــوم
ﻧـ ـ ــﺎح إذ ﺟﻔﻧـ ـ ـ َ
ﻣ ــﺎ ﻋﺳ ــﻰ ﯾﻐﻧ ــﻲ ﻏرﯾ ــق ﻋ ــن ﻏرﯾ ــق ؟ أﯾﻬ ـ ـ ــﺎ اﻟﺻ ـ ـ ــﺎرخ ﻣ ـ ـ ــن ﺑﺣ ـ ـ ــر اﻟﻬﻣ ـ ـ ــوم
ﻛﻠﻧ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎ ﻧ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎزح أﯾ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــك وﻓرﯾ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــق إن ﻫـ ـ ـ ــذا اﻟﺳ ـ ـ ـ ــﻬم ﻟ ـ ـ ـ ــﻲ ﻣﻧـ ـ ـ ــﻪ ﻛﻠ ـ ـ ـ ــوم
ﺻـ ـ ـ ـ ـ ـ ـرﻓت ﻣ ـ ـ ـ ـ ـ ــن أﻧﻌ ـ ـ ـ ـ ـ ــم أو أﺑ ـ ـ ـ ـ ـ ــؤس ـب اﻟ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــدﻧﯾﺎ ﺗﺟ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــدﻫﺎ ِﻗﺳ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻣﺎ
ﻗﻠﱢ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ْ
ـﺟﺗﻪ ِ
اﻟﻘﺳـ ـ ـ ــﻲ ﻣ ـ ـ ـ ـن ﺳـ ـ ـ ــﻬﺎم اﻟـ ـ ـ ــدﻫر ﺷـ ـ ـ ـ ّ واﻧظـ ـ ـ ــر اﻟﻧـ ـ ـ ــﺎس ﺗﺟـ ـ ـ ــد ﻣـ ـ ـ ــن ﺳ ـ ـ ـ ــﻠﻣﺎ
* * *
ﺛﻣ ـ ـ ـ ـ ـرات اﻟﺣﺳـ ـ ـ ـ ــب اﻟ ازﻛـ ـ ـ ـ ــﻲ اﻟﻧﻣﯾ ـ ـ ـ ـ ــر ﯾ ـ ــﺎ ﺷ ـ ــﺑﺎب اﻟﺷـ ـ ــرق ﻋﻧ ـ ـ ـوان اﻟﺷـ ـ ــﺑﺎب
ﺳ ـ ـ ـ ـ ــﯾرة ﺗﺑﻘ ـ ـ ـ ـ ــﻰ ﺑﻘ ـ ـ ـ ـ ــﺎء اﺑ ـ ـ ـ ـ ــن ﺳ ـ ـ ـ ـ ــﻣﯾر ﺣﺳـ ــﺑﻛم ﻓـ ــﻲ اﻟﻛـ ــرم اﻟﻣﺣـ ــض اﻟّﻠﺑـ ــﺎب
133
ﻣ ﻖ
ﻟ ـ ـ ــم ﯾﻠﺟ ـ ـ ــﻪ ﻣ ـ ـ ــن ﺑﻧ ـ ـ ــﻲ اﻟﻣﻠـ ـ ـ ــك أﻣﯾـ ـ ـ ــر ﻓـ ــﻲ ﻛﺗـ ــﺎب اﻟﻔﺧـ ــر ) ﻟﻠـ ــداﺧل ( ﺑـ ــﺎب
وﻧﻣ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻰ اﻷﻗﻣ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎر ﺑﺎﻷﻧ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــدﻟس ﻓـ ــﻲ اﻟﺷـ ــﻣوس اﻟزﻫـ ــر ﺑﺎﻟﺷـ ــﺎم اﻧﺗﻣـ ــﻰ
واﻧﺛﻧ ـ ـ ـ ــﻰ اﻟﻐ ـ ـ ـ ــرب ﺑﻬ ـ ـ ـ ــم ﻓ ـ ـ ـ ــﻲ ﻋ ـ ـ ـ ــرس ﻗﻌـ ـ ـ ـ ـ ـ ــد اﻟﺷـ ـ ـ ـ ـ ـ ــرق ﻋﻠـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﯾﻬم ﻣﺄﺗﻣـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎ
* * *
ﺣﻠﯾــ ـ ـ ـ ــﺔ اﻟﺗ ـ ـ ـ ـ ــﺎرﯾﺦ ،ﻣـ ـ ـ ـ ـ ــﺄﺛور ﻋظ ـ ـ ـ ـ ــﯾم ﻫـ ـ ـ ـ ــل ﻟﻛ ـ ـ ـ ــم ﻓـ ـ ـ ـ ــﻲ ﻧﺑـ ـ ـ ـ ــﺈ ﺧﯾ ـ ـ ـ ــر ﻧﺑـ ـ ـ ـ ــﺄ
ﻣﻧـ ـ ــزل اﻟوﺳـ ـ ــطﻰ ﻣـ ـ ــن اﻟﻌﻘـ ـ ــد اﻟﻧظـ ـ ــﯾم ﺣـ ـ ــل ﻓـ ـ ــﻲ اﻷﻧﺑـ ـ ــﺎء ﻣـ ـ ــﺎ ﺣﻠـ ـ ــت ﺳ ـ ـ ــﺑﺄ
ﻟﺳـ ـ ـ ـ ـ ــﻠﯾب اﻟﺗـ ـ ـ ـ ـ ــﺎج واﻟﻌـ ـ ـ ـ ـ ــرش ﻛظـ ـ ـ ـ ـ ــﯾم ﻣﺛﻠـ ـ ـ ـ ــﻪ اﻟﻣﻘـ ـ ـ ـ ــدار ﯾوﻣـ ـ ـ ـ ــﺎ ﻣـ ـ ـ ـ ــﺎ ﺧﺑـ ـ ـ ـ ــﺄ
ﻓ ـ ـ ــﻲ ﺳـ ـ ـ ـواد ﻣ ـ ـ ــن ﻫ ـ ـ ــوى ﻟ ـ ـ ــم ﯾﻐﻣ ـ ـ ــس ُﯾﻌﺟ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــز اﻟﻘﺻـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎص إﻻ ﻗﻠّﻣـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎ
ﻗﻠـ ـ ـ ـ ـ ــب اﻟﻌـ ـ ـ ـ ـ ــﺎﻟم ﻟـ ـ ـ ـ ـ ــو ﻟـ ـ ـ ـ ـ ــم ﯾطﻣـ ـ ـ ـ ـ ــس ﯾ ـ ـ ـ ـ ــؤﺛر اﻟﺻ ـ ـ ـ ـ ــدق وﯾﺟ ـ ـ ـ ـ ــزي ﻋﻠﻣ ـ ـ ـ ـ ــﺎ
* * *
ﻓـ ـ ـ ـ ــﻲ ﺑﻧـ ـ ـ ـ ــﺎة اﻟﻣﺟـ ـ ـ ـ ــد أﺑﻧـ ـ ـ ـ ــﺎء اﻟﻔﺧـ ـ ـ ـ ــﺎر ـﺎﻣﻲ ﻧﺑﯾ ـ ـ ـ ـ ـ ــل ﻣﻌ ـ ـ ـ ـ ـ ــرق
ﻋ ـ ـ ـ ـ ـ ــن ﻋﺻ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ّ
ﻧﻬﺿ ـ ـ ـ ــﺔ اﻟﺷ ـ ـ ـ ــﻣس ﺑ ـ ـ ـ ــﺄطراف اﻟﻧﻬ ـ ـ ـ ــﺎر ﻧﻬﺿـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــت دوﻟـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺗﻬم ﺑﺎﻟﻣﺷـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــرق
وﻧﺑ ـ ـ ـ ـ ـ ــت ﺑ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎﻷﻧﺟم اﻟزﻫـ ـ ـ ـ ـ ــر اﻟ ـ ـ ـ ـ ـ ــدﯾﺎر ود اﻟﻣﻔـ ـ ـ ـ ـ ـ ــرق
ﺛ ـ ـ ـ ـ ـ ــم ﺧـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎن اﻟﺗ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎج ّ
ـﺎﻋدي ﻣﻔﺗ ـ ـ ـ ـ ـ ــرس
ْ ﺑﺎﺳ ـ ـ ـ ـ ـ ــط ﻣ ـ ـ ـ ـ ـ ــن ﺳ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ﻏﻔﻠـ ـ ـ ـوا ﻋـ ـ ــن ﺳ ـ ـ ــﺎﻫر ﺣ ـ ـ ــول اﻟﺣﻣ ـ ـ ــﻰ
اﻟﺿ ـ ـ ــرس
وﻣﺷ ـ ـ ــﻰ ﻓ ـ ـ ــﻲ اﻟ ـ ـ ــدم ﻣﺷ ـ ـ ــﻲ ّ ﺣ ـ ـ ـ ــﺎم ﺣ ـ ـ ـ ــول اﻟﻣﻠ ـ ـ ـ ــك ﺛ ـ ـ ـ ــم اﻗﺗﺣﻣ ـ ـ ـ ــﺎ
* * *
ودم اﻟﺳ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺑط أﺛ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎر اﻷﻗرﺑ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــون ﺛ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺄر ﻋﺛﻣ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎن ﻟﻣ ـ ـ ـ ـ ـ ــروان ﻣﺟ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎز
ﻓﺗﻐ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎﻟﻰ اﻟﻧ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎس ﻓﯾﻣ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎ ﯾطﻠﺑ ـ ـ ـ ـ ـ ــون ﺣﺳـ ـ ـ ـ ـ ــﻧوا ﻟﻠﺷـ ـ ـ ـ ـ ــﺎم ﺛـ ـ ـ ـ ـ ــﺄ ار واﻟﺣﺟـ ـ ـ ـ ـ ــﺎز
ّ
ورﻋـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎة ﺑﺎﻟرﻋﺎﯾـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎ ﯾﻠﻌﺑـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــون ﺳ ـ ـ ـواس ﻋﻠـ ـ ــﻰ اﻟـ ـ ــدﻫﻣﺎء ﺟـ ـ ــﺎز
ﻣﻛــ ــر ُ
ﻓﻬ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــو ﻛﺎﻟﺳ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺗر ﻟﻬ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــم واﻟﺗ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــرس ﺟﻌﻠـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـوا اﻟﺣ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــق ﻟﺑﻐ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻲ ﺳ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻠﻣﺎ
ﻛ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــل ذي ﻣﺋذﻧ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺔ أو ﺟ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــرس وﻗـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــدﯾﻣﺎ ﺑﺎﺳـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻣﻪ ﻗـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــد ظَﻠﻣـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎ
* * *
134
ﻣ ﻖ
ﻣـ ـ ـ ـ ـ ــﺎ أ ارﻗ ـ ـ ـ ـ ـ ـوا ﻣـ ـ ـ ـ ـ ــن دﻣـ ـ ـ ـ ـ ــﺎء ودﻣـ ـ ـ ـ ـ ــوع ُﺟزﯾـ ـ ـ ـ ـ ـ ــت ﻣـ ـ ـ ـ ـ ـ ــروان ﻋـ ـ ـ ـ ـ ـ ــن آﺑﺎﺋﻬـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎ
ﻣ ـ ـ ـ ــﺎ ﯾؤدﯾ ـ ـ ـ ــﻪ ﻋ ـ ـ ـ ــن اﻷﺻ ـ ـ ـ ــل اﻟﻔ ـ ـ ـ ــروع وﻣ ـ ـ ـ ـ ـ ــن اﻟـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻧﻔس وﻣ ـ ـ ـ ـ ـ ــن أﻫواﺋﻬ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎ
وﺗﻐطّ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــت ﺑﺎﻟﻣﺻـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎﻟﯾب اﻟﺟـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــذوع ﺧﻠـ ـ ـ ـ ـ ــت اﻷﻋ ـ ـ ـ ـ ـ ـواد ﻣـ ـ ـ ـ ـ ــن أﺳـ ـ ـ ـ ـ ــﻣﺎﺋﻬﺎ
ﺣﺎﺻ ـ ـ ــد اﻟﺳ ـ ـ ـ ِ
ـﯾف ،وﺑ ـ ـ ــﻲء اﻟﻣﺣ ـ ـ ــﺑس ظﻠﻣ ـ ـ ـ ـ ــﺎ
ظﻠﻣ ـ ـ ـ ـ ــت ﺣﺗ ـ ـ ـ ـ ــﻰ أﺻ ـ ـ ـ ـ ــﺎﺑت أ ْ
َ
ﻫﻣ ـ ـ ـ ــس اﻟﺷ ـ ـ ـ ــﺎﻧﻲ وﻣ ـ ـ ـ ــﺎ ﻟ ـ ـ ـ ــم ﯾﻬﻣ ـ ـ ـ ــس ﻓطﻧـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎ ﻓ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻲ دﻋ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــوة اﻵل ﻟﻣـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎ
ً
* * *
ﻣـ ـ ــن ﺑﻧـ ـ ــﻲ اﻟﻌﺑـ ـ ــﺎس ﻧـ ـ ــو ار ﻓـ ـ ــوق ﻧـ ـ ــور اﻟﻧﯾ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـرات
ـﻲ ّ ﻟﺑﺳـ ـ ـ ـ ـ ـ ــت ﺑـ ـ ـ ـ ـ ـ ــرد اﻟﻧﺑـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ّ
ﻟزﻛﯾ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎت ﻣ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــن اﻷﻧﻔ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــس ﻧـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــور وﻗـ ـ ـ ـ ـ ـ ــدﯾﻣﺎ ﻋﻧـ ـ ـ ـ ـ ـ ــد ﻣـ ـ ـ ـ ـ ـ ــروان ﺗ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـرات
ﺗـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎرك اﻟﻔﺗﻧ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺔ ﺗطﻐ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻰ وﺗﻧ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــور ﻓﻧﺟ ـ ـ ـ ـ ــﺎ اﻟـ ـ ـ ـ ـ ــداﺧل ﺳ ـ ـ ـ ـ ــﺑﺣﺎ ﺑ ـ ـ ـ ـ ــﺎﻟﻔرات
ﺑـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﯾن ﻋﺑرﯾـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻪ ﻋﯾ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــون اﻟﺣ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــرس ـس ﻛ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎﻟﺣوت ﺑ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻪ واﻗﺗﺣﻣ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎ
ﻏـ ـ ـ ـ ـ ـ ّ
ﺻـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻬوة اﻟﻣـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎء وﻣـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺗن اﻟﻔـ ـ ـ ـ ـ ـ ــرس وﻟﻘ ـ ـ ـ ـ ــد ﯾﺟ ـ ـ ـ ـ ــدي اﻟﻔﺗ ـ ـ ـ ـ ــﻰ أن ﯾﻌﻠﻣ ـ ـ ـ ـ ــﺎ
* * *
ـدث ﺧ ـ ـ ــﺎض اﻟﻐﻣ ـ ـ ــﺎر اﺑ ـ ـ ــن ﺛﻣـ ـ ـ ــﺎن
ﺣـــ ٌ ـداﺧل ﻣـ ـ ـ ـ ـ ــن إﺧوﺗـ ـ ـ ـ ـ ــﻪ
ب اﻟـ ـ ـ ـ ـ ـ َ ِ
ﺻـ ـ ـ ـ ـ ــﺣ َ
ﻓﻛـ ـ ـ ـ ــﺄن اﻟﻣـ ـ ـ ـ ــوج ﻣ ـ ـ ـ ــن ﺟﻧ ـ ـ ـ ــد اﻟزﻣـ ـ ـ ـ ــﺎن ﻏﻠـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــب اﻟﻣـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــو َج ﻋﻠـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻰ ﻗوﺗـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻪ
ﺻ ـ ـ ــﺎﺋﺢ ﺻ ـ ـ ــﺎح ﺑ ـ ـ ــﻪ :ﻧﻠ ـ ـ ــت اﻷﻣ ـ ـ ــﺎن ٕواذا ﺑﺎﻟﺷ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــط ﻣ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــن ﺷ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻘوﺗﻪ
ﺷ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎة اﻏﺗ ـ ـ ـ ـ ـ ــرت ﺑﻌﻬ ـ ـ ـ ـ ـ ــد اﻷطﻠ ـ ـ ـ ـ ـ ــس ﻓـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎﻧﺛﻧﻰ ﻣﻧﺧـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــدﻋﺎ ﻣﺳﺗﺳـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻠﻣﺎ
ـﻲ
وﻗﻠ ـ ـ ـ ــوب اﻟﺟﻧـ ـ ـ ـ ــد ﻛﺎﻟﺻـ ـ ـ ـ ــﺧر اﻟﻘﺳ ـ ـ ـ ـ ّ ﺧﺿ ـ ـ ـ ــب اﻟﺟﻧ ـ ـ ـ ـ ُـد ﺑ ـ ـ ـ ــﻪ اﻷرض دﻣ ـ ـ ـ ــﺎ
* * *
أو إذا ﺷـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺋت ﺣﯾـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎة ﻓﺎﻟرﺟـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎ أﯾﻬ ـ ــﺎ اﻟﯾـ ـ ــﺎﺋس ،ﻣـ ـ ــت ﻗﺑـ ـ ــل اﻟﻣﻣـ ـ ــﺎت
إن ﻫ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻲ اﺷ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺗدت وأ ﱢﻣ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ْـل ﻓرﺟ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎ ﻻ ﯾﺿـ ـ ـ ــق ذرﻋـ ـ ـ ــك ﻋﻧ ـ ـ ـ ــد اﻷزﻣ ـ ـ ـ ــﺎت
ﻟ ـ ـ ـ ـ ــم ﯾﻛ ـ ـ ـ ـ ــن ﯾﺄﻣ ـ ـ ـ ـ ــل ﻣﻧﻬ ـ ـ ـ ـ ــﺎ ﻣﺧرﺟ ـ ـ ـ ـ ــﺎ ذﻟ ـ ـ ـ ـ ــك اﻟ ـ ـ ـ ـ ــداﺧل ﻻﻗ ـ ـ ـ ـ ــﻰ ُﻣظﻠﻣ ـ ـ ـ ـ ــﺎت
ﻓﻣﺿ ـ ـ ـ ـ ــﻰ ﻣ ـ ـ ـ ـ ــن ﻏ ـ ـ ـ ـ ــدﻩ ﻟ ـ ـ ـ ـ ــم ﯾﯾ ـ ـ ـ ـ ــﺄس ﻗـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــد ﺗـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــوﻟﻰ ﻋ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـزﻩ واﻧﺻـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــرﻣﺎ
135
ﻣ ﻖ
أﺑﻌ ـ ـ ـ ــد ،اﻟﻐﻣ ـ ـ ـ ـ ِـر ،وأﻗﺻ ـ ـ ـ ــﻰ اﻟﯾ ـ ـ ـ ــﺑس رام ﺑ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎﻟﻣﻐرب ﻣﻠﻛ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎ ﻓرﻣ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻰ
* * *
ﻠك
أي ﺻـ ـ ــﻌب ﻓـ ـ ــﻲ اﻟﻣﻌـ ـ ــﺎﻟﻲ ﻣـ ـ ــﺎ ﺳ ـ ـ ـ ْ ذاك – واﷲ – اﻟﻐﻧـ ـ ـ ــﻰ ﻛ ـ ـ ـ ــل اﻟﻐﻧ ـ ـ ـ ــﻰ
ـك
ﻻ ،وﻻ اﻟﻧـ ـ ـ ــﺎظر ﻣـ ـ ـ ــﺎ ﯾـ ـ ـ ــوﺣﻲ اﻟﻔﻠـ ـ ـ ـ ْ ﻟـ ـ ـ ــﯾس ﺑﺎﻟﺳـ ـ ـ ــﺎﺋل إن ﻫـ ـ ـ ـ ّـم :ﻣﺗ ـ ـ ـ ــﻰ ؟
ﻣﻠ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــك ﻗ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــوم ﺿ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﯾﻌوﻩ ﻓﻣﻠ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــك ازﯾـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــل اﻟﻣﻠـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــك ذوﯾـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻪ ﻓـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺄﺗﻰ
ﻋـ ـ ـ ـ ـ ــﺎﻟﻲ اﻟ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻧﻔس أﺷ ـ ـ ـ ـ ـ ــم اﻟﻣﻌط ـ ـ ـ ـ ـ ــس ﻏﻣـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـرات ﻋﺎرﺿ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــت ﻣﻘﺗﺣﻣ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎ
ﻣﻧ ـ ـ ـ ـ ــزل اﻟﺑ ـ ـ ـ ـ ــدر ،وﻏ ـ ـ ـ ـ ــﺎب اﻟﺑ ـ ـ ـ ـ ــﯾﻬس ﻛ ـ ـ ــل أرض ﺣـ ـ ـ ـ ّـل ﻓﯾﻬ ـ ـ ــﺎ ،أو ﺣﻣ ـ ـ ــﻰ
* * *
وﺗـ ـ ـ ـ ـ ـ ـوارى ﺑﺎﻟﺳ ـ ـ ـ ـ ـ ــرى ﻣ ـ ـ ـ ـ ـ ــن طﺎﻟﺑﯾ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻪ ﻧـ ـ ـ ــزل اﻟﻧ ـ ـ ــﺎﺟﻲ ﻋﻠـ ـ ـ ــﻰ ﺣﻛـ ـ ـ ــم اﻟﻧـ ـ ـ ــوى
ﺟ ـ ـ ـ ـ ــوﻫر واﻓ ـ ـ ـ ـ ــﺎﻩ ﻣ ـ ـ ـ ـ ــن ﺑﯾ ـ ـ ـ ـ ــت أﺑﯾ ـ ـ ـ ـ ــﻪ ﻏﯾـ ـ ـ ـ ـ ـ ــر ذي رﺣـ ـ ـ ـ ـ ـ ــل وﻻ زاد ﺳـ ـ ـ ـ ـ ـ ــوى
ﻟ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﯾس ﻣ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــن آﺑﺎﺋ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻪ إﻻ ﻧﺑﯾ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻪ ﻗﻣ ـ ـ ـ ـ ـ ــر ﻻﻗ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻰ ﺧﺳ ـ ـ ـ ـ ـ ــوﻓﺎ ﻓ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎﻧزوى
ﺟـ ـ ـ ـ ـ ــﺎﻧﺑوﻩ ﻏﯾـ ـ ـ ـ ـ ــر ) ﺑـ ـ ـ ـ ـ ــدر ( اﻟﻛـ ـ ـ ـ ـ ـ ّـﯾس ﻟ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــم ﯾﺟـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــد أﻋواﻧـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻪ واﻟﺧـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــدﻣﺎ
ﻟـ ـ ـ ـ ــم ﯾﺧﻧـ ـ ـ ـ ــﻪ ﻓـ ـ ـ ـ ــﻲ اﻟزﻣـ ـ ـ ـ ــﺎن اﻟﻣـ ـ ـ ـ ــوﺋس ﻣـ ـ ـ ـ ـ ـ ــن ﻣواﻟﯾـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻪ اﻟﺛﻘـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎت اﻟﻘـ ـ ـ ـ ـ ـ ــدﻣﺎ
* * *
واﺿ ـ ـ ـ ـ ــﻣﺣﻠت آﯾ ـ ـ ـ ـ ــﺔ اﻟﻔ ـ ـ ـ ـ ــﺗﺢ اﻟﺟﻠﯾ ـ ـ ـ ـ ــل ﺣـ ـ ـ ــﯾن ﻓـ ـ ـ ــﻲ إﻓرﯾﻘﯾـ ـ ـ ــﺎ اﻧﺣـ ـ ـ ــل اﻟوﺋـ ـ ـ ــﺎم
وﻛﺛﯾـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــر ﻟـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﯾس ﯾﻠﺗـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎم ﻗﻠﯾـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــل ﻣﺎﺗ ـ ـ ـ ــت اﻷﻣ ـ ـ ـ ــﺔ ﻓ ـ ـ ـ ــﻲ ﻏﯾ ـ ـ ـ ــر اﻟﺗﺋ ـ ـ ـ ــﺎم
ﺷ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎﻣﻬﺎ ﻫﻧدﯾ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺔ ذات ﺻ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻠﯾل ﯾﻣـ ـ ـ ـ ـ ـ ــن ﺳـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻠت ظﺑﺎﻫـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎ واﻟﺷـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺂم
وﻏ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــدا ﺑﯾ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻧﻬم اﻟﺣ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــق ﻧﺳ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻲ ﻓ ـ ـ ـ ـ ـ ــرق اﻟﺟﻧ ـ ـ ـ ـ ـ ــد اﻟﻐﻧ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻰ ﻓﺎﻧﻘﺳ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻣﺎ
ﻟﻠﻣﻌـ ـ ـ ـ ـ ــﺎﻟﻲ ﻣـ ـ ـ ـ ـ ــن ﺑـ ـ ـ ـ ـ ــﻪ ﻟ ـ ـ ـ ـ ـ ــم ﺗ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺄﻧس أوﺣـ ـ ـ ـ ــش اﻟﺳـ ـ ـ ـ ــؤدد ﻓـ ـ ـ ـ ــﯾﻬم ،وﺳـ ـ ـ ـ ــﻣﺎ
* * *
اﻟﺑﻌﯾـ ـ ـ ـ ـ ــد اﻟﻬﻣـ ـ ـ ـ ـ ــﺔ اﻟﺻـ ـ ـ ـ ـ ــﻌب اﻟﻘﯾـ ـ ـ ـ ـ ــﺎد ٌرﺣﻣ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـوا ﺑـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎﻟﻌﺑﻘري اﻟﻧﺎﺑـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻪ
ﻟ ـ ـ ـ ــم ﯾﻘ ـ ـ ـ ــف ﻋﻧ ـ ـ ـ ــد ﺑﻧ ـ ـ ـ ــﺎء اﺑ ـ ـ ـ ــن زﯾ ـ ـ ـ ــﺎد ﻣـ ـ ـ ـ ـ ّـد ﻓ ـ ـ ـ ـ ــﻲ اﻟﻔـ ـ ـ ـ ــﺗﺢ وﻓـ ـ ـ ـ ــﻲ أطﻧﺎﺑـ ـ ـ ـ ــﻪ
136
ﻣ ﻖ
وﻫ ـ ـ ـ ــو ﺑﺎﻟﻣﻠ ـ ـ ـ ــك رﻓﯾ ـ ـ ـ ــق ذو اﺻ ـ ـ ـ ــطﯾﺎد ﻫﺟـ ـ ـ ــر اﻟﺻـ ـ ـ ــﯾد ،ﻓﻣـ ـ ـ ــﺎ ﯾﻐﻧـ ـ ـ ــﻲ ﺑـ ـ ـ ــﻪ
ﻣـ ـ ـ ـ ــن أﺧـ ـ ـ ـ ــﻲ ﺻـ ـ ـ ـ ــﯾد رﻓﯾـ ـ ـ ـ ــق ﻣـ ـ ـ ـ ــرس ﺳ ـ ـ ـ ـ ْـل ﺑ ـ ـ ـ ــﻪ أﻧدﻟﺳ ـ ـ ـ ــﯾﺎ :ﻫ ـ ـ ـ ــل ﺳ ـ ـ ـ ــﻠﻣﺎ
ورﻣ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻰ ﺑ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎﻟرأي أم اﻟﺧﻠـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــس ﺟ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ّـرد اﻟﺳ ـ ـ ـ ـ ـ ــﯾف ،وﻫ ـ ـ ـ ـ ـ ــز اﻟﻘﻠﻣ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎ
* * *
ﻣـ ـ ـ ـ ـ ــﺎ ﻋﻠﯾـ ـ ـ ـ ـ ــﻪ ﻣـ ـ ـ ـ ـ ــن ﺣﯾـ ـ ـ ـ ـ ــﺎء وﺳـ ـ ـ ـ ـ ــﺧﺎ ﺑﺳـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻼم ﯾـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎ ﺷ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـراﻋﺎ ﻣـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎ درى
وﺑ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـرﯾﺢ ﺣﻔﻬـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎ اﻟﻠطـ ـ ـ ـ ـ ـ ــف ُرﺧـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎء ﻓـ ـ ـ ــﻲ ﺟﻧـ ـ ـ ــﺎح اﻟﻣﻠـ ـ ـ ــك اﻟـ ـ ـ ـ ّـروح ﺟـ ـ ـ ــرى
وﻣﺣـ ـ ـ ــﺎ اﻟﺷـ ـ ـ ــدة ﻣ ـ ـ ـ ـن ﯾﻣﺣـ ـ ـ ــو اﻟرﺧـ ـ ـ ــﺎء ﻏﺳـ ـ ـ ـ ـ ــل اﻟـ ـ ـ ـ ـ ــﯾ ﱡم ﺟ ارﺣـ ـ ـ ـ ـ ــﺎت اﻟﺛ ـ ـ ـ ـ ـ ــرى
دارﻩ ﻣـ ـ ـ ـ ــن ﻧﺣـ ـ ـ ـ ــو ﺑﯾ ـ ـ ـ ـ ــت اﻟﻣﻘـ ـ ـ ـ ــدس ؟ ﻫ ـ ـ ـ ـ ـ ــل درى أﻧ ـ ـ ـ ـ ـ ــدﻟس ﻣ ـ ـ ـ ـ ـ ــن ﻗ ـ ـ ـ ـ ـ ــدﻣﺎ
ـﺗﺢ ﻣوﺳ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻰ ﻣﺳ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺗﻘر اﻷﺳ ـ ـ ـ ـ ـ ــس
ﻓـ ـ ـ ـ ـ ـ ُ ﺑﺳ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻠﯾل اﻷﻣ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــوﯾﯾن ﺳـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻣﺎ
* * *
ـﻲ وطـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــرق
واﻟﻣﻌـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎﻟﻲ ﺑﻣطـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ّ أﻣ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــوي ﻟﻠﻌ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻼ رﺣﻠﺗ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻪ
ﻻ ﯾﺟﺎرﯾ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻪ رﻛ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎب ﻓ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻲ اﻷﻓ ـ ـ ـ ـ ـ ــق ﻛـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎﻟﻬﻼل اﻧﻔـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــردت ﻧﻘﻠﺗـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻪ
ﻗـ ـ ـ ـ ــد ﯾﺷـ ـ ـ ـ ــﯾد اﻟـ ـ ـ ـ ــدول اﻟ ّﺷـ ـ ـ ـ ــم اﻟﺧﻠـ ـ ـ ـ ــق ﺑﻧﯾ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــت ﻣ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــن ﺧﻠ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــق ُدوﻟﺗ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻪ
ﻧﺎﻟـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــت اﻟـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻧﺟم ﯾـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ُـد اﻟﻣﻠـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺗﻣس ٕواذا اﻷﺧ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻼق ﻛﺎﻧ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــت ﺳ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻠﻣﺎ
وﻋﻠ ـ ـ ـ ـ ــﻰ ﻧﺎﺻ ـ ـ ـ ـ ــﯾﺔ اﻟﺷ ـ ـ ـ ـ ــﻣس اﺟﻠ ـ ـ ـ ـ ـ ِ
ـس ـﺎرق ﻓﯾﻬـ ـ ــﺎ ﺗ ـ ـ ـ ْـرق أﺳـ ـ ــﺑﺎب اﻟﺳ ـ ـ ــﻣﺎء
ﻓـ ـ ـ ْ
* * *
أﺳ ـ ــس اﻟـ ـ ــداﺧل ﻓ ـ ــﻲ اﻟﻐـ ـ ــرب وﺷ ـ ــﺎد ؟
ّ أي ﻣﻠـ ـ ـ ـ ـ ــك ﻣـ ـ ـ ـ ـ ــن ﺑﻧﺎﯾـ ـ ـ ـ ـ ــﺎت اﻟﻬﻣـ ـ ـ ـ ـ ــم
ﺳـ ـ ــﺎد ﻓـ ـ ــﻲ اﻷرض وﻟـ ـ ــم ُﯾﺧﻠـ ـ ــق ُﯾﺳـ ـ ــﺎد اﻟﻧﺎﺷ ـ ـ ـ ــﺊ ﻓ ـ ـ ـ ــﻲ ﺧﯾ ـ ـ ـ ــر اﻷﻣ ـ ـ ـ ــم
ذﻟ ـ ـ ـ ــك ّ
ﻓ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻲ ﻋوادﯾﻬ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎ ﻗﯾ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎدا ﺑﻘﯾ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎد ﺣﻛﻣ ـ ـ ـ ـ ـ ــت ﻓﯾ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻪ اﻟﻠﯾ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎﻟﻲ وﺣﻛ ـ ـ ـ ـ ـ ــم
ﺟﺎﻧ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــب اﻟﻐ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــرب ﻟﻌ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ّـز أﻗﻌ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــس ُﺳـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻠب اﻟﻌـ ـ ـ ـ ـ ـ ــز ﺑﺷـ ـ ـ ـ ـ ـ ــرق ﻓرﻣـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻰ
ﺳ ـ ـ ـ ـ ــﻧﺢ اﻟﺳ ـ ـ ـ ـ ــﻌد ﻟ ـ ـ ـ ـ ــﻪ ﻓ ـ ـ ـ ـ ــﻲ اﻟ ـ ـ ـ ـ ــﻧﺣس ٕواذا اﻟﺧﯾـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــر ﻟﻌﺑـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــد ﻗﺳـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻣﺎ
* * *
137
ﻣ ﻖ
ﻟﻠ ـ ـ ـ ــذي ﻛ ـ ـ ـ ــﺎن ﻋﻠ ـ ـ ـ ــﻰ اﻟ ـ ـ ـ ــدﻫر ﯾﺟﯾ ـ ـ ـ ــر أﯾﻬـ ـ ـ ــﺎ اﻟﻘﻠـ ـ ـ ــب ،أﺣـ ـ ـ ــق أﻧ ـ ـ ـ ـت ﺟـ ـ ـ ــﺎر
وﻫﻧ ـ ـ ـ ــﺎ ﺛـ ـ ـ ـ ــﺎو إﻟـ ـ ـ ـ ــﻰ اﻟﺑﻌـ ـ ـ ـ ــث اﻷﺳـ ـ ـ ـ ــﯾر ﻫﺎﻫﻧ ـ ـ ـ ــﺎ ﺣ ـ ـ ـ ـ ّـل ﺑ ـ ـ ـ ــﻪ اﻟرﻛ ـ ـ ـ ــب وﺳ ـ ـ ـ ــﺎر
ﺻ ـ ـ ـ ـ ـ ــرع اﻟﺟ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎم وأﻟ ـ ـ ـ ـ ـ ــوى ﺑﺎﻟﻣ ـ ـ ـ ـ ـ ــدﯾر ﻓﻠـ ـ ـ ـ ـ ــك ﺑﺎﻟﺳـ ـ ـ ـ ـ ــﻌد واﻟـ ـ ـ ـ ـ ــﻧﺣس ﻣـ ـ ـ ـ ـ ــدار
ﻓﺎﺗﻧـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎت ﺑﺎﻟﺷـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻔﺎﻩ اﻟﻠﻌـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــس ﻫﺎﻫﻧ ـ ـ ـ ــﺎ ﻛﻧ ـ ـ ـ ــت ﺗ ـ ـ ـ ــرى ﺣ ـ ـ ـ ـ ّـو اﻟ ـ ـ ـ ـ ّـدﻣﻰ
واطﺋ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎت ﻓ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻲ ﺣﺑﯾ ـ ـ ـ ـ ـ ــر اﻟﺳ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻧدس ﻧ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎﻗﻼت ﻓ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻲ اﻟﻌﺑﯾ ـ ـ ـ ـ ـ ــر اﻟﻘـ ـ ـ ـ ـ ـ ــدﻣﺎ
* * *
ﻗ ـ ـ ـ ـ ـ ــد ﺗﺟﻠ ـ ـ ـ ـ ـ ــت ﻓ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻲ ﺑﻠﯾ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻎ اﻟﻛﻠ ـ ـ ـ ـ ـ ــم ﺧـ ـ ـ ـ ــذ ﻋـ ـ ـ ـ ــن اﻟـ ـ ـ ـ ــدﻧﯾﺎ ﺑﻠﯾـ ـ ـ ـ ــﻎ اﻟﻌظـ ـ ـ ـ ــﺔ
ﻓﺗﺄﻣـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــل طرﻓﯾﻬـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎ ﺗﻌﻠـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــم طرﻓﺎﻫ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎ ﺟﻣﻌ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎ ﻓ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻲ ﻟﻔظ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺔ
واﻟﻣﻧﺎﯾـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎ ﯾﻘظـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺔ ﻣـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــن ﺣﻠـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــم اﻷﻣ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎﻧﻲ ﺣﻠ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــم ﻓ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻲ ﯾﻘﺿ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺔ
واﻗـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻊ ﯾوﻣـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎ ٕوان ﻟـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــم ُﯾﻐـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــرس ﻛـ ـ ــل ذي ﺳـ ـ ــﻘطﯾن ﻓـ ـ ــﻲ اﻟﺟـ ـ ــو ﺳـ ـ ــﻣﺎ
ﯾ ـ ـ ـ ـ ـ ــوم ﺗُط ـ ـ ـ ـ ـ ــوى ﻛﺎﻟﻛﺗ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎب اﻟ ـ ـ ـ ـ ـ ــدرس وﺳ ـ ـ ـ ـ ـ ــﯾﻠﻘﻰ َﺣْﯾﻧ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻪ ﻧﺳ ـ ـ ـ ـ ـ ــر اﻟﺳ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻣﺎ
* * *
ﻣـ ـ ــن دﻋـ ـ ــﺎك اﻟﺻـ ـ ــﻘر ﺳـ ـ ـ ﱠﻣﺎﻩ اﻟﻌﻘ ـ ــﺎب أﯾـ ـ ــن ـ ـ ـ ـ ـ ﯾ ـ ـ ــﺎ واﺣ ـ ـ ــد ﻣ ـ ـ ــروان ـ ـ ـ ـ ـ ﻋﻠ ـ ـ ــم
ﻋ ـ ــن وﺟ ـ ــوﻩ اﻟﻧﺻـ ــر ﺗﺻـ ـ ـرﯾف اﻟﻧﻘـ ــﺎب ارﯾ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺔ ﺻ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــرﻓﻬﺎ اﻟﻔ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــرد اﻟﻌﻠ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــم
ﻓﻌﻠـ ـ ـ ـ ـ ــﻰ اﻷﻓ ـ ـ ـ ـ ـ ـواﻩ أو ﻓـ ـ ـ ـ ـ ــﻲ اﻷﻧﻔـ ـ ـ ـ ـ ــس إن ﺗﺳـ ـ ــل :أﯾـ ـ ــن ﻗﺑ ـ ـ ــور اﻟﻌظﻣ ـ ـ ــﺎء ؟
* * *
ﺗﺣﺗﻬـ ـ ــﺎ أﻧﺟـ ـ ــس ﻣـ ـ ــن ﻣﯾـ ـ ــت اﻟﻣﺟـ ـ ــوس ﻛـ ـ ـ ـ ــم ﻗﺑـ ـ ـ ـ ــور زﯾﻧـ ـ ـ ـ ــت ﺟﯾـ ـ ـ ـ ــد اﻟﺛـ ـ ـ ـ ــرى
ﻗﺑـ ـ ــل ﻣـ ـ ــوت اﻟﺟﺳـ ـ ــم أﻣ ـ ـ ـوات اﻟﻧﻔـ ـ ــوس ﻛـ ـ ــﺎن ﻣـ ـ ــن ﻓﯾﻬـ ـ ــﺎ ٕوان ﺟـ ـ ــﺎزوا اﻟﺛـ ـ ــرى
ﻣ ـ ـ ــن ﺛﻧ ـ ـ ــﺎء ﺻ ـ ـ ــرن أﻏﻔـ ـ ـ ـﺎل اﻟرﻣ ـ ـ ــوس وﻋظـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎم ﺗﺗزﻛـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻰ ﻋﻧﺑ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ار
ﺗـ ـ ـ ـ ـ ــﺑن ﻣـ ـ ـ ـ ـ ــن ﻣﺣﻣـ ـ ـ ـ ـ ــودﻩ ﻻ ﯾطﻣـ ـ ـ ـ ـ ــس ﻓﺎﺗﺧ ـ ـ ـ ــذ ﻗﺑ ـ ـ ـ ــرك ﻣ ـ ـ ـ ــن ذﻛ ـ ـ ـ ــر ،ﻓﻣ ـ ـ ـ ــﺎ
)(1
وأﺷﺎر إﻟﻰ أن ﺷوﻗﻲ ﻧظﻣﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﻣﻧﻔﻰ ،ﻛﻣﺎ أﺷﺎر إﻟـﻰ اﻷوﻟﻰ َﻋْﻧ َوﻧﻬﺎ " ﺷوﻗﯾﺔ ﻟم ﺗﻧﺷر "
اﻟﻣﺻدر :ﻣﺟﻠﺔ ) اﻟرﺳﺎﻟﺔ ( ﻓﻲ 15أﺑرﯾل ﺳﻧﺔ 1933م
ﻗﺎﻟت وﻗﻠت
ﺗﺣﯾـ ـ ـ ـ ــﻲ اﻟﻌﻣﯾـ ـ ـ ـ ــد ﺑﻧظ ـ ـ ـ ـ ـرة وﺗﻣﯾﺗـ ـ ـ ـ ــﻪ وﺳـ ـ ـ ـ ــﻘﯾﻣﺔ اﻷﺟﻔـ ـ ـ ـ ــﺎن ﻻ ﻣـ ـ ـ ـ ــن ﻋﻠـ ـ ـ ـ ــﺔ
ﺿ ـ ـ ــﺎح ﻛﻣؤﺗﻠ ـ ـ ــف اﻟﺟﻣ ـ ـ ــﺎن ﺷ ـ ـ ــﺗﯾﺗﻪ وﺻـ ــﻠت ﻛﺗرﺑﯾﻬـ ــﺎ اﻟﺣـ ــدﯾث ﺑﺿ ـ ــﺎﺣك
ﺿـ ـ ـ ـ ـ ــﯾم ُأرﯾـ ـ ـ ـ ـ ــد ﺑﺟـ ـ ـ ـ ـ ــﺎﻧﺑﻲ ﻓﺄﺑﯾﺗـ ـ ـ ـ ـ ــﻪ ﻗﺎﻟـ ـ ــت ﺗﻐرﺑـ ـ ــت اﻟرﺟـ ـ ــﺎل ﻓﻘﻠـ ـ ــت ﻓـ ـ ــﻲ
وردﺗ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻪ ﻛ ـ ـ ـ ـ ـ ــل ﯾﺗﯾﻣ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺔ ووردﺗـ ـ ـ ـ ـ ـ ـﻪ ﻗﺎﻟـ ـ ـ ــت ﻧﻔﯾـ ـ ـ ــت ﻓﻘﻠـ ـ ـ ــت ذﻟـ ـ ـ ــك ﻣﻧـ ـ ـ ــزل
ﻧِﻛﺳـ ـ ـ ـ ـ ــﺎ وﻟﻛـ ـ ـ ـ ـ ــن ﺑﺎﻷﻧـ ـ ـ ـ ـ ــﺎة رﻣﯾﺗـ ـ ـ ـ ـ ــﻪ ﻗﺎﻟـ ــت رﻣـ ــﺎك اﻟـ ــدﻫر ﻗﻠـ ــت ﻓﻠـ ــم أﻛـ ــن
ﻗﻠـ ـ ـ ـ ــت اﻟﺷـ ـ ـ ـ ــداﺋد ﻣرﻛـ ـ ـ ـ ــب ُﻋ ّودﺗـ ـ ـ ـ ــﻪ ﻗﺎﻟـ ـ ــت رﻛﺑـ ـ ــت اﻟﺑﺣـ ـ ــر وﻫـ ـ ــو ﺷـ ـ ــداﺋد
أﻧـ ـ ــﺎ ﻣـ ـ ــن ﺣﺑﺎﺋﻠـ ـ ــﻪ إذا ﻣ ـ ـ ــﺎ ﺧﻔﺗـ ـ ــﻪ ؟ ﻗﺎﻟ ــت أﺧﻔ ــت اﻟﻣ ــوت ؟ ﻗﻠ ــت أﻣﻔﻠ ــت
أﺟ ـ ـ ـ ـ ـ ــل ﯾﺣ ـ ـ ـ ـ ـ ــل ﻟﺣﯾﻧ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻪ ﻣوﻗوﺗ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻪ طﻧ ـ ــﻲ
ـت أﺳ ـ ــﺑﺎب اﻟﺳـ ـ ــﻣﺎء ﻟﺣ ّ
ﻟـ ـ ــو ﻧﻠـ ـ ـ ُ
دام اﻟزﻣـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎن ﻟﺷـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎﻣت ﻟﺣﻔﻠﺗـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻪ ﻗﺎﻟ ــت ﻟﻘ ــد ﺷ ـ ّـﻣت اﻟﺣﺳ ــود ﻓﻘﻠ ــت ﻟ ــو
- 1ﻣﺣﻣد ﺻﺑري ،اﻟﺷوﻗﯾﺎت اﻟﻣﺟﻬوﻟﺔ ،اﻟﻬﯾﺋﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻘﺻور اﻟﺛﻘﺎﻓﺔ ،اﻟﺷرﻛﺔ اﻟدوﻟﯾﺔ ﻟﻠطﺑﺎﻋﺔ 2003 ،م ،ج ،2
ط ،2ص 238
139
ﻣ ﻖ
ﺳـ ــﺎرت ،ﻓﻘﻠـ ــت ﻫﻣﻣـ ــت ﺛـ ــم ﺗرﻛﺗـ ــﻪ ﻗﺎﻟـ ـ ـ ـ ـ ــت ﻛـ ـ ـ ـ ـ ــﺄﻧﻲ ﺑﺎﻟﻬﺟـ ـ ـ ـ ـ ــﺎء ﻗﻼﺋـ ـ ـ ـ ـ ــدا
ﻣ ـ ــﺎ ﺷ ـ ــﺎءت اﻷﺧ ـ ــﻼق ﻻ ﻣ ـ ــﺎ ﺷ ـ ــﺋﺗﻪ أﺧـ ــذت ﺑـ ــﻪ ﻧﻔﺳـ ــﻲ ﻓﻘﻠـ ــت ﻟﻬـ ــﺎ دﻋـ ــﻰ
ﻫ ـ ـ ـ ـ ـ ــذا ﺑﯾـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎﻧﻲ ﻋﻧﻬﻣ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎ ﻧزﻫﺗـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻪ ﻣ ــن راح ﻗ ــﺎل اﻟﻬﺟ ــر أو ﻧط ــق اﻟﺧﻧ ــﺎ
ﻧ ـ ـ ـ ـ ـ ـزﻩ اﻟﺧـ ـ ـ ـ ـ ــﻼل وﻫﻛـ ـ ـ ـ ـ ــذا ﻋﻠﻣﺗـ ـ ـ ـ ـ ــﻪ اﷲ ﻋﻠﻣﻧﯾـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻪ ﺳـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻣﺣﺎ طـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎﻫ ار
)(1
) أﺑﯾﺎت ﻣﺑﻌﺛرة ﻧظﻣﻬﺎ أﻣﯾر اﻟﺷﻌراء ﻓﻲ اﻷﻧدﻟس ( اﻟﻘﺻﯾدة اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ ﻋﻧواﻧﻬﺎ " ﻓﻲ اﻷﻧدﻟس "
ﻣﺻدرﻫﺎ اﻟرﺳﺎﻟﺔ 15أﻛﺗوﺑر 1933م :
ﻓﻘ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــدﻧﺎﻩ وﻣ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎ ﺑﻠ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻎ اﻟﺷ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺑﺎﺑﺎ وﯾ ـ ـ ـ ـ ـ ــوم ﻣ ـ ـ ـ ـ ـ ــن ﺻ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺑﺎ آذار ﺣﻠ ـ ـ ـ ـ ـ ــو
وﺟﻣ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻊ ﻣ ـ ـ ـ ـ ـ ــن زﺧﺎرﻓ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻪ إﻫﺎﺑ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎ
ّ ﺗﺻـ ـ ــور ﻣـ ـ ــن ﺣﻠـ ـ ــﻰ اﻟﻧﯾـ ـ ــروز وﺟﻬـ ـ ــﺎ
وﻟ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ّذ ﺿـ ـ ـ ـ ـ ــﺣﺎﻩ ﺣﺎﺷـ ـ ـ ـ ـ ــﯾﺔ وطﺎﺑـ ـ ـ ـ ـ ــﺎ ﻓـ ـ ـ ـ ـ ـراق ﺻ ـ ـ ـ ـ ــﺎﺣﺑﻪ ﺻ ـ ـ ـ ـ ــﺣوا وزﻫـ ـ ـ ـ ـ ـوا
ﻋﻠـ ـ ـ ــﻰ اﻵﻓ ـ ـ ـ ــﺎق ﻓـ ـ ـ ــﺎﻧﺗظم اﻟﻬﺿـ ـ ـ ــﺎﺑﺎ ﺗﻧ ـ ـ ــﺎﺛر ﻓ ـ ـ ــﻲ اﻟﺑط ـ ـ ــﺎح ﺣ ـ ـ ــﺎى وأوﻓ ـ ـ ــﻰ
ﻋﻠـ ـ ـ ــﻰ ﻣﺛـ ـ ـ ــل اﻟزﻣـ ـ ـ ــرد ﺣـ ـ ـ ــﯾن ذاﺑـ ـ ـ ــﺎ وﺳ ـ ـ ــﺎﻟت ﺷﻣﺳ ـ ـ ــﻪ ﻓ ـ ـ ــﻲ اﻟﺑﺣ ـ ـ ــر ﺗﺑـ ـ ـ ـ ار
طﻌﻣـ ـ ـ ــن اﻟﺷـ ـ ـ ــﻬد أو ذﻗـ ـ ـ ــن اﻟﺧﺑﺎﺑـ ـ ـ ــﺎ ﻛ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺄن ﻧﺳ ـ ـ ـ ـ ـ ــﯾﻧﻪ ﻧﻔ ـ ـ ـ ـ ـ ــس اﻟﻌ ـ ـ ـ ـ ـ ــذارى
إذا ﺣـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــث اﻟﻣ ازﻫـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــر واﻟﺷ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـراﺑﺎ ﺗﻣﻧ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎﻩ اﺑ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــن ﻋﺑ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎد ﺻ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺑوﺣﺎ
***
وﻟ ـ ـ ـ ــم ﺗﻛ ـ ـ ـ ــن اﻟﻘﯾﺎﻣ ـ ـ ـ ــﺔ ﻟ ـ ـ ـ ــﻲ ﺣﺳ ـ ـ ـ ــﺎﺑﺎ ـﯾﺟن ظﻬـ ـ ـ ـ ـ ـ ار
وﻣ ـ ـ ـ ـ ــﺎ ﻗ ـ ـ ـ ـ ــدرت أن ﺳ ـ ـ ـ ـ ـ ّ
وذّﻟـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻰ ﻣﺷـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻔ ار واﻓﺗـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ّـر ﻧﺎﺑـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎ ﺗﺷـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ّـﻌث ﻟﻣـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺔ واﻏﺑـ ـ ـ ـ ـ ـ ــر وﺟﻬـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎ
وأﺻ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻧﺎف اﻟﻧﻌ ـ ـ ـ ـ ـ ــﯾم ﺑ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻪ ﻋ ـ ـ ـ ـ ـ ــذاﺑﺎ وﺑـ ـ ـ ـ ّـدل ﺣﺳـ ـ ـ ــن ذاك اﻟﺳـ ـ ـ ــﻣت ﻗﺑﺣـ ـ ـ ــﺎ
أﺗـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻰ ﺑﻌﺻـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎﻩ أوﻓرﻋـ ـ ـ ـ ـ ـ ــون آﺑـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎ وﺿ ـ ــﺞ اﻟﺑﺣـ ـ ــر ﺣﺗ ـ ــﻰ ﺧﯾـ ـ ــل ﻣوﺳ ـ ــﻰ
ﺑﺄﺳ ـ ـ ـ ـ ـ ــطﺔل اﻟﺟزﯾـ ـ ـ ـ ـ ـ ـرة ﻗ ـ ـ ـ ـ ـ ــد أﻫﺎﺑ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎ وأﺑ ـ ـ ـ ــرق ﻓ ـ ـ ـ ــﻲ اﻟﻌﺑ ـ ـ ـ ــﺎب ﻛ ـ ـ ـ ــﺄن ﺳـ ـ ـ ـ ـ ار
***
ﻟﻔ ـ ـ ـ ــﺎرس ﺣوﻟﻬ ـ ـ ـ ــﺎ ﺿـ ـ ـ ـ ـرﺑوا اﻟﻘﺑﺎﺑ ـ ـ ـ ــﺎ ﻛ ـ ـ ـ ــﺄن ﺷ ـ ـ ـ ــﻌﺎﻋﻬﺎ ﻓ ـ ـ ـ ــﻲ اﻟ ـ ـ ـ ــﺛﻠﺞ ﻧ ـ ـ ـ ــﺎر
ﻓﻣزﻗ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــت اﻟﻐﻼﺋ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــل واﻟﻧﻘﺎﺑ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎ ﺟﻧ ـ ـ ـ ــت
أو اﻟﺣﺳـ ـ ـ ــﻧﺎء ﯾ ـ ـ ـ ــوم اﻟﻌ ـ ـ ـ ــرس ّ
ﻓﻛـ ـ ـ ـ ــﺎن اﻟ ـ ـ ـ ـ ـ ّـدر واﻟ ـ ـ ـ ـ ــذﻫب اﻟـ ـ ـ ـ ــذﻫﺎﺑﺎ ﻓﻣـ ـ ـ ـ ــن ﺳـ ـ ـ ـ ــﺣر اﻟﺳـ ـ ـ ـ ــﻣﺎء ﻓﺄﻣطرﺗﻧـ ـ ـ ـ ــﺎ
ﻛﻣ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎ ّﺗرﺑ ـ ـ ـ ـ ـ ــت ﺑ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎﻟﺗﺑر اﻟﻛﺗﺎﺑ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎ ﺗ ـ ـ ــروق اﻟﻌ ـ ـ ــﯾن ﻣ ـ ـ ــن ﺑﯾﺿ ـ ـ ــﺎء ﺣ ـ ـ ــﺎل
ﻓﻣ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎ ﺗ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺄﻟوﻩ ﻧـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــدﻓﺎ واﻧﺗﻬﺎﺑـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎ ﻣﻧ ـ ـ ـ ــﺎدف ﻋﺳ ـ ـ ـ ــﺟد ظﻔ ـ ـ ـ ــرت ﺑﻘط ـ ـ ـ ــن
وﻛ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــل ﺧﻣﯾﻠ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺔ ﻣﻧﻬ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎ ﺛﯾﺎﺑ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎ وﻗطّﻌ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــن اﻟﺛﻠـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــوج ﻟﻛ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــل روض
ووﻟ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــدان ﻣﺳـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـرﺑﻠﺔ ﺟﺑﺎﺑ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎ ﻓﻣ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــن ﺻ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــور ﻣﺟﻠﻠ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺔ ﻓـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـراء
141
ﻗﺎﺋﻣﺔ اﻟﻣﺻﺎدر واﻟﻣراﺟﻊ
141
ﻗﺎﺋﻣﺔ اﻟﻣﺻﺎدر واﻟﻣراﺟﻊ
أﺣﻣد ﺷوﻗﻲ ،اﻟﺷوﻗﯾﺎت ،دار اﻟﻛﺗب اﻟﻌﻠﻣﯾﺔ ،ﺑﯾروت ﻟﺑﻧﺎن 2001 ،م .17
أﺣﻣد ﺷوﻗﻲ ،دول اﻟﻌرب وﻋظﻣﺎء اﻹﺳﻼم ،ﻣؤﺳﺳﺔ ﻫﻧداوي ﻟﻠﺗﻌﻠﯾم واﻟﺛﻘﺎﻓﺔ 2016 ،م .18
أﺣﻣد ﻣﺣﻣد اﻟﻣﺣﺟوب – دﯾوان اﻟﻔردوس اﻟﻣﻔﻘود ،دار اﻟﻌودة ،ﺑﯾروت ﻟﺑﻧﺎن .19
إﻣﯾل ﺑدﯾﻊ ﯾﻌﻘوب ،اﻟﻣﻌﺟم اﻟﻣﻔﺻل ﻓﻲ ﻋﻠـم اﻟﻌـروض واﻟﻘﺎﻓﯾـﺔ وﻓﻧـون اﻟﺷـﻌر ،دار اﻟﻛﺗـب .20
اﻟﻌﻠﻣﯾﺔ ،ط ،1ﺑﯾروت – ﻟﺑﻧﺎن 1991 ،م
إﯾﻠﯾــﺎ ﺣــﺎوي ،أﻋــﻼم اﻟﺷــﻌر اﻟﻌرﺑــﻲ اﻟﺣــدﯾث ،أﺣﻣــد ﺷــوﻗﻲ أﺣﻣــد زﻛــﻲ أﺑــو ﺷــﺎدي ،ﺑﺷــﺎرة .21
اﻟﺧوري ،،ﻣﻧﺷورات اﻟﻣﻛﺗب اﻟﺗﺟﺎري ﻟﻠطﺑﺎﻋﺔ واﻟﻧﺷر واﻟﺗوزﯾﻊ ،ﺑﯾروت ،ﻟﺑﻧﺎن ،ط1970 ،1م
اﻟﺑﺣﺗري ،اﻟدﯾوان ،ﺗﺣﻘﯾق وﺷرح وﺗﻌﻠﯾق ﺣﺳن ﻛﺎﻣل اﻟﺻﯾرﻓﻲ ،دار اﻟﻣﻌﺎرف ،ط3 .22
ﺗﻣﺎم ﺣﺳن ،اﻷﺻول ،ﻋﺎﻟم اﻟﻛﺗب ،اﻟﻘﺎﻫرة د.ط 2000 ،م .23
ﺟﻣﯾل ﺳﻠطﺎن وزﻛﻲ ﻣﺣﺎﺳﻧﻲ ،اﻟﺗراﺟم واﻟﻧﻘـد واﻟﺑﻼﻏـﺔ وﻣـوازﯾن اﻟﺷـﻌر ،ﻣطﺑﻌـﺔ اﻟﻘـﺎﻫرة ﺳـﻧﺔ .24
1959م
ﺣــﺎزم اﻟﻘرطــﺎﺟﻧﻲ ،ﻣﻧﻬــﺎج اﻟﺑﻠﻐــﺎء وﺳ ـراج اﻷدﺑــﺎء ،ﺗــق و ﺗــﺢ ﻣﺣﻣــد اﻟﺣﺑﯾــب ﺑــن اﻟﺧوﺟــﺔ، .25
دار اﻟﻐرب اﻹﺳﻼﻣﻲ ،ط 3
ﺣﺎﻓظ اﺑراﻫﯾم ،اﻟدﯾوان ،اﻟﻬﯾﺋﺔ اﻟﻣﺻرﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠﻛﺗﺎب ،ط 1987 ،3م .26
ﺣﺳﯾن أﺣﻣد ﺷوﻗﻲ ،أﺑﻲ ﺷوﻗﻲ ،ﻣﻛﺗﺑﺔ اﻟﻧﻬﺿﺔ اﻟﻣﺻرﯾﺔ ،اﻟﻘﺎﻫرة1947 ،م .27
ﺣﻧﺎ اﻟﻔﺎﺧوري ،ﺗﺎرﯾﺦ اﻷدب اﻟﻌرﺑﻲ ،ﻣﻧﺷورات اﻟﻣﻛﺗﺑﺔ اﻟﺑوﻟﺳﯾﺔ ،ط 1987 ،12م .28
راﻏب اﻟﺳرﺟﺎﻧﻲ ،ﻗﺻﺔ اﻷﻧدﻟس ﻣن اﻟﻔﺗﺢ إﻟﻰ اﻟﺳﻘوط ،ﻣؤﺳﺳﺔ إﻗ أر .29
رﺟﺎء ﻋﯾد ،ﻓﻠﺳﻔﺔ اﻟﺑﻼﻏﺔ ﺑﯾن اﻟﺗﻘﻧﯾﺔ واﻟﺗطور ،ﻣﻧﺷﺎة اﻟﻣﻌﺎرف ،ﻣﺻر .30
اﻟزرﻛﺷﻲ ،اﻟﺑرﻫﺎن ﻓﻲ ﻋﻠوم اﻟﻘرآن،ج ،1ط ،1دار إﺣﯾﺎء اﻟﻛﺗب اﻟﻌرﺑﯾﺔ ،ﻣﺻر1957 ،م .31
زﻛـ ــﻲ ﻣﺑـ ــﺎرك ،أﺟﻣـ ــد ﺷ ــوﻗﻲ ،إﻋـ ــداد وﺗﻘ ــدﯾم ﻛرﯾﻣـ ــﺔ زﻛـ ــﻲ ﻣﺑـ ــﺎرك ،دار اﻟﺟﯾ ــل ،ﺑﯾـ ــروت .32
1408ه – 1988م
اﻟزﻣﺧﺷري ،أﺳﺎس اﻟﺑﻼﻏﺔ ،اﻟﻣﻛﺗﺑﺔ اﻟﻌﺻرﯾﺔ ،ﺑﯾروت2005 ،م .33
اﻟﺳﻛﺎﻛﻲ ،ﻣﻔﺗﺎح اﻟﻌﻠوم ،ﺗﺢ :ﻧﻌﯾم زرزور ،دار اﻟﻛﺗب اﻟﻌﻠﻣﯾﺔ ،ﺑﯾروت ،ط1983 ،1م .34
ﺳ ــﻠﻣﻰ اﻟﺟﯾوﺳــﻲ ،اﻻﺗﺟﺎﻫــﺎت واﻟﺣرﻛ ــﺎت ﻓ ــﻲ اﻟﺷ ــﻌر اﻟﻌرﺑ ــﻲ اﻟﺣــدﯾث ،ﺗــر :ﻋﺑ ــد اﻟواﺣ ــد .35
ﻟؤﻟؤة ،ﻣرﻛز دراﺳﺎت اﻟوﺣدة اﻟﻌرﺑﯾﺔ ،ﺑﯾروت ﻟﺑﻧﺎن 2001 ،م
ﺳﻠﯾﻣﺎن ﻓﯾﺎض ،اﻟﻧﺣو اﻟﻌﺻري ،ﻣرﻛز اﻷﻫرام ،ط1995 ،1م .36
ﺳﯾﺑوﯾﻪ ،اﻟﻛﺗﺎب ،ﺗﺣﻘﯾق :ﻋﺑد اﻟﺳﻼم ﻫﺎرون ،ﻣﻛﺗﺑﺔ اﻟﺧﺎﻧﺟﻲ ،اﻟﻘﺎﻫرة ،ط3،1988م .37
142
ﻗﺎﺋﻣﺔ اﻟﻣﺻﺎدر واﻟﻣراﺟﻊ
ﺳﯾد اﻟﺑﺣراوي ،اﻟﻌروض ٕواﯾﻘﺎع اﻟﺷﻌر اﻟﻌرﺑﻲ ،اﻟﻬﯾﺋﺔ اﻟﻣﺻرﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠﻛﺗﺎب1993 ،م .38
ﺷوﻗﻲ ﺿﯾف ،اﻷدب اﻟﻌرﺑﻲ اﻟﻣﻌﺎﺻر ﻓﻲ ﻣﺻر ،دار اﻟﻣﻌﺎرف ،ط 1992 ،10م .39
ﺷــوﻗﻲ ﺿــﯾف ،ﺷــوﻗﻲ ﺷــﺎﻋر اﻟﻌﺻــر اﻟﺣــدﯾث ،ﻣﻛﺗﺑــﺔ اﻷﺳ ـرة ،اﻟﻬﯾﺋــﺔ اﻟﻣﺻ ـرﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣــﺔ .40
ﻟﻠﻛﺗﺎب ،اﻟﻘﺎﻫرة 2010 ،م
ﺻﺎﻟﺢ اﻷﺷﺗر ،أﻧدﻟﺳﯾﺎت ﺷوﻗﻲ ،ﻣطﺑﻌﺔ ﺟﺎﻣﻌﺔ دﻣﺷق ،ط 1959 ،1م .41
ﻋﺑد اﻟﻌزﯾز ﻋﺗﯾق،ﻋﻠم اﻟﺑﯾﺎن ،دار اﻟﻧﻬﺿﺔ اﻟﻌرﺑﯾﺔ ،ﺑﯾروت1982 ،م .42
ﻋﺑد اﻟﻘﺎدر اﻟﺟرﺟﺎﻧﻲ ،دﻻﺋل اﻹﻋﺟﺎز :ﺗﺣﻘﯾق :ﻣﺣﻣود ﻣﺣﻣد ﺷﺎﻛر ،دار اﻟﻣﻌرﻓـﺔ ،ﺑﯾـروت، .43
ط1978 ،2م
ﻋﺑد اﻟﻘﺎدر ﺣﺳﯾن ،اﻟﻘرآن واﻟﺻورة اﻟﺑﯾﺎﻧﯾﺔ ،ﻋﺎﻟم اﻟﻛﺗب -ﺑﯾروت ،ط1985 ،2م .44
ﻋﺑــد اﻟﻘــﺎﻫر اﻟﺟرﺟــﺎﻧﻲ ،أﺳ ـرار اﻟﺑﻼﻏــﺔ ﻓــﻲ ﻋﻠــم اﻟﺑﯾــﺎن ،ﺗﺣﻘﯾــق :ﻋﺑــد اﻟﺣﻣﯾــد ﻫﻧــداوي ،دار .45
اﻟﻛﺗب اﻟﻌﻠﻣﯾﺔ – ﺑﯾروت ،ط 2001 ،1م
ﻋﺑــد اﷲ اﻟﺗطــﺎوي ،اﻟﻣﻌﺎرﺿــﺔ اﻟﺷــﻌرﯾﺔ ﺑــﯾن اﻟﺗﻘﻠﯾــد واﻹﺑــداع ،دار اﻟﺛﻘﺎﻓــﺔ ﻟﻠﻧﺷــر واﻟﺗوزﯾــﻊ، .46
اﻟﻘﺎﻫرة 1988م
ﻋﺻــﺎم ﻣﺣﻣــد ﺷــﺑﺎرو ،اﻷﻧــدﻟس ﻣــن اﻟﻔــﺗﺢ اﻟﻌرﺑــﻲ اﻟﻣرﺻــود إﻟــﻰ اﻟﻔــردوس اﻟﻣﻔﻘــود ،دار .47
اﻟﻧﻬﺿﺔ اﻟﻌرﺑﯾﺔ ﺑﯾروت ﻟﺑﻧﺎن 1423 ،ه – 2002م
اﻟﻌﻘــﺎد ،ﺷــﻌراء ﻣﺻــر وﺑﯾﺋــﺎﺗﻬم ﻓــﻲ اﻟﺟﯾــل اﻟﻣﺎﺿــﻲ ،ﻣﻛﺗﺑــﺔ اﻟﻧﻬﺿــﺔ اﻟﻣﺻ ـرﯾﺔ ،ﻣطﺑﻌ ــﺔ .48
ﺣﺟﺎزي ،اﻟﻘﺎﻫرة
اﻟﻔﺎراﺑﻲ ،ﻛﺗﺎب اﻟﻣوﺳﯾﻘﻰ اﻟﻛﺑﯾر ،دار اﻵداب ،ﺑﯾروت ﻟﺑﻧﺎن 1985م .49
اﻟﻔﯾـروز أﺑـﺎدي ،اﻟﻘـﺎﻣوس اﻟﻣﺣـﯾط ،ﺗـﺢ :أﻧـس ﻣﺣﻣـد اﻟﺷـﺎﻣﻲ و زﻛرﯾـﺎء ﺟـﺎﺑر أﺣﻣــد ،دار .50
اﻟﺣدﯾث ،اﻟﻘﺎﻫرة 2008م
ﻗ ــﯾس إﺳ ــﻣﺎﻋﯾل اﻷوﯾﺳــﻲ ،أﺳ ــﺎﻟﯾب اﻟطﻠ ــب ﻋﻧــد اﻟﻧﺣ ــوﯾﯾن واﻟﺑﻼﻏﯾ ــﯾن ،و ازرة اﻟﺗﻌﻠ ــﯾم اﻟﻌ ــﺎﻟﻲ .51
واﻟﺑﺣث اﻟﻌﻠﻣﻲ ،ﺟﺎﻣﻌﺔ ﺑﻐداد1988،م
ﻟﺳﺎن اﻟدﯾن ﺑن اﻟﺧطﯾب ،اﻟدﯾوان ،ﺗﺢ :ﻣﺣﻣد ﻣﻔﺗﺎح ،دار اﻟﺛﻘﺎﻓﺔ ﻟﻠﻧﺷر واﻟﺗوزﯾﻊ ،اﻟـدار .52
اﻟﺑﯾﺿﺎء ،ط 1989 ،1م
ﻣﺣﻣد اﻟﻐزي ،ﻣن ﺷﻌراء اﻹﺣﯾﺎء ،اﻟﻠﺟﻧﺔ اﻟﻣﻐرﺑﯾﺔ اﻟوطﻧﯾﺔ ﻟﻠﺗرﺑﯾﺔ واﻟﺛﻘﺎﻓﺔ واﻟﻌﻠوم .53
ﻣﺣﻣــد اﻟﻧــوﯾﻬﻲ ،ﻗﺿــﯾﺔ اﻟﺷــﻌر اﻟﺟدﯾــد ،اﻟﻣطﺑﻌــﺔ اﻟﻌﺎﻟﻣﯾــﺔ ،ﺟﺎﻣﻌــﺔ اﻟــدول اﻟﻌرﺑﯾــﺔ ،ﻣﻌﻬــد .54
اﻟدراﺳﺎت اﻟﻌرﺑﯾﺔ اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ ،اﻟﻘﺎﻫرة 1964 ،م
143
ﻗﺎﺋﻣﺔ اﻟﻣﺻﺎدر واﻟﻣراﺟﻊ
ﻣﺣﻣد اﻟﻬﺎدي اﻟطراﺑﻠﺳﻲ ،ﺧﺻﺎﺋص اﻷﺳﻠوب ﻓﻲ اﻟﺷوﻗﯾﺎت ،ﻣﻧﺷورات اﻟﺟﺎﻣﻌﺔ اﻟﺗوﻧﺳﯾﺔ، .55
اﻟﻣطﺑﻌﺔ اﻟرﺳﻣﯾﺔ ﻟﻠﺟﻣﻬورﯾﺔ اﻟﺗوﻧﺳﯾﺔ 1981 ،م
ﻣﺣﻣــد ﺑــن ﻋﺛﻣــﺎن ،اﻟﻣرﺷــد اﻟ ـواﻓﻲ ﻓــﻲ اﻟﻌــروض واﻟﻘــواﻓﻲ ،دار اﻟﻛﺗــب اﻟﻌﻠﻣﯾــﺔ ،ﺑﯾــروت .56
ﻟﺑﻧﺎن ،ط 2004 ،1م
ﻣﺣﻣــد ﺻــﺎﺑر ﻋﺑﯾــد ،اﻟﻘﺻــﯾدة اﻟﻌرﺑﯾــﺔ اﻟﺣدﯾﺛــﺔ ﺑــﯾن اﻟﺑﻧﯾــﺔ اﻟدﻻﻟﯾــﺔ واﻟﺑﻧﯾــﺔ اﻹﯾﻘﺎﻋﯾــﺔ ،اﺗﺣــﺎد .57
اﻟﻛﺗﺎب اﻟﻌرب ،دﻣﺷق 2001م
ﻣﺣﻣــد ﺻ ــﺑري ،اﻟﺷــوﻗﯾﺎت اﻟﻣﺟﻬوﻟ ــﺔ ،اﻟﺷــرﻛﺔ اﻟدوﻟﯾــﺔ ﻟﻠطﺑﺎﻋ ــﺔ ،اﻟﻬﯾﺋــﺔ اﻟﻌﺎﻣــﺔ ﻟﻘﺻــور .58
اﻟﺛﻘﺎﻓﺔ 2003 ،م ،ط 2
ﻣﺣﻣـ ــد ﻋﺑـ ــد اﻟﻣـ ــﻧﻌم ﺧﻔـ ــﺎﺟﻲ ،اﻷدب اﻷﻧدﻟﺳـ ــﻲ اﻟﺗطـ ــور واﻟﺗﺟدﯾـ ــد ،دار اﻟﺟﯾـ ــل ،ﺑﯾـ ــروت .59
1992م
ﻣﺣﻣد ﻣﺻطﻔﻰ ﻫدارة ،ﻓﻲ اﻟﺑﻼﻏﺔ اﻟﻌرﺑﯾﺔ ،دار اﻟﻌﻠوم اﻟﻌرﺑﯾﺔ ،ﺑﯾروت ،ط1989 ،1م .60
ﻣﺣﻣ ـ ـ ــد ﻣﻔﺗ ـ ـ ــﺎح ،ﺗﺣﻠﯾ ـ ـ ــل اﻟﺧط ـ ـ ــﺎب اﻟﺷ ـ ـ ــﻌري ،اﻟﻣرﻛ ـ ـ ــز اﻟﺛﻘ ـ ـ ــﺎﻓﻲ اﻟﻌرﺑ ـ ـ ــﻲ ،اﻟ ـ ـ ــدار اﻟﺑﯾﺿ ـ ـ ــﺎء .61
ط،1985،1م
اﻟﻣﻘري ،ﻧﻔـﺢ اﻟطﯾـب ،ﺗﺣﻘﯾـق :إﺣﺳـﺎن ﻋﺑـﺎس ،دار ﺻـﺎدر ﺑﯾـروت 1377ﻫ ـ 1968 -م .62
)د ط(
ﻣﻧﯾر ﺳﻠطﺎن ،اﻟﺑدﯾﻊ ﻓﻲ ﺷﻌر ﺷوﻗﻲ ،اﻟﻣﻌﺎرف ،اﻹﺳﻛﻧدرﯾﺔ ،ط 1992 ،2م .63
ﻧزار ﻗﺑﺎﻧﻲ ،اﻟرﺳم ﺑﺎﻟﻛﻠﻣﺎت .64
ﻧ ـوارة وﻟــد أﺣﻣــد ،ﺷــﻌرﯾﺔ اﻟﻘﺻــﯾدة اﻟﺛورﯾــﺔ ﻓــﻲ اﻟﻠﻬــب اﻟﻣﻘــدس ،دار اﻷﻣــل ﻟﻠطﺑﺎﻋــﺔ واﻟﻧﺷــر .65
واﻟﺗوزﯾﻊ2008 ،م
اﻟرﺳﺎﺋل اﻟﺟﺎﻣﻌﯾﺔ
أﺣﻣـد ﺣﺳـﺎﻧﻲ ،اﻹﯾﻘـﺎع وﻋﻼﻗﺗـﻪ ﺑﺎﻟدﻻﻟـﺔ ﻓـﻲ اﻟﺷـﻌر اﻟﺟـﺎﻫﻠﻲ ) ﺑﺣـث ﻣﻘـدم ﻟﻧﯾـل ﺷـﻬﺎدة .66
دﻛﺗوراﻩ اﻟدوﻟﺔ ( ﺟﺎﻣﻌﺔ اﻟﺟزاﺋر 2006/2005
ﺣﺳـﺎم أﯾــوب ،اﻹﯾﻘــﺎع ﻓــﻲ ﺷـﻌر أﺣﻣــد ﺷــوﻗﻲ ) ،رﺳــﺎﻟﺔ ﻣﻘدﻣـﺔ ﻟﻧﯾــل ﺷــﻬﺎدة اﻟﻣﺎﺟﺳــﺗﯾر ( .67
ﺟﺎﻣﻌﺔ اﻷردن 1998م
ﺧﻠﯾ ــل أﺣﻣ ــد ﻋﻣ ــﺎﯾرة ،أﺳ ــﻠوب اﻟﻧﻔــﻲ واﻻﺳ ــﺗﻔﻬﺎم ﻓ ــﻲ اﻟﻌرﺑﯾ ــﺔ ،ﻣ ــﻧﻬﺞ وﺻــﻔﻲ ﻓ ــﻲ اﻟﺗﺣﻠﯾ ــل .68
اﻟﻠﻐوي ،ﺟﺎﻣﻌﺔ اﻟﯾرﻣوك)،د.ت(
144
ﻗﺎﺋﻣﺔ اﻟﻣﺻﺎدر واﻟﻣراﺟﻊ
ﻗ ــﯾس إﺳ ــﻣﺎﻋﯾل اﻷوﯾﺳــﻲ ،أﺳ ــﺎﻟﯾب اﻟطﻠ ــب ﻋﻧــد اﻟﻧﺣ ــوﯾﯾن واﻟﺑﻼﻏﯾ ــﯾن ،و ازرة اﻟﺗﻌﻠ ــﯾم اﻟﻌ ــﺎﻟﻲ .69
واﻟﺑﺣث اﻟﻌﻠﻣﻲ ،ﺟﺎﻣﻌﺔ ﺑﻐداد 1988 ،م
ﻣﺳـ ــﻌود وﻗـ ــﺎد ،اﻟﺑﻧﯾـ ــﺔ اﻹﯾﻘﺎﻋﯾـ ــﺔ ﻓـ ــﻲ ﺷـ ــﻌر ﻓـ ــدوى طوﻗ ـ ـﺎن ) ،ﺑﺣـ ــث ﻣﻘـ ــدم ﻟﻧﯾـ ــل ﺷـ ــﻬﺎدة .70
اﻟﻣﺎﺟﺳﺗﯾر( ﺟﺎﻣﻌﺔ ورﻗﻠﺔ 2004م
ﻣﯾ ـران اﻟﺑ ـواب ،اﻟرﻣــز اﻷﻧدﻟﺳــﻲ ﻓــﻲ اﻟﺷــﻌر اﻟﻌرﺑــﻲ اﻟﺣــدﯾث ) ،رﺳــﺎﻟﺔ ﻣﻘدﻣــﺔ ﻟﻧﯾــل ﺷــﻬﺎدة .71
اﻟﻣﺎﺟﺳﺗﯾر( ﻛﻠﯾﺔ اﻟدراﺳﺎت اﻟﻌﻠﯾﺎ ،اﻟﺟﺎﻣﻌﺔ اﻷردﻧﯾﺔ 2005 ،م
ﻧﺿـ ــﺎل اﻟﻌﻣـ ــﺎوي ،اﻟﻐرﺑـ ــﺔ واﻟﺣﻧـ ــﯾن ﻓـ ــﻲ ﺷـ ــﻌر أﺣﻣـ ــد ﺷـ ــوﻗﻲ ) رﺳـ ــﺎﻟﺔ ﻣﻘدﻣ ـ ـﺔ ﻟﻧﯾـ ــل ﺷـ ــﻬﺎدة .72
اﻟﻣﺎﺟﺳﺗﯾر ( اﻟﺟﺎﻣﻌﺔ اﻹﺳﻼﻣﯾﺔ ،ﻏزة 2015 ،م
اﻟﻣﺟﻼت:
ﺑﺷــرى ﯾﺎﺳ ــﯾن ﻣﺣﻣــد ،اﻹﯾﻘ ــﺎع ﻓ ــﻲ اﻟﺷــﻌر اﻟﻌرﺑ ــﻲ اﻟﺣــدﯾث ،اﻟﻣﻘــوﻻت واﻟﺗﻣــﺛﻼت ،ﺑﺣــث .73
ﻣﻧﺷور ﻓﻲ ﻣﺟﻠﺔ اﻵداب ،ﻛﻠﯾﺔ اﻟﺗرﺑﯾﺔ اﺑن رﺷد ﻟﻠﻌﻠـوم اﻹﻧﺳـﺎﻧﯾﺔ ،ﻗﺳـم اﻟﻠﻐـﺔ اﻟﻌرﺑﯾـﺔ ﺟﺎﻣﻌـﺔ ﺑﻐـداد
– ذي ﻗﺎر – ﻧوﻓﻣﺑر 2018م
راﺷد اﻟﺣﺳﯾﻧﻲ ،دﻻﻟﺔ اﻹﯾﻘﺎع وﻧﺳﻘﻪ اﻟﺗﻌﺑﯾـري ،ﻣﺟﻠـﺔ ﻛﻠﯾـﺔ اﻟﻠﻐـﺔ اﻟﻌرﺑﯾـﺔ ﺑﺎﻟزﻗـﺎزﯾق ،اﻟﻌـدد .74
2015 ،35م
ﻣﺣﻣد زﻛﻲ اﻟﻌﺷﻣﺎوي ،دﻻﺋل اﻟﻘدرة اﻟﺷﻌرﯾﺔ ﻋﻧد ﺷوﻗﻲ ،ﻣﺟﻠﺔ ﻓﺻول ،ع1 .75
اﻟﻣواﻗﻊ اﻹﻟﻛﺗروﻧﯾﺔ:
ﺧﺎﻟدة اﻟﻠﻘﺎﻧﻲ ،ﻓﻲ ﺑﻼد اﻷﻧدﻟس )اﻟﻔردوس اﻟﻣﻔﻘود( ،اﻟﻣوﻗﻊ اﻹﻟﻛﺗروﻧﻲ al-tayar.net .76
زﯾﻧــﺔ اﻟﺧﻔــﺎﺟﻲ ،ﻣﺣﺎﺿ ـرة ﺑﻌﻧـوان :ﻣدرﺳــﺔ اﻹﺣﯾــﺎء )ﻣﺣﻣــود ﺳــﺎﻣﻲ اﻟﺑــﺎرودي( ﻣوﻗــﻊ ﻛﻠﯾــﺔ .77
اﻟﺗرﺑﯾﺔ اﻷﺳﺎﺳﯾﺔ ،ﺟﺎﻣﻌﺔ ﺑﺎﺑل basiceducation.uobabylon.edu.iq 2015/11/11
ﻋﺑـ ــد اﻟﻌزﯾـ ــز ﻋﻣ ـ ــر ﻋﯾﺳ ـ ــﻰ ،ﻣﻣﯾـ ـ ـزات ﺷ ـ ــﻌر أﺣﻣ ـ ــد ﺷـ ــوﻗﻲ ،أﻋ ـ ــﻼم اﻟﺷـ ــﻌراء ،اﻟﻣدوﻧ ـ ــﺔ، .78
https://abuwesal1419.wordpress.com
ﻫﻧد ﻋﺑد اﻟﺣﻠـﯾم ﻣﺣﻔـوظ ،رﺣﻠـﺔ أﺣﻣـد ﺷـوﻗﻲ إﻟـﻰ اﻷﻧـدﻟس ﻓـﻲ اﻟـذﻛرى اﻟ ـ 83ﻟﻐﯾﺎﺑـﻪ ،ﻣﻘـﺎل .79
ﻣﻧﺷـ ــور ﻓ ـ ــﻲ ﺟرﯾـ ــدة اﻟﺣﯾ ـ ــﺎة ﻋﻠـ ــﻰ ﺻـ ــﻔﺣﺔ اﻟﻣوﻗ ـ ــﻊ اﻹﻟﻛﺗروﻧ ـ ــﻲ ،www.sauress.comاﻟﻘ ـ ــﺎﻫرة
2005م
145
اﻟﻔﻬرس
اﻟﻤﻘﺪﻣﺔ 3...........................................................................................................
اﻟﻔﺼﻞ اﻷول 6....................................................................................................
أ -أﺣﻤﺪ ﺷﻮﻗﻲ واﻷﻧﺪﻟﺲ 8.......................................................................................
-اﻷﻧﺪﻟﺲ اﻟﺬاﻛﺮة و اﻟﺮﻣﺰ 8.................................................................................
-أﺣﻤﺪ ﺷﻮﻗﻲ واﻷﻧﺪﻟﺲ اﻟﻤﻨﻔﻰ 13..........................................................................
ب -أﻧﺪﻟﺴﯿﺎت ﺷﻮﻗﻲ 26..........................................................................................
" -اﻷﻧﺪﻟﺴﯿﺎت " إﺷﻜﺎﻟﯿﺔ اﻟﻤﺼﻄﻠﺢ 26.................................................................. :
-إﺣﯿﺎﺋﯿﺔ ﺷﻮﻗﻲ وﺧﺼﺎﺋﺺ ﺷﻌﺮه اﻷﺳﻠﻮﺑﯿﺔ 31..........................................................
اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎﻧﻲ 44..................................................................................................
اﻹﯾﻘﺎع واﻹﯾﺤﺎء 45..............................................................................................
-ﻣﻔﮭﻮم اﻹﯾﻘﺎع45........................................................................................ :
-اﻹﯾﻘﺎع واﻟﻌﺮوض47................................................................................... :
-اﻹﯾﻘﺎع وﻋﻼﻗﺘﮫ ﺑﺎﻟﺪﻻﻟﺔ 48..............................................................................
أ -إﯾﻘﺎع اﻟﻤﻌﺎرﺿﺔ50....................................................................................... :
ﺗﻌﺮﯾﻒ اﻟﻤﻌﺎرﺿﺔ 50.................................................................................... :
ﻣﻔﮭﻮم اﻹﯾﻘﺎع ﻓﻲ اﻟﻤﻌﺎرﺿﺔ 52........................................................................ :
أﻧﺪﻟﺴﯿﺔ ﻓﻲ ﻣﻌﺎرﺿﺔ ﺳﯿﻨﯿﺔ اﻟﺒﺤﺘﺮي 53.................................................................
أﻧﺪﻟﺴﯿﺔ ﻓﻲ ﻣﻌﺎرﺿﺔ ﻣﯿﻤﯿﺔ اﻟﻤﺘﻨﺒﻲ 65..................................................................
أﻧﺪﻟﺴﯿﺔ ﻓﻲ ﻣﻌﺎرﺿﺔ ﻧﻮﻧﯿﺔ اﺑﻦ زﯾﺪون 73...............................................................
ﺧﻼﺻﺔ 81..................................................................................................
ب -إﯾﻘﺎع اﻟﺘﺸﺎﻛﻞ اﻟﺼﻮﺗﻲ 83...............................................................................
اﻟﺘﺼﺮﯾﻊ 83.................................................................................................
اﻟﺘﺼﺪﯾﺮ 83..................................................................................................
اﻟﺘﻘﺴﯿﻢ 84....................................................................................................
اﻟﺘﻜﺮار 87...................................................................................................
اﻟﺠﻨﺎس 90...................................................................................................
اﻟﺘﺮﻛﯿﺐ اﻟﺸﻌﺮي واﻟﺪﻻﻟﺔ اﻟﺸﻌﻮرﯾﺔ92.................................................................... :
أ– اﻟﺘﺮﻛﯿﺐ اﻟﻨﺤﻮي92...................................................................................... :
اﻟﺘﻘﺪﯾﻢ واﻟﺘﺄﺧﯿﺮ92........................................................................................ :
ب -اﻷﺳﺎﻟﯿﺐ اﻟﻄﻠﺒﯿﺔ94..................................................................................... :
اﻻﺳﺘﻔﮭﺎم94................................................................................................ :
اﻟﻨﺪاء96.................................................................................................... :
اﻷﻣــــــــﺮ98.............................................................................................. :
ج – اﻟﺘﺮﻛﯿﺐ اﻟﻤﺠﺎزي100................................................................................ :
اﻟﺘﺸﺒﯿﮫ100.................................................................................................:
اﻻﺳﺘﻌﺎرة 102............................................................................................ :
اﻟﻜﻨﺎﯾﺔ 105................................................................................................ :
اﻟﺨﺎﺗﻤﺔ 108.......................................................................................................
ﻣﻠﺤـــــﻖ 110.....................................................................................................
ﺷﻮﻗﻲ ﻓﻲ ﺳﻄﻮر 111.....................................................................................
أﻧﺪﻟﺴﯿﺎت ﺷﻮﻗﻲ اﻟﺸﻌﺮﯾﺔ115........................................................................... :
ﻗﺎﺋﻤﺔ اﻟﻤﺼﺎدر واﻟﻤﺮاﺟﻊ 141..................................................................................