You are on page 1of 149

‫اﻟﺟﻣﮭورﯾﺔ اﻟﺟزاﺋرﯾﺔ اﻟدﯾﻣﻘراطﯾﺔ اﻟﺷﻌﺑﯾﺔ‬

‫وزارة اﻟ ّﺗﻌﻠﯾم اﻟﻌﺎﻟﻲ واﻟﺑﺣث اﻟﻌﻠﻣﻲ‬


‫ﺟﺎﻣﻌﺔ اﻟﺷﮭﯾد ﺣﻣﮫ ﻟﺧﺿر ـ اﻟوادي‬
‫ﻛﻠﯾﺔ اﻵداب واﻟﻠﻐﺎت‬
‫ﻗﺳم اﻟﻠﻐﺔ واﻷدب اﻟﻌرﺑﻲ‬

‫ﺳﻣﺎت اﻷﺳﻠوب وأﺑﻌﺎدﻩ اﻟﺟﻣﺎﻟﯾﺔ واﻟﻧﻔﺳﯾﺔ‬

‫ﻓﻲ أﻧدﻟﺳﯾﺎت أﺣﻣد ﺷوﻗﻲ اﻟﺷﻌرﯾﺔ‬

‫ﻣذﻛرة ﻣﻘدﻣﺔ ﻟﻧﯾل ﺷﻬﺎدة اﻟﻣﺎﺳﺗر ﻓﻲ اﻟﻠﻐﺔ واﻷدب اﻟﻌرﺑﻲ‬

‫ﺗﺧﺻص ‪ :‬أدب ﺣدﯾث وﻣﻌﺎﺻر‬

‫إﺷراف اﻟدﻛﺗور‪:‬‬ ‫إﻋداد اﻟطﺎﻟﺑﯾن ‪:‬‬

‫ﻋﺑد اﻟﻘﺎدر ﻋﺑﺎﺳﻲ‬ ‫إﺑراﻫﯾم ﻟﻌﻣرات‬

‫ﻣﺳﻌود ﺟﻐﺑﺎﻟﺔ‬

‫اﻟﺳﻧﺔ اﻟﺟﺎﻣﻌﯾﺔ ‪ 2020/2019 :‬اﻟﻣواﻓق ‪1441‬ه ‪ 1442 /‬ه‬


‫ﺷﻛر وﻋرﻓﺎن‬

‫ﺍﳊﻤﺪ ‪ ‬ﺍﻟﺬﻱ ﻻ ﺗﻌﺪ‪ ‬ﻧﻌﻤﻪ ﻭﻻﲢﺼﻰ ﻋﻄﺎﻳﺎﻩ‪ ،‬ﺛﻢ ﺍﻟﺸﻜﺮ ﺍﳉﺰﻳﻞ‬

‫ﺍﻟﻮﺍﰲ ﻟﻠﺪﻛﺘﻮﺭ ﺍﳌﺸﺮﻑ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﺧﺬ ﺑﺄﻳﺪﻳﻨﺎ ﻃﻴﻠﺔ ﻣﺪﺓ ﺍﻟﺒﺤﺚ ﻓﻜﺎﻥ‬

‫ﺧﲑﻣﻌﲔ ﻭﻣﻮﺟﻪ ﻭﻧﺎﺻﺢ ‪ ،‬ﻓﺎﻟﻐﺮﺍﺱ ﻏﺮﺍﺳﻪ ﻭﺍﻟﺴﻘﻴﺎ ﺳﻘﻴﺎﻩ ﻭﻓﻀﻞ‬

‫ﺍﻹﻳﻨﺎﻉ ﻟﻪ‪ ،‬ﺛﻢ ﺍﻟﺸﻜﺮ ﻣﻮﺻﻮﻝ ﻷﺳﺎﺗﺬﺗﻨﺎ ﺍﻷﻓﺎﺿﻞ ﻭﻟﻠﻌﻤﻴﺪ ﺍﳌﻮﻗﺮ‬

‫ﻓﻘﺪ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻣﺼﺎﺑﻴﺢ ﲥﺪﻳﻨﺎ ﺧﻼﻝ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ‬


‫اﳌﻘﺪﻣﺔ‬

‫اﻟﻣﻘدﻣﺔ‬

‫اﻟﺷــﻌر ﻓــن اﻟﻘــول‪ ،‬إﻧــﻪ ﻟﻠوﺟــدان ﻟﺣظــﺔ ﺑــوح‪ ،‬وﻟﻠــرؤى ﻣﺟــﺎل اﻧطــﻼق‪ ،‬وﻫــو ﻛﯾــﺎن ﺣــﻲ‬
‫ﯾﻧﻣ ــو وﯾﺗط ــور‪ ،‬وﯾﻣ ــرض وﯾﺗﻌ ــﺎﻓﻰ‪ ،‬ﯾزدﻫ ــر وﯾﺧﻔ ــت‪ ،‬وﻗ ــد ﺷ ــﻬد ﺷ ــﻌرﻧﺎ اﻟﻌرﺑ ــﻲ ﻣﺛ ــل ﻫ ــذﻩ‬
‫اﻟﺣﺎﻻت ﻋﺑر ﻣراﺣل ﺗﺎرﯾﺧـﻪ ؛ ﺑـدأ ﻓﺗﯾـﺎ ﺣـدﺛﺎ ﺛـم ﺗرﻋـرع واﺳـﺗوى وﺑﻠـﻎ أﺷـدﻩ‪ ،‬ﺣﺗـﻰ إذا أدرﻛﺗـﻪ‬
‫ﺳﻧﺔ اﻟﻛون ﻣرض واﺿﻣﺣل‪ ،‬وﺷﺎرف ﻋﻠﻰ اﻟﻬﻼك‪ ،‬ﺛـم ﻗُ ّـﯾض ﻟـﻪ ﻓرﺳـﺎن أﺟـﻼء اﻧﺗﺷـﻠوﻩ ﻣـن‬
‫ﻣﺳــﺗﻧﻘﻊ اﻟﻬــﻼك واﻟﺗــردي‪ ،‬ﻓــﺄﺟﻠوا ﻋﻧــﻪ اﻟﺻــدى‪ ،‬وأ ازﻟ ـوا اﻟ ـران‪ ،‬وأﺣــﺎﻟوﻩ إﻟــﻰ ﻣﻌدﻧــﻪ اﻟﻧﻔــﯾس‪،‬‬
‫ﻓﺄﻋﺎدوا ﻟﻪ اﻟﺣﯾﺎة‪ ،‬واﺑﺗﻌﺛوﻩ ﺑﻌد ﻣوات ‪ .‬وﻛﺎن ﻣن رواد ﻫذا اﻟﺑﻌث أﻣﯾـر اﻟﺷـﻌراء أﺣﻣـد ﺷـوﻗﻲ‬
‫اﻟــذي ﺗﻣﯾــز ﺑﻣوﻫﺑــﺔ ﻓــذة ﻓــﻲ ﺣﺳــن اﺳــﺗﻐﻼل اﻟﺗ ـراث اﻟﺷــﻌري اﻟﻌرﺑــﻲ‪ ،‬واﻟﻘــدرة ﻋﻠــﻰ ﻣﻌﺎرﺿــﺔ‬
‫اﻟﻘﺻﺎﺋد اﻟﺟﯾﺎد وﺗﻣﺛل ﻣﺎ ﻓﯾﻬﺎ ﻣن ﺟﻣﺎل اﻟﺑﯾﺎن ورﺷﺎﻗﺔ اﻹﯾﻘﺎع ‪.‬‬

‫وﻗد اﺗﺧذ رواد اﻟﺑﻌث ﻓن اﻟﻣﻌﺎرﺿﺔ اﻟﺳﺑﯾل اﻷﻧﺟﻊ ﻓﻲ ﺗـرﻣﯾم اﻟﺷـﻌر اﻟﻌرﺑـﻲ ﻓـﻲ اﻟﻌﺻـر‬
‫اﻟﺣــدﯾث‪ ،‬ورأب ﺻــدﻋﻪ‪ ،‬وﻛــﺎن ﺷــوﻗﻲ ﻣــن اﻟﻣﻬ ـرة ﻓــﻲ ﺗﻘﺻــﻲ أﺳــﻠوب اﻷﻗــدﻣﯾن ﺑﻣﻌﺎرﺿــﺎﺗﻪ‬
‫ﻟﻛﺛﯾ ــر ﻣ ــن اﻟﻔﺣ ــول‪ ،‬وﻣﻣ ــﺎ ﯾﺟ ــدر ذﻛـ ـرﻩ أن ﻗﺻ ــﺎﺋدﻩ اﻷﻧدﻟﺳ ــﯾﺎت أﻏﻠﺑﻬ ــﺎ ﻣﻌﺎرﺿ ــﺎت ﺗﻣﯾ ــزت‬
‫ﺑطﺎﺑﻌﻬــﺎ اﻟﺧــﺎص‪ ،‬ﻓﻬــﻲ ﻗــد ُﻣزﺟــت ﺑﻌﺑــق اﻟﺗــﺎرﯾﺦ وﺳــﺣر اﻟﻣوﺳــﯾﻘﻰ واﻟﻔــن وﺣ ـ اررة اﻟوﺟــدان‪،‬‬
‫ﻓﺧرﺟــت ﻣــن ﻣﺣــض اﻟﻣﻌﺎرﺿــﺔ واﻟﺗﻘﻠﯾــد إﻟــﻰ ﻓﺳــﺣﺔ ﻣــن اﻹﺑــداع ﺗﺗﺳــﻊ ﺣﯾﻧــﺎ‪ ،‬وﺗﺿــﯾق ﺣﯾﻧــﺎ‬
‫آﺧر‪.‬‬

‫وﺣﯾث إن أﻧدﻟﺳﯾﺎت ﺷوﻗﻲ ﺗطرح إﺷﻛﺎﻻ ﻣوﺿوﻋﯾﺎ ﻣن ﺟﻬﺔ‪ ،‬وﺗوﻓر زﺧﻣﺎ ﻓﻧﯾﺎ ﻣن ﺟﻬﺔ‬
‫ﺛﺎﻧﯾــﺔ‪ ،‬ﻓﺿــﻼ ﻋــن أن اﻟد ارﺳــﺎت – ﻋﻠــﻰ ﺣــد ﻋﻠﻣﻧــﺎ – ﻓﯾﻬــﺎ ﻗﻠﯾﻠــﺔ‪ ،‬ﻛ ـﺎن ذﻟــك ﻛﻠــﻪ ﺳــﺑﺑﺎ ﻓــﻲ‬
‫اﺧﺗﯾــﺎر ﻫــذا اﻟﺑﺣــث‪ ،‬وﺑﻌــد اطــﻼع وﺗﻘﻠﯾــب ﻟﻸﻣــر ﻋﻠــﻰ أوﺟﻬــﻪ ﻛﺎﻧــت اﻟﺛﻣ ـرة ﻫــﻲ وﺳــم ﻋﻣﻠﻧــﺎ‬
‫ﺑﻌﻧوان " ﺳﻣﺎت اﻷﺳﻠوب وأﺑﻌﺎدﻩ اﻟﺟﻣﺎﻟﯾﺔ واﻟﻧﻔﺳﯾﺔ ﻓﻲ أﻧدﻟﺳﯾﺎت أﺣﻣد ﺷوﻗﻲ اﻟﺷﻌرﯾﺔ "‬

‫أ‬
‫اﳌﻘﺪﻣﺔ‬

‫وﻣــن ﺧــﻼل ﻫــذا اﻟﻌﻣــل ﺣﺎوﻟﻧــﺎ أن ﻧﺳﺗوﺿــﺢ إﺷــﻛﺎﻟﯾﺎت ﻋﻠﻘــت ﺑﺄﻧدﻟﺳــﯾﺎت ﺷــوﻗﻲ‪ ،‬وأن‬
‫ﻧﺳـ ـﻠط اﻟﺿ ــوء ﻋﻠ ــﻰ أﺑ ــرز ﺧﺻوﺻ ــﯾﺎﺗﻬﺎ اﻷﺳــﻠوﺑﯾﺔ وﻧﻧظ ــر ﻓ ــﻲ إﯾﺣﺎءاﺗﻬ ــﺎ وأﺑﻌﺎدﻫ ــﺎ اﻟﻧﻔﺳ ــﯾﺔ‪،‬‬
‫وﯾﻣﻛن ﺣوﺻﻠﺔ ﺟﻣﻠﺔ ﻣﺳﺎﻋﻲ ﻫذا اﻟﺑﺣث ﻓﻲ اﻟﺗﺳﺎؤﻻت اﻟﺗﺎﻟﯾﺔ ‪:‬‬

‫‪ -1‬ﻋــﻼم ﯾﻌﺗﻣــد اﻟﺑــﺎﺣﺛون واﻟدارﺳــون ﻟﺷــﻌر ﺷــوﻗﻲ ﻓــﻲ إطــﻼق ﻣﺻــطﻠﺢ " أﻧدﻟﺳــﯾﺎت " أﻋﻠــﻰ‬
‫اﻟدﻟﯾل اﻟﻣوﺿوﻋﺎﺗﻲ ﺣﯾث ﻛﺎﻧت اﻷﻧدﻟس ﻣوﺿوﻋﺎ ﻓﻲ ﺷﻌر ﺷوﻗﻲ‪ ،‬أم ﻋﻠﻰ اﻟدﻟﯾل اﻟﻔﻧـﻲ ﻣـن‬
‫ﺧﻼل ﻣﻌﺎرﺿﺔ ﺷوﻗﻲ ﻟﺷﻌراء أﻧدﻟﺳﯾﯾن‪ ،‬أم اﻟدﻟﯾل اﻟﻣﻛﺎﻧﻲ أي ﺷﻌر اﻟﻣﻧﻔﻰ ﺑﺎﻟﺧﺻوص ؟‬

‫‪ -2‬ﻫـ ــل ﻛـ ــون اﻷﻧدﻟﺳـ ــﯾﺎت ﻓـ ــن ﻣﻌﺎرﺿـ ــﺔ ﺑﺎﻷﺳـ ــﺎس ﻛـ ــﺎن ﺣـ ــﺎﺋﻼ ﺑﯾﻧﻬـ ــﺎ وﺑـ ــﯾن اﻟﺗﻣﯾـ ــز اﻟﻔﻧـ ــﻲ‬
‫واﻟﺟﻣ ــﺎﻟﻲ‪ ،‬أم أن ﺷ ــوﻗﻲ اﺳ ــﺗطﺎع ﺑﺄﻟﻣﻌﯾﺗ ــﻪ أن ﯾﺳ ــﺑﻎ ﻋﻠ ــﻰ ﻫ ــذﻩ اﻟﻘﺻ ــﺎﺋد ﻣ ــن اﻟﺗ ــﺄﻟق اﻟﻔﻧ ــﻲ‬
‫واﻟﺻدق اﻟوﺟداﻧﻲ ﻣﺎﺟﻌﻠﻬﺎ ﺗﺣﻘق ﻓرادﺗﻬﺎ ؟‬

‫‪ -3‬ﻣــﺎ ﻫــﻲ اﻟﺧﺻــﺎﺋص اﻟﺗــﻲ طﺑﻌــت أﺳــﻠوب ﺷــوﻗﻲ ﻓــﻲ أﻧدﻟﺳــﯾﺎﺗﻪ وﺟﻌﻠﺗــﻪ ﻣﺿــﺎﻫﯾﺎ ﻟﻠﺷــﻌراء‬
‫اﻟﺳــﺎﺑﻘﯾن ﻛــﺎﺑن زﯾــدون ﺧﺻوﺻــﺎ ؟ وﻣــﺎذا ﻋــن ﻋﻼﻗــﺔ اﻟﺑﻧــﺎء اﻷﺳــﻠوﺑﻲ ﺑــﺎﻟﻛواﻣن واﻟﻣﺧﺑــوءات‬
‫اﻟﻧﻔﺳ ــﯾﺔ ؟ أو ﺑﺗﻌﺑﯾ ــر آﺧ ــر ﻛﯾ ــف ﯾﻣﻛ ــن أن ﻧرﺻ ــد اﻟﻌﻼﻗ ــﺔ ﺑ ــﯾن اﻟﺟ ــﺎﻧﺑﯾن ؛ اﻷﺳ ــﻠوﺑﻲ اﻟﻔﻧ ــﻲ‬
‫واﻟﺷﻌوري اﻟﻌﺎطﻔﻲ‪ ،‬وﻫﻲ ﻋﻼﻗﺔ ﺣﺎﺿرة ﺑﻘوة ﻓﻲ اﻷﻧدﻟﺳﯾﺎت ؟‬

‫أﻣﺎ ﻋن اﻟﻣﻧﻬﺞ اﻟﻣﺗﺑﻊ ﻓﻛﺎن طﺑﯾﻌﯾﺎ أن ﻧﻌﺗﻣد ﻓـﻲ اﻟﻔﺻـل اﻟﻧظـري ﻋﻠـﻰ اﻟﻣـﻧﻬﺞ اﻟﺗـﺎرﯾﺧﻲ‬
‫ﺗﻣﺎﺷ ــﯾﺎ ﻣ ــﻊ ﺿ ــرورة اﻹﻟﻣ ــﺎم ﺑﺳ ــﯾﺎﻗﺎت ﺣﯾ ــﺎة اﻟﺷــﺎﻋر وﻣﻼﺑﺳ ــﺎت ﻧﻔﯾ ــﻪ وظ ــروف ﻋﯾﺷ ــﻪ ﻫﻧ ــﺎك‬
‫ٕواﻧﺗﺎﺟ ــﻪ ﻷﻧدﻟﺳ ــﯾﺎﺗﻪ‪ ،‬ﻋﻠــﻰ أن ﺑﺣﺛﻧ ــﺎ ﻓ ــﻲ اﻟﺳ ــﻣﺎت اﻷﺳــﻠوﺑﯾﺔ ﻷﻧدﻟﺳ ــﯾﺎت ﺷ ــوﻗﻲ وﺳــﻌﯾﻧﺎ إﻟ ــﻰ‬
‫اﺳﺗﺟﻼء ﻣﻛﻧوﻧﺎﺗﻬﺎ اﻟوﺟداﻧﯾﺔ وظﻼﻟﻬﺎ اﻟﻧﻔﺳﯾﺔ ﻛﺎن ﻻ ﺑد أن ﯾدﻓﻌﻧﺎ دﻓﻌﺎ ﺑﺎﺗﺟﺎﻩ ﻣﻘﺎرﺑـﺔ أﺳـﻠوﺑﯾﺔ‬
‫ﻣـ ــن ﺟﻬـ ــﺔ وﻧﻔﺳـ ــﯾﺔ ﻣـ ــن ﺟﻬـ ــﺔ ﺛﺎﻧﯾـ ــﺔ‪ ،‬وأن ﯾﺟﻌـ ــل ﺷـ ــﻐﻠﻧﺎ اﻟﺷـ ــﺎﻏل ﻫـ ــو ﻣﺣﺎوﻟـ ــﺔ اﻟ ـ ـرﺑط ﺑـ ــﯾن‬
‫اﻟﺧﺻوﺻﯾﺗﯾن اﻟﺟﻣﺎﻟﯾﺔ واﻟﺷﻌورﯾﺔ ‪.‬‬

‫وﻓﯾﻣﺎ ﯾﺧص ﺧطﺔ اﻟﺑﺣـث ﻓﻘـد ﺗﺟﺳـدت ﻓـﻲ ﻓﺻـﻠﯾن وﻣﻠﺣـق ؛ اﻟﻔﺻـل اﻷول ﻧظـري ﺿـم‬
‫ﺣﯾﺛﯾﺎت ﻧﻔﻲ اﻟﺷﺎﻋر وﻋﻼﻗﺗـﻪ ﺑﺎﻷﻧـدﻟس وﺗـﺄﺛﯾر اﻟﻣﻧﻔـﻰ ﻋﻠﯾـﻪ وﻋﻠـﻰ ﻓﻧـﻪ‪ ،‬واﻟﻔﺻـل اﻟﺛـﺎﻧﻲ ﻛـﺎن‬
‫ب‬
‫اﳌﻘﺪﻣﺔ‬

‫أﻣــﺎ اﻟﻣﻠﺣــق‬
‫د ارﺳــﺔ أﺳــﻠوﺑﯾﺔ ﺑﺎﻷﺳــﺎس ﻣﺷــﻔوﻋﺔ ﺑﺎﺳﺗﻛﺷــﺎف اﻟﺟواﻧــب اﻟﻧﻔﺳــﯾﺔ اﻟﻣرﺗﺑطــﺔ ﺑﻬــﺎ‪ّ ،‬‬
‫ﻓﻛﺎن إﺿﺎءة ﺗﻛﻣﯾﻠﯾﺔ ﻋرﺿﻧﺎ ﻓﯾﻬﺎ ﻟﺳﯾرة ﺷوﻗﻲ ﺑﺈﯾﺟﺎز‪ ،‬ﺛم رﺻـدﻧﺎ ﻗﺻـﺎﺋدﻩ اﻷﻧدﻟﺳـﯾﺔ ﻣوﺿـﻊ‬
‫اﻟدراﺳﺔ ﻣﺳﺗظﻬرﯾن ﺟل أﺑﯾﺎﺗﻬﺎ ﺑوﺻﻔﻬﺎ آﺛﺎر ﺷوﻗﻲ ﻓﻲ اﻷﻧدﻟس اﻟﻣﻧﻔﻰ‪.‬‬

‫وﻣن أﻫم اﻟﻣراﺟﻊ اﻟﺗﻲ ﻧﻬﺿت ﺑﺎﻟﺑﺣث وأﺳﺳت ﻟﻪ ‪ " :‬أﻧدﻟﺳﯾﺎت ﺷوﻗﻲ" ﻟﺻﺎﻟﺢ اﻷﺷﺗر‪،‬‬
‫و" ﺷـوﻗﻲ ﺷــﺎﻋر اﻟﻌﺻــر اﻟﺣــدﯾث " ﻟﺷــوﻗﻲ ﺿــﯾف‪ ،‬و" ﺧﺻــﺎﺋص اﻷﺳــﻠوب ﻓــﻲ اﻟﺷــوﻗﯾﺎت "‬
‫ﻟﻠطراﺑﻠﺳﻲ‪ ،‬و" اﻟﻐرﺑﺔ واﻟﺣﻧﯾن ﻓﻲ ﺷﻌر أﺣﻣد ﺷـوﻗﻲ" ﻟﻧﺿـﺎل اﻟﻌﻣـﺎوي‪ ،‬و" ﻣوﺳـﯾﻘﻰ اﻟﺷـﻌر"‬
‫ﻹﺑراﻫﯾم أﻧﯾس‪ ،‬ﻛﻣـﺎ اﻋﺗﻣـدﻧﺎ ﻋﻠـﻰ ﺟﻣﻠـﺔ أﺧـرى ﻣـن اﻟﻣﺻـﺎدر واﻟﻣ ارﺟـﻊ اﻟﻣﺳـﺎﻋدة اﻟﺗـﻲ ﺗﺧـدم‬
‫ﻣﺳﻌﻰ ﻫذا اﻟﺑﺣث ‪.‬‬

‫وطﺑﯾﻌﻲ أن ﺗﻌﺗـرض ﺳـﺑﯾل اﻟﺑﺣـث ﺻـﻌوﺑﺎت ﯾﻣﻛـن أن ﺗﻌﯾـق ﻣﺳـﯾرﺗﻪ أو ﺗﺑطـﺊ ﺗﺳـﺎرﻋﻪ‪،‬‬
‫وﻟﻌل أﻛﺛر ﻣﺎ ﺷﻐﻠﻧﺎ ﻓﻲ ﻫذا اﻟﺳﯾﺎق ‪ :‬ﻛﺛرة ﻣﺎ ُﻛﺗِب ﻋن ﺷوﻗﻲ وﺷﻌرﻩ ﻓﻲ ﻣﻘﺎﺑل ﻗﻠﺔ واﻧﺣﺳـﺎر‬
‫اﻟدراﺳﺎت اﻟﻣﻧﺟزة ﺣول اﻷﻧدﻟﺳﯾﺎت اﻟﺗﻲ أﻧﺷﺄﻫﺎ ﻓﻲ ﻣﻧﻔﺎﻩ‪ ،‬ﺛم إن اﻟوﺑﺎء اﻟذي ﻗﯾد ﺣرﻛﺔ اﻟﻌﺎﻟم‬
‫ﻛﻠــﻪ ﺣــﺎل دون ﻟﻘﺎﺋﻧــﺎ اﻟﻣﺑﺎﺷــر‪ ،‬ﻛﻣــﺎ ﺣــﺎل دون ﺗﻘرﺑﻧــﺎ ﻣــن اﻟﻣﻛﺗﺑــﺎت ﻣــن أﺟــل اﻗﺗﻧــﺎء اﻟﻣ ارﺟــﻊ‬
‫اﻟﻼزﻣﺔ ‪.‬‬

‫ﻣــﻊ ذﻟــك ﻛــﺎن اﻟﺗوﻓﯾ ــق ﻣــن اﷲ ﻋــز وﺟــل ﻓــﻲ ﻣﺳــﯾرة ﻫــذا اﻟﺑﺣ ــث‪ ،‬واﻟﻔﺿــل ﺑﻌ ــد ذﻟــك‬
‫ﻟﻸﺳﺗﺎذ اﻟﻣﺷرف اﻟذي ﻟم ﯾـﺄل ﺟﻬـدا وﻟـم ﯾـدﺧر ﻣﻌروﻓـﺎ ﻓـﻲ اﻟﺗوﺟﯾـﻪ وﻣـد ﯾـد اﻟﻌـون‪ ،‬وﻣراﻓﻘﺗﻧـﺎ‬
‫ﻣذ ﻛﺎن اﻟﺑﺣث ﻓﻛرة إﻟﻰ أن اﻛﺗﻣل واﺳﺗوى ‪.‬‬

‫ﻓﻲ اﻷﺧﯾر ﻧﺄﻣل أﻧﻧﺎ ﻗد ﺳﺎﻫﻣﻧﺎ وﻟو ﺑﺎﻟﻘﻠﯾل ﻓـﻲ إﺿـﺎءة ﺟﺎﻧـب ﻣـن ﺟواﻧـب اﻟﺛـراء واﻟﺗﻣﯾـز‬
‫ﻓﻲ ﺷﻌرﯾﺗﻧﺎ اﻟﻌرﺑﯾﺔ اﻟﺣدﯾﺛﺔ دون أن ﻧزﻋم ﻷﻧﻔﺳـﻧﺎ أﻧﻧـﺎ ﺣﻘﻘﻧـﺎ إﺿـﺎﻓﺔ‪ ،‬ﻓـﺎﻷﻫم ﺑـﻼ ﺷـك ﻫـو ﻣـﺎ‬
‫اﺳﺗﻔدﻧﺎﻩ ﻧﺣن ﻣن اطﻼﻋﻧﺎ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﺣوﺗﻪ ﻣﺻﺎدر وﻣراﺟﻊ ﻫـذا اﻟﺑﺣـث‪ ،‬واﷲ ﻣـن وراء اﻟﻘﺻـد‬
‫وﻫو ﯾﻬدي اﻟﺳﺑﯾل ‪.‬‬

‫ج‬
‫اﻟﻔﺼﻞ ول‬
‫أﺣﻣد ﺷوﻗﻲ واﻷﻧدﻟس‬
‫أﺣﻤﺪ ﺷﻮ و ﻧﺪﻟﺲ‬

‫أ‪ -‬أﺣﻣد ﺷوﻗﻲ واﻷﻧدﻟس‬

‫‪ -‬اﻷﻧدﻟس اﻟذاﻛرة و اﻟرﻣز‬

‫ﺣظﯾــت ﺣﺎﺿ ـرة اﻷﻧــدﻟس ﺑﺑــﺎﻟﻎ اﻫﺗﻣــﺎم اﻟﻣــؤرﺧﯾن واﻟﺑــﺎﺣﺛﯾن واﻟﻔﻧــﺎﻧﯾن واﻷدﺑــﺎء ﻣﻧــذ ﻓﺟــر‬
‫درة اﻟزﻣـﺎن و أﺑﻬـﺔ اﻟﻣﻠـك‪ ،‬ووﺻـﻠت ﺑﻬـﺎ اﻟرواﯾـﺎت إﻟـﻰ ﺣـد اﻷﺳـﺎطﯾر ﻟﻣـﺎ‬
‫ﺗﺎرﯾﺧﻬﺎ إذ اﻋﺗﺑـرت ّ‬
‫ﺑﻠﻐﺗﻪ ﻣن ﺷـﺄو ﻓـﻲ ﻣﯾـدان اﻟﺣﺿـﺎرة ﻋﻠوﻣـﺎ وﻓﻧوﻧـﺎ وﻣﻌﻣـﺎ ار وطﺑﯾﻌـﺔ‪ ،‬إﻧﻬـﺎ اﻟﺟﻧـﺔ اﻟﺳـﺎﺣرة ﻋﻠـﻰ‬
‫اﻷرض ﺑﻣﺎ ﺣﺑﺎﻫﺎ اﷲ ﻣـن ﺧﺻـﺎﺋص و ﻣﯾـزات دون ﻏﯾرﻫـﺎ ﻣـن اﻷﻗطـﺎر واﻷﻣﺻـﺎر ﻛﻣـﺎ ﯾﻘـول‬
‫ﻋﻧﻬﺎ ﻟﺳﺎن اﻟدﯾن ﺑن اﻟﺧطﯾب ‪ » :‬وﺧص اﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﺑـﻼد اﻷﻧـدﻟس ﻣـن اﻟرﯾـﻊ‪ ،‬وﻏـدق اﻟﺳـﻘﯾﺎ‪،‬‬
‫و ﻟــذاذة اﻷﻗ ـوات‪ ،‬وﻓ ارﻫــﺔ اﻟﺣﯾ ـوان‪ ،‬و درور اﻟﻔواﻛــﻪ‪ ،‬وﻛﺛ ـرة اﻟﻣﯾــﺎﻩ و ﺗﺑﺣــر اﻟﻌﻣ ـران‪ ،‬وﺟــودة‬
‫اﻟﻠﺑــﺎس‪ ،‬وﻛﺛـ ـرة اﻟﺳــﻼح‪ ،‬وﺷ ــرف اﻵﻧﯾــﺔ‪ ،‬و ﺻــﺣﺔ اﻟﻬـ ـواء‪ ،‬واﺑﯾﺿ ــﺎض أﻟـ ـوان اﻹﻧﺳ ــﺎن‪ ،‬وﻧﺑــل‬
‫اﻷذﻫﺎن‪ ،‬و ﻓﻧون اﻟﺻـﻧﺎﺋﻊ‪ ،‬وﺷـﻬﺎﻣﺔ اﻟطﺑـﺎﺋﻊ‪ ،‬وﻧﻔـوذ اﻹدراك‪ ،‬و إﺣﻛـﺎم اﻟﻣـدن‪ ،‬واﻻﻋﺗﻣـﺎر‬
‫ﻗوﻟـﻪ‪ » :‬ﺑﻠـد اﻷﻧـدﻟس ﻫـو آﺧـر‬ ‫)‪(2‬‬
‫ﺑﻣﺎ ُﺣ ِرﻣﻪ اﻟﻛﺛﯾر ﻣن اﻷﻗطﺎر«)‪ .(1‬وﻧﻘل اﻟﻣﻘري ﻋـن اﻟـرازي‬
‫اﻹﻗﻠﯾم اﻟراﺑﻊ إﻟﻰ اﻟﻣﻐرب وﻫو ﻋﻧد اﻟﺣﻛﻣﺎء‪ :‬ﺑﻠد ﻛرﯾم اﻟﺑﻘﻌﺔ‪ ،‬طﯾب اﻟﺗرﺑﺔ‪ ،‬ﺧﺻب اﻟﺟﻧـﺎن‪،‬‬
‫ﻣﻧــﺑﺟس اﻷﻧﻬــﺎر اﻟﻐ ـزار‪ ،‬واﻟﻌﯾــون اﻟﻌــذاب‪ ،‬ﻗﻠﯾــل اﻟﻬ ـوام ذات اﻟﺳــﻣوم‪ ،‬ﻣﻌﺗــدل اﻟﻬ ـواء واﻟﺟــو‬
‫واﻟﻧﺳﯾم‪ ،‬رﺑﯾﻌﻪ وﺧرﯾﻔﻪ وﻣﺷﺗﺎﻩ وﻣﺻﯾﻔﻪ‪ ،‬ﻋﻠﻰ ﻗـدر ﻣـن اﻻﻋﺗـدال‪ ،‬وﺳـطﺔ ﻣـن اﻟﺣـﺎل‪ ،‬ﺗﺗﺻـل‬
‫ﻓواﻛﻬــﻪ أﻛﺛــر اﻷزﻣﻧــﺔ‪ ،‬وﺗــدوم ﻣﺗﻼﺣﻘــﺔ ﻏﯾــر ﻣﻔﻘــودة ‪ ...‬وﻟﻸﻧــدﻟس اﻟﻣــدن اﻟﺣﺻــﯾﻧﺔ‪ ،‬واﻟﻣﻌﺎﻗــل‬
‫اﻟﻣﻧﯾﻌــﺔ‪ ،‬واﻟﻘ ــﻼع اﻟﺣرﯾـ ـزة‪ ،‬واﻟﻣﺻ ــﺎﻧﻊ اﻟﺟﻠﯾﻠــﺔ‪ ،‬وﻟﻬــﺎ اﻟﺑــر واﻟﺑﺣ ــر‪ ،‬واﻟﺳ ــﻬل واﻟ ــوﻋر‪ ،‬وﺷ ــﻛﻠﻬﺎ‬
‫)‪(3‬‬
‫ﻣﺛﻠث«‬

‫ﻟﻘد ﻓﺗﺣﻬﺎ اﻟﻌرب اﻟﻣﺳﻠﻣون ﺑدﻣﺎﺋﻬم و أرواﺣﻬم‪ ،‬وداﻧـت ﻟﻬـم ﻓﯾﻬـﺎ اﻟﺣﯾـﺎة ﻣـدة ﺛﻣﺎﻧﯾـﺔ ﻗـرون‬
‫) ‪ 92‬ﻫ ـ ‪ 897 -‬ﻫ ـ ( ﺗﺣوﻟــت ﻓﯾﻬــﺎ اﻷﻧــدﻟس ﻣـن اﻟﺑــداوة واﻟﺧﺷــوﻧﺔ واﻟﻬﻣﺟﯾــﺔ واﻟﺟﻬــل ‪ -‬اﻟﺗــﻲ‬

‫‪ - 1‬اﻟﻣﻘري‪ ،‬ﻧﻔﺢ اﻟطﯾب‪ ،‬ﺗﺣﻘﯾق إﺣﺳﺎن ﻋﺑﺎس دار ﺻﺎدر ﺑﯾروت ‪ 1377‬ﻫـ ‪ 1968 -‬م )د ط(‪ ،‬ﻣﺞ ‪ ،1‬ص ‪126‬‬
‫‪ - 2‬ﻫو أﺣﻣد ﺑن ﻣﺣﻣد ﺑن ﻣوﺳﻰ اﻟرازي‬
‫‪ 3‬اﻟﻣﺻدر ﻧﻔﺳﻪ ﻣﺟﻠد ‪ 1‬ص ‪140‬‬
‫‪7‬‬
‫أﺣﻤﺪ ﺷﻮ و ﻧﺪﻟﺲ‬

‫ﻋرﻓت ﺑﻬﺎ ﺧﻼل اﻟﻘرون اﻟﻣﺎﺿﯾﺔ زﻣن اﻟﻘوط وﻣن ﻛـﺎن ﻗـﺑﻠﻬم ‪ -‬إﻟـﻰ ﻣﻧـﺎرة ﻟﻠﻌﻠـم واﻟﺣﺿـﺎرة و‬
‫اﻟرﻗﻲ‪ ،‬ﻓﻛﺎﻧت اﻟﺷﻣس اﻟﺗﻲ ﺳطﻌت ﻋﻠﻰ أوروﺑﺎ وأزاﺣت ﻏﺷﺎوة اﻟظﻼم وﺑددت ﻏﯾﺎﻫب اﻟﺟﻬل‬
‫)‪(1‬‬
‫وﻻ ﯾزال اﻟﺗﺎرﯾﺦ ﯾـذﻛر أوﻟﺋـك اﻟﻘـﺎدة اﻟﻌظـﺎم اﻟـذﯾن ﺳـطروا ﺑـدﻣﺎﺋﻬم أﻋظـم اﻟﻣواﻗـف‬ ‫واﻟﺗﺧﻠف‬
‫أﻣﺛﺎل ﻣوﺳﻰ ﺑن ﻧﺻﯾر وطﺎرق ﺑن زﯾﺎد وطرﯾـف ﺑـن ﻣﺎﻟـك وﻋﺑـد اﻟرﺣﻣـﺎن اﻟﻐـﺎﻓﻘﻲ‪ ،‬ﻛﻣـﺎ ﯾـذﻛر‬
‫اﻟﺗﺎرﯾﺦ ﺳﺎﺳﺗﻬﺎ وﻋﻠﻣﺎءﻫﺎ وﻣﻔﻛرﯾﻬﺎ وأدﺑﺎءﻫﺎ وﻣدﻧﻬﺎ وﻗﺻورﻫﺎ ‪.‬‬

‫واﻷﻧدﻟس ﺗﻣﺛل أﯾﻘوﻧﺔ ﺣﺿﺎرﯾﺔ ﻧﺎدرة ﻓﻲ اﻟﺗـﺎرﯾﺦ اﻟﻌرﺑـﻲ اﻹﺳـﻼﻣﻲ‪ ،‬ﻓﻣـﺎ ﺗـزال ﺣواﺿـرﻫﺎ‬
‫وﻣﺎ ﺗﺿﻣﻧﺗﻪ ﺑﯾن ﺣﻧﺎﯾﺎﻫﺎ ﻣن ﻣﻌﺎﻟم ﺗﺎرﯾﺧﯾﺔ‪ ،‬ﻛﻘﺻـر اﻟﺣﻣـراء ﻓـﻲ ﻏرﻧﺎطـﺔ و اﻟﻣﺳـﺟد اﻟﺟـﺎﻣﻊ‬
‫ﻓﻲ ﻗرطﺑﺔ و ﻗﺻر اﻟﻣﺑـﺎرك ﻓـﻲ إﺷـﺑﯾﻠﯾﺔ ﺷـﺎﻣﺧﺔ ﺣﺗـﻰ ﯾوﻣﻧـﺎ ﻫـذا‪ ،‬ﺷـﺎﻫدة ﻋﻠـﻰ ﻣرﺣﻠـﺔ ﻋظﯾﻣـﺔ‬
‫ﻣن ﺗﺎرﯾﺦ اﻷﻣﺔ اﻟﻌرﺑﯾﺔ اﻹﺳﻼﻣﯾﺔ‪ ،‬و ﻣﺑﻌث ﻓﺧر اﻹﻧﺳﺎﻧﯾﺔ ﻗﺎطﺑـﺔ ﺑﻣـﺎ ﻗدﻣﺗـﻪ ﻣـن إرث ﺛﻘـﺎﻓﻲ‬
‫وﺣﺿــﺎري ازﻟــت ﻓﯾــﻪ اﻟﻔ ـوارق واﺧﺗﻠطــت اﻷﻋ ـراق و ﺗﻼﻗﺣــت اﻟﺛﻘﺎﻓــﺎت‪ ،‬ﻓــﺄﺛﻣرت ﻣزﯾﺟــﺎ ﺛﻘﺎﻓﯾــﺎ‬
‫ﻏﯾر ﻣﺳﺑوق وﻧﻬﺿﺔ ﻋﻠﻣﯾﺔ ﻣﺎﻓﺗﺊ ﺻداﻫﺎ ﯾﺗردد ﻓﻲ أرﺟﺎء اﻟﻣﻌﻣورة ‪.‬‬

‫ﻟﻘد ﻛﺎﻧت " اﻷﻧدﻟس ﺣﻠﻘـﺔ وﺻـل ﺑـﯾن ﻗـﺎرﺗﻲ آﺳـﯾﺎ ٕواﻓرﯾﻘﯾـﺎ ﻣـن ﺟﻬـﺔ وﺑـﯾن ﻗـﺎرة أوروﺑـﺎ ﻣـن‬
‫ﺟﻬﺔ ﺛﺎﻧﯾﺔ‪ ،‬ﺣﯾث ﻋﺑرت ﺗﺄﺛﯾرات اﻟﺣﺿﺎرة اﻟﻌرﺑﯾﺔ اﻹﺳﻼﻣﯾﺔ اﻟﻣﺗﻔوﻗﺔ ﻣﺿﯾق ﺟﺑل طﺎرق إﻟﻰ‬
‫)‪(2‬‬
‫ﻓﻛــﺎن ﻓــﺗﺢ اﻟﻣﺳــﻠﻣﯾن‬ ‫ﻗــﺎرة أوروﺑــﺎ اﻟﺗــﻲ ﻛﺎﻧــت ﺗﻐــط ﻓــﻲ ﺳــﺑﺎت اﻟﺟﻬــل وظﻠﻣــﺎت اﻻﻧﺣطــﺎط "‬
‫إﺷ ـراق ﻧــور اﻟﻬداﯾــﺔ واﻟﻌﻠــم واﻟﺣرﯾــﺔ ﺑﻌــد اﻟﻌﺑودﯾــﺔ واﻟــرق و اﻟﻬﻣﺟﯾــﺔ اﻟﺗــﻲ ﻋرﻓﺗﻬــﺎ أوروﺑــﺎ ﻓــﻲ‬
‫ﻋﺻـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــورﻫﺎ اﻟﻣظﻠﻣـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺔ‬
‫وﻻ ازﻟــت اﻷﻧــدﻟس ) إﺳــﺑﺎﻧﯾﺎ اﻟﯾــوم ( ﺗﻣــزج ﺑــﯾن روﻋــﺔ اﻟﺷــرق وﺳــﺣر اﻟﻐــرب‪ ،‬وﺗﻣــزج ﺑــﯾن‬
‫اﻟدﻣﺎء واﻟدﻣوع ؛ دﻣﺎء اﻟﺣـروب ﺑـدﻣوع اﻟﻌﺎﺷـﻘﯾن‪ ،‬ﻓﻔـﻲ اﻷﻧـدﻟس دارت أﻋﻧـف ﺣـروب اﻟﺗـﺎرﯾﺦ‬
‫)‪(3‬‬
‫و ﻓﯾﻪ أﯾﺿﺎ ﺳﻛﺑت أﺟﻣل ﻗﺻﺎﺋد اﻟﻐرام واﻟﻐزل‬

‫‪ - 1‬ﯾﻧظر راﻏب اﻟﺳرﺟﺎﻧﻲ‪ ،‬ﻗﺻﺔ اﻷﻧدﻟس ﻣن اﻟﻔﺗﺢ إﻟﻰ اﻟﺳﻘوط ‪ ،‬ﻣؤﺳﺳﺔ إﻗ أر‪ ،‬ج ‪ ،1‬ص ‪17‬‬
‫‪ - 2‬ﻋﺻﺎم ﻣﺣﻣد ﺷﺑﺎرو‪ ،‬اﻷﻧدﻟس ﻣن اﻟﻔﺗﺢ اﻟﻣرﺻود إﻟﻰ اﻟﻔردوس اﻟﻣﻔﻘود ‪ ،‬دار اﻟﻧﻬﺿﺔ ﺑﯾروت ﻟﺑﻧﺎن‪ ،‬ص ‪8‬‬
‫‪ - 3‬ﺧﺎﻟدة اﻟﻠﻘﺎﻧﻲ ‪ ،‬ﻓﻲ ﺑﻼد اﻷﻧدﻟس )اﻟﻔردوس اﻟﻣﻔﻘود(‪ ،‬ﻣﻘﺎل ﻣﻧﺷور ﻋﻠﻰ ﺻﻔﺣﺔ اﻟﻣوﻗﻊ اﻹﻟﻛﺗروﻧﻲ ‪al-tayar.net‬‬
‫‪8‬‬
‫أﺣﻤﺪ ﺷﻮ و ﻧﺪﻟﺲ‬

‫ﻟﻘد ﺻﺎرت اﻷﻧـدﻟس رﻣـ از ﻓـﻲ وﺟـدان اﻷﻣـﺔ‪ ،‬ﻫـذا اﻟرﻣـز اﻟﻣﺷـﺣون ﺑﻌﺑـق اﻟﺗـﺎرﯾﺦ وﺷـذى‬
‫اﻟذﻛرى اﻟﻣﺟﯾدة‪ ،‬إﻧﻪ رﻣز ﯾﺧﺗﺻر اﻟﻣﺎﺿﻲ واﻟﺣﺎﺿر وﯾﻣزج ﺑﯾﻧﻬﻣﺎ ﻓﻲ ﻟوﻋﺔ وروﻋﺔ‬

‫اﻟرﻣز اﻷﻧدﻟﺳﻲ اﺗﺧـذ ﻟـﻪ ﻣﻧﺣﯾـﯾن اﺛﻧـﯾن ؛ اﻷول ﯾﺗﻌﻠـق ﺑﺎﻷﻧـدﻟس اﻟﺣﺿـﺎرة واﻟﻣﺟـد ﺑﺻـورة‬
‫ﻣﻠﺣﻣﯾﺔ ﺣﯾث اﻧﺗﺻـﺎرات طـﺎرق ﺑـن زﯾـﺎد وﻣوﺳـﻰ ﺑـن ﻧﺻـﯾر وﻋﺑـد اﻟـرﺣﻣن اﻟـداﺧل‪ ،‬وﻣـﺎ ﺷـﯾدﻩ‬
‫ﻣﻠوﻛﻬـﺎ ﻣــن ﻗﺻـور وﺣواﺿــر ﺑﻘﯾــت آﺛﺎرﻫـﺎ إﻟــﻰ اﻟﯾـوم‪ ،‬واﻟﺛــﺎﻧﻲ ﯾﺗﻌﻠــق ﺑﺎﻷﻧـدﻟس اﻟﻣﻔﻘــود ﺣﯾــث‬
‫اﻷﻟــم واﻟﺣﺳ ـرة‪ ،‬ﻓﻘــد ﻏــدا ذﻟــك اﻟﻣﺟــد اﻟﺗﻠﯾــد اﻟﯾــوم أطــﻼﻻ ﯾﻘــف ﻋﻧــدﻫﺎ اﻟﺷــﻌراء اﻟﻌــرب ﻟﯾﺳــﻛﺑوا‬
‫اﻟــدﻣوع اﻟﻐ ـزار و ﯾﻧﺣﺑ ـوا اﻷوطــﺎن واﻟــدﯾﺎر اﻟﺗــﻲ ﻛﺎﻧــت ﻋــﺎﻣرة ﻣﺷــﻌﺔ ﺑﺎﻟﺣﯾــﺎة‪ ،‬وﯾﺗــذﻛروا اﻟﻘــﺎدة‬
‫اﻟﻌظــﺎم واﻟﺷــﻌراء اﻷﻓــذاذ‪ ،‬وأن ﺣﯾــﺎة ﻋرﺑﯾــﺔ ﻛﺎﻧــت ﻣﺎﺛﻠــﺔ ﺑــﺎﻷﻣس ﺑــﯾن ﻫــذﻩ اﻷرﺟــﺎء اﻟﺧﻼﺑــﺔ‬
‫ﻣﺗﻧﺎﻏﻣــﺔ ﻣﻌﻬ ــﺎ‪ ،‬ﻟﻛــن اﻟﯾــوم أﺻ ــﺑﺢ اﻟﻔﺗــﻰ اﻟﻌرﺑــﻲ ﻓﯾﻬ ــﺎ ﻏرﯾــب اﻟوﺟــﻪ واﻟﯾــد واﻟﻠﺳ ــﺎن ‪ .‬ﯾﻘــول‬
‫" اﻟﻔردوس اﻟﻣﻔﻘود " ‪:‬‬ ‫اﻟﺷﺎﻋر اﻟﺳوداﻧﻲ ﻣﺣﻣد أﺣﻣد اﻟﻣﺣﺟوب ﻓﻲ ﻗﺻﯾدﺗﻪ‬

‫ﻓ ـ ــذﻗت ﻓﯾ ـ ــك ﻣ ـ ــن اﻟﺗﺑـ ـ ـرﯾﺢ أﻟواﻧ ـ ــﺎ‬ ‫ﻧزﻟـ ــت ﺷـ ــطك ﺑﻌـ ــد اﻟﺑـ ــﯾن وﻟﻬﺎﻧـ ــﺎ‬
‫دا ار وﺷـ ـ ـ ـ ــوﻗﺎ وأﺣﺑﺎﺑـ ـ ـ ـ ــﺎ ٕواﺧواﻧـ ـ ـ ـ ــﺎ‬ ‫و ﺳــرت ﻓﯾــك ﻏرﯾﺑــﺎ ﺿــل ﺳــﺎﻣرﻩ‬
‫)‪(1‬‬
‫وﻻ اﻟزﻣ ــﺎن ﻛﻣ ــﺎ ﻛﻧ ــﺎ وﻣ ــﺎ ﻛ ــﺎن‬ ‫ﻓ ــﻼ اﻟﻠﺳ ــﺎن ﻟﺳ ــﺎن اﻟﻌ ــرب ﻧﻌرﻓ ــﻪ‬

‫ظﻠــت اﻷﻧ ــدﻟس ﻋﻠ ــﻰ اﻟ ــدوام وﻣﻧ ــذ ﻓﻘ ــدﻫﺎ ورﺣﯾ ــل اﻟﻌ ــرب اﻟﻣﺳ ــﻠﻣﯾن ﻋﻧﻬ ــﺎ ﺳ ــﻧﺔ ‪1492‬م‪،‬‬
‫ﺗداﻋب ﺧﯾﺎﻻت اﻟﺷﻌراء و اﻟﻛﺗّﺎب‪ ،‬وﻣﺎﻓﺗﺊ ﻛﺛﯾـرون ﻣـﻧﻬم ﯾﺗﺧـذون ﻣﻧﻬـﺎ وﻣـن ﺣواﺿـرﻫﺎ وﻣـن‬
‫أﻣراﺋﻬ ـ ــﺎ وأﻋﻼﻣﻬ ـ ــﺎ وﺷـ ــﻌراﺋﻬﺎ رﻣ ـ ــو از ﯾﻠﺟﺋ ـ ــون إﻟﯾﻬ ـ ــﺎ ﻓ ـ ــﻲ اﻟﺗﻌﺑﯾـ ـ ـر ﻋ ـ ــن أﻧﻔﺳـ ــﻬم أو ﻗﺿ ـ ــﺎﯾﺎﻫم‬
‫)‪(2‬‬
‫ﻓﺎﻟﺷـﺎﻋر ﯾﺣﻘــق ﺣﻠﻣـﻪ ﻣــن ﺧـﻼل اﻟرﻣــز‪ .‬وﻗـد ﺗﻣﺛــل ﺑﺎﻷﻧـدﻟس ﻛﺛﯾــر ﻣـن اﻟﺷــﻌراء‬ ‫اﻟﻣﻌﺎﺻـرة‪،‬‬
‫اﻟﻣﺣدﺛﯾن واﻟﻣﻌﺎﺻرﯾن ﻛﺄﺣﻣـد ﺷـوﻗﻲ ﻓـﻲ أﻧدﻟﺳـﯾﺎﺗﻪ‪ ،‬واﻟﺑﯾـﺎﺗﻲ ﻓـﻲ ﻗﺻـﯾدة ﺑﻌﻧـوان " اﻟﻧـور ﯾـﺄﺗﻲ‬

‫‪ - 1‬أﺣﻣد ﻣﺣﻣد اﻟﻣﺣﺟوب – دﯾوان اﻟﻔردوس اﻟﻣﻔﻘود ‪ ،‬دار اﻟﻌودة ﺑﯾروت ﻟﺑﻧﺎن‪ ،‬ص ‪51‬‬
‫‪ - 2‬ﻣﯾران اﻟﺑواب‪ ،‬اﻟرﻣز اﻷﻧدﻟﺳﻲ ﻓﻲ اﻟﺷﻌر اﻟﻌرﺑﻲ اﻟﺣدﯾث‪) ،‬رﺳﺎﻟﺔ ﻣﻘدﻣﺔ ﻟﻧﯾل ﺷﻬﺎدة اﻟﻣﺎﺟﺳﺗﯾر( ﻛﻠﯾﺔ اﻟدراﺳﺎت‬
‫اﻟﻌﻠﯾﺎ اﻟﺟﺎﻣﻌﺔ اﻷردﻧﯾﺔ‪ 2005 ،‬م‪ ،‬ص ‪1‬‬
‫‪9‬‬
‫أﺣﻤﺪ ﺷﻮ و ﻧﺪﻟﺲ‬

‫ﻣــن ﻏرﻧﺎطــﺔ "‪ ،‬وأﺣﻣــد ﻋﺑــد اﻟﻣﻌطــﻲ ﺣﺟــﺎزي ﯾﺧﺻــص ﻓــﻲ دﯾواﻧــﻪ " ﻣرﺛﯾــﺔ ﻟﻠﻌﻣــر اﻟﺟﻣﯾــل "‬
‫ﻗﺻﯾدة ﯾﺳﺗوﺣﻲ ﻣﻌظم ﻣﻌﺎﻧﯾﻬـﺎ ﻣـن )ﻗرطﺑـﺔ( ﻋﺎﺻـﻣﺔ اﻟﺧﻼﻓـﺔ و ﻷدوﻧـﯾس ﻗﺻـﯾدﺗﺎن اﺳـﺗوﺣﻰ‬
‫ﻓﯾﻬﻣــﺎ رﻣ ــو از أﻧدﻟﺳــﯾﺔ ﻣﺗﻌ ــددة إﺣــداﻫﻣﺎ ﺑﻌﻧـ ـوان " ﻣﻠــوك اﻟطواﺋــف " واﻟﺛﺎﻧﯾــﺔ ﺑﻌﻧـ ـوان " ﺗﺣ ــوﻻت‬
‫اﻟﺻﻘر "‪ ،‬ﻛﻣﺎ ﯾﺳﺗدﻋﻲ اﻟﺷﺎﻋر ﻋز اﻟدﯾن اﻟﻣﻧﺎﺻرة ﻓﻲ إﺣدى ﻗﺻﺎﺋدﻩ ﻧﻣوذﺟﺎ أﻧدﻟﺳﯾﺎ أﺧر‬
‫ﻫــو " أﺑــو ﻋﺑــد اﷲ اﻟﺻــﻐﯾر " آﺧــر ﻣﻠــوك اﻷﻧــدﻟس‪ .‬وﯾظﻬــر رﻣــز اﻷﻧــدﻟس أﯾﺿــﺎ ﻓــﻲ ﻗﺻــﺎﺋد‬
‫ﻣﺣﻣود دروﯾش ﻓﻲ دﯾواﻧﻪ " ﺣﺻﺎر ﻟﻣداﺋﺢ اﻟﺑﺣر"‪ .‬وﻧزار ﻗﺑﺎﻧﻲ ﻓﻲ دﯾواﻧﻪ " اﻟرﺳم ﺑﺎﻟﻛﻠﻣﺎت "‬
‫ﻗﺻﯾدة " أوراق أﻧدﻟﺳﯾﺔ " وﻗﺻﯾدة " ﻏرﻧﺎطﺔ " و ﻓﻲ ﻗﺻﯾدﺗﻪ " أﺣزان ﻓﻲ اﻷﻧدﻟس " ﯾﻘول‪:‬‬

‫ﻛﺗﺑت ﻟﻲ ﯾﺎ ﻏﺎﻟﯾﻪ‬

‫ﻛﺗﺑت ﺗﺳﺄﻟﯾن ﻋن إﺳﺑﺎﻧﯾﺔ‬

‫ﻋن طﺎرق‪ ،‬ﯾﻔﺗﺢ ﺑﺎﺳم اﷲ دﻧﯾﺎ ﺛﺎﻧﯾﻪ‬

‫ﻋن ﻋﻘﺑﺔ ﺑن ﻧﺎﻓﻊ‬

‫ﯾزرع ﺷﺗل ﻧﺧﻠﺔ‬

‫ﻓﻲ ﻗﻠب ﻛل راﺑﯾﻪ‬

‫ﺳﺄﻟت ﻋن أﻣﯾﺔ‬

‫ﺳﺄﻟت ﻋن أﻣﯾرﻫﺎ ﻣﻌﺎوﯾﺔ‬

‫ﻋن اﻟﺳراﯾﺎ اﻟزاﻫﯾﺔ‬

‫ﺗﺣﻣل ﻣن دﻣﺷق ‪ ..‬ﻓﻲ رﻛﺎﺑﻬﺎ‬

‫ﺣﺿﺎرة وﻋﺎﻓﯾﺔ‬

‫‪10‬‬
‫أﺣﻤﺪ ﺷﻮ و ﻧﺪﻟﺲ‬

‫ﻟم ﯾﺑق ﻓﻲ إﺳﺑﺎﻧﯾﺔ‬

‫ﻣﻧﺎ وﻣن ﻋﺻورﻧﺎ اﻟﺛﻣﺎﻧﯾﺔ‬

‫ﻏﯾر اﻟذي ﯾﺑﻘﻰ ﻣن اﻟﺧﻣر‬

‫ﺑﺟوف اﻵﻧﯾﺔ ‪..‬‬

‫وأﻋﯾن ﻛﺑﯾرة ‪ ..‬ﻛﺑﯾرة‬

‫ﻣﺎزال ﻓﻲ ﺳوادﻫﺎ‬

‫ﯾﻧﺎم ﻟﯾل اﻟﺑﺎدﯾﺔ ‪..‬‬

‫ﻟم ﯾﺑق ﻣن ﻗرطﺑﺔ‬

‫ﺳوى دﻣوع اﻟﻣﺋذﻧﺎت اﻟﺑﺎﻛﯾﺔ‬

‫ﺳوى ِ‬
‫ﻋﺑﯾر اﻟورد‪ ،‬واﻟﻧﺎرﻧﺞ واﻷﺿﺎﻟﯾﻪ‪..‬‬
‫ﻟم ﯾﺑق ﻣن و ٍ‬
‫ﻻدة وﻣن ﺣﻛﺎﯾﺎ ُﺣﺑﻬﺎ‪..‬‬
‫ﻗﺎﻓﯾﺔ وﻻ ﺑﻘﺎﯾﺎ ﻗﺎﻓﯾﻪ‪..‬‬
‫ٌ‬
‫ﯾﺑق ﻣن ﻏر ٍ‬
‫ﻧﺎطﺔ‬ ‫ﻟم َ‬
‫وﻣن ﺑﻧﻲ اﻷﺣﻣر ‪..‬إﻻ ﻣﺎ ﯾﻘول اﻟراوﯾﻪ‬
‫ﻏﺎﻟب إﻻ اﷲ"‬
‫َ‬ ‫وﻏﯾر" ﻻ‬
‫ُ‬
‫ﺗﻠﻘﺎك ﻓﻲ ﱢ‬
‫ﻛل زاوﯾﻪ‪..‬‬
‫ﻗﺻرﻫم‬
‫ﯾﺑق إﻻ ُ‬ ‫ﻟم َ‬
‫ﻛﺎﻣرٍأة ﻣن اﻟرﺧﺎم ﻋﺎرﯾﻪ‪..‬‬

‫ﺗﻌﯾش– ﻻ زاﻟت ‪-‬ﻋﻠﻰ‬


‫ُ‬
‫‪11‬‬
‫أﺣﻤﺪ ﺷﻮ و ﻧﺪﻟﺲ‬

‫ﻗﺻ ِ‬
‫ﱠﺔ ُﺣ ﱟ‬
‫ب ﻣﺎﺿﯾﻪ‪..‬‬
‫ﺧﻣﺳﺔ‬
‫ﻣﺿت ﻗرون ٌ‬
‫اﻟﺻﻐﯾر " ﻋن إﺳﺑﺎﻧﯾﻪ‬
‫ُ‬ ‫ﻣذ رﺣل " اﻟﺧﻠﯾﻔُﺔ‬
‫وﻟم ﺗزل أﺣﻘﺎدﻧﺎ اﻟﺻﻐﯾرﻩ‪..‬‬
‫ﻫﯾﻪ‪..‬‬
‫ﻛﻣﺎ َ‬
‫ﻋﻘﻠﯾﺔ اﻟﻌﺷﯾرﻩ‬
‫وﻟم ﺗزل ُ‬
‫ﻓﻲ دﻣﻧﺎ ﻛﻣﺎ ﻫﯾﻪ‬
‫ِ‬
‫ﺑﺎﻟﺧﻧﺎﺟر‪..‬‬ ‫اﻟﯾوﻣﻲ‬
‫ﱡ‬ ‫ﺣو ُارﻧﺎ‬
‫ِ‬
‫ﺑﺎﻷظﺎﻓر‬ ‫أﻓﻛﺎرﻧﺎ أﺷﺑﻪُ‬
‫ُ‬
‫ﺧﻣﺳﺔ‬
‫َﻣﺿت ﻗرون ٌ‬
‫وﻻ ﺗزال ﻟﻔظُﺔ اﻟﻌروﺑﻪ‪..‬‬
‫ﻛزﻫرٍة ﺣز ٍ‬
‫ﯾﻧﺔ ﻓﻲ آﻧﯾﻪ‪..‬‬
‫ٍ‬
‫ﺟﺎﺋﻌﺔ وﻋﺎرﯾﻪ‬ ‫ٍ‬
‫ﻛطﻔﻠﺔ‬
‫ِ‬
‫اﻟﺣﻘد واﻟﻛراﻫﯾﻪ‪..‬‬ ‫ﻧﺻﻠﺑﻬﺎ ﻋﻠﻰ ِ‬
‫ﺟدار‬ ‫ُ‬
‫ﺧﻣﺳﺔ ‪..‬ﯾﺎ ﻏﺎﻟﯾﻪ‬
‫ُ‬ ‫َﻣﺿت ﻗرون‬
‫)‪(1‬‬
‫اﻟﯾوم ﻣن إﺳﺑﺎﻧﯾﻪ‪..‬‬
‫ﻛﺄﻧﻧﺎ ‪..‬ﻧﺧرُج ﻫذا َ‬
‫إن اﻟرﻣـز اﻷﻧدﻟﺳـﻲ رﻣـز ﯾﻧﺗﻘـل ﻣــن ﺷـﺎﻋر ﻋرﺑـﻲ إﻟـﻰ آﺧـر وﻫــو ﯾﻛﺗﺳـب ﺣﯾـﺎة ﺟدﯾـدة ﻓــﻲ‬
‫ﻛــل ﺳ ــﯾﺎق‪ ،‬ﻷﻧــﻪ ﻣ ــن ﺣﺿــﺎرﺗﻧﺎ اﻟﻌرﺑﯾــﺔ اﻹﺳ ــﻼﻣﯾﺔ ﻟ ــذﻟك ﯾﻌــد رﻣـ ـ از ﻣرﺗﺑط ــﺎ ارﺗﺑﺎط ــﺎ ﻣﺑﺎﺷـ ـ ار‬
‫)‪(2‬‬
‫ﺑﻣﺟدﻫﺎ وﺗﺎرﯾﺧﻬﺎ‬
‫وﺳــﺗظل اﻷﻧــدﻟس ﺗﻣﺛــل اﻟﻣﺳــرﺣﯾﺔ اﻟﻣﺄﺳــﺎوﯾﺔ ﻓــﻲ ﺗــﺎرﯾﺦ اﻟﻌــرب واﻟﻣﺳــﻠﻣﯾن‪ ،‬وﺗﺛﯾــر ﻗ ـراﺋﺢ‬
‫اﻟﺷﻌراء واﻟﻛﺗﺎب ؛ ﯾﻠﺗﻘطون ﻣﻧﻬﺎ اﻷﺣداث وﻟﺣظﺎت اﻻﻧﺗﺻـﺎر وﻟﺣظـﺎت اﻻﻧﻛﺳـﺎر‪ ،‬وﯾﻧﺳـﺟون‬
‫ﻋﻠﻰ ﻣﻧواﻟﻬﺎ ﻓﻧﺎ وأدﺑﺎ واﺻﻼ ﺑﯾن اﻟﻣﺎﺿﻲ واﻟﺣﺎﺿر‬

‫ﻫﻲ إذا اﻷﻧدﻟس اﻟﺗﻲ ﺗﻐﻧﻰ ﺑﻬﺎ اﺑن ﺧﻔﺎﺟﺔ ﻓﻲ ﻗوﻟﻪ ‪:‬‬

‫‪ - 1‬ﻧزار ﻗﺑﺎﻧﻲ‪ ،‬اﻟرﺳم ﺑﺎﻟﻛﻠﻣﺎت‪ ،‬ص ‪51‬‬


‫‪ - 2‬ﻣﯾران اﻟﺑواب‪ ،‬اﻟرﻣز اﻷﻧدﻟﺳﻲ ﻓﻲ اﻟﺷﻌر اﻟﻌرﺑﻲ اﻟﺣدﯾث‪ ،‬ﺻﻔﺣﺔ ‪11‬‬
‫‪12‬‬
‫أﺣﻤﺪ ﺷﻮ و ﻧﺪﻟﺲ‬

‫ـﺟﺎر‬ ‫ﻣـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ٌ ِ ﱞ‬ ‫س ﻟِﻠﱠ ـ ـ ـ ـ ـ ِـﻪ َدﱡرُﻛ ـ ـ ـ ـ ـ ُـم‬


‫ﯾـ ـ ـ ـ ـ ـ َﺎ َأﻫ ـ ـ ـ ـ ـ َـل َأﻧ ـ ـ ـ ـ ـ َـدﻟُ ٍ‬
‫ـﺎر َوأَﺷ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ُ‬‫ـﺎء َوظ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــل َوأَﻧﻬـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ٌ‬
‫ـﺎر‬
‫ـت أَﺧﺗ ـ ـ ـ ـ ُ‬ ‫َوﻟَـ ـ ـ ـ ــو ﺗَ َﺧﱠﯾـ ـ ـ ـ ـ ُ‬
‫ـرت َﻫـ ـ ـ ـ ــذا ُﻛﻧـ ـ ـ ـ ـ ُ‬ ‫ـﺎرُﻛ ُم‬ ‫اﻟﺧﻠ ـ ـ ـ ِـد إِ ّﻻ ﻓ ـ ـ ــﻲ ِدﯾ ـ ـ ـ ِ‬ ‫ﻣ ـ ـ ــﺎ َﺟﱠﻧـ ـ ـ ـﺔُ ُ‬
‫ِ‬
‫اﻟﺟﱠﻧ ـ ـ ــﺔ اﻟﻧـ ـ ـ ـ ُ‬
‫)‪(1‬‬
‫ـﺎر‬ ‫ـدﺧ ُل َﺑﻌـ ـ ـ ـ َـد َ‬
‫ـﯾس ﺗُ ـ ـ ـ َ‬
‫َﻓَﻠ ـ ـ ـ َ‬ ‫ـدﺧﻠوا َﺳـ ــﻘ ًار‬
‫ﻻ ﺗَﺧﺗَﺷ ـ ـوا َﺑﻌـ ـ َـد ذا أَن ﺗَـ ـ ُ‬

‫وﻫﻲ اﻷﻧدﻟس اﻟﺗﻲ ﺑﻛﺎﻫﺎ أﺑو اﻟﺑﻘﺎء ﻓﻲ ﻣرﺛﯾﺗﻪ اﻟﺷﻬﯾرة‪:‬‬

‫َﻓـ ـ ـ ـ ـ َـﻼ ﯾـ ـ ـ ـ ـ َـﻐﱡر ﺑِ ـ ـ ـ ـ ـ ِ‬


‫ـط ِ‬ ‫ﻟِـ ـ ـ ـ ـ ُﻛ ﱢل َﺷ ـ ـ ـ ـ ٍ‬
‫ش إِْﻧ َﺳـ ـ ـ ـ ـ ُ‬
‫ـﺎن‬ ‫ﯾب اْﻟ َﻌ ـ ـ ـ ـ ْـﯾ ِ‬ ‫ُ‬ ‫ـﺎن‬ ‫ـﻲء إِ َذا َﻣ ـ ـ ـ ــﺎ ﺗَـ ـ ـ ـ ـ ﱠم ُﻧ ْﻘ َ‬
‫ﺻـ ـ ـ ـ ُ‬ ‫ْ‬
‫ـﺎن‬ ‫ِ‬
‫ـﺎء ْﺗﻪُ أ َْزَﻣـ ـ ـ ـ ـ ـ ُ‬
‫َﻣـ ـ ـ ـ ـ ـ ْـن َﺳـ ـ ـ ـ ـ ـ ﱠـرﻩُ َزَﻣـ ـ ـ ـ ـ ـ ٌـن َﺳ ـ ـ ـ ـ ـ َ‬ ‫ـﺎﻫ ْدﺗُﻬَﺎ ُد َو ٌل‬
‫ـور َﻛ ـ ـ ـ ـ َـﻣﺎ َﺷـ ـ ـ ـ َ‬ ‫ُﻣـ ـ ـ ـ ـ ُ‬
‫ـﻲ ْاﻷ ُ‬
‫ﻫــــ َ‬
‫‪.......................................‬‬ ‫‪...................................‬‬
‫ـﻼن‬
‫ﻫ ـ ـ ـ ـ ـ ــوى ﻟ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻪُ أﺣ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ٌـد وأﻧﻬ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ّـد ﺛﻬ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ُ‬ ‫َدﻫـ ـ ـ ــﻰ اﻟﺟزﯾ ـ ـ ـ ـرة أﻣـ ـ ـ ـ ٌـر ﻻ َﻋ ـ ـ ـ ـزاء ﻟـ ـ ـ ــﻪُ‬
‫ـﺎن‬ ‫ِ‬ ‫ﺗﺑﻛ ـ ــﻲ اﻟﺣﻧﯾﻔﯾ ـ ــﺔ اﻟﺑﯾﺿ ـ ــﺎء ﻣ ـ ــن أﺳ ـ ـ ٍ‬
‫ﻛﻣـ ـ ـ ـ ــﺎ ﺑﻛـ ـ ـ ـ ــﻰ ﻟﻔ ـ ـ ـ ـ ـراق اﻹﻟـ ـ ـ ـ ــف ﻫﯾﻣ ـ ـ ـ ـ ـ ُ‬ ‫ـف‬ ‫ُ‬
‫ان‬
‫ﻗـ ـ ـ ـ ــد أﻗﻔـ ـ ـ ـ ــرت وﻟﻬـ ـ ـ ـ ــﺎ ﺑـ ـ ـ ـ ــﺎﻟﻛﻔر ُﻋﻣـ ـ ـ ـ ـ ـر ُ‬ ‫ـﺎر ﻣـ ـ ـ ــن اﻹﺳـ ـ ـ ــﻼم ﺧﺎﻟﯾـ ـ ـ ــﺔ‬ ‫َﻋﻠـ ـ ـ ــﻰ دﯾـ ـ ـ ـ ٍ‬
‫ـﻠﺑﺎن‬
‫اﻗﯾس وﺻـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ُ‬
‫ـﯾﻬن إﻻ ﻧ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـو ٌ‬
‫ﻓــــــــــ ّ‬ ‫ـﺎﺋس ﻣــﺎ‬
‫ﺻــﺎرت ﻛﻧـ َ‬
‫ـﺎﺟد ﻗــد َ‬
‫ـث اﻟﻣﺳـ ُ‬
‫ﺣﯾـ ُ‬
‫ـدان‬
‫ﺣﺗ ـ ـ ـ ــﻰ اﻟﻣﻧ ـ ـ ـ ــﺎﺑر ﺗَرﺛ ـ ـ ـ ــﻲ وﻫ ـ ـ ـ ــﻲ ﻋﯾ ـ ـ ـ ـ ُ‬ ‫ﺣﺗـ ــﻰ اﻟﻣﺣﺎرﯾ ـ ــب ﺗﺑﻛ ـ ــﻲ وﻫـ ــﻲ ﺟﺎﻣ ـ ــدةٌ‬
‫)‪(2‬‬
‫ـﺎن‬ ‫ِ ٍ‬
‫ـت ﻓـ ـ ــﻲ ﺳـ ـ ـ َـﻧﺔ ﻓﺎﻟـ ـ ــدﻫر ﯾﻘظـ ـ ـ ُ‬ ‫إن ﻛﻧـ ـ ـ َ‬ ‫ﯾ ـ ــﺎ ﻏ ـ ــﺎﻓﻼً وﻟ ـ ــﻪُ ﻓ ـ ــﻲ اﻟ ـ ــدﻫر ﻣوﻋظ ـ ــﺔ‬

‫‪ -‬أﺣﻣد ﺷوﻗﻲ واﻷﻧدﻟس اﻟﻣﻧﻔﻰ‬

‫ﻧﺷﺄ أﺣﻣد ﺷـوﻗﻲ ﻓـﻲ اﻟﻘﺻـر ﻓـﻲ ﺣﺟـر ﺟدﺗـﻪ اﻟﯾوﻧﺎﻧﯾـﺔ‪ ،‬وﻋـﺎش ﻓـﻲ ﻛﻧـف اﻟﺧـدﯾوي ﺗوﻓﯾـق‬
‫ﺣﯾﺎة ﻣﺗرﻓﺔ ﻣﻧﻌﻣﺔ‪ ،‬وﻟﻣﺎ واﻓـت اﻟﻣﻧﯾـﺔ ﺗوﻓﯾـق ﺗـوﻟﻰ ﺑﻌـدﻩ اﻟﺧـدﯾوي ﻋﺑـﺎس ﺣﻠﻣـﻲ اﻟﺛـﺎﻧﻲ‪ ،‬ووﺟـد‬

‫‪ - 1‬اﺑن ﺧﻔﺎﺟﺔ‪ ،‬اﻟدﯾوان‪ ،‬ﺷرح وﺿﺑط وﺗﻘدﯾم ﻋﻣر ﻓﺎروق اﻟطﺑﺎع‪ ،‬دار اﻟﻘﻠم ﻟﻠطﺑﺎﻋﺔ واﻟﻧﺷر واﻟﺗوزﯾﻊ‪ ،‬ﺑﯾروت ﻟﺑﻧﺎن‪،‬‬
‫د ط‪ ،‬د ت‪ ،‬ص ‪98‬‬
‫‪ - 2‬أﺑو اﻟﺑﻘﺎء اﻟرﻧدي‪ ،‬اﻟدﯾوان ‪ ،‬ﺟﻣﻊ ﻋﯾﺳﻰ ﺑن ﻣﺣﻣد اﻟﺷﺎﻣﻲ‪ ،‬ﻛﻧوز اﻷﻧدﻟس‪ ،‬ص ‪29‬‬
‫‪13‬‬
‫أﺣﻤﺪ ﺷﻮ و ﻧﺪﻟﺲ‬

‫ﺷـ ــوﻗﻲ ﻋﻧـ ــدﻩ اﻟﺣظـ ــوة ﻓﻘرﺑـ ــﻪ وأﻋﻠـ ــﻰ ﻣﻧزﻟﺗـ ــﻪ‪ ،‬وﺟﻌﻠـ ــﻪ ﺷـ ــﺎﻋر اﻟﻘﺻـ ــر‪ ،‬ووﻻﻩ رﺋﺎﺳـ ــﺔ اﻟﻘﺳـ ــم‬
‫اﻹﻓرﻧﺟ ــﻲ‪ ،‬وﻣ ــﺎﻓﺗﺊ ﺷ ــوﻗﻲ ﯾﺗﺳ ــﻠم اﻟﻣﻧﺎﺻ ــب اﻟﻌﺎﻟﯾ ــﺔ ﻓ ــﻲ اﻟدوﻟ ــﺔ ﺣﺗ ــﻰ أﺻ ــﺑﺢ ﻣ ــن اﻟﻌﻧﺎﺻ ــر‬
‫اﻟﻣﻌدودة اﻟﺗﻲ ﯾﻌﺗﻣد ﻋﻠﯾﻬﺎ اﻟﺧدﯾوي‪ ،‬ﻓﻔﻲ ﻋﺎم ‪ 1896‬م اﻧﺗدﺑﺗﻪ اﻟﺣﻛوﻣـﺔ اﻟﻣﺻـرﯾﺔ ﻟﻠﻣﺷـﺎرﻛﺔ‬
‫ﻓﻲ ﻣؤﺗﻣر اﻟﻣﺳﺗﺷرﻗﯾن اﻟذي ﻋﻘد ﻓـﻲ ﻣدﯾﻧـﺔ ﺟﻧﯾـف ﺑﺳوﯾﺳـ ار ‪ .‬وﻟﻘـد ﻻزم ﺷـوﻗﻲ اﻟﺧـدﯾوي ﻣﻧـذ‬
‫ﻋﺎم ‪ 1892‬م إﻟﻰ ﻋﺎم ‪ 1914‬م ﻛﺎن ﯾﻠﻘب ﺳﺎﻋﺗﻬﺎ ﺑﺷﺎﻋر اﻟﻘﺻر اﻟﻣداﻓﻊ و اﻟﻣﻧﺎﻓﺢ ﻋن آل‬
‫اﺳﻣﺎﻋﯾل و اﻟﻣؤﯾد ﻟﻌرﺷﻬم‪ ،‬ﯾﻘول ﻣن اﻟﻛﺎﻣل ‪:‬‬

‫ﻻ زال ﺑﯾﺗ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻛم ﯾظـ ـ ـ ـ ـ ــل اﻟﻧـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﯾﻼ‬ ‫اﻟﻣ ـ ــﻠك ﻓﯾـ ـ ــﻛم آل اﺳﻣﺎﻋﯾـ ـ ـ ــﻼ‬
‫)‪(1‬‬
‫ﺟــﺎء اﻟﺻــﻣﯾم ﻣــن اﻟﺻــﻣﯾم ﺑــدﯾﻼ‬ ‫ﻫذي أﺻـوﻟﻛم وﺗﻠـك ﻓـروﻋﻛم‬

‫وﯾرد إذا ُﻋوﺗب ﻓﻲ ذﻟك ﻓﯾﻘول‪:‬‬

‫وﻟﻘد وﻟدت ﺑﺑﺎب اﺳﻣﺎﻋﯾﻼ‬ ‫أأﺧون اﺳﻣﺎﻋﯾل ﻓﻲ أﺑﻧﺎﺋﻪ‬

‫ﻟﻣ ــﺎ اﻧـ ــدﻟﻌت اﻟﺣـ ــرب اﻟﻌﺎﻟﻣﯾـ ــﺔ اﻷوﻟـ ــﻰ ﺳـ ــﻧﺔ ‪ 1914‬م ﻛـ ــﺎن اﻟﺧـ ــدﯾوي ﻋﺑـ ــﺎس ﻓـ ــﻲ ﺗرﻛﯾـ ــﺎ‬
‫ﺑﺎﻵﺳــﺗﺎﻧﺔ ﻣرﯾﺿــﺎ وﻛــﺎن ﯾراﻓﻘــﻪ اﻟﺷــﺎﻋر أﺣﻣــد ﺷــوﻗﻲ وأراد أن ﯾﺑﻘــﻰ ﺑﺟﺎﻧﺑــﻪ ﻟﻛــن أﺷــﺎر ﻋﻠﯾــﻪ‬
‫اﻟﺧ ــدﯾوي ﺑ ــﺎﻟﻌودة إﻟ ــﻰ ﻣﺻ ــر ﻗ ــﺎﺋﻼ ﻟ ــﻪ‪ » :‬إن اﻟﺣ ــرب ﺳ ــوف ﺗط ــول‪ ،‬وﺗرﻛﯾ ــﺎ ﺳﺗﻧﺿ ــم إﻟ ــﻰ‬
‫اﻷﻟﻣــﺎن‪ ،‬وأﻧــت ﻣﻌــك أﺳ ـرة ﻛﺑﯾ ـرة‪ ،‬ﻓــﺈذا اﻧﻘطﻌــت اﻟﻣواﺻــﻼت ﻣــﻊ ﻣﺻــر‪ ،‬وﻫــو ﻣــﺎ ﺳــﯾﺣدث‬
‫)‪( 2‬‬
‫ﻛــﺎن ﻟﻠﺣــرب أﺛــر ﻋﻠــﻰ اﻟﻌــﺎﻟم ﺑﺄﺳ ـرﻩ‬ ‫ﻗرﯾﺑــﺎ‪ ،‬ﻓﺳــوف ﺗﺗﻌﺑــون ﻓــﻲ ﻣﺛــل ﻫــذﻩ اﻷﺣ ـوال ‪« ...‬‬
‫وﻣﻧﻬــﺎ ﻣﺻــر ﺣﯾــث ﺗﻣﻛــن اﻹﻧﺟﻠﯾــز ﻣــن ﺑﺳــط ﺳــﯾطرﺗﻬم اﻟﻛﺎﻣﻠــﺔ ﻋﻠــﻰ اﻟــﺑﻼد واﺳــﺗﻐﻠوا ﻏﯾــﺎب‬
‫اﻟﺧـدﯾوي ﻋﺑـﺎس ﻓﻘﺿـوا ﺑﻌزﻟـﻪ ﻣـن ﻣﻧﺻــﺑﻪ ورﻓﺿـوا ﻋودﺗـﻪ إﻟــﻰ ﻣﺻـر ﻷﻧـﻪ ُﻋــرف ﺑﻌداﺋـﻪ ﻟﻬــم‬

‫‪ - 1‬ﻧﺿﺎل اﻟﻌﻣﺎوي‪ ،‬اﻟﻐرﺑﺔ واﻟﺣﻧﯾن ﻓﻲ ﺷﻌر أﺣﻣد ﺷوﻗﻲ ) رﺳﺎﻟﺔ ﻣﻘدﻣﺔ ﻟﻧﯾل ﺷﻬﺎدة اﻟﻣﺎﺟﺳﺗﯾر ( اﻟﺟﺎﻣﻌﺔ اﻹﺳﻼﻣﯾﺔ ﻏزة‪،‬‬
‫‪ 2015‬م‪ ،‬ص ‪12‬‬
‫‪ - 2‬ﺣﺳﯾن أﺣﻣد ﺷوﻗﻲ‪ ،‬أﺑﻲ ﺷوﻗﻲ‪ ،‬ﻣﻛﺗﺑﺔ اﻟﻧﻬﺿﺔ اﻟﻣﺻرﯾﺔ اﻟﻘﺎﻫرة‪ 1947 ،‬م‪ ،‬ص ‪28‬‬
‫‪14‬‬
‫أﺣﻤﺪ ﺷﻮ و ﻧﺪﻟﺲ‬

‫وﻋدم رﺿـﺎﻩ ﻋـن ﺳﯾﺎﺳـﺗﻬم ﻓـﻲ ﻣﺻـر‪ ،‬وﺑـدﻻ ﻋﻧـﻪ ﻋﯾﻧـوا ﺣﺳـﯾن ﻛﺎﻣـل اﻟـذي أظﻬـر وﻻءﻩ ﻟﻬـم‪،‬‬
‫وﻫﻛــذا أﺧــذ اﻟﻣﺣﺗﻠــون ﺑﺗﻐﯾﯾ ـرات ﻛﺑﯾ ـرة ﻓــﻲ اﻟﻘﺻــر اﻟﺣــﺎﻛم ﺑﻣﺻــر‪ ،‬وﻣــن ﻫــؤﻻء ﺷــوﻗﻲ ﻟﻣﻛﺎﻧﺗــﻪ‬
‫اﻟﻔﻛرﯾــﺔ واﻟﺳﯾﺎﺳــﯾﺔ وﺣﺑــﻪ اﻟﺷــدﯾد ﻟﻠﻌﻬــد اﻟﻘــدﯾم وﻟﻠﺧــدﯾوي ﻋﺑــﺎس اﻟﺛــﺎﻧﻲ‪ ،‬ﻟــذﻟك ﻟﻣــﺎ ﻋــﺎد ﺷــوﻗﻲ‬
‫إﻟﻰ ﻣﺻر وﺧﺎﻓت اﻟﺳﻠطﺔ اﻻﺳﺗﻌﻣﺎرﯾﺔ أن ﯾﺳﺗﺛﯾر ﺑﺷـﻌرﻩ ﺣﻣﺎﺳـﺔ اﻟﻣـواطﻧﯾن ﺣﻛﻣـت ﺑﻧﻔﯾـﻪ ﻣـن‬
‫ﻣﺻــر إﻟــﻰ أي ﺑﻠــد ﻣﺣﺎﯾــد ﻟــم ﯾﺗــورط ﻓــﻲ اﻟﺣــرب‪ »،‬ﻓﺎﺧﺗــﺎر " اﺳــﺑﺎﻧﯾﺎ" وﻛــﺎن اﺧﺗﯾــﺎ اًر أﺷــﺑﻪ ﻣــﺎ‬
‫ﻼ ﻋـن‬
‫ﯾﻛون ﺑﺎﻟﻘدر اﻟﻣﺣﺗوم اﻟذي ﻻ ﺣﯾﻠﺔ ﻓﻲ دﻓﻌﻪ‪ ،‬إذ ﻟم ﯾﺑق ﻋﻠﻰ اﻟﺣﯾﺎد ﻓﻲ اﻟﺣرب – ﻓﺿـ ً‬
‫إﺳﺑﺎﻧﯾﺎ– إﻻ ﺳوﯾﺳ ار وﺑﻌض اﻟﺑﻼد اﻹﺳﻛﻧدﻧﺎﻓﯾﺔ ﻓﻲ أﻗﺻﻰ اﻟﺷﻣﺎل اﻷوروﺑﻲ‪ ،‬وﻟم ﺗﻛـن اﻟرﺣﻠـﺔ‬
‫إﻟﻰ ﻫذﻩ اﻟﺑﻼد اﻷﺧﯾرة ﻣﯾﺳورة وﻻ آﻣﻧﺔ‪ .‬وﻫﻛذا اﺿـطر ﺷـوﻗﻲ إﻟـﻰ اﺧﺗﯾـﺎر اﺳـﺑﺎﻧﯾﺎ وﻻﺳـﯾﻣﺎ أن‬
‫اﻟرﺣﻠـﺔ اﻟﺑﺣرﯾــﺔ اﻟﻣﺑﺎﺷـرة إﻟــﻰ ﻣواﻧﺋﻬــﺎ ﻛﺎﻧــت ﻣﻣﻛﻧــﺔ‪ ،‬ورﺑﻣــﺎ ﱠ‬
‫ﻓﺿــﻠﻬﺎ ﺷــوﻗﻲ ﻟﻣــﺎ ﻛـﺎن ﯾﻌرﻓــﻪ ﻣــن‬
‫)‪(1‬‬
‫ﯾﺑد ﻣﻧﻪ ﻗﺑل ذﻟك اﻫﺗﻣﺎم ﺑﻬﺎ وﻻ رﻏﺑﺔ ﻓﻲ زﯾﺎرﺗﻬﺎ «‬
‫ﻣﺎﺿﯾﻬﺎ اﻟﻌرﺑﻲ اﻹﺳﻼﻣﻲ‪ٕ ،‬وان ﻟم ُ‬

‫وﻫﻛــذا اﺳــﺗﻘل ﺷــوﻗﻲ إﻟــﻰ ﻣﻧﻔــﺎﻩ ﺳــﻔﯾﻧﺔ ﺷــﺣن ﺑﺿــﺎﺋﻊ اﺳــﺑﺎﻧﯾﺔ ﻗﺎدﻣــﺔ ﻣــن اﻟﻔﯾﻠﯾﺑــﯾن‪ ،‬رﻛــب‬
‫اﻟﺑﺣــر رﻓﻘــﺔ زوﺟﺗــﻪ ووﻟدﯾــﻪ ﻋﻠــﻲ وﺣﺳــﯾن واﺑﻧﺗــﻪ آﻣﻧــﺔ وﺣﻔﯾدﺗــﻪ واﻟﻣرﺑﯾــﺔ اﻟﺗرﻛﯾــﺔ وﺧﺎدﻣﺗــﺎن و‬
‫)‪(2‬‬
‫اﻟطـﺎﻫﻲ‪ ،‬وﻏــﺎدر وطﻧــﻪ اﻟــذي أﺣﺑــﻪ وﻛــﺎن ذﻟـك ﻓــﻲ اﻟﺧــﺎﻣس ﻣــن أﻏﺳــطس ﻋــﺎم ‪ 1915‬م‪،‬‬
‫ﻏﺎدر وﻗﻠﺑﻪ ﯾﻌﺗﺻر أﻟﻣﺎ‪ ،‬ﻫذا اﻷﻟم ﯾﺑدو واﺿﺣﺎ ﻋﻧدﻣﺎ ﯾﺧﺎطب اﻟﺳـﻔﯾﻧﺔ اﻟﺗـﻲ ﺗﺣﻣﻠـﻪ ﻟﻠﻣﻧﻔـﻰ‪،‬‬
‫ﻓﯾﻘ ــول‪ » :‬ﻓﻘﻠ ــت ‪ :‬ﺳ ــﯾري ﻋوذﺗ ــك ﺑودﯾﻌ ــﺔ اﻟﺗ ــﺎﺑوت‪ ،‬وﺑﺻ ــﺎﺣب اﻟﺣ ــوت‪ ،‬وﺑ ــﺎﻟﺣﻲ اﻟ ــذي ﻻ‬
‫ﯾﻣوت‪ ،‬وأﺳري ﯾﺎ اﺑﻧﺔ اﻟﯾم‪ ،‬زﻣﺎﻣك اﻟروح‪ ،‬ورﺑﺎﻧك ﻧوح‪ ،‬ﻓﻛم ﻋﻠﯾك ﻣن ﻣﻧﻛـوب و ﻣﺟـروح‪،‬‬
‫إن ﻟﻠﻧﻔـﻲ ﻟروﻋـﺔ‪ٕ ،‬وان ﻟﻠﻧـﺄي ﻟﻠوﻋـﺔ‪ ،‬وﻗـد ﺟـرت أﺣﻛـﺎم اﻟﻘﺿـﺎء‪ ،‬ﺑـﺄن ﻧﻌﺑـر ﻫـذا اﻟﻣـﺎء ؛ ﺣــﯾن‬
‫اﻟﺷــر ﻣﺿــطرم‪ ،‬واﻟﯾــﺄس ﻣﺣﺗــدم‪ ،‬واﻟﻌــدو ﻣﻧــﺗﻘم‪ ،‬واﻟﺧﺻــم ﻣﺣــﺗﻛم‪ ،‬وﺣــﯾن اﻟﺷــﺎﻣت ﺟــذﻻن‬
‫ﻣﺑﺗﺳــم‪ ،‬ﯾﻬ ـ أز ﺑﺎﻟــدﻣﻊ ٕوان ﻟــم ﯾﻧﺳــﺟم‪ ،‬ﻧﻔﺎﻧــﺎ ﺣﻛــﺎم ﻋﺟــم‪ ،‬أﻋ ـوان اﻟﻌــدوان واﻟظﻠــم‪ ،‬ﺧﻠﻔﻧــﺎﻫم‬

‫‪ - 1‬ﻫﻧد ﻋﺑد اﻟﺣﻠﯾم ﻣﺣﻔوظ‪ ،‬رﺣﻠﺔ أﺣﻣد ﺷوﻗﻲ إﻟﻰ اﻷﻧدﻟس ﻓﻲ اﻟذﻛرى اﻟـ ‪ 83‬ﻟﻐﯾﺎﺑﻪ ﻣﻘﺎل ﻣﻧﺷور ﻓﻲ ﺟرﯾدة اﻟﺣﯾﺎة ﻋﻠﻰ‬
‫ﺻﻔﺣﺔ اﻟﻣوﻗﻊ اﻹﻟﻛﺗروﻧﻲ ‪ ،www.sauress.com‬اﻟﻘﺎﻫرة ‪2005‬‬
‫‪ - 2‬ﯾﻧظر‪ :‬ﺻﺎﻟﺢ اﻷﺷﺗر‪ ،‬أﻧدﻟﺳﯾﺎت ﺷوﻗﻲ‪ ،‬ﻣطﺑﻌﺔ ﺟﺎﻣﻌﺔ دﻣﺷق‪ 1959 ،‬م‪ ،‬ط ‪ ،1‬ص ‪17‬‬
‫‪15‬‬
‫أﺣﻤﺪ ﺷﻮ و ﻧﺪﻟﺲ‬

‫ﯾﻔرﺣون ﺑذﻫب اﻟﻠﺟم‪ ،‬وﯾﻣرﺣون ﻓﻲ أرﺳﺎن ﯾﺳﻣوﻧﻬﺎ اﻟﺣﻛم‪ ،‬ﺿرﺑوﻧﺎ ﺑﺳﯾف ﻟم ﯾطﺑﻌـوﻩ‪ ،‬وﻟـم‬
‫ﯾﻣﻠﻛوا أن ﯾرﻓﻌوﻩ أو ﯾﺿـﻌوﻩ‪ ،‬ﺳـﺎﻣﺣﻬم ﻓـﻲ ﺣﻘـوق اﻷﻓـراد‪ ،‬وﺳـﺎﻣﺣوﻩ ﻓـﻲ ﺣﻘـوق اﻟـﺑﻼد‪ ،‬وﻣـﺎ‬
‫)‪( 1‬‬
‫ذﻧب اﻟﺳﯾف إذا ﻟم ﯾﺳﺗﺢ اﻟﺟﻼد ‪«.‬‬

‫ﻋﺑرت اﻟﺳﻔﯾﻧﺔ ﻗﻧﺎة اﻟﺳوﯾس ﻣﺗوﺟﻬﺔ إﻟﻰ ﻣرﺳﯾﻠﯾﺎ وﻣﻧﻬﺎ واﺻﻠت اﻟرﺣﻠﺔ إﻟﻰ ﺑرﺷﻠوﻧﺔ‪ ،‬وﻟﻘد‬
‫اﺧﺗــﺎر ﺷــوﻗﻲ ﺑرﺷــﻠوﻧﺔ وﻫــﻲ ﻣــن أﺟﻣــل اﻟﻣــدن اﻹﺳــﺑﺎﻧﯾﺔ ﺣﺗــﻰ أﻧﻬــﺎ أرﻗــﻰ ﻣــن ﻣدرﯾــد آﻧــذاك‪،‬‬
‫ﻛﺎﻹﺳـﻛﻧدرﯾﺔ ﻓــﻲ ﻣﺎﺿـﯾﻬﺎ اﻟﻌرﯾــق ﻟﯾﻘـﯾم ﻓﯾﻬــﺎ ﻷﻧﻬـﺎ اﻟﻣﯾﻧــﺎء اﻟوﺣﯾـد اﻟﻘرﯾــب اﻟﻣﺣﺎﯾـد ﻋﻠــﻰ اﻟﺑﺣــر‬
‫اﻟﻣﺗوﺳط‪ ،‬ﻣﺎ ﯾﺗﯾﺢ ﻟﻪ ﻓرﺻﺔ اﻟﻌودة ﺑﺳرﻋﺔ إﻟـﻰ ﻣﺻـر ﺣـﯾن ﺗﺳـﻣﺢ ﻟـﻪ اﻟﺳـﻠطﺎت ﺑـذﻟك‪ ،‬ظﻧـﺎ‬
‫)‪(2‬‬
‫ﻣﻧﻪ أن ﻣﻘﺎﻣﻪ ﻟن ﯾطول ﻓﻲ ﻣﻧﻔﺎﻩ‬

‫وﻓﻲ ﺑرﺷﻠوﻧﺔ أﻗﺎم ﻓﻲ ﺿﺎﺣﯾﺔ ﺟﻣﯾﻠﺔ ﻣن ﺿواﺣﯾﻬﺎ ﺗدﻋﻰ " ﻗﻠﻘدرﯾ ار " وﻫﻲ ﺗرﺗﻔﻊ ﻛﺛﯾ ار ﻋـن‬
‫ﺳــطﺢ اﻟﺑﺣــر‪ ،‬ﻓﻛــﺎن رﺑﻣــﺎ ﯾﺗﻣﺗــﻊ ﺑﻬــذا اﻻرﺗﻔــﺎع‪ ،‬وﺑﻣــﺎ ﺣوﻟــﻪ ﻣــن ﻏﺎﺑــﺎت اﻟﺻــﻧوﺑر وﻣﺷــﺎﻫد‬
‫اﻟطﺑﯾﻌــﺔ اﻟراﺋﻌ ــﺔ )‪ (3‬ﻏﯾ ــر أن ﺷ ــﻌورﻩ ﺑ ــﺎﻟﻣﻧﻔﻰ‪ ،‬وﺷ ــوﻗﻪ وﺣﻧﯾﻧ ــﻪ إﻟــﻰ ﻣﺻ ــر ﻛﺎﻧ ــﺎ ﯾﺣ ــوﻻن دون‬
‫اﺳﺗﻣراﺋﻪ ﻫذﻩ اﻟﻣﺗﻊ‪ ،‬أو أن ﯾﺳﺗطﻌم ﺟﻣﺎﻟﻬﺎ‪ ،‬ﻓﻬو ﯾﻘول ﻓﻲ ﻗﺻﯾدﺗﻪ اﻟﺗﻲ رﺛﺎ ﻓﯾﻬﺎ أﻣﻪ ‪:‬‬

‫ﻓـ ـ ـ ـ ـ ـﻣﺎ وﺟـ ـ ـ ـ ـ ــدت ﻧﻔـ ـ ـ ـ ــﺳﻲ ﻷﻧـ ـ ـ ـ ــﻬﺎرﻫﺎ طـ ـ ـ ـ ـ ــﻌﻣﺎ‬ ‫ﻧزﻟـ ـ ــت ُرَﺑ ـ ـ ــﻰ اﻟ ـ ـ ــدﻧﯾﺎ وﺟﻧ ـ ـ ــﺎت ﻋدﻧ ـ ـ ـ ــﻬﺎ‬
‫ٕوان ﻟ ـ ـ ـ ــم أرح )ﻣـ ـ ـ ـ ــروان( ﻓﯾـ ـ ـ ـ ــﻬﺎ وﻻ )ﻟﺧـ ـ ـ ـ ــﻣﺎ(‬ ‫أرﯾـ ـ ــﺢ أرﯾـ ـ ــﺞ اﻟﻣﺳـ ـ ــك ﻓـ ـ ــﻲ ﻋرﺻـ ـ ــﺎﺗﻬﺎ‬
‫)‪(4‬‬
‫ﺑﻛﯾــت اﻟﻧــدى ﻓــﻲ اﻷرض‪ ،‬واﻟﺑــﺄس واﻟﺣزﻣــﺎ‬ ‫إذا ﺿ ـ ـ ـ ــﺣﻛت زﻫ ـ ـ ـ ـ ـ ـوا إﻟ ـ ـ ـ ــﻲ ﺳ ـ ـ ـ ــﻣﺎؤﻫﺎ‬

‫وﯾﺗذﻛر ﻣﺻر واﻟﺳﻔن ﻏﺎدﯾﺔ راﺋﺣﺔ ﻋﻠﻰ ذﻟك اﻟﻣﯾﻧﺎء ﻓﯾﻘول ﻓﻲ َوَﻟ ٍﻪ وﺷﺟن ‪:‬‬

‫‪ 1‬أﺣﻣد ﺷوﻗﻲ‪ ،‬أﺳواق اﻟذﻫب‪ ،‬ﻣطﺑﻌﺔ اﻟﻬﻼل ﻣﺻر ‪ 1932‬م‪ ،‬ص ‪28‬‬
‫‪ 2‬ﯾﻧظر‪ :‬ﺻﺎﻟﺢ اﻷﺷﺗر‪ ،‬أﻧدﻟﺳﯾﺎت ﺷوﻗﻲ ص ‪19 -18‬‬
‫‪ 3‬ﯾﻧظر‪ :‬ﺷوﻗﻲ ﺿﯾف‪ ،‬ﺷوﻗﻲ ﺷﺎﻋر اﻟﻌﺻر اﻟﺣدﯾث‪ ،‬ﻣﻛﺗﺑﺔ اﻷﺳرة‪ ،‬اﻟﻬﯾﺋﺔ اﻟﻣﺻرﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠﻛﺗﺎب اﻟﻘﺎﻫرة ‪ 2010‬م‪،‬‬
‫ص ‪32‬‬
‫‪ 4‬أﺣﻣد ﺷوﻗﻲ‪ ،‬اﻟﺷوﻗﯾﺎت‪ ،‬دار اﻟﻛﺗب اﻟﻌﻠﻣﯾﺔ ﺑﯾروت ﻟﺑﻧﺎن ‪ 2001‬م‪ ،‬ج‪ 3‬ص ‪116‬‬
‫‪16‬‬
‫أﺣﻤﺪ ﺷﻮ و ﻧﺪﻟﺲ‬

‫أول اﻟﻠﯾ ــل أو ﻋـ ــوت ﺑﻌـ ــد ﺟـ ــرس‬ ‫ﻣﺳـ ـ ــﺗطﺎر إذا اﻟﺑـ ـ ـ ـواﺧر رﻧ ـ ـ ــت‬
‫ﻛﻠﻣـ ـ ـ ـ ــﺎ ﺛـ ـ ـ ـ ــرن ﺷـ ـ ـ ـ ــﺎﻋﻬن ﺑـ ـ ـ ـ ــﻧﻘس‬ ‫راﻫب ﻓﻲ اﻟﺿﻠوع ﻟﻠﺳﻔن ﻓطن‬
‫ﻣﺎﻟـ ـ ـ ـ ــﻪ ﻣوﻟﻌـ ـ ـ ـ ــﺎ ﺑﻣﻧـ ـ ـ ـ ـ ٍـﻊ وﺣـ ـ ـ ـ ــﺑس‬ ‫ﯾــﺎ اﺑﻧــﺔ اﻟــﯾم‪ ،‬ﻣــﺎ أﺑــوك ﺑﺧﯾــل‬
‫)‪(1‬‬
‫ﺑﻬﻣﺎ ﻓﻲ اﻟـدﻣوع ﺳـﯾري وأرﺳـﻲ‬ ‫ﻧﻔﺳ ــﻲ ﻣرﺟ ــل‪ ،‬وﻗﻠﺑ ــﻲ ﺷـ ـراع‬
‫)‪(1‬‬
‫وأرﺳ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻲ‬

‫وظــل ﺷــوﻗﻲ ﺣﺑــﯾس ﺗﻠــك اﻟﺿــﺎﺣﯾﺔ ﻻ ﯾﻐﺎدرﻫــﺎ طﯾﻠــﺔ ﻣﻧﻔــﺎﻩ‪ ،‬وﻟــم ﯾرﻏــب ﻓــﻲ زﯾــﺎرة ﻣﻌــﺎﻟم‬
‫اﻷﻧـدﻟس ﺑـل ظــل ﯾﺣـﺑس ﻧﻔﺳـﻪ ﻓــﻲ ﺿـﺎﺣﯾﺔ ﺑرﺷـﻠوﻧﺔ وﻛــﺄن ﺷـوﻗﻪ ﻟﻣﺻـر وﺣزﻧــﻪ ﻟﻔراﻗﻬـﺎ وﻓـراق‬
‫ﻣن ﯾﺣب وﻣﺎ ﯾﺣب ﻓﯾﻬﺎ ﻗد ظﻠﻼ ﺑﻐﺷﺎوة ﻋن ﻋﯾﻧﯾﻪ أن ﯾﺗطﻠﻊ إﻟـﻰ ﻣـﺎ ﺣوﻟـﻪ ﻣـن ﻫـذﻩ اﻟﻣﻌـﺎﻟم‪،‬‬
‫وﻛــﺎن ﻏرﯾﺑــﺎ ﻣﻧــﻪ وﻫــو اﻟﺷــﺎﻋر اﻟﻌرﺑــﻲ اﻟﻣﺳــﻠم اﻟﻣرﻫــف اﻟﺣــس أﻻ ﯾﻔﻛــر ﻓــﻲ زﯾــﺎرة اﻷﻧــدﻟس‬
‫وﯾﺗﺄﻣل اﻵﺛﺎر اﻟﻌرﺑﯾﺔ اﻹﺳﻼﻣﯾﺔ إﻻ ﺑﻌد إﻋﻼن اﻟﻬدﻧـﺔ)‪ ،(2‬ﻓﻬـل ﯾﻛـون اﻹﺣﺳـﺎس اﻟﺣـﺎد ﺑﺎﻟﻐرﺑـﺔ‬
‫ﻗد ﻣﻸ أﺷواق اﻟﺷﺎﻋر وأﺟﺎش ﺣزﻧـﻪ وأﻟﻣـﻪ ؟ أم ﻟظـروف وأﺳـﺑﺎب أﺧـرى ﻛﻣـﺎ ﯾﺑـﯾن اﺑﻧـﻪ ﺣﺳـﯾن‬
‫ﺑﻘوﻟﻪ ‪ .. » :‬ﻋﻠﻰ أﻧـﻪ ﻟـم ﺗﺗﯾﺳـر ﻟﻧـﺎ زﯾـﺎرة اﻷﻧـدﻟس إﻻ ﺑﻌـد ﻋﻘـد اﻟﻬدﻧـﺔ‪ ،‬ﻋﻧـدﻣﺎ رﻓﻌـت اﻟﻘﯾـود‬
‫اﻟﻌﺳﻛرﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﻛﺎﻧت ﻣﻔروﺿﺔ ﻋﻠﻰ إرﺳﺎل اﻟﻧﻘود إﻟﻰ اﻟﺧﺎرج‪ ،‬إذ ﻟم ﯾﻛن ﻓﻲ اﺳـﺗطﺎﻋﺗﻧﺎ ﻗﺑـل‬
‫ذﻟك أن ﻧﺑﻌﺛر ﻣﺎ ﯾﺻﻠﻧﺎ ﻣن ﻣﺎل ﻓﻲ اﻟﺗﻧﻘل ﻣن ﻣدﯾﻧﺔ إﻟـﻰ أﺧـرى «)‪ ،(3‬وﻛـﺎن ﺳـﺎﻣرﻩ ﻓـﻲ ﻫـذا‬
‫اﻟﻣﺣــﺑس اﻟﻣطﺎﻟﻌــﺔ وﻗــرض اﻟﺷــﻌر‪ ،‬ﻓﺄﻛــب ﻋﻠــﻰ ﻣطﺎﻟﻌــﺔ اﻟﻛﺗــب اﻟﺗــﻲ ﺟﻠﺑﻬــﺎ ﻣﻌــﻪ ﻣــن ﻣﺻــر‬
‫وﻛﺗب ﺗـﺎرﯾﺦ اﻟﻌـرب و اﻹﺳـﻼم ﻓـﻲ اﻷﻧـدﻟس‪ ،‬وﻛـﺎن ﻣـن ﻣﺣﺻـﻠﺔ ذﻟـك أرﺟوزﺗـﻪ اﻟﻣطوﻟـﺔ ﻋـن‬
‫دول اﻟﻌرب وﻋظﻣﺎء اﻹﺳﻼم واﻟﺗﻲ ﺟﺎء ﻓﻲ ﻣﻘدﻣﺗﻬﺎ ‪:‬‬

‫ﻋﻠـ ــﻰ ﺑﻧـ ــﻲ اﻟﺷـ ــرق وأﻫـ ــل اﻟﻐـ ــرب‬ ‫ﻟﻣ ـ ـ ـ ــﺎ رﻣ ـ ـ ـ ــﻰ اﷲ ﺑﻬ ـ ـ ـ ــذي اﻟﺣ ـ ـ ـ ــرب‬

‫‪ -1‬أﺣﻣد ﺷوﻗﻲ‪ ،‬اﻟﺷوﻗﯾﺎت ج‪ 2‬ص‪45‬‬


‫‪ -2‬ﻫﻧد ﻋﺑد اﻟﺣﻠﯾم ﻣﺣﻔوظ‪ ،‬رﺣﻠﺔ أﺣﻣد ﺷوﻗﻲ إﻟﻰ اﻷﻧدﻟس ﻓﻲ اﻟذﻛرى اﻟـ ‪ 83‬ﻟﻐﯾﺎﺑﻪ‬
‫‪ -3‬ﺣﺳﯾن أﺣﻣد ﺷوﻗﻲ‪ ،‬أﺑﻲ ﺷوﻗﻲ‪ ،‬ص‪52‬‬
‫‪17‬‬
‫أﺣﻤﺪ ﺷﻮ و ﻧﺪﻟﺲ‬

‫واطـ ـ ـ ـ ـ ـ ــردت ﻋواﻣـ ـ ـ ـ ـ ـ ــل اﻷﻛـ ـ ـ ـ ـ ـ ــدار‬ ‫ﺗﺣرﻛـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــت ﺳ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـواﻛن اﻷﻗـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــدار‬
‫وطﺎﻟﻣ ـ ــﺎ اﺑﺗﻠ ـ ــﻰ ﺑﻬ ـ ــﺎ أﻫ ـ ــل اﻟﻔط ـ ــن‬ ‫وﺣﻛـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــم اﷲ ﺑﻬﺟ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـرة اﻟـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــوطن‬
‫)‪(1‬‬
‫ﺑﻧ ـ ـ ـ ــﺎت ﻓﻛـ ـ ـ ـ ــر ﻟ ـ ـ ـ ــﯾس ﺑـ ـ ـ ـ ــﺎﻟﻣﻠوم‬ ‫ﻓﻛﻧ ـ ـ ــت أﺳ ـ ـ ــﺗدﻋﻲ ﻋﻠ ـ ـ ــﻰ اﻟﻬﻣ ـ ـ ــوم‬

‫وﻛــذا ﻣﻌﺎرﺿــﺎﺗﻪ ﻟﺷــﻌراء ﻣﺷــﻬورﯾن ﻛﺎﻟﺷــﺎﻋر اﻟﻌﺑﺎﺳــﻲ اﻟﻛﺑﯾــر اﻟﺑﺣﺗــري‪ ،‬ﻓﻘــد ﻋﺎرﺿــﻪ ﻓــﻲ‬
‫ﺳــﯾﻧﯾﺗﻪ اﻟﺗــﻲ ﺑــث ﻓﯾﻬــﺎ ﻫﻣوﻣــﻪ وأﺣ ازﻧــﻪ ﺑﻌــد ﻣﻘﺗــل ﺻــﺎﺣﺑﻪ ووﻟــﻲ ﻧﻌﻣﺗــﻪ اﻟﻣﺗوﻛــل وﯾﺻــف ﻓﯾﻬــﺎ‬
‫إﯾوان ﻛﺳرى اﻟـذي ﻋﻔـﺎ ﻋﻠﯾـﻪ اﻟزﻣـﺎن ﻓﺻـﺎر أطـﻼﻻ‪ ،‬ﺑﺳـﯾﻧﯾﺔ ﻋﻧواﻧﻬـﺎ " اﻟرﺣﻠـﺔ إﻟـﻰ اﻷﻧـدﻟس "‬
‫ﯾﻘول ﻓﯾﻬﺎ ‪:‬‬

‫أذﻛ ـ ـ ـ ار ﻟـ ـ ــﻲ اﻟﺻـ ـ ــﺑﺎ وأﯾـ ـ ــﺎم أﻧﺳـ ـ ــﻲ‬ ‫اﺧـ ـ ـ ــﺗﻼف اﻟﻧﻬـ ـ ـ ــﺎر واﻟﻠﯾـ ـ ـ ــل ﯾﻧﺳـ ـ ـ ــﻲ‬
‫ﺻ ـ ـ ــورت ﻣ ـ ـ ــن ﺗﺻ ـ ـ ــورات وﻣ ـ ـ ــس‬ ‫وﺻ ـ ـ ــﻔﺎ ﻟ ـ ـ ـ ـﻲ ﻣ ـ ـ ــﻼوة ﻣ ـ ـ ــن ﺷـ ـ ـ ــﺑﺎب‬
‫ﺳ ـ ـ ـ ـ ــﻧﺔ ﺣﻠـ ـ ـ ـ ـ ــوة‪ ،‬وﻟـ ـ ـ ـ ـ ــذة ﺧﻠـ ـ ـ ـ ـ ــس‬ ‫ﻋﺻـ ــﻔت ﻛﺎﻟﺻ ـ ــﺑﺎ اﻟﻠﻌ ـ ــوب وﻣ ـ ــرت‬
‫أو أﺳ ـ ــﺎ ﺟرﺣ ـ ــﻪ اﻟزﻣ ـ ــﺎن اﻟﻣؤﺳ ـ ــﻲ‬ ‫وﺳﻼ ﻣﺻر ‪ :‬ﻫل ﺳﻼ اﻟﻘﻠـب ﻋﻧﻬـﺎ‬
‫)‪(2‬‬
‫رق‪ ،‬واﻟﻌﻬد ﻓـﻲ اﻟﻠﯾـﺎﻟﻲ ﺗﻘﺳـﻲ‬ ‫ﻛﻠﻣـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎ ﻣـ ـ ـ ـ ـ ـ ــرت اﻟﻠﯾﻠـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻲ ﻋﻠﯾـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻪ‬
‫)‪(2‬‬

‫ﻛﻣﺎ ﻋﺎرض اﻟﺷﺎﻋر اﻷﻧدﻟﺳﻲ اﻟﻛﺑﯾر اﺑن زﯾدون ﻓﻲ ﻧوﻧﯾﺗﻪ‪ ،‬ﺑﺄﻧدﻟﺳﯾﺗﻪ اﻟﺷﻬﯾرة ﺣﯾث ﯾﻘول ‪:‬‬

‫ﻧﺷـ ــﺟﻰ ﻟوادﯾـ ــك أم ﻧﺄﺳـ ــﻰ ﻟوادﯾﻧـ ــﺎ ؟‬ ‫ﯾ ـ ـ ــﺎ ﻧ ـ ـ ــﺎﺋﺢ اﻟطﻠ ـ ـ ــﺢ أﺷ ـ ـ ــﺑﺎﻩ ﻋوادﯾﻧ ـ ـ ــﺎ‬
‫ـت ِﻓــﻲ ﺣواﺷــﯾﻧﺎ‬ ‫ـك‪ ،‬ﺟﺎﻟـ ْ‬
‫ﺟﻧﺎﺣـ َ‬
‫َ‬ ‫ـت‬
‫ﻗﺻـ ْ‬
‫ﱠ‬ ‫ـص ﻋﻠﯾﻧـ ـ ــﺎ ﻏﯾـ ـ ـ َـر ﱠ‬
‫أن ﯾـ ـ ـ ًـدا‬ ‫ﻣـ ـ ــﺎذا ﺗﻘـ ـ ـ ﱡ‬
‫ـب‪ ،‬وظ ـ ــﻼ ﻏﯾ ـ ــر ِ‬
‫ﻧﺎدﯾﻧ ـ ــﺎ‬ ‫أﺧ ـ ــﺎ اﻟﻐرﯾ ـ ـ ِ‬ ‫اﻟﺑـ ــﯾن أﯾ ًﻛـ ــﺎ ﻏﯾـ ـ َـر ﺳـ ـ ِ‬
‫ـﺎﻣرﻧﺎ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫رﻣـ ــﻰ ﺑﻧ ــﺎ َ‬

‫‪ -1‬أﺣﻣد ﺷوﻗﻲ‪ ،‬اﻟﺷوﻗﯾﺎت ج‪ 2‬ص‪45‬‬


‫‪ 2‬اﻟﻣﺻدر اﻟﺳﺎﺑق‪ ،‬ص‪45‬‬
‫‪18‬‬
‫أﺣﻤﺪ ﺷﻮ و ﻧﺪﻟﺲ‬

‫)‪(1‬‬
‫ـﺎﺑﯾﻧﺎ‬
‫اﻟﻣﺻ ـ َ‬
‫ﯾﺟﻣﻌ ـ َـن ُ‬
‫ْ‬ ‫ـﺎﺋب‬ ‫ﱠ‬
‫إن اﻟﻣﺻ ـ َ‬ ‫ـﻧس ﯾـﺎ اﺑـ َـن اﻟطﱠﻠ َـﺢ ﻓرﻗﻧــﺎ‬ ‫ك ِ‬
‫اﻟﺟـ ُ‬ ‫ـﺈن ﯾـ ُ‬
‫ﻓ ْ‬

‫وﻛﺎن ﺷوﻗﻲ ﯾراﺳل أﺻﺣﺎﺑﻪ وﻧدﻣﺎءﻩ اﻟذﯾن ﺧﻠﻔﻬـم ﻓـﻲ ﻣﺻـر‪ ،‬ﻓﻘـد أرﺳـل ﻟﺣـﺎﻓظ اﺑـراﻫﯾم‬
‫أﺑﯾﺎﺗﺎ ﯾﺷﻛو اﻟﻐرﺑﺔ وﺷوﻗﻪ ﻟﻣﺻر وﻧﯾﻠﻬﺎ ﯾﻘول ﻓﯾﻬﺎ‪:‬‬

‫ﻋﻬـ ــد اﻟوﻓـ ــﺎء – ٕوان ﻏﺑﻧـ ــﺎ – ﻣﻘﯾﻣﯾﻧـ ــﺎ‬ ‫ﯾــﺎ ﺳــﺎﻛﻧﻲ ﻣﺻــر إﻧــﺎ ﻻ ﻧـزال ﻋﻠــﻰ‬
‫ﺷـ ـ ـ ــﯾﺋﺎ ﻧﺑ ـ ـ ـ ــل ﺑـ ـ ـ ــﻪ أﺣﺷـ ـ ـ ــﺎء ﺻـ ـ ـ ــﺎدﯾﻧﺎ‬ ‫ﻫـ ــﻼ ﺑﻌﺛـ ــﺗم ﻟﻧـ ــﺎ ﻣـ ــن ﻣـ ــﺎء ﻧﻬ ـ ــرﻛم‬
‫ﻣـ ـ ـ ــﺎ أﺑﻌـ ـ ـ ــد اﻟﻧﯾـ ـ ـ ــل إﻻ ﻋـ ـ ـ ــن أﻣﺎﻧﯾﻧـ ـ ـ ــﺎ‬ ‫ﻛـ ـ ــل اﻟﻣﻧﺎﻫـ ـ ــل ﺑﻌـ ـ ــد اﻟﻧﯾـ ـ ــل آﺳـ ـ ــﻧﺔ‬

‫ﻓرد ﻋﻠﯾﻪ اﻟﺷﺎﻋر ﺣﺎﻓظ اﺑراﻫﯾم ﯾﻘول ‪:‬‬

‫ﺻـ ـ ٍ‬
‫ـﺎد وﯾﺳـ ــﻘﻲ رﺑـ ــﺎ ﻣﺻـ ــر وﯾﺳـ ــﻘﯾﻧﺎ‬ ‫ﻋﺟﺑـ ــت ﻟﻠﻧﯾ ـ ــل ﯾ ـ ــدري أن ﺑﻠﺑﻠـ ــﻪ‬
‫وﻻ ارﺗﺿ ـوا ﺑﻌــدﻛم ﻣــن ﻋﯾﺷــﻬم ﻟﯾﻧــﺎ‬ ‫واﷲ ﻣﺎ طﺎب ﻟﻸﺻـﺣﺎب ﻣـوردﻩ‬
‫)‪(2‬‬
‫وﻗ ـ ـ ـ ــد ﻧﺄﯾﻧـ ـ ـ ـ ــﺎ ٕوان ﻛﻧـ ـ ـ ـ ــﺎ ﻣﻘﯾﻣﯾﻧ ـ ـ ـ ــﺎ‬ ‫ﻟــم ﺗﻧــﺄ ﻋﻧــﻪ ٕوان ﻓﺎرﻗــت ﺷــﺎطﺋﻪ‬

‫ﻛذﻟك ﯾﺑرق ﻟﺻدﯾﻘﻪ اﻟﺷﺎﻋر اﺳﻣﺎﻋﯾل ﺻﺑري ﺷﺎﻛﯾﺎ ﻣﺗوﺟﻌﺎ‪:‬‬

‫ﺑﻌ ـ ـ ــد اﻟﻬ ـ ـ ــدوء وﯾﻬﻣ ـ ـ ــﻲ ﻋ ـ ـ ــن ﻣﺂﻗﯾﻧ ـ ـ ــﺎ‬ ‫ﯾﺎ ﺳﺎري اﻟﺑـرق ﯾرﻣـﻲ ﻋـن ﺟواﻧﺣـﻪ‬
‫ﻏﺎض اﻷﺳﻰ ﻓﺧﺿـﺑﻧﺎ اﻷرض ﺑﺎﻛﯾﻧـﺎ‬ ‫ﺗرﻗـرق اﻟﻣــﺎء ﻓـﻲ ﻋــﯾن اﻟﺳـﻣﺎء وﻣــﺎ‬

‫ﻓﯾﺟﯾﺑﻪ اﺳﻣﺎﻋﯾل ﺻﺑري ﺑﺄﺑﯾﺎت رﻗﯾﻘﺔ ﻗﺎﺋﻼ‪:‬‬

‫‪ -1‬اﻟﻣﺻدر اﻟﺳﺎﺑق‪ ،‬اﻟﻣﺟﻠد اﻟﺛﺎﻧﻲ‪ ،‬ص ‪101‬‬


‫‪ -2‬ﺣﺎﻓظ اﺑراﻫﯾم‪ ،‬اﻟدﯾوان‪ ،‬اﻟﻬﯾﺋﺔ اﻟﻣﺻرﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠﻛﺗﺎب ‪ 1987‬م‪ ،‬ط ‪ ،3‬ص ‪187 - 186‬‬
‫‪19‬‬
‫أﺣﻤﺪ ﺷﻮ و ﻧﺪﻟﺲ‬

‫ﯾﺑﯾـ ـ ــت ﯾﺿـ ـ ــﺣك ﻣﻧـ ـ ــﺎ وﻫـ ـ ــو ﯾﺑﻛﯾﻧـ ـ ــﺎ‬ ‫ﺑ ـ ـ ـ ــﺄﻓق أﻧ ـ ـ ـ ــدﻟس ﺑ ـ ـ ـ ــرق ﯾﺣﯾﯾﻧ ـ ـ ـ ــﺎ‬
‫وﺷـ ــﺎﻫدوا وﯾﺣﻛـ ــم ﻓﻌ ـ ــل اﻟﻧـ ــوى ﻓﯾﻧـ ــﺎ‬ ‫ﯾـ ــﺎ آل ودي ﻋـ ــودوا ﻻ ﻋـ ــدﻣﺗﻛم‬
‫)‪(1‬‬
‫أزﻫ ـ ـ ـ ــﺎر أﻧ ـ ـ ـ ــدﻟس ﻫﺑ ـ ـ ـ ــﻲ ﺑوادﯾﻧ ـ ـ ـ ــﺎ‬ ‫ﯾـﺎ ﻧﺳـﻣﺔ ﺿـﻣﺧت أذﯾﺎﻟﻬـﺎ ﺳـﺣ ار‬

‫إن اﻷﻧدﻟس ﻣن ﺣﯾث ﻫﻲ ﻣﻧﻔﻰ ارﺗﺑط ﻋﻧد ﺷوﻗﻲ ﺑﺎﻟﺣزن واﻷﻟـم ﻧﺗﯾﺟـﺔ ﺑﻌـدﻩ ﻋـن وطﻧـﻪ‪،‬‬
‫و ﻗــد ﺗﺟــرع ﻣ ـ اررة ﻫــذا اﻟﻣﻧﻔــﻰ ﻋﻧــدﻣﺎ اﻓﺗﻘــد ﻣﺻــر وﻓﻘــد ﻣﻌﻬــﺎ ﺧﻼﻧــﻪ وأﺻــدﻗﺎءﻩ و ﻣﻌﺟﺑﯾــﻪ‪،‬‬
‫وأﺻﯾب ﺑﺄزﻣﺔ ﻧﻔﺳـﯾﺔ ﺟﻌﻠﺗـﻪ ﯾﻧـزوي وﻻ ﯾﺧـﺎﻟط أﺣـدا وﻻ ﯾﺧﺎﻟطـﻪ أﺣـد‪ ،‬واﻟـذي ﯾﺗﺄﻣـل ﺷـﻌرﻩ ﻓـﻲ‬
‫)‪(2‬‬
‫ﻓﺗﺟـدﻩ ﯾﻧـوح ﻣـﻊ‬ ‫ﻗﺻﺎﺋدﻩ اﻷﻧدﻟﺳﯾﺔ ﯾﺣـس ﺟـو اﻻﻛﺗﺋـﺎب واﻟﺣـزن ﻣﺳـﯾط ار ﻋﻠﯾـﻪ ﺳـﯾطرة ﻛﺎﻣﻠـﺔ‬
‫ﻧﺎﺋﺢ اﻟطﻠﺢ ﻣﻘﺻوص اﻟﺟﻧﺎح‪ ،‬وﯾﺑﻛﻲ اﻟﻔراق واﻟﺑﻌد ﻓﻲ ﻧوﻧﯾﺗﻪ‪ ،‬وﯾﺷﺗﻛﻲ اﻟوﺣدة ﻓﻲ ﺳﯾﻧﯾﺗﻪ‪.‬‬

‫ﻟﻣـﺎ أرﺳـﻠﻪ اﻟﺧـدﯾوي ﺗوﻓﯾـق ﻟد ارﺳـﺔ اﻟﺣﻘـوق ﻓـﻲ‬


‫ﻟﻘد ﺟرب ﺷوﻗﻲ اﻟﺑﻌد ﻋن ﻣﺻر ﻗﺑل ذﻟك ّ‬
‫ﺑﺎرﯾس‪ ،‬ﻟﻛن ﻫذا اﻟﺑﻌد ﻣﺧﺗﻠـف ؛ إﻧـﻪ ﺑﻌـد ﻗﺳـري‪ ،‬إﻧـﻪ اﻧﺗـزاع ﻛـﺎﻧﺗزاع اﻟوﻟﯾـد ﻣـن أﻣـﻪ‪ ،‬اﻟـذي‬
‫ﻻ ﯾدري ﻛم ﯾطول ﻏﯾﺎﺑﻪ ﻋﻧﻬﺎ وﻻ ﻣﺗﻰ ﺳﯾرﺟﻊ إﻟﯾﻬﺎ‪.‬‬

‫ﻛﺎن ﻟﻠﻣﻧﻔﻰ ﺗﺄﺛﯾر ﻋﻠﻰ ﺣﯾﺎة ﺷوﻗﻲ وﻋﻠﻰ ﻓﻛرﻩ وﺗوﺟﻬﻪ‪ ،‬ﻟﻘد ﻛﺎن ﻗﺑل ذﻟـك ﺷـﺎﻋر اﻟﻘﺻـر‬
‫أو اﻟــﺑﻼط ؛ ﯾﺻــف اﻟﺣﻔــﻼت واﻟﻣ ـراﻗص وﯾﻌﺑــر ﻋــن ﺗوﺟﻬــﺎت اﻟﻘﺻــر اﻟﺳﯾﺎﺳــﯾﺔ وظــل ﺣﺑــﯾس‬
‫اﻟﻣدﯾﺢ ﻵل اﺳﻣﺎﻋﯾل‪ ،‬ﺑﻌﯾدا ﻋن اﻟﺷﻌب ﯾﻌـﯾش ﻓـﻲ ﺑرﺟـﻪ اﻟﻌـﺎﺟﻲ ﻻ ﯾﻔﻛـر إﻻ ﻓﯾﻣـﺎ ﯾﻔﻛـر ﻓﯾـﻪ‬
‫ﻋﺑــﺎس‪ ،‬وﻫــذﻩ ﻣــن ﺑــﯾن اﻟﻣﺛﺎﻟــب اﻟﺗــﻲ آﺧــذ اﻟﻧﻘــﺎد ﻋﻠﯾﻬــﺎ ﺷــوﻗﻲ‪ ،‬وﻣــﻧﻬم اﻟﻌﻘــﺎد اﻟــذي رأى ﻓــﻲ‬
‫)‪(3‬‬
‫ﺷوﻗﻲ ﺷﺎﻋ ار ﺑﻼطﯾﺎ وﺑوﻗﺎ ﻟﻠﻘﺻر‪.‬‬

‫‪ -1‬ﺻﺎﻟﺢ اﻷﺷﺗر‪ ،‬أﻧدﻟﺳﯾﺎت ﺷوﻗﻲ‪ ،‬ص ‪24‬‬


‫‪ -2‬ﯾﻧظر‪ :‬ﻫﻧد ﻋﺑد اﻟﺣﻠﯾم ﻣﺣﻔوظ‪ ،‬رﺣﻠﺔ أﺣﻣد ﺷوﻗﻲ إﻟﻰ اﻷﻧدﻟس ﻓﻲ اﻟذﻛرى اﻟـ ‪ 83‬ﻟﻐﯾﺎﺑﻪ‬
‫‪ -3‬ﯾﻧظر‪ :‬اﻟﻌﻘﺎد‪ ،‬ﺷﻌراء ﻣﺻر وﺑﯾﺋﺎﺗﻬم ﻓﻲ اﻟﺟﯾل اﻟﻣﺎﺿﻲ‪ ،‬ﻣﻛﺗﺑﺔ اﻟﻧﻬﺿﺔ اﻟﻣﺻرﯾﺔ‪ ،‬ﻣطﺑﻌﺔ ﺣﺟﺎزي اﻟﻘﺎﻫرة‪ ،‬ص‬
‫‪186‬‬
‫‪20‬‬
‫أﺣﻤﺪ ﺷﻮ و ﻧﺪﻟﺲ‬

‫ﻟﻘــد ﻛــﺎن ﺷــوﻗﻲ ﯾﻌــﯾش ﻟﻠﻘﺻــر‪ ،‬وﻟــم ﯾﻛــن ﯾﻌــﯾش ﻟﻠﺷــﻌب‪ ،‬ﻣــن أﺟــل ذﻟــك ﻗﺻــر ﺗﻘﺻــﯾ ار‬
‫واﺿـﺣﺎ ﻓــﻲ ﻣواﻗــف ﺷــﻌﺑﯾﺔ ﻛﺎﻧــت ﺗﺳــﺗﺣق ﻣﻧــﻪ أن ﯾﺗﻐﻧـﻰ ﻓــﻲ أﺛﻧﺎﺋﻬــﺎ ﺑــﺂﻻم ﺷــﻌﺑﻪ‪ ،‬ﻏﯾــر أﻧــﻪ ﻟــم‬
‫)‪(1‬‬
‫وﺷـﻧق اﻷﺑرﯾـﺎء وﺟﻠـد اﻟﻣﺳـﺎﻛﯾن ظﻠﻣـﺎ وﺛـﺎرت ﺛـﺎﺋرة‬ ‫ﯾﻔﻌل‪ ،‬ﻓﺣﯾن وﻗﻌـت ﻣﺟـﺎزر " دﻧﺷـواي "‬
‫اﻟﺷـﻌب اﻧطﻠﻘــت أﻟﺳـﻧﺔ اﻟﺷــﻌراء ﻛﺣـﺎﻓظ اﺑـراﻫﯾم وأﺣﻣـد ﻣﺣــرم وﻏﯾرﻫﻣـﺎ ﺑﯾﻧﻣــﺎ ﺑﻘـﻲ ﻟﺳــﺎن ﺷــﺎﻋر‬
‫)‪(2‬‬
‫اﻟﺧدﯾوي ﺻﺎﻣﺗﺎ ﻻ ﯾﺗﺣرك إﻻ ﺑﻌد ﻣرور ﻋﺎم ﻛﺎﻣل ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺣﻧﺔ‬

‫إن ﺷــوﻗﻲ ﻗﺑــل اﻟﻣﻧﻔــﻰ ﻋــﺎش ﺷــﺎﻋ ار ارﺳــﺗﻘراطﯾﺎ ﯾﺧــﺎﻟط أﺻــﺣﺎب اﻟﻔﺧﺎﻣــﺔ واﻷﻟﻘــﺎب واﻟﺟــﺎﻩ‬
‫واﻟﻣﻧﺎﺻب وﻣﻣن ﯾﺷﺎﻛﻠوﻧﻪ ﻣن اﻷﻏﻧﯾﺎء اﻟﻣﺗرﻓﯾن‪ ،‬ﻓﻬو ﻟم ﯾﻌرف ﺣﯾﺎة اﻟﺷﻘﺎء وﻟم ﯾﺗﺧﻧدق ﻣﻊ‬
‫اﻷﺷﻘﯾﺎء اﻟﻛﺎدﺣﯾن ﻣن ﺑﻧﻲ وطﻧﻪ‪.‬‬

‫إن اﻟﻣﻧﻔﻰ ٕوان ﻛﺎن ﻧﻘﻣﺔ ﻋﻠﻰ ﺷوﻗﻲ إﻻ أﻧﻪ ﺣررﻩ ﻣن ﻗﯾد اﻟﻘﺻر وﻣن ﺣﯾﺎﺗﻪ اﻟرﺗﯾﺑﺔ ﻓـﻲ‬
‫ظل اﻟﺧدﯾوي‪ ،‬ﻓﺎﻟﺣزن واﻷﻟم ﻟﻔراق اﻟوطن وﻗﻠﺔ اﻟﻣـﺎل‪ ،‬ﻟـم ﯾﻛـن ﺷـوﻗﻲ ﻟﯾﻌرﻓﻬـﺎ ﻗﺑـل ذﻟـك ﻟـوﻻ‬
‫اﻟﻣﻧﻔﻰ‪ ،‬ﻟﻛﻧﻬﺎ ﺻﻬرت ﻧﻔﺳﻪ ﻟﺗﺧرج ﻟﻧﺎ ﺷﺧﺻﯾﺔ ﺛﺎﻧﯾﺔ ؛ ﺷﺧﺻﯾﺔ ﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﺎﻟوطن ﻣﻬﺗﻣـﺔ ﺑـﺂﻻم‬
‫اﻟﻧــﺎس ﻣﺗﻐﻧﯾــﺔ ﺑﻘﺿــﺎﯾﺎ اﻷﻣــﺔ‪ ،‬ﻟﺗﻧﻘﻠــب اﻟﻣﺣﻧــﺔ إﻟــﻰ ﻣﻧﺣــﺔ ﻓــﻲ ﺣﯾــﺎة ﺷــوﻗﻲ ﻛﻣــﺎ ﻋﺑــر ﻋــن ذﻟـك‬
‫ﺷوﻗﻲ ﺿـﯾف ﺑﻘوﻟـﻪ ‪ » :‬ﻓﻠﯾﺣـزن ﺷـوﻗﻲ‪ ،‬ﻟﯾﺣـزن ﻣـن ﻏرﺑﺗـﻪ‪ ،‬وﻟﯾﺣـزن ﻣـن ﻣﺿـﺎﯾﻘﺔ اﻷﻧﺟﻠﯾـز‬
‫ﻟﻪ ﻓﯾﻣﺎ ﯾرﺳل أﻟﯾﻪ ﻣن أﻣواﻟﻪ‪ ،‬وﻟﯾﺣزن ﻋﻠﻰ ﻋﺷﻪ ﻓﻲ ﻛرﻣﺔ اﺑن ﻫﺎﻧﺊ‪ ،‬وﻟﯾﺣزن ﻋﻠﻰ وظﯾﻔﺗﻪ‬
‫ﻓﻲ اﻟﻘﺻر‪ ،‬وﻟﯾﺣزن ﻋﻠﻰ ﻣﺎ أﺻﺎب أﻣﯾرﻩ ﻋﺑﺎﺳﺎ‪ ،‬وﻟﯾﺣـزن ﻟﻬـذا اﻟﻣﻧﻔـﻰ واﻟﺗﺷـرﯾد‪ ،‬ﻓﻔـﻲ ﻛـل‬
‫ذﻟك أﺣﻼم ﺟدﯾدة ﺳـﺗﺗﺣﻘق ﻟﺷـﻌرﻧﺎ اﻟﻣﺻـري‪ ،‬ﻓﻘـد أﺻـﺑﺢ أﻣﯾـر ﻫـذا اﻟﺷـﻌر ﻣﻧﻛـودا‪ ،‬وﻻ ﯾزﯾـد‬
‫ذﻟك رﺑﺔ اﻟﺷﻌر إﻻ ﻓرﺣﺎ ﻋﻠﻰ ﻓرح‪ ،‬ﻓﺈن ﺻوت ﺷوﻗﻲ ﯾﺗﻛﺎﻣل ﻟﻪ اﻟﻠﺣن‪ ،‬ﻓﻘد ﻛﺎن اﻟﺑﻠﺑل ﻣـن‬
‫ﻗﺑل أﺳﯾ ار‪ ،‬وﻛـﺎن ﻻ ﯾﻐﻧـﻲ إﻻ ﻣـدﯾﺣﺎ ﻣﺗﺷـﺎﺑﻬﺎ ﻓـﻲ أﻏﻠـب أﺣواﻟـﻪ‪ ،‬وﻟـم ﯾﻌـرف ﺷـﯾﺋﺎ ﻋـن ﻣﺣـن‬
‫اﻟﺣﯾــﺎة وآﻻم اﻟﻧــﺎس‪ ،‬ﻓــﺎﻵن ﻟــﻪ ﻧﻔﺳــﻪ اﻟﺷــﺎﻋرة‪ ،‬واﻵن ﯾ ــﺗم ﻟــﻪ ﺻــوﺗﻪ ﻓﻘــد أﺣــس اﻟﺣﯾــﺎة ﻣــن‬

‫‪ -1‬ﯾﻧظر ﺗﻔﺎﺻﯾل اﻟﺣﺎدﺛﺔ ﻓﻲ " ﺷوﻗﻲ ﺷﺎﻋر اﻟﻌﺻر اﻟﺣدﯾث " ص ‪20‬‬
‫‪ -2‬ﯾﻧظر‪ :‬اﻷﺷﺗر‪ ،‬أﻧدﻟﺳﯾﻠت ﺷوﻗﻲ ص ‪13‬‬
‫‪21‬‬
‫أﺣﻤﺪ ﺷﻮ و ﻧﺪﻟﺲ‬

‫)‪(1‬‬
‫وﻫﺎﻫﻲ ﻧﯾران اﻟﺣﻧﯾن ﺗﺿطرم ﻓﻲ ﻗﻠـب اﻟﺷـﺎﻋر‬ ‫طرﻓﯾﻬﺎ ؛ اﻟﻠذة واﻷﻟم‪ ،‬واﻟﻧﻌﯾم واﻟﺣرﻣﺎن ‪«.‬‬
‫اﻟﺷــﺎﻋر وﺗﻠﻬــب أﺷ ـواق اﻟﻔ ـؤاد ﻓﯾﺻــدح اﻟﺑﻠﺑــل ﻣﻐﻧﯾــﺎ ﻣﺻــر وﻧﯾﻠﻬــﺎ ﺑﻌــد إﺣﺳﺎﺳــﻪ ﺑﺎﻟظﻣــﺄ ﻓﯾﻘــول‬
‫ﺳﺎﺋﻼ ﻗطرات ﻣن ﻣﺎﺋﻪ ‪:‬‬

‫ﻋﻬ ــد اﻟوﻓـ ــﺎء – ٕوان ﻏﺑﻧـ ــﺎ – ﻣﻘﯾﻣﯾﻧـ ــﺎ‬ ‫ﯾــﺎ ﺳــﺎﻛﻧﻲ ﻣﺻــر إﻧــﺎ ﻻ ﻧـزال ﻋﻠــﻰ‬
‫ﺷـ ـ ـ ــﯾﺋﺎ ﻧﺑـ ـ ـ ــل ﺑـ ـ ـ ــﻪ أﺣﺷـ ـ ـ ــﺎء ﺻـ ـ ـ ــﺎدﯾﻧﺎ‬ ‫ﻫـ ــﻼ ﺑﻌﺛـ ــﺗم ﻟﻧـ ــﺎ ﻣـ ــن ﻣـ ــﺎء ﻧﻬ ـ ــرﻛم‬
‫)‪(2‬‬
‫ﻣـ ـ ــﺎ أﺑﻌ ـ ــد اﻟﻧﯾ ـ ــل إﻻ ﻋ ـ ــن أﻣﺎﻧﯾﻧـ ـ ــﺎ‬ ‫ﻛـ ـ ــل اﻟﻣﻧﺎﻫـ ـ ــل ﺑﻌـ ـ ــد اﻟﻧﯾـ ـ ــل آﺳـ ـ ــﻧﺔ‬

‫ﺷــوﻗﻲ اﻟــذي ﻛــﺎن ﺷــدﯾد اﻟﺻــﻠﺔ واﻟﺷــﺑﻪ ﺑــﺄﺑﻲ اﻟطﯾــب اﻟﻣﺗﻧﺑــﻲ أﺷــﻬر ﺷــﻌراء اﻟﻣــدﯾﺢ وﻣــن‬
‫أﺻﺣﺎب اﻟﺷﻌر اﻟرﺳﻣﻲ ﻻ ﯾﻬﻣﻪ اﻟﺷﻌر اﻟوﺟداﻧﻲ إﻻ ﻓﻲ اﻟﻧﺎدر‪ ،‬أو أن ﺻﻠﺗﻪ ﺑﺎﻟﻘﺻر ﺣﺗّﻣت‬
‫ﻋﻠﯾﻪ ذﻟك‪ ،‬ﯾﺗﺣول إﻋﺟﺎﺑﻪ إﻟﻰ اﺑن زﯾدون اﻟﺷﺎﻋر اﻷﻧدﻟﺳﻲ ﺻﺎﺣب اﻟﺷﻌر اﻟرﻗﯾق ﻓﯾﻌﺎرﺿـﻪ‬
‫ﻓﻲ ﻧوﻧﯾﺗﻪ ﺑﻧوﻧﯾﺔ ﯾﺑث ﻓﯾﻬﺎ ﺣﺑﻪ وﺷوﻗﻪ إﻟﻰ ﻣﺻر‪.‬‬

‫وﻟﻣـﺎ وﺿـﻌت اﻟﺣـرب أوزارﻫـﺎ وأﻋﻠﻧـت اﻟﻬدﻧـﺔ وﻫـدأت أﺻـوات اﻟﻣـداﻓﻊ ﻋـﺎم‪ 1918‬م وظـن‬
‫ﺷــوﻗﻲ أﻧﻬــﺎ اﻟﻠﺣظــﺔ اﻟﻣﻧﺗظ ـرة‪ ،‬وأﻧــﻪ ﺳــﯾﻌود إﻟــﻰ وطﻧــﻪ ؛ إﻟــﻰ ﻣﺻــر ٕواﻟــﻰ ﺗﻠــك اﻟﻌﺟــوز اﻟﺗــﻲ‬
‫وﻫم ﺑﺎﻟرﺣﯾل إﻻّ أن اﻟﺳﻠطﺎت ﻟم ﺗﺳـﻣﺢ ﻟـﻪ ﺑـﺎﻟرﺟوع ﻓـو ار‪ ،‬وﺟـﺎءت‬
‫ﺧﻠﻔﻬﺎ ﻓﻲ ﺣﻠوان ﻣرﯾﺿﺔ‪ّ ،‬‬
‫ﺑرﻗﯾﺔ ﻣن ﻣﺻر ﺗﺣﻣل ﺧﺑر وﻓﺎة أﻣﻪ‪ ،‬ﻓﯾﻐﺗم اﻟﺷﺎﻋر وﯾﻠﻔﻪ اﻟﺣزن ﻓﯾﻠوذ ﺑﺎﻟﺷﻌر ﻟﯾﻛﺗب ﻣرﺛﯾﺗﻪ‬
‫ﻓﻲ أﻣﻪ ‪:‬‬

‫ﯾداء اﻟﻔُـ ـؤ ِاد َوﻣ ــﺎ أَﺻ ــﻣﻰ‬


‫ﺳ ـ َـو َ‬
‫ـﺎب ُ‬
‫أَﺻـ َ‬ ‫اﻟﻧــوى َﺳــﻬﻣﺎ‬ ‫إِﻟـﻰ اﻟَﻠـ ِـﻪ أَﺷــﻛو ِﻣـن َﻋـوادي َ‬
‫ﻻﻣ َﺳــت َﻋظﻣــﺎ‬‫َوﻣــﺎ َد َﺧﻠَــت ﻟَﺣﻣـﺎً َوﻻ َ‬ ‫ـب أ ﱠَو َل َوﻫﻠَ ـ ـ ـ ـ ـ ٍـﺔ‬ ‫اﻟﻘﻠ ـ ـ ـ ـ ـ َ‬
‫ِﻣ ـ ـ ـ ـ ــن اﻟﻬﺎﺗِﻛ ـ ـ ـ ـ ـ ِ‬
‫ـﺎت َ‬ ‫َ‬
‫َﻛﻼﻣًﺎ َﻋﻠﻰ َﺳـﻣﻌﻲ َوﻓـﻲ َﻛﺑِـدي َﻛﻠﻣـﺎ‬ ‫ـت َرﱠﻧـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ًﺔ‬
‫َوﺟﺳ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ُ‬
‫ﺗَـ ـ ـ ـ ـ ـ ـو َارَد َواﻟﻧ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎﻋﻲ َﻓﺄ َ‬

‫‪ -1‬ﺷوﻗﻲ ﺿﯾف‪ ،‬ﺷوﻗﻲ ﺷﺎﻋر اﻟﻌﺻر‪ ،‬ص ‪32‬‬


‫‪ -2‬ﺣﺎﻓظ اﺑراﻫﯾم‪ ،‬اﻟدﯾوان ) اﻹﺧواﻧﯾﺎت( ص ‪186‬‬
‫‪22‬‬
‫أﺣﻤﺪ ﺷﻮ و ﻧﺪﻟﺲ‬

‫َﻓﯾـﺎ َوﯾ َـﺢ َﺟﻧﺑــﻲ َﻛـم َﯾﺳــﯾ ُل َو َﻛـم َﯾــدﻣﻰ‬ ‫ـب َوِاﻧـ ـ ـ َـزوى‬ ‫اﻟﺟﻧـ ـ ـ ُ‬
‫َﻓﻣـ ـ ــﺎ َﻫﺗَﻔ ـ ــﺎ َﺣﺗّـ ـ ــﻰ َﻧ ـ ـ ـ از َ‬
‫)‪(1‬‬
‫ـوت ِﻣــن َﺑﯾﻧِﻬــﺎ َﺣﺗﻣــﺎ‬‫ـﺎء اﻟﻣـ ِ‬
‫َ‬
‫وﻻ َﻛﻠِﻘـ ِ‬
‫َ‬
‫ـﺎدﯾر ِ‬
‫ﻧﺎﻓـ ـ ـ ـ ـ ــذاً‬ ‫ﺎﻟﻣﻘـ ـ ـ ـ ـ ـ ِ‬
‫َوﻟَـ ـ ـ ـ ـ ــم أ ََر ُﺣﻛﻣ ـ ـ ـ ـ ـ ـﺎً َﻛ َ‬

‫وﻟﻣﺎ ﻟم ُﯾﺳﻣﺢ ﻟﺷوﻗﻲ ﺑﻣﻐﺎدرة اﺳﺑﺎﻧﯾﺎ إﻟـﻰ ﻣﺻـر ﻓﻛـر ﻓـﻲ زﯾـﺎرة ﻣﻌـﺎﻟم اﻷﻧـدﻟس وﻣﻌﺎﯾﻧـﺔ ﻣـﺎ‬
‫ﻓﻲ ﻣدﻧﻬﺎ ﻣن آﺛﺎر ﻋرﺑﯾﺔ ٕواﺳﻼﻣﯾﺔ‪ ،‬ﺑدأ ﺑزﯾﺎرة اﻟﺟزر اﻟﻘرﯾﺑﺔ ﻣن ﺑرﺷﻠوﻧﺔ‪ ،‬ﺛم ﻗﺿﻰ أﺳـﺑوﻋﺎ‬
‫ﻓــﻲ "ﺑﻠﻣــﺎ"‪ ،‬ﺑﻌــدﻫﺎ ﺳــﺎﻓر إﻟــﻰ "ﻣدرﯾــد" ﻋﺎﺻــﻣﺔ إﺳــﺑﺎﻧﯾﺎ‪ ،‬وﻫــﻲ )ﻣﺟ ـرﯾط( اﻟﺗــﻲ ﺑﻧﺎﻫــﺎ اﻟﻌــرب‬
‫اﻟﻣﺳﻠﻣون ﺷـﻣﺎﻟﻲ اﻷﻧـدﻟس‪ ،‬ﺛـم ﻣـر ﺳـرﯾﻌﺎ ﺑطﻠﯾطﻠـﺔ‪ ،‬وﻋ ّـرج ﺑﻌـدﻫﺎ ﻋﻠـﻰ ﻗرطﺑـﺔ ذات اﻟﺗـﺎرﯾﺦ‬
‫اﻟﻣﺟﯾد وﻋﺎﺻـﻣﺔ اﻟزﻣـﺎن‪ ،‬ﺛـم ﻏرﻧﺎطـﺔ اﻟﺷـﺎﻣﺧﺔ‪ .‬ﻟﯾﻘـف ﺷـوﻗﻲ أﻣـﺎم ﻫـذﻩ اﻟﻣﻌـﺎﻟم ﻟﻛﻧﻬـﺎ ﻟـم ﺗﻌـد‬
‫اﻣﺣت وأﺻـﺑﺣت ﻛﺑـﺎﻗﻲ اﻟوﺷـم ﻓـﻲ ظـﺎﻫر اﻟﯾـد‪ ،‬ﯾﻘـف إذا ﺷـوﻗﻲ‬
‫ﻛﻣﺎ ﻛﺎﻧت‪ ،‬ﻓﺳﯾﻣﺎت اﻟﻌروﺑﺔ ّ‬
‫ﻋﻠﻰ ﻫذﻩ اﻟﻣﻌﺎﻟم اﻷﻧدﻟﺳﯾﺔ وﻗﻔﺔ اﻟﺑﺣﺗري ﻋﻠﻰ إﯾوان ﻛﺳرى ﻓﯾﺳﺗﻧﺳﺦ اﻟﺳﯾﻧﯾﺔ اﻟﺷﻬﯾرة ﺑﺳﯾﻧﯾﺗﻪ‬
‫ﻗدم ﻟﻬﺎ ﺑﻣﺎ ﯾﻠﻲ‪ » :‬ﻟﻣﺎ وﺿﻌت اﻟﺣرب اﻟﺷؤﻣﻰ أوزارﻫﺎ‪ ،‬وﻓﺿﺣﻬﺎ اﷲ ﺑﯾن ﺧﻠﻘـﻪ وﻫﺗـك‬
‫اﻟﺗﻲ ّ‬
‫ـﺑﺣت ٕواذا اﻟﻌـوادي ُﻣﻘﺻـرة ! واﻟـدواﻋﻲ ﻏﯾـر‬
‫إزارﻫﺎ‪ ،‬ورﱠم ﻟﻬم رﺑوع اﻟﺳﻠم‪ ،‬وﺟدد ﻣزارﻫـﺎ ؛ أﺻ ُ‬
‫ﻣﻘﺻرة‪ٕ ،‬واذا اﻟﺷوق إﻟﻰ اﻷﻧدﻟس أﻏﻠب‪ ،‬واﻟﻧﻔس ﺑﺣق زﯾﺎرﺗﻪ أطﻠب‪ ،‬ﻓﻘﺻدﺗﻪ ﻣـن ﺑرﺷـﻠوﻧﺔ‬
‫ّ‬
‫وﺑﯾﻧﻬﻣ ــﺎ ﻣﺳ ــﯾرة ﯾ ــوﻣﯾن ﺑﺎﻟﻘط ــﺎر اﻟﻣﺟ ــد‪ ،‬واﻟﺑﺧ ــﺎر اﻟﻣﺷ ــﺗد‪ ،‬أو ﺑﺎﻟﺳ ــﻔن اﻟﻛﺑ ــرى اﻟﺧﺎرﺟ ــﺔ إﻟ ــﻰ‬
‫اﻟﻣﺣﯾط‪ ،‬اﻟطﺎوﯾﺔ اﻟﻘدﯾم ﻧﺣو اﻟﺟدﯾد ﻣن ﻫذا اﻟﺑﺳﯾط‪ ،‬ﻓﺑﻠﻐت اﻟـﻧﻔس ﺑﻣـرآﻩ اﻷرب‪ ،‬واﻛﺗﺣﻠـت‬
‫اﻟﻌﯾن ﻓﻲ ﺛراﻩ ﺑﺂﺛﺎر اﻟﻌرب‪ٕ ،‬واﻧﻬـﺎ ﻟﺷـﺗﻰ اﻟﻣواﻗـﻊ‪ ،‬ﻣﺗﻔرﻗـﺔ اﻟﻣطـﺎﻟﻊ‪ ،‬ﻓـﻲ ذﻟـك اﻟﻔﻠـك اﻟﺟـﺎﻣﻊ‪،‬‬
‫ﯾﺳري زاﺋرﻫﺎ ﻣن ﺣرم‪ ،‬ﻛﻣن ﯾﻣﺳﻲ ﺑﺎﻟﻛرﻧك وﯾﺻﺑﺢ ﺑـﺎﻟﻬرم‪ ،‬ﻓـﻼ ﺗﻘـﺎرب ﻏﯾـر اﻟﻌﺗـق و اﻟﻛـرم‬
‫‪ ) :‬طﻠﯾطﻠﺔ ( ﺗطل ﻋﻠﻰ ﺟﺳرﻫﺎ اﻟﺑﺎﻟﻲ‪ ،‬و ) إﺷﺑﯾﻠﯾﺔ ( ﺗﺷﺑل ﻋﻠﻰ ﻗﺻرﻫﺎ اﻟﺧﺎﻟﻲ‪،‬و) ﻗرطﺑﺔ(‬
‫ﻣﻧﺗﺑذة ﻧﺎﺣﯾﺔ ﺑﺎﻟﺑﯾﻌﺔ اﻟﻐراء‪ ،‬و) ﻏرﻧﺎطـﺔ ( ﺑﻌﯾـدة ﻣـزار اﻟﺣﻣـراء‪ ،‬وﻛـﺎن اﻟﺑﺣﺗـري – رﺣﻣـﻪ اﷲ‬
‫)‪(2‬‬
‫– رﻓﯾﻘﻲ ﻓﻲ ﻫذا اﻟﺗرﺣﺎل‪ ،‬وﺳﻣﯾري ﻓﻲ اﻟرﺣﺎل ‪«..‬‬

‫‪ -1‬أﺣﻣد ﺷوﻗﻲ‪ ،‬اﻟﺷوﻗﯾﺎت‪ ،‬ص ‪114‬‬


‫‪ -2‬أﺣﻣد ﺷوﻗﻲ‪ ،‬اﻟﺷوﻗﯾﺎت ج ‪ 2‬ص ‪44 - 43‬‬
‫‪23‬‬
‫أﺣﻤﺪ ﺷﻮ و ﻧﺪﻟﺲ‬

‫ــرب‪ ،‬وأطـوي اﻟــﺑﻼد َﺣزﻧـﺎ ﻟــدﻫس‬ ‫أﻧظ ــم اﻟﺷ ــرق ﻓ ــﻲ ) اﻟﺟزﯾـ ـرة ( ﺑﺎﻟﻐ ـ ـ‬
‫وﻣﻧـ ـ ـ ــﺎر ﻣـ ـ ـ ــن اﻟطواﺋـ ـ ـ ــف طﻣـ ـ ـ ــس‬ ‫ﻓ ـ ـ ـ ــﻲ دﯾ ـ ـ ـ ــﺎر ﻣ ـ ـ ـ ــن اﻟﺧﻼﺋ ـ ـ ـ ــق درس‬
‫ن ﺧﺿر‪ ،‬وﻓﻲ ذرى اﻟﻛرم طﻠس‬ ‫ورﺑـ ــﻰ ﻛﺎﻟﺟﻧـ ــﺎن‪ ،‬ﻓـ ــﻲ ﻛﻧـ ــف اﻟزﯾﺗـ ــو‬
‫ﻟﻣﺳ ــت ﻓﯾ ــﻪ ﻋﺑـ ـرة اﻟ ــدﻫر ﺧﻣﺳ ــﻲ‬ ‫ﻟ ـ ـ ــم ﯾرﻋﻧ ـ ـ ــﻲ ﺳـ ـ ـ ــوى ﺛ ـ ـ ــرى ﻗرطﺑ ـ ـ ــﻲ‬
‫ﺗﻣﺳـ ــك اﻷرض أن ﺗﻣﯾـ ــد وﺗرﺳ ـ ــﻲ‬ ‫ﻗرﯾ ـ ـ ــﺔ ﻻ ﺗُﻌ ـ ـ ـ ّـد ﻓ ـ ـ ــﻲ اﻷرض ﻛﺎﻧ ـ ـ ــت‬
‫ﻓ ـ ــﺄﺗﻰ ذﻟ ـ ــك اﻟﺣﻣ ـ ــﻰ ﺑﻌ ـ ــد ﺣـ ـ ـدس‬ ‫رﻛـ ـ ــب اﻟـ ـ ــدﻫر ﺧـ ـ ــﺎطري ﻓـ ـ ــﻲ ﺛ ارﻫـ ـ ــﺎ‬
‫ـ ــﻬﺎ ﻣـ ــن اﻟﻌـ ــز ﻓـ ــﻲ ﻣﻧـ ــﺎزل ﻗﻌـ ــس‬ ‫ﻓﺗﺟﻠـ ـ ــت ﻟ ـ ـ ــﻲ اﻟﻘﺻ ـ ـ ــور وﻣـ ـ ــن ﻓﯾ ـ ـ ـ ـ‬
‫ل اﻟﻣﻌ ـ ـ ــﺎﻟﻲ و ﻻ ﺗ ـ ـ ــردت ﺑ ـ ـ ــﻧﺟس‬ ‫ﻣــﺎ ﺿــﻔت ﻗــط ﻓــﻲ اﻟﻣﻠــوك ﻋﻠــﻰ ﻧــذ‬
‫ﻓﯾـ ــﻪ ﻣـ ــﺎل اﻟﻌﻘـ ــول ﻣـ ــن ﻛـ ــل درس‬ ‫وﻛ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺄﻧﻲ ﺑﻠﻐ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــت ﻟﻠﻌﻠ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــم ﺑﯾﺗ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎ‬
‫ﺣﺟ ـ ـ ــﺔ اﻟﻘ ـ ـ ــوم ﻣ ـ ـ ــن ﻓﻘﯾ ـ ـ ــﻪ وﻗ ـ ـ ــس‬ ‫ﻗُ ُدﺳـ ـ ـ ــﺎ ﻓـ ـ ـ ــﻲ اﻟـ ـ ـ ــﺑﻼد ﺷـ ـ ـ ــرﻗﺎ وﻏرﺑـ ـ ـ ــﺎ‬
‫ﺻــر ﻧــور اﻟﺧﻣــﯾس ﺗﺣــت اﻟــدرﻓس‬ ‫وﻋﻠـ ـ ـ ـ ــﻰ اﻟﺟﻣﻌـ ـ ـ ـ ــﺔ اﻟﺟﻼﻟـ ـ ـ ـ ــﺔ واﻟﻧـ ـ ـ ـ ــﺎ‬
‫وﯾﺣﻠ ـ ـ ــﻰ ﺑﻬ ـ ـ ــﺎ ﺟﺑ ـ ـ ــﯾن ) اﻟﺑـ ـ ـ ـرﻧس(‬ ‫ﯾﻧ ـ ـ ــزل اﻟﺗ ـ ـ ــﺎج ﻣ ـ ـ ــن ﻣﻔ ـ ـ ــرق ) دون (‬
‫وﺳــﺣﺎ اﻟﻘﻠــب ﻣــن ﺿــﻼل وﻫﺟــس‬ ‫ﺳـ ـ ـ ــﻧﺔ ﻣـ ـ ـ ــن ﻛـ ـ ـ ــرى وطﯾـ ـ ـ ــف أﻣـ ـ ـ ــﺎن‬
‫)‪(1‬‬
‫ٕواذا اﻟﻘ ـ ــوم ﻣ ـ ــﺎﻟﻬم ﻣ ـ ــن ﻣﺣ ـ ــس‬ ‫ٕواذا اﻟـ ـ ـ ــدار ﻣـ ـ ـ ــﺎ ﺑﻬـ ـ ـ ــﺎ ﻣـ ـ ـ ــن أﻧـ ـ ـ ــﯾس‬

‫وﯾرﻓ ــﻊ ﻋﻠ ــﻰ‬


‫ﻓﯾﺳ ــﺗﻘﺑل اﺳـ ـﺗﻘﺑﺎﻻ ﺣ ــﺎ ار ُ‬
‫ﺛ ــم ﯾﻌ ــود ﺷ ــوﻗﻲ إﻟ ــﻰ أرض اﻟ ــوطن ﺳ ــﻧﺔ ‪ 1920‬م ُ‬
‫اﻷﻛﺗﺎف‪ ،‬وﺗﺣﺗﺿﻧﻪ ﻣﺻر ﻣـن ﺟدﯾـد ﺑﻌـد ُﺑﻌـد و ﻧـﺄي وﻧﻔـﻲ وﺷـوق وﺣﻧـﯾن دام ﺧﻣـس ﺳـﻧﯾن‪،‬‬
‫وﯾﻧظم ﻗﺻﯾدﺗﻪ ﺑﻌد اﻟﻣﻧﻔﻰ ﯾﻌﺎﻧق ﺑﻬﺎ ﻣﺻر ﻓﯾﻘول‪:‬‬

‫‪ -1‬أﺣﻣد ﺷوﻗﻲ‪ ،‬اﻟﺷوﻗﯾﺎت ج ‪ 2‬ص ‪48‬‬


‫‪24‬‬
‫أﺣﻤﺪ ﺷﻮ و ﻧﺪﻟﺲ‬

‫ﻛ ـ ــﺄﻧﻲ ﻗ ـ ــد ﻟﻘﯾ ـ ــت ﺑ ـ ــك اﻟﺷ ـ ــﺑﺎﺑﺎ‬ ‫وﯾ ـ ــﺎ وطﻧـ ـ ــﻲ ﻟﻘﯾﺗ ـ ــك ﺑﻌـ ـ ــد ﯾ ـ ــﺄس‬
‫إذا رزق اﻟﺳـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻼﻣﺔ واﻹﯾﺎﺑ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎ‬ ‫وﻛـ ـ ـ ــل ﻣﺳـ ـ ـ ــﺎﻓر ﺳـ ـ ـ ــﯾﺋوب ﯾوﻣـ ـ ـ ــﺎ‬
‫ﻋﻠﯾ ـ ـ ــﻪ أﻗﺎﺑ ـ ـ ــل اﻟﺣ ـ ـ ــﺗم اﻟﻣﺟﺎﺑ ـ ـ ــﺎ‬ ‫وﻟـ ــو أﻧـ ــﻲ دﻋﯾـ ــت ﻟﻛﻧـ ــت دﯾﻧـ ــﻲ‬
‫إذا ﻓﻬ ـ ـ ـ ــت اﻟﺷ ـ ـ ـ ــﻬﺎدة واﻟﻣﺗﺎﺑ ـ ـ ـ ــﺎ‬ ‫أدﯾـ ــر إﻟﯾـ ــك ﻗﺑـ ــل اﻟﺑﯾـ ــت وﺟﻬـ ــﻲ‬
‫ﻣﻘﻠ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــدة أزﻣﺗﻬـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎ ط ارﺑ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎ‬ ‫وﻗ ـ ـ ــد ﺳ ـ ـ ــﺑﻘت رﻛـ ـ ــﺎﺋﺑﻲ اﻟﻘ ـ ـ ــواﻓﻲ‬
‫وﺗﻘـ ـ ـ ـ ــﺗﺣم اﻟﻠﯾـ ـ ـ ـ ــﺎﻟﻲ ﻻ اﻟﻌﺑﺎﺑـ ـ ـ ـ ــﺎ‬ ‫ﺗﺟـ ــوب اﻟـ ــدﻫر ﻧﺣـ ــوك واﻟﻔﯾـ ــﺎﻓﻲ‬
‫)‪(1‬‬
‫ﻋﻠـ ــﻰ ﺗﺎﺟﯾ ــك ﻣؤﺗﻠﻘـ ــﺎ ﻋﺟﺎﺑـ ــﺎ‬ ‫وﺗﻬـ ـ ـ ــدﯾك اﻟﺛﻧـ ـ ـ ــﺎء اﻟﺣـ ـ ـ ــر ﺗﺎﺟـ ـ ـ ــﺎ‬

‫وﻻ ﯾﻧﺳﻰ اﻟﺷﺎﻋر ﺑﻼد اﻟﻣﻧﻔﻰ اﻷﻧدﻟس اﻟﺗﻲ ودﻋﻬﺎ‪ ،‬وﯾﻘر ﻟﻬﺎ ﺑﺎﻟﻔﺿل ﻓﻘد ﻛﺎﻧت ﻟﻪ ﺣر از‬
‫ﻣن اﻟﺣﺎﻗدﯾن واﻟﺣﺎﺳدﯾن واﻟﺧوﻧﺔ ﻓﯾﻘول ﻓﻲ ذﻟك ‪:‬‬

‫ﺛﻧ ـ ـ ـ ـ ــﺎﺋﻲ إن رﺿ ـ ـ ـ ـ ــﯾت ﺑ ـ ـ ـ ـ ــﻪ ﺛواﺑ ـ ـ ـ ـ ــﺎ‬ ‫وداﻋ ـ ـ ـ ــﺎ أرض أﻧ ـ ـ ـ ــدﻟس‪ ،‬وﻫ ـ ـ ـ ــذا‬
‫وﻛ ـ ـ ـ ــم ﻣـ ـ ـ ــن ﺟﺎﻫـ ـ ـ ــل أﺛﻧـ ـ ـ ــﻰ ﻓﻌﺎﺑ ـ ـ ـ ــﺎ‬ ‫وﻣ ـ ـ ـ ـ ــﺎ أﺛﻧﯾ ـ ـ ـ ـ ــت إﻻ ﺑﻌ ـ ـ ـ ـ ــد ﻋﻠ ـ ـ ـ ـ ــم‬
‫ذ ار ﻣ ـ ـ ـ ـ ــن واﺋ ـ ـ ـ ـ ــل‪ ،‬وأﻋ ـ ـ ـ ـ ــز ﻏﺎﺑ ـ ـ ـ ـ ــﺎ‬ ‫ﺗﺧ ـ ـ ــذﺗك ﻣـ ـ ـ ــوﺋﻼ ﻓﺣﻠﻠ ـ ـ ــت أﻧـ ـ ـ ــدى‬
‫ﻗﺿـ ـ ــﺎﻫﺎ ﻓـ ـ ــﻲ ﺣﻣـ ـ ــﺎك ﻟـ ـ ــﻲ اﻏﺗ ارﺑـ ـ ــﺎ‬ ‫ﻣﻐـ ـ ـ ـ ـ ــرب آدم ﻣـ ـ ـ ـ ـ ــن دار ﻋـ ـ ـ ـ ـ ــدن‬
‫ﻓﯾـ ـ ـ ـ ــﺎ ﻟﻣﻔـ ـ ـ ـ ــﺎرق ﺷ ـ ـ ـ ـ ــﻛر اﻏﺗ ارﺑـ ـ ـ ـ ــﺎ!!‬ ‫ﺷــﻛرت اﻟﻔﻠــك ﯾ ــوم ﺣوﯾــت رﺣﻠــﻲ‬
‫ﻛـ ــﺄﻧف اﻟﻣﯾـ ــت ﻓـ ــﻲ اﻟﻧـ ــزع اﻧﺗﺻـ ــﺎﺑﺎ‬ ‫ﻓﺄﻧـ ـ ــت أرﺣﺗﻧـ ـ ــﻲ ﻣـ ـ ــن ﻛـ ـ ــل أﻧـ ـ ــف‬
‫ﺑوﺟ ـ ـ ـ ـ ــﻪ ﻛ ـ ـ ـ ـ ــﺎﻟﺑﻐﻲ رﻣ ـ ـ ـ ـ ــﻰ اﻟﻧﻘﺎﺑ ـ ـ ـ ـ ــﺎ‬ ‫وﻣﻧظـ ـ ـ ـ ــر ﻛـ ـ ـ ـ ــل ﺧ ـ ـ ـ ـ ـوان ﯾ ارﻧـ ـ ـ ـ ــﻲ‬
‫)‪(2‬‬
‫إذا أﺧﻼﻗﻬ ـ ـ ـ ـ ـ ــم ﻛﺎﻧ ـ ـ ـ ـ ـ ــت ﺧ ارﺑ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎ‬ ‫وﻟ ـ ـ ـ ـ ــﯾس ﺑﻌ ـ ـ ـ ـ ــﺎﻣر ﺑﻧﯾ ـ ـ ـ ـ ــﺎن ﻗ ـ ـ ـ ـ ــوم‬

‫‪ -1‬اﻟﻣﺻدر اﻟﺳﺎﺑق‪ ،‬ﻣﺞ ‪ ،1‬ص ‪61‬‬


‫‪ -2‬اﻟﻣﺻدر ﻧﻔﺳﻪ‪ ،‬ص ‪60‬‬
‫‪25‬‬
‫أﺣﻤﺪ ﺷﻮ و ﻧﺪﻟﺲ‬

‫ب‪ -‬أﻧدﻟﺳﯾﺎت ﺷوﻗﻲ‬

‫‪ " -‬اﻷﻧدﻟﺳﯾﺎت " إﺷﻛﺎﻟﯾﺔ اﻟﻣﺻطﻠﺢ ‪:‬‬

‫ﯾﻣﯾز ﻛﺛﯾر ﻣن اﻟﺑﺎﺣﺛﯾن واﻟدارﺳﯾن ﻟﺷﻌر ﺷوﻗﻲ ﺑﯾن ﻣﺎ ﯾﺳﻣﻰ ﺑﺎﻷﻧدﻟﺳﯾﺎت وﺑﻘﯾﺔ ﺷﻌرﻩ‪،‬‬
‫وﻟﻛن ﻣﺎذا ﯾﻘﺻد ﺑﺎﻷﻧدﻟﺳﯾﺎت ؟ وﻣﺎ ﻫﻲ اﻟﻣﺣددات ﻟﻬذﻩ اﻟﺗﺳﻣﯾﺔ ؟ ﺗَطرح ﻫذﻩ اﻷﺳﺋﻠﺔ‬
‫إﺷﻛﺎﻟﯾﺎت ﺛﻼث‬

‫ﺣول ﺣدود اﻟﺗﺳﻣﯾﺔ وﻣﺻدرﻫﺎ ‪:‬‬

‫إﺷﻛﺎﻟﯾﺔ ‪ :1‬ﻫل ﻫﻲ ﻣﺎ ذﻛر ﻓﯾﻬﺎ اﻷﻧدﻟس وﻛﺎﻧت ﻣوﺿوﻋﺎ ﻟﻬﺎ ؟ ) دﻟﯾل ﻣوﺿوﻋﺎﺗﻲ (‬

‫إﺷﻛﺎﻟﯾﺔ ‪ :2‬أم ﻣﺎ ﻛﺗب ﻓﻲ اﻷﻧدﻟس ﻣن ﺷﻌر ﺷوﻗﻲ ؟ ) دﻟﯾل ﻣﻛﺎﻧﻲ(‬

‫إﺷﻛﺎﻟﯾﺔ ‪ :3‬أم ﻣﺎ ﺣﺎﻛﻰ ﻓﯾﻪ ﺷوﻗﻲ ﺷﻌراء اﻷﻧدﻟس ؟ ) دﻟﯾل ﻓﻧﻲ (‬

‫وﺗﻔﺻﯾل ذﻟك ﻓﯾﻣﺎ ﯾﻠﻲ‪:‬‬

‫اﻟدﻟﯾل اﻟﻣوﺿوﻋﺎﺗﻲ ‪:‬‬

‫ﯾﺑــدو أن أول طﯾــف ﻟﻸﻧــدﻟس ﻓــﻲ ﺷــﻌر ﺷ ـوﻗﻲ ﯾط ــل ﻋﻠﯾﻧــﺎ ﻣــن وراء ﻗﺎﻓﯾــﺔ ﺑﯾــت ﻟــﻪ ﻣــن‬
‫ﻗﺻــﯾدة أﻟﻘﺎﻫــﺎ ﻋــﺎم ‪1894‬م ﻓــﻲ ﻣــؤﺗﻣر اﻟﻣﺳﺗﺷــرﻓﯾن اﻟــدوﻟﻲ اﻟﻣﻧﻌﻘــد ﻓــﻲ ﺟﯾﻧﯾــف‪ .‬ﻋــرض ﻓﯾــﻪ‬
‫ﻟرﺳــﺎﻟﺔ اﻹﺳــﻼم اﻟﺗــﻲ ﻧﺑﺗــت ﻓــﻲ اﻟﺑﯾــداء واطﻠﻌــت ﻣــن اﻟﺻــﺣﺎري ﻣــن ﻗﻠــب اﻟﺧﯾــﺎم أﺳــودا ﻓﺗﺣ ـوا‬
‫اﻟدﻧﯾﺎ وﻗﺎدوﻫﺎ ﻧﺣو اﻟﻧور وﻧﺷروا ﻓﯾﻬﺎ اﻟﺣﺿﺎرة وﺣﻛﻣوا ﺑﻌدﻟﻬم اﻷرض وﻋﻠﻰ ذﻟك ‪:‬‬

‫د و ﻣﺻر واﻟﻐرب و اﻟﺣﻣراء‬ ‫ﺗﺷﻬد اﻟﺻﯾن واﻟﺑﺣﺎر و ﺑﻐدا‬

‫)‪(1‬‬
‫ﻓﻬذﻩ اﻟﺣﻣراء رﻣز اﻟﺣﻛم اﻟﻌرﺑﻲ و اﻟﺣﺿﺎرة اﻹﺳﻼﻣﯾﺔ ﻓﻲ اﻷﻧدﻟس‬

‫‪ - 1‬ﺻﺎﻟﺢ اﻻﺷﺗر‪ ،‬أﻧدﻟﺳﯾﺎت ﺷوﻗﻲ ص ‪58‬‬


‫‪26‬‬
‫أﺣﻤﺪ ﺷﻮ و ﻧﺪﻟﺲ‬

‫وﻫﻧﺎك ﻗﺻﯾدة رﻓﻌﻬﺎ ﻟﻠﺳﻠطﺎن ﻋﺑد اﻟﺣﻣﯾد ﻋﻧد ﻧزوﻟﻪ ﺿﯾﻔﺎ ﻋﻠﯾﻪ ﻓﻲ اﻷﺳﺗﺎﻧﺔ ﯾﻘول ﻓﯾﻬﺎ ‪:‬‬

‫)‪(1‬‬
‫ﺛم ﯾﺿﺣﻲ وﻧﺎﺳﻪ أﻋﺟﺎم‬ ‫وﯾﺑﯾت اﻟزﻣﺎن أﻧدﻟﺳﯾﺎ‬

‫وﻫﺎﻫو ﯾﺧﺎطب ﻣﻣﺟدا اﻟﺳﻠطﺎن ﻣﺣﻣد رﺷﺎد اﻟﺧﺎﻣس‬

‫)‪(2‬‬
‫ﻧﺳﻼ وﻻ ﺑﻐداد ﻣن أﻣﺛﺎﻟﻪ‬ ‫ﻟم ﺗﻛﺛر اﻟﺣﻣراء ﻣن ﻧظراﺋﻪ‬

‫وﺗﻌود ﺻورة اﻷﻧدﻟس ﻣرة راﺑﻌﺔ ﻋﻧدﻣﺎ ﯾزور اﻟﺧدﯾوي ﻋﺑﺎس ﻣدﯾﻧﺔ طﻧطﺎ وﻟﻠﺧدﯾوي ﯾد‬
‫ﻋﻠﻰ ﻫذﻩ اﻟﺑﻠدة ﺣﯾن ﺑﻌث اﻟﺣﯾﺎة و اﻟﻌﻣران ﻓﻲ رﺳﻣﻬﺎ اﻟﺑﺎﻟﻲ ـ ـ ﻛﻣﺎ ﯾﻘول ﺷوﻗﻲ ـ ـ وﻓﺟر ﻓﯾﻬﺎ‬
‫)‪(3‬‬
‫ﻋﯾون اﻟﻌﻠم ﺑﺈﺷﺎدة اﻟﻣﻌﺎﻫد واﻟﻣدارس‬

‫ﺗﻧظر)طﻠﯾطﻠﺔ( ﻓﻲ ﻋﺻرﻫﺎ اﻟﺧﺎﻟﻲ‬ ‫أﻧظر إﻟﻰ ﻛل ﻋﺎل ﻣن ﻣﻌﺎﻫدﻫﺎ‬

‫وﺣﯾن ﺳﻘطت ﻣﻘدوﻧﯾﺎ ﺗذﻛر ﺷﺎﻋرﻧﺎ اﻷﻧدﻟس وﺟﻌﻠﻬﻣﺎ أﺧﺗﯾن ﻓﺑﻛﻰ اﻷﻧدﻟس اﻟﺟدﯾدة )ﻣﻘدوﻧﯾﺎ(‬
‫ﻫوت اﻟﺧﻼﻓﺔ ﻋﻧك واﻹﺳﻼم‬ ‫ﯾﺎ أﺧت أﻧدﻟس ﻋﻠﯾك ﺳﻼم‬ ‫ﻗﺎﺋﻼ ‪:‬‬

‫)‪(4‬‬
‫طوﯾت وﻋم اﻟﻌﺎﻟﻣﯾن ظﻼم‬ ‫ﻧزل اﻟﻬﻼل ﻋن اﻟﺳﻣﺎء ﻓﻠﯾﺗﻬﺎ‬

‫ﻓﻲ ﻛل ﻣﺎ ذﻛرﻧﺎ ﺳﺎﺑﻘﺎ ﻧﺟد أن أﺣﻣد ﺷوﻗﻲ ﻟـم ﯾﺗﺧـذ اﻷﻧـدﻟس ﻣوﺿـوﻋﺎ ﺑذاﺗـﻪ‪ .‬ﻓﻬـو اﻟﺑﯾـت‬
‫واﻟﺑﯾﺗــﺎن ﻓــﻲ ﻗﺻــﺎﺋد ﻣطوﻟــﺔ و ﻣــﺎ ﯾﺳــﺗدﻋﯾﻪ ﻟــذﻟك ﻫــو ﻣﻘﺎرﻧــﺎت ﺑــﯾن ظــروف اﻟﻌــرب اﻟﺳــﺎﺑﻘﺔ‬
‫واﻟﻣﻌﺎﺻ ـرة ﻟــﻪ ﻓﻬــو ﺗــﺎرة ﯾﻔﺗﺧــر ﺑــﺎﻟﺣﻛم اﻟﻌرﺑــﻲ واﻟﺣﺿــﺎرة اﻹﺳــﻼﻣﯾﺔ واﻟﻧﺑــوغ اﻟﻌرﺑــﻲ واﻟﻣﺟــد‬
‫واﻟﺗﺷـﯾﯾد واﻟﻌﻣـران وﺗــﺎرة أﺧــرى ﺻــورة اﻟﺿــﯾﺎع ﻟﻔــردوس ﻣﻔﻘــود‪ .‬ﻓﺣﺳــﺑﻣﺎ ﯾــذﻛر اﻟــدﻛﺗور ﺻــﺎﻟﺢ‬

‫‪ - 1‬اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق‬
‫‪ - 2‬اﻟﺷوﻗﯾﺎت ج ‪ 1‬ص ‪207‬‬
‫‪ - 3‬اﻟﻣﺻدر ﻧﻔﺳﻪ‪ ،‬ص‪59‬‬
‫‪ - 4‬اﻟﻣﺻدر ﻧﻔﺳﻪ‪ ،‬ص ‪177‬‬

‫‪27‬‬
‫أﺣﻤﺪ ﺷﻮ و ﻧﺪﻟﺲ‬

‫اﻷﺷـﺗر ﻛﺎﻧـت ﺻـورة اﻷﻧـدﻟس اﻟﻌرﺑﯾـﺔ ﻫزﯾﻠـﺔ اﻟﻣﻼﻣـﺢ ﻋﻧـد ﺷـوﻗﻲ‪ ،‬ﻓﻬـﻲ ﻻ ﺗزﯾـد ﻋـن اﻟﺻـورة‬
‫)‪(1‬‬
‫اﻟﺗﻲ ﯾﺣﻣﻠﻬﺎ اﻟﻣﺛﻘف اﻟﻌرﺑﻲ اﻟﻌﺎدي ‪.‬‬

‫اﻟدﻟﯾل اﻟﻣﻛﺎﻧﻲ ‪:‬‬

‫ﺗطرق ﺻﺎﻟﺢ اﻷﺷﺗر ﻋﻧد ﺗﺗﺑﻌﻪ ﻟﻶﺛﺎر اﻟﺗﻲ ﻛﺗﺑﻬﺎ ﺷوﻗﻲ ﻓﻲ اﻟﻣﻧﻔﻰ إﻟﻰ أرﺑﻊ ﻣراﺣل‪:‬‬

‫‪ -1‬اﻟﻣرﺣﻠﺔ اﻷوﻟﻰ اﻟطرﯾق ﻣن اﻟﺳوﯾس إﻟﻰ ﺑرﺷﻠوﻧﺔ واﻟﺗﻲ ﻛﺗب ﺧﻼﻟﻬﺎ ﺷﺎﻋرﻧﺎ ﻣﻘطوﻋﺗﻪ‬
‫اﻟﻧﺛرﯾﺔ اﻟﻣﺳﺟوﻋﺔ "ﻗﻧﺎة اﻟﺳوﯾس" وﻫﻲ ﻣوﺟودة ﻓﻲ ﻛﺗﺎﺑﻪ " أﺳواق اﻟذﻫب" ‪.‬‬

‫‪ -2‬اﻟﻣرﺣﻠﺔ اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ ﺣﯾن ﻣﻛوﺛﻪ ﺑﺑرﺷﻠوﻧﺔ وﻗﺳﻣﻬﺎ إﻟﻰ ‪ 4‬أﻋﻣﺎل ‪:‬‬

‫‪ -‬دول اﻟﻌرب وﻋظﻣﺎء اﻹﺳﻼم )‪ 1400‬ﺑﯾت ﻣن اﻟرﺟز(‪.‬‬

‫‪ -‬رﺳﺎﻟﺔ إﻟﻰ ﺣﺎﻓظ اﺑراﻫﯾم ﺛﻼث أﺑﯾﺎت ﻣن ﺑﺣر اﻟﺑﺳﯾط ﯾﻘول ﻓﯾﻬﺎ ‪:‬‬

‫ﻋﻬ ـ ــد اﻟوﻓـ ـ ــﺎء – ٕوان ﻏﺑﻧـ ـ ــﺎ – ﻣﻘﯾﻣﯾﻧـ ـ ــﺎ‬ ‫ﯾﺎ ﺳﺎﻛﻧﻲ ﻣﺻر إﻧﺎ ﻻ ﻧـزال ﻋﻠـﻰ‬
‫ﺷـ ـ ـ ـ ــﯾﺋﺎ ﻧﺑـ ـ ـ ـ ــل ﺑـ ـ ـ ـ ــﻪ أﺣﺷـ ـ ـ ـ ــﺎء ﺻـ ـ ـ ـ ــﺎدﯾﻧﺎ‬ ‫ﻫ ــﻼ ﺑﻌﺛـ ــﺗم ﻟﻧـ ــﺎ ﻣـ ــن ﻣـ ــﺎء ﻧﻬـ ــرﻛم‬
‫)‪(2‬‬
‫ﻣ ـ ـ ــﺎ أﺑﻌ ـ ـ ــد اﻟﻧﯾ ـ ـ ــل إﻻ ﻋ ـ ـ ــن أﻣﺎﻧﯾﻧ ـ ـ ــﺎ‬ ‫ﻛ ـ ــل اﻟﻣﻧﺎﻫ ـ ــل ﺑﻌ ـ ــد اﻟﻧﯾ ـ ــل آﺳ ـ ــﻧﺔ‬

‫‪ -‬ورﺳﺎﻟﺔ إﻟﻰ ﺻدﯾﻘﻪ اﻟﺷﺎﻋر إﺳﻣﺎﻋﯾل ﺻﺑري ﻗﺎﺋﻼ ﻓﯾﻬﺎ ‪:‬‬

‫ﺑﻌ ـ ـ ـ ـ ــد اﻟﻬ ـ ـ ـ ـ ــدوء‪ ،‬وﯾﻬﻣ ـ ـ ـ ـ ــﻲ ﻋ ـ ـ ـ ـ ــن ﻣﺂﻗﯾﻧ ـ ـ ـ ـ ــﺎ‬ ‫ﯾـ ـ ـﺎ ﺳـ ــﺎري اﻟﺑ ـ ــرق ﯾرﻣ ـ ــﻲ ﻋـ ــن ﺟواﻧﺣـ ــﻪ‬
‫)‪(3‬‬
‫ﻏ ـ ــﺎض اﻷﺳ ـ ــﻰ ﻓﺧﺿ ـ ــﺑﻧﺎ اﻷرض ﺑﺎﻛﯾﻧـ ـ ــﺎ‬ ‫ﺗرﻗ ـ ــرق اﻟﻣ ـ ــﺎء ﻓ ـ ــﻲ ﻋ ـ ــﯾن اﻟﺳ ـ ــﻣﺎء وﻣ ـ ــﺎ‬

‫‪ - 1‬ﺻﺎﻟﺢ اﻷﺷﺗر‪ ،‬أﻧدﻟﺳﯾﺎت ﺷوﻗﻲ‪ ،‬ص ‪62‬‬

‫‪ -2‬ﺣﺎﻓظ اﺑراﻫﯾم‪ ،‬اﻟدﯾوان ‪ ،‬ص ‪187 - 186‬‬


‫‪ -3‬ﺻﺎﻟﺢ اﻷﺷﺗر‪ ،‬أﻧدﻟﺳﯾﺎت ﺷوﻗﻲ‪ ،‬ص ‪24‬‬
‫‪28‬‬
‫أﺣﻤﺪ ﺷﻮ و ﻧﺪﻟﺲ‬

‫‪ -‬ﻗﺻﯾدة ﻣﻌﺎرﺿﺎ ﻓﯾﻬﺎ اﺑن زﯾدون‪.‬‬

‫‪ -‬اﻟﻣﯾﻣﯾﺔ ﻣﻌﺎرﺿﺎ ﻓﯾﻬﺎ اﻟﻣﺗﻧﺑﻲ وﻫﻲ آﺧر ﻣﺎ ﻧظم ﻓﻲ ﺑرﺷﻠوﻧﺔ‪.‬‬

‫‪ -3‬اﻟﻣرﺣﻠﺔ اﻟﺛﺎﻟﺛﺔ اﻟرﺣﻠﺔ إﻟﻰ اﻷﻧدﻟس ‪ :‬وﻓﯾﻬﺎ‪:‬‬

‫– اﻟﺳﯾﻧﯾﺔ )ﻣﻌﺎرﺿﺎ اﻟﺑﺣﺗري(‪.‬‬

‫‪ -‬ﻣوﺷﺢ ﺻﻘر ﻗرﯾش )ﻣﻌﺎرﺿﺎ اﺑن ﺳﻬل(‬

‫‪ -4‬اﻟﻣرﺣﻠﺔ اﻟراﺑﻌﺔ اﻟﻌودة اﻟﻰ ﻣﺻر‪:‬‬

‫)‪(1‬‬
‫‪ -‬ﺑﺎﺋﯾﺔ ﺑﻌﻧوان "ﺑﻌد اﻟﻣﻧﻔﻰ"‬

‫دﻟﯾل ﻓﻧﻲ‪:‬‬

‫وﻧﻘﺻد ﺑذﻟك اﻟﺷﻌر اﻟذي ﻋﺎرض ﺑﻪ ﺷوﻗﻲ ﺷﻌراء اﻷﻧدﻟس ﺧﺎﺻﺔ أو ﺣﺎﻛﻰ ﺑﻪ اﻟﺷﻌر‬
‫اﻷﻧدﻟﺳﻲ‪ ،‬ﻣﺛل ﻣوﺷﺢ ﻟﺳﺎن اﻟدﯾن اﺑن اﻟﺧطﯾب اﻟذي ﻣطﻠﻌﻪ ‪:‬‬

‫ﯾـ ـ ـ ـ ـ ــﺎ زﻣـ ـ ـ ـ ـ ــﺎن اﻟوﺻـ ـ ـ ـ ـ ــل ﺑﺎﻷﻧ ـ ـ ـ ـ ـ ــدﻟس‬ ‫ـث إذا اﻟﻐﯾـ ـ ـ ــث ﻫﻣـ ـ ـ ــﻰ‬
‫ـﺎدك اﻟﻐﯾ ـ ـ ـ ـ ُ‬
‫ﺟـ ـ ـ ـ َ‬
‫)‪(2‬‬
‫ﻓـ ــﻲ اﻟﻛ ـ ـرى‪ ،‬أو ﺧﻠﺳـ ــﺔ اﻟﻣﺧـ ــﺗﻠس‬ ‫ﻟـ ـ ـ ـ ـ ـ ــم ﯾﻛـ ـ ـ ـ ـ ـ ــن وﺻـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻠك إﻻ ﺣﻠﻣـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎ‬

‫ﻋﺎرﺿﻪ ﺷوﻗﻲ ﺑﻣوﺷﺣﻪ اﻷﻧدﻟﺳﻲ اﻟذي ﯾﻘول ﻓﯾﻪ ‪:‬‬

‫ﺑـ ـ ـ ـ ـ ّـرح اﻟﺷـ ـ ـ ـ ــوق ﺑـ ـ ـ ـ ــﻪ ﻓـ ـ ـ ـ ــﻲ اﻟﻐﻠـ ـ ـ ـ ــس‬ ‫ﻣـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــن ﻟﻧﺿ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــو ﯾﺗﻧ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ّـزى أﻟﻣـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎ‬
‫)‪(1‬‬
‫أﯾـ ـ ــن ﺷ ـ ـ ــرق اﻷرض ﻣـ ـ ــن أﻧ ـ ـ ــدﻟس‬ ‫اﻟﻌَﻠﻣـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎ‬
‫ﺣـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ّـن ﻟﻠﺑـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎن وﻧـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎﺟﻰ َ‬

‫‪ - 1‬أﺣﻣد ﺷوﻗﻲ‪ ،‬اﻟﺷوﻗﯾﺎت ج‪ 1‬ص ‪54‬‬


‫‪ -2‬ﻟﺳﺎن اﻟدﯾن ﺑن اﻟﺧطﯾب‪ ،‬اﻟدﯾوان‪ ،‬ﻣﺞ ‪ ،1‬ﺗﺢ ﻣﺣﻣد ﻣﻔﺗﺎح‪ ،‬دار اﻟﺛﻘﺎﻓﺔ ﻟﻠﻧﺷر واﻟﺗوزﯾﻊ‪ ،‬اﻟدار اﻟﺑﯾﺿﺎء ‪ 1989‬م‬
‫ط‪ ،1‬ص ‪792‬‬
‫‪29‬‬
‫أﺣﻤﺪ ﺷﻮ و ﻧﺪﻟﺲ‬

‫ﻏﯾــر أن اﻟﺷــﺎﻋر أﺣﻣــد ﺷــوﻗﻲ ﻋــﺎرض اﻟﻛﺛﯾــر ﻣــن ﻓﺣــول اﻟﺷــﻌ ارء اﻟــذي ﺳــﺑﻘوﻩ ﻣــن أﻣﺛــﺎل‬
‫اﻟﺣﺻري واﻟﻣﺗﻧﺑﻲ و اﻟﺑوﺻﯾري واﻟﺑﺣﺗري أي أﻧﻪ ﻟم ﯾﺗﺧذ ﺷﻌراء اﻷﻧـدﻟس ﻛـﺎﺑن زﯾـدون و اﺑـن‬
‫ﺳﻬل ﻓﻘط ﻹ ﺛراء ﻓﻧﻪ‪.‬‬

‫ﻓﻠو ﻛﺎﻧت اﻟﻔﻛرة اﻷﻧدﻟﺳﯾﺔ ﻋﻧدﻩ دﻟﯾﻼ ﻓﻧﯾﺎ ﻟﻣـﺎ ﻛﺎﻧـت ﻓﺗـرة إﻗﺎﻣﺗـﻪ ﺑﺑرﺷـﻠوﻧﺔ ﻓﺗـرة ﻗﺣـط و ﺟﻔـﺎف‬
‫ﻓﻲ ﺷﺎﻋرﯾﺗﻪ ﻓﻘد ﻫزﻟت طﺎﻗﺗﻪ اﻟﺷﻌرﯾﺔ وأﺟدﺑت ﻗرﯾﺣﺗﻪ ‪.‬‬

‫اﻵﺛﺎر اﻷﻧدﻟﺳﯾﺔ ﻟم ﺗﻛن ﻣﺻدر وﺣﯾﻪ أﻛﺛر اﻷﺣﯾﺎن ﻓﻛﺎﻧت ﺷﺎﻋرﯾﺗﻪ ﺗﺳﺗوﺣﻲ اﻟﺗﺎرﯾﺦ اﻷﻧدﻟﺳﻲ و ﺗﺻدر‬
‫ﻋن ﻛﺗﺑﻪ ﻣﻣﺎ ﺗﺳﺗوﺣﻲ اﻷرض اﻷﻧدﻟﺳﯾﺔ وﺗﺻدر ﻋﻧﻬﺎ‪.‬‬

‫ﺧﻼﺻﺔ‬

‫ﻟﻘــد ﻛــﺎن اﻟﺑــﺎﺣﺛون ﺣــﯾن ﯾﺗﻌرﺿــون ﻟﻣرﺣﻠــﺔ ﻧﻔــﻲ أﺣﻣــد ﺷــوﻓﻲ ﯾرﺳــﻠون ﻧظـرات ﺳ ـرﯾﻌﺔ ﻋﻠــﻰ‬
‫ﺷﻌرﻩ ﺛم ﯾﺻدرون أﺣﻛﺎﻣﺎ ﻋﺎﻣﺔ ﻋن إﺑداﻋﺎﺗﻪ ﻓﻲ وﺻف أﻣﺟﺎد اﻟﻌرب ﻓـﻲ اﻷﻧـدﻟس او اﻟﺑﻛـﺎء‬
‫ﻋﻠﻰ اﻟﻔردوس اﻟﻣﻔﻘود‪.‬‬

‫وأول ﻣــن ﺗﻌــرض ﻟد ارﺳــﺔ ﻫــذﻩ اﻟﻣرﺣﻠــﺔ ﻫــو اﻟﻛﺎﺗــب ﺻــﺎﻟﺢ اﻷﺷــﺗر ﻓــﻲ ﻛﺗﺎﺑــﻪ أﻧدﻟﺳــﯾﺎت‬
‫ﺷوﻗﻲ ﺣﯾث ﻗﺎل ‪ » :‬ﻟﻘد أردﻧﺎ أن ﻧﺳﻬم ﻓـﻲ إﺣﯾـﺎء ذﻛـرى اﻟﺷـﺎﻋر اﻟﻌظـﯾم ﺑﺗﻘـدﯾم ﻫـذﻩ اﻟد ارﺳـﺔ‬
‫ﻋن ﺟﺎﻧب ﻣن أدﺑﻪ ﻻ ﯾزال اﻟﻰ اﻟﯾوم ﻏﯾر ﻣدروس وﻟﻌل ﻫذا ﺧﯾـر ﺗﺣﯾـﺔ ﯾﻣﻛﻧﻧـﺎ أن ﻧﺣﯾﯾـﻪ ﺑﻣـﺎ‬
‫)‪(2‬‬
‫ﻓﻲ ﻋﯾدﻩ «‬

‫إن ﺻﺎﻟﺢ اﻷﺷﺗر ﻫو ﻣن أطﻠق ﻣﺻطﻠﺢ أﻧدﻟﺳﯾﺎت ﺷوﻗﻲ وﻣن ﺧﻼل ﺗﺗﺑﻌﻧﺎ ﻟدراﺳﺗﻪ آﺛـﺎر‬
‫ﺷوﻗﻲ وﺟدﻧﺎ أﻧﻪ ﯾﻘﺻد ﺑﻪ اﻟﻘﺻﺎﺋد اﻟﺗﻲ ﻛﺗﺑت ﻓﻲ اﻷﻧدﻟس ﺧـﻼل ﻣـدة اﻟﻧﻔـﻲ ﺣﯾـث ﻗـﺎل ‪ :‬ﻓـﻼ‬
‫اﻟ ــدﻟﯾل اﻟﻔﻧ ــﻲ ﻛــﺎف‪ ،‬ﻷﻧ ــﻪ ﻋ ــﺎرض ﻏﯾــر اﻷﻧدﻟﺳــﯾﯾن‪ ،‬وﻻ اﻟــدﻟﯾل اﻟﻣوﺿــوﻋﺎﺗﻲ ﻛ ــﺎف‪ ،‬ﻷن‬

‫‪ -1‬أﺣﻣد ﺷوﻗﻲ‪ ،‬اﻟﺷوﻗﯾﺎت‪ ،‬ﻣﺞ ‪ ،1‬ج ‪ ،2‬ص ‪170‬‬


‫‪ -2‬ﺻﺎﻟﺢ اﻷﺷﺗر‪ ،‬أﻧدﻟﺳﯾﺎت ﺷوﻗﻲ‪ ،‬ص ‪4‬‬
‫‪30‬‬
‫أﺣﻤﺪ ﺷﻮ و ﻧﺪﻟﺲ‬

‫ﺷــوﻗﻲ ﻟــم ﯾﻛــن ﻓــﻲ اﻫﺗﻣﺎﻣــﻪ اﻷﻧــدﻟس إﻻ ﻓــﻲ ﻣﻧﺎﺳــﺑﺎت ﻧــﺎدرة وذﻟــك ﻗﺑــل اﻟﻣﻧﻔــﻰ ‪ .‬ﯾﺑﻘــﻰ اﻟــدﻟﯾل‬
‫اﻟﻣﻛﺎﻧﻲ‪ ،‬ﺣﯾث ﺷﻌرﻩ اﻟذي أﻟﻔﻪ ﻓﻲ اﻟﻣﻧﻔﻰ ‪.‬‬

‫وﻣﺛل ﻫذا اﻟﻣﻧﻬﺞ ﻓﻲ اﻟدراﺳﺔ ﯾﻔرض ﻋﻠﯾﻧﺎ ﺗﺗﺑﻊ ﺧطﺎ اﻟﺷﺎﻋر ﻓﻲ ﻛل ﻣﻛﺎن ﺗﻧﻔس ﻓﯾﻪ ﻣن‬
‫أرض اﻷﻧدﻟس وأوﺣﻰ ﻟﻪ ﺑﻘﺻﺎﺋدﻩ اﻷﻧدﻟﺳﯾﺔ‪.‬‬

‫‪ -‬إﺣﯾﺎﺋﯾﺔ ﺷوﻗﻲ وﺧﺻﺎﺋص ﺷﻌرﻩ اﻷﺳﻠوﺑﯾﺔ‬


‫ﺧــﻼل اﻟﻌﺻ ـرﯾن اﻟﻣﻣﻠــوﻛﻲ واﻟﻌﺛﻣــﺎﻧﻲ ﻗﺑــل اﻟﻧﻬﺿــﺔ ﺷــﻬدت اﻟﺣﯾــﺎة اﻷدﺑﯾــﺔ رﻛــودا وﺿــﻌﻔﺎ‬
‫ظﻬ ار ﻋﻠﻰ ﻣﺳﺗوى اﻟﺷﻌر ﻓﻲ ﺻور ﺳـﻣﺟﺔ ﻣـن اﻟﺑـدﯾﻌﯾﺎت اﻟﻣﺗﻛﻠﻔـﺔ واﻟﺻـور اﻟﺗﻘﻠﯾدﯾـﺔ اﻟﻣﻛـررة‬
‫ﺿــﻣن ﻗواﻟ ــب ﺟــﺎﻫزة ﻓﻘ ــدت ﻣﻬــﺎرة اﻟﻣﺧﯾ ــﺎل اﻟﺷــﻌري اﻟﺟ ــﺎد؛ ﻓﺻ ــﺎر اﻟﺷ ــﻌر ﺗرﺑﯾﻌــﺎ وﺗﺧﻣﯾﺳ ــﺎ‬
‫وﺗﺷــطﯾ ار ٕواﻟﻐــﺎ از‪ ،‬وﺗﻬﺎﻓﺗــت اﻟﺻــﯾﺎﻏﺔ وﺿــﻌﻔت اﻟﻔﻛـ ـرة واﻧﺣ ــدر اﻷﺳــﻠوب ﻧﺣــو اﻟﻌﺎﻣﯾ ــﺔ وﻋ ـ ّـم‬
‫اﻹﺳﻔﺎف إﻻ ﻓﻲ اﻟﻧﺎدر‪ » ،‬وﻏدا اﻟﻣﻔﻬوم اﻟﺷﺎﺋﻊ ﻟﻠﺷﻌر اﻟﺟﯾد ﻫو أن ﯾﻛون ﻗﺎﺋﻣﺎ ﻋﻠﻰ اﺧﺗﯾـﺎر‬
‫ﺑﺎرع ﻟﻠﻣﻔردات‪ ،‬وﻗدرة ﻓﻲ اﻟﺗﻔوق ﻋﻠﻰ اﻟﺷﻌراء اﻵﺧـرﯾن واﻟﺗﻐﻠـب ﻋﻠـﯾﻬم ﻓـﻲ ﻟﻌﺑـﺔ اﻟﻣﺳـﺎﺟﻠﺔ ‪.‬‬
‫وﻛﺎﻧــت اﻟدﻋﺎﺑــﺔ وﺳــرﻋﺔ اﻟﺧــﺎطر واﻟﺑ ارﻋــﺔ ﻓــﻲ ﻋــرض ظــل ﻣــن اﻟﻣﻌﻧــﻰ طرﯾــف ظرﯾــف أﻫــم‬
‫اﻟﺻﻔﺎت اﻟﺗﻲ ﺗﻣﯾز اﻟﺷﺎﻋر اﻟﻣﺟﯾد ‪ .‬ﻟﻬذا اﺗﺻف اﻟﺷـﻌر ﺑﺎﻟﺻـﻧﻌﺔ واﻟﺗﻘﻠﯾـد واﻟزﯾـف‪ ،‬وﻟـم ﺗﻌـد‬
‫)‪(1‬‬
‫وﻛﺎﻧــت ﺗﻠــك اﻟﺣــﺎل ﺣﺗــﻰ ﻧﻬﺎﯾــﺔ اﻟﻧﺻــف اﻷول ﻣــن‬ ‫ﻟـﻪ ﺻــﻠﺔ ﺑﺄﻓﺿــل أﻣﺛﻠــﺔ اﻟﺷــﻌر اﻟﻘــدﯾم «‬
‫اﻟﻘـ ــرن اﻟﺗﺎﺳـ ــﻊ ﻋﺷـ ــر ﺣﯾـ ــث ﺑـ ــدأت ﺑ ـ ـوادر اﻟﻧﻬﺿـ ــﺔ ﺑـ ــﺎﻟظﻬور ﻣﺳـ ــﺗﻬﻠﺔ ﺑﺎﻟﺣرﻛـ ــﺎت واﻟـ ــدﻋوات‬
‫اﻹﺻﻼﺣﯾﺔ واﻟﺛورات اﻟﻌرﺑﯾﺔ واﻟﺑﻌﺛﺎت اﻟطﻼﺑﯾﺔ إﻟـﻰ أوروﺑـﺎ وﺗـﺄﺛﯾر ﺣﻣﻠـﺔ ﻧـﺎﺑﻠﯾون ﻋﻠـﻰ ﻣﺻـر‪،‬‬
‫ﻓﻧﺷــﺄت ﻧﻬﺿــﺔ أدﺑﯾــﺔ ﻓﻛرﯾــﺔ ظﻬــر ﺻــداﻫﺎ ﻓــﻲ ﺣرﻛــﺔ اﻟﺑﻌــث واﻹﺣﯾــﺎء اﻟﺗــﻲ ﻋﻣﻠــت ﻋﻠــﻰ ﺑﻌــث‬
‫اﻟﺷــﻌر ﺑﻌــد ﺟﻣ ــود ٕواﺣﯾﺎﺋــﻪ ﺑﻌ ــد ﻣـ ـوات‪ ،‬وﻫــﻲ أوﻟــﻰ اﻟﻣ ــدارس اﻟﺷــﻌرﯾﺔ اﻟﻌرﺑﯾــﺔ ﻓــﻲ اﻟﻌﺻــر‬

‫‪ -1‬ﺳﻠﻣﻰ اﻟﺟﯾوﺳﻲ‪ ،‬اﻻﺗﺟﺎﻫﺎت واﻟﺣرﻛﺎت ﻓﻲ اﻟﺷﻌر اﻟﻌرﺑﻲ اﻟﺣدﯾث‪ ،‬ﺗر ‪ :‬ﻋﺑد اﻟواﺣد ﻟؤﻟؤة ‪ ،‬ﻣرﻛز دراﺳﺎت اﻟوﺣدة‬
‫اﻟﻌرﺑﯾﺔ‪ ،‬ﺑﯾروت ﻟﺑﻧﺎن‪ 2001 ،‬م‪ ،‬ص ‪46‬‬

‫‪31‬‬
‫أﺣﻤﺪ ﺷﻮ و ﻧﺪﻟﺲ‬

‫اﻟﺣدﯾث‪ ،‬وﻣن أﻫم روادﻫﺎ ﻣﺣﻣود ﺳﺎﻣﻲ اﻟﺑﺎرودي وأﺣﻣد ﻣﺣرم وﺣـﺎﻓظ اﺑـراﻫﯾم وأﺣﻣـد ﺷـوﻗﻲ‬
‫وﺑﺷﺎرة اﻟﺧوري وﻣﻌروف اﻟرﺻﺎﻓﻲ وﻏﯾرﻫم ‪.‬‬

‫رأى ﺷــﻌراء ﻫــذﻩ اﻟﻣرﺣﻠــﺔ اﻟﺑﻌــث واﻹﺣﯾــﺎء ﻛــﺎﻣن ﻓــﻲ اﻻرﺗــداد إﻟــﻰ اﻟﯾﻧــﺎﺑﯾﻊ اﻷوﻟــﻰ ﻟﻠﺷــﻌر‬
‫اﻟﻌرﺑﻲ ﻓﻲ ﻋﺻورﻩ اﻟﻣزدﻫرة ﻓﺎﻧﻛﺑوا ﻋﻠﻰ ﻣطﺎﻟﻌﺔ دواوﯾن اﻟﺷﻌراء اﻟﻌظـﺎم‪ ،‬وﻣﻌﺎرﺿـﺔ ﺷـﻌرﻫم‬
‫ﻓﻲ اﻷﺳﻠوب اﻟﻔﻧﻲ‪ ،‬واﻟﺻﯾﺎﻏﺔ واﻟﺻور واﻟﻠﻐﺔ اﻷﻧﯾﻘﺔ اﻟﺟزﻟﺔ‬

‫وﯾﻣﻛن ﺗﻠﺧﯾص ﻣﻣﯾزات اﻟﻣدرﺳﺔ اﻹﺣﯾﺎﺋﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﻧﻘﺎط اﻟﺗﺎﻟﯾﺔ ‪:‬‬


‫‪ -1‬ﺣﺎﻓظ ﺷﻌراء ﻫذﻩ اﻟﻣدرﺳﺔ ﻋﻠﻰ ﻧﻬﺞ اﻟﺷﻌر اﻟﻌرﺑﻲ اﻟﻘدﯾم ﻓﻲ ﺑﻧﺎء اﻟﻘﺻﯾدة ؛ ﻓﺗﻘﯾدوا‬
‫ﺑﺎﻟﺑﺣور اﻟﺷﻌرﯾﺔ اﻟﻣﻌروﻓﺔ‪ ،‬واﻟﺗزﻣوا اﻟﻘﺎﻓﯾﺔ اﻟواﺣدة ﻓﻲ ﻛل ﻗﺻﯾدة ‪.‬‬
‫‪ -2‬ﺗرﺳﻣوا ﺧطﻰ اﻟﻘدﻣﺎء ﻓﯾﻣﺎ ﻧظﻣوﻩ ﻣن اﻷﻏراض اﻟﺷﻌرﯾﺔ‪ ،‬ﻓﻧظﻣوا ﻣﺛﻠﻬم ﻓﻲ اﻟﻣدﯾﺢ‬
‫واﻟرﺛﺎء واﻟﻐزل واﻟوﺻف ‪.‬‬
‫‪ -3‬ﺟﺎروا ﻓﻲ ﺑﻌض ﻗﺻﺎﺋدﻫم طرﯾﻘﺔ اﻟﺷﻌر اﻟﻌرﺑﻲ اﻟﻘدﯾم ﻓﻲ اﻓﺗﺗﺎح اﻟﻘﺻﯾدة ﺑﺎﻟﻐزل‬
‫اﻟﺗﻘﻠﯾدي‪ ،‬واﻟوﻗوف ﻋﻠﻰ اﻷطﻼل ووﺻف اﻟدﻣن واﻵﺛﺎر‪ ،‬وﻣن ﺛَﱠم ﯾﻧﺗﻘﻠون إﻟﻰ اﻷﻏراض‬
‫اﻟﺗﻘﻠﯾدﯾﺔ ﻧﻔﺳﻬﺎ ﻣن ﻣدح أو رﺛﺎء ‪.‬‬

‫‪ -4‬اﻧﺗﻘــﺎؤﻫم اﻷﻟﻔــﺎظ اﻟﻔﺻــﯾﺣﺔ اﻟﺟزﻟــﺔ ﻣــﻊ ﺗﻣﺳــﻛﻬم ﺑﺈﺣﻛــﺎم اﻟﺻــﯾﺎﻏﺔ ﻋﻠــﻰ طرﯾﻘــﺔ اﻟﻘــدﻣﺎء‪،‬‬
‫واﻫﺗﻣﺎﻣﻬم ﺑﺎﻷﺳﺎﻟﯾب اﻟﺑﻼﻏﯾﺔ اﻟﺷﺎﺋﻌﺔ ﻓﻲ اﻟﺗراث اﻟﺷﻌري اﻟﻘـدﯾم‪ ،‬ﻛﻣـﺎ ﺣـﺎﻓظوا ﻋﻠـﻰ اﻟدﯾﺑﺎﺟـﺔ‬
‫اﻟﻌرﺑﯾﺔ اﻷﺻﯾﻠﺔ‪.‬‬

‫‪ -5‬وأُﺧ ــذ ﻋﻠ ــﯾﻬم اﻫﺗﻣ ــﺎﻣﻬم ﺑﺎﻟﺻ ــﯾﺎﻏﺔ اﻟﺑﯾﺎﻧﯾ ــﺔ واﻹﻓـ ـراط ﻓﯾﻬ ــﺎ‪ ،‬دون ﻋﻧﺎﯾ ــﺔ ﺑﺎﻟﻣﺿ ــﻣون‪ ،‬أو‬
‫اﻫﺗﻣ ــﺎم ﺑﺻ ــدق اﻟﺗﺟرﺑ ــﺔ واﻟﺗﻌﺑﯾ ــر ﻋ ــن ﺗﺟ ــﺎرﺑﻬم اﻟﻧﻔﺳ ــﯾﺔ‪ ،‬وذﻛ ــر ﺑﻌ ــض اﻟﻧﻘ ــﺎد أن ﺷﺧﺻ ــﯾﺔ‬
‫)‪(1‬‬
‫اﻟﺷﺎﻋر وطﺑﻌﻪ وﻟون ﻧظرﺗﻪ إﻟﻰ اﻟﺣﯾﺎة واﻟﻛون ﻻ ﺗﺗﺿﺢ ﻓﻲ ﺷﻌرﻩ ‪.‬‬

‫‪ - 1‬زﯾﻧﺔ اﻟﺧﻔﺎﺟﻲ‪ ،‬ﻣﺣﺎﺿرة ﺑﻌﻧوان ‪ :‬ﻣدرﺳﺔ اﻹﺣﯾﺎء )ﻣﺣﻣود ﺳﺎﻣﻲ اﻟﺑﺎرودي(‪ ،‬ﻣن ﻣوﻗﻊ ﻛﻠﯾﺔ اﻟﺗرﺑﯾﺔ اﻷﺳﺎﺳﯾﺔ ﺟﺎﻣﻌﺔ‬
‫ﺑﺎﺑل ‪basiceducation.uobabylon.edu.iq 2015/11/11‬‬
‫‪32‬‬
‫أﺣﻤﺪ ﺷﻮ و ﻧﺪﻟﺲ‬

‫‪ –6‬ﻋﺎرض اﻟﻌدﯾد ﻣن ﺷﻌراء ﻫذﻩ اﻟﻣدرﺳﺔ اﻟﻘﺻﺎﺋد اﻟﻣﺷﻬورة اﻟﺗﻲ ﻗﺎﻟﻬﺎ اﻟﻘدﻣﺎء وﺣﺎوﻟوا‬
‫ﻣﺣﺎﻛﺎﺗﻬﺎ وزﻧﺎ وﻗﺎﻓﯾﺔ وﻣﻌﻧﻰ‬
‫‪ -7‬ﻫﺟروا ﻛﺛﯾ ًار ﻣن اﻷﻏراض اﻟﺷﻌرﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﻛﺎﻧت ﺗﺳود ﻓﻲ اﻟﻌﺻر اﻟﻌﺛﻣﺎﻧﻲ ﻛﺎﻷﻟﻐﺎز‬
‫واﻟﺗﺄرﯾﺦ اﻟﺷﻌري‪ ،‬وﺷﻌر اﻟﺗﺻوف و اﺳﺗﺣدﺛوا أﻏراﺿًﺎ ﺷﻌرﯾﺔ ﺟدﯾدة ﻟم ﺗﻛن ﻣﻌروﻓﺔ ﻣن‬
‫ﻗﺑل ﻓﻲ اﻟﺷﻌر اﻟﻌرﺑﻲ‪ ،‬ﻛﺎﻟﺷﻌر اﻟوطﻧﻲ‪ ،‬واﻟﺷﻌر اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ‪ ،‬واﻟﻘﺻص اﻟﻣﺳرﺣﻲ‪،‬‬
‫وﻧظﻣوا ﻓﻲ اﻟﻣﻧﺎﺳﺑﺎت اﻟوطﻧﯾﺔ واﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ واﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ ﱠ‬
‫وﻗل ﻋﻧدﻫم اﻟﻬﺟﺎء واﻟﻔﺧر ؛ ﻷﻧﻬﺎ ﻟم‬
‫ﺗﻌد ﺗﻧﺎﺳب اﻟظروف اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ‪ ،‬واﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﻌﺻر اﻟﺣدﯾث‪.‬‬

‫‪ -8‬ﻛــﺎن ﺷــﻌرﻫم – ﻓــﻲ ﻣﺟﻣﻠــﻪ – ﻫﺎدﻓـًﺎ‪ ،‬ﺟــﺎدًا ﻓــﻲ ﻣﻌﻧــﺎﻩ‪ ،‬ﺗﻧﺗﺷــر اﻟﺣﻛﻣــﺔ واﻟﻣوﻋظــﺔ ﺑــﯾن‬
‫ﺛﻧﺎﯾــﺎﻩ ‪ .‬وﻟﻌﻠﻬــم ﻓ ــﻲ ذﻟــك ﻛ ــﺎﻧوا ﯾﺟــﺎرون ﻣ ــﺎ ﻓــﻲ اﻟﺗ ـراث اﻟﺷــﻌري ﻣــن ﺣﻛﻣــﺔ‪ ،‬وﺗﺄﻣــل ﻟﻠﺣﯾــﺎة‬
‫واﻟﻛــون ‪.‬واﻋﺗﻣــدوا ﻋﻠﯾﻬــﺎ ﻓــﻲ رﺳــﺎﻟﺗﻬم اﻻﺻــﻼﺣﯾﺔ‪ ،‬وﻫــدﻓﻬم ﻓــﻲ ﺗﻬــذﯾب اﻷذواق‪ٕ ،‬واﺻــﻼح‬
‫اﻟﻣﺟﺗﻣﻌﺎت )‪.(1‬‬

‫‪ -9‬ﺗﻣﯾــزت ﻫــذﻩ اﻟﻣدرﺳــﺔ اﻟﺷــﻌرﯾﺔ ‪ -‬ﺑﺎﻹﺿــﺎﻓﺔ إﻟــﻰ رﺻــﺎﻧﺔ اﻷﺳــﻠوب وﻗوﺗــﻪ واﻟﻠﻐــﺔ اﻟﻣﻧﺗﻘــﺎة‬
‫واﻟﻣﻌﻧــﻰ اﻟواﺿــﺢ – ﺑﺎﻟﻘﺎﻓﯾــﺔ اﻟﺟزﻟــﺔ اﻟرﻧﺎﻧــﺔ واﻻﻫﺗﻣــﺎم اﻟﻛﺑﯾــر ﺑﺎﻟﺷــﻛل اﻟﻣوﺳــﯾﻘﻲ‪ ،‬وﻫــو ﺷــﻛل‬
‫ﻛــﺎن ﻗــد ﺗوطــد وﺑﻠــﻎ اﻟﻛﻣــﺎل ﻓــﻲ اﻟﻌﺻــور اﻟﻛﻼﺳــﯾﻛﯾﺔ وﺷــﻛﻠت ﻓﯾــﻪ اﻟﻣوﺳــﯾﻘﻰ ﻋﻧﺻ ـ ار ﺣﯾوﯾــﺎ‬
‫)‪(2‬‬
‫ﺧﺎﺻﺔ ﻟﻣﺎ أﺻﺑﺢ ﺷوﻗﻲ ﻓﯾﻣﺎ ﺑﻌد أﻫم ﻣﻣﺛﻠﯾﻬﺎ‪.‬‬

‫ُﯾﻌد ﻣﺣﻣود ﺳﺎﻣﻲ اﻟﺑﺎرودي راﺋد ﻫذﻩ اﻟﻣدرﺳﺔ‪ ،‬ﺑل ﻫو ﺻﺎﺣب اﻟﻔﺿـل اﻷول ﻓـﻲ ﺗﺟدﯾـد‬
‫أﺳ ــﻠوب اﻟﺷ ــﻌر وﺗﺧﻠﯾﺻ ــﻪ ﻣ ــن اﻟﺻ ــﻧﺎﻋﺔ واﻟﺗﻛﻠ ــف اﻟﻌﻘ ــﯾم وردﻩ إﻟ ــﻰ ﺻ ــدق اﻟﻔطـ ـرة وﺳ ــﻼﻣﺔ‬
‫)‪(3‬‬
‫وﻛﺎن ذا أﺛر ﻋظﯾم ﻓﯾﻣن ﻟﺣق ﺑﻪ ﻣن اﻟﺷـﻌراء ﻻﺳـﯾﻣﺎ اﻟﺷـﺎﻋر اﻟﻛﺑﯾـر أﺣﻣـد ﺷـوﻗﻲ‬ ‫اﻟﺗﻌﺑﯾر‪،‬‬

‫‪ - 1‬اﻟﻣﺻدر اﻟﺳﺎﺑق‪.‬‬
‫‪ - 2‬ﺳﻠﻣﻰ اﻟﺧﺿراء اﻟﺟﯾوﺳﻲ‪ ،‬اﻻﺗﺟﺎﻫﺎت واﻟﺣرﻛﺎت ﻓﻲ اﻟﺷﻌر اﻟﻌرﺑﻲ اﻟﺣدﯾث‪ ،‬ﺗرﺟﻣﺔ ﻋﺑد اﻟواﺣد ﻟؤﻟؤة‪ ،‬ص ‪62‬‬
‫‪ - 3‬اﻟﻌﻘﺎد‪ ،‬ﺷﻌراء ﻣﺻر وﺑﯾﺋﺗﻬم‪ ،‬ﻣﻛﺗﺑﺔ اﻟﻧﻬﺿﺔ اﻟﻣﺻرﯾﺔ ﻣطﺑﻌﺔ ﺣﺟﺎزي اﻟﻘﺎﻫرة ‪ 1937‬م‪ ،‬ص ‪12‬‬
‫‪33‬‬
‫أﺣﻤﺪ ﺷﻮ و ﻧﺪﻟﺲ‬

‫اﻟــذي ﺷــﻬد ﻟــﻪ اﻷدﺑ ـﺎء و اﻟﻧﻘــﺎد ﺑﺈﻣــﺎرة اﻟﺷــﻌر ﺣﺗــﻰ ﺑﺎﯾﻌــﻪ وﻓــود اﻟﺷــﻌراء وﻫﺗــف ﺑﺎﺳــﻣﻬم ﺣــﺎﻓظ‬
‫اﺑراﻫﯾم ﻗﺎﺋﻼ ‪:‬‬
‫)‪(1‬‬
‫أﻣﯾر اﻟﻘواﻓﻲ ﻗد أﺗﯾت ﻣﺑﺎﯾﻌﺎ وﻫذي وﻓود اﻟﺷرق ﻗد ﺑﺎﯾﻌت ﻣﻌﻲ‬
‫ﻟﻘد اﺳﺗﻛﻣل ﺷوﻗﻲ طرﯾـق اﻟﺑﻌـث واﻹﺣﯾـﺎء وﺣﻣـل اﻟﻠـواء ﺑﻌـد اﻟﺑـﺎرودي ﻧﺣـو اﻟﺗﺟدﯾـد ﺑﺗﻧـوع‬
‫أﺻــﻧﺎف ﻓﻧــﻪ وﺗﻌــدد آﺛــﺎرﻩ ﺑﻣــﺎ أﺗــﯾﺢ ﻟــﻪ ﻣــن اﻟﺟﻣــﻊ ﺑــﯾن أﺻــﺎﻟﺔ اﻟﺗ ـراث واﻹطــﻼع ﻋﻠــﻰ آداب‬
‫اﻟﻐرب‪ ،‬ﻓﻘد ﺗﺄﺛر أﯾﻣﺎ ﺗﺄﺛر ﺑﺄﺳﺗﺎذﻩ اﻟﺷﯾﺦ ﻣﺣﻣد اﻟﺑﺳﯾوﻧﻲ أﺳﺗﺎذ اﻟﻠﻐﺔ اﻟﻌرﺑﯾـﺔ وﻫـو ﻋـﺎﻟم ﻣـن‬
‫ﻋﻠﻣﺎء اﻷزﻫر‪ ،‬و ﺷـﺎﻋر ﻓﺻـﯾﺢ‪ ،‬ﻓﻛـﺎن ﻛﻠﻣـﺎ ﺣـل ﻣوﺳـم أو أﻫـل ﻋﯾـد دﺑـﺞ اﻟﺑﺳـﯾوﻧﻲ اﻟﻘﺻـﺎﺋد‬
‫اﻟطـ ـوال ﻓ ــﻲ ﻣ ــدح اﻟﺧ ــدﯾوي ﺗوﻓﯾ ــق‪ ،‬ودأب ﻗﺑ ــل أن ﯾرﺳ ــل اﻟﻘﺻ ــﯾدة إﻟ ــﻰ اﻟﻘﺻ ــر ﻟﺗﻧﺷ ــر ﻓ ــﻲ‬
‫اﻟﺻﺣﯾﻔﺔ ﯾﻌرﺿﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺷوﻗﻲ ﯾﺷرﻛﻪ ﻓﻲ إﺻﻼﺣﻬﺎ وﺗﻧﻘﯾﺣﻬﺎ‪ (2) ،‬وﯾﺷﺟﻌﻪ ﻋﻠﻰ ذﻟك ﻟِ َﻣـﺎ رأى‬
‫ﻣن ﻧﺑﺎﻫﺗﻪ وﻗدرﺗﻪ ﻓﻲ ﻗرض اﻟﺷﻌر‪ ،‬وﻫﻛذا ﺗرﺳم ﺷوﻗﻲ ﺧطﻰ أﺳﺗﺎذﻩ ﻓﻲ اﻟﻣدﯾﺢ ﯾﻧﺳـﺞ ﻋﻠـﻰ‬
‫ﻧﺳ ــﺟﻪ ﻓﺻ ــﺎر ﺷ ــﺎﻋر اﻟﻘﺻ ــر‪ ،‬ﺑﺎﻹﺿ ــﺎﻓﺔ إﻟ ــﻰ اطﻼﻋ ــﻪ ﻋﻠ ــﻰ دواوﯾ ــن اﻟﺷ ــﻌراء اﻟﻛﺑ ــﺎر أﻣﺛ ــﺎل‬
‫اﻟﻣﺗﻧﺑــﻲ وأﺑــﻲ ﺗﻣــﺎم واﻟﺑﺣﺗــري وأﺑــﻲ ﻧ ـواس وﻏﯾــرﻫم ﻣــن اﻟﻘــدﻣﺎء واﻟﻣﺣــدﺛﯾن ‪ .‬ﻛﻣــﺎ ﻛﺎﻧــت د ارﺳــﺔ‬
‫ﺷوﻗﻲ ـ ـ ذات اﻟطﺎﺑﻊ اﻷوروﺑﻲ ـ ﺑﻔرﻧﺳﺎ ﻟﻬﺎ أﺛرﻫـﺎ ﻓـﻲ ﺻـﻘل ﻣوﻫﺑﺗـﻪ ٕواﺿـﻔﺎء ﻟـون ﺷـﻌري آﺧـر‬
‫أﻫﻠــﻪ ﻟﻠﺗﺟدﯾــد‪ ،‬وذﻟــك ﻟﻣــﺎ أرﺳــﻠﻪ اﻟﺧــدﯾوي اﺳــﻣﺎﻋﯾل ﻓــﻲ ﺑﻌﺛــﺔ ﯾــدرس ﺧﻼﻟﻬــﺎ اﻟﻘــﺎﻧون ﺑﺟﺎﻣﻌــﺔ‬
‫ﻣوﻧﺑﯾﻠﯾــﻪ ﻟﻣــدة ﻋــﺎﻣﯾن ﺛــم ﯾﻧﺗﻘــل ﺑﻌــدﻫﺎ إﻟــﻰ ﺑــﺎرﯾس ﻹﻛﻣــﺎل د ارﺳــﺗﻪ ﻓــﻲ ﺟﺎﻣﻌﺗﻬــﺎ‪ ،‬وﻟﯾطﻠــﻊ ﻋﻠــﻰ‬
‫اﻵداب اﻟﻔرﻧﺳﯾﺔ وﯾﺗﺻل ﺑﺎﻟﺣﺿﺎرة اﻟﻐرﺑﯾﺔ ﻣﺗﺄﺛ ار ﺑـ ﻣﺎﻟرﻣﯾﻪ وﻻﻣﺎرﺗﯾن وﻻﻓوﻧﺗﯾن‬

‫وﻫــذا ﻣــﺎ ﯾﻔﺳــر » ازدواج اﻟﺧطــﺎب اﻟﺷــﻌري ﻓــﻲ اﻟﺷــوﻗﯾﺎت؛ ﻓﻔــﻲ ﺑﻌــض اﻟﻘﺻــﺎﺋد ﻧﻠﻔــﻲ ﺷــوﻗﻲ‬
‫ﻣﺷـدودا إﻟـﻰ اﻟﺳ ّـﻧﺔ اﻟﺷـﻌرﯾﺔ ﯾﺳـﺗرﻓد أﺻـوﻟﻬﺎ وﯾﻌﯾـد إﻧﺗـﺎج ﻋﻧﺎﺻـرﻫﺎ ﻣﺣﺗـذﯾﺎ أﻧﻣوذﺟـﺎ ﻗﺎﺋﻣـﺎ ﻓــﻲ‬
‫اﻟذاﻛرة ‪ ..‬ﺑﯾﻧﻣﺎ ﻧﻠﻔﯾﻪ ﻓﻲ ﻗﺻـﺎﺋد أﺧـرى ﯾﺳـﻌﻰ إﻟـﻰ ﺗﺄﺳـﯾس ﺷـﻛل ﻣـن اﻟﻛﺗﺎﺑـﺔ ﺟدﯾـد « )‪ (3‬وﻫـذا‬

‫‪ - 1‬ﺣﺎﻓظ اﺑراﻫﯾم‪ ،‬اﻟدﯾوان‪ ،‬اﻟﻬﯾﺋﺔ اﻟﻣﺻرﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠﻛﺗﺎب‪ 1987 ،‬م‪ ،‬ط ‪ ،3‬ص ‪128‬‬
‫‪ - 2‬ﯾﻧظر ‪ :‬ﺷوﻗﻲ ﺿﯾف‪ ،‬ﺷوﻗﻲ ﺷﺎﻋر اﻟﻌﺻر اﻟﺣدﯾث ص ‪13‬‬
‫‪ -3‬ﻣﺣﻣد اﻟﻐزي‪ ) ،‬ﻣﻘﺎل‪ :‬أﺣﻣد ﺷوﻗﻲ واﻟﺻﻌود إﻟﻰ اﻟﯾﻧﺎﺑﯾﻊ(‪ ،‬ﻣن ﺷﻌراء اﻹﺣﯾﺎء‪ ،‬اﻟﻠﺟﻧﺔ اﻟﻣﻐرﺑﯾﺔ اﻟوطﻧﯾﺔ ﻟﻠﺗرﺑﯾﺔ‬
‫واﻟﺛﻘﺎﻓﺔ واﻟﻌﻠوم‪ ،‬ص ‪37‬‬
‫‪34‬‬
‫أﺣﻤﺪ ﺷﻮ و ﻧﺪﻟﺲ‬

‫ﻣﺎ ﻻﺣظﻪ اﻟﻧﻘﺎد واﻟدارﺳون ﻟدﯾوان ﺷوﻗﻲ وﺗﻣـﺎﯾزت آراؤﻫـم ﺣوﻟـﻪ » ﻓﻔـﻲ اﻟﻘﺻـﺎﺋد اﻷوﻟـﻰ ﯾـدﯾر‬
‫ﺷوﻗﻲ أﺑﯾﺎﺗﻪ ﻋﻠﻰ اﻷﻏراض اﻟﺗﻘﻠﯾدﯾﺔ‪ ،‬ﻣﺳﺗﺣﺿـ ار ﺑﻬـﺎ اﻟدﯾﺑﺎﺟـﺔ اﻷوﻟـﻰ ﻣﻘﺗﻔﯾـﺎ أﺛـر اﻟﻘـداﻣﻰ ﻓـﻲ‬
‫ﺻــﯾﺎﻏﺔ اﻟﻠﻔــظ ٕواﺟ ـراء اﻟﻣﻌﻧــﻰ‪ ،‬ﻓﻬــو ﺷــﺎﻋر اﻟﺳــﻠﯾﻘﺔ اﻟﻌرﺑﯾــﺔ ﯾــرد ﻋﻧﻬــﺎ ﻏواﺋــل اﻟــزﻣن وﻋ ـوادي‬
‫اﻟﺗﺎرﯾﺦ ﻟﺗﺑﻘﻰ ﻣﺣﺗﻔظﺔ ﺑﺻﻔﺎﺋﻬﺎ اﻷول وﻧﻘﺎﺋﻬﺎ اﻟﻘدﯾم‪ ،‬وﻛﺄﻧﻬﺎ ﺟوﻫر ﺛﺎﺑـت وﻣـﺎ ﻋـداﻫﺎ أﻏـراض‬
‫زاﺋﻠــﺔ‪ .‬ﺑﯾﻧﻣــﺎ ﻧﻠﻔﯾــﻪ ﻓــﻲ اﻟﻘﺻــﺎﺋد اﻟﺛﺎﻧﯾــﺔ ﯾﺳــﻌﻰ إﻟــﻰ اﻹﺻــﻐﺎء ﻟﻠﺣظــﺔ اﻟﺗﺎرﯾﺧﯾــﺔ ﯾﺷــﻬد ﻟﻬــﺎ ﺣﯾﻧــﺎ‬
‫)‪(1‬‬
‫وﻋﻠﯾﻬﺎ ﺣﯾﻧﺎ آﺧر ‪«..‬‬

‫ﺗﻣﺗﻊ ﺷﻌر ﺷوﻗﻲ ﺑﺧﺻﺎﺋص أﻫﻠت ﺻﺎﺣﺑﻪ ﻟﯾﻌﺗﻠﻲ إﻣـﺎرة اﻟﺷـﻌر‪ ،‬وﻟﯾﺣﻘـق اﻟﺗﺟدﯾـد ﻓـﻲ ظـل‬
‫)‪(2‬‬
‫اﻟﻣﺣﺎﻓظﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻘﺎﻟب اﻟﺷﻌري اﻟﺗﻘﻠﯾدي ﻧذﻛرﻫﺎ ﻓﻲ ﻣﺎﯾﻠﻲ‪:‬‬
‫‪ .1‬اﺳﺗﻠﻬﺎم اﻟﺗراث اﻷدﺑﻲ واﻟوﻋﻲ ﺑﻛﻧوزﻩ‬
‫‪ .2‬اﻟﻌﺎطﻔﺔ اﻟﻬﺎدﺋﺔ اﻟﻣرﻛزة اﻟﺗﻲ ﺗﻧﺄى ﻋن اﻟﺻﺧب‬
‫‪ .3‬اﻻﻋﺗﻣﺎد ﻋﻠﻰ اﻹﯾﻘﺎع اﻟﻣوﺳﯾﻘﻲ اﻋﺗﻣﺎدا واﻋﯾﺎ ﺑوظﯾﻔﺗﻪ ﻓﻲ اﻟﻣﻌﻧﻰ‬
‫‪ .4‬ﺗدﻓق اﻟﺻور اﻟﻔﻧﯾﺔ اﻟﻣﻧﺑﺛﻘﺔ ﻋن اﻟﺻور اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠﻌﻣل اﻟﻔﻧﻲ‬
‫ﻟﻘــد اﺗﺳــﻌت رواﻓــد ﺷــوﻗﻲ ﻗــدﯾﻣﻬﺎ وﺣــدﯾﺛﻬﺎ‪ ،‬وﻛــﺎن اﻟﺗـراث ـ ـ ﺑﺎﻟﺧﺻــوص ـ ـ ﻟــﻪ ﻛﺗﺎﺑــﺎ ﻣﻔﺗوﺣــﺎ‬
‫ﯾﻧﻬل ﻣﻧﻪ ﻣﺳﺗﻠﻬﻣﺎ ﻣﺎ دﺑﺟﺗﻪ ﻗراﺋﺢ اﻟﺷﻌراء اﻷواﺋل ﻋﻠﻰ اﺧـﺗﻼف طـراﺋﻘﻬم وﺗﻧـوع أﺳـﺎﻟﯾﺑﻬم ﻣﻣـﺎ‬
‫ﻣﻧﺣــﻪ ﻣوﻫﺑــﺔ ﺷــﻌرﯾﺔ ﻓــذة وﺑدﯾﻬــﺔ ﺳــﯾﺎﻟﺔ‪ ،‬ﻻ ﯾﺟــد ﻋﻧــﺎء ﻓــﻲ ﻧظــم اﻟﻘﺻــﯾدة‪ ،‬ﻓﻛــﺎن ﻣــن أﺧﺻــب‬
‫ﺷـﻌراء اﻟﻌرﺑﯾـﺔ ؛ إذ ﺑﻠـﻎ ﻧﺗﺎﺟـﻪ اﻟﺷـﻌري ﻣـﺎ ﯾﺗﺟـﺎوز ﺛﻼﺛـﺔ وﻋﺷـرﯾن أﻟـف ﺑﯾـت وﺧﻣﺳـﻣﺎﺋﺔ ﺑﯾـت‪،‬‬
‫)‪(3‬‬
‫وﯾظﻬـر أﺛـر اﻟﺗـراث ﻓـﻲ ﻧﺗـﺎج ﺷـوﻗﻲ‬ ‫وﻟﻌل ﻫذا اﻟرﻗم ﻟم ﯾﺑﻠﻐﻪ ﺷـﺎﻋر ﻋرﺑـﻲ ﻗـدﯾم أو ﺣـدﯾث‪.‬‬
‫اﻟﺷﻌري ﻓـﻲ ﻣﻌﺎرﺿـﺎﺗﻪ اﻟﻛﺛﯾـرة ﻟﻔﺣـول اﻟﺷـﻌراء اﻷﻗـدﻣﯾن أﻣﺛـﺎل زﻫﯾـر وأﺑـﻲ ﻓـراس وأﺑـﻲ اﻟﻌـﻼء‬
‫واﻟﻌﺑــﺎس ﺑــن اﻷﺣﻧــف وأﺑــﻲ اﻟطﯾــب واﺑــن اﻟروﻣــﻲ وﻏﯾــرﻫم ‪ .‬وﻗــد ﻣﻛﻧﺗــﻪ ﻫــذﻩ اﻟﻣﻌﺎرﺿــﺔ ﻣــن‬

‫‪ -1‬اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق‪.‬‬
‫‪ - 2‬ﻣﻧﯾر ﺳﻠطﺎن‪ ،‬اﻟﺑدﯾﻊ ﻓﻲ ﺷﻌر ﺷوﻗﻲ‪ ،‬اﻟﻣﻌﺎرف اﻹﺳﻛﻧدرﯾﺔ‪ ،‬ط ‪ 1992 ،2‬م‪ ،‬ص ‪38‬‬
‫‪ -3‬ﯾﻧظر‪ :‬ﻣﺣﻣد اﻟﻬﺎدي اﻟطراﺑﻠﺳﻲ‪ ،‬ﺧﺻﺎﺋص اﻷﺳﻠوب ﻓﻲ اﻟﺷوﻗﯾﺎت‪ ،‬ﻣﻧﺷورات اﻟﺟﺎﻣﻌﺔ اﻟﺗوﻧﺳﯾﺔ‪ ،‬اﻟﻣطﺑﻌﺔ اﻟرﺳﻣﯾﺔ‬
‫ﻟﻠﺟﻣﻬورﯾﺔ اﻟﺗوﻧﺳﯾﺔ‪ 1981 ،‬م‪ ،‬ص ‪14‬‬
‫‪35‬‬
‫أﺣﻤﺪ ﺷﻮ و ﻧﺪﻟﺲ‬

‫اﺳﺗﻛﻣﺎل ﺛﻘﺎﻓﺗﻪ اﻟﻔﻧﯾﺔ واﻣﺗﻼك اﻷداة اﻟﺗﻌﺑﯾرﯾـﺔ اﻟﻔﻧﯾـﺔ‪ ،‬واﻻﺳـﺗﻔﺎدة ﻣـن ﻣﻌﺟـم اﻷواﺋـل اﻟﺷـﻌري‪،‬‬
‫وذﻟـك ﻓـﻲ ﻣﺣﺎوﻻﺗــﻪ اﻷوﻟـﻰ ﻟــﻧظم اﻟﺷـﻌر ﺣﺗــﻰ إذا درج ﻓـﻲ ﺳـﻠم ﻫــذا اﻟﻔـن وﺻــﺎرت ﻟدﯾـﻪ ﻣﻛﻧــﺔ‬
‫وذاع ﺻﯾﺗﻪ‪ ،‬ﻏدت ﻣﻌﺎرﺿﺎﺗﻪ ﻓﻧًﺎ ٕواﺑداﻋ ًﺎ أو ﺷﯾﺋﺎ ﻣن اﻟﺗﺣدي واﻟﻣﻧﺎﻓﺳﺔ اﻟﺷﻌرﯾﺔ ﻓﻲ ﻣﺣﺎﻛـﺎة‬
‫اﻟﺷﻌراء اﻟﻔﺣول ﻹﺛﺑﺎت اﻟﻣﻘدرة اﻷدﺑﯾﺔ ‪ .‬وﻛﺎن ﺷوﻗﻲ ﯾﺟﺎري اﻟﻘﺻﯾدة اﻟﺗراﺛﯾﺔ ﻟِ َﻣﺎ ﺗﺿﻣﻧﺗﻪ ﻣـن‬
‫دﻻﻟــﺔ ﺗﺎرﯾﺧﯾ ــﺔ أو ﺣﺿــﺎرﯾﺔ‪ ،‬ﻣﺛ ــﺎل ذﻟــك ﻣﻌﺎرﺿ ــﺗﻪ ﺑﺎﺋﯾــﺔ أﺑ ــﻲ ﺗﻣــﺎم ﻓ ــﻲ ﻓ ــﺗﺢ ﻋﻣورﯾــﺔ‪ ،‬ﻓﻘــد‬
‫ﺗﺿــﻣﻧت إﯾﺣــﺎءات ﺗﺎرﯾﺧﯾــﺔ ﺗﻌﯾــدﻧﺎ إﻟــﻰ ﻋﺻــر ﻛــﺎن ﻟﻠﻌــرب ﻓﯾــﻪ اﻟﯾــد اﻟﻌﻠﯾــﺎ ﻋﺳــﻛرﯾ ًﺎ وﺳﯾﺎﺳــﯾًﺎ‬
‫)‪(1‬‬
‫وﺛﻘﺎﻓﯾﺎً‪ ،‬ﻓﻌﺎرﺿﻬﺎ ﺷوﻗﻲ ﻓﻲ ﻗﺻﯾدﺗﻪ اﻟﺗﻲ ﻣطﻠﻌﻬﺎ ‪:‬‬

‫اﷲ أﻛﺑر ﻛم ﻓﻲ اﻟﻔﺗﺢ ﻣن ﻋﺟب ﯾﺎ ﺧﺎﻟد اﻟﺗرك ﺟ ﱢدد ﺧﺎﻟد اﻟﻌرب‬

‫أو أن ﺗﺗﺿــﻣن اﻟﻘﺻــﯾدة دﻻﻻت ﻧﻔﺳــﯾﺔ ﻣﺷــﺣوﻧﺔ ﻋﺎطﻔﯾــﺎ‪ ،‬ﯾﺗﺧــذﻫﺎ ﺷــوﻗﻲ إﺳــﻘﺎطﺎ ﻟﺣﺎﻟﺗــﻪ ﻛﻣــﺎ‬
‫ﻓﻌل ﻣﻊ ﺳﯾﻧﯾﺔ اﻟﺑﺣﺗري اﻟﺗﻲ ﺟﺎء ﻓﯾﻬﺎ‪:‬‬

‫وﺗرﻓﻌت ﻋن ﺟدى ﻛل ﺟﺑس‬ ‫ﺻﻧت ﻧﻔﺳﻲ ﻋﻣﺎ ﯾدﻧس ﻧﻔﺳﻲ‬

‫اﻟﺗﻣﺎﺳﺎ ﻣﻧﻪ ﻟﺗﻌ ـ ـﺳﻲ وﻧﻛﺳﻲ‬ ‫وﺗﻣﺎﺳﻛت ﺣﯾن زﻋزﻧﻲ اﻟدﻫر‬

‫إﻟﻰ أﺑﯾض اﻟﻣ ـ ـ ـ ـداﺋن ﻋﻧﺳﻲ‬ ‫ﺣﺿرت رﺣﻠﻲ اﻟﻬﻣوم ﻓوﺟﻬت‬

‫ﻟﻣﺣ ـ ـ ـل ﻣن آل ﺳﺎﺳﺎن درس‬ ‫أﺗﺳﻠﻰ ﻋن اﻟﺣظـ ـ ـ ـوظ وآﺳﻰ‬

‫)‪( 2‬‬
‫وﻟﻘد ﺗذﻛر اﻟﺧطوب وﺗﻧﺳﻲ‬ ‫أذﻛرﺗﻧﯾﻬم اﻟﺧطوب اﻟﺗواﻟﻲ‬

‫ﻋﺎرﺿﻬﺎ ﺑﺳﯾﻧﯾﺗﻪ اﻟﺗﻲ ﯾﻘول ﻓﯾﻬﺎ‪:‬‬

‫‪ -1‬ﯾﻧظر ‪ :‬زﯾﻧﺔ ﻏﻧﻲ ﻋﺑد اﻟﺣﺳﯾن اﻟﺧﻔﺎﺟﻲ‪ ،‬اﻟﻣﺣﺎﺿرة ‪ :‬ﻣدرﺳﺔ اﻹﺣﯾﺎء )ﻣﺣﻣود ﺳﺎﻣﻲ اﻟﺑﺎرودي(‬
‫‪2‬‬
‫‪ -‬اﻟﺑﺣﺗري‪ ،‬اﻟدﯾوان‪ ،‬ﺗﺣﻘﯾق وﺷرح وﺗﻌﻠﯾق ﺣﺳن ﻛﺎﻣل اﻟﺻﯾرﻓﻲ‪ ،‬دار اﻟﻣﻌﺎرف‪ ،‬ط ‪ ،3‬ﻣﺞ ‪ ،2‬ص ‪– 1152‬‬
‫‪1153‬‬

‫‪36‬‬
‫أﺣﻤﺪ ﺷﻮ و ﻧﺪﻟﺲ‬

‫أذﻛـ ـ ـ ار ﻟ ـ ــﻲ اﻟﺻ ـ ــﺑﺎ وأﯾ ـ ــﺎم أﻧﺳ ـ ــﻲ‬ ‫اﺧـ ـ ـ ــﺗﻼف اﻟﻧﻬ ـ ـ ـ ــﺎر واﻟﻠﯾـ ـ ـ ــل ﯾﻧﺳـ ـ ـ ــﻲ‬
‫ﺻـ ـ ــورت ﻣـ ـ ــن ﺗﺻـ ـ ــورات وﻣـ ـ ــس‬ ‫وﺻـ ـ ـ ــﻔﺎ ﻟـ ـ ـ ــﻲ ﻣـ ـ ـ ــﻼوة ﻣ ـ ـ ـ ـن ﺷـ ـ ـ ــﺑﺎب‬
‫ﺳـ ـ ـ ـ ــﻧﺔ ﺣﻠ ـ ـ ـ ـ ــوة‪ ،‬وﻟ ـ ـ ـ ـ ــذة ﺧﻠ ـ ـ ـ ـ ــس‬ ‫ﻋﺻ ـ ــﻔت ﻛﺎﻟﺻ ـ ــﺑﺎ اﻟﻠﻌ ـ ــوب وﻣ ـ ــرت‬
‫أو أﺳـ ــﺎ ﺟرﺣـ ــﻪ اﻟزﻣـ ــﺎن اﻟﻣؤﺳـ ــﻲ‬ ‫وﺳﻼ ﻣﺻر ‪ :‬ﻫل ﺳـﻼ اﻟﻘﻠـب ﻋﻧﻬـﺎ‬
‫)‪(1‬‬
‫رق‪ ،‬واﻟﻌﻬد ﻓﻲ اﻟﻠﯾـﺎﻟﻲ ﺗﻘﺳـﻲ‬ ‫ﻛﻠﻣـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎ ﻣـ ـ ـ ـ ـ ـ ــرت اﻟﻠﯾﻠـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻲ ﻋﻠﯾـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻪ‬

‫وﻛذا ﻣﻌﺎرﺿﺗﻪ ﻷﺑﻲ اﻟطﯾب ﻓﻲ ﻣرﺛﯾﺗﻪ ﺟدﺗﻪ‪ ،‬وﻻﺑن زﯾدون ﻓﻲ ﻧوﻧﯾﺗﻪ‪ ،‬وﻗﻠد أﺑﺎ ﻧواس ﻓﻲ‬
‫ﺑﻌض ﻟﻬوﻩ وﺧﻣرﯾﺎﺗﻪ‪ ،‬واﻟﺑوﺻﯾري ﻓﻲ ﻣدﺣﯾﺎﺗﻪ اﻟﻧﺑوﯾﺔ‪...‬‬

‫وﻟﻘد ﻛﺎن ﻓـﻲ ﻫـذا اﻟﺗﻘﻠﯾـد ﺣﺎﺟـﺔ ﻣﻠﺣـﺔ ﻓـﻲ ﺗﻠـك اﻟﻔﺗـرة ؛ إذ ﻫـو ﻟﺑﻧـﺔ ﻓـﻲ إرﺳـﺎء ﻗواﻋـد اﻟﻣدرﺳـﺔ‬
‫اﻟﻛﻼﺳــﯾﻛﯾﺔ‪ ،‬وﺧطــوة ﻣﻬﻣــﺔ ﻟﯾﺷــﺗد ﻋــود اﻟﺷــﻌر اﻟﻌرﺑــﻲ وﯾﻘــوى ﺑﻌــد ﺿــﻌﻔﻪ وذﺑوﻟــﻪ‪ ،‬وﻟــم ﯾﻛــن‬
‫ﺷوﻗﻲ ﺑدﻋﺎ ﻣن اﻟﺷﻌراء اﻹﺣﯾﺎﺋﯾﯾن ﻓﻲ ذﻟك ﺑل ﻛﺎن اﻟﺗﻘﻠﯾد ﺳﻣﺔ ﺑـﺎرزة ﻋﻧـد أﻏﻠـﺑﻬم اﺑﺗـداء ﻣـن‬
‫اﻟﺑﺎرودي إﻟﻰ ﺣﺎﻓظ وأﺣﻣد ﻣﺣرم واﻟرﺻﺎﻓﻲ وﻏﯾرﻫم ‪.‬‬

‫أﻣـﺎ ﻓﯾﻣـﺎ ﯾﺧـص اﻟﻌﺎطﻔــﺔ ﻋﻧـد ﺷـوﻗﻲ ﻓﻬــﻲ ﻋﺎطﻔـﺔ ﻫﺎدﺋـﺔ ﻣﺗزﻧــﺔ‪ ،‬ﺧﺎﺿـﻌﺔ ﻟﺳـﻠطﺎن اﻟﻌﻘــل‬
‫واﻟﻔــن‪ ،‬ﺑﻌﯾ ــدة ﻋــن اﻻﻧﻔﻌ ــﺎﻻت اﻟﻣﺷــﺑوﺑﺔ‪ ،‬ﻣﻣ ــﺎ ﺟﻌــل أﻛﺛــر رﺛﺎﺋــﻪ ﺣﻛﻣ ــﺔ وﻓﻠﺳــﻔﺔ ﻋ ــن اﻟﺣﯾ ــﺎة‬
‫)‪(2‬‬
‫ﻓﻲ ﻫـذا‬ ‫واﻟﻣوت‪ ،‬وﻟﻧدع اﻟدﻛﺗور ﻣﺣﻣد زﻛﻲ اﻟﻌﺷﻣﺎوي ﯾﻘﯾم ﻣوازﻧﺔ ﺑﯾﻧﻪ وﺑﯾن ﺣﺎﻓظ اﺑراﻫﯾم‬
‫اﻟﻣﺿﻣﺎر ـ أي اﻟرﺛﺎء ـ وﻗد اﺧﺗﺎر ﻣﻘطﻌﯾن ﻟﻛﻠﯾﻬﻣﺎ ﻓﻲ رﺛﺎء ﺳﻌد زﻏﻠول‪ .‬ﯾﻘول ﺣﺎﻓظ‪:‬‬

‫‪ - 1‬أﺣﻣد ﺷوﻗﻲ‪ ،‬اﻟﺷوﻗﯾﺎت ج‪ 2‬ص‪45‬‬


‫‪ -2‬ﯾﻧظر ‪ :‬ﻣﺣﻣد زﻛﻲ اﻟﻌﺷﻣﺎوي‪ ،‬دﻻﺋل اﻟﻘدرة اﻟﺷﻌرﯾﺔ ﻋﻧد ﺷوﻗﻲ‪ ،‬ﻣﺟﻠﺔ ﻓﺻول‪ ،‬ع ‪ ،1‬ﻣﺞ ‪ ،3‬ص ‪ ،11‬ﺷوﻗﻲ‬
‫وﺣﺎﻓظ ج ‪ ،1‬ﻧﻘﻼ ﻋن ‪ :‬اﻟﺑدﯾﻊ ﻓﻲ ﺷﻌر ﺷوﻗﻲ‪ ،‬ص ‪43 ،42 ،41‬‬
‫‪37‬‬
‫أﺣﻤﺪ ﺷﻮ و ﻧﺪﻟﺲ‬

‫ﻛﯾــف ْﯾﻧﺻ ـ ﱡ‬
‫ـب ﻓ ــﻲ اﻟﻧﻔــوس اﻧﺻ ــﺑﺎﺑﺎ‬ ‫إﯾــﻪ ﯾــﺎ ﻟﯾــل ﻫــل ﺷــﻬدت اﻟﻣﺻــﺎﺑﺎ‬
‫أن اﻟـ ـ ـ ـ ـ ـرﺋﯾس وﻟّ ـ ـ ـ ـ ــﻰ وﻏﺎﺑ ـ ـ ـ ـ ــﺎ‬
‫ﺑ ـ ـ ـ ـ ــﺢ ّ‬ ‫ﺑﻠــﻎ اﻟﻣﺷ ـرﻗﯾن ﻗﺑ ــل اﻧــﺑﻼج اﻟﺻ ـ ـ‬
‫ﻛﺎن أﻣﺿﻰ ﻓﻲ اﻷرض ﻣﻧﻬـﺎ ﺷـﻬﺎﺑﺎ‬ ‫ﻟﻠﻧﯾـ ـ ـ ـ ـرات ﺳ ـ ـ ـ ــﻌدا ﻓﺳ ـ ـ ـ ــﻌد‬
‫واﻧ ـ ـ ـ ــﻊ ّ‬

‫وﯾﻘول ﺷوﻗﻲ‪:‬‬

‫واﻧﺣﻧـ ـ ـ ــﻰ اﻟﺷـ ـ ـ ــرق ﻋﻠﯾﻬـ ـ ـ ــﺎ ﻓﺑﻛﺎﻫـ ـ ـ ــﺎ‬ ‫ﺷ ـ ـ ــﯾﻌوا اﻟﺷ ـ ـ ــﻣس وﻣ ـ ـ ــﺎﻟوا ﺑﺿ ـ ـ ــﺣﺎﻫﺎ‬
‫ـت‪ ،‬ﻓﻧــﺎدى‪ ،‬ﻓﺛﻧﺎﻫــﺎ‬
‫ﻫﻣـ ْ‬
‫)) ﯾوﺷــﻊ ((‪ّ ،‬‬ ‫ـت‬
‫ﻟﯾﺗﻧ ـ ـ ـ ــﻲ ﻓ ـ ـ ـ ــﻲ اﻟرﻛ ـ ـ ـ ــب ﻟﻣ ـ ـ ـ ــﺎ أﻓﻠ ـ ـ ـ ـ ْ‬

‫ﺗﺗﺟﺳد ﻓﻲ أﺑﯾﺎت ﺣﺎﻓظ طﺑﯾﻌﺗﻪ اﻟﺧﺎﺻﺔ اﻟﺗـﻲ ﺗﺗﻣﺛـل ﻓـﻲ ﻗدرﺗـﻪ ﻋﻠـﻰ إﺛـﺎرة اﻻﻧﻔﻌـﺎل ﺑﻣـﺎ ﯾﻣﺗﻠـك‬
‫ﻣــن ﻋﺎطﻔ ــﺔ ﻣﺷ ــﺑوﺑﺔ‪ ،‬وﻣ ــن ﻫ ــدﯾر اﻟﺧـ ـواطر اﻟﻣﺗدﻓﻘ ــﺔ‪ ،‬وﻣــن اﻟﻠﻐ ــﺔ اﻟﺗﺟﺳــﯾدﯾﺔ ذات اﻹﯾﻘ ــﺎع‬
‫اﻟﺧﺎص واﻟﺗوﺗر اﻟﺧﺎص‪ ،‬ﻛﻠﻐﺔ اﻷﻗدﻣﯾن‪ ،‬ﻟﻐـﺔ ﺗـرﱡج وﺗﺟـرف‪ ،‬ذات ﻣـوج ﻋـﺎل ﻣـن اﻻﻧﻔﻌـﺎل‪،‬‬
‫ﻓﺈذا اﻧﺗﻘﻠﻧﺎ إﻟﻰ ﺑﯾﺗﻲ ﺷـوﻗﻲ أﻟﻔﯾﻧـﺎﻩ ﯾـؤﺛر اﻟﻌﺎطﻔـﺔ اﻟﻬﺎدﺋـﺔ‪ ،‬اﻟﺧﺎﺿـﻌﺔ ﻟﺳـﯾطرة اﻟﺷـﺎﻋر‪ ،‬ﻟﻛﻧﻬـﺎ‬
‫ﻗـﺎدرة ﻋﻠــﻰ ﺑـث اﻟﺷــﻌور ﺑـﺎﻟﺣزن ﺑﺄﺳــﻠوﺑﻬﺎ اﻟﺧـﺎص‪ ،‬واﻻﺳــﺗﻌﺎﻧﺔ ﺑﻌﻧﺎﺻـر إﯾﺣﺎﺋﯾــﺔ أﺧـرى‪ ،‬ﻟﻘــد‬
‫ﺟﺎءﻩ اﻟﻧﺑﺄ اﻟﻣﻔﺟﻊ وﻫو ﻓﻲ ﻟﺑﻧﺎن ﻣﻐﺗـرب‪ ،‬ﻓﺣـز ﻓـﻲ ﻧﻔﺳـﻪ ذﻟـك‪ ،‬وﺗﻣﻧـﻰ ﻟـو أﻣـد اﷲ ﻓـﻲ أﺟـل‬
‫ﺳﻌد ﺣﺗﻰ ﯾراﻩ ﻗﺑل ﻣوﺗﻪ‪ ،‬ﻓﻠم ﯾﻌﺑر ﻋن ذﻟك ﻣﺑﺎﺷرة‪ ،‬ﺑل ﻟﺟﺄ إﻟﻰ اﻹﯾﺣـﺎء ﺑﻘﺻـﺔ ﻧﺑـﻲ اﷲ ))‬
‫ﯾوﺷﻊ (( اﻟذي طﻠب ﻣن رﺑﻪ أن ﯾؤﺧر ﻟﻪ ﻣﻐرب اﻟﺷﻣس ﻓﺎﺳﺗﺟﺎب ﻟﻪ‪ ،‬ﻓﻠﯾت ﺷوﻗﻲ ﻛـﺎن ﻓـﻲ‬
‫ﻣوﻗف ﻫذا اﻟﻧﺑﻲ ‪.‬‬

‫ٕواذا ﻋــدﻧﺎ إﻟــﻰ اﻟﺑﯾــت اﻷول ﻣــن اﻟﻣﻘطوﻋــﺔ وﺟــدﻧﺎ أن اﻟــذي أﻛﺳــب اﻟﺻــورة روﻋﺗﻬــﺎ أﯾﺿــﺎ‬
‫وﻣﻧﺣﻬﺎ ﻫﯾﺑﺗﻬﺎ ﺗﻠك اﻟﻌﻼﻗﺎت اﻟﺗﻲ ﺗﺂﻟﻔت ﻣن ﻛﻠﻣﺎت اﻟﺑﯾت واﻟﺗﻼؤم اﻟﻣوﺳـﯾﻘﻲ ﺑـﯾن ))ﺷـﯾﻌوا ((‬
‫و)) ﻣﺎﻟوا (( وﺑﯾن )) اﻧﺣﻧﻰ اﻟﺷرق ﻋﻠﯾﻬﺎ (( ﺛم ﺑﯾن )) ﺿﺣﺎﻫﺎ (( و)) ﺑﻛﺎﻫﺎ ((‪ ،‬ﺛـم اﻧﺗﺷـﺎر‬

‫‪38‬‬
‫أﺣﻤﺪ ﺷﻮ و ﻧﺪﻟﺲ‬

‫ﺣروف اﻟﻣد ﻋﻠﻰ طول اﻟﺑﯾت ﺑﺈﯾﻘﺎع ﻣﺗﻧﺎﻏم‪ ،‬ﻫذا اﻟﺗﻼؤم ﻻ ﯾﻧﺻرف ﺗـﺄﺛﯾرﻩ إﻟـﻰ ﻣـدى ﺗﻔﺎﻋـل‬
‫ﻫـذﻩ اﻷﺻـوات‪ ،‬ﺑـل اﻹﺣﺳـﺎس اﻟﻌـﺎم اﻟـذي ﯾﻧﺗﻬـﻲ إﻟﯾـﻪ اﻟﺑﯾـت‪ ،‬وﺑﺎﻟﻣوﺟـﺔ اﻟﻬﺎدﺋـﺔ اﻟﺗـﻲ ﺗﺧطــو‬
‫)‪(1‬‬
‫ﺧطوات ﺣزﯾﻧﺔ وﻓﻲ ﻧﻐم ﻣوﻗﻊ ‪.‬‬

‫ﻫﻛذا أراد ﺷوﻗﻲ أن ﯾﺣـزن ﻓـﻲ ﻏﯾـر ﺿـﺟﯾﺞ‪ ،‬ﻓـﺈذا ﻛﺎﻧـت أﺑﯾـﺎت ﺣـﺎﻓظ ﻗـد أﺳـﻛﻧﺗﻧﺎ ﻓـﻲ ﻗﻠـب‬
‫)‪(2‬‬
‫اﻟﻌﺎﺻﻔﺔ‪ ،‬ﻓﻘد ﺣطت ﺑﻧﺎ أﺑﯾﺎت ﺷوﻗﻲ ﻓﻲ زورق ﺣزﯾن ﯾﺷق طرﯾﻘﻪ ﺑﯾن أﻣواج ﺳﺎﻛﻧﺔ‬

‫أﻣـﺎ ﻓﯾﻣـﺎ ﯾﺗﻌﻠــق ﺑﺎﻟﺧﺎﺻـﯾﺔ اﻟﺛﺎﻟﺛــﺔ ؛ اﻹﯾﻘـﺎع اﻟﻣوﺳــﯾﻘﻲ ﻓـﻲ ﺷــﻌر ﺷـوﻗﻲ ﻓﻬــﻲ رﻛﯾـزة اﻟﺗﻣﯾــز‬
‫ﻋن ﺷﻌر ﻏﯾرﻩ ﻣـن اﻹﺣﯾـﺎﺋﯾﯾن‪ ،‬وﻫـﻲ ﻟﺑـﺎب اﻟﺻـﻧﻌﺔ ﻟدﯾـﻪ‪ ،‬إذ ﻧـراﻩ ﯾﻌﻧـﻰ ﻛﺛﯾـ ار ﺑﻧﺳـق اﻷﻟﻔـﺎظ‬
‫وﻣﺎ ﯾﻛﺎﻓﺋﻬﺎ ﻣن اﻷوزان ﻓﻲ ﺟل ﻗﺻﺎﺋدﻩ‪ ،‬ﺑل ﺣﺗﻰ ﻓﻲ ﻣﺳرﺣﯾﺎﺗﻪ اﻟﺷـﻌرﯾﺔ‪ ،‬أو ﻧﺛـرﻩ اﻟﻣﺳـﺟوع‬
‫إذ )) ﻛــﺎن ذا ﺣــس ﻟﻐــوي ﻣرﻫــف وﻓطـرة ﻣوﺳــﯾﻘﯾﺔ ﺑﺎرﻋــﺔ ﻓــﻲ اﺧﺗﯾــﺎر اﻷﻟﻔــﺎظ اﻟﺗــﻲ ﺗﺗــﺄﻟف ﻣــﻊ‬
‫وﻧﻐﻣــﺎ‬
‫ـﺎﻓﯾﺎ ً‬
‫ﻟﺣﻧــﺎ ﺻـ ً‬
‫ﺑﻌﺿــﻬﺎ ﻟﺗﺣــدث اﻟــﻧﻐم اﻟــذي ﯾﺛﯾــر اﻟطــرب وﯾﺟــذب اﻷﺳــﻣﺎع‪ ،‬ﻓﺟــﺎء ﺷــﻌرﻩ ً‬
‫)‪(3‬‬
‫اﺋﻌﺎ ﻟم ﺗﻌرﻓﻪ اﻟﻌرﺑﯾﺔ إﻻ ﻟﻘﻠﺔ ﻗﻠﯾﻠﺔ ﻣن ﻓﺣول اﻟﺷﻌراء((‬
‫رً‬
‫وﻟﻧﺳﺗﻣﻊ إﻟﯾﻪ وﻫو ﯾﺻف ﻟﯾﻠﺔ راﻗﺻﺔ أﻗﯾﻣت ﻓﻲ ﻗﺻر ﻋﺎﺑدﯾن‪ ،‬ﯾﻘول‪) :‬ﻣن اﻟﻣﻘﺗﺿب(‬
‫ﻓﻬ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻲ ﻓﺿ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺔ ذﻫ ـ ـ ـ ـ ـ ــب‬ ‫ﺣـ ـ ــف ﻛﺄﺳ ـ ــﻬﺎ اﻟﺣﺑـ ـ ــب‬
‫ﻣـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎﺋﺞ ﺑﻬـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎ ﻟﺑ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــب‬ ‫أو دواﺋ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــر درر‬
‫ﻋ ـ ـ ـ ـ ــن ﺟﻣﺎﻧ ـ ـ ـ ـ ــﻪ اﻟﺷ ـ ـ ـ ـ ــﻧب‬ ‫أو ﻓـ ـ ــم اﻟﺣﺑﯾـ ـ ــب ﺟـ ـ ــﻼ‬
‫ﻋﺎط ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــل وﻣﺧﺗﺿ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــب‬ ‫أو ﯾـ ـ ـ ـ ـ ـ ــد‪ ،‬وﺑﺎطﻧﻬـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎ‬
‫ﺣ ـ ـ ـ ــﯾن ﻟ ـ ـ ـ ــﻲ ﺑ ـ ـ ـ ــﻪ ﻟﻌـ ـ ـ ـ ــب‬ ‫أوﺷـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻘﯾق وﺟﻧﺗـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻪ‬
‫ﻋﻧ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــد ارﺣ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺔ ﺗﻌ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــب‬ ‫ارﺣـ ــﺔ اﻟﻧﻔـ ــوس‪ ،‬وﻫـ ــل‬

‫‪ -1‬ﯾﻧظر اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق‬


‫‪ -2‬ﯾﻧظر اﻟﻣرﺟﻊ ﻧﻔﺳﻪ‬
‫‪ -3‬ﻋﺑد اﻟﻌزﯾز ﻋﻣر ﻋﯾﺳﻰ‪ ،‬ﻣﻣﯾزات ﺷﻌر أﺣﻣد ﺷوﻗﻲ‪ ،‬أﻋﻼم اﻟﺷﻌراء‪ ،‬اﻟﻣدوﻧﺔ‪،‬‬
‫‪https://abuwesal1419.wordpress.com‬‬
‫‪39‬‬
‫أﺣﻤﺪ ﺷﻮ و ﻧﺪﻟﺲ‬

‫)‪(1‬‬
‫ﻻ ﻛﺑـ ـ ـ ــﺎ ﺑـ ـ ـ ــك اﻟطـ ـ ـ ــرب‬ ‫ﯾ ـ ـ ــﺎ ﻧ ـ ـ ــدﯾم ﺧ ـ ـ ــف ﺑﻬ ـ ـ ــﺎ‬

‫)‪(2‬‬
‫وﯾﻘول ﻓﻲ أﺧرى ﻣﻌﻧوﻧﺔ ﺑـ )) َﻣرﻗص (( ‪:‬‬
‫وادﻋ ــﻰ اﻟﻐﺿ ــب‬ ‫ـﺎل واﺣﺗﺟ ـ ـ ـ ــب‬
‫ﻣـ ـ ـ ـ َ‬
‫ﯾﺷ ـ ـ ـ ــرح اﻟﺳـ ـ ـ ــﺑب‬ ‫ﻟﯾ ـ ـ ـ ـ ــت ﻫ ـ ـ ـ ـ ــﺎﺟري‬
‫)‪(3‬‬
‫ﻟﯾﺗـ ـ ـ ـ ــﻪ ﻋﺗـ ـ ـ ـ ــب‬ ‫ﻋﺗﺑـ ـ ـ ـ ـ ــﻪ رﺿـ ـ ـ ـ ـ ــﻰ‬

‫ﻓﻬﻲ ﻣﻘﺎطﻊ ﻣوﺳـﯾﻘﯾﺔ ﻣرﻗﺻـﺔ ﻛﺄﻧﻬـﺎ ﺑـﺂﻻت ﻻ ﺑﺣـروف وأﻟﻔـﺎظ‪ ،‬ﺗـوﺣﻲ ﺑﺣرﻛـﺔ ﻧﺷـطﺔ ﻣﺑﻬﺟـﺔ‪،‬‬
‫ﺗﻣت ﻋروﺿﯾﺎ ﺑوزن ﺧﻔﯾف‬
‫وﻧﺳوق ﻣﺛﺎﻻ آﺧر ﻣن اﻟﻛﺎﻣل‪ ،‬ﻫﻲ ﻗﺻﯾدة اﻟﻧﯾل اﻟﺗﻲ ﻧظﻣﻬﺎ ﻋﺎم ‪ 1913‬م ﯾﻘول ﻓﯾﻬﺎ‪:‬‬
‫وﺑ ـ ـ ــﺄي ﻛ ـ ـ ــف ﻓ ـ ـ ــﻲ اﻟﻣ ـ ـ ــداﺋن ﺗﻐ ـ ـ ــدق‬ ‫ﻣ ـ ـ ــن أي ﻋﻬ ـ ـ ــد ﻓ ـ ـ ــﻲ اﻟﻘ ـ ـ ــرى ﺗﺗ ـ ـ ــدﻓق‬
‫ﻣ ـ ــن ﻋﻠﯾ ـ ــﺎ اﻟﺟﻧ ـ ــﺎن ﺟ ـ ــداوﻻ ﺗﺗرﻗ ـ ــرق‬ ‫وﻣ ـ ـ ــن اﻟﺳ ـ ـ ــﻣﺎء ﻧزﻟ ـ ـ ــت أم‪ ،‬ﻓُﺟـ ـ ـ ــرت‬
‫أم أي طوﻓـ ـ ـ ـ ـ ــﺎن ﺗﻔـ ـ ـ ـ ـ ــﯾض وﺗﻔﻬـ ـ ـ ـ ـ ــق‬ ‫وﺑـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺄي ﻋـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﯾن أم ﺑﺄﯾـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺔ ﻣزﻧـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺔ‬
‫ﻟﻠﺿـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻔﺗﯾن ﺟدﯾ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــدﻫﺎ ﻻ ﯾﺧﻠ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــق‬ ‫وﺑ ـ ـ ـ ــﺄي ﻧـ ـ ـ ـ ــول أﻧ ـ ـ ـ ــت ﻧﺎﺳ ـ ـ ـ ــﺞ ﺑـ ـ ـ ـ ــردة‬
‫ﻓــﺈذا ﺣﺿــرت اﺧﺿوﺿــر اﻻﺳــﺗﺑرق‬ ‫ﺗﺳ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــوﱡد دﯾﺑﺎﺟ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎ إذا ﻓﺎرﻗﺗﻬ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎ‬
‫ْ‬
‫ﻋﺟﺑ ـ ـ ــﺎ‪ ،‬وأﻧ ـ ـ ــت اﻟﺻ ـ ـ ــﺎﺑﻎ اﻟﻣﺗ ـ ـ ــﺄﻧق‬ ‫ﻓـ ـ ـ ـ ــﻲ ﻛـ ـ ـ ـ ــل آوﻧـ ـ ـ ـ ــﺔ ﺗﺑـ ـ ـ ـ ــدل ﺻـ ـ ـ ـ ــﺑﻐﺔ‬

‫ق اﻟﺷ ـ ــﻬﯾﺔ دﻓﱠ ـ ـ ُ‬


‫وﺣﯾﺎﺿ ـ ــك اﻟ ﱡﺷ ـ ـ ْـر ُ‬
‫)‪(4‬‬
‫ـق‬ ‫أﻧ ـ ــت اﻟـ ـ ــدﻫور ﻋﻠﯾ ـ ــك ﻣﻬـ ـ ــدك ﻣﺗـ ـ ــرع‬

‫اﻟوﺣدة اﻟﻣوﺳﯾﻘﯾﺔ ﻟﻬذﻩ اﻟﻘﺻﯾدة ﻫﻲ وﺣدة ﺑﺣر اﻟﻛﺎﻣل‪ ،‬ذي اﻟﺛﻼث ﺗﻔﻌﯾﻼت‬

‫‪ - 1‬أﺣﻣد ﺷوﻗﻲ‪ ،‬اﻟﺷوﻗﯾﺎت‪ ،‬ﻣﺞ ‪ ،1‬ج ‪ ،2‬ص ‪9‬‬


‫‪ - 2‬ذﻫب اﻟطراﺑﻠﺳﻲ إﻟﻰ أﻧﻬﺎ ﻣن وزن اﻟﻣﺗدارك‪ ،‬ﻓﻲ ﺣﯾن أﻧﻬﺎ ﻣن وزن ﻣﺧﺗرع ﻟم ﯾﻘل ﺑﻪ أﻫل اﻟﻌروض )ﯾﻧظر‪ :‬ﺣﺳﺎم‬
‫ﻣﺣﻣد اﺑراﻫﯾم أﯾوب‪ ،‬اﻹﯾﻘﺎع ﻓﻲ ﺷﻌر أﺣﻣد ﺷوﻗﻲ‪ ،‬ص ‪(67‬‬
‫‪ - 3‬أﺣﻣد ﺷوﻗﻲ‪ ،‬اﻟﺷوﻗﯾﺎت‪ ،‬ﻣﺞ ‪ ،1‬ج ‪ ،2‬ص ‪13‬‬
‫‪ -4‬اﻟﻣﺻدر ﻧﻔﺳﻪ ص ‪62‬‬
‫‪40‬‬
‫أﺣﻤﺪ ﺷﻮ و ﻧﺪﻟﺲ‬

‫ﻣﺗﻔﺎﻋﻠن ‪ /‬ﻣﺗﻔﺎﻋﻠن ‪ /‬ﻣﺗﻔﺎﻋﻠن‬ ‫ﻣﺗﻔﺎﻋﻠن ‪ /‬ﻣﺗﻔﺎﻋﻠن ‪ /‬ﻣﺗﻔﺎﻋﻠن‬


‫‪ /‬ﺋﻧﺗﻐدﻗو‬ ‫وﺑﺄﯾﯾﻛف ‪ْ /‬ﻓﻧﻔْﻠﻣدا‬ ‫دن ﻟْﻠﻘرى ‪ /‬ﺗﺗدﻓﻘو‬
‫ﯾﻌ ْﻪ ‪ْ /‬‬ ‫ِ‬
‫ْ‬ ‫ﻣ ْن أَْﯾ َ‬
‫ﺗﻧﺳﺎب ﻫذﻩ اﻟﺗﻔﻌﯾﻼت وﻛﺄﻧﻬﺎ ﻣوﺟﺎت ﻣﺗﺗﺎﻟﯾﺔ ﻓـﻲ اﻧﺗظـﺎم ﺗﺣﻛـﻲ ﻣوﺟـﺎت اﻟﻧﯾـل اﻟواﻫﻧـﺔ اﻟرﺗﯾﺑـﺔ‪،‬‬
‫ﺛــم ﻫــو ﯾﺧﺗــﺎر اﻟﻘﺎﻓﯾــﺔ اﻟﻣﺟﺳــﻣﺔ ﻟﺻــوت اﻟﻣﯾــﺎﻩ ﻓــﻲ ﻣﺧﺗﻠــف أوﺿــﺎﻋﻬﺎ‪ ،‬ﻓﻬــﻲ )) ﺗﺗــدﻓق((‬
‫و)) ﺗﺗرﻗــرق (( و)) ﺗﻔﻬــق (( و )) ﺗﻐ ـرق (( ‪ ...‬إﻟــﺦ ﯾﺻــﺎﺣﺑﻬﺎ ﻓــﻲ ﺳــﺑك ﺑﻧــﺎء اﻷﺑﯾــﺎت أﻟﻔــﺎظ‬
‫أﺧـ ــرى ﻣـ ــن ﻣﻌﺟـ ــم اﻟﻣـ ــﺎء )) ﻓﺟـ ــرت (( و)) ﺟـ ــداول (( و )) ﺗﺳـ ــﻛب (( و )) ﻣزﻧـ ــﺔ (( و))‬
‫ﺗﻔﯾض(( و )) ﺣﯾﺎﺿك (( ‪...‬إﻟﺦ ‪.‬‬
‫وﺗﻌﻣــل ﻫــذﻩ اﻷﻟﻔــﺎظ ﺑﺈﯾﻘﺎﻋﺎﺗﻬــﺎ اﻟﻣﺧﺗﻠﻔــﺔ ﻋﻠــﻰ اﺳﺗﺣﺿــﺎر ﻫﯾﺋــﺔ اﻟﻣــﺎء وأﺻ ـواﺗﻬﺎ وﺣﺎﻻﺗﻬــﺎ ﺑــل‬
‫)‪(1‬‬
‫ﺿــﻣن ﻣوﺳــﯾﻘﻰ ﻫﺎدﺋــﺔ ﺗﻧﺷ ــرح ﻟﻬــﺎ اﻟــﻧﻔس وﺗطــرب ﻟﻬــﺎ اﻷذن وﯾﺳــﻛن ﻟﻬ ــﺎ‬ ‫وﻣــذاﻗﻬﺎ أﯾﺿــﺎ‪.‬‬
‫اﻟﻔؤاد‪.‬‬
‫وﻟــو ذﻫﺑﻧــﺎ ﻧﺳﺗﺣﺿــر ﻋدﯾــد اﻷﻣﺛﻠــﺔ اﻟﻣﺧﺗﻠﻔــﺔ ﻋــن ﻫــذﻩ اﻟﻣوﺳــﯾﻘﻰ ﻓــﻲ ﺷــﻌر ﺷــوﻗﻲ ﻟطــﺎل ﺑﻧــﺎ‬
‫اﻟﺣدﯾث إذ " اﻟﺷوﻗﯾﺎت " ﻛﻠﻬﺎ " ﺳﻣﻔوﻧﯾﺎت " ذات أﻟﺣﺎن ‪.‬‬
‫وﻋﻧﺻر اﻟﻣوﺳﯾﻘﻰ ﻓﻲ ﺷﻌر ﺷوﻗﻲ ﺟـدﯾر ﺑﺎﻻﻫﺗﻣـﺎم إذ ﯾﻌﺗﺑـر ﺣﺟـر اﻟزاوﯾـﺔ ﻓـﻲ ﺑﻧـﺎء وﺻـﻧﺎﻋﺔ‬
‫ﺷـوﻗﻲ‪ ،‬ﯾﻘــول ﺷــوﻗﻲ ﺿــﯾف ‪ ... » :‬وﻣوﺳـﯾﻘﻰ ﺷــوﻗﻲ ﻓــﻲ ﺷــﻌرﻩ ﻫـﻲ ﻟــب إﺑداﻋــﻪ‪ ،‬وﺑﻬــﺎ ﻛــﺎن‬
‫ﯾظﻔـ ــر ﺑﺧﺻـ ــوﻣﻪ‪ ،‬ﻓﻘـ ــد ﻛـ ــﺎﻧوا ﯾﺣـ ــﺎوﻟون أن ﯾـ ــردوا اﻟﻧـ ــﺎس ﻋﻧـ ــﻪ‪ ،‬ﻓﻛـ ــﺎﻧوا ﯾﻌرﺿـ ــون ﻋ ـ ــﻧﻬم‪،‬‬
‫وﯾﻧﺻــرﻓون ﻋ ــن ﻧﻘــدﻫم‪ ،‬وﯾﺗﻬ ــﺎﻓﺗون ﻋﻠــﻰ ﺷــﻌرﻩ ﻛﻣــﺎ ﯾﺗﻬﺎﻓــت اﻟﻔ ـراش ﻋﻠــﻰ اﻟﻧــﺎر‪ ،‬وﻻ ﺗـ ـزال‬
‫أﺷــﻌﺎر ﺷــوﻗﻲ ﺗــرن ﻓــﻲ آذان اﻟﻌــرب‪ ،‬وﻻ ﯾ ازﻟــون ﯾﻧﺟــذﺑون إﻟﯾﻬــﺎ‪ ،‬وﻛﺄﻧﻬــﺎ ﻣﻐﻧــﺎطﯾس اﻟﻌﺻــر‬
‫)‪(2‬‬
‫اﻟﺷﻌري «‬
‫وﻫذﻩ اﻟﺧﺎﺻﯾﺔ ﻓﻲ ﺷﻌر ﺷـوﻗﻲ ﻫـﻲ اﻟﺗـﻲ ﻗـد ﻏطـت ﻋﻠـﻰ ﺑﻌـض ﻣـواطن اﻟـﻧﻘص‪ ،‬أو اﻟﻬﻧـﺎت‬
‫اﻟﺗﻲ ﻟﻔﺗت اﻧﺗﺑـﺎﻩ اﻟﻧﻘـﺎد ﻓﺈﻧـﻪ » ٕوان ﻓـﺎت ﺷـوﻗﻲ ﺟﻣـﺎل اﻟوﺻـف اﻟﻧﻔﺳـﻲ وروﻋـﺔ اﻻﺑﺗﻛـﺎر‪ ،‬ﻓﻠـم‬

‫‪ -1‬ﻣﻧﯾر ﺳﻠطﺎن‪ ،‬اﻟﺑدﯾﻊ ﻓﻲ ﺷﻌر ﺷوﻗﻲ‪ ،‬ص ‪46 - 45‬‬


‫‪ -2‬ﺷوﻗﻲ ﺿﯾف‪ ،‬ﺷوﻗﻲ ﺷﺎﻋر اﻟﻌﺻر اﻟﺣدﯾث‪ ،‬ص ‪278‬‬
‫‪41‬‬
‫أﺣﻤﺪ ﺷﻮ و ﻧﺪﻟﺲ‬

‫ﯾﻔﺗ ــﻪ ﺳ ــﺣر اﻟﻣوﺳ ــﯾﻘﻰ اﻟ ــذي أﺿ ــﻔﺎﻩ ﻋﻠ ــﻰ ﺷ ــﻌرﻩ اﻟﻐزﻟ ــﻲ‪ ،‬واﻟ ــذي أﻧ ــﺎل ﺷ ــﻌرﻩ ﺷ ــﻬرة واﺳ ــﻌﺔ‬
‫ﺧﺻوﺻﺎ ﺑﻌد أن ﺗﻐﻧﻰ ﺑﻪ ﺟﻣﺎﻋﺔ ﻣن ﻛﺑﺎر اﻟﻣوﺳﯾﻘﯾﯾن وﻻﺳﯾﻣﺎ ﻣﺣﻣد ﻋﺑـد اﻟوﻫـﺎب‪ ،‬ﻓﻣﺿـت‬
‫ﻟﻪ أﺑﯾﺎت ﺑل ﻗﺻﺎﺋد وﻗد ﻻ ﯾﻛون ﻟﻬﺎ ﻛﺑﯾر ﻗﯾﻣﺔ‪ ،‬ﯾرددﻫـﺎ اﻟﻛﺑﯾـر واﻟﺻـﻐﯾر ﻓـﻲ ﻛـل ﺣﻔـل وﻛـل‬
‫)‪(1‬‬
‫ﻧﺎد ‪«.‬‬
‫أﻣــﺎ ﻋــن اﻟﺻــورة اﻟﻔﻧﯾــﺔ ﻓــﻲ ﺷــﻌر ﺷــوﻗﻲ ﻓﻬــﻲ ﻻ ﺗﻘــل ﻗﯾﻣــﺔ ﻋــن اﻟﺻــورة اﻟﻣوﺳــﯾﻘﯾﺔ إذ ﻫــﻲ‬
‫ردﯾﻔـﺔ ﻟﻬـﺎ‪ ،‬ﻛﻣـﺎ ﯾﻌﺑـر ﻋـن ذﻟـك ﺷـوﻗﻲ ﺿـﯾق ﻗـﺎﺋﻼ ‪ » :‬وﻫـذﻩ اﻟﺧﺻـﻠﺔ اﻟﻣوﺳـﯾﻘﯾﺔ ﻓـﻲ ﺷـﻌرﻩ‬
‫ﺗﺳـﻧدﻫﺎ ﻋﻧـدﻩ ﺧﺻـﻠﺔ اﻟﺗﺻـوﯾر اﻟﺑـﺎرع ؛ إذ ﻛـﺎن ﯾﻌـرف ﻛﯾـف ﯾﻔﯾـد ﻣـن ﻛﻧـوز اﻟﺗﺷـﺑﯾﻬﺎت‬
‫واﻻﺳﺗﻌﺎرات اﻟﻘدﯾﻣﺔ‪ ،‬وﻟم ﯾﻛن ﯾﻛﺗﻔﻲ ﺑذﻟك؛ ﺑل ﻛﺎن ﯾﺿﯾف إﻟـﻰ ﻫـذا اﻻﺳـﺗﻐﻼل ﻟﻠﻘـدﯾم ﻛﺛﯾـ اًر‬
‫)‪(2‬‬
‫ﻣن اﻷﺧﯾﻠﺔ اﻟﺣﺎﻟﻣﺔ وﯾﺗﺿﺢ ذﻟك ﻓﻲ ﺟواﻧب ﻛﺛﯾرة ﻣن ﺷﻌرﻩ «‬
‫ﻟﻛن رﻏم ذﻟك ﻛﺎن ﻫﻧﺎك اﻟﺣﻣﻠﺔ اﻟﺷرﺳﺔ اﻟﺗﻲ ﺷﻧﻬﺎ ﺿدﻩ طﻪ ﺣﺳﯾن واﻟﻌﻘﺎد‪ ،‬ﺣﯾث ﺣﺎول‬
‫اﻟﻌﻘﺎد ﻧﻛران أي ﻓﺿل ﻟﺷوﻗﻲ ﻋﻠﻰ اﻟﺷﻌر اﻟﻌرﺑﻲ ﺑﺗﺣﺟﺟﻪ ﻋﻠﯾـﻪ أﻧـﻪ ﺗﻘﻠﯾـدي وﺷـﻌرﻩ ﺗﻣﺛـل ﻓـﻲ‬
‫ﺷـﻌر اﻟﻣﻧﺎﺳـﺑﺎت واﻟﻣﻌﺎرﺿـﺔ واﻟﻣـداﺋﺢ اﻟﺑﻼطﯾـﺔ‪ ،‬ﻛﻣـﺎ ﻧﻔـﻰ اﻟﻘﯾﻣـﺔ اﻟﺟﻣﺎﻟﯾـﺔ ﻋﻧـﻪ ووﺻـﻔﻬﺎ‬
‫)‪(3‬‬
‫أﻣـﺎ طـﻪ ﺣﺳـﯾن ﻓﻬـو اﻷﺧـر اﺗﻬﻣـﻪ ﺑﺎﻟﺗﻘﻠﯾـد وﻋـدم ﻗدرﺗـﻪ ﻋﻠـﻰ ﻣواﻛﺑـﺔ‬ ‫ﺑﺎﻟﺳطﺣﯾﺔ ﻓﻲ ﺷـﻌرﻩ ‪.‬‬
‫)‪(4‬‬
‫اﻟﺗﺟدﯾد وﻋﺟزﻩ ﻋﻠﻰ اﻟﺗﻐﯾﯾر وذﻟك ﻟﻘﻠﺔ ﺛﻘﺎﻓﺗﻪ‬
‫ﻣــﻊ ذﻟــك ظــل أدب ﺷــوﻗﻲ رﻏــم ﻛــل ﻣــﺎ أﺻــﺎﺑﻪ ﻣــن ﻧﻘــد‪ ،‬ﻣﺟــﺎﻻ ﺧﺻــﺑﺎ ﻟﻠﺑﺣــث واﻟد ارﺳــﺔ‪،‬‬
‫ﻣــﺎﻓﺗﺊ اﻟﻧﻘــﺎد ﯾﻌطﻔــون ﻋﻠﯾــﻪ ﺑــﺎﻟﻧظر واﻟﺗﺄﻣــل‪ » ،‬وﻣﻧــذ أن ﻛــﺎن ﺷــوﻗﻲ‪ ،‬إﻟــﻰ أن ﻣــﺎت‪ ،‬وﻛــل‬
‫اﻻﺗﺟﺎﻫـﺎت واﻟﻣــدارس ﺗﻧطﻠــق ﻣــن رﺣﺎﺑــﻪ‪ ،‬إﻣــﺎ ﻏﺎﺿـﺑﺔ ﻣﻧــﻪ أو ﻏﺎﺿــﺑﺔ ﻋﻠﯾــﻪ‪ ،‬ﻟﻛﻧﻬــﺎ ﻣرﺗﺑطــﺔ‬

‫‪ -1‬ﺣﻧﺎ اﻟﻔﺎﺧوري‪ ،‬ﺗﺎرﯾﺦ اﻷدب اﻟﻌرﺑﻲ‪ ،‬ﻣﻧﺷورات اﻟﻣﻛﺗﺑﺔ اﻟﺑوﻟﺳﯾﺔ‪ ،‬ط ‪ 1987 ، 12‬م‪ ،‬ص ‪984‬‬
‫‪ -2‬ﺷوﻗﻲ ﺿﯾف‪ ،‬اﻷدب اﻟﻌرﺑﻲ اﻟﻣﻌﺎﺻر ﻓﻲ ﻣﺻر ‪ ،‬دار اﻟﻣﻌﺎرف ط ‪ 1992 ،10‬م‪ ،‬ص‪115‬‬
‫‪ -3‬ﯾﻧظر ‪ :‬اﻟﻌﻘﺎد‪ ،‬اﻟدﯾوان ﻓﻲ اﻟﻧﻘد واﻷدب‪) ،‬ﺷوﻗﻲ ﻓﻲ اﻟﻣﯾزان(‪ ،‬ﻣؤﺳﺳﺔ ﻫﻧداوي ﺳﻲ آي ﺳﻲ‪ ،‬اﻟﻣوﻗﻊ اﻹﻟﻛﺗروﻧﻲ‬
‫‪www.hindawi.org‬‬
‫‪ -4‬ﯾﻧظر ‪ :‬طﻪ ﺣﺳﯾن‪ ،‬ﺣﺎﻓظ وﺷوﻗﻲ‪ ،‬ﻣؤﺳﺳﺔ ﻫﻧداوي ﻟﻠﺗﻌﻠﯾم واﻟﺛﻘﺎﻓﺔ‪ ،‬اﻟﻣوﻗﻊ اﻹﻟﻛﺗروﻧﻲ ‪،www.hindawi.org‬‬
‫ص‪113‬‬
‫‪42‬‬
‫أﺣﻤﺪ ﺷﻮ و ﻧﺪﻟﺲ‬

‫ﺑﻪ ﺑﺻورة ﻣن اﻟﺻور‪ ،‬أو درﺟﺔ ﻣن اﻟـدرﺟﺎت‪ ،‬ﺑـل أﻗـول‪ ،‬ﻟـوﻻ ﺷـوﻗﻲ ﻣـﺎ ﻛﺎﻧـت‪ ،‬وﻻ ظﻬـر‬
‫)‪(1‬‬
‫ﻟﻬﺎ ﻧﺟم ﻓﻲ ﺳﻣﺎء اﻟﺷﻌر‪«.‬‬

‫‪ -1‬ﻣﻧﯾر ﺳﻠطﺎن‪ ،‬اﻟﺑدﯾﻊ ﻓﻲ ﺷﻌر ﺷوﻗﻲ‪ ،‬ص ‪29 - 28‬‬


‫‪43‬‬
‫اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎ ﻲ‬
‫أﻧدﻟﺳﯾﺎت أﺣﻣد ﺷوﻗﻲ ‪ ..‬ﺳﻣﺎﺗﻬﺎ اﻷﺳﻠوﺑﯾﺔ‬
‫أﻧﺪﻟﺴﻴﺎت أﺣﻤﺪ ﺷﻮ ‪ ..‬ﺳﻤﺎ ﺎ ﺳﻠﻮ ﻴﺔ‬

‫– اﻹﯾﻘﺎع واﻹﯾﺣﺎء‬

‫ﻗﺑل أن ﻧﺑﺎﺷر اﻟﻔﻌل اﻹﺟراﺋﻲ ﻓﻲ رﺻد ﺑﻌض ﻣظﺎﻫر اﻟﺧﺻﺎﺋص اﻷﺳﻠوﺑﯾﺔ ﻓﻲ أﻧدﻟﺳﯾﺎت‬
‫وﺗﻔردﻫﺎ واﻟﻌﻼﺋق ﺑﯾﻧﻬﺎ‪:‬‬
‫ﺣدﻫﺎ ّ‬
‫ﺷوﻗﻲ‪ ،‬ﻧﺳﺗﻬل ﺑﺗﻣﻬﯾد ﻧوﺿﺢ ﻓﯾﻪ ﺑﻌض اﻟﻣﻔﺎﻫﯾم ؛ ّ‬

‫‪ -‬ﻣﻔﻬوم اﻹﯾﻘﺎع‪:‬‬

‫اﻟﻣْﯾ َﻘﻌ ــﺔ ﻛﻼﻫﻣـ ــﺎ‬


‫ﻣﯾ َﻘ ــﻊ و َ‬
‫اﻹﯾﻘ ــﺎع ﻟﻐ ــﺔ ‪ :‬ﺟ ــﺎء ﻓ ــﻲ ﻟﺳ ــﺎن اﻟﻌ ــرب ﻣ ــن ﻣ ــﺎدة ) و‪ ،‬ق‪ ،‬ع ( » اْﻟ ْ‬
‫)‪(1‬‬
‫اﻹﯾﻘَﺎعُ ﻣن إﯾﻘﺎع اﻟﻠﺣن واﻟﻐﻧﺎء وﻫو أن ﯾوﻗَﻊ اﻷﻟﺣﺎن َ‬
‫وﯾﺑ َﯾﻧﻬَﺎ«‬ ‫اﻟﻣطرﻗﺔ‪ ،‬و ِْ‬

‫وﯾْﺑﻧَِﯾﻬﺎ «‬
‫)‪(2‬‬
‫أﻣﺎ ﻓﻲ اﻟﻣﻌﺟم اﻟوﺳﯾط‪ » :‬اﻹﯾﻘﺎع‪ :‬إﯾﻘﺎع أﻟﺣﺎن اﻟﻐﻧﺎء‪ ،‬وﻫو أن ُﯾوِﻗ َﻊ اﻷﻟﺣﺎن َ‬
‫ﻟﻛن ظل اﻹﯾﻘﺎع ﻓﻲ اﻟﻣﻌﺎﺟم اﻟﻌرﺑﯾﺔ اﻟﻘدﯾﻣﺔ ﻣرﺗﺑطﺎ ﺑﺎﻟﻣﻔﻬوم اﻟذي ﻧﻘﻠﻪ " اﺑن ﺳﯾدة " ﻋـن‬
‫" اﻟﺧﻠﯾل ﺑن أﺣﻣد اﻟﻔراﻫﯾدي " ﻓﻲ ﻛﺗﺎب " اﻟﻌﯾن " ﺑﺄن اﻹﯾﻘﺎع » ﺣرﻛﺎت ﻣﺗﺳـﺎوﯾﺔ اﻷدوار ﻟﻬـﺎ‬
‫)‪(3‬‬
‫ﻋودات ﻣﺗواﻟﯾﺔ «‬
‫اﻹﯾﻘــﺎع اﺻ ــطﻼﺣﺎ‪ :‬ﺗﻌ ــددت ﺗﻌ ــﺎرﯾف وﻣﻔ ــﺎﻫﯾم اﻹﯾﻘــﺎع ﻋﻧـ ـد اﻟﻘ ــدﻣﺎء واﻟﻣﺣ ــدﺛﯾن‪ ،‬ﻓﻘ ــد ذﻫ ــب‬
‫اﻟﻔــﺎراﺑﻲ ) ‪ 339‬ه( ﻓــﻲ ﺗﻌرﯾﻔــﻪ ﻟﻺﯾﻘــﺎع إﻟــﻰ أﻧــﻪ‪ » :‬ﻧﻘﻠــﺔ ﻣﻧظﻣــﺔ ﻋﻠــﻰ اﻟــﻧﻐم ذات ﻓواﺻــل‬
‫واﻟﻔﺎﺻﻠﺔ ﻫﻲ ﺗوﻗف ﯾواﺟﻪ اﻣﺗداد اﻟﺻوت‪ ،‬واﻟوزن اﻟﺷﻌري ﻧﻘﻠﺔ ﻣﻧﺗظﻣﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺣروف ذوات‬
‫)‪(4‬‬
‫ﻓواﺻل‪ ،‬واﻟﻔواﺻل إﻧﻣﺎ ﺗﺣدث ﺑوﻗﻔﺎت ﺗﺎﻣﺔ ﻻ ﯾﻛون ذﻟك ﺑﺣرف ﺳﺎﻛن «‬
‫وﯾؤﻛـد اﺑـن ﻓـﺎرس )‪ 339‬ه( ﻫـذﻩ اﻟﻔﻛـرة ﺑﻘوﻟــﻪ ‪ » :‬أﻫـل اﻟﻌـروض ﻣﺟﻣﻌـون ﻋﻠـﻰ أﻧـﻪ ﻻ ﻓــرق‬
‫ﺑﯾن ﺻـﻧﺎﻋﺔ اﻟﻌـروض وﺻـﻧﺎﻋﺔ اﻹﯾﻘـﺎع إﻻ أن ﺻـﻧﺎﻋﺔ اﻹﯾﻘـﺎع ﺗﻘﺳـم اﻟزﻣـﺎن ﺑـﺎﻟﻧﻐم وﺻـﻧﺎﻋﺔ‬
‫)‪(5‬‬
‫اﻟﻌروض ﺗﻘﺳم اﻟزﻣﺎن ﺑﺎﻟﺣروف اﻟﻣﺳﻣوﻋﺔ «‬

‫‪ - 1‬اﺑن ﻣﻧظور‪ ،‬ﻟﺳﺎن اﻟﻌرب‪ ،‬إﺻدارات وزارة اﻟﺷؤون اﻻﺳﻼﻣﯾﺔ واﻷوﻗﺎف واﻟدﻋوة واﻹرﺷﺎد‪ ،‬ﻣﺞ ‪ ،10‬ص ‪290‬‬
‫‪ - 2‬اﻟﻣﻌﺟم اﻟوﺳﯾط‪ ،‬ص ‪1773‬‬
‫‪ - 3‬اﺑن ﺳﯾدة‪ ،‬اﻟﻣﺧﺻص‪ ،‬اﻟﺳﻔر‪ ، 13‬ﻣﺎدة" وﻗﻊ"‪ ،‬دار اﻟﻛﺗب اﻟﻌﻠﻣﯾﺔ‪ ،‬ﻟﺑﻧﺎن‪ ،‬د‪.‬ت ‪.‬ص‪10‬‬
‫‪ -4‬اﻟﻔﺎراﺑﻲ‪ ،‬ﻛﺗﺎب اﻟﻣوﺳﯾﻘﻰ اﻟﻛﺑﯾر‪ ،‬دار اﻵداب‪ ،‬ﺑﯾروت ﻟﺑﻧﺎن ‪ 1985‬م‪ ،‬ص ‪20‬‬
‫‪ -5‬اﺑن ﻓﺎرس ‪ :‬اﻟﺻﺎﺣﺑﻲ ﻓﻲ ﻓﻘﻪ اﻟﻠﻐﺔ و ﺳﻧن اﻟﻌرب ﻓﻲ ﻛﻼﻣﻬﺎ – ﺗﺢ اﻟﺳﯾد أﺣﻣد ﺻﻘر – دار إﺣﯾﺎء اﻟﻛﺗب اﻟﻌرﺑﯾﺔ –‬
‫ﺑﯾروت ‪ 1977 .‬م‪ ،‬ص‪238‬‬
‫‪45‬‬
‫أﻧﺪﻟﺴﻴﺎت أﺣﻤﺪ ﺷﻮ ‪ ..‬ﺳﻤﺎ ﺎ ﺳﻠﻮ ﻴﺔ‬

‫» أﻣ ــﺎ ﻣﺻ ــطﻠﺢ " إﯾﻘ ــﺎع " ﻓﻬ ــو ﺑﺈﺟﻣ ــﺎع اﻟدارﺳ ــﯾن اﻟﻣﺣ ــدﺛﯾن ﻋﻠ ــﻰ أﻧـ ـﻪ ﻣﺻ ــطﻠﺢ إﻧﺟﻠﯾ ــزي‬
‫) ‪ ( RYTHME‬اﺷﺗق ﻣن اﻟﯾوﻧﺎﻧﯾﺔ ﺑﻣﻌﻧﻰ اﻟﺟرﯾﺎن واﻟﺗدﻓق‪ ،‬وﯾﻘﺻد ﺑﻪ اﻟﺗواﺗر اﻟﻣﺗﺗﺎﺑﻊ ﺑﯾن‬
‫ﺣﺎﻟﺗﻲ اﻟﺻﻣت واﻟﺻوت‪ ،‬أو اﻟﻧور واﻟظﻼم‪ ،‬أو اﻟﺣرﻛﺔ واﻟﺳﻛون‪ ،‬أو اﻟﻘوة واﻟﺿﻌف‪ ،‬أو‬
‫)‪(1‬‬
‫اﻟﺿﻐط واﻟﻠﯾن‪ ،‬أو اﻟﻘﺻر واﻟطول‪ ،‬أو اﻹﺳراع واﻹﺑطﺎء‪ ،‬أو اﻟﺗوﺗر واﻻﺳﺗرﺧﺎء… «‬
‫وﻣن ﺛم ﻓﺎﻟﻣﻔﻬوم اﻟﻌﺎم ﻟﻺﯾﻘﺎع ﯾﺷﻣل ﺣرﻛﺔ اﻟﻛون واﻟﺣﯾﺎة ﻣـن ﺣوﻟﻧـﺎ» ﻓﻛـل ظـﺎﻫرة ﻛوﻧﯾـﺔ ﻟﻬـﺎ‬
‫إﯾﻘﺎﻋﻬـﺎ اﻟﻣـؤﺛر ﻓﯾﻣـﺎ ﻋـداﻩ ﺗـﺄﺛﯾ ار ﯾﺟﻌـل ﻣـن ﺗﺟـﺎذب ﺟزﺋﯾـﺎت اﻟﻛـون ﺑﻌﺿـﻬﺎ ﺑـﺎﻟﺑﻌض اﻵﺧـر‬
‫ﺣرﻛﺔ إﯾﻘﺎﻋﯾﺔ داﻓﻌﺔ إﻟﻰ اﻟﺗﻣﺎﺳك‪ ،‬ﻓﺎﻷرض ﺗدور واﻟﺳﺣﺎب ﯾﺗﺣـرك‪ ،‬واﻟﺟﺑـﺎل ﺗﺣﺳـﺑﻬﺎ ﺛﺎﺑﺗـﺔ‬
‫وﻫﻲ ﺗﻣر ﻣر اﻟﺳﺣﺎب‪ ،‬واﻟﻣﺎء ﯾﺗﺻﺎﻋد ﺑﺧﺎ ار إﻟﻰ اﻟﻔﺿﺎء وﯾﻛون ﺗﺷﻛﯾﻼت ﻣن اﻟﻐﯾم اﻟﻣﻔﻌم‬
‫ﺑﺎﻟﺧﺻب‪ ،‬وﺗﺗﻛون ﺟﺑﺎل ﻣن ﺑرد‪ ،‬وﺗﺗﺣرك اﻟرﯾﺎح‪ ،‬ﻓﺗﺛﯾر اﻟﺳﺣﺎب ﻓﯾﻧﺳﺎق اﻟﺳﺣﺎب إﻟﻰ ﺑﻠـد‬
‫ﻣﯾـت‪ ،‬ﻓﯾﺣﯾـﺎ وﯾﺧﺿـر ﻓـﻲ ﻣﻬرﺟـﺎن ﻣـن أﺻـوات اﻟرﻋـود وأﺿـواء اﻟﺑـروق‪ ،‬وﻣـن ﺗـﺂﻟف ﻫـذا‬
‫اﻟﺗﺷﻛﯾل اﻹﯾﻘﺎﻋﻲ ﻟﺣرﻛﺔ اﻟﻛون ﺗﻧﺑﺛق ﻣوﺳﯾﻘﻰ اﻟﺣﯾﺎة‪ ،‬وﻣوﺳﯾﻘﻰ اﻟﻛﻠﻣﺔ‪ ،‬وﻣوﺳﯾﻘﻰ اﻟﺣدث‪،‬‬
‫وﻣوﺳﯾﻘﻰ اﻟروح‪ ،‬وﻣوﺳﯾﻘﻰ اﻟزﻣﺎن واﻟﻣﻛﺎن‪ ،‬وﻟﻣـﺎ وﺟـد اﻹﻧﺳـﺎن ﻛـل ﻣـﺎ ﺣوﻟـﻪ ﯾﻧـﺗظم ﺑﺣرﻛـﺔ‬
‫إﯾﻘﺎﻋﯾـﺔ ﺗـوﻓر ﻟـﻪ اﻻﻧﺳـﺟﺎم واﻟﺗـوازن وﺗﻣﻧﺣـﻪ اﻟ ارﺣـﺔ واﻟﻣﺗﻌـﺔ‪ ،‬راح ﯾﺣﺎﻛﯾﻬـﺎ ﺑﺣرﻛـﺎت ﺟﺳـدﻩ‪،‬‬
‫وﻧﺑـرات ﺻـوﺗﻪ ﻣـن ﺧـﻼل إﺑداﻋـﻪ ﻟﺟﻣﻠـﺔ ﻣـن اﻟﻔﻧـون ﻛﺎﻟرﺳـم واﻟﻧﺣـت واﻟـرﻗص واﻟﻣوﺳـﯾﻘﻰ‬
‫)‪(2‬‬
‫واﻟﺷﻌر«‬
‫ﻟﻺﯾﻘﺎع أﻧواع ﻣﺧﺗﻠﻔﺔ ﻣﺗﻌددة‪ ،‬وﻧﺣـﺎول ﻓـﻲ ﺑﺣﺛﻧـﺎ ﻫـذا اﻟﺗرﻛﯾـز ﻋﻠـﻰ اﻹﯾﻘـﺎع اﻟﺷـﻌري اﻟـذي‬
‫ﯾــﺄﺗﻲ ﻋﻠــﻰ رأس ﺧﺻــﺎﺋص اﻟﺷــﻌر اﻟﻌرﺑــﻲ ﻓﻬــو ﯾﺷــﻛل ﻋﻧﺻ ـ ار أﺳﺎﺳــﯾﺎ ﻣــن اﻟﻌﻧﺎﺻــر اﻟﻣﻛوﻧــﺔ‬
‫ﻟﻠﻘﺻــﯾدة اﻟﻌرﺑﯾــﺔ اﻟﺣدﯾﺛــﺔ وﻟــﯾس ﻋﻧﺻ ـ ار ﻣﻧﻔﺻــﻼ ﻋﻧﻬــﺎ أو ﻗﺎﻟﺑــﺎ ﺧﺎرﺟﯾــﺎ ﻟﻬــﺎ ﻋﻠــﻰ اﻹطــﻼق ؛‬

‫‪ -1‬أﺣﻣد ﺣﺳﺎﻧﻲ‪ ،‬اﻹﯾﻘﺎع وﻋﻼﻗﺗﻪ ﺑﺎﻟدﻻﻟﺔ ﻓﻲ اﻟﺷﻌر اﻟﺟﺎﻫﻠﻲ ) ﺑﺣث ﻣﻘدم ﻟﻧﯾل ﺷﻬﺎدة دﻛﺗوراﻩ اﻟدوﻟﺔ ( ﺟﺎﻣﻌﺔ اﻟﺟزاﺋر‬
‫‪ ،2006/2005‬ص ‪51‬‬
‫‪ -2‬ﻣﺳﻌود وﻗﺎد‪ ،‬اﻟﺑﻧﯾﺔ اﻹﯾﻘﺎﻋﯾﺔ ﻓﻲ ﺷﻌر ﻓدوى طوﻗﺎن ‪) ،‬ﺑﺣث ﻣﻘدم ﻟﻧﯾل ﺷﻬﺎدة اﻟﻣﺎﺟﺳﺗﯾر( ﺟﺎﻣﻌﺔ ورﻗﻠﺔ ‪،2004‬‬
‫ص ‪12‬‬
‫‪46‬‬
‫أﻧﺪﻟﺴﻴﺎت أﺣﻤﺪ ﺷﻮ ‪ ..‬ﺳﻤﺎ ﺎ ﺳﻠﻮ ﻴﺔ‬

‫ذﻟـ ــك أن اﻟﻠﻐـ ــﺔ واﻟﺻـ ــورة واﻟدﻻﻟـ ــﺔ ﻻ ﺗﺗﺷـ ــﻛل إﻻ ﻣـ ــن ﺧـ ــﻼل ﻧﻣـ ــوﻩ وﺗطـ ــورﻩ‪ ،‬أي ﻣـ ــن ﺧـ ــﻼل‬
‫)‪(1‬‬
‫اﻹﯾﻘﺎع‬

‫‪ -‬اﻹﯾﻘﺎع واﻟﻌروض‪:‬‬

‫ظل اﻟدرس اﻟﻌرﺑﻲ اﻟﻘدﯾم ﯾطﺎﺑق ﺑﯾن اﻹﯾﻘﺎع واﻟوزن وﯾـرﺑط ﺑﯾﻧﻬﻣـﺎ ﻓـﻲ ﻣﻔﻬـوم واﺣـد‪ ،‬وﻗـد‬
‫ﺳﺑق اﻹﺷﺎرة إﻟﻰ ﻗول اﺑن ﻓﺎرس ﻓﻲ ﺗﺣدﯾد ﻣﻔﻬوم ﺻﻧﺎﻋﺔ اﻟﻌروض وﺻﻧﺎﻋﺔ اﻹﯾﻘﺎع ﺑﺄﻧﻪ ﻻ‬
‫ﻓــرق ﺑﯾﻧﻬﻣــﺎ إﻻ أن اﻷوﻟــﻰ ﺗﻘﺳــم اﻟــزﻣن ﺑــﺎﻟﺣروف واﻟﺛﺎﻧﯾــﺔ ﺗﻘﺳــﻣﻪ ﺑــﺎﻟﻧﻐم ‪ .‬وﻣــن ﺧــﻼل ﻋــرض‬
‫اﻟﻔﺎراﺑﻲ ﻟﻣﻔﻬوم اﻹﯾﻘﺎع ﻟوﺣظ أﻧﻪ أدﺧل وزن اﻟﺷﻌر ﻓﻲ ﺣﻛم اﻹﯾﻘـﺎع اﻟﻣوﺳـﯾﻘﻲ ؛ ﻷن اﻹﯾﻘـﺎع‬
‫ﻟدﯾــﻪ ﺳﻠﺳــﻠﺔ أزﻣﻧــﻪ ﯾوﺿــﺣﻬﺎ اﻟﻧﻘــر ﻋﻠــﻰ آﻟــﺔ ﻣﺟوﻓــﺔ ﻛﺎﻟطﺑــل واﻟــدف وﻏﯾرﻫــﺎ‪ ،‬واﻟﻧﻘ ـرة ﻻ زﻣــن‬
‫)‪(2‬‬
‫ﻟﻬﺎ‪ ،‬وﻋﻠﻰ ذﻟك ﯾﻛون اﻟزﻣن اﻟﻣدة اﻟواﻗﻌﺔ ﺑﯾن ﻧﻘرﺗﯾن ‪.‬‬
‫واﻟﺣﻘﯾﻘــﺔ أن ﻣﻔﻬ ــوم اﻹﯾﻘ ــﺎع ﻻ ﯾﻧﺣﺻ ــر ﻓ ــﻲ اﻟ ــوزن‪ٕ ،‬وان ﻛ ــﺎن اﻟ ــوزن ﯾ ــدﺧل ﻓ ــﻲ ﻣﻔﻬ ــوم‬
‫اﻹﯾﻘــﺎع‪ٕ ،‬واﻻ ﻟﻛﺎﻧــت اﻟﻧﺻــوص اﻟﺷــﻌرﯾﺔ ﻻ ﺗﺗﻣــﺎﯾز ﻣــن اﻟﻧﺎﺣﯾــﺔ اﻹﯾﻘﺎﻋﯾــﺔ ﻷﻧﻬــﺎ ﺗرﺗﻛــز ﻋﻠــﻰ‬
‫اﻟﺑﻧﯾــﺎت اﻟوزﻧﯾــﺔ ﻧﻔﺳــﻬﺎ‪ ،‬أي اﻟﺑﺣــور اﻟﺧﻠﯾﻠﯾــﺔ‪ ،‬وﺑــذﻟك ﯾﻣﻛــن اﻟﻘــول أن اﻟﺷــﻌر اﻟﺳــﺎﻣﻲ ﻣﺳــﺎو‬
‫ﻟﻠﻣﻧظوﻣــﺎت اﻟﺗﻌﻠﯾﻣﯾــﺔ‪ ،‬وﻫــذا ﻻ ﯾﺻــﺢ ؛ ذﻟــك أن اﻟﺷــﻌر اﻟﺳــﺎﻣﻲ ﯾﺗ ـواﻓر ﻋﻠــﻰ ﺑﻧﯾــﺎت إﯾﻘﺎﻋﯾــﺔ‬
‫أﺧرى ﻣرﺗﺑطﺔ ﺑﺎﻟﺟوﻫر اﻟﻠﺳﺎﻧﻲ ﻟﻠﺟﻣﻠﺔ ‪.‬‬
‫إن اﻹﯾﻘــﺎع واﻟــوزن ﯾﻌﺗﻣــد ﻛﻼﻫﻣــﺎ ﻋﻠــﻰ اﻟﺗﻛـرار‪ ،‬وﻓــﻲ اﻟوﻗــت اﻟــذي ﯾﻘــوم ﻓﯾــﻪ اﻹﯾﻘــﺎع ﻋﻠــﻰ‬
‫ﺗﻛرار ﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻣن اﻟﻣﻘﺎطﻊ اﻟﻣﺣددة ﻓﺈن اﻟوزن ﯾﻘوم ﻋﻠـﻰ ﺗﻛـرار ﺣﻔﻧـﺔ ﻣـن اﻹﯾﻘﺎﻋـﺎت‪ » ،‬إﻻ‬
‫أن ﻗــوة ﻫــذا اﻟﺗﻛـرار ﺗﺗﻣﺛــل ﻓــﻲ ﺗوﻟﯾــد ﻧــوع ﻣــن اﻟﺗـوازي ﺑــﯾن اﻟﻛﻠﻣــﺎت واﻷﻓﻛــﺎر‪ ،‬وﻛﻠﻣــﺎ ﻛــﺎن ﻫــذا‬
‫اﻟﺗوازي واﺿﺣﺎً ﻓﻲ ﺗﻛوﯾﻧﻪ أو ﻧﻐﻣﺗﻪ ﺗوﻟد ﻋﻧﻪ ﺗواز ﻗوي ﺑﯾن اﻟﻛﻠﻣـﺎت واﻟﻣﻌـﺎﻧﻲ‪ ،‬وأﻗـوى أﻧواﻋـﻪ‬

‫‪ -1‬ﺑﺷرى ﯾﺎﺳﯾن ﻣﺣﻣد‪ ،‬اﻹﯾﻘﺎع ﻓﻲ اﻟﺷﻌر اﻟﻌرﺑﻲ اﻟﺣدﯾث‪ ،‬اﻟﻣﻘوﻻت واﻟﺗﻣﺛﻼت‪ ،‬ﺑﺣث ﻣﻧﺷور ﻓﻲ ﻣﺟﻠﺔ اﻵداب‪ ،‬ﻛﻠﯾﺔ‬
‫اﻟﺗرﺑﯾﺔ اﺑن رﺷد ﻟﻠﻌﻠوم اﻹﻧﺳﺎﻧﯾﺔ ﻗﺳم اﻟﻠﻐﻪ اﻟﻌرﺑﯾﺔ ﺟﺎﻣﻌﺔ ﺑﻐداد – ذي ﻗﺎر – ﻧوﻓﻣﺑر ‪2018‬‬
‫‪ -2‬ﺣﺳﺎم أﯾوب‪ ،‬اﻹﯾﻘﺎع ﻓﻲ ﺷﻌر أﺣﻣد ﺷوﻗﻲ‪ ) ،‬رﺳﺎﻟﺔ ﻣﻘدﻣﺔ ﻟﻧﯾل ﺷﻬﺎدة اﻟﻣﺎﺟﺳﺗﯾر ( ﺟﺎﻣﻌﺔ اﻷردن ‪ 1998‬م‪،‬‬
‫ص ‪46‬‬
‫‪47‬‬
‫أﻧﺪﻟﺴﻴﺎت أﺣﻤﺪ ﺷﻮ ‪ ..‬ﺳﻤﺎ ﺎ ﺳﻠﻮ ﻴﺔ‬

‫ﻫو ﻣﺎ ﺗﻧﺟم ﻋﻧﻪ اﻟﺻور واﻻﺳﺗﺧداﻣﺎت اﻟﻣﺟﺎزﯾﺔ ﺣﯾـث ﯾـﺗم إﺣـداث اﻟﺗـﺄﺛﯾر ﻋـن طرﯾـق اﻟﺑﺣـث‬
‫ﻋــن اﻟﻣﺷــﺎﺑﻬﺔ ﺑــﯾن اﻷﺷــﯾﺎء‪ ،‬أو ﻋــن طرﯾــق اﻟﺗﻘﺎﺑــل ﺣﯾــث ﯾﻛــون اﻟﺗﺿــﺎد ﻫــو وﺟــﻪ اﻻﺗﻔــﺎق‪،‬‬
‫واﺗﻔﺎق اﻟﻛﻠﻣﺔ ﺻوﺗﯾًﺎ أو ﻣﻌﺎدﻟﺗﻬﺎ ﻷﺧرى ﯾﺗﺿﻣن ﺑﻼ رﯾب ﻟوﻧًﺎ ﻣن اﻻﺗﻔـﺎق اﻟـدﻻﻟﻲ ﻣﻬﻣـﺎ ﻛـﺎن‬
‫)‪(1‬‬
‫اﻟﻣﺳﺗوى اﻟذي ﯾﺗم ﻋﻠﯾﻪ اﻟﺗﺣﻠﯾل اﻟﻠﻐوي «‪.‬‬

‫‪ -‬اﻹﯾﻘﺎع وﻋﻼﻗﺗﻪ ﺑﺎﻟدﻻﻟﺔ ‪:‬‬


‫ﻫذﻩ اﻟﻣﺳﺄﻟﺔ ﺷﻐﻠت ﺑﺎل اﻟدارﺳﯾن ﻟﻣوﺳﯾﻘﻰ اﻟﺷﻌر وﻋروﺿﻪ ﻗدﯾﻣﺎ وﺣـدﯾﺛﺎ‪ ،‬وﻫـﻲ ﻣﺣﺎوﻟـﺔ‬
‫اﻟﻛﺷف ﻋن اﻟﺻﻠﺔ ﺑﯾن اﻟوزن واﻟﻣﻌﺎﻧﻲ واﻹﯾﺣﺎءات ‪ .‬وﺣﺎول ﻛل واﺣد ﻣﻧﻬم أن ﯾﻔﺳر اﻟﻌﻼﻗـﺔ‬
‫ﺑ ـﯾن اﻟــوزن ودﻻﻟــﺔ اﻟﻣﻌﻧــﻰ واﻟﺣﺎﻟــﺔ اﻟﻧﻔﺳــﯾﺔ ﻟﻠﺷــﺎﻋر‪ ،‬وﻗــد ﺗﺑﺎﯾﻧــت آراؤﻫــم ﻓــﻲ ذﻟــك وﺗﻌــددت‪،‬‬
‫ﻧﻘﺗﺻر ﻣﻧﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﻣﺎﯾﻠﻲ‪:‬‬
‫ﯾﻘول اﺑن طﺑﺎطﺑﺎ ‪ »:‬ﻓﺈذا أراد اﻟﺷﺎﻋر ﺑﻧﺎء ﻗﺻﯾدة ﻣﺧض اﻟﻣﻌﻧﻰ اﻟذي ﯾرﯾد ﺑﻧﺎء اﻟﺷﻌر ﻋﻠﯾﻪ‬
‫أﻋد ﻟـﻪ ﻣـﺎ ﯾﻠﺑﺳـﻪ إﯾـﺎﻩ ﻣـن اﻷﻟﻔـﺎظ اﻟﺗـﻲ ﺗطﺎﺑﻘـﻪ‪ ،‬واﻟﻘـواﻓﻲ اﻟﺗـﻲ ﺗواﻓﻘـﻪ‪ ،‬واﻟـوزن‬
‫ﻓﻲ ﻓﻛرﻩ ﻧﺛرا‪ ،‬و ّ‬
‫اﻟذي ﯾﺳﻠس ﻟﻪ اﻟﻘول ﻋﻠﯾﻪ‪ .‬ﻓﺈذا اﺗﻔق ﻟﻪ ﺑﯾت ﯾﺷـﺎﻛل اﻟﻣﻌﻧـﻰ اﻟـذي ﯾروﻣـﻪ أﺛﺑﺗـﻪ وأﻋﻣـل ﻓﻛـرﻩ‬
‫ﻓـﻲ ﺷـﻐل اﻟﻘـواﻓﻲ ﺑﻣـﺎ ﺗﻘﺗﺿـﯾﻪ ﻣـن اﻟﻣﻌـﺎﻧﻲ ﻋﻠـﻰ ﻏﯾـر ﺗﻧﺳـﯾق ﻟﻠﺷـﻌر أو ﺗرﺗﯾـب ﻟﻔﻧـون اﻟﻘـول‬
‫ﻓﯾـﻪ‪ ،‬ﺑـل ﯾﻌﻠـق ﻛـل ﺑﯾـت ﯾﺗﻔـق ﻟـﻪ ﻧظﻣـﻪ‪ ،‬ﻋﻠـﻰ ﺗﻔـﺎوت ﻣـﺎ ﺑﯾﻧـﻪ وﺑـﯾن ﻣـﺎ ﻗﺑﻠـﻪ ‪ .‬ﻓـﺈذا ﻛﻣﻠـت ﻟـﻪ‬
‫اﻟﻣﻌﺎﻧﻲ‪ ،‬وﻛﺛرت اﻷﺑﯾﺎت‪ ،‬وﻓق ﺑﯾﻧﻬﺎ ﺑﺄﺑﯾﺎت ﺗﻛون ﻧظﺎﻣﺎ ﻟﻬـﺎ‪ ،‬وﺳـﻠﻛﺎ ﺟﺎﻣﻌـﺎ ﻟﻣـﺎ ﺗﺷـﺗت ﻣﻧﻬـﺎ ‪.‬‬
‫ﺛم ﯾﺗﺄﻣل ﻣﺎ ﻗد أداﻩ إﻟﯾﻪ طﺑﻌﻪ‪َ ،‬وَﻧﺗﺞ ﻋﻧﻪ ﻓﻛرﻩ‪ ،‬ﻓﯾﺳﺗﻘﺻﻲ اﻧﺗﻘﺎدﻩ‪ ،‬و ﯾرم ﻣﺎ وﻫﻰ ﻣﻧﻪ‪ ،‬وﯾﺑدل‬
‫ﺑﻛل ﻟﻔظﺔ ﻣﺳﺗﻛرﻫﺔ ﻟﻔظﺔ ﺳﻬﻠﺔ ﻧﻘﯾﺔ‪ٕ ،‬وان اﺗﻔﻘـت ﻟـﻪ ﻗﺎﻓﯾـﺔ ﻗـد ﺷـﻐﻠﻬﺎ ﻓـﻲ ﻣﻌﻧـﻰ ﻣـن اﻟﻣﻌـﺎﻧﻲ‪،‬‬
‫واﺗﻔـق ﻟـﻪ ﻣﻌﻧـﻰ آﺧـر ﻣﺿـﺎد ﻟﻠﻣﻌﻧـﻰ اﻷول‪ ،‬ﻧﻘﻠﻬـﺎ إﻟـﻰ اﻟﻣﻌﻧـﻰ اﻟﻣﺧﺗـﺎر واﻟـذي ﻫـو أﺣﺳـن‪،‬‬
‫)‪(2‬‬
‫وأﺑطل ذﻟك اﻟﺑﯾت أو ﻧﻘض ﺑﻌﺿﻪ‪ ،‬وطﻠب ﻟﻣﻌﻧﺎﻩ ﻗﺎﻓﯾﺔ ﺗﺷﺎﻛﻠﻪ«‪.‬‬

‫‪ -1‬ﻣﺣﻣد ﺻﺎﺑر ﻋﺑﯾد‪ ،‬اﻟﻘﺻﯾدة اﻟﻌرﺑﯾﺔ اﻟﺣدﯾﺛﺔ ﺑﯾن اﻟﺑﻧﯾﺔ اﻟدﻻﻟﯾﺔ واﻟﺑﻧﯾﺔ اﻹﯾﻘﺎﻋﯾﺔ‪ ،‬إﺗﺣﺎد اﻟﻛﺗﺎب اﻟﻌرب‪ ،‬دﻣﺷق‬
‫‪2001‬م‪ ،‬ص ‪24‬‬
‫‪ -2‬اﺑن طﺑﺎطﺑﺎ ‪ ،‬ﻋﯾﺎر اﻟﺷﻌر‪ ،‬ﺷرح وﺗﺣﻘﯾق ﻋﺑﺎس ﻋﺑد اﻟﺳﺎﺗر‪ ،‬ﻣﻧﺷورات ﻣﺣﻣد ﻋﻠﻲ ﺑﯾﺿون‪ ،‬دار اﻟﻛﺗب اﻟﻌﻠﻣﯾﺔ‪،‬‬
‫ط ‪ ،2‬ﺑﯾروت ﻟﺑﻧﺎن ‪ ، 2005‬ص ‪11‬‬
‫‪48‬‬
‫أﻧﺪﻟﺴﻴﺎت أﺣﻤﺪ ﺷﻮ ‪ ..‬ﺳﻤﺎ ﺎ ﺳﻠﻮ ﻴﺔ‬

‫وﻗد ﺟﺎء ﻓﻲ ﻣﻧﻬﺎج اﻟﺑﻠﻐـﺎء ﻗـول "ﺣـﺎزم" ‪ » :‬وﻟﻣـﺎ ﻛﺎﻧـت أﻏـراض اﻟﺷـﻌر ﺷـﺗﻰ وﻛـﺎن ﻣﻧﻬـﺎ‬
‫ﻣﺎ ﯾﻘﺻد ﺑﻪ اﻟﺟد واﻟرﺻﺎﻧﺔ وﻣﺎ ﯾﻘﺻد ﺑﻪ اﻟﻬزل واﻟرﺷﺎﻗﺔ‪ ،‬وﻣﻧﻬﺎ ﻣﺎ ﯾﻘﺻد ﺑﻪ اﻟﺑﻬﺎء واﻟﺗﻔﺧﯾم‬
‫وﻣــﺎ ﯾﻘﺻــد ﺑــﻪ اﻟﺻــﻐﺎر واﻟﺗﺣﻘﯾــر‪ ،‬وﺟــب أن ﺗُﺣــﺎﻛﻰ ﺗﻠــك اﻟﻣﻘﺎﺻــد ﺑﻣــﺎ ﯾﻧﺎﺳــﺑﻬﺎ ﻣــن اﻷوزان‬
‫وﯾﺧﯾﻠﻬﺎ ﻟﻠﻧﻔوس ‪ .‬ﻓﺈذا ﻗﺻد اﻟﺷﺎﻋر اﻟﻔﺧر ﺣﺎﻛﻰ ﻏرﺿﻪ ﺑـﺎﻷوزان اﻟﻔﺧﻣـﺔ اﻟﺑﺎﻫﯾـﺔ اﻟرﺻـﯾﻧﺔ ‪.‬‬
‫ٕواذا ﻗﺻد ﻓﻲ ﻣوﺿﻊ ﻗﺻدا ﻫزﻟﯾﺎ أو اﺳـﺗﺧﻔﺎﻓﯾﺎ وﻗﺻـد ﺗﺣﻘﯾـر ﺷـﻲء أو اﻟﻌﺑـث ﺑـﻪ ﺣـﺎﻛﻰ ذﻟـك‬
‫)‪(1‬‬
‫ﺑﻣﺎ ﯾﻧﺎﺳﺑﻪ ﻣن اﻷوزان اﻟطﺎﺋﺷﺔ اﻟﻘﻠﯾﻠﺔ اﻟﺑﻬﺎء‪ ،‬وﻛذﻟك ﻓﻲ ﻛل ﻣﻘﺻد ‪« .‬‬
‫وﯾﻔﺳــر إﺑ ـراﻫﯾم أﻧــﯾس اﻟﺻــﻠﺔ ﺑﻘوﻟــﻪ ‪ » :‬ﻋﻠــﻰ أﻧﻧــﺎ ﻧﺳــﺗطﯾﻊ وﻧﺣــن ﻣطﻣﺋﻧــون أن ﻧﻘــرر أن‬
‫اﻟﺷﺎﻋر ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ اﻟﯾﺄس واﻟﺟزع ﯾﺗﺧﯾر ﻋﺎدة وزﻧﺎ طوﯾﻼ ﻛﺛﯾر اﻟﻣﻘﺎطﻊ ﯾﺻـب ﻓﯾـﻪ ﻣـن أﺷـﺟﺎﻧﻪ‬
‫ﻣـﺎ ﯾـﻧﻔس ﻋﻧـﻪ ﺣزﻧـﻪ وﺟزﻋـﻪ ‪ .‬ﻓـﺈذا ﻗﯾــل اﻟﺷـﻌر وﻗـت اﻟﻣﺻـﯾﺑﺔ واﻟﻬﻠـﻊ ﺗـﺄﺛر ﺑﺎﻻﻧﻔﻌـﺎل اﻟﻧﻔﺳــﻲ‪،‬‬
‫وﺗطﻠب ﺑﺣ ار ﻗﺻﯾ ار ﯾﺗﻼءم وﺳرﻋﺔ اﻟﺗﻧﻔس وازدﯾﺎد اﻟﻧﺑﺿﺎت اﻟﻘﻠﺑﯾﺔ ‪ .‬وﻣﺛل ﻫذا اﻟرﺛﺎء اﻟذي ﻗد‬
‫ﯾﻧظم ﺳﺎﻋﺔ اﻟﻬﻠﻊ واﻟﻔزع ﻻ ﯾﻛون ﻋﺎدة إﻻ ﻓﻲ ﺻورة ﻣﻘطوﻋﺔ ﻗﺻﯾرة ﻻ ﺗﻛﺎد ﺗزﯾد أﺑﯾﺎﺗﻬـﺎ ﻋـن‬
‫ﻋﺷـ ـرة ‪ .‬أﻣ ــﺎ ﺗﻠ ــك اﻟﻣ ارﺛ ــﻲ اﻟطوﯾﻠ ــﺔ ﻓﺄﻏﻠ ــب اﻟظ ــن أﻧﻬ ــﺎ ﻧظﻣ ــت ﺑﻌ ــد أن ﻫ ــدأت ﺛ ــورة اﻟﻔ ــزع‪،‬‬
‫)‪(2‬‬
‫واﺳﺗﻛﺎﻧت اﻟﻧﻔوس ﺑﺎﻟﯾﺄس واﻟﻬم اﻟﻣﺳﺗﻣر ‪«.‬‬
‫أﻣـﺎ ﻣﺣﻣـد اﻟﻧـوﯾﻬﻲ ﻓﯾـرى‪ » :‬أن ﻣوﺳـﯾﻘﻰ اﻟﺷـﻌر ﻟﯾﺳـت ﺷـﯾﺋﺎ ﯾوﺟـد ﻣﻧﻔﺻـﻼ ﻋـن اﻟﻣﻌﻧـﻰ‪،‬‬
‫واﻟﻣﻌﻧﻰ ﻓﻲ اﻟﺷﻌر ﯾﺗطﻠب ﻣوﺳﯾﻘﻰ اﻟﺷﻌر ﺣﺗﻰ ﻧﻔﻬﻣﻪ اﻟﻔﻬم اﻟﻛﺎﻣل‪ ،‬وﺣﺗـﻰ ﻧﺗـﺄﺛر ﺑـﻪ اﻟﺗـﺄﺛر‬
‫اﻟواﺟـب ﻟـﻪ … إن اﻟﺷـﻌر ﯾﺣـﺎول أن ﯾﺣﻣـل ﻣﻌـﺎﻧﻲ أﻛﺛـر ﻣﻣـﺎ ﯾﺳـﺗطﯾﻊ اﻟﻧﺛـر أن ﯾـؤدي‪ٕ ،‬وان‬
‫)‪(3‬‬
‫ﻣوﺳﯾﻘﻰ اﻟﺷﻌر ﻫﻲ اﻟﺗﻲ ﺗﻣﻛﻧﻪ ﻣن اﻟوﺻول إﻟﻰ ﺗﻠك اﻟﻣﻌﺎﻧﻲ «‬
‫واﻟﺗﺟرﺑــﺔ ﻫــﻲ اﻟﺗــﻲ ﺗﺧﺗــﺎر وزﻧﻬــﺎ ﺑﻣــﺎ ﯾــﺗﻼءم ﻣــﻊ طﺑﯾﻌﺗﻬــﺎ وﺧواﺻــﻬﺎ‪ ،‬وﻫــذا ﯾﻌﻧــﻲ أن ﻟﻛــل‬
‫وزن ﻧظﺎﻣ ــﻪ اﻟﺧ ــﺎص اﻟ ــذي ﯾﺣﻣ ــل ﻓ ــﻲ طﯾﺎﺗ ــﻪ ﻗ ــدرة ﺧﺎﺻ ــﺔ ﻋﻠ ــﻰ اﺳ ــﺗﯾﻌﺎب ﻧﻣ ــط ﻣﻌ ــﯾن ﻣ ــن‬

‫‪ -1‬ﺣﺎزم اﻟﻘرطﺎﺟﻧﻲ‪ ،‬ﻣﻧﻬﺎج اﻟﺑﻠﻐﺎء وﺳراج اﻷدﺑﺎء‪ ،‬ﺗق و ﺗﺢ ﻣﺣﻣد اﻟﺣﺑﯾب ﺑن اﻟﺧوﺟﺔ‪ ،‬دار اﻟﻐرب اﻹﺳﻼﻣﻲ‪ ،‬ط ‪،3‬‬
‫ص ‪11‬‬
‫‪ -2‬اﺑراﻫﯾم أﻧﯾس‪ ،‬ﻣوﺳﯾﻘﻰ اﻟﺷﻌر‪ ،‬ﻣﻛﺗﺑﺔ اﻷﻧﺟﻠو اﻟﻣﺻرﯾﺔ – اﻟﻘﺎﻫرة‪ ،‬ط ‪ 1952 ، 2‬م‪ ،‬ص ‪175‬‬
‫‪ -3‬ﻣﺣﻣد اﻟﻧوﯾﻬﻲ‪ ،‬ﻗﺿﯾﺔ اﻟﺷﻌر اﻟﺟدﯾد‪ ،‬اﻟﻣطﺑﻌﺔ اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ‪ ،‬ﺟﺎﻣﻌﺔ اﻟدول اﻟﻌرﺑﯾﺔ‪ ،‬ﻣﻌﻬد اﻟدراﺳﺎت اﻟﻌرﺑﯾﺔ اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ‪،‬‬
‫اﻟﻘﺎﻫرة‪ ،1964 ،‬ص ‪18 - 17‬‬
‫‪49‬‬
‫أﻧﺪﻟﺴﻴﺎت أﺣﻤﺪ ﺷﻮ ‪ ..‬ﺳﻤﺎ ﺎ ﺳﻠﻮ ﻴﺔ‬

‫اﻟﺗﺟــﺎرب‪ ،‬وﻫــذا ﻣــﺎ ﯾﻔﺳــر ﺗﻌــدد اﻟﺑﺣــور وﺗﻧوﻋﻬــﺎ‪ ،‬إذ ﻟــو ﻛــﺎن ﺑﺣ ـ ار واﺣــداً ﻗــﺎﺑﻼً ﻻﺳــﺗﯾﻌﺎب ﻛــل‬
‫اﻟﺗﺟــﺎرب ﻻﻛﺗﻔ ــت ﺑ ــﻪ اﻟﻘﺻ ــﯾدة اﻟﻌرﺑﯾ ــﺔ‪ ..‬واﻟﻘﺻ ــﯾدة ﻓ ــﻲ اﺳ ــﺗﻌﺎﻧﺗﻬﺎ ﺑﺎﻟﻣوﺳ ــﯾﻘﻰ اﻟﻛﻼﻣﯾ ــﺔ إﻧﻣ ــﺎ‬
‫ﻌﺟـ ُـز‬
‫ﺗﺳــﺗﻌﯾن "ﺑــﺄﻗوى اﻟطــرق اﻹﯾﺣﺎﺋﯾــﺔ ﻷن اﻟﻣوﺳــﯾﻘﻰ طرﯾــق اﻟﺳــﻣو ﺑــﺎﻷرواح واﻟﺗﻌﺑﯾــر ﻋﻣــل ُﯾ َ‬
‫)‪(1‬‬
‫اﻟﺗﻌﺑﯾر ﻋﻧﻪ ﺑﻐﯾرﻫﺎ ‪.‬‬
‫ﻛــل ﻫــذا ﯾﺛﺑــت أن ﻟــﻸوزان ﺻــﻠﺔ ﻣــﺎ ﺑﺎﻟﻣﻌــﺎﻧﻲ واﻟﻌواطــف‪ ،‬ﺳ ـواء ﻛﺎﻧــت ﺑــﺎﻟﺗزاﻣن ﻟﺣظــﺔ‬
‫ـوزن‪ ،‬وﻫـو ﻣـﺎ ﯾﻌﺑـر ﻋﻧـﻪ اﻟﻧﻘـﺎد اﻟﻘـدﻣﺎء‬
‫ـﯾس واﻷﻓﻛـﺎر اﻟ َ‬
‫اﻹﻟﻬﺎم اﻟﺷﻌري‪ ،‬أو أن ﺗﺳـﺑق اﻷﺣﺎﺳ ُ‬
‫" ﺑﺗﺧﯾر اﻟوزن "‬
‫اﻟﺷﻌر اﻟﻌرﺑﻲ اﻟﻐﻧﺎﺋﻲ ﯾﻌﺗﻣد ﻋﻠﻰ اﻟﻣوﺳـﯾﻘﻰ‪ ،‬ﺳـواء ﻛﺎﻧـت ﺧﺎرﺟﯾـﺔ أم داﺧﻠﯾـﺔ‪ ،‬وﻟطﺎﻟﻣـﺎ‬
‫ارﺗﺑط اﻟﺷـﻌر ﺑﺎﻹﻧﺷـﺎد واﻟﻐﻧـﺎء‪ ،‬ﻓﺎﻟﻣوﺳـﯾﻘﻰ » ﺗزﯾـد ﻣـن اﻧﺗﺑﺎﻫﻧـﺎ وﺗﺿـﻔﻲ ﻋﻠـﻰ اﻟﻛﻠﻣـﺎت ﺣﯾـﺎة‬
‫ﻓوق ﺣﯾﺎﺗﻬﺎ‪ ،‬وﺗﺟﻌﻠﻧﺎ ﻧﺣـس ﺑﻣﻌﺎﻧﯾﻬـﺎ ﻛﺄﻧﻣـﺎ ﺗﻣﺛـل أﻣـﺎم أﻋﯾﻧﻧـﺎ ﺗﻣﺛـﯾﻼً ﻋﻣﻠﯾـﺎً واﻗﻌﯾـﺎً ‪ .‬ﻫـذا إﻟـﻰ‬
‫ﻻ ﻣﻬـذﺑًﺎ ﺗﺻـل ﻣﻌﺎﻧﯾـﻪ‬
‫أﻧﻬـﺎ ﺗﻬـب اﻟﻛـﻼم ﻣظﻬـ ار ﻣـن ﻣظـﺎﻫر اﻟﻌظﻣـﺔ واﻟﺟـﻼل‪ ،‬ﺗﺟﻌﻠـﻪ ﻣﺻـﻘو ً‬
‫إﻟـﻰ اﻟﻘﻠـب ﺑﻣﺟـرد ﺳـﻣﺎﻋﻪ‪ ،‬وﻛـل ﻫـذا ﻣﻣـﺎ ﯾﺛﯾـر ﻓﯾﻧـﺎ اﻟرﻏﺑـﺔ ﻓـﻲ ﻗراءﺗـﻪ ٕواﻧﺷـﺎدﻩ وﺗردﯾـد ﻫـذا‬
‫)‪(2‬‬
‫اﻹﻧﺷﺎد ﻣ ار ار وﺗﻛ ار ار ‪«.‬‬

‫أ‪ -‬إﯾﻘﺎع اﻟﻣﻌﺎرﺿﺔ‪:‬‬

‫أوﻻ ﻣﺎ ﻫﻲ اﻟﻣﻌﺎرﺿﺔ ؟‬

‫ﺗﻌرﯾف اﻟﻣﻌﺎرﺿﺔ ‪:‬‬

‫ﻓ ــﻲ ﺳ ــﯾﺎق اﻟﺗﻌرﯾ ــف ﺑﺎﻟﻣﻧﺎﻗﺿ ــﺔ ﯾﻧﺗﻘ ــل أﺣﻣ ــد اﻟﺷ ــﺎﯾب ﺑ ــﺎﻟﻛﻼم إﻟ ــﻰ ﻣوﺿ ــوع اﻟﻣﻌﺎرﺿ ــﺔ‬
‫ﻓﯾﻘـ ــول‪ » :‬ﻫـ ــذﻩ اﻟﺻـ ــورة اﻻﺻـ ــطﻼﺣﯾﺔ ﻟﻠﻣﻧﺎﻗﺿـ ــﺔ ﺗـ ــذﻛرﻧﺎ ﺑﺻـ ــورة أﺧـ ــرى ﺷـ ــﺑﯾﻬﺔ ﺑﻬـ ــﺎ ﻫـ ــﻲ‬
‫)اﻟﻣﻌﺎرﺿﺔ( ﻣن ﻋﺎرﺿﻪ ﻓﻲ اﻟﺳﯾر إذا ﺳﺎر ِﺣـﯾﺎﻟﻪ وﺣﺎذاﻩ‪ ،‬وﻋﺎرﺿﻪ ﺑﻣﺛـل ﻣـﺎ ﺻـﻧﻊ أي أﺗـﻰ‬

‫‪ -1‬ﻣﺣﻣد ﺻﺎﺑر ﻋﺑﯾد‪ ،‬اﻟﻘﺻﯾدة اﻟﻌرﺑﯾﺔ اﻟﺣدﯾﺛﺔ ﺑﯾن اﻟﺑﻧﯾﺔ اﻟدﻻﻟﯾﺔ واﻟﺑﻧﯾﺔ اﻹﯾﻘﺎﻋﯾﺔ ص ‪26‬‬
‫‪ -2‬اﺑراﻫﯾم أﻧﯾس‪ ،‬ﻣوﺳﯾﻘﻰ اﻟﺷﻌر‪ ،‬ص ‪14‬‬
‫‪50‬‬
‫أﻧﺪﻟﺴﻴﺎت أﺣﻤﺪ ﺷﻮ ‪ ..‬ﺳﻤﺎ ﺎ ﺳﻠﻮ ﻴﺔ‬

‫ﺑﻣﺛل ﻣﺎ أﺗﻰ ﺑﻪ‪ ،‬وﻓﻌل ﻣﺛل ﻣﺎ ﻓﻌل‪ ،‬وﻫذﻩ اﻟﻣﺳﺄﻟﺔ َﻋروض ﻫذﻩ أي ﻧظﯾرﻫﺎ‪ ،‬وﻣﻌـﺎرض اﻟﻛـﻼم‬
‫وﻣﻌﺎرﯾﺿﻪ ﻛﻼم ﯾﺷﺑﻪ ﺑﻌﺿﻪ ﺑﻌﺿﺎً واﻟﻣﻌﺎرﺿﺔ اﻟﻣﺑﺎراة‪ ،‬ﻫذﻩ ﺧﻼﺻـﺔ اﻟﻣﻌﻧـﻰ اﻟﻠﻐـوي ]ﻟﺳـﺎن‬
‫ﻻ ﻓـﻲ اﻟﺳـﯾر واﻟﻌﻣـل‪ ،‬وﻣﻌﻧـوي ﻓـﻲ اﻟﻘـول وﻧﺣـوﻩ‪ .‬واﻟﻣﻌﺎرﺿـﺔ ﻓـﻲ اﻟﺷـﻌر‬
‫اﻟﻌرب[ وﻫو ﺣﺳـﻲ أو ً‬
‫أن ﯾﻘـول ﺷـﺎﻋر ﻗﺻــﯾدة ﻓـﻲ ﻣوﺿـوع ﻣــﺎ ﻣـن أي ﺑﺣـر وﻗﺎﻓﯾــﺔ ﻓﯾـﺄﺗﻲ ﺷـﺎﻋر آﺧــر ﻓﯾﻌﺟـب ﺑﻬــذﻩ‬
‫اﻟﻘﺻــﯾدة ﻟﺟﺎﻧﺑﻬــﺎ اﻟﻔﻧــﻲ وﺻــﯾﺎﻏﺗﻬﺎ اﻟﻣﻣﺗــﺎزة‪ ،‬ﻓﯾﻘــول ﻗﺻــﯾدة ﻣــن ﺑﺣــر اﻷوﻟــﻰ وﻗﺎﻓﯾﺗﻬــﺎ‪ ،‬وﻓــﻲ‬
‫ﻣوﺿوﻋﻬﺎ أو ﻣﻊ اﻧﺣراف ﻋﻧﻪ ﯾﺳﯾر أو ﻛﺛﯾر‪ ،‬ﺣرﯾﺻًﺎ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﯾﺗﻌﻠق ﺑﺎﻷول ﻓﻲ درﺟﺗﻪ اﻟﻔﻧﯾﺔ‬
‫أو ﯾﻔوﻗﻪ ﻓﯾﻬﺎ دون أن ﯾ ِ‬
‫ـﻌرض ﻟﻬﺟﺎﺋﻪ أو ﺳﺑﱢﻪ‪ ،‬ودون أن ﯾﻛون ﻓﺧرﻩ ﻋﻼﻧﯾﺔ ؛ ﻓﯾﺄﺗﻲ ﺑﻣﻌﺎن أو‬
‫ﺻــور ﺑــﺈزاء اﻷوﻟــﻰ ﺗﺑﻠﻐﻬــﺎ ﻓــﻲ اﻟﺟﻣــﺎل اﻟﻔﻧــﻲ أو ﺗﺳــﻣو ﻋﻠﯾﻬــﺎ ﺑــﺎﻟﻌﻣق أو ﺣﺳــن اﻟﺗﻌﻠﯾــل‪ ،‬أو‬
‫ﺟﻣﺎل اﻟﺗﻣﺛﯾل‪ ،‬أو ﻓﺗﺢ آﻓﺎق ﺟدﯾدة ﻓﻲ ﺑﺎب اﻟﻣﻌﺎرﺿﺔ‪ ،‬ﻓﺎﻟﻣﻌـﺎرض ﯾﻘـف ﻣـن ﺻـﺎﺣﺑﻪ ﻣوﻗـف‬
‫اﻟﻣﻌﺟــب‪ ،‬أو اﻟﻣﻌﺗــرف ﺑﺑراﻋﺗــﻪ ﻋﻠــﻰ ﻛــل ﺣــﺎل‪ ،‬وﻣﻧــﺎط اﻟﻣﻌﺎرﺿــﺔ ﻫــو اﻟﺟﺎﻧــب اﻟﻔﻧــﻲ‬
‫َ‬ ‫اﻟﻣﻘﻠــد‬
‫وﺣﺳــن اﻷداء‪ ،‬وﻻ ﯾﻠــزم أن ﯾﻛــون اﻟﻣﺗﻌﺎرﺿــﺎن ﻣﺗﻌﺎﺻ ـرﯾن ﺑﺧــﻼف اﻟﻣﻧﺎﻗﺿــﺔ ﻓــﻲ ذﻟــك‪ٕ ،‬وان‬
‫اﺗﻔﻘــﺎ ﻓــﻲ وﺣــدة اﻟﺑﺣــر واﻟﻘﺎﻓﯾــﺔ ﺛــم اﻟﻣوﺿــوع ﻏﺎﻟﺑ ـﺎً‪ ،‬وﻓــﻲ أﻧﻬﻣــﺎ ﻓﻧــﺎ اﻟﻣﻧﺎﻓﺳــﺔ واﻟﻣﺑــﺎراة ﺑوﺟــﻪ‬
‫)‪(1‬‬
‫ﻋﺎم‪«.‬‬

‫ﺑــرز ﻓــن اﻟﻣﻌﺎرﺿــﺔ ﻓــﻲ اﻟﺷــﻌر اﻟﻌرﺑــﻲ اﻟﻘــدﯾم‪ ،‬وازدﻫــر ﻓــﻲ اﻟﻌﺻ ـرﯾن اﻷﻣــوي واﻟﻌﺑﺎﺳــﻲ‬
‫وﻻﻗــﻰ رواﺟــﺎ اﺳــﺗﺛﻧﺎﺋﯾﺎ ﻓــﻲ اﻷﺷــﻌﺎر اﻷﻧدﻟﺳــﯾﺔ‪ ،‬ﻓﻘــد ﻋــﺎرض اﺑــن ﻋﺑــد رﺑــﻪ ﻣﺳــﻠم اﺑــن اﻟوﻟﯾــد‪،‬‬
‫واﺑن ﻫﺎﻧﺊ اﻷﻧدﻟﺳـﻲ ﻋـﺎرض اﻟﻣﺗﻧﺑـﻲ‪ ،‬واﺑـن ﺧﻔﺎﺟـﺔ ﻋـﺎرض أﺑـﺎ ﺗﻣـﺎم ‪ .‬ﺣﺗـﻰ إذا ﺟـﺎء ﻋﺻـر‬
‫اﻹﺣﯾﺎء ورﻏـب ﺷـﻌراؤﻩ ﻓـﻲ ﺑﻌـث اﻟﺷـﻌر ﻣـن ﺟدﯾـد ورﺑطـﻪ ﺑﺄﺻـوﻟﻪ وﺟـذورﻩ ﻛـﺎن ﻫـذا اﻟﻔـن ﻫـو‬
‫اﻷداة اﻟﻔﻌﺎﻟــﺔ ﻓــﻲ ﻣﺣﺎﻛــﺎة أﺑﻬــﻰ ﻋﺻــور اﻟﺷــﻌر اﻟﻌرﺑــﻲ اﻟﻘــدﯾم)‪ ،(2‬واﻟﺗﻣﺛــل ﺑﻔﺣوﻟــﻪ‪ ،‬ﻓﺷــﺎﻋت‬
‫اﻟﻣﻌﺎرﺿﺎت ﻟدى ﺷﻌراء ﻣدرﺳﺔ اﻹﺣﯾﺎء‪ ،‬ﺣﯾث أﻧﻬﺎ ﻣﺛﻠت ﻓﻧﺎ ﺷﻌرﯾﺎ ﯾﺛﺑت ﻣن ﺧﻼﻟﻪ اﻟﺷﺎﻋر‬

‫‪ -1‬أﺣﻣد اﻟﺷﺎﯾب‪ ،‬ﺗﺎرﯾﺦ اﻟﻧﻘﺎﺋض ﻓﻲ اﻟﺷﻌر اﻟﻌرﺑﻲ‪ ،‬ﻣﻛﺗﺑﺔ اﻟﻧﻬﺿﺔ اﻟﻣﺻرﯾﺔ اﻟﻘﺎﻫرة‪ ،‬ط ‪ 1954 ، 2‬م‪ ،‬ص ‪7‬‬
‫‪ -2‬ﯾﻧظر ‪ :‬ﻣﺣﻣد اﻟﻌزي‪ ،‬ﻣﻘﺎل‪ :‬أﺣﻣد ﺷوﻗﻲ واﻟﺻﻌود إﻟﻰ اﻟﯾﻧﺎﺑﯾﻊ‪ ،‬ﻛﺗﺎب )ﻣن ﺷﻌراء اﻹﺣﯾﺎء( اﻟﻣﻧظﻣﺔ اﻟﻌرﺑﯾﺔ ﻟﻠﺗّرﺑﯾﺔ‬
‫اﻵﻟﻛﺳو ص ‪19‬‬
‫ّ‬ ‫واﻟﺛﻘﺎﻓﺔ واﻟﻌﻠوم‬
‫‪51‬‬
‫أﻧﺪﻟﺴﻴﺎت أﺣﻤﺪ ﺷﻮ ‪ ..‬ﺳﻤﺎ ﺎ ﺳﻠﻮ ﻴﺔ‬

‫اﻟﻌرﺑــﻲ ﺗﻣﻛﻧــﻪ ﻣــن ﻓــن اﻟﺷــﻌر وﻗدرﺗــﻪ ﻋﻠــﻰ اﻟﺗﻣﯾــز واﻟﻣﺑــﺎراة اﻟﺷــﻌرﯾﺔ واﻟﺗﻔــوق ٕواﺛﺑــﺎت اﻟﻔﺣوﻟــﺔ‪،‬‬
‫وﻛﺎن أﺷﻬرﻫم ﻓﻲ ذﻟك أﺣﻣد ﺷوﻗﻲ‪ ،‬ﺣﺗﻰ ﻏﻠﺑت ﻧزﻋﺔ اﻟﻣﻌﺎرﺿﺔ ﻋﻠﻰ ﺷﻌر اﻟﻣﻧﻔﻰ ﻟدﯾﻪ ‪.‬‬

‫ﻣﻔﻬوم اﻹﯾﻘﺎع ﻓﻲ اﻟﻣﻌﺎرﺿﺔ ‪:‬‬

‫ٕواﯾﻘﺎع اﻟﻣﻌﺎرﺿﺔ ﻧﻘﺻد ﺑﻪ ﻫﻧﺎ اﻹﯾﻘﺎع اﻟﻌروﺿـﻲ أو ﻣـﺎ ﯾﻌﺑـر ﻋﻧـﻪ ﺑﺎﻟﻣوﺳـﯾﻘﻰ اﻟﺧﺎرﺟﯾـﺔ‪،‬‬
‫ﻓـﺄول ﻣـﺎ ﯾﻠﻔـت اﻧﺗﺑﺎﻫﻧـﺎ ﻓـﻲ اﻟﻣﻌﺎرﺿـﺎت ﻫـو ذﻟـك اﻟﺗﻧـﺎﻏم اﻟﻣوﺳـﯾﻘﻲ‪ ،‬واﻻﺗﺳـﺎق اﻹﯾﻘـﺎﻋﻲ ﺑـﯾن‬
‫اﻟﻣ َﻌ ِﺎرﺿﺔ ﺣﯾث ﯾﻛوﻧﺎن ﻋﻠﻰ ﻧﻔس اﻟوزن واﻟﻘﺎﻓﯾﺔ‪ ،‬وﻫذا اﻟﺗﻣﺎﺛل‬
‫اﻟﻣ َﻌ َﺎرﺿﺔ واﻟﻘﺻﯾدة ُ‬
‫اﻟﻘﺻﯾدة ُ‬
‫واﻟﺗطــﺎﺑق ﻓــﻲ اﻟﺛﻧﺎﺋﯾــﺔ ُﯾﻌـ ّـد ﻓــﻲ ﺣــد ذاﺗــﻪ إﯾﻘﺎﻋــﺎ‪ ،‬ﻓــﺈذا ﻛــﺎن اﻟــوزن ﻓــﻲ اﻟﺑﯾــت ﻻ ﯾﺗــﺄﺗﻰ إﻻ ﻣــن‬
‫ﺗﻣﺎﺛل اﻟﺷطرﯾن وﺗﺳﺎوﯾﻬﻣﺎ‪ ،‬ﻓﺈن اﻟﺗﻣﺎﺛل ﺑﯾن اﻟﻘﺻـﯾدﺗﯾن ُﯾﻌ ّـد ﻧوﻋـﺎ ﻣـن اﻟـوزن ﻋﺑـر ﻗـراءة آﻧﯾـﺔ‬
‫ﻓﻲ اﻟﺣﺿور‪ ،‬أو ﻗراءة ﻣن اﻟذاﻛرة اﻟﺛﻘﺎﻓﯾﺔ اﻷدﺑﯾﺔ ﻟﻠﻘﺻﯾدﺗﯾن ‪ .‬ﻛﻣﺎ ﻧﺟد ذﻟـك اﻟﺗﺟـﺎوب اﻟـذي‬
‫ـﺎرض وﻫـو ﯾﺻـوغ ﻋﻠـﻰ ﻧﻔـس اﻟﻣوﺳـﯾﻘﻰ وﻛﺄﻧﻬﻣـﺎ ﻓـﻲ‬ ‫ِ‬
‫اﻟﻣﻌﺎرض ﻣﻊ اﻟﺷﺎﻋر اﻟﻣﻌ َ‬ ‫ﯾﺑدﯾﻪ اﻟﺷﺎﻋر‬
‫"أورﻛﺳــﺗ ار" ﻟﻌــزف ﺳــﻣﻔوﻧﯾﺔ واﺣــدة ‪ .‬ﻛﻣــﺎ ﯾﺟــب أن ﻧﻌﻠــم أﻧــﻪ » ﻟــﯾس ﻣــن ﻗﺑﯾــل اﻟﻣﺻــﺎدﻓﺔ أن‬
‫ﯾﻠﺗﻘﻲ اﻟﺷﺎﻋران ﺣول اﻟوزن واﻟﻘﺎﻓﯾﺔ وﺣرف اﻟروي وﺣرﻛﺗﻪ‪ ،‬اﻟﺗﻘﺎﺋﻬﻣﺎ ﺣول اﻟﻣوﺿوع واﻟﺗﺟرﺑﺔ‬
‫إﻻ إذا ﻛــﺎن اﻟﻘﺻــد واﺿــﺣﺎ إﻟــﻰ اﻟﻣﻌﺎرﺿــﺔ واردا ﻓــﻲ ﺗﺻــور اﻟﺷــﺎﻋر اﻟﻣﻌـ ِ‬
‫ـﺎرض ﺣــﯾن ﻋــﺎش‬
‫)‪(1‬‬
‫ﻧﻔس اﻟﺗﺟرﺑﻪ «‪.‬‬
‫ﻟﻘد ﻋﺎرض ﺷوﻗﻲ اﻟﻌدﯾد ﻣن اﻟﺷﻌراء اﻟﻔﺣول ﻓﻲ اﻟﻌﺻور اﻟﺳﺎﻟﻔﺔ ﻓﻲ ﻗﺻﺎﺋد ﻟﻬم ﻣﺷﻬورة‬
‫ﺗُﻌـ ﱡد ﻣــن ﻣﻧﺗﺧﺑــﺎت اﻟﺷــﻌر اﻟﻌرﺑــﻲ‪ ،‬ﯾﻘــول ﻋﻧــﻪ اﻟــدﻛﺗور ﺷــوﻗﻲ ﺿــﯾف ‪ » :‬ﻛــﺎن ﺷــوﻗﻲ ﻣــو ّﻛﻼ‬
‫ﺑﺷ ــﻌراء اﻟﻌرﺑﯾ ــﺔ اﻟﻣﻣﺗ ــﺎزﯾن ﻓ ــﻲ ﻣوﺳ ــﯾﻘﺎﻫم ﺟﻣﯾﻌ ــﺎ‪ ،‬ﻓﻬ ــو ﯾﺗﻌﻘ ــﺑﻬم‪ ،‬ﯾرﯾ ــد أن ﯾﺷ ــﺑﻊ أذﻧ ــﻪ ﻣ ــن‬
‫أﺻواﺗﻬم وﻣﺎ اﺳﺗﺧرﺟوﻩ ﻣن أﻟﺣﺎن واﻋﺗﺻروﻩ ﻣن أﻧﻐﺎم‪ ،‬ﻓﯾوﻣـﺎ ﻣـﻊ اﻟﺑﺣﺗـري‪ ،‬وﯾوﻣـﺎ ﻣـﻊ اﺑـن‬
‫اﻟروﻣــﻲ وﯾوﻣــﺎ ﻣــﻊ ﻣﻬﯾــﺎر أواﻟﺷ ـرﯾف اﻟرﺿــﻲ‪ .‬وﯾﺧﯾــل ﻟﻺﻧﺳــﺎن أﻧــﻪ ﻟــم ﯾﺑــق ﻟﺣــن أو ﻟــم ﺗﺑــق‬
‫ﻗﺻﯾدة ﻓـﻲ اﻟﻌرﺑﯾـﺔ إﻻ وﺷـد رﺣﺎﻟـﻪ ﻟﯾﺳـﺗﻣﻊ إﻟﯾﻬـﺎ ‪ .‬وﻻ ﯾﻛﺗﻔـﻲ ﺑـذﻟك ﻏﺎﻟﺑـﺎ‪ ،‬ﺑـل ﻣـﺎ ﯾـزال ﯾﺷـﺣذ‬

‫‪ -1‬ﻋﺑد اﷲ اﻟﺗطﺎوي‪ ،‬اﻟﻣﻌﺎرﺿﺔ اﻟﺷﻌرﯾﺔ ﺑﯾن اﻟﺗﻘﻠﯾد واﻹﺑداع‪ ،‬دار اﻟﺛﻘﺎﻓﺔ ﻟﻠﻧﺷر واﻟﺗوزﯾﻊ اﻟﻘﺎﻫرة ‪ 1988‬م‪ ،‬ص ‪214‬‬
‫‪52‬‬
‫أﻧﺪﻟﺴﻴﺎت أﺣﻤﺪ ﺷﻮ ‪ ..‬ﺳﻤﺎ ﺎ ﺳﻠﻮ ﻴﺔ‬

‫ﺧﯾﺎﻟـﻪ وﻗﯾﺛﺎرﺗـﻪ ﻟﯾﻌــﺎرض ﻫـذا اﻟﻠﺣــن أو ﺗﻠـك اﻟﻘﺻــﯾدة ‪ .‬ﻣـن أﺟــل ذﻟـك ﻛﺛــرت اﻟﻣﻌﺎرﺿـﺎت ﻓــﻲ‬
‫ﺷـوﻗﯾﺎﺗﻪ‪ ،‬ﻓﺗــﺎرة ﯾﻌـﺎرض اﺑــن زﯾــدون ﻓـﻲ ﻧوﻧﯾﺗــﻪ‪ ،‬وﺗـﺎرة ﯾﻌــﺎرض اﻟﺑوﺻــﯾري ﻓـﻲ ﺑردﺗــﻪ‪ ،‬وﺗــﺎرة‬
‫)‪(1‬‬
‫ﯾﻌﺎرض اﻟﺣﺻري ﻓﻲ داﻟﯾﺗﻪ «‬
‫وﻧﺣﺎول أن ﻧﻘﺻر اﻟدراﺳﺔ ﻓﻲ ﻫذا اﻟﻣﺟﺎل ﻋﻠﻰ ﻣﻌﺎرﺿـﺗﻪ ﻟﺷـﻌراء ﺛﻼﺛـﺔ ﻫـم اﻟﺑﺣﺗـري ﻓـﻲ‬
‫ﺳﯾﻧﯾﺗﻪ‪ ،‬واﻟﻣﺗﻧﺑﻲ ﻓﻲ ﻣﯾﻣﯾﺗﻪ اﻟﺗﻲ رﺛﺎ ﻓﯾﻬﺎ ﺟدﺗﻪ‪ ،‬واﺑن زﯾدون ﻓﻲ ﻧوﻧﯾﺗﻪ اﻟﻣﺷـﻬورة‪ ،‬وﻗﺻـﺎﺋد‬
‫ﺷوﻗﻲ اﻟﺛﻼث اﻟﻣﻌﺎرﺿﺔ ﻫﻲ ﻣن ﺷﻌر اﻟﻣﻧﻔﻰ أو ﻣﺎ اﺻطﻠﺣﻧﺎ ﻋﻠﯾﻬﺎ ﺑﺎﻷﻧدﻟﺳﯾﺎت ‪.‬‬
‫أﻧدﻟﺳﯾﺔ ﻓﻲ ﻣﻌﺎرﺿﺔ ﺳﯾﻧﯾﺔ اﻟﺑﺣﺗري ‪:‬‬
‫وﻟﻧﺑـدأ ﺑــﺎﻟﺑﺣﺗري ) ‪ 206‬ﻫ ـ ‪ 284 /‬ﻫ ـ ( ﻓﻘـد ﻛــﺎن ذا ﻧﻔـس ﺷــﻔﺎﻓﺔ‪ ،‬وﺧﯾـﺎل ﺻــﺎف‪ ،‬وذوق‬
‫ﻟﻣ ْﺢ‪ ،‬وﻣذﻫﺑـﻪ ﻓﯾـﻪ ﻣـذﻫب‬
‫ﺳﻠﯾم‪ ،‬وﻫو ﻣن أﺷﻬر ﺷﻌراء اﻟﻌرب اﻟﻣطﺑوﻋﯾن‪ ،‬وﯾرى أن اﻟﺷﻌر َ‬
‫اﻣرئ اﻟﻘﯾس ‪ .‬أﻣﺎ ﻓﻧﻪ ﻓﯾﻘوم ﻋﻠﻰ زﺧرف ﺑـدﯾﻌﻲ ﯾﺄﺧـذ ﺑـﻪ ﻓـﻲ اﻗﺗﺻـﺎد وذوق‪ ،‬وﻋﻠـﻰ ﻣوﺳـﯾﻘﻰ‬
‫ﺳـﺎﺣرة ﺗﻐﻣـر ﺟﻣﯾــﻊ ﺷـﻌرﻩ‪ ،‬وﺗـﺄﺗﻲ ﻣــن ﺣﺳـن اﺧﺗﯾــﺎر اﻷﻟﻔـﺎظ واﻟﺗراﻛﯾـب اﻟﺗــﻲ ﻻ ﯾﺷـوﺑﻬﺎ ﺗﻌﻘﯾــد‬
‫وﻻ ﻏراﺑﺔ وﻻ ﺧﺷوﻧﺔ‪ ،‬ﺑل ﺗﺟري ﻣؤﺗﻠﻔﺔ ﻓـﻲ ﻋﻧﺎﺻـرﻫﺎ وﻓـﻲ ﺗﺳﻠﺳـﻠﻬﺎ‪ ،‬ﻣواﻓﻘـﺔ ﻟﻠﻣﻌﻧـﻰ‪ ،‬ﺗﺷـﺗد‬
‫ﻓﻲ ﻣوﺿﻊ اﻟﺷدة وﺗﻠـﯾن ﻓـﻲ ﻣوﺿـﻊ اﻟﻠـﯾن ‪ .‬وﻣوﺳـﯾﻘﻰ ﺷـﻌر اﻟﺑﺣﺗـري ﻣـن أروع ﻣـﺎ ﻓـﻲ اﻟﺷـﻌر‬
‫)‪(2‬‬
‫‪ .‬وﻫذا ﻣـﺎ ﺣـدا ﺑﺷـوﻗﻲ وﻫـو اﻟذواﻗـﺔ إﻟـﻰ اﺧﺗﯾـﺎر ﻣﻌﺎرﺿـﺗﻪ‪ ،‬اﺳﺗﺣﺳـﺎﻧﺎ‬ ‫اﻟﻌرﺑﻲ ﻣن ﻣوﺳﯾﻘﻰ‬
‫وﺗـﺄﺛ ار ﺑﻔﻧــﻪ‪ ،‬ﻓﻘــد » ﻛـﺎن ﯾﻌﺷــق ﻣوﺳــﯾﻘﺎﻩ‪ ،‬واﺗﺧــذﻩ ﻓـﻲ ﻛﺛﯾــر ﻣــن ﺷـﻌرﻩ " إﺑـرة اﻟﺑوﺻــﻠﺔ " اﻟﺗــﻲ‬
‫ﺗوﺟﻬــﻪ ﯾﻣﯾﻧ ــﺎ وﺷ ــﻣﺎﻻ‪ ،‬وﻫ ــو ﯾﺿ ــرب ﻋﻠ ــﻰ ﻗﯾﺛﺎرﺗ ــﻪ وﺧﺎﺻ ــﺔ ﺣــﯾن ﯾﺻ ــف ﻣواﻛ ــب اﻟﺧ ــدﯾوي‪،‬‬
‫وﺣﯾن ﯾﻘف ﻋﻠﻰ رﺳوم اﻟﻘﺻور واﻷطﻼل‪ ،‬وﻫو ﻧﻔﺳﻪ ﯾﻌﻠن ذﻟك ﻓﻲ ﻣﻘدﻣﺗﻪ ﻟﻘﺻﯾدﺗﻪ اﻟﺳـﯾﻧﯾﺔ‬
‫اﻟﺗﻲ وﺻف ﺑﻬﺎ ﻗﺻر اﻟﺣﻣراء ﺑﻐرﻧﺎطﺔ‪ ،‬وﺑﻛﻰ اﻟﺣﺿﺎرة اﻷﻧدﻟﺳﯾﺔ ‪.(3)«...‬‬
‫ﺳــﯾﻧﯾﺔ اﻟﺑﺣﺗــري اﻟﺷــﻬﯾرة اﻟﺗــﻲ ﺗﻌـ ّـد ﻣــن رواﺋــﻊ اﻟﺷــﻌر اﻟﻌرﺑــﻲ ﻓــﻲ اﻟﻌﺻ ـر اﻟﻌﺑﺎﺳــﻲ‪ ،‬ﺑﻣــﺎ‬
‫ﺗﺿﻣﻧﺗﻪ ﻣن ﺣﺳن ﺗﺻوﯾر‪ ،‬وﻣوﺳﯾﻘﻰ ﺧﻼﺑﺔ ﺗﻧﺗﺷﻲ ﺑﻬﺎ اﻷﺳﻣﺎع وﺗﺄﺧذ اﻷﻟﺑﺎب‪،‬‬

‫‪ -1‬ﺷوﻗﻲ ﺿﯾف‪ ،‬ﺷوﻗﻲ ﺷﺎﻋر اﻟﻌﺻر اﻟﺣدﯾث‪ ،‬ص ‪74‬‬


‫‪ -2‬ﯾﻧظر ‪ :‬ﺣﻧﺎ اﻟﻔﺎﺧوري‪ ،‬ﺗﺎرﯾﺦ اﻷدب اﻟﻌرﺑﻲ‪ ،‬ﻣﻧﺷورات اﻟﻣﻛﺗﺑﺔ اﻟﺑوﻟﯾﺳﯾﺔ‪ ،‬ط ‪ ،12‬ﺑﯾروت ‪ 1987‬م‪ ،‬ص ‪504‬‬
‫‪ -3‬ﺷوﻗﻲ ﺿﯾف‪ ،‬ﺷوﻗﻲ ﺷﺎﻋر اﻟﻌﺻر اﻟﺣدﯾث‪ ،‬ص ‪73‬‬
‫‪53‬‬
‫أﻧﺪﻟﺴﻴﺎت أﺣﻤﺪ ﺷﻮ ‪ ..‬ﺳﻤﺎ ﺎ ﺳﻠﻮ ﻴﺔ‬

‫ﻧظﻣﻬﺎ اﻟﺷـﺎﻋر ﻓـﻲ ظـروف ﺧﺎﺻـﺔ ‪ .‬ﻓﻠﻣـﺎ ﻗُﺗـل اﻟﻣﺗوﻛـل وﻟـﻲ ﻧﻌﻣﺗـﻪ وﻧدﯾﻣـﻪ‪ ،‬ﺧـرج ﻣـن ﺑﻐـداد‬
‫ﻣﺣزوﻧﺎ ﻣﻛروﺑﺎ ﻻ ﯾﻠوي ﻋﻠﻰ ﺷﻲء‪ ،‬واﺗﺟﻪ ﻧﺎﺣﯾﺔ ﺑﻼد ﻓـﺎرس‪ ،‬ووﻗـف ﻓـﻲ طرﯾﻘـﻪ ﻋﻠـﻰ إﯾـوان‬
‫ﻛﺳــرى‪ ،‬ﻓـرآﻩ ﻫـﯾﻛﻼ ﺧرﺑــﺎ ﺗﺳــﻛﻧﻪ اﻟـرﯾﺢ واﻟﻬـوام ﺑﻌــد أن ﻛــﺎن ﻋــﺎﻣ ار ﻣزﻫـوا ﺑﺄﻫﻠــﻪ‪ ،‬ﻓـراح ﯾﻧﻌــﺎﻩ‬
‫وﯾﻧﻌﻰ ﻧﻔﺳﻪ ﻣن ﺧﻼﻟﻪ ‪.‬‬
‫اﻟﻘﺻﯾدة وﻋدد أﺑﯾﺎﺗﻬﺎ ‪ 56‬ﺑﯾﺗﺎ ﺣﺳب ﻣﺎ اﺗﻔق ﻋﻠﯾﻪ اﻟرواة ﻧﻘﺗطف ﻣﻧﻬﺎ ﻣﺎ ﯾﻠﻲ‪:‬‬
‫وﺗرﻓﻌ ـ ـ ـ ـ ــت ﻋـ ـ ـ ـ ـ ــن ﺟـ ـ ـ ـ ـ ــدا ﻛـ ـ ـ ـ ـ ــل ﺟـ ـ ـ ـ ـ ــﺑس‬ ‫ﺻـ ـ ــﻧت ﻧﻔﺳـ ـ ــﻲ ﻋﻣـ ـ ــﺎ ﯾـ ـ ــدﻧس ﻧﻔﺳـ ـ ــﻲ‬
‫ـ ـ ـ ـ ــر اﻟﺗﻣﺎﺳـ ـ ـ ـ ــﺎ ﻣﻧـ ـ ـ ـ ــﻪ ﻟﺗﻌﺳـ ـ ـ ـ ــﻲ وﻧﻛﺳـ ـ ـ ـ ــﻲ‬ ‫اﻟدﻫ ـ ـ ـ ـ ـ‬
‫وﺗﻣﺎﺳ ـ ـ ـ ــﻛت ﺣ ـ ـ ـ ــﯾن زﻋزﻋﻧ ـ ـ ـ ــﻲ ّ‬
‫ط ّﻔﻔﺗﻬـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎ اﻷﯾـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎم ﺗطﻔﯾـ ـ ـ ـ ـ ـ ــف ﺑﺧ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــس‬ ‫ﺑﻠ ـ ـ ــﻎ ﻣ ـ ـ ــن ﺻـ ـ ـ ــﺑﺎﺑﺔ اﻟﻌـ ـ ـ ــﯾش ﻋﻧـ ـ ـ ــدي‬
‫ﻋﻠـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــل ﺷ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـرﺑﻪ‪ ،‬ووارد ﺧﻣـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــس‬ ‫وﺑﻌﯾـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــد ﻣـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎ ﺑـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﯾن وارد رﻓـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ِـﻪ‬
‫ﻻ ﻫـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـواﻩ ﻣ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻊ اﻷﺧ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــس اﻷﺧ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــس‬ ‫وﻛـ ـ ـ ـ ـ ــﺄن اﻟزﻣـ ـ ـ ـ ـ ــﺎن أﺻـ ـ ـ ـ ـ ــﺑﺢ ﻣﺣﻣـ ـ ـ ـ ـ ــو‬
‫ﺑﻌـ ـ ـ ــد ﺑﯾﻌ ـ ـ ـ ــﻲ ))اﻟﺷ ـ ـ ـ ــﺂم(( ﺑﯾﻌ ـ ـ ـ ــﺔ وﻛ ـ ـ ـ ــس‬ ‫واﺷ ـ ـ ــﺗراﺋﻲ ))اﻟﻌـ ـ ـ ـراق(( ﺧط ـ ـ ــﺔ ﻏ ـ ـ ــﺑن‬
‫ت إﻟـ ـ ـ ـ ـ ــﻰ أﺑـ ـ ـ ـ ـ ــﯾض اﻟﻣ ـ ـ ـ ـ ـ ــداﺋن ﻋﻧﺳـ ـ ـ ـ ـ ــﻲ‬
‫ُ‬ ‫ﻓوﺟﻬـ ـ ـ ـ ـ ـ‬
‫ْ‬ ‫ﺣﺿـ ـ ـ ـ ــرت رﺣﻠـ ـ ـ ـ ــﻲ اﻟﻬﻣـ ـ ـ ـ ــوم‬
‫ﻟﻣﺣـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــل ﻣ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــن آل ﺳﺎﺳـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎن درس‬ ‫أﺗﺳـ ـ ـ ـ ـ ــﻠﻰ ﻋـ ـ ـ ـ ـ ــن اﻟﺣظـ ـ ـ ـ ـ ــوظ وآﺳـ ـ ـ ـ ـ ــﻰ‬
‫)‪(1‬‬
‫وﻟﻘـ ـ ـ ـ ـ ــد ﺗـ ـ ـ ـ ـ ــذﻛر اﻟﺧطـ ـ ـ ـ ـ ــوب وﺗﻧﺳـ ـ ـ ـ ـ ــﻲ‬ ‫أذﻛ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـرﺗﻧﯾﻬم اﻟﺧطـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــوب اﻟﺗ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـواﻟﻲ‬

‫ﻗدم ﻟﻬﺎ ﺑﻬـذﻩ‬


‫ﻟﻘد ﻋﺎرض ﺷوﻗﻲ ﻫذﻩ اﻟﻘﺻﯾدة ﺑﺳﯾﻧﯾﺗﻪ اﻟﻣﺳﻣﺎة " اﻟرﺣﻠﺔ إﻟﻰ اﻷﻧدﻟس" اﻟﺗﻲ ّ‬
‫اﻟﻣﻘدﻣــﺔ ‪ » :‬ﻟﻣــﺎ وﺿــﻌت اﻟﺣــرب اﻟﺷــؤﻣﻰ أوزارﻫــﺎ‪ ،‬وﻓﺿــﺣﻬﺎ اﷲ ﺑــﯾن ﺧﻠﻘــﻪ وﻫﺗــك إزارﻫــﺎ‪،‬‬
‫ﻣﻘﺻـرة‪،‬‬
‫ّ‬ ‫أﺻﺑﺣت ٕواذا اﻟﻌوادي ُﻣﻘﺻـرة ! واﻟـدواﻋﻲ ﻏﯾـر‬
‫ُ‬ ‫ورﱠم ﻟﻬم رﺑوع اﻟﺳﻠم‪ ،‬وﺟدد ﻣزارﻫﺎ ؛‬
‫ٕواذا اﻟﺷوق إﻟﻰ اﻷﻧـدﻟس أﻏﻠـب‪ ،‬واﻟـﻧﻔس ﺑﺣـق زﯾﺎرﺗـﻪ أطﻠـب‪ ،‬ﻓﻘﺻـدﺗﻪ ﻣـن ﺑرﺷـﻠوﻧﺔ وﺑﯾﻧﻬﻣـﺎ‬
‫ﻣﺳــﯾرة ﯾ ــوﻣﯾن ﺑﺎﻟﻘط ــﺎر اﻟﻣﺟ ــد‪ ،‬واﻟﺑﺧ ــﺎر اﻟﻣﺷــﺗد‪ ،‬أو ﺑﺎﻟﺳــﻔن اﻟﻛﺑ ــرى اﻟﺧﺎرﺟــﺔ إﻟ ــﻰ اﻟﻣﺣــﯾط‪،‬‬
‫اﻟطﺎوﯾﺔ اﻟﻘدﯾم ﻧﺣو اﻟﺟدﯾد ﻣن ﻫذا اﻟﺑﺳﯾط‪ ،‬ﻓﺑﻠﻐت اﻟﻧﻔس ﺑﻣـرآﻩ اﻷرب‪ ،‬واﻛﺗﺣﻠـت اﻟﻌـﯾن ﻓـﻲ‬

‫‪ -1‬اﻟﺑﺣﺗري‪ ،‬اﻟدﯾوان‪ ،‬ﺗﺣﻘﯾق وﺷرح وﺗﻌﻠﯾق ﺣﺳن ﻛﺎﻣل اﻟﺻﯾرﻓﻲ‪ ،‬دار اﻟﻣﻌﺎرف‪ ،‬ﻣﺞ ‪ ،2‬ط ‪ ،3‬ص ‪–1152‬‬
‫‪1153‬‬
‫‪54‬‬
‫أﻧﺪﻟﺴﻴﺎت أﺣﻤﺪ ﺷﻮ ‪ ..‬ﺳﻤﺎ ﺎ ﺳﻠﻮ ﻴﺔ‬

‫ﺛ ـراﻩ ﺑﺂﺛــﺎر اﻟﻌــرب‪ٕ ،‬واﻧﻬــﺎ ﻟﺷــﺗﻰ اﻟﻣواﻗــﻊ‪ ،‬ﻣﺗﻔرﻗــﺔ اﻟﻣطــﺎﻟﻊ‪ ،‬ﻓــﻲ ذﻟــك اﻟﻔﻠــك اﻟﺟــﺎﻣﻊ‪ ،‬ﯾﺳــري‬
‫زاﺋرﻫــﺎ ﻣــن ﺣــرم‪ ،‬ﻛﻣــن ﯾﻣﺳــﻲ ﺑﺎﻟﻛرﻧــك وﯾﺻــﺑﺢ ﺑــﺎﻟﻬرم‪ ،‬ﻓــﻼ ﺗﻘــﺎرب ﻏﯾــر اﻟﻌﺗــق و اﻟﻛــرم ‪:‬‬
‫) طﻠﯾطﻠﺔ ( ﺗطل ﻋﻠﻰ ﺟﺳرﻫﺎ اﻟﺑﺎﻟﻲ‪ ،‬و ) أﺷﺑﯾﻠﯾﺔ ( ﺗﺷﺑل ﻋﻠﻰ ﻗﺻرﻫﺎ اﻟﺧﺎﻟﻲ‪ ،‬و) ﻗرطﺑﺔ(‬
‫ﻣﻧﺗﺑذة ﻧﺎﺣﯾﺔ ﺑﺎﻟﺑﯾﻌﺔ اﻟﻐراء‪ ،‬و) ﻏرﻧﺎطـﺔ ( ﺑﻌﯾـدة ﻣـزار اﻟﺣﻣـراء‪ ،‬وﻛـﺎن اﻟﺑﺣﺗـري – رﺣﻣـﻪ اﷲ‬
‫وﺣﯾـﺎ اﻟﺣﺟـر‪،‬‬
‫– رﻓﯾﻘﻲ ﻓﻲ ﻫـذا اﻟﺗرﺣـﺎل‪ ،‬وﺳـﻣﯾري ﻓـﻲ اﻟرﺣـﺎل‪ ،‬ﻓﺈﻧـﻪ أﺑﻠـﻎ ﻣـن ﺣّﻠـﻰ اﻷﺛـر‪ّ ،‬‬
‫وﻧﺷر اﻟﺧﺑر‪ ،‬وﺣﺷر اﻟﻌﺑر‪ ،‬وﻣن ﻗـﺎم ﻓـﻲ ﻣـﺄﺗم ﻋﻠـﻰ اﻟـدول اﻟﻛﺑـر‪ ،‬واﻟﻣﻠـوك اﻟﺑﻬﺎﻟﯾـل اﻟﻐـرر‪،‬‬
‫ﻋطــف ﻋﻠــﻰ )اﻟﺟﻌﻔــري( ﺣــﯾن ﺗﺣﻣــل ﻋﻧــﻪ اﻟﻣــﻼ‪ ،‬وﻋطــل ﻣﻧــﻪ اﻟﺣﻠــﻰ‪ ،‬ووﻛــل ﺑﻌــد )اﻟﻣﺗوﻛــل(‬
‫اﻟﺳﯾر‪ ،‬وﺑﻧﻰ رﻛﻧﻪ ﻓﻲ اﻟﺧﺑـر‪ ،‬وﺟﻣـﻊ ﻣﻌﺎﻟﻣـﻪ ﻓـﻲ اﻟﻔﻛـر‪ ،‬ﺣﺗـﻰ ﻋـﺎد‬
‫ﻟﺑﻠﻰ‪ ،‬ﻓرﻓﻊ ﻗواﻋدﻩ ﻓﻲ ّ‬
‫ﻛﻘﺻــور اﻟﺧﻠــد اﻣــﺗﻸت ﻣﻧﻬــﺎ اﻟﺑﺻــﯾرة ٕوان ﺧــﻼ اﻟﺑﺻــر وﺗﻛﻔــل ﺑﻌــد ذﻟــك ) ﻟﻛﺳــرى ( ﺑﺈﯾواﻧــﻪ‪،‬‬
‫ﺣﺗﻰ زال ﻋن اﻷرض دﯾواﻧﻪ‪ ،‬وﺳـﯾﻧﯾﺗﻪ اﻟﻣﺷـﻬورة ﻓـﻲ وﺻـﻔﻪ‪ ،‬ﻟﯾﺳـت دوﻧـﻪ وﻫـو ﺗﺣـت )ﻛﺳـر(‬
‫رﺻﻪ ورﺻﻔﻪ‪ ،‬وﻫﻲ ﺗرﯾك ﺣﺳن ﻗﯾﺎم اﻟﺷﻌر ﻋﻠﻰ اﻵﺛﺎر‪ ،‬وﻛﯾف ﺗﺗﺟدد اﻟـدﯾﺎر ﻓـﻲ ﺑﯾوﺗـﻪ‬
‫ﻓﻲ ّ‬
‫ﺑﻌــد اﻻﻧــدﺛﺎر‪ .‬ﻗــﺎل ﺻــﺎﺣب اﻟﻔــﺗﺢ اﻟﻘﺳــﻲ ﻓــﻲ اﻟﻔــﺗﺢ اﻟﻘدﺳــﻲ ﺑﻌــد ﻛــﻼم‪ )) :‬ﻓــﺎﻧظروا اﻟــﻰ إﯾ ـوان‬
‫ﻛﺳــرى وﺳــﯾﻧﯾﺔ اﻟﺑﺣﺗ ــري ﻓ ــﻲ وﺻــﻔﻪ ‪ ،‬ﺗﺟ ــدوا اﻹﯾـ ـوان ﻗ ــد ﺧ ــرت ﺷ ــﻌﻔﺎﺗﻪ ‪ ،‬وﻋﻔ ــرت ﺷـ ـرﻓﺎﺗﻪ ‪،‬‬
‫وﺗﺟــدوا ﺳــﯾﻧﯾﺔ )اﻟﺑﺣﺗــري ( ﻗــد ﺑﻘــﻲ ﺑﻬــﺎ )ﻛﺳــرى( ﻓــﻲ دﯾواﻧــﻪ ‪ ،‬أﺿــﻌﺎف ﻣــﺎ ﺑﻘــﻲ ﺷﺧﺻــﻪ ﻓــﻲ‬
‫)‪(1‬‬
‫) إﯾواﻧﻪ ( ‪« .‬‬
‫وﻫذﻩ اﻟﺳﯾﻧﯾﺔ ﻫﻲ اﻟﺗﻲ ﯾﻘول ﻓﻲ ﻣطﻠﻌﻬﺎ ‪:‬‬
‫وﺗرﻓﻌت ﻋن ﻧدى ﻛل ﺟﺑس‬ ‫ﺻﻧت ﻧﻔﺳﻲ ﻋﻣﺎ ﯾدﻧس ﻧﻔﺳﻲ‬
‫واﻟﺗﻲ اﺗﻔﻘوا أن اﻟﺑدﯾﻊ اﻟﻔرد ﻣن أﺑﯾﺎﺗﻬﺎ ﻗوﻟﻪ ‪:‬‬
‫وان ﯾزﺟﻲ اﻟﺟﯾوش ﺗﺣت اﻟدرﻓس‬ ‫واﻟﻣﻧﺎﯾﺎ ﻣواﺛل وأﻧو ﺷر‬
‫ﻓﻛﻧت ﻛﻠﻣـﺎ وﻗﻔـت ﺑﺣﺟـر‪ ،‬أو طﻔـت ﺑـﺄﺛر‪ ،‬ﺗﻣﺛﻠـت ﺑﺄﺑﯾﺎﺗﻬـﺎ‪ ،‬واﺳـﺗرﺣت ﻣـن ﻣواﺋـل اﻟﻌﺑـر إﻟـﻰ‬
‫أﺑﯾﺎﺗﻬﺎ‪ ،‬وأﻧﺷدت ﻓﯾﻣﺎ ﺑﯾﻧﻲ وﺑﯾن ﻧﻔﺳﻲ ‪:‬‬
‫وﺷﻔﺗﻧﻲ اﻟﻘﺻور ﻣن ﻋﺑد ﺷﻣس‬ ‫وﻋظ اﻟﺑﺣﺗري إﯾوان ﻛﺳرى‬

‫‪ -1‬أﺣﻣد ﺷوﻗﻲ‪ ،‬اﻟﺷوﻗﯾﺎت ج ‪ 2‬ص ‪42‬‬


‫‪55‬‬
‫أﻧﺪﻟﺴﻴﺎت أﺣﻤﺪ ﺷﻮ ‪ ..‬ﺳﻤﺎ ﺎ ﺳﻠﻮ ﻴﺔ‬

‫ﺛــم ﺟﻌﻠــت أروض اﻟﻘــول ﻋﻠــﻰ ﻫــذا اﻟــروي‪ ،‬وأﻋﺎﻟﺟــﻪ ﻋﻠــﻰ ﻫــذا اﻟــوزن ﺣﺗــﻰ ﻧظﻣــت ﻫــذﻩ‬
‫اﻟﻘﺎﻓﯾﺔ اﻟﻣﻬﻠﻬﻠﺔ‪ ،‬وأﺗﻣﻣت ﻫـذﻩ اﻟﻛﻠﻣـﺔ اﻟرّﯾﺿـﺔ ‪ .‬وأﻧـﺎ أﻋرﺿـﻬﺎ ﻋﻠـﻰ اﻟﻘـراء راﺟﯾـﺎ أن ﯾﻠﺣظوﻫـﺎ‬
‫ﺑﻌﯾن اﻟرﺿﺎء‪ ،‬وﯾﺳﺣﺑوا ﻋﻠﻰ ﻋﯾوﺑﻬﺎ ذﯾل اﻹﻏﺿﺎء‪ ،‬وﻫذﻩ ﻫﻲ ‪:‬‬
‫أذﻛ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ار ﻟـ ـ ـ ـ ـ ــﻲ اﻟﺻـ ـ ـ ـ ـ ــﺑﺎ وأﯾـ ـ ـ ـ ـ ــﺎم أﻧﺳـ ـ ـ ـ ـ ــﻲ‬ ‫اﺧ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺗﻼف اﻟﻧﻬ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎر واﻟﻠﯾ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــل ﯾﻧﺳ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻲ‬
‫ﺻـ ـ ـ ـ ـ ـ ــورت ﻣـ ـ ـ ـ ـ ـ ــن ﺗﺻـ ـ ـ ـ ـ ـ ــورات وﻣـ ـ ـ ـ ـ ـ ــس‬ ‫وﺻ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻔﺎ ﻟ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻲ ﻣ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻼوة ﻣ ـ ـ ـ ـ ـ ــن ﺷ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺑﺎب‬
‫ﺳ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻧﺔ ﺣﻠ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــوة‪ ،‬وﻟ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــذة ﺧﻠ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــس‬ ‫ﻋﺻ ـ ـ ـ ـ ــﻔت ﻛﺎﻟﺻـ ـ ـ ـ ـ ــﺑﺎ اﻟﻠﻌ ـ ـ ـ ـ ــوب وﻣـ ـ ـ ـ ـ ــرت‬
‫أو أﺳـ ـ ـ ـ ـ ــﺎ ﺟرﺣـ ـ ـ ـ ـ ــﻪ اﻟزﻣـ ـ ـ ـ ـ ــﺎن اﻟﻣؤﺳـ ـ ـ ـ ـ ــﻲ‬ ‫وﺳ ـ ــﻼ ﻣﺻ ـ ــر ‪ :‬ﻫ ـ ــل ﺳ ـ ــﻼ اﻟﻘﻠ ـ ــب ﻋﻧﻬ ـ ــﺎ‬
‫رق‪ ،‬واﻟﻌﻬ ـ ـ ـ ـ ــد ﻓ ـ ـ ـ ـ ــﻲ اﻟﻠﯾ ـ ـ ـ ـ ــﺎﻟﻲ ﺗﻘﺳـ ـ ـ ـ ـ ــﻲ‬ ‫ﻛﻠﻣـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎ ﻣ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــرت اﻟﻠﯾﻠ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻲ ﻋﻠﯾ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻪ‬
‫أول اﻟﻠﯾ ـ ـ ـ ــل‪ ،‬أو ﻋ ـ ـ ـ ــوت ﺑﻌ ـ ـ ـ ــد ﺟـ ـ ـ ـ ــرس‬ ‫ﻣﺳ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺗطﺎر إذا اﻟﺑـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـواﺧر رﻧ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــت‬
‫ﻛﻠﻣـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎ ﺛـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــرن ﺷـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎﻋﻬن ﺑـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻧﻘس‬ ‫ارﻫـ ـ ـ ـ ــب ﻓـ ـ ـ ـ ــﻲ اﻟﺿـ ـ ـ ـ ــﻠوع ﻟﻠﺳـ ـ ـ ـ ــﻔن ﻓطـ ـ ـ ـ ــن‬
‫ﻣـ ـ ـ ـ ـ ــﺎ ﻟـ ـ ـ ـ ـ ــﻪ ﻣوﻟﻌـ ـ ـ ـ ـ ــﺎ ﺑﻣﻧـ ـ ـ ـ ـ ـ ٍـﻊ وﺣـ ـ ـ ـ ـ ــﺑس ؟‬ ‫ﯾ ـ ـ ـ ــﺎ اﺑﻧ ـ ـ ـ ــت اﻟ ـ ـ ـ ــﯾم‪ ،‬ﻣ ـ ـ ـ ــﺎ أﺑ ـ ـ ـ ــوك ﺑﺧﯾ ـ ـ ـ ــل‬
‫ح‪ ،‬ﺣ ـ ـ ــﻼل ﻟﻠطﯾ ـ ـ ــر ﻣ ـ ـ ــن ﻛ ـ ـ ــل ﺟ ـ ـ ــﻧس؟‬ ‫أﺣ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـرام ﻋﻠـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻰ ﺑﻼﺑﻠـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻪ اﻟ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــدو‬
‫ﻓ ـ ـ ـ ــﻲ ﺧﺑﯾـ ـ ـ ـ ــث ﻣ ـ ـ ـ ــن اﻟﻣ ـ ـ ـ ــذاﻫب رﺟـ ـ ـ ـ ــس‬ ‫ﻛـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــل دار أﺣـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــق ﺑﺎﻷﻫـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــل‪ ،‬إﻻ‬
‫ﺑﻬﻣـ ـ ـ ـ ــﺎ ﻓـ ـ ـ ـ ــﻲ اﻟـ ـ ـ ـ ــدﻣوع ﺳ ـ ـ ـ ــﯾري وأرﺳـ ـ ـ ـ ــﻲ‬ ‫ﻧﻔﺳ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻲ ﻣرﺟ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــل وﻗﻠﺑ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻲ ﺷ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـراع‬
‫ك ﯾ ـ ــد )اﻟﺛﻐ ـ ــر( ﺑـ ـ ــﯾن )رﻣ ـ ــل( و)ﻣﻛـ ـ ــس(‬ ‫واﺟﻌﻠ ـ ـ ـ ـ ــﻲ وﺟﻬـ ـ ـ ـ ــك )اﻟﻔﻧـ ـ ـ ـ ــﺎر(‪ ،‬وﻣﺟـ ـ ـ ـ ـ ـ ار‬
‫ﻧـ ـ ـ ـ ــﺎزﻋﺗﻧﻲ إﻟﯾـ ـ ـ ـ ــﻪ ﻓ ـ ـ ـ ـ ــﻲ اﻟﺧﻠـ ـ ـ ـ ــد ﻧﻔﺳـ ـ ـ ـ ــﻲ‬ ‫وطﻧـ ـ ـ ـ ـ ــﻲ ﻟـ ـ ـ ـ ـ ــو ﺷ ـ ـ ـ ـ ــﻐﻠت ﺑﺎﻟﺧﻠـ ـ ـ ـ ـ ــد ﻋﻧـ ـ ـ ـ ـ ــﻪ‬
‫)‪(1‬‬
‫‪«.................................‬‬ ‫‪........................................‬‬

‫إذن ﻫذا ﻣﻘطﻊ ﻣن ﺳﯾﻧﯾﺔ ﺷوﻗﻲ وﻋدد أﺑﯾﺎﺗﻬﺎ )‪. (110‬‬


‫ﻧﺣﺎول أن ﻧﻛﺷف اﻟﻣﻌﺎرﺿﺔ ﻣن ﺧﻼل اﻟﺗﻌرض ﻟﻠوزن واﻟﻘﺎﻓﯾﺔ‪ ،‬ﺑﺎﺧﺗﺑﺎر أﺑﯾﺎت ﻣن ﻛﻠﯾﻬﻣﺎ‪.‬‬
‫‪ -1‬اﻟـ ـ ــوزن ‪:‬‬

‫‪ -1‬أﺣﻣد ﺷوﻗﻲ‪ ،‬اﻟﺷوﻗﯾﺎت ج ‪ 2‬ص ‪45 - 43‬‬


‫‪56‬‬
‫أﻧﺪﻟﺴﻴﺎت أﺣﻤﺪ ﺷﻮ ‪ ..‬ﺳﻤﺎ ﺎ ﺳﻠﻮ ﻴﺔ‬

‫اﻟﻘﺻﯾدﺗﺎن ﻣن ﺑﺣر اﻟﺧﻔﯾـف‪ » ،‬وﺳـﻣﻲ ﺑﺣـر اﻟﺧﻔﯾـف ﺑﻬـذا اﻻﺳـم ﻟﺧﻔﺗـﻪ‪ ،‬وﻫـذﻩ اﻟﺧﻔـﺔ ﻣﺗﺄﺗﯾـﺔ‬
‫)‪(1‬‬
‫» وﻗﯾــل ﺳــﻣﺎﻩ اﻟﺧﻠﯾــل ﺧﻔﯾﻔــﺎ ))‬ ‫ﻣــن ﻛﺛ ـرة أﺳــﺑﺎﺑﻪ اﻟﺧﻔﯾﻔــﺔ‪ ،‬واﻷﺳــﺑﺎب أﺧــف ﻣــن اﻷوﺗــﺎد «‪.‬‬
‫ﻷﻧﻪ أﺧـف اﻟﺳـﺑﺎﻋﯾﺎت ((‪ ،‬وﻗﯾـل ﻷن اﻟوﺗـد اﻟﻣﻔـروق اﺗﺻـﻠت ﺣرﻛﺗـﻪ اﻷﺧﯾـرة ﺑﺣرﻛـﺔ اﻷﺳـﺑﺎب‬
‫ﻓﺧف‪ ،‬وﻗﯾل ﻟﺧﻔﺗﻪ ﻓﻲ اﻟﺗذوق واﻟﺗﻘطﯾﻊ‪ ،‬وﻗد وﺻﻔﻪ اﻟﻣﺟذوب ﺑﺄﻧﻪ ﯾﺟﻧﺢ ﺻوب اﻟﻔﺧﺎﻣﺔ إذا‬
‫ﻗــورن ﺑﺎﻟﺳ ـرﯾﻊ واﻟﻣﻧﺳــرح‪ ،‬وﻟﻛﻧــﻪ دون اﻟطوﯾــل واﻟﺑﺳــﯾط ‪ ..‬واﺿ ـﺢ اﻟــﻧﻐم واﻟﺗﻔﻌــﯾﻼت ‪ ..‬وﻫــو‬
‫ﻣزﯾﺞ ﻣن اﻟرﻣل واﻟﻣﺗﻘﺎرب‪ ،‬وﻟﻪ ﺻﻠﺔ ﻗوﯾـﺔ ﺑـﺎﻟﺣﯾرة ﺣﯾـث اﻟﻐﻧـﺎء واﻟﺗرﻗﯾـق‪ ،‬وﻗـد ﺻـﺎر اﻟﺑﺣـر‬
‫اﻷول ﻋﻧد إﺳﻼﻣﯾﻲ اﻟﺣﺟﺎز‪ .‬واﺑراﻫﯾم أﻧﯾس اﻋﺗﺑر ﻛل ﺻورﻩ )) ﺣﺳن اﻟوﻗﻊ ﻓﻲ اﻵذان وﻛﻠﻬﺎ‬
‫ﺗﺳﺗرﯾﺢ إﻟﯾﻪ اﻷﺳﻣﺎع (( ‪ .‬أﻣﺎ ﻣن ﺣﯾث ﺗﻛوﯾﻧﻪ اﻟﻣﻘطﻌﻲ ﻓﻬو أﻣﯾل إﻟﻰ اﻟﺑطء‪ ،‬وﻟﻛن زﺣﺎﻓﺎﺗـﻪ‬
‫وﻋﻠﻠﻪ ﻓﻲ اﻟﻐﺎﻟب ﺗﻘﻠل ﻣن وﺟود اﻟﺳواﻛن ﻓﺗﺳرع ﺑـﻪ‪ ،‬وﯾﺳـﺎﻫم ﻓـﻲ ﺳـرﻋﺗﻪ أن اﻟﺗـدوﯾر ﯾـرد ﻓـﻲ‬
‫ﻗﺻﺎﺋدﻩ ﻛﺛﯾ ار ‪ .‬أﻣﺎ ﻣن ﺣﯾث ﺷﯾوﻋﻪ‪ ،‬ﻓﺈﻧﻪ ﺑدأ ﻣﺗوﺳـطﺎ ﺛـم أﺧـذ ﻓـﻲ اﻟزﯾـﺎدة ﺣﺗـﻰ وﺻـل إﻟـﻰ‬
‫اﻟﻣرﺗﺑﺔ اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ ﻋﻧد ﺷﻌراء اﻟروﻣﺎﻧﺳﯾﺔ‪ ،‬وﻻ أظﻧﻪ ﯾﺣﺗﻔظ ﺑﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﺷـﻌر اﻟﺣـر ﻟﺗرﻛﺑـﻪ ﻣـن أﻛﺛـر‬
‫)‪(2‬‬
‫ﻣن ﺗﻔﻌﯾﻠﺔ «‪.‬‬
‫ووزن ﻫــذا اﻟﺑﺣــر ﻓــﻲ ﺷــﻛﻠﻪ اﻟﺗــﺎم ﯾﺗﺷــﻛل ﻣــن ﺗﻛ ـرار اﻟﺗﻔﻌﯾﻠﺗــﯾن ) ﻓــﺎﻋﻼﺗن‪ ،‬ﻣﺳــﺗﻔﻊ ﻟــن (‬
‫اﻷوﻟﻰ ﻣرﺗﯾن ﺗﻔﺻﻠﻬﻣﺎ ﻣرة واﺣدة ﻟﻠﺛﺎﻧﯾﺔ‪ ،‬ﺑﻬذا اﻟﺷﻛل ‪:‬‬
‫ﻓﺎﻋﻼﺗن‬ ‫ﻣﺳﺗﻔﻊ ﻟن‬ ‫ﻓﺎﻋﻼﺗن‬ ‫ﻓﺎﻋﻼﺗن‬ ‫ﻣﺳﺗﻔﻊ ﻟن‬ ‫ﻓﺎﻋﻼﺗن‬
‫ﻓﺗﻧــﺗﺞ ﺛﻼﺛ ــﺔ ﻣﻘ ــﺎطﻊ ﺻ ــوﺗﯾﺔ أو ﺑﻧﯾ ــﺎت إﯾﻘﺎﻋﯾ ــﺔ ﻣﺗﺳ ــﺎوﯾﺔ ﻓ ــﻲ ﻛ ــل ﺷ ــطر‪ ،‬ﺣ ــددﺗﻬﺎ اﻟﺗﻔﻌﯾﻠﺗ ــﺎن‬
‫ﺑﺻورﻫﻣﺎ اﻷﺻﻠﯾﺔ أو اﻟﻣﺗﻐﯾرة ؛ إذ ﺗﻛﺎدا ﺗﻛوﻧﺎن ﻣﺗﺳﺎوﯾﺗﻲ اﻟﺣروف ﻓﻲ اﻟﺣﺎﻟﺗﯾن ‪.‬‬
‫ﻋﻧد ﺗﻘطﯾﻊ اﻟﺑﯾت اﻷول ﻣن ﺳﯾﻧﯾﺔ اﻟﺑﺣﺗري ﻧﺟد ‪:‬‬
‫ﺳﻲ‬
‫ﺟﺑ ْ‬
‫ﻛْﻠل ْ‬ ‫ﺟدى‬
‫ْ‬ ‫ﻋن‬
‫ت ْ‬‫ُ‬ ‫ﻔﻊ‬
‫وﺗرْﻓ ْ‬ ‫ت َﻧ ْﻔ ِﺳ ْﻲ َﻋ ْﻣ َﻣْﺎ ُﯾ َد ْن ﻧِ ُس َﻧ ْﻔ ِﺳ ْﻲ‬
‫ﺻْﻧ ُ‬
‫ُ‬
‫‪0/0//0/‬‬ ‫‪0//0//‬‬ ‫‪0/0///‬‬ ‫‪0/0///‬‬ ‫‪0//0/0/‬‬ ‫‪0/0//0/‬‬

‫‪ -1‬إﻣﯾل ﺑدﯾﻊ ﯾﻌﻘوب‪ ،‬اﻟﻣﻌﺟم اﻟﻣﻔﺻل ﻓﻲ ﻋﻠم اﻟﻌروض واﻟﻘﺎﻓﯾﺔ وﻓﻧون اﻟﺷﻌر‪ ،‬دار اﻟﻛﺗب اﻟﻌﻠﻣﯾﺔ ‪ ،‬ط ‪ ،1‬ﺑﯾروت –‬
‫ﻟﺑﻧﺎن‪ 1991 ،‬م‪ ،‬ص ‪77‬‬
‫‪ -2‬ﺳﯾد اﻟﺑﺣراوي‪ ،‬اﻟﻌروض ٕواﯾﻘﺎع اﻟﺷﻌر اﻟﻌرﺑﻲ‪ ،‬اﻟﻬﯾﺋﺔ اﻟﻣﺻرﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠﻛﺗﺎب ‪ 1993‬م‪ ،‬ص ‪49‬‬
‫‪57‬‬
‫أﻧﺪﻟﺴﻴﺎت أﺣﻤﺪ ﺷﻮ ‪ ..‬ﺳﻤﺎ ﺎ ﺳﻠﻮ ﻴﺔ‬

‫ﻓﺎﻋﻼﺗن‬ ‫ﻣﺗﻔﻊ ﻟن‬ ‫ﻓﻌﻼﺗن‬ ‫ﻓﻌﻼﺗن‬ ‫ﻣﺳﺗﻔﻊ ﻟن‬ ‫ﻓﺎﻋﻼﺗن‬


‫ﻧﻼﺣــظ أن اﻟﻌــروض ﺟــﺎءت ﻣﺧﺑوﻧــﺔ ) ﺑﺣــذف اﻟﺛــﺎﻧﻲ اﻟﺳــﺎﻛن(‪ ،‬وﻛــذﻟك ﺗﻔﻌﯾﻠﺗــﺎ اﻟﺣﺷــو ﻓــﻲ‬
‫ﻋﺟز اﻟﺑﯾت )ﻓﻌﻼﺗن‪ ،‬ﻣﺗﻔﻊ ﻟـن ( ﻟﺣﻘﻬﻣـﺎ زﺣـﺎف اﻟﺧـﺑن أﯾﺿـﺎ‪ ،‬ﺑﯾﻧﻣـﺎ ﺟـﺎءت ﺗﻔﻌﯾﻠـﺔ اﻟﺿـرب‬
‫ﺻــﺣﯾﺣﺔ‪ ،‬ﻫــذا اﻟﺗﻣــﺎﯾز اﻟطﻔﯾــف ﯾﺿــﻔﻲ ﻗﯾﻣــﺔ ﺻــوﺗﯾﺔ اﻧﻔﻌﺎﻟﯾــﺔ وﻟــو ﻛﺎﻧــت ﻗﻠﯾﻠــﺔ ﻋﻠــﻰ ﻣﺳــﺗوى‬
‫ﻣوﺳﯾﻘﻰ اﻹﯾﻘﺎع اﻟﻌروﺿﻲ‬
‫أﻣﺎ اﻟﺑﯾت اﻟﺛﺎﻧﻲ ‪:‬‬
‫ﺳﻲ‬
‫ﺳﻲ وﻧ ْﻛ ْ‬ ‫ﻟﺗﻊ‬
‫ﻣﻧﻬو ْ‬
‫ﺗﻣﺎﺳن ْ‬
‫ْ‬ ‫ُر ْﻟ‬ ‫ع زﻋن ْد َدﻫـْ‬
‫ت ﺣﯾن ز ْ‬
‫ﺗﻣﺎﺳك ُ‬
‫ْ‬ ‫َو‬
‫‪0/0//0/‬‬ ‫‪0//0/0/‬‬ ‫‪0/0//0/‬‬ ‫‪0/0/// 0//0//‬‬ ‫‪0/0///‬‬
‫ﻓﺎﻋﻼﺗن‬ ‫ﻣﺳﺗﻔﻊ ﻟن‬ ‫ﻓﺎﻋﻼﺗن‬ ‫ﻓﻌﻼﺗن‬ ‫ﻣﺗﻔﻊ ﻟن‬ ‫ﻓﻌﻼﺗن‬
‫ﻧﻼﺣظ أن اﻟﻌروض ﺟﺎءت ﻣﺧﺑوﻧﺔ )ﻓﻌﻼﺗن(‪ ،‬وﻛذﻟك ﻟﺣق اﻟﺧﺑن ﺗﻔﻌﯾﻠﺗﻲ اﻟﺣﺷو ﻓﻲ‬
‫اﻟﺻدر )ﻓﻌﻼﺗن ‪ ،‬ﻣﺗﻔﻊ ﻟن " ﺗﻧﻘل إﻟﻰ ﻣﻔﺎﻋﻠن" (‪ ،‬ﺑﯾﻧﻣﺎ ﺑﻘﻲ اﻟﺿرب ﺻﺣﯾﺣﺎ‪.‬‬
‫ﻋﻧد ﺗﻘطﯾﻊ اﻟﺑﯾت اﻷول ﻣن ﺳﯾﻧﯾﺔ ﺷوﻗﻲ ﻧﺟد ‪:‬‬
‫ﺳﻲ‬
‫ﯾْﺎم ْأﻧ ْ‬ ‫أي‬
‫ﻟص ﺻﺑْﺎ و ْ‬
‫أ ْذﻛ ْار ْ‬ ‫ﺳﻲ‬
‫ﻧﻬﺎرول ْﻟﯾل ْﯾﻧ ْ‬
‫ْ‬ ‫اﺧﺗﻼف ْن‬
‫‪0/0//0/‬‬ ‫‪0//0// 0/0//0/‬‬ ‫‪0/0//0/ 0//0// 0/0//0/‬‬
‫ﻓﺎﻋﻼﺗن‬ ‫ﻣﺗﻔﻊ ﻟن‬ ‫ﻓﺎﻋﻼﺗن‬ ‫ﻓﺎﻋﻼﺗن‬ ‫ﻣﺗﻔﻊ ﻟن‬ ‫ﻓﺎﻋﻼﺗن‬
‫ﻣﻔﺎﻋﻠن‬ ‫ﻣﻔﺎﻋﻠن‬
‫ﻧﻼﺣظ أن ﺗﻔﻌﯾﻠﺗﻲ اﻟﻌروض واﻟﺿرب ﺟﺎءﺗﺎ ﺻﺣﯾﺣﺗﯾن )ﻓﺎﻋﻼﺗن(‪ ،‬ﺑﯾﻧﻣﺎ ﺗﻔﻌﯾﻠﺔ اﻟﺣﺷو‬
‫اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﺻدر واﻟﺛﺎﻧﯾﺔ ﻓﻲ ﺣﺷو اﻟﻌﺟز ﺟﺎءﺗﺎ ﻣﺧﺑوﻧﺗﯾن )ﻣﺗﻔﻊ ﻟن ﺗﻧﻘل إﻟﻰ ﻣﻔﺎﻋﻠن( ‪.‬‬
‫اﻟﺑﯾت اﻟﺛﺎﻧﻲ‪:‬‬
‫ﺳﻲ‬
‫وﻣﺳ ْ‬
‫ﺗﺻوو ْار ﺗن ْ‬
‫ْ‬ ‫ﻣن‬
‫ورت ْ‬
‫ﺻو ْ‬‫ْ‬ ‫ﺗن ِﻣ ْن َﺷَﺑْﺎﺑِ ْن‬ ‫ﺻ َﻔْﺎ ﻟِ ْﻲ َﻣ َ ْ‬
‫ﻼ َو ْ‬ ‫وِ‬
‫َ‬
‫‪0/0//0/ 0//0//‬‬ ‫‪0/0//0/‬‬ ‫‪0/0//0/ 0//0// 0/0///‬‬
‫ﻓﺎﻋﻼﺗن‬ ‫ﻣﺗﻔﻊ ﻟن‬ ‫ﻓﺎﻋﻼﺗن‬ ‫ﻣﺗﻔﻊ ﻟن ﻓﺎﻋﻼﺗن‬ ‫ﻓﻌﻼﺗن‬

‫‪58‬‬
‫أﻧﺪﻟﺴﻴﺎت أﺣﻤﺪ ﺷﻮ ‪ ..‬ﺳﻤﺎ ﺎ ﺳﻠﻮ ﻴﺔ‬

‫ﻧﻼﺣظ أن ﺗﻔﻌﯾﻠﺗﻲ اﻟﻌروض واﻟﺿرب ﺟﺎءﺗﺎ ﺻﺣﯾﺣﺗﯾن )ﻓﺎﻋﻼﺗن(‪ ،‬وﻟﺣق اﻟﺧﺑن اﻟﺗﻔﻌﯾﻠﺔ‬
‫اﻷوﻟﻰ ﻓﻲ ﺣﺷو اﻟﺻدر)ﻓﻌﻼﺗن(‪ ،‬واﻟﺗﻔﻌﯾﻠﺔ اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ ﻣﻧﻪ )ﻣﺗﻔﻊ ﻟُ ُن(‪ .‬واﻟﺗﻔﻌﯾﻠﺔ اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ ﻓﻲ‬
‫ﺣﺷو اﻟﻌﺟز)ﻣﺗﻔﻊ ﻟن وﺗﻧﻘل إﻟﻰ ﻣﻔﺎﻋﻠن( ‪.‬‬
‫واﻟﺧﺑن واﻟﻛف واﻟﺷﻛل ﻣﻣﺎ ﯾﺟوز أن ﯾﻠﺣق ﺗﻔﻌﯾﻼت ﺑﺣر اﻟﺧﻔﯾف‪ ،‬ﻛﻣﺎ ﯾﺟوز ﻓﯾﻪ ﻋﻠﺔ‬
‫)‪(1‬‬
‫اﻟﺗﺷﻌﯾث‪.‬‬
‫ﺑﺣــر اﻟﺧﻔﯾــف ﯾﺗﺷــﻛل ﻣ ــن اﻟﺗﻔﻌﯾﻠﺗــﯾن ) ﻓــﺎﻋﻼﺗن‪ ،‬ﻣﺳــﺗﻔﻊ ﻟــن ( ﺗﺗﻛــرر اﻷوﻟــﻰ ﻓ ــﺎﻋﻼﺗن‬
‫ﻣرﺗﯾن ﻓﻲ اﻟﺷطر‪ ،‬وأرﺑﻊ ﻣرات ﻓﻲ اﻟﺑﯾت ﺿﻣن ﺷﻛﻠﻪ اﻟﺗﺎم‪ ،‬ﻓﻬﻲ اﻟﺗﻔﻌﯾﻠـﺔ اﻟرﺋﯾﺳـﯾﺔ إذ ﺗﺷـﻐل‬
‫أﻛﺛر ﻣن ﻧﺻف اﻟﺑﯾت‪ ،‬ﻛﻣﺎ أﻧﻬﺎ ﺗﺷﻛل اﻟﻌروض واﻟﺿرب‪ ،‬وﯾﺑﺗدئ ﺑﻬﺎ اﻟﺑﯾت ﻟﯾﻧﺗﻬﻲ إﻟﯾﻬـﺎ‪،‬‬
‫وﻫﻧﺎ ﺗﺗﺷﻛل ﺣرﻛﺔ داﺋرﯾﺔ ﯾﻧﻐﻠق ﺑﻬﺎ اﻟﺑﯾـت ﻋﻠـﻰ ﻧﻔﺳـﻪ‪ ،‬وﻫـﻲ ﺗﺗﻧﺎﺳـب ﻣـﻊ ﺣﺎﻟـﺔ اﻟﺣﯾـرة واﻟﻘﻠـق‬
‫واﻻﻧزواء ﻋﻠﻰ اﻟذات ﻋﻧد اﻟﺷﺎﻋر اﻟﻣﻛروب‪ ،‬ﻛﻣـﺎ ﻧﻼﺣـظ أن اﻟﺗﻔﻌﯾﻠـﺔ ) ﻣﺳـﺗﻔﻊ ﻟـن ( اﻟوﺣﯾـدة‬
‫ﻓﻲ اﻟﺷطر ﻛﺛﯾ ار ﻣـﺎ ﯾطـ أر ﻋﻧﻬـﺎ اﻟﺗﻐﯾـر ﻓﺗﺻـﺑﺢ ) ﻣﺗﻔـﻊ ﻟـن أوﻣﺳـﺗﻊ ﻟـن أو ﻣﺗﻔـﻊ ُل ‪ (...‬ﺣﺎﻟﻬـﺎ‬
‫ﺣﺎل اﻟﻐرﯾب اﻟﻣﺑﻌد ‪.‬‬
‫وﺑﺣــر اﻟﺧﻔﯾــف وﻟﻠﻣواﺻــﻔﺎت اﻟﺳــﺎﻟﻔﺔ اﻟﺗــﻲ ﺳــﺑق ذﻛرﻫــﺎ ﻣــن أﻧــﻪ ذو ﺻــﻠﺔ ﺑــﺎﻟﺣﯾرة واﻟﻐﻧــﺎء‬
‫اﻟﺷﺟﻲ واﻟﺗرﻗﯾق‪ ،‬ﻛﺎن ﻣﻧﺎﺳﺑﺎ ﻟﺣﺎل اﻟﺣـزن واﻟﺣﺳـرة اﻟﺗـﻲ ﻣﺳـت ﻓـؤاد اﻟﺑﺣﺗـري ﻓـﺄراد أن ﯾـﻧﻔس‬
‫ﻋــن ﻛرﺑــﻪ وﯾﺗﻌــزى ﻋــن ﻣﺻــﺎﺑﻪ‪ ،‬ﻓﺎﺧﺗــﺎر ﻟﻘﺻــﯾدﺗﻪ ﻫــذا اﻟــوزن ‪ .‬واﻟﺑﺣﺗــري ﺻــﺎﺣب طﺑــﻊ ﻓــﻲ‬
‫اﻟﺷــﻌر وذوق‪ ،‬وﺳــﺣر ﻣوﺳــﯾﻘﻰ اﻣﺗــﺎز ﺑﻬــﺎ ﻋــن ﻏﯾ ـرﻩ ﻣــن ﺷــﻌراء ﻋﺻ ـرﻩ ‪ .‬وﻋﻧــد ﺣــدﯾﺛﻧﺎ ﻋــن‬
‫اﻟﻣﻌﺎرﺿــﺔ ﻻ ﺷــك أن ﻟﻠﺷــﺎﻋر اﻷول اﻟﺳــﺑق ﻓــﻲ اﻻﺧﺗﯾــﺎر وذﻟــك ﻓﯾﻣــﺎ أوﺣــت ﺑــﻪ ﻗرﯾﺣﺗــﻪ ﻟــﻪ‪،‬‬
‫ووﺟﻬﺗـﻪ إﻟﯾـﻪ ﺣﺎﻟـﻪ‪ ،‬وأن اﻟﺷــﺎﻋر اﻟﺛـﺎﻧﻲ وﻻ رﯾـب ﺗــﺎﺑﻊ‪ ،‬ﻟﻛـن ﺷـوﻗﻲ ﺑﺣﺳــﻪ وذوﻗـﻪ اﺧﺗـﺎر ﻫــذا‬
‫اﻟﺧﯾــﺎر‪ ،‬ﺣﯾــث ﻛــﺎن اﻟﺑﺣﺗــري رﻓﯾﻘــﻪ ﻓــﻲ درﺑــﻪ وﺳــﻣﯾرﻩ ﻓــﻲ رﺣﻠﺗــﻪ إﻟــﻰ اﻷﻧــدﻟس‪ ،‬وﻗــد ﺿــﺎق‬
‫ﺑﺷوﻗﻲ اﻟﺣﺎل ﻓﻲ اﻟﻣﻧﻔﻰ ﺧﺎﺻـﺔ وﻗـد ﻣﻧـﻊ ﻣـن اﻟﻌـودة إﻟـﻰ أرض اﻟـوطن ﺑﻌـدﻣﺎ ظـن أن اﻷﻣـر‬
‫ـﺎل وﺷـﻌر ﺑﻣـﺎ ﺷـﻌر ﺑـﻪ اﻟﺑﺣﺗـري وﻫـو ارﺣـل ﻋـن‬
‫ﻗد اﻧﻔرج ﺑـزوال اﻟﺣـرب‪ ،‬ﻓﺿـﺎﻫﻰ اﻟﺣـﺎ ُل اﻟﺣ َ‬
‫ﺑﻐداد ‪ ،‬وﺿرب ﻋﻠﻰ ﻧﻔس اﻟوﺗر اﻟذي ﺿرب ‪.‬‬

‫‪ -1‬ﯾﻧظر ‪ :‬إﻣﯾل ﺑدﯾﻊ ﯾﻌﻘوب‪ ،‬اﻟﻣﻌﺟم اﻟﻣﻔﺻل ﻓﻲ ﻋﻠم اﻟﻌروض واﻟﻘﺎﻓﯾﺔ وﻓﻧون اﻟﺷﻌر‪ ،‬ص ‪80‬‬
‫‪59‬‬
‫أﻧﺪﻟﺴﻴﺎت أﺣﻤﺪ ﺷﻮ ‪ ..‬ﺳﻤﺎ ﺎ ﺳﻠﻮ ﻴﺔ‬

‫‪ -2‬اﻟﻘﺎﻓـﯾﺔ ‪:‬‬
‫وﻫــﻲ اﻟﻌﻧﺻــر اﻟﺛــﺎﻧﻲ ﻣــن ﻋﻧﺎﺻــر اﻹﯾﻘــﺎع اﻟﺷــﻌري‪ ،‬وﻗــد اﺧﺗﻠﻔــت اﻵراء ﺣــول ﺗﻌرﯾﻔﻬــﺎ‪،‬‬
‫ﺣﯾــث ﯾ ارﻫــﺎ اﻷﺧﻔــش آﺧــر ﻛﻠﻣــﺔ ﻓــﻲ اﻟﺑﯾــت‪ ،‬وﯾ ارﻫــﺎ آﺧــرون ﻣﺳــﺎوﯾﺔ ﻟﻠــروي أي آﺧــر ﺣــرف‬
‫ﺻﺣﯾﺢ ) ﻏﯾر ﻣﻌﺗـل ( ﻓـﻲ اﻟﺑﯾـت‪ ،‬ﻓـﻲ ﺣـﯾن ﯾ ارﻫـﺎ اﻟﺧﻠﯾـل‪ ،‬وﻫـو اﻟﺗﻌرﯾـف اﻷﻛﺛـر ﺷـﯾوﻋﺎ ‪»:‬‬
‫)‪(1‬‬
‫ﻣﺟﻣوﻋﺔ اﻟﺣروف اﻟﺗﻲ ﺗﺑدأ ﺑﻣﺗﺣرك ﻗﺑل آﺧر ﺳﺎﻛﻧﯾن ﻓﻲ اﻟﺑﯾت «‬
‫وﻋرﻓﻬــﺎ إﺑ ـراﻫﯾم أﻧــﯾس ﺑﻘوﻟــﻪ ‪ » :‬ﻟﯾﺳــت اﻟﻘﺎﻓﯾــﺔ إﻻ ﻋــدة أﺻ ـوات ﺗﺗﻛــون ﻓــﻲ أواﺧــر اﻷﺷــطر‬
‫أواﻷﺑﯾﺎت ﻣن اﻟﻘﺻﯾدة‪ ،‬وﺗﻛررﻫـﺎ ﻫـذا ﯾﻛ ّـون ﺟـزءا ﻫﺎﻣـﺎ ﻣـن اﻟﻣوﺳـﯾﻘﻰ اﻟﺷـﻌرﯾﺔ ‪ .‬ﻓﻬـﻲ ﺑﻣﺛﺎﺑـﺔ‬
‫اﻟﻔواﺻل اﻟﻣوﺳﯾﻘﯾﺔ ﯾﺗوﻗﻊ اﻟﺳﺎﻣﻊ ﺗرددﻫـﺎ‪ ،‬وﯾﺳـﺗﻣﺗﻊ ﺑﻣﺛـل ﻫـذا اﻟﺗـردد اﻟـذي ﯾطـرق اﻵذان ﻓـﻲ‬
‫)‪(2‬‬
‫ﻓﺗرات زﻣﻧﯾﺔ ﻣﻧﺗظﻣﺔ‪ ،‬وﺑﻌد ﻋدد ﻣﻌﯾن ﻣن ﻣﻘﺎطﻊ ذات ﻧظﺎم ﺧﺎص ﯾﺳﻣﻰ ﺑﺎﻟوزن ‪« .‬‬
‫وﻣﻬﻣﺎ ﻛﺎن اﻟﺗﻌرﯾف اﻟﻣﻌﺗﻣد ﻟدى اﻟﻌروﺿﯾﯾن‪ ،‬ﻓﺈﻧﻪ ﻻ ﺧﻼف ﻋﻠﻰ ﺿرورة ﻟـزوم ﻣـﺎ ﯾﺗﻔـق‬
‫ﻋﻠﻰ أﻧﻪ ﻗﺎﻓﯾﺔ‪ ،‬واﻟﺟﻣﯾﻊ ﻣﺗﻔﻘـون ﻋﻠـﻰ ﺿـرورة ﺗﻛـرار ﻋـدد ﻣـن اﻟﺣـروف واﻟﺣرﻛـﺎت ﻓـﻲ ﻧﻬﺎﯾـﺔ‬
‫ﻛل ﺑﯾت ‪ .‬ﻫذﻩ اﻟﺣروف ﻫﻲ ﻣﺎ ﯾﺻطﻠﺢ ﻋﻠﯾﻪ ﺣروف اﻟﻘﺎﻓﯾﺔ‪ ،‬وﻫﻲ ‪:‬‬
‫‪ -1‬اﻟروي ‪ :‬وﻫو أﻫم اﻟﺣروف وﻻﺑد ﻣن وﺟودﻩ ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻓﯾﺔ‪ ،‬ﻟذﻟك ﺗﺳﻣﻰ ﺑﻪ‬
‫‪ -2‬اﻟوﺻل ‪ :‬ﺣرف ﻟﯾن ﻧﺎﺷﺊ ﻋن إﺷﺑﺎع ﺣرﻛﺔ اﻟروي‪ ،‬أواﻟﻬﺎء اﻟﺗﻲ ﺗﻠﯾﻪ‬
‫‪ -3‬اﻟﺧروج ‪ :‬ﺣرف ﻣد ﻧﺎﺷﺊ ﻋن إﺷﺑﺎع ﺣرﻛﺔ ﻫﺎء اﻟوﺻل أو اﻟﻧﻔﺎذ‬
‫‪ -4‬اﻟردف ‪ :‬ﺣرف ﻣد ﻗﺑل اﻟروي‪ ،‬إن ﻛﺎن أﻟﻔﺎ ﻟزم ٕوان ﻛﺎن واوا أو ﯾﺎء ﺟﺎز اﻟﺗﺑﺎدل ﺑﯾﻧﻬﻣﺎ‬
‫‪ -5‬اﻟﺗﺄﺳﯾس ‪ :‬أﻟف ﺑﯾﻧﻪ وﺑﯾن اﻟروي ﺣرف ﯾﺳﻣﻰ ‪:‬‬
‫‪ -6‬اﻟدﺧﯾل ‪ :‬ﺣرف ﺻﺣﯾﺢ ﺑﯾن اﻟﺗﺄﺳﯾس واﻟروي‪ ،‬ﺣرﻛﺗﻪ ﺗﺳﻣﻰ اﻹﺷﺑﺎع‬
‫ﻫذﻩ اﻟﺣروف اﻟﺳﺗﺔ اﻟﻣﺗﻔق ﻋﻠﯾﻬﺎ ﯾﺿﺎف إﻟﯾﻬﺎ ﺣرﻛﺗﺎن ﻫﻣﺎ ‪:‬‬
‫اﻟﺣذو ‪ :‬ﺣرﻛﺔ ﻣﺎ ﻗﺑل اﻟردف ‪ ،‬اﻟرس ‪ :‬ﺣرﻛﺔ ﻣﺎ ﻗﺑل اﻟﺗﺎﺳﯾس‬

‫‪ -1‬ﺳﯾد اﻟﺑﺣراوي‪ ،‬اﻟﻌروض ٕواﯾﻘﺎع اﻟﺷﻌر اﻟﻌرﺑﻲ‪ ،‬ص ‪86‬‬


‫‪ -2‬اﺑراﻫﯾم أﻧﯾس‪ ،‬ﻣوﺳﯾﻘﻰ اﻟﺷﻌر‪ ،‬ص ‪244‬‬
‫‪60‬‬
‫أﻧﺪﻟﺴﻴﺎت أﺣﻤﺪ ﺷﻮ ‪ ..‬ﺳﻤﺎ ﺎ ﺳﻠﻮ ﻴﺔ‬

‫وﻗــد أدرك اﻟﻌروﺿــﯾون ﻟﻠﻘﺎﻓﯾــﺔ ﺧﻣــس ﺻــور ﺣﺳــب ﻋــدد ﺣروﻓﻬــﺎ‪ ،‬أطﻠﻘ ـوا ﻋﻠﯾﻬــﺎ اﻟﺗﺳــﻣﯾﺎت‬
‫اﻟﺗﺎﻟﯾﺔ ‪:‬‬
‫ﻧﺎم( ﻓﻲ ﻗول اﻟﺷﺎﻋر‪:‬‬
‫‪ .1‬اﻟﻣﺗرادف وﺗﺗﻛون ﻣن ‪ 00/‬ﻣﺛل ‪ْ ) :‬‬
‫اﻟﻣﻧﺎم‬
‫ْ‬ ‫ﻣﺎ اﺟﺗﻣﻊ اﻟﺧوف وطﯾب‬ ‫ﯾﺎ ﻋﯾن ﻗد ﻧﻣت ﻓﺎﺳﺗﯾﻘظﻲ‬
‫طﺎﻋﻪ( ﻓﻲ ﻗول اﻟﺷﺎﻋر‪:‬‬
‫ْ‬ ‫‪ .2‬اﻟﻣﺗواﺗر وﺗﺗﻛون ﻣن ‪ 0/0/‬ﻣﺛل ‪) :‬‬
‫طﺎﻋﻪ‬
‫ْ‬ ‫ط‬
‫ﻓﻼ ﺗﺟزع إذا ﻟم ﺗﻌ َ‬ ‫ٕوان ﺧﺎﻟﻔﺗﻧﻲ وﻋﺻﯾت ﻗوﻟﻲ‬
‫أﻋظَﻣﺎ( ﻓﻲ ﻗول اﻹﻣﺎم اﻟﺷﺎﻓﻌﻲ ـ رﺣﻣﻪ اﷲ ـ ‪:‬‬
‫‪ .3‬اﻟﻣﺗدارك وﺗﺗﻛون ﻣن ‪ 0//0/‬ﻣﺛل ‪ْ ) :‬‬
‫ﺑﻌﻔوك رﺑﻲ ﻛﺎن ﻋﻔوك أﻋظﻣﺎ‬ ‫ﺗﻌﺎظﻣﻧﻲ ذﻧﺑﻲ ﻓﻠﻣﺎ ﻗرﻧﺗﻪ‬
‫‪ .4‬اﻟﻣﺗراﻛب وﺗﺗﻛون ﻣن ‪ 0///0/‬ﻣﺛل ‪) :‬ﻫﺎ ﻓرﺟﺎ( ﻓﻲ ﻗول اﻟﺷﺎﻋر‪:‬‬
‫إﻻ وﺛﻘت ﺑﺄن أﻟﻘﻰ ﻟﻬﺎ ﻓرﺟﺎ‬ ‫وﻣﺎ ﻧزﻟت ﻣن اﻟﻣﻛروﻩ ﻣﻧزﻟﺔ‬
‫ﺻ َد َﻋ ْك( ﻓﻲ ﻗول أﺑﻲ اﻟﻌﺗﺎﻫﯾﺔ‪:‬‬ ‫‪ .5‬اﻟﻣﺗﻛﺎوس وﺗﺗﻛون ﻣن ‪ 0////0/‬ﻣﺛل ‪َ ) :‬ﻣ ِ‬
‫ﺎن َ‬
‫)‪(1‬‬
‫وﻣن إذا رﯾب اﻟزﻣﺎن ﺻدﻋك‬
‫وﺗﻛﻣن أﻫﻣﯾﺔ اﻟﻘﺎﻓﯾﺔ ﻓﻲ » أﻧﻬﺎ ﺗﻘﻊ ﻓﻲ ﻧﻬﺎﯾﺔ اﻟﺑﯾت أي ﻓﻲ اﻟﻣوﻗﻊ اﻷﺳﺎﺳﻲ ﻟﻠﺗﻧﻐـﯾم ﻓـﻲ اﻟﻠﻐـﺔ‬
‫اﻟﻌرﺑﯾﺔ‪ ،‬ﻣﻣﺎ ﯾؤﺛر ﺗﺄﺛﯾ ار ﺣﺎدا ﻋﻠﻰ إﯾﻘﺎع اﻟﻧﻬﺎﯾﺔ واﻟذي ﻫو أﻫم ﻣوﻗـﻊ ـ ـ ـ إﯾﻘﺎﻋﯾـﺎ ـ ـ ـ ﻓـﻲ اﻟﺑﯾـت‪،‬‬
‫وﻷن اﻟﻌروﺿ ــﯾﯾن ﻛ ــﺎﻧوا ﺣرﯾﺻ ــﯾن ﻋﻠ ــﻰ أن ﯾﺳ ــﺗﻘل ﻛ ــل ﺑﯾ ــت ﺑﻣﻌﻧ ــﺎﻩ‪ ،‬ﺗﺣﻘﯾﻘ ــﺎ ﻟﻧظـ ـرﺗﻬم ﻓ ــﻲ‬
‫اﻟﺷــﻌر‪ ،‬واﺗﺳــﺎﻗﺎ ﻣــﻊ ﻣــوﻗﻔﻬم اﻟﻛﻼﺳــﯾﻛﻲ ذي اﻟﻘ ـواﻧﯾن اﻟﺻــﺎرﻣﺔ‪ ،‬ﻓــﺈﻧﻬم ﺣرﺻ ـوا ﻋﻠــﻰ وﺣــدة‬
‫)‪(2‬‬
‫اﻟﻘﺎﻓﯾﺔ ووﺣدة اﻟﺑﯾت دون أي ﺗﻧﺎزﻻت «‬
‫إذا ﻋــدﻧﺎ ﻟﻠﻘﺻــﯾدﺗﯾن وأردﻧــﺎ ﺗﺣدﯾــد اﻟﻘﺎﻓﯾــﺔ اﻧطﻼﻗــﺎ ﻣــن ﺗﻌرﯾــف اﻟﺧﻠﯾــل‪ ،‬وﺟــدﻧﺎﻫﺎ ﻓــﻲ اﻟﺑﯾــت‬
‫اﻷول ﻣــن ﺳــﯾﻧﯾﺔ اﻟﺑﺣﺗــري )ﺟﺑﺳــﻲ‪ ( 0/0/ ،‬وﻓــﻲ اﻟﺑﯾــت اﻷول ﻣــن ﻗﺻــﯾدة ﺷــوﻗﻲ ) أﻧﺳــﻲ‪،‬‬
‫‪ ،( 0/0/‬أي ﻫﻲ ﻣن ﻧوع اﻟﻣﺗواﺗر أو ﻣﺎ ﯾطﻠق ﻋﻠﯾﻬﺎ) ﻗﺎﻓﯾـﺔ ﻣﺟـردة ( أي ﻣﺟـردة ﻣـن اﻟـردف‬

‫‪ -1‬ﯾﻧظر ‪ :‬ﻣﺣﻣد ﺑن ﻋﺛﻣﺎن‪ ،‬اﻟﻣرﺷد اﻟواﻓﻲ ﻓﻲ اﻟﻌروض واﻟﻘواﻓﻲ‪ ،‬دار اﻟﻛﺗب اﻟﻌﻠﻣﯾﺔ‪ ،‬ﺑﯾروت ﻟﺑﻧﺎن‪ ،‬ط ‪2004 ،1‬‬
‫م‪ ،‬ص ‪.171‬‬
‫‪ - 2‬ﺳﯾد اﻟﺑﺣراوي‪ ،‬اﻟﻌروض ٕواﯾﻘﺎع اﻟﺷﻌر اﻟﻌرﺑﻲ‪ ،‬ص ‪.129‬‬
‫‪61‬‬
‫أﻧﺪﻟﺴﻴﺎت أﺣﻤﺪ ﺷﻮ ‪ ..‬ﺳﻤﺎ ﺎ ﺳﻠﻮ ﻴﺔ‬

‫ﺳـﻣﻲ ﻓﯾﻬـﺎ ﺣرﻓـﺎن ﻓﻘـط ﻫﻣـﺎ اﻟـروي وﻫـو "اﻟﺳـﯾن" وﻗـد‬


‫وأﻟف اﻟﺗﺄﺳﯾس‪ ،‬وﻫﻲ ﻗﺎﻓﯾﺔ ﻣطﻠﻘﺔ‪ ،‬ﻗـد ُ‬
‫ﺳﻣﯾت اﻟﻘﺻﯾدﺗﺎن ﺑﻪ‪ ،‬وﻫو ﺣرف رﺧو ذو ﺻﻔﯾر‪ ،‬واﻟﺣرف اﻟﺛﺎﻧﻲ "اﻟوﺻل" اﻟذي ﻫو إﺷﺑﺎع‬
‫ُ‬
‫ﻟﺣرﻛـﺔ اﻟـروي "اﻟﻛﺳـر" ﻓﻬـو "ﯾــﺎء"‪ ،‬ﺑﻘـﻲ ﺣرﻓـﺎن ﺳـﺎﻛن وﻣﺗﺣــرك ﻻ ُﻣﺳـﻣﻰ ﻟﻬﻣـﺎ ﻓـﻲ ﺣــروف‬
‫اﻟﻘﺎﻓﯾﺔ ٕوان ﻛﺎن ﻗد اﻟﺗـزم ﺑﻬﻣـﺎ اﻟﺷـﺎﻋران ﻓـﻲ ﻛﺎﻣـل ﻗﺻـﯾدﺗﯾﻬﻣﺎ‪ ،‬ﻛﻣـﺎ ﻧﻼﺣـظ أﻧﻬـﺎ ﻗﺎﻓﯾـﺔ واﺣـدة‬
‫اﻟﺗزم ﺑﻬﺎ اﻟﺷـﺎﻋران ﻓـﻲ ﻗﺻـﯾدﺗﯾﻬﻣﺎ دون أن ﯾﺣﯾـدا ﻋﻧﻬـﺎ‪ ،‬وﻫـذا اﻻﻟﺗـزام ﻣـﻊ طـول اﻟﻘﺻـﯾدة ﻗـد‬
‫)‪(1‬‬
‫ﯾﺟﻬد اﻟﺷﺎﻋر وﯾدﻓﻌﻪ إﻟﻰ اﻟﺗﻛﻠف واﻟﺗﻌﺳف‪ ،‬أو أن ﯾﺿﺣﻲ ﺑﺷﻲء ﻣن اﻟﻣﻌـﺎﻧﻲ واﻷﺧﯾﻠـﺔ ‪.‬‬
‫روﯾﻬﺎ ﺣرف ﺻﻔﯾر رﺧو ﺷﺎع اﺳﺗﺧداﻣﻪ ﻋﻧد اﻟﺷﻌراء ﻓﻲ ﺣﺎﻻت اﻟﺣزن واﻷﺳـﻰ وﻫـو ﻣﺗﺣـرك‬
‫ﺑﺎﻟﻛﺳر‪ ،‬وﻫﻲ ظﺎﻫرة ﻋروﺿﯾﺔ ﺻوﺗﯾﺔ ﺗﻧﺎﺳب اﻧﻛﺳﺎر ﻧﻔس اﻟﺷﺎﻋر ‪ٕ .‬واذا ﺗﺗﺑﻌﻧﺎ ﻫذﻩ اﻟﻘﺎﻓﯾـﺔ‬
‫ـس‪ ،‬ﺑﺧــس‪،‬‬ ‫ـس‪ ،‬أﺧ ِ‬ ‫ﺑس‪ِ ،‬‬
‫أﻧﺳـﻲ‪ ،‬ﻧﻛ ِ‬ ‫وﺟـدﻧﺎ أﻧﻬـﺎ ﺗﺗﻣظﻬـر ﻓـﻲ ﻛﻠﻣـﺎت ذات ﻣﻌـﺎن ﻣﺛـل ‪ ) :‬ﺟـ ِ‬
‫وﻛس‪ ،‬ﺗﻘﺳﻲ‪ ،‬ﺣﺑس‪ (..‬وﻫﺎ ﻛذا )طﺑﻌﺎ إذا اﻋﺗﺑرﻧﺎ أن ﯾﺎء اﻟوﺻل ﻣـﺎ ﻫـﻲ إﻻ ﻹﺷـﺑﺎع ﺣرﻛـﺔ‬
‫اﻟروي‪ ،‬ﻓﻬﻲ ﺗﺎﺑﻌﺔ ﻟﻬﺎ ﻷﺟل اﻟﺗرﻧم(‪ ،‬وأﻏﻠب ﻫذﻩ اﻟﻣﻌﺎﻧﻲ ﺗﺻب ﻓﻲ ﺣﻘل اﻟﻧﻛد وﺳـوء اﻟﺣـظ‬
‫ﻣــﻊ اﻟﺣــزن اﻟﺷــدﯾد واﻟﺷــوق اﻟﺷــدﯾد‪ ،‬وﻫــذا ﻣــﺎ ﯾــدﻋوﻩ اﻟﻌروﺿــﯾون ﺑــﺎﻟﺗﺧﯾﯾر أو ﻣــﺎ ﯾطﻠــق ﻋﻠﯾــﻪ‬
‫ﺑﺎﺋﺗﻼف اﻟﻘﺎﻓﯾﺔ ﻣﻊ ﻣﺎ ﯾدل ﻋﻠﯾﻪ ﺳﺎﺋر اﻟﺑﯾت)‪ ،(2‬ﻓﻬﻲ ﻗﺎﻓﯾﺔ ذات ﻣﻌﻧﻰ وﻟﯾﺳت ﻗﺎﻓﯾـﺔ ﺻـﻣﺎء ‪.‬‬
‫وﻫذﻩ اﻟﻘﺎﻓﯾﺔ ﺗﺷﻛل ﻣﻊ اﻟوزن ﻓﻲ ﺑﺣر اﻟﺧﻔﯾف ﻣوﺳﯾﻘﻰ ﺷﺟﯾﺔ ﺑﺎﻛﯾﺔ‪.‬‬
‫ﺟدول ﻹﺣﺻﺎء اﻟﻣﺷﺗرك اﻟﻠﻔظﻲ ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻓﯾﺔ ﺑﯾن اﻟﻘﺻﯾدﺗﯾن ‪:‬‬
‫ﺳﯾﻧﯾﺔ ﺷوﻗﻲ‬ ‫ﺳﯾﻧﯾﺔ اﻟﺑﺣﺗري‬

‫ﺗرﺗﯾب اﻟﺑﯾت‬ ‫اﻟﻠﻔظﺔ‬ ‫ﺗرﺗﯾب اﻟﺑﯾت‬ ‫اﻟﻠﻔظﺔ‬

‫‪101‬‬ ‫ﺟﺑس‬ ‫‪1‬‬ ‫ﺟﺑس‬

‫‪78‬‬ ‫ﻧﻛس‬ ‫‪2‬‬ ‫ﻧﻛس‬

‫‪ -1‬ﯾﻧظر ‪ :‬اﺑراﻫﯾم أﻧﯾس‪ ،‬ﻣوﺳﯾﻘﻰ اﻟﺷﻌر ص ‪.277‬‬


‫‪ -2‬إﻣﯾل ﯾﻌﻘوب‪ ،‬اﻟﻣﻌﺟم اﻟﻣﻔﺻل ﻓﻲ ﻋﻠم اﻟﻌروض واﻟﻘواﻓﻲ وﻓﻧون اﻟﺷﻌر ص ‪.189‬‬
‫‪62‬‬
‫أﻧﺪﻟﺴﻴﺎت أﺣﻤﺪ ﺷﻮ ‪ ..‬ﺳﻤﺎ ﺎ ﺳﻠﻮ ﻴﺔ‬

‫‪97‬‬ ‫ﺑﺧس‬ ‫‪3‬‬ ‫ﺑﺧس‬

‫‪39‬‬ ‫وﻛس‬ ‫‪6‬‬ ‫وﻛس‬

‫‪77‬‬ ‫ﺷﻣس‬
‫ُ‬ ‫‪8‬‬ ‫ﺷﻣس‬
‫ُ‬

‫‪84‬‬ ‫أﻧس‬ ‫‪9‬‬ ‫أﻧس‬

‫‪54‬‬ ‫أﻣﺳﻲ‬ ‫‪10‬‬ ‫أﻣﺳﻲ‬

‫‪49‬‬ ‫ﻋﻧﺳﻲ‬ ‫‪11‬‬ ‫ﻋﻧﺳﻲ‬

‫‪ 60‬ـ ـ ‪109‬‬ ‫درس‬ ‫‪12‬‬ ‫درس‬

‫‪82‬‬ ‫ﯾﻧﺳﻲ‬ ‫‪13‬‬ ‫ﺗﻧﺳﻲ‬

‫‪23‬‬ ‫ﯾﺧﺳﻲ‬ ‫‪14‬‬ ‫ﯾﺧﺳﻲ‬

‫‪12‬‬ ‫ُﻣﻛس‬ ‫‪15‬‬ ‫ُﻣﻛس‬

‫‪94‬‬ ‫ُﻣﻠس‬ ‫‪16‬‬ ‫ُﻣﻠس‬

‫‪44‬‬ ‫ﻋﺑس‬ ‫‪17‬‬ ‫ﻋﺑس‬

‫‪ 21‬ـ ـ ـ ‪90‬‬ ‫ﻟُﺑس‬ ‫‪18‬‬ ‫ﻟُﺑس )اﻛﺗﺳﺎء(‬

‫‪ 25‬ـ ـ ـ ‪47‬‬ ‫رﻣﺳﻲ‬ ‫‪19‬‬ ‫رﻣس‬

‫‪ 19‬ـ ـ ‪ 24‬ـ ـ ‪83‬‬ ‫ﻋرس‬ ‫‪20‬‬ ‫ﻋرس‬

‫‪36‬‬ ‫ﻟَﺑس‬ ‫‪21‬‬ ‫ﻟَﺑس )ﻏﻣوض(‬

‫‪42‬‬ ‫ﻓُرس‬ ‫‪22‬‬ ‫ﻓُرس‬

‫‪63‬‬
‫أﻧﺪﻟﺴﻴﺎت أﺣﻤﺪ ﺷﻮ ‪ ..‬ﺳﻤﺎ ﺎ ﺳﻠﻮ ﻴﺔ‬

‫‪62‬‬ ‫اﻟدرﻓس‬
‫ّ‬ ‫‪23‬‬ ‫اﻟدرﻓس‬
‫ّ‬

‫‪88‬‬ ‫ورس‬ ‫‪24‬‬ ‫ورس‬

‫‪ 6‬ـ ـ ‪17‬‬ ‫ﺟرس‬ ‫‪25‬‬ ‫ﺟرس‬

‫‪43‬‬ ‫ﺗُرس‬ ‫‪26‬‬ ‫ﺗُرس‬

‫‪98‬‬ ‫ُﺧرس‬ ‫‪27‬‬ ‫ُﺧرس‬

‫‪76‬‬ ‫ﻟﻣس‬ ‫‪28‬‬ ‫ﻟﻣس‬

‫‪ 14‬ـ ـ ‪ 48‬ـ ـ ‪89‬‬ ‫َﺷﻣس‬ ‫‪30‬‬ ‫َﺷﻣس‬

‫‪22‬‬ ‫اﻟﻣﺗﺣﺳﻲ‬ ‫‪31‬‬ ‫اﻟﻣﺗﺣﺳﻲ‬

‫‪ 7‬ـ ـ ‪13‬‬ ‫ﻧﻔس ـ ـ ﻧﻔﺳﻲ‬ ‫‪32‬‬ ‫ﻧﻔس‬

‫‪1‬‬ ‫أﻧﺳﻲ‬ ‫‪33‬‬ ‫أﻧﺳﻲ‬

‫‪57‬‬ ‫ﺣدس‬ ‫‪34‬‬ ‫ﺣدﺳﻲ‬

‫‪65‬‬ ‫ﻣﺣﺳﻲ‬ ‫‪35‬‬ ‫ﻣﺣﺳﻲ‬

‫‪28‬‬ ‫ﻧﺣس‬ ‫‪38‬‬ ‫ﻧﺣس‬

‫‪73‬‬ ‫اﻟدﻣﻘس‬ ‫‪40‬‬ ‫اﻟدﻣﻘس‬

‫‪ 68‬ـ ـ ‪75‬‬ ‫ﻗدس‬ ‫‪41‬‬ ‫ﻗدس‬

‫‪81‬‬ ‫ﺑرس‬ ‫‪42‬‬ ‫ﺑرس‬

‫‪32‬‬ ‫إﻧﺳﻲ‬ ‫‪43‬‬ ‫إﻧس‬

‫‪64‬‬
‫أﻧﺪﻟﺴﻴﺎت أﺣﻤﺪ ﺷﻮ ‪ ..‬ﺳﻤﺎ ﺎ ﺳﻠﻮ ﻴﺔ‬

‫‪18‬‬ ‫ﻧِﻛس‬ ‫‪44‬‬ ‫ﻧِﻛس‬

‫‪15‬‬ ‫ﺣﺳﻲ‬ ‫‪45‬‬ ‫ﺣﺳﻲ‬

‫‪105‬‬ ‫ﻟﻌس‬ ‫‪47‬‬ ‫ﻟﻌس‬

‫‪99‬‬ ‫أﻣس‬ ‫‪48‬‬ ‫أﻣس‬

‫‪53‬‬ ‫ﺧﻣﺳﻲ‬ ‫‪49‬‬ ‫ﺧﻣس‬

‫‪ 4‬ـ ـ ‪110‬‬ ‫اﻟﻣؤﺳﻲ ـ ـ اﻟﺗﺄﺳﻲ‬ ‫‪50‬‬ ‫اﻟﺗﺄﺳﻲ‬

‫‪9‬‬ ‫ﺟﻧس‬ ‫‪52‬‬ ‫ﺟﻧﺳﻲ‬

‫‪106‬‬ ‫ﻏرﺳﻲ‬ ‫‪53‬‬ ‫ﻏرس‬

‫‪102‬‬ ‫ُس‬
‫أّ‬ ‫‪56‬‬ ‫ُس‬
‫أّ‬

‫إذن ﻗﺎﻓﯾـ ـﺔٌ ﻫ ــذﻩ ﻣواﺻ ــﻔﺎﺗﻬﺎ اﺧﺗﺎرﻫ ــﺎ اﻟﺑﺣﺗ ــري ﻟﻘﺻ ــﯾدﺗﻪ ﻟﯾﻛ ــون ﻟﺳ ــﺎن اﻟﻣﻘ ــﺎل داﻻ ﻋﻠ ــﻰ‬
‫اﻟﺣﺎل‪ .‬أﻣﺎ ﺷوﻗﻲ ﻓﻘد ﯾﻛـون ﻣـدﻓوﻋﺎ إﻟـﻰ ﻫـذا اﻻﺧﺗﯾـﺎر ﺑﺣﻛـم اﻟﻣﻌﺎرﺿـﺔ‪ ،‬ﻟﻛـن اﺧﺗﯾـﺎر ﺷـوﻗﻲ‬
‫ﻟﻣﻌﺎرﺿـﺔ ﺳــﯾﻧﯾﺔ اﻟﺑﺣﺗــري ﺑﺎﻟــذات ﻧـﺎﺑﻊ ﻋــن وﻋــﻲ ٕوادراك ﻟﻛــل ﺟﻣﺎﻟﯾﺎﺗﻬـﺎ‪ ،‬ﻓﻬــﻲ ﻛــل ﻣﺗﻛﺎﻣــل ‪.‬‬
‫ﻓﺎﻟذوق واﻟﺣس اﻟﺟﻣﺎﻟﻲ ﻋﻧد ﺷـوﻗﻲ ﻫـو اﻟـذي ﻗـﺎدﻩ إﻟـﻰ ﻫـذا اﻻﺧﺗﯾـﺎر دون ﻏﯾـرﻩ‪ ،‬وﺷـوﻗﻲ إذا‬
‫ﻋﺎرض إﻧﻣﺎ ﯾﺳﺗوﺣﻲ روح اﻟﺷﺎﻋر أﯾﺿﺎ وﻻ ﯾﻛﺗﻔﻲ ﺑﺎﻟﺷﻛل اﻟﺧﺎرﺟﻲ ‪.‬‬
‫أﻧدﻟﺳﯾﺔ ﻓﻲ ﻣﻌﺎرﺿﺔ ﻣﯾﻣﯾﺔ اﻟﻣﺗﻧﺑﻲ ‪:‬‬
‫ﺛﺎﻧﯾﺎ ﻣﻌﺎرﺿـﺗﻪ ﻟﻠﻣﺗﻧﺑـﻲ‪ ،‬أﺑـو اﻟطﯾـب أﺣﻣـد ﺑـن اﻟﺣﺳـﯾن اﻟﺟﻌﻔـﻲ ) ‪ 303‬ه – ‪ 354‬ه( ﻛـﺎن‬
‫ﺷﺎﻋ ار ﻣﻔﻠﻘﺎ ﺷدﯾد اﻟﻌﺎرﺿﺔ ارﺟـﺢ اﻟﻌﻘـل ﻋظـﯾم اﻟـذﻛﺎء ﺻـﺎﺣب ﻓﺻـﺎﺣﺔ وﺑﯾـﺎن‪ ،‬وﺷـﻌرﻩ ﺣﺟـﺔ‬

‫‪65‬‬
‫أﻧﺪﻟﺴﻴﺎت أﺣﻤﺪ ﺷﻮ ‪ ..‬ﺳﻤﺎ ﺎ ﺳﻠﻮ ﻴﺔ‬

‫)‪(1‬‬
‫ﻓﻲ اﻟﻧﺣو واﻟﺑﻼﻏﺔ‪ ،‬ﻗﺎل ﻓﻲ ﺣﻘﻪ اﺑن رﺷﯾق ‪ »:‬ﺛم ﺟﺎء اﻟﻣﺗﻧﺑﻲ ﻓﻣﻸ اﻟـدﻧﯾﺎ وﺷـﻐل اﻟﻧـﺎس«‬
‫)‪(1‬‬
‫ﺗــﺄﺛر ﺑــﻪ ﺷـوﻗﻲ وﺗﻣﺛــل ﺑــﻪ ﻓــﻲ ﺷـﻌرﻩ ﻛﺛﯾـ ار‪ ،‬وﻋﺎرﺿــﻪ ﻓــﻲ ﻗﺻـﺎﺋد ﻋدﯾــدة‪ ،‬ﻟﻛــن ﻣــﺎ‬ ‫اﻟﻧـﺎس«‬
‫ﯾﻬﻣﻧــﺎ ﻫﻧــﺎ ﻗﺻــﯾدﺗﻪ اﻟﺗــﻲ ﻋﺎرﺿــﻪ ﻓﯾﻬــﺎ ﺷــوﻗﻲ وﻫــو ﻓــﻲ ﻣﻧﻔــﺎﻩ ‪ .‬واﻟﻘﺻــﯾدة وردت ﻓــﻲ اﻟرﺛــﺎء ؛‬
‫رﺛ ــﺎء اﻟﻣﺗﻧﺑ ــﻲ ﺟدﺗ ــﻪ‪ ،‬اﻟﺗــﻲ ﻛ ــﺎن ﯾﺣﺑﻬــﺎ ﺣﺑــﺎ ﺟﻣ ــﺎ ﻟﺣﻧﺎﻧﻬــﺎ وﻋطﻔﻬ ــﺎ ﻋﻠﯾ ــﻪ‪ ،‬ﺟ ــﺎء ﻓــﻲ ﻣﻘدﻣ ــﺔ‬
‫اﻟﻘﺻــﯾدة ‪ » :‬ورد ﻋﻠــﻰ أﺑــﻲ اﻟطﯾــب ﻛﺗــﺎب ﻣــن ﺟدﺗــﻪ ﻷﻣــﻪ ﺗﺷــﻛو ﺷــوﻗﻬﺎ إﻟﯾــﻪ وطــول ﻏﯾﺑﺗــﻪ‬
‫ﻋﻧﻬــﺎ‪ ،‬ﻓﺗوﺟــﻪ ﻧﺣــو اﻟﻌ ـراق وﻟــم ﯾﻣﻛﻧــﻪ دﺧــول اﻟﻛوﻓــﺔ ﻋﻠــﻰ ﺣﺎﻟﺗــﻪ ﺗﻠــك ﻓﺎﻧﺣــدر إﻟــﻰ ﺑﻐــداد ‪.‬‬
‫وﺣ ّﻣـت ﻟوﻗﺗﻬــﺎ‬
‫وﻛﺎﻧـت ﺟدﺗـﻪ ﻗـد ﯾﺋﺳـت ﻣﻧــﻪ ﻓﻛﺗـب إﻟﯾﻬـﺎ ﻛﺗﺎﺑـﺎ ﯾﺳـﺄﻟﻬﺎ اﻟﻣﺳــﯾر إﻟﯾـﻪ ﻓﻘﺑﻠـت ﻛﺗﺎﺑـﻪ ُ‬
‫)‪(2‬‬
‫ﺳرو ار ﺑﻪ وﻏﻠب اﻟﻔرح ﻋﻠﻰ ﻗﻠﺑﻬﺎ ﻓﻘﺗﻠﻬﺎ«‪.‬‬
‫واﻟﻘﺻﯾدة ﻓﻲ ‪ 34‬ﺑﯾﺗﺎ ﻧﺄﺧذ ﻣﻘﺗطﻔﺎ‪ ،‬أﺑﯾﺎﺗﺎ ﻣﻧﻬﺎ‪:‬‬
‫ﻓﻣـ ـ ـ ــﺎ ﺑطﺷ ـ ـ ـ ــﻬﺎ ﺟﻬ ـ ـ ـ ــﻼ وﻻ ﻛﻔﻬ ـ ـ ـ ــﺎ ﺣﻠﻣ ـ ـ ـ ــﺎ‬ ‫أﻻ ﻻ أرى اﻷﺣـ ـ ــداث ﻣـ ـ ــدﺣﺎ وﻻ ذﻣـ ـ ــﺎ‬
‫وﯾﻛـ ـ ــري ﻛﻣـ ـ ــﺎ أرﻣـ ـ ــﻰ‬
‫ﯾﻌـ ـ ــود ﻛﻣـ ـ ــﺎ أُﺑـ ـ ــدي ُ‬ ‫إﻟــﻰ ﻣﺛــل ﻣــﺎ ﻛــﺎن اﻟﻔﺗــﻰ ﻣرﺟــﻊ اﻟﻔﺗــﻰ‬
‫ﻗﺗﯾﻠ ـ ـ ـ ــﺔ ﺷ ـ ـ ـ ــوق ﻏﯾ ـ ـ ـ ــر ﻣﻠﺣﻘﻬ ـ ـ ـ ــﺎ وﺻ ـ ـ ـ ــﻣﺎ‬ ‫ﻟـ ـ ـ ـ ــك اﷲ ﻣ ـ ـ ـ ـ ــن ﻣﻔﺟوﻋ ـ ـ ـ ـ ــﺔ ﺑﺣﺑﯾﺑﻬ ـ ـ ـ ـ ــﺎ‬
‫وأﻫ ـ ـ ــوى ﻟﻣﺛواﻫ ـ ـ ــﺎ اﻟﺗـ ـ ـ ـراب اﻟ ـ ـ ــذي ﺿ ـ ـ ــﻣﺎ‬ ‫أﺣـ ـ ﱡـن إﻟـ ــﻰ اﻟﻛـ ــﺄس اﻟﺗـ ــﻲ ﺷ ـ ـرﺑت ﺑﻬـ ــﺎ‬
‫وذاق ﻛﻼﻧـ ـ ـ ـ ـ ــﺎ ﺛُﻛـ ـ ـ ـ ـ ــل ﺻـ ـ ـ ـ ـ ــﺎﺣﺑﻪ ِﻗ ـ ـ ـ ـ ـ ــدﻣﺎ‬ ‫ﺑﻛﯾـ ـ ـ ــت ﻋﻠﯾﻬـ ـ ـ ــﺎ ﺧﯾﻔـ ـ ـ ــﺔ ﻓـ ـ ـ ــﻲ ﺣﯾﺎﺗﻬـ ـ ـ ــﺎ‬
‫ﻣﺿ ـ ـ ــﻰ ﺑﻠ ـ ـ ـ ٌـد ﺑ ـ ـ ــﺎق أﺟ ـ ـ ــدت ﻟ ـ ـ ــﻪ ﺻ ـ ـ ــرﻣﺎ‬ ‫وﻟ ـ ـ ــو ﻗﺗ ـ ـ ــل اﻟﻬﺟ ـ ـ ــر اﻟﻣﺣﺑ ـ ـ ــﯾن ﻛﻠﻬ ـ ـ ــم‬
‫ﻓﻠﻣـ ـ ـ ــﺎ دﻫﺗﻧـ ـ ـ ــﻲ ﻟـ ـ ـ ــم ﺗزدﻧـ ـ ـ ــﻲ ﺑﻬـ ـ ـ ــﺎ ﻋﻠﻣـ ـ ـ ــﺎ‬ ‫ـت اﻟﻠﯾـ ــﺎﻟﻲ ﻗﺑ ـ ـل ﻣ ــﺎ ﺻـ ــﻧﻌت ﺑﻧـ ــﺎ‬
‫ﻋرْﻓـ ـ ُ‬
‫ﺗﻐـ ـ ـ ـ ـ ّذى وﺗ ـ ـ ـ ـ ْـروى أن ﺗﺟ ـ ـ ـ ــوع وأن ﺗظﻣ ـ ـ ـ ــﺎ‬ ‫ﻣﻧﺎﻓﻌﻬ ـ ــﺎ ﻣ ـ ــﺎ ﺿ ـ ـ ّـر ﻓ ـ ــﻲ ﻧﻔ ـ ـ ِـﻊ ﻏﯾرﻫ ـ ــﺎ‬
‫)‪(3‬‬
‫ﻓﻣ ـ ـ ﱡ‬
‫ـت ﺑﻬ ـ ــﺎ ﻏﻣ ـ ــﺎ‬ ‫ﻓﻣﺎﺗ ـ ــت ﺳ ـ ــرو ار ﺑ ـ ــﻲ ُ‬ ‫ـﺄس وﺗرﺣـ ـ ـ ـ ٍـﺔ‬
‫أﺗﺎﻫـ ـ ـ ــﺎ ﻛﺗـ ـ ـ ــﺎﺑﻲ ﺑﻌـ ـ ـ ــد ﯾـ ـ ـ ـ ٍ‬

‫أﻣﺎ ﻗﺻﯾدة ﺷوﻗﻲ ﻓﻛﺎﻧت ﻓﻲ ﻣﻧﻔﺎﻩ ﺑﺎﺳﺑﺎﻧﯾﺎ‪ ،‬وﻛﺎن ﻗد ﺧﻠّف أﻣـﻪ ﺑﺣﻠـوان ﻓـﻲ ﻣﺻـر ﻣرﯾﺿـﺔ‪،‬‬
‫ﯾراﻓﻘﻪ اﻟﻘﻠق ﺣﯾﺎﻟﻬﺎ واﻟﺷوق ﻟﻬﺎ‪ ،‬وﻛﺎن ﻗد أﻧﺷﺄ ﯾﻘول‪:‬‬

‫‪ -1‬اﺑن رﺷﯾق‪ ،‬اﻟﻌﻣدة ﻓﻲ ﻣﺣﺎﺳن اﻟﺷﻌر وآداﺑﻪ‪ ،www.alkottob.com ،‬ص ‪55‬‬


‫‪ -2‬أﺑو اﻟطﯾب اﻟﻣﺗﻧﺑﻲ‪ ،‬اﻟدﯾوان ‪ ،‬دار ﺑﯾروت ﻟﻠطﺑﺎﻋﺔ واﻟﻧﺷر ‪ 1983‬م‪ ،‬ص ‪174‬‬
‫‪ -3‬اﻟﻣﺻدر اﻟﺳﺎﺑق‪ ،‬ص ‪174‬‬
‫‪66‬‬
‫أﻧﺪﻟﺴﻴﺎت أﺣﻤﺪ ﺷﻮ ‪ ..‬ﺳﻤﺎ ﺎ ﺳﻠﻮ ﻴﺔ‬

‫)‪(1‬‬
‫ﺧﯾر اﻟوداﺋﻊ ﻣن ﺧﯾر اﻟﻣؤدﯾﻧﺎ‬ ‫ﻛﻧز ﺑﺣﻠوان ﻋﻧد اﷲ ﻧطﻠﺑﻪ‬
‫وﺑﻌد ﻣرور ﺧﻣﺳﺔ أﻋوام ﻓﻲ اﻟﻣﻧﻔﻰ ﻣﻊ ﻫذا اﻟﺷوق‪ ،‬أُﻋﻠِﻧت اﻟﻬدﻧـﺔ وﻫـدأت أﺻـوات اﻟﻣـداﻓﻊ‪،‬‬
‫اﺳﺗﺑﺷر ﺷوﻗﻲ ﺑﻬذﻩ اﻟﻠﺣظﺔ اﻟﺗﻲ ﻛﺎن ﯾﻧﺗظرﻫﺎ‪ » ..‬ﺳﯾﻌود إﻟﻰ ﻣﺻر وﯾﻌود إﻟـﻰ ﺗﻠـك اﻟﻌﺟـوز‬
‫ﻗﺑل أن ﯾﺳﺑﻘﻪ إﻟﯾﻬﺎ اﻟﻣوت‪ ،‬و‪ ..‬وﻟﻛن ﺑرﻗﯾﺔ ﺟﺎءت ﻣن ﻣﺻر‪ ،‬ﺗﺣﻣـل ﺧﺑـر ﻣـﺎ ﻛـﺎن ﯾﺧﺷـﺎﻩ‪،‬‬
‫ﻓﺎﻧﻘﻠﺑت اﻟﻔرﺣﺔ ﺗرﺣﺔ‪ ،‬وارﺗﻣﻰ اﻟﺷﺎﻋر اﻟﺑﺎﺋس ﻋﻠﻰ اﻟﻣﻘﻌد ﻫﺎﻣـدا‪ ،‬ﻣﺣﺑـوس اﻟرﯾـق‪ ،‬ﻣﻣﺳـوك‬
‫اﻟـدﻣﻊ‪ ،‬وﻟــم ﯾﺳـﻌﻔﻪ اﻟﺑﻛــﺎء إﻻ ﺑﻌـد ﺳــﺎﻋﺎت‪ ،‬أﺧـذ ﻟﺳــﺎﻧﻪ ﯾﺗﺣـرك ﻓﯾــﻪ ﺑﺎﻟرﺛـﺎء‪ ،‬وﻋﯾﻧــﺎﻩ ﺗﺗــدﻓﻘﺎن‬
‫ﺑﺎﻟدﻣوع‪ ،‬وﯾدﻩ ﺗﺳـطر ّأﻧـﺎت ﻗﻠﺑـﻪ ‪ ..‬واﺣﺳـرﺗﺎﻩ ! ﻟﻘـد ﻣﺎﺗـت ﻣرﯾﺿـﺔ ﺣﻠـوان ﻗﺑـل أن ﯾ ارﻫـﺎ ﻋﻠـﻰ‬
‫أن اﻟﻠﻘ ــﺎء ﻛ ــﺎن ُﯾظ ــن ﻗرﯾﺑ ــﺎ‪ ،‬ﻛﻣ ــﺎ ﻣﺎﺗ ــت ﺟ ــدة اﻟﻣﺗﻧﺑ ــﻲ ﻓرﺣ ــﺎ ﺑرﺳ ــﺎﻟﺔ ﺣﻔﯾ ــدﻫﺎ‪ ،‬ﻗﺗﯾﻠ ــﺔ اﻟﺷ ــوق‬
‫واﻟﺳرور‪.(2)«..‬‬
‫وﻟﻧﺄﺧذ اﻵن ﻣﻘطﻌﺎ ﻣن ﻗﺻﯾدة ﺷوﻗﻲ ﻓﻲ رﺛﺎء أﻣﻪ وﻗد ﺑﻠﻎ ﻋدد أﺑﯾﺎﺗﻬﺎ ‪ 52‬ﺑﯾﺗﺎ ‪:‬‬
‫ﯾداء اﻟﻔُـ ـ ـؤ ِاد َوﻣ ـ ــﺎ أَﺻ ـ ــﻣﻰ‬
‫ﺳ ـ ـ َـو َ‬
‫ـﺎب ُ‬
‫أَﺻ ـ ـ َ‬ ‫اﻟﻧــوى َﺳــﻬﻣﺎ‬ ‫إِﻟــﻰ اﻟَﻠـ ِـﻪ َأﺷــﻛو ِﻣــن َﻋ ـوادي َ‬
‫ﻻﻣ َﺳـ ــت َﻋظﻣـ ــﺎ‬‫َوﻣـ ــﺎ َد َﺧﻠَـ ــت ﻟَﺣﻣ ـ ـﺎً َوﻻ َ‬ ‫ـب أ ﱠَو َل َوﻫﻠَ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ٍـﺔ‬ ‫اﻟﻘﻠ ـ ـ ـ ـ ـ ـ َ‬
‫ِﻣـ ـ ـ ـ ـ ــن اﻟﻬﺎﺗِﻛـ ـ ـ ـ ـ ـ ِ‬
‫ـﺎت َ‬ ‫َ‬
‫َﻛﻼﻣـ ـًﺎ َﻋﻠ ــﻰ َﺳ ــﻣﻌﻲ َوﻓ ــﻲ َﻛ ِﺑ ــدي َﻛﻠﻣ ــﺎ‬ ‫ـت َرﱠﻧـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ًﺔ‬
‫َوﺟﺳ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ُ‬
‫ﺗَـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـوا َرَد َواﻟﻧ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎﻋﻲ َﻓﺄ َ‬
‫َﻓﯾ ــﺎ َوﯾ ـ َـﺢ َﺟﻧﺑ ــﻲ َﻛ ــم َﯾﺳ ــﯾ ُل َو َﻛ ــم َﯾ ــدﻣﻰ‬ ‫ـب َوِاﻧ ـ ـ ـ َـزوى‬
‫اﻟﺟﻧ ـ ـ ـ ُ‬
‫َﻓﻣ ـ ـ ــﺎ َﻫﺗَﻔـ ـ ــﺎ َﺣﺗّـ ـ ــﻰ َﻧـ ـ ـ ـ از َ‬
‫ﯾﻣ ـ ـ ــﺎ‬
‫ـﻲ‪ ،‬وﻟ ـ ـ ــم ﯾرﻛ ـ ـ ــب ﺑﺳ ـ ـ ــﺎطﺎ وﻻ ّ‬
‫إﻟ ـ ـ ـ ّ‬ ‫ـﺎء ﻟﻠﺛــرى‬
‫ـرق ﻧﺣــو اﻟﻐــرب‪ ،‬واﻟﻣـ ً‬
‫طــوى اﻟﺷـ َ‬
‫رﻣـ ــﺎ‬
‫وأدﻣـ ــﻰ وﻣـ ــﺎ داوى‪ ،‬وأوﻫـ ــﻰ وﻣـ ــﺎ ّ‬ ‫أﺑ ـ ـ ـ ــﺎن وﻟ ـ ـ ـ ــم ﯾﻧ ـ ـ ـ ــﺑس‪ ،‬وأدى وﻟ ـ ـ ـ ــم ﯾﻔ ـ ـ ـ ــﻪ‬
‫ﻬب‪ ،‬أوﺟـﺎب اﻟﻐداﻓﯾـﺔ اﻟ ّـدﻫﻣﺎ‬
‫طوى اﻟ ّﺷ َ‬ ‫ﺷـ ـ ـ ـ ـ ـ ّﻘﺔ‬
‫إذا طُوﯾ ـ ـ ـ ـ ــت ﺑﺎﻟ ّﺷ ـ ـ ـ ـ ــﻬب واﻟ ـ ـ ـ ـ ـ ّـدﻫم ُ‬
‫وﻻ ﻛﺎﻟﻠﯾ ـ ـ ـ ــﺎﻟﻲ راﻣﯾ ـ ـ ـ ــﺎ ُﯾﺑﻌـ ـ ـ ـ ــد اﻟﻣرﻣ ـ ـ ـ ــﻰ‬ ‫وﻟـ ـ ـ ــم أر ﻛﺎﻷﺣ ـ ـ ـ ــداث ﺳ ـ ـ ـ ــﻬﻣﺎ إذا ﺟ ـ ـ ـ ــرت‬
‫)‪(3‬‬
‫ـوت ِﻣـ ــن َﺑﯾﻧِﻬـ ــﺎ َﺣﺗﻣـ ــﺎ‬
‫ـﺎء اﻟﻣ ـ ـ ِ‬
‫َ‬
‫وﻻ َﻛﻠِﻘـ ـ ِ‬
‫َ‬
‫ـﺎدﯾر ِ‬
‫ﻧﺎﻓـ ـ ـ ـ ـ ـ ــذًا‬ ‫ﺎﻟﻣﻘ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ِ‬
‫َوَﻟ ـ ـ ـ ـ ـ ــم أ ََر ُﺣﻛﻣ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ًﺎ َﻛ َ‬

‫‪ -1‬ﺻﺎﻟﺢ اﻷﺷﺗر‪ ،‬أﻧدﻟﺳﯾﺎت ﺷوﻗﻲ‪ ،‬ص ‪26‬‬


‫‪ -2‬اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق‪ ،‬ص ‪28 - 27‬‬
‫‪ -3‬أﺣﻣد ﺷوﻗﻲ‪ ،‬اﻟﺷوﻗﯾﺎت‪ ،‬ص ‪114‬‬
‫ﻧ از اﻟﺟﻧب ‪ :‬ﻧ از اﻟﻘﻠب ‪ /‬اﻟدﻫم ‪ :‬اﻟﺳود ‪ /‬اﻟﻐداﻓﯾﺔ ‪ :‬اﻟﺳوداء‬
‫‪67‬‬
‫أﻧﺪﻟﺴﻴﺎت أﺣﻤﺪ ﺷﻮ ‪ ..‬ﺳﻤﺎ ﺎ ﺳﻠﻮ ﻴﺔ‬

‫ﻧﻼﺣـظ أن ﻛـﻼ اﻟﺷـﺎﻋرﯾن ﻛـﺎن ﻣﻐﺗرﺑـﺎ ﺣـﺎل ﺗﻠﻘـﻲ ﺧﺑـر اﻟوﻓـﺎة‪ ،‬وﻛﻼﻫﻣـﺎ ﻛـﺎد ﯾـذوب ﺷـوﻗﺎ إﻟـﻰ‬
‫واﻟدﺗــﻪ‪ ،‬وﯾداﻋﺑــﻪ أﻣــل اﻟﻌــودة إﻟــﻰ وطﻧــﻪ ﺣﯾــث ﺗﻘــﯾم‪ ،‬وﺣﯾــث ﻧﺷــﺄ ﻣﻌﻬــﺎ ﻣﻧــذ طﻔوﻟــﺔ اﻟﻣﻬــد‪،‬‬
‫وﻛﻼﻫﻣــﺎ أﯾﺿــﺎ ﯾﺑــدو ﺷــدﯾد اﻻرﺗﺑــﺎط ﺑﻬــﺎ‪ ،‬واﻻﻋﺗ ـزاز ﺑﻣﻛﺎﻧﺗﻬــﺎ ﻓــﻲ ﻧﻔﺳــﻪ‪ ،‬وﻫــذا طﺑﯾﻌــﻲ ﺣــﯾن‬
‫ﯾﻌﻛ ــس ﺗﻘﺎرﺑ ــﺎ إﻧﺳ ــﺎﻧﯾﺎ واﺿ ــﺣﺎ ﻓ ــﻲ ﻣـ ــدﻟول اﻟﺗﺻ ــوﯾر‪ ،‬ﯾﻣ ــﺎ ﺗﻔرﺿ ــﻪ ﻛ ــل ﻫ ــذﻩ اﻟﻣﻼﺑﺳـ ــﺎت ‪.‬‬
‫ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ اﻟﻣﺷﺎﺑﻬﺔ اﻟﻧﻔﺳﯾﺔ ﺑﯾن اﻟﺷـﺎﻋرﯾن ؛ ﻣـن اﻻﻋﺗـداد ﺑـﺎﻟﻧﻔس‪ ،‬واﻹﺣﺳـﺎس اﻟﻣﺗﺿـﺧم‬
‫ﺑﻣﻌﺎﻧﻲ اﻟﻐرﺑﺔ وﻣﺷﺎ ّﻗﻬﺎ‪ ،‬إﻟﻰ ﺟﺎﻧب اﻟﺻﻠﺔ اﻟوﺛﯾﻘﺔ ﻟﺷوﻗﻲ ﺑدﯾوان أﺑﻲ اﻟطﯾب‪ ،‬وﻛﺄﻧﻪ ﻟـم ﯾﺟـد‬
‫ﻟﻬذا اﻟﻣوﻗف أﻓﺿل ﻣن ﺷـﺑﯾﻬﻪ ‪ .‬ﺣـﯾن ﻋﺛـر ﻋﻠـﻰ ﺿـﺎﻟﺗﻪ ﻓﯾﻣـﺎ اﺣﺗﻔظـت ﺑـﻪ ذاﻛرﺗـﻪ ﻣـن ﻣﯾﻣﯾـﺔ‬
‫أﺑــﻲ اﻟطﯾــب ﻓ ـراح ﯾﺗﻔــق ﻣﻌــﻪ ﻓــﻲ ﻛﺛﯾــر ﻣــن اﻟﺻــور واﻟﻣواﻗــف )‪ ،(1‬وﻛــﺎن أﻏﻠﺑﻬــﺎ ﻓﯾﻣــﺎ ﯾﺗﻌﻠــق‬
‫ﺑﻔﻠﺳﻔﺔ اﻟﻣوت واﻟﺣﯾـﺎة‪ ،‬أو طﺑـﺎﺋﻊ اﻷﺣـداث وﻣـﺎ ﺗـﺗﺣﻛم ﺑـﻪ اﻟﻣﻘـﺎدﯾر‪ ،‬وﻣـن أﻣﺛﻠـﺔ اﻟﺗطـﺎﺑق ﺑـﯾن‬
‫اﻟﻣﯾﻣﯾﺗﯾن‬
‫ﻗول أﺑﻲ اﻟطﯾب ﻓﻲ ﻣطﻠﻊ اﻟﻘﺻﯾدة ﺣول طﺑﺎﺋﻊ اﻷﺣداث‪:‬‬
‫ﻓﻣﺎ ﺑطﺷﻬﺎ ﺟﻬﻼ وﻻ ﻛﻔﻬﺎ ﺣﻠﻣﺎ‬ ‫أﻻ ﻻ أرى اﻷﺣداث ﻣدﺣﺎ وﻻ ذﻣﺎ‬
‫ﯾﻘول ﺷوﻗﻲ ‪:‬‬
‫وﻟم أر ﻛﺎﻷﺣداث ﺳﻬﻣﺎ إذا ﺟرت وﻻ ﻛﺎﻟﻠﯾﺎﻟﻲ راﻣﯾﺎ ﯾﺑﻌد اﻟﻣرﻣﻰ‬
‫وﻻ ﻛﻠﻘﺎء اﻟﻣوت ﻣن ﺑﯾﻧﻬﺎ ﺣﺗﻣﺎ‬ ‫وﻟم أر ﺣﻛﻣﺎ ﻛﺎﻟﻣﻘﺎدﯾر ﻧﺎﻓذا‬
‫وﺣﯾن ﯾﻘول اﻟﻣﺗﻧﺑﻲ ﻓﻲ إﺷﻔﺎق ﻋﻠﻰ ﻓﻘﯾدﺗﻪ ‪:‬‬
‫ﻟك اﷲ ﻣن ﻣﻔﺟوﻋﺔ ﺑﺣﺑﯾﺑﻬﺎ ﻗﺗﯾﻠﺔ ﺷوق ﻏﯾر ﻣﻠﺣﻘﺎ وﺻﻣﺎ‬
‫ﯾﻘول ﺷوﻗﻲ ﻓﻲ ﻧﻔس اﻟﺳﯾﺎق ‪:‬‬
‫ﻟك اﷲ ﻣن ﻣطﻌوﻧﻪ ﺑﻘﻧﺎ اﻟﻧوى ﺷﻬﯾدة ﺣرب ﻟم ﺗﻘﺎرف ﻟﻬﺎ إﺛﻣﺎ‬
‫وﻫﺎﻫﻲ ﺣﺎل اﻟﺷﺎﻋرﯾن ﺗﺗﺷﺎﺑﻪ ﻓﻲ ﻓﻘد ﺣﻼوة اﻟﻌﯾش ﺑل اﻧﺗﻛﺎﺳﻬﺎ إﻟﻰ ﻣ اررة‪ ،‬ﺑﻌد ﻓﻘد ﻛل‬
‫ﻣﻧﻬﻣﺎ ﺣﺑﯾﺑﺎ ﻋزﯾ از ﻋﻠﻰ ﻧﻔﺳﻪ ‪ .‬ﯾﻘول اﻟﻣﺗﻧﺑﻲ ﻓﻲ ذﻟك ‪:‬‬
‫وﻣﺎ اﻧﺳدت اﻟدﻧﯾﺎ ﻋﻠﻲ ﻟﺿﯾﻘﻬﺎ وﻟﻛن طرﻓﺎ ﻻ أراك ﺑﻪ أﻋﻣﻰ‬

‫‪ -1‬ﻋﺑد اﷲ اﻟﺗطﺎوي‪ ،‬اﻟﻣﻌﺎرﺿﺔ اﻟﺷﻌرﯾﺔ ﺑﯾن اﻟﺗﻘﻠﯾد واﻹﺑداع‪ ،‬ص ‪214‬‬


‫‪68‬‬
‫أﻧﺪﻟﺴﻴﺎت أﺣﻤﺪ ﺷﻮ ‪ ..‬ﺳﻤﺎ ﺎ ﺳﻠﻮ ﻴﺔ‬

‫وﻛذا ﻗوﻟﻪ ‪:‬‬


‫ﻛذا أﻧت ﯾﺎ دﻧﯾﺎ ﻓﺈن ﺷﺋت ﻓﺎذﻫﺑﻲ وﯾﺎ ﻧﻔس زﯾدي ﻓﻲ ﻛراﺋﻬﻬﺎ ﻗدﻣﺎ‬
‫وﯾﻘول ﺷوﻗﻲ وﻣﺎ أﺻﺑﺣت ﻧﻔﺳﻪ ﺗﺳﺗطﻌم أو ﺗﺳﺗﻣﺗﻊ ﺑﻣﺎ ﺣوﻟﻬﺎ ‪:‬‬
‫ﻧزﻟت رﺑﻰ اﻟدﻧﯾﺎ وﺟﻧﺎت ﻋدﻧﻬﺎ ﻓﻣﺎ وﺟدت ﻧﻔﺳﻲ ﻷﻧﻬﺎرﻫﺎ طﻌﻣﺎ‬

‫ﻧﺷرع ﻓﻲ ﺗﺑﯾﺎن إﯾﻘﺎع اﻟﻣﻌﺎرﺿﺔ ﺑﯾن اﻟﻘﺻﯾدﺗﯾن ﻓﻲ إطﺎر ﻣوﺳﯾﻘﻰ اﻟﻌروض اﻟﺧﺎرﺟﯾﺔ ‪:‬‬
‫‪ -1‬اﻟوزن ‪ :‬وردت اﻟﻘﺻﯾدﺗﺎن ﻋﻠﻰ ﺑﺣر اﻟطوﯾل‪ ،‬وﻓﻲ اﻟﻌﻣدة أن اﻟﺧﻠﯾـل ﺳـﻣﺎﻩ طـوﯾﻼ »‬
‫)‪(1‬‬
‫ﻓﻬــو ﻻ ﯾﺳــﺗﻌﻣل ﻣﺟــزوء وﻻ ﻣﺷــطو ار وﻻ ﻣﻧﻬوﻛــﺎ وﻫــو أطــول‬ ‫ﻷﻧــﻪ طــﺎل ﺑﺗﻣــﺎم أﺟ ازﺋــﻪ «‬
‫اﻟﺷــﻌر‪ ،‬ﻋــدد ﺣروﻓــﻪ ﺛﻣﺎﻧﯾــﺔ وأرﺑﻌــون‪ ،‬وأﻧــﻪ ﯾﺑــدأ ﺑﺎﻷوﺗــﺎد وﻫــﻲ أطــول ﻣــن اﻷﺳــﺑﺎب ‪» .‬‬
‫وﯾرى ﺣﺎزم أﻧﻪ ـ ـ ﻣـﻊ اﻟﺑﺳـﯾط ـ ـ أﻋﻠـﻰ اﻟﺑﺣـور درﺟـﺔ ﻓـﻲ اﻻﻓﺗﻧـﺎن ‪ .‬أﻣـﺎ اﻟﻣﺟـذوب ﻓﺎﻟطوﯾـل‬
‫ﻋﻧــدﻩ أرﺣــب ﺻــد ار ﻣــن اﻟﺑﺳــﯾط وأطﻠــق ﻋﻧﺎﻧــﺎ وأﻟطــف ﻧﻐﻣــﺎ‪ ،‬ﻓﻬــو اﻟﺑﺣــر اﻟﻣﻌﺗــدل ﺣﻘــﺎ‪،‬‬
‫وﻧﻐﻣﻪ ﻣن اﻟﻠطف ﺑﺣﯾث ﯾﺧﻠص إﻟﯾك وأﻧت ﻻ ﺗﻛﺎد ﺗﺷﻌر ﺑﻪ ‪.‬‬
‫أﻣــﺎ ﺷــﯾوﻋﻪ ﻓﻘــد ظــل اﻟطوﯾــل ﻣﺣﺎﻓظــﺎ ﻋﻠــﻰ ﻣرﺗﺑﺗــﻪ اﻷوﻟــﻰ ﻓــﻲ اﻟﺷــﯾوع ﺣﺗــﻰ اﻟﻘــرن اﻟﺛﺎﻟــث‬
‫)‪(2‬‬
‫اﻟﻬﺟري وﺑﻌد ذﻟك ﺗراﺟﻊ إﻟﻰ أن ﻗل ﻣﻧﻪ اﻟﺷﻌر اﻵن «‬
‫ﯾﺗﺷـﻛل وزﻧــﻪ ﻣــن ﺗﻛـرار اﻟﺗﻔﻌﯾﻠﺗـﯾن ) ﻓﻌــوﻟن‪ ،‬ﻣﻔــﺎﻋﯾﻠن ( ﻣـرﺗﯾن ﻓـﻲ اﻟﺷــطر ﻋﻠــﻰ اﻟﺗـواﻟﻲ‪،‬‬
‫وﻫﻣﺎ ﻓﻲ ﺗﺳﺎوﻗﻬﻣﺎ ﻋﻠﻰ طول اﻟﺑﯾت ﯾﺣدﺛﺎن ﺗﻣوﺟﺎ ﺟﯾﺑﯾﺎ ﺻﻌودا وﻧزوﻻ‬

‫اﻟﺗﻘطﯾﻊ اﻟﻌروﺿﻲ ﻟﻠﺑﯾت اﻷول ﻣن ﻗﺻﯾدة اﻟﻣﺗﻧﺑﻲ ‪:‬‬


‫ﻓﻣﺎ ﺑطﺷﻬﺎ ﺟﻬﻼ وﻻ ﻛﻔﻬﺎ ﺣﻠﻣﺎ‬ ‫أﻻ ﻻ أرى اﻷﺣداث ﻣدﺣﺎ وﻻ ذﻣﺎ‬
‫ف ُﻓﻬَْﺎ ِﺣْﻠ َﻣْﺎ‬
‫ﻻ َﻛ ْ‬
‫ﺷﻬَْﺎ َﺟ ْﻬﻠَ ْن َوَ ْ‬
‫ط ُ‬
‫َﻓ َﻣْﺎ َﺑ ْ‬ ‫ﻻ َذ ْﻣ َﻣْﺎ‬
‫ث َﻣ ْد َﺣ ْن َوَ ْ‬
‫َﺣ َدْا َ‬ ‫َﻻ َ ْ‬
‫ﻻ أ ََر ْﻷ ْ‬ ‫أَْ‬
‫‪0/0/0// 0/0// 0/0/0// 0/0//‬‬ ‫‪0/0/0// 0/0// 0/0/0// 0/0//‬‬

‫‪ -1‬اﺑن رﺷﯾق‪ ،‬اﻟﻌﻣدة‪ ،‬ص ‪79‬‬


‫‪ -2‬ﺳﯾد اﻟﺑﺣراوي‪ ،‬اﻟﻌروض ٕواﯾﻘﺎع اﻟﺷﻌر اﻟﻌرﺑﻲ‪ ،‬ص ‪46‬‬
‫‪69‬‬
‫أﻧﺪﻟﺴﻴﺎت أﺣﻤﺪ ﺷﻮ ‪ ..‬ﺳﻤﺎ ﺎ ﺳﻠﻮ ﻴﺔ‬

‫ﻣﻔﺎﻋﯾﻠن‬ ‫ﻓﻌوﻟن‬ ‫ﻣﻔﺎﻋﯾﻠن‬ ‫ﻓﻌوﻟن‬ ‫ﻣﻔﺎﻋﯾﻠن‬ ‫ﻓﻌوﻟن‬ ‫ﻓﻌوﻟن ﻣﻔﺎﻋﯾﻠن‬


‫اﻟﻣﻼﺣظ أن اﻟﺗﻔﻌﯾﻼت وردت ﻛﻠﻬﺎ ﺻﺣﯾﺣﺔ‬
‫اﻟﺑﯾت اﻟﺛﺎﻧﻲ‪:‬‬
‫وﯾﻛري ﻛﻣﺎ أرﻣﻰ‬‫إﻟﻰ ﻣﺛل ﻣﺎ ﻛﺎن اﻟﻔﺗﻰ ﻣرﺟﻊ اﻟﻔﺗﻰ ﯾﻌود ﻛﻣﺎ أُﺑدي ُ‬
‫ﻛﻣْﺎ ْأرَﻣ ْﻰ‬ ‫ي َوُﯾ ْك ري‬ ‫ِ‬ ‫إَِﻟﻰ ِﻣ ْ ٍ‬
‫َ‬ ‫َﯾ ُﻌ ْوُد َﻛ َﻣْﺎ أُْﺑد ْ‬ ‫ﻣر ﺟﻊ ْﻟ َﻔﺗَ ْﻰ‬
‫ث ل َﻣْﺎ َﻛْﺎَﻧ ْل َﻓﺗَ ْﻰ ْ‬ ‫ْ‬
‫‪0/0/0//‬‬ ‫‪0/0// 0/0/0// /0// 0//0// 0/0// 0/0/0// 0/0//‬‬
‫ﻣﻔﺎﻋﯾﻠن‬ ‫ﻓﻌوﻟن‬ ‫ﻓﻌول ﻣﻔﺎﻋﯾﻠن‬ ‫ﻣﻔﺎﻋﻠن‬ ‫ﻓﻌوﻟن‬ ‫ﻣﻔﺎﻋﯾﻠن‬ ‫ﻓﻌوﻟن‬
‫اﻟﻣﻼﺣظ أن اﻟﻌروض وردت ﻣﻘﺑوﺿﺔ ) ﻣﻔﺎﻋﻠن ﺑﺣذف اﻟﺧﺎﻣس اﻟﺳﺎﻛن( وﻛذﻟك اﻟﺗﻔﻌﯾﻠﺔ‬
‫اﻟﺗﻲ ﺗﻠﯾﻬﺎ ﻓﻲ ﻋﺟز اﻟﺑﯾت ) ﻓﻌو ُل( وﻣﺎ ﻋدا ذﻟك ﻛﻠﻬﺎ ﺻﺣﯾﺣﺔ ‪.‬‬
‫اﻟﺑﯾت اﻷول ﻣن ﻗﺻﯾدة ﺷوﻗﻲ ﻋروﺿﯾﺎ ‪:‬‬
‫ﯾداء اﻟﻔُؤ ِاد َوﻣﺎ أَﺻﻣﻰ‬
‫ﺳ َو َ‬ ‫َﺻﺎب ُ‬
‫أ َ‬ ‫اﻟﻧوى َﺳﻬﻣﺎ‬ ‫إﻟﻰ اﻟَﻠ ِﻪ أَﺷﻛو ِﻣن َﻋوادي َ‬
‫ﻣﻰ‬ ‫ِ‬ ‫ﻛو ِﻣ ْن َﻋو ْ‬ ‫إِل ْﻟ ْ ِ‬
‫َﺻ ْ‬
‫ی دْا َء ْل ﻓُؤْاد َوﻣْﺎ أ ْ‬
‫ﺳ َو ْ‬
‫ب ُ‬‫أَﺻْﺎ َ‬ ‫ﻧوى َﺳ ْﻬﻣْﺎ‬
‫ْ‬ ‫ادن‬ ‫ﻼ ه َأ ْﺷ ْ‬
‫‪0/0/0// /0// 0/0/0// /0//‬‬ ‫‪0/0/0//‬‬ ‫‪0/0//‬‬ ‫‪0/0/0// 0/0//‬‬
‫ﻣﻔﺎﻋﯾﻠن‬ ‫ﻓﻌو ُل‬ ‫ﻣﻔﺎﻋﯾﻠن‬ ‫ﻓﻌو ُل‬ ‫ﻣﻔﺎﻋﯾﻠن‬ ‫ﻓﻌوﻟن‬ ‫ﻣﻔﺎﻋﯾﻠن‬ ‫ﻓﻌوﻟن‬
‫اﻟﻣﻼﺣظ أن ﺗﻔﻌﯾﻠﺗﻲ اﻟﻌروض واﻟﺿرب وردﺗﺎ ﺻـﺣﯾﺣﺗﯾن‪ ،‬وﻛـذا ﺗﻔﻌـﯾﻼت ﺣﺷـو اﻟﺻـدر‪،‬‬
‫أﻣﺎ اﻟﺗﻔﻌﯾﻠﺔ ) ﻓﻌوﻟن ( ﻓﻲ ﺣﺷو اﻟﻌﺟز ﻓﻠﺣﻘﻬﺎ زﺣﺎف اﻟﻘﺑض ) ﺑﺣذف اﻟﺧﺎﻣس اﻟﺳﺎﻛن (‬
‫اﻟﺑﯾت اﻟﺛﺎﻧﻲ ‪:‬‬
‫ﻻﻣ َﺳت َﻋظﻣﺎ‬
‫َوﻣﺎ َد َﺧﻠَت ﻟَﺣﻣﺎً َوﻻ َ‬ ‫ﻠب أ ﱠَو َل َوﻫﻠَ ٍﺔ‬
‫اﻟﻘ َ‬
‫ﻛﺎت َ‬‫ِﻣن اﻟﻬﺎﺗِ ِ‬
‫َ‬
‫ظﻣْﺎ‬
‫ﻻ َﻣ َﺳت َﻋ ْ‬ ‫ﻻ ْ‬
‫ت َﻟﺣﻣن َو ْ‬‫َوﻣْﺎ َد َﺧَﻠ ْ‬ ‫ﺗن‬
‫ب أ َْوو َل َو ْﻫَﻠ ْ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫ﻣ َن ْﻟﻬْﺎ ﺗﻛﺎت ْﻟ َﻘ ْل َ‬
‫‪0/0/0// 0/0//‬‬ ‫‪0/0/0//‬‬ ‫‪/0//‬‬ ‫‪0//0//‬‬ ‫‪/0//‬‬ ‫‪0/0/0//‬‬ ‫‪0/0//‬‬

‫ﻓﻌوﻟن ﻣﻔﺎﻋﯾﻠن‬ ‫ﻣﻔﺎﻋﯾﻠن‬ ‫ﻓﻌو ُل‬ ‫ﻣﻔﺎﻋﻠن‬ ‫ﻓﻌو ُل‬ ‫ﻓﻌوﻟن ﻣﻔﺎﻋﯾﻠن‬

‫‪70‬‬
‫أﻧﺪﻟﺴﻴﺎت أﺣﻤﺪ ﺷﻮ ‪ ..‬ﺳﻤﺎ ﺎ ﺳﻠﻮ ﻴﺔ‬

‫اﻟﻣﻼﺣظ أن اﻟﻌروض ﺟﺎءت ﻣﺧﺑوﻧﺔ ) ﺑﺣذف اﻟﺧﺎﻣس اﻟﺳﺎﻛن ( وﻛذﻟك اﻟﺗﻔﻌﯾﻠﺔ)ﻓﻌوﻟن (‬


‫ﻓﻲ وﺳط ﺣﺷو اﻟﺻدر وﻓﻲ ﺑداﯾﺔ ﺣﺷو اﻟﻌﺟز ﺣﯾث أﺻﺑﺣت ) ﻓﻌـو ُل ( أﻣـﺎ اﻟﺿـرب ﻓﻘـد‬
‫ورد ﺻﺣﯾﺣﺎ ‪.‬‬

‫‪ -2‬اﻟﻘﺎﻓﯾﺔ ‪ :‬ﺣﺳب ﺗﻌرﯾف اﻟﺧﻠﯾل ﻫﻲ ﻓﻲ اﻟﺑﯾت اﻷول ﻣن ﻧوﻧﯾﺔ اﻟﻣﺗﻧﺑﻲ )ﺣْﻠﻣْﺎ ـ ـ ‪(0/0/‬‬
‫ـﻣﻰ ـ ـ ـ ‪،(0/0/‬‬
‫أﺻ ْ‬‫وﻓﻲ اﻟﺑﯾت اﻟﺛﺎﻧﻲ )أرﻣﻰ ـ ‪ (0/0/‬وﻓﻲ ﻧوﻧﯾـﺔ ﺷـوﻗﻲ ﻫـﻲ ﻋﻠـﻰ اﻟﺗـواﻟﻲ ) ْ‬
‫ظﻣ ـ ْﺎ ـ ـ ـ ‪ ،(0/0/‬وﻫــﻲ ﻛﻣــﺎ ﻧﻼﺣــظ ﻗﺎﻓﯾــﺔ ﻣــن ﻧ ــوع اﻟﻣﺗ ـواﺗرة‪ ،‬ﻣطﻠﻘــﺔ ﻣﺟــردة‪ ،‬روﯾﻬ ــﺎ‬
‫)ﻋ ْ‬
‫اﻟﻣـﯾم‪ ،‬ﺣرﻛﺗــﻪ ﻣﻔﺗوﺣـﺔ‪ ،‬واﻟوﺻــل اﻷﻟــف وﻫـو ﺣــرف ﻣـد ﻟﺣرﻛــﺔ اﻟﻔــﺗﺢ ﻓـﻲ اﻟــروي ‪ .‬وﺟــﺎء‬
‫اﻟـروي ﻣﯾﻣــﺎ وﻫــو ﺣـرف ﻣﺗوﺳــط ﺑــﯾن اﻟﺷـدة واﻟرﺧــﺎوة‪ ،‬ﻣﺟﻬــور‪ ،‬ﻣـن ﺣــروف اﻟﻐﻧــﺔ أي أﻧــﻪ‬
‫ﯾﺧرج ﻣن اﻟﺧﯾﺷوم‪ ،‬وﻫو ﻟﺻﻔﺎﺗﻪ ﻫذﻩ ﯾﻧﺎﺳب اﻟﻌﺎطﻔﺔ اﻟﻌﻣﯾﻘﺔ اﻟﻣﺗزﻧـﺔ‪ ،‬ﻓﻛـل ﻣـن اﻟﻣﺗﻧﺑـﻲ‬
‫ﺧﺑر اﻟﻔﺎﺟﻌﺔ ﻟدﯾﻪ ﺗراﻛﻣﺎ ﻣن اﻟﺣزن واﻷﻟـم ﺟـراء اﻷﺣـداث واﻟظـروف اﻟﺻـﻌﺑﺔ‬
‫وﺷوﻗﻲ وﺟد ُ‬
‫اﻟﺗﻲ ﻣر ﺑﻬﺎ ﻣن ﻗﺑل وﻫو ﺑﻌﯾد ﻣﺷرد ‪ .‬واﻟﻐﻧﺔ ﻓﯾﻬـﺎ ﺑﻛـﺎء وﻧـواح ﻣﻛظـوم‪ ،‬وﺗﺗﺳـرب اﻟـدﻣوع‬
‫ﻣـن اﻷﻧــف ﻓﻧﻘــول‪ ):‬اﻟرﺟــل ﯾﻐـﻧﻐن أو ﯾﻐﻣﻐــم (‪ .‬و ﺣــرف اﻟﻣــﯾم ﺣـرف ﺣﻣﯾﻣــﻲ ﻟــذﻟﻠك ﻧﺟــدﻩ‬
‫ﻓﻲ ﻟﻔظﺔ " أم" أو "أﻣﻲ"‪ ،‬وﻗد وردت ﻗﺎﻓﯾ ًﺔ ﻓﻲ ﺑﯾت اﻟﻣﺗﻧﺑﻲ‪:‬‬
‫أﻣﺎ‬
‫ﻟﻛﺎن أﺑﺎك اﻟﺿﺧم ﻛوﻧك ﻟﻲ ّ‬ ‫ﻟو ﻟم ﺗﻛوﻧﻲ ﺑﻧت أﻛرم واﻟد‬
‫أﻣﺎ‬
‫ﻓﻠم ﺗُﻠﺣﻘﻲ ﺑﻧﺗﺎ وﻟم ﺗُﺳﺑﻘﻲ ّ‬ ‫وﺑﯾت ﺷوﻗﻲ‪ :‬ﻧﻣﺗك ﻣﻧﺎﺟﯾب اﻟﻌﻼ وﻧﻣﯾﺗﻬﺎ‬
‫ﻛﻣـﺎ ﻧـرى أن ﻫـذﻩ اﻟﻘﺎﻓﯾـﺔ ﺗﺷــﻐل ﻛﻠﻣـﺔ ﺗﺎﻣـﺔ ﺑﻣﻌﻧﺎﻫـﺎ ﻓــﻲ أﻏﻠـب أﺑﯾـﺎت اﻟﻘﺻـﯾدﺗﯾن ) ﺣﻠﻣــﺎ‪،‬‬
‫رﻣـﺎ‪ ،‬دﻫﻣـﺎ‪،‬‬
‫ﻏﻣـﺎ‪ ،‬ﻛﻠﻣـﺎ‪ ،‬ﯾـدﻣﻰ‪ّ ،‬‬
‫أرﻣﻰ‪ ،‬أﺻـﻣﻰ‪ ،‬ﻋظﻣـﺎ‪ ،‬وﺻـﻣﺎ‪ ،‬ﺿ ّـﻣﺎ‪ ،‬ﺻـرﻣﺎ‪ّ ،‬‬
‫ﻣرﻣــﻰ‪ ،‬ﺣﺗﻣــﺎ ‪ (..‬ﻓﻬــﻲ ﻗﺎﻓﯾــﺔ ﺗﺣﻣــل ﻣﻌــﺎن‪ ،‬وﻫــذﻩ اﻟﻣﻌــﺎﻧﻲ ﺑﺎﺳــﺗﻘراء ﻟﻠﻘﺻــﯾدﺗﯾن ﻧﺟــد أن‬
‫أﻏﻠﺑﻬﺎ ﺗدور ﻓﻲ ﻓﻠك ﻣﻌﺟم واﺣد ﻫو اﻟﺣزن واﻟﻐم واﻟﺣﺳرة‪ ،‬ﺳـواء ﻣـن ﺧـﻼل ﻛﻠﻣـﺔ اﻟﻘﺎﻓﯾـﺔ‬
‫ﻣﻧﻔردة‪ ،‬أو ﻣﺎ ﺗﻛﺗﺳﯾﻪ ﻣن اﻟﻣﻌﻧﻰ ﻣﻊ اﻟﺗـﻲ ﻗﺑﻠﻬـﺎ ﻣﺛـل ) ﻓﺎرﻗـت اﻟﺟﺳـﻣﺎ‪ ،‬ﻓﺗّﻬـﺎ ﻧﺟﻣـﺎ ‪،(..‬‬
‫وﻫذﻩ اﻟﻛﻠﻣﺎت اﻟﺗﻲ اﺗﺧذﻫﺎ اﻟﺷﺎﻋر ﻗواﻓﻲ أﺣدﺛت ﻧﺳﻘﺎ ﺧﺎﺻﺎ ﺗﺄﻧس ﻟﻪ اﻟﻧﻔس وذﻟك ﺑﺳﺑب‬
‫اﻧﺗظﺎﻣﻬــﺎ ﻣــﻊ ﻏﯾرﻫــﺎ ﻣــن ﻛﻠﻣــﺎت اﻟﻘﺻــﯾدة اﻧﺗظﺎﻣــﺎ وﺛﯾﻘــﺎ ﻣﻣــﺎ ﯾــدل ﻋﻠــﻰ ﺑ ارﻋــﺔ اﻟﺷــﺎﻋر ﻓــﻲ‬
‫‪71‬‬
‫أﻧﺪﻟﺴﻴﺎت أﺣﻤﺪ ﺷﻮ ‪ ..‬ﺳﻤﺎ ﺎ ﺳﻠﻮ ﻴﺔ‬

‫اﻟرﻓــﻊ ﻣــن ﻣوﺳــﯾﻘﯾﺔ أﺷــﻌﺎرﻩ ﺑ ــﻧﻔس اﻟﺻــورة اﻟﺗــﻲ اﻋﺗﻣــد ﻋﻠﯾﻬــﺎ ﻓﺣــول اﻟﺷــﻌراء ﻗــدﯾﻣﺎ ﻓ ــﻲ‬
‫اﻟﺗﻌﺑﯾــر ﻋــن ﻣﺷــﺎﻋرﻫم ‪ .‬وﻗــد ﺗواﻓﻘــت اﻟﻘﺻــﯾدﺗﺎن ﻓــﻲ ﻛﺛﯾــر ﻣــن ﻛﻠﻣــﺎت اﻟﻘﺎﻓﯾــﺔ‪ ،‬ﻓﺣﻘﻘــت‬
‫ﻣﺷﺗرﻛﺎ ﻟﻔظﯾﺎ ﻧﺣﺻﯾﻪ ﻓﻲ اﻟﺟدول اﻟﺗﺎﻟﻲ ‪:‬‬

‫ﻧوﻧﯾﺔ ﺷوﻗﻲ‬ ‫ﻧوﻧﯾﺔ اﻟﻣﺗﻧﺑﻲ‬

‫ﺗرﺗﯾب‬ ‫اﻟﻠﻔظﺔ‬ ‫ﺗرﺗﯾب‬ ‫اﻟﻠﻔظﺔ‬


‫اﻟﺑﯾت‬ ‫اﻟﺑﯾت‬

‫‪8‬‬ ‫اﻟﻣرﻣﻰ‬ ‫‪2‬‬ ‫أرﻣﻰ‬

‫‪10‬‬ ‫ِﻗدﻣﺎ‬ ‫‪5‬‬ ‫ِﻗدﻣﺎ‬

‫‪15‬‬ ‫ﻏﻣﺎ‬ ‫‪9‬‬ ‫ﻏﻣﺎ‬

‫‪16‬‬ ‫اﻟﺳ ّﻣﺎ‬


‫ّ‬ ‫‪10‬‬ ‫ﺳﻣﺎ‬
‫ّ‬

‫‪19‬‬ ‫ﺳﺣﻣﺎ‬ ‫‪12‬‬ ‫ﺳﺣﻣﺎ‬

‫‪4‬‬ ‫ﯾدﻣﻰ‬ ‫‪13‬‬ ‫أدﻣﻰ‬

‫‪28‬‬ ‫اﻟﻌظﻣﻰ‬ ‫‪17‬‬ ‫اﻟﻌظﻣﻰ‬

‫‪22‬‬ ‫اﻟﺣﻣﻰ‬ ‫‪18‬‬ ‫اﻟﺣﻣﻰ‬

‫‪41‬‬ ‫اﻷﻋﻣﻰ‬ ‫‪19‬‬ ‫أﻋﻣﻰ‬

‫‪37‬‬ ‫اﻟﺣزﻣﺎ‬ ‫‪20‬‬ ‫ﺣزﻣﺎ‬

‫‪11‬‬ ‫اﻟﺟﺳﻣﺎ‬ ‫‪21‬‬ ‫ﺟﺳﻣﺎ‬

‫‪72‬‬
‫أﻧﺪﻟﺴﻴﺎت أﺣﻤﺪ ﺷﻮ ‪ ..‬ﺳﻤﺎ ﺎ ﺳﻠﻮ ﻴﺔ‬

‫‪48‬‬ ‫أﻣﺎ‬
‫ّ‬ ‫‪22‬‬ ‫أﻣﺎ‬
‫ّ‬

‫‪26‬‬ ‫رﻏﻣﺎ‬ ‫‪23‬‬ ‫رﻏﻣﺎ‬

‫‪35‬‬ ‫اﻟﺣﻛﻣﺎ‬ ‫‪24‬‬ ‫ﺣﻛﻣﺎ‬

‫‪36‬‬ ‫طﻌﻣﺎ‬ ‫‪25‬‬ ‫طﻌﻣﺎ‬

‫‪47‬‬ ‫اﻷﺳﻣﻰ‬ ‫‪26‬‬ ‫ﯾﺳﻣﻰ‬

‫‪31‬‬ ‫اﻟﯾﺗﻣﺎ‬ ‫‪27‬‬ ‫اﻟﯾﺗﻣﺎ‬

‫‪2‬‬ ‫ﻋظﻣﺎ‬ ‫‪32‬‬ ‫اﻟﻌظﻣﺎ‬

‫‪25‬‬ ‫ﻗُدﻣﺎ‬ ‫‪33‬‬ ‫ﻗُدﻣﺎ‬

‫‪32‬‬ ‫اﻟظﻠﻣﺎ‬ ‫‪34‬‬ ‫اﻟظﻠﻣﺎ‬

‫أﻧدﻟﺳﯾﺔ ﻓﻲ ﻣﻌﺎرﺿﺔ ﻧوﻧﯾﺔ اﺑن زﯾدون ‪:‬‬


‫اﺑن زﯾدون ‪ :‬أﺑو اﻟوﻟﯾد أﺣﻣد ﺑن ﻋﺑد اﷲ ﺑن زﯾدون اﻟﻣﺧزوﻣﻲ )‪ 394‬ه – ‪ 463‬ه( ﻣن‬
‫ﻣﺷﺎﻫﯾر ﺷﻌراء اﻷﻧدﻟس‪ ،‬ﻛﺎن ﯾﻛﺛر ﻣن ﺗﻘﻠﯾد اﻟﺑﺣﺗري ﺣﺗـﻰ أٌطﻠـق ﻋﻠﯾـﻪ "ﺑﺣﺗـري اﻟﻐـرب"‪،‬‬
‫اﻟﻣَﻠﻛــﺔ اﻟﺳـﻠﯾﻣﺔ‪ ،‬ﻣﺷــرق‬
‫» وﺷـﻌرﻩ أﻧﯾـق اﻟوﺷــﻲ رﻗﯾـق اﻟﻧﺳـﺞ ﻗﻠﯾــل اﻟﺗﻛﻠـف ﯾﻧــزع ﻋـن ﻗـوس َ‬
‫اﻟدﯾﺑﺎﺟ ــﺔ‪ ،‬ﻣﻌﺳ ــول اﻷﻟﻔ ــﺎظ ﻣﺗﺟ ــﺎوب اﻟﻌﺑ ــﺎرة‪ ،‬ﺧﻠﻌ ــت ﻋﻠﯾ ــﻪ اﻟﻣﻼﺣ ــﺔ أﺛواﺑﻬ ــﺎ‪ ،‬وأﻋﺎرﺗ ــﻪ‬
‫ي‬ ‫ِ‬
‫اﻟﺑراﻋﺔ أﺛواﺑﻬﺎ‪ ،‬ﻓﺟﺎء رﺷﯾﻘﺎ طﻠﺑﺎ‪ ،‬وأﻧﯾﻘﺎ ﺑﻬﯾﺎ‪ ،‬ﯾﺧﻠب اﻟﻌﻘـول وﯾﻌﺟـز اﻟﻔﺣـول‪ ،‬ﻗـد ُﻋ ﱢـر َ‬
‫ﻣــن اﻟﻐ ارﺑــﺔ واﻟﺣوﺷــﯾﺔ‪ ،‬وارﺗــدى ﻣطــﺎرف اﻹﺑﺎﻧــﺔ اﻟﺳــﻧﯾﺔ ‪ ] ..‬ﻛﻣــﺎ[ ﯾﺗﺟﻠــﻰ ﻓــﻲ ﺷــﻌرﻩ ﺧﻔــﺔ‬
‫اﻟـروح واﻟــوزن اﻟـراﻗص اﻟﻣﺗﺟــﺎوب ﻣــﻊ اﻟﻣﻌـﺎﻧﻲ اﻟﻌﺎطﻔﯾــﺔ واﻷﻓﻛــﺎر اﻟوﺟداﻧﯾـﺔ‪ ،‬ﻓﻬــو ﯾﺗﻠطــف‬
‫‪73‬‬
‫أﻧﺪﻟﺴﻴﺎت أﺣﻤﺪ ﺷﻮ ‪ ..‬ﺳﻤﺎ ﺎ ﺳﻠﻮ ﻴﺔ‬

‫ﺑﺎﺧﺗﯾﺎر اﻷوزان اﻟﻌذﺑﺔ اﻟﺟرس‪ ،‬اﻟﻌﺎﻟﯾﺔ اﻟﻣوﺳﯾﻘﻰ‪ ،‬ﻣﻣﺎ ﯾﺟﻌل ﻟﺷـﻌرﻩ وﻗـﻊ اﻟـزﻻل ﻣـن ذي‬
‫)‪(1‬‬
‫ـب اﺑــن زﯾـدون وﻻدة ﺑﻧـت اﻟﻣﺳـﺗﻛﻔﻲ وأﻧﺷــﺄ ﻓـﻲ ذﻟـك ﻗﺻـﺎﺋد ﻏزﻟﯾــﺔ‬
‫اﻟﻐﻠـﺔ اﻟﺻـﺎدي « ‪ .‬أﺣ ّ‬
‫ﻛﺛﯾرة أﺷﻬرﻫﺎ ﻧوﻧﯾﺗﻪ اﻟﺗﻲ ﯾﺷﻛو ﻓﯾﻬﺎ وﺟدﻩ وﺷدة ﺷوﻗﻪ ﻟﻬﺎ‪ ،‬ﯾﻘول ﻓﻲ ﻣطﻠﻌﻬﺎ ‪:‬‬
‫)‪(2‬‬
‫وﻧﺎب ﻋن طﯾب ﻟﻘﯾﺎﻧﺎ ﺗﺟﺎﻓﯾﻧﺎ‬ ‫أﺿﺣﻰ اﻟﺗﻧﺎﺋﻲ ﺑدﯾﻼ ﻣن ﺗداﻧﯾﻧﺎ‬
‫ﻗد ﻋﺎرض ﺑﻬﺎ ﻧوﻧﯾﺔ اﻟﺑﺣﺗري اﻟﺗﻲ ﻣطﻠﻌﻬﺎ ‪:‬‬
‫)‪(3‬‬
‫ﯾﻛﺎد ﻋﺎذﻟﻧﺎ ﻓﻲ اﻟﺣب ﯾﻐرﯾﻧﺎ ﻓﻣﺎ ﻟﺟﺎﺟك ﻓﻲ ﻟوم اﻟﻣﺣﺑﯾﻧﺎ‬
‫ﻟﻛــن ﻧوﻧﯾــﺔ اﺑــن زﯾــدون ﻧﺎﻟــت ﺷــﻬرة ﻓﺎﻗــت ﻧوﻧﯾــﺔ اﻟﺑﺣﺗــري‪ ،‬ﺟــﺎء ﻓــﻲ ﻣﻘدﻣــﺔ ﻗﺻــﯾدة اﺑــن‬
‫زﯾــدون‪ » :‬طــوى اﻟﺷــﺎﻋر ﺷــط ار ﻣــن ﺣﯾﺎﺗــﻪ ﻣﺷــردا ﻋــن وطﻧــﻪ‪ ،‬ﻧﺎﺋﯾــﺎ ﻋــن أﻫﻠــﻪ‪ ،‬ﻣﻔﺎرﻗــﺎ‬
‫أﺣﺑﺎﺑ ــﻪ‪ ،‬ﻓــﺎﻣﺗزج ﻓــﻲ ﻓﻧ ــﻪ اﻟﺣﻧ ــﯾن ﺑﺎﻟﺷ ــﺟن ؛ واﻟﺗﻘــﻰ اﻷﻟــم ﺑﺎﻷﻣ ــل‪ ،‬وﺗزاﺣﻣــت ﻓ ــﻲ ﻧﻔﺳ ــﻪ‬
‫اﻟذﻛرﯾﺎت‪ ،‬ﻣرددة ﻫذﻩ اﻷﻧﺎت‪ ..‬ﻓر اﻟﺷـﺎﻋر ﻣـن ﺳـﺟﻧﻪ ﺑﻘرطﺑـﺔ إﻟـﻰ إﺷـﺑﯾﻠﯾﺔ‪ ،‬وﻟﻛـن ﻗﻠﺑـﻪ‬
‫ﺟذﺑــﻪ إﻟــﻰ ﺣﺑﯾﺑﺗــﻪ ﺑﻘرطﺑــﺔ‪ ،‬ﻓﺄرﺳــل إﻟﯾﻬــﺎ ﻫــذﻩ اﻟﻘﺻــﯾدة اﻟﺧﺎﻟــدة اﻟﺗــﻲ ﻧﺎﻟــت ﺷــﻬرة ﻋظﯾﻣــﺔ‪،‬‬
‫وﺛــﺎرت ﺣوﻟﻬــﺎ اﻷﺳــﺎطﯾر ﺣﺗــﻰ ﻗﯾــل ‪ )) :‬ﻣــﺎ ﺣﻔظﻬــﺎ أﺣــد إﻻ ﻣــﺎت ﻏرﯾﺑــﺎ (( وﻟﻬــﺞ ﻛﺛﯾــرون‬
‫ﺑﺄن إﻧﺳﺎﻧﺎ ﻻ ﯾـﺗم ﻟـﻪ اﻟظـرف ﻣـﺎ ﻟـم ﯾﺣﻔظﻬـﺎ‪ .‬وﻗـد ﺷـﻐف ﺑﻣﻌﺎرﺿـﺗﻬﺎ وﺗﺧﻣﯾﺳـﻬﺎ وﺗﺳدﯾﺳـﻬﺎ‬
‫ﻛﺛﯾرون‪ ،‬وﻟﻛﻧﻬﺎ ظﻠت ﺳﺎﻣﻘﺔ ﻓﻲ ﻣﻛﺎﻧﻬﺎ اﻟرﻓﯾﻊ « )‪.(4‬‬
‫ﻣﻘطﻊ ﻣن اﻟﻧوﻧﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺑﻠﻎ ﻋدد أﺑﯾﺎﺗﻬﺎ ‪ 52‬ﺑﯾﺗﺎ ﺣﺳب ﻧﺳﺧﺔ اﻟدﯾوان اﻟذي اﻋﺗﻣدﻧﺎ ‪:‬‬
‫وﻧ ـ ـ ـ ــﺎب ﻋ ـ ـ ـ ــن طﯾ ـ ـ ـ ــب ﻟﻘﯾﺎﻧ ـ ـ ـ ــﺎ ﺗﺟﺎﻓﯾﻧ ـ ـ ـ ــﺎ‬ ‫أﺿ ـ ـ ــﺣﻰ اﻟﺗﻧ ـ ـ ــﺎﺋﻲ ﺑ ـ ـ ــدﯾﻼ ﻣ ـ ـ ــن ﺗ ـ ـ ــداﻧﯾﻧﺎ‬
‫ﺣـ ـ ـ ـ ــﯾن‪ ،‬ﻓﻘـ ـ ـ ـ ــﺎم ﺑﻧـ ـ ـ ـ ــﺎ ﻟﻠﺣـ ـ ـ ـ ــﯾن داﻋﯾﻧـ ـ ـ ـ ــﺎ‬ ‫أﻻ ـ ـ ـ وﻗ ــد ﺣ ــﺎن ﺻ ــﺑﺢ اﻟﺑ ــﯾن ـ ـ ـ ﺻ ــﺑﺣﻧﺎ‬
‫ﺣزﻧ ـ ـ ــﺎ ﻣ ـ ـ ــﻊ اﻟ ـ ـ ــدﻫر ﻻ ﯾﺑﻠ ـ ـ ــﻰ‪ ،‬وﯾﺑﻠﯾﻧ ـ ـ ــﺎ‬ ‫ﻣـ ـ ـ ـ ـ ــن ﻣﺑﻠ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻎ اﻟﻣﻠﺑﺳـ ـ ـ ـ ـ ــﯾﻧﺎ ﺑـ ـ ـ ـ ـ ــﺎﻧﺗزاﺣﻬم‬
‫أﻧﺳـ ـ ـ ـ ـ ــﺎ ﺑﻘ ـ ـ ـ ـ ـ ـرﺑﻬم ﻗـ ـ ـ ـ ـ ــد ﻋـ ـ ـ ـ ـ ــﺎد ﯾﺑﻛﯾﻧـ ـ ـ ـ ـ ــﺎ‬ ‫أن اﻟزﻣ ـ ـ ـ ــﺎن اﻟ ـ ـ ـ ــذي ﻣ ـ ـ ـ ــﺎزال ﯾﺿ ـ ـ ـ ــﺣﻛﻧﺎ‬

‫‪ -1‬ﻣﺣﻣد ﻋﺑد اﻟﻣﻧﻌم ﺧﻔﺎﺟﻲ‪ ،‬اﻷدب اﻷﻧدﻟﺳﻲ اﻟﺗطور واﻟﺗﺟدﯾد‪ ،‬دار اﻟﺟﯾل ﺑﯾروت ‪ 1992‬م‪ ،‬ص ‪470‬‬
‫‪ -2‬اﺑن زﯾدون‪ ،‬دﯾوان اﺑن زﯾدون ورﺳﺎﺋﻠﻪ‪ ،‬ﺗﺣﻘﯾق ﻋﻠﻲ ﻋﺑد اﻟﻌظﯾم‪ ،‬ﻧﻬﺿﺔ ﻣﺻر ﻟﻠطﺑﺎﻋﺔ واﻟﻧﺷر واﻟﺗوزﯾﻊ ‪ 1980‬م‪،‬‬
‫ص ‪141‬‬
‫‪ -3‬اﻟﺑﺣﺗري‪ ،‬اﻟدﯾوان‪ ،‬ﻣﺞ ‪ 4‬ص ‪2200‬‬
‫‪ -4‬اﺑن زﯾدون‪ ،‬دﯾوان اﺑن زﯾدون ورﺳﺎﺋﻠﻪ‪ ،‬ص ‪141‬‬
‫‪74‬‬
‫أﻧﺪﻟﺴﻴﺎت أﺣﻤﺪ ﺷﻮ ‪ ..‬ﺳﻤﺎ ﺎ ﺳﻠﻮ ﻴﺔ‬

‫ﺑ ـ ـ ــﺄن ﻧﻐ ـ ـ ــص‪ ،‬ﻓﻘ ـ ـ ــﺎل اﻟ ـ ـ ــدﻫر ‪ :‬آﻣﯾﻧ ـ ـ ــﺎ‬ ‫ﻏـﯾظ اﻟﻌـدى ﻣـن ﺗﺳـﺎﻗﯾﻧﺎ اﻟﻬـوى ؛ ﻓـدﻋوا‬
‫ـت ﻣ ـ ـ ـ ــﺎ ﻛ ـ ـ ـ ــﺎن ﻣوﺻ ـ ـ ـ ــوﻻ ﺑﺄﯾ ـ ـ ـ ــدﯾﻧﺎ‬
‫واﻧﺑ ـ ـ ـ ـ ّ‬ ‫ﻓﺎﻧﺣ ـ ـ ـ ــل ﻣ ـ ـ ـ ــﺎ ﻛ ـ ـ ـ ــﺎن ﻣﻌﻘ ـ ـ ـ ــودا ﺑﺄﻧﻔﺳ ـ ـ ـ ــﻧﺎ‬
‫ﻓـ ـ ـ ــﺎﻟﯾوم ﻧﺣـ ـ ـ ــن‪ ،‬وﻣـ ـ ـ ــﺎ ﯾرﺟـ ـ ـ ــﻰ ﺗﻼﻗﯾﻧـ ـ ـ ــﺎ‬ ‫وﻗ ـ ـ ـ ــد ﻧﻛ ـ ـ ـ ــون‪ ،‬وﻣ ـ ـ ـ ــﺎ ﯾﺧﺷ ـ ـ ـ ــﻰ ﺗﻔرﻗﻧ ـ ـ ـ ــﺎ‬
‫‪......................................‬‬ ‫‪...................................‬‬
‫ﯾﻘﺿـ ـ ـ ــﻲ ﻋﻠﯾﻧـ ـ ـ ــﺎ اﻷﺳـ ـ ـ ــﻰ ﻟـ ـ ـ ــوﻻ ﺗﺄﺳـ ـ ـ ــﯾﻧﺎ‬ ‫ﻧﻛ ـ ـ ــﺎد ـ ـ ـ ـ ـ ﺣ ـ ـ ــﯾن ﺗﻧ ـ ـ ــﺎﺟﯾﻛم ﺿ ـ ـ ــﻣﺎﺋرﻧﺎ ـ ـ ـ ـ ـ‬
‫ﺳ ـ ـ ــودا‪ ،‬وﻛﺎﻧ ـ ـ ــت ﺑﻛ ـ ـ ــم ﺑﯾﺿـ ـ ـ ــﺎ ﻟﯾﺎﻟﯾﻧ ـ ـ ــﺎ‬ ‫ﺣﺎﻟـ ـ ـ ـ ـ ــت ﻟﻔﻘ ـ ـ ـ ـ ـ ــدﻛم أﯾﺎﻣﻧـ ـ ـ ـ ـ ــﺎ‪ ،‬ﻓﻐ ـ ـ ـ ـ ـ ــدت‬
‫‪......................................‬‬ ‫‪...................................‬‬
‫ﻣـ ــن ﻛـ ــﺎن ﺻـ ــرف اﻟﻬـ ــوى واﻟـ ــود ﯾﺳـ ــﻘﯾﻧﺎ‬ ‫ﯾﺎﺳ ــﺎري اﻟﺑ ــرق ﻏ ــﺎد اﻟﻘﺻ ــر واﺳ ــق ﺑ ــﻪ‬
‫إﻟﻔـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎ‪ ،‬ﺗـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــذ ﱡﻛرﻩ أﻣﺳـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻰ ﯾﻌﻧﯾﻧـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎ‬ ‫واﺳ ـ ـ ــﺄل ﻫﻧﺎﻟ ـ ـ ــك ‪ :‬ﻫ ـ ـ ــل ﻋﻧ ـ ـ ــﻰ ﺗ ـ ـ ــذﻛرﻧﺎ‬
‫‪......................................‬‬ ‫‪....................................‬‬
‫ﻓـ ـ ـ ـ ــﺎﻟطﯾف ﯾﻘﻧﻌﻧـ ـ ـ ـ ــﺎ‪ ،‬واﻟ ـ ـ ـ ـ ــذﻛر ﯾﻛﻔﯾﻧـ ـ ـ ـ ــﺎ‬ ‫أوﻟـ ــﻲ وﻓـ ــﺎء ـ ـ ـ ـ ٕوان ﻟـ ــم ﺗﺑـ ــذﻟﻲ ﺻـ ــﻠﺔ ـ ـ ـ ـ‬
‫ﺑ ـ ـ ــﯾض اﻷﯾ ـ ـ ــﺎدي اﻟﺗ ـ ـ ــﻲ ﻣﺎزﻟ ـ ـ ـ ِ‬
‫ـت ﺗوﻟﯾﻧ ـ ـ ــﺎ‬ ‫وﻓـ ـ ــﻲ اﻟﺟـ ـ ـ ـواب ﻣﺗ ـ ـ ــﺎع إن ﺷـ ـ ــﻔﻌت ﺑ ـ ـ ــﻪ‬
‫ﺻ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺑﺎﺑﺔ ﺑ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــك ﻧﺧﻔﯾﻬ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎ ﻓﺗﺧﻔﯾﻧ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎ‬ ‫ﻋﻠﯾـ ـ ـ ـ ـ ِـك ﻣﻧـ ـ ـ ـ ــﺎ ﺳـ ـ ـ ـ ــﻼم اﷲ ﻣـ ـ ـ ـ ــﺎ ﺑﻘﯾـ ـ ـ ـ ــت‬

‫أﻣﺎ ﻧوﻧﯾﺔ ﺷوﻗﻲ اﻟﺗﻲ ﻗﺎﻟﻬﺎ وﻫو ﻓﻲ اﻟﻣﻧﻔﻰ‪ ،‬ﯾﺑث ﻓﯾﻬﺎ ﺷدة ﺷوﻗﻪ وﺣﻧﯾﻧﻪ ﻷﻣـﻪ ووطﻧـﻪ‪،‬‬
‫ﻣﺳﺗﺷــﻌ ار أﻟــم اﻟﻔ ـراق‪ ،‬وﻣ ـ اررة اﻟﺑﻌــد‪ ،‬وﺿــﯾق اﻟﻌــﯾش ﻓــﻲ اﻟﻐرﺑــﺔ‪ ،‬ﻓﻛﺎﻧــت ﺑﻣﺛﺎﺑــﺔ آﻫــﺎت‬
‫وزﻓرات ﻧﺎﺑﻌﺔ ﻣن ﻗﻠب ﻣﻛﻠوم‪ ،‬وﻧﻔس ﺗﻠظت ﺑﻧﺎر اﻟﺷوق‪.‬‬
‫وردت ﻓﻲ اﻟدﯾوان ﺗﺣت ﻋﻧوان "أﻧدﻟﺳﯾﺔ" ﺗﺿم ‪ 83‬ﺑﯾﺗﺎ ﻧﺳﺗﻘطﻊ ﻣﻧﻬﺎ ﻣﺎ ﯾﻠﻲ ‪:‬‬
‫ﻧﺷ ـ ــﺟﻰ ﻟوادﯾ ـ ــك‪ ،‬أم ﻧﺄﺳ ـ ــﻰ ﻟوادﯾﻧ ـ ــﺎ؟‬ ‫ﯾـ ـ ـ ــﺎ ﻧـ ـ ـ ــﺎﺋﺢ اﻟطﻠـ ـ ـ ــﺢ أﺷـ ـ ـ ــﺑﺎﻩ ﻋوادﯾﻧـ ـ ـ ــﺎ‬
‫ﻗﺻ ــت ﺟﻧﺎﺣ ــك ﺟﺎﻟ ــت ﻓ ــﻲ ﺣواﺷ ــﯾﻧﺎ؟‬
‫ّ‬ ‫ـص ﻋﻠﯾﻧ ـ ـ ــﺎ ﻏﯾـ ـ ــر أن ﯾ ـ ـ ــدا‬
‫ﻣـ ـ ــﺎ ذا ﺗﻘـ ـ ـ ّ‬
‫ـ ـ ـ أﺧ ــﺎ اﻟﻐرﯾ ــب ـ ـ ـ ـ وظ ــﻼ ﻏﯾ ــر ﻧﺎدﯾﻧ ــﺎ‬ ‫رﻣ ـ ــﻰ ﺑﻧـ ــﺎ اﻟﺑـ ــﯾن أﯾﻛ ـ ــﺎ ﻏﯾـ ــر ﺳ ـ ــﺎﻣرﻧﺎ‬
‫وﺳـ ـ ـل ﻋﻠﯾ ـ ــك اﻟﺑ ـ ــﯾن ﺳ ـ ــﻛﯾﻧﺎ‬
‫ﺳ ـ ــﻬﻣﺎ‪ُ ،‬‬ ‫ﻛ ــل رﻣﺗ ــﻪ اﻟﻧ ــوى ‪ :‬رﯾ ــش اﻟﻔـ ـراق ﻟﻧ ــﺎ‬

‫‪75‬‬
‫أﻧﺪﻟﺴﻴﺎت أﺣﻤﺪ ﺷﻮ ‪ ..‬ﺳﻤﺎ ﺎ ﺳﻠﻮ ﻴﺔ‬

‫ـﻲ ﻻ ﯾﻠﺑﯾﻧـ ـ ـ ـ ـ ــﺎ‬


‫ﻣـ ـ ـ ـ ـ ــن اﻟﺟﻧـ ـ ـ ـ ـ ــﺎﺣﯾن ﻋ ـ ـ ـ ـ ـ ّ‬ ‫إذا دﻋـ ــﺎ اﻟﺷـ ــوق ﻟـ ــم ﻧﺑـ ــرح ﺑﻣﻧﺻـ ــدع‬
‫إن اﻟﻣﺻ ـ ـ ـ ــﺎﺋب ﯾﺟﻣﻌ ـ ـ ـ ــن اﻟﻣﺻ ـ ـ ـ ــﺎﺑﯾﻧﺎ‬ ‫ﻓــﺈن ﯾــك اﻟﺟــﻧس ﯾــﺎ اﺑــن اﻟطﻠــﺢ ﻓرﻗﻧــﺎ‬
‫‪...................................‬‬ ‫‪..................................‬‬
‫ﻋـ ـ ــﯾن ﻣـ ـ ــن اﻟﺧﻠـ ـ ــد ﺑﺎﻟﻛـ ـ ــﺎﻓور ﺗﺳـ ـ ــﻘﯾﻧﺎ‬ ‫ﻟﻛ ــن ﻣﺻ ــر ٕوان أﻏﺿ ــت ﻋﻠ ــﻰ ﻣﻘ ــﺔ‬
‫‪...................................‬‬ ‫‪..................................‬‬
‫‪.....‬ﻣـن ﺑــر ﻣﺻـر‪ ،‬ورﯾﺣــﺎن ﯾﻐﺎدﯾﻧــﺎ‬ ‫ﺑﻧ ـ ـ ــﺎ ﻓﻠ ـ ـ ــم ﻧﺧـ ـ ـ ــل ﻣ ـ ـ ــن روح ﯾراوﺣﻧ ـ ـ ــﺎ‬
‫ـﯾم ﺗﻠﻘﯾﻧـ ـ ـ ــﺎ‬
‫وﺑﺎﺳـ ـ ـ ــﻣﻪ ذﻫﺑـ ـ ـ ــت ﻓـ ـ ـ ــﻲ اﻟـ ـ ـ ـ ّ‬ ‫ﻛـ ــﺄم ﻣوﺳـ ــﻰ‪ ،‬ﻋﻠـ ــﻰ اﺳـ ــم اﷲ ﺗﻛﻔﻠﻧـ ــﺎ‬
‫ﻟﺣﺎﺿـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـرﯾن‪ ،‬وأﻛـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـواب ﻟﺑﺎدﯾﻧـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـﺎ‬ ‫وﻣﺻر ﻛﺎﻟﻛرم ذي اﻻﺣﺳـﺎن ‪ :‬ﻓﺎﻛﻬـﺔ‬
‫ﺑﻌـ ـ ــد اﻟﻬـ ـ ــدوء‪ ،‬وﯾﻬﻣ ـ ـ ــﻲ ﻋـ ـ ــن ﻣﺂﻗﯾﻧـ ـ ــﺎ‬ ‫ﯾﺎﺳـ ــﺎري اﻟﺑـ ــرق ﯾرﻣـ ــﻲ ﻋـ ــن ﺟواﻧﺣﻧـ ــﺎ‬
‫‪...................................‬‬ ‫‪...................................‬‬
‫)‪(1‬‬
‫ﻋـ ـ ــن اﻟـ ـ ــدﻻل ﻋﻠـ ـ ــﯾﻛم ﻓـ ـ ــﻲ أﻣﺎﻧﯾﻧـ ـ ــﺎ‬ ‫ﻧـ ـ ــﺎب اﻟﺣﻧـ ـ ــﯾن إﻟـ ـ ــﯾﻛم ﻓـ ـ ــﻲ ﺧواطرﻧـ ـ ــﺎ‬

‫إن ﺑــﯾن اﺑــن زﯾــدون وﺷــوﻗﻲ أوﺟــﻪ ﺗﺷــﺎﺑﻪ ﻛﺛﯾ ـرة‪ ،‬وﻟﻌﻠﻬــﺎ ظــروف اﻟﺣﯾــﺎة اﻟﺗــﻲ ﻋﺎﺷــﻬﺎ ﻛــل‬
‫ﻣﻧﻬﻣﺎ ﻛﺎن ﻟﻬﺎ دور ﻓﻲ ذﻟك‪ ،‬ﻓﻠﻘد ذاﻗﺎ ﺣﻼوة اﻟﻌـﯾش ورﻏـدﻩ ﻓـﻲ اﻟﺑـدأ‪ ،‬ﺛـم ذاﻗـﺎ اﻟﻐرﺑـﺔ واﻟﺑﻌـد‬
‫ﻋن اﻟـوطن واﻷﺣﺑـﺔ‪ ،‬ﻓﻛـﺎن ﻟﻐرﺑﺗﻬﻣـﺎ أﺛـر ﻛﺑﯾـر ﻓـﻲ ﻏـ ازرة ﺷـﻌرﻫﻣﺎ‪ ،‬ﻓﺎﻟﺣﺎﻟـﺔ اﻟﻧﻔﺳـﯾﺔ ﻟﻛﻠﯾﻬﻣـﺎ‬
‫ﻫـﻲ ﺑﻣﺛﺎﺑـﺔ ﻣـرآة ﻋﺎﻛﺳـﺔ ﻟﺷـﻌرﻫﻣﺎ‪ ،‬إذ ﻛﺎﻧـت ﺗﻌﺑﯾـ ار ﺻـﺎدﻗﺎ ﻟﻣـﺎ ﯾﺟـول ﻓـﻲ ﺧواطرﻫﻣـﺎ‪ ،‬وﻫـذا‬
‫ﻧﺎﺗﺞ ﻋن اﻟﻌواطف اﻟﺟﯾﺎﺷﺔ اﻟﻣﺗﻣﺛﻠﺔ ﻓﻲ ﻣ اررة اﻟﺑﻌد ﻋن اﻟوطن اﻷم‪ ،‬واﻟﺣﻧﯾن إﻟﯾﻪ واﻻﺷﺗﯾﺎق‬
‫إﻟـﻰ اﻷﻫـل و ﻛـذﻟك اﻟﺣـزن واﻷﺳـﻰ وﻏﯾـﺎب اﻷﻣـن واﻟطﻣﺄﻧﯾﻧـﺔ ﺑﺎﻟﻧﺳـﺑﺔ إﻟـﻰ اﺑـن زﯾـدون‪ ،‬أﻣـﺎ‬
‫أﺣﻣد ﺷوﻗﻲ ﻓﻬو اﻷﺧـر ذاق ﻗﺳـوة اﻟﻌـﯾش اﻟﺗـﻲ أدت ﺑـﻪ إﻟـﻰ ﺷـدة اﻟﺣﻧـﯾن إﻟـﻰ وطﻧـﻪ ﻣﻣـﺎ ﺣـدا‬
‫ﺑﻪ إﻟﻰ ﻧظم أﻧدﻟﺳﯾﺗﻪ اﻟﺷﻬﯾرة ‪.‬‬

‫‪ -1‬أﺣﻣد ﺷوﻗﻲ‪ ،‬اﻟﺷوﻗﯾﺎت‪ ،‬ﻣﺞ ‪ ،1‬ج ‪ ،2‬ص ‪101‬‬


‫‪76‬‬
‫أﻧﺪﻟﺴﻴﺎت أﺣﻤﺪ ﺷﻮ ‪ ..‬ﺳﻤﺎ ﺎ ﺳﻠﻮ ﻴﺔ‬

‫ﻟذﻟك ﻧﺳﺄل ﻟﻣﺎذا اﺧﺗﺎر ﺷوﻗﻲ ﻣﻌﺎرﺿﺔ اﺑن زﯾدون ﻓﻲ ﻧوﻧﯾﺗﻪ‪ ،‬وﻟم ﯾﺧﺗر ﻧوﻧﯾﺔ اﻟﺑﺣﺗري؟‬
‫ﻣﻊ أن ﻛﻠﯾﻬﻣﺎ ﻣﻌﺟب ﺑﻔن اﻟﺷﻌر ﻋﻧد اﻟﺑﺣﺗري ‪ .‬ﻧﺟد وﻛﺄن ﺷوﻗﻲ اﺳﺗﺣﺳن ﻧوﻧﯾﺔ اﺑن زﯾدون‬
‫ﻷﺳﺑﺎب ﻧراﻫﺎ ﺗﺗﺻل ﺑﻣﺎ ﯾﻠﻲ ‪:‬‬
‫‪ .1‬إن ﻧوﻧﯾﺔ اﺑن زﯾدون ﻻﻗت رواﺟﺎ وﺷﻬرة أﻛﺛر ﻣن ﻧوﻧﯾﺔ اﻟﺑﺣﺗري‬
‫‪ .2‬ﺗﻘﺎرب اﻟﻣوﺿوع ﺑﯾن ﻧوﻧﯾﺔ اﺑن زﯾدون وﻧوﻧﯾﺔ ﺷوﻗﻲ واﺧﺗﻼﻓﻬﻣﺎ ﻋن ﻣوﺿوع ﻧوﻧﯾﺔ‬
‫اﻟﺑﺣﺗري‪ ،‬اﻟﺗﻲ ﻛﺎن ﻣﻌظﻣﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﻣدح‬
‫‪ .3‬اﺑن زﯾدون ﻓﻲ ﻣﻌﺎرﺿﺗﻪ ﻟﻧوﻧﯾﺔ اﻟﺑﺣﺗري أﺧذ ﻣﻧﻬﺎ اﻟﻣﻘدﻣﺔ اﻟﻐزﻟﯾﺔ‪ ،‬وﺑﻧﻰ ﻋﻠﻰ أﺳﺎس‬
‫ﻣﻧﻬﺎ ﻗﺻﯾدة ﻛﺎﻣﻠﺔ ﺗﺳﯾر ﻓﻲ ﻧﻔس اﻻﺗﺟﺎﻩ اﻟﻐزﻟﻲ)‪ ،(1‬وﻛﺎن ﻫذا أﻧﺳب ﻟﻣوﺿوع‬
‫ﺷوﻗﻲ‪.‬‬
‫‪ .4‬اﻟﻐزل ﻓﻲ ﻧوﻧﯾﺔ اﻟﺑﺣﺗري رﺑﻣﺎ اﻗﺗﺿﺎﻩ اﻟﺷﻛل اﻟﺗﻘﻠﯾدي ﻟﻠﻘﺻﯾدة اﻟﻌرﺑﯾﺔ‪ ،‬إذ ﻛﺎن ﻋﺑﺎرة‬
‫ﻋن ﻣﻘدﻣﺔ ﺗﻼﻫﺎ ﻣدح‪ ،‬وﻣن ﺛم اﻟﻌﺎطﻔﺔ ﻓﻲ ﻫذا اﻟﺟﺎﻧب ﻗد ﯾﻠﺗﺑس ﻓﻲ أﻣر ﺻدﻗﻬﺎ‪،‬‬
‫ﺑﯾﻧﻣﺎ ﻋﻧد اﺑن زﯾدون ﻓﺎﻟﺣﺎل ﻣﺧﺗﻠف ‪.‬‬
‫‪ .5‬إن ﺷوﻗﻲ ﻋﻧد ﻧظﻣﻪ ﻟﻧوﻧﯾﺗﻪ ﻛﺎن ﻓﻲ اﻷﻧـدﻟس وﻫـﻲ ﻣـوطن اﺑـن زﯾـدون‪ ،‬ﻓﻛـﺎن اﺧﺗﯾـﺎرﻩ‬
‫ﻣﻌﺎرﺿﺔ اﺑن زﯾدون ﺗﻣﺎﻫﯾﺎ ﻣﻊ اﻟﻣﻛﺎن‪ ،‬وﺗﻧﺎﻏﻣﺎ ﻣﻊ اﺑن ﻫذا اﻟـوطن‪ ،‬وذﻛـرى ﻟﺷـﺎﻋر‬
‫ﻗدﯾر ﻣﺛﻠﻪ ‪.‬‬
‫وﻓﻲ ظل اﻟﻌروض‪ ،‬ﻧﻛﺷف ﻋن اﻟﺗﻧﺎﻏم اﻟﻣوﺳﯾﻘﻲ ﺑﯾن اﻟﻘﺻﯾدﺗﯾن‪ ،‬ﻓﻘد اﺗﻔﻘﺗـﺎ ﻓـﻲ اﻟـوزن‬
‫واﻟﻘﺎﻓﯾﺔ‪ ،‬وﻣن ﻗﺑل ﻓﻲ اﻟﻣوﺿوع‬
‫‪ -1‬اﻟوزن ‪:‬‬
‫إن اﻟﻘﺻﯾدﺗﯾن ﻣن ﺑﺣر اﻟﺑﺳﯾط ‪ .‬ورد ﻓﻲ أﺻل ﺗﺳﻣﯾﺗﻪ‪ ،‬ﻓﻲ اﻟﻌﻣدة ﻗﯾل أن اﻟﺧﻠﯾل ﺳﻣﺎﻩ‬
‫ّ‬
‫)‪(2‬‬
‫ﺑﺳﯾطﺎ ﻷﻧﻪ » اﻧﺑﺳط ﻋﻠﻰ ﻣدى اﻟطوﯾل وﺟﺎء وﺳطﻪ ﻓﻌﻠن وآﺧرﻩ ﻓﻌﻠن «‬

‫‪ -1‬ﻋﺑد اﷲ اﻟﺗطﺎوي‪ ،‬اﻟﻣﻌﺎرﺿﺔ اﻟﺷﻌرﯾﺔ ﺑﯾن اﻟﺗﻘﻠﯾد واﻹﺑداع‪ ،‬ص ‪249‬‬


‫‪ -2‬اﺑن رﺷﯾق‪ ،‬اﻟﻌﻣدة‪ ،‬ص ‪79‬‬
‫‪77‬‬
‫أﻧﺪﻟﺴﻴﺎت أﺣﻤﺪ ﺷﻮ ‪ ..‬ﺳﻤﺎ ﺎ ﺳﻠﻮ ﻴﺔ‬

‫أو ﺳ ــﻣﻲ ﻻﻧﺑﺳ ــﺎط أﺳ ــﺑﺎﺑﻪ‪ ،‬أي ﺗواﻟﯾﻬ ــﺎ ﻓ ــﻲ ﻣﺳــﺗﻬل ﺗﻔﻌﯾﻼﺗ ــﻪ اﻟﺳــﺑﺎﻋﯾﺔ‪ ،‬وﻗﯾ ــل ﻻﻧﺑﺳ ــﺎط‬
‫‪1‬‬
‫اﻟﺣرﻛ ــﺎت ﻓ ــﻲ ﻋروﺿ ــﻪ وﺿـ ـرﺑﻪ ﻓ ــﻲ ﺣ ــﺎل ﺧﺑﻧﻬﻣ ــﺎ‪ ،‬إذ ﺗﺗـ ـواﻟﻰ ﻓﯾﻬﻣ ــﺎ ﺛ ــﻼث ﺣرﻛ ــﺎت ‪.‬‬
‫)‪(2‬‬
‫اﻟﻣﺟذوب ﯾﻘول ﻋﻧﻪ » وﻻ ﯾﻛﺎد روح اﻟﺑﺳﯾط ﯾﺧﻠو ﻣن أﺣد اﻟﻧﻘﯾﺿﯾن اﻟﻌﻧف أو اﻟﻠﯾن«‬
‫ﯾﺗرﻛــب اﻟﺑﺳــﯾط ﻣــن ﺗﻛ ـرار اﻟﺗﻔﻌﯾﻠﺗــﯾن ) ﻣﺳــﺗﻔﻌﻠن – ﻓــﺎﻋﻠن ( ﻣ ـرﺗﯾن ﻋــل اﻟﺗ ـواﻟﻲ ﻓــﻲ ﻛــل‬
‫وﺻﻌود ﻓﺎﻋﻠن‬ ‫ﺷطر‪ ،‬ﻣﻣﺎ ﯾﻛﺳﺑﻪ ﻧﻐﻣﺎ ﻣﺗﺎوﺗ ار ﺑﯾن اﺳﺗﻘﺎﻣﺔ ﻣﺳﺗﻔﻌﻠن‬
‫ﻓﺎﻋﻠن‬ ‫ﻓﺎﻋﻠن ﻣﺳﺗﻔﻌﻠن‬ ‫ﻣﺳﺗﻔﻌﻠن‬

‫اﻟﺑﯾت اﻷول ﻓﻲ ﻗﺻﯾدة اﺑن زﯾدون ‪:‬‬


‫وﻧﺎب ﻋن طﯾب ﻟﻘﯾﺎﻧﺎ ﺗﺟﺎﻓﯾﻧﺎ‬ ‫أﺿﺣﻰ اﻟﺗﻧﺎﺋﻲ ﺑدﯾﻼ ﻣن ﺗداﻧﯾﻧﺎ‬
‫ْﻓﯾﻧْﺎ‬ ‫ﻟق ﯾْﺎﻧْﺎﺗﺟ ْﺎ‬
‫طﯾب ْ‬
‫ْ‬ ‫ﻋن‬
‫وﻧْﺎب ْ‬ ‫ﻣن ﺗدْا ْﻧﯾﻧْﺎ‬
‫ﻟن ْ‬
‫ﺑدي ْ‬
‫ﺋﻲ ْ‬‫أﺿﺢ ﺗْﺗﻧْﺎ ْ‬
‫ْ‬
‫‪0/0/‬‬ ‫‪0//0/0/‬‬ ‫‪0//0/‬‬ ‫‪0//0//‬‬ ‫‪0/0/‬‬ ‫‪0//0/0/‬‬ ‫‪0//0/‬‬ ‫‪0//0/0/‬‬

‫ﻓﺎﻋل‬
‫ْ‬ ‫ﻣﺳﺗﻔﻌﻠن‬ ‫ﻓﺎﻋﻠن‬ ‫ﻣﺗﻔﻌﻠن‬ ‫ﻓﺎﻋل‬
‫ْ‬ ‫ﻣﺳﺗﻔﻌﻠن‬ ‫ﻓﺎﻋﻠن‬ ‫ﻣﺳﺗﻔﻌﻠن‬

‫ﻠن‬
‫ﻓﻌ ْ‬
‫ْ‬ ‫ﻣﻔﺎﻋﻠن‬ ‫ﻠن‬
‫ﻓﻌ ْ‬
‫ْ‬
‫ﺗﻔﻌﯾﻠﺗﺎ اﻟﻌروض واﻟﺿرب أﺻﺎﺑﺗﻬﻣﺎ ﻋﻠﺔ اﻟﻘطﻊ ) ﺑﺣذف ﺳﺎﻛن اﻟوﺗد اﻟﻣﺟﻣوع وﺗﺳﻛﯾن‬
‫ﻠن(‪ ،‬وﺗﻔﻌﯾﻠﺔ أول ﺣﺷو اﻟﻌﺟز ﻣﺳﺗﻔﻌﻠن‬
‫ﻓﻌ ْ‬
‫ﻓﺎﻋل ‪ 0/0/‬وﺗﻧﻘل إﻟﻰ ْ‬
‫ﻣﺎ ﻗﺑﻠﻪ( ﻓﺄﺻﺑﺣت ) ْ‬
‫أﺻﺑﺣت )ﻣﺗﻔﻌﻠن ﺑﺣذف اﻟﺛﺎﻧﻲ اﻟﺳﺎﻛن‪ ،‬وﺗﻧﻘل إﻟﻰ ﻣﻔﺎﻋﻠن ( أﺻﺎﺑﻬﺎ زﺣﺎف اﻟﺧﺑن‬
‫اﻟﺑﯾت اﻟﺛﺎﻧﻲ ‪:‬‬
‫ﺣﯾن‪ ،‬ﻓﻘﺎم ﺑﻧﺎ ﻟﻠﺣﯾن داﻋﯾﻧﺎ‬ ‫ﺻﺑﺣﻧﺎ‬
‫أﻻ ـ ـ وﻗد ﺣﺎن ﺻﺑﺢ اﻟﺑﯾن ـ ـ ّ‬
‫ﻋﯾﻧْﺎ‬
‫ْ‬ ‫ﺣﯾن دْا‬
‫ﻟل ْ‬
‫ْ‬ ‫ﻧن ﻓﻘ ْﺎ م ﺑﻧْﺎ‬
‫ﺣﯾ ْ‬
‫ْ‬ ‫ﺻب ﺑﺣﻧْﺎ‬
‫ْ‬ ‫ﺻب ح ْﻟ ْﺑﯾن‬
‫ْ‬ ‫وﻗد ﺣْﺎن‬
‫ﻻ ْ‬ ‫أْ‬
‫‪0/0/‬‬ ‫‪0//0/0/‬‬ ‫‪0///‬‬ ‫‪0//0/0/‬‬ ‫‪0///‬‬ ‫‪0//0/0/‬‬ ‫‪0//0/‬‬ ‫‪0//0//‬‬

‫‪ - 1‬إﻣﯾل ﺑدﯾﻊ ﺑﻌﻘوب‪ ،‬اﻟﻣﻌﺟم اﻟﻣﻔﺻل ﻓﻲ ﻋﻠم اﻟﻌروض واﻟﻘواﻓﻲ‪ ،‬ص ‪69‬‬
‫‪ - 2‬ﺳﯾد اﻟﺑﺣراوي‪ ،‬اﻟﻌروض ٕواﯾﻘﺎع اﻟﺷﻌر اﻟﻌرﺑﻲ‪ ،‬ص ‪47‬‬
‫‪78‬‬
‫أﻧﺪﻟﺴﻴﺎت أﺣﻤﺪ ﺷﻮ ‪ ..‬ﺳﻤﺎ ﺎ ﺳﻠﻮ ﻴﺔ‬

‫ﻓﺎﻋل‬
‫ْ‬ ‫ﻣﺳﺗﻔﻌﻠن‬ ‫ﻓﻌﻠن‬
‫ْ‬ ‫ﻣﺳﺗﻔﻌﻠن‬ ‫ﻓﻌﻠن‬
‫ْ‬ ‫ﻣﺳﺗﻔﻌﻠن‬ ‫ﻓﺎﻋﻠن‬ ‫ﻣﺗﻔﻌﻠن‬
‫اﻟﻌروض )ﻣﺧﺑوﻧﺔ(‪ ،‬واﻟﺿرب )ﻣﻘطوﻋﺔ(‪ ،‬ﻛﻣﺎ ﻟﺣق )اﻟﺧﺑن( اﻟﺗﻔﻌﯾﻠﺔ اﻷوﻟﻰ ﻓﻲ ﺣﺷو‬
‫ﻓﻌﻠن(‬
‫اﻟﺻدر ﻓﺻﺎرت )ﻣﺗﻔﻌﻠن( واﻟﺗﻔﻌﯾﻠﺔ اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ ﻓﻲ ﺣﺷو اﻟﻌﺟز ﻓﺻﺎرت ) ْ‬

‫اﻟﺑﯾت اﻷول ﻣن ﻗﺻﯾدة ﺷوﻗﻲ ‪:‬‬

‫ﻧﺄﺳﻰ ﻟوادﯾك أم ﻧﺷﺟﻰ ﻟوادﯾﻧﺎ‬ ‫ﯾﺎ ﻧﺎﺋﺢ اﻟطﻠﺢ أﺷﺑﺎﻩ ﻋوادﯾﻧﺎ‬

‫دﯾﻧْﺎ‬
‫ﺟﻰ ﻟوْا ْ‬
‫دﯾك ْأم ﻧ ْﺷ ْ‬
‫ْ‬ ‫ْﺳﻰ ﻟوْا‬
‫ﻧﺄ ْ‬ ‫دﯾﻧْﺎ‬
‫ﻫن ﻋوْا ْ‬
‫أش ﺑْﺎ ْ‬
‫ط طْﻠﺢ ْ‬
‫ﯾْﺎ ﻧْﺎﺋﺢ ْ‬

‫‪0/0/‬‬ ‫‪0//0/0/‬‬ ‫‪0//0/‬‬ ‫‪0//0/0/‬‬ ‫‪0/0/ 0//0/0/‬‬ ‫‪0//0/‬‬ ‫‪0//0/0/‬‬

‫ﻓﺎﻋل‬
‫ْ‬ ‫ﻣﺳﺗﻔﻌﻠن‬ ‫ﻓﺎﻋﻠن‬ ‫ﻣﺳﺗﻔﻌﻠن‬ ‫ﻓﺎﻋل‬
‫ْ‬ ‫ﻣﺳﺗﻔﻌﻠن‬ ‫ﻣﺳﺗﻔﻌﻠن ﻓﺎﻋﻠن‬

‫اﻟﻌروض واﻟﺿرب ﻟﺣﻘﻬﻣﺎ ﻋﻠﺔ اﻟﻘطﻊ ) ﺑﺣذف ﺳﺎﻛن اﻟوﺗد اﻟﻣﺟﻣوع وﺗﺳﻛﯾن ﻣﺎﻗﺑﻠﻪ(‬

‫ﻗﺻت ﺟﻧﺎﺣك ﺟﺎﻟت ﻓﻲ ﺣواﺷﯾﻧﺎ‬


‫ّ‬ ‫ﺗﻘص ﻋﻠﯾﻧﺎ ﻏﯾر أن ﯾدا‬
‫اﻟﺑﯾت اﻟﺛﺎﻧﻲ ‪ :‬ﻣﺎذا ّ‬

‫ﺷﯾﻧْﺎ‬
‫ْ‬ ‫ﻓﻲ ﺣوْا‬
‫ﻟت ْ‬
‫ْ‬ ‫ﺻت ﺟﻧْﺎ ﺣك ﺟ ْﺎ‬
‫ﻗﺻ ْ‬
‫ْ‬ ‫ﯾدن‬
‫أن ن ْ‬
‫ﻏﯾر ْ‬
‫ﻋﻠﻲ ﻧْﺎ ْ‬
‫ﺗﻘص ص ْ‬
‫ﻣْﺎذْا ْ‬
‫‪0/0/‬‬ ‫‪0//0/0/‬‬ ‫‪0///‬‬ ‫‪0//0/0/‬‬ ‫‪0///‬‬ ‫‪0//0/0/‬‬ ‫‪0///‬‬ ‫‪0//0/0/‬‬

‫ﻋل‬
‫ﻓْﺎ ْ‬ ‫ﻣﺳﺗﻔﻌﻠن‬ ‫ﻓﻌﻠن‬
‫ْ‬ ‫ﻣﺳﺗﻔﻌﻠن‬ ‫ﻓﻌﻠن‬
‫ْ‬ ‫ﻣﺳﺗﻔﻌﻠن‬ ‫ﻠن‬
‫ﻓﻌ ْ‬ ‫ﻣﺳﺗﻔﻌﻠن‬

‫اﻟﻌــروض ﻣﺧﺑوﻧــﺔ ) َﻓ ِﻌﻠُـ ْـن(‪ ،‬وﻛــذا ﻟﺣــق اﻟﺧــﺑن اﻟﺗﻔﻌﯾﻠــﺔ اﻟوﺳــطﻰ ﻓــﻲ ﻛــل ﻣــن ﺣﺷــو اﻟﺻــدر‬

‫واﻟﻌﺟز) َﻓ ِﻌﻠُ ْن(‪ ،‬أﻣﺎ اﻟﺿرب ﻣﻘطوع ) ْ‬


‫ﻓﺎﻋل( ‪ .‬وﻧﻘ أر ذﻟـك اﻟﺗﻧـﺎﻏم ﻓـﻲ ﺗـواﻟﻲ ﻣﻘـﺎطﻊ اﻟﺗﻔﻌـﯾﻼت‬
‫ﺳ ــﺑﺎﻋﯾﺔ –‬ ‫اﻟﻣﺗﻔﺎوﺗــﺔ ﻓ ــﻲ اﻟطــول ﺑﻬ ــذا اﻟﺷــﻛل ) ﺳــﺑﺎﻋﯾﺔ – رﺑﺎﻋﯾــﺔ – ﺳــﺑﺎﻋﯾﺔ – رﺑﺎﻋﯾــﺔ‬
‫رﺑﺎﻋﯾـﺔ – ﺳــﺑﺎﻋﯾﺔ – رﺑﺎﻋﯾــﺔ( ﻟﻛــن اﻟرﺑﺎﻋﯾــﺔ اﻷﺧﯾـرة اﻟﺗــﻲ ﻫــﻲ )ﻓْﺎﻋـ ْـل وﺗﻧﻘــل إﻟــﻰ ﻓَ ْﻌﻠُـ ْـن( ﻓﺎﻟﻣــد‬
‫اﻟذي ﯾﺗﯾﺣﻪ اﻟﺗﺳﻛﯾن ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟﺗﻔﻌﯾﻠﺔ ﻟﻪ ﻋﻼﻗـﺔ ﺑﺎﻟﺣﺎﻟـﺔ اﻟﻧﻔﺳـﯾﺔ ﻟﻠﺷـﺎﻋر‪ ،‬ﻓﻬـو ﻓـﻲ ﺣﺎﺟـﺔ ﻟﻣـد‬
‫اﻷﻧﺎت‬
‫ﺻوﺗﻪ ﺑﺎﻵﻫﺎت و ّ‬

‫‪79‬‬
‫أﻧﺪﻟﺴﻴﺎت أﺣﻤﺪ ﺷﻮ ‪ ..‬ﺳﻤﺎ ﺎ ﺳﻠﻮ ﻴﺔ‬

‫‪ -2‬اﻟﻘﺎﻓﯾــﺔ ‪ :‬اﻟﻘﺎﻓﯾــﺔ ﻓــﻲ اﻟﻘﺻــﯾدﺗﯾن ) ِدْﯾَﻧ ـْﺎ ‪ ،( 0/0/‬وﻫ ــﻲ ﻛﻣــﺎ ﻧــرى ﻗﺎﻓﯾــﺔ ﻣﺗ ـواﺗرة ﻣردوﻓــﺔ‬
‫ﻣطﻠﻘﺔ‪ ،‬روﯾﻬﺎ اﻟﻧون‪ ،‬واﻟوﺻل اﻷﻟف‪ ،‬واﻟﯾـﺎء ﻗﺑـل اﻟـروي اﻟـردف ‪ .‬وﺣـرف اﻟـروي اﻟـذي ﻫـو‬
‫أﺳﺎس اﻟﻘﺎﻓﯾﺔ ورد ﻧوﻧـﺎ وﻫـو ﺣـرف ﻣﺗوﺳـط ﺑـﯾن اﻟرﺧـﺎوة واﻟﺷـدة‪ ،‬ﻣﺟﻬـور‪ ،‬ﻣـن ﺣـروف اﻟﻐﻧـﺔ‬
‫أي أﻧﻪ ﯾﺧرج ﻣن اﻟﺧﯾﺷـوم‪ ،‬ﻓﻬـو ﯾﺷـﺑﻪ اﻟﻣـﯾم ﻓﯾﻣـﺎ ذﻛرﻧـﺎﻩ ﺳـﺎﺑﻘﺎ ﻋـن ﻣﻌﺎرﺿـﺔ ﺷـوﻗﻲ ﻟﻣﯾﻣﯾـﺔ‬
‫اﻟﻣﺗﻧﺑــﻲ ‪ .‬ﻟﻘــد ﺗ ـواﺗر ﻋﻠــﻰ ﻫــذا اﻟــروي ﻓــﻲ اﻟﻘﺎﻓﯾــﺔ ﺳــﺎﻛﻧﺎن أي ﺣرﻓــﺎ ﻣــد ‪ ،‬واﻟﻣــد ﻫﻧــﺎ ﻟﺣرﻛــﺔ‬
‫اﻟﺣرف ﻣﺎ ﻗﺑـل اﻟـردف‪ ،‬وﻣـد ﻟﺣرﻛـﺔ اﻟـروي‪ ،‬وﻛﺄﻧـﻪ اﺳﺗرﺳـﺎل ﻟﻠﻣـد اﻟﺻـﺎﻋد ﻓـﻲ ﻗﺎﻓﯾـﺔ ﻣطﻠﻘـﺔ‬
‫ﯾﺑـث ﻣـن ﺧﻼﻟﻬـﺎ اﻟﺷـﺎﻋر آﻫــﺎت اﻟﺑﻌـد واﻟﺷـوق واﻟﺣﻧـﯾن ‪ .‬وﺣــرف اﻟﻧـون اﻟﻣﻣـدود ﺑـﺎﻷﻟف ) ﻧــﺎ(‬
‫ﯾوﺣﻲ ﺑﺿﻣﯾر اﻟﺟﻣﺎﻋﺔ‪ٕ ،‬واﺷراك اﻵﺧر واﻟﺗﻔﺎﻋل ﻣﻌﻪ‪ ،‬وﺣﺿورﻩ ﻓـﻲ وﺟداﻧـﻪ‪ ،‬ﺑـل ﻗـد ﺗﺣﻘـق‬
‫ذﻟــك ﻓ ــﻲ ﺟﻣﻠــﺔ ﻣــن ﻛﻠﻣــﺎت اﻟﻘﺎﻓﯾــﺔ ) ﺗﺟﺎﻓﯾﻧ ــﺎ‪ ،‬ﯾﺑﻛﯾﻧــﺎ‪ ،‬ﺗﻼﻗﯾﻧ ــﺎ‪ ،‬أﻣﺎﻧﯾﻧــﺎ‪ ،‬ﻣﺂﻗﯾﻧ ــﺎ ‪ (..‬وذﻟــك‬
‫ﻣﻧﺎﺳب ﻣﻧﺳﺟم ﻣﻊ اﻟﻣﻧﺎﺟﺎة‪ ،‬ﻓﺎﺑن زﯾدون ﯾﻧﺎﺟﻲ ﺣﺑﯾﺑﺗﻪ وﻻدة‪ ،‬وﺷوﻗﻲ ﯾﻧﺎﺟﻲ ﺣﺑﯾﺑﺗﻪ ﻣﺻر‪.‬‬

‫ﺗواﻓﻘت اﻟﻘﺻﯾدﺗﺎن ﻓﻲ ﺟﻣﻠﺔ ﻣن اﻟﻛﻠﻣﺎت اﻟﺗﻲ ﺗﺿﻣﻧت اﻟﻘﺎﻓﯾﺔ‪ ،‬ﯾﺑﯾﻧﻬﺎ اﻟﺟدول اﻵﺗﻲ ‪:‬‬

‫ﻧوﻧﯾﺔ ﺷوﻗﻲ‬ ‫ﻧوﻧﯾﺔ اﺑن زﯾدون‬

‫ﺗرﺗﯾب اﻟﺑﯾت‬ ‫اﻟﻠﻔظﺔ‬ ‫ﺗرﺗﯾب اﻟﺑﯾت‬ ‫اﻟﻠﻔظﺔ‬

‫‪78‬‬ ‫آﻣﯾﻧﺎ‬ ‫‪5‬‬ ‫آﻣﯾﻧﺎ‬

‫‪45‬‬ ‫أﯾدﯾﻧﺎ‬ ‫‪6‬‬ ‫أﯾدﯾﻧﺎ‬

‫‪25‬‬ ‫ﻣﺂﻗﯾﻧﺎ‬ ‫‪12‬‬ ‫ﻣﺂﻗﯾﻧﺎ‬

‫‪51‬‬ ‫ﺗﺄﺳﯾﻧﺎ‬ ‫‪13‬‬ ‫ﺗﺄﺳﯾﻧﺎ‬

‫‪61‬‬ ‫ﻟﯾﺎﻟﯾﻧﺎ‬ ‫‪14‬‬ ‫ﻟﯾﺎﻟﯾﻧﺎ‬

‫‪56‬‬ ‫ﻣﺻﺎﻓﯾﻧﺎ‬ ‫‪15‬‬ ‫ﺗﺻﺎﻓﯾﻧﺎ‬

‫‪80‬‬
‫أﻧﺪﻟﺴﻴﺎت أﺣﻤﺪ ﺷﻮ ‪ ..‬ﺳﻤﺎ ﺎ ﺳﻠﻮ ﻴﺔ‬

‫‪54‬‬ ‫ﺷﯾﻧﺎ‬ ‫‪16‬‬ ‫ﺷﯾﻧﺎ )ﺷﺄﻧﺎ(‬

‫اﻟرﯾﺎﺣﯾﻧﺎ –‬
‫‪53 – 35‬‬ ‫‪17‬‬ ‫رﯾﺎﺣﯾﻧﺎ‬
‫رﯾﺎﺣﯾﻧﺎ‬

‫‪44 - 20‬‬ ‫أﻣﺎﻧﯾﻧﺎ‬ ‫‪19‬‬ ‫أﻣﺎﻧﯾﻧﺎ‬

‫‪26‬‬ ‫ﺑِﺳﺎﻟﯾﻧﺎ‬ ‫‪20‬‬ ‫ُﯾﺳﻠﯾﻧﺎ‬

‫‪18‬‬ ‫ﺗﺳﻘﯾﻧﺎ‬ ‫‪21‬‬ ‫ﯾﺳﻘﯾﻧﺎ‬

‫‪47‬‬ ‫ﺗﺣﯾﯾﻧﺎ‬ ‫‪23‬‬ ‫ﯾﺣﯾﯾﻧﺎ‬

‫‪58‬‬ ‫طﯾﻧﺎ‬ ‫‪25‬‬ ‫طﯾﻧﺎ‬

‫‪15‬‬ ‫ﻧﺳرﯾﻧﺎ‬ ‫‪31‬‬ ‫ﻧﺳرﯾﻧﺎ‬

‫‪7‬‬ ‫أﻓﺎﻧﯾﻧﺎ‬ ‫‪32‬‬ ‫أﻓﺎﻧﯾﻧﺎ‬

‫‪79‬‬ ‫ﻏﺳﻠﯾﻧﺎ‬ ‫‪36‬‬ ‫ﻏﺳﻠﯾﻧﺎ‬

‫‪57‬‬ ‫دﯾﻧﺎ‬ ‫‪47‬‬ ‫دﯾﻧﺎ ) اﻟ ﱠدْﯾن (‬

‫‪11‬‬ ‫َﯾﺛﻧﯾﻧﺎ‬ ‫‪48‬‬ ‫َﯾﺛﻧﯾﻧﺎ‬

‫ﺧﻼﺻـﺔ ‪ :‬ﺗﻌﺗﺑـر ﻣﻌﺎرﺿـﺎت ﺷـوﻗﻲ ﻟﻠﺷـﻌراء اﻟﻔﺣـول ﻓﻧـﺎ ﻗﺎﺋﻣـﺎ ﺑذاﺗـﻪ‪ ،‬ﻓﺎﻟﻣﻌﺎرﺿـﺔ ﻓـﻲ ﻣدرﺳــﺔ‬
‫اﻹﺣﯾﺎء ﺗوﺣﻲ ﺑﻘدر ﻣـن ﻓﺣوﻟـﺔ اﻟﺷـﺎﻋر اﻟﻣﺗـﺄﺧر ﺣـﯾن ﯾﺟﯾـد ﻣﻌﺎرﺿـﺔ ﻗﺻـﯾدة ﻣﺗﻘدﻣـﺔ ﻣﺷـﻬورة‬

‫‪81‬‬
‫أﻧﺪﻟﺴﻴﺎت أﺣﻤﺪ ﺷﻮ ‪ ..‬ﺳﻤﺎ ﺎ ﺳﻠﻮ ﻴﺔ‬

‫ﺑﻘﺻﯾدة ﺗﺟري ﻓﻲ ﻣﺿﻣﺎرﻫﺎ وﺗﺣﻘق ﻗد ار ﻣوازﯾﺎ ﻣن اﻟﺷﻬرة واﻟﻘﺑول‪ ،‬أو رﺑﻣﺎ ﺗﺗﻔوق ﻋﻠﯾﻬﺎ ﻓـﻲ‬
‫اﻟﺷﻛل واﻟﻣﺿﻣون‪ ،‬ﺑل ﺗﺗﺟﺎوز اﻟﻣﻌﺎرﺿﺔ ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟﺣﺎل اﻟﺗﻘﻠﯾد إﻟﻰ اﻹﺑداع ‪.‬‬
‫ﻧﺎﻟت ﻣﻌﺎرﺿﺎت ﺷوﻗﻲ اﻫﺗﻣﺎم اﻟﺑـﺎﺣﺛﯾن واﻟدارﺳـﯾن‪ ،‬ﻓـﺄﺟروا اﻟﻣﻘﺎرﻧـﺎت واﻟﻣوازﻧـﺎت‪ ،‬ﻓﻬـذا‬
‫ﻋﺑــد اﷲ اﻟﺗطــﺎوي ﻓــﻲ ﻛﺗﺎﺑــﻪ " اﻟﻣﻌﺎرﺿــﺔ ﺑــﯾن اﻟﺗﻘﻠﯾــد واﻹﺑــداع‪ ،‬وﻋﺑــد اﻟﻬــﺎدي اﻟطراﺑﻠﺳــﻲ ﻓــﻲ‬
‫ﺑﺣﺛــﻪ اﻟﻣﺳــﺗﻔﯾض ﻋــن ﺧﺻــﺎﺋص اﻷﺳــﻠوب ﻓــﻲ اﻟﺷــوﻗﯾﺎت‪ ،‬وأﺣﻣ ـد زﻛــﻲ ﻣﺑــﺎرك اﻟــذي أﻧﺷــﺄ‬
‫ﻓﺻﻼ ﻛﺎﻣﻼ ﻋن اﻟﺑﺣﺗري وﺷوﻗﻲ وﻋﻘد ﻣوازﻧﺔ ﺑﯾﻧﻬﻣﺎ ﻓﻲ ﺳﯾﻧﯾﺗﯾﻬﻣﺎ‪ ،‬ﻓﻛﺎن ﯾﻘف ﻋﻠـﻰ ﻣـواطن‬
‫اﻟﺟﻣــﺎل واﻹﺑــداع ﻓــﻲ ﺳــﯾﻧﯾﺔ اﻟﺑﺣﺗــري وﯾﻔﺿــﻠﻬﺎ ﻋﻠــﻰ ﻣــﺎ ﻋﻧــد ﺷــوﻗﻲ‪ ،‬ﻛﻣــﺎ ﯾﻘــف ﻋﻠــﻰ ﻣ ـواطن‬
‫)‪(1‬‬
‫اﻟﺟﻣﺎل واﻹﺑداع ﻓﻲ ﺳﯾﻧﯾﺔ ﺷوﻗﻲ وﯾﻔﺿﻠﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﻋﻧد اﻟﺑﺣﺗري ‪.‬‬
‫ﻟﻘد ﻛﺎن ﺣﻧﯾن ﺷوﻗﻲ إﻟﻰ وطﻧﻪ داﻓﻌﺎ ﻟﺑﺣﺛﻪ اﻟـداﺋب ﻋـن ﺗﺟـﺎرب ﻣﻣﺎﺛﻠـﺔ ﯾﺳـﻠو وﯾﺗﻌـزى ﺑﻬـﺎ‬
‫ﻋن ﻣﺻﺎﺑﻪ‪ ،‬ﻓوﺟد ﻟﻬﺎ ﻧظـﺎﺋر ﻋﻧـد اﻟﺑﺣﺗـري ﻓـﻲ ﺳـﯾﻧﯾﺗﻪ‪ ،‬واﻟﻣﺗﻧﺑـﻲ ﻓـﻲ ﻣﯾﻣﯾﺗـﻪ‪ ،‬واﺑـن زﯾـدون‬
‫ﻓﻲ ﻧوﻧﯾﺗﻪ‪ ،‬ﻓﺟﺎءت اﻟﻘﺻـﯾدة ﻣـن ﻧﻔـس اﻟﺑﺣـر واﻟﻘﺎﻓﯾـﺔ واﻟـروي وﺣرﻛﺗـﻪ‪ ،‬ﻟﻛـن اﺳـﺗطﺎع ﺷـوﻗﻲ‬
‫أن ﯾﺟﻌل ﻣن اﻟﺑﻧﯾﺔ اﻹﯾﻘﺎﻋﯾـﺔ اﻟﺗـﻲ اﺳـﺗﻘﺎﻫﺎ ﻣـن ﺧـﻼل ﻫـذﻩ اﻟﻣﻌﺎرﺿـﺔ ﻗﺎﻟﺑـﺎ ﺻـب ﻓﯾـﻪ ﺗﺟرﺑﺗـﻪ‬
‫اﻟﺧﺎﺻﺔ‪ ،‬وﻛﺎﻧت ذاﺗﯾﺗﻪ ﺑﺎرزة ﺑﻠﻣﺳﺔ ﻓﻧﯾﺔ ﻣﺗﻣﯾزة ﺗﻌﻛس ﺧﺻﺎﺋص ﺷﻌر ﺷوﻗﻲ ‪.‬‬
‫ﻟﻘــد أﻋﺟــب ﺷــوﻗﻲ ﺑﺎﻟﺷــﻌراء اﻟﺛﻼﺛــﺔ واﻓﺗــﺗن ﺑﻔــن اﻟﺷــﻌر ﻋﻧــدﻫم‪ ،‬ﻓ ـراح ﯾﺟــﺎرﯾﻬم وﯾﻘﺗﻔــﻲ‬
‫آﺛﺎرﻫم‪ ،‬وﯾﻧﺳﺞ ﻋﻠﻰ ﻣﻧواﻟﻬم ﺷﻌ ار ﺣدﯾﺛﺎ ﺑوﺷﻲ ﻣن وﺣﻲ اﻟﻣﺎﺿﻲ اﻟزاﻫر‪ ،‬ﻓﺄﺧرج ﻟﻧﺎ ﻗﺻـﺎﺋد‬
‫ﻛﺎﻧت ﺷﻬدا ﻣن ﻣﺳﺗﺧﻠص اﻟرﺣﯾق اﻟﺻﺎﻓﻲ ‪.‬‬

‫‪ -1‬ﯾﻧظر ‪ :‬زﻛﻲ ﻣﺑﺎرك‪ ،‬أﺣﻣد ﺷوﻗﻲ‪ ،‬إﻋداد وﺗﻘدﯾم ﻛرﯾﻣﺔ زﻛﻲ ﻣﺑﺎرك دار اﻟﺟﯾل ﺑﯾروت ‪ 1408‬ه – ‪ 1988‬م‪ ،‬ﺑﺎب‬
‫اﻟﻣوازﻧﺔ ﺑﯾن اﻟﺷﻌراء ﻓﺻل ﺷوﻗﻲ واﻟﺑﺣﺗري ص ) ﻣن ‪ 110‬إﻟﻰ ‪( 153‬‬
‫‪82‬‬
‫أﻧﺪﻟﺴﻴﺎت أﺣﻤﺪ ﺷﻮ ‪ ..‬ﺳﻤﺎ ﺎ ﺳﻠﻮ ﻴﺔ‬

‫ب‪ -‬إﯾﻘﺎع اﻟﺗﺷﺎﻛل اﻟﺻوﺗﻲ ‪:‬‬


‫ﻣوﺳﯾﻘﻰ اﻟﺷـﻌر ﺗﻧﻘﺳـم إﻟـﻰ ﻧـوﻋﯾن ؛ ﻣوﺳـﯾﻘﻰ ﺧﺎرﺟﯾـﺔ ﻣﺗﻣﺛﻠـﺔ ﻓـﻲ اﻟـوزن واﻟﻘﺎﻓﯾـﺔ‪،‬‬
‫وﻫﻲ اﻟﻣﻣﯾزة ﻟﻠﺷﻌر ﻋن ﻛﻼم اﻟﻧﺛر اﻟﻌﺎدي‪ ،‬وﻣوﺳـﯾﻘﻰ داﺧﻠﯾـﺔ‪ ،‬ﻣﺗﻣﺛﻠـﺔ ﻓـﻲ ﻋﻧﺎﺻـر‬
‫ﺗﺗﺿـﻣﻧﻬﺎ ﻟﻐــﺔ اﻟﺷـﺎﻋر‪ ،‬وأﺳــﻠوﺑﻪ‪ ،‬ﻛﺎﻟﺗﺻـرﯾﻊ واﻟﺗﻛـرار واﻟﺟﻧـﺎس وﺧﺻــﺎﺋص أﺻـوات‬
‫اﻟﺣــروف‪ ،‬ﻣرﺗﺑطــﺔ ﺑــﺎﻟﺟو اﻟﻧﻔﺳــﻲ اﻟــذي ﯾﻌﯾﺷــﻪ ‪ ..‬وﻫــذﻩ اﻟﻣوﺳــﯾﻘﻰ ﻫــﻲ اﻟﺗــﻲ ﺗﻣﯾــز‬
‫اﻟﺷﻌر اﻟرﻓﯾﻊ ﻋن ﻏﯾرﻩ ﻣن اﻟﻧظم‪ ،‬وﺗﻛون ﻣﻛﻣﻼ ﻟﻧظﺎم اﻹﯾﻘﺎع اﻟﺷﻌري اﻟﻌﺎم ‪.‬‬
‫‪ -‬اﻟﺗﺻرﯾﻊ ‪ :‬ﺟﺎء ﻓﻲ اﻟﻌﻣدة ﻗول اﺑـن رﺷـﯾق ‪ » :‬ﻓﺄﻣـﺎ اﻟﺗﺻـرﯾﻊ ﻓﻬـو ﻣـﺎ ﻛﺎﻧـت ﻋـروض‬
‫)‪(1‬‬
‫وﻫــو ﯾﺧــﺗص ﺑﻣطــﺎﻟﻊ‬ ‫اﻟﺑﯾــت ﻓﯾــﻪ ﺗﺎﺑﻌــﺔ ﻟﺿـرﺑﻪ ‪ :‬ﺗــﻧﻘص ﺑﻧﻘﺻــﻪ‪ ،‬وﺗزﯾــد ﺑزﯾﺎدﺗــﻪ ‪«.‬‬
‫اﻟﻘﺻﺎﺋد دون ﻏﯾرﻫـﺎ‪ .‬ﯾﻘـﻊ ﻓـﻲ ﺷـﻌر ﺷـوﻗﻲ ﻓـﻲ اﻟﻣطـوﻻت اﻷﻧدﻟﺳـﯾﺔ ﻣﺛـل اﻟﺳـﯾﻧﯾﺔ اﻟﺗـﻲ‬
‫ﻣطﻠﻌﻬﺎ ‪:‬‬
‫أذﻛ ار ﻟﻲ اﻟﺻﺑﺎ وأﯾﺎم أﻧﺳﻲ‬ ‫اﺧﺗﻼف اﻟﻧﻬﺎر واﻟﻠﯾل ﯾﻧﺳﻲ‬
‫اﻧﺗﻬﻰ اﻟﺻدر ﺑﻠﻔظﺔ "ﯾﻧﺳﻲ" واﻟﻌﺟز ﺑﻠﻔظﺔ "أﻧﺳﻲ" وﻛﺄن ﻓﻲ اﻟﺑﯾت ﻗﺎﻓﯾﺗﺎن أﺣدﺛﺗﺎ‬
‫ﺗوازﻧﺎ ﺑﯾن ﺷطري اﻟﺑﯾت ﺷ ّﻛل ﻣوﺳﯾﻘﻰ اﻟﻣدﺧل ﻟﻠﻘﺻﯾدة واﺳﺗﻬﻼﻻ ﻟﻣﺎ ﺳﯾﺄﺗﻲ ﻣن‬
‫ﻣﻌﺎن وﻋواطف ‪ .‬ﻛذﻟك ﻧﺟد ﻓﻲ ﻣطﻠﻊ اﻟﻧوﻧﯾﺔ ‪:‬‬
‫ﻧﺷﺟﻰ ﻟوادﯾك أم ﻧﺄﺳﻰ ﻟوادﯾﻧﺎ‬ ‫ﯾﺎ ﻧﺎﺋﺢ اﻟطﻠﺢ أﺷﺑﺎﻩ ﻋوادﯾﻧﺎ‬
‫اﻧﺗﻬﻰ اﻟﺻدر ﺑـ "ﻋوادﯾﻧﺎ" واﻟﻌﺟز ﺑـ "ﻟوادﯾﻧﺎ"‬
‫‪ -‬اﻟﺗﺻـــدﯾر ‪ :‬ﯾﻌرﻓــﻪ اﺑــن رﺷ ــﯾق ‪ » :‬وﻫ ــو‪ ،‬أن ﯾ ــرد أﻋﺟــﺎز اﻟﻛــﻼم ﻋﻠ ــﻰ ﺻ ــدورﻩ‪،‬‬
‫ﻓﯾــدل ﺑﻌﺿــﻪ ﻋﻠــﻰ ﺑﻌــض‪ ،‬وﯾﺳــﻬل اﺳــﺗﺧراج ﻗ ـواﻓﻲ اﻟﺷــﻌر إذا ﻛــﺎن ﻛــذﻟك وﺗﻘﺗﺿــﯾﻬﺎ‬
‫اﻟﺻﻧﻌﺔ‪ ،‬وﯾﻛﺳب اﻟﺑﯾت اﻟـذي ﯾﻛـون ﻓﯾـﻪ أﺑﻬـﺔ‪ ،‬وﯾﻛﺳـوﻩ روﻧﻘـﺎ ودﯾﺑﺎﺟـﺔ وﯾزﯾـدﻩ ﻣﺎﺋﯾـﺔ‬
‫وطﻼوة «)‪ .(2‬وﻗـد ﻗﺳـم ﻫـذا اﻟﺑـﺎب ﻋﺑـد اﷲ ﺑـن اﻟﻣﻌﺗـز ﻋﻠـﻰ ﺛﻼﺛـﺔ أﻗﺳـﺎم ‪ »:‬أﺣـدﻫﺎ ‪:‬‬
‫ﻣﺎ ﯾواﻓق آﺧر ﻛﻠﻣﺔ ﻣن اﻟﺑﯾت آﺧر ﻛﻠﻣﺔ ﻣن اﻟﻧﺻف اﻷول‪ ،‬ﻧﺣو ﻗول اﻟﺷﺎﻋر ‪:‬‬

‫‪ -1‬اﺑن رﺷﯾق‪ ،‬اﻟﻌﻣدة‪ ،‬ص ‪173‬‬


‫‪ -2‬اﻟﻣﺻدر ﻧﻔﺳﻪ‪ ،‬ص ‪207‬‬
‫‪83‬‬
‫أﻧﺪﻟﺴﻴﺎت أﺣﻤﺪ ﺷﻮ ‪ ..‬ﺳﻤﺎ ﺎ ﺳﻠﻮ ﻴﺔ‬

‫ﻓﻲ ﺟﯾش رأي ﻻ ﯾﻔل ﻋرﻣرم‬ ‫ﺗﻠﻘﻰ إذا ﻣﺎ اﻟﺟﯾش ﻛﺎن ﻋرﻣرﻣﺎ‬
‫اﻵﺧر ‪ :‬ﻣﺎ ﯾواﻓق آﺧر ﻛﻠﻣﺔ ﻓﻲ اﻟﺑﯾت أول ﻛﻠﻣﺔ ﻣﻧﻪ‪ ،‬ﻧﺣو ﻗوﻟﻪ ‪:‬‬
‫وﻟﯾس إﻟﻰ داﻋﻲ اﻟﻧدى ﺑﺳرﯾﻊ‬ ‫ﺳرﯾﻊ إﻟﻰ اﺑن اﻟﻌم ﯾﺷﺗم ﻋرﺿﻪ‬
‫واﻟﺛﺎﻟث ‪ :‬ﻣﺎ ﯾواﻓق آﺧر ﻛﻠﻣﺔ ﻣن اﻟﺑﯾت ﺑﻌض ﻣﺎ ﻓﯾﻪ ﻛﻘول اﻵﺧر‪:‬‬
‫«)‪.(1‬‬ ‫ﺳﻬﺎم اﻟﻣوت وﻫﻲ ﻟﻪ ﺳﻬﺎم‬ ‫ﻋزﯾز ﺑﻧﻲ ﺳﻠﯾم أﻗﺻدﺗﻪ‬
‫ﻧﺟد ذﻟك ﻋﻧد ﺷوﻗﻲ ﻓﻲ ﻗوﻟﻪ ﻣن ﺳﯾﻧﯾﺗﻪ ‪:‬‬
‫اﻗﻛم ﯾﻛﺎد ﻓﻲ ﻏﻠس اﻷﺳﺣﺎر ﯾطوﯾﻧﺎ‬
‫ﻧطوي دﺟﺎﻩ ﺑﺟرح ﻣن ﻓر ُ‬
‫وﻓﻲ ﻗوﻟﻪ‪ :‬إذا ﺣﻣﻠﻧﺎ ﻟﻣﺻر أو ﻟﻪ ﺷﺟﻧﺎ ﻟم ﻧدر ‪ :‬أي ﻋوى اﻷﻣﯾن ﺷﺎﺟﯾﻧﺎ‬
‫وﻣن اﻟﻣﯾﻣﯾﺔ ﻓﻲ رﺛﺎء أﻣﻪ ﻧﺟد اﻷﺑﯾﺎت اﻟﺗﺎﻟﯾﺔ ‪:‬‬
‫وﻻ اﻟﻣوت إﻻ اﻟروح ﻓﺎرﻗت اﻟﺟﺳﻣﺎ‬ ‫وﻣﺎ اﻟﻌﯾش إﻻ اﻟﺟﺳم ﻓﻲ ظل روﺣﻪ‬
‫وﻛم ﻧﺎزع ﺳﻬﻣﺎ ﻓﻛﺎن ﻫو اﻟﺳﻬﻣﺎ‬ ‫أﺳت ﺟرﺣﻬﺎ اﻷﻧﺑﺎء ﻏﯾر رﻓﯾﻘﺔ‬
‫وﻻ اﻟﻌدل إﻻ ﺣﺎﺋط ﯾﻌﺻم اﻟﺣﻛﻣﺎ‬ ‫وﻣﺎ اﻟﺣﻛم إﻻ أوﻟﻲ اﻟﺑﺄس دوﻟﺔ‬
‫» إن اﻟﺗﺻ ــدﯾر ﯾﻌ ــد ﻣرﺣﻠ ــﺔ ﻣﺗط ــورة ﻣ ــن اﻟﺗﻘﻔﯾ ــﺔ اﻟداﺧﻠﯾ ــﺔ‪ ،‬وﻻﺷ ــك أن اﻟﻘﺎﻓﯾ ــﺔ ﻛﻠﻣ ــﺎ‬
‫أﻣﻌﻧت ﻓﻲ اﺗﺟﺎﻫﻬﺎ اﻟدﺧﻠﻲ ﻧﺣو اﻟﻧص ﻟﻠﺗﻌﺑﯾر ﻋن ﺣرﻛﺔ اﻟذات‪ ،‬وأﺷواﻗﻬﺎ اﻟﺧﺎﺻﺔ‪،‬‬
‫ورﻏﺑﺗﻬ ـ ـ ــﺎ اﻟﻣﻛﺑوﺗ ـ ـ ــﺔ‪ ،‬ازدادت ﻋﻼﻗﺗﻬ ـ ـ ــﺎ اﻹﺷ ـ ـ ــﻛﺎﻟﯾﺔ ﺗـ ـ ـ ـوﺗ ار ﻣ ـ ـ ــﻊ ﻣواﺿ ـ ـ ــﻌﺎت اﻟﺑﻧﯾ ـ ـ ــﺔ‬
‫)‪(2‬‬
‫اﻹطﺎرﯾﺔ«‪.‬‬

‫‪ -‬اﻟﺗﻘﺳﯾم ‪ :‬أو ﻣﺎ ﯾطﻠق ﻋﻠﯾﻪ ﺑـ "اﻟﻣوازﻧﺔ"‪ ،‬ﻓن ﻣن ﻓﻧون اﻟﺑدﯾﻊ اﻟﻣﻌﻧوي‪ ،‬وﻫو ﻓﻲ‬
‫ﺟزأﺗﻪ‪ .‬أﻣﺎ ﻓﻲ اﻻﺻطﻼح ﻓﺎﺧﺗﻠﻔت ﻓﯾﻪ اﻟﻌﺑﺎرات‪ ،‬واﻟﻛل‬
‫ﻣﺻدر ﻗﺳﻣت اﻟﺷﻲء إذا ّ‬ ‫اﻟﻠﻐﺔ‬
‫راﺟﻊ إﻟﻰ ﻣﻘﺻود واﺣد‪ .‬أﻗﺳﺎﻣﻪ ﺛﻼﺛﺔ ‪:‬‬

‫‪ -1‬اﺑن اﻟﻣﻌﺗز‪ ،‬ﻛﺗﺎب اﻟﺑدﯾﻊ‪ ،‬ﺗﺢ ‪ :‬ﻋرﻓﺎن ﻣطرﺟﻲ‪ ،‬ﻣؤﺳﺳﺔ اﻟﻛﺗﺎب اﻟﺛﻘﺎﻓﯾﺔ‪ ،‬ط ‪ 2012 ،1‬م‪ ،‬ص ‪62‬‬
‫‪ -2‬ﺣﺳﺎم أﯾوب‪ ،‬اﻹﯾﻘﺎع ﻓﻲ ﺷﻌر أﺣﻣد ﺷوﻗﻲ دراﺳﺔ أﺳﻠوﺑﯾﺔ‪ ،‬ص ‪93‬‬
‫‪84‬‬
‫أﻧﺪﻟﺴﻴﺎت أﺣﻤﺪ ﺷﻮ ‪ ..‬ﺳﻤﺎ ﺎ ﺳﻠﻮ ﻴﺔ‬

‫أ‪ -‬اﺳﺗﯾﻔﺎء ﺟﻣﯾﻊ أﻗﺳﺎم اﻟﻣﻌﻧﻰ‪ ،‬وﻗد ﯾﻧﻘﺳم اﻟﻣﻌﻧﻰ إﻟﻰ اﺛﻧﯾن ﻻ ﺛﺎﻟث ﻟﻬﻣﺎ‪ ،‬أو إﻟﻰ ﺛﻼﺛﺔ ﻻ‬
‫راﺑﻊ‬
‫ﻟﻬﺎ‪ ،‬أو إﻟﻰ أرﺑﻌﺔ ﻻ ﺧﺎﻣس ﻟﻬﺎ‪ ،‬وﻫﻛذا‪.‬‬
‫ب‪ -‬ﯾﺗﻣﺛل ﻓﻲ ذﻛر أﺣوال اﻟﺷﻲء ﻣﺿﺎﻓﺎ إﻟﻰ ﻛل ﺣﺎﻟﺔ ﻣﺎ ﯾﻼﺋﻣﻬﺎ وﯾﻠﯾق ﺑﻬﺎ‪.‬‬
‫ج‪ -‬ﯾﺗﻣﺛل ﻓﻲ اﻟﺗﻘطﯾﻊ‪ ،‬وﯾﻘﺻد ﺑـﻪ ﺗﻘطﯾـﻊ أﻟﻔـﺎظ اﻟﺑﯾـت اﻟواﺣـد ﻣـن اﻟﺷـﻌر إﻟـﻰ أﻗﺳـﺎم ﺗﻣﺛـل‬
‫ﺗﻔﻌﯾﻼﺗﻪ‬
‫)‪( 1‬‬
‫اﻟﻌروﺿﯾﺔ‪ ،‬أو إﻟﻰ ﻣﻘﺎطﻊ ﻣﺗﺳﺎوﯾﺔ ﻓﻲ اﻟوزن وﯾﺳﻣﻰ اﻟﺗﻘﺳﯾم ﺣﯾﻧﺋذ) اﻟﺗﻘﺳﯾم ﺑﺎﻟﺗﻘطﯾﻊ (‬

‫وﻣــﺎ ﯾﻬﻣﻧــﺎ ﻓــﻲ ﻫــذﻩ اﻟد ارﺳــﺔ اﻟﻘﺳــم اﻟﺛﺎﻟــث اﻟــذي ﯾﺗﻣﺛــل ﻓــﻲ اﻟﺗﻘطﯾــﻊ‪ ،‬ﻗــﺎل ﻋﻧــﻪ ﻋﺑــد اﻟﻬــﺎدي‬
‫اﻟطراﺑﻠﺳﻲ ‪ » :‬ﻫذا اﻷﺳﻠوب ﻣن اﻟﺗﻘطﯾـﻊ ﯾﺗﻣﺛـل ﻓـﻲ إﻗﺎﻣـﺔ اﻟﺷـطرﯾن ﻣـن اﻟﺑﯾـت ﻋﻠـﻰ ﻣﻔـردات‬
‫ﯾﻧﺎﺳب ﺗﻘطﯾﻊ ﻛل ﻣﻧﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﺷطر اﻷول ﺗﻘطﯾﻊ ﻧظﯾرﻩ ﻓﻲ اﻟﺷطر اﻟﺛﺎﻧﻲ ﻣﻧﺎﺳﺑﺔ ﺗﺎﻣﺔ أو ﺗﻧـزع‬
‫إﻟﻰ أن ﺗﻛـون ﺗﺎﻣـﺔ ‪ .‬وﻫـذا اﻟﻧـوع ﻣـن اﻟﺗﻘطﯾـﻊ ﻫـو اﻟـذي اﺳـﺗوﻗف اﻟﻘـداﻣﻰ ﻓﺗوﺳـﻌوا ﻓـﻲ درﺳـﻪ‪،‬‬
‫واﺻــطﻠﺣوا ﻋﻠــﻰ ﺗﺳــﻣﯾﺗﻪ ﺑﺎﻟﻣوازﻧــﺔ‪ ،‬واﻟﻣوازﻧــﺔ ﻓــﻲ اﻟﺷــوﻗﯾﺎت أﻛﺛــر اط ـرادا ﻣــن ﺟﻣﻠــﺔ أﻧـ ـواع‬
‫)‪(2‬‬
‫اﻟﺗﻘطﯾﻊ ‪«.‬‬

‫ورد ﻣن ذﻟك ﻓﻲ أﻧدﻟﺳﯾﺎت ﺷوﻗﻲ ﻣﺎﯾﻠﻲ ‪:‬‬

‫ﻗﺻﯾدﺗﻪ اﻟﻣﯾﻣﯾﺔ ﻓﻲ رﺛﺎء أﻣﻪ‪ ،‬ﺗﺳﺎوي اﻟﻣﻘﺎطﻊ ﻓﻲ اﻷﺑﯾﺎت‪:‬‬


‫ﻛﻼﻣﺎ ﻋﻠﻰ ﺳﻣﻌﻲ‪ ،‬وﻓﻲ ﻛﺑدي ﻛﻠﻣﺎ‬ ‫ﻓﺄوﺟﺳت رﻧﺔَ‬
‫ُ‬ ‫ارد واﻟﻧﺎﻋﻲ‪،‬‬
‫ﺗو َ‬
‫رﻣﺎ‬
‫وأدﻣﻰ وﻣﺎ داوى‪ ،‬وأوﻫﻰ وﻣﺎ ّ‬ ‫أﺑﺎن وﻟم ﯾﻧﺑس‪ ،‬وأدى وﻟم ﯾﻔﻪ‬
‫ﺳﻌدى‪ ،‬وﺟﻧﺣﺎ إﻟﻰ ﺳﻠﻣﻰ‬
‫ﻓﺟﻧﺣﺎ إﻟﻰ ُ‬ ‫إذا ﺟﻧﻧﻲ اﻟﻠﯾل‪ ،‬اﻫﺗززت إﻟﯾﻛﻣﺎ‬
‫ﻓﻬذا اﻟﺗﻘطﯾﻊ ظﻬر ﻓﻲ اﻟﻔواﺻل اﻟﺗﺎﻟﯾﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﺳﺗوى اﻟﺑﯾت اﻷول‪:‬‬
‫) ﺗوارد واﻟﻧﺎﻋﻲ ( ) ﻓﺄوﺟﺳت رﻧ ًﺔ ( ) ﻛﻼﻣﺎ ﻋﻠﻰ ﺳﻣﻌﻲ ( ) وﻓﻲ ﻛﺑدي ﻛْﻠﻣﺎ(‬

‫‪ -1‬ﻋﺑد اﻟﻌزﯾز ﻋﺗﯾق‪ ،‬ﻋﻠم اﻟﺑدﯾﻊ‪ ،‬دار اﻟﻧﻬﺿﺔ اﻟﻌرﺑﯾﺔ‪ ،‬ص ‪140‬‬
‫‪ -2‬ﻋﺑد اﻟﻬﺎدي اﻟطراﺑﻠﺳﻲ‪ ،‬ﺧﺻﺎﺋص اﻷﺳﻠوب ﻓﻲ اﻟﺷوﻗﯾﺎت‪ ،‬ص ‪77‬‬
‫‪85‬‬
‫أﻧﺪﻟﺴﻴﺎت أﺣﻤﺪ ﺷﻮ ‪ ..‬ﺳﻤﺎ ﺎ ﺳﻠﻮ ﻴﺔ‬

‫وﻋﻠﻰ ﻣﺳﺗوى اﻟﺑﯾت اﻟﺛﺎﻧﻲ‪:‬‬


‫رﻣﺎ(‬
‫) وأدﻣﻰ وﻣﺎ داوى ( ) وأوﻫﻰ وﻣﺎ ّ‬ ‫)أﺑﺎن وﻟم ﯾﻧﺑس ( ) وأدى وﻟم ﯾﻔﻪ (‬
‫أﻣﺎ اﻟﺑﯾت اﻟﺛﺎﻟث‪:‬‬
‫ﺳﻌدى ( ) وﺟﻧﺣﺎ إﻟﻰ ﺳﻠﻣﻰ(‬
‫) ﻓﺟﻧﺣﺎ إﻟﻰ ُ‬ ‫) إذا ﺟﻧﻧﻲ اﻟﻠﯾل ( ) اﻫﺗززت إﻟﯾﻛﻣﺎ(‬
‫وﻓﻲ ﻧوﻧﯾﺗﻪ اﻟﺗﻲ ﻋﺎرض ﺑﻬﺎ ﻧوﻧﯾﺔ اﺑن زﯾدون ﻗوﻟﻪ ‪:‬‬

‫)ﻧﺷﺟﻰ ﻟوادﯾك(‪) ،‬أم ﻧﺄﺳﻰ ﻟوادﯾﻧﺎ(‬ ‫)ﯾﺎ ﻧﺎﺋﺢ اﻟطﻠﺢ(‪) ،‬أﺷﺑﺎﻩ ﻋوادﯾﻧﺎ(‬

‫اﻟدﻫر ﻣﺎﺷﯾﻧﺎ(‬
‫)واﻟﺳﻌد ﺣﺎﺷﯾﺔٌ(‪) ،‬و ّ‬ ‫)اﻟوﺻل ﺻﺎﻓﯾﺔٌ(‪) ،‬واﻟﻌﯾش ﻧﺎﻏﯾﺔٌ(‬

‫ﻓﻬذا اﻟﺗﻘطﯾﻊ ﺗﻧﺷﺄ ﻋﻧﻪ ﻓواﺻل ﻣوﺳﯾﻘﯾﺔ ﻣﺗﺳﺎوﯾﺔ‪ ،‬ﻫﻲ ﻣن ﺿﻣن ﻣوﺳﯾﻘﻰ اﻹطﺎر اﻟدﻻﻟﻲ‬
‫اﻟﻣوﺳﻊ‪ ،‬اﻟﺗﻲ ﺗﻌﺗﺑر ﺗواﺷﯾﺢ ﺧﺎﺻﺔ ﺗزرع ﻓﻲ اﻹطﺎر اﻟﻣوﺳﯾﻘﻲ اﻟﻌﺎم‪ ،‬ﻓﺗزﯾد أﺻواﺗﻪ‬
‫اﻧﺳﺟﺎﻣﺎ‪ ،‬وﻣﺿﻣوﻧﻪ ﺟﻼء ‪.‬‬

‫اﻟدﻫر ﻣﺎﺷﯾﻧﺎ‬
‫واﻟﺳﻌد ﺣﺎﺷﯾﺔٌ‪ ،‬و ّ‬ ‫اﻟوﺻل ﺻﺎﻓﯾﺔٌ‪ ،‬واﻟﻌﯾش ﻧﺎﻏﯾﺔٌ‬ ‫ٕواذا ﺗﺄﻣﻠﻧﺎ اﻟﺑﯾت ‪:‬‬

‫ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ــ ـ ـ ــ ـ ب ـ ــ ـ ـ ــ ـ ـ ــ ـ ـ ــ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ أ‬ ‫ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــ ـ ـ ــ ـ ـ ــ ـ ـ ــ ـ ـ ـ ـ ب ــ ـ ـ ــ ـ ـ ــ ـ ـ ــ ـ ـ ــ ـ ـ ــ ــ ب‬

‫وﺟدﻧﺎﻩ ﯾﺗﺿﻣن ﻗﺎﻓﯾﺔ داﺧﻠﯾﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺳﺗوى اﻷﻓﻘﻲ‪ ،‬ﻣﺗﻣﺛﻠﺔ ﻓﻲ أواﺧر اﻟﻔواﺻل اﻟﺛﻼث‬
‫) ﺻﺎﻓﯾﺔٌ‪ ،‬ﻧﺎﻏﯾﺔٌ‪ ،‬ﺣﺎﺷﯾﺔٌ ( ﯾﺳﻣﻰ ﻫذا ﺑـ " اﻟﺗرﺻﯾﻊ " وﻗد ﻋرﻓﻪ أﺑو ﻫﻼل اﻟﻌﺳﻛري ﺑﻘوﻟﻪ ‪:‬‬
‫)‪(1‬‬
‫ﻓﺻﻠﺗﻪ ‪«.‬‬
‫رﺻﻌت اﻟﻌﻘد‪ ،‬إذا ّ‬
‫» وﻫو أن ﯾﻛون ﺣﺷو اﻟﺑﯾت ﻣﺳﺟوﻋﺎ‪ ،‬وأﺻﻠﻪ ﻣن ﻗوﻟﻬم ‪ّ :‬‬

‫وﻓﻲ ﻣﺛل ﻗول ﺷوﻗﻲ ‪:‬‬

‫ـت واﻟ ـ ـ ـرﯾﺢ ِ‬


‫ﻋﻧﺳ ـ ــﻲ‬ ‫وﺑﺳ ـ ــﺎط طوﯾـ ـ ـ ُ‬ ‫ﯾت واﻟﺑـ ــرق طرﻓـ ــﻲ‬
‫رب ﻟﯾـ ــل ﺳ ـ ـر ُ‬
‫ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ب ــ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ أ‬ ‫ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ب ــ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ أ‬

‫‪ -1‬أﺑو ﻫﻼل اﻟﻌﺳﻛري‪ ،‬ﻛﺗﺎب اﻟﺻﻧﺎﻋﺗﯾن‪ ،‬ﺗﺢ ‪ :‬ﻋﻠﻲ اﻟﺑﺟﺎوي و ﻣﺣﻣد اﺑراﻫﯾم‪ ،‬دار إﺣﯾﺎء اﻟﻛﺗب اﻟﻌرﺑﯾﺔ‪ ،‬ط ‪، 1‬‬
‫‪ 1952‬م‪ ،‬ص ‪253‬‬
‫‪86‬‬
‫أﻧﺪﻟﺴﻴﺎت أﺣﻤﺪ ﺷﻮ ‪ ..‬ﺳﻤﺎ ﺎ ﺳﻠﻮ ﻴﺔ‬

‫ـف طﻣـ ـ ـ ـ ِ‬
‫ـس‬ ‫وﻣﻧ ـ ـ ـ ٍ‬
‫ـﺎر ﻣـ ـ ـ ــن اﻟطّواﺋ ـ ـ ـ َ‬ ‫ـف ِ‬
‫درس‬ ‫ﻓ ـ ــﻲ دﯾ ـ ـ ٍ‬
‫ـﺎر ﻣ ـ ــن اﻟﺧﻼﺋ ـ ـ َ‬
‫ـــــــــــــــ ب ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ ج‬ ‫ـــــــــــــــــــــ ب ـــــــــــــــــــــــــــــــ ج‬
‫ـــــــــ أ‬ ‫ـــــــــــــ أ‬

‫ﻛﻣﺎ ﺗوﺟد ﻗﺎﻓﯾﺔ داﺧﻠﯾﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺳﺗوى اﻟﻌﻣودي ﯾﺷﺗرك ﻓﯾﻬﺎ ﺑﯾﺗﺎن أو أﻛﺛر‪ ،‬ﻣﺛل ﻗول ﺷوﻗﻲ ‪:‬‬

‫وأوﻟﯾـ ـ ِ‬
‫ـت ﺟﺛﻣـ ــﺎﻧﻲ ﻣـ ــن اﻟﻣﻧـ ــﺔ اﻟﻌظﻣـ ــﻰ‬ ‫أﺳﻠﻔت ﻓﻲ اﻟﻣﻬد ﻣن ٍﯾد‬
‫ِ‬ ‫ﺣﻠﻔت ﺑﻣﺎ‬
‫ُ‬
‫ـ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ أ‬ ‫ــ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ب‬
‫ﺗﻠﯾ ــد اﻟﺧ ــﻼل اﻟﻛﺛ ــر‪ ،‬واﻟط ــﺎرف اﻟﺟﻣ ــﺎ‬ ‫ـوط ﺑـ ـ ـ ـ ــﺎﻟﺟﻼل ﻣﻘﻠّـ ـ ـ ـ ـ ٍـد‬
‫وﻗﺑـ ـ ـ ـ ــر ﻣﻧـ ـ ـ ـ ـ ٍ‬

‫ـ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ أ‬ ‫ــ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ب‬

‫وﻫﻲ ﻣن أﺷﻛﺎل اﻟﺗرﺻﯾﻊ‪ ،‬ﺣﯾث أﺟرى ﺷوﻗﻲ اﻟﻘﺎﻓﯾﺔ اﻟداﺧﻠﯾﺔ ﻣﻐﺎﯾرة ﻟﻠﻘﺎﻓﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ‪ ،‬وﻟم‬
‫وﺳﻊ اﺳﺗﻌﻣﺎﻟﻬﺎ إﻟﻰ أﻛﺛر ﻣن ﺑﯾت‪ ،‬وﺑذﻟك ﻧﺗﺑﯾن أن ﻟﻠﻘﺎﻓﯾﺔ‬
‫ﯾﻛﺳﺑﻬﺎ طﺎﻗﺔ دﻻﻟﯾﺔ ﺧﻼﻗﺔ إﻻ إذا ّ‬
‫)‪(1‬‬
‫اﻟداﺧﻠﯾﺔ وظﯾﻔﺔ ﺧﺎﺻﺔ ﻓﻲ اﻟﻘﺻﯾدة‪ ،‬ﺗﺗﻣﺛل ﻓﻲ اﻟرﺑط ﺑﯾن اﻟﻘﺿﺎﯾﺎ ﺑﺄﺷﻛﺎل ﻣﺧﺻوﺻﺔ ‪.‬‬
‫ﻫذﻩ اﻟﻘﺎﻓﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﻣﺛل ﻣوﺳﯾﻘﻰ اﻟﺣﺷو‪ ،‬وﺗﻌزز اﻟﻘﺎﻓﯾﺔ اﻟﻣﺷروطﺔ‪ ،‬وﺗﺻﺑﺢ ﻫذﻩ اﻷﺧﯾرة ـ ـ أي‬
‫اﻟﻘﺎﻓﯾﺔ اﻟﺧﺎرﺟﯾﺔ ـ ـ ﺑﻣﺛﺎﺑﺔ اﻟﺧرﺟﺔ اﻟﻣوﺳﯾﻘﯾﺔ اﻟﻣﺟردة ‪.‬‬

‫‪ -‬اﻟﺗﻛرار ‪ » :‬ﻫو ﻣﺻدر اﻟﻔﻌل "ﻛرر" ﺑﻣﻌﻧﻰ ردد وأﻋﺎد‪ ،‬وﯾﻘﺎل ﻛرر اﻟﺷﻲء ﺗﻛـ ار ار أ ﺗﻛرﯾـ ار‬
‫)‪(2‬‬
‫وﯾﻘول اﺑن ﺳـﻧﺎن اﻟﺧﻔـﺎﺟﻲ ﻣﻌﻠﻘـﺎ ﻋﻠـﻰ ﻫـذﻩ اﻟظـﺎﻫرة ‪.. » :‬‬ ‫ﺑﻣﻌﻧﻰ أﻋﺎدﻩ ﻣرة ﺑﻌد أﺧرى «‪.‬‬
‫وﻣﺎ أﻋرف ﺷﯾﺋﺎ ﯾﻘدح ﻓﻲ اﻟﻔﺻﺎﺣﺔ وﯾﻐض ﻣن طﻼوﺗﻬﺎ أظﻬـر ﻣـن اﻟﺗﻛـرار ﻟﻣـن ﯾـؤﺛر ﺗﺟﻧﺑـﻪ‪،‬‬
‫وﺻـﯾﺎﻧﺔ ﻧﺳــﺟﻪ ﻋﻧــﻪ‪ ،‬إذ ﻛــﺎن ﻻ ﯾﺣﺗـﺎج إﻟــﻰ ﻛﺑﯾــر ﺗﺄﻣــل‪ ،‬وﻻ دﻗﯾـق ﻧظــر‪ ،‬وﻗﻠﻣــﺎ ﯾﺧﻠــو واﺣــد‬
‫ﻣــن اﻟﺷــﻌراء اﻟﻣﺟﯾــدﯾن أو اﻟﻛﺗــﺎب ﻣــن اﺳــﺗﻌﻣﺎل أﻟﻔــﺎظ ﯾــدﯾرﻫﺎ ﻓــﻲ ﺷــﻌرﻩ‪ ،‬ﺣﺗــﻰ ﻻ ﯾﺧـ ّـل ﻓــﻲ‬

‫‪ -1‬اﻟطراﺑﻠﺳﻲ‪ ،‬ﺧﺻﺎﺋص اﻷﺳﻠوب ﻓﻲ اﻟﺷوﻗﯾﺎت‪ ،‬ص ‪84‬‬


‫‪ -2‬اﻟﻔﯾروز أﺑﺎدي‪ ،‬اﻟﻘﺎﻣوس اﻟﻣﺣﯾط‪ ،‬ﻣﺎدة "ﻛرر" ﺗﺢ ‪ :‬أﻧس ﻣﺣﻣد اﻟﺷﺎﻣﻲ و زﻛرﯾﺎء ﺟﺎﺑر أﺣﻣد‪ ،‬دار اﻟﺣدﯾث اﻟﻘﺎﻫرة‬
‫‪ ،2008‬ص ‪1406‬‬
‫‪87‬‬
‫أﻧﺪﻟﺴﻴﺎت أﺣﻤﺪ ﺷﻮ ‪ ..‬ﺳﻤﺎ ﺎ ﺳﻠﻮ ﻴﺔ‬

‫ﺑﻌــض ﻗﺻــﺎﺋدﻩ ﺑﻬــﺎ‪ ،‬ﻓرﺑﻣــﺎ ﻛﺎﻧــت ﺗﻠــك اﻷﻟﻔــﺎظ ﻣﺧﺗــﺎرة‪ ،‬ﯾﺳــﻬل اﻷﻣــر ﻓــﻲ إﻋﺎدﺗﻬــﺎ وﺗﻛرﯾرﻫــﺎ‪،‬‬
‫)‪(1‬‬
‫إذا ﻟم ﺗﻘﻊ إﻻ ﻣوﻗﻌﻬﺎ‪ ،‬ورﺑﻣﺎ ﻛﺎﻧت ﻋﻠﻰ ﺧﻼف ذﻟك «‪.‬‬
‫أﻣــﺎ اﺑــن ﻣﻌﺻــوم اﻟﻣــدﻧﻲ ﻓﯾــرى أﻧــﻪ ‪ » :‬ﺗﻛرﯾــر ﻛﻠﻣــﺔ ﺑــﺎﻟﻠﻔظ واﻟﻣﻌﻧــﻰ ﻟﻧﻛﺗــﺔ‪ ،‬إﻣــﺎ ﻟﻠﺗوﻛﯾــد‪ ،‬أو‬
‫)‪(2‬‬
‫‪ .‬ﻟﻌـل ﻓـﻲ ﻛـﻼم اﺑـن‬ ‫ﻟزﯾﺎدة اﻟﺗﻧﺑﯾﻪ‪ ،‬أو ﻟﻠﺗﻬوﯾل‪ ،‬أو ﻟﻠﺗﻌظﯾم‪ ،‬أو ﻟﻠﺗﻠذذ ﺑذﻛر اﻟﻣﻛـرر ‪«..‬‬
‫ﻣﻌﺻوم إﺷﺎرة إﻟﻰ ﻧﻛﺗﺔ وﺛﯾﻘﺔ اﻟﺻﻠﺔ ﺑﺎﻟﺟﺎﻧـب اﻟﺗـﺄﺛﯾري‪ ،‬اﻟـذي ﯾﻛوﻧـﻪ اﻟﺗﻛـرار‪ ،‬ﻓﻘـد أﺑـرز ﻫـذا‬
‫اﻟﺗﻌرﯾف أﻫﻣﯾﺔ اﻟﺗﻛرار ﺑﺈﻋطﺎﺋﻬﺎ ﺟﺎﻧﺑﺎ وظﯾﻔﯾﺎ إﻟـﻰ ﺟﺎﻧـب ﻛـون اﻟﺗﻛـرار ظـﺎﻫرة أﺳـﻠوﺑﯾﺔ‪ ،‬ﻓﻬـﻲ‬
‫)‪(3‬‬
‫ﺗﺑدأ ﻣن اﻟﺣرف وﺗﻣﺗد إﻟﻰ اﻟﻛﻠﻣﺔ ﺛم إﻟﻰ اﻟﻌﺑﺎرة ٕواﻟﻰ اﻟﺑﯾت ‪.‬‬
‫اﻟﺗﻛـرار ﻓــﻲ أﻧدﻟﺳــﯾﺎت ﺷـوﻗﻲ ورد ﻋﻠــﻰ ﻋــدة ﺣـﺎﻻت‪ ،‬ﻓﻬﻧــﺎك ﺗﻛـرار اﻟﺣـرف‪ ،‬وﺗﻛـرار اﻟﻛﻠﻣــﺔ‪،‬‬
‫وﺗﻛرار اﻟﺟﻣﻠﺔ‪ ،‬وﺗﻛرار اﻟﺻﯾﻐﺔ ‪.‬‬
‫ﻓﻣن ﺗﻛرار اﻟﺣرف اﻟذي ﻛﺎن ﯾؤدي دﻻﻟﺔ أرادﻫﺎ ﺷوﻗﻲ ﻗوﻟﻪ ﻣن اﻟﻧوﻧﯾﺔ ‪:‬‬
‫ﻧﺷ ـ ــﺟﻰ ﻟوادﯾ ـ ــك‪ ،‬أم ﻧﺄﺳ ـ ــﻰ ﻟوادﯾﻧ ـ ــﺎ؟‬ ‫ﯾـ ـ ـ ــﺎ ﻧـ ـ ـ ــﺎﺋﺢ اﻟطﻠـ ـ ـ ــﺢ أﺷـ ـ ـ ــﺑﺎﻩ ﻋوادﯾﻧـ ـ ـ ــﺎ‬
‫ﻗﺻ ــت ﺟﻧﺎﺣ ــك ﺟﺎﻟ ــت ﻓ ــﻲ ﺣواﺷ ــﯾﻧﺎ؟‬
‫ّ‬ ‫ـص ﻋﻠﯾﻧ ـ ـ ــﺎ ﻏﯾـ ـ ــر أن ﯾ ـ ـ ــدا‬
‫ﻣـ ـ ــﺎ ذا ﺗﻘـ ـ ـ ّ‬
‫ـ ـ ـ أﺧ ــﺎ اﻟﻐرﯾ ــب ـ ـ ـ ـ وظ ــﻼ ﻏﯾ ــر ﻧﺎدﯾﻧ ــﺎ‬ ‫رﻣ ـ ــﻰ ﺑﻧـ ــﺎ اﻟﺑـ ــﯾن أﯾﻛ ـ ــﺎ ﻏﯾـ ــر ﺳ ـ ــﺎﻣرﻧﺎ‬
‫وﺳ ـ ــل ﻋﻠﯾ ـ ــك اﻟﺑ ـ ــﯾن ﺳ ـ ــﻛﯾﻧﺎ‬
‫ﺳ ـ ــﻬﻣﺎ‪ُ ،‬‬ ‫ﻛ ــل رﻣﺗ ــﻪ اﻟﻧ ــوى ‪ :‬رﯾ ــش اﻟﻔـ ـراق ﻟﻧ ــﺎ‬
‫ـﻲ ﻻ ﯾﻠﺑﯾﻧ ـ ـ ـ ـ ــﺎ‬
‫ﻋﯾ ـ ـ ـ ـ ـ ّ‬
‫ﻣ ـ ـ ـ ـ ــن اﻟﺟﻧ ـ ـ ـ ـ ــﺎﺣﯾن ّ‬ ‫إذا دﻋـ ــﺎ اﻟﺷـ ــوق ﻟـ ــم ﻧﺑـ ــرح ﺑﻣﻧﺻـ ــدع‬
‫إن اﻟﻣﺻ ـ ـ ـ ــﺎﺋب ﯾﺟﻣﻌ ـ ـ ـ ــن اﻟﻣﺻ ـ ـ ـ ــﺎﺑﯾﻧﺎ‬ ‫ﻓــﺈن ﯾــك اﻟﺟــﻧس ﯾــﺎ اﺑــن اﻟطﻠــﺢ ﻓرﻗﻧــﺎ‬
‫ﻣ ـ ــن ﺑـ ـ ــر ﻣﺻ ـ ــر‪ ،‬ورﯾﺣـ ـ ــﺎن ﯾﻐﺎدﯾﻧ ـ ــﺎ‬ ‫ﺑﻧ ـ ـ ــﺎ ﻓﻠ ـ ـ ــم ﻧﺧـ ـ ـ ــل ﻣ ـ ـ ــن روح ﯾراوﺣﻧ ـ ـ ــﺎ‬

‫‪ -1‬اﺑن ﺳﻧﺎن اﻟﺧﻔﺎﺟﻲ‪ ،‬ﺳر اﻟﻔﺻﺎﺣﺔ‪ ،‬دار اﻟﻛﺗب اﻟﻌﻠﻣﯾﺔ ﺑﯾروت ﻟﺑﻧﺎن‪ ،‬ط ‪ 1982 ،1‬م‪ ،‬ص ‪106‬‬
‫‪ -2‬اﺑن ﻣﻌﺻوم اﻟﻣدﻧﻲ‪ ،‬أﻧوار اﻟرﺑﯾﻊ ﻓﻲ أﻧواع اﻟﺑدﯾﻊ‪ ،‬ج ‪ ،5‬ﺗﺢ‪ :‬ﺷﺎﻛر ﻫﺎدي ﺷﻛر‪ ،‬ﻣطﺑﻌﺔ اﻟﻧﻌﻣﺎن‪ 1979 ،‬م‪،‬‬
‫ص ‪345‬‬
‫‪ -3‬ﯾﻧظر ‪ :‬راﺷد اﻟﺣﺳﯾﻧﻲ‪ ،‬دﻻﻟﺔ اﻹﯾﻘﺎع وﻧﺳﻘﻪ اﻟﺗﻌﺑﯾري‪ ،‬ﻣﺟﻠﺔ ﻛﻠﯾﺔ اﻟﻠﻐﺔ اﻟﻌرﺑﯾﺔ ﺑﺎﻟزﻗﺎزﯾق اﻟﻌدد ‪ 2015 ،35‬م‪ ،‬ص‬
‫‪714‬‬
‫‪88‬‬
‫أﻧﺪﻟﺴﻴﺎت أﺣﻤﺪ ﺷﻮ ‪ ..‬ﺳﻤﺎ ﺎ ﺳﻠﻮ ﻴﺔ‬

‫)‪(1‬‬
‫ﻋـ ـ ــن اﻟـ ـ ــدﻻل ﻋﻠـ ـ ــﯾﻛم ﻓـ ـ ــﻲ أﻣﺎﻧﯾﻧـ ـ ــﺎ‬ ‫ﻧـ ـ ــﺎب اﻟﺣﻧـ ـ ــﯾن إﻟـ ـ ــﯾﻛم ﻓـ ـ ــﻲ ﺧواطرﻧـ ـ ــﺎ‬

‫ﻧﻼﺣظ ﻓﻲ اﻷﺑﯾﺎت ﺗﻛرار ﺣرف اﻟﻧون‪ ،‬ﻓﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﻟـﻰ ﻛوﻧـﻪ ﺣـرف اﻟـروي‪ ،‬ﻧﺟـدﻩ ﻣﺑﺛوﺛـﺎ ﻓـﻲ‬
‫ﻛﻠﻣﺎت أﺧـرى ﻣﺛـل ‪ ) :‬ﻧـﺎﺋﺢ‪ ،‬ﻋوادﯾﻧـﺎ‪ ،‬ﻧﺄﺳـﻰ‪ ،‬ﻧﺷـﺟﻰ‪ ،‬ﺟﻧﺎﺣـك‪ ،‬ﺑﻧـﺎ‪ ،‬اﻟﺑـﯾن ‪ ..‬إﻟـﺦ( إﻟـﻰ‬
‫ﻣــﺎ ﯾﻘــﺎرب أرﺑﻌــﺔ وﺛﻼﺛ ــﯾن ﻣ ـرة‪ .‬وﻫ ــو ﺣ ــرف ﻣﻬﻣــوس رﺧ ــو‪ ،‬ﺗﺣــدث ﺑ ــﻪ اﻟﻐﻧــﺔ ﯾﻌطــﻲ إﯾﻘﺎﻋ ــﺎ‬
‫ﻣوﺳﯾﻘﯾﺎ ﺷﺟﯾﺎ دﻻﻟﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺣزن اﻟﺷدﯾد اﻟﻣﻠﻘﻰ ﻋﻠﻰ روح اﻟﺷﺎﻋر ووﺟداﻧﻪ‪ ،‬ﻛﻣﺎ ﺗﻛـرر ﺣـرف‬
‫اﻟﺣ ــﺎء ﻋﺷ ــر ﻣـ ـرات‪ ،‬ﻓ ــﻲ ) ﻧ ــﺎﺋﺢ‪ ،‬اﻟطﻠ ــﺢ‪ ،‬ﺟﻧﺎﺣ ــك‪ ،‬ﺣواﺷ ــﯾﻧﺎ‪ ،‬روح‪ ،‬ﯾراوﺣﻧ ــﺎ ‪ (..‬وﻫ ــو‬
‫ﺣﻠﻘ ــﻲ‪ ،‬ﻣﻬﻣـ ــوس )أي ﺧﻔـ ــﻲ ﻏﯾـ ــر ﻣﺟﻬـ ــور(‪ ،‬رﺧـ ــو)أي ﻟـ ــﯾن( ﻣﻧﺎﺳـ ــب ﻟﻠدﻻﻟـ ــﺔ ﻋﻠـ ــﻰ اﻟـ ــﻧﻔس‬
‫اﻟﺿﻌﯾﻔﺔ اﻟﻣﺣطﻣﺔ‪ ،‬ﻛﻣﺎ ﯾدل ﻋﻠﻰ اﻟﺣرﻗﺔ واﻷم اﻟذي ﯾﻌﺎﻧﯾﻪ اﻟﺷﺎﻋر‪.‬‬
‫وﻣن اﻟﺳﯾﻧﯾﺔ ﻓﻲ ﻗوﻟﻪ ‪:‬‬
‫أذﻛـ ـ ـ ـ ار ﻟـ ـ ـ ــﻲ اﻟﺻ ـ ـ ــﺑﺎ وأﯾـ ـ ـ ــﺎم أﻧﺳ ـ ـ ــﻲ‬ ‫اﺧـ ـ ـ ـ ــﺗﻼف اﻟﻧﻬ ـ ـ ـ ـ ــﺎر واﻟﻠﯾـ ـ ـ ـ ــل ﯾﻧﺳـ ـ ـ ـ ــﻲ‬
‫ﺻ ـ ـ ـ ــورت ﻣ ـ ـ ـ ــن ﺗﺻ ـ ـ ـ ــورات وﻣ ـ ـ ـ ــس‬ ‫وﺻ ـ ـ ـ ــﻔﺎ ﻟ ـ ـ ـ ــﻲ ﻣ ـ ـ ـ ــﻼوة ﻣ ـ ـ ـ ــن ﺷـ ـ ـ ـ ــﺑﺎب‬
‫ﺳ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻧﺔ ﺣﻠـ ـ ـ ـ ـ ـ ــوة‪ ،‬وﻟـ ـ ـ ـ ـ ـ ــذة ﺧﻠـ ـ ـ ـ ـ ـ ــس‬ ‫ﻋﺻ ـ ـ ــﻔت ﻛﺎﻟﺻ ـ ـ ــﺑﺎ اﻟﻠﻌ ـ ـ ــوب وﻣ ـ ـ ــرت‬
‫)‪(2‬‬
‫أو أﺳـ ــﺎ ﺟرﺣـ ــﻪ اﻟزﻣـ ــﺎن اﻟﻣؤﺳـ ــﻲ‬ ‫وﺳــﻼ ﻣﺻــر ‪ :‬ﻫــل ﺳــﻼ اﻟﻘﻠــب ﻋﻧﻬــﺎ‬

‫ـﻲ اﻟﺳـﯾن واﻟﺻـﺎد‪ ،‬اﻷول إﻟـﻰ ﻣــﺎ ﯾﻘـﺎرب ﺗﺳـﻊ ﻣـرات‪ ،‬واﻟﺛـﺎﻧﻲ إﻟـﻰ ﻣــﺎ‬
‫ﻧﻼﺣـظ ﺗﻛـ ار ار ﻟﺣرﻓ ْ‬
‫ﯾﻘﺎرب اﻟﺳﺑﻌﺔ‪ ،‬وﻫﻣﺎ ﺣرﻓﺎن ﯾﺷﺗرﻛﺎن ﻓﻲ ﺻﻔﺔ اﻟﺻﻔﯾر‪ ،‬واﻷﺻوات اﻟﺻﻔﯾرﯾﺔ ﺗﻧﺗﺞ ﻣوﺳﯾﻘﻰ‬
‫ﺣزﯾﻧــﺔ ﺗــﺗﻼءم ﻣــﻊ اﻟﺟــو اﻟﻧﻔﺳــﻲ اﻟﻌــﺎم ﻟﻠﺷــﺎﻋر‪ ،‬ﺣﯾــث آﻻم اﻻﻏﺗ ـراب واﻟﺣﻧــﯾن واﻟﺷــوق إﻟــﻰ‬
‫ﻣﺻر‬
‫أﻣﺎ ﻓﯾﻣﺎ ﯾﺧص ﺗﻛرار اﻟﻛﻠﻣﺔ ﻓﻧﺟد ﻣن ذﻟك ‪:‬‬

‫‪ -1‬أﺣﻣد ﺷوﻗﻲ‪ ،‬اﻟﺷوﻗﯾﺎت‪ ،‬ﻣﺞ ‪ ،1‬ج ‪ ،2‬ص ‪101‬‬


‫‪ -2‬اﻟﻣﺻدر ﻧﻔﺳﻪ‪ ،‬ج ‪ 2‬ص ‪45 - 43‬‬
‫‪89‬‬
‫أﻧﺪﻟﺴﻴﺎت أﺣﻤﺪ ﺷﻮ ‪ ..‬ﺳﻤﺎ ﺎ ﺳﻠﻮ ﻴﺔ‬

‫)ﻧﺷـــــﺟﻰ( ﻟوادﯾـ ــك‪ ،‬أم ﻧﺄﺳـ ــﻰ ﻟوادﯾﻧ ـ ــﺎ؟‬ ‫ﯾ ـ ـ ــﺎ ﻧ ـ ـ ــﺎﺋﺢ اﻟطﻠ ـ ـ ــﺢ أﺷ ـ ـ ــﺑﺎﻩ ﻋوادﯾﻧ ـ ـ ــﺎ‬
‫وﻻ ادﻛـ ـ ـ ـ ـ ــﺎ ار‪ ،‬وﻻ )ﺷـــــــــــــﺟوا( أﻓﺎﻧﯾﻧـ ـ ـ ـ ـ ــﺎ‬ ‫ﻟـ ـ ــم ﺗـ ـ ــﺄل ﻣـ ـ ــﺎءك ﺗﺣﻧﺎﻧـ ـ ــﺎ‪ ،‬وﻻ ظﻣـ ـ ــﺄ‬
‫ﻟ ـ ــم ﻧ ـ ــدر أي ﻫ ـ ــوى اﻷﻣ ـ ــﯾن )ﺷـــــﺎﺟﯾﻧﺎ(‬ ‫إذا ﺣﻣﻠﻧـ ــﺎ ﻟﻣﺻ ـ ــر أو ﻟ ـ ــﻪ )ﺷـــــﺟﻧﺎ(‬

‫ﻧﻼﺣــظ ﺗﻛـ ار ار ﻟﻠﻛﻠﻣــﺔ ﺑﺻــﯾﻎ ﻣﺧﺗﻠﻔــﺔ ؛ ﻓﻌــل‪ ،‬ﻣﺻــدر‪ ،‬اﺳــم ﻓﺎﻋــل‪ ،‬ﻓــﻲ ﺛﻧﺎﯾــﺎ اﻟﻘﺻــﯾدة دﻻﻟــﺔ‬
‫ﻋﻠــﻰ اﻟﺣــزن واﻷﻟــم اﻟﻣﺳــﯾطر ﻋﻠــﻰ ﻛﯾــﺎن اﻟﺷــﺎﻋر‪ ،‬ﻛــذﻟك ﻧﺟــد اﻟﻛﻠﻣــﺔ "ﻧﺄﺳــﻰ"‪" ،‬اﻟﻣؤاﺳــﯾﻧﺎ"‪،‬‬
‫"وﯾﺄﺳوﻩ ﺗﺄﺳﯾﻧﺎ"‬
‫أﻣﺎ ﺗﻛرار اﻟﺟﻣﻠﺔ ﻓﻔﻲ ﻗوﻟﻪ ‪:‬‬
‫اﻟدﻫﻣﺎ‬
‫طوى اﻟ ّﺷﻬب‪ ،‬أو ﺟﺎب اﻟﻐداﻓﯾﺔ ّ‬ ‫ﺷﻘﺔ‬
‫اﻟدﻫم ُ‬
‫وﯾت ﺑﺎﻟﺷﻬب و ّ‬
‫إذا طُ ْ‬
‫ﻓﻘد ﻛرر اﻟﺟﻣﻠﺔ )طوى ﺑﺎﻟﺷﻬب( و)طوى اﻟﺷﻬب( ﻣرة ﻓﻲ اﻟﺻدر وﻣرة ﻓﻲ اﻟﻌﺟز‪ ،‬وﻫﻲ ﻓﻲ‬
‫أﺳﻠوب اﻟﺷرط‪ ،‬وردت ﺟﻣﻠﺔ اﻟﺷرط وﻫﻲ ﻧﻔﺳﻬﺎ ﺟﻣﻠﺔ ﺟواب اﻟﺷرط‬

‫‪ -‬اﻟﺟﻧــﺎس ‪ :‬وﻫــو ﻣﺣﺳــن ﺑــدﯾﻌﻲ ﻟﻔظــﻲ‪ ،‬ﯾــدﺧل ﺿــﻣن ﻣوﺳــﯾﻘﻰ اﻹﯾﻘــﺎع اﻟــداﺧﻠﻲ‪ ،‬إذ ﻫــو‬
‫ﺗﺟﺎﻧس ﻟﻔظﯾن ﻓﻲ ﻧوع اﻟﺣروف وﻋددﻫﺎ وﺗرﺗﯾﺑﻬﺎ وﺣرﻛﺎﺗﻬﺎ‪ ،‬ﻣﻣـﺎ ﯾﻛﺳـب اﻟﻛـﻼم ﺗﻧﺎﺳـﻘﺎ ﯾﺣـدث‬
‫ﺑــﻪ ﺟــرس ﻣوﺳــﯾﻘﻲ ﺗطــرب ﻟــﻪ اﻷذن وﺗرﺗــﺎح ﻟــﻪ اﻟــﻧﻔس ‪ .‬وﻗــد اﺳــﺗﺧدم ﺷــوﻗﻲ اﻟﺟﻧــﺎس ﺑﺟﻣﯾــﻊ‬
‫أﺷﻛﺎﻟﻪ ﻣﻣﺎ أﺿﻔﻰ ﻋﻠﻰ ﺷﻌرﻩ ﺑرﯾﻘﺎ ﻣن ﻧوع ﺧﺎص وﻣوﺳﯾﻘﻰ ظﺎﻫرة ﺟﻠﯾﺔ ﺳﻠﺳﺔ‪ ،‬وﻣن أﻣﺛﻠﺗﻪ‪:‬‬
‫أو أﺳﺎ ﺟرﺣﻪ اﻟزﻣﺎن اﻟﻣؤﺳﻲ‬ ‫وﺳﻼ ﻣﺻر ﻫل ﺳﻼ اﻟﻘﻠب ﻋﻧﻬﺎ‬
‫ﻧﻼﺣظ اﻟﺟﻧﺎس اﻟﺗﺎم ﺑﯾن )ﺳﻼ( اﻷوﻟﻰ واﻟﺗﻲ ﺑﻣﻌﻧﻰ )اﺳﺄﻻ( و)ﺳﻼ( اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ ﺑﻣﻌﻧﻰ )ﻧﺳﻲ‬
‫وﺻﺑر(‪ ،‬ﻓﻬذا اﻟﺗﺟﺎﻧس اﻟﺻوﺗﻲ ﺑﯾن اﻟﻠﻔظﺗﯾن وﺗﻣﺎﺛﻠﻬﻣﺎ أﺣدث ﺗرددا ﻣوﺳﯾﻘﯾﺎ ﯾﺷﻲ ﺑدﻻﻟﺔ‬
‫ﻧﻔﺳﯾﺔ‪ ،‬ﻓﻣن ﺧﻼل اﻟﻣﺳﺣﺔ اﻟﺟﻣﺎﻟﯾﺔ ﻟﻠﺟﻧﺎس اﻟﺗﺎم ﯾﻧﻔﻲ اﻟﺷﺎﻋر ﺑطرﯾﻘﺔ ﻏﯾر ﻣﺑﺎﺷرة أن ﯾﻛون‬
‫ﺛﻣﺔ أي ﻣﺟﺎل ﻟﻠﺳﻠوان واﻟﻧﺳﯾﺎن ‪.‬‬
‫وﻗوﻟﻪ ‪:‬‬

‫‪90‬‬
‫أﻧﺪﻟﺴﻴﺎت أﺣﻤﺪ ﺷﻮ ‪ ..‬ﺳﻤﺎ ﺎ ﺳﻠﻮ ﻴﺔ‬

‫ﻛﻼﻣﺎ ﻋﻠﻰ ﺳﻣﻌﻲ‪ ،‬وﻓﻲ ﻛﺑدي ﻛﻠﻣﺎ‬ ‫ﺗوارد واﻟﻧﺎﻋﻲ‪ ،‬ﻓﺄوﺟﺳت رﻧﺔ‬
‫ﻧﻼﺣــظ اﻟﺟﻧــﺎس اﻟﻧــﺎﻗص ﺑــﯾن )ﻛﻼﻣــﺎ( و)ﻛﻠﻣــﺎ( ﻓــﺎﻷوﻟﻰ ﺗﻌﻧــﻲ اﻟﺣــدﯾث‪ ،‬وﻫــو ﺧﺑــر وﻓــﺎة أﻣــﻪ‪،‬‬
‫واﻟﺛﺎﻧﯾﺔ ﺗﻌﻧﻲ اﻟﺟرح‪ ،‬ﻫذا اﻟﺗﻣﺎﺛل اﻟﺻوﺗﻲ ﻛﺎن ﻟﻪ ﺟرس‪ ،‬أﺣدﺛﻪ ﺗﻧﺎﻏم وﺟـود اﻟﻠﻔظﺗـﯾن ﻋﻠـﻰ‬
‫طرﻓ ــﻲ اﻟﻌﺟ ــز‪ ،‬ﺑداﯾ ــﺔ وﻧﻬﺎﯾ ــﺔ )اﻟﻘﺎﻓﯾ ــﺔ(‪ ،‬وﻛ ــﺄن اﻟﺷ ــﺎﻋر اﺷ ــﺗق اﻟﻛﻠﻣ ــﺔ اﻟﺛﺎﻧﯾ ــﺔ ﻣ ــن اﻷوﻟ ــﻰ‪،‬‬
‫ﻓﺻــﺎر اﻟﻛــﻼم )اﻟﻧﻌــﻲ( اﻟــذي ﺗ ـوارد ﻋﻠــﻰ ﺳــﻣﻌﻪ ﺟرﺣــﺎ داﻣﯾــﺎ ﻓــﻲ ﻛﺑــدﻩ‪ ،‬وﻫــذا ﯾﺻــور ﻫــول‬
‫اﻟﻣوﻗف ‪.‬‬
‫وﻣن اﻟﺟﻧﺎس اﻟﻧﺎﻗص ﻗوﻟﻪ أﯾﺿﺎ ‪:‬‬
‫ﻧﺷﺟﻰ ﻟوادﯾك‪ ،‬أم ﻧﺄﺳﻰ ﻟوادﯾﻧﺎ؟‬ ‫ﯾﺎ ﻧﺎﺋﺢ اﻟطﻠﺢ أﺷﺑﺎﻩ ﻋوادﯾﻧﺎ‬
‫ﻓﺑﯾن )ﻋوادﯾﻧﺎ( اﻟﺗﻲ وﻗﻌت ﻋروﺿﺎ و)وادﯾﻧﺎ( اﻟﺗﻲ ﺟﺎءت ﺿرﺑﺎ‪ ،‬ﺟﻧﺎس ﻧﺎﻗص‪ ،‬ﻛﺎن ﻗد‬
‫ﺷ ّﻛل ﺗﺻرﯾﻌﺎ ﻓﻲ اﻟﺑﯾت ﻣﺣدﺛﺎ ﻣوﺳﯾﻘﻰ اﻟﻣدﺧل‪ ،‬ﺣﯾث اﻻﺳﺗﻬﻼل ﺑﺣوار اﻟﺷﺎﻋر ﻣﻊ ﻧﺎﺋﺢ‬
‫اﻟطﻠﺢ‪ ،‬ﻣﺳﺗﺄﻧﺳﺎ ﺑﻪ ؛ إذ ﻫو ﺷﺑﯾﻬﻪ ﻓﻲ ﻣﺻﺎﺑﻪ‪ ،‬واﻟﻣﺻﺎﺋب ﯾﺟﻣﻌن اﻟﻣﺻﺎﺑﯾن ‪ .‬ﻓﺗﺷﺎﺑﻪ‬
‫اﻟﻌواﺋد ﯾﻔﺿﻲ إﻟﻰ ﺗﺷﺎﺑﻪ اﻟوادﯾﯾن وﻓق رﻣزﯾﺔ اﻟﻣﻛﺎن ‪.‬‬
‫وﻛذﻟك اﻟﺟﻧﺎس اﻟﻧﺎﻗص ﺑﯾن )ﯾﻧﺳﻲ و أﻧﺳﻲ ( ﻓﻲ ﻗوﻟﻪ ‪:‬‬
‫أذﻛ ار ﻟﻲ اﻟﺻﺑﺎ وأﯾﺎم أُْﻧ ِﺳﻲ‬ ‫اﺧﺗﻼف اﻟﻧﻬﺎر واﻟﻠﯾل ُﯾْﻧ ِﺳﻲ‬
‫ﺑﯾن اﻟﻌروض واﻟﺿرب‪ ،‬ﻣﺷﻛﻼ اﻟﺗﺻرﯾﻊ ﻓﻲ اﻟﺑﯾت ﺑﺈﯾﻘﺎع ﻣوﺳﯾﻘﻲ اﺳﺗﻬﻼﻟﻲ‪ ،‬وﺣﯾﺛﻣﺎ ُو ِﺟد‬
‫اﻷﻧس ﻛﺎن ﻧﺳﯾﺎن اﻟﻬﻣوم واﻟﺗﺳﻠﻲ ﻋﻧﻬﺎ‪.‬‬
‫واﻟﺟﻧﺎس اﻟﻧﺎﻗص ﻓﻲ ﻗوﻟﻪ ‪:‬‬
‫ﺎخ ﻟﺣس‬
‫ﺻ ُ‬‫أو ﻏرﯾق‪ ،‬وﻻ ُﯾ َ‬ ‫ﺎح ﺑطﺎف‬
‫ﺻ ُ‬‫ﻋرﻗت ﺣﯾث ﻻ ُﯾ َ‬
‫ـﺎخ ( وﻛﻠﯾﻬﻣــﺎ ﻣﻧﻔﯾﺗــﯾن ﺑـ ـ ﻻ‪ ،‬اﻷوﻟــﻰ ﺗﺳــﺑق اﻟﻛﻠﻣــﺔ اﻟﺗــﻲ‬
‫ﺻـ ُ‬‫ـﺎح و ُﯾ َ‬
‫ﺻـ ُ‬‫وذﻟــك ﺑــﯾن اﻟﻠﻔظﺗــﯾن ) ُﯾ َ‬
‫ـس (‪ ،‬ﻓــﻲ‬
‫ﺗﺗﺿــﻣن اﻟﻌــروض ) ﺑطــﺎف ( واﻟﺛﺎﻧﯾــﺔ ﺗﺳــﺑق اﻟﻛﻠﻣــﺔ اﻟﺗــﻲ ﺗﺗﺿــﻣن اﻟﺿــرب ) ﻟﺣـ ّ‬
‫ﺗوازن ﻣوﺳﯾﻘﻲ ‪.‬‬

‫‪91‬‬
‫أﻧﺪﻟﺴﻴﺎت أﺣﻤﺪ ﺷﻮ ‪ ..‬ﺳﻤﺎ ﺎ ﺳﻠﻮ ﻴﺔ‬

‫‪ – 2‬اﻟﺗرﻛﯾب اﻟﺷﻌري واﻟدﻻﻟﺔ اﻟﺷﻌورﯾﺔ‪:‬‬

‫أ– اﻟﺗرﻛﯾب اﻟﻧﺣوي‪:‬‬

‫ﻣﻣــﺎ ﺗﻣﯾ ــزت وﺷــرﻓت ﺑــﻪ اﻟﻠﻐــﺔ اﻟﻌرﺑﯾــﺔ‪ ،‬ﻫــو ذﻟ ــك اﻟﺗﻧظــﯾم اﻟﺗرﻛﯾﺑــﻲ اﻟﻌﺟﯾــب‪ ،‬ﻣﻣ ــﺎ ﺟﻌــل‬
‫اﻟﻣﺑﺎﺣ ـ ــث‪ ،‬واﻟﻣوﺿ ـ ــوﻋﺎت ﺗﺗﻌ ـ ــدد‪ ،‬وﺗﺗﻧ ـ ــوع‪ ،‬وﺗُـ ــدرس ﺑﻧ ـ ــوع ﻣ ـ ــن اﻟﺗﻔﺻ ـ ــﯾل‪ ،‬وﻣ ـ ــن ﺑ ـ ــﯾن ﻫ ـ ــذﻩ‬
‫اﻟﻣوﺿوﻋﺎت ﻧﺟد اﻟﺗﻘدﯾم واﻟﺗﺄﺧﯾر‪ ،‬واﻟذي ﻧﺎل ﺣظﺎ واﻓ ار ﻣن اﻻﻫﺗﻣﺎم اﻟزاﺋد‪.‬‬
‫اﻟﺗﻘدﯾم واﻟﺗﺄﺧﯾر‪:‬‬

‫ُﯾﻌد ﺳﯾﺑوﯾﻪ ﻣن اﻟﻧﺣﺎة اﻷواﺋل اﻟذﯾن أﺷﺎروا إﻟﻰ ظﺎﻫرة اﻟﺗﻘدﯾم واﻟﺗﺄﺧﯾر ﻓﻲ ﻛﺗﺎﺑﻪ وذﻟـك‬
‫ﻓــﻲ ﻗوﻟــﻪ‪ » :‬ﻫــذا ﺑــﺎب اﻟﻔﺎﻋــل اﻟــذي ﯾﺗﻌــداﻩ ﻓﻌﻠــﻪ إﻟــﻰ ﻣﻔﻌــول« ﻓﯾﻘــول‪ » :‬ﻓــﺈن ﻗــدﻣت اﻟﻣﻔﻌــول‬
‫وأﺧــرت اﻟﻔﺎﻋــل ﺟــرى اﻟﻠﻔــظ ﻛﻣــﺎ ﺟــرى ﻓــﻲ اﻷول وذﻟــك ﻗوﻟــك‪ ) :‬ﺿــرب زﯾــداً ﻋﺑــد ِ‬
‫اﷲ(‪ ،‬ﻷﻧــك‬
‫إﻧﻣﺎ أردت ﺑﻪ ﻣؤﺧ ًار ﻣﺎ أردت ﺑﻪ ﻣﻘدﻣًﺎ وﻟم ﺗرد أن ﺗﺷﻐل اﻟﻔﻌل ﺑﺄول ﻣﻧـﻪ ٕوان ﻛـﺎن ﻣـؤﺧ ًار ﻓـﻲ‬
‫اﻟﻠﻔظ‪ .‬ﻓﻣن ﻛﺎن ﺣد اﻟﻠﻔظ أن ﯾﻛون ﻓﯾﻪ ﻣﻘدﻣﺎً وﻫو ﻋرﺑـﻲ ﺟﯾـد ﻛﺛﯾـر ﻛـﺄﻧﻬم إﻧﻣـﺎ ﯾﻘـدﻣون اﻟـذي‬
‫)‪(1‬‬
‫ﺑﯾﺎﻧﻪ أﻫم ﻟﻬم وﻫو ﺑﺑﯾﺎﻧﻪ أﻏﻧﻰ ٕوان ﻛﺎﻧﺎ ﺟﻣﻌﯾًﺎ ﯾﻬﻣﺎﻧﻬم وﯾﻌﻧﯾﺎﻧﻬم‪«.‬‬
‫وﯾﻌرﻓﻪ ﻋﺑد اﻟﻘﺎدر اﻟﺟرﺟﺎﻧﻲ ﻓﻲ ﻛﺗﺎﺑﻪ دﻻﺋل اﻹﻋﺟﺎز ﺑﻘوﻟﻪ‪ » :‬ﻫو ﺑﺎب ﻛﺛﯾـر اﻟﻔواﺋـد‪،‬‬
‫ﺟــم اﻟﻣﺣﺎﺳــن‪ ،‬واﺳــﻊ اﻟﺗﺻــرف‪ ،‬ﺑﻌﯾــد اﻟﻐﺎﯾــﺔ‪ ،‬ﻻ ﯾ ـزال ﯾﻔﺗــر ﻟــك ﻋــن ﺑدﯾﻌــﻪ‪ ،‬وﯾﻔﺿــﻰ ﺑــك إﻟــﻰ‬
‫ﻟطﯾﻔﺔ‪ ،‬وﻻ ﺗزال ﺗرى ﺷﻌ ار ﯾروﻗك ﻣﺳﻣﻌﻪ‪ ،‬وﯾﻠطف ﻟدﯾك ﻣوﻗﻌﻪ‪ ،‬ﺛم ﺗﻧظر ﻓﺗﺟد ﺳﺑب أن راﻗك‬
‫)‪(2‬‬
‫وﺣول اﻟﻠﻔظ ﻣن ﻣﻛﺎن إﻟﻰ ﻣﻛﺎن‪«.‬‬
‫وﻟطف ﻋﻧدك أن ﺗﻘدم ﻓﯾﻪ ﺷﻲء‪ُ ،‬‬
‫وأﻣﺎ ﻣﺣﻣد ﻣﻔﺗﺎح ﻓﺎﻋﺗﺑرﻩ » ظـﺎﻫرة أﺳـﻠوﺑﯾﺔ‪ ،‬ﺗﻌﻧـﻲ ﺗﻐﯾﯾـر ﺗرﺗﯾـب اﻟﻌﻧﺎﺻـر اﻟﺗـﻲ ﯾﺗﻛـون‬
‫ﻣﻧﻬﺎ اﻟﺑﯾت‪ ،‬ﺑﻣﻌﻧﻰ اﻟﻌدول ﻋن اﻷﺻـل اﻟﻌـﺎم اﻟـذي ﯾﻘـوم ﻋﻠﯾـﻪ ﺑﻧـﺎء اﻟﺟﻣﻠـﺔ اﻟﻌرﺑﯾـﺔ واﻟﺗﺷـوﯾش‬
‫)‪(3‬‬
‫ﻋﻠﻰ رﺗﺑﺗﻬﺎ‪« .‬‬

‫‪ -1‬ﺳﯾﺑوﯾﻪ‪ ،‬اﻟﻛﺗﺎب‪،‬ج‪ ،1‬ﺗﺣﻘﯾق وﺷرح‪ :‬ﻋﺑد اﻟﺳﻼم ﻣﺣﻣد ﻫﺎرون‪ ،‬ﻣﻛﺗﺑﺔ اﻟﺧﺎﻧﺟﻲ‪ ،‬اﻟﻘﺎﻫرة‪ ،‬ط‪1988 ،3‬م‪ ،‬ص‪.34‬‬
‫‪ -2‬ﻋﺑد اﻟﻘﺎﻫر اﻟﺟرﺟﺎﻧﻲ‪ ،‬دﻻﺋل اﻹﻋﺟﺎز‪ ،،‬ﺗﺣﻘﯾق ﻣﺣﻣود ﺷﺎﻛر أﺑو ﻓﻬر‪ ،‬دار اﻟﻣدﻧﻲ‪،‬ﺟدة‪ ،‬ط‪3،1992‬م‪ ،‬ص‪..106‬‬
‫‪ُ -3‬ﯾﻧظر ‪ :‬ﻣﺣﻣد ﻣﻔﺗﺎح‪ ،‬ﺗﺣﻠﯾل اﻟﺧطﺎب اﻟﺷﻌري‪ ،‬اﻟﻣرﻛز اﻟﺛﻘﺎﻓﻲ اﻟﻌرﺑﻲ‪ ،‬اﻟدار اﻟﺑﯾﺿﺎء‪ ،‬ط‪1،1985‬م‪ ،‬ص‪.76‬‬
‫‪92‬‬
‫أﻧﺪﻟﺴﻴﺎت أﺣﻤﺪ ﺷﻮ ‪ ..‬ﺳﻤﺎ ﺎ ﺳﻠﻮ ﻴﺔ‬

‫ﻻ ﺷك أن اﻟﺗﻘدﯾم واﻟﺗﺄﺧﯾر ﻟﻪ أﺛر ﻣﻬم ﻓﻲ أﺳﻠوب اﻟﺷﺎﻋر‪ ،‬ﻓﻘد اﺳﺗﻌﻣﻠﻪ اﻟﺷﻌراء واﻟﻛﺗـﺎب‬
‫ﻻﺳﺗﻣﺎﻟﺔ ﻣﺷﺎﻋر اﻟﻘراء ٕواﯾﺻﺎل اﻟﻣﻌﺎﻧﻲ ﺑطرق ﻣﺧﺗﺻرة‪.‬‬
‫» إن اﻟدﻻﻟﺔ اﻟﻣﺗوﺧﺎة ﻣـن اﻟﺗﻘـدﯾم واﻟﺗـﺄﺧﯾر ﻫـﻲ دﻻﻟـﺔ ﺗﻌﺗﻣـد ﻋﻠـﻰ اﻟـذوق‪ ،‬ﻻ ﺗﻘﺑـل اﻟﺗﻘﻌﯾـد‬
‫أو اﻟﺗﻌﻠﯾــل اﻟﻣﻧطﻘ ــﻲ‪ ،‬ﺷ ــﺄﻧﻬﺎ ﻓــﻲ ذﻟ ــك ﺷــﺄن اﻟﻧﻐﻣ ــﺔ اﻟﻣوﺳ ــﯾﻘﯾﺔ‪ ،‬أو اﻟﻠوﺣــﺔ اﻟزﯾﺗﯾ ــﺔ‪ ،‬ﺗﺣﺑﻬ ــﺎ أو‬
‫)‪(1‬‬
‫ﺗﻛرﻫﻬﺎ ﺛم ﻻ ﺗﺳﺗطﯾﻊ أن ﺗرﺟﻊ ذﻟك إﻻ إﻟﻰ اﻟذوق‪«.‬‬
‫وﯾﻌد اﻟﺗﻘدﯾم واﻟﺗﺄﺧﯾر ﻣن اﻷﺳﺎﻟﯾب اﻟﺗﻲ ﺗﻛﺷف ﻣوﻫﺑﺔ اﻟﺷﺎﻋر اﻟﺣﻘﯾﻘﯾـﺔ ﻓﻬـو ﺗﻌﺑﯾـر ﺣﻘﯾﻘـﻲ‬
‫ﯾظﻬر ﺗﺟرﺑﺔ اﻟﺷﺎﻋر‪ ،‬وﻣدى ﺗﺄﺛرﻩ ﺑﻣوﻗف ﻣن ﻣواﻗف اﻟﺣﯾﺎة اﻟﻣﺗﻌددة‪.‬‬
‫وﻣن أﻣﺛﻠﺔ اﻟﺗﻘدﯾم واﻟﺗﺄﺧﯾر ﻓﻲ أﻧدﻟﺳﯾﺎت ﺷوﻗﻲ » ﻧﻼﺣظ ﺗﻘدﯾم اﻟﺟﺎر واﻟﻣﺟرور ﺣﯾث ﻛﺎﻧﺎ‬
‫ﯾﺣﺗﻼن ﺻدارة اﻟﺻدر أو ﺻدارة اﻟﻌﺟز‪ (2)«.‬وﻣن أﻣﺛﻠﺔ ذﻟك اﻟﺑﯾﺗﯾن اﻟﺗﺎﻟﯾﯾن‪:‬‬
‫)‪(3‬‬
‫وﻣﺎ دﺧﻠت ﻟﺣﻣﺎً‪ ،‬وﻻ ﻻﻣﺳت ﻋظﻣﺎ"‬ ‫اﻟﻘﻠب ﱠأو َل َو ْﻫـﻠَ ِﺔ‬
‫َ‬ ‫ﻣن اﻟﻬﺎﺗﻛﺎت‬
‫)‪(4‬‬
‫ﻋـﻠﻰ ﻧزﻻء اﻟدﻫـر ﺑﻌدك أو ﻋﻠﻣﺎ"‪.‬‬ ‫اﻟدﻫر ﺣﻛﻣ ًﺔ‬
‫َ‬ ‫" وﻻ ُﺧْﻠ َد ﺣﺗﻰ ﺗﻣﻸَ‬
‫وﻧﺟد ﺗﻘدﯾم اﻟﺟﺎر واﻟﻣﺟرور ﻋﻠﻰ اﻟﻔﺎﻋل ﻓﻲ اﻟﺑﯾت اﻟﻘﺎﺋل‪:‬‬
‫")‪(5‬‬
‫ﺷﺧﺻﻪ ﺳﺎﻋ ًﺔ‪ ،‬وﻟم ﯾﺧ ُل ﺣﺳﱢﻲ‬
‫ُ‬ ‫" ﺷﻬد اﷲُ‪ ،‬ﻟم ﯾﻐب ﻋن ﺟﻔوﻧﻲ‬
‫ﺣﯾث ﻗدم ﺣﺎﺳﺔ اﻟرؤﯾﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻣرﺋﻲ ﻟﯾﺿﺎﻋف اﻹﺣﺳﺎس ﺑﺄﻟم اﻟﻐﯾﺎب و اﻟﻔﻘد‪.‬‬
‫وأﻣﺎ اﻟﺑﯾت ‪:‬‬
‫)‪(6‬‬
‫أو أﺳﺎ ُﺟرَﺣﻪ اﻟزﻣﺎن اﻟﻣؤﺳﱢﻲ؟"‬ ‫اﻟﻘﻠب ﻋﻧﻬﺎ‬
‫ُ‬ ‫ﻣﺻر‪ ،‬ﻫل ﺳﻼ‬
‫َ‬ ‫ﻼ‬
‫" وﺳ َ‬
‫ﻧﺟـد أﻧـﻪ ﻗـدم اﻟﻣﻔﻌـول ﺑـﻪ ﺟرَﺣـﻪ ﻋﻠـﻰ اﻟﻔﺎﻋـل اﻟزﻣـﺎن ﺣﯾـث ﻗـدم اﻟﺟـرح ﻋﻠـﻰ اﻟزﻣـﺎن اﻟـذي‬
‫ﻣن ﺷﺄﻧﻪ أن ﯾﻧﺳﻲ اﻟﻣرء ﺟراﺣﻪ ﻟﯾؤﻛد أن ﺟرﺣﻪ ﺑﺎق وﻣﺗﺟدد ‪.‬‬

‫‪ -1‬ﺗﻣﺎم ﺣﺳن‪ ،‬اﻷﺻول‪ ،‬ﻋﺎﻟم اﻟﻛﺗب‪ ،‬اﻟﻘﺎﻫرة د‪.‬ط‪2000 ،‬م‪ ،‬ص ‪.317‬‬
‫‪ -2‬ﻣﺣﻣد اﻟﻬﺎدي اﻟطراﺑﻠﺳﻲ‪ ،‬ﺧﺻﺎﺋص اﻷﺳﻠوب ﻓﻲ اﻟﺷوﻗﯾﺎت‪ ،‬ص‪.284‬‬
‫‪ -3‬أﺣﻣد ﺷوﻗﻲ‪ ،‬اﻟﺷوﻗﯾﺎت‪،‬ج‪ ،2‬ص ‪.146‬‬
‫‪ -4‬اﻟﻣﺻدر اﻟﺳﺎﺑق‪ ،‬ص‪.147‬‬
‫‪ -5‬اﻟﺷوﻗﯾﺎت‪ ،‬أﺣﻣد ﺷوﻗﻲ‪،‬ج‪ ،1‬ص‪.46‬‬
‫‪ -6‬اﻟﻣﺻدر ﻧﻔﺳﻪ‪ ،‬ﻧﻔس اﻟﺻﻔﺣﺔ‪.‬‬
‫‪93‬‬
‫أﻧﺪﻟﺴﻴﺎت أﺣﻤﺪ ﺷﻮ ‪ ..‬ﺳﻤﺎ ﺎ ﺳﻠﻮ ﻴﺔ‬

‫وﻓﻲ اﻟﺑﯾت اﻟﻘﺎﺋل‪:‬‬


‫)‪(1‬‬
‫ْﺳﻰ ﻟوادﯾﻧﺎ؟"‬
‫ادﯾك‪ ،‬أم َﻧﺄ َ‬
‫َﻧ ْﺷﺟﻰ ﻟو َ‬ ‫"ﯾﺎ ﻧﺎﺋﺢ اﻟطْﻠ ِﺢ‪ ،‬أﺷﺑﺎﻩٌ َﻋوادﯾﻧﺎ‬
‫ﻗدم اﻟﺷـﺎﻋر اﻟﻣﺳـﻧد )أﺷـﺑﺎﻩ( ﻋﻠـﻰ اﻟﻣﺳـﻧد ﻋﻠﯾـﻪ )ﻋوادﯾﻧـﺎ( وذﻟـك ﻷن اﻟﺷـﺎﻋر أراد أن ُﯾﻠﻔـت‬
‫اﻟﻧظر إﻟﻰ اﻟﺗواﻓق ﺑﯾﻧﻪ وﺑﯾن اﻟﻣﺧﺎطب‪.‬‬
‫ﻓﻣــن اﻟﻣﻼﺣ ــظ أن ﺗﻘ ــدﯾم اﻟﺟ ــﺎر واﻟﻣﺟ ــرور ﻫ ــو اﻟﺻ ــورة اﻟﻐﺎﻟﺑ ــﺔ ﻓ ــﻲ اﻟﺗﻘ ــدﯾم واﻟﺗ ــﺄﺧﯾر ﻓ ــﻲ‬
‫أﻧدﻟﺳﯾﺎت أﺣﻣد ﺷوﻗﻲ وﻛﺎن اﻟﻐرض ﻣﻧﻪ –ﺑﺻﻔﺔ ﻋﺎﻣﺔ‪ -‬اﻟﺗﺧﺻﯾص واﻻﻫﺗﻣﺎم واﻟﻌﻧﺎﯾﺔ ﺑﺷـﺄن‬
‫اﻟﻣﻘدم‪ ،‬وﻫذا ﻟﻣﺎ ﯾﺗﻣﺗﻊ ﺑﻪ اﻟﺟﺎر واﻟﻣﺟرور ﻣن ﻣروﻧﺔ وﺳﻬوﻟﺔ ﻓﻲ اﻟﺣرﻛﺔ‪.‬‬

‫ب‪ -‬اﻷﺳﺎﻟﯾب اﻟطﻠﺑﯾﺔ‪:‬‬

‫اﻻﺳﺗﻔﻬﺎم‪:‬‬

‫ُﯾﻌد اﻻﺳﺗﻔﻬﺎم ﻓﻲ ﻋرف اﻟﺑﻼﻏﯾﯾن ﻣن اﻷﺳﺎﻟﯾب اﻟﻠﻐوﯾﺔ ذات اﻵﻟﯾﺎت اﻟﻔﺎﻋﻠﺔ ﻓﻲ ﺗوﺟﯾﻪ‬

‫اﻟﻣﻌﻧـﻰ اﻟﺑﻼﻏــﻲ وﻟﻬــذﻩ اﻵﻟﯾـﺔ أدوات ﺗﻌﻣــل ﺑﻬــﺎ وﻫـﻲ اﻟﻬﻣـزة وﻫــل وﻫﻣـﺎ ﺣرﻓــﺎن‪ ،‬و ﻣــﺎ وﻣــن‬
‫وﻣﺗﻰ وأﯾن وأﯾﺎن وأﻧﻰ وﻛﯾف وﻛم وأي وﻫﻲ أﺳﻣﺎء‪.‬‬

‫ورد اﻻﺳــﺗﻔﻬﺎم ﻛﺛﯾ ـ ار ﻓــﻲ أﻧدﻟﺳــﯾﺎت ﺷــوﻗﻲ وﻫــو ﻣطﻠــق ﻻ ﯾرﺟــﻰ ﻣــن وراءﻩ ﺟ ـواب ﻷﻧــﻪ ﻓــﻲ‬
‫اﻷﻏﻠب ﯾﻛون اﻟﻣﺳﺗﻔﻬم ﺟﺎﻣدا أو ﻣﺧﺎطﺑﺎ ﻏﯾر ﻣﻌﯾن وﻣن أﻣﺛﻠﺔ ذﻟك‪:‬‬

‫)‪(2‬‬
‫ت َﺟﻧﺎﺣك ﺟﺎﻟت ﻓﻲ ﺣواﺷﯾﻧﺎ"؟‬
‫ﻗﺻ ْ‬
‫ﱠ‬ ‫ﯾدا‬ ‫ﻏﯾر ﱠ‬
‫أن ً‬ ‫ص ﻋﻠﯾﻧﺎ َ‬
‫"ﻣﺎذا ﺗﻘُ ﱡ‬

‫اﻻﺳﺗﻔﻬﺎم ﻫﻧﺎ ﺟﺎء ﻟﯾﺿﺎﻋف إﺣﺳﺎﺳﻧﺎ ﺑﺣزن اﻟﺷﺎﻋر‪ ،‬وﻟوﻋﺗﻪ ﻓﻲ ﻏرﺑﺗﻪ‪ ،‬وذﻟك ﻣن ﺧﻼل‬
‫اﻟﻣطﺎﺑﻘﺔ ﺑﯾن ﺣﺎل اﻟﺷﺎﻋر اﻟﻣﺣزون وﺣﺎل اﻟﺣﻣﺎم اﻟﻧﺎﺋﺢ‪ ،‬أو ﺑﯾن ﻣﺣروق اﻟﺣﺷﺎ وﻣﻘﺻوص‬
‫اﻟﺟﻧﺎح‪ ،‬وﻷن ﺣﺎﻟﯾﻬﻣﺎ واﺣدة ﻟم ﯾﻛن ﻧﺎﺋﺢ اﻟطﻠﺢ ﻟﯾﺟد ﺟدﯾدا ﻣﺧﺗﻠﻔﺎ ﯾﻣﻛن أن ﯾﻘﺻﻪ‪.‬‬

‫‪ -1‬اﻟﻣﺻدر اﻟﺳﺎﺑق‪ ،‬ص‪.104‬‬


‫‪ -2‬أﺣﻣد ﺷوﻗﻲ‪ ،‬اﻟﺷوﻗﯾﺎت‪ ،‬ج‪ ،2‬ص ‪.104‬‬
‫‪94‬‬
‫أﻧﺪﻟﺴﻴﺎت أﺣﻤﺪ ﺷﻮ ‪ ..‬ﺳﻤﺎ ﺎ ﺳﻠﻮ ﻴﺔ‬

‫ﻓﯾﻌد اﻻﺳﺗﻔﻬﺎم ﻋﻧﺻ ار اﺳﺗﻬﻼﻟﯾﺎ ﻣﻬﻣﺎ ﻛﻣﺎ ﻓﻲ‬


‫وﯾﻧزع ﺷوﻗﻲ إﻟﻰ إﻗﺎﻣﺔ ﻣﻘدﻣﺎت اﺳﺗﻔﻬﺎﻣﯾﺔ ُ‬
‫ﻗﺻﯾدﺗﻪ أﻧدﻟﺳﯾﺔ ﺣﯾث ﻗﺎل‪:‬‬

‫)‪(1‬‬
‫ﻧﺷﺟﻰ ﻟوادﯾك أم ﻧﺄﺳﻰ ﻟوادﯾﻧﺎ"؟‬ ‫اﻟطﻠﺢ أﺷﺑﺎﻩٌ ﻋوادﯾﻧﺎ‬
‫ِ‬ ‫" ﯾﺎ ﻧﺎﺋﺢ‬

‫أدى اﻻﺳﺗﻔﻬﺎم ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟﻣﻘدﻣﺔ ﻣﻌﻧﻰ اﻟﺗﻔﺟﻊ ﻓﻧﺑﻪ ﻟﻣﺎ ﺳﯾﻘوم ﻓﻲ ﺑﻘﯾﺔ اﻷﺑﯾﺎت ﻣن ﺣ اررة‬
‫ﻷن اﻟﺗﻔﺟﻊ أﻗﺻﻰ ﺣد ﻓﻲ اﻟﺗﺄزم وﻫذا أﺣد أﺳﺑﺎب روﻋﺔ اﻟﻘﺻﯾدة‪.‬‬

‫اﺳﺗﺧدم ﺷوﻗﻲ أﺳﺎﻟﯾب اﻻﺳﺗﻔﻬﺎم ﻟﯾﻌﺑر ﻋن ﺻدق ﺣﻧﯾﻧﻪ‪ ،‬وﺷدة ﺷوﻗﻪ وﻫروﺑﺎ ﻣن ﺷﺑﺢ‬
‫اﻟﻐرﺑﺔ‪ ،‬ﻓﻛﺎن ﯾﺳﺗﺧدم ﻓﻲ اﻟﺑﯾت اﻟواﺣد ﻧﻔس اﻷداة ﻣرﺗﯾن ﺣﯾث ﯾﻘول‪:‬‬

‫)‪(2‬‬
‫ﺟﻧﺑﻲ!ﻛم ﯾﺳﯾ ُل؟وﻛم َﯾ ْد َﻣﻰ"؟‬
‫ﻓﯾﺎ َوْﯾ َﺢ ْ‬ ‫اﻧزَوى‬
‫اﻟﺟﻧب و َ‬
‫ُ‬ ‫" ﻓﻣﺎ ﻫﺗﻔﺎ ﺣﺗﻰ َﻧ َاز‬

‫ﻟﻘد اﺳﺗﺧدم اﻷداة اﻻﺳﺗﻔﻬﺎﻣﯾﺔ )ﻛم( ﻣرﺗﯾن‪ ،‬ووظﻔﺎ ﻓﻲ ﺑﯾت واﺣد‪ ،‬ﺣﯾث ﯾﺗﻌﺟب ﺷوﻗﻲ ﻣن‬
‫ﺟرﺣﻪ زﻣن ﺷدة ﺳﯾﻼﻧﻪ وﻧزﯾﻔﻪ‪.‬‬

‫اﻣﺗطﻰ ﺷوﻗﻲ أﺳﻠوب اﻻﺳـﺗﻔﻬﺎم ﺑﺎﺛـﺎ ﻣـن ﺧﻼﻟـﻪ ﻟواﻋﺟـﻪ ﺑﺳـﺑب اﻟﻐرﺑـﺔ واﺷـﺗداد اﻟﺣﻧـﯾن ﺑـﻪ‪،‬‬
‫ﻓﻌﺑر ﻣن ﺧﻼل اﻻﺳﺗﻔﻬﺎم ﻋن إﺣﺳﺎﺳﻪ وﻣن أﻣﺛﻠﺔ ذﻟك ﻗوﻟﻪ ‪:‬‬

‫)‪(3‬‬
‫أو أﺳﺎ ﺟرﺣﻪ اﻟزﻣﺎن اﻟﻣؤﺳﻲ"؟‬ ‫" وﺳﻼ ﻣﺻر ﻫل ﺳﻼ اﻟﻘﻠب ﻋﻧﻬﺎ‬

‫ﻓﻬﻧــﺎ ﯾطﻠــب ﺷــوﻗﻲ ﻣــن ﺻــﺎﺣﺑﯾﻪ اﻟــذﯾن ﺗﺧﯾﻠﻬﻣــﺎ ﺑــﺄن ﯾﺳــﺄﻻ ﻣﺻــر ﺳ ـؤاﻻ ﺧــرج ﻋــن ﻣﻌﻧــﺎﻩ‬
‫اﻷﺻــﻠﻲ وأﻓــﺎد اﻟﻧﻔــﻲ‪ ،‬ﻫــل ﻧﺳــﻲ ﻗﻠﺑــﻪ ﻣﺻــر وﻫــل ﺑﻣﻘــدورﻩ اﻟﺻــﺑر ﻋﻠــﻰ اﻟﺑﻌــد واﻟﻐرﺑــﺔ وﻫــل‬
‫ﯾﺳﺗطﯾﻊ اﻟزﻣﺎن أن ﯾﻌﺎﻟﺞ ﺟراﺣﻪ اﻟﺗﻲ ﺳﺑﺑﻬﺎ اﻟرﺋﯾس ﻏرﺑﺗﻪ ﻋﻧﻬﺎ‪.‬‬

‫‪ - 1‬اﻟﻣﺻدر اﻟﺳﺎﺑق‬
‫‪ -2‬أﺣﻣد ﺷوﻗﻲ‪ ،‬اﻟﺷوﻗﯾﺎت‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪.146‬‬
‫‪ -3‬اﻟﻣﺻدر ﻧﻔﺳﻪ‪ ،‬ص‪.46‬‬
‫‪95‬‬
‫أﻧﺪﻟﺴﻴﺎت أﺣﻤﺪ ﺷﻮ ‪ ..‬ﺳﻤﺎ ﺎ ﺳﻠﻮ ﻴﺔ‬

‫واﺳﺗﻧﻛر ﻣن ﺧﻼل اﻻﺳﺗﻔﻬﺎم ﻗﺳوة اﻻﺳﺗﻌﻣﺎر وﺗﻌﺟب ﻣن وﻗوف اﻟﺑﺣر ﺣﺟـر ﻋﺛـرة ﻣﺎﻧﻌـﺎ‬
‫إﯾﺎﻩ اﻟﻌودة إﻟﻰ اﻟوطن وﺣرﻣﺎﻧﻪ اﻟﺗﻣﺗﻊ ﺑﺧﯾراﺗﻪ‪ ،‬وﺗﺑﺎح ﻣﻠذاﺗﻪ إﻟﻰ اﻟﻐرﺑﺎء ﻣن ﻛل ﺟﻧس ﺣﯾـث‬
‫ﻗﺎل ‪:‬‬

‫ﺑﻣﻧﻊ وﺣﺑس‬
‫ﻣوﻟﻌﺎ ٍ‬ ‫" ﯾﺎ اﺑﻧ َﺔ اﻟﯾ ﱢم ﻣﺎ ِ‬
‫ﻣﺎﻟﻪ ً‬ ‫أﺑوك ﺑﺧﯾ ٌل‬

‫)‪(1‬‬
‫ُح‪ ،‬ﺣﻼ ٌل ﻟﻠطﯾر ﻣن ﻛل ﺟﻧس"‬ ‫اﻟدو‬
‫أﺣر ٌام ﻋﻠﻰ ﺑﻼﺑﻠﻪ ْ‬

‫» أﻣﺛﻠــﺔ اﻻﺳــﺗﻔﻬﺎم ﻛﺛﯾـرة ﻓــﻲ ﺷــﻌر ﺷــوﻗﻲ‪ ،‬وظﻔﻬــﺎ ﺑــﺄﻛﺛر ﻣــن ﺻــﯾﻐﺔ‪ ،‬وﻛـ ّـرر اﻷداة اﻟواﺣــدة‬
‫)‪(2‬‬
‫وﻧوﻋﻬﺎ أﻛﺛر اﻷﺣﯾﺎن«‪.‬‬
‫ﻓﻲ اﻟﺑﯾت ﻣرﺗﯾن أﺣﯾﺎﻧﺎ‪ ،‬ﱠ‬

‫اﻟﻧداء‪:‬‬

‫» ﻫو طﻠب إﻗﺑﺎل اﻟﻣدﻋو ﻋﻠﻰ اﻟداﻋﻲ ﺑﺄﺣد ﺣروف ﻣﺧﺻوﺻﺔ ﯾﻧوب ﻛل ﺣرف ﻣﻧﻬﺎ‬
‫)‪(3‬‬
‫ﻣﻧﺎب اﻟﻔﻌل أدﻋو«‬

‫وﻫو ‪ »:‬طﻠب اﻟﻣﺗﻛﻠم إﻗﺑﺎل اﻟﻣﺧﺎطب ﻋﻠﯾﻪ ﺑﺣرف ﻧﺎﺋب ﻣﻧﺎب )أﻧﺎدي( اﻟﻣﻧﻘول ﻣن اﻟﺧﺑر‬
‫)‪(4‬‬
‫إﻟﻰ اﻹﻧﺷﺎء«‪.‬‬

‫وﺣروﻓﻪ ﻫﻲ اﻟﻬﻣزة وأي وﯾﺎ وآ وأﯾﺎ وﻫﯾﺎ و وا‪ ،‬ﻋﻠﻰ أن دراﺳﺔ اﻟﻧداء ﻓﻲ اﻟﺟﺎﻧب اﻟﺗرﻛﯾﺑﻲ أﻣر‬
‫ﻏﺎﯾﺔ اﻷﻫﻣﯾﺔ‪.‬‬

‫ٕوان ﻛﺎن اﻟﻧداء ﻟﯾس ﻣﻘﺻودا ﺑذاﺗﻪ ٕواﻧﻣﺎ ﻫو ﺗﻧﺑﯾﻪ ﻟﻠﻣﺧﺎطب ﻟﯾﺻﻐﻲ اﻟﻰ ﻣﺎ ﯾﺟﺊ ﻣن‬
‫)‪(1‬‬
‫اﻟﻛﻼم اﻟﻣﻧﺎدى ﻟﻪ‪«.‬‬

‫‪ -1‬اﻟﻣﺻدر اﻟﺳﺎﺑق‪ ،‬ص‪.46‬‬


‫‪ -4‬ﯾﻧظر ﻧﺿﺎل ﻋﻠﯾﺎن ﻋوﯾض اﻟﻌﻣﺎوي‪ ،‬اﻟﻐرﺑﺔ واﻟﺣﻧﯾن ﻓﻲ ﺷﻌر أﺣﻣد ﺷوﻗﻲ‪،‬اﻟﺟﺎﻣﻌﺔ اﻹﺳﻼﻣﯾﺔ‪ ،‬ﻏزة‪1437،‬ه‪-‬‬
‫‪2015‬م‪ ،‬ص‪.127‬‬
‫‪ -3‬ﻋﺑد اﻟﻌزﯾز ﻋﺗﯾق‪ ،‬ﻋﻠم اﻟﻣﻌﺎﻧﻲ‪ ،‬دار اﻟﻧﻬﺿﺔ اﻟﻌرﺑﯾﺔ ﻟﻠطﺑﺎﻋﺔ واﻟﻧﺷر‪ ،‬ﻟﺑﻧﺎن‪ ،‬ط‪1،1430‬ه‪2009-‬م‪ ،‬ص‪-114‬‬
‫‪.115‬‬
‫‪ -4‬اﻟﺳﯾد أﺣﻣد اﻟﻬﺎﺷﻣﻲ‪ ،‬ﺟواﻫر ا ﻟﺑﻼﻏﺔ‪ ،‬دار اﻟﻔﻛر ﻟﻠطﺑﺎﻋﺔ واﻟﻧﺷر واﻟﺗوزﯾﻊ‪ ،‬ﺑﯾروت‪ ،‬ﻟﺑﻧﺎن‪2000 ،‬م‪ ،‬ص‪.105‬‬
‫‪96‬‬
‫أﻧﺪﻟﺴﻴﺎت أﺣﻤﺪ ﺷﻮ ‪ ..‬ﺳﻤﺎ ﺎ ﺳﻠﻮ ﻴﺔ‬

‫وﯾﺳــﺗﻌﻣل ﺷــوﻗﻲ أﺳــﻠوب اﻟﻧــداء ﻛﺛﯾـ ار وﯾﺳــﺗﻬل ﺑــﻪ ﻗﺻــﺎﺋدﻩ اﻟطـوال ﻓﻬــو أداة ﺗﻧﺷــﯾط ﻟــﻧﻔس‬
‫اﻟﻣﺗﻠﻘ ــﻲ وﺗﻬﯾﺋ ــﺔ ﻟط ــول ﻧﻔ ــس اﻟﺷ ــﺎﻋر واﻟﻧ ــداء ﻋﻧ ــد ﺷ ــوﻗﻲ أﺳ ــﻠوب ﻣ ــن أﺳ ــﺎﻟﯾب اﻻﺳ ــﺗﻬﻼل‬
‫اﻟﻣﻬﻣــﺔ‪.‬ﻓﯾﺳــﻬم ﻓــﻲ ﺗﺻــوﯾر أزﻣــﺔ اﻟﺷــﺎﻋر ﻓــﻲ ﻣﻘدﻣــﺔ اﻟﻘﺻــﯾدة ﺗﻣﻬﯾــدا ﻟﺗﻔﺻــﯾﻠﻬﺎ ﻓﯾﻣــﺎ ﯾﻠــﻲ ﻣــن‬
‫أﺑﯾﺎت وﻣن أﻣﺛﻠﺔ ذﻟك‪:‬‬

‫)‪(2‬‬
‫ﻧﺷﺟﻰ ﻟوادﯾك‪ ،‬أم ﻧﺄﺳﻰ ﻟوادﯾﻧﺎ"؟‬ ‫اﻟطﻠﺢ‪،‬أﺷﺑﺎﻩٌ ﻋوادﯾﻧﺎ‬
‫ِ‬ ‫"ﯾﺎ ﻧﺎﺋﺢ‬

‫ﻗــد اﺳ ــﺗﻬل ﻗﺻــﯾدﺗﻪ ﺑﻧ ــداء اﻟﺗﻔﺟ ــﻊ واﻟﻣﺄﺳ ــﺎة اﻟﺗ ــﻲ ﺣﻠ ــت ﺑ ــﻪ وﻫ ــذا ﻣ ــﺎ ﻧﻠﻣﺳ ــﻪ ﻓ ــﻲ اﻻﻣﺗ ــداد‬
‫اﻟﺻوﺗﻲ ﻓﻲ ﺣـرف اﻟﻧـداء اﻟـذي ﯾﻼﺋـم اﻟﺣـزن واﻷﻟـم اﻟـذي اﻋﺗﺻـر‪ ،‬ﻓﯾوﺟـﻪ ﻧـداءﻩ ﻟﻣـن ﯾﺷـﺎرﻛﻪ‬
‫ذﻟك اﻟﻔراق اﻟﻘﺎﺳﻲ ﻓﻛﻼﻫﻣﺎ اﺷﺗرك ﻓﻲ ﻣﺻﯾﺑﺔ اﻟﻔراق واﻟﺑﻌد ﻋن اﻟوطن‪.‬وﻣن ذﻟك اﻟﺣﻧﯾن ﻧﺟد‬
‫ﻣﺧﺎطﺑﺗﻪ ﻟﻠﺑرق ﻓﻬو اﻟذي ﯾﻧﻘل ﻟﻪ اﻷﺧﺑﺎر ﻋن وطﻧـﻪ وﯾﺧﻔـف ﻋﻧـﻪ ﻟوﻋـﺔ اﻟﻔـراق واﻟﺣـزن ﺣﯾـث‬
‫ﯾﻘول‪:‬‬

‫)‪(3‬‬
‫وﯾﻬﻣﻲ ﻋن ﻣﺂﻗﯾﻧﺎ"‬
‫ﺑﻌد اﻟﻬدوء َ‬ ‫ي اﻟﺑرق ﯾرﻣﻲ ﻋن ﺟواﻧﺣﻧﺎ‬
‫" ﯾﺎ ﺳﺎر َ‬

‫وﻣن أﻣﺛﻠﺔ أﺳﻠوب اﻟﻧداء ﻧﺟد اﻟﺑﯾت اﻟﻘﺎﺋل‪:‬‬

‫)‪(4‬‬
‫ﻋﻬد اﻟوﻓﺎء ٕوان ﻏﺑﻧﺎ ﻣﻘﯾﻣﯾﻧﺎ"‬ ‫ﯾﺎ ﺳﺎﻛﻧﻲ ﻣﺻر إﻧﺎ ﻻ ﻧزال ﻋﻠﻰ‬

‫إن ﻫـذا اﻟﺑﯾــت ﯾﺣﻣـل ﻧــداء ﯾﻔــﯾض ﺑـﺎﻟﺣﻧﯾن ﻟﻣﺻــر‪ ،‬وأﻫﻠﻬـﺎ وﻧﯾﻠﻬــﺎ وﻣــﺎ أﻛﺛـر ﻧــداءات ﺷــوﻗﻲ‬
‫اﻟﺗﻲ ﺗظﻬر ﻟﻧﺎ ﻋظم اﻟﺣب‪ ،‬واﻟﺷوق‪ ،‬واﻟﺣﻧﯾن ﻓﻲ ﻗﻠـب ﺷـوﻗﻲ وﺧﺎﺻـﺔ ﻓـﻲ أﻧدﻟﺳـﯾﺎﺗﻪ اﻟﻣﻣﻠـوءة‬
‫ﺑﺎﻟوﺟد‪ ،‬واﻟﺣﻧﯾن‪ ،‬وﻣﺎ أﺻدق اﻟﺑﯾت اﻟﺗﺎﻟﻲ ﻓﻲ ذﻟك‪:‬‬

‫)‪(1‬‬
‫وﻣن َﻣﺻون ﻫواﻫم ﻓﻲ ﺗﻧﺎﺟﯾﻧﺎ"‬ ‫ﻧﻐﺎر ﻋﻠﯾﻬم ﻣن ﺿﻣﺎﺋرﻧﺎ‬
‫" ﯾﺎ ﻣن ُ‬

‫‪ -1‬ﻗﯾس إﺳﻣﺎﻋﯾل اﻷوﯾﺳﻲ‪ ،‬أﺳﺎﻟﯾب اﻟطﻠب ﻋﻧد اﻟﻧﺣوﯾﯾن واﻟﺑﻼﻏﯾﯾن‪ ،‬و ازرة اﻟﺗﻌﻠﯾم اﻟﻌﺎﻟﻲ واﻟﺑﺣث اﻟﻌﻠﻣﻲ‪ ،‬ﺟﺎﻣﻌﺔ‬
‫ﺑﻐداد‪1988،‬م‪،‬ص‪.218‬‬
‫‪ -2‬أﺣﻣد ﺷوﻗﻲ‪ ،‬اﻟﺷوﻗﯾﺎت‪،‬ج‪ ،2‬ص‪.104‬‬
‫‪ -3‬اﻟﻣﺻدر ﻧﻔﺳﻪ‪ ،‬ص‪.105‬‬
‫‪ -4‬اﻟﻣﺻدر ﻧﻔﺳﻪ‪ ،‬ص‪.288‬‬
‫‪97‬‬
‫أﻧﺪﻟﺴﻴﺎت أﺣﻤﺪ ﺷﻮ ‪ ..‬ﺳﻤﺎ ﺎ ﺳﻠﻮ ﻴﺔ‬

‫اﻷﻣــــــــر‪:‬‬

‫ﻫو "طﻠب اﻟﻔﻌل ﻋﻠﻰ وﺟﻪ اﻻﺳﺗﻌﻼء واﻹﻟزام وﯾﻘﺻد ﺑﺎﻻﺳﺗﻌﻼء أن ﯾﻧظر اﻵﻣر ﻟﻧﻔﺳﻪ‬
‫ﻋﻠﻰ أﻧﻪ أﻋﻠﻰ ﻣﻧزﻟﺔ ﻣﻣن ﯾﺧﺎطﺑﻪ أو ﯾوﺟﻪ اﻷﻣر إﻟﯾﻪ‪ ،‬ﺳواء أﻛﺎن أﻋﻠﻰ ﻣﻧزﻟﺔ ﻣﻧﻪ ﻓﻲ اﻟواﻗﻊ‬
‫)‪(2‬‬
‫أم ﻻ"‪.‬‬

‫واﻷﻣر » أﺳﻠوب إﻧﺷﺎﺋﻲ أﻛﺛر ﻣﻣﺎ ﻫو ﻓﻌل ﻟﯾس ﻓﻌﻼ ﺣﻘﯾﻘﯾﺎ إذ ﻻ ﯾدل ﻋﻠﻰ ﺣدث ﺑﻘدر ﻣﺎ‬
‫)‪(3‬‬
‫ﯾدل ﻓﻲ اﻷﺻل ﻋﻠﻰ طﻠب اﻟﻘﯾﺎم ﺑﺣدث«‪.‬‬

‫ﻟﺟــﺎ ﺷــوﻗﻲ ﻷﺳــﻠوب اﻷﻣــر ﻓــﻲ أﻧدﻟﺳــﯾﺎﺗﻪ ﻟﯾﺗﺳــﻧﻰ ﻟــﻪ اﻟﺗﻌﺑﯾــر ﻋــن ﻣﻌﺎﻧﺎﺗــﻪ ﻣــن آﻻم اﻟﻐرﺑــﺔ‬
‫وﯾﺟﺳد أﺷواﻗﻪ وﺣﻧﯾﻧﻪ ﻟﻣﺎ ﯾﺗﻣﺗﻊ ﺑﻪ أﺳوب اﻷﻣر ﻣن ﻣروﻧﺔ ﻓﻲ وﺻف اﻟﻣﻌﺎﻧﺎة‪ ،‬واﻟﺗﻌﺑﯾر ﻋﻣـﺎ‬
‫ﯾﺣس ﺑﻪ ﺗﺟﺎﻩ ذﻛرﯾﺎﺗﻪ‪ ،‬واﻷﻣﺎﻛن اﻟﻣﺣﺑﺑﺔ ﻟﻪ وﻣﻣن أﻣﺛﻠﺔ ذﻟك ﻗوﻟﻪ‪:‬‬

‫)‪(4‬‬
‫واﻧزل ﻛﻣﺎ ﻧزل اﻟطل اﻟرﯾﺎﺣﯾﻧﺎ‬ ‫"ﻓﻘف إﻟﻰ اﻟﻧﯾل‪ ،‬واﻫﺗف ﻓﻲ ﺧﻣﺎﺋﻠﻪ‬

‫ﻓﻬــذا طﻠــب ﻣــن ﺷــوﻗﻲ ﻟﺻــﺎﺣب ﻣﺗﺧﯾــل ﯾــﺄﻣرﻩ ﻓﯾــﻪ أن ﯾﻘــف إﻟــﻰ ﻣﻛــﺎن ﻣﺣﺑــب ﻟــﻪ ﻓــﻲ وطﻧــﻪ‬
‫ﻣﺻر وﻫو ﻧﻬر اﻟﻧﯾل ﻟﯾﻌﯾد ﻋﻠﯾﻪ ﺻدى اﻟﺳﻌﺎدة اﻟﻐﺎﻣرة اﻟﺗﻲ ﺷـﻣﻠﺗﻪ ﺑﺄﻛﻧﺎﻓـﻪ ﻋﻧـدﻣﺎ ﻛـﺎن ﯾﺗـﻧﻌم‬
‫ﻓﻲ وطﻧﻪ‬

‫اﻋﺗﻣـد ﺷــوﻗﻲ ﻋﻠــﻰ أﺳـﻠوب اﻷﻣــر اﻟﺗﻣﺎﺳــﺎ ﻟـذﻟك اﻟﻣﺎﺿــﻲ اﻟﺟﻣﯾــل وﺣﻧﯾﻧـﺎ ﻟﺗﻠــك اﻷﯾــﺎم ﺣﯾــث‬
‫ﺟﺎء اﻷﻣر ﻓﻲ ﻫذا اﻟﺑﯾت ﺑﺛﻼﺛـﺔ أﻓﻌـﺎل )ﻗـف‪ ،‬اﻫﺗـف‪ ،‬اﻧـزل( وﺗﻛـرار أﻓﻌـﺎل اﻷﻣـر ﯾـدل ﻋﻠـﻰ‬
‫ﺗﻠﻬف اﻟطﺎﻟب ﻋﻠﻰ طﻠﺑﻪ ﻣن اﻟﺷﺧص اﻟﻣطﻠوب ﻣﻧﻪ‪.‬‬

‫‪ -1‬اﻟﻣﺻدر اﻟﺳﺎﺑق‪ ،‬ص‪.106‬‬


‫‪ -2‬ﻋﺑد اﻟﻌزﯾز ﻋﺗﯾق‪ ،‬ﻋﻠم اﻟﻣﻌﺎﻧﻲ‪ ،‬ص‪.88‬‬
‫‪ -3‬ﻗﯾس إﺳﻣﺎﻋﯾل اﻷوﯾﺳﻲ‪ ،‬أﺳﺎﻟﯾب اﻟطﻠب ﻋﻧد اﻟﻧﺣوﯾﯾن واﻟﺑﻼﻏﯾﯾن‪ ،‬ص‪.218‬‬
‫‪ -4‬أﺣﻣد ﺷوﻗﻲ‪ ،‬اﻟﺷوﻗﯾﺎت‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪.106‬‬
‫‪98‬‬
‫أﻧﺪﻟﺴﻴﺎت أﺣﻤﺪ ﺷﻮ ‪ ..‬ﺳﻤﺎ ﺎ ﺳﻠﻮ ﻴﺔ‬

‫ﻟﺟــﺄ ﺷــوﻗﻲ ﻷﺳــﻠوب اﻷﻣــر ﻟﯾﺗﺳــﻧﻰ ﻟــﻪ اﻟﺗﻌﺑﯾــر ﻋﻣــﺎ ﯾﻌﺎﻧﯾــﻪ ﻣــن آﻻم اﻟﻐرﺑــﺔ وﯾﺟﺳــد أﺷ ـواﻗﻪ‬
‫وﺣﻧﯾﻧﻪ ‪ .‬وﻣن أﻣﺛﻠﺔ أﺳﻠوب اﻷﻣـر ﻛﺛﯾـرة ﻓـﻲ ﺷـﻌرﻩ وﻣـن ﺗﻠـك اﻷﻣﺛﻠـﺔ ﻋﻠـﻰ ﻫـذا اﻷﺳـﻠوب ﻗوﻟـﻪ‬
‫ﻓﻲ ﺣﻧﯾﻧﻪ إﻟﻰ ﻣﺻر ‪:‬‬

‫اذﻛ ار ﻟﻲ اﻟﺻﺑﺎ وأﯾﺎم أﻧﺳﻲ‬ ‫"اﺧﺗﻼف اﻟﻧﻬﺎر واﻟﻠﯾل ﯾﻧﺳﻲ‬

‫)‪(1‬‬
‫ﺻورت ﻣن ﺗﺻورات وﻣس"‬ ‫وﺻﻔﺎ ﻟﻲ ﻣﻼوة ﻣن ﺷﺑﺎب‬

‫ﻓﺷوﻗﻲ ﻓﻲ اﻟﺑﯾﺗﯾن اﻟﺳﺎﺑﻘﯾن ﻋﻣد إﻟﻰ أﺳﻠوب اﻷﻣر اﻟﺗﻣﺎﺳﺎ ﻟـذاك اﻟﻣﺎﺿـﻲ اﻟﺟﻣﯾـل وﺣﻧﯾﻧـﺎ‬
‫ﻟﺗﻠك اﻷﯾﺎم ﺣﯾث ﺟﺎء اﻷﻣر ﺑﻔﻌﻠﯾن ﻫﻣﺎ )اذﻛرا‪ ،‬ﺻﻔﺎ(‪.‬‬

‫أﺳــﻠوب اﻷﻣــر ﻓ ــﻲ أﻧدﻟﺳــﯾﺎت ﺷــوﻗﻲ ﺣﻣ ــل ﺟــزءا ﻛﺑﯾ ـ ار ﻣــن ﺣﻧــﯾن اﻟﺷــﺎﻋر وأﺳ ــﻬم ﻓــﻲ إﺑـ ـراز‬
‫ﻋﺎطﻔﺗﻪ ﺣﯾث ﻗﺎل‪:‬‬

‫)‪(2‬‬
‫وأﺳﺎ ﺟرﺣﻪ اﻟزﻣﺎن اﻟﻣؤﺳﻲ"‬ ‫"وﺳﻼ ﻣﺻر ﻫل ﺳﻼ اﻟﻘﻠب ﻋﻧﻬﺎ‬

‫ﻓﻔﻲ ﻫذا اﻟﺑﯾت ﺑث ﺷوﻗﻲ أﺣﺎﺳﯾس اﻟﺣﻧﯾن وﺣرﻗﺔ اﻟﻐرﺑﺔ‪ ،‬اﻟﺗﻲ ﻛﺎن ﯾﻛﺎﺑـدﻫﺎ طـوال ﺑﻌـدﻩ ﻋـن‬
‫وطﻧﻪ‪ ،‬ﻓﻌﺑر ﻣن ﺧﻼل أﺳﻠوب اﻷﻣر ﻋن ﺑﻌض ﻣﺎ ﻋﺎﻧﺎﻩ‪.‬‬

‫وأﻣﺎ أﺳﻠوب اﻷﻣر اﻟذي اﺳﺗﺧدﻣﻪ ﻓﻲ ﻗﺻﯾدﺗﻪ اﻟﺗﻲ ﯾﺑﻛﻲ ﻓﯾﻬﺎ واﻟدﺗﻪ ﺣﯾن ﻗﺎل‪:‬‬

‫)‪(3‬‬
‫اﻟﺳ ﱠﻣﺎ "‬
‫ﻧدﯾﻣك ﺳﻘراط اﻟذي اﺑﺗدع ّ‬ ‫زﻣﺎن‪ ،‬ﻓﺈﻧﻣﺎ‬
‫ع وﻧﺎول ﯾﺎ ُ‬
‫" ﻓﺄﺗر ْ‬

‫ﺣﺎول ﻣن ﺧﻼل أﺳﻠوب اﻷﻣـر أن ﯾﺳـﺗﺟﻣﻊ إرادﺗـﻪ اﻟﺗـﻲ ﻏﯾﺑﻬـﺎ ﺣﻧﯾﻧـﻪ إﻟـﻰ أﻫﻠـﻪ ووطﻧـﻪ وﻫـﺎ‬
‫ﻫو ﯾﺧﺎطب اﻟزﻣـﺎن وﯾـﺄﻣرﻩ أن ﯾزﯾـدﻩ ﻣـن اﻟﻬﻣـوم واﻷﺳـﻰ واﻟﺗﺻـﺎرﯾف ﻷﻧـﻪ ﺻـﺎر ﻻ ﯾﺑـﺎﻟﻲ ﻣـن‬
‫ﻛﺛرة ﺗﻠﻘﯾﻪ اﻟﺟراﺣﻲ واﻟﻣﺂﺳﻲ‪ ،‬وﻣﺛل ﻧﻔﺳﻪ ﺑﺳﻘراط اﻟذي ﺗﻧﺎول وﺷـرب اﻟﺳـم ﺑﯾـدﻩ وﻟـم ﯾـرض أن‬

‫‪ -1‬أﺣﻣد ﺷوﻗﻲ‪ ،‬اﻟﺷوﻗﯾﺎت‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪. 45‬‬


‫‪ - 2‬اﻟﻣﺻدر ﻧﻔﺳﮫ‪ ،‬ص ‪46‬‬
‫‪ - 3‬اﻟﻣﺻدر ﻧﻔﺳﻪ‪ ،‬ص ‪147‬‬
‫‪99‬‬
‫أﻧﺪﻟﺴﻴﺎت أﺣﻤﺪ ﺷﻮ ‪ ..‬ﺳﻤﺎ ﺎ ﺳﻠﻮ ﻴﺔ‬

‫ﯾﻔر ﻛﺎﻟﺟﺑﺎن‪.‬واﺳﺗﻌﻣﺎﻟﻪ ﻟﻸﻣر ﻓﻲ ﻫذا اﻟﺑﯾت ُﯾﻌد وﺳﯾﻠﺔ ﻟﺗﻧﺷﯾط اﻟـﻧﻔس وﺣﺛﻬـﺎ ﻋﻠـﻰ اﻟﻼﻣﺑـﺎﻻة‬
‫ﺑﻣﺎ ﯾﺄﺗﻲ ﺑﻪ اﻟزﻣﺎن‪.‬‬

‫ج – اﻟﺗرﻛﯾب اﻟﻣﺟﺎزي‪:‬‬
‫اﻟﺗﺷﺑﯾﻪ‪:‬‬

‫ﻫو ﻟون ﻣن اﻷﻟـوان اﻟﻣﺟﺎزﯾـﺔ اﻟﺗـﻲ ﺷـﺎﻋت ﻓـﻲ اﻟﺑﻼﻏـﺔ اﻟﻘدﯾﻣـﺔ‪ ،‬وﻷﻫﻣﯾﺗـﻪ ﻋﻧـدﻫم‬

‫ﺟﻌﻠـوﻩ أﺣد اﻟﻣﻘﺎﯾﯾس اﻟﺗﻲ ﻧﻌرف ﺑﻬﺎ ﺑراﻋﺔ اﻟﺷﺎﻋر وأﻓﺿﻠﯾﺔ اﻟﺷﻌر‪.‬‬

‫و ﯾﻘـوم اﻟﺗﺷـﺑﯾﻪ » ﻋﻠـﻰ اﻟﺗﻘرﯾـب ﺑـﯾن ﻗطﺑـﯾن‪،‬أو ﺑـﯾن ﺣﻘﯾﻘﺗـﯾن‪،‬ﺛم إظﻬـﺎر ﻓﯾﻣـﺎ ﯾﺷــﺗرﻛﺎن ﻣــن‬
‫ﺣﯾــث اﻟﻣﻌﻧــﻰ‪ ،‬أو ﻓــﻲ ﺻــﻔﺔ ﻣــن اﻟﺻــﻔﺎت‪،‬واﻟﻌﻼﻗﺔ ﺑﯾﻧﻬﻣــﺎ‪ ،‬ﺣﯾــث ﻣــن اﻟﻣﻌــروف أﻧ ــﻪ ﯾﺷــﺗرط‬
‫ﻓ ــﻲ اﻟﻌﻼﻗ ــﺔ ﺑ ــﯾن اﻟﺣﻘﯾﻘﺗ ــﯾن أن ﺗﻛ ــون ﻋﻼﻗ ــﺔ ﺗﺑ ــﺎدل و اﺷ ــﺗراك و ﻻ ﺗﻛ ــون أﺑ ــدا ﺣﻘﯾﻘ ــﺔ ﻣ ــن‬
‫اﻟﺣﻘﯾﻘﺗـﯾن ﻫﻲ ذاﺗﻬﺎ اﻟﺣﻘﯾﻘـﺔ اﻷﺧرى«)‪.(1‬‬

‫وﺑﻬـذا اﻟﻣﻔﻬـوم‪ ،‬ﻓـﺈن ﻗﯾﻣـﺔ اﻟﺻـورة اﻟﺗﺷـﺑﯾﻬﯾﺔ ﺗﺗوﻗـف ﻋﻠـﻰ"درﺟـﺔ اﻟﺗﻔﺎﻋــل‬

‫ﺑــﯾن طرﻓــﻲ اﻟﺗﺷــﺑﯾﻪ‪ ،‬إﻟــﻰ ﺟﺎﻧــب ﻋﻼﻗــﺔ اﻟﺗــﺄﺛﯾر و اﻟﺗــﺄﺛر ﺑــﯾن طرﻓــﻲ اﻟﺻــورة‬

‫ﻓﻬــذا اﻟﺗﺑﺎدل اﻟﻣؤﺛر ﯾﻌطﻲ ﻟﻠﻣﺗﻠﻘﻲ ﺻورة ﺻﺎدﻗﺔ ﻟﺗﺟرﺑﺔ اﻟﺷﺎﻋر‪.‬‬

‫ﯾﻌﺗﺑر» اﻟﺗﺷﺑﯾﻪ اﻟرﻛن اﻷول ﻣن أرﻛﺎن ﻋﻠم اﻟﺑﯾـﺎن واﻟﻣﻼﺣـظ اﻧـﻪ ﻛﺛﯾـر اﻟـورود ﻓـﻲ ﻛـﻼم‬
‫اﻟﻌــرب ﻷﻧــﻪ ﻣــن اﻟوﺳــﺎﺋل اﻟﺗــﻲ ﯾﺳــﺗﻌﯾن ﺑﻬــﺎ اﻷدﺑــﺎء ﻋﻠــﻰ ﺗﺻــوﯾر اﻷﺷــﯾﺎء ٕواﺑرازﻫــﺎ ﻓــﻲ أﺣﺳــن‬
‫اﻟﺻــور وأﺑﻬﺎﻫــﺎ وأوﻻﻫــﺎ ﺑــﺎﻟﻘﺑول وأﺣﻘﻬــﺎ ﺑﺎﻟﻣﯾــل وأﺟﻣــﻊ اﻟﺑﻼﻏﯾــون ﻋﻠــﻰ أن اﻟﺗﺷــﺑﯾﻪ ﯾﻘــوم ﻋﻠــﻰ‬

‫‪ - 1‬ﻧوارة وﻟد أﺣﻣد‪ ،‬ﺷﻌرﯾﺔ اﻟﻘﺻﯾدة اﻟﺛورﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﻠﻬب اﻟﻣﻘدس‪ ،‬دار اﻷﻣل ﻟﻠطﺑﺎﻋﺔ واﻟﻧﺷر واﻟﺗوزﯾﻊ‪2008 ،‬م‪ ،‬ص‪.93‬‬
‫‪100‬‬
‫أﻧﺪﻟﺴﻴﺎت أﺣﻤﺪ ﺷﻮ ‪ ..‬ﺳﻤﺎ ﺎ ﺳﻠﻮ ﻴﺔ‬

‫ﺑﯾــﺎن ﺗﺷــﺎﺑﻪ ﺑــﯾن ﺷــﯾﺋﯾن أو أﺷــﯾﺎء ﻓــﻲ ﺻــﻔﺔ أو أﻛﺛــر ﺑــﺄداة ﻫــﻲ اﻟﻛــﺎف أو ﻧﺣوﻫــﺎ ﻣﻠﻔوظــﺔ أو‬
‫ﻣﻠﺣوظﺔ «)‪.(1‬‬

‫ُﯾﻌد اﻟﺗﺷﺑﯾﻪ ﻣن أﻗدم ﺻور اﻟﺑﯾﺎن ووﺳﺎﺋل اﻟﺧﯾﺎل وأﻗرﺑﻬﺎ إﻟﻰ اﻟﻔﻬم واﻷذﻫﺎن وﻫو ﻣن أﻛﺛر‬
‫اﻟﻔﻧــون دو ارﻧــﺎ ﻓــﻲ اﻟﺷــﻌر اﻟﻌرﺑــﻲ اﻟﻘــدﯾم وﻟــذﻟك اﻫــﺗم ﺑــﻪ اﻟﻧﻘــﺎد واﻟﺑﻼﻏﯾــون ووﺿــﻌوا اﻟد ارﺳــﺎت‬
‫ﻟﺑﯾـﺎن أﻧواﻋــﻪ وﺗوﺿــﯾﺢ ﻣﻘﺎﺻــدﻩ وﺟﻌﻠــﻪ ﻗداﻣــﺔ ﺑﺎﺑــﺎ ﻣــن أﺑـواب اﻟﺷــﻌر ﻷﻫﻣﯾﺗــﻪ وان ﻟـم ﯾﻛــن ﻓﻧــﺎ‬
‫ﻣن ﻓﻧون اﻟﻘول ﻣﺛـل اﻟﻐـزل واﻟﻣـدﯾﺢ واﻟﻬﺟـﺎء واﻟرﺛـﺎء ٕواﻧﻣـﺎ ﻫـو وﺳـﯾﻠﺔ ﻣـن وﺳـﺎﺋل اﻟﺗﻌﺑﯾـر ﻣﺛـل‬
‫اﻻﺳﺗﻌﺎرة واﻟﻛﻧﺎﯾﺔ‪ .‬ﻓﺎﻟﺗﺷﺑﯾﻪ » ﻣن أﺷرف ﻛﻼم اﻟﻌرب وﻓﯾﻪ ﺗﻛون اﻟﻔطﻧﺔ واﻟﺑ ارﻋـﺔ ﻋﻧـدﻫم وﻫـو‬
‫ﺑﺣر اﻟﺑﻼﻏﺔ وﺳرﻫﺎ«)‪.(2‬‬

‫ﻓﺎﻟﺗﺷﺑﯾﻪ إذن » ﺑﯾﺎن أن ﺷﯾﺋﺎ أو أﺷﯾﺎء ﺷﺎرﻛت ﻏﯾرﻫـﺎ ﻓـﻲ ﺻـﻔﺔ أو أﻛﺛـر ﺑـﺄداة ﻫـﻲ اﻟﻛـﺎف‬
‫)‪(3‬‬
‫أو ﻧﺣوﻫﺎ ﻣﻠﻔوظﺔ أو ﻣﻘدرة ﺗﻘرب ﺑﯾن اﻟﻣﺷﺑﻪ و اﻟﻣﺷﺑﻪ ﺑﻪ ﻓﻲ وﺟﻪ اﻟﺷﺑﻪ‪«.‬‬

‫وﻣن أﻣﺛﻠﺔ اﻟﺗﺷﺑﯾﻪ ﻓﻲ اﻟﻘﺻﺎﺋد اﻷﻧدﻟﺳﯾﺔ ﻷﺣﻣد ﺷوﻗﻲ ﻗوﻟﻪ‪:‬‬

‫ﺑﻬﻣﺎ ﻓﻲ اﻟدﻣوع ﺳﯾرى وأرﺳﻲ")‪.(4‬‬ ‫" ﻧﻔﺳﻲ ﻣرﺟل وﻗﻠﺑﻲ ﺷراع‬

‫» ﻓﻔﻲ اﻟﺑﯾت اﻟﺳﺎﺑق ﻋﻣد ﺷوﻗﻲ إﻟﻰ اﻟﺗﺷﺑﯾﻪ اﻟﺑﻠﯾـﻎ ﻓـﻲ ﻣوﺿـﻌﯾن )ﻧﻔﺳـﻲ ﻣرﺟـل( و )ﻗﻠﺑـﻲ‬
‫ـﺎدا اﻟﺳــﻔﯾﻧﺔ ﺑﺎﻟطﺎﻗــﺔ اﻟﺑﺧﺎرﯾــﺔ ﻟﯾﺳــﺎﻋدﻫﺎ ﻋﻠ ــﻰ‬
‫ﺷ ـراع( ﻓﻘــد ﺷــﺑﻪ ﻧﻔﺳــﻪ ﺑﺎﻟﻣرﺟــل اﻟــذي ﯾﻐﻠــﻲ ﻣـ ً‬
‫اﻹﺑﺣـﺎر ﺗﺟــﺎﻩ ﻣﺻــر وﻣﺷــﺑﻬﺎ ﻗﻠﺑـﻪ ﺑﺎﻟﺷـراع اﻟــذي ﺗﺣرﻛــﻪ اﻟرﯾـﺎح ﻟﯾﺳــﺎﻋد اﻟﺳــﻔﯾﻧﺔ إﻟــﻰ اﻟوﺻــول‬
‫إﻟﻰ ﺑﻠدﻩ ﻣﺻر وذﻟك ﺣﺗﻰ ﻟو ﺗﻌطﻠت اﻟﺳﻔﯾﻧﺔ اﻟﺑﺧﺎرﯾﺔ ﺗﺳﺗطﯾﻊ اﻟﺳﯾر ﺑﺎﻟﺷراع«)‪.(5‬‬

‫‪ - 1‬رﺟﺎء ﻋﺑﯾد‪ ،‬ﻓﻠﺳﻔﺔ اﻟﺑﻼﻏﺔ ﺑﯾن اﻟﺗﻘﻧﯾﺔ واﻟﺗطور‪ ،‬ﻣﻧﺷﺎة اﻟﻣﻌﺎرف‪ ،‬ﻣﺻر‪ ،‬ص‪.237‬‬
‫‪ -2‬ﻋﺑد اﻟﻘﺎدر ﺣﺳﯾن‪ ،‬اﻟﻘرآن واﻟﺻورة اﻟﺑﯾﺎﻧﯾﺔ‪ ،‬ﻋﺎﻟم اﻟﻛﺗب‪ -‬ﺑﯾروت‪ ،‬ط‪1985 ،2‬م‪ ،‬ص‪.7‬‬
‫‪ -3‬ﻋﺑد اﻟﻌزﯾز ﻋﺗﯾق‪،‬ﻋﻠم اﻟﺑﯾﺎن‪ ،‬دار اﻟﻧﻬﺿﺔ اﻟﻌرﺑﯾﺔ‪ ،‬ﺑﯾروت‪ ،‬ص‪.62‬‬
‫‪ -4‬أﺣﻣد ﺷوﻗﻲ‪ ،‬اﻟﺷوﻗﯾﺎت‪،‬ج‪ ،2‬ص‪.46‬‬
‫‪ -5‬ﯾﻧظرﻧﺿﺎل ﻋﻠﯾﺎن ﻋوﯾض اﻟﻌﻣﺎوي‪ ،‬اﻟﻐرﺑﺔ واﻟﺣﻧﯾن ﻓﻲ ﺷﻌر أﺣﻣد ﺷوﻗﻲ‪ ،‬ص‪.155‬‬
‫‪101‬‬
‫أﻧﺪﻟﺴﻴﺎت أﺣﻤﺪ ﺷﻮ ‪ ..‬ﺳﻤﺎ ﺎ ﺳﻠﻮ ﻴﺔ‬

‫ﻧﺟــد أﻧــﻪ ﺷــﺑﻪ ﻣﺻــر ﺑــﺎﻟﻌﯾن اﻟﻣﺗدﻓﻘــﺔ ﻓــﻲ ﺟﻧــﺎن اﻟــرﺣﻣن ﻟﺗﺳــﻘﻲ أﺑﻧﺎءﻫــﺎ اﻟﻣــﺎء اﻟﺳﻠﺳــﺑﯾل ﺣﯾــث‬
‫ﯾﻘول ‪:‬‬

‫)‪(1‬‬
‫ﻋﯾن ﻣن اﻟﺧﻠد ﺑﺎﻟﻛﺎﻓور ﺗﺳﻘﯾﻧﺎ"‬
‫ٌ‬ ‫أﻏﺿت ﻋﻠﻰ ٍ‬
‫ﻣﻘﺔ‬ ‫"ﻟﻛن ﻣﺻر و إن ْ‬

‫ﻓﺎﻟذﻛرﯾﺎت اﻟﺟﻣﯾﻠﺔ ﻓﻲ ﻣﺻر ﻛﺎﻟﻧﻬر اﻟذي ﯾﻣد اﻟﺷﺎﻋر ﺑﺄﻣﯾﺎل ﻣن اﻟﺣﻧﯾن واﻟﺷوق ﻟﻠوطن‪.‬‬

‫وﻫﻛذا ﺗوﺿﺢ ﻟـدﯾﻧﺎ ﻣـن ﺑﻌـض أﺳـﺎﻟﯾب اﻟﺗﺷـﺑﯾﻪ ﻋﻧـد ﺷـوﻗﻲ ﻓـﻲ أﻧدﻟﺳـﯾﺎﺗﻪ‪ ،‬أﻧﻬـﺎ ﺗﺷـﺎﺑﯾﻪ ﺑﺳـﯾطﺔ‬
‫ﺣﺳــﯾﺔ‪ ،‬ﻏﯾــر أﻧــﻪ اﺳــﺗﺧدم اﻟﺗﺷــﺑﯾﻪ ﺑﻣﻬــﺎرة ﻋﺎﻟﯾــﺔ وذﻟــك ﻣﺎﺧــدم ﻫدﻓــﻪ وﻫــو إﯾﺻــﺎل ﻋواطﻔــﻪ‬
‫ﻟﻠﻣﺗﻠﻘﻲ‪.‬‬

‫اﻻﺳﺗﻌﺎرة ‪:‬‬

‫اﻻﺳﺗﻌﺎرة ﻣن أﻫم ﻣﺎ ﯾﻣﯾز اﻟﻣوﻫﺑﺔ اﻟﺷﻌرﯾﺔ وﻻ ﯾـﺗﺣﻛم ﻓـﻲ اﺳـﺗﺧداﻣﻬﺎ إﻻ ﻓطﺎﺣـل اﻟﺷـﻌراء‬
‫ﻷﻧﻬــﺎ ﺻــﻌﺑﺔ اﻟﻣﻧــﺎل ﻋﻠــﻰ اﻟﻌﻘــول اﻟﻌﺎدﯾــﺔ اﻟﺗــﻲ ﯾﻌوزﻫــﺎ اﻟﺧﯾــﺎل‪ .‬وﻗــد أﺟﻣــﻊ اﻟﺑﻼﻏﯾــون ﻋﻠــﻰ‬
‫ﺗﻌرﯾــف واﺣــد ﺷــﺎﻣل وﺟــﺎﻣﻊ ﻟﻼﺳــﺗﻌﺎرة ﻫــو » اﺳــﺗﻌﻣﺎل اﻟﻠﻔــظ ﻓــﻲ ﻏﯾــر ﻣــﺎ وﺿــﻊ ﻟــﻪ ﻟﻌﻼﻗــﺔ‬
‫اﻟﻣﺷــﺎﺑﻬﺔ ﺑــﯾن اﻟﻣﻌﻧــﻰ اﻟﻣﻧﻘــول ﻋﻧــﻪ واﻟﻣﻌﻧــﻰ اﻟﻣﺳــﺗﻌﻣل ﻣــﻊ ﻗرﯾﻧــﺔ ﺻــﺎرﻓﺔ ﻋــن إرادة اﻟﻣﻌﻧــﻰ‬
‫اﻷﺻﻠﻲ«)‪.(2‬‬

‫وﻫﻲ » أن ﯾﻛون ﻟﻠﻔظ أﺻل ﻓﻲ اﻟوﺿـﻊ اﻟﻠﻐـوي ﻣﻌـروف ﺗـدل اﻟﺷـواﻫد ﻋﻠـﻰ أﻧـﻪ اﺧـﺗص ﺑـﻪ‬
‫ﺣﯾن وﺿﻊ‪ ،‬ﺛم ﯾﺳﺗﻌﻣﻠﻪ اﻟﺷﺎﻋر أو ﻏﯾر اﻟﺷﺎﻋر ﻓﻲ ﻏﯾـر ذﻟـك اﻷﺻـل وﺑﻧﻘﻠـﻪ إﻟﯾـﻪ ﻧﻘـﻼ ﻏﯾـر‬
‫)‪(3‬‬
‫ﻻزم‪ ،‬ﻓﯾﻛون ﻫﻧﺎك ﻛﺎﻟﻌﺎرﯾﺔ«‪.‬‬

‫‪ -1‬أﺣﻣد ﺷوﻗﻲ‪ ،‬اﻟﺷوﻗﯾﺎت‪ ،‬ج‪،2‬ص‪.105‬‬


‫‪ - 2‬ﻋﺑد اﻟﻘﺎﻫر اﻟﺟرﺟﺎﻧﻲ‪ ،‬دﻻﺋل اﻹﻋﺟﺎز‪ ،‬ص‪.78‬‬
‫‪ - 3‬ﻋﺑد اﻟﻔﺎﻫر اﻟﺟرﺟﺎﻧﻲ‪ ،‬أﺳرار اﻟﺑﻼﻏﺔ ﻓﻲ ﻋﻠم اﻟﺑﯾﺎن‪ ،‬ﺗﺣﻘﯾق‪:‬ﻋﺑد اﻟﺣﻣﯾد ﻫﻧداوي‪ ،‬دار اﻟﻛﺗب اﻟﻌﻠﻣﯾﺔ‪ ،‬ﺑﯾروت‪،‬‬
‫ط‪1،2001‬م‪ ،‬ص‪.31‬‬
‫‪102‬‬
‫أﻧﺪﻟﺴﻴﺎت أﺣﻤﺪ ﺷﻮ ‪ ..‬ﺳﻤﺎ ﺎ ﺳﻠﻮ ﻴﺔ‬

‫واﻻﺳــﺗﻌﺎرة ﺗﻌطــﻲ اﻟﻛــﻼم روﻧﻘــﺎ ﺧﺎﺻــﺎ ﺗﺟــذب إﻟﯾــﻪ اﻷﺳــﻣﺎع واﻷذﻫــﺎن واﻷذواق وﻗــد ﻛﺎﻧــت‬
‫ﻣوﺟودة ﺑﻛﺛرة ﻓﻲ اﻟﻘﺻﺎﺋد اﻷﻧدﻟﺳﯾﺔ ﻷﺣﻣد ﺷوﻗﻲ وﻣن أﻣﺛﻠﺔ ذﻟك ﻗوﻟﻪ‪:‬‬

‫)‪(1‬‬
‫ﺳﻧـﺔ ﺣﻠـوة وﻟـذة ﺧـﻠس"‬ ‫"ﻋﺻﻔت ﻛﺎﻟﺻﺑﺎ اﻟﻠﻌوب وﻣرت‬

‫ﻟﻘد ورد ﻋدد ﻣن اﻻﺳﺗﻌﺎرات ﻓﻲ ﻫذا اﻟﺑﯾت وﻫﻲ‪:‬‬

‫)ﻋﺻــﻔت( ﻓﻘــد ﺷــﺑﻪ ﻓﺗــوة اﻟﺷــﺑﺎب ﺑــﺎﻟرﯾﺢ وﻫــﻲ ﺻــورة ﺗــوﺣﻲ ﺑﺳــرﻋﺔ اﻧﻘﺿــﺎءﻫﺎ وﺟــﺎءت ﻋﻠــﻰ‬
‫ﺳﺑﯾل اﻻﺳﺗﻌﺎرة اﻟﻣﻛﻧﯾﺔ أﻣﺎ اﻻﺳﺗﻌﺎرة اﻟﻣﻛﻧﯾﺔ اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ ﻓﺟﺎءت )ﻛﺎﻟﺻـﺑﺎ اﻟﻠﻌـوب( ﻓﻘـد ﺷـﺑﻪ اﻟـرﯾﺢ‬
‫اﻟرﻗﯾﻘـﺔ ﺑﻔﺗــﺎة ﻧﺎﻋﻣــﺔ رﺷــﯾﻘﺔ ﻓﻘــد أﺗـﻰ ﺑﺎﻟﻣﺷــﺑﻪ وﺣــذف اﻟﻣﺷــﺑﻪ ﺑــﻪ وأﺗـﻰ ﺑﺻــﻔﺔ ﻣــن ﺻــﻔﺎﺗﻪ وﻫــﻲ‬
‫ﺻــورة ﺟﻣﺎﻟﯾــﺔ ﺳــر ﺟﻣﺎﻟﻬــﺎ اﻟﺗﺷــﺧﯾص و اﻟﻣﻼﺣــظ ﺑ ارﻋــﺔ اﻟﺧﯾــﺎل وﺗطوﯾــﻊ اﻟﻣﻔــردات واﻟﻣﻌــﺎﻧﻲ‬
‫ﻛﻣــﺎ أراد اﻟﺷــﺎﻋر ﻓﻘــد ﺟــﺎءت ﻟﻔظــﺔ )اﻟﺻــﺑﺎ( ﻣﺷــﺑﻪ ﺑــﻪ ﻓــﻲ اﻟﺗﺷــﺑﯾﻪ اﻷول وﺟــﺎءت ﻣﺷــﺑﻪ ﻓــﻲ‬
‫اﻻﺳﺗﻌﺎرة‪.‬‬

‫أﻣﺎ ﻓﻲ اﻟﺷطر اﻟﺛﺎﻧﻲ ﻓﺟﺎءت ﺻورﺗﺎن ﻓﻧﯾﺗـﺎن ﻋﻠـﻰ ﺳـﺑﯾل اﻻﺳـﺗﻌﺎرة اﻟﻣﻛﻧﯾـﺔ ﻓﻘـد ﺷـﺑﻪ ﺳـﻧﺔ‬
‫اﻟﻧوم ﺑﺎﻟﺷﻲء اﻟﺟﻣﯾل ﻛﺎﻟﻔﺎﻛﻬﺔ واﻟﺷراب اﻟﺣﻠو وﻫﻲ ﺻورة ﺟﻣﺎﻟﯾﺔ ﺳر ﺟﻣﺎﻟﻬﺎ اﻟﺗﺟﺳﯾم أﯾﺿﺎ‪.‬‬

‫وﻣن أﻣﺛﻠﺔ اﻻﺳﺗﻌﺎرة اﻟﺗﺻرﯾﺣﯾﺔ‪:‬‬

‫)‪(2‬‬
‫ُح‪ ،‬ﺣﻼ ٌل ﻟﻠطﯾر ﻣن ﻛل ﺟﻧس"‬ ‫اﻟدو‬
‫"أﺣرام ﻋﻠﻰ ﺑﻼﺑﻠﻪ ْ‬

‫» ﯾﺻــل ﺷــوﻗﻲ ﻓــﻲ اﻟﺑﯾــت اﻟﺳــﺎﺑق ﺑﺎﻟﺗﺻــوﯾر اﻟﺑﯾــﺎﻧﻲ إﻟــﻰ أﻋﻠــﻰ ﻣراﺗﺑــﻪ ﻋﻧــدﻣﺎ ﯾﺟﺳــد ﺛــﻼث‬
‫اﺳﺗﻌﺎرات ﺗﺻرﯾﺣﯾﺔ ﻓﻲ ﺑﯾت واﺣد ﻓﻔﻲ اﻷول ﺷﺑﻪ أﺑﻧﺎء ﻣﺻر ﺑﺎﻟﺑﻼﺑل ﻓﺣذف اﻟﻣﺷﺑﻪ وﺻرح‬
‫ﺑﺎﻟﻣﺷﺑﻪ ﺑﻪ وﻓﻲ اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ ﺷﺑﻪ اﻟوطن ﻣﺻر ﺑﺎﻟدوح وﻓﻲ اﻟﺛﺎﻟﺛـﺔ ﺷـﺑﻪ اﻷﻋـداء اﻟﻣﺣﺗﻠـﯾن اﻟﻣﻌﺗـدﯾن‬
‫ﺑﺎﻟﻣررة واﻟﺣرﻗﺔ«)‪.(3‬وأﻣﺎ اﻟﺑﯾت اﻟﻘﺎﺋل‪:‬‬
‫ا‬ ‫ﺑﺎﻟطﯾر وﺗﻠك اﻟﺻورة ﺗوﺣﻲ‬

‫‪ -1‬أﺣﻣد ﺷوﻗﻲ‪ ،‬اﻟﺷوﻗﯾﺎت‪ ،‬ج‪ ،2‬ص‪- 46‬‬


‫‪ -2‬اﻟﻣﺻدر اﻟﺳﺎﺑق‪ ،‬ص‪.46‬‬
‫‪ُ - 3‬ﯾﻧظر ﻧﺿﺎل ﻋﻠﯾﺎن اﻟﻌوﯾض اﻟﻌﻣﺎوي‪ ،‬اﻟﻐرﺑﺔ واﻟﺣﻧﯾن ﻓﻲ ﺷﻌر أﺣﻣد ﺷوﻗﻲ‪ ،‬ص‪158‬‬
‫‪103‬‬
‫أﻧﺪﻟﺴﻴﺎت أﺣﻤﺪ ﺷﻮ ‪ ..‬ﺳﻤﺎ ﺎ ﺳﻠﻮ ﻴﺔ‬

‫)‪(1‬‬
‫أو أﺳﺎ ﺟرﺣﻪ اﻟزﻣﺎن اﻟﻣؤﺳﻲ"‬ ‫"وﺳﻼ ﻣﺻر‪:‬ﻫل ﺳﻼ اﻟﻘﻠب ﻋﻧﻬﺎ‬

‫ﻓﻧﺟد اﺳﺗﻌﺎرة ﻣﻛﻧﯾﺔ )ﺳـﻼ ﻣﺻـر( وﻫـﻲ ﺗﺻـور ﻣﺻـر إﻧﺳـﺎﻧﺎ وﺳـر ﺟﻣﺎﻟﻬـﺎ اﻟﺗﺷـﺧﯾص‪.‬وﺗـوﺣﻲ‬
‫ﺑﻘوة اﻻرﺗﺑﺎط واﻟﻌﻼﻗﺔ ﺑﯾﻧﻪ وﺑﯾن وطﻧﻪ ﻣﺻر‪.‬‬

‫وﻋﺑــﺎرة )أﺳــﺎ ﺟرﺣــﻪ اﻟزﻣــﺎن اﻟﻣؤﺳــﻲ( ﻓﻬــﻲ اﺳــﺗﻌﺎرة ﻣﻛﻧﯾــﺔ ﺗﺻــور ﻟﻧــﺎ اﻟزﻣــﺎن طﺑﯾﺑــﺎ ﯾــداوي‬
‫اﻟﺟراح وﺳر ﺟﻣﺎﻟﻬﺎ اﻟﺗﺷﺧﯾص وﺗوﺣﻲ ﺑﺄﺛر اﻟزﻣن ﻓﻲ طﻣس اﻟذﻛرﯾﺎت‪.‬‬

‫وأﻣﺎ اﻟﺑﯾت اﻟﻘﺎﺋل‪:‬‬

‫)‪(2‬‬
‫ﻋوت ﺑﻌد َﺟ ْرس"‬ ‫ِ‬ ‫اﺧر رﱠﻧ ْ‬
‫ﱠأو َل اﻟﻠﯾل‪ ،‬أو َ‬ ‫ت‬ ‫ﻣﺳﺗطﺎر إذا اﻟﺑو ُ‬
‫ٌ‬ ‫"‬

‫ﻓﻠﻔظــﺔ )ﻋــوت( ﻓﻬــﻲ اﺳــﺗﻌﺎرة ﻣﻛﻧﯾــﺔ ﺗﺻــور اﻟﺑـواﺧر ذﺋﺎﺑــﺎ ﺗﻌــوي وﺳــر ﺟﻣﺎﻟﻬــﺎ ﺗوﺿــﯾﺢ اﻟﻔﻛـرة‬
‫ﺑرﺳــم ﺻــورة ﻟﻬــﺎ وﺗــوﺣﻲ ﺑﺷــدة اﻟﻔــزع واﻟرﻋــب ﻣــن ﺻــﻔﯾر اﻟﺑ ـواﺧر ﻷﻧﻬــﺎ ﻻ ﺗﺣﻣﻠــﻪ ﻣﻌﻬــﺎ وﻫــﻲ‬
‫ﻋﺎﺋدة إﻟﻰ ﺑﻠدﻩ‪.‬‬

‫وﻣن اﻻﺳﺗﻌﺎرات اﻟﻣﺗﺗﺎﻟﯾﺔ ﻧﺟد‪:‬‬

‫ﺑﻌد اﻟﻬدوء وﯾﻬـﻣﻲ ﻣن ﻣﺂﻗﯾﻧﺎ‬ ‫" ﯾﺎ ﺳﺎري اﻟﺑرق ﯾرﻣﻲ ﻋن ﺟواﻧﺣﻧﺎ‬

‫ﻫﺎج اﻟﺑﻛﺎ ﻓﺧﺿﺑﻧﺎ اﻷرض ﺑﺎﻛﯾﻧﺎ‬ ‫ﻟﻣﺎ ﺗرﻗـرق ﻓﻲ دﻣﻊ اﻟﺳﻣـﺎ دﻣﺎ‬

‫ﻋﻠﻰ ﻧﯾـﺎم وﻟم ﻧﻬﺗف ﺑﺳﺎﻟـﯾﻧﺎ‬ ‫اﻟﻠﯾـل ﯾﺷﻬد ﻟم ﻧﻬـﺗك دﯾﺎﺟـﯾﻪ‬

‫ﻓﻘد » ﺷـﺑﻪ ﺷـوﻗﻲ دﻣوﻋـﻪ ﺑﺎﻷﻣطـﺎر اﻟﻐرﯾـزة وذﻟـك دﻻﻟـﺔ ﻋﻠـﻰ اﻟﺣـزن اﻟﺷـدﯾد اﻟﻣﺧـﯾم ﻋﻠﯾـﻪ‬
‫وﺟﺎءت اﺳﺗﻌﺎرة اﻟﺑﯾت اﻟﺛﺎﻧﻲ ﻓﻲ ﺗﺷﺑﯾﻬﻪ اﻟﺑﻛﺎء ﺑﺈﻧﺳﺎن ﯾﻬﯾﺞ وﯾﻐﺿب‪ .‬وﯾﻛﻣل ﺷـوﻗﻲ ﺗﺻـوﯾرﻩ‬
‫اﻟﺑﯾﺎﻧﻲ اﻟ ارﺋـﻊ ﻋﻧـدﻣﺎ ﯾﺷـﺑﻪ دﻣوﻋـﻪ ﺑﺎﻟﺧﺿـﺎب )اﻟﻠـون اﻷﺣﻣـر( دﻻﻟـﺔ ﻣﻧـﻪ ﻋﻠـﻰ اﻟﺑﻛـﺎء دﻣـﺎ ﻣـن‬

‫‪ - 1‬أﺣﻣد ﺷزﻗﻲ‪ ،‬اﻟﺷزﻗﯾﺎت‪ ،‬ص ‪46‬‬


‫‪ -2‬اﻟﻣﺻدر اﻟﺳﺎﺑق‪ ،‬ﻧﻔس اﻟﺻﻔﺣﺔ‪.‬‬
‫‪104‬‬
‫أﻧﺪﻟﺴﻴﺎت أﺣﻤﺪ ﺷﻮ ‪ ..‬ﺳﻤﺎ ﺎ ﺳﻠﻮ ﻴﺔ‬

‫ﺷــدة ﺷــوﻗﻪ ﻟوطﻧــﻪ وﻣﺂﺳــﻲ اﻟﻐرﺑــﺔ اﻟﺗــﻲ ﻧﺎﻟــت ﻣﻧــﻪ ﺛــم ﯾﺷــﺑﻪ اﻟﻠﯾــل ﺑﺈﻧﺳــﺎن ﯾﺷــﻬد وﻫــﻲ ﺻــورة‬
‫ﺟﻣﺎﻟﯾﺔ ﺳر ﺟﻣﺎﻟﻬﺎ اﻟﺗﺷﺧﯾص «)‪.(1‬‬

‫ﻟﻘد اﺳﺗطﺎع ﺷوﻗﻲ ﻓـﻲ أﻧدﻟﺳـﯾﺎﺗﻪ‪ ،‬ﺗوﻟﯾـد اﻻﺳـﺗﻌﺎرات اﻟﺗـﻲ أﺿـﻔت ﻋﻠـﻰ اﻟﺗﺻـوﯾر اﻟﺷـﻌري‬
‫طﺎﻗﺔ ﻣن اﻻﯾﺣﺎء ﻣردﻫﺎ اﻟﺗﺟﺳﯾد واﻟﺗﺷﺧﯾص وذﻟك ﻟﺑث إﺣﺳﺎس أو ﺧﻠق ﻣﻧﺎخ ﺷﻌوري‬

‫ﻣﻌﯾن ﻟﺑث إﺣﺳﺎس أو ﺧﻠق ﻣﻧﺎخ ﺷﻌوري ﻣﻌﯾن‪ ،‬ﻟﯾﺻل إﻟﻰ ﻣﺎ ﯾرﯾد ﻣن أﻫداف‪.‬‬

‫اﻟﻛﻧﺎﯾﺔ ‪:‬‬

‫ﻫﻲ إﺣدى ﻣﻛوﻧـﺎت اﻟﺻـورة اﻟﺷـﻌرﯾﺔ‪ ،‬وﺟﻣﺎﻟﻬـﺎ ﯾﻛﻣـن ﻓـﻲ ﺗـرك اﻟﺗﺻـرﯾﺢ ﺑـﺎﻟﻣﻌﻧﻰ واﻹﺗﯾـﺎن ﺑﻣـﺎ‬
‫ﯾﻣﺎء‪ ،‬وذﻟك ﻣﺎ ﯾﺣﻘق اﻟرﻏﺑﺔ ﻓﻲ ﻛﺷف اﻟﻣﺳﺗور وﺗﻧﺷﯾط ذﻫن اﻟﻣﺗﻠﻘﻲ‪.‬‬
‫ﯾرادﻓﻪ ﺗﻠﻣﯾﺣﺎ ٕوا ً‬

‫وﻫــﻲ ﻛــذﻟك ﺗﻌﺑﯾــر ﻻ ُﯾﻘﺻــد ﻣﻧــﻪ اﻟﻣﻌﻧــﻰ اﻟﺣﻘﯾﻘــﻲ‪ٕ ،‬واﻧﻣــﺎ ُﯾﻘﺻــد ﺑــﻪ ﻣﻌﻧــﻰ ﻣــﻼزم ﻟﻠﻣﻌﻧــﻰ‬
‫اﻟﺣﻘﯾﻘﻲ‪.‬‬

‫وﻋّرﻓت ﺑـ » ﻟﻔظ أطﻠق ﻋﻠﯾﻪ ﻻزم ﻣﻌﻧﺎﻩ ﻣﻊ ﺟواز إرادﺗﻪ ذﻟك اﻟﻣﻌﻧﻰ«)‪.(2‬‬
‫ُ‬

‫وﻋرﻓﻬــﺎ اﻟﺳــﻛﺎﻛﻲ‪ » :‬ﻫــﻲ ﺗــرك اﻟﺗﺻ ـرﯾﺢ ﺑــذﻛر ﺑﺷــﻲء إﻟــﻰ ذﻛــر ﻣــﺎ ﻫــو ﻣﻠزوﻣــﻪ‪ ،‬ﻟﯾﻧﺗﻘــل ﻣــن‬
‫اﻟﻣــذﻛور إﻟــﻰ اﻟﻣﺗــروك‪ ،‬ﻛﻣــﺎ ﺗﻘــول زﯾــد طوﯾــل اﻟﻧﺟــﺎد ﻓﯾﻧﺗﻘــل ﺑــﻪ إﻟــﻰ ﻣــﺎﻫو ﻣﻠزوﻣــﻪ وﻫــو طــول‬
‫)‪(3‬‬
‫اﻟﻘﺎﻣﺔ «‪.‬‬

‫وأﻣﺎ اﻟزرﻛﺷﻲ ﻋرﻓﻬﺎ ﻗﺎﺋﻼ‪ »:‬اﻟدﻻﻟﺔ ﻋﻠﯾﻪ ﻣن ﻏﯾر ﺗﺻرﯾﺢ ﺑﺎﺳﻣﻪ‪ ،‬وﻫوﻋﻧـد أﻫـل اﻟﺑﯾـﺎن أن‬
‫ﯾرﯾــد اﻟﻣــﺗﻛﻠم إﺛﺑــﺎت ﻣﻌﻧــﻰ ﻣــن اﻟﻣﻌــﺎﻧﻲ ﻓــﻼ ﯾـذﻛرﻩ ﺑــﺎﻟﻠﻔظ اﻟﻣوﺿــوع ﻟــﻪ ﻣــن اﻟﻠﻐــﺔ وﻟﻛــن ﯾﺟــﻲء‬
‫)‪(1‬‬
‫ﺑﻣﻌﻧﻰ ﻫو ﺗﺎﻟﯾﻪ وردﯾﻔﻪ ﻓﻲ اﻟوﺟود ﯾﺟﻌﻠﻪ دﻟﯾﻼ ﻋﻠﯾﻪ‪ ،‬ﻓﯾدل ﻋن اﻟﻣراد ﻋن طرﯾق أوﻟﻰ«‪.‬‬

‫‪ - 1‬ﻧﺿﺎل ﻋﻠﯾﺎن ﻋوﯾض اﻟﻌﻣﺎوي‪ ،‬اﻟﻐرﺑﺔ واﻟﺣﻧﯾن ﻓﻲ ﺷﻌر أﺣﻣد ﺷوﻗﻲ‪،‬اﻟﺟﺎﻣﻌﺔ اﻹﺳﻼﻣﯾﺔ‪ ،‬ﻏزة‪1437،‬ه‪ 2015 -‬م‪،‬‬
‫ص‪.157‬‬
‫‪ - 2‬ﻣﺣﻣد ﻣﺻطﻔﻰ ﻫدارة‪ ،‬ﻓﻲ اﻟﺑﻼﻏﺔ اﻟﻌرﺑﯾﺔ‪ ،‬دار اﻟﻌﻠوم اﻟﻌرﺑﯾﺔ‪ ،‬ﺑﯾروت‪ ،‬ط‪1989 ،1‬م‪ ،‬ص‪.79‬‬
‫‪ - 3‬اﻟﺳﻛﺎﻛﻲ‪ ،‬ﻣﻔﺗﺎح اﻟﻌﻠوم‪ ،‬ﺿﺑط وﺗﻌﻠﯾق‪ :‬ﻧﻌﯾم زرزور‪ ،‬ط‪ ،2‬دار اﻟﻛﺗب اﻟﻌﻠﻣﯾﺔ‪ ،‬ﺑﯾروت‪ ،‬ﻟﺑﻧﺎن‪1987،‬م‪ ،‬ص‪.41-40‬‬
‫‪105‬‬
‫أﻧﺪﻟﺴﻴﺎت أﺣﻤﺪ ﺷﻮ ‪ ..‬ﺳﻤﺎ ﺎ ﺳﻠﻮ ﻴﺔ‬

‫وﻣن أﻣﺛﻠﺔ اﻟﻛﻧﺎﯾﺔ ﻓﻲ أﻧدﻟﺳﯾﺎت ﺷوﻗﻲ ‪:‬‬

‫)‪(2‬‬
‫ﻣﺎﻟﻪ ﻣوﻟﻌﺎ ﺑﻣﻧﻊ وﺣﺑس"‬ ‫"ﯾﺎ اﺑﻧﺔ اﻟﯾ ﱢم ﻣﺎ أﺑوك ﺑﺧﯾل‬

‫ﺣﯾــث وردت اﻟﻛﻧﺎﯾــﺔ ﻓــﻲ )ﯾــﺎ اﺑﻧــﺔ اﻟــﯾم( وﻫــﻲ ﻛﻧﺎﯾــﺔ ﻋــن ﻣوﺻــوف واﻟﻣﻘﺻــود ﻫﻧــﺎ اﻟﺳــﻔﯾﻧﺔ إﻣــﺎ‬
‫اﻟﻛﻧﺎﯾﺔ اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ ﻓﺟﺎءت ﻓﻲ ﻗوﻟﻪ )أﺑوك( وﻫﻲ ﻛﻧﺎﯾﺔ ﻋن ﻣوﺻوف وﻫو اﻟﺑﺣر‪.‬‬

‫وﻓﻲ اﻟﯾﺑت اﻟﻘﺎﺋل‪:‬‬

‫)‪(3‬‬
‫وطﻧﻲ ﻟو ﺷﻐﻠت ﺑﺎﻟﺧﻠد ﻋﻧﻪ ﻧﺎرﻋﺗﻧﻲ إﻟﯾﻪ ﻓﻲ اﻟﺧﻠد ﻧﻔﺳﻲ‬

‫وﻧﺟد اﻟﻛﻧﺎﯾﺔ ﻓﻲ ﻟﻔظﺔ )اﻟﺧﻠد( واﻟﺗﻲ ﺗﻛررت ﻣرﺗﯾن وﻫﻲ ﻛﻧﺎﯾﺔ ﻋن اﻟﺟﻧﺔ وﺗﻛرارﻫﺎ ﻟﺑﯾـﺎن ﻣـدى‬
‫ﺗﻌﻠق اﻟﺷﺎﻋر ﺑوطﻧﻪ و اﺳﺗﺣﺎﻟﺔ إﻣﻛﺎن ﻧﺳﯾﺎﻧﻪ أو اﻟﺳﻠو ﻋﻧﻪ ‪.‬ض وأﻣﺎ اﻟﺑﯾت اﻟﻘﺎﺋل‪:‬‬

‫)‪(4‬‬
‫ﻧﺷﺟﻲ ﻟوادﯾك أم ﻧﺎس ﻟوادﯾﻧﺎ‬ ‫ﯾﺎﻧﺎﺋﺢ اﻟطﻠﺢ أﺷﺑﺎﻩ ﻋوادﯾﻧﺎ‬

‫ﺟﺎءت )ﻧﺎﺋﺢ اﻟطﻠـﺢ( ﻛﻧﺎﯾـﺔ ﻋـن ﻣوﺻـوف ﻫـو اﻟﺣﻣـﺎم و أﺳـﻧد ﻛﻠﻣـﺔ ﻧـﺎﺋﺢ إﻟـﻰ اﻟطﻠـﺢ وﺳـر‬
‫ﺟﻣﺎل اﻟﻛﻧﺎﯾﺔ ﻫو اﻹﺗﯾﺎن ﺑﺎﻟﻣﻌﻧﻰ ﻣﺻﺣوﺑﺎ ﺑﺎﻟدﻟﯾل ﻓﻲ إﯾﺟﺎز وﺗﺟﺳﯾم‪.‬‬

‫وأﻣﺎ اﻟﺑﯾت اﻟﻘﺎﺋل‪:‬‬

‫)‪(5‬‬
‫أﺧﺎ اﻟﻐرﯾب‪ ،‬وظﻼ ﻏﯾر ﻧﺎدﯾﻧﺎ‬ ‫رﻣﻰ ﺑﻧﺎ اﻟﺑﯾن أﯾﻛﺎ ﻏﯾر ﺳﺎﻣرﻧﺎ‬

‫وﻓﻲ ﻫذا اﻟﺑﯾت وردت اﻟﻛﻧﺎﯾﺔ ﻓـﻲ )أﺧـﺎ اﻟﻐرﯾـب( وﺟـﺎءت ﻛﻧﺎﯾـﺔ ﻋـن ﻣوﺻـوف وﻫـو اﻟﺷـﺎﻋر‬
‫ﻧﻔﺳﻪ ﻓﻠم ﯾﺻرح ﺷوﻗﻲ ﺑﺎﺳﻣﻪ ﺑل أﺳﻧد ﻟﻔظ )أﺧﺎ( إﻟـﻰ )اﻟﻐرﯾـب( ﻟﯾـدﻟل ﻋﻠـﻰ آﻻم اﻟﻐرﺑـﺔ اﻟﺗـﻲ‬
‫ﯾﻘﺎﺳــﯾﻬﺎ‪،‬إن إﺣﺳــﺎس ﺷــوﻗﻲ ﺑﺎﻟﻐرﺑــﺔ وﻗﺳــوﺗﻬﺎ وﻫــو ﺑﻌﯾــد ﻋــن ﻣﺻــر ﯾﺟــد ﺗوأﻣــﺎ أﻧدﻟﺳــﯾﺎ ﻟــﻪ ﻓــﻲ‬

‫‪ -1‬اﻟزرﻛﺷﻲ‪ ،‬اﻟﺑرﻫﺎن ﻓﻲ ﻋﻠوم اﻟﻘرآن‪،‬ج‪ ،1‬ط‪ ،1‬دار إﺣﯾﺎء اﻟﻛﺗب اﻟﻌرﺑﯾﺔ‪ ،‬ﻣﺻر‪1957 ،‬م‪ ،‬ص‪.701‬‬
‫‪ -2‬أﺣﻣد ﺷوﻗﻲ‪ ،‬اﻟﺷوﻗﯾﺎت‪،‬ج‪،2‬ص‪.46‬‬
‫‪ -3‬اﻟﻣﺻدر اﻟﺳﺎﺑق‪ ،‬ﻧﻔس اﻟﺻﻔﺣﺔ‪.‬‬
‫‪ -4‬اﻟﻣﺻدر ﻧﻔﺳﻪ‪ ،‬ص‪.104‬‬
‫‪ -5‬اﻟﻣﺻدر ﻧﻔﺳﻪ‪ ،‬ﻧﻔس اﻟﺻﻔﺣﺔ‪.‬‬
‫‪106‬‬
‫أﻧﺪﻟﺴﻴﺎت أﺣﻤﺪ ﺷﻮ ‪ ..‬ﺳﻤﺎ ﺎ ﺳﻠﻮ ﻴﺔ‬

‫ﺳــﯾرة أﻣﯾــر إﺷــﺑﯾﻠﯾﺔ اﻟﻣﻌﺗﻣ ــد ﺑــن ﻋﺑ ــﺎد اﻟــذي ﻓﻘــد ﻣﻠﻛــﻪ ﺑﻌ ــد أن ﺳ ــﺟن ب)أﻏﻣــﺎت( ﻓــﻲ ﺑ ــﻼد‬
‫اﻟﻣﻐرب وﺗﺟرع ﻣ اررات اﻟﻐرﺑﺔ واﻧﻛﺳﺎر اﻟﺣﺎل‪.‬‬

‫وﻫﻧﺎك ﻛﻧﺎﯾـﺔ ﻓـﻲ ﻗوﻟـﻪ‪ ):‬أﺧـﺎ اﻟﻐرﯾـب( وﻫـﻲ ﻛﻧﺎﯾـﺔ ﻋـن ﻣوﺻـوف ﺣﯾـث ذﻛـر اﻟﺻـﻔﺔ وﻫـﻲ أﺧـﺎ‬
‫وأﺳـﻧدﻫﺎ إﻟــﻰ اﻟﻐرﯾــب وﻟــم ﯾﺻـرح ﺑﺎﻟﻣوﺻــوف و اﻟــذي ﻫــو اﻟﺷــﺎﻋر ﺑـل ذﻛــر وﺻــﻔﺎ ﺧﺎﺻــﺎ ﺑــﻪ‬
‫وﻫو ﻛوﻧﻪ ﯾؤاﺧﻲ اﻟﻐرﯾـب ‪ .‬واﻟﻘﯾﻣـﺔ اﻟﺟﻣﺎﻟﯾـﺔ ﻫﻧـﺎ ﻫـﻲ ﺗوﺿـﯾﺢ اﻟﺷـﻛوى‪ ،‬وﺷـدة اﻷﻟـم‪ ،‬ﺣﯾـث ﻟـم‬
‫ﯾﻌد ﻟﻪ ﻧدﯾم ﯾؤاﻧﺳﻪ ﻣن أﺣﺑﺗﻪ‪.‬‬

‫‪107‬‬
‫ا ﺎﺗﻤﺔ‬

‫اﻟﺧﺎﺗﻣﺔ‬
‫ﻟﻘ ــﻲ ﻧﺗ ــﺎج أﺣﻣ ــد ﺷـ ـوﻗﻲ اﻟﺷــﻌري اﻫﺗﻣﺎﻣــﺎ ﻛﺑﯾـ ـ ار ﻣ ــن طــرف اﻟﺑــﺎﺣﺛﯾن واﻟدارﺳ ــﯾن ﺑﺎﻋﺗﺑــﺎرﻩ‬
‫ﻗﺎﻋ ــدة ﻣ ــن ﻗواﻋــد اﻟﺗﺄﺳ ــﯾس ﻟﺷــﻌرﻧﺎ اﻟﻌرﺑ ــﻲ ﻓــﻲ اﻟﻌﺻ ــر اﻟﺣــدﯾث‪ ،‬وذﻟــك ﺑﻣ ــﺎ اﺗﺳ ــم ﺑــﻪ ﻣ ــن‬
‫ﺧﺻـﺎﺋص ﻣﯾزﺗـﻪ ﻋــن ﻏﯾـرﻩ ﻣـن ﺷــﻌر اﻟﺑﻌـث واﻹﺣﯾــﺎء ‪ .‬واﻟﻣﺗﺗﺑـﻊ ﻟﻣﺳـﯾرة ﺷــوﻗﻲ اﻷدﺑﯾـﺔ ﯾﻠﺣــظ‬
‫ﻓﺗ ـرﺗﯾن ﺑــﺎرزﺗﯾن ﻫﻣــﺎ ﻓﺗ ـرة ﻣــﺎ ﻗﺑــل اﻟﻣﻧﻔــﻰ ﺣﯾــث ﻛــﺎن اﻟﺷــﺎﻋر ﺣﺑــﯾس اﻟﻘﺻــر‪ ،‬وﺷــﻌرﻩ وﻗــف‬
‫ﻋﻠﯾـﻪ‪ ،‬وﻓﺗـرة اﻟﻣﻧﻔـﻰ وﻣﺎﺑﻌــدﻫﺎ اﻟﺗـﻲ ﺗﻌﺗﺑــر ﻧﻘطـﺔ ﺗﺣــول ﻓـﻲ ﺷــﻌر ﺷـوﻗﻲ ‪ .‬وﻋﻠــﻰ ﻓﺗـرة اﻟﻣﻧﻔــﻰ‬
‫ﺳﻠطﻧﺎ اﻟﺿوء ﻓﻲ ﺑﺣﺛﻧﺎ ﻫذا وﺧرﺟﻧﺎ ﺑﺟﻣﻠﺔ ﻣن اﻻﺳﺗﻧﺗﺎﺟﺎت ﻧوردﻫﺎ ﻓﯾم اﯾﻠﻲ‪:‬‬

‫* ﻟﻘد أﺣدث اﻟﻣﻧﻔﻰ ﺗﺣوﻻ ﺟذرﯾﺎ ﻓﻲ ﺷوﻗﻲ وﺷﻌرﻩ ؛ ﻓﻣن ﺷﺎﻋر اﻟـﺑﻼط واﻟﺧـدﯾوي إﻟـﻰ ﺷـﺎﻋر‬
‫اﻟوطﻧﯾــﺔ واﻟﺷــﻌب‪ ،‬وﻣــن ﺷــﻌر اﻟﻣــدح ﻟﻸﺳ ـرة اﻟﻌﻠوﯾــﺔ واﻷﺗـ ـراك إﻟــﻰ ﺷــﻌر ﯾﺗﻧــﺎﻏم وﺗطﻠﻌ ــﺎت‬
‫اﻟﺷﻌب واﻟروح اﻟﻘوﻣﯾﺔ‪ ،‬وﯾﻧﺑض ﺣﻘﺎ ﺑﺎﻟﺗﺟﺎوب اﻟوﺟداﻧﻲ ‪.‬‬

‫* ﻟﻘ ــد ﻛ ــﺎن ﻷﻧدﻟﺳ ــﯾﺎت ﺷ ــوﻗﻲ ﺗﻣﯾزﻫ ــﺎ ؛ إذ ﺟﻣﻌ ــت ﺑ ــﯾن ﺣـ ـ اررة اﻟوﺟ ــدان وﺳ ــﺣر اﻟﻣوﺳ ــﯾﻘﻰ‬
‫واﺳﺗدﻋﺎء اﻟﻣﺎﺿﻲ اﻟﻣﺟﯾد ‪.‬‬

‫* أﻧدﻟﺳﯾﺎت ﺷوﻗﻲ ﻫﻲ ﺷﻌر اﻟﻣﻧﻔﻰ اﻟذي ﻣﻠﺊ ﺣﻧﯾﻧﺎ وﺷوﻗﺎ وﻋودة ﻟﻠذات ‪.‬‬

‫* ﻣﻌﺎرﺿﺎت ﺷوﻗﻲ ﻻ ﺗﻣﺛل ﻧﻘﯾﺻﺔ ﻓﻲ ﺷﻌرﻩ‪ ،‬ﻓﻠم ﺗﻛن ﻋـن اﻓﺗﻘـﺎر‪ٕ ،‬واﻧﻣـﺎ ﻛﺎﻧـت اﻟﻣﻌﺎرﺿـﺔ‬
‫ﻓﯾﻬﺎ وﺳﯾﻠﺔ ﻟﺣﻔز اﻟوﺟدان وﻟم ﺗﻛن ﻏﺎﯾﺔ ﻓﻲ ذاﺗﻬﺎ ‪.‬‬

‫* ﻛﺎن ﻟﻠﺣﺎﻟﺔ اﻟﻧﻔﺳﯾﺔ اﻟﺗﻰ ﻛﺎن ﻋﻠﯾﻬﺎ ﺷوﻗﻲ ﻓﻲ اﻟﻣﻧﻔﻰ أﺛرﻫـﺎ ﻋﻠـﻰ ﺷـﻌرﻩ‪ ،‬ﻓﻬـﻲ اﻟﺗـﻲ وﺟﻬﺗـﻪ‬
‫إﻟﻰ ﻣﻌﺎرﺿﺔ ﺷﻌراء ﻣﻌﯾﻧﯾن دون ﻏﯾرﻫم واﻧﺗﺧﺎب ﻗﺻﺎﺋد ﺑﻌﯾﻧﻬﺎ دون ﻏﯾرﻫﺎ ‪.‬‬

‫* إﯾﻘﺎع اﻟﻣﻌﺎرﺿﺔ أدى دو ار ﻓﻲ وﺿوح اﻟﻣﻌﻧﻰ ٕواﺑراز ﻧﻔﺳﯾﺔ اﻟﺷﺎﻋر ‪.‬‬

‫* اﻫﺗم اﻟﺷﺎﻋر ﺑﺎﻹﯾﻘﺎع اﻟﺧﺎرﺟﻲ اﻟذي ﻟﻌب دو ار ﻓﻲ ﻧﺳﺞ ﺧﯾوط ﻣوﺳﯾﻘﻰ ﻛل ﻗﺻﯾدة ‪.‬‬

‫‪108‬‬
‫ا ﺎﺗﻤﺔ‬

‫* ﯾﻌــد اﻹﯾﻘــﺎع ﻣﻼزﻣــﺎ ﻟﻠﺷــﻌر ﻗدﯾﻣــﻪ وﺣدﯾﺛــﻪ‪ ،‬ﻷﻧــﻪ ﻻ ﯾﻣﻛــن ﺗﺻــور وﺟــود ﺷــﻌر دون وﺟــود‬
‫إﯾﻘﺎع‪ ،‬ﻓﺎﻹﯾﻘﺎع ظﺎﻫرة ﻓﻧﯾﺔ وﻫو اﻟﻣﺳﺑب اﻟرﺋﯾﺳﻲ ﻟﻸﺣﺎﺳﯾس اﻟﻣطرﺑﺔ اﻟﻣؤﺛرة ‪.‬‬

‫* ﺳﺎﻫم اﻹﯾﻘﺎع اﻟداﺧﻠﻲ ﻣﻊ اﻹﯾﻘـﺎع اﻟﺧـﺎرﺟﻲ ﻓـﻲ ﺗﻣـﺎم اﻟﻘطﻌـﺔ اﻟﻣوﺳـﯾﻘﯾﺔ ﻟﻛـل ﻗﺻـﯾدة‪ ،‬ﻛﻣـﺎ‬
‫ﺳﺎﻫم ﻓﻲ اﻟﻛﺷف ﻋن اﻟﻛواﻣن واﻟﻣﺧﺑوءات اﻟﻧﻔﺳﯾﺔ ﻟﻠﺷﺎﻋر ‪.‬‬

‫* اﺳﺗﺧدام ﺷوﻗﻲ ﻟﻠﺗرﻛﯾب اﻟﻣﺟﺎزي ﻣﻣﺛﻼ ﻓﻲ اﻟﺗﺷـﺑﯾﻪ واﻻﺳـﺗﻌﺎرة واﻟﻛﻧﺎﯾـﺔ‪ ،‬واﻟﺗرﻛﯾـب اﻟطﻠﺑـﻲ‬
‫ﻣﻣــﺛﻼ ﻓــﻲ اﻻﺳــﺗﻔﻬﺎم واﻟﻧــداء واﻷﻣــر‪ ،‬واﻟﺗرﻛﯾــب اﻟﺑﻼﻏــﻲ ﻣﻣــﺛﻼ ﻓــﻲ اﻟﺗﻘــدﯾم واﻟﺗــﺄﺧﯾر وﺳ ـواﻩ‪،‬‬
‫ﺗﺟﺎوز ﺣد اﻟﺗﻘﻠﯾد إﻟﻰ ﻣﺳﺗوى اﻟﻣﻼءﻣﺔ ﺑﯾن اﻟﺗرﻛﯾب اﻟﺷﻌري واﻟﻣﺣﺗوى اﻟﺷﻌوري ‪.‬‬

‫* ﻟﺷوﻗﻲ ﺑﻼﻏﺗﻪ اﻟﺧﺎﺻـﺔ ﻓـﻲ أﻧدﻟﺳـﯾﺎﺗﻪ‪ ،‬ﺑﻼﻏـﺔ وﻓﯾـﺔ ﻟﻠﺗـراث ﻓـﻲ اﻟدﯾﺑﺎﺟـﺔ واﻹﯾﻘـﺎع‪ ،‬وﻟﻛﻧﻬـﺎ‬
‫ﻓــﻲ اﻟوﻗــت ﻧﻔﺳــﻪ وﻓﯾــﺔ ﻟﻠﺧﺻوﺻــﯾﺔ اﻟوﺟداﻧﯾــﺔ اﻟﺷ ــوﻗﯾﺔ‪ ،‬ﻟــذﻟك ﻛــﺎن ﺷ ــوﻗﻲ ﺑﺣﺗ ــري اﻟﻌﺻــر‬
‫اﻟﺣدﯾث ‪.‬‬

‫‪109‬‬
‫ﻣ ـ ــﻖ‬
‫ﻣ ﻖ‬

‫ﺷوﻗﻲ ﻓﻲ ﺳطور‬

‫» وﻟد أﺣﻣد ﺷوﻗﻲ ﺳﻧﺔ ‪ 1868‬ﻓﻲ ﻗﺻـر اﻟﺧـدﯾوي إﺳـﻣﺎﻋﯾل ﻣـن أﺻـل ﻣﺧـﺗﻠط ﯾﺟﻣـﻊ ﺑـﯾن‬
‫اﻟدم اﻟﺗرﻛﻲ واﻟﯾوﻧﺎﻧﻲ واﻟﺷرﻛﺳﻲ ﻋن أﺑﯾﻪ وأﻣﻪ‪.‬‬

‫ﺗﻠﻘﻰ دروﺳﻪ اﻷوﻟﻰ ﻓﻲ ﻣﻛﺗب اﻟﺷﯾﺦ ﺻﺎﻟﺢ ﺑﺎﻟﻘﺎﻫرة ﺛم ﺑﻣدرﺳﺔ اﻟﻣﺑﺗـدﯾﺎن اﻟﺗﺟﻬﯾزﯾـﺔ‪ ،‬وﺑﻌـد‬
‫اﻟﻔراغ ﻣن ﻫذا اﻟﺗﻌﻠﯾم اﻟﻌﺎم اﻟﺗﺣق ﺑﻣدرﺳﺔ اﻟﺣﻘوق ﺣﯾث اﻧﺿم إﻟﻰ ﻗﺳـم ﺟدﯾـد ﻟﻠﺗرﺟﻣـﺔ أﻧﺷـﺊ‬
‫ﻓﯾﻬﺎ‪.‬‬

‫ﺗوظف ﻟﻣدة ﻋﺎم ﻓﻲ ﻗﺻر اﻟﺧدﯾوي‪.‬‬

‫أرﺳﻠﻪ ﺗوﻓﯾق اﻟﺧدﯾوي ﻓﻲ ﺑﻌﺛﺔ إﻟﻰ ﻓرﻧﺳـﺎ ﺣﯾـث درس اﻟﻘـﺎﻧون ﻓـﻲ ﻣوﻧﺑﻠﯾﯾـﻪ وﺑـﺎرﯾس اﺗﺻـل‬
‫ﺑﺎﻷدب واﻟﺣﺿﺎرة اﻟﻔرﻧﺳﯾﺔ وﺗرﺟم ﻗﺻـﯾدة اﻟﺑﺣﯾـرة " ﻟﻼﻣـﺎرﺗﯾن"‪ .‬ﻛﻣـﺎ ﻋـرب وﺣـﺎﻛﻰ اﻟﻛﺛﯾـر ﻣـن‬
‫ﻗﺻص " ﻻﻓوﻧﺗﯾن " ﻋﻠﻰ أﻟﺳﻧﺔ اﻟﺣﯾواﻧﺎت ‪ .‬وأﻟّف أول ﻣﺳرﺣﯾﺔ ﻟﻪ وﻫـﻲ‪ :‬ﻟـﻲ ﺑـك اﻟﻛﺑﯾـر أو "‬
‫ﻣــﺎ ﻫــﻲ دوﻟــﺔ اﻟﻣﻣﺎﻟﯾــك " وطﺑﻌﻬــﺎ ﺑﻌــد ﻋودﺗــﻪ ﻣــن اﻟﺑﻌﺛــﺔ ﺳــﻧﺔ ‪ 1893‬ﺛــم أﻋــﺎد ﺻــﯾﺎﻏﺗﻬﺎ ﻓــﻲ‬
‫أﺧرﯾﺎت ﺣﯾﺎﺗﻪ‪.‬‬

‫ﺗوظــف ﺑﻘﺻــر اﻟﺧــدﯾوي ط ـوال ﺣﻛــم ﻋﺑــﺎس اﻟﺛــﺎﻧﻲ أي ﻣﻧــذ ﻋودﺗــﻪ ﻣــن ﻓرﻧﺳــﺎ ﺣﺗــﻰ ﺧﻠــﻊ‬
‫اﻹﻧﺟﻠﯾز ﻋﺑﺎس اﻟﺛﺎﻧﻲ ﻋـن ﻋـرش ﻣﺻـر وأﻋﻠﻧـوا اﻟﺣﻣﺎﯾـﺔ ﻋﻠﯾﻬـﺎ ﺳـﻧﺔ ‪ .1914‬وﻓـﻲ ﺗﻠـك اﻟﻔﺗـرة‬
‫)‪(1‬‬
‫اﻟطوﯾﻠﺔ ﻧظم ﺷوﻗﻲ ﺗرﻛﯾﺎﺗﻪ ٕواﺳﻼﻣﯾﺎﺗﻪ وﻣداﺋﺣﻪ ﻓﻲ اﻟﺧﻠﯾﻔﺔ واﻟﺧدﯾوي‪«.‬‬

‫اﻟﺷﺎﻋر اﻟﻣﻧﻔﻲ )‪:(1919-1915‬‬

‫» ُﺧﻠﻊ ﻋﺑـﺎس ﻓـﻲ ﺳـﻧﺔ ‪ ،1915‬ﻻﺗﺻـﺎﻟﻪ ﺑـﺎﻷﺗراك‪ ،‬ووﻟـﻲ ﻣﻛﺎﻧـﻪ ﺣﺳـﯾن ﻛﺎﻣـل‪ ،‬ﻓﺎﺗﺻـل ﺑـﻪ‬
‫اﻟﺷــﺎﻋر‪ ،‬وﻟﻛﻧــﻪ ﻟــم ﯾﻧــل ﻟدﯾــﻪ ﺣظــوة ﻛﺑﯾ ـرة‪ ،‬ﺛــم أرادت اﻧﻛﻠﺗ ـرة ﻧﻔــﻲ ﺷــﺎﻋر ﻋﺑــﺎس إﻟــﻰ ﻣﺎﻟطــﺔ‪،‬‬

‫‪ -1‬إﯾﻠﯾﺎ ﺣﺎوي‪ ،‬أﻋﻼم اﻟﺷﻌر اﻟﻌرﺑﻲ اﻟﺣدﯾث‪ ،‬أﺣﻣد ﺷوﻗﻲ أﺣﻣد زﻛﻲ أﺑو ﺷﺎدي‪ ،‬ﺑﺷﺎرة اﻟﺧوري‪ ،،‬ﻣﻧﺷورات اﻟﻣﻛﺗب‬
‫اﻟﺗﺟﺎري ﻟﻠطﺑﺎﻋﺔ واﻟﻧﺷر واﻟﺗوزﯾﻊ‪ ،‬ﺑﯾروت‪ ،‬ﻟﺑﻧﺎن‪ ،‬ط‪1970 ،1‬م‪ ،‬ص‪.35‬‬
‫‪111‬‬
‫ﻣ ﻖ‬

‫ﻓﺗُوﺳــط ﻟــﻪ‪ ،‬ﻓﻣــﻧﺢ أن ﯾﺧﺗــﺎر ﻟﻧﻔﺳــﻪ اﻟﺑﻠــد اﻟ ـذي ﯾرﯾــد ﺧﺎرﺟــﺎ ﻋــن ﻣﺻــر‪ ،‬ﻓــﺂﺛر إﺳــﺑﺎﻧﯾﺔ‪ ،‬وراح‬
‫ﯾﺗـذﻛر ﻓﯾﻬـﺎ أﻣﺟــﺎد اﻟﻌـرب اﻟﻘدﯾﻣـﺔ‪ ،‬واﺧﺗــﺎر ﺑرﺷـﻠوﻧﺔ ﻟـﻪ ﻣﻘـرا‪ ،‬ﻓﻛﺎﻧـت ﻟـﻪ ﻛﺑــرج ﻣـن ﻋـﺎج ﺣــﺑس‬
‫ﻓﯾﻪ ﻧﻔﺳﻪ‪ ،‬واﻧﺛﻧﻰ ﻋﻠﯾﻬﺎ ﯾراﻗب ﻧزواﺗﻬﺎ‪ ،‬وﯾﺑﻛﻲ ﺟروﺣﻬﺎ وﯾﺣن إﻟﻰ اﻟـوطن ﺣﺗـﻰ اﻧﺗﻬـت اﻟﺣـرب‬
‫)‪(1‬‬
‫اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ اﻷوﻟﻰ«‪.‬‬

‫ﻣؤﻫﻼﺗﻪ اﻟﺷﻌرﯾﺔ‪:‬‬

‫وﻟد ﺷوﻗﻲ و ﻓﯾﻪ اﻟﻣؤﻫﻼت اﻟﺷﻌرﯾﺔ‪ ،‬ﻣـﺎ ﻛـﺎن ﻛﻔـﯾﻼ "ﺑﺈﯾﺻـﺎﻟﻪ إﻟـﻰ إﻣـﺎرة اﻟﺷـﻌر دون ﻣﻧـﺎزع‬
‫و ﻗ ــد ﺗ ــوﻓرت ﻟ ــﻪ ﻋﻧﺎﺻ ــر ﻋﺑﻘرﯾ ــﺔ ﻣ ــن أﺻ ــوﻟﻪ اﻷرﺑﻌ ــﺔ‪ ،‬ﻓﻛ ــﺎن ﻟ ــﻪ ذﻟ ــك ﻛﺗﻛﺛﯾ ــف ﻟﻌﻧﺎﺻ ــر‬
‫اﻹﻧﺳــﺎﻧﯾﺔ ﻓــﻲ ﻧﻔﺳــﻪ‪ .‬ﻓﻬﻧــﺎك ذاﻛ ـرة ﻓرﯾــدة‪ ،‬وﻫﻧــﺎك ﺧﯾــﺎل ﻓﺳــﯾﺢ ﺑﻌﯾــد اﻷﻓــﺎق ﻏزﯾــر اﻟﺧطــوط‬
‫ﻓــﺎﻷﻟوان‪ ،‬ﯾؤﻟــف ﺑﯾﻧﻬــﺎ ﻓــﻲ ﻣﻬــﺎرة ﻛﺑﯾ ـرة وﻫﻧــﺎك ﺣــس ﻣرﻫــف دﻗﯾــق اﻟﺷــﻌور ﺑﺎﻟﺣﯾــﺎة وﻧﺑﺿــﺎﺗﻬﺎ‬
‫وﻫﻧﺎك ﻧﻔس طﻣوﺣﻪ طﻣوح اﻟﻛﺑـﺎر ﻣـن اﻟﺷـﻌراء ﻓـﻲ ﻣﺧﺗﻠـف ﻋﺻـورﻫم وﺣﺿـﺎراﺗﻬم وأﻏ ارﺿـﻬم‬
‫اﻟﺷﻌرﯾﺔ‪.‬‬

‫» وﺗﺄدب ﺷوﻗﻲ ﺑﺂداب اﻟﻌرب‪ ،‬ﻓﺄﺧذ ﻋـن ﻛـل ﺷـﺎﻋر أﻓﺿـل ﻣـﺎ ﻋﻧـدﻩ ﻓ ارﻗـﻪ ﻣـن أﺑـﻲ ﻧـواس‬
‫وﺻ ــف اﻟﺧﻣ ــر واﻟﻐزﻟﯾ ــﺎت‪ ،‬و ارﻗ ــﺔ ﻣ ــن اﻟﺑﺣﺗ ــري ﺻ ــﻔﺎء اﻟﺧﯾ ــﺎل ودﻗـ ـﺔ اﻟﺻ ــور وﺟﻣ ــﺎل اﻟواﻗ ــﻊ‬
‫واﻟﻣوﺳـﯾﻘﻰ وأﻋﺟﺑـﻪ ﻣــن أﺑـﻲ ﺗﻣـﺎم واﻟﻣﺗﻧﺑــﻲ اﺣﺗﻔﺎﻟﻬﻣـﺎ ﻟﻠﻣﻌـﺎﻧﻲ اﻟرﻓﯾﻌــﺔ واﻟﺳـﻌﻲ ﻓـﻲ إﺻــﺎﺑﺗﻬﻣﺎ‪،‬‬
‫وﻟو ﯾﺟﻬد اﻟﻧﻔس‪ ،‬وﺷﯾوع اﻟﺣﻛﻣﺔ واﻷﻣﺛﺎل ﻓﻲ ﺷﻌرﻫﻣﺎ ﻛﻣﺎ أﻋﺟﺑﻪ ﻣﻧﻬﻣـﺎ ﻗـوة اﻟﺷﺧﺻـﯾﺔ اﻟﺗـﻲ‬
‫ﻻ ﺗﺗﻘﯾــد ﺑﻐــل‪ ،‬ﺑــل ﺗﺻــب ﻣﻌﺎﻧﯾﻬــﺎ ﻓــﻲ ﻗواﻟــب ﻻ ﺗﺗﺳــﻊ ﻟﻬــﺎ‪ ،‬ﻣــن ﻏﯾــر اﻛﺗ ـراث ﻟﻐﻣــوض أو‬
‫اﺿــطراب ﺗﻌﺑﯾــري ‪ .‬وأﺣــب اﺑــن اﻟروﻣــﻲ ﻟوﺣدﺗــﻪ اﻟﻔﻧﯾــﺔ ﻓــﻲ اﻟﻘﺻــﯾدة‪ ،‬واﻟﺷ ـرﯾف اﻟرﺿــﻲ‪،‬‬
‫ﻟﺷﺟﺎﻋﺗﻪ‪ ،‬ورﺻﺎﻧﺔ ﺷﻌرﻩ‪ ،‬واﺑن زﯾدون ﻟرﻗﺔ وﺟﻣـﺎل أﻟﻔﺎظـﻪ‪ .‬إطﻠـﻊ ﺷـوﻗﻲ ﻋﻠـﻰ اﻵداب اﻟﻐرﺑﯾـﺔ‬
‫وﻻﺳﯾﻣﺎ اﻟﻔرﻧﺳﻲ ﻣﻧﻬﺎ‪ ،‬ﻓﺄراد اﻟﺗﺷﺑﻪ ﺑـ "ﻻﻓوﻧﺗﯾن" ﻓﻲ أﻣﺛﺎﻟﻪ وﺑـ "ﻣوﺳﯾﻪ "ﻓﻲ ﺻراﺣﺗﻪ اﻟﻣؤﻟﻣـﺔ و‬
‫ﺑـ"ﻻﻣرﺗﯾن "ﻓﻲ ﻏزﻟﻪ اﻟﻣﺎﺋﻊ و ﺑـ " ﻛورﯾﻧﻪ "ﻓﻲ ﺑﻌـض اﻟﻧـواﺣﻲ ﻣـن رواﯾﺎﺗـﻪ اﻟﺗﻣﺛﯾﻠﯾـﺔ ‪ .‬واﻷظﻬـر‬

‫‪ُ - 1‬ﯾﻧظر‪ :‬ﺣﻧﺎ اﻟﻔﺎﺧوري‪ ،‬ﺗﺎرﯾﺦ اﻷدب اﻟﻌرﺑﻲ‪ ،‬اﻟﻣﻛﺗﺑﺔ اﻟﺑوﻟﺳﯾﺔ‪ ،‬ﺑﯾروت‪ ،‬ﻟﺑﻧﺎن‪ ،‬ط‪ ،10‬ص‪.975‬‬
‫‪112‬‬
‫ﻣ ﻖ‬

‫أن أﺷد اﻟﺷﻌراء اﻟﻐرﺑﯾﯾن ﺗﺄﺛﯾ ار ﻋﻠـﻰ ﺷـوﻗﻲ إﻧﻣـﺎ ﻫـو " ﻓﯾﻛﺗـور ﻫﯾﺟـو " ارﺋـد اﻟروﻣﺎﻧﺗﯾﻛﯾـﺔ اﻟﻧـﺎﻓﺦ‬
‫)‪(1‬‬
‫ﻓﯾﻬﺎ ﻣن روﺣﻪ اﻟوﺛﺎﺑﺔ وﻟﺳﺎن اﻟوطﻧﯾﺔ اﻟﻧﺎطق«‪.‬‬

‫اﻟﻌواﻣل اﻟﻣؤﺛرة ﻓﻲ ﺷﻌرﻩ‪:‬‬

‫ﯾﻛـ ــﺎد ﯾﺟﻣ ــﻊ اﻟﻧﻘـ ــﺎد واﻷدﺑ ــﺎء ﻋﻠـ ــﻰ أن ﺷـ ــوﻗﻲ ﯾﻣﺗـ ــﺎز و ﯾﺗﻣﺗـ ــﻊ ﺑﺷـ ــﺎﻋرﯾﺔ ﺧﺻـ ــﺑﺔ‪ ،‬ﻣﺗﻌـ ــددة‬
‫اﻻﺗﺟﺎﻫــﺎت وﻛــل ذﻟــك ﯾﻌــود إﻟــﻰ ﻋــدة ﻋواﻣــل ﺧﻠﻘــت ﺗﻠــك اﻟﺷــﺎﻋرﯾﺔ اﻟﻔــذة‪ ،‬واﻟﺷﺧﺻــﯾﺔ اﻷدﺑﯾــﺔ‬
‫اﻟراﺋﻌﺔ‪ ،‬واﺟﺗﻣﻌت ﻓﻲ ﺷوﻗﻲ أرﺑﻌـﺔ أﺻـول ﻣﺧﺗﻠﻔـﺔ)ﻋرﺑـﻲ‪ ،‬ﺗرﻛـﻲ‪ ،‬ﺷرﻛﺳـﻲ‪ ،‬ﯾوﻧـﺎﻧﻲ( وﻗـد ﻗﯾـل‬
‫إن اﺧــﺗﻼط اﻷﻧﺳــﺎب وﺗﻌــدد اﻷﺻــول ﻣــن ﻋواﻣــل ظﻬــور اﻟﻌﺑﻘرﯾــﺔ‪ ،‬وذﻟــك ﻣﻣــﺎ ﺟﻌﻠــﻪ ﯾﺄﺧــذ ﻣــن‬
‫ﻣﺷـﺎرب ﻣﺗﻌــددة‪ ،‬وﯾﺗﺧــذ ﻣﯾــوﻻ ﻟـم ﯾﺗﺧــذﻫﺎ ﻏﯾـرﻩ‪ ،‬ود ارﺳــﺗﻪ ﻓــﻲ أورﺑـﺎ‪ ،‬أﺣــداث أﻣﺗــﻪ ﺟﻌﻠﺗــﻪ ﯾﺗــﺄﺛر‬
‫أﺿــﻌﺎف ﻣــﺎ ﯾﺗــﺄﺛر ﺑــﻪ ﺳــﺎﺋر اﻟﻧــﺎس ﻷﻧــﻪ ﺧﻠــق ﺷــﺎﻋ ار و اﻟﺷــﺎﻋر ﯾﻛــون دوﻣــﺎ ﺣﺳﺎﺳــﺎ وﻣﻠﺗﻬــب‬
‫اﻟﻌواطف‪ ،‬وﻋﺎطﻔﺗـﻪ اﻟوطﻧﯾـﺔ واﻹﺳـﻼﻣﯾﺔ واﻹﻧﺳـﺎﻧﯾﺔ اﻟﺗـﻲ طﺑﻌـت ﻗﺻـﺎﺋدﻩ ﺟﻌﻠﺗـﻪ ﺑﺣـق ﺷـﺎﻋر‬
‫اﻟﻌروﺑﺔ واﻹﺳﻼم واﻹﻧﺳﺎﻧﯾﺔ ﺟﻣﻌﺎء‪.‬‬

‫آﺛﺎرﻩ اﻟﺷﻌرﯾﺔ‪:‬‬

‫» ﻟﻪ ﻣن اﻟﺷﻌر دﯾوان ﺿـﺧم ﯾﻌـرف "ﺑﺎﻟﺷـوﻗﯾﺎت" وﯾﻘـﻊ ﻓـﻲ أرﺑﻌـﺔ أﺟـزاء وﯾﺷـﻣل اﻷول‬
‫ﻣﻧﻬﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﻘﺻﺎﺋد اﻟداﺧﻠﺔ ﻓﻲ ﺑﺎب " اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ واﻟﺗﺎرﯾﺦ واﻻﺟﺗﻣﺎع " وﻗد ﺻدرﻩ " ﻣﺣﻣد ﺣﺳـﯾن‬
‫ﻫﯾﻛــل " ﺑﻣﻘدﻣــﺔ ﺗطــرق ﻓﯾﻬــﺎ ﻟﺷــوﻗﻲ وﺗﺣﻠﯾــل ﺷــﺎﻋرﯾﺗﻪ ‪ .‬أﻣــﺎ اﻟﺟــزء اﻟﺛــﺎﻧﻲ ﻓﯾﺗﻧــﺎول اﻟوﺻــف‬
‫واﻟﻧﺳﯾب وﻣﺗﻔرﻗﺎت ﻓﻲ اﻟﺗﺎرﯾﺦ اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ واﻻﺟﺗﻣﺎع ‪.‬أﻣﺎ اﻟﺟزء اﻟﺛﺎﻟث ﻓﺟﻣﻊ ﻓﯾﻪ اﻟﻣراﺛﻲ وﺣـدﻫﺎ‬
‫ﺛــم اﻟﺟــزء اﻟ ارﺑــﻊ‪ ،‬ﻓﺟﻣــﻊ ﻓﯾــﻪ ﻣــﺎ ﺗﺑﻘــﻰ ﻣــن ﺷــﻌر ﺷــوﻗﻲ ﻣــن ﻣﺗﻔرﻗــﺎت ﻓــﻲ ﻣﺧﺗﻠــف اﻷﻏ ـراض‬
‫وﻻﺳـﯾﻣﺎ اﻟﺷـﻌر اﻟﺗﻌﻠﯾﻣـﻲ ‪.‬وﻟﻠﺷـﺎﻋر أﯾﺿـﺎ ﻛﺗـﺎب "دول اﻟﻌـرب وﻋظﻣـﺎء اﻹﺳـﻼم " اﻟـذي ظﻬـر‬

‫‪ُ - 1‬ﯾﻧظر‪ :‬ﺣﻧﺎ اﻟﻔﺎﺧوري‪ ،‬ﺗﺎرﯾﺦ اﻷدب اﻟﻌرﺑﻲ‪ ،‬ص‪.975‬‬

‫‪113‬‬
‫ﻣ ﻖ‬

‫ﺑﻌـد وﻓﺎﺗــﻪ‪،‬وﻫو ﻋﺑــﺎرة ﻋــن ﻣﺟﻣــوع أراﺟﯾــز ﺗﺗﻧـﺎول اﻟﺗــﺎرﯾﺦ اﻹﺳــﻼﻣﻲ وﻋظﻣﺎﺋــﻪ ‪.‬ﻓــﻲ اﻟﻔــﺎطﻣﯾﯾن‬
‫وﻟ ــﻪ أﯾﺿ ــﺎ ﺳ ــت رواﯾ ــﺎت ﺗﻣﺛﯾﻠﯾ ــﺔ وﺿ ــﻌت ﺑ ــﯾن ‪1932-1929‬م‪ ،‬ﻣﻧﻬ ــﺎ‪ " :‬ﻣﺻ ــرع ﻛﻠﯾوﺑ ــﺎﺗ ار"‬
‫"ﻣﺟﻧون ﻟﯾﻠﻰ " "ﻗﻣﯾز " ﻋﻠﻲ ﺑﯾك اﻟﻛﺑﯾـر" "ﻋﻧﺗـرة" وﻣﻠﻬـﺎة واﺣـدة اﻟﺳـت ﻫـدى‪ .‬ورأى ﺷـوﻗﻲ ﻓـﻲ‬
‫ﻓرﻧﺳــﺎ ﻣــن ﺣرﯾــﺔ اﻟــدﯾن واﻟﻔﻛــر ورﻏــم اطﻼﻋــﻪ ﻋﻠــﻰ ﺟﻣﯾــﻊ اﻟــدﯾﺎﻧﺎت ﺑﻘــﻲ ﻣﺗﻣﺳــﻛﺎ ﺑدﯾﻧــﻪ ورأى‬
‫اﻟﺣواﻓز اﻷوروﺑﯾﺔ وﻻﺳﯾﻣﺎ ﻓﻲ ﺑﺎرﯾس ﻣن ﺣب ﻟﻠﺣﯾﺎة واﻟﺣرﯾﺔ واﻟﻌﻠم وﻣﺎ ﻛﺎن ﻟﻪ أﻗـوى أﺛـر ﻓـﻲ‬
‫ﺷﻌرﻩ‪ ،‬ﻓﻌﺎد اﻟﻰ وطﻧﻪ ﯾرﯾد ﻧﺷر ﺗﻠك اﻟﻌﻘﺎﺋد ﺑﯾن أﺑﻧﺎء أﻣﺗﻪ ‪ .‬وﻋﺎش ﺷوﻗﻲ ﻓﻲ ﻋﺻـر ﻣﻠـﻲء‬
‫ﺑــﺎﻟﺣوادث اﻟﺳﯾﺎﺳــﯾﺔ "اﻟﺧط ـرة " ﻓﻛــﺎن ﻟﺷــﻌرﻩ ﺻــدى ﻋﻣﯾــق ﻟﻣﺧﺗﻠــف اﻟﺳﯾﺎﺳــﺎت اﻟﺗــﻲ ﺗﺗﺟــﺎذب‬
‫اﻟﻘطـر اﻟﻣﺻــري واﻷﻗطــﺎب اﻟﻌرﺑﯾــﺔ واﻹﺳــﻼﻣﯾﺔ‪ ،‬ﻓﻬــو ﻓـﻲ اﻟــﺑﻼد اﻟﻌرﺑﯾــﺔ ﺷــﺎﻋر ﻫــذﻩ اﻟﺷــﻌوب‪،‬‬
‫ﻓﺗﺣ ــدث إﻟﯾﻬ ــﺎ ﻋﻠ ــﻰ أﻓراﺣﻬ ــﺎ وأﺣزاﻧﻬ ــﺎ ﻓﺗﻣﺗ ــزج ﻧﻔﺳ ــﻪ ﺑﻧﻔوﺳ ــﻬﺎ وﺗﺧ ــﺗﻠط آﻣﺎﻟ ــﻪ وﻧزﻋﺎﺗ ــﻪ ﺑﺂﻣﺎﻟﻬ ــﺎ‬
‫)‪(1‬‬
‫وﻧزﻋﺎﺗﻬﺎ ﻓﺈذا ﻫو ﻟﺳﺎﻧﻬﺎ وﺗرﺟﻣﺎﻧﻬﺎ اﻟﺻﺎدق «‪.‬‬

‫أﻣﯾر اﻟﺷﻌراء )‪:(1932-1919‬‬

‫ﻋــﺎد ﺷــوﻗﻲ إﻟــﻰ ﻣﺻــر وﻗــد ﺗﺑــدﻟت أﺣواﻟﻬــﺎ اﻟﺳﯾﺎﺳــﯾﺔ‪ ،‬وﻧزﻋﺎﺗﻬــﺎ اﻟﺷــﻌﺑﯾﺔ ّأﯾﻣــﺎ ﺗﺑــدل ﻓﺗــرك‬
‫اﻟﻘﺻ ــر –وﻟ ــم ﯾﻌ ــد ﯾﻣ ــت ﻟ ــﻪ ﺑﺻ ــﻠﺔ – وﺗﺧﻠ ــص ﻣ ــن ﻗﯾ ــودﻩ وﺻ ــﺎر ﺣـ ـ ار ﻣﺳ ــﺎﻧدا ﻟﺛ ــورة ﺷ ــﻌﺑﻪ‬
‫اﻟوطﻧﯾﺔ‪ ،‬وأﻧﺷد ﻗﺻﺎﺋدﻩ اﻟراﺋﻌﺔ‪ ،‬ﻓطﺎرت ﺷﻬرﺗﻪ‪ ،‬وﺑﺎﯾﻌﺗﻪ اﻟوﻓود اﻟﻌرﺑﯾﺔ ﻛﻠﻬـﺎ ﺑﺈﻣـﺎرة اﻟﺷـﻌر ﻓـﻲ‬
‫ﻣﻬرﺟﺎن ﻋظﯾم ﺳﻧﺔ ‪.1927‬‬

‫وﻓﺎﺗﻪ‪:‬‬

‫ﺗوﻓﻲ ﺷوﻗﻲ ﺑﻌد ﺗﺗوﯾﺟﻪ ﺑﻠﻘب أﻣﯾر اﻟﺷﻌراء ﺳﻧﺔ ‪1932‬م‪ ،‬ﺑﻌد أن اﺑﺗﻌد ﻋن اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ‬
‫واﻧﺻرف إﻟﻰ أدﺑﻪ‪ ،‬ﺣﺗﻰ ﺗوﻓﻲ ﺻﺑﯾﺣﺔ ﯾوم اﻟراﺑﻊ ﻋﺷر ﻣن ﺷﻬر أﻛﺗوﺑر‪1932‬م‪.‬‬

‫‪ُ - 1‬ﯾﻧظر‪ :‬ﺟﻣﯾل ﺳﻠطﺎن وزﻛﻲ ﻣﺣﺎﺳﻧﻲ‪ ،‬اﻟﺗراﺟم واﻟﻧﻘد واﻟﺑﻼﻏﺔ وﻣوازﯾن اﻟﺷﻌر‪ ،‬ﻣطﺑﻌﺔ اﻟﻘﺎﻫرة ﺳﻧﺔ ‪ ،1959‬ص‪.20‬‬
‫‪114‬‬
‫ﻣ ﻖ‬

‫أﻧدﻟﺳﯾﺎت ﺷوﻗﻲ اﻟﺷﻌرﯾﺔ‪:‬‬

‫اﻋﺗﻣــﺎدا ﻋﻠــﻰ ﻣــﺎ أﺷــﺎر إﻟﯾــﻪ اﻟــدﻛﺗور ﺻــﺎﻟﺢ اﻷﺷــﺗر ﻓــﻲ ﻛﺗﺎﺑــﻪ " أﻧدﻟﺳــﯾﺎت ﺷــوﻗﻲ " وﻫــو‬
‫ﺑﺣث ﺗطﺑﯾﻘﻲ ﻋن أدب ﺷوﻗﻲ ﻓﻲ اﻟﻣﻧﻔﻰ‪ ،‬اﻗﺗﺻرﻧﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﻧﺗﺎج اﻟﺷﻌري ﻓﻘط‪ ،‬وﻫو ﻣﺎ ﯾﺧص‬
‫ﺑﺣﺛﻧﺎ‪ ،‬أﺿﻔﻧﺎ إﻟﯾﻪ ﻣﺎ ﺿﻣﻧﻪ اﻟدﻛﺗور ﻣﺣﻣد ﺻﺑري ﻓﻲ " اﻟﺷوﻗﯾﺎت اﻟﻣﺟﻬوﻟـﺔ " اﻟﺟـزء اﻟﺛـﺎﻧﻲ‪،‬‬
‫وﻫﻣﺎ ﻗﺻﯾدﺗﺎن ﻣن ﺷﻌر اﻟﻣﻧﻔﻰ ﻟم ﺗﻧﺷ ار‪.‬‬

‫)‪(1‬‬
‫اﻷﺛر اﻷول ‪ :‬ﻗﺻﯾدة ﺑﻌﻧوان " اﻟرﺣﻠﺔ إﻟﻰ اﻷﻧدﻟس "‬

‫أذﻛ ـ ـ ـ ـ ـ ار ﻟـ ـ ـ ـ ــﻲ اﻟﺻـ ـ ـ ـ ــﺑﺎ وأﯾـ ـ ـ ـ ــﺎم أﻧﺳـ ـ ـ ـ ــﻲ‬ ‫اﺧـ ـ ـ ـ ــﺗﻼف اﻟﻧﻬ ـ ـ ـ ـ ــﺎر واﻟﻠﯾـ ـ ـ ـ ــل ﯾﻧﺳـ ـ ـ ـ ــﻲ‬
‫ﺻ ـ ـ ـ ـ ــورت ﻣ ـ ـ ـ ـ ــن ﺗﺻ ـ ـ ـ ـ ــورات وﻣ ـ ـ ـ ـ ــس‬ ‫وﺻ ـ ـ ـ ــﻔﺎ ﻟ ـ ـ ـ ــﻲ ﻣ ـ ـ ـ ــﻼوة ﻣ ـ ـ ـ ــن ﺷـ ـ ـ ـ ــﺑﺎب‬
‫ﺳـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻧﺔ ﺣﻠـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــوة‪ ،‬وﻟـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــذة ﺧﻠـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــس‬ ‫ﻋﺻ ـ ـ ــﻔت ﻛﺎﻟﺻ ـ ـ ــﺑﺎ اﻟﻠﻌ ـ ـ ــوب وﻣ ـ ـ ــرت‬
‫أو أﺳ ـ ـ ـ ــﺎ ﺟرﺣـ ـ ـ ـ ــﻪ اﻟزﻣـ ـ ـ ـ ــﺎن اﻟﻣؤﺳـ ـ ـ ـ ــﻲ‬ ‫وﺳــﻼ ﻣﺻــر ‪ :‬ﻫــل ﺳــﻼ اﻟﻘﻠــب ﻋﻧﻬــﺎ‬
‫رق‪ ،‬واﻟﻌﻬ ـ ـ ـ ــد ﻓ ـ ـ ـ ــﻲ اﻟﻠﯾ ـ ـ ـ ــﺎﻟﻲ ﺗﻘﺳ ـ ـ ـ ــﻲ‬ ‫ﻛﻠﻣـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎ ﻣـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــرت اﻟﻠﯾﻠـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻲ ﻋﻠﯾـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻪ‬
‫أول اﻟﻠﯾ ـ ـ ــل‪ ،‬أو ﻋ ـ ـ ــوت ﺑﻌ ـ ـ ــد ﺟ ـ ـ ــرس‬ ‫ﻣﺳ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺗطﺎر إذا اﻟﺑـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـواﺧر رﻧ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــت‬
‫ﻛﻠﻣ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎ ﺛـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــرن ﺷـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎﻋﻬن ﺑ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻧﻘس‬ ‫ارﻫـ ـ ــب ﻓـ ـ ــﻲ اﻟﺿـ ـ ــﻠوع ﻟﻠﺳـ ـ ــﻔن ﻓطـ ـ ــن‬
‫ﻣـ ـ ـ ـ ــﺎ ﻟـ ـ ـ ـ ــﻪ ﻣوﻟﻌـ ـ ـ ـ ــﺎ ﺑﻣﻧـ ـ ـ ـ ـ ٍـﻊ وﺣـ ـ ـ ـ ــﺑس ؟‬ ‫ﯾـ ـ ــﺎ اﺑﻧـ ـ ــت اﻟـ ـ ــﯾم‪ ،‬ﻣـ ـ ــﺎ أﺑ ـ ـ ـوك ﺑﺧﯾ ـ ـ ــل‬
‫ح‪ ،‬ﺣ ـ ــﻼل ﻟﻠطﯾ ـ ــر ﻣ ـ ــن ﻛ ـ ــل ﺟ ـ ــﻧس؟‬ ‫أﺣ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـرام ﻋﻠـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻰ ﺑﻼﺑﻠـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻪ اﻟـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــدو‬
‫ﻓ ـ ـ ــﻲ ﺧﺑﯾ ـ ـ ــث ﻣ ـ ـ ــن اﻟﻣ ـ ـ ــذاﻫب رﺟ ـ ـ ــس‬ ‫ﻛـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــل دار أﺣـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــق ﺑﺎﻷﻫـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــل‪ ،‬إﻻ‬
‫ﺑﻬﻣ ـ ـ ــﺎ ﻓـ ـ ـ ــﻲ اﻟ ـ ـ ــدﻣوع ﺳ ـ ـ ــﯾري وأرﺳ ـ ـ ــﻲ‬ ‫ﻧﻔﺳ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻲ ﻣرﺟ ـ ـ ـ ـ ـ ــل وﻗﻠﺑ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻲ ﺷـ ـ ـ ـ ـ ـ ـراع‬
‫ك ﯾ ــد )اﻟﺛﻐ ــر( ﺑ ــﯾن )رﻣ ــل( و)ﻣﻛ ــس(‬ ‫واﺟﻌﻠـ ـ ــﻲ وﺟﻬـ ـ ــك )اﻟﻔﻧـ ـ ــﺎر(‪ ،‬وﻣﺟ ـ ـ ـ ار‬
‫ﻧـ ـ ـ ــﺎزﻋﺗﻧﻲ إﻟﯾـ ـ ـ ــﻪ ﻓـ ـ ـ ــﻲ اﻟﺧﻠـ ـ ـ ــد ﻧﻔﺳـ ـ ـ ــﻲ‬ ‫وطﻧـ ـ ـ ــﻲ ﻟـ ـ ـ ــو ﺷـ ـ ـ ــﻐﻠت ﺑﺎﻟﺧﻠـ ـ ـ ــد ﻋﻧـ ـ ـ ــﻪ‬
‫ظﻣـ ـ ــﺄ ﻟﻠﺳ ـ ـ ـواد ﻣـ ـ ــن ) ﻋـ ـ ــﯾن ﺷـ ـ ــﻣس (‬ ‫وﻫﻔـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎ ﺑ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎﻟﻔؤاد ﻓـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻲ ﺳﻠﺳ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺑﯾل‬

‫‪ 1‬اﻟﺷوﻗﯾﺎت ج ‪ 2‬ص ‪45 - 43‬‬


‫‪115‬‬
‫ﻣ ﻖ‬

‫ﺷﺧﺻ ـ ــﻪ ﺳ ـ ــﺎﻋﺔ‪ ،‬وﻟ ـ ــم ﯾﺧ ـ ــل ﺣﺳ ـ ــﻲ‬ ‫ﺷـ ـ ــﻬد اﷲ‪ ،‬ﻟـ ـ ــم ﯾﻐـ ـ ــب ﻋـ ـ ــن ﺟﻔـ ـ ــوﻧﻲ‬
‫ﯾ ـ ــﻪ‪ ،‬و ) ﺑﺎﻟﺳ ـ ــرﺣﺔ اﻟزﻛﯾ ـ ــﺔ ( ُﯾﻣﺳ ـ ــﻲ‬ ‫ﯾﺻـ ـ ـ ــﺑﺢ اﻟﻔﻛـ ـ ـ ــر و ) اﻟﻣﺳـ ـ ـ ــﻠﺔ ( ﻧـ ـ ـ ــﺎد‬
‫ﻧﻐﻣـ ـ ـ ـ ـ ـ ــت طﯾ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـرﻩ ﺑـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺄرﺧم ﺟ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــرس‬ ‫وﻛـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺄﻧﻲ أرى اﻟﺟزﯾ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـرة أﯾﻛـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎ‬
‫ﻣ ـ ــن ﻋﺑ ـ ــﺎب‪ ،‬وﺻ ـ ــﺎﺣب ﻏﯾ ـ ــر ﻧﻛ ـ ــس‬ ‫ﻫـ ــﻲ ) ﺑﻠﻘـ ــﯾس ( ﻓـ ــﻲ اﻟﺧﻣﺎﺋ ــل ﺻـ ــرح‬
‫ﻗﺑﻠﻬ ـ ـ ـ ـ ــﺎ ﻟ ـ ـ ـ ـ ــم ُﯾﺟ ـ ـ ـ ـ ـ ّـن ﯾوﻣ ـ ـ ـ ـ ــﺎ ﺑﻌ ـ ـ ـ ـ ــرس‬ ‫ﺣﺳـ ـ ـ ـ ــﺑﻬﺎ أن ﺗﻛـ ـ ـ ـ ــون ﻟﻠﻧﯾـ ـ ـ ـ ــل ِﻋرﺳـ ـ ـ ـ ــﺎ‬
‫ـس‬
‫ﺑـ ـ ـ ــﯾن ﺻـ ـ ـ ــﻧﻌﺎء ﻓـ ـ ـ ــﻲ اﻟﺛﯾـ ـ ـ ــﺎب وﻗ ـ ـ ـ ـ ّ‬ ‫ﻟﺑﺳـ ـ ـ ـ ـ ــت ﺑﺎﻷﺻـ ـ ـ ـ ـ ــﯾل ﺣﻠـ ـ ـ ـ ـ ــﺔ وﺷـ ـ ـ ـ ـ ــﻲ‬
‫ﻣﻧـ ـ ـ ــﻪ ﺑﺎﻟﺟﺳـ ـ ـ ــر ﺑـ ـ ـ ــﯾن ﻋـ ـ ـ ــري وﻟـ ـ ـ ــﺑس‬ ‫ﻗ ـ ـ ـ ّـدﻫﺎ اﻟﻧﯾ ـ ـ ــل‪ ،‬ﻓﺎﺳ ـ ـ ــﺗﺣت‪ ،‬ﻓﺗـ ـ ـ ـوارت‬
‫ـ ـ ـ ـ ـ ــﻪ ٕوان ﻛـ ـ ـ ـ ـ ــﺎن ﻛـ ـ ـ ـ ـ ــوﺛر اﻟﻣﺗﺣﺳـ ـ ـ ـ ـ ــﻲ‬ ‫وأرى اﻟﻧﯾـ ـ ـ ـ ـ ــل ) ﻛـ ـ ـ ـ ـ ــﺎﻟﻌﻘﯾق ( ﺑوادﯾـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ‬
‫اﻟ ـ ـ ـ ـ ــذي ﯾﺣﺳ ـ ـ ـ ـ ــر اﻟﻌﯾ ـ ـ ـ ـ ــون وﯾﺧﺳ ـ ـ ـ ـ ــﻲ‬ ‫اﺑ ــن ﻣـ ــﺎء اﻟﺳ ــﻣﺎء ذو اﻟﻣوﻛـ ــب اﻟﻔﺧـ ــم‬
‫ﺑﺧﻣﯾـ ـ ـ ـ ـ ٍـل‪ ،‬وﺷـ ـ ـ ـ ـ ٍ‬
‫ـﺎﻛر ﻓﺿـ ـ ـ ـ ــل ﻋـ ـ ـ ـ ــرس‬ ‫ﻻ ﺗ ـ ـ ـ ــرى ﻓ ـ ـ ـ ــﻲ رﻛﺎﺑ ـ ـ ـ ــﻪ ﻏﯾ ـ ـ ـ ــر ﻣ ـ ـ ـ ــﺛن‬
‫ﻟـ ــم ﺗُﻔـ ــق ﺑﻌـ ـ ُـد ﻣـ ــن ﻣﻧﺎﺣـ ــﺔ ) رﻣﺳـ ــﻲ (‬ ‫وأرى ) اﻟﺟﯾـ ـ ـ ـ ـ ـزة ( اﻟﺣزﯾﻧ ـ ـ ـ ـ ــﺔ ﺛﻛﻠ ـ ـ ـ ـ ــﻰ‬
‫وﺳ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـؤال اﻟﯾ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـراع ﻋﻧـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻪ ﺑﻬﻣـ ـ ـ ـ ـ ـ ــس‬ ‫أﻛﺛ ـ ـ ـ ـ ــرت ﺿ ـ ـ ـ ـ ــﺟﺔ اﻟﺳـ ـ ـ ـ ـ ـواﻗﻲ ﻋﻠﯾ ـ ـ ـ ـ ــﻪ‬
‫ـردن ﻏﯾـ ـ ـ ـ ـ ــر طـ ـ ـ ـ ـ ــوي وﺳ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻠس‬
‫وﺗﺟـ ـ ـ ـ ـ ـ ّ‬ ‫ـﻔرن ﺷ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻌ ار‬
‫وﻗﯾـ ـ ـ ـ ـ ــﺎم اﻟﻧﺧﯾ ـ ـ ـ ـ ـ ــل ﺿ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ّ‬
‫ن ﺑﯾـ ـ ـ ـ ـ ــوم ﻋﻠـ ـ ـ ـ ـ ــﻰ اﻟﺟﺑـ ـ ـ ـ ـ ــﺎﺑر ﻧﺣ ـ ـ ـ ـ ـ ـس‬ ‫وﻛ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺄن اﻷﻫـ ـ ـ ـ ـ ـ ـرام ﻣﯾـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ازن ﻓرﻋ ـ ـ ـ ـ ـ ــو‬
‫أﻟـ ـ ــف ﺟـ ـ ـ ٍ‬
‫ـﺎب وأﻟـ ـ ــف ﺻـ ـ ــﺎﺣب ﻣﻛـ ـ ــس‬ ‫أو ﻗﻧـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎطﯾرﻩ ﺗـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺄﻧق ﻓﯾﻬـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎ‬
‫ﺣـ ــﯾن ﯾﻐﺷـ ــﻰ اﻟـ ــدﺣﻰ ﺣﻣﺎﻫـ ــﺎ وﯾﻐﺳـ ــﻲ‬ ‫روﻋـ ــﺔ ﻓـ ــﻲ اﻟﺿـ ــﺣﻰ‪ ،‬ﻣﻼﻋـ ــب ﺟـ ـ ّـن‬
‫ﺟﻧ ـ ـ ـ ـ ــﺔ ﻏﯾـ ـ ـ ـ ــر ﻓط ـ ـ ـ ـ ــس‬
‫أﻧـ ـ ـ ـ ــﻪ ﺻ ـ ـ ـ ـ ــﻧﻊ ّ‬ ‫ﻻ‬
‫و ) رﻫـ ـ ـ ــﯾن اﻟرﻣ ـ ـ ـ ــﺎل ( أﻓط ـ ـ ـ ــس‪ ،‬إ ّ‬
‫ﺳـ ـ ـ ـ ُـﺑﻊُ اﻟﺧﻠـ ـ ـ ــق ﻓـ ـ ـ ــﻲ أﺳـ ـ ـ ــﺎرﯾر إﻧﺳـ ـ ـ ــﻲ‬ ‫ﺗﺗﺟﻠ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻰ ﺣﻘﯾﻘ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺔ اﻟﻧ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎس ﻓﯾ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻪ‬
‫واﻟﻠﯾـ ـ ـ ـ ـ ــﺎﻟﻲ ﻛواﻋـ ـ ـ ـ ـ ــب ﻏﯾـ ـ ـ ـ ـ ــر ﻋـ ـ ـ ـ ـ ــﻧس‬ ‫ﻟﻌـ ـ ـ ـ ــب اﻟـ ـ ـ ـ ــدﻫر ﻓـ ـ ـ ـ ــﻲ ﺛ ـ ـ ـ ـ ـراﻩ ﺻـ ـ ـ ـ ــﺑﯾﺎ‬
‫ﻟﻧﻘـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ٍـد‪ ،‬وﻣﺧﻠﺑﯾـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻪ ﻟﻔـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــرس‬ ‫ﺻ ـ ـ ـ ـ ـ ّـﯾد اﻟﻣﻘ ـ ـ ـ ـ ــﺎدﯾر ﻋﯾﻧﯾ ـ ـ ـ ـ ــﻪ‬
‫رﻛﺑ ـ ـ ـ ـ ــت ُ‬
‫و) ﻫـ ـرﻗﻼ (‪ ،‬و )اﻟﻌﺑﻘ ــري اﻟﻔرﻧﺳ ــﻲ (‬ ‫ﻓﺄﺻـ ـ ــﺎﺑت ﺑـ ـ ــﻪ اﻟﻣﻣﺎﻟـ ـ ــك‪ ) :‬ﻛﺳـ ـ ــرى (‬
‫ﻓﯾـ ـ ـ ـ ــﻪ ﯾﺑـ ـ ـ ـ ــدو وﯾﻧﺟﻠـ ـ ـ ـ ــﻲ ﺑﻌـ ـ ـ ـ ــد َﻟـ ـ ـ ـ ــﺑس‬ ‫ﯾ ـ ـ ـ ـ ــﺎ ﻓـ ـ ـ ـ ـ ـؤادي‪ ،‬ﻟﻛ ـ ـ ـ ـ ــل أﻣـ ـ ـ ـ ــر ﻗـ ـ ـ ـ ـ ـرار‬

‫‪116‬‬
‫ﻣ ﻖ‬

‫ـس‬
‫ـوت طـ ـ ــول ﺳـ ـ ــﺑﺢ وﻏـ ـ ـ ّ‬ ‫طﺎﻟـ ـ ــت اﻟﺣـ ـ ـ َ‬ ‫ﻋﻘﻠـ ـ ـ ـ ـ ـ ــت ﻟﺟـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺔ اﻷﻣـ ـ ـ ـ ـ ـ ــور ﻋﻘـ ـ ـ ـ ـ ـ ــوﻻ‬
‫ـس‬
‫ـﺎخ ﻟﺣ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ّ‬
‫ق‪ ،‬وﻻ ﯾﺻـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ُ‬ ‫أو ﻏرﯾـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ٍ‬ ‫ـﺎح ﺑط ـ ـ ـ ــﺎف‬
‫ﻏرﻗ ـ ـ ـ ــت ﺣﯾ ـ ـ ـ ــث ﻻ ﯾﺻ ـ ـ ـ ـ ُ‬
‫وﯾﺳ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــوم اﻟﺑ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــدور ﻟﯾﻠ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺔ وﻛ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــس‬ ‫ﻓﻠـ ـ ـ ـ ـ ــك ﯾﻛﺳـ ـ ـ ـ ـ ــف اﻟﺷـ ـ ـ ـ ـ ــﻣوس ﻧﻬـ ـ ـ ـ ـ ــﺎ ار‬
‫ﺑﻠﻐﺗﻬـ ـ ـ ـ ــﺎ اﻷﻣـ ـ ـ ـ ــور ﺻـ ـ ـ ـ ــﺎرت ﻟﻌﻛ ـ ـ ـ ـ ــس‬ ‫وﻣواﻗﯾـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــت ﻟﻸﻣـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــور‪ ،‬إذا ﻣـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎ‬
‫ﺑﻘﯾ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎم ﻣـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــن اﻟﺟـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــدود وﺗﻌـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــس‬ ‫دول ﻛﺎﻟرﺟ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎل‪ ،‬ﻣرﺗﻬﻧ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎت‬
‫رب ) روم ( و ) ﻓ ــرس (‬
‫ﻟطﻣ ــت ﻛ ــل ّ‬ ‫وﻟﯾ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎل ﻣ ـ ـ ـ ـ ـ ــن ﻛ ـ ـ ـ ـ ـ ــل ذات ﺳ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـوار‬
‫ﺧﻧﺟ ـ ـ ـ ـ ـ ار ﯾﻧﻔـ ـ ـ ـ ــذان ﻣـ ـ ـ ـ ــن ﻛـ ـ ـ ـ ــل ﺗـ ـ ـ ـ ــرس‬ ‫ﺳ ـ ـ ـ ــددت ﺑـ ـ ـ ــﺎﻟﻬﻼل ﻗوﺳـ ـ ـ ــﺎ‪ ،‬وﺳ ـ ـ ـ ــﻠت‬
‫وﻋﻔ ـ ــت ) واﺋ ـ ــﻼ ( وأْﻟ ـ ــوت ) ﺑﻌ ـ ــﺑس (‬ ‫ﺣﻛﻣت ﻓﻲ اﻟﻘرون ) ﺧوﻓو ( و )دا ار(‬
‫ـوي وﻓـ ـ ـ ـ ـ ــﻲ اﻟﻣﻐـ ـ ـ ـ ـ ــﺎرب ﻛرﺳـ ـ ـ ـ ـ ــﻲ‬
‫أﻣ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ّ‬ ‫أﯾــن ) ﻣــروان ( ‪ :‬ﻓــﻲ اﻟﻣﺷــﺎرق ﻋــرش‬
‫ﻧورﻫ ـ ـ ـ ــﺎ ﻛ ـ ـ ـ ــل ﺛﺎﻗ ـ ـ ـ ــب اﻟـ ـ ـ ـ ـرأي ﻧط ـ ـ ـ ــس‬ ‫ـرد ﻋﻠﯾﻬ ـ ـ ـ ـ ــﺎ‬
‫ﺳ ـ ـ ـ ـ ــﻘﻣت ﺷﻣﺳ ـ ـ ـ ـ ــﻬم‪ ،‬ﻓ ـ ـ ـ ـ ـ ّ‬
‫ـ ـ ــك ﺗﺑﻠ ـ ـ ــﻰ‪ ،‬وﺗﻧط ـ ـ ــوي ﺗﺣ ـ ـ ــت رﻣ ـ ـ ــس‬ ‫ﺛ ـ ّـم ﻏﺎﺑ ــت‪ ،‬وﻛ ــل ﺷ ــﻣس ﺳ ــوى ﻫﺎﺗﯾ ـ ـ‬
‫وﺷــﻔﺗﻧﻲ اﻟﻘﺻــور ﻣــن ) ﻋﺑــد ﺷــﻣس (‬ ‫وﻋ ــظ ) اﻟﺑﺣﺗ ــري ( إﯾـ ـوان ) ﻛﺳ ــرى (‬
‫وﺑﺳـ ـ ـ ـ ـ ٍ‬
‫ـﺎط طوﯾ ـ ـ ـ ـ ــت واﻟـ ـ ـ ـ ـ ـرﯾﺢ ﻋﻧﺳ ـ ـ ـ ـ ــﻲ‬ ‫رب ﻟﯾ ـ ـ ـ ــل ﺳـ ـ ـ ـ ـرﯾت واﻟﺑ ـ ـ ـ ــرق طرﻓ ـ ـ ـ ــﻲ‬
‫ب‪ ،‬وأطـ ـ ـ ــوي اﻟـ ـ ـ ــﺑﻼد ﺣزﻧـ ـ ـ ــﺎ ﻟـ ـ ـ ــدﻫس‬ ‫أﻧظ ــم اﻟﺷ ــرق ﻓ ــﻲ ) اﻟﺟزﯾـ ـرة ( ﺑ ــﺎﻟﻐر‬
‫وﻣﻧـ ـ ـ ـ ـ ــﺎر ﻣـ ـ ـ ـ ـ ــن اﻟطواﺋ ـ ـ ـ ـ ـ ــف طﻣ ـ ـ ـ ـ ـ ــس‬ ‫ﻓـ ـ ـ ـ ــﻲ دﯾـ ـ ـ ـ ــﺎر ﻣـ ـ ـ ـ ــن اﻟﺧﻼﺋـ ـ ـ ـ ــف درس‬
‫ن ﺧﺿـ ـ ــر‪ ،‬وﻓـ ـ ــﻲ ذ ار اﻟﻛ ـ ـ ــرم طُﻠ ـ ـ ــس‬ ‫ورﺑ ـ ــﻰ ﻛﺎﻟﺟﻧ ـ ــﺎن‪ ،‬ﻓ ـ ــﻲ ﻛﻧ ـ ــف اﻟزﯾﺗ ـ ــو‬
‫ﻟﻣﺳ ـ ـ ــت ﻓﯾ ـ ـ ــﻪ ﻋﺑـ ـ ـ ـرة اﻟ ـ ـ ــدﻫر َﺧﻣﺳ ـ ـ ــﻲ‬ ‫ﻟ ـ ـ ـ ــم ﯾرﻋﻧـ ـ ـ ــﻲ ﺳ ـ ـ ـ ــوى ﺛ ـ ـ ـ ــرى ﻗرطﺑ ـ ـ ـ ــﻲ‬
‫وﺳ ـ ـ ـ ــﻘﻰ ﺻ ـ ـ ـ ــﻔوة اﻟﺣﯾ ـ ـ ـ ــﺎ ﻣـ ـ ـ ــﺎ أﻣﺳ ـ ـ ـ ــﻲ‬ ‫ﯾ ـ ـ ـ ـ ــﺎ وﻗـ ـ ـ ـ ــﻰ اﷲ ﻣ ـ ـ ـ ـ ــﺎ أﺻـ ـ ـ ـ ـ ّـﺑﺢ ﻣﻧ ـ ـ ـ ـ ــﻪ‬
‫ﺗﻣﺳ ـ ـ ـ ـ ــك اﻷرض أن ﺗﻣﯾ ـ ـ ـ ـ ــد وﺗرﺳ ـ ـ ـ ـ ــﻲ‬ ‫ﻗرﯾـ ـ ــﺔ ﻻ ﺗُﻌ ـ ـ ـ ّـد ﻓـ ـ ــﻲ اﻷرض‪ ،‬ﻛﺎﻧ ـ ـ ــت‬
‫ﻟﺟ ـ ـ ـ ــﺔ اﻟ ـ ـ ـ ـ ّـروم ﻣ ـ ـ ـ ــن ﺷـ ـ ـ ـ ـراع وﺗرﺳ ـ ـ ـ ــﻲ‬ ‫ﻏﺷـ ـ ــﯾت ﺳـ ـ ــﺎﺣل اﻟﻣﺣـ ـ ــﯾط‪ ،‬وﻏطـ ـ ــت‬
‫ﻓ ـ ـ ـ ــﺄﺗﻰ ذﻟ ـ ـ ـ ــك اﻟﺣﻣ ـ ـ ـ ــﻰ ﺑﻌ ـ ـ ـ ــد َﺣ ـ ـ ـ ــدس‬ ‫رﻛ ـ ـ ــب اﻟ ـ ـ ــدﻫر ﺧ ـ ـ ــﺎطري ﻓ ـ ـ ــﻲ ﺛ ارﻫ ـ ـ ــﺎ‬
‫ـ ـ ـ ــﻬﺎ ﻣ ـ ـ ــن اﻟﻌ ـ ـ ــز ﻓ ـ ـ ــﻲ ﻣﻧ ـ ـ ــﺎزل ﻗُﻌ ـ ـ ــس‬ ‫ﻓﺗﺟّﻠـ ـ ـ ــت ﻟ ـ ـ ـ ــﻲ اﻟﻘﺻ ـ ـ ـ ــور وﻣـ ـ ـ ـ ـن ﻓﯾ ـ ـ ـ ـ ـ‬

‫‪117‬‬
‫ﻣ ﻖ‬

‫ـردت ﺑ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻧﺟس‬
‫ل اﻟﻣﻌ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎﻟﻲ‪ ،‬وﻻ ﺗ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ّ‬ ‫ﻣ ــﺎ ﺿ ــﻔت ﻗ ــط ﻓ ــﻲ اﻟﻣﻠ ــوك ﻋﻠ ــﻰ ﻧ ــذ‬
‫ﻓﯾ ـ ـ ـ ــﻪ ﻣ ـ ـ ـ ــﺎ ﻟﻠﻌﻘ ـ ـ ـ ــول ﻣ ـ ـ ـ ــن ﻛ ـ ـ ـ ــل درس‬ ‫وﻛ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺄﻧﻲ ﺑﻠﻐـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــت ﻟﻠﻌ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎﻟم ﺑﯾﺗ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎ‬
‫ـس‬
‫ﺣﺟ ـ ـ ـ ـ ــﻪ اﻟﻘ ـ ـ ـ ـ ــوم ﻣ ـ ـ ـ ـ ــن ﻓﻘﯾ ـ ـ ـ ـ ــﻪ وﻗ ـ ـ ـ ـ ـ ّ‬
‫ّ‬ ‫ﻗدﺳ ـ ـ ـ ــﺎ ﻓ ـ ـ ـ ــﻲ اﻟ ـ ـ ـ ــﺑﻼد ﺷ ـ ـ ـ ــرﻗﺎ وﻏرﺑ ـ ـ ـ ــﺎ‬
‫ﺻ ــر ( ﻧـ ــور اﻟﺧﻣ ــﯾس ﺗﺣ ــت اﻟـ ـ ّـدرﻓس‬ ‫وﻋﻠ ـ ـ ــﻰ اﻟﺟﻣﻌ ـ ـ ــﺔ اﻟﺟﻼﻟ ـ ـ ــﺔ‪ ،‬و )اﻟﻧ ـ ـ ــﺎ‬
‫وﯾﺣﻠ ـ ـ ـ ـ ــﻰ ﺑ ـ ـ ـ ـ ــﻪ ﺟﺑ ـ ـ ـ ـ ــﯾن ) اﻟﺑـ ـ ـ ـ ـ ـرﻧس (‬ ‫ُﯾﻧ ـ ـ ــزل اﻟﺗ ـ ـ ــﺎج ﻋ ـ ـ ــن ﻣﻔ ـ ـ ــﺎرق ) دون (‬
‫وﺻ ـ ــﺣﺎ اﻟﻘﻠ ـ ــب ﻣ ـ ــن ﺿ ـ ــﻼل وﻫﺟ ـ ــس‬ ‫ﺳـ ـ ـ ــﻧﺔ ﻣـ ـ ـ ــن ﻛـ ـ ـ ــرى‪ ،‬وطﯾـ ـ ـ ــف أﻣـ ـ ـ ــﺎن‬
‫ٕواذ اﻟﻘ ـ ـ ـ ـ ـ ــوم ﻣ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎﻟﻬم ﻣ ـ ـ ـ ـ ـ ــن ُﻣﺣ ـ ـ ـ ـ ـ ــس‬ ‫ٕواذا اﻟ ـ ـ ـ ـ ّـدار ﻣ ـ ـ ـ ــﺎ ﺑﻬ ـ ـ ـ ــﺎ ﻣ ـ ـ ـ ــن أﻧ ـ ـ ـ ــﯾس‬
‫ﺟـ ـ ــﺎوز اﻷﻟـ ـ ــف ﻏﯾـ ـ ــر ﻣـ ـ ــذﻣوم ﺣـ ـ ــرس‬ ‫ورﻗﯾـ ـ ـ ـ ـ ـ ــق ﻣـ ـ ـ ـ ـ ـ ــن اﻟﺑﯾـ ـ ـ ـ ـ ـ ــوت ﻋﺗﯾـ ـ ـ ـ ـ ـ ــق‬
‫ـس‬
‫ﺻ ـ ــﺎر ) ﻟﻠ ـ ـ ّـروح ( ذي اﻟ ـ ــوﻻء اﻷﻣ ـ ـ ّ‬ ‫أﺛ ـ ـ ـ ـ ـ ــر ﻣ ـ ـ ـ ـ ـ ــن ) ﻣﺣﻣ ـ ـ ـ ـ ـ ــد ( وﺗـ ـ ـ ـ ـ ـ ـراث‬
‫ﺑﯾن ) ﺛﻬـﻼن ( ﻓـﻲ اﻷﺳـﺎس و ﻗُـدس (‬ ‫ﺑﻠـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻎ اﻟـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ّـﻧﺟم ذروة‪ ،‬وﺗﻧـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎﻫﻰ‬
‫وﯾط ـ ـ ـ ـ ـول اﻟﺻـ ـ ـ ـ ــدى ﻋﻠﯾﻬ ـ ـ ـ ــﺎ ﻓﺗرﺳ ـ ـ ـ ــﻲ‬ ‫ﻣرﻣـ ـ ـ ـ ـ ـ ــر ﺗﺳـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺑﺢ اﻟﻧ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـواظر ﻓﯾـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻪ‬
‫أﻟﻔـ ـ ــﺎت اﻟـ ـ ــوزﯾر ﻓ ـ ـ ــﻲ ﻋـ ـ ـ ْـرض ِط ـ ـ ــرس‬ ‫وﺳـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـوار ﻛﺄﻧﻬ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎ ﻓ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻲ اﺳ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺗواء‬
‫ﻣـ ــﺎ اﻛﺗﺳ ــﻰ اﻟﻬـ ــدب ﻣ ــن ﻓﺗـ ــور وﻧﻌـ ــس‬ ‫ﻓﺗ ـ ـ ـ ـرة اﻟـ ـ ـ ــدﻫر ﻗـ ـ ـ ــد ﻛﺳـ ـ ـ ــت ﺳـ ـ ـ ــطرﯾﻬﺎ‬
‫اﺣـ ـ ـ ـ ِـد اﻟـ ـ ـ ــدﻫر‪ ،‬واﺳـ ـ ـ ــﺗﻌدت ﻟﺧﻣـ ـ ـ ــس‬
‫وِ‬ ‫وﯾﺣﻬـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎ ! ﻛـ ـ ـ ـ ـ ـ ــم ﺗزﯾﻧـ ـ ـ ـ ـ ـ ــت ﻟﻌﻠـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﯾم‬
‫ـدﻧرات اﻟدﻣﺳـ ـ ـ ـ ـ ـ ــق‬
‫ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــن ﻣـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻼء ﻣـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ّ‬ ‫وﻛـ ـ ـ ــﺄن اﻟرﻓﯾـ ـ ـ ــف ﻓـ ـ ـ ــﻲ ﻣﺳـ ـ ـ ــرح اﻟﻌﯾـ ـ ـ ـ ـ‬
‫ﯾﺗﻧـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ّـزﻟن ﻓـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻲ ﻣﻌـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎرج ﻗـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــدس‬ ‫وﻛـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺄن اﻵﯾ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎت ﻓ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻲ ﺟﺎﻧﺑﯾ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻪ‬
‫ﻟـ ــم ﯾـ ــزل ﯾﻛﺗﺳ ــﯾﻪ‪ ،‬أو ﺗﺣ ــت ) ﻗُـ ــس (‬ ‫وﻣﻧﺑـ ــر ﺗﺣ ـ ــت ) ﻣﻧـ ــذر ( ﻣ ـ ــن ﺟ ـ ــﻼل‬
‫وردﻩ ﻏﺎﺋﯾـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎ‪ ،‬ﻓﺗـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــدﻧو ﻟﻠﻣ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــس‬
‫ْ‬ ‫وﻣﻛ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎن اﻟﻛﺗـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎب ﯾﻐرﯾ ـ ـ ـ ـ ـ ــك رﯾ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎ‬
‫ﺷـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻣس‬ ‫وآل ﻟـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻪ ﻣﯾـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎﻣﯾن ُ‬ ‫ب‪ٍ ،‬‬ ‫ﺻــﻧﻌﺔ ) اﻟــداﺧل ( اﻟﻣﺑــﺎرك ﻓــﻲ اﻟﻐــر‬

‫***‬

‫ـ ـ ـ ــدﻫر‪ ،‬ﻛـ ـ ــﺎﻟﺟرح ﺑـ ـ ــﯾن ﺑـ ـ ــرء وﻧﻛـ ـ ــس‬ ‫ﻣ ـ ـ ــن ) ﻟﺣﻣـ ـ ـ ـراء ( ُﺟﻠّﻠـ ـ ـ ـت ﺑﻐﺑ ـ ـ ــﺎر اﻟ ـ ـ ـ ـ‬

‫‪118‬‬
‫ﻣ ﻖ‬

‫ﻟﻣﺣﺗﻬ ـ ـ ــﺎ اﻟﻌﯾ ـ ـ ــون ﻣ ـ ـ ــن ط ـ ـ ــول ﻗ ـ ـ ــﺑس‬ ‫ﻛﺳ ــﻧﺎ اﻟﺑ ــرق‪ ،‬ﻟ ــو ﻣﺣ ــﺎ اﻟﺿ ــوء ﻟﺣظ ــﺎ‬
‫ـ ــﻣر ( ‪ :‬ﻣ ــن ﻏﺎﻓ ــل‪ ،‬وﯾﻘظ ــﺎن ﻧ ــدس‬ ‫ﺣﺻـ ــن )ﻏرﻧﺎطـ ــﺔ (‪ ،‬ودار ﺑﻧـ ــﻲ اﻷﺣ ـ ـ ـ‬
‫ﻓﺑ ـ ـ ـ ــدا ﻣﻧ ـ ـ ـ ــﻪ ﻓ ـ ـ ـ ــﻲ ﻋﺻ ـ ـ ـ ــﺎﺋب ﺑ ـ ـ ـ ــرس‬ ‫ﺟﻠّ ـ ـ ــل اﻟ ـ ـ ــﺛﻠﺞ دوﻧﻬ ـ ـ ــﺎ رأس ) ﺷ ـ ـ ــﯾري (‬
‫ﻗﺑﻠـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻪ ﯾرﺟـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻰ اﻟﺑﻘـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎء وﯾﻧﺳـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻲ‬ ‫ﺳـ ـ ـ ـ ـ ـ ــرﻣد ﺷـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﯾﺑﻪ‪ ،‬وﻟ ـ ـ ـ ـ ـ ــم أر ﺷـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﯾﺑﺎ‬
‫ـ ـ ـراء ( ﻣﺷـ ــﻲ اﻟﻧﻌـ ــﻲ ﻓـ ــﻲ دار ﻋـ ــرس‬ ‫ﻣﺷـ ــت اﻟﺣﺎدﺛ ـ ــﺎت ﻓ ـ ــﻲ ﻏ ـ ــرف ) اﻟﺣﻣ ـ ـ ـ‬
‫ﺳ ـ ـ ـ ـ ّـدة اﻟﺑ ـ ـ ـ ــﺎب ﻣـ ـ ـ ــن ﺳ ـ ـ ـ ــﻣﯾر وأﻧ ـ ـ ـ ــس‬
‫ُ‬ ‫ﻫﺗﻛ ـ ـ ـ ــت ﻋـ ـ ـ ـ ـزة اﻟﺣﺟ ـ ـ ـ ــﺎب‪ ،‬وﻓﺿ ـ ـ ـ ــت‬
‫ـس‬
‫واﺳ ـ ـ ـ ــﺗراﺣت ﻣ ـ ـ ـ ــن اﺣﺗـ ـ ـ ـ ـراس وﻋ ـ ـ ـ ـ ّ‬ ‫ﻋرﺻـ ـ ـ ـ ـ ــﺎت ﺗﺧّﻠ ـ ـ ـ ـ ــت اﻟﺧﯾـ ـ ـ ـ ـ ــل ﻋﻧﻬـ ـ ـ ـ ـ ــﺎ‬
‫ـس‬
‫ﻟ ـ ـ ـ ـ ــم ﺗﺟ ـ ـ ـ ـ ــد اﻟﻌﺑ ـ ـ ـ ـ ــﻲ ﺗﻛـ ـ ـ ـ ـ ـرار ﻣ ـ ـ ـ ـ ـ ّ‬ ‫وﻣﻐ ـ ـ ـ ـ ــﺎن ﻋﻠ ـ ـ ـ ـ ــﻰ اﻟﻠﯾ ـ ـ ـ ـ ــﺎﻟﻲ ‪ِ .‬وﺿ ـ ـ ـ ـ ــﺎء‬
‫رﯾ ـ ــﺦ‪ ،‬ﺳ ـ ــﺎﻋﯾن ﻓ ـ ــﻲ ﺧﺷ ـ ــوع وﻧﻛ ـ ــس‬ ‫ﻻ ﺗ ـ ـ ـ ــرى ﻏﯾ ـ ـ ـ ــر واﻓ ـ ـ ـ ــدﯾن ﻋﻠ ـ ـ ـ ــﻰ اﻟﺗ ـ ـ ـ ــﺎ‬
‫ﻣ ـ ـ ــن ﻧﻘ ـ ـ ــوش‪ ،‬وﻓ ـ ـ ــﻲ ﻋﺻ ـ ـ ــﺎرة ورس‬ ‫ﻧﻘﻠـ ـ ـ ـ ـ ـوا اﻟطـ ـ ـ ـ ـ ــرف ﻓـ ـ ـ ـ ـ ــﻲ ﻧﺿ ـ ـ ـ ـ ــﺎرة ٍ‬
‫آس‬
‫ﻛ ـ ـ ــﺎﻟرﺑﻰ اﻟﺷ ـ ـ ـ ّـم ﺑ ـ ـ ــﯾن ظ ـ ـ ــل وﺷ ـ ـ ــﻣس‬ ‫وﻗﺑ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎب ﻣ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــن ﻻزورد وﺗﺑـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــر‬
‫وﻷﻟﻔﺎظﻬ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎ ﺑ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺄزﯾن ﻟ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ْـﺑس‬ ‫وﺧط ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــوط ﺗﻛّﻔﻠ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــت اﻟﻣﻌ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎﻧﻲ‬
‫ﻣﻘﻔـ ـ ـ ــر اﻟﻘـ ـ ـ ــﺎع ﻣـ ـ ـ ــن ظﺑـ ـ ـ ــﺎء وﺧـ ـ ـ ــﻧس‬ ‫وﺗ ـ ـ ـ ـ ـ ــرى ﻣﺟﻠ ـ ـ ـ ـ ـ ــس اﻟﺳ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺑﺎع ﺧ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻼء‬
‫ﯾﺗﻧ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـزﻟن ﻓﯾـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻪ أﻗﻣـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎر إﻧ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــس‬ ‫ﻻ ) اﻟﺛرﯾ ـ ـ ـ ـ ــﺎ (‪ ،‬وﻻ ﺟـ ـ ـ ـ ـ ـواري اﻟﺛرﯾ ـ ـ ـ ـ ــﺎ‬
‫ـس‬
‫ﻛّﻠ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺔ اﻟظﻔ ـ ـ ـ ـ ـ ــر ّﻟﯾﻧ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎت اﻟﻣﺟ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ّ‬ ‫ﻣرﻣـ ـ ـ ـ ـ ـ ــر ﻗﺎﻣ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــت اﻷﺳ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــود ﻋﻠﯾـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻪ‬
‫ﯾﺗﻧ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــزى ﻋﻠ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻰ ﺗ ارﺋ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــب ﻣﻠ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــس‬ ‫ﺗﻧﺛـ ـ ـ ــر اﻟﻣـ ـ ـ ــﺎء ﻓـ ـ ـ ــﻲ اﻟﺣﯾـ ـ ـ ــﺎض ﺟﻣﺎﻧـ ـ ـ ــﺎ‬
‫وﺿ ـ ـ ــرس‬
‫ﺑﻌ ـ ـ ــد ﻋ ـ ـ ــرك ﻣ ـ ـ ــن اﻟزﻣ ـ ـ ــﺎن َ‬ ‫آﺧـ ـ ـ ـ ـ ـ ــر اﻟﻌﻬـ ـ ـ ـ ـ ـ ــد ﺑـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎﻟﺟزﯾرة ﻛﺎﻧـ ـ ـ ـ ـ ـ ــت‬
‫وﺣ ـ ـ ـ ــس‬
‫ﺑـ ـ ـ ــﺎد ﺑـ ـ ـ ــﺎﻷﻣس ﺑ ـ ـ ـ ــﯾن أﺳـ ـ ـ ــر َ‬ ‫ﻓﺗ ارﻫ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎ‪ ،‬ﺗﻘ ـ ـ ـ ـ ـ ــول ‪ :‬ارﯾ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺔ ﺟ ـ ـ ـ ـ ـ ــﯾش‬
‫ﺑﺎﻋﻬ ـ ـ ـ ــﺎ اﻟـ ـ ـ ـ ـوارث اﻟﻣﺿ ـ ـ ـ ــﯾﻊ ﺑ ـ ـ ـ ــﺑﺧس‬ ‫وﻣﻔﺎﺗﯾﺣﻬـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎ ﻣﻘﺎﻟﯾـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــد ﻣﻠـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــك‬
‫ﻋ ــن ﺣﻔـ ــﺎظ‪ ،‬ﻛﻣوﻛـ ــب اﻟـ ـ ّـدﻓن ﺧـ ــرس‬ ‫ﺧ ـ ـ ـ ـ ــرج اﻟﻘ ـ ـ ـ ـ ــوم ﻓ ـ ـ ـ ـ ــﻲ ﻛﺗﺎﺋـ ـ ـ ـ ـ ـب ﺻ ـ ـ ـ ـ ـ ّـم‬
‫ﺗﺣ ـ ـ ــت آﺑ ـ ـ ــﺎﺋﻬم ﻫ ـ ـ ــﻲ اﻟﻌ ـ ـ ــرش أﻣ ـ ـ ــس‬ ‫رﻛﺑـ ـ ـ ـ ـ ـوا ﺑﺎﻟﺑﺣ ـ ـ ـ ـ ــﺎر ﻧﻌﺷ ـ ـ ـ ـ ــﺎ‪ ،‬وﻛﺎﻧ ـ ـ ـ ـ ــت‬
‫ـت‪ ،‬وﻣﺣﺳـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــن ﻟﻣﺧـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــس‬
‫ﻟﻣﺷـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ّ‬ ‫رب ﺑ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎن ﻟﻬ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎدم‪ ،‬وﺟﻣ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــوع‬
‫ّ‬

‫‪119‬‬
‫ﻣ ﻖ‬

‫ﻟﺟﺑـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎن‪ ،‬وﻻ ﺗﺳـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻧﻰ ﻟﺟـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺑس‬ ‫إﻣ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـرة اﻟﻧـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎس ﻫﻣ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺔ‪ ،‬ﻻ ﺗ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺄﺗﻰ‬
‫وﻫـ ـ ـ ـ ـ ــﻲ أُس‬ ‫وﻫ ـ ـ ـ ـ ــﻲ ُﺧْﻠـ ـ ـ ـ ـ ـ ٍ‬
‫ق‪ ،‬ﻓﺈﻧ ـ ـ ـ ـ ــﻪ ْ‬ ‫ٕواذا ﻣ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎ أﺻ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎب ﺑﻧﯾ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎن ﻗ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــوم‬
‫ْ َ‬
‫وﺟﻧ ـ ـ ـ ـ ــﻰ داﻧﯾ ـ ـ ـ ـ ــﺎ‪ ،‬وﺳﻠﺳ ـ ـ ـ ـ ــﺎل أﻧ ـ ـ ـ ـ ــس‬
‫ً‬ ‫ـت ﻛﺎﻟﺧﻠ ـ ـ ـ ـ ــد ظ ـ ـ ـ ـ ــﻼ‬
‫ﯾ ـ ـ ـ ـ ــﺎ دﯾ ـ ـ ـ ـ ــﺎ ار ﻧزﻟ ـ ـ ـ ـ ـ ُ‬
‫ـ ـ ـ ـ ــﻬﺎ ﺑﻘـ ـ ـ ـ ــﯾظ‪ ،‬وﻻ ﺟﻣـ ـ ـ ـ ــﺎدى ﺑﻘـ ـ ـ ـ ــرس‬ ‫ﻣﺣﺳ ـ ـ ــﻧﺎت اﻟﻔﺻـ ـ ـ ــول‪ ،‬ﻻ ﻧـ ـ ـ ــﺎﺟر ﻓﯾـ ـ ـ ـ ـ‬
‫ﻏﯾ ـ ـ ــر ﺣ ـ ـ ــور ﺣ ـ ـ ـ ّـو اﻟﻣ ارﺷ ـ ـ ــف ﻟﻌ ـ ـ ــس‬ ‫ﻻ ﺗﺣ ـ ـ ـ ـ ـ ــش اﻟﻌﯾ ـ ـ ـ ـ ـ ــون ﻓ ـ ـ ـ ـ ـ ــوق رﺑﺎﻫ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎ‬
‫ورﺑـ ـ ـ ــﺎ ﻓ ـ ـ ـ ــﻲ رﺑـ ـ ـ ــﺎك واﺷ ـ ـ ـ ــﺗد ﻏرﺳـ ـ ـ ــﻲ‬ ‫ـﯾت أﻓرﺧـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻲ ﺑظﻠـ ـ ـ ـ ـ ـ ــك رﯾﺷـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎ‬
‫ُﻛﺳـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ْ‬
‫ﺻـ ـ ـ ـ ـ ــﻧﯾﻊ ﺑﻣﻧﺳـ ـ ـ ـ ـ ــﻲ‬
‫ﺑﻣﺿـ ـ ـ ـ ـ ــﺎع‪ ،‬وﻻ اﻟ ّ‬ ‫ﻫ ـ ــم ﺑﻧـ ـ ــو ﻣﺻ ـ ــر‪ ،‬ﻻ اﻟﺟﻣﯾ ـ ــل ﻟـ ـ ــدﯾﻬم‬
‫وﺟﻧـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎن ﻋﻠـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻰ وﻻﺋـ ـ ـ ـ ـ ـ ــك ﺣـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺑس‬ ‫ﻣـ ـ ـ ـ ــن ﻟﺳـ ـ ـ ـ ــﺎن ﻋﻠـ ـ ـ ـ ــﻰ ﺛﻧﺎﺋـ ـ ـ ـ ــك وﻗ ـ ـ ـ ـ ــف‬
‫ﻣـ ـ ـ ــن ﺟدﯾ ـ ـ ـ ــد ﻋﻠ ـ ـ ـ ــﻰ اﻟـ ـ ـ ــدﻫور ودرس‬ ‫ﺣﺳـ ـ ـ ـ ـ ــﺑﻬم ﻫـ ـ ـ ـ ـ ــذﻩ اﻟطﻠـ ـ ـ ـ ـ ــول ﻋظـ ـ ـ ـ ـ ــﺎت‬
‫ﺿ ــﻲ ﻓﻘ ــد ﻏ ــﺎب ﻋﻧ ــك وﺟ ــﻪ اﻟﺗﺄﺳ ــﻲ‬ ‫ٕواذا ﻓﺎﺗـ ـ ـ ـ ـ ـ ــك اﻟﺗﻔـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎت إﻟـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻰ اﻟﻣـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎ‬

‫)‪(1‬‬
‫اﻷﺛر اﻟﺛﺎﻧﻲ ‪ :‬ﻗﺻﯾدة ﺑﻌﻧوان " أﻧدﻟﺳﯾﺔ "‬

‫ﻧﺷـ ـ ــﺟﻰ ﻟوادﯾـ ـ ــك‪ ،‬أم ﻧﺄﺳ ـ ـ ــﻰ ﻟوادﯾﻧـ ـ ـ ـﺎ؟‬ ‫ﯾـ ـ ـ ــﺎ ﻧـ ـ ـ ــﺎﺋﺢ اﻟطﻠـ ـ ـ ــﺢ أﺷـ ـ ـ ــﺑﺎﻩ ﻋوادﯾﻧـ ـ ـ ــﺎ‬
‫ﻗﺻـ ــت ﺟﻧﺎﺣـ ــك ﺟﺎﻟـ ــت ﻓـ ــﻲ ﺣواﺷـ ــﯾﻧﺎ؟‬
‫ّ‬ ‫ـص ﻋﻠﯾﻧ ـ ـ ــﺎ ﻏﯾـ ـ ــر أن ﯾ ـ ـ ــدا‬
‫ﻣـ ـ ــﺎ ذا ﺗﻘـ ـ ـ ّ‬
‫ـ ـ ـ ـ أﺧـ ــﺎ اﻟﻐرﯾـ ــب ـ ـ ـ ـ وظـ ــﻼ ﻏﯾـ ــر ﻧﺎدﯾﻧـ ــﺎ‬ ‫رﻣ ـ ــﻰ ﺑﻧـ ــﺎ اﻟﺑـ ــﯾن أﯾﻛ ـ ــﺎ ﻏﯾـ ــر ﺳ ـ ــﺎﻣرﻧﺎ‬
‫وﺳـ ـ ــل ﻋﻠﯾـ ـ ــك اﻟﺑ ـ ـ ــﯾن ﺳ ـ ـ ــﻛﯾﻧﺎ‬
‫ﺳـ ـ ــﻬﻣﺎ‪ُ ،‬‬ ‫ﻛ ــل رﻣﺗ ــﻪ اﻟﻧ ــوى ‪ :‬رﯾ ــش اﻟﻔـ ـراق ﻟﻧ ــﺎ‬
‫ـﻲ ﻻ ﯾﻠﺑﯾﻧـ ـ ـ ـ ـ ــﺎ‬
‫ﻋﯾـ ـ ـ ـ ـ ـ ّ‬
‫ﻣـ ـ ـ ـ ـ ــن اﻟﺟﻧ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎﺣﯾن ّ‬ ‫إذا دﻋـ ــﺎ اﻟﺷ ـ ـوق ﻟـ ــم ﻧﺑـ ــرح ﺑﻣﻧﺻـ ــدع‬
‫إن اﻟﻣﺻ ـ ـ ـ ـ ــﺎﺋب ﯾﺟﻣﻌ ـ ـ ـ ـ ــن اﻟﻣﺻ ـ ـ ـ ـ ــﺎﺑﯾﻧﺎ‬ ‫ﻓــﺈن ﯾــك اﻟﺟــﻧس ﯾــﺎ اﺑــن اﻟطﻠــﺢ ﻓرﻗﻧــﺎ‬
‫وﻻ ادﻛـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎ ار‪ ،‬وﻻ ﺳـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺟوا أﻓﺎﻧﯾﻧـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎ‬ ‫ﻟـ ـ ــم ﻧـ ـ ــﺄل ﻣـ ـ ــﺎءك ﺗﺣﻧﺎﻧـ ـ ــﺎ‪ ،‬وﻻ ظﻣـ ـ ــﺄ‬
‫وﺗﺳـ ـ ـ ـ ــﺣب اﻟـ ـ ـ ـ ــذﯾل ﺗرﺗـ ـ ـ ـ ــﺎد اﻟﻣؤاﺳـ ـ ـ ـ ــﯾﻧﺎ‬ ‫ﺗﺟ ـ ـ ــر ﻣ ـ ـ ــن ﻓ ـ ـ ــﻧن ﺳ ـ ـ ــﺎﻗﺎ إﻟ ـ ـ ــﻰ ﻓ ـ ـ ــﻧن‬
‫ﻓﻣـ ـ ـ ـ ــن ﻟروﺣـ ـ ـ ـ ــك ﺑـ ـ ـ ـ ــﺎﻟﱡﻧطس اﻟﻣـ ـ ـ ـ ــداوﯾﻧﺎ‬ ‫أﺳـ ـ ـ ـ ـ ــﺎة ﺟﺳ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻣك ﺣ ـ ـ ـ ـ ـ ــﯾن ﺗطﻠ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺑﻬم‬

‫‪1‬‬
‫اﻟﺷوﻗﯾﺎت‪ ،‬ﻣﺞ ‪ ،1‬ج ‪ ،2‬ص ‪101‬‬
‫‪120‬‬
‫ﻣ ﻖ‬

‫*‬ ‫*‬ ‫*‬


‫ٕوان ﺣﻠﻠﻧـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎ رﻓﯾﻘـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎ ﻣـ ـ ـ ـ ـ ـ ــن رواﺑﯾﻧـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎ‬ ‫آﻫ ـ ـ ـ ــﺎ ﻟﻧ ـ ـ ـ ــﺎ ﻧ ـ ـ ـ ــﺎزﺣﻲ أﯾ ـ ـ ـ ــك ﺑﺄﻧ ـ ـ ـ ــدﻟس‬
‫ﻧﺟـ ـ ـ ــﯾش ﺑﺎﻟ ـ ـ ـ ــدﻣﻊ‪ ،‬واﻹﺟـ ـ ـ ــﻼل ﯾﺛﻧﯾﻧـ ـ ـ ــﺎ‬ ‫رﺳ ـ ــم وﻗﻔﻧ ـ ــﺎ ﻋﻠ ـ ــﻰ رﺳ ـ ــم اﻟوﻓ ـ ــﺎء ﻟ ـ ــﻪ‬
‫وﻻ َﻣﻔـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎرﻗﻬم إﻻ ﻣﺻـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻠﯾﻧﺎ‬ ‫ﻟﻔﺗﯾـ ـ ـ ـ ـ ــﺔ ﻻ ﺗﻧـ ـ ـ ـ ـ ــﺎل اﻷرض أدﻣﻌﻬـ ـ ـ ـ ـ ــم‬
‫ﻟﻠﻧـ ـ ــﺎس ؛ ﻛﺎﻧـ ـ ــت ﻟﻬ ـ ـ ــم أﺧﻼﻗﻬـ ـ ــم دﯾﻧـ ـ ــﺎ‬ ‫ﻟـ ـ ــو ﻟـ ـ ــم ﯾﺳـ ـ ــودوا ﺑـ ـ ــدﯾن ﻓﯾـ ـ ــﻪ ﻣﻧﺑﻬـ ـ ــﺔ‬
‫ﻛﺎﻟﺧﻣر ﻣن ) ﺑﺎﺑل ( ﺳﺎرت ) ﻟـدارﯾﻧﺎ (‬ ‫ﻟ ـ ــم ﻧﺳـ ـ ــر ﻣ ـ ــن ﺣـ ـ ــرم إﻻ إﻟ ـ ــﻰ ﺣـ ـ ــرم‬
‫ﺗﻣﺎﺛـ ــل اﻟـ ــورد ) ﺧﯾرﯾـ ــﺎ ( و ) ﻧﺳ ـ ـرﯾﻧﺎ (‬ ‫ﻟﻣ ـ ــﺎ ﻧﺑ ـ ــﺎ اﻟﺧﻠ ـ ــد ﻧﺎﺑ ـ ــت ﻋﻧ ـ ــﻪ ﻧﺳ ـ ــﺧﺗﻪ‬
‫ّ‬
‫دﻣوﻋﻧ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎ ُﻧظﻣ ـ ـ ـ ـ ـ ــت ﻣﻧﻬ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎ ﻣراﺛﯾﻧ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎ‬ ‫ﻧﺳـ ـ ــﻘﻲ ﺛـ ـ ـ ـراﻫم ﺛﻧـ ـ ــﺎء‪ ،‬ﻛﻠّﻣـ ـ ــﺎ ُﻧﺛ ـ ـ ــرت‬
‫وﻛـ ــدن ﯾـ ــوﻗظن ﻓـ ــﻲ اﻟﺗّـ ــرب اﻟﺳ ـ ــﻼطﯾﻧﺎ‬ ‫ﻛ ـ ـ ـ ـ ــﺎدت ﻋﯾـ ـ ـ ـ ـ ــون ﻗواﻓﯾﻧ ـ ـ ـ ـ ــﺎ ﺗﺣرﻛ ـ ـ ـ ـ ــﻪ‬
‫ﻋ ـ ـ ــﯾن ﻣ ـ ـ ــن اﻟﺧﻠ ـ ـ ــد ﺑﺎﻟﻛ ـ ـ ــﺎﻓور ﺗﺳ ـ ـ ــﻘﯾﻧﺎ‬ ‫ﻟﻛ ــن ﻣﺻ ــر ٕوان أﻏﺿ ــت ﻋﻠ ــﻰ ﻣﻘ ــﺔ‬
‫وﺣ ـ ـ ـ ـ ـ ــول ﺣﺎﻓﺗﻬ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎ ﻗﺎﻣ ـ ـ ـ ـ ـ ــت رواﻗﯾﻧ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎ‬ ‫ﻋﻠـ ـ ـ ـ ـ ــﻰ ﺟواﻧﺑﻬـ ـ ـ ـ ـ ــﺎ رﻗّـ ـ ـ ـ ـ ــت ﺗﻣﺎﺋﻣﻧـ ـ ـ ـ ـ ــﺎ‬
‫وأرُﺑـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻊ أﻧﺳـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــت ﻓﯾﻬـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎ أﻣﺎﻧﯾﻧـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎ‬ ‫ﻣﻼﻋ ـ ـ ـ ـ ــب ﻣرﺣ ـ ـ ـ ـ ــت ﻓﯾﻬ ـ ـ ـ ـ ــﺎ ﻣﺂرﺑﻧ ـ ـ ـ ـ ــﺎ‬
‫وﻣـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــرت ﻟﺟـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــدود ﻣـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــن أواﻟﯾﻧـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎ‬ ‫وﻣطﻠـ ـ ـ ـ ـ ــﻊ ﻟﺳـ ـ ـ ـ ـ ـ ٍ‬
‫ـﻌود ﻣـ ـ ـ ـ ـ ــن أواﺧرﻧـ ـ ـ ـ ـ ــﺎ‬
‫ﻣ ـ ـ ــن ﺑ ـ ـ ــر ﻣﺻ ـ ـ ــر‪ ،‬ورﯾﺣ ـ ـ ــﺎن ﯾﻐﺎدﯾﻧ ـ ـ ــﺎ‬ ‫ﺑﻧ ـ ـ ــﺎ ﻓﻠ ـ ـ ــم ﻧﺧـ ـ ـ ــل ﻣ ـ ـ ــن روح ﯾراوﺣﻧ ـ ـ ــﺎ‬
‫ـﯾم ﺗﻠﻘﯾﻧ ـ ـ ـ ــﺎ‬ ‫وﺑﺎﺳ ـ ـ ـ ــﻣﻪ ذﻫﺑ ـ ـ ـ ــت ﻓ ـ ـ ـ ــﻲ اﻟ ـ ـ ـ ـ ّ‬ ‫ﻛـ ــﺄم ﻣوﺳـ ــﻰ‪ ،‬ﻋﻠـ ــﻰ اﺳـ ــم اﷲ ﺗﻛﻔﻠﻧـ ــﺎ‬
‫ﻟﺣﺎﺿـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـرﯾن‪ ،‬وأﻛـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـواب ﻟﺑﺎدﯾﻧ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎ‬ ‫وﻣﺻر ﻛﺎﻟﻛرم ذي اﻻﺣﺳـﺎن ‪ :‬ﻓﺎﻛﻬـﺔ‬
‫* *‬ ‫*‬
‫ﯾﻌـ ـ ـ ــد اﻟﻬـ ـ ـ ــدوء‪ ،‬وﯾﻬﻣـ ـ ـ ــﻲ ﻋـ ـ ـ ــن ﻣﺂﻗﯾﻧـ ـ ـ ــﺎ‬ ‫ﯾﺎﺳـ ــﺎري اﻟﺑـ ــرق ﯾرﻣـ ــﻲ ﻋـ ــن ﺟواﻧﺣﻧـ ــﺎ‬
‫ﻫ ـ ــﺎج اﻟﺑﻛ ـ ــﺎ‪ ،‬ﻓﺧﺿـ ــﺑﻧﺎ اﻷرض ﺑﺎﻛﯾﻧ ـ ــﺎ‬ ‫ﻟﻣ ـ ــﺎ ﺗرﻗ ـ ــرق ﻓ ـ ــﻲ دﻣ ـ ــﻊ اﻟﺳ ـ ــﻣﺎء دﻣ ـ ــﺎ‬
‫ﻋﻠـ ـ ـ ــﻰ ﻧﯾـ ـ ـ ــﺎم‪ ،‬وﻟ ـ ـ ـ ــم ﻧﻬﺗـ ـ ـ ــف ﺑﺳ ـ ـ ـ ــﺎﻟﯾﻧﺎ‬ ‫اﻟﻠﯾـ ـ ـ ــل ﯾﺷ ـ ـ ـ ــﻬد ﻟ ـ ـ ـ ــم ﻧﻬﺗـ ـ ـ ــك دﯾﺎﺟﯾـ ـ ـ ــﻪ‬
‫ﻗﯾـ ـ ـ ــﺎم ﻟﯾـ ـ ـ ــل اﻟﻬـ ـ ـ ــوى‪ ،‬ﻟﻠﻌﻬـ ـ ـ ــد راﻋﯾﻧـ ـ ـ ــﺎ‬ ‫واﻟ ـ ـ ـ ــﻧﺟم ﻟ ـ ـ ـ ــم ﯾرﻧ ـ ـ ـ ــﺎ إﻻ ﻋﻠ ـ ـ ـ ــﻰ ﻗ ـ ـ ـ ــدم‬
‫ﻣﻣ ـ ـ ـ ـ ــﺎ ﻧ ـ ـ ـ ـ ــردد ﻓﯾ ـ ـ ـ ـ ــﻪ ﺣ ـ ـ ـ ـ ــﯾن ﯾﺿ ـ ـ ـ ـ ــوﯾﻧﺎ‬ ‫ﻛزﻓ ـ ـ ـ ـرة ﻓـ ـ ـ ــﻲ ﺳ ـ ـ ـ ــﻣﺎء اﻟﻠﯾ ـ ـ ـ ــل ﺣ ـ ـ ـ ــﺎﺋرة‬

‫‪121‬‬
‫ﻣ ﻖ‬

‫ﺛﺟﺎﺋـ ـ ـ ــب اﻟﻧـ ـ ـ ــور ﻣﺣـ ـ ـ ــدودا ) ﺑﺟرﯾﻧـ ـ ـ ــﺎ (‬ ‫ﺑ ــﺎﷲ إن ﺟﺑـ ــت ظﻠﻣ ــﺎء اﻟﻌﺑ ــﺎب ﻋﻠ ــﻰ‬
‫إﻧﺳـ ـ ـ ـ ــﺎ ﯾﻌـ ـ ـ ـ ــﺛن ﻓﺳ ـ ـ ـ ــﺎدا‪ ،‬أو ﺷـ ـ ـ ـ ــﯾﺎطﯾﻧﺎ‬ ‫ﺗ ـ ـ ـ ـ ــرد ﻋﻧ ـ ـ ـ ـ ــك ﯾ ـ ـ ـ ـ ــداﻩ ﻛ ـ ـ ـ ـ ــل ﻋﺎدﯾ ـ ـ ـ ـ ــﺔ‬
‫ﻋﻠ ـ ـ ــﻰ اﻟﻐﯾ ـ ـ ــوث‪ٕ ،‬وان ﻛﺎﻧ ـ ـ ــت ﻣﯾﺎﻣﯾﻧ ـ ـ ــﺎ‬ ‫ﺣﺗـ ـ ــﻰ ﺣوﺗـ ـ ــك ﺳـ ـ ــﻣﺎء اﻟﻧﯾ ـ ـ ــل ﻋﺎﻟﯾـ ـ ــﺔ‬
‫وﺷ ـ ـ ــﻲ اﻟزﺑرﺟ ـ ـ ــد ﻣـ ـ ـ ــن أﻓـ ـ ـ ـواف وادﯾﻧ ـ ـ ــﺎ‬ ‫وأﺣرزﺗ ـ ـ ــك ﺷ ـ ـ ــﻔوف اﻟ ـ ـ ــﻼزورد ﻋﻠ ـ ـ ــﻰ‬
‫رﺑـ ـ ـ ـ ــت ﺧﻣﺎﺋـ ـ ـ ـ ــل‪ ،‬واﻫﺗـ ـ ـ ـ ــزت ﺑﺳـ ـ ـ ـ ــﺎﺗﯾﻧﺎ‬ ‫ﻣؤرﺟـ ـ ـ ـ ــﺔ‬
‫وﺣـ ـ ـ ـ ــﺎزك اﻟرﯾـ ـ ـ ـ ــف أرﺟـ ـ ـ ـ ــﺎء ّ‬
‫واﻧـ ـ ـ ــزل ﻛﻣـ ـ ـ ــﺎ ﻧـ ـ ـ ــزل اﻟطـ ـ ـ ــل اﻟرﯾﺎﺣﯾﻧـ ـ ـ ــﺎ‬ ‫ﻗ ــف إﻟ ــﻰ اﻟﻧﯾ ــل واﻫﺗ ــف ﻓ ــﻲ ﺧﻣﺎﺋﻠ ــﻪ‬
‫ﺑﺎﻟﺣﺎدﺛ ـ ـ ــﺎت‪ ،‬وﯾﺿ ـ ـ ــوي ﻋ ـ ـ ــن ﻣﻐﺎﻧﯾﻧ ـ ـ ــﺎ‬ ‫وآس ﻣـ ـ ــﺎ ﺑـ ـ ــﺎت ﯾـ ـ ــذوي ﻣـ ـ ــن ﻣﻧﺎزﻟﻧـ ـ ــﺎ‬

‫***‬

‫ﻓطـ ـ ــﺎب ﻛ ـ ـ ــل ط ـ ـ ــروح ﻣ ـ ـ ــن ﻣراﻣﯾﻧ ـ ـ ــﺎ‬ ‫وﯾ ـ ــﺎ ﻣﻌطـ ـ ـرة اﻟـ ـ ـوادي ﺳ ـ ــرت ﺳ ـ ــﺣ ار‬
‫ﻗﻣـ ــﯾص ﯾوﺳـ ــف ﻟـ ــم ﻧﺣﺳـ ــب ُﻣﻐﺎﻟﯾﻧـ ــﺎ‬ ‫ذﻛﯾـ ـ ــﺔ اﻟ ـ ــذﯾل‪ ،‬ﻟـ ـ ــو ﺧﻠﻧـ ـ ــﺎ ﻏﻼﻟﺗﻬـ ـ ــﺎ‬
‫ﺑ ـ ـ ـ ــﺎﻟورد ﻛﺗﺑ ـ ـ ـ ــﺎ‪ ،‬وﺑﺎﻟرﯾـ ـ ـ ـ ــﺎ ﻋﻧﺎوﯾﻧ ـ ـ ـ ــﺎ‬ ‫ﺟﺷﻣت ﺷوك اﻟﺳﱡرى ﺣﺗـﻰ أﺗﯾـت ﻟﻧـﺎ‬
‫ﻋن طﯾب ﻣﺳراك ﻟـم ﺗـﻧﻬض ﺟوازﯾﻧـﺎ‬ ‫ﻓﻠ ـ ـ ـ ــو ﺟزﯾﻧ ـ ـ ـ ــﺎك ﺑ ـ ـ ـ ــﺎﻷرواح ﻏﺎﻟﯾ ـ ـ ـ ــﺔ‬
‫ﻏ ارﺋ ــب اﻟﺷ ــوق وﺷ ــﯾﺎ ﻣ ــن أﻣﺎﻧﯾﻧـ ــﺎ ؟‬ ‫ـﻛﻲ ﻧﺣﻣﻠـ ـ ــﻪ‬‫ﻫـ ـ ــل ﻣـ ـ ــن ذﯾوﻟـ ـ ــك ﻣﺳـ ـ ـ ّ‬
‫دﻧﯾ ــﺎ‪ ،‬وودﻫﻣ ــو اﻟﺻ ــﺎﻓﻲ ﻫ ــو اﻟ ــدﯾﻧﺎ‬ ‫ود ﻏﯾـ ـ ـ ـ ــرﻫم‬
‫إﻟـ ـ ـ ـ ــﻰ اﻟـ ـ ـ ـ ــذﯾن وﺟـ ـ ـ ـ ــدﻧﺎ ّ‬

‫***‬

‫وﻣـ ــن ﻣﺻ ـ ــون ﻫـ ـ ـواﻫم ﻓ ـ ــﻲ ﺗﻧﺎﺟﯾﻧـ ــﺎ‬ ‫ﯾ ــﺎ ﻣ ــن ﻧﻐ ــﺎر ﻋﻠ ــﯾﻬم ﻣ ــن ﺿ ــﻣﺎﺋرﻧﺎ‬
‫ﻋـ ـ ــن اﻟـ ـ ــدﻻل ﻋﻠـ ـ ــﯾﻛم ﻓـ ـ ــﻲ أﻣﺎﻧﯾﻧـ ـ ــﺎ‬ ‫ﻧ ـ ــﺎب اﻟﺣﻧ ـ ــﯾن إﻟ ـ ــﯾﻛم ﻓ ـ ــﻲ ﺧواطرﻧ ـ ــﺎ‬
‫ﻓ ـ ــﻲ اﻟﻧﺎﺋﺑ ـ ــﺎت‪ ،‬ﻓﻠ ـ ــم ﯾﺄﺧ ـ ــذ ﺑﺄﯾ ـ ــدﯾﻧﺎ‬ ‫ﺟﺋﻧـ ــﺎ إﻟـ ــﻰ اﻟﺻـ ــﺑر ﻧـ ــدﻋوﻩ ﻛﻌﺎدﺗﻧـ ــﺎ‬
‫ﺣﺗ ـ ــﻰ أﺗﺗﻧ ـ ــﺎ ﻧـ ـ ـواﻛم ﻣ ـ ــن ﺻﯾﺎﺻ ـ ــﯾﻧﺎ‬ ‫وﻣ ـ ــﺎ ُﻏﻠﺑﻧ ـ ــﺎ ﻋﻠ ـ ــﻰ دﻣ ـ ــﻊ‪ ،‬وﻻ ﺟﻠ ـ ــد‬
‫ﺗﻣﯾﺗﻧـ ـ ـ ـ ـ ــﺎ ﻓﯾـ ـ ـ ـ ـ ــﻪ ذﻛ ـ ـ ـ ـ ـ ـراﻛم ةﺗﺣﯾﯾﻧـ ـ ـ ـ ـ ــﺎ‬ ‫وﻧـ ـ ـ ـ ـ ــﺎﺑﻐﻲ ﻛـ ـ ـ ـ ـ ــﺄن اﻟﺣﺷـ ـ ـ ـ ـ ــر آﺧ ـ ـ ـ ـ ـ ـرﻩ‬
‫‪122‬‬
‫ﻣ ﻖ‬

‫ﯾﻛـ ــﺎد ﻓـ ــﻲ ﻏﻠـ ــس اﻷﺳـ ــﺣﺎر ﯾطوﯾﻧـ ــﺎ‬ ‫ﻧط ـ ــوي دﺟ ـ ــﺎﻩ ﺑﺟ ـ ــرح ﻣ ـ ــن ﻓراﻗﻛﻣ ـ ــو‬
‫ﺣﺗـ ـ ــﻰ ﯾـ ـ ــزول‪ ،‬وﻟـ ـ ــم ﺗﻬـ ـ ــدأ ﺗراﻗﯾﻧـ ـ ــﺎ‬ ‫إذا رﺳ ـ ــﺎ اﻟ ـ ــﻧﺟم ﻟ ـ ــم ﺗرﻗ ـ ــﺄ ﻣﺣﺎﺟرﻧ ـ ــﺎ‬
‫ﺣﺗ ـ ــﻰ ﻗﻌ ـ ــدﻧﺎ ﺑﻬ ـ ــﺎ ﺣﺳ ـ ــرى ﺗﻘﺎﺳ ـ ــﯾﻧﺎ‬ ‫ﺑﺗﻧـ ــﺎ ﻧﻘﺎﺳ ـ ــﻲ اﻟ ـ ــدواﻫﻲ ﻣـ ــن ﻛواﻛﺑ ـ ــﻪ‬
‫ﻟﻠﺷ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎﻣﺗﯾن‪ ،‬وﯾﺄﺳ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــوﻩ ﺗﺄﺳ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﯾﻧﺎ‬ ‫ﯾﺑـ ـ ـ ـ ــدو اﻟﻧﻬ ـ ـ ـ ـ ــﺎر ﻓﯾﺧﻔﯾ ـ ـ ـ ـ ــﻪ ﺗﺟﻠ ـ ـ ـ ـ ــدﻧﺎ‬

‫***‬

‫اﻟﺻ ـ ـ ــﺑﺎﻟﯾﻧﺎ‬
‫أﻧـ ـ ـ ـﻰ ذﻫﺑﻧـ ـ ــﺎ‪ ،‬وأﻋط ـ ـ ــﺎف ّ‬ ‫ﺳـ ـ ـ ـ ــﻘﯾﺎ ﻟﻌﻬـ ـ ـ ـ ــد ﻛﺄﻛﻧـ ـ ـ ـ ــﺎف اﻟرﺑـ ـ ـ ـ ــﻰ رﻓـ ـ ـ ـ ــﺔ‬
‫ﺗـ ـ ـ ـ ـ ـ ــرف أوﻗﺎﺗﻧـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎ ﻓﯾﻬـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎ رﯾﺎﺣﯾﻧـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎ‬ ‫إذا اﻟزﻣـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎن ﺑﻧـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎ ﻏﯾﻧـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎء زاﻫﯾـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺔ‬
‫واﻟﺳ ـ ـ ــﻌد ﺣﺎﺷ ـ ـ ــﯾﺔ‪ ،‬واﻟ ـ ـ ــدﻫر ﻣﺎﺷ ـ ـ ــﯾﻧﺎ‬ ‫اﻟوﺻـ ـ ـ ـ ــل ﺻـ ـ ـ ـ ــﺎﻓﯾﺔ‪ ،‬واﻟﻌـ ـ ـ ـ ــﯾش ﻧﺎﻏﯾـ ـ ـ ـ ــﺔ‬
‫) ﺑﻠﻘ ــﯾس ( ﺗرﻓ ــل ﻓ ــﻲ وﺷ ــﻲ اﻟﯾﻣﺎﻧﯾﻧ ــﺎ‬ ‫واﻟﺷ ــﻣس ﺗﺧﺗـ ــﺎل ﻓـ ــﻲ اﻟﻌﻘﯾـ ــﺎن‪ ،‬ﺗﺣﺳـ ــﺑﻬﺎ‬
‫ﻟـ ـ ـ ــو ﻛـ ـ ـ ــﺎن ﻓﯾﻬـ ـ ـ ــﺎ وﻓـ ـ ـ ــﺎء ﻟﻠﻣﺻـ ـ ـ ــﺎﻓﯾﻧﺎ‬ ‫واﻟﻧﯾ ـ ـ ـ ـ ــل ﯾﻘﺑـ ـ ـ ـ ـ ــل ﻛﺎﻟ ـ ـ ـ ـ ــدﻧﯾﺎ إذا اﺣﺗﻔﻠـ ـ ـ ـ ـ ــت‬
‫واﻟﺳــﯾل ﻟــو ﻋ ــف‪ ،‬واﻟﻣﻘــدار ﻟــو دﯾﻧــﺎ‬ ‫واﻟﺳـ ــﻌد ﻟـ ــو دام‪ ،‬واﻟﻧﻌﻣ ـ ــﻰ ﻟـ ــو اط ـ ــردت‬
‫ﻣـ ــﺎء ﻟﻣﺳـ ــﻧﺎ ﺑـ ــﻪ اﻹﻛﺳـ ــﯾر‪ ،‬أو طﯾﻧـ ــﺎ‬ ‫أﻟﻘــﻰ ﻋﻠــﻰ اﻷرض ـ ـ ـ ﺣﺗــﻰ ردﻫــﺎ ذﻫﺑــﺎ ـ ـ ـ‬
‫ﻋﻠ ـ ـ ــﻰ ﺟواﻧﺑ ـ ـ ــﻪ اﻷﻧ ـ ـ ـ ـوار ﻣ ـ ـ ــن ﺳ ـ ـ ــﯾﻧﺎ‬ ‫أﻋــداﻩ ﻣــن ﯾﻣﻧــﻪ ) اﻟﺗــﺎﺑوت (‪ ،‬وارﺗﺳــﻣت‬
‫ﻋﻬـ ـ ـ ـ ــد اﻟﻛ ـ ـ ـ ـ ـرام‪ ،‬وﻣﯾﺛ ـ ـ ـ ــﺎق اﻟوﻓﯾﯾﻧـ ـ ـ ـ ــﺎ‬ ‫ﻟـ ـ ــﻪ ﻣﺑـ ـ ــﺎﻟﻎ ﻣ ـ ـ ــﺎ ﻓـ ـ ــﻲ اﻟﺧﻠ ـ ـ ــق ﻣـ ـ ــن ﻛ ـ ـ ــرم‬
‫إﻻ ﺑﺄﯾﺎﻣﻧ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎ‪ ،‬أو ﻓ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻲ ﻟﯾﺎﻟﯾﻧ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎ‬ ‫ﻟـ ـ ـ ــم ﯾﺟـ ـ ـ ــر ﻟﻠ ـ ـ ـ ــدﻫر إﻋـ ـ ـ ــذار وﻻ ُﻋ ـ ـ ـ ـ ُـرس‬
‫ﻣﻧ ـ ـ ـ ــﺎ ﺟﯾ ـ ـ ـ ــﺎدا‪ ،‬وﻻ أرﺣ ـ ـ ـ ــﻰ ﻣﯾﺎدﯾﻧ ـ ـ ـ ــﺎ‬ ‫وﻻ ﺣـ ـ ـ ــوى اﻟﺳـ ـ ـ ــﻌد أطﻐـ ـ ـ ــﻰ ﻓـ ـ ـ ــﻲ أﻋﻧﺗـ ـ ـ ــﻪ‬
‫وﻟـ ـ ـ ــم ﯾﻬـ ـ ـ ــن ﺑﯾ ـ ـ ـ ــد اﻟﺗﺷـ ـ ـ ــﺗﯾت ﻏﺎﻟﯾﻧـ ـ ـ ــﺎ‬ ‫ﻧﺣـ ــن اﻟﯾواﻗﯾ ـ ــت‪ ،‬ﺧـ ــﺎض اﻟﻧـ ــﺎر ﺟوﻫرﻧـ ــﺎ‬
‫إذا ﺗﻠـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــون ﻛﺎﻟﺣرﺑـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎء ﺷـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎﻧﯾﻧﺎ‬ ‫وﻻ ﯾﺣـ ـ ـ ـ ـ ــول ﻟﻧـ ـ ـ ـ ـ ــﺎ ﺻـ ـ ـ ـ ـ ــﺑﻎ‪ ،‬وﻻ ﺧﻠـ ـ ـ ـ ـ ــق‬
‫ﻓــﻲ ﻣﻠﻛﻬــﺎ اﻟﺿــﺧم ﻋرﺷــﺎ ﻣﺛــل وادﯾﻧــﺎ‬ ‫ﻟـ ــم ﺗﻧـ ـ ـزل اﻟﺷـ ــﻣس ﻣﯾ ازﻧـ ــﺎ‪ ،‬وﻻ ﺻـ ــﻌدت‬
‫ﻋﻠﯾ ـ ـ ـ ــﻪ أﺑﻧﺎءﻫ ـ ـ ـ ــﺎ اﻟﻐ ـ ـ ـ ــر اﻟﻣﯾﺎﻣﯾﻧ ـ ـ ـ ــﺎ ؟‬ ‫أﻟ ـ ـ ـ ـ ـ ــم ﻧؤّﻟ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻪ ﻋﻠ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻰ ﺣﺎﻓﺎﺗ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻪ‪ ،‬ورأت‬
‫ﺧﻣﺎﺋـ ـ ـ ــل اﻟﺳـ ـ ـ ــﻧدس اﻟﻣوﺷـ ـ ـ ــﯾﺔ اﻟﻐﯾﻧـ ـ ـ ــﺎ‬ ‫إن ﻏﺎزﻟـ ــت ﺷـ ــﺎطﺋﯾﻪ ﻓـ ــﻲ اﻟﺿـ ــﺣﻰ ﻟﺑﺳـ ــﺎ‬

‫‪123‬‬
‫ﻣ ﻖ‬

‫ﻟـ ـ ـ ـ ـ ـواﻓظ اﻟﻘ ـ ـ ـ ـ ــز ﺑﺎﻟﺧﯾط ـ ـ ـ ـ ــﺎن ﺗرﻣﯾﻧ ـ ـ ـ ـ ــﺎ‬ ‫وﺑ ـ ـ ــﺎت ﻛ ـ ـ ــل ﻣﺟ ـ ـ ــﺎج اﻟـ ـ ـ ـواد ﻣ ـ ـ ــن ﺷ ـ ـ ــﺟر‬
‫دﻧﺎﻫ ــﺎ ) ﻓراﻋﯾﻧ ــﺎ (‬
‫ﻗﺑ ــل ) اﻟﻘﯾﺎﺻ ــر ( ّ‬ ‫وﻫ ـ ـ ــذﻩ اﻷرض ﻣ ـ ـ ــن ﺳ ـ ـ ــﻬل وﻣ ـ ـ ــن ﺟﺑ ـ ـ ــل‬
‫ﻓ ـ ـ ــﻲ اﻷرض إﻻ ﻋﻠ ـ ـ ــﻰ آﺛ ـ ـ ــﺎر ﺑﺎﻧﯾﻧ ـ ـ ــﺎ‬ ‫وﻟ ـ ـ ــم ﯾﺿ ـ ـ ــﻊ ﺣﺟـ ـ ـ ـ ار ﺑ ـ ـ ــﺎن ﻋﻠ ـ ـ ــﻰ ﺣﺟ ـ ـ ــر‬
‫ﺑ ـ ـ ــﻪ ﯾ ـ ـ ــد اﻟـ ـ ـ ــدﻫر‪ ،‬ﻻ ﺑﻧﯾ ـ ـ ــﺎن ﻓﺎﻧﯾﻧ ـ ـ ــﺎ‬ ‫ﻛـ ـ ـ ــﺄن أﻫ ـ ـ ـ ـرام ﻣﺻـ ـ ـ ــر ﺣـ ـ ـ ــﺎﺋط ﻧﻬﺿ ـ ـ ـ ــت‬
‫ﯾﻔﻧـ ـ ــﻲ اﻟﻣﻠـ ـ ــوك‪ ،‬وﻻ ﯾﺑﻘـ ـ ــﻲ اﻷواوﯾﻧـ ـ ــﺎ‬ ‫إﯾواﻧـ ـ ـ ـ ــﻪ اﻟﻔﺧـ ـ ـ ـ ــم ﻣـ ـ ـ ـ ــن ﻋﻠﯾـ ـ ـ ـ ــﺎ ﻣﻘﺎﺻ ـ ـ ـ ـ ـرﻩ‬
‫ﺳـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻔﯾﻧﺔ ﻏرﻗ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــت‪ ،‬إﻻ أﺳ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎطﯾﻧﺎ‬ ‫ﻛﺄﻧﻬـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎ ورﻣـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎﻻ ﺣوﻟﻬـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎ اﻟﺗطﻣـ ـ ـ ـ ـ ـ ــت‬
‫ﻛﻧ ـ ــوز ) ﻓرﻋ ـ ــون ( ﻏطّ ـ ــﯾن اﻟﻣوازﯾﻧ ـ ــﺎ‬ ‫ﻛﺄﻧﻬ ـ ـ ـ ــﺎ ﺗﺣ ـ ـ ـ ــت ﻷﻻء اﻟﺿ ـ ـ ـ ــﺣﻰ ذﻫﺑ ـ ـ ـ ــت‬
‫ﻣـ ــر اﻟﺻـ ــﺑﺎ ﻓـ ــﻲ ذﯾـ ــول ﻣـ ــن ﺗﺻـ ــﺎﺑﯾﻧﺎ‬ ‫أرض اﻷﺑـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــوة واﻟﻣ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﯾﻼد طﯾﺑﻬ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎ‬
‫ﻏـ ـ ـ ـ ـ ـ ار ﻣﺳﻠﺳ ـ ـ ـ ـ ــﻠﺔ اﻟﻣﺟ ـ ـ ـ ـ ــرى ﻗواﻓﯾﻧ ـ ـ ـ ـ ــﺎ‬ ‫ﻛﺎﻧ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــت ﻣﺣﺟﻠ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺔ ﻓﯾﻬـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎ ﻣواﻗﻔﻧـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎ‬
‫وﺛ ـ ـ ــﺎب ﻋـ ـ ــن ﺳ ـ ـ ــﻧﺔ اﻷﺣـ ـ ــﻼم ﻻﻫﯾﻧـ ـ ــﺎ‬ ‫ﻓ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺂب ﻣ ـ ـ ـ ـ ـ ــن ﻛـ ـ ـ ـ ـ ـ ـرة اﻷﯾ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎم ﻻﻋﺑﻧ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎ‬
‫ـص‪ ،‬ﻓﻘــﺎل اﻟــدﻫر ‪ :‬آﻣﯾﻧــﺎ (‬
‫) ﺑــﺄن ﻧﻐـ ّ‬ ‫وﻟ ـ ـ ـ ــم ﻧ ـ ـ ـ ــدع ﻟﻠﯾـ ـ ـ ــﺎﻟﻲ ﺻ ـ ـ ـ ــﺎﻓﯾﺎ‪ ،‬ﻓ ـ ـ ـ ــدﻋت‬
‫واﻟﺑ ـ ــر ﻧ ـ ــﺎر وﻏـ ــﻰ‪ ،‬واﻟﺑﺣ ـ ــر ﻏﺳ ـ ــﻠﯾﻧﺎ‬ ‫ﻟـ ـ ــو اﺳ ـ ـ ــﺗطﻌﻧﺎ ﻟﺧﺿ ـ ـ ــﻧﺎ اﻟﺟ ـ ـ ــو ﺻ ـ ـ ــﺎﻋﻘﺔ‬
‫ﻓﯾﻬـ ـ ـ ــﺎ إذا ﻧﺳ ـ ـ ـ ــﻲ اﻟ ـ ـ ـ ـواﻓﻲ‪ ،‬وﺑﺎﻛﯾﻧـ ـ ـ ــﺎ‬ ‫ﺳـ ــﻌﯾﺎ إﻟـ ــﻰ ﻣﺻـ ــر ﻧﻘﺿـ ــﻲ ﺣ ـ ــق ذاﻛرﻧـ ــﺎ‬
‫ﺧﯾـ ـ ــر اﻟوداﺋـ ـ ــﻊ ﻣـ ـ ــن ﺧﯾـ ـ ــر اﻟﻣؤدﯾﻧـ ـ ــﺎ‬ ‫ﻛﻧ ـ ـ ـ ـ ــز ) ﺑﺣﻠـ ـ ـ ـ ـ ـوان ( ﻋﻧ ـ ـ ـ ـ ــد اﷲ ﻧطﻠﺑ ـ ـ ـ ـ ــﻪ‬
‫ﻟ ـ ـ ــم ﯾﺄﺗ ـ ـ ــﻪ اﻟﺷ ـ ـ ــوق إﻻ ﻣ ـ ـ ــن ﻧواﺣﯾﻧ ـ ـ ــﺎ‬ ‫ﻟـ ـ ـ ــو ﻏـ ـ ـ ــﺎب ﻛـ ـ ـ ــل ﻋزﯾـ ـ ـ ــز ﻋﻧـ ـ ـ ــﻪ ﻏﯾﺑﺗﻧـ ـ ـ ــﺎ‬
‫ﻟــم ﻧــدر ‪ :‬أي ﻫــوى اﻷﻣــﯾن ﺷــﺎﺟﯾﻧﺎ ؟‬ ‫إذا ﺣﻣﻠﻧ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎ ﻟﻣﺻ ـ ـ ـ ـ ـ ــر أو ﻟ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻪ ﺷ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺟﻧﺎ‬

‫‪124‬‬
‫ﻣ ﻖ‬

‫)‪(1‬‬
‫‪:‬‬ ‫اﻷﺛر اﻟﺛﺎﻟث ‪ :‬اﻟﻣﯾﻣﯾﺔ ﻓﻲ رﺛﺎء أﻣﻪ‬

‫ﯾداء اﻟﻔُـ ـ ـ ـ ـؤ ِاد َوﻣ ـ ـ ـ ــﺎ أَﺻ ـ ـ ـ ــﻣﻰ‬


‫ﺳ ـ ـ ـ ـ َـو َ‬
‫ـﺎب ُ‬
‫َأﺻ ـ ـ ـ ـ َ‬ ‫اﻟﻧــوى َﺳ ــﻬﻣﺎ‬ ‫إِﻟــﻰ اﻟَﻠـ ِـﻪ أَﺷــﻛو ِﻣــن َﻋ ـوادي َ‬
‫ﻻﻣ َﺳـ ـ ـ ــت َﻋظﻣـ ـ ـ ــﺎ‬
‫َوﻣـ ـ ـ ــﺎ َد َﺧَﻠـ ـ ـ ــت َﻟﺣﻣ ـ ـ ـ ـﺎً َوﻻ َ‬ ‫ـب أ ﱠَو َل َوﻫَﻠ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ٍـﺔ‬ ‫اﻟﻘﻠ ـ ـ ـ ـ ـ ـ َ‬
‫ِﻣ ـ ـ ـ ـ ـ ــن اﻟﻬﺎﺗِﻛ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ِ‬
‫ـﺎت َ‬ ‫َ‬
‫َﻛﻼﻣ ـ ـ ـﺎً َﻋﻠـ ـ ــﻰ َﺳ ـ ـ ــﻣﻌﻲ َوﻓـ ـ ــﻲ َﻛﺑِ ـ ـ ــدي َﻛﻠﻣ ـ ـ ــﺎ‬ ‫ـت َرﱠﻧـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـﺔً‬
‫َوﺟﺳ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ُ‬
‫ﺗَـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـو َارَد َواﻟﻧ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎﻋﻲ ﻓَﺄ َ‬
‫َﻓﯾـ ـ ــﺎ َوﯾـ ـ ـ َـﺢ َﺟﻧﺑـ ـ ــﻲ َﻛـ ـ ــم َﯾﺳـ ـ ــﯾ ُل َو َﻛـ ـ ــم َﯾـ ـ ــدﻣﻰ‬ ‫ـب َوِاﻧ ـ ـ ـ َـزوى‬
‫اﻟﺟﻧ ـ ـ ـ ُ‬
‫َﻓﻣ ـ ـ ــﺎ َﻫﺗَﻔ ـ ـ ــﺎ َﺣﺗّـ ـ ــﻰ َﻧـ ـ ـ ـ از َ‬
‫ﯾﻣ ـ ـ ـ ـ ــﺎ‬
‫ـﻲ‪ ،‬وﻟـ ـ ـ ـ ـ ـم ﯾرﻛ ـ ـ ـ ـ ــب ﺑﺳ ـ ـ ـ ـ ــﺎطﺎ وﻻ ّ‬
‫إﻟ ـ ـ ـ ـ ـ ّ‬ ‫ـﺎء ﻟﻠﺛــرى‬
‫ـرق ﻧﺣــو اﻟﻐــرب‪ ،‬واﻟﻣـ ً‬
‫طــوى اﻟﺷـ َ‬
‫رﻣ ـ ـ ـ ــﺎ‬
‫وأدﻣ ـ ـ ـ ــﻰ وﻣ ـ ـ ـ ــﺎ داوى‪ ،‬وأوﻫ ـ ـ ـ ــﻰ وﻣ ـ ـ ـ ــﺎ ّ‬ ‫أﺑ ـ ـ ـ ــﺎن وﻟ ـ ـ ـ ــم ﯾﻧ ـ ـ ـ ــﺑس‪ ،‬وأدى وﻟ ـ ـ ـ ــم ﯾﻔ ـ ـ ـ ــﻪ‬
‫اﻟﻐداﻓﯾ ـ ــﺔ اﻟ ـ ـ ّـدﻫﻣﺎ‬
‫ّ‬ ‫ـﻬب‪ ،‬أوﺟ ـ ــﺎب‬
‫ط ـ ــوى اﻟ ّﺷ ـ ـ َ‬ ‫ﺷ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ّﻘﺔ‬
‫إذا طُوﯾ ـ ـ ـ ـ ــت ﺑﺎﻟ ّﺷـ ـ ـ ـ ـ ــﻬب واﻟ ـ ـ ـ ـ ـ ّـدﻫم ُ‬
‫وﻻ ﻛﺎﻟﻠﯾ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎﻟﻲ راﻣﯾ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎ ﺑﻌﯾ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــد اﻟﻣرﻣ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻰ‬ ‫وﻟ ـ ـ ـ ــم أر ﻛﺎﻷﺣ ـ ـ ـ ــداث ﺳ ـ ـ ـ ــﻬﻣﺎ إذا ﺟ ـ ـ ـ ــرت‬
‫ـوت ِﻣ ـ ـ ـ ـ ــن َﺑﯾﻧِﻬ ـ ـ ـ ـ ــﺎ َﺣﺗﻣ ـ ـ ـ ـ ــﺎ‬
‫ـﺎء اﻟﻣ ـ ـ ـ ـ ـ ِ‬
‫َ‬
‫وﻻ َﻛﻠِﻘ ـ ـ ـ ـ ـ ِ‬
‫َ‬
‫ـﺎدﯾر ِ‬
‫ﻧﺎﻓـ ـ ـ ـ ـ ـ ــذًا‬ ‫ﺎﻟﻣﻘـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ِ‬
‫َوَﻟـ ـ ـ ـ ـ ـ ــم أ ََر ُﺣﻛﻣ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ًﺎ َﻛ َ‬
‫ﺳ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺑﯾل ﯾ ـ ـ ـ ـ ـ ــدﯾن اﻟﻌ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎﻟﻣﯾن ﺑﻬ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎ ﻗ ـ ـ ـ ـ ـ ــدﻣﺎ‬ ‫إﻟـ ـ ـ ـ ـ ــﻰ آﺑـ ـ ـ ـ ـ ــﺎء اﻟﻔﺗـ ـ ـ ـ ـ ــﻰ ﯾـ ـ ـ ـ ـ ــذﻫب اﻟﻔﺗـ ـ ـ ـ ـ ــﻰ‬
‫وﻻ اﻟﻣـ ـ ـ ـ ــوت إﻻ اﻟـ ـ ـ ـ ــروح ﻓﺎرﻗـ ـ ـ ـ ــت اﻟﺟﺳـ ـ ـ ـ ــﻣﺎ‬ ‫وﻣـ ــﺎ اﻟﻌـ ــﯾش إﻻ اﻟﺟﺳـ ــم ﻓـ ــﻲ ظـ ــل روﺣـ ــﻪ‬
‫ﻋﻠـ ـ ـ ـ ــﻰ ﻧـ ـ ـ ـ ــزﻻء اﻟـ ـ ـ ـ ــدﻫر ﺑﻌـ ـ ـ ـ ــدك أو ﻋﻠﻣـ ـ ـ ـ ــﺎ‬ ‫ـدﻫر ﺣﻛﻣ ـ ـ ـ ــﺔ‬
‫وﻻ ﺧﻠ ـ ـ ـ ــد ﺣﺗ ـ ـ ـ ــﻰ ﺗﻣ ـ ـ ـ ــﻸ اﻟ ـ ـ ـ ـ َ‬
‫* * *‬
‫ﻟـ ـ ـﻲ اﻟﯾ ـ ــوم ﻣﻧﻬ ـ ــﺎ ﻛ ـ ــﺎن ﺑ ـ ــﺎﻷﻣس ﻟ ـ ــﻲ وﻫﻣ ـ ــﺎ‬ ‫زﺟـ ـ ــرت ﺗﺻـ ـ ــﺎرﯾف اﻟزﻣـ ـ ــﺎن‪ ،‬ﻓﻣـ ـ ــﺎ ﯾﻘـ ـ ــﻊ‬
‫ﻓﻣ ـ ــﺎ اﻏﺗ ـ ــرت اﻟﺑوﺳ ـ ــﻰ‪ ،‬وﻻ ﻏ ـ ــرت اﻟﻧﻌﻣ ـ ــﻰ‬ ‫وﻗ ـ ـ ـ ـ ـ ّـدرت ) ﻟﻠﻧﻌﻣ ـ ـ ـ ـ ــﺎن ( ﯾوﻣ ـ ـ ـ ـ ــﺎ وﺿ ـ ـ ـ ـ ــدﻩ‬
‫ﻏﻣ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎ‬
‫ﺑﺄﻧﻔﺎﺳ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻬﺎ ﺑ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎﻟﻔم ﻟ ـ ـ ـ ـ ـ ــم ﯾﺳ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺗﻔق ّ‬ ‫ﺷـ ـ ـرﺑت اﻷﺳ ـ ــﻰ ﻣﺻ ـ ــروﻓﺔ ﻟ ـ ــو ﺗﻌرﺿ ـ ــت‬
‫ﻧ ـ ـ ــدﯾﻣك ) ﺳ ـ ـ ــﻘراط ( اﻟ ـ ـ ــذي اﺑﺗ ـ ـ ــدع اﻟﺳ ـ ـ ـ ّـﻣﺎ‬ ‫ﻓـ ـ ـ ـ ـ ــﺄﺗرع وﻧـ ـ ـ ـ ـ ــﺎول ﯾـ ـ ـ ـ ـ ــﺎ زﻣـ ـ ـ ـ ـ ــﺎن ؛ ﻓﺈﻧﻣـ ـ ـ ـ ـ ــﺎ‬
‫ﺑﻛﺄﺳ ـ ـ ـ ــك ﻧﺟﻣ ـ ـ ـ ــﺎ‪ ،‬أم أدرت ﺑﻬ ـ ـ ـ ــﺎ رﺟﻣ ـ ـ ـ ــﺎ ؟‬ ‫أدرت ﻟ ـ ـ ــﻲ‬
‫َ‬ ‫ﻗﺗﻠﺗُـ ـ ــك‪ ،‬ﺣﺗ ـ ـ ــﻰ ﻣـ ـ ــﺎ أﺑ ـ ـ ــﺎﻟﻲ ‪:‬‬
‫ﺷ ـ ـ ـ ــﻬﯾدة ﺣ ـ ـ ـ ــرب ﻟ ـ ـ ـ ــم ﺗﻘ ـ ـ ـ ــﺎرف ﻟﻬ ـ ـ ـ ــﺎ إﺛﻣ ـ ـ ـ ــﺎ‬ ‫ﻟـ ـ ـ ـ ــك اﷲ ﻣـ ـ ـ ـ ــن ﻣطﻌوﻧـ ـ ـ ـ ــﺔ ﺑﻘﻧـ ـ ـ ـ ــﺎ اﻟﻧـ ـ ـ ـ ــوى‬

‫‪ 1‬اﻟﺷوﻗﯾﺎت‪ ،‬ص ‪114‬‬


‫ﻧ از اﻟﺟﻧب ‪ :‬ﻧ از اﻟﻘﻠب ‪ /‬اﻟدﻫم ‪ :‬اﻟﺳود ‪ /‬اﻟﻐداﻓﯾﺔ ‪ :‬اﻟﺳوداء‬
‫‪125‬‬
‫ﻣ ﻖ‬

‫وأﻧـ ـ ـ ـ ـزﻩ ﻣ ـ ـ ـ ــن دﻣ ـ ـ ـ ــﻊ اﻟﺣﯾ ـ ـ ـ ــﺎ ﻋﺑـ ـ ـ ـ ـرة ﺳ ـ ـ ـ ــﺣﻣﺎ‬ ‫ﻣدﻟﻬ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺔ أزﻛ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻰ ﻣ ـ ـ ـ ـ ـ ــن اﻟﻧ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎر زﻓـ ـ ـ ـ ـ ـ ـرة‬
‫ﻓﻠـ ـ ـ ــم ﯾﻘـ ـ ـ ــو ﻣﻐﻧﺎﻫـ ـ ـ ــﺎ ﻋﻠـ ـ ـ ــﻰ ﺻـ ـ ـ ــوﺑﻪ رﺳـ ـ ـ ــﻣﺎ‬ ‫ﺳـ ـ ـ ــﻘﺎﻫﺎ ﺑﺷـ ـ ـ ــﯾري وﻫـ ـ ـ ــﻲ ﺗﺑﻛـ ـ ـ ــﻲ ﺻـ ـ ـ ــﺑﺎﺑﺔ‬
‫وﻛـ ـ ـ ــم ﻧـ ـ ـ ــﺎزع ﺳـ ـ ـ ــﻬﻣﺎ ﻓﻛـ ـ ـ ــﺎن ﻫـ ـ ـ ــو اﻟﺳـ ـ ـ ــﻬﻣﺎ‬ ‫أﺳ ـ ـ ـ ــت ﺟرﺣﻬ ـ ـ ـ ــﺎ اﻷﻧﺑ ـ ـ ـ ــﺎء ﻏﯾ ـ ـ ـ ــر رﻓﯾﻘ ـ ـ ـ ــﺔ‬
‫اﻟﺣﻣـ ـ ــﻰ‬
‫ـت ﻣﻧﻬـ ـ ــﺎ‪ ،‬وﻣـ ـ ــﺎ ﺿـ ـ ـ ّـﻣت ّ‬
‫ﻟﻣـ ـ ــﺎ ّﻗﺑﻠـ ـ ـ ْ‬ ‫اﻟﺣﻣ ـ ـ ــﻰ اﻟﻔﺿ ـ ـ ــﺎﺋل واﻟﻌ ـ ـ ــﻼ‬
‫ﺗﻐ ـ ـ ــﺎر ﻋﻠ ـ ـ ــﻰ ّ‬
‫إذا ﻫ ــﻲ ﺳ ــﻣﺎﻫﺎ ﺑـ ــذي اﻷرض ﻣ ــن ﺳـ ــﻣﻰ ؟‬ ‫ﺗﻣﻧﺎﻫ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎ وﺗﻬ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــوى ﻟﻘﺎءﻫ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎ‬
‫أﻛﺎﻧ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــت ّ‬
‫ذﻣـ ـ ـ ـ ــﺎ‬
‫ﻓﻠﻣـ ـ ـ ـ ــﺎ ُوﻓـ ـ ـ ـ ـ ـوا اﻷﺳـ ـ ـ ـ ـ ـواء ﻟ ـ ـ ـ ـ ــم ﺗرﻫ ـ ـ ـ ـ ــﺎ ّ‬ ‫أﻟﻣـ ـ ـ ـ ـ ـ ــت ﻋﻠﯾﻬـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎ‪ ،‬واﺗّﻘـ ـ ـ ـ ـ ـ ــت ﺛﻣراﺗﻬـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎ‬
‫ّ‬
‫إذا أﻗﺻ ـ ـ ــر اﻟﺑ ـ ـ ــدر اﻟﺗﻣ ـ ـ ــﺎم ﻣﺿـ ـ ـ ـوا ﻗُـ ـ ــدﻣﺎ !‬ ‫ﻓﯾـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎ ﺣﺳ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـرﺗﺎ أﻻّ ﺗ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ارﻫم أﻫﻠـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺔ‬
‫ـدو ﺗ ـ ـ ـ ـ ـ ـراﻫم ﻓـ ـ ـ ـ ـ ــﻲ ﻣﻌﺎطﺳـ ـ ـ ـ ـ ــﻪ رﻏﻣـ ـ ـ ـ ـ ــﺎ‬
‫ﻋـ ـ ـ ـ ـ ـ ّ‬ ‫رﯾـ ـ ــﺎﺣﯾن ﻣـ ـ ــن أﻧـ ـ ــف اﻟـ ـ ــوﻟﻲ‪ ،‬وﻣـ ـ ــﺎ ﻟﻬـ ـ ــﺎ‬
‫وﻻ ﯾﺷـ ـ ـ ـ ـ ــﺑﻌوا اﻟـ ـ ـ ـ ـ ــرﻛن اﺳـ ـ ـ ـ ـ ــﺗﻼﻣﺎ وﻻ ﻟﺛﻣـ ـ ـ ـ ـ ــﺎ‬ ‫وأﻻ ﯾطوﻓ ـ ـ ـ ـ ـ ـوا ﺧﺷـ ـ ـ ـ ـ ــﻌﺎ ﺣـ ـ ـ ـ ـ ــول ﻧﻌﺷـ ـ ـ ـ ـ ــﻬﺎ‬
‫وأوﻟﯾ ـ ـ ـ ـ ِ‬
‫ـت ﺟﺛﻣـ ـ ـ ــﺎﻧﻲ ﻣ ـ ـ ـ ــن اﻟﻣﻧ ـ ـ ـ ــﺔ اﻟﻌظﻣـ ـ ـ ــﻰ‬ ‫ـﻠﻔت ﻓ ـ ــﻲ اﻟﻣﻬ ـ ــد ﻣـ ــن ﯾ ـ ـ ٍـد‬
‫ـت ﺑﻣـ ــﺎ أﺳ ـ ـ ِ‬
‫ﺣﻠﻔ ـ ـ ُ‬
‫اﻟﺟﻣ ـ ـ ــﺎ‬
‫ﺗﻠﯾ ـ ـ ــد اﻟﺧ ـ ـ ــﻼل اﻟﻛﺛ ـ ـ ــر‪ ،‬واﻟط ـ ـ ــﺎرف ّ‬ ‫وﻗﺑ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــر ﻣﻧـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــوط ﺑـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎﻟﺟﻼل ﻣﻘﻠّـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ٍـد‬
‫ﻣـ ــن اﻟﺻـ ــﻠوات اﻟﺧﻣـ ــس‪ ،‬واﻵي‪ ،‬واﻷﺳـ ــﻣﺎ‬ ‫وﺑﺎﻟﻐﺎدﯾـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎت اﻟﺳ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎﻗﯾﺎت ﻧزﯾﻠـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻪ‬
‫وﻻ رﻣ ـ ـ ـ ــت ﻫ ـ ـ ـ ــذا اﻟﺛﻛـ ـ ـ ـ ــل ﻟﻠﻧـ ـ ـ ـ ــﺎس واﻟﯾﺗﻣ ـ ـ ـ ــﺎ‬ ‫ﻟﻣـ ــﺎ ﻛـ ــﺎن ﻟـ ــﻲ ﻓـ ــﻲ اﻟﺣـ ــرب رأي وﻻ ﻫـ ــوى‬
‫ﻓﻛﯾ ـ ــف رﺿ ـ ــﺎﺋﻲ أن ﯾ ـ ــرى اﻟﺑﺷ ـ ـ ُـر اﻟظﻠﻣ ـ ــﺎ ؟‬ ‫ـﺎﻟرق ﻟ ـ ــﻲ رﺿ ـ ــﺎ‬
‫وﻟ ـ ــم ﯾ ـ ــك ظﻠ ـ ــم اﻟطﯾ ـ ــر ﺑ ـ ـ ّ‬
‫ﺛﻣـ ـ ـ ـ ــﺎ‬
‫ﻛـ ـ ـ ـ ــﺄن ﺛﻣـ ـ ـ ـ ــﺎر اﻟﻘﻠـ ـ ـ ـ ــب ﻣـ ـ ـ ـ ــن وﻟـ ـ ـ ـ ــدي ّ‬ ‫وﻟ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــم آل ﺷ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺑﺎن اﻟﺑرﯾ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺔ ِرﻗ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺔ‬
‫أرى اﻟﻧ ـ ـ ــﺎس ﺻـ ـ ــﻧﻔﯾن ‪ :‬اﻟـ ـ ــذﺋﺎب أو اﻟﺑﻬﻣـ ـ ــﺎ‬ ‫وﻛﻧـ ـ ــت ﻋﻠـ ـ ــﻰ ﻧﻬـ ـ ــﺞ ﻣـ ـ ــن اﻟ ـ ـ ـ أري واﺿـ ـ ــﺢ‬
‫اﻟﺣﻛﻣ ـ ـ ـ ـ ــﺎ‬
‫وﻻ اﻟﻌ ـ ـ ـ ـ ــدل إﻻ ﺣ ـ ـ ـ ـ ــﺎﺋط ﯾﻌﺻ ـ ـ ـ ـ ــم ُ‬ ‫وﻣ ـ ـ ـ ــﺎ اﻟﺣﻛ ـ ـ ـ ــم إﻻ أوﻟ ـ ـ ـ ــﻲ اﻟﺑ ـ ـ ـ ــﺄس دوﻟ ـ ـ ـ ــﺔ‬
‫* * *‬
‫ﻓﻣـ ـ ـ ـ ــﺎ وﺟـ ـ ـ ـ ــدت ﻧﻔﺳـ ـ ـ ـ ــﻲ ﻷﻧﻬﺎرﻫـ ـ ـ ـ ــﺎ طﻌﻣـ ـ ـ ـ ــﺎ‬ ‫ﻧزﻟ ـ ـ ـ ــت رﺑـ ـ ـ ـ ــﻰ اﻟـ ـ ـ ـ ـ ّـدﻧﯾﺎ وﺟﻧـ ـ ـ ـ ــﺎت ﻋـ ـ ـ ـ ــدﻧﻬﺎ‬
‫ٕوان ﻟـ ــم أرح ) ﻣ ـ ــروان ( ﻓﯾﻬ ـ ــﺎ وﻻ ) ﻟﺧﻣ ـ ــﺎ (‬ ‫ُأرﯾ ـ ـ ـ ــﺢ أرﯾ ـ ـ ـ ــﺞ اﻟﻣﺳ ـ ـ ـ ــك ﻓ ـ ـ ـ ــﻲ ﻋرﺻ ـ ـ ـ ــﺎﺗﻬﺎ‬
‫ﺑﻛﯾت اﻟﻧدى ﻓﻲ اﻷرض‪ ،‬واﻟﺑﺄس‪ ،‬واﻟﺣزﻣﺎ‬ ‫ـﻲ ﺳ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻣﺎؤﻫﺎّ‬ ‫إذا ﺿ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺣﻛت زﻫـ ـ ـ ـ ـ ـ ـوا إﻟ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ّ‬
‫أﺧـ ـ ـ ــﺎل اﻟﻘﺻـ ـ ـ ــور اﻟزﻫ ـ ـ ــر واﻟﻐـ ـ ـ ــرف اﻟﺷـ ـ ـ ـ ّـﻣﺎ‬ ‫أطﯾ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــف ﺑرﺳ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــم‪ ،‬أو أُﻟـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ﱡم ﺑدﻣﻧ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺔ‬

‫‪126‬‬
‫ﻣ ﻖ‬

‫ﻫﻣ ـ ــﺎ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬


‫وﻻ أﻧـ ـ ــت ﻓـ ـ ــﻲ ذي اﻟــ ــدار زاﯾﻠـ ـ ــت ﻟـ ـ ــﻲ ّ‬ ‫ﻓﻣــﺎ ﺑرﺣــت ﻣــن ﺧــﺎطري ) ﻣﺻــر ( ﺳــﺎﻋﺔ‬
‫ﻓﺟﻧﺣـ ــﺎ إﻟـ ــﻰ ﺳـ ــﻌدى‪ ،‬وﺟﻧﺣـ ــﺎ إﻟـ ــﻰ ﺳـ ــﻠﻣﻰ‬ ‫ﺟﻧﻧـ ـ ـ ـ ـ ــﻲ اﻟﻠﯾـ ـ ـ ـ ـ ــل اﻫﺗـ ـ ـ ـ ـ ــززت إﻟﯾﻛﻣـ ـ ـ ـ ـ ــﺎ‬
‫إذا ّ‬
‫وأﺑﺻ ـ ـ ـ ـ ـ ــر ﻓﯾ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻪ ذو اﻟﺑﺻ ـ ـ ـ ـ ـ ــﯾرة اﻷﻋﻣ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻰ‬ ‫ﻓﻠﻣ ـ ـ ــﺎ ﺑـ ـ ـ ــدا ﻟﻠﻧـ ـ ـ ــﺎس ﺻـ ـ ـ ــﺑﺢ ﻣـ ـ ـ ــن اﻟﻣﻧ ـ ـ ــﻰ‬
‫ـت اﻟﺑﻠ ـ ـ ـ ـ ـ ــوى‪ ،‬وأﻗﺷـ ـ ـ ـ ـ ـ ِ‬
‫ـﻌت اﻟﻐﻣـ ـ ـ ـ ـ ــﻰ‬ ‫وأﻗَﻠﻌ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ِ‬ ‫وﻗ ـ ـ ـ ّـرت ﺳ ـ ـ ــﯾوف اﻟﻬﻧ ـ ـ ــد‪ ،‬وارﺗﻛ ـ ـ ــز اﻟﻘﻧ ـ ـ ــﺎ‬
‫ورﻗ ـ ـ ـ ــت وﺟ ـ ـ ـ ــوﻩ اﻷرض ﺗﺳ ـ ـ ـ ــﺗﻘﺑل اﻟﺳ ـ ـ ـ ــﻠﻣﻰ‬ ‫وﺣﻧـ ـ ـ ـ ـ ـ ــت ﻧ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـواﻗﯾس‪ ،‬ورّﻧـ ـ ـ ـ ـ ـ ــت ﻣـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺂذن‬
‫ّ‬
‫ﺗﻣـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎ !‬
‫وﻟوﻋـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎ ﺑﺑﻧﯾ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎن اﻟرﺟـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎء إذا ّ‬ ‫ـدﻫر ﻣ ــن دون اﻟﻬﻧـ ــﺎء‪ ،‬وﻟـ ــم ﯾـ ــزل‬
‫أﺗـ ــﻰ اﻟـ ـ ُ‬
‫أو اﻟﻌـ ـ ـ ـ ــرس أﺑﻠـ ـ ـ ـ ــﻰ ﻓـ ـ ـ ـ ــﻲ ﻣﻌﺎﻟﻣـ ـ ـ ـ ــﻪ ﻫـ ـ ـ ـ ــدﻣﺎ‬ ‫إذا ﺟـ ـ ـ ــﺎل ﻓـ ـ ـ ــﻲ اﻷﻋﯾـ ـ ـ ــﺎد ﺣـ ـ ـ ـ ّـل ﻧظﺎﻣﻬـ ـ ـ ــﺎ‬
‫ﻓـ ـ ـ ِ‬
‫ـدوﻧك ﻫ ـ ـ ــذا اﻟﺣﺷ ـ ـ ــد واﻟﻣوﻛ ـ ـ ــب اﻟﺿ ـ ـ ــﺧﻣﺎ‬ ‫ﻟ ـ ـ ـ ــﺋن ﻓ ـ ـ ـ ــﺎت ﻣ ـ ـ ـ ــﺎ أﻣْﻠﺗ ـ ـ ـ ــﻪ ﻣ ـ ـ ـ ــن ﻣواﻛ ـ ـ ـ ــب‬
‫ﻟﻌﻧﺻـ ـ ـ ـ ـ ـ ـرﻩ اﻷزﻛ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻰ وﺟ ـ ـ ـ ـ ـ ــوﻫرﻩ اﻷﺳ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻣﻰ‬ ‫رﺛﯾـ ـ ـ ـ ـ ـ ــت ﺑـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻪ ذات اﻟﺗﻘـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻰ وﻧظﻣﺗـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻪ‬
‫أﻣـ ـ ـ ـ ــﺎ‬
‫ﻓﻠـ ـ ـ ـ ــم ﺗُﻠﺣﻘـ ـ ـ ـ ــﻲ ﺑﻧﺗـ ـ ـ ـ ــﺎ وﻟـ ـ ـ ـ ــم ﺗُﺳـ ـ ـ ـ ــﺑﻘﻲ ّ‬ ‫ﻧﻣﺗ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــك ﻣﻧﺎﺟﯾ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــب اﻟﻌ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻼ وﻧﻣﯾﺗِﻬ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎ‬
‫ﺗواﺿ ـ ـ ـ ـ ِ‬
‫ـﻌت‪ ،‬ﻟﻛ ـ ـ ـ ــن ﺑﻌ ـ ـ ـ ــدﻣﺎ ﻓُﺗﱢﻬ ـ ـ ـ ــﺎ ﻧﺟﻣـ ـ ـ ـ ــﺎ‬ ‫وﻛﻧ ـ ـ ـ ـ ــت إذا ﻫ ـ ـ ـ ـ ــذي اﻟﺳ ـ ـ ـ ـ ــﻣﺎء ﺗﺧﺎﯾﻠ ـ ـ ـ ـ ــت‬
‫وﺟﺋـ ـ ـ ـ ـ ــت ﻷﺧـ ـ ـ ـ ـ ــﻼق اﻟﻛ ـ ـ ـ ـ ـ ـرام ﺑـ ـ ـ ـ ـ ــﻪ ﻧظﻣـ ـ ـ ـ ـ ــﺎ‬ ‫ـﻌر ﻣﺛﻠ ـ ـ ـ ــﻪ‬ ‫ِ‬
‫أﺗﯾ ـ ـ ـ ــت ﺑ ـ ـ ـ ــﻪ ﻟ ـ ـ ـ ــم ﯾ ـ ـ ـ ــﻧظم اﻟﺷ ـ ـ ـ ـ َ‬
‫ﺑـ ـ ــﻪ اﻷرض ﻛ ـ ـ ــﺎن اﻟﻣ ـ ـ ــزن واﻟﺗﺑ ـ ـ ــر واﻟﻛرﻣ ـ ـ ــﺎ‬ ‫ـت‬
‫وﻣﺧﺿ ـ ـ ْ‬
‫ّ‬ ‫ـﻣﺎء‪،‬‬
‫وﻟـ ــو ﻧﻬﺿـ ــت ﻋﻧـ ــﻪ اﻟﺳـ ـ ُ‬

‫اﻷﺛر اﻟراﺑﻊ ‪ :‬أرﺟوزة ﺗﻘﻊ ﻓﻲ ‪ 1400‬ﺑﯾت ﺳﻣﺎﻫﺎ ﺷوﻗﻲ " دول اﻟﻌرب وﻋظﻣﺎء اﻹﺳﻼم "‬
‫وﻫﻲ ﻣﻧظوﻣﺔ ﺗﺎرﯾﺧﯾﺔ‪ ،‬اﻗﺗطﻔﻧﺎ ﻣﻧﻬﺎ اﻟﻣﻘﺎطﻊ اﻟﺗﺎﻟﯾﺔ ‪:‬‬

‫اﻟﻣﻘدﻣﺔ‬

‫ذي اﻟﻌـ ــرش واﻟﺳـ ــﺑﻊ اﻟﻌـ ــﻼ اﻟطﺑـ ــﺎق‬ ‫اﻟﺣﻣـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــد ﷲ اﻟﻘ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــدﯾم اﻟﺑ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎﻗﻲ‬
‫اﻟ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــداﺋم اﻟﺟ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻼل واﻹﻛﺑ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎر‬ ‫اﻟﻣﻠـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــك اﻟﻣﺗﻔ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــرد اﻟﺟﺑـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎر‬
‫و ﻣﻬﻠـ ــك اﻟﺣـ ــﻲ وﻣﺣﯾـ ــﻲ ﻣـ ــن ﻫﻠـ ــك‬ ‫وارث ﻛ ـ ـ ـ ـ ـ ــل ﻣﺎﻟ ـ ـ ـ ـ ـ ــك وﻣ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎ ﻣﻠ ـ ـ ـ ـ ـ ــك‬
‫ﻣﺷ ـ ـ ـ ــﺗﻣل ﻋﻠ ـ ـ ـ ــﻰ اﻟﺑﯾـ ـ ـ ــﺎن اﻷﺣﺳـ ـ ـ ــن‬ ‫ﻣﻧـ ـ ـ ـ ـ ــزل اﻟـ ـ ـ ـ ـ ــذﻛر ﺑﺧﯾـ ـ ـ ـ ـ ــر اﻷﻟﺳـ ـ ـ ـ ـ ــن‬
‫ﻣ ـ ـ ــن ﻛ ـ ـ ــل ﻏـ ـ ـ ـراء ﺗﺿ ـ ـ ــﻲء اﻟﻠوﺣ ـ ـ ــﺎ‬ ‫أوﺣ ـ ـ ـ ــﻰ إﻟ ـ ـ ـ ــﻰ رﺳ ـ ـ ـ ــوﻟﻪ ﻣ ـ ـ ـ ــﺎ أوﺣ ـ ـ ـ ــﻰ‬
‫‪127‬‬
‫ﻣ ﻖ‬

‫ﻣواﺛ ـ ـ ــل اﻟﺣﺳ ـ ـ ــن ﻛﺄﻣﺛ ـ ـ ــﺎل اﻟﺻ ـ ـ ــور‬ ‫وﻗـ ـ ــص أﻧﺑـ ـ ــﺎء اﻟﻘـ ـ ــرون ﻓـ ـ ــﻲ اﻟﺳـ ـ ــور‬
‫ﻋﻠ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻰ أﺟـ ـ ـ ـ ـ ـ ــل رﺳ ـ ـ ـ ـ ـ ــل اﻟﺳـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻼم‬ ‫وأﻓﺿـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــل اﻟﺻـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻼت واﻟﺳـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻼم‬
‫ورﻓﻌ ـ ـ ـ ـ ــت ﻫﻣﺗ ـ ـ ـ ـ ــﻪ ذﻛ ـ ـ ـ ـ ــر اﻟﻌ ـ ـ ـ ـ ــرب‬ ‫ﻣ ـ ـ ـ ـ ـ ــن ﺑﻠﻐ ـ ـ ـ ـ ـ ــت أﻣﺗ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻪ ﺑ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻪ اﻷرب‬
‫وﻋرﺷـ ـ ـ ـ ــﻪ اﻟﺳـ ـ ـ ـ ــﺎﺑﺢ ﻓـ ـ ـ ـ ــﻲ أﺳـ ـ ـ ـ ــﻣﺎﺋﻪ‬ ‫ﺻـ ـ ـ ـ ـ ــﻠﻰ ﻋﻠﯾـ ـ ـ ـ ـ ــﻪ اﷲ ﻓـ ـ ـ ـ ـ ــﻲ ﺳـ ـ ـ ـ ـ ــﻣﺎﺋﻪ‬
‫وزﻓﻬ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎ ﻟﻣﺣﺳ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻧﻲ أﺻ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺣﺎﺑﻪ‬ ‫وﺟﻌ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــل اﻟﺟﻧ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺔ ﻓ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻲ رﺣﺎﺑ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻪ‬

‫ﻟﻐﺔ اﻟﻌرب‬

‫ﻣﻣﯾ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــز اﻹﻧﺳ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎن ﺑﺎﻟﻠﺳ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎن‬ ‫ﺗﺑ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎرك اﻟرﺣﻣ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎن ذو اﻹﺣﺳ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎن‬
‫وﻻ ﻋ ـ ـ ــدا ﻓ ـ ـ ــﻲ اﻷرض ﺳ ـ ـ ــﺎﺋم اﻟ ـ ـ ــﻧﻌم‬ ‫ﻟـ ـ ـ ــوﻻﻩ ﻟـ ـ ـ ــم ﯾـ ـ ـ ــﻧﻬض ﺑﺳـ ـ ـ ــﺎﺋر اﻟـ ـ ـ ــﻧﻌم‬
‫وﻫﯾﻛ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــل اﻟﺣﻛﻣ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺔ واﻷدﯾ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎن‬ ‫ﻓﻬ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــو أداة اﻟﻌﻠ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــم واﻟﺑﯾـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎن‬
‫وﻣﺳ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺗﻘﻰ اﻟﻠﻬـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎة واﻟﯾ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـراع‬ ‫وﻣﻔﺟـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــر اﻟﻔﻛـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــر واﻻﺧﺗـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـراع‬
‫وﻣﺻـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺣف اﻟﻣﻌﻠ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــوم واﻟﻣ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺄﺛور‬ ‫وﻣﺻ ـ ـ ـ ـ ـ ــدف اﻟﻣﻧظـ ـ ـ ـ ـ ـ ــوم واﻟﻣﻧﺛـ ـ ـ ـ ـ ـ ــور‬
‫ﻋﻠـ ـ ـ ــﻰ اﻟﻌﺻـ ـ ـ ــور وﻋﻠـ ـ ـ ــﻰ اﻷﺟﻧـ ـ ـ ــﺎس‬ ‫وﻣﺳ ـ ـ ـ ـ ــﻛﺔ اﻟﻌﻣـ ـ ـ ـ ـ ـران ﺑ ـ ـ ـ ـ ــﯾن اﻟﻧ ـ ـ ـ ـ ــﺎس‬
‫وﻛـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎن ﻛـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎﻟﺟﻧس ﻟﻬـ ـ ـ ـ ـ ـ ــم ﻗواﻣـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎ‬ ‫رب ﻟﺳ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎن ﺟﻣ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻊ اﻷﻗواﻣ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎ‬
‫ﻛﻌـ ـ ـ ـ ــروة اﻟﻣﻠـ ـ ـ ـ ــﺔ أو ﺣﺑـ ـ ـ ـ ــل اﻟ ـ ـ ـ ـ ــوطن‬ ‫واﺳﺗﻣﺳـ ــﻛت واﻋﺗﺻـ ــﻣت ﺑـ ــﻪ اﻟﻔطـ ــن‬
‫ﻟ ـ ـ ـ ـ ــم ﯾﺑﻠ ـ ـ ـ ـ ــﻎ اﻷﻗـ ـ ـ ـ ـ ـوام ﻓﯾ ـ ـ ـ ـ ــﻪ ﻣﺑﻠﻐ ـ ـ ـ ـ ــﻪ‬ ‫رب ﺷـ ـ ـ ـ ــﻌب ﻧ ـ ـ ـ ـ ــﺎل ﻣﺟ ـ ـ ـ ـ ــدا ﺑﺎﻟﻠﻐـ ـ ـ ـ ــﻪ‬
‫رﻓ ـ ـ ـ ـ ـ ــت ﻧﻌﯾﻣ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎ وﺟ ـ ـ ـ ـ ـ ــرت ﻧﺿ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎرﻩ‬ ‫ﻛﺎﻧ ـ ـ ـ ــت ﻟ ـ ـ ـ ــﻪ ﻓ ـ ـ ـ ــﻲ ظﻠﻬ ـ ـ ـ ــﺎ ﺣﺿ ـ ـ ـ ــﺎرﻩ‬
‫وأﺗرﻋ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــت ﻗـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـراﺋﺢ اﻷﺣﯾ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎء‬ ‫ﺳ ـ ــﺎﻟت ﻋﻠ ـ ــﻰ اﻷﺟﯾ ـ ــﺎل ﻣ ـ ــن ﺿـ ـ ــﯾﺎء‬

‫***‬

‫‪128‬‬
‫ﻣ ﻖ‬

‫اﻟﺗﺎرﯾﺦ‬

‫ﺣﺗـ ـ ـ ــﻰ ﺟ ـ ـ ـ ــرى ﻧ ـ ـ ـ ــو ار ﻋﻠﯾ ـ ـ ـ ــﻪ ﻓ ـ ـ ـ ــﻲ اﻟظﻠ ـ ـ ـ ــم؟‬ ‫ﻣـ ـ ـ ـ ــن ﺳـ ـ ـ ـ ــﺧر اﻟﺻـ ـ ـ ـ ــﺧر اﻷﺻـ ـ ـ ـ ــم ﻟﻠﻘﻠـ ـ ـ ـ ــم‬
‫ﯾﻧﺟـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــد ﻛﻬﻔ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎ ﺑﺎﻟﺳ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻧﻰ وﻏ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــو ار‬ ‫ﯾﺿ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻲء أﺛﻧ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎء اﻟﺻ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻔﺎ وط ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــو ار‬
‫وﻣ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎ أﺑـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــو اﻷﻗـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻼم إﻻ اﻟﻣﻧﺣـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــت‬ ‫ﻟﻛ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــل ﺷ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻲء ﻋﻧﺻ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــر وﻣﻧﺣ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــت‬
‫ﻣﻐﻧﯾ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺔ ﻣـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎ أﻏﻧ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــت اﻟﻣﻌﻠﻘـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻪ‬ ‫ﻛ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــم دﻣﯾ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺔ ﻣﻣ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎ ﺟ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻼ ﻣﺧﻠﻘ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻪ‬
‫ﺣﺎدﺛ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺔ ﻓ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻲ اﻟ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــدﻫر أو ﺣ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــدﯾﺛﺎ‬ ‫ﻗدﯾﻣ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺔ ﺗﻌ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــرف اﻟﺣ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــدﯾﺛﺎ‬
‫وﺷـ ـ ـ ـ ـ ــب ﻣ ـ ـ ـ ـ ــﺎ ﺑ ـ ـ ـ ـ ــﯾن اﻟﻛﻬـ ـ ـ ـ ـ ــوف واﻟﺣﺟـ ـ ـ ـ ـ ــر‬ ‫ﻗ ـ ـ ــد ﻧﺷـ ـ ـ ــﺄ اﻟﺗـ ـ ـ ــﺎرﯾﺦ ﻓـ ـ ـ ــﻲ ﺣﺟـ ـ ـ ــر اﻟﺣﺟـ ـ ـ ــر‬
‫ﺟـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــل ﺣـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــدﯾث اﻟﻌـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎﻟم اﻟﻘـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــدﯾم؟‬ ‫أﻟ ـ ـ ـ ـ ــﯾس ﻓ ـ ـ ـ ـ ــﻲ اﻟﺻ ـ ـ ـ ـ ــﺧر وﻓ ـ ـ ـ ـ ــﻲ اﻷدﯾ ـ ـ ـ ـ ــم‬
‫ﯾﻣرﻋـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻪ ﻣـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــن ﻋـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــذب ﻟﺳـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎق‬ ‫وﯾـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎ ﺳـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻘﺎ ﺑـ ـ ـ ـ ـ ـ ــردي ﻣﺻـ ـ ـ ـ ـ ـ ــر ﺳـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎق‬
‫ﻣ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــن ﻛـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــرم ﺿ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻧﯾﻧﺔ اﻟﻣـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــداﺋن‬ ‫وﻻ ﯾ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــزل رﻫﯾﻧ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺔ اﻟﺧـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـزاﺋن‬
‫ﻣ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎ آﯾ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺔ اﻟﺧ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــز ﻛﺂﯾ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺔ اﻟ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــورق‬ ‫ﯾﻔـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــدي ٕوان ﺟـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــف ﺑﻠـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﯾن اﻟﺳـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــرق‬
‫وأﻧﺟﺑـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــت أو ارﻗـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻪ إﻧﺟﺎﺑـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎ‬ ‫ﺳـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎق إﻟﯾﻧـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎ اﻟﺛﻣـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــر اﻟﻌﺟﺎﺑـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎ‬
‫ﻟﻛ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــن ﺗﺑﻧ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻰ ﺛﻣ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــر اﻟﻌﻘ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــول‬ ‫ﻻ ﻛﺎﻟرﯾﺣـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎن وﻻ اﻟﺑﻘـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــول‬

‫***‬

‫‪129‬‬
‫ﻣ ﻖ‬

‫اﻟوطن‬

‫ﻣ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــلء اﻟﻌﯾ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــون واﻟﻘﻠ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــوب واﻟﻔط ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــن‬ ‫وﺟﺎﻧـ ـ ـ ــب ﻣـ ـ ـ ــن اﻟﺛـ ـ ـ ــرى ﯾـ ـ ـ ــدﻋﻰ اﻟـ ـ ـ ــوطن‬
‫وﻛ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــل ﺳ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻬﻠﻲ وﻛ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــل ﻋﺎﻗ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــل‬ ‫ﻣ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـزﯾن ﻟﻶدﻣـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻲ اﻟﻌﺎﻗـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــل‬
‫واﻟﻧﻣـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــل ﻓﯾﻣ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎ اﺗﺧ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــذت ﻣ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــن واد‬ ‫واﻷﺳـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـد اﻟﺧ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎدر ﻓ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻲ اﻟﺑـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـوادي‬
‫ﻛﻧزﻋـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺔ اﻹﺑ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـل إﻟـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻰ أﻋطﺎﻧﻬـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎ‬ ‫وﻧزﻋ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺔ اﻟﻧـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎس إﻟـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻰ أوطﺎﻧﻬـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎ‬
‫وﻻ ﯾﺳ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎوون ﺑ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻪ ﻣﻛﺎﻧ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎ‬ ‫ﯾﺣﺑـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻪ اﻷﻗ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـوام ﻣﻧـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــذ ﻛﺎﻧـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎ‬
‫ﻣﻧـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻪ ﺟـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــروا ﻟﻐﺎﯾـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺔ اﻟﻔـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــداء‬ ‫إذا أﺗ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎﻫم أﯾﺳ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــر اﻟﻧ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــداء‬
‫ﻟـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــم ﺗﺟـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــر إﻻ ﺑﺎﺳـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻣﻪ اﻷﻟﻔـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎظ‬ ‫أو ذﻛ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــر اﻟﺣﻧ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﯾن واﻟﺣﻔ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎظ‬
‫وﻣـ ـ ـ ـ ـ ــن ﻋـ ـ ـ ـ ـ ــروض زﻟـ ـ ـ ـ ـ ــن دون ﻋرﺿـ ـ ـ ـ ـ ــﻪ‬ ‫ﻛ ـ ـ ــم ﻣ ـ ـ ــن دﻣـ ـ ــﺎء ﺳـ ـ ــﻠن ﺣ ـ ـ ــول ﺣوﺿ ـ ـ ــﻪ‬
‫ﻣـ ـ ـ ـ ـ ـ ــن أن ﯾﻼﻗـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـوا ﺗﺳ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺗﺣﻲ اﻷﺟـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎل‬ ‫وﻓ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻲ ﺳـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺑﯾﻠﻪ ﻗﺿـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻰ رﺟـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎل‬
‫واﻧﻘـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎدت اﻟﻧـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎس ﻟﻬـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــم ﻓﺳـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎﻗوا‬ ‫وﺑﺎﺳ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻣﻪ ﻛ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــم ﺗـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎﺟر اﻟﻔﺳ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎق‬

‫***‬

‫دوﻟﺔ ﺑﻧﻲ أﻣﯾﺔ‬

‫ورﻛﻧﻬـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎ ﻓـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻲ اﻵﺧ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـرﯾن واﻷول‬ ‫ﻋﻠﻣ ـ ـ ـ ـ ـ ــت أن اﻟﺳـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﯾف ﺑﻧـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎء اﻟـ ـ ـ ـ ـ ـ ــدول‬
‫ﺑ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻪ ﺑﻧﺎﻫ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎ ﻣ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــن ﺑﻧ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻲ وﺳﺎﺳ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎ‬ ‫ﻣ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎ زال ﻓ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻲ اﻟﻣﻣﺎﻟ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــك اﻷﺳﺎﺳ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎ‬
‫ﻣ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎ رﺳـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــم اﻟﺣـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــدود إﻻ ﺣـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــدﻩ‬ ‫ﯾﻘﺻـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــر ﺣﺑـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــل اﻟﻣﻠـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــك أو ﯾﻣـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــدﻩ‬
‫ﺣـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎﺋط ﻣﻠﻛﯾﻬـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎ ﺳـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــوى اﻟﯾﻣـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎﻧﻲ‬ ‫ﻟـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــم ﯾـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺑن ﻟﻠﻔـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــرس وﻻ اﻟروﻣ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎن‬
‫ﻛ ـ ـ ـ ـ ــم أﯾ ـ ـ ـ ـ ــدت ﺑﺎﻟﺳ ـ ـ ـ ـ ــﯾف أﯾ ـ ـ ـ ـ ــدان اﻟﺑﺷ ـ ـ ـ ـ ــر!‬ ‫وأي دﯾـ ـ ـ ـ ــن ﺑﺳـ ـ ـ ـ ــوى اﻟﺳـ ـ ـ ـ ــﯾف اﻧﺗﺷـ ـ ـ ـ ــر؟!‬
‫ﻋﻧﻬ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎ وأﻏﻧـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــت ﺻـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻠﺔ اﻟﺳـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻼح‬ ‫ﻟ ـ ـ ـ ـ ــم ﯾﻐـ ـ ـ ـ ـ ــن داﻋـ ـ ـ ـ ـ ــﻲ اﻟﺣ ـ ـ ـ ـ ــق واﻟﻔـ ـ ـ ـ ـ ــﻼح‬
‫ووط ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺄ اﻟﻣﻠ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــك ﻟﻬ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎ اﻟﻌ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــدوان‬ ‫ﻓـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻼ ﺗﻘـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــوﻟن ﺑﻐـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــت ﻣـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــروان‬

‫‪130‬‬
‫ﻣ ﻖ‬

‫وﺑﻌـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــد ﻟ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــم ﺗﺧﺗﻠ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــف اﻟﻣﺳ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎﻟك‬ ‫ﻛـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــذاك ﻗﺑـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــل ﻛﺎﻧـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــت اﻟﻣﻣﺎﻟـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــك‬
‫ٕواﻧﻣ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎ أذﻫﺑﻬ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎ أﺑﻐﺎﻫ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎ‬ ‫ﺗﻧ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎل ﺑـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎﻟﻘوة ﻣﺑﺗﻐﺎﻫـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎ‬

‫دوﻟﺔ ﺑﻧﻲ اﻟﻌﺑﺎس‬

‫وﻣﻠـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــك آل ﻣـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــن ﺑﻧـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻲ اﻟﻐﻣـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎم‬ ‫ﺳ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻠك ﻵل ﻣ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــن ﺑﻧ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻲ اﻷﻋﻣـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎم‬
‫ﻫ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــز اﻟﻐﻣ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎم ﺑﺎﻟﻐﻣ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎم ﻓ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎﻧﻬﻣر‬ ‫ﺑﺟـ ـ ـ ــدﻫم ﻓ ـ ـ ـ ــﻲ اﻟﺳـ ـ ـ ــﻧﺔ اﺳﺗﺳ ـ ـ ـ ــﻘﻰ ﻋﻣ ـ ـ ـ ــر‬
‫ﺑ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﯾن رﺿـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻰ اﻟﺧﻠ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــق واﻻﺳـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺗﺋﻧﺎس‬ ‫ودوﻟـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺔ اﻟﺣـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــق ﺑـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــدت ﻟﻠﻧـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎس‬
‫اﷲ ى ﻣ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــن ﺑﻌ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــدﻫﻣﺎ أﺗﻣ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻪ‬ ‫وﻋ ـ ـ ـ ـ ـ ــد اﻟﻧﺑ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻲ ﻓ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻲ اﻟﺣﯾ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎة ﻋﻣ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻪ‬
‫أﻋﺟـ ـ ـ ـ ـ ــب‪ ،‬أم ﻣـ ـ ـ ـ ـ ــن ﺷـ ـ ـ ـ ـ ــﺎﻫدﻫﺎ وﺳﺎﺳـ ـ ـ ـ ـ ــﻬﺎ؟‬ ‫وﻟﺳـ ـ ـ ـ ــت ﺗـ ـ ـ ـ ــدري ﻣـ ـ ـ ـ ــن ﺑﻧـ ـ ـ ـ ــﻰ أﺳﺎﺳـ ـ ـ ـ ــﻬﺎ‬
‫ﻋﺻ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎﺑﺔ ﻣﺣﺳ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻧﺔ اﻟﺑﻧﯾـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎن‬ ‫أﻗﺑـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــل ﯾﺑﻧﯾﻬـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎ ﻣـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــن اﻟﻔﺗﯾـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎن‬
‫و اﻷﻣ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــر ﯾﺳ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺗﺄﻧس ﻓ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻲ ﻣﯾﻘﺎﺗ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻪ‬ ‫ﻗ ـ ـ ـ ـ ـ ــد ﻧﻔـ ـ ـ ـ ـ ـ ــروا ﻟﻸﻣ ـ ـ ـ ـ ـ ــر ﻓـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻲ أوﻗﺎﺗ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻪ‬
‫واﻟﺧﯾـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــر ﻓ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻲ ﺗﺧﯾـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــر اﻟرﺟ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎل‬ ‫واﻧﺗﺧﺑ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـوا اﻷﺑطـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎل ﻟﻠﻣﺟ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎل‬
‫ﻓﻧﻔـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـوا اﻟﻛﻠ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــول واﻟزﯾوﻓ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎ‬ ‫وﻧﻘ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــدوا اﻵراء واﻟﺳ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﯾوﻓﺎ‬
‫ﻓ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻲ اﻷﻣـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــر ﻣﺳ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺗﻘﺑﻠﻪ واﻟﻣﺎﺿ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻲ‬ ‫ﺳ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻠوا ﺧرﺳ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎﻧﺎ وﻧﻌ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــم اﻟﻣﺎﺿ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻲ‬
‫واﻋﺗﺻ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــم اﻟﻣ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺄﻣون ﻓﯾﻬ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎ ﻓﻐﻠ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــب‬ ‫ﺧﻔ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــت داﻋ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﯾﻬم وﻟﺑ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــت اﻟطﻠ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــب‬
‫وﻓـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻲ ﻣﻬـ ـ ـ ـ ـ ـ ــب اﻟ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـرﯾﺢ ﺗﻘـ ـ ـ ـ ـ ـ ــوى اﻟﻧـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎر‬ ‫ﻷﻫﻠﻬـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎ ﻓ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﯾﻬم ﻫـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــوى وﻧـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎر‬
‫وﻛ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــل ﺳـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻬم وﻟ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻪ رﻣﯾـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻪ‬ ‫رﻣـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـوا ﺑﻬ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎ ﻓﺟ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــدﻟوا أﻣﺑﯾ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻪ‬
‫ﻣ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎ ﺑ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎل ﺑ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎزﯾﻬم ﻏ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــدا ﺣﻣﺎﻣـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻪ‬ ‫ﺑﺎﻟﺷ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎم ﺻ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎدوا اﻟﻣﻠ ـ ـ ـ ـ ـ ــك واﻹﻣﺎﻣ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻪ‬
‫ﻛـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــل ﻣﻬﻧ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــد ﻟ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻪ ﻣﻬﻧـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــد‬ ‫ﺣﻘﯾﻘـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺔ ﻟـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﯾس ﻟﻬـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎ ﻣﻔﻧـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــد‬

‫‪131‬‬
‫ﻣ ﻖ‬

‫)‪(1‬‬
‫اﻷﺛر اﻟﺧﺎﻣس‪" :‬ﺻﻘر ﻗرﯾش"‬

‫ﺑ ـ ـ ـ ـ ـ ّـرح اﻟﺷ ـ ـ ـ ـ ــوق ﺑ ـ ـ ـ ـ ــﻪ ﻓ ـ ـ ـ ـ ــﻲ اﻟﻐﻠ ـ ـ ـ ـ ــس‬ ‫ﻣ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــن ﻟﻧﺿ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــو ﯾﺗﻧ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ّـزى أﻟﻣ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎ‬
‫أﯾـ ـ ـ ـ ــن ﺷ ـ ـ ـ ـ ــرق اﻷرض ﻣـ ـ ـ ـ ــن أﻧ ـ ـ ـ ـ ــدﻟس‬ ‫اﻟﻌَﻠﻣـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎ‬
‫ﺣـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ّـن ﻟﻠﺑـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎن وﻧـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎﺟﻰ َ‬
‫* * *‬
‫ﺑـ ـ ـ ــﺎت ﻓ ـ ـ ـ ــﻲ ﺣﺑـ ـ ـ ــل اﻟﺷـ ـ ـ ــﺟون ارﺗﺑﻛـ ـ ـ ــﺎ‬ ‫ﺑﻠﺑ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــل ﻋّﻠﻣ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻪ اﻟﺑ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﯾن اﻟﺑﯾ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎن‬
‫ﺿ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎﻗت اﻷرض ﻋﻠﯾ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻪ اﺷ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺗﺑﻛﺎ‬ ‫ﻓ ـ ـ ــﻲ ﺳ ـ ـ ــﻣﺎء اﻟﻠﯾ ـ ـ ــل ﻣﺧﻠ ـ ـ ــوع اﻟﻌﻧ ـ ـ ــﺎن‬
‫ُﺟ ـ ـ ـ ّـن ﻓﺎﺳﺗﺿ ـ ـ ــﺣك ﻣ ـ ـ ــن ﺣﯾ ـ ـ ــث ﺑﻛ ـ ـ ــﻰ‬ ‫ﻛﻠﻣـ ـ ــﺎ اﺳـ ـ ــﺗوﺣش ﻓـ ـ ــﻲ ظـ ـ ــل اﻟﺟﻧـ ـ ــﺎن‬
‫وﺧطـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎ ﺧطـ ـ ـ ـ ـ ـ ــوة ﺷـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﯾﺦ ﻣـ ـ ـ ـ ـ ـ ــرﻋس‬ ‫ارﺗـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــدى ﺑرﻧﺳـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻪ واﻟﺗﺛﻣـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎ‬
‫ﻓـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺈن ارﺗـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ّـد ﺑـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــدا ذا ﻗﻌـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــس‬ ‫وﯾـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــرى ذا ﺣـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــدب إن ﺟﺷـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻣﺎ‬

‫* * *‬
‫ﻛﺑﻘﺎﯾـ ـ ـ ـ ــﺎ اﻟـ ـ ـ ـ ــدم ﻓ ـ ـ ـ ـ ــﻲ ﻧﺻـ ـ ـ ـ ــل دﻗﯾ ـ ـ ـ ـ ــق‬ ‫ﻓﻣ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻪ اﻟﻘ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎﻧﻲ ﻋﻠ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻰ ﻟُّﺑﺗ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻪ‬
‫ﻣ ـ ــن رأى ﺷ ـ ــﻘﻲ ﻣﻘ ـ ــص ﻣ ـ ــن ﻋﻘﯾ ـ ــق ؟‬ ‫ﻣ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ّـدﻩ ﻓﺎﻧﺷ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــق ﻣ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــن ﻣﻧﺑﺗ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻪ‬
‫ﺷـ ــﺟو ذات اﻟﺛﻛـ ــل ﻓـ ــﻲ اﻟﺳـ ــﺗر اﻟرﻗﯾـ ــق‬ ‫وﺑﻛـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻰ ﺷـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺟوا ﻋﻠـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻰ ﺷـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻌﺑﺗﻪ‬
‫ﻣﺎﺿـ ـ ـ ـ ــﯾﺎ ﻓـ ـ ـ ـ ــﻲ اﻟﺑـ ـ ـ ـ ــث ﻟـ ـ ـ ـ ــم ﯾﺣﺗـ ـ ـ ـ ــﺑس‬ ‫ﺳـ ـ ـ ـ ـ ـ ّـل ﻣـ ـ ـ ـ ـ ــن ﻓﯾـ ـ ـ ـ ـ ــﻪ ﻟﺳـ ـ ـ ـ ـ ــﺎﻧﺎ ﻋﻧﻣـ ـ ـ ـ ـ ــﺎ‬
‫ﻓ ـ ـ ــﻲ اﻟ ـ ـ ــدﺟﻰ‪ ،‬أو ﺷ ـ ـ ــرر ﻣ ـ ـ ــن ﻗ ـ ـ ــﺑس‬ ‫وﺗـ ـ ـ ـ ــر ﻣـ ـ ـ ـ ــن ﻏﯾـ ـ ـ ـ ــر ﺿـ ـ ـ ـ ــرب رﻧﻣـ ـ ـ ـ ــﺎ‬

‫* * *‬
‫اﻟﺑرﺣـ ـ ـ ـ ـ ــﺎ‬
‫واﻟـ ـ ـ ـ ـ ــدﺟﻰ ﺑﯾـ ـ ـ ـ ـ ــت اﻟﺟـ ـ ـ ـ ـ ــوى و ُ‬ ‫ﻧﻔـ ـ ـ ـ ـ ـ ــرت ﻟوﻋﺗـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻪ ﺑﻌـ ـ ـ ـ ـ ـ ــد اﻟﻬ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــدوء‬
‫ﺑﻧﺟ ـ ـ ـ ـ ــﺎح ﻣ ـ ـ ـ ـ ــذ وﻫ ـ ـ ـ ـ ــﻰ ﻣ ـ ـ ـ ـ ــﺎ ﺻ ـ ـ ـ ـ ــﻠﺣﺎ‬ ‫ﯾﺗﻌﺎﯾ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎ ﺑﻧﺟـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎح وﯾﻧـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــوء‬
‫ﻣـ ـ ـ ـ ــﺎ ﻋﻠﯾـ ـ ـ ـ ــﻪ ﻟـ ـ ـ ـ ــو أﺳـ ـ ـ ـ ــﺎ ﻣـ ـ ـ ـ ــﺎ ﺟرﺣـ ـ ـ ـ ــﺎ‬ ‫ﺳـ ـ ـ ـ ــﺎءﻩ اﻟـ ـ ـ ـ ــدﻫر‪ ،‬وﻣـ ـ ـ ـ ــﺎزال ﯾﺳ ـ ـ ـ ـ ــوء‬
‫ﺳ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎﻟﺗﺎ ﻣ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــن طوﻗ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻪ واﻟﺑـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـرﻧس‬ ‫ﻛﻠﻣ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎ أدﻣ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻰ ﯾدﯾ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻪ ﻧـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــدﻣﺎ‬

‫‪ - 1‬أﺣﻣد ﺷوﻗﻲ‪ ،‬اﻟﺷوﻗﯾﺎت‪ ،‬ﻣﺞ ‪ ،1‬ج ‪ ،2‬ص ‪170‬‬


‫‪132‬‬
‫ﻣ ﻖ‬

‫ﻗ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎم ﻛﺎﻟﯾـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎﻗوت ﻟـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــم ﯾﻧـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺑﺟس‬ ‫ﻻ دﻣـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎ‬


‫ﻓﻧﯾـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــت أﻫداﺑـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻪ إ ّ‬
‫* * *‬
‫ﺧﻔﻘـ ـ ـ ــﺎن اﻟﻘـ ـ ـ ــرط ﻓـ ـ ـ ــﻲ ﺟـ ـ ـ ــﻧﺢ اﻟﺷـ ـ ـ ــﻌر‬ ‫ﻣ ـ ـ ـ ـ ــد ﻓ ـ ـ ـ ـ ــﻲ اﻟﻠﯾ ـ ـ ـ ـ ــل أﻧﯾﻧ ـ ـ ـ ـ ــﺎ وﺧﻔ ـ ـ ـ ـ ــق‬
‫ﻓﺿ ـ ـ ـ ـ ــﻠﺔ اﻟﺟ ـ ـ ـ ـ ــرح إذا اﻟﺟ ـ ـ ـ ـ ــرح ﻧﻐ ـ ـ ـ ـ ــر‬ ‫ﻓرﻏـ ـ ـ ــت ﻣﻧـ ـ ـ ــﻪ اﻟﻧ ـ ـ ـ ــوى ﻏﯾـ ـ ـ ــر رﻣ ـ ـ ـ ــق‬
‫ﻛـــــــ ٍ‬
‫ـذﺑﺎل آﺧ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــر اﻟﻠﯾ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــل اﺳ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺗﻌر‬ ‫ﯾﺗﻼﺷ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻰ ﻧ ـ ـ ـ ـ ـ ــزوات ﻓ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻲ ُﺣ ـ ـ ـ ـ ـ ــرق‬
‫ﻣـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎ ﻋﻠـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻰ َﻟّﺑﺗـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻪ ﻣـ ـ ـ ـ ـ ـ ــن ﻗـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺑس‬ ‫ﻟـ ـ ـ ــم ﯾﻛـ ـ ـ ــن طوﻗـ ـ ـ ــﺎ‪ ،‬وﻟﻛـ ـ ـ ــن ﺿـ ـ ـ ــرﻣﺎ‬
‫أن ﺗﻠ ـ ـ ـ ـ ــك اﻟ ـ ـ ـ ـ ــﻧﻔس ﻣ ـ ـ ـ ـ ــن ذا اﻟ ـ ـ ـ ـ ـ ّـﻧﻔس‬ ‫رﺣﻣ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺔ اﷲ ﻟـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻪ ! ﻫـ ـ ـ ـ ـ ـ ــل ﻋﻠﻣـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎ‬

‫* * *‬
‫اق‬
‫ﻣـ ــن أﺧـ ــو اﻟﺑـ ــث ؟ ﻓﻘـ ــﺎل ‪ :‬اﯾـ ـ ُـن ﻓ ـ ـر ْ‬ ‫ـت اﻟﻠﯾ ـ ـ ـ ـ ِـل ـ ـ ـ ـ ـ واﻟﻠﯾ ـ ـ ـ ــل ﻋـ ـ ـ ـ ـو ْاد ـ ـ ـ ـ ـ ـ‬
‫ﻗﻠ ـ ـ ـ ـ ُ‬
‫ﻟـ ـ ـ ــﯾس ﻓﯾـ ـ ـ ــﻪ ﻣـ ـ ـ ــن ﺣﺟـ ـ ـ ــﺎز أو ﻋ ـ ـ ـ ـراق‬ ‫ـﺟو واد‬ ‫ﻗﻠــت ‪ :‬ﻣــﺎ ودﯾــﻪ ؟ ﻗــﺎل ‪ :‬اﻟﺷـ ُ‬
‫ﻗـ ـ ــﺎل ‪ :‬ﺷـ ـ ــر اﻟـ ـ ــدﻣﻊ ﻣـ ـ ــﺎ ﻟـ ـ ــﯾس ﯾ ـ ـ ـراق‬ ‫ﻗﻠـ ـ ـ ــت ‪ :‬ﻟﻛـ ـ ـ ــن ﺟﻔﻧـ ـ ـ ــﻪ ﻏﯾـ ـ ـ ــر ﺟ ـ ـ ـ ـواد‬
‫ﻫـ ـ ـ ـ ـ ــﻲ ﻓﯾـ ـ ـ ـ ـ ــﻪ ﻣـ ـ ـ ـ ـ ــن ﻋـ ـ ـ ـ ـ ــذاب ﺑـ ـ ـ ـ ـ ــﺋس‬ ‫ﻧﻐ ـ ـ ـ ــﺑطُ اﻟطﯾ ـ ـ ـ ـ َـر‪ ،‬وﻣ ـ ـ ـ ــﺎ ﻧﻌﻠ ـ ـ ـ ــم ﻣ ـ ـ ـ ــﺎ‬
‫ﺻـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ّـﯾر اﻷﯾـ ـ ـ ـ ـ ـ ــك ﻛـ ـ ـ ـ ـ ـ ــدور اﻷﻧـ ـ ـ ـ ـ ـ ــس‬ ‫ﻓـ ـ ـ ـ ـ ـ ــدع اﻟطﯾ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــر وﺣظ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎ ﻗُﺳ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻣﺎ‬

‫* * *‬
‫رﺳـ ـ ـ ــﻔﺎ ﻓـ ـ ـ ــﻲ اﻟ ﱡﺳـ ـ ـ ــﻬد واﻟـ ـ ـ ــدﻣﻊ طﻠﯾـ ـ ـ ــق‬ ‫ـﺎي ﻓـ ـ ــﻲ أﺳـ ـ ــر اﻟﻧﺟـ ـ ــوم‬
‫ﻧـ ـ ــﺎح إذ ﺟﻔﻧـ ـ ـ َ‬
‫ﻣ ــﺎ ﻋﺳ ــﻰ ﯾﻐﻧ ــﻲ ﻏرﯾ ــق ﻋ ــن ﻏرﯾ ــق ؟‬ ‫أﯾﻬ ـ ـ ــﺎ اﻟﺻ ـ ـ ــﺎرخ ﻣ ـ ـ ــن ﺑﺣ ـ ـ ــر اﻟﻬﻣ ـ ـ ــوم‬
‫ﻛﻠﻧ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎ ﻧ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎزح أﯾ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــك وﻓرﯾ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــق‬ ‫إن ﻫـ ـ ـ ــذا اﻟﺳ ـ ـ ـ ــﻬم ﻟ ـ ـ ـ ــﻲ ﻣﻧـ ـ ـ ــﻪ ﻛﻠ ـ ـ ـ ــوم‬
‫ﺻـ ـ ـ ـ ـ ـ ـرﻓت ﻣ ـ ـ ـ ـ ـ ــن أﻧﻌ ـ ـ ـ ـ ـ ــم أو أﺑ ـ ـ ـ ـ ـ ــؤس‬ ‫ـب اﻟ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــدﻧﯾﺎ ﺗﺟ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــدﻫﺎ ِﻗﺳ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻣﺎ‬
‫ﻗﻠﱢ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ْ‬
‫ـﺟﺗﻪ ِ‬
‫اﻟﻘﺳـ ـ ـ ــﻲ‬ ‫ﻣ ـ ـ ـ ـن ﺳـ ـ ـ ــﻬﺎم اﻟـ ـ ـ ــدﻫر ﺷـ ـ ـ ـ ّ‬ ‫واﻧظـ ـ ـ ــر اﻟﻧـ ـ ـ ــﺎس ﺗﺟـ ـ ـ ــد ﻣـ ـ ـ ــن ﺳ ـ ـ ـ ــﻠﻣﺎ‬

‫* * *‬
‫ﺛﻣ ـ ـ ـ ـ ـرات اﻟﺣﺳـ ـ ـ ـ ــب اﻟ ازﻛـ ـ ـ ـ ــﻲ اﻟﻧﻣﯾ ـ ـ ـ ـ ــر‬ ‫ﯾ ـ ــﺎ ﺷ ـ ــﺑﺎب اﻟﺷـ ـ ــرق ﻋﻧ ـ ـ ـوان اﻟﺷـ ـ ــﺑﺎب‬
‫ﺳ ـ ـ ـ ـ ــﯾرة ﺗﺑﻘ ـ ـ ـ ـ ــﻰ ﺑﻘ ـ ـ ـ ـ ــﺎء اﺑ ـ ـ ـ ـ ــن ﺳ ـ ـ ـ ـ ــﻣﯾر‬ ‫ﺣﺳـ ــﺑﻛم ﻓـ ــﻲ اﻟﻛـ ــرم اﻟﻣﺣـ ــض اﻟّﻠﺑـ ــﺎب‬
‫‪133‬‬
‫ﻣ ﻖ‬

‫ﻟ ـ ـ ــم ﯾﻠﺟ ـ ـ ــﻪ ﻣ ـ ـ ــن ﺑﻧ ـ ـ ــﻲ اﻟﻣﻠـ ـ ـ ــك أﻣﯾـ ـ ـ ــر‬ ‫ﻓـ ــﻲ ﻛﺗـ ــﺎب اﻟﻔﺧـ ــر ) ﻟﻠـ ــداﺧل ( ﺑـ ــﺎب‬
‫وﻧﻣ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻰ اﻷﻗﻣ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎر ﺑﺎﻷﻧ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــدﻟس‬ ‫ﻓـ ــﻲ اﻟﺷـ ــﻣوس اﻟزﻫـ ــر ﺑﺎﻟﺷـ ــﺎم اﻧﺗﻣـ ــﻰ‬
‫واﻧﺛﻧ ـ ـ ـ ــﻰ اﻟﻐ ـ ـ ـ ــرب ﺑﻬ ـ ـ ـ ــم ﻓ ـ ـ ـ ــﻲ ﻋ ـ ـ ـ ــرس‬ ‫ﻗﻌـ ـ ـ ـ ـ ـ ــد اﻟﺷـ ـ ـ ـ ـ ـ ــرق ﻋﻠـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﯾﻬم ﻣﺄﺗﻣـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎ‬

‫* * *‬
‫ﺣﻠﯾــ ـ ـ ـ ــﺔ اﻟﺗ ـ ـ ـ ـ ــﺎرﯾﺦ‪ ،‬ﻣـ ـ ـ ـ ـ ــﺄﺛور ﻋظ ـ ـ ـ ـ ــﯾم‬ ‫ﻫـ ـ ـ ـ ــل ﻟﻛ ـ ـ ـ ــم ﻓـ ـ ـ ـ ــﻲ ﻧﺑـ ـ ـ ـ ــﺈ ﺧﯾ ـ ـ ـ ــر ﻧﺑـ ـ ـ ـ ــﺄ‬
‫ﻣﻧـ ـ ــزل اﻟوﺳـ ـ ــطﻰ ﻣـ ـ ــن اﻟﻌﻘـ ـ ــد اﻟﻧظـ ـ ــﯾم‬ ‫ﺣـ ـ ــل ﻓـ ـ ــﻲ اﻷﻧﺑـ ـ ــﺎء ﻣـ ـ ــﺎ ﺣﻠـ ـ ــت ﺳ ـ ـ ــﺑﺄ‬
‫ﻟﺳـ ـ ـ ـ ـ ــﻠﯾب اﻟﺗـ ـ ـ ـ ـ ــﺎج واﻟﻌـ ـ ـ ـ ـ ــرش ﻛظـ ـ ـ ـ ـ ــﯾم‬ ‫ﻣﺛﻠـ ـ ـ ـ ــﻪ اﻟﻣﻘـ ـ ـ ـ ــدار ﯾوﻣـ ـ ـ ـ ــﺎ ﻣـ ـ ـ ـ ــﺎ ﺧﺑـ ـ ـ ـ ــﺄ‬
‫ﻓ ـ ـ ــﻲ ﺳـ ـ ـ ـواد ﻣ ـ ـ ــن ﻫ ـ ـ ــوى ﻟ ـ ـ ــم ﯾﻐﻣ ـ ـ ــس‬ ‫ُﯾﻌﺟ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــز اﻟﻘﺻـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎص إﻻ ﻗﻠّﻣـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎ‬
‫ﻗﻠـ ـ ـ ـ ـ ــب اﻟﻌـ ـ ـ ـ ـ ــﺎﻟم ﻟـ ـ ـ ـ ـ ــو ﻟـ ـ ـ ـ ـ ــم ﯾطﻣـ ـ ـ ـ ـ ــس‬ ‫ﯾ ـ ـ ـ ـ ــؤﺛر اﻟﺻ ـ ـ ـ ـ ــدق وﯾﺟ ـ ـ ـ ـ ــزي ﻋﻠﻣ ـ ـ ـ ـ ــﺎ‬

‫* * *‬
‫ﻓـ ـ ـ ـ ــﻲ ﺑﻧـ ـ ـ ـ ــﺎة اﻟﻣﺟـ ـ ـ ـ ــد أﺑﻧـ ـ ـ ـ ــﺎء اﻟﻔﺧـ ـ ـ ـ ــﺎر‬ ‫ـﺎﻣﻲ ﻧﺑﯾ ـ ـ ـ ـ ـ ــل ﻣﻌ ـ ـ ـ ـ ـ ــرق‬
‫ﻋ ـ ـ ـ ـ ـ ــن ﻋﺻ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ّ‬
‫ﻧﻬﺿ ـ ـ ـ ــﺔ اﻟﺷ ـ ـ ـ ــﻣس ﺑ ـ ـ ـ ــﺄطراف اﻟﻧﻬ ـ ـ ـ ــﺎر‬ ‫ﻧﻬﺿـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــت دوﻟـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺗﻬم ﺑﺎﻟﻣﺷـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــرق‬
‫وﻧﺑ ـ ـ ـ ـ ـ ــت ﺑ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎﻷﻧﺟم اﻟزﻫـ ـ ـ ـ ـ ــر اﻟ ـ ـ ـ ـ ـ ــدﯾﺎر‬ ‫ود اﻟﻣﻔـ ـ ـ ـ ـ ـ ــرق‬
‫ﺛ ـ ـ ـ ـ ـ ــم ﺧـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎن اﻟﺗ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎج ّ‬
‫ـﺎﻋدي ﻣﻔﺗ ـ ـ ـ ـ ـ ــرس‬
‫ْ‬ ‫ﺑﺎﺳ ـ ـ ـ ـ ـ ــط ﻣ ـ ـ ـ ـ ـ ــن ﺳ ـ ـ ـ ـ ـ ـ‬ ‫ﻏﻔﻠـ ـ ـ ـوا ﻋـ ـ ــن ﺳ ـ ـ ــﺎﻫر ﺣ ـ ـ ــول اﻟﺣﻣ ـ ـ ــﻰ‬
‫اﻟﺿ ـ ـ ــرس‬
‫وﻣﺷ ـ ـ ــﻰ ﻓ ـ ـ ــﻲ اﻟ ـ ـ ــدم ﻣﺷ ـ ـ ــﻲ ّ‬ ‫ﺣ ـ ـ ـ ــﺎم ﺣ ـ ـ ـ ــول اﻟﻣﻠ ـ ـ ـ ــك ﺛ ـ ـ ـ ــم اﻗﺗﺣﻣ ـ ـ ـ ــﺎ‬

‫* *‬ ‫*‬
‫ودم اﻟﺳ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺑط أﺛ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎر اﻷﻗرﺑ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــون‬ ‫ﺛ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺄر ﻋﺛﻣ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎن ﻟﻣ ـ ـ ـ ـ ـ ــروان ﻣﺟ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎز‬
‫ﻓﺗﻐ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎﻟﻰ اﻟﻧ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎس ﻓﯾﻣ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎ ﯾطﻠﺑ ـ ـ ـ ـ ـ ــون‬ ‫ﺣﺳـ ـ ـ ـ ـ ــﻧوا ﻟﻠﺷـ ـ ـ ـ ـ ــﺎم ﺛـ ـ ـ ـ ـ ــﺄ ار واﻟﺣﺟـ ـ ـ ـ ـ ــﺎز‬
‫ّ‬
‫ورﻋـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎة ﺑﺎﻟرﻋﺎﯾـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎ ﯾﻠﻌﺑـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــون‬ ‫ﺳ ـ ـ ـواس ﻋﻠـ ـ ــﻰ اﻟـ ـ ــدﻫﻣﺎء ﺟـ ـ ــﺎز‬
‫ﻣﻛــ ــر ُ‬
‫ﻓﻬ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــو ﻛﺎﻟﺳ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺗر ﻟﻬ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــم واﻟﺗ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــرس‬ ‫ﺟﻌﻠـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـوا اﻟﺣ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــق ﻟﺑﻐ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻲ ﺳ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻠﻣﺎ‬
‫ﻛ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــل ذي ﻣﺋذﻧ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺔ أو ﺟ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــرس‬ ‫وﻗـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــدﯾﻣﺎ ﺑﺎﺳـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻣﻪ ﻗـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــد ظَﻠﻣـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎ‬

‫* * *‬
‫‪134‬‬
‫ﻣ ﻖ‬

‫ﻣـ ـ ـ ـ ـ ــﺎ أ ارﻗ ـ ـ ـ ـ ـ ـوا ﻣـ ـ ـ ـ ـ ــن دﻣـ ـ ـ ـ ـ ــﺎء ودﻣـ ـ ـ ـ ـ ــوع‬ ‫ُﺟزﯾـ ـ ـ ـ ـ ـ ــت ﻣـ ـ ـ ـ ـ ـ ــروان ﻋـ ـ ـ ـ ـ ـ ــن آﺑﺎﺋﻬـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎ‬
‫ﻣ ـ ـ ـ ــﺎ ﯾؤدﯾ ـ ـ ـ ــﻪ ﻋ ـ ـ ـ ــن اﻷﺻ ـ ـ ـ ــل اﻟﻔ ـ ـ ـ ــروع‬ ‫وﻣ ـ ـ ـ ـ ـ ــن اﻟـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻧﻔس وﻣ ـ ـ ـ ـ ـ ــن أﻫواﺋﻬ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎ‬
‫وﺗﻐطّ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــت ﺑﺎﻟﻣﺻـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎﻟﯾب اﻟﺟـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــذوع‬ ‫ﺧﻠـ ـ ـ ـ ـ ــت اﻷﻋ ـ ـ ـ ـ ـ ـواد ﻣـ ـ ـ ـ ـ ــن أﺳـ ـ ـ ـ ـ ــﻣﺎﺋﻬﺎ‬
‫ﺣﺎﺻ ـ ـ ــد اﻟﺳ ـ ـ ـ ِ‬
‫ـﯾف‪ ،‬وﺑ ـ ـ ــﻲء اﻟﻣﺣ ـ ـ ــﺑس‬ ‫ظﻠﻣ ـ ـ ـ ـ ــﺎ‬
‫ظﻠﻣ ـ ـ ـ ـ ــت ﺣﺗ ـ ـ ـ ـ ــﻰ أﺻ ـ ـ ـ ـ ــﺎﺑت أ ْ‬
‫َ‬
‫ﻫﻣ ـ ـ ـ ــس اﻟﺷ ـ ـ ـ ــﺎﻧﻲ وﻣ ـ ـ ـ ــﺎ ﻟ ـ ـ ـ ــم ﯾﻬﻣ ـ ـ ـ ــس‬ ‫ﻓطﻧـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎ ﻓ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻲ دﻋ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــوة اﻵل ﻟﻣـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎ‬
‫ً‬
‫* * *‬
‫ﻣـ ـ ــن ﺑﻧـ ـ ــﻲ اﻟﻌﺑـ ـ ــﺎس ﻧـ ـ ــو ار ﻓـ ـ ــوق ﻧـ ـ ــور‬ ‫اﻟﻧﯾ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـرات‬
‫ـﻲ ّ‬ ‫ﻟﺑﺳـ ـ ـ ـ ـ ـ ــت ﺑـ ـ ـ ـ ـ ـ ــرد اﻟﻧﺑـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ّ‬
‫ﻟزﻛﯾ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎت ﻣ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــن اﻷﻧﻔ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــس ﻧـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــور‬ ‫وﻗـ ـ ـ ـ ـ ـ ــدﯾﻣﺎ ﻋﻧـ ـ ـ ـ ـ ـ ــد ﻣـ ـ ـ ـ ـ ـ ــروان ﺗ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـرات‬
‫ﺗـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎرك اﻟﻔﺗﻧ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺔ ﺗطﻐ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻰ وﺗﻧ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــور‬ ‫ﻓﻧﺟ ـ ـ ـ ـ ــﺎ اﻟـ ـ ـ ـ ـ ــداﺧل ﺳ ـ ـ ـ ـ ــﺑﺣﺎ ﺑ ـ ـ ـ ـ ــﺎﻟﻔرات‬
‫ﺑـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﯾن ﻋﺑرﯾـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻪ ﻋﯾ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــون اﻟﺣ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــرس‬ ‫ـس ﻛ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎﻟﺣوت ﺑ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻪ واﻗﺗﺣﻣ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎ‬
‫ﻏـ ـ ـ ـ ـ ـ ّ‬
‫ﺻـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻬوة اﻟﻣـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎء وﻣـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺗن اﻟﻔـ ـ ـ ـ ـ ـ ــرس‬ ‫وﻟﻘ ـ ـ ـ ـ ــد ﯾﺟ ـ ـ ـ ـ ــدي اﻟﻔﺗ ـ ـ ـ ـ ــﻰ أن ﯾﻌﻠﻣ ـ ـ ـ ـ ــﺎ‬

‫* * *‬
‫ـدث ﺧ ـ ـ ــﺎض اﻟﻐﻣ ـ ـ ــﺎر اﺑ ـ ـ ــن ﺛﻣـ ـ ـ ــﺎن‬
‫ﺣـــ ٌ‬ ‫ـداﺧل ﻣـ ـ ـ ـ ـ ــن إﺧوﺗـ ـ ـ ـ ـ ــﻪ‬
‫ب اﻟـ ـ ـ ـ ـ ـ َ‬ ‫ِ‬
‫ﺻـ ـ ـ ـ ـ ــﺣ َ‬
‫ﻓﻛـ ـ ـ ـ ــﺄن اﻟﻣـ ـ ـ ـ ــوج ﻣ ـ ـ ـ ــن ﺟﻧ ـ ـ ـ ــد اﻟزﻣـ ـ ـ ـ ــﺎن‬ ‫ﻏﻠـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــب اﻟﻣـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــو َج ﻋﻠـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻰ ﻗوﺗـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻪ‬
‫ﺻ ـ ـ ــﺎﺋﺢ ﺻ ـ ـ ــﺎح ﺑ ـ ـ ــﻪ ‪ :‬ﻧﻠ ـ ـ ــت اﻷﻣ ـ ـ ــﺎن‬ ‫ٕواذا ﺑﺎﻟﺷ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــط ﻣ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــن ﺷ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻘوﺗﻪ‬
‫ﺷ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎة اﻏﺗ ـ ـ ـ ـ ـ ــرت ﺑﻌﻬ ـ ـ ـ ـ ـ ــد اﻷطﻠ ـ ـ ـ ـ ـ ــس‬ ‫ﻓـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎﻧﺛﻧﻰ ﻣﻧﺧـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــدﻋﺎ ﻣﺳﺗﺳـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻠﻣﺎ‬
‫ـﻲ‬
‫وﻗﻠ ـ ـ ـ ــوب اﻟﺟﻧـ ـ ـ ـ ــد ﻛﺎﻟﺻـ ـ ـ ـ ــﺧر اﻟﻘﺳ ـ ـ ـ ـ ّ‬ ‫ﺧﺿ ـ ـ ـ ــب اﻟﺟﻧ ـ ـ ـ ـ ُـد ﺑ ـ ـ ـ ــﻪ اﻷرض دﻣ ـ ـ ـ ــﺎ‬

‫* * *‬
‫أو إذا ﺷـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺋت ﺣﯾـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎة ﻓﺎﻟرﺟـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎ‬ ‫أﯾﻬ ـ ــﺎ اﻟﯾـ ـ ــﺎﺋس‪ ،‬ﻣـ ـ ــت ﻗﺑـ ـ ــل اﻟﻣﻣـ ـ ــﺎت‬
‫إن ﻫ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻲ اﺷ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺗدت وأ ﱢﻣ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ْـل ﻓرﺟ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎ‬ ‫ﻻ ﯾﺿـ ـ ـ ــق ذرﻋـ ـ ـ ــك ﻋﻧ ـ ـ ـ ــد اﻷزﻣ ـ ـ ـ ــﺎت‬
‫ﻟ ـ ـ ـ ـ ــم ﯾﻛ ـ ـ ـ ـ ــن ﯾﺄﻣ ـ ـ ـ ـ ــل ﻣﻧﻬ ـ ـ ـ ـ ــﺎ ﻣﺧرﺟ ـ ـ ـ ـ ــﺎ‬ ‫ذﻟ ـ ـ ـ ـ ــك اﻟ ـ ـ ـ ـ ــداﺧل ﻻﻗ ـ ـ ـ ـ ــﻰ ُﻣظﻠﻣ ـ ـ ـ ـ ــﺎت‬
‫ﻓﻣﺿ ـ ـ ـ ـ ــﻰ ﻣ ـ ـ ـ ـ ــن ﻏ ـ ـ ـ ـ ــدﻩ ﻟ ـ ـ ـ ـ ــم ﯾﯾ ـ ـ ـ ـ ــﺄس‬ ‫ﻗـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــد ﺗـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــوﻟﻰ ﻋ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـزﻩ واﻧﺻـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــرﻣﺎ‬
‫‪135‬‬
‫ﻣ ﻖ‬

‫أﺑﻌ ـ ـ ـ ــد‪ ،‬اﻟﻐﻣ ـ ـ ـ ـ ِـر‪ ،‬وأﻗﺻ ـ ـ ـ ــﻰ اﻟﯾ ـ ـ ـ ــﺑس‬ ‫رام ﺑ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎﻟﻣﻐرب ﻣﻠﻛ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎ ﻓرﻣ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻰ‬

‫* * *‬
‫ﻠك‬
‫أي ﺻـ ـ ــﻌب ﻓـ ـ ــﻲ اﻟﻣﻌـ ـ ــﺎﻟﻲ ﻣـ ـ ــﺎ ﺳ ـ ـ ـ ْ‬ ‫ذاك – واﷲ – اﻟﻐﻧـ ـ ـ ــﻰ ﻛ ـ ـ ـ ــل اﻟﻐﻧ ـ ـ ـ ــﻰ‬
‫ـك‬
‫ﻻ‪ ،‬وﻻ اﻟﻧـ ـ ـ ــﺎظر ﻣـ ـ ـ ــﺎ ﯾـ ـ ـ ــوﺣﻲ اﻟﻔﻠـ ـ ـ ـ ْ‬ ‫ﻟـ ـ ـ ــﯾس ﺑﺎﻟﺳـ ـ ـ ــﺎﺋل إن ﻫـ ـ ـ ـ ّـم ‪ :‬ﻣﺗ ـ ـ ـ ــﻰ ؟‬
‫ﻣﻠ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــك ﻗ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــوم ﺿ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﯾﻌوﻩ ﻓﻣﻠ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــك‬ ‫ازﯾـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــل اﻟﻣﻠـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــك ذوﯾـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻪ ﻓـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺄﺗﻰ‬
‫ﻋـ ـ ـ ـ ـ ــﺎﻟﻲ اﻟ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻧﻔس أﺷ ـ ـ ـ ـ ـ ــم اﻟﻣﻌط ـ ـ ـ ـ ـ ــس‬ ‫ﻏﻣـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـرات ﻋﺎرﺿ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــت ﻣﻘﺗﺣﻣ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎ‬
‫ﻣﻧ ـ ـ ـ ـ ــزل اﻟﺑ ـ ـ ـ ـ ــدر‪ ،‬وﻏ ـ ـ ـ ـ ــﺎب اﻟﺑ ـ ـ ـ ـ ــﯾﻬس‬ ‫ﻛ ـ ـ ــل أرض ﺣـ ـ ـ ـ ّـل ﻓﯾﻬ ـ ـ ــﺎ‪ ،‬أو ﺣﻣ ـ ـ ــﻰ‬

‫* * *‬
‫وﺗـ ـ ـ ـ ـ ـ ـوارى ﺑﺎﻟﺳ ـ ـ ـ ـ ـ ــرى ﻣ ـ ـ ـ ـ ـ ــن طﺎﻟﺑﯾ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻪ‬ ‫ﻧـ ـ ـ ــزل اﻟﻧ ـ ـ ــﺎﺟﻲ ﻋﻠـ ـ ـ ــﻰ ﺣﻛـ ـ ـ ــم اﻟﻧـ ـ ـ ــوى‬
‫ﺟ ـ ـ ـ ـ ــوﻫر واﻓ ـ ـ ـ ـ ــﺎﻩ ﻣ ـ ـ ـ ـ ــن ﺑﯾ ـ ـ ـ ـ ــت أﺑﯾ ـ ـ ـ ـ ــﻪ‬ ‫ﻏﯾـ ـ ـ ـ ـ ـ ــر ذي رﺣـ ـ ـ ـ ـ ـ ــل وﻻ زاد ﺳـ ـ ـ ـ ـ ـ ــوى‬
‫ﻟ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﯾس ﻣ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــن آﺑﺎﺋ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻪ إﻻ ﻧﺑﯾ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻪ‬ ‫ﻗﻣ ـ ـ ـ ـ ـ ــر ﻻﻗ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻰ ﺧﺳ ـ ـ ـ ـ ـ ــوﻓﺎ ﻓ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎﻧزوى‬
‫ﺟـ ـ ـ ـ ـ ــﺎﻧﺑوﻩ ﻏﯾـ ـ ـ ـ ـ ــر ) ﺑـ ـ ـ ـ ـ ــدر ( اﻟﻛـ ـ ـ ـ ـ ـ ّـﯾس‬ ‫ﻟ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــم ﯾﺟـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــد أﻋواﻧـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻪ واﻟﺧـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــدﻣﺎ‬
‫ﻟـ ـ ـ ـ ــم ﯾﺧﻧـ ـ ـ ـ ــﻪ ﻓـ ـ ـ ـ ــﻲ اﻟزﻣـ ـ ـ ـ ــﺎن اﻟﻣـ ـ ـ ـ ــوﺋس‬ ‫ﻣـ ـ ـ ـ ـ ـ ــن ﻣواﻟﯾـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻪ اﻟﺛﻘـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎت اﻟﻘـ ـ ـ ـ ـ ـ ــدﻣﺎ‬

‫* * *‬
‫واﺿ ـ ـ ـ ـ ــﻣﺣﻠت آﯾ ـ ـ ـ ـ ــﺔ اﻟﻔ ـ ـ ـ ـ ــﺗﺢ اﻟﺟﻠﯾ ـ ـ ـ ـ ــل‬ ‫ﺣـ ـ ـ ــﯾن ﻓـ ـ ـ ــﻲ إﻓرﯾﻘﯾـ ـ ـ ــﺎ اﻧﺣـ ـ ـ ــل اﻟوﺋـ ـ ـ ــﺎم‬
‫وﻛﺛﯾـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــر ﻟـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﯾس ﯾﻠﺗـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎم ﻗﻠﯾـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــل‬ ‫ﻣﺎﺗ ـ ـ ـ ــت اﻷﻣ ـ ـ ـ ــﺔ ﻓ ـ ـ ـ ــﻲ ﻏﯾ ـ ـ ـ ــر اﻟﺗﺋ ـ ـ ـ ــﺎم‬
‫ﺷ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎﻣﻬﺎ ﻫﻧدﯾ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺔ ذات ﺻ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻠﯾل‬ ‫ﯾﻣـ ـ ـ ـ ـ ـ ــن ﺳـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻠت ظﺑﺎﻫـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎ واﻟﺷـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺂم‬
‫وﻏ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــدا ﺑﯾ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻧﻬم اﻟﺣ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــق ﻧﺳ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻲ‬ ‫ﻓ ـ ـ ـ ـ ـ ــرق اﻟﺟﻧ ـ ـ ـ ـ ـ ــد اﻟﻐﻧ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻰ ﻓﺎﻧﻘﺳ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻣﺎ‬
‫ﻟﻠﻣﻌـ ـ ـ ـ ـ ــﺎﻟﻲ ﻣـ ـ ـ ـ ـ ــن ﺑـ ـ ـ ـ ـ ــﻪ ﻟ ـ ـ ـ ـ ـ ــم ﺗ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺄﻧس‬ ‫أوﺣـ ـ ـ ـ ــش اﻟﺳـ ـ ـ ـ ــؤدد ﻓـ ـ ـ ـ ــﯾﻬم‪ ،‬وﺳـ ـ ـ ـ ــﻣﺎ‬

‫* * *‬
‫اﻟﺑﻌﯾـ ـ ـ ـ ـ ــد اﻟﻬﻣـ ـ ـ ـ ـ ــﺔ اﻟﺻـ ـ ـ ـ ـ ــﻌب اﻟﻘﯾـ ـ ـ ـ ـ ــﺎد‬ ‫ٌرﺣﻣ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـوا ﺑـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎﻟﻌﺑﻘري اﻟﻧﺎﺑـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻪ‬
‫ﻟ ـ ـ ـ ــم ﯾﻘ ـ ـ ـ ــف ﻋﻧ ـ ـ ـ ــد ﺑﻧ ـ ـ ـ ــﺎء اﺑ ـ ـ ـ ــن زﯾ ـ ـ ـ ــﺎد‬ ‫ﻣـ ـ ـ ـ ـ ّـد ﻓ ـ ـ ـ ـ ــﻲ اﻟﻔـ ـ ـ ـ ــﺗﺢ وﻓـ ـ ـ ـ ــﻲ أطﻧﺎﺑـ ـ ـ ـ ــﻪ‬
‫‪136‬‬
‫ﻣ ﻖ‬

‫وﻫ ـ ـ ـ ــو ﺑﺎﻟﻣﻠ ـ ـ ـ ــك رﻓﯾ ـ ـ ـ ــق ذو اﺻ ـ ـ ـ ــطﯾﺎد‬ ‫ﻫﺟـ ـ ـ ــر اﻟﺻـ ـ ـ ــﯾد‪ ،‬ﻓﻣـ ـ ـ ــﺎ ﯾﻐﻧـ ـ ـ ــﻲ ﺑـ ـ ـ ــﻪ‬
‫ﻣـ ـ ـ ـ ــن أﺧـ ـ ـ ـ ــﻲ ﺻـ ـ ـ ـ ــﯾد رﻓﯾـ ـ ـ ـ ــق ﻣـ ـ ـ ـ ــرس‬ ‫ﺳ ـ ـ ـ ـ ْـل ﺑ ـ ـ ـ ــﻪ أﻧدﻟﺳ ـ ـ ـ ــﯾﺎ ‪ :‬ﻫ ـ ـ ـ ــل ﺳ ـ ـ ـ ــﻠﻣﺎ‬
‫ورﻣ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻰ ﺑ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎﻟرأي أم اﻟﺧﻠـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــس‬ ‫ﺟ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ّـرد اﻟﺳ ـ ـ ـ ـ ـ ــﯾف‪ ،‬وﻫ ـ ـ ـ ـ ـ ــز اﻟﻘﻠﻣ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎ‬

‫* * *‬
‫ﻣـ ـ ـ ـ ـ ــﺎ ﻋﻠﯾـ ـ ـ ـ ـ ــﻪ ﻣـ ـ ـ ـ ـ ــن ﺣﯾـ ـ ـ ـ ـ ــﺎء وﺳـ ـ ـ ـ ـ ــﺧﺎ‬ ‫ﺑﺳـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻼم ﯾـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎ ﺷ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـراﻋﺎ ﻣـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎ درى‬
‫وﺑ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـرﯾﺢ ﺣﻔﻬـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎ اﻟﻠطـ ـ ـ ـ ـ ـ ــف ُرﺧـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎء‬ ‫ﻓـ ـ ـ ــﻲ ﺟﻧـ ـ ـ ــﺎح اﻟﻣﻠـ ـ ـ ــك اﻟـ ـ ـ ـ ّـروح ﺟـ ـ ـ ــرى‬
‫وﻣﺣـ ـ ـ ــﺎ اﻟﺷـ ـ ـ ــدة ﻣ ـ ـ ـ ـن ﯾﻣﺣـ ـ ـ ــو اﻟرﺧـ ـ ـ ــﺎء‬ ‫ﻏﺳـ ـ ـ ـ ـ ــل اﻟـ ـ ـ ـ ـ ــﯾ ﱡم ﺟ ارﺣـ ـ ـ ـ ـ ــﺎت اﻟﺛ ـ ـ ـ ـ ـ ــرى‬
‫دارﻩ ﻣـ ـ ـ ـ ــن ﻧﺣـ ـ ـ ـ ــو ﺑﯾ ـ ـ ـ ـ ــت اﻟﻣﻘـ ـ ـ ـ ــدس ؟‬ ‫ﻫ ـ ـ ـ ـ ـ ــل درى أﻧ ـ ـ ـ ـ ـ ــدﻟس ﻣ ـ ـ ـ ـ ـ ــن ﻗ ـ ـ ـ ـ ـ ــدﻣﺎ‬
‫ـﺗﺢ ﻣوﺳ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻰ ﻣﺳ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺗﻘر اﻷﺳ ـ ـ ـ ـ ـ ــس‬
‫ﻓـ ـ ـ ـ ـ ـ ُ‬ ‫ﺑﺳ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻠﯾل اﻷﻣ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــوﯾﯾن ﺳـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻣﺎ‬

‫* * *‬
‫ـﻲ وطـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــرق‬
‫واﻟﻣﻌـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎﻟﻲ ﺑﻣطـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ّ‬ ‫أﻣ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــوي ﻟﻠﻌ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻼ رﺣﻠﺗ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻪ‬
‫ﻻ ﯾﺟﺎرﯾ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻪ رﻛ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎب ﻓ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻲ اﻷﻓ ـ ـ ـ ـ ـ ــق‬ ‫ﻛـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎﻟﻬﻼل اﻧﻔـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــردت ﻧﻘﻠﺗـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻪ‬
‫ﻗـ ـ ـ ـ ــد ﯾﺷـ ـ ـ ـ ــﯾد اﻟـ ـ ـ ـ ــدول اﻟ ّﺷـ ـ ـ ـ ــم اﻟﺧﻠـ ـ ـ ـ ــق‬ ‫ﺑﻧﯾ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــت ﻣ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــن ﺧﻠ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــق ُدوﻟﺗ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻪ‬
‫ﻧﺎﻟـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــت اﻟـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻧﺟم ﯾـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ُـد اﻟﻣﻠـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺗﻣس‬ ‫ٕواذا اﻷﺧ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻼق ﻛﺎﻧ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــت ﺳ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻠﻣﺎ‬
‫وﻋﻠ ـ ـ ـ ـ ــﻰ ﻧﺎﺻ ـ ـ ـ ـ ــﯾﺔ اﻟﺷ ـ ـ ـ ـ ــﻣس اﺟﻠ ـ ـ ـ ـ ـ ِ‬
‫ـس‬ ‫ـﺎرق ﻓﯾﻬـ ـ ــﺎ ﺗ ـ ـ ـ ْـرق أﺳـ ـ ــﺑﺎب اﻟﺳ ـ ـ ــﻣﺎء‬
‫ﻓـ ـ ـ ْ‬
‫* * *‬
‫أﺳ ـ ــس اﻟـ ـ ــداﺧل ﻓ ـ ــﻲ اﻟﻐـ ـ ــرب وﺷ ـ ــﺎد ؟‬
‫ّ‬ ‫أي ﻣﻠـ ـ ـ ـ ـ ــك ﻣـ ـ ـ ـ ـ ــن ﺑﻧﺎﯾـ ـ ـ ـ ـ ــﺎت اﻟﻬﻣـ ـ ـ ـ ـ ــم‬
‫ﺳـ ـ ــﺎد ﻓـ ـ ــﻲ اﻷرض وﻟـ ـ ــم ُﯾﺧﻠـ ـ ــق ُﯾﺳـ ـ ــﺎد‬ ‫اﻟﻧﺎﺷ ـ ـ ـ ــﺊ ﻓ ـ ـ ـ ــﻲ ﺧﯾ ـ ـ ـ ــر اﻷﻣ ـ ـ ـ ــم‬
‫ذﻟ ـ ـ ـ ــك ّ‬
‫ﻓ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻲ ﻋوادﯾﻬ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎ ﻗﯾ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎدا ﺑﻘﯾ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎد‬ ‫ﺣﻛﻣ ـ ـ ـ ـ ـ ــت ﻓﯾ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻪ اﻟﻠﯾ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎﻟﻲ وﺣﻛ ـ ـ ـ ـ ـ ــم‬
‫ﺟﺎﻧ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــب اﻟﻐ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــرب ﻟﻌ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ّـز أﻗﻌ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــس‬ ‫ُﺳـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻠب اﻟﻌـ ـ ـ ـ ـ ـ ــز ﺑﺷـ ـ ـ ـ ـ ـ ــرق ﻓرﻣـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻰ‬
‫ﺳ ـ ـ ـ ـ ــﻧﺢ اﻟﺳ ـ ـ ـ ـ ــﻌد ﻟ ـ ـ ـ ـ ــﻪ ﻓ ـ ـ ـ ـ ــﻲ اﻟ ـ ـ ـ ـ ــﻧﺣس‬ ‫ٕواذا اﻟﺧﯾـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــر ﻟﻌﺑـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــد ﻗﺳـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻣﺎ‬

‫* * *‬
‫‪137‬‬
‫ﻣ ﻖ‬

‫ﻟﻠ ـ ـ ـ ــذي ﻛ ـ ـ ـ ــﺎن ﻋﻠ ـ ـ ـ ــﻰ اﻟ ـ ـ ـ ــدﻫر ﯾﺟﯾ ـ ـ ـ ــر‬ ‫أﯾﻬـ ـ ـ ــﺎ اﻟﻘﻠـ ـ ـ ــب‪ ،‬أﺣـ ـ ـ ــق أﻧ ـ ـ ـ ـت ﺟـ ـ ـ ــﺎر‬
‫وﻫﻧ ـ ـ ـ ــﺎ ﺛـ ـ ـ ـ ــﺎو إﻟـ ـ ـ ـ ــﻰ اﻟﺑﻌـ ـ ـ ـ ــث اﻷﺳـ ـ ـ ـ ــﯾر‬ ‫ﻫﺎﻫﻧ ـ ـ ـ ــﺎ ﺣ ـ ـ ـ ـ ّـل ﺑ ـ ـ ـ ــﻪ اﻟرﻛ ـ ـ ـ ــب وﺳ ـ ـ ـ ــﺎر‬
‫ﺻ ـ ـ ـ ـ ـ ــرع اﻟﺟ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎم وأﻟ ـ ـ ـ ـ ـ ــوى ﺑﺎﻟﻣ ـ ـ ـ ـ ـ ــدﯾر‬ ‫ﻓﻠـ ـ ـ ـ ـ ــك ﺑﺎﻟﺳـ ـ ـ ـ ـ ــﻌد واﻟـ ـ ـ ـ ـ ــﻧﺣس ﻣـ ـ ـ ـ ـ ــدار‬
‫ﻓﺎﺗﻧـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎت ﺑﺎﻟﺷـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻔﺎﻩ اﻟﻠﻌـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــس‬ ‫ﻫﺎﻫﻧ ـ ـ ـ ــﺎ ﻛﻧ ـ ـ ـ ــت ﺗ ـ ـ ـ ــرى ﺣ ـ ـ ـ ـ ّـو اﻟ ـ ـ ـ ـ ّـدﻣﻰ‬
‫واطﺋ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎت ﻓ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻲ ﺣﺑﯾ ـ ـ ـ ـ ـ ــر اﻟﺳ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻧدس‬ ‫ﻧ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎﻗﻼت ﻓ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻲ اﻟﻌﺑﯾ ـ ـ ـ ـ ـ ــر اﻟﻘـ ـ ـ ـ ـ ـ ــدﻣﺎ‬

‫* * *‬
‫ﻗ ـ ـ ـ ـ ـ ــد ﺗﺟﻠ ـ ـ ـ ـ ـ ــت ﻓ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻲ ﺑﻠﯾ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻎ اﻟﻛﻠ ـ ـ ـ ـ ـ ــم‬ ‫ﺧـ ـ ـ ـ ــذ ﻋـ ـ ـ ـ ــن اﻟـ ـ ـ ـ ــدﻧﯾﺎ ﺑﻠﯾـ ـ ـ ـ ــﻎ اﻟﻌظـ ـ ـ ـ ــﺔ‬
‫ﻓﺗﺄﻣـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــل طرﻓﯾﻬـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎ ﺗﻌﻠـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــم‬ ‫طرﻓﺎﻫ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎ ﺟﻣﻌ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎ ﻓ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻲ ﻟﻔظ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺔ‬
‫واﻟﻣﻧﺎﯾـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎ ﯾﻘظـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺔ ﻣـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــن ﺣﻠـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــم‬ ‫اﻷﻣ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎﻧﻲ ﺣﻠ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــم ﻓ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻲ ﯾﻘﺿ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺔ‬
‫واﻗـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻊ ﯾوﻣـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎ ٕوان ﻟـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــم ُﯾﻐـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــرس‬ ‫ﻛـ ـ ــل ذي ﺳـ ـ ــﻘطﯾن ﻓـ ـ ــﻲ اﻟﺟـ ـ ــو ﺳـ ـ ــﻣﺎ‬
‫ﯾ ـ ـ ـ ـ ـ ــوم ﺗُط ـ ـ ـ ـ ـ ــوى ﻛﺎﻟﻛﺗ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎب اﻟ ـ ـ ـ ـ ـ ــدرس‬ ‫وﺳ ـ ـ ـ ـ ـ ــﯾﻠﻘﻰ َﺣْﯾﻧ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻪ ﻧﺳ ـ ـ ـ ـ ـ ــر اﻟﺳ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻣﺎ‬

‫* * *‬
‫ﻣـ ـ ــن دﻋـ ـ ــﺎك اﻟﺻـ ـ ــﻘر ﺳـ ـ ـ ﱠﻣﺎﻩ اﻟﻌﻘ ـ ــﺎب‬ ‫أﯾـ ـ ــن ـ ـ ـ ـ ـ ﯾ ـ ـ ــﺎ واﺣ ـ ـ ــد ﻣ ـ ـ ــروان ـ ـ ـ ـ ـ ﻋﻠ ـ ـ ــم‬
‫ﻋ ـ ــن وﺟ ـ ــوﻩ اﻟﻧﺻـ ــر ﺗﺻـ ـ ـرﯾف اﻟﻧﻘـ ــﺎب‬ ‫ارﯾ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺔ ﺻ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــرﻓﻬﺎ اﻟﻔ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــرد اﻟﻌﻠ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــم‬

‫ـت ﺑﺎﻷﻟﺑـ ـ ـ ـ ــﺎب أو ِدْﻧـ ـ ـ ـ ـ َ‬


‫ـت اﻟرﻗـ ـ ـ ـ ــﺎب‬ ‫أُْﺑـ ـ ـ ـ ـ َ‬ ‫ﻛﻧـ ـ ـ ـ ــت إن ﺟـ ـ ـ ـ ـ ّـردت ﺳـ ـ ـ ـ ــﯾﻔﺎ أو ﻗﻠـ ـ ـ ـ ــم‬
‫ﻟ ـ ـ ـ ـ ـ ــم ُﯾ ـ ـ ـ ـ ـ ــرم ﻓ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻲ ﻟﺟ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺔ أو ﯾ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺑس‬ ‫ﻣ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎ رأى اﻟﻧ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎس ﺳـ ـ ـ ـ ـ ـ ـواﻩ ﻋﻠﻣ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎ‬
‫وﺗﻐط ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻰ ﺑﺟﻧـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎح اﻟﻘـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــدس‬ ‫ادﻋﻣـ ـ ـ ـ ـ ــﺎ‬
‫أﻋﻠـ ـ ـ ـ ـ ــﻰ رﻛـ ـ ـ ـ ـ ــن اﻟ ﱢﺳـ ـ ـ ـ ـ ــﻣﺎك ّ‬
‫* * *‬
‫ﻓﯾ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻪ واروك‪ ،‬وﷲ اﻟﻣﺻ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﯾر‬ ‫اﻟﻣْﻧﯾ ـ ـ ـ ــﺔ ( ﻣ ـ ـ ـ ــن ﻗرطﺑ ـ ـ ـ ــﺔ‬ ‫ﻗﺻ ـ ـ ـ ــرك ) ُ‬
‫ﺑﯾ ـ ـ ـ ـ ـ ــد أن اﻟ ـ ـ ـ ـ ـ ــدﻫر ّﻧﯾ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎش ﺑﺻ ـ ـ ـ ـ ـ ــﯾر‬ ‫ـدف ﺧ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـطّ ﻋﻠـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻰ ﺟـ ـ ـ ـ ـ ـ ــوﻫرة‬
‫ﺻـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ٌ‬
‫ـﺎﻧﻲ ﻗﺻ ـ ـ ـ ـ ـ ــﯾر‬
‫وﻛ ـ ـ ـ ـ ـ ــذا ﻋﻣ ـ ـ ـ ـ ـ ــر اﻷﻣ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ّ‬ ‫اﻟﻣْﻧﯾـ ـ ــﺔ (‬
‫ﻟـ ـ ــم ﯾ ـ ـ ــدع ظـ ـ ــﻼ ﻟﻘﺻـ ـ ــر ) ُ‬
‫ﻣـ ـ ـ ــﺎ ﻋﻠـ ـ ـ ــﻰ اﻟﺻـ ـ ـ ــﻘر إذا ﻟـ ـ ـ ــم ﯾـ ـ ـ ــرﻣس‬ ‫ﻛﻧ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــت ﺻ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻘ ار ﻗرﺷ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﯾﺎﻋﻠﻣﺎ‬
‫‪138‬‬
‫ﻣ ﻖ‬

‫ﻓﻌﻠـ ـ ـ ـ ـ ــﻰ اﻷﻓ ـ ـ ـ ـ ـ ـواﻩ أو ﻓـ ـ ـ ـ ـ ــﻲ اﻷﻧﻔـ ـ ـ ـ ـ ــس‬ ‫إن ﺗﺳـ ـ ــل ‪ :‬أﯾـ ـ ــن ﻗﺑ ـ ـ ــور اﻟﻌظﻣ ـ ـ ــﺎء ؟‬

‫* * *‬
‫ﺗﺣﺗﻬـ ـ ــﺎ أﻧﺟـ ـ ــس ﻣـ ـ ــن ﻣﯾـ ـ ــت اﻟﻣﺟـ ـ ــوس‬ ‫ﻛـ ـ ـ ـ ــم ﻗﺑـ ـ ـ ـ ــور زﯾﻧـ ـ ـ ـ ــت ﺟﯾـ ـ ـ ـ ــد اﻟﺛـ ـ ـ ـ ــرى‬
‫ﻗﺑـ ـ ــل ﻣـ ـ ــوت اﻟﺟﺳـ ـ ــم أﻣ ـ ـ ـوات اﻟﻧﻔـ ـ ــوس‬ ‫ﻛـ ـ ــﺎن ﻣـ ـ ــن ﻓﯾﻬـ ـ ــﺎ ٕوان ﺟـ ـ ــﺎزوا اﻟﺛـ ـ ــرى‬
‫ﻣ ـ ـ ــن ﺛﻧ ـ ـ ــﺎء ﺻ ـ ـ ــرن أﻏﻔـ ـ ـ ـﺎل اﻟرﻣ ـ ـ ــوس‬ ‫وﻋظـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎم ﺗﺗزﻛـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻰ ﻋﻧﺑ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ار‬
‫ﺗـ ـ ـ ـ ـ ــﺑن ﻣـ ـ ـ ـ ـ ــن ﻣﺣﻣـ ـ ـ ـ ـ ــودﻩ ﻻ ﯾطﻣـ ـ ـ ـ ـ ــس‬ ‫ﻓﺎﺗﺧ ـ ـ ـ ــذ ﻗﺑ ـ ـ ـ ــرك ﻣ ـ ـ ـ ــن ذﻛ ـ ـ ـ ــر‪ ،‬ﻓﻣ ـ ـ ـ ــﺎ‬

‫وﻓﻲ اﻟﺷوﻗﯾﺎت اﻟﻣﺟﻬوﻟﺔ ﻗﺻﯾدﺗﺎن أﺛﺑﺗﻬﻣﺎ اﻟدﻛﺗور ﻣﺣﻣد ﺻﺑري ‪:‬‬

‫)‪(1‬‬
‫وأﺷﺎر إﻟﻰ أن ﺷوﻗﻲ ﻧظﻣﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﻣﻧﻔﻰ‪ ،‬ﻛﻣﺎ أﺷﺎر إﻟـﻰ‬ ‫اﻷوﻟﻰ َﻋْﻧ َوﻧﻬﺎ " ﺷوﻗﯾﺔ ﻟم ﺗﻧﺷر "‬
‫اﻟﻣﺻدر ‪ :‬ﻣﺟﻠﺔ ) اﻟرﺳﺎﻟﺔ ( ﻓﻲ ‪ 15‬أﺑرﯾل ﺳﻧﺔ ‪ 1933‬م‬

‫ﻗﺎﻟت وﻗﻠت‬

‫ﺗﺣﯾـ ـ ـ ـ ــﻲ اﻟﻌﻣﯾـ ـ ـ ـ ــد ﺑﻧظ ـ ـ ـ ـ ـرة وﺗﻣﯾﺗـ ـ ـ ـ ــﻪ‬ ‫وﺳـ ـ ـ ـ ــﻘﯾﻣﺔ اﻷﺟﻔـ ـ ـ ـ ــﺎن ﻻ ﻣـ ـ ـ ـ ــن ﻋﻠـ ـ ـ ـ ــﺔ‬
‫ﺿ ـ ـ ــﺎح ﻛﻣؤﺗﻠ ـ ـ ــف اﻟﺟﻣ ـ ـ ــﺎن ﺷ ـ ـ ــﺗﯾﺗﻪ‬ ‫وﺻـ ــﻠت ﻛﺗرﺑﯾﻬـ ــﺎ اﻟﺣـ ــدﯾث ﺑﺿ ـ ــﺎﺣك‬
‫ﺿـ ـ ـ ـ ـ ــﯾم ُأرﯾـ ـ ـ ـ ـ ــد ﺑﺟـ ـ ـ ـ ـ ــﺎﻧﺑﻲ ﻓﺄﺑﯾﺗـ ـ ـ ـ ـ ــﻪ‬ ‫ﻗﺎﻟـ ـ ــت ﺗﻐرﺑـ ـ ــت اﻟرﺟـ ـ ــﺎل ﻓﻘﻠـ ـ ــت ﻓـ ـ ــﻲ‬
‫وردﺗ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻪ ﻛ ـ ـ ـ ـ ـ ــل ﯾﺗﯾﻣ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺔ ووردﺗـ ـ ـ ـ ـ ـ ـﻪ‬ ‫ﻗﺎﻟـ ـ ـ ــت ﻧﻔﯾـ ـ ـ ــت ﻓﻘﻠـ ـ ـ ــت ذﻟـ ـ ـ ــك ﻣﻧـ ـ ـ ــزل‬
‫ﻧِﻛﺳـ ـ ـ ـ ـ ــﺎ وﻟﻛـ ـ ـ ـ ـ ــن ﺑﺎﻷﻧـ ـ ـ ـ ـ ــﺎة رﻣﯾﺗـ ـ ـ ـ ـ ــﻪ‬ ‫ﻗﺎﻟـ ــت رﻣـ ــﺎك اﻟـ ــدﻫر ﻗﻠـ ــت ﻓﻠـ ــم أﻛـ ــن‬
‫ﻗﻠـ ـ ـ ـ ــت اﻟﺷـ ـ ـ ـ ــداﺋد ﻣرﻛـ ـ ـ ـ ــب ُﻋ ّودﺗـ ـ ـ ـ ــﻪ‬ ‫ﻗﺎﻟـ ـ ــت رﻛﺑـ ـ ــت اﻟﺑﺣـ ـ ــر وﻫـ ـ ــو ﺷـ ـ ــداﺋد‬
‫أﻧـ ـ ــﺎ ﻣـ ـ ــن ﺣﺑﺎﺋﻠـ ـ ــﻪ إذا ﻣ ـ ـ ــﺎ ﺧﻔﺗـ ـ ــﻪ ؟‬ ‫ﻗﺎﻟ ــت أﺧﻔ ــت اﻟﻣ ــوت ؟ ﻗﻠ ــت أﻣﻔﻠ ــت‬
‫أﺟ ـ ـ ـ ـ ـ ــل ﯾﺣ ـ ـ ـ ـ ـ ــل ﻟﺣﯾﻧ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻪ ﻣوﻗوﺗ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻪ‬ ‫طﻧ ـ ــﻲ‬
‫ـت أﺳ ـ ــﺑﺎب اﻟﺳـ ـ ــﻣﺎء ﻟﺣ ّ‬
‫ﻟـ ـ ــو ﻧﻠـ ـ ـ ُ‬
‫دام اﻟزﻣـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎن ﻟﺷـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎﻣت ﻟﺣﻔﻠﺗـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻪ‬ ‫ﻗﺎﻟ ــت ﻟﻘ ــد ﺷ ـ ّـﻣت اﻟﺣﺳ ــود ﻓﻘﻠ ــت ﻟ ــو‬

‫‪ - 1‬ﻣﺣﻣد ﺻﺑري‪ ،‬اﻟﺷوﻗﯾﺎت اﻟﻣﺟﻬوﻟﺔ‪ ،‬اﻟﻬﯾﺋﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻘﺻور اﻟﺛﻘﺎﻓﺔ ‪ ،‬اﻟﺷرﻛﺔ اﻟدوﻟﯾﺔ ﻟﻠطﺑﺎﻋﺔ‪ 2003 ،‬م‪ ،‬ج ‪،2‬‬
‫ط‪ ،2‬ص ‪238‬‬
‫‪139‬‬
‫ﻣ ﻖ‬

‫ﺳـ ــﺎرت‪ ،‬ﻓﻘﻠـ ــت ﻫﻣﻣـ ــت ﺛـ ــم ﺗرﻛﺗـ ــﻪ‬ ‫ﻗﺎﻟـ ـ ـ ـ ـ ــت ﻛـ ـ ـ ـ ـ ــﺄﻧﻲ ﺑﺎﻟﻬﺟـ ـ ـ ـ ـ ــﺎء ﻗﻼﺋـ ـ ـ ـ ـ ــدا‬
‫ﻣ ـ ــﺎ ﺷ ـ ــﺎءت اﻷﺧ ـ ــﻼق ﻻ ﻣ ـ ــﺎ ﺷ ـ ــﺋﺗﻪ‬ ‫أﺧـ ــذت ﺑـ ــﻪ ﻧﻔﺳـ ــﻲ ﻓﻘﻠـ ــت ﻟﻬـ ــﺎ دﻋـ ــﻰ‬
‫ﻫ ـ ـ ـ ـ ـ ــذا ﺑﯾـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎﻧﻲ ﻋﻧﻬﻣ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎ ﻧزﻫﺗـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻪ‬ ‫ﻣ ــن راح ﻗ ــﺎل اﻟﻬﺟ ــر أو ﻧط ــق اﻟﺧﻧ ــﺎ‬
‫ﻧ ـ ـ ـ ـ ـ ـزﻩ اﻟﺧـ ـ ـ ـ ـ ــﻼل وﻫﻛـ ـ ـ ـ ـ ــذا ﻋﻠﻣﺗـ ـ ـ ـ ـ ــﻪ‬ ‫اﷲ ﻋﻠﻣﻧﯾـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻪ ﺳـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻣﺣﺎ طـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎﻫ ار‬

‫)‪(1‬‬
‫) أﺑﯾﺎت ﻣﺑﻌﺛرة ﻧظﻣﻬﺎ أﻣﯾر اﻟﺷﻌراء ﻓﻲ اﻷﻧدﻟس (‬ ‫اﻟﻘﺻﯾدة اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ ﻋﻧواﻧﻬﺎ " ﻓﻲ اﻷﻧدﻟس "‬
‫ﻣﺻدرﻫﺎ اﻟرﺳﺎﻟﺔ ‪ 15‬أﻛﺗوﺑر ‪ 1933‬م ‪:‬‬

‫ﻓﻘ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــدﻧﺎﻩ وﻣ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎ ﺑﻠ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻎ اﻟﺷ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺑﺎﺑﺎ‬ ‫وﯾ ـ ـ ـ ـ ـ ــوم ﻣ ـ ـ ـ ـ ـ ــن ﺻ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺑﺎ آذار ﺣﻠ ـ ـ ـ ـ ـ ــو‬
‫وﺟﻣ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻊ ﻣ ـ ـ ـ ـ ـ ــن زﺧﺎرﻓ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻪ إﻫﺎﺑ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎ‬
‫ّ‬ ‫ﺗﺻـ ـ ــور ﻣـ ـ ــن ﺣﻠـ ـ ــﻰ اﻟﻧﯾـ ـ ــروز وﺟﻬـ ـ ــﺎ‬
‫وﻟ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ّذ ﺿـ ـ ـ ـ ـ ــﺣﺎﻩ ﺣﺎﺷـ ـ ـ ـ ـ ــﯾﺔ وطﺎﺑـ ـ ـ ـ ـ ــﺎ‬ ‫ﻓـ ـ ـ ـ ـ ـراق ﺻ ـ ـ ـ ـ ــﺎﺣﺑﻪ ﺻ ـ ـ ـ ـ ــﺣوا وزﻫـ ـ ـ ـ ـ ـوا‬
‫ﻋﻠـ ـ ـ ــﻰ اﻵﻓ ـ ـ ـ ــﺎق ﻓـ ـ ـ ــﺎﻧﺗظم اﻟﻬﺿـ ـ ـ ــﺎﺑﺎ‬ ‫ﺗﻧ ـ ـ ــﺎﺛر ﻓ ـ ـ ــﻲ اﻟﺑط ـ ـ ــﺎح ﺣ ـ ـ ــﺎى وأوﻓ ـ ـ ــﻰ‬
‫ﻋﻠـ ـ ـ ــﻰ ﻣﺛـ ـ ـ ــل اﻟزﻣـ ـ ـ ــرد ﺣـ ـ ـ ــﯾن ذاﺑـ ـ ـ ــﺎ‬ ‫وﺳ ـ ـ ــﺎﻟت ﺷﻣﺳ ـ ـ ــﻪ ﻓ ـ ـ ــﻲ اﻟﺑﺣ ـ ـ ــر ﺗﺑـ ـ ـ ـ ار‬
‫طﻌﻣـ ـ ـ ــن اﻟﺷـ ـ ـ ــﻬد أو ذﻗـ ـ ـ ــن اﻟﺧﺑﺎﺑـ ـ ـ ــﺎ‬ ‫ﻛ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺄن ﻧﺳ ـ ـ ـ ـ ـ ــﯾﻧﻪ ﻧﻔ ـ ـ ـ ـ ـ ــس اﻟﻌ ـ ـ ـ ـ ـ ــذارى‬
‫إذا ﺣـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــث اﻟﻣ ازﻫـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــر واﻟﺷ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـراﺑﺎ‬ ‫ﺗﻣﻧ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎﻩ اﺑ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــن ﻋﺑ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎد ﺻ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺑوﺣﺎ‬

‫***‬

‫وﻟ ـ ـ ـ ــم ﺗﻛ ـ ـ ـ ــن اﻟﻘﯾﺎﻣ ـ ـ ـ ــﺔ ﻟ ـ ـ ـ ــﻲ ﺣﺳ ـ ـ ـ ــﺎﺑﺎ‬ ‫ـﯾﺟن ظﻬـ ـ ـ ـ ـ ـ ار‬
‫وﻣ ـ ـ ـ ـ ــﺎ ﻗ ـ ـ ـ ـ ــدرت أن ﺳ ـ ـ ـ ـ ـ ّ‬
‫وذّﻟـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻰ ﻣﺷـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻔ ار واﻓﺗـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ّـر ﻧﺎﺑـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎ‬ ‫ﺗﺷـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ّـﻌث ﻟﻣـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺔ واﻏﺑـ ـ ـ ـ ـ ـ ــر وﺟﻬـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎ‬
‫وأﺻ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻧﺎف اﻟﻧﻌ ـ ـ ـ ـ ـ ــﯾم ﺑ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻪ ﻋ ـ ـ ـ ـ ـ ــذاﺑﺎ‬ ‫وﺑـ ـ ـ ـ ّـدل ﺣﺳـ ـ ـ ــن ذاك اﻟﺳـ ـ ـ ــﻣت ﻗﺑﺣـ ـ ـ ــﺎ‬
‫أﺗـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻰ ﺑﻌﺻـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎﻩ أوﻓرﻋـ ـ ـ ـ ـ ـ ــون آﺑـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎ‬ ‫وﺿ ـ ــﺞ اﻟﺑﺣـ ـ ــر ﺣﺗ ـ ــﻰ ﺧﯾـ ـ ــل ﻣوﺳ ـ ــﻰ‬
‫ﺑﺄﺳ ـ ـ ـ ـ ـ ــطﺔل اﻟﺟزﯾـ ـ ـ ـ ـ ـ ـرة ﻗ ـ ـ ـ ـ ـ ــد أﻫﺎﺑ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎ‬ ‫وأﺑ ـ ـ ـ ــرق ﻓ ـ ـ ـ ــﻲ اﻟﻌﺑ ـ ـ ـ ــﺎب ﻛ ـ ـ ـ ــﺄن ﺳـ ـ ـ ـ ـ ار‬

‫‪ - 1‬اﻟﻣﺻدر اﻟﺳﺎﺑق‪ ،‬ص ‪244‬‬


‫‪140‬‬
‫ﻣ ﻖ‬

‫***‬

‫ﻟﻔ ـ ـ ـ ــﺎرس ﺣوﻟﻬ ـ ـ ـ ــﺎ ﺿـ ـ ـ ـ ـرﺑوا اﻟﻘﺑﺎﺑ ـ ـ ـ ــﺎ‬ ‫ﻛ ـ ـ ـ ــﺄن ﺷ ـ ـ ـ ــﻌﺎﻋﻬﺎ ﻓ ـ ـ ـ ــﻲ اﻟ ـ ـ ـ ــﺛﻠﺞ ﻧ ـ ـ ـ ــﺎر‬
‫ﻓﻣزﻗ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــت اﻟﻐﻼﺋ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــل واﻟﻧﻘﺎﺑ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎ‬ ‫ﺟﻧ ـ ـ ـ ــت‬
‫أو اﻟﺣﺳـ ـ ـ ــﻧﺎء ﯾ ـ ـ ـ ــوم اﻟﻌ ـ ـ ـ ــرس ّ‬
‫ﻓﻛـ ـ ـ ـ ــﺎن اﻟ ـ ـ ـ ـ ـ ّـدر واﻟ ـ ـ ـ ـ ــذﻫب اﻟـ ـ ـ ـ ــذﻫﺎﺑﺎ‬ ‫ﻓﻣـ ـ ـ ـ ــن ﺳـ ـ ـ ـ ــﺣر اﻟﺳـ ـ ـ ـ ــﻣﺎء ﻓﺄﻣطرﺗﻧـ ـ ـ ـ ــﺎ‬
‫ﻛﻣ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎ ّﺗرﺑ ـ ـ ـ ـ ـ ــت ﺑ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎﻟﺗﺑر اﻟﻛﺗﺎﺑ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎ‬ ‫ﺗ ـ ـ ــروق اﻟﻌ ـ ـ ــﯾن ﻣ ـ ـ ــن ﺑﯾﺿ ـ ـ ــﺎء ﺣ ـ ـ ــﺎل‬
‫ﻓﻣ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎ ﺗ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺄﻟوﻩ ﻧـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــدﻓﺎ واﻧﺗﻬﺎﺑـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎ‬ ‫ﻣﻧ ـ ـ ـ ــﺎدف ﻋﺳ ـ ـ ـ ــﺟد ظﻔ ـ ـ ـ ــرت ﺑﻘط ـ ـ ـ ــن‬
‫وﻛ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــل ﺧﻣﯾﻠ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺔ ﻣﻧﻬ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎ ﺛﯾﺎﺑ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎ‬ ‫وﻗطّﻌ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــن اﻟﺛﻠـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــوج ﻟﻛ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــل روض‬
‫ووﻟ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــدان ﻣﺳـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـرﺑﻠﺔ ﺟﺑﺎﺑ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎ‬ ‫ﻓﻣ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــن ﺻ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــور ﻣﺟﻠﻠ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺔ ﻓـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـراء‬

‫‪141‬‬
‫ﻗﺎﺋﻣﺔ اﻟﻣﺻﺎدر واﻟﻣراﺟﻊ‬

‫ﻗﺎﺋﻣﺔ اﻟﻣﺻﺎدر واﻟﻣراﺟﻊ‬

‫اﻟﻘرآن اﻟﻛرﯾم‪ ،‬رواﯾﺔ ورش ﻋن ﻧﺎﻓﻊ‬


‫‪ .1‬إﺑراﻫﯾم أﻧﯾس‪ ،‬ﻣوﺳﯾﻘﻰ اﻟﺷﻌر‪ ،‬ﻣﻛﺗﺑﺔ اﻷﻧﺟﻠو اﻟﻣﺻرﯾﺔ – اﻟﻘﺎﻫرة‪ ،‬ط ‪ 1952 ، 2‬م‬
‫‪ .2‬اﺑن اﻟﻣﻌﺗز‪ ،‬ﻛﺗﺎب اﻟﺑدﯾﻊ‪ ،‬ﺗﺢ ‪ :‬ﻋرﻓﺎن ﻣطرﺟﻲ‪ ،‬ﻣؤﺳﺳﺔ اﻟﻛﺗﺎب اﻟﺛﻘﺎﻓﯾﺔ‪ ،‬ط ‪2012 ،1‬م‬
‫‪ .3‬اﺑ ــن ﺧﻔﺎﺟ ــﺔ‪ ،‬اﻟ ــدﯾوان‪ ،‬ﺷ ــرح وﺿ ــﺑط وﺗﻘ ــدﯾم ﻋﻣ ــر ﻓ ــﺎروق اﻟطﺑ ــﺎع‪ ،‬دار اﻟﻘﻠ ــم ﻟﻠطﺑﺎﻋ ــﺔ واﻟﻧﺷ ــر‬
‫واﻟﺗوزﯾﻊ‪ ،‬ﺑﯾروت ﻟﺑﻧﺎن‪ ،‬د ط‪ ،‬د ت‬
‫‪ .4‬اﺑن رﺷـﯾق‪ ،‬اﻟﻌﻣـدة ﻓـﻲ ﻣﺣﺎﺳـن اﻟﺷـﻌر وآداﺑـﻪ‪ ،‬ﺗـﺢ ‪ :‬ﻣﺣﻣـد ﻣﺣـﻲ اﻟـدﯾن ﻋﺑـد اﻟﺣﻣﯾـد‪ ،‬ج‪ ،2‬دار‬
‫اﻟﺟﯾل‪ ،‬ﺑﯾروت‬
‫‪ .5‬اﺑن زﯾدون‪ ،‬دﯾوان اﺑن زﯾدون ورﺳﺎﺋﻠﻪ‪ ،‬ﺗﺣﻘﯾـق ﻋﻠـﻲ ﻋﺑـد اﻟﻌظـﯾم‪ ،‬ﻧﻬﺿـﺔ ﻣﺻـر ﻟﻠطﺑﺎﻋـﺔ واﻟﻧﺷـر‬
‫واﻟﺗوزﯾﻊ ‪ 1980‬م‬
‫‪ .6‬اﺑن ﺳﻧﺎن اﻟﺧﻔﺎﺟﻲ‪ ،‬ﺳر اﻟﻔﺻﺎﺣﺔ‪ ،‬دار اﻟﻛﺗب اﻟﻌﻠﻣﯾﺔ ﺑﯾروت ﻟﺑﻧﺎن‪ ،‬ط ‪1982 ،1‬م‬
‫‪ .7‬اﺑن ﺳﯾدة‪ ،‬اﻟﻣﺧﺻص‪ ،‬دار اﻟﻛﺗب اﻟﻌﻠﻣﯾﺔ‪ ،‬ﻟﺑﻧﺎن‪ ،‬د‪.‬ت‬
‫‪ .8‬اﺑن طﺑﺎطﺑـﺎ‪ ،‬ﻋﯾـﺎر اﻟﺷـﻌر‪ ،‬ﺷـرح وﺗﺣﻘﯾـق ‪ :‬ﻋﺑـﺎس ﻋﺑـد اﻟﺳـﺎﺗر‪ ،‬ﻣﻧﺷـورات ﻣﺣﻣـد ﻋﻠـﻲ ﺑﯾﺿـون‪،‬‬
‫دار اﻟﻛﺗب اﻟﻌﻠﻣﯾﺔ‪ ،‬ط ‪ ،2‬ﺑﯾروت ﻟﺑﻧﺎن ‪ 2005‬م‬
‫‪ .9‬اﺑن ﻓﺎرس ‪ :‬اﻟﺻﺎﺣﺑﻲ ﻓﻲ ﻓﻘﻪ اﻟﻠﻐﺔ و ﺳﻧن اﻟﻌرب ﻓﻲ ﻛﻼﻣﻬﺎ‪ ،‬ﺗﺢ ‪ :‬اﻟﺳﯾد أﺣﻣد ﺻﻘر‪ ،‬دار إﺣﯾﺎء‬
‫اﻟﻛﺗب اﻟﻌرﺑﯾﺔ – ﺑﯾروت‪ 1977 .‬م‬
‫اﺑــن ﻣﻌﺻــوم اﻟﻣــدﻧﻲ‪ ،‬أﻧ ـوار اﻟرﺑﯾــﻊ ﻓــﻲ أﻧ ـواع اﻟﺑــدﯾﻊ‪ ،‬ﺗــﺢ‪ :‬ﺷــﺎﻛر ﻫــﺎدي ﺷــﻛر‪ ،‬ﻣطﺑﻌــﺔ‬ ‫‪.10‬‬
‫اﻟﻧﻌﻣﺎن‪ 1979،‬م‬
‫اﺑن ﻣﻧظور‪ ،‬ﻟﺳﺎن اﻟﻌرب‪ ،‬دار ﺻﺎدر‪ ،‬ﺑﯾروت‪ ،‬ط‪2000 ،1‬م‬ ‫‪.11‬‬
‫أﺑو اﻟﺑﻘﺎء اﻟرﻧدي‪ ،‬اﻟدﯾوان ‪ ،‬ﺟﻣﻊ ﻋﯾﺳﻰ ﺑن ﻣﺣﻣد اﻟﺷﺎﻣﻲ‪ ،‬ﻛﻧوز اﻷﻧدﻟس‬ ‫‪.12‬‬
‫أﺑو اﻟطﯾب اﻟﻣﺗﻧﺑﻲ‪ ،‬اﻟدﯾوان ‪ ،‬دار ﺑﯾروت ﻟﻠطﺑﺎﻋﺔ واﻟﻧﺷر‪ 1983 ،‬م‬ ‫‪.13‬‬
‫أﺑو ﻫﻼل اﻟﻌﺳﻛري‪ ،‬ﻛﺗﺎب اﻟﺻﻧﺎﻋﺗﯾن‪ ،‬ﺗـﺢ ‪ :‬ﻋﻠـﻲ اﻟﺑﺟـﺎوي و ﻣﺣﻣـد اﺑـراﻫﯾم‪ ،‬دار إﺣﯾـﺎء‬ ‫‪.14‬‬
‫اﻟﻛﺗب اﻟﻌرﺑﯾﺔ‪ ،‬ط ‪ 1952 ، 1‬م‬
‫أﺣﻣــد اﻟﺷــﺎﯾب‪ ،‬ﺗــﺎرﯾﺦ اﻟﻧﻘــﺎﺋض ﻓــﻲ اﻟﺷ ــﻌر اﻟﻌرﺑــﻲ‪ ،‬ﻣﻛﺗﺑــﺔ اﻟﻧﻬﺿــﺔ اﻟﻣﺻ ـرﯾﺔ‪ ،‬اﻟﻘ ــﺎﻫرة‪،‬‬ ‫‪.15‬‬
‫ط‪ 1954 ،2‬م‬
‫أﺣﻣد ﺷوﻗﻲ‪ ،‬أﺳواق اﻟذﻫب‪ ،‬ﻣطﺑﻌﺔ اﻟﻬﻼل‪ ،‬ﻣﺻر ‪ 1932‬م‬ ‫‪.16‬‬

‫‪141‬‬
‫ﻗﺎﺋﻣﺔ اﻟﻣﺻﺎدر واﻟﻣراﺟﻊ‬

‫أﺣﻣد ﺷوﻗﻲ‪ ،‬اﻟﺷوﻗﯾﺎت‪ ،‬دار اﻟﻛﺗب اﻟﻌﻠﻣﯾﺔ‪ ،‬ﺑﯾروت ﻟﺑﻧﺎن‪ 2001 ،‬م‬ ‫‪.17‬‬
‫أﺣﻣد ﺷوﻗﻲ‪ ،‬دول اﻟﻌرب وﻋظﻣﺎء اﻹﺳﻼم‪ ،‬ﻣؤﺳﺳﺔ ﻫﻧداوي ﻟﻠﺗﻌﻠﯾم واﻟﺛﻘﺎﻓﺔ‪ 2016 ،‬م‬ ‫‪.18‬‬
‫أﺣﻣد ﻣﺣﻣد اﻟﻣﺣﺟوب – دﯾوان اﻟﻔردوس اﻟﻣﻔﻘود ‪ ،‬دار اﻟﻌودة‪ ،‬ﺑﯾروت ﻟﺑﻧﺎن‬ ‫‪.19‬‬
‫إﻣﯾل ﺑدﯾﻊ ﯾﻌﻘوب‪ ،‬اﻟﻣﻌﺟم اﻟﻣﻔﺻل ﻓﻲ ﻋﻠـم اﻟﻌـروض واﻟﻘﺎﻓﯾـﺔ وﻓﻧـون اﻟﺷـﻌر‪ ،‬دار اﻟﻛﺗـب‬ ‫‪.20‬‬
‫اﻟﻌﻠﻣﯾﺔ‪ ،‬ط‪ ،1‬ﺑﯾروت – ﻟﺑﻧﺎن‪ 1991 ،‬م‬
‫إﯾﻠﯾــﺎ ﺣــﺎوي‪ ،‬أﻋــﻼم اﻟﺷــﻌر اﻟﻌرﺑــﻲ اﻟﺣــدﯾث‪ ،‬أﺣﻣــد ﺷــوﻗﻲ أﺣﻣــد زﻛــﻲ أﺑــو ﺷــﺎدي‪ ،‬ﺑﺷــﺎرة‬ ‫‪.21‬‬
‫اﻟﺧوري‪ ،،‬ﻣﻧﺷورات اﻟﻣﻛﺗب اﻟﺗﺟﺎري ﻟﻠطﺑﺎﻋﺔ واﻟﻧﺷر واﻟﺗوزﯾﻊ‪ ،‬ﺑﯾروت‪ ،‬ﻟﺑﻧﺎن‪ ،‬ط‪1970 ،1‬م‬
‫اﻟﺑﺣﺗري‪ ،‬اﻟدﯾوان‪ ،‬ﺗﺣﻘﯾق وﺷرح وﺗﻌﻠﯾق ﺣﺳن ﻛﺎﻣل اﻟﺻﯾرﻓﻲ‪ ،‬دار اﻟﻣﻌﺎرف‪ ،‬ط‪3‬‬ ‫‪.22‬‬
‫ﺗﻣﺎم ﺣﺳن‪ ،‬اﻷﺻول‪ ،‬ﻋﺎﻟم اﻟﻛﺗب‪ ،‬اﻟﻘﺎﻫرة د‪.‬ط‪ 2000 ،‬م‬ ‫‪.23‬‬
‫ﺟﻣﯾل ﺳﻠطﺎن وزﻛﻲ ﻣﺣﺎﺳﻧﻲ‪ ،‬اﻟﺗراﺟم واﻟﻧﻘـد واﻟﺑﻼﻏـﺔ وﻣـوازﯾن اﻟﺷـﻌر‪ ،‬ﻣطﺑﻌـﺔ اﻟﻘـﺎﻫرة ﺳـﻧﺔ‬ ‫‪.24‬‬
‫‪1959‬م‬
‫ﺣــﺎزم اﻟﻘرطــﺎﺟﻧﻲ‪ ،‬ﻣﻧﻬــﺎج اﻟﺑﻠﻐــﺎء وﺳ ـراج اﻷدﺑــﺎء‪ ،‬ﺗــق و ﺗــﺢ ﻣﺣﻣــد اﻟﺣﺑﯾــب ﺑــن اﻟﺧوﺟــﺔ‪،‬‬ ‫‪.25‬‬
‫دار اﻟﻐرب اﻹﺳﻼﻣﻲ‪ ،‬ط ‪3‬‬
‫ﺣﺎﻓظ اﺑراﻫﯾم‪ ،‬اﻟدﯾوان‪ ،‬اﻟﻬﯾﺋﺔ اﻟﻣﺻرﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠﻛﺗﺎب‪ ،‬ط ‪ 1987 ،3‬م‬ ‫‪.26‬‬
‫ﺣﺳﯾن أﺣﻣد ﺷوﻗﻲ‪ ،‬أﺑﻲ ﺷوﻗﻲ‪ ،‬ﻣﻛﺗﺑﺔ اﻟﻧﻬﺿﺔ اﻟﻣﺻرﯾﺔ‪ ،‬اﻟﻘﺎﻫرة‪1947 ،‬م‬ ‫‪.27‬‬
‫ﺣﻧﺎ اﻟﻔﺎﺧوري‪ ،‬ﺗﺎرﯾﺦ اﻷدب اﻟﻌرﺑﻲ‪ ،‬ﻣﻧﺷورات اﻟﻣﻛﺗﺑﺔ اﻟﺑوﻟﺳﯾﺔ‪ ،‬ط ‪1987 ،12‬م‬ ‫‪.28‬‬
‫راﻏب اﻟﺳرﺟﺎﻧﻲ‪ ،‬ﻗﺻﺔ اﻷﻧدﻟس ﻣن اﻟﻔﺗﺢ إﻟﻰ اﻟﺳﻘوط ‪ ،‬ﻣؤﺳﺳﺔ إﻗ أر‬ ‫‪.29‬‬
‫رﺟﺎء ﻋﯾد‪ ،‬ﻓﻠﺳﻔﺔ اﻟﺑﻼﻏﺔ ﺑﯾن اﻟﺗﻘﻧﯾﺔ واﻟﺗطور‪ ،‬ﻣﻧﺷﺎة اﻟﻣﻌﺎرف‪ ،‬ﻣﺻر‬ ‫‪.30‬‬
‫اﻟزرﻛﺷﻲ‪ ،‬اﻟﺑرﻫﺎن ﻓﻲ ﻋﻠوم اﻟﻘرآن‪،‬ج‪ ،1‬ط‪ ،1‬دار إﺣﯾﺎء اﻟﻛﺗب اﻟﻌرﺑﯾﺔ‪ ،‬ﻣﺻر‪1957 ،‬م‬ ‫‪.31‬‬
‫زﻛـ ــﻲ ﻣﺑـ ــﺎرك‪ ،‬أﺟﻣـ ــد ﺷ ــوﻗﻲ‪ ،‬إﻋـ ــداد وﺗﻘ ــدﯾم ﻛرﯾﻣـ ــﺔ زﻛـ ــﻲ ﻣﺑـ ــﺎرك‪ ،‬دار اﻟﺟﯾ ــل‪ ،‬ﺑﯾـ ــروت‬ ‫‪.32‬‬
‫‪1408‬ه – ‪ 1988‬م‬
‫اﻟزﻣﺧﺷري‪ ،‬أﺳﺎس اﻟﺑﻼﻏﺔ‪ ،‬اﻟﻣﻛﺗﺑﺔ اﻟﻌﺻرﯾﺔ‪ ،‬ﺑﯾروت‪2005 ،‬م‬ ‫‪.33‬‬
‫اﻟﺳﻛﺎﻛﻲ‪ ،‬ﻣﻔﺗﺎح اﻟﻌﻠوم‪ ،‬ﺗﺢ‪ :‬ﻧﻌﯾم زرزور‪ ،‬دار اﻟﻛﺗب اﻟﻌﻠﻣﯾﺔ‪ ،‬ﺑﯾروت‪ ،‬ط‪1983 ،1‬م‬ ‫‪.34‬‬
‫ﺳ ــﻠﻣﻰ اﻟﺟﯾوﺳــﻲ‪ ،‬اﻻﺗﺟﺎﻫــﺎت واﻟﺣرﻛ ــﺎت ﻓ ــﻲ اﻟﺷ ــﻌر اﻟﻌرﺑ ــﻲ اﻟﺣــدﯾث‪ ،‬ﺗــر ‪ :‬ﻋﺑ ــد اﻟواﺣ ــد‬ ‫‪.35‬‬
‫ﻟؤﻟؤة‪ ،‬ﻣرﻛز دراﺳﺎت اﻟوﺣدة اﻟﻌرﺑﯾﺔ‪ ،‬ﺑﯾروت ﻟﺑﻧﺎن‪ 2001 ،‬م‬
‫ﺳﻠﯾﻣﺎن ﻓﯾﺎض‪ ،‬اﻟﻧﺣو اﻟﻌﺻري‪ ،‬ﻣرﻛز اﻷﻫرام‪ ،‬ط‪1995 ،1‬م‬ ‫‪.36‬‬
‫ﺳﯾﺑوﯾﻪ‪ ،‬اﻟﻛﺗﺎب‪ ،‬ﺗﺣﻘﯾق‪ :‬ﻋﺑد اﻟﺳﻼم ﻫﺎرون‪ ،‬ﻣﻛﺗﺑﺔ اﻟﺧﺎﻧﺟﻲ‪ ،‬اﻟﻘﺎﻫرة‪ ،‬ط‪3،1988‬م‬ ‫‪.37‬‬

‫‪142‬‬
‫ﻗﺎﺋﻣﺔ اﻟﻣﺻﺎدر واﻟﻣراﺟﻊ‬

‫ﺳﯾد اﻟﺑﺣراوي‪ ،‬اﻟﻌروض ٕواﯾﻘﺎع اﻟﺷﻌر اﻟﻌرﺑﻲ‪ ،‬اﻟﻬﯾﺋﺔ اﻟﻣﺻرﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠﻛﺗﺎب‪1993 ،‬م‬ ‫‪.38‬‬
‫ﺷوﻗﻲ ﺿﯾف‪ ،‬اﻷدب اﻟﻌرﺑﻲ اﻟﻣﻌﺎﺻر ﻓﻲ ﻣﺻر‪ ،‬دار اﻟﻣﻌﺎرف‪ ،‬ط ‪1992 ،10‬م‬ ‫‪.39‬‬
‫ﺷــوﻗﻲ ﺿــﯾف‪ ،‬ﺷــوﻗﻲ ﺷــﺎﻋر اﻟﻌﺻــر اﻟﺣــدﯾث‪ ،‬ﻣﻛﺗﺑــﺔ اﻷﺳ ـرة‪ ،‬اﻟﻬﯾﺋــﺔ اﻟﻣﺻ ـرﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣــﺔ‬ ‫‪.40‬‬
‫ﻟﻠﻛﺗﺎب‪ ،‬اﻟﻘﺎﻫرة‪ 2010 ،‬م‬
‫ﺻﺎﻟﺢ اﻷﺷﺗر‪ ،‬أﻧدﻟﺳﯾﺎت ﺷوﻗﻲ‪ ،‬ﻣطﺑﻌﺔ ﺟﺎﻣﻌﺔ دﻣﺷق‪ ،‬ط‪ 1959 ،1‬م‬ ‫‪.41‬‬
‫ﻋﺑد اﻟﻌزﯾز ﻋﺗﯾق‪،‬ﻋﻠم اﻟﺑﯾﺎن‪ ،‬دار اﻟﻧﻬﺿﺔ اﻟﻌرﺑﯾﺔ‪ ،‬ﺑﯾروت‪1982 ،‬م‬ ‫‪.42‬‬
‫ﻋﺑد اﻟﻘﺎدر اﻟﺟرﺟﺎﻧﻲ‪ ،‬دﻻﺋل اﻹﻋﺟﺎز‪ :‬ﺗﺣﻘﯾق‪ :‬ﻣﺣﻣود ﻣﺣﻣد ﺷﺎﻛر‪ ،‬دار اﻟﻣﻌرﻓـﺔ‪ ،‬ﺑﯾـروت‪،‬‬ ‫‪.43‬‬
‫ط‪1978 ،2‬م‬
‫ﻋﺑد اﻟﻘﺎدر ﺣﺳﯾن‪ ،‬اﻟﻘرآن واﻟﺻورة اﻟﺑﯾﺎﻧﯾﺔ‪ ،‬ﻋﺎﻟم اﻟﻛﺗب‪ -‬ﺑﯾروت‪ ،‬ط‪1985 ،2‬م‬ ‫‪.44‬‬
‫ﻋﺑــد اﻟﻘــﺎﻫر اﻟﺟرﺟــﺎﻧﻲ‪ ،‬أﺳ ـرار اﻟﺑﻼﻏــﺔ ﻓــﻲ ﻋﻠــم اﻟﺑﯾــﺎن‪ ،‬ﺗﺣﻘﯾــق ‪:‬ﻋﺑــد اﻟﺣﻣﯾــد ﻫﻧــداوي‪ ،‬دار‬ ‫‪.45‬‬
‫اﻟﻛﺗب اﻟﻌﻠﻣﯾﺔ – ﺑﯾروت‪ ،‬ط‪ 2001 ،1‬م‬
‫ﻋﺑــد اﷲ اﻟﺗطــﺎوي‪ ،‬اﻟﻣﻌﺎرﺿــﺔ اﻟﺷــﻌرﯾﺔ ﺑــﯾن اﻟﺗﻘﻠﯾــد واﻹﺑــداع‪ ،‬دار اﻟﺛﻘﺎﻓــﺔ ﻟﻠﻧﺷــر واﻟﺗوزﯾــﻊ‪،‬‬ ‫‪.46‬‬
‫اﻟﻘﺎﻫرة ‪1988‬م‬
‫ﻋﺻــﺎم ﻣﺣﻣــد ﺷــﺑﺎرو‪ ،‬اﻷﻧــدﻟس ﻣــن اﻟﻔــﺗﺢ اﻟﻌرﺑــﻲ اﻟﻣرﺻــود إﻟــﻰ اﻟﻔــردوس اﻟﻣﻔﻘــود ‪ ،‬دار‬ ‫‪.47‬‬
‫اﻟﻧﻬﺿﺔ اﻟﻌرﺑﯾﺔ ﺑﯾروت ﻟﺑﻧﺎن‪ 1423 ،‬ه – ‪ 2002‬م‬
‫اﻟﻌﻘــﺎد‪ ،‬ﺷــﻌراء ﻣﺻــر وﺑﯾﺋــﺎﺗﻬم ﻓــﻲ اﻟﺟﯾــل اﻟﻣﺎﺿــﻲ‪ ،‬ﻣﻛﺗﺑــﺔ اﻟﻧﻬﺿــﺔ اﻟﻣﺻ ـرﯾﺔ‪ ،‬ﻣطﺑﻌ ــﺔ‬ ‫‪.48‬‬
‫ﺣﺟﺎزي‪ ،‬اﻟﻘﺎﻫرة‬
‫اﻟﻔﺎراﺑﻲ‪ ،‬ﻛﺗﺎب اﻟﻣوﺳﯾﻘﻰ اﻟﻛﺑﯾر‪ ،‬دار اﻵداب‪ ،‬ﺑﯾروت ﻟﺑﻧﺎن ‪ 1985‬م‬ ‫‪.49‬‬
‫اﻟﻔﯾـروز أﺑـﺎدي‪ ،‬اﻟﻘـﺎﻣوس اﻟﻣﺣـﯾط‪ ،‬ﺗـﺢ ‪ :‬أﻧـس ﻣﺣﻣـد اﻟﺷـﺎﻣﻲ و زﻛرﯾـﺎء ﺟـﺎﺑر أﺣﻣــد‪ ،‬دار‬ ‫‪.50‬‬
‫اﻟﺣدﯾث‪ ،‬اﻟﻘﺎﻫرة ‪ 2008‬م‬
‫ﻗ ــﯾس إﺳ ــﻣﺎﻋﯾل اﻷوﯾﺳــﻲ‪ ،‬أﺳ ــﺎﻟﯾب اﻟطﻠ ــب ﻋﻧــد اﻟﻧﺣ ــوﯾﯾن واﻟﺑﻼﻏﯾ ــﯾن‪ ،‬و ازرة اﻟﺗﻌﻠ ــﯾم اﻟﻌ ــﺎﻟﻲ‬ ‫‪.51‬‬
‫واﻟﺑﺣث اﻟﻌﻠﻣﻲ‪ ،‬ﺟﺎﻣﻌﺔ ﺑﻐداد‪1988،‬م‬
‫ﻟﺳﺎن اﻟدﯾن ﺑن اﻟﺧطﯾب‪ ،‬اﻟدﯾوان ‪ ،‬ﺗﺢ‪ :‬ﻣﺣﻣد ﻣﻔﺗﺎح‪ ،‬دار اﻟﺛﻘﺎﻓﺔ ﻟﻠﻧﺷر واﻟﺗوزﯾﻊ‪ ،‬اﻟـدار‬ ‫‪.52‬‬
‫اﻟﺑﯾﺿﺎء‪ ،‬ط ‪ 1989 ،1‬م‬
‫ﻣﺣﻣد اﻟﻐزي ‪ ،‬ﻣن ﺷﻌراء اﻹﺣﯾﺎء‪ ،‬اﻟﻠﺟﻧﺔ اﻟﻣﻐرﺑﯾﺔ اﻟوطﻧﯾﺔ ﻟﻠﺗرﺑﯾﺔ واﻟﺛﻘﺎﻓﺔ واﻟﻌﻠوم‬ ‫‪.53‬‬
‫ﻣﺣﻣــد اﻟﻧــوﯾﻬﻲ‪ ،‬ﻗﺿــﯾﺔ اﻟﺷــﻌر اﻟﺟدﯾــد‪ ،‬اﻟﻣطﺑﻌــﺔ اﻟﻌﺎﻟﻣﯾــﺔ‪ ،‬ﺟﺎﻣﻌــﺔ اﻟــدول اﻟﻌرﺑﯾــﺔ‪ ،‬ﻣﻌﻬــد‬ ‫‪.54‬‬
‫اﻟدراﺳﺎت اﻟﻌرﺑﯾﺔ اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ‪ ،‬اﻟﻘﺎﻫرة‪ 1964 ،‬م‬

‫‪143‬‬
‫ﻗﺎﺋﻣﺔ اﻟﻣﺻﺎدر واﻟﻣراﺟﻊ‬

‫ﻣﺣﻣد اﻟﻬﺎدي اﻟطراﺑﻠﺳﻲ‪ ،‬ﺧﺻﺎﺋص اﻷﺳﻠوب ﻓﻲ اﻟﺷوﻗﯾﺎت‪ ،‬ﻣﻧﺷورات اﻟﺟﺎﻣﻌﺔ اﻟﺗوﻧﺳﯾﺔ‪،‬‬ ‫‪.55‬‬
‫اﻟﻣطﺑﻌﺔ اﻟرﺳﻣﯾﺔ ﻟﻠﺟﻣﻬورﯾﺔ اﻟﺗوﻧﺳﯾﺔ‪ 1981 ،‬م‬
‫ﻣﺣﻣــد ﺑــن ﻋﺛﻣــﺎن‪ ،‬اﻟﻣرﺷــد اﻟ ـواﻓﻲ ﻓــﻲ اﻟﻌــروض واﻟﻘــواﻓﻲ‪ ،‬دار اﻟﻛﺗــب اﻟﻌﻠﻣﯾــﺔ‪ ،‬ﺑﯾــروت‬ ‫‪.56‬‬
‫ﻟﺑﻧﺎن‪ ،‬ط ‪ 2004 ،1‬م‬
‫ﻣﺣﻣــد ﺻــﺎﺑر ﻋﺑﯾــد‪ ،‬اﻟﻘﺻــﯾدة اﻟﻌرﺑﯾــﺔ اﻟﺣدﯾﺛــﺔ ﺑــﯾن اﻟﺑﻧﯾــﺔ اﻟدﻻﻟﯾــﺔ واﻟﺑﻧﯾــﺔ اﻹﯾﻘﺎﻋﯾــﺔ‪ ،‬اﺗﺣــﺎد‬ ‫‪.57‬‬
‫اﻟﻛﺗﺎب اﻟﻌرب‪ ،‬دﻣﺷق ‪ 2001‬م‬
‫ﻣﺣﻣــد ﺻ ــﺑري‪ ،‬اﻟﺷــوﻗﯾﺎت اﻟﻣﺟﻬوﻟ ــﺔ ‪ ،‬اﻟﺷــرﻛﺔ اﻟدوﻟﯾــﺔ ﻟﻠطﺑﺎﻋ ــﺔ‪ ،‬اﻟﻬﯾﺋــﺔ اﻟﻌﺎﻣــﺔ ﻟﻘﺻــور‬ ‫‪.58‬‬
‫اﻟﺛﻘﺎﻓﺔ‪ 2003 ،‬م‪ ،‬ط ‪2‬‬
‫ﻣﺣﻣـ ــد ﻋﺑـ ــد اﻟﻣـ ــﻧﻌم ﺧﻔـ ــﺎﺟﻲ‪ ،‬اﻷدب اﻷﻧدﻟﺳـ ــﻲ اﻟﺗطـ ــور واﻟﺗﺟدﯾـ ــد‪ ،‬دار اﻟﺟﯾـ ــل‪ ،‬ﺑﯾـ ــروت‬ ‫‪.59‬‬
‫‪1992‬م‬
‫ﻣﺣﻣد ﻣﺻطﻔﻰ ﻫدارة‪ ،‬ﻓﻲ اﻟﺑﻼﻏﺔ اﻟﻌرﺑﯾﺔ‪ ،‬دار اﻟﻌﻠوم اﻟﻌرﺑﯾﺔ‪ ،‬ﺑﯾروت‪ ،‬ط‪1989 ،1‬م‬ ‫‪.60‬‬
‫ﻣﺣﻣ ـ ـ ــد ﻣﻔﺗ ـ ـ ــﺎح‪ ،‬ﺗﺣﻠﯾ ـ ـ ــل اﻟﺧط ـ ـ ــﺎب اﻟﺷ ـ ـ ــﻌري‪ ،‬اﻟﻣرﻛ ـ ـ ــز اﻟﺛﻘ ـ ـ ــﺎﻓﻲ اﻟﻌرﺑ ـ ـ ــﻲ‪ ،‬اﻟ ـ ـ ــدار اﻟﺑﯾﺿ ـ ـ ــﺎء‬ ‫‪.61‬‬
‫ط‪،1985،1‬م‬
‫اﻟﻣﻘري‪ ،‬ﻧﻔـﺢ اﻟطﯾـب‪ ،‬ﺗﺣﻘﯾـق‪ :‬إﺣﺳـﺎن ﻋﺑـﺎس‪ ،‬دار ﺻـﺎدر ﺑﯾـروت ‪ 1377‬ﻫ ـ ‪1968 -‬م‬ ‫‪.62‬‬
‫)د ط(‬
‫ﻣﻧﯾر ﺳﻠطﺎن‪ ،‬اﻟﺑدﯾﻊ ﻓﻲ ﺷﻌر ﺷوﻗﻲ‪ ،‬اﻟﻣﻌﺎرف‪ ،‬اﻹﺳﻛﻧدرﯾﺔ‪ ،‬ط ‪ 1992 ،2‬م‬ ‫‪.63‬‬
‫ﻧزار ﻗﺑﺎﻧﻲ‪ ،‬اﻟرﺳم ﺑﺎﻟﻛﻠﻣﺎت‬ ‫‪.64‬‬
‫ﻧ ـوارة وﻟــد أﺣﻣــد‪ ،‬ﺷــﻌرﯾﺔ اﻟﻘﺻــﯾدة اﻟﺛورﯾــﺔ ﻓــﻲ اﻟﻠﻬــب اﻟﻣﻘــدس‪ ،‬دار اﻷﻣــل ﻟﻠطﺑﺎﻋــﺔ واﻟﻧﺷــر‬ ‫‪.65‬‬
‫واﻟﺗوزﯾﻊ‪2008 ،‬م‬
‫اﻟرﺳﺎﺋل اﻟﺟﺎﻣﻌﯾﺔ‬
‫أﺣﻣـد ﺣﺳـﺎﻧﻲ‪ ،‬اﻹﯾﻘـﺎع وﻋﻼﻗﺗـﻪ ﺑﺎﻟدﻻﻟـﺔ ﻓـﻲ اﻟﺷـﻌر اﻟﺟـﺎﻫﻠﻲ ) ﺑﺣـث ﻣﻘـدم ﻟﻧﯾـل ﺷـﻬﺎدة‬ ‫‪.66‬‬
‫دﻛﺗوراﻩ اﻟدوﻟﺔ ( ﺟﺎﻣﻌﺔ اﻟﺟزاﺋر ‪2006/2005‬‬
‫ﺣﺳـﺎم أﯾــوب‪ ،‬اﻹﯾﻘــﺎع ﻓــﻲ ﺷـﻌر أﺣﻣــد ﺷــوﻗﻲ‪ ) ،‬رﺳــﺎﻟﺔ ﻣﻘدﻣـﺔ ﻟﻧﯾــل ﺷــﻬﺎدة اﻟﻣﺎﺟﺳــﺗﯾر (‬ ‫‪.67‬‬
‫ﺟﺎﻣﻌﺔ اﻷردن ‪ 1998‬م‬
‫ﺧﻠﯾ ــل أﺣﻣ ــد ﻋﻣ ــﺎﯾرة‪ ،‬أﺳ ــﻠوب اﻟﻧﻔــﻲ واﻻﺳ ــﺗﻔﻬﺎم ﻓ ــﻲ اﻟﻌرﺑﯾ ــﺔ‪ ،‬ﻣ ــﻧﻬﺞ وﺻــﻔﻲ ﻓ ــﻲ اﻟﺗﺣﻠﯾ ــل‬ ‫‪.68‬‬
‫اﻟﻠﻐوي‪ ،‬ﺟﺎﻣﻌﺔ اﻟﯾرﻣوك‪)،‬د‪.‬ت(‬

‫‪144‬‬
‫ﻗﺎﺋﻣﺔ اﻟﻣﺻﺎدر واﻟﻣراﺟﻊ‬

‫ﻗ ــﯾس إﺳ ــﻣﺎﻋﯾل اﻷوﯾﺳــﻲ‪ ،‬أﺳ ــﺎﻟﯾب اﻟطﻠ ــب ﻋﻧــد اﻟﻧﺣ ــوﯾﯾن واﻟﺑﻼﻏﯾ ــﯾن‪ ،‬و ازرة اﻟﺗﻌﻠ ــﯾم اﻟﻌ ــﺎﻟﻲ‬ ‫‪.69‬‬
‫واﻟﺑﺣث اﻟﻌﻠﻣﻲ‪ ،‬ﺟﺎﻣﻌﺔ ﺑﻐداد‪ 1988 ،‬م‬
‫ﻣﺳـ ــﻌود وﻗـ ــﺎد‪ ،‬اﻟﺑﻧﯾـ ــﺔ اﻹﯾﻘﺎﻋﯾـ ــﺔ ﻓـ ــﻲ ﺷـ ــﻌر ﻓـ ــدوى طوﻗ ـ ـﺎن ‪ ) ،‬ﺑﺣـ ــث ﻣﻘـ ــدم ﻟﻧﯾـ ــل ﺷـ ــﻬﺎدة‬ ‫‪.70‬‬
‫اﻟﻣﺎﺟﺳﺗﯾر( ﺟﺎﻣﻌﺔ ورﻗﻠﺔ ‪ 2004‬م‬
‫ﻣﯾ ـران اﻟﺑ ـواب‪ ،‬اﻟرﻣــز اﻷﻧدﻟﺳــﻲ ﻓــﻲ اﻟﺷــﻌر اﻟﻌرﺑــﻲ اﻟﺣــدﯾث‪ ) ،‬رﺳــﺎﻟﺔ ﻣﻘدﻣــﺔ ﻟﻧﯾــل ﺷــﻬﺎدة‬ ‫‪.71‬‬
‫اﻟﻣﺎﺟﺳﺗﯾر( ﻛﻠﯾﺔ اﻟدراﺳﺎت اﻟﻌﻠﯾﺎ‪ ،‬اﻟﺟﺎﻣﻌﺔ اﻷردﻧﯾﺔ‪ 2005 ،‬م‬
‫ﻧﺿـ ــﺎل اﻟﻌﻣـ ــﺎوي‪ ،‬اﻟﻐرﺑـ ــﺔ واﻟﺣﻧـ ــﯾن ﻓـ ــﻲ ﺷـ ــﻌر أﺣﻣـ ــد ﺷـ ــوﻗﻲ ) رﺳـ ــﺎﻟﺔ ﻣﻘدﻣ ـ ـﺔ ﻟﻧﯾـ ــل ﺷـ ــﻬﺎدة‬ ‫‪.72‬‬
‫اﻟﻣﺎﺟﺳﺗﯾر ( اﻟﺟﺎﻣﻌﺔ اﻹﺳﻼﻣﯾﺔ‪ ،‬ﻏزة‪ 2015 ،‬م‬
‫اﻟﻣﺟﻼت‪:‬‬
‫ﺑﺷــرى ﯾﺎﺳ ــﯾن ﻣﺣﻣــد‪ ،‬اﻹﯾﻘ ــﺎع ﻓ ــﻲ اﻟﺷــﻌر اﻟﻌرﺑ ــﻲ اﻟﺣــدﯾث‪ ،‬اﻟﻣﻘــوﻻت واﻟﺗﻣــﺛﻼت‪ ،‬ﺑﺣــث‬ ‫‪.73‬‬
‫ﻣﻧﺷور ﻓﻲ ﻣﺟﻠﺔ اﻵداب‪ ،‬ﻛﻠﯾﺔ اﻟﺗرﺑﯾﺔ اﺑن رﺷد ﻟﻠﻌﻠـوم اﻹﻧﺳـﺎﻧﯾﺔ‪ ،‬ﻗﺳـم اﻟﻠﻐـﺔ اﻟﻌرﺑﯾـﺔ ﺟﺎﻣﻌـﺔ ﺑﻐـداد‬
‫– ذي ﻗﺎر – ﻧوﻓﻣﺑر ‪ 2018‬م‬
‫راﺷد اﻟﺣﺳﯾﻧﻲ‪ ،‬دﻻﻟﺔ اﻹﯾﻘﺎع وﻧﺳﻘﻪ اﻟﺗﻌﺑﯾـري‪ ،‬ﻣﺟﻠـﺔ ﻛﻠﯾـﺔ اﻟﻠﻐـﺔ اﻟﻌرﺑﯾـﺔ ﺑﺎﻟزﻗـﺎزﯾق‪ ،‬اﻟﻌـدد‬ ‫‪.74‬‬
‫‪ 2015 ،35‬م‬
‫ﻣﺣﻣد زﻛﻲ اﻟﻌﺷﻣﺎوي‪ ،‬دﻻﺋل اﻟﻘدرة اﻟﺷﻌرﯾﺔ ﻋﻧد ﺷوﻗﻲ‪ ،‬ﻣﺟﻠﺔ ﻓﺻول‪ ،‬ع‪1‬‬ ‫‪.75‬‬
‫اﻟﻣواﻗﻊ اﻹﻟﻛﺗروﻧﯾﺔ‪:‬‬
‫ﺧﺎﻟدة اﻟﻠﻘﺎﻧﻲ‪ ،‬ﻓﻲ ﺑﻼد اﻷﻧدﻟس )اﻟﻔردوس اﻟﻣﻔﻘود(‪ ،‬اﻟﻣوﻗﻊ اﻹﻟﻛﺗروﻧﻲ ‪al-tayar.net‬‬ ‫‪.76‬‬
‫زﯾﻧــﺔ اﻟﺧﻔــﺎﺟﻲ‪ ،‬ﻣﺣﺎﺿ ـرة ﺑﻌﻧـوان ‪ :‬ﻣدرﺳــﺔ اﻹﺣﯾــﺎء )ﻣﺣﻣــود ﺳــﺎﻣﻲ اﻟﺑــﺎرودي( ﻣوﻗــﻊ ﻛﻠﯾــﺔ‬ ‫‪.77‬‬
‫اﻟﺗرﺑﯾﺔ اﻷﺳﺎﺳﯾﺔ‪ ،‬ﺟﺎﻣﻌﺔ ﺑﺎﺑل ‪basiceducation.uobabylon.edu.iq 2015/11/11‬‬
‫ﻋﺑـ ــد اﻟﻌزﯾـ ــز ﻋﻣ ـ ــر ﻋﯾﺳ ـ ــﻰ‪ ،‬ﻣﻣﯾـ ـ ـزات ﺷ ـ ــﻌر أﺣﻣ ـ ــد ﺷـ ــوﻗﻲ‪ ،‬أﻋ ـ ــﻼم اﻟﺷـ ــﻌراء‪ ،‬اﻟﻣدوﻧ ـ ــﺔ‪،‬‬ ‫‪.78‬‬
‫‪https://abuwesal1419.wordpress.com‬‬
‫ﻫﻧد ﻋﺑد اﻟﺣﻠـﯾم ﻣﺣﻔـوظ‪ ،‬رﺣﻠـﺔ أﺣﻣـد ﺷـوﻗﻲ إﻟـﻰ اﻷﻧـدﻟس ﻓـﻲ اﻟـذﻛرى اﻟ ـ ‪ 83‬ﻟﻐﯾﺎﺑـﻪ‪ ،‬ﻣﻘـﺎل‬ ‫‪.79‬‬
‫ﻣﻧﺷـ ــور ﻓ ـ ــﻲ ﺟرﯾـ ــدة اﻟﺣﯾ ـ ــﺎة ﻋﻠـ ــﻰ ﺻـ ــﻔﺣﺔ اﻟﻣوﻗ ـ ــﻊ اﻹﻟﻛﺗروﻧ ـ ــﻲ ‪ ،www.sauress.com‬اﻟﻘ ـ ــﺎﻫرة‬
‫‪2005‬م‬

‫‪145‬‬
‫اﻟﻔﻬرس‬
‫اﻟﻤﻘﺪﻣﺔ ‪3...........................................................................................................‬‬
‫اﻟﻔﺼﻞ اﻷول ‪6....................................................................................................‬‬
‫أ‪ -‬أﺣﻤﺪ ﺷﻮﻗﻲ واﻷﻧﺪﻟﺲ ‪8.......................................................................................‬‬
‫‪ -‬اﻷﻧﺪﻟﺲ اﻟﺬاﻛﺮة و اﻟﺮﻣﺰ ‪8.................................................................................‬‬
‫‪ -‬أﺣﻤﺪ ﺷﻮﻗﻲ واﻷﻧﺪﻟﺲ اﻟﻤﻨﻔﻰ ‪13..........................................................................‬‬
‫ب‪ -‬أﻧﺪﻟﺴﯿﺎت ﺷﻮﻗﻲ ‪26..........................................................................................‬‬
‫‪ " -‬اﻷﻧﺪﻟﺴﯿﺎت " إﺷﻜﺎﻟﯿﺔ اﻟﻤﺼﻄﻠﺢ ‪26.................................................................. :‬‬
‫‪ -‬إﺣﯿﺎﺋﯿﺔ ﺷﻮﻗﻲ وﺧﺼﺎﺋﺺ ﺷﻌﺮه اﻷﺳﻠﻮﺑﯿﺔ ‪31..........................................................‬‬
‫اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎﻧﻲ ‪44..................................................................................................‬‬
‫اﻹﯾﻘﺎع واﻹﯾﺤﺎء ‪45..............................................................................................‬‬
‫‪ -‬ﻣﻔﮭﻮم اﻹﯾﻘﺎع‪45........................................................................................ :‬‬
‫‪ -‬اﻹﯾﻘﺎع واﻟﻌﺮوض‪47................................................................................... :‬‬
‫‪ -‬اﻹﯾﻘﺎع وﻋﻼﻗﺘﮫ ﺑﺎﻟﺪﻻﻟﺔ ‪48..............................................................................‬‬
‫أ‪ -‬إﯾﻘﺎع اﻟﻤﻌﺎرﺿﺔ‪50....................................................................................... :‬‬
‫ﺗﻌﺮﯾﻒ اﻟﻤﻌﺎرﺿﺔ ‪50.................................................................................... :‬‬
‫ﻣﻔﮭﻮم اﻹﯾﻘﺎع ﻓﻲ اﻟﻤﻌﺎرﺿﺔ ‪52........................................................................ :‬‬
‫أﻧﺪﻟﺴﯿﺔ ﻓﻲ ﻣﻌﺎرﺿﺔ ﺳﯿﻨﯿﺔ اﻟﺒﺤﺘﺮي ‪53.................................................................‬‬
‫أﻧﺪﻟﺴﯿﺔ ﻓﻲ ﻣﻌﺎرﺿﺔ ﻣﯿﻤﯿﺔ اﻟﻤﺘﻨﺒﻲ ‪65..................................................................‬‬
‫أﻧﺪﻟﺴﯿﺔ ﻓﻲ ﻣﻌﺎرﺿﺔ ﻧﻮﻧﯿﺔ اﺑﻦ زﯾﺪون ‪73...............................................................‬‬
‫ﺧﻼﺻﺔ ‪81..................................................................................................‬‬
‫ب‪ -‬إﯾﻘﺎع اﻟﺘﺸﺎﻛﻞ اﻟﺼﻮﺗﻲ ‪83...............................................................................‬‬
‫اﻟﺘﺼﺮﯾﻊ ‪83.................................................................................................‬‬
‫اﻟﺘﺼﺪﯾﺮ ‪83..................................................................................................‬‬
‫اﻟﺘﻘﺴﯿﻢ ‪84....................................................................................................‬‬
‫اﻟﺘﻜﺮار ‪87...................................................................................................‬‬
‫اﻟﺠﻨﺎس ‪90...................................................................................................‬‬
‫اﻟﺘﺮﻛﯿﺐ اﻟﺸﻌﺮي واﻟﺪﻻﻟﺔ اﻟﺸﻌﻮرﯾﺔ‪92.................................................................... :‬‬
‫أ– اﻟﺘﺮﻛﯿﺐ اﻟﻨﺤﻮي‪92...................................................................................... :‬‬
‫اﻟﺘﻘﺪﯾﻢ واﻟﺘﺄﺧﯿﺮ‪92........................................................................................ :‬‬
‫ب‪ -‬اﻷﺳﺎﻟﯿﺐ اﻟﻄﻠﺒﯿﺔ‪94..................................................................................... :‬‬
‫اﻻﺳﺘﻔﮭﺎم‪94................................................................................................ :‬‬
‫اﻟﻨﺪاء‪96.................................................................................................... :‬‬
‫اﻷﻣــــــــﺮ‪98.............................................................................................. :‬‬
‫ج – اﻟﺘﺮﻛﯿﺐ اﻟﻤﺠﺎزي‪100................................................................................ :‬‬
‫اﻟﺘﺸﺒﯿﮫ‪100.................................................................................................:‬‬
‫اﻻﺳﺘﻌﺎرة ‪102............................................................................................ :‬‬
‫اﻟﻜﻨﺎﯾﺔ ‪105................................................................................................ :‬‬
‫اﻟﺨﺎﺗﻤﺔ ‪108.......................................................................................................‬‬
‫ﻣﻠﺤـــــﻖ ‪110.....................................................................................................‬‬
‫ﺷﻮﻗﻲ ﻓﻲ ﺳﻄﻮر ‪111.....................................................................................‬‬
‫أﻧﺪﻟﺴﯿﺎت ﺷﻮﻗﻲ اﻟﺸﻌﺮﯾﺔ‪115........................................................................... :‬‬
‫ﻗﺎﺋﻤﺔ اﻟﻤﺼﺎدر واﻟﻤﺮاﺟﻊ ‪141..................................................................................‬‬

You might also like