Professional Documents
Culture Documents
شركة ناشئة
بـ 100دوالر
كريس جيلبو
كاتب ،ورائد أعمال ،ومدون أمريكي من مواليد عام ،1978حصل على
بكالوريوس في مجال الدراسات الدولية من «جامعة واشنطن»
و»جامعة أثينا ستيت» ،ثم عمل على تكريس جهده لتشجيع األشخاص
حول العالم على عيش حياة مليئة باإلنجازات من خالل اقتحامهم
لمجال التوظيف الذاتي.
اشتهر كريس من خالل مدونته «فن التمرد على حياتك» التي يناقش فيها موضوعات حول ريادة األعمال،
والسفر ،والتنمية الذاتية باإلضافة إلى تقديم قصص نجاح غير تقليدية في الحياة والعمل ،كما نجحت كتبه
في احتالل قائمة «نيويورك تايمز» للكتب األعلى مبي ًعا وتم ترجمتها لعدة لغات.
صدر هذا الكتاب للمرة األولى عام 2012
2
الفهرس
عن الكاتب
مقدمة
3
مقد مــــــة
في جميع أنحاء العالم وبطرق متعددة اختار آالف األشخاص أن يعيشوا حياة تعبر عن قناعاتهم وأحالمهم
وأهدافهم من خالل تركهم للوظائف التقليدية وإقامتهم لمشروعات ناشئة خاصة بهم في المجاالت التي يتقد
شغفهم وإبداعهم فيها ،وهم بذلك اختاروا أن يديروا أنفسهم ،وأن يعيدوا كتابة القواعد الحاكمة للعمل ،وأن
يصنعوا مستقبل جديد.
ورغم أن معظم رواد األعمال لم يخطر ببالهم يو ًما أن يكونوا جزء من عالم البيزنس ،إال أن فكرة ريادة األعمال
أتاحت ذلك ألنها نجحت في توظيف التكنولوجيا بطريقة مثالية إلنجاز خطوات خروج أي مشروع للنور بأقل
التكاليف مما يتيح للجميع كسب رزقهم من خالل مشروعاتهم الناشئة مع التمتع بحياة مستقلة وذات هدف،
لهذا ينظر الكثيرون لريادة األعمال والمشروعات الناشئة بوصفهما طفرة في المشروعات فائقة الصغر وهو ما
يفسر صدور كثير من الكتب بهذا الشأن.
لكن ما يجعل هذا الكتاب مختل ًفا عن غيره هو تقديمه للمفهومين المفتاحيين اللذان يقوم عليهما العمل الحر
أو التوظيف الذاتي وهما «الحرية» و»القيمة» السيما أن هذا الثنائي البد أن ُيالزم أي شخص قرر أن يحول
إحدى هواياته أو مهاراته أو شغفه لنموذج عمل تمهي ًدا لتحويله إلى شركة ناشئة ،فالحرية هي الشيء الذي
ننشده جمي ًعا ،والقيمة هي الوسيلة التي ستعمل على توصيلنا إلى هذا الهدف.
ويمكن القول إن الوصول للحرية واالستقالل يستلزم التفكير بطريقة مختلفة ،فعلى سبيل المثال إذا كنا نريد
بدل من العمل لدى شخص آخر أو التخلي عن ً الحصول على المال علينا أن نفكر في صناعة شيء وبيعه
ً
فبدل من تحديد خياراتنا شيء كنا نقوم به ،هذا باإلضافة إلى تغيير وجهة نظرنا تجاه الدخل الذي نحصل عليه
وف ًقا للميزانية المتاحة لنا يمكننا أن نبدأ بوضع األشياء التي نريد إنجازها ونبدأ في وضع خطط حقيقية لتنفيذها.
طريقة التفكير هذه ال تحقق الثراء إال أنها تمنحنا ما هو أهم وهو حريتنا ،باإلضافة إلى مزيد من الوقت لتنمية
ذواتنا ،وممارسة هواياتنا ،وخدمة المجتمع المحيط بنا.
يأتي بعد ذلك الحديث حول القيمة التي غالبًا ما تتحقق حينما يصنع الفرد شيء مفيد ويتشارك فوائده مع
العالم ،والتي تعد السبب الرئيس وراء قصص نجاح رواد األعمال السيما أولئك الذين يعيشون أحالمهم ويعملون
على كسب رزقهم من مجاالت لديهم شغف عظيم بها.
علينا أن نؤكد هنا أن الكتاب يتحدث بالدرجة األولى عن المشروعات الناشئة التي تبدأ برؤوس أموال منخفضة
ج ًدا والتي ال تستهدف تكوين سريع للثروة بقدر ما تسعى لتقديم قيمة حقيقية تستحق أن يدفع الجمهور
أموالهم ألجلها ،مقد ًما نماذج حول العالم نجحت في تحقيق ذلك ،والخطط التي اتبعوها والتي يمكن للجميع
تنفيذها.
4
الجزء األول :رواد أعمال ( بـالصدفة )
في والية أوريجون األمريكية فقد «مايكل حنا» مسئول المبيعات األمريكي المخضرم عمله بدون مقدمات بعد
أن استغنت عنه شركته بعد عام من األزمة االقتصادية العالمية ليجد نفسه وأسرته في مأزق كبير ،السيما
مع تضاءل فرصه في الحصول على عمل جديد جيد ومناسب بسبب خبرته الواسعة.
وفي أحد األيام ،تلقى مايكل مكالمة هاتفية من صديق له يمتلك متجر لبيع األثاث ليعرض عليه شراء شحنة
لديه من تصفيات المراتب الغير مستخدمة مع تولي عملية بيعها على واحدة من المواقع المتخصصة في
عمليات البيع والشراء ،وبالفعل أتم مايكل الصفقة ،ورغم محدودية معلوماته حول مميزات وعيوب هذه المراتب
باإلضافة إلى عدم امتالكه لخطة عمل واضحة نجح مايكل في بيع البضاعة عبر التسويق الشفهي واإلنترنت.
وبعد نجاح هذه التجربة ،بدأ مايكل يوسع خبراته في مجال المراتب ،ومخاطبة الموردين المحليين والتفاوض
مع وكالء بيع السيارات ،الذين كانوا يعانون من الركود ،من أجل استئجار جزء من معارضهم لعرض المراتب بها،
وفي الوقت نفسه تولت زوجته إنشاء موقع إلكتروني خاص بهم متخصص في بيع المراتب.
وانتشرت في المدينة فكرة إمكانية شراء المراتب وشحنها باستخدام الدراجة ،بعد أن قام أحد أصدقاء مايكل
بتهيئتها للقيام بهذه المهمة ،ونجح مايكل في تنمية عمله بسبب العروض الجيدة التي كان يقوم بها الجتذاب
العمالء وبناء ثقتهم.
ما في توجيههم لمجال تخبرنا هذه القصة وغيرها من حكايات كثير من رواد األعمال أن الصدفة لعبت دورًا مه ً
ريادة األعمال والمشروعات الناشئة فبعضهم اتجهوا نحوه دون تخطيط مسبق بعد فقدانهم لوظائفهم ،فيما
كان آخرون يبحثون عن خدمات ولم يجدوها فقرروا خلقها بأنفسهم وإشراك العالم معهم ومع ذلك فقد نجح
الفريقان في تأسيس مشروعاتهم وجني أرباح جيدة منها رغم غياب أو ندرة خبراتهم التجارية.
ويمكن القول إن مجال ريادة األعمال المتناهية الصغر هي حركة مرتبطة بالطبقة المتوسطة في العالم كله وال
يمكن أن ننسبها للنخبة ،ألن أبناء هذه الطبقة هم من رفضوا الشكل التقليدي للعمل وبدأوا في صناعة أنماط
العمل الخاصة بهم والتي تعتمد على تحويل شغفهم إلى مصدر للدخل دون إنفاق أموال طائلة وهو ما يحقق
لهم استقالل كبير يفوق أي عمل آخر وإمكانية تحقيق أرباح جيدة ج ًدا قد ال يتخيلها البعض ،وهو أمر يستطيع
أي فرد تحقيقه في سنوات قليلة.
5
وبالتدريج بدأ يهتم بنموذج «تتبع الشغف» الذي تقوم عليه غالبية المشروعات الصغيرة الناجحة وقام بإجراء مقابالت مع
رواد أعمال من جميع أنحاء العالم وعمل على توثيقها من أجل تقديم دورة تدريبية على اإلنترنت ،وكانت هذه الدورة
نواة لتقديم هذا الكتاب الذي يعمل على استخالص الدروس المستفادة من 50تجربة وقصة نجاح لرواد أعمال كانت
مشروعاتهم تطبق على األقل أربعة من المعايير الستة التالية:
-2التكلفة المنخفضة:
تم اختيار المشروعات التي يتطلب بدء تشغيلها رأس مال أقل من ألف دوالر خاصة تلك التي يمكن تأسيسها بمبلغ
ضئيل ج ًدا (أقل من 100دوالر).
6
في غالبية الدراسات ،والكتب ،وحتى التغطيات اإلعالمية يحظى نوعان من نماذج األعمال بمعظم االهتمام،
األول هو نموذج العمل المنتمي للمدرسة التقليدية وهو قائم على صاحب فكرة استطاع أن يقنع البنك بالحصول
على تمويل إلنشاء مشروعه وتنفيذ فكرته ،أو تمويل نشاط توسعي بالشركة القائمة بالفعل ،وهذه النوعية من
الشركات تعتبر النوع السائد في البورصة.
في غالبية الدراسات ،والكتب ،وحتى التغطيات اإلعالمية يحظى نوعان من نماذج األعمال بمعظم االهتمام،
األول هو نموذج العمل المنتمي للمدرسة التقليدية وهو قائم على صاحب فكرة استطاع أن يقنع البنك بالحصول
على تمويل إلنشاء مشروعه وتنفيذ فكرته ،أو تمويل نشاط توسعي بالشركة القائمة بالفعل ،وهذه النوعية من
الشركات تعتبر النوع السائد في البورصة.
النموذج الثاني هو «المشاريع الناشئة المدفوعة باالستثمار» ،وهي عبارة عن شركة تم تأسيسها من مؤسس
أو مجموعة من المؤسسيين ،ولكن يتم إدارتها من خالل فريق إداري محترف ،الذي يتبع بدوره مجلس اإلدارة
ويقدم له تقارير األداء.
وفي الوقت الذي استولى فيه نموذجا العمل السابقين على اهتمام الجميع كان هناك نموذج آخر مختلف يظهر
وينمو في هدوء ،هذا النموذج قائم على أشخاص يبدو أن مشروعاتهم فائقة الصغر بال أي تمويل أو استثمار،
وبدون موظفين ،فقط يمتلكون فكرة يودون تنفيذها ،وألنهم ال يوجد لديهم خطة عمل رسمية ويختبرون السوق
بطريقة عاجلة فغالبًا ما يطلقون مشروعاتهم سري ًعا ويبنوها على التجريب واختبار النتائج مع العمل على إيجاد
حلول آنية للمشكالت التي تواجههم.
ففي والية بنسلفانيا األمريكية ،بدأت «تارا جنتيل» مشروعها لتتمكن من العمل من المنزل أثناء رعاية أطفالها إال
أن النمو السريع الذي حققته دفع زوجها لالستقالة ليتولى معها إدارة المشروع وتنفيذه.
وفي بريطانيا استقال «دافيد هانزل» من عمله كمدير ألكبر وكالة إعالنية خارج لندن ألنه أصيب بالملل ومتالزمة
التعب المزمن بسبب األعباء التي كانت ملقاه على عاتقه ثم قام بتأسيس شركته الخاصة لكي يجني المال
على طريقته وهو أمر انعكس على حالته الصحية باإليجاب.
وعند قراءة قصص أولئك الذين اختاروا نموذج العمل الثالث سنالحظ تعدد واختالف الطرق التي اختارها كل واحد
منهم لتنظيم مشروعه فبعضهم اختار أن يتوسع عبر توظيف أفراد أو مجموعات عن بعد من خالل شركات تعمل
على توفير تلك الخدمة بهدف االبتعاد عن أي تعقيدات والحفاظ على بساطة سير العمل في مشروعاتهم ،فيما
حرص البعض اآلخر على إقامة شراكات تتيح لهم تقديم خدماتهم بشكل أفضل للجمهور ،بينما فضل آخرون عدم
التوسع أو بيع منتجاتهم إلى المتاجر الكبيرة.
ضا سنجد أن بعض المشروعات بنيت باألساس على شراكات سواء كانت بين أزواج أو أصدقاء ،بينما اهتم أي ً
البعض اآلخر بتنفيذ مشروعاتهم بشكل منفرد لضمان حرية اتخاذ القرار والعمل بطريقتهم المحببة.
لكن مع كل هذه االختالفات سنجد أن ما يجمع هؤالء في الواقع هو الجرأة والشجاعة التي أتاحت لهم التحرر
من نظام العمل التقليدي البائس الذي تطبقه غالبية الشركات ،لهذا كان من المهم أن نشارك هذه القصص مع
مواجهة تحدي االعتراف بشجاعتهم دون المبالغة في تقدير مهاراتهم ألن غالبيتهم ليسوا عباقرة أو رواد أعمال
بالفطرة بل على العكس هم أفراد عاديون اتخذوا قرارات مهمة لتغيير مسار حياتهم.
ولعل الهدف األساسي من مشاركة قصص نجاح هؤالء الذين تمكنوا من تأسيس مشروعاتهم الناشئة بأقل
التكاليف الممكنة هو تقديم نموذج عمل يسمح لآلخرين بنيل حريتهم وبدء مشروعاتهم على طريقتهم الخاصة،
ويمكن القول إن الثالثة دروس المستفادة من قصص نجاح المشروعات فائقة الصغر ،هي:
7
الدرس األول-نقطة االلتقاء:
يمكن وصف نقطة االلتقاء بأنها المساحة التي يتقاطع فيها شغفك (الشيء الذي تحب أن تقوم به أو تجيد القيام
به ،ومن األفضل أن يكون االثنين) مع الشيء الذي يلقى اهتمام ورواج لدى الناس ،فهو المساحة المتداخلة
بين األشياء التي تهتم بها وتلك التي لدى الناس استعداد إلنفاق أموالهم عليها ،ألنه من الصعب أو المستحيل
أن تقع كل األشياء التي لدينا شغف بها أو مهارات فيها ضمن اهتمامات الناس أو أن تكون حتى قابلة للتسويق.
فقط في نقطة االلتقاء حيث يجتمع الشغف أو المهارات مع اهتمامات اآلخرين يمكن ألي مشروع ناشئ قائم
على الحرية والقيمة أن يزدهر.
ولكي نفهم المقصود بتحويل المهارات علينا أن ندرك أن كل فرد منا على األرجح يجيد القيام بأكثر من شيء
واحد وهو أمر يمكن استثماره لتنفيذ أي مشروع ناشئ خاصة أن النجاح في مجال ريادة األعمال ال يرتبط بشكل
أساسي بكونك األفضل في القيام بنشاط معين.
ويتطلب النجاح في تأسيس أي مشروع تجاري ،خاصة ذلك الذي نمتلك شغف وحماس تجاهه ،أن نفكر بعناية
في المهارات التي نمتلكها والكيفية التي يمكن أن يكون بها هذا المزيج من المهارات مفيد لآلخرين.
8
الدرس الثالث :المعادلة السحرية:
ومن الدرس األول والدرس الثاني يمكن أن نستخلص المعادلة السحرية لتنفيذ المشروعات فائقة الصغر ،وهي:
وهو ما أثبتته لنا قصة أستاذ البيانو «براندون بيرس» الذي كان يجد صعوبة كبيرة في متابعة النواحي اإلدارية
الخاصة بعمله ،وألنه كان يهوى البرمجة فقام بإنشاء برنامج يساعده على متابعة طالبه ،وتنظيم الجداول الخاصة
به وطرق الدفع ،ورغم عدم وجود أي نية لدى «بيرس» لتحويل برنامجه إلى مشروع تجاري إال أن اهتمام
المعلمين اآلخرين بالبرنامج جعله يفكر في إمكانية الحصول على دخل إضافي من وراءه ،لكن ما حدث هو أن
البرنامج نجح في توفير دخل مجزي لـ»بيرس» يزيد عن 30ألف دوالر شهريا.
والبد أن نؤكد أن هذه العناصر الثالثة معا هي أساس قيام أي مشروع وأن وجود عنصرين فقط منهم غير كافي
لتحويل أي فكرة إلى واقع ملموس ،فإذا كان لديك مجموعة من األشخاص المهتمين بأمر معين ولكنك ال تمتلك
شيء لتبيعه لهم فمن الصعب أن تمتلك مشروع ،كذلك الحال إذا كان لديك شيء لتبيعه ولكن ال يوجد أفراد
مهتمين بشرائه ،واألمر نفسه سيتكرر إن كان لديك شيء لتبيعه وأفراد يرغبون في شرائه لكنك ال تمتلك آلية
واضحة للحصول على المال من العمالء.
وللحصول على نتائج أفضل يمكن أن نضيف إلى ما سبق ضرورة وضع استراتيجية لجذب انتباه العمالء وبناء
اهتمامهم كتنظيم فاعلية إلطالق المشروع وهو أمر من شأنه أن يعجل بالوصول إلى العمالء المستهدفين ألنه
مما ال شك فيه أن الخطوات األولى في أي مشروع تشكل الجزء األصعب فيه.
9
الفصل الثاني :أفضل طريقة الختيار فكرة مشروعك
واحدة من الصعوبات التي تواجه األشخاص الذين قرروا تتبع شغفهم وبناء مشروعهم الخاص هو عدم تأكدهم
من مدى إقبال العمالء المحتملين على فكرة المشروع ،لذلك يعتبر من األفضل واألسهل أن نعرف جي ًدا ما يريده
الناس ونحاول أن نجد طريقة مناسبة لمنحها لهم.
فعلى عكس كثير من المشروعات المبنية على فكرة ضرورة إشراك العمالء في كواليس خروج المنتج أو الخدمة
ألنهم يظنون أن هذا هو ما يريده الجمهور ،نجد أن األفضل هو إعطاء العمالء ما يطلبونه بشكل مباشر ،ألنه في
عالم األعمال والمشروعات من المزعج أن تطبق المقولة القديمة «إذا أعطيت رجل سمكة فإنه سيأكل يو ًما
واح ًدا فقط ،أما إذا علمته الصيد فإنه سيأكل طوال حياته» ألن غالبية العمالء يريدون أن يحصلوا على المنتج أو
الخدمة دون إشراكهم في تفاصيل خروجها إلى النور ألنهم ينشدون الراحة ،والطريقة المثلى لتحقيق ذلك هي
أن نفهم جي ًدا من نحن.
لمدة 15عاما ،عمل «جون» و»باربرا فاريان» في صناعة األثاث بمزرعتهم الموجودة في بلدة «باركفيلد» الصغيرة
بوالية كاليفورنيا األمريكية ،وفي أحد األيام جاءتهم فكرة لعمل جانبي حينما سألهم مجموعة من المتحمسين
لركوب الخيل إمكانية أن يسمحوا لهم بممارسة هذا النشاط في مزرعتهم باإلضافة إلى تناول الطعام مقابل دفع
رسوم لهم.
وبعدها بسنوات شب حريق مدمر في مخازنهم وبدال من إعادة بناء قدراتهم ومعاودة العمل في نشاطهم
األساسي وهو صناعة األثاث ،قررا التركيز على نشاط ركوب الخيل وقررا أن يبحثان عن مزيد من المجموعات التي
تهوى الخيل وقاما بتهيئة المزرعة للنشاط الجديد الذي كان يضم ركوب الخيل ،والحصول على وجبات غذائية،
وأنشطة ترفيهية أخرى.
يرى كريس أن هذه القصة تحدي ًدا تحمل معاني كثيرة ألنه حينما سأل باربرا عن نوع الخدمة التي يقدمونها للناس
ولماذا ُيقبل عليهم العمالء ،لم يتلقى منها رد تقليدي ثاقب حيث قالت له إنها ترى أنهما ال يبيعان نشاط ركوب
الخيل إنما هما يمنحان عمالئهم الحرية ويساعدونهم على الهروب من واقعهم وأن يكونوا أشخاص آخرين ،وهو
رد يعبر عن فهم جيد للقيمة التي يقدمونها والتي تميزهم عن أي مكان ترفيهي آخر.
10
بطريقة التفكير هذه سوف تالحظ وجود فرص وأفكار كثيرة لمشروعات فائقة الصغر في كل مكان تذهب إليه،
وإليكم بعض المصادر الشائعة التي تلهمنا باألفكار:
من أهم األشياء التي البد أن نأخذها في االعتبار عند التفكير في فكرة إلقامة مشروع هي «المال» ،فعند تقييم
أفكار المشروعات الناتجة عن أي عصف ذهني لن يكون العائد المادي هو االعتبار الوحيد الذي على أساسه نتخذ
القرار لكنه من أهم االعتبارات لهذا ينبغي أن نسأل أنفسنا 3أسئلة مهمة مع كل فكرة تطرأ في أذهاننا ،وهم:
• كيف سأحصل على األموال من هذه الفكرة؟
• كم سأحصل على األموال من هذه الفكرة؟
• هل يوجد طريقة تتيح لي أن أحصل على األموال من العمالء أكثر من مرة؟
ما هي القيمة؟
يجب أن نتوقف لحظة أمام مفهوم «القيمة» التي نستخدمها كثيرا دون استكشاف كافي لمعانيها ،فهي بحسب
التعريف األساسي شيء مهم ومرغوب فيه يظهر من خالل التبادل أو بذل المجهود ،أما في سياق المشروعات
الناشئة هي تعني ببساطة «مساعدة الناس».
فإذا كنت تحاول تنفيذ مشروعك الناشئ وبدأت ببذل مجهود في اتجاه مساعدة الناس فإنك على الطريق
الصحيح ،وحينما يتعثر مشروعك عليك أن تسأل نفسك عن الكيفية التي يمكن أن تقدم بها مزيد من القيمة
لعمالئك أو الكيفية التي يمكن أن تساعد بها عمالئك بشكل أكبر.
ترتبط القيمة أكثر من أي شيء آخر باالحتياجات العاطفية ،لهذا ينبغي على أصحاب األعمال أن يتحدثوا عن
ً
بدل من إبراز وتعديد السمات المتوفرة في الفوائد والميزات التي يحصل عليها العمالء عند استخدام منتجهم،
المنتج ألن هذه الطريقة تعمل على اجتذاب مزيد من الجمهور لهم وزيادة المبيعات بالتبعية.
11
الجدول التالي يوضح الفرق بين السمات التي تتوافر في المنتج والفوائد التي يقدمها للعمالء:
الهروب من الواقع وإعادة اكتشاف العمالء لذاتهم إتاحة ركوب الخيل والتخييم مزرعة
الشعور بالراحة وقضاء وقت ممتع تقديم طعام ومشروبات جيدة مطعم
نموذج شركة ناشئة بمئة دوالر ينبغي تنفيذ هذه االستراتيجيات الثالثة:
وهو األمر الذي نجحت فيه «كايل هب» وهي مصورة زفاف شهيرة بسبب صور زفافها غير التقليدية ومع ذلك
فهي كثيرًا ما تتلقى مالحظات من العريس والعروس ،أغلبهم من الشباب ،بأنهم ال يرغبون في التقاط صور زفاف
تقليدية أو مشابها لصور الزفاف القديمة.
وهو ما دفعها لتعميق نظرتها تجاه احتياجات عمالئها للتعرف عليها بصدق فوجدت أنه في الوقت الذي يرغب فيه
العرسان في التقاط صور زفاف غير تقليدية يميل آبائهم إلى رغبة معاكسة فبدأت بإقناع العرسان في يوم زفافهم
بالتقاط بعض الصور التقليدية سري ًعا مع األهل مع الحرص على إخراجها بشكل جميل وجذاب.
وكانت النتيجة أن األزواج كانوا سعداء بعد حصولهم على صور زفافهم ألن هذه الصور التقليدية أسعدت آبائهم،
وهكذا نجحت كايل في إعطاء عمالئها ما يحتاجون ح ًقا رغم عدم إدراكهم لذلك.
12
• االستراتيجية الثالثة :قم ببيع ما ُيقبل الناس على شرائه
تعتبر الطريقة األسهل التخاذ قرار حول ما يجب أن يتم بيعه للناس أن تركز على عرض ما يشتريه الجمهور،
وذلك من خالل التفكير فيما يحتاجه الناس بالفعل ال ما تعتقد أنت أنهم بحاجة إليه ،وهذا ما حدث مع «كريس»
حينما نفذ أحد مشروعاته وكان قائم على مساعدة الناس على السفر من خالل شرح طرق حجز تذاكر الطيران،
واالستفادة من أخطاء شركات الطيران.
وهو أمر كان يلقى استحسان من الجمهور إال أن النتائج لم تكن جيدة بشكل كافي وبعد البحث واالستطالع وجد
أن معظم العمالء لم يكن لديهم رغبة في التعرف على تفاصيل وتعقيدات طريقة عمل شركات الطيران وأنهم كانوا
يودون فقط أن يعرفوا كيفية الحصول على تذاكر طيران رخيصة.
فقام بإجراء التعديالت المناسبة وإصدار نسخة جديدة من منتجه المعني بالسفر وحقق نجاح أفضل من األول،
ثم عمل على تخفيض التفاصيل الموجودة فيه وجعله أكثر تحدي ًدا واقترابا من رغبة الجمهور وأصدر نسخة ثالثة
منه فحققت أفضل نتائج ممكنة.
6خطوات للبدء اآلن :هناك 6خطوات يمكن إتباعهم لتنفيذ أي مشروع ناشئ
.1تحديد المنتج أو الخدمة التي نود تقديمها للجمهور.
.2إنشاء موقع إلكتروني حتى إذا كان بسيط للغاية (يمكن الحصول على موقع مجاني من خالل
) WordPress.org
.3تقديم عروض مميزة سواء للمنتجات أو الخدمات.
.4التأكد من وجود وسيلة لديك للحصول على األموال من العمالء في مقابل المنتج أو الخدمة المقدمة (يمكنك
إنشاء حساب مجاني على PayPalللبدء).
.5اإلعالن عن عروضك للجميع.
.6التعلم من األخطاء التي نقع فيها عند تنفيذ الخطوات السابقة بهدف تحسين األداء.
أما إذا كان لديك مشروع قائم بالفعل وتود تنفيذ المفاهيم التي يقدمها هذا الكتاب فيمكنك أن تركز على الحصول
على المال ووضعه في البنك أو قدم منتج أو خدمة جديدة ألن هذه هي المهام األهم بالنسبة لمشروعك وليس
اإلدارة أو الصيانة أو أي مهمة تستغرق وقت دون تحقيق ثروة أو قيمة ،وإن لم تكن متأكد مما تود القيام به
لتنشيط مشروعك فكر في هذه األسئلة:
• هل يمكنك االتصال بقائمة عمالئك وتقديم عروض خاصة ومكافآت لهم؟
• هل يمكنك أن تقدم منتج أو خدمة جديدة الستكمال سلسلة أنشطتك؟
• إذا كنت مدربا أو مستشارا هل يمكنك تقديم عروض خاصة ألولئك الذين يدفعون لك مقد ًما؟
• هل هناك طريقة جديدة الجتذاب المزيد من المشتركين والعمالء؟
13
الفصل الثالث :تتبع شغفك بعد التأكد من ارتباطه بما يريده اآلخرون
يعمل «جاري ليف» كمدير مالي لمركزين جامعيين لألبحاث في والية فرجينيا األمريكية إال أن هذا لم يمنعه من
تتبع شغفه فقرر تخصيص جزء من وقته للعمل كـ»مستشار للسفر» بجانب عمله األساسي وتخصص في جزئية
كان يجيد عملها وهي تحويل األميال التي يتلقاها كثيرون من أصحاب الشركات والمديرين التنفيذين كهدايا على
رسوم بطاقات االئتمان التجارية إلى إجازات فعلية لهم بعد أن الحظ أن غالبيتهم ليس لديهم خلفية تؤهلهم
للقيام بهذه العملية وذلك في مقابل 250دوالر.
كان «جاري» يمارس شغفه في البداية كمتطوع ثم قرر أن يحوله إلى نشاط مدفوع ،ورغم أنه لم يتصور أن يحقق نجا ً
حا
كبيرًا فقد استطاع أن يجني 57ألف دوالر سنويًا من هذا الدوام الجزئي الذي يجيده ويحبه ،ولعل السبب األساسي
وراء نجاحه هو أنه لم ينتظر دعم أو تأييد أحد ألفكاره وقام بتنفيذها على الفور بنفسه وباستخدام أبسط اإلمكانيات.
ويمكنك أن تبدأ مشروع جديد كمستشار في أسرع وقت ممكن ،إذا اتبعت هاتين القاعدتين:
-حدد تخصص دقيق يمكن أن تمارسه باحترافية وتساعد الناس من خالله على الحصول على فائدة رئيسة،
وأخرى فرعية.
-ضع مقابل ثابت مناسب للعمالء ومجزي للعمل الذي تقوم به ال يقل عن 100دوالر في الساعة ،فالناس غالبا
ال تثق في أي خبير استشاري يحصل على أموال منخفضة كما أنك ال تضمن عدد ساعات العمل التي ستأتيك
كل أسبوع.
من جهة أخرى ،البد أن يحتوي الموقع اإللكتروني الخاص بأي مستشار على العناصر اآلتية:
-الفائدة الرئيسة التي يقدمها للعمالء واألسباب التي تؤهله للقيام بهذه المهمة (وهي ليست بالضرورة حصوله
على شهادة أو مؤهل دراسي معين فقد يكون تعلم إتمام هذه المهمة عن ُبعد أو مارسها بنفسه أكثر من مرة
فأصبح لديه خبرة واسعة بها).
-قصتان ترويان الكيفية التي استفاد منها العمالء من الخدمات التي قدمها لهم ،وفي حال عدم إطالقه لخدماته
بعد يمكنه دعوة أحد أصدقائه لتجريبها ثم يقوم بكتابة قصته.
-التفاصيل المتعلقة باألسعار البد أن تكون واضحة ومحددة حتى ال ترهق العالء المحتملين في البحث أو السؤال عنها.
-طرق الوصول له واالستعانة بخبراته ،يجب اختيار طرق سهلة ويسيرة على العمالء.
-الكيفية التي سيحصل بها على العمالء هل ستكون من خالل التسويق الشفهي ،أم التسويق اإللكتروني
باستخدام جوجل أو المدونات ...إلخ
-تحديد المدة التي سينتظرها لحين الحصول على أول عميل والخطط البديلة في حال عدم تحقق ذلك.
في الوقت الذي يبدو فيه تتبع الشغف وتحويله إلى عمل أمرًا بسيطًا للغاية ،يعكس الواقع غير ذلك ألن األمر
معقد وال يناسب جميع الشخصيات لهذا علينا أن نتذكر جي ًدا عند تنفيذ مشروع في المجال الذي نحبه ونجيده
أن نختار ،من بين األشياء التي نكون شغوفين بها ،تلك التي تتقاطع مع اهتمامات واحتياجات غالبية الناس وأن
نعي أن الجمهور ال يدفع لنا مقابل لشغفنا وإنما للخدمة التي نقدمها لهم في هذا اإلطار لهذا ينبغي أن نطور
مهارات حل المشكالت لدينا لنساعدهم على تجاوز مشكالتهم في المجال الذي اخترناه مقابل دفع األموال لنا.
ضا أن نحدد الكيفية التي سيعمل من خاللها المشروع على سد احتياجات الجمهور ،واألسباب كما علينا أي ً
الرئيسة الهتمام الجمهور بما نقدمه لهم ،ويمكن القول إن المعادلة المثالية للمشروعات الناشئة المبنية على
شغف معين هي:
(شغف +مهارة) و(مشكلة +السوق) = فرصة
14
وفي بعض األحيان ،يستتبع البدايات الخاطئة لمشروعاتنا الصغيرة نجاحات كبيرة وهو ما حدث مع «مينون
فوجارتي» بوالية «نيفادا» األمريكية التي قامت بنشر تسجيالت صوتية علمية للجمهور بسبب عشقها للعلوم
إال أن هذه التدوينات الصوتية لم تلق النجاح الكافي رغم تسويقها الجيد لها ،لكن الوضع تبدل كلية حينما غيرت
«مينون» محتوى التسجيالت لتقدم للمستمعين مجال آخر تحبه وتجيده وهو القواعد النحوية في شكل قصص
وأمثلة حيث القت استحسانًا جي ًدا ج ًدا.
منفصل عن عملهم السيما إذا كانوا يستخدمونه كوسيلة ً من جهة أخرى ،يفضل البعض اإلبقاء على شغفهم
لتفريغ الضغط اليومي الذي يتعرضون له أثناء تأدية عملهم أو التزاماتهم اليومية األخرى ،ولمعرفة ما إذا كان تحويل
شغفك إلى مشروع ناشئ خاص بك فكرة جيدة بالنسبة لك أم ال ،أجب على هذه األسئلة:
ً
أول :أسئلة لك: -
• هل ستستمتع بممارسة هوايتك ما ال يقل عن 20ساعة أسبوعيا بدالعن وقت فراغك فقط؟
• هل تستمتع بتعليم اآلخرين ممارسة نفس هوايتك؟
• هل تحب كل التفاصيل المتعلقة بهوايتك؟
• إذا كان سيتعين عليك القيام بعدد ال بأس به من المهام اإلدارية المتعلقة بهوايتك ،هل ستواصل االستمتاع بها؟
إذا كانت إجاباتك تؤكد لك إمكانية تحويل شغفك إلى مشروع ناشئ فإن الخطوة التالية التي ينبغي أن تفكر بها
هي تحويل هذا الشغف لنموذج عمل ،وتختلف نماذج العمل باختالف فكرة كل مشروع فهناك من يعرض رسوم
معينة مقابل استشارات متخصصة ،وهناك من يبيع منتجات مباشرة بسعر ثابت عبر االنترنت ،بينما يبيع آخرون
عدد أكبر ومختلف من المنتجات بأسعار متفاوتة ،وهناك من يقدم خدماته مجانًا ويعتمد على أموال المعلنين
والرعاة.
15
الفصل الرابع :صعود فكرة رائد األعمال المتجول
«اجعل عملك يتمحور حول حياتك وليس العكس» شعار يرفعه غالبية رواد األعمال المتجولين أو الرحل الذين
يفضلون أداء عملهم من أي مكان في العالم وفي أي توقيت ،ولعل أبرز مثال على رائد األعمال المتجول هو
الكرواتي «برنارد فوكس» الذي يؤمن أن الزمان والمكان حيز ال يمكن الوقوف عنده طالما أن الفرد يمتلك أدواته
التي يعمل بها لهذا فهو يمارس عمله تارة على الشاطئ وتارة أخرى من المطار وهكذا دون الحاجة ألي مقر.
يقوم عمل «فوكس» على مساعدة الشركات التي تستخدم تطبيقات «مايكروسوفت أوفيس» على إدارة بياناتها
بشكل أسهل ،وألنه بدأ خطته التسعيرية وفقا للسوق الكرواتي الذي يعتبر أقل كثيرا مقارنة بسوق الشركات
في أمريكا الشمالية فقد نجح في اجتذاب العمالء واكتساب سمعة جيدة وبعد ذلك اتخذ قرار رفع رسومه على
عمالئه الجدد.
وألن العالم أصبح مليء بكثير من رواد األعمال الرحل هناك بعض النقاط التي ينبغي مراعاتها عند العمل
بشكل متجول:
• من السهل إدارة أي مشروع قائم أثناء السفر والتجوال ،ولكن قد يكون صعبا أثناء مرحلة التأسيس ،لهذا
أول من قضاء الوقت الكافي الذي يسمح بإطالق المشروع.ينبغي التأكد ً
• قدر اإلمكان ،حافظ على مستندات عملك باستخدام النسخ اإللكترونية من البرامج حتى تتمكن من الوصول
لها من أي مكان في العالم بدون قلق.
• احرص على تغيير كلمة مرور حساباتك بشكل متكرر واختار كلمات معقدة.
• حافظ على التوازن بين ساعات عملك ووقت الراحة والمغامرة الخاص بك حتى ال يجور أحدهم على اآلخر.
ومع وجود كثير من األعمال التي يمكن ممارستها دون االرتباط بمقر أو مكان معين ،يشغل مجال نشر المعلومات
بشكل خاص مكانة مميزة ألنه يحقق أرباح عالية ،لهذا إذا كنت تمتلك معلومات مفيدة وتود أن تشاركها مع العالم
وتحولها لمصدر دخل لك يمكنك بسهولة أن تحقق هذا من خالل الخطوات التالية:
• اختار موضوع يشغل الناس ،ويرغبون أن يتعلموا المزيد حوله ،وفي المقابل ينبغي أن يكون لديك خبرة بشأنه
أو على األقل مهارات بحثية تساعدك على جمع معلومات كافية عنه لفهمه وتقديمه للجمهور.
• ابدأ في تقديم هذه المعلومات إما عن طريق كتابتها ،أو تسجيلها صوتيًا أو فيديو ،أو قم بتقسيم المحتوى
وقدم بعضه مكتوب وبعضه اآلخر مسجل.
• قم بتجميع المحتوى بالكامل في منتج يمكن بيعه ككتاب ً
مثل ،أو حزمة رقمية يمكن تنزيلها مقابل مبلغ معين.
• قدم عروض تعريفية بالمنتج الخاص بك مع التأكيد على الفوائد التي يقدمها للجمهور.
• قم بتحديد سعر مناسب للمنتج الخاص بك بناء على السوق والقيمة المضافة التي تقدمها.
• حدد وسيلة مناسبة للحصول على األموال من العمالء كموقع PayPal.comالذي يسمح للمستخدمين
في أكثر من 180دولة بدفع األموال والحصول عليها من خالله.
قد يتبع البعض هذه الخطوات ولكن تفشل مشروعاتهم ألنهم لم يكونوا واقعيين منذ البداية ،أو ألنهم لم يكونوا
ملتزمين بما يكفي لتسيير أعمالهم بسبب عدم وجود إطار إلزامي للعمل لدى رواد األعمال المتجولين ،فإذا قررت
أن تكون واح ًدا منهم عليك أن تضع خطة واقعية تناسب طبيعتك لكي تتيح لك إنجاز مهامك بأفضل طريقة ممكنة.
16
الفصل الخامس :اآلليات الجديدة لتقسيم الجمهور والوصول إليه
عند التخطيط لتنفيذ أي مشروع ناشئ البد أن يكون لدينا خلفية كاملة عن الجمهور الذي نستهدفه وطرق
الوصول له ،ويمكن تقسيم الجمهور وف ًقا لمدرستين ،األولى المدرسة التقليدية ويتم على أساسها تقسيم
الجمهور بحسب الفئة العمرية ،والموقع الجغرافي ،والنوع ،والدخل ،بينما تعمل المدرسة الحديثة على تقسيم
الجمهور وف ًقا الهتماماتهم ،وشغفهم ،ومهاراتهم ،ومعتقداتهم ،وقيمهم.
وقد تبدو المدرسة الحديثة صعبة نسبيًا ألنه ليس من السهل الوصول الهتمامات الجمهور ومجاالت شغفهم إال
أن وجود االنترنت دعم هذه المدرسة وأتاحت فكرة التواصل مع الناس وف ًقا للقيم المشتركة التي تجمعهم.
فعلى سبيل المثال ،قام الزوجان مارك ريتز وشارلي جوردن اللذان يمتلكان شركة «كينتك كوفي» بوضع استراتيجية
مختلفة الختيار جمهورهم انطالقا من مبدأ أن تقديمهم لقهوة ذات مذاق رائع ليس كافي لجذب الجمهور خاصة
مع تعدد الشركات التي تقدم قهوة متميزة في السوق ،فقرروا استهداف شريحة معينة من الجمهور وهم أولئك
الذين يفضلون الحياة في الهواء الطلق وعلى رأسهم راكبي الدرجات ،والمتزلجين ،والرحالة وهو ما أتاح لها تثبيت
أقدامها في السوق وتحقيق أرباح جيدة.
ولعل أحد أبرز أسباب نجاح مارك وتشارلي هو عشقهم للقهوة وركوب الدراجات حيث أمضى ً
كل منهما حياته
المهنية ،قبل افتتاح شركتهما ،في صناعة الدراجات كما أنهما كانا ناشطين في السباقات المحلية والمجتمعات
الترفيهية لذلك كان لديهم وعي جيد ج ًدا بجمهورهم المستهدف والقوى الفاعلة في هذا المجال األمر الذي
سهل من عملية التنسيق معهم إلى حد وصل للتبرع بـ %10من أرباح الشركة سنويًا لتدعيم حركة العيش في
الهواء الطلق ،وهو أمر أتاح لهم تحقيق نجاح كبير رغم أنهما ليسوا أول صناع للقهوة يستهدفون هذه الشريحة.
ومن هنا يمكن القول إن مرونة صاحب أي مشروع ناشئ في اختيار جمهوره المستهدف يتيح له تحقيق النجاح
الذي ينشده على أن يتم ذلك بناء على استراتيجية محددة وتشبيك مع العناصر الفاعلة والقوى المؤثرة في
السوق ،وهو أمر قد يلجأ له صاحب المشروع بعد إطالقه خاصة إذا اكتشف أن العمالء الذين يستهدفهم بحاجة
إلى المنتج أو الخدمة التي يقدمها ولكنهم غير قادرين على الدفع فيقوم بتغيير جمهوره والتركيز على الشريحة
لكل منهم منتج أو خدمة متماشية مع المقابلً التي يمكنها أن تدفع ،أو يحتفظ بشريحتين من الجمهور ويقدم
المادي الذي يستطيع أن يدفعه.
ويمكن ألي صاحب مشروع أن يصل إلى شرائح جديدة من العمالء عبر استراتيجيتين:
االستراتيجية األولى :اعتمد على هواية ذات شعبية جارفة ،أو شغف ،أو هوس معين لدى جهورك المستهدف
في فترة من الفترات كان هناك جدل حول نظام «باليو» ،وهو نظام غذائي يقوم على تناول اللحوم والخضروات
غير المطبوخة مقابل الحد من الحبوب ومنتجات األلبان والسكريات ،والذي استطاع أن يجتذب اهتمام الكثيرين
سواء باإليجاب حيث بدأ الكثيرون في تطبيقه أو بالسلب إذ تسأل الكثيرون حول مدى استناد هذا النظام ألسس
علم التغذية.
هنا استطاع جاسون جالسببي أن يغتنم الفرصة خاصة أنه قام بتطبيق هذا النظام الغذائي ووجد صعوبة كبيرة
في االلتزام باألغذية الطبيعية مع تجنب الحبوب ،فقام باستثمار شعبية هذا النظام الغذائي مع وجود صعوبة في
تطبيقه وقدم حل مناسب للشريحة األكبر التي تطبقه وهم الرجال في الفئة العمرية من 25إلى 35عا ًما حيث
أطلق موقع إلكتروني يتيح لهذه الشريحة تطبيق نظام باليو بسهولة من خالل توجيهم لشراء وطبخ أصناف محددة
أسبوعيًا ،وبالفعل تمكن المشروع من تحقيق نتائج جيدة بعد 3أسابيع من انطالقه.
17
االستراتيجية الثانية :اهتم ببيع ما ُيقبل الناس على شراءه (ال تتردد في سؤال الجمهور إن لم تكن متأك ًدا)
في الوقت الذي يركز فيه أي صاحب مشروع على التعرف بعمق على جمهوره المستهدف عليه أن يعي أن
غالبية الناس تحب عملية الشراء ،ولكن ال تحب أن يتم بيع المنتجات لها ،فإذا كانت مدرسة التسويق القديمة
قائمة على اجتذاب العمالء وإقناعهم بالمنتجات والخدمات المقدمة لهم وأنهم بحاجة إليها وإقناعهم أي ً
ضا بأحقيتك
بثقتهم فيك عن منافسيك ،فإن مدرسة التسويق الحديثة قائمة على اكتشاف العمالء واحتياجاتهم ومدى
استعدادهم لدفع مقابل مادي نظيرها فإذا كان الرد باإليجاب تبدأ العمل على إيجاد وسيلة لتوفير هذه االحتياجات
لهم لهذا سنجد أن العمالء هنا هم الذين ينتظرونك وليس العكس.
والكتشاف عمالئك بشكل جيد عليك أن تقوم بعمل استبيان بسيط تطرح فيه عليهم الكثير من األسئلة المفتوحة
حول األفكار التي تود تنفيذها بشكل يسمح لهم بالتعبير عن ذاتهم بحرية ويتيح لك في الوقت نفسه فهم المزيد
عنهم وعن طرق تفكيرهم وتفضيالتهم وبالتالي اختيار الفكرة األنسب للتنفيذ ،ومن المهم هنا التأكيد على أنه
كلما كان االستبيان بسيط ومحدد كلما أقبل الجمهور على اإلجابة عليه بنسبة %50أو أكثر.
إذا لم تكن األسئلة السابقة كافية لترجيح كافة واحدة من األفكار التي جمعتها سيتعين عليك ملئ هذا الجدول:
الفكرة األولى
الفكرة الثانية
الفكرة الثالثة
الفكرة الرابعة
الفكرة الخامسة
يتيح لك هذا الجدول تقييم أفكار مشروعاتك وف ًقا ألربعة محددات هي التأثير والمقصود بها مدى تأثير هذا
المشروع على عملك وعمالئك ،والمجهود والوقت المبذول وينبغي هنا تحديد الجهد والوقت المبذول لتنفيذ كل
مشروع مع ترجيح كافة الذي سيتطلب مدة ومجهود أقل ،والربحية والمقصود بها الدخل المتوقع أن يدره كل
مشروع ،وأخيرًا الرؤية وتعني بها مدى قرب هذا المشروع من قناعتك ورؤيتك للحياة.
ستقوم بمنح كل عنصر من العناصر األربعة درجة من 1إلى ، 5ثم تقوم بجمع األرقام التي حصلت عليها كل فكرة
واستبعاد األفكار ذات المجموع األقل والبدء في تنفيذ الفكرة التي حصلت على أكبر مجموع.
18
الجزء الثاني :تحدث مع الجميع حول مشروعك الناشئ
ُتظهر معظم قصص المشروعات فائقة الصغر الواردة في هذا الكتاب انحياز كريس جليبو الواضح لتنفيذ
المشروعات عن التخطيط لها ،وهو يقول إن هذا ليس ناب ًعا من وجود مشكلة في التخطيط ولكن ألن هناك
كثيرون يقضون حياتهم في التخطيط لمشروعاتهم التي ال تتحول في الغالب إلى واقع ،لهذا يرجح دائ ً
ما كافة
تنفيذ المشروعات وهو أمر يمكن تحقيقه من خالل الخطوات التالية:
• أن الخدمة أو المنتج الذي تقدمه يعمل على حل مشكلة يعاني منها الكثيرون غيرك ،وذلك بإزالة أو تخفيف
ألم واضح منتشر في السوق.
• أن السوق الذي تدخله كبير بما يكفي وذلك من خالل مراجعة جوجل في عدد مرات البحث التي تتم على
الكلمات المفتاحية المرتبطة بمجال مشروعك والتي يمكن أن يستخدمها عمالئك للحصول على الخدمة أو
ضا على الصفحات والمواقع التي يتواجد عليها المنتج الذي تقدمه وال تركز فقط على األرقام لكن ركز أي ً
المعلنين.
• أن يكون الحل الذي توفره للعمالء مختلف وأفضل من الحلول األخرى الموجودة في السوق (ليس المقصود
هنا األسعار وإنما القيمة المقدمة للجمهور).
• أن الفكرة تلقى قبول لدى جهورك المستهدف وذلك بالبحث عن الشخص األمثل الذي يمثل عمالئك من بين
شبكة معارفك وأصدقائك ،وقم بمناقشة الفكرة وتطويرها معه بما يتناسب مع احتياجات الجمهور وأفكاره ،ثم
قم بكتابة مخطط مختصر لما تود القيام به واستقبل آراء عينة من جمهورك المستهدف.
19
-4قم بتسويق منتجك قبل تصنيعه:
فعل لما تقدمه وأن هناك طلب حقيقي على منتجك أو الخدمة ً من األفضل أن تعرف ما إذا كان الجمهور بحاجة
التي تقدمها أم ال قبل أن تبذل مجهود كبير لتحويله إلى واقع ملموس وذلك عبر إجراء استطالعات مصغرة ومحددة
آلراء جمهورك كما سبق وذكرنا أو من خالل اإلعالن عن منتج غير موجود على أن تقوم بتوفيره في حال وجود
إقبال عليه ورغم المخاطرة الكبيرة التي يحويها هذا الخيار إال أن أحد أصدقاء كريس قام بتنفيذها بالفعل حيث
نشر إعالن في إحدى المجالت حول دليل لصناعة السيارات عالية الجودة بسعر 900دوالر على أن يقوم بتنفيذه
في حال وجود طلب عليه.
فكانت المفاجأة أنه تلقى طلبين للحصول على الدليل أي 1800دوالر في الوقت الذي كلفه اإلعالن 300دوالر
فقط ،فسعى للخروج ن هذا المأزق من خالل إبالغ العمالء بأنهم يمكنهم أن ينتظروا شهر واحد ليحصلوا على
اإلصدار األحدث من الدليل وأنه في حال عدم رغبتهم في االنتظار يمكنهم استرداد أموالهم ،واختار العمالء
االنتظار فخرج الدليل للنور وتكرر نشر اإلعالن وتواصلت حركة المبيعات.
نقدم (خدمة أو منتج) لمساعدة (الجمهور المستهدف) على القيام بـ أو الوصول إلى أو تحقيق (الفائدة األساسية
من المشروع).
20
الفصل السابع :عروض ترويجية ال يمكن رفضها
قبل بضع سنوات شارك كريس ألول مرة في حياته في سباق ماراثون ورغم أنه كان يتمنى استكماله للنهاية
إال أنه لم يفلح في ذلك ،لكنه يتذكر جي ًدا أنه خالل الماراثون كان هناك متطوعين يوزعون طعام ،األول كان يقدم
للمشاركين شرائح برتقال طازجة أما الثاني فكان يقدم قطع دونتس ورغم أن االثنان يوزعان بضاعتهما مجانًا إال
أن الكثيرين أقبلوا على األول بسرعة ورفضوا عرض الثاني ،بل وكان لدى الجميع استعداد لدفع األموال في مقابل
الحصول على شرائح البرتقال الطازجة ألنه كان الخيار األفضل في الوقت والمكان األنسب على اإلطالق بينما كان
الدونتس الذي يحتوي على كمية كبيرة من السكريات الطعام األنسب للتناول بعد انتهاء السباق.
بنفس المنطق السابق ينبغي على أصحاب المشروعات الناشئة أن يتعاملوا مع العروض الترويجية المقدمة
لعمالئهم ألنه حينما تقدم لجمهورك عروض ترويجية مناسبة لهم في التوقيت والمكان المناسب فإنك ستضمن
قبولهم لها بال أدنى شك ،ولتحقيق ذلك عليك أن تستوعب جي ًدا النقاط التالية:
• ينبغي أن تقدم عروض ترويجية تلبي االحتياجات الحقيقية لجمهورك مع التأكد من استعدادهم لدفع أموال في
مقابلها ،ألن ما يرغب فيه الناس ح ًقا ليس بالضرورة ما يدعون أنهم يريدونه طوال الوقت ولعل أبرز مثال على ذلك
كانت الشكاوى المتكررة لكثير من المسافرين من ازدحام الطائرات وضيق المقاعد وهو أمر استجابت له إحدى
شركات الطيران وقامت بإطالق حملة تعلن فيها توفير مقاعد مريحة بشكل أكبر للمسافرين إال أنها ألغتها في
غضون شهور ألن العمالء لم يكن لديهم استعداد لدفع أموال إضافية في مقابل راحتهم.
• يجب أن تعرف أن الجمهور يحب الشراء لكن في الوقت نفسه يكره أن تباع له المنتجات أو الخدمات ،حيث يشعر
بعض العمالء بوجود ضغط خفي عليهم لشراء منتجات معينة عندما تقدم لهم عروض ترويجية ال يمكنهم رفضها
وهو ما قد يتسبب في ردود فعل عكسية ألنهم يشعرون أنهم أنفقوا أموالهم دون تفكير مسبق ،وعلى العكس
سنجد أن العروض الترويجية الجذابة التي تدفع العمالء للتفكير في الشراء هي األفضل ألنها تعطي للعميل فرصة
وهمية الختيار أو رفض العرض وبالتالي يكون هناك إقبال أعلى عليها.
الجمهور المناسب +الوعود المناسبة +التوقيت المناسب = عرض ترويجي ال يمكن رفضه
21
ويمكن ألصحاب المشروعات الناشئة إنشاء عروض ترويجية جيدة من خالل اإلجابة على هذه األسئلة:
األساسيات:
• ماذا تبيع؟ =======
• كم يكلفك؟ =======
• من سيتخذ إجراء فوري بشأن هذا العرض؟ ================
الفوائد:
• الفائدة األساسية هي============== :
• فائدة ثانوية مهمة هي============== :
االعتراضات:
• ما هي االعتراضات الرئيسة على العرض؟
=========================== .1
=========================== .2
=========================== .3
التوقيت:
• لماذا يجب على أي شخص شراء هذا اآلن؟ =====================
• ما الذي يمكن إضافته لهذا العرض حتى يكون أكثر جاذبية؟ =====================
ومن العروض الترويجية الذكية التي نجحت بشكل كبير تلك التي قدمتها جوناثان فيلدز صاحبة أحد نوادي اليوجا
في الواليات المتحدة األمريكية والتي الحظت انخفاض معدل تردد العمالء على النادي ،الذي كان يقدم حصة
اليوجا الواحدة بـ 18دوالر بينما تبلغ قيمة االشتراك الشهري 119دوالر ،مع اقتراب نهاية فصل الصيف كل عام وأن
عمالئها يعاودون المجيء مجد ًدا في شهر أكتوبر.
فقامت بتقديم عرض لتنشيط عمالئها في تلك الفترة يقوم على منح المشتركين األوائل في النادي خالل شهر
سبتمبر عدد ال نهائي من الحصص حتى آخر العام باشتراك قيمته 180دوالر فقط ،وهي بذلك تكون قد منحتهم
حصص يوجا على مدار 4شهور بمقابل مادي لـ 54حصة فقط أي تخفيض يصل إلى %62من المعدل الطبيعي
الشتراكاتها.
وسنالحظ هنا أن استخدام فكرة المشتركين األوائل ساهمت في جذب انتباه الجمهور نحو العرض كما دفعتهم
للتعجيل بالحجز ،وفي المقابل نجحت جوناثان في تنشيط هذه الفترة الراكدة لديها من العام من خالل اجتذاب
عمالء جدد والعمل على دمج اليوجا في برنامجهم الشهري وهو ما سيدفعهم للعودة لها مجد ًدا في العام الجديد
ودفع االشتراكات كاملة.
22
القيمة المدركة للمنتجات والخدمات:
من المهم ج ًدا لصاحب أي مشروع ناشئ أن يعي أن هناك ما يسمى بـ «القيمة المدركة» ألي منتج أو خدمة
مقدمة في السوق ،والمقصود بها القيمة المادية التي يرى الجمهور أنها مناسبة لهذا المنتج أو الخدمة لهذا قد
ال يقبل الجمهور على بعض السلع ألنهم يرون أن قيمتها ال توازي هذا السعر المرتفع وذلك رغم انتفاعهم بها
أو احتياجهم لها إال أن هناك قيمة مدركة في أذهانهم تجاهها تدفعهم لرفض شراءها بهذا السعر ،لهذا ينبغي
على أصحاب المشروعات الناشئة أن يفكروا في القيمة المادية لمنتجهم بطريقة عمالئهم وليس بالطريقة التي
يرغبون أن تكون عليها.
23
الفصل الثامن :رحلة إطالق المنتج أو الخدمة
مثلما يحتاج أي فيلم جديد في هوليوود إلى «حملة ما قبل اإلطالق» والتي تبدأ قبل شهور من عرضه ويتم
خاللها عرض مقاطع من الفيلم والحديث عن أجزاء من قصته بهدف تشويق الجمهور لمشاهدته وضمان تحقيق
إيرادات جيدة عند خروجه للنور ،يتكرر األمر ذاته في عالم المشروعات الناشئة التي يتعين على أصحابها تنظيم
فاعليات قبل إطالق منتجاتهم بهدف فتح باب الحوار مع العمالء الحاليين والمحتملين ،وتعريفهم بخصائص المنتج
أو الخدمة المقدمة والفوائد التي ستعود عليهم عند استخدامها وبالتالي دفعهم النتظار المنتج ً
بدل من أن يحدث
العكس.
وعادة ما تستلزم هذه الفاعليات تحضيرات كثيرة حيث ينبغي البدء بالترويج لفكرة أن هناك شيء مميز سيحدث
وذلك لجذب اهتمام العمالء المحتملين مع تقديم أسباب مقنعة لهم ليهتموا ،ثم يتم اإلعالن عن تفاصيل اإلطالق
مع التركيز على المعلومات التي يحتاجها الجمهور (مثل :تاريخ ومكان الفاعلية ،والميزات التي سيحصل عليها
أوائل المشترين) ،وفي يوم اإلطالق ينبغي أن يحظى العمالء باالهتمام األكبر من خالل اطالعهم على تطورات
المشروع وخصائص ومميزات المنتجات المقدمة لتشجيعهم على اتخاذ خطوات إيجابية.
ويجب أن نعلم أن الهدف األساسي من فاعليات إطالق المنتجات والخدمات هو التسويق للمنتج أو الخدمة التي
سيتم تقديمها إال أنها تسمح أي ً
ضا للقائمين عليها ببناء وتوطيد عالقتهم مع العناصر الفاعلة في السوق وهو ما
يعمل على زيادة نفوذهم وتأثيرهم.
24
الشئون المالية:
.17حدد هدف مالي واضح تود الحصول عليه في يوم إطالق المشروع.
.18قدم تقرير إلى البنك يوضح حقيقة األموال التي تم تحويلها إلى حسابك البنكي.
.19لتفادي إمكانية حدوث مشكلة بسبب الخطوة السابقة يكنك إنشاء حساب على موقع PayPal.
.20تأكد من وجود أكثر من وسيلة للدفع لتفادي عدم إتمام بعض حركات البيع لهذا السبب.
.21في حالة وجود منتج باهظ الثمن أو شراء أكثر من منتج يمكن إيجاد آلية مختلفة للدفع كأن يتم تقديم
خصم لهم أو تقسيط.
25
الفصل التاسع :الترويج الذاتي من خالل الصخب
يحتاج أي مشروع ناشئ إلى «صخب» أو أحاديث تدور بشأنه في السوق ولدى العمالء ،وهو أمر ال يمكن
االستهانة به ألنه يشير بشكل أو بآخر إلى فرص النجاح المحتملة له في المستقبل ،لهذا ينصح كريس أصحاب
المشروعات الناشئة بالبدء بالترويج الذاتي لمشروعاتهم من خالل استثمار عالقتهم الجيدة مع اآلخرين أيًا كان
حجمها في الحديث عن المنتج أو الخدمة التي يقدمونها ومميزاتها ،ثم االنتقال إلى اإلعالنات المدفوعة ،ألنه
في الوقت الذي يستغرق فيه الترويج الذاتي مدة زمنية أطول إال أنه ال يشكل عبء مادي على رواد األعمال كما
أنه يلعب دورًا مه ً
ما في زيادة عدد العمالء الحاليين والمرتقبين.
ولعل أبرز مثال على ذلك ما حدث في إحدى المناطق الريفية بوالية نيوهامبشير األمريكية حيث يتجمع مئات
الفنانين ومحبي الفن مرتين سنويًا لمشاركة خبراتهم واهتماماتهم ،وتعود فكرة هذا الطقس إلليزابيث ماكرليش
التي كانت تشعر بالعزلة عن غيرها من الفنانين فأرادت أن تخلق تجمع فني في المنطقة الريفية التي تسكن بها
وبدأت بدعوة أصدقائها لديها في عطلة نهاية األسبوع لحضور أمسية ترتكز على الفنون إال أن الحضور لم يقتصر
على أصدقائها وحضر ما يقرب من 135شخص ليكون هذا اليوم نواة لمشروعها القائم منذ أكثر من 5سنوات
على تقديم ورش عمل فنية مع إقامة هذا الملتقى مرتين في العام بسبب اإلقبال الشديد على حضوره من
مختلف دول العالم.
لم تنظم إليزابيث أي حمالت إعالنية تقليدية لورش العمل أو للملتقى الفني الذي تقدمه لكن التسويق الشفهي
هنا كان البطل إذ ساهم حصول إليزابيث على دعم المجتمع المحيط بها في نجاحها ألنهم تولوا بشكل عفوي
الترويج لفكرتها بين معارفهم وأصدقائهم بسبب إيمانهم وإعجابهم بها.
ويمكن توضيح العالقة بين االهتمام بالترويج لمنتج أو خدمة لتعزيز بيعه في مقابل حجم العمل الفعلي الذي يتم
إنجازه في المشروع من خالل الصورة التالية:
في النموذج األول (المشعوذ) :كثير من الكالم إال أنه غير مدعوم بعمل وإنجازات حقيقية على األرض.
في النموذج الثاني (الشهيد) :كثير من األفعال الجيدة والجهد المبذول مع عدم القدرة أو الرغبة في الحديث عنه.
في النموذج الثالث (النشيط) :يهتم بالعمل والحديث عنه.
26
وعادة ما تعتمد المشروعات الناشئة الناجحة على طرق معتمدة في الترويج لنفسها كخلق عروض رائعة مع ترك العمالء
للتحدث عنها ،لكن في بعض األحيان ينبغي استخدام طرق أخرى كالحديث واالتصال ليس فقط عن المنتج أو الخدمة
المقدمة لكن أي ً
ضا مع أولئك الذين يتبنون رؤى ووجهات نظر مشابه بهدف تعزيز العالقة معهم.
فعلى سبيل المثال يحتاج االنتقال من نموذج الشهيد إلى نموذج النشيط إلى خطوات بسيطة ألن هناك مجهود حقيقي مبذول
يمكن االعتماد عليه ،وهو أمر غير متوافر في نموذج المشعوذ ،وهنا تأتي خطوة البداية من خالل االستعانة بمعارفك والمحيطين
بك حيث يتم وضع قائمة فيها ما ال يقل عن 50شخص مقسمين ألقارب ،وأصدقاء العمل ،وأصدقاء الدراسة ثم يتم إرسال رسائل
لهم حينما يكون المشروع قد اقترب من مرحلة اإلطالق لتعريفهم باسم المشروع وأهدافه األساسية والمشكلة التي يعمل على
حلها وأنه في حال إعجابهم بالفكرة ورغبتهم في دعمها يمكنهم إجراء الخطوات التالية ويتم تحديد الخطوات المطلوبة منهم (مثل
المشاركة في التعريف بالمشروع ،أو إرسال قوائم االتصال الخاصة بأصدقائهم المهتمين بالمجال ذاته )...مع تقديم الشكر لهم.
ينبغي هنا عدم الوقوع في فخ الرسائل الجماعية بمعنى أنه ينبغي أن توجه كل رسالة إلى صاحبها بشكل مباشر وأن
تتشارك معه معلومات تخصكما م ًعا على أن يأتي بعد ذلك المحتوى الخاص بالمشروع وطلب دعمه.
ويمكن القول إن واحدة من االستراتيجيات الناجحة التي يمكن إتباعها عند تأسيس أي مشروع ناشئ هي تقسيم الجهد
المبذول بشكل متساوي على خطوتان رئيسيتان األولى هي تأسيس المشروع والثانية هي كيفية التسويق له وذلك من
خالل اختيار الرسالة المطلوب توصيلها للجمهور ،والهدف الذي ينبغي أن يتحقق من وراءها ،والتوقيت األنسب إليصالها.
27
الفصل العاشر :الطرق غير التقليدية لجمع األموال
ينبغي أال ننسى أن الهدف األساسي من إقامة أي مشروع ،حتى إذا كان قائ ً
ما على شغف أو هواية ،هو الربح
وليس كسب الشهرة أو محبة الناس أو مزيد من التواجد على وسائل التواصل االجتماعي ،وأن اللجوء إلى
االقتراض أو استثمار أموال ضخمة من أجل بدء أي مشروع ناشئ هو أمر اختياري ،بمعنى أنه توجد خيارات أخرى
يمكن اللجوء لها لتأسيس أي مشروع ،ومن أبرز األمثلة في هذا اإلطار:
• بدأت «شيلي فيتري» مشروعها كمرشدة لمحبي الطعام في مدينة «دنفر» األمريكية حيث تعمل على
توصيلهم بأفضل المطاعم ومنتجي الغذاء في المدينة بتكلفة تشغيل 28دوالر فيما استطاعت أن تحقق
دخل سنوي يقدر بـ 60ألف دوالر.
• قامت «تارا جنتيلي» بتنفيذ بعض األعمال الصغيرة في مجال النشر مقابل 80دوالر حتى تكون قادرة على
البقاء مع ابنتها في المنزل ،وبعد عام واحد استطاعت أن تحقق دخل سنوي يقدر بـ 75ألف دوالر مما دفع
زوجها لالستقالة من عمله واالنضمام لها.
عدد كبير من رواد األعمال ينشغلون بكثير من التفاصيل المتعلقة بمشروعاتهم الناشئة ويغيب عنهم تفصيلة
مهمة ،يجب أن تبقى عالقة في أذهانهم ،وهي «حاجتهم الدائمة لجمع األموال» وعليه فإنهم يحتاجوا دائ ً
ما
إلى تكثيف جهودهم نحو المشروعات والمهام التي ستضمن لهم وجود إيرادات وتدفقات نقدية جيدة تسمح لهم
باالستمرار في السوق.
ويشير كريس إلى أن كثير من رواد األعمال يفكرون بشكل خاطئ تما ًما فيما يتعلق بالنواحي المالية لمشروعاتهم
ألنهم غالبًا ما يبحثون عن أماكن تساعدهم في الحصول على رأس مال لبدء مشروعاتهم بينما ال يبذلون جهود
موازية لتحديد مصادر الدخل واإليرادات األساسية التي سيوفرها لهم المشروع بعد إطالقه ،مؤك ًدا أن حل هذه
المشكلة يكون بإنفاق أموال ضئيلة ج ًدا على تأسيس المشروع والتركيز على تحقيق عوائد ضخمة منه.
ففي مرحلة تأسيس أي مشروع ناشئ ينبغي التحكم بشكل صارم في عملية اإلنفاق وتوجيهها بالدرجة األولى
إلى األشياء التي تبني العالمة التجارية من جهة ،والعمليات التي ستعمل على زيادة المبيعات من جهة أخرى.
ويرى البعض أن هناك مشروعات وأعمال تجارية من الصعب تأسيسها برؤوس أموال محدودة أو صغيرة ،وفي مثل
هذه الحاالت يمكن اللجوء لحلول بديلة عن االقتراض مثل :مواقع التمويل الجماعي التي تسمح لألفراد بتقديم
نسخة مكتوبة من أفكار مشروعاتهم باإلضافة إلى فيديو يقوموا فيه بعرض الفكرة إلقناع اآلخرين بها ،بهدف
دعمهم ماديًا من أجل تنفيذها.
وهو ما حدث مع «شانون أوكي» ،التي تم رفض طلبها بالحصول على قرض صغير من أحد البنوك األمريكية،
فقامت بعرض فكرتها على موقع » « Kickstarter.comمن أجل الحصول على تمويل قدره 5آالف دوالر لتنفيذ
مشروعها ونجحت في جمع 12ألف و 480دوالر في خالل أسبوعين فقط.
28
كيف تحصل على مزيد من األموال؟
من المهم أن يكثف رواد األعمال جهودهم من أجل جني األموال من مشروعاتهم الناشئة في أسرع وقت ممكن
ً
بدل من اقتراض رؤوس األموال لتنفيذها ،وهناك 3مبادئ أساسية تساعد أي مشروع ناشئ على تحقيق أرباح
جيدة ،وهي:
-تحديد سعر المنتج أو الخدمة المقدمة بناء على الفوائد التي يوفرها للجمهور وليس تكلفة إنتاجه.
إذا كانت عملية شراء أي منتج أو خدمة مبنية بالدرجة األولى على قرارات عاطفية فإنه من المنطقي عند
تسعيرهما أن تكون استراتيجية وضع األسعار قائمة على الفوائد التي يقدمها المنتج أو الخدمة للجمهور حيث
يتم طرح هذه األسئلة «كيف سيعمل هذا المنتج أو الخدمة على تحسين حياة الجمهور؟» ،و «ما هي قيمة
هذه التغييرات والتحسينات بالنسبة لهم؟» ووف ًقا لإلجابات المقدمة يتم تحديد السعر المناسب ،وفي حال وجود
صعوبة أو حيرة في تحديد السعر األنسب يمكن اختبار أكثر من سعر للوصول إلى األفضل من حيث تحقيق أعلى
األرباح مع استدامة األعمال التجارية.
كذلك يمكن تحقيق هذا من خالل إتاحة طرق دفع مثل :العضويات ،أو االشتراكات والتي تعد فرصة استثنائية
ألي صاحب مشروع ألنها تجلب له كثير من األموال التي ال تعتمد أو تتأثر بالعوامل الخارجية ،لكن ينبغي العلم
أن المستهلكين غالبًا ما يكونوا حذرين من طرق الدفع هذه ألنها تدفعهم لدفع أموال قد ال يستفيدون بها على
المدى البعيد لهذا يجب تشجيعهم عليها من خالل منحهم فرصة لتجريب المنتج أو الخدمة مجانًا لفترة محددة
أو السماح لهم بوقف االشتراك في حالة عدم االستفادة منه.
وفي النهاية ،يقول كريس إن على رواد األعمال أن يتحلوا باإليجابية واالبتكار وأن يتأكدوا أن لديهم أكثر مما
يتوقعونه وأكثر مما يعتقدون أنهم يمكنهم الوصول إليه ،لهذا عليهم أن يعملوا على وضع أكثر من سيناريو
لخططهم من أجل الوصول ألهدافهم وعدم التشبث بخيارات بعينها ،فإذا تم رفض طلبك بالحصول على تمويل من
البنك يمكنك اللجوء إلى مواقع التمويل الجماعي فإذا لم تفلح في ذلك يمكنك البدء بميزانية صغيرة مع العمل
على تعظيم أرباحك.
29
الجزء الثالث :الربح والخطوات التالية
قدما
ً الفصل الحادي عشر :المضي
كثير من رواد األعمال الذين نجحوا في تحويل مشروعاتهم إلى واقع ملموس يرون أن المرحلة األصعب في أي
مشروع هي التأسيس ألنها تحمل فترة من عدم اليقين حول جدوى المشروع وفرص نجاحه والتي عادة ما
تنتهي بمجرد حدوث أول عملية بيع ألنها تكون ،رغم صعوبتها في كثير من األحيان ،بمثابة إشارة بدء النطالقه.
وبعد تأسيس المشروع ينبغي على رواد األعمال أن يعملوا على تطويره وتحسينه ليضمنوا والء عمالئهم الذين
سيتحولون مع الوقت إلى خير مسوقين لهم ،ولكي يصل أصحاب المشروعات الناشئة لهذه النقطة ،التي
تسمح لهم بالمضي قد ًما بثقة في مجال مشروعهم باإلضافة إلى تعظيم اإليرادات التي يجنوها ،عليهم أن
ينفذوا سلسلة من اإلجراءات الصغيرة المنتظمة والتي يطلق عليها «اللدغات» ألنها عبارة عن تغييرات بسيطة
إال أنها ُتحدث تأثير كبير ،وهي:
30
ويمكن القول إن العمل من أجل التحول من مشروع ناشئ إلى مشروع كبير ال يعتبر هدف ينبغي أن يسعى
إليه جميع أصحاب المشروعات الناشئة ،ألنه ينبغي على كل صاحب مشروع أن يقوم بتطوير مشروعه بالوتيرة
والحجم المناسبين له حيث يفضل البعض اإلبقاء على مشروعاتهم صغيرة لالبتعاد عن التفاصيل اإلدارية المزعجة
وللحفاظ على قدر من حريتهم ،بينما يكون لدى آخرين االستعداد الكامل لتوسيع نطاق أنشطتهم من أجل إنشاء
شركة كبيرة بفريق كامل ،لهذا سنجد أن اإلجراءات السابق ذكرها يمكن للمشروعات الناشئة والكبيرة تنفيذها
لتعظيم إيراداتها.
ويمكن ألي مشروع ناشئ يسعى لتوسيع نطاقه وأنشطته أن ينفذ ذلك بواحدة من طريقتين ،التوسع أفقيًا عبر
التنويع في المنتجات المقدمة لتغطية شرائح أوسع من العمالء ،أو التوسع رأسيًا من خالل تعميق العالقة مع
الجمهور المستهدف وتلبية مختلف مستويات احتياجه.
31
الفصل الثاني عشر :كيف تتحول إلى «فرانشايز»؟
تقوم فكرة شراء حق امتياز شركة ما «فرانشايز» على استثمار كثير من األموال ،عادة ما يتم اقتراضها ،في إتباع
نموذج عمل وضعه شخص آخر ،وبناء عالمته التجارية نيابة عنه مع ضرورة إتباع كافة اإلرشادات التي يقدمها،
وبالتالي ينظر لها الكثيرون بوصفها فكرة غير جيدة ألنها ال تتيح لألفراد بناء مشروع تجاري بقدر ما تسمح لهم
بشراء وظيفة ألنفسهم.
وفي المقابل ،يمكن اعتبار فكرة تأسيس مشروع ناشئ خاص بك أفضل بديل للفرانشايز ألنك هنا تعمل على
تنفيذ المشروع الذي تمتلكه من األلف للياء بحسب رؤيتك كما يكون لك الكلمة العليا في إدارته ،وفي هذه الحالة
سيكون كل ما تحتاجه هو معرفة كيفية االستفادة من كل هذا الجهد الذي تبذله لتنمية مشروعك باستخدام
ما يسمى بالتأثير اإليجابي أو تحويل نفسك إلى حق امتياز عبر استنساخ مهاراتك وأنشطتك واهتماماتك
واستثمارها لخلق عائدات أفضل.
وهو ما فعلته األمريكية «بروك توماس» عندما أسست عيادة معنية بعالج أولئك الذين يعانون من اآلالم المزمنة
ومشاكل التنقل ،ومع نجاحها في عالج كثير من المرضى ،الذين كانوا يجربون قبل زيارتها عدة عالجات أخرى
ال تؤتي بثمارها معهم ،اكتسبت بروك اسم المع خاص بها وأصبحت بمثابة شهادة للعالج الذي تقدمه ،وهو
ما دفعها إلى نقل خبراتها إلى مدن أخرى حيث أقامت عيادتين مماثلتين في كاليفورنيا ونيويورك وبدأت تتعلم
تدريجيًا ما ينبغي عليها القيام به إلدارة مشروعها جي ًدا وما الذي يجب أن تتجنبه ،وحينما تعرفت على مقدمي
الرعاية اآلخرين والحظت أن بعضهم يفتقد لحس اإلدارة فكرت في تنظيم برنامج تدريبي لهم يركز على طرق
تحسين النواحي اإلدارية والتجارية للمشروعات الصحية.
ومع نمو أي مشروع ناشئ قد يبدأ رائد األعمال في البحث عن مشروع جديد لتنفيذه وهنا يكون أمامه خيارين
لتحويل نفسه إلى امتياز ذاتي ،الخيار األول هو أن يصل إلى مزيد من األشخاص من خالل نفس الرسالة التي
يقدمها ،والخيار الثاني هو أن يصل إلى أشخاص مختلفين عبر تقديم رسالة جديدة ،ويمكن تنفيذ ذلك من خالل
3طرق:
32
عند التفكير في إنشاء عالمة تجارية في الفضاء اإللكتروني ُيفضل االستعانة بهذا النموذج الذي يعتمد على
إطالق مشروعات جانبية من خالل نشاط رئيس ،حيث يكون المركز هو المكان الذي تملكه ويتم فيه ممارسة
نشاطك وهو القاعدة األساسية التي تأمل في دفع زوار وعمالء جدد لها مثل( :الموقع اإللكتروني ،أو المدونة،
أو المنتدى) أما األسالك فهي جميع األماكن األخرى الغير مملوكة لك والتي تقضي بها وقتك بهدف دعم المركز
مثل( :مواقع التواصل االجتماعي ،أو االجتماعات ،أو فاعليات التواصل).
-نموذج الشراكة:
أحد طرق تنفيذ االمتياز الذاتي هو تكوين فريق عمل مع واحد أو أكثر من شريك موثوق بهم ،وهذا ال يعني دمج
مشروعك أو نشاطك التجاري بالكامل مع ذلك الشريك إنما المقصود هنا هو التعاون من أجل إنشاء مشروع
جديد مشترك بهدف الوصول إلى ما هو أبعد مما يمكن لشخص واحد تحقيقه بمفرده وهو ما ُيختزل في معادلة
« »3=1+1التي تعني أن أي شراكة ناجحة يجب أن ينتج عنها مشروع مشترك أكبر بنسبة %33على أقل تقدير
من مجموع ما يمكن أن يحققه الشريكان بمفردهما.
وهناك قائمة من القرارات التي يجب اتخاذها قبل بدء أي مشروع مشترك ،وهي:
• الكيفية التي سيتم على أساسها تقسيم المال (مناصفة ( ،)50-50أم ( )40-60على أن تذهب الحصة
األعلى إلى الشريك الذي يقوم بمزيد من العمل ،أم ( )45-45على أن يتم تخصيص %10للتكاليف اإلدارية).
• المسئوليات التي سيتولى تنفيذها كل شريك.
• نوع المعلومات التي سيتم تقاسمها بين الشركاء.
• الكيفية التي سيتم بها تسويق المشروع بشكل مشترك.
• المدة الزمنية التي ستستغرقها هذه الشراكة.
• عدد المرات التي سيتم االجتماع فيها لمناقشة كل ما يتعلق بهذه الشراكة.
33
برامج المشاركة:
تقوم فكرة برامج المشاركة على تعاون التجار مع شركائهم بهدف جلب مزيد من الزيارات لهم ورفع حجم
المبيعات في مقابل أن يدفع التجار عمولة لهم ،ويمكن ألصحاب المشروعات الناشئة االستعانة بهذه البرامج ألنها
ستساعدهم من جهة على تحويل مشروعاته إلى امتياز ذاتي كما ستضمن لهم دخل ثابت بمرور الوقت ،ويجب
العلم أن االستفادة من برامج المشاركة تتعاظم كلما زادت نسبة العمولة ألنك ستجتذب شركاء جيدين وستصل
إلى الجمهور المستهدف بشكل أسرع.
مراقبة المشروع:
تحتاج المشروعات الناجحة على اختالف هيكلها اإلداري إلى الرعاية والتحسين المستمر في أدائها ،لهذا يحتاج
أصحاب المشروعات الناشئة مع بدء نمو مشروعاتهم إلى النظر في كل جانب من جوانبها خاصة تلك التي تتعلق
بالعمالء وقت اتخاذ قرار الشراء بهدف إصالح المشكالت الصغيرة وتحديد اإلجراءات الصغيرة التي يمكن اتخاذها
لتحقيق نتائج مهمة مع مرور الوقت.
ويمكن ألصحاب المشروعات الناشئة مراقبتها والعمل على تحسين أدائها من خالل طرح هذه األسئلة:
« -من أين نربح المال؟»
من أجل التركيز على األنشطة التي تجلب المال مع معرفة الخطوات التي يمكن أن نفعلها لإلبقاء على تدفقها.
« -إلى أي مدى تبدو رسائلك جيدة؟»
لمراجعة الرسائل الواردة في المواد التسويقية الخاصة بالمشروع وتنقيحها.
« -هل أسعار المنتج أو الخدمة المقدمة هي ما ينبغي أن تكون عليه؟»
من أجل التخطيط لرفع سعر المنتج أو الخدمة على أساس منتظم ،ولمعرفة ما إذا كان التسعير الموضوع عادل
أم ال وهو أمر يمكن التأكد منه في حال اهتمام العمالء بشراء المنتج.
« -كيف تسوق منتجك لعمالئك الحاليين؟»
للتأكد من الوصول للعمالء الحاليين وإيجاد طرق جديدة لتلبية المزيد من احتياجاتهم.
« -هل تتابع وتراقب وتختبر بما يكفي؟»
ألن هناك أمور ال يمكن أن تعرف نتائجها وما سيحدث بشأنها إال عند وقوعها.
« -أين هي الفرص الكبيرة الضائعة؟»
لمعرفة أي من هذه الفرص الكبيرة الضائعة مناسبة للمشروع الناشئ والعمل على تعقبها واستعادتها حينما
يكون هناك مزيد من الوقت أو عند الحاجة إلى المال.
وبغض النظر عن معدالت النمو التي يحققها أي مشروع ناشئ ينبغي على رواد األعمال أن يتأكدوا أن
مشروعهم يتقدم على المسار الصحيح ،وهو أمر يمكن تحقيقه من خالل:
-مراقبة مقياس أو مقياسين (مثل :معدل اإليرادات اليومية ،أو عدد العمالء المحتملين في اليوم ،متوسط سعر
عملية البيع الواحدة) بانتظام لكي يكونوا على دراية كاملة بهم في أي وقت مع التركيز على الجوانب المتعلقة
بالمبيعات ،والتدفقات النقدية ،وإدارة اإليرادات.
-ترك التفاصيل األخرى للمراجعات النصف أسبوعية أو شهرية من أجل الخوض فيها بمنتهى الحرص والتركيز.
34
الفصل الثالث عشر :طور مشروعك على طريقتك
عادة ما يوصف رواد األعمال بالجرأة والمخاطرة ولكنهم في الواقع ليسوا كذلك بالضرورة هم فقط لديهم تعريفات
مختلفة لألمان والخطر عن المحيطين بهم ،لهذا سنجد أن كثيرين منهم واجهوا تحدي حقيقي عند اتخاذهم قرار
التخلي عن أعمالهم المستقرة من أجل بناء نظام عمل خاص بهم لكنهم تغلبوا على ذلك بأنهم حددوا أهدافهم
األساسية من وراء مشروعاتهم بالشكل الذي يسمح لهم بتأسيسها بشكل صحيح مع تحديد الدور الذي يودون
أن يلعبه العمل في حياتهم ،فكانت هناك 3خيارات:
35
الفصل الرابع عشر :ماذا لو أخفقنا؟
يتردد كثير من رواد األعمال في اتخاذ قرار البدء في مشروعاتهم الناشئة بسبب خوفهم من التعامل مع األموال
والسوق ،ومن المنافسة ،ومن إمكانية سرقة أفكار مشروعاتهم ،لكن يبقى الخوف األكبر الذي قد يمنعهم من
تنفيذ أفكارهم لسنوات هو الخوف من إمكانية فشلهم.
ويمكن القول إن لدى معظم رواد األعمال عدد من قصص اإلخفاق التي سبقت مشروعاتهم الناجحة ،وذلك إما
بسبب بعض الشراكات الخاطئة ،أو عدم التخطيط الجيد لحملة إطالق المنتج ،أو بسبب فقدان الحافز الستكمال
مشروعهم ،لكنهم في نهاية األمر عاودوا المحاولة ونجحوا ،لهذا ينبغي على أي رائد أعمال أال ينتظر نصيحة أو
إذن من أي شخص لكي يتتبع شغفه ويعمل على تحقيق حلمه ،بل عليه أن يبدأ على الفور.
36