You are on page 1of 69

‫أسبوع أبوظبي لالستدامة‬

‫السنة الرابعـة ‪ -‬فبراير ‪ - 2018‬العدد ‪47‬‬


‫منصة عالمية بامتياز‬

‫اإلمارات مصنع‬
‫‪WAMADAT‬‬ ‫شهرية تعنى بالمعرفة والتنمية‬

‫تصدر عن مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة‬


‫األحالم العربية‬
‫أعجوبة اإلنترنت الفضائي‬
‫خوارزميات‬
‫دبــي الذكـيـــــة‬
‫فيسبوك الملغومة‬
‫مدينة المستقبل‬

‫حيـان‬
‫جابــر بن ّ‬
‫أبرز علماء الكيمياء في التاريخ‬

‫أحمد زويــــل‬
‫أيقونة علمية بمواصفات استثنائية‬ ‫جـائــزة نوبــل فــي‬
‫ــ‬

‫ماري كوري‪ ..‬نجمة في سماء العلم‬ ‫الكيميـــــاء‬


‫ملفيـن كالفيـن‬
‫مـارس‬ ‫‪ 4‬فبرايـر ‪3 -‬‬
‫رحلة البحث عن بصمة الضوء الكيميائيـة‬ ‫‪2018‬‬
‫الكتابة اإلبداعية‬
‫تعلـن مؤسسة محمد بن راشـد آل مكتـوم للمعرفــة عن‬
‫فتح باب التسجيل في دورات برنامج دبي الدولي للكتابة‬

‫الترجمــة‬
‫المقـــــال‬
‫القصة القصيرة‬
‫الكتابة لليافعين‬
‫الروايـــــــــة‬
‫الكتابة للطفل‬
‫أدب الـرحــالت‬

‫يهدف البرنامج إلى‬


‫دعم وتمكين المواهب الشابة‪ ،‬وتوفير البيئة المناسبة لهم‪،‬‬
‫ورعايتهم بشكل علمي مدروس وتعزيز قيمة الكتابة باللغة العربية‪،‬‬
‫واالرتقاء بها إلى مصاف العالمية‬

‫على الراغبين في االنتساب إلى الورش التدريبية إرسال نماذج كتابية‬


‫فـي المجـال المطلوب ال تقـل عن ‪ 100‬كلمة وال تزيد على ‪ 300‬كلمـة‬
‫إلى البريد اإللكتروني التالي‪:‬‬
‫‪dipw@mbrf.ae‬‬
‫دول ــة اإلم ــارات تس ــتعد لتك ــون أول دول ــة‬
‫عربيـــة تحقـــق حلمـــً عربيـــً قديمـــً بإنتـــاج‬
‫الطاقـــة عـــن طريـــق المفاعـــات النوويـــة‬
‫وذلـــك بتشـــغيل أول محطـــة‬
‫طاقـــة نوويـــة فـــي ‪2018‬‬

‫محمد بن راشد آل مكتوم‬


‫خالل أول اجتماع لمجلس الوزراء في ‪2018‬‬

‫اإلمارات مصنع‬
‫األحالم العربية‬
‫كثي ــرة ه ــي األح ــام العربي ــة الت ــي أخ ــذت اإلم ــارات عل ــى‬
‫عاتقه ــا تحقيقه ــا‪ ،‬بداي ــة م ــن جع ــل الدول ــة وجه ــة مفضل ــة للعل ــم‬
‫والســياحة فــي العالــم‪ ،‬األمــر الــذي يعــود بإيجابيــات كثيــرة علــى‬
‫المنطق ــة العربي ــة‪ ،‬ولي ــس نهاي ــة بغ ــزو الفض ــاء والوص ــول إل ــى‬
‫رئيس المؤسسة‬
‫المري ــخ‪ ،‬وه ــا ه ــي اإلم ــارات الي ــوم تس ــتعد خ ــال ه ــذا الع ــام‬
‫لتشــغيل أول محطــة طاقــة نوويــة‪ ،‬األمــر الــذي يؤكــد أن اإلمــارات‬
‫تعمــل دائمـاً بــكل مــا يعــود علــى منطقتهــا وأمتهــا بالخيــر الوفيــر‪.‬‬
‫لق ــد بات ــت اإلم ــارات مصنعــاً لألح ــام العربي ــة‪.‬‬

‫ومضات ‪ -‬السنة الرابعة ‪ -‬العدد السابع واألربعون‬


‫‪4‬‬
‫االرتق ــاء أكث ــر بالبني ــة األساس ــية لبالدن ــا الحبيب ــة‪ ،‬عب ــر توفي ــر‬ ‫إن تشــغيل محطــة طاقــة نوويــة يدفــع المتابــع إلــى اســتخالص‬
‫مصـــادر دائمـــة ومتجـــددة للطاقـــة والميـــاه‪ ،‬وهـــي مشـــروعات‬ ‫الكثيـــر مـــن الـــدروس‪ ،‬فهـــذه الخطـــوة ظلـــت لعقـــود حلمـــاً لـــدى‬
‫أساســية تنعكــس باإليجــاب علــى غيرهــا مــن المشــروعات‪ ،‬فضــاً‬ ‫الكثيــر مــن دول العالــم‪ ،‬وعلــى األخــص فــي بلداننــا العربيــة‪ ،‬وهــو‬
‫عـــن تجاوبهـــا مـــع مـــا يـــدور فـــي العالـــم مـــن أفـــكار تستشـــرف‬ ‫م ــا يؤش ــر م ــرة أخ ــرى إل ــى الس ــبق اإلمارات ــي ف ــي ه ــذا المج ــال‪،‬‬
‫المســتقبل‪ ،‬فكمــا أن الغــد ســيكون للطاقــة النوويــة‪ ،‬فــإن الكثيريــن‬ ‫ويؤش ــر إل ــى المكان ــة المرموق ــة لدولتن ــا الحبيب ــة ف ــي محيطه ــا‬
‫م ــن العلم ــاء يتوقع ــون أزم ــات عدي ــدة مقبل ــة ف ــي المي ــاه‪ ،‬هن ــا كان‬ ‫العرب ــي‪ ،‬تل ــك المكان ــة الت ــي حازته ــا م ــن خ ــال العم ــل ال ــدؤوب‬
‫ال ب ــد م ــن التفكي ــر ال ــذي يعقب ــه التنفي ــذ‪ ،‬وكان ال ب ــد م ــن وج ــود‬ ‫والمســتمر‪ ،‬وفــي فتــرة زمنيــة قياســية نتيجــة لرؤيــة أشــبه بالحلــم‪،‬‬
‫اســـتراتيجية لألمـــن المائـــي لوقايتنـــا مـــن أي أزمـــات محتملـــة‬ ‫ولكن ــه الحل ــم ال ــذي كان دائم ـاً مدعوم ـاً ب ــإرادة ال تلي ــن‪ ،‬ومس ــتنداً‬
‫يحمله ــا المس ــتقبل‪.‬‬ ‫إلـــى اســـتراتيجية تعـــرف موقعهـــا فـــي العالـــم وطريقهـــا نحـــو‬
‫لقــد قــال صاحــب الســمو الشــيخ محمــد بــن راشــد آل مكتــوم‪:‬‬ ‫المس ــتقبل‪ ،‬وه ــو م ــا يؤك ــده وج ــود محط ــة طاق ــة نووي ــة‪ ،‬فالغ ــد‬
‫«هدفنـــا تحقيـــق دفعـــة كبيـــرة للمشـــاريع التنمويـــة والخدميـــة‬ ‫للطاقـــة البديلـــة‪ ،‬واإلمـــارات ال تتـــرك أي فرصـــة تدخلهـــا إلـــى‬
‫المقدمـــة لمواطنينـــا»‪ ،‬أي إن اإلنســـان فـــي قلـــب هـــذه الرؤيـــة‪،‬‬ ‫عال ــم المس ــتقبل عب ــر أقص ــر الط ــرق إال وتعم ــل عل ــى اس ــتثمارها‪،‬‬
‫وه ــو دأب اإلم ــارات دائم ـاً‪ ،‬ف ــكل م ــا نش ــاهده يومي ـاً م ــن مب ــادرات‬ ‫وه ــو االس ــتثمار ال ــذي س ــينعكس باإليج ــاب ف ــي أكث ــر م ــن مج ــال‪،‬‬
‫ومشـــاريع وفعاليـــات ال يســـتهدف إال االســـتثمار فـــي البشـــر‬ ‫فمحط ــة للطاق ــة النووي ــة تعن ــي أيض ـاً تأس ــيس مختب ــرات علمي ــة‪،‬‬
‫بالدرجـــة األولـــى‪ ،‬ذلـــك هـــو رأســـمال اإلمـــارات الحقيقـــي‪ ،‬ومـــا‬ ‫والمزي ــد م ــن تش ــجيع البح ــث العلم ــي والمش ــروعات االبتكاري ــة‪،‬‬
‫وض ــع المس ــتقبل بآمال ــه وأحالم ــه‪ ،‬وأيضــاً التفكي ــر ف ــي أزمات ــه‪،‬‬ ‫أي إن نتائ ــج تش ــغيل المحط ــة ل ــن تقتص ــر عل ــى توفي ــر الطاق ــة‬
‫دائمـاً نصــب أعيــن القيــادة الرشــيدة إال نتيجــة للرغبــة فــي تأميــن‬ ‫وحســـب‪ ،‬ولكنهـــا ســـتمتد إلـــى الجامعـــات والمراكـــز البحثيـــة‬
‫حي ــاة كريم ــة لألجي ــال المقبل ــة‪ ،‬حت ــى تس ــتطيع أن تعي ــش من ــاخ‬ ‫واألفــكار الخالقــة‪ ،‬بمــا يضيــف حــراكاً واســعاً فــي مجتمــع البحــث‬
‫عصره ــا ال ــذي س ــيختلف بالتأكي ــد ع ــن من ــاخ عصرن ــا‪ ،‬وهن ــا ال‬ ‫العلم ــي ف ــي بالدن ــا‪.‬‬
‫ب ــد لن ــا أن نفك ــر بج ــرأة وبأس ــلوب مغاي ــر لتل ــك األجي ــال حت ــى‬ ‫اإلنج ــازات اإلماراتي ــة بات ــت متالحق ــة لدرج ــة ربم ــا تصي ــب‬
‫تفتخ ــر ه ــي بم ــا نؤسس ــه له ــا نح ــن اآلن‪ ،‬ولذل ــك علين ــا جميع ـاً أن‬ ‫البعـــض بالدهشـــة‪ ،‬ففـــي االجتمـــاع األول لمجلـــس الـــوزراء فـــي‬
‫نكــون علــى قــدر المســؤولية‪ ،‬وأن نتســلح بــاإلرادة لكــي ندعــم موقــع‬ ‫الع ــام الج ــاري اعتم ــد صاح ــب الس ــمو الش ــيخ محم ــد ب ــن راش ــد‬
‫اإلم ــارات ال ــذي يش ــهد تقدمــاً ملحوظــاً ف ــي خريط ــة العال ــم‪ ،‬وأن‬ ‫آل مكتـــوم نائـــب رئيـــس الدولـــة رئيـــس مجلـــس الـــوزراء حاكـــم‬
‫نحل ــم بجع ــل بالدن ــا ف ــي قل ــب تل ــك الخريط ــة‪ ،‬واأله ــم أن نعم ــل‬ ‫دب ــي‪ ،‬رع ــاه اهلل‪ ،‬أيض ـاً اس ــتراتيجية األم ــن المائ ــي للدول ــة خ ــال‬
‫ب ــدأب لك ــي نحق ــق ذل ــك الحل ــم‪.‬‬ ‫العقدي ــن القادمي ــن‪ ،‬هن ــا يتض ــح أن الرؤي ــة متكامل ــة‪ ،‬وته ــدف إل ــى‬

‫‪5‬‬ ‫مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة‬


‫أسبوع أبوظبي لالستدامة‬

‫السنة الرابعـة ‪ -‬فبراير ‪ - 2018‬العدد ‪47‬‬


‫منصة عالمية بامتياز‬
‫إحدى شركات إم بي آر إف القابضة‬

‫اإلمارات مصنع‬
‫‪WAMADAT‬‬ ‫شهرية تعنى بالمعرفة والتنمية‬

‫تصدر عن مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة‬


‫األحالم العربية‬
‫أعجوبة اإلنترنت الفضائي‬
‫خوارزميات‬
‫دبــي الذكـيـــــة‬
‫فيسبوك الملغومة‬
‫مدينة المستقبل‬

‫السنة الرابعة ‪ -‬فبراير ‪ - 2018‬العدد ‪47‬‬ ‫جابــر بن حيّ ـان‬


‫أبرز علماء الكيمياء في التاريخ‬

‫أحمد زويــــل‬
‫أيقونة علمية بمواصفات استثنائية‬ ‫جـائــزة نوبــل فــي‬ ‫‪WAMADAT‬‬ ‫شهرية تعنى بالمعرفة والتنمية‬

‫ــ‬
‫ماري كوري‪ ..‬نجمة في سماء العلم‬ ‫الكيميـــــاء‬ ‫تصدر عن مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة‬
‫ملفيـن كالفيـن‬
‫مـارس‬ ‫‪ 4‬فبرايـر ‪3 -‬‬
‫رحلة البحث عن بصمة الضوء الكيميائيـة‬ ‫‪2018‬‬ ‫مجلة شهرية تعنى بالمعرفة والتنمية‬

‫رئيس مجلس اإلدارة‬


‫رئيس التحرير‬
‫جمال بن حويرب‬

‫هيئـة التحريـر‬
‫سيف المنصوري‬
‫حســين درويــش‬
‫د‪.‬خالــد الوزنــي‬
‫ليـنــا العنـانــــي‬
‫أحمـــد شوقــي‬

‫‪12‬‬
‫إيـــاد الجــــردي‬

‫اإلعالنات‬
‫‪+97143385885‬‬
‫دبي الذكية‪ ..‬مدينة المستقبل‬ ‫‪info@qindeel.ae‬‬

‫التوزيع واالشتراكات‬
‫محمـد الجعيـد‬
‫أحمد زويل‪..‬‬
‫أيقونة علمية بمواصفات استثنائية‬ ‫‪22‬‬ ‫‪+97143385885‬‬
‫‪mohamad.eljayd@qindeel.ae‬‬

‫التصميم واإلخراج‬
‫أيمن رمسيس‬
‫نوبل للكيمياء‪..‬‬
‫أرقام وإحصاءات‬ ‫‪26‬‬ ‫قنديـل للطباعة والنشر والتوزيع‬

‫عناوين المؤسسة‬

‫‪28‬‬
‫اإلمارات العربية المتحدة ‪ -‬دبـي‬
‫ملفين كالفين‪..‬‬
‫صندوق بريد‪214444 :‬‬
‫رحلة البحث عن بصمة‬
‫الموقع اإللكتروني‪:‬‬
‫الضوء الكيميائيـة‬ ‫‪www.mbrf.ae‬‬

‫‪30‬‬
‫مـاري كـوري‪..‬‬ ‫للتواصل‬
‫‪mbrf_news‬‬
‫نجمة في سماء العلم‬
‫‪mbrf.ae‬‬

‫الهاتف العــــام‪+97144233444 :‬‬


‫سعر النسخة‬
‫الهاتف المباشر ‪+97144233435 :‬‬
‫اإلمارات ‪ 10‬دراهم ‪ -‬األردن ‪ 4‬دنانير ‪ -‬البحرين ديناران ‪ -‬السعودية ‪ 15‬ريا ًال ‪ -‬سلطنة عمان رياالن ‪ -‬قطر ‪ 15‬ريا ًال ‪ -‬الكويت دينار ونصف‬

‫ومضات ‪ -‬السنة الرابعة ‪ -‬العدد السابع واألربعون‬


‫‪6‬‬
‫نستقبل آراءكم على‪wamadat@qindeel.ae :‬‬

‫محمد بن راشد‪:‬‬
‫أسبوع أبوظبي لالستدامة‬ ‫‪08‬‬
‫منصة عالمية بامتياز‬

‫‪58‬‬ ‫جابر بن ح ّيان‪..‬‬


‫أبرز علماء الكيمياء‬ ‫‪40‬‬
‫خوارزميات‬ ‫في التاريخ‬

‫‪50‬‬
‫فيسبوك‬
‫الملغومة‬ ‫هـل يحتـاج العالـم إلى ثـورة خضـراء جديـدة؟‬

‫أعجوبة اإلنترنت الفضائي‬


‫‪54‬‬
‫‪39‬‬

‫‪7‬‬ ‫مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة‬


‫محمد بن راشد وهزاع بن زايد ومنصور بن زايد يستمعون إلى شرح حول عمل روبوت‬

‫محمد بن راشد‪ :‬أسبوع أبوظبي‬


‫لالستدامة منصة عالمية بامتياز‬
‫المعنية بالقطاع وتشجيع الشراكات االستراتيجية فيما‬ ‫ومضات ‪ -‬أحمد حسن‪:‬‬
‫بينهم‪ ،‬والتأكيد على أهمية االستثمار في مشاريع الطاقة‬ ‫احتض ــن مرك ــز أبوظب ــي الوطن ــي للمع ــارض ف ــي‬
‫والمياه‪.‬‬ ‫العاصم ــة أبوظب ــي عل ــى م ــدى أس ــبوع كام ــل‪ ،‬م ــن ‪20-13‬‬
‫يحرص القادة في الدولة على متابعة برامج هذا‬ ‫ينايــر الماضــي «أســبوع أبوظبــي لالســتدامة ‪ »2018‬الــذي‬
‫األسبوع المليء باألعمال واالتفاقيات‪ ،‬وزيارته‪ ،‬والتأكيد‬ ‫ش ــارك في ــه نح ــو ‪ 850‬ش ــركة وجه ــة حكومي ــة م ــن دول ــة‬
‫فيه على أن يكون للشباب نصيبهم الكبير‪ ،‬وذلك من خالل‬ ‫اإلم ــارات وأربعي ــن دول ــة ح ــول العال ــم‪ .‬وق ــد ج ــاء نجاح ــه‬
‫الكثير من النقاشات واالتفاقيات التي تصب في مصلحة‬ ‫ه ــذا الع ــام تتويج ـ ًا لنجاحات ــه الس ــابقة والخب ــرة الكبي ــرة‬
‫تمكين جيل الشباب الذي يشكل الركيزة األساسية في‬ ‫ف ــي اس ــتضافة الفعالي ــات واألنش ــطة‪.‬‬
‫مسيرة التنمية المستدامة‪.‬‬

‫سمعة عالمية راسخة‬ ‫يمثل «أسبوع أبوظبي لالستدامة» أكبر تجمع‬


‫وكان صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل‬ ‫لالستدامة في منطقة الشرق األوسط‪ ،‬ومنبرا ً مهماً‬
‫مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم‬ ‫للحوار والتعاون الدوليين‪ ،‬وذلك لبحث أبرز القضايا‬
‫دبي «رعاه اهلل»‪ ،‬قد زار المعرض المصاحب لـ «أسبوع‬ ‫العالمية الملحة في قطاعات الطاقة والمياه والبيئة‪،‬‬
‫أبوظبي لالستدامة ‪ .»2018‬وقد توقف سموه خالل‬ ‫وتسريع نشر وتنفيذ حلول الطاقة المتجددة على مستوى‬
‫الجولة عند العديد من منصات الجهات المشاركة في‬ ‫العالم‪ ،‬إضافة إلى التصدي لتحديات المياه في المناطق‬
‫الحدث الذي يعتبر من أهم فعاليات «أسبوع أبوظبي‬ ‫الجافة‪ ،‬والتركيز على القضايا المرتبطة بقطاعات‬
‫لالستدامة»‪ .‬واستمع سموه من المسؤولين والقائمين‬ ‫الطاقة والمياه‪ ،‬ووضعها على رأس أولويات القيادات‬
‫على هذه المنصات إلى شروح؛ تركزت في معظمها على‬ ‫ال عن فتح باب الحوار بين مختلف األطراف‬
‫الدولية‪ ،‬فض ً‬

‫ومضات ‪ -‬السنة الرابعة ‪ -‬العدد السابع واألربعون‬


‫‪8‬‬
‫محمد بن راشد وهزاع بن زايد ومنصور بن زايد في صورة تذكارية مع شباب وشابات الوطن‬ ‫محمد بن زايد في لقطة تذكارية مع القادة المشاركين في القمة العالمية لطاقة المستقبل‬

‫ليس لديها نفط‪ ،‬وتستورده من الخارج بكلفة عالية جداً‪،‬‬ ‫آخر االبتكارات والحلول البديلة لتوليد الطاقة النظيفة‬
‫ما ينعكس سلباً على المستهلك‪ ،‬وعلى مشاريع التنمية‬ ‫المستدامة‪ ،‬وتوفير مصادر للمياه التي تعرضها هذه‬
‫المستدامة في هذه الدول‪ ،‬كما في الدول الغنية بالنفط‪،‬‬ ‫الجهات الوطنية والعالمية في المعرض الذي وصفه‬
‫ومنها دولتنا الحبيبة التي تبحث عن هذه البدائل من‬ ‫صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم بالمنصة‬
‫خالل أبحاث وتجارب وتنفيذ مشاريع عمالقة‪ ،‬من‬ ‫العالمية الذي استطاع استقطاب الجهات الوطنية‬
‫أجل تأمين الطاقة المتجددة والمياه؛ ضماناً لمستقبل‬ ‫والدولية المتخصصة في قطاع توليد الطاقة النظيفة‬
‫األجيال المتعاقبة‪ ،‬خاصة مع توفر الطاقة الشمسية‬ ‫والمستدامة؛ بعيدا ً عن المشتقات النفطية التقليدية‬
‫في بالدنا على مدار العام‪ .‬وهنأ سموه أخاه صاحب‬ ‫المستخدمة حالياً في تشغيل محطات الكهرباء‬
‫السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان على نجاح «أسبوع‬ ‫وتحلية المياه‪ ،‬مرجعاً سموه ذلك الحضور العالمي في‬
‫أبوظبي لالستدامة» بكل المعايير‪ ،‬واعتبره سموه من‬ ‫هذا المعرض إلى الجهود العظيمة واألفكار الخالقة‬
‫األحداث والفعاليات الدولية المرموقة التي تحظى‬ ‫لصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد‬
‫بإقبال شديد من قبل الدول ومراكز البحوث والشركات‬ ‫أبوظبي نائب القائد األعلى للقوات المسلحة؛ صاحب‬
‫العالمية ذات االختصاص‪.‬‬ ‫فكرة تنظيم واستضافة هذا المؤتمر العالمي السنوي‬
‫األول من نوعه في أحضان العاصمة أبوظبي وعلى أرض‬
‫القمة العالمية لطاقة المستقبل‬ ‫اإلمارات الحبيبة‪ .‬وأعرب صاحب السمو الشيخ محمد‬
‫وشهد صاحب السمو الشيخ‬ ‫بن راشد آل مكتوم عن ارتياحه لنجاح «أسبوع أبوظبي‬
‫محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد‬ ‫لالستدامة ‪ »2018‬والسمعة العالمية الراسخة التي‬
‫ركز « أبوظبي‬ ‫أبوظبي نائب القائد األعلى للقوات‬ ‫حققها على مدى ستة أعوام فقط‪ ،‬وأصبح منصة عالمية‬
‫لالستدامة» على‬ ‫المسلحة‪ ،‬وعدد من قادة وممثلي‬ ‫بامتياز يجمع تحت مظلته قيادات عربية وعالمية وخبراء‬
‫الدول‪ ،‬افتتاح القمة العالمية لطاقة‬ ‫ومتخصصين في مجال ابتكار الحلول البديلة لتوليد‬
‫الشباب إيمانًا بدورهم‪،‬‬
‫المستقبل ضمن فعاليات «أسبوع‬ ‫الطاقة النظيفة؛ التي أضحت الشغل الشاغل للدول التي‬
‫وباعتبارهم الركيزة‬ ‫أبوظبي لالستدامة» الذي أقيم‬
‫هذا العام تحت عنوان «دفع األساسية للحفاظ على‬
‫زخم مسيرة التنمية‬ ‫جهود التحول العالمي في قطاع‬
‫المستدامة‬ ‫الطاقة»‪ ،‬بمشاركة أكثر من ‪35‬‬
‫ألف مشارك من ‪ 175‬دولة‪ ،‬من‬
‫ضمنهم رؤوساء ووزراء‪ ،‬وممثلون عن المنظمات‬
‫الدولية والشركات العالمية‪ ،‬ونخبة من العلماء‬
‫والخبراء الدوليين‪ .‬ورحب سموه بالقادة والخبراء‬
‫الذين التقوا على أرض اإلمارات‪ ،‬لمناقشة سبل‬
‫حلول لتحديات االستدامة التي تواجه‬ ‫ٍ‬ ‫إيجاد‬
‫حوار بنّاء يعزز آفاق‬
‫ٍ‬ ‫العالم‪ ،‬والمضي قدماً في‬ ‫خالل زيارة المعرض المصاحب ألسبوع أبوظبي لالستدامة‬

‫‪9‬‬ ‫مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة‬


‫التعاون لوضع خطط عملية واستراتيجيات فعالة‬
‫تستفيد من أحدث االبتكارات للمضي بالعالم نحو‬
‫مستقبل أكثر استدامة‪ .‬وأكد أن صاحب السمو الشيخ‬
‫خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة «حفظه اهلل»‪،‬‬
‫يوجه دوماً بترسيخ أسس ومبادئ التنمية المستدامة‬
‫لدى أجيال الشباب‪ ،‬ضماناً لتكريس رؤية ونهج الوالد‬
‫المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان‪،‬‬
‫«طيب اهلل ثراه»‪ ،‬في بناء إنسان المستقبل الواعي‬
‫والمسؤول والقادر على صون وتدعيم الركائز المتينة‬
‫التي تقوم عليها دولة اإلمارات‪ .‬وأشار سموه إلى‬
‫جولة لمحمد بن راشد في أسبوع أبوظبي لالستدامة‬
‫أن تركيز أسبوع أبوظبي لالستدامة هذا العام على‬
‫ال من معالي شري سينغ‬ ‫شاركوا في جلسات النقاش ك ً‬ ‫الشباب يؤكد الثقة واإليمان بدورهم‪ ،‬باعتبارهم الركيزة‬
‫وزير الطاقة والفحم والطاقة الجديدة والمتجددة‬ ‫األساسية للحفاظ على زخم مسيرة التنمية المستدامة‪.‬‬
‫والمناجم في الهند‪ ،‬وسعادة عدنان أمين مدير عام‬
‫الوكالة الدولية للطاقة المتجددة «آيرينا»‪.‬‬ ‫مشاركة محلية ودولية فاعلة‬
‫وكان حفل االفتتاح قد بدأ بالنشيد الوطني لدولة‬
‫صفقات واتفاقيات‬ ‫اإلمارات‪ ،‬وتضمن مشاركة من الطالبة اإلماراتية الشابة‬
‫شهد أسبوع أبوظبي لالستدامة ‪ 2018‬إبرام صفقات‬ ‫علياء المنصوري الفائزة بمسابقة «الجينات في الفضاء»‪،‬‬
‫واتفاقيات بقيمة ‪ 15.2‬مليار دوالر‪ ،‬وذلك من خالل‬ ‫والتي تقدم مثاالً للشباب اإلماراتي الواعد‪ .‬ثم ألقى‬
‫القمة العالمية لطاقة المستقبل والقمة العالمية للمياه‬ ‫معالي الدكتور سلطان بن أحمد الجابر وزير دولة رئيس‬
‫ومعرض إيكوويست المقامة تحت مظلة األسبوع‪ ،‬حيث‬ ‫مجلس إدارة «مصدر» كلمة رحب فيها بأصحاب السمو‬
‫وقع التحالف الدولي للطاقة الشمسية‪ ،‬أول التزام‬ ‫الشيوخ والرؤساء والوزراء وضيوف القمة‪ ،‬مثمناً عالياً‬
‫للتمويل تصل قيمته إلى خمس مليارات دوالر من قبل‬ ‫رؤية القيادة ودعمها ورعايتها للشباب ولقطاع الطاقة‬
‫بنك يس‪ ،‬وهو خامس أكبر بنك في القطاع الخاص‬ ‫والتنمية المستدامة في الدولة‪ .‬وأكد معاليه أن أسبوع‬
‫بالهند‪ ،‬وذلك بحسب الجهات المنظمة للحدث‪ .‬وأعلن‬ ‫أبوظبي لالستدامة في عام ‪ 2018‬يتميز بخصوصية‬
‫التحالف الدولي للطاقة الشمسية عن توقيع عقود‬ ‫لتزامنه مع «عام زايد»‪ ،‬وأيضاً بمرور عشر سنوات‬
‫تمويل تسعة مشاريع للطاقة الشمسية في خمسة‬ ‫على إطالق جائزة زايد لطاقة المستقبل‪ .‬وقال معاليه‪:‬‬
‫دول أعضاء‪ ،‬حيث تضم الشركات الثماني المشاركة‬ ‫«من خالل إرث الشيخ زايد‪ ،‬رحمه اهلل‪ ،‬ورؤية قيادتنا‬
‫في الصفقات «فيونارك للتنمية المحدودة»‪ ،‬و«واري‬ ‫الرشيدة‪ ،‬ساهم أسبوع أبوظبي لالستدامة على مدى‬
‫إنجينيرز»‪ ،‬و«مجموعة جينسول»‪ ،‬و«سوالريج»‪ ،‬وشاكتي‬ ‫العقد الماضي في إلهام وتحفيز القطاعات الحكومية‬
‫بامب‪ ،‬وريفيكس إنيرجي‪ ،‬وأمبلوس سوالر‪ ،‬وزودياك‬ ‫ورواد قطاع الطاقة على حشد الجهود‪ ،‬والعمل يدا ً بيد‬
‫إنيرجي‪ .‬ويأتي هذا التمويل كبداية فقط من التحالف‬ ‫لبناء مستقبل أفضل ألجيال الغد»‪ .‬وتضمن الحفل‬
‫الدولي للطاقة الشمسية‪ ،‬لدفع مشاريع الطاقة الشمسية‬ ‫عرض كلمة مرئية مسجلة من عالم الفيزياء الشهير‬
‫الجديدة‪ ،‬وشارك في أسبوع أبوظبي لالستدامة ‪850‬‬ ‫ستيفن هوكينج‪ ،‬أكد فيها أهمية تفعيل دور الشباب ودعم‬
‫شركة تمثل ‪ 40‬دولة‪ ،‬منها ‪ 100‬شركة ناشئة ومشاركة‬ ‫قادة مستقبل االستدامة‪ ،‬ثم أقيمت حلقة نقاش خاصة‬
‫‪ 18‬دولة بمنصات خاصة حيث تستحوذ الشركات‬ ‫بالشباب‪ ،‬شاركت فيها مجموعة من الشباب الموهوبين‬
‫األجنبية على ‪ %70‬من إجمالي الشركات‪ .‬كما سلط‬ ‫من اإلمارات والسعودية والصين والواليات المتحدة‬
‫برنامج أسبوع أبوظبي لالستدامة الضوء على سلسلة من‬ ‫وكوريا الجنوبية‪ .‬وتضمن برنامج الفعاليات سلسلة من‬
‫األحداث والمؤتمرات والمعارض المك ّملة بما في ذلك‪:‬‬ ‫حلقات النقاش رفيعة المستوى‪ ،‬بدأت بكلمة لمعالي‬
‫«القمة العالمية للمياه»‪ ،‬و«حفل توزيع الجوائز السنوي‬ ‫الدكتور ثاني بن أحمد الزيودي وزير التغير المناخي‬
‫لجائزة زايد لطاقة المستقبل»‪ ،‬واجتماع الجمعية العامة‬ ‫والبيئة‪ ،‬وانتهت بكلمة ختامية ألقاها معالي ميروسالف‬
‫للوكالة الدولية للطاقة المتجددة‪ ،‬و«إيكوويست»‪ ،‬وحفل‬ ‫الجاك‪ ،‬رئيس الدورة الثانية والسبعين للجمعية العامة‬
‫توزيع جوائز الدورة الثالثة من «برنامج اإلمارات لبحوث‬ ‫لألمم المتحدة ووزير الخارجية في جمهورية سلوفاكيا‪.‬‬
‫علوم االستمطار»‪ ،‬و«المهرجان في مدينة مصدر»‪.‬‬ ‫وشملت قائمة خبراء القطاع وصناع السياسات الذين‬

‫ومضات ‪ -‬السنة الرابعة ‪ -‬العدد السابع واألربعون‬


‫‪10‬‬
‫محمد بن راشد يطلق شهادات دبي الرقمية‬

‫الهدف المنشود للقيادة هو جعلها األسعد على وجه األرض‬

‫دبـــــي الذكية‬
‫مدينة المستقبل‬
‫رؤية القيادة‬ ‫ومضات ‪ -‬هاني أحمد‪:‬‬
‫إن تح ــول دب ــي الي ــوم إل ــى مدين ــة ذكي ــة ل ــم ي ــأت‬ ‫حظي ــت مدين ــة دب ــي عل ــى امت ــداد تاريخه ــا القدي ــم‬
‫مـــن فـــراغ‪ ،‬بـــل هـــو نتيجـــة تضافـــر رؤيـــة القيـــادة‬ ‫والحدي ــث بمكان ــة متمي ــزة بي ــن م ــدن العال ــم‪ ،‬إل ــى درج ــة‬
‫الرش ــيدة وس ــامة التخطي ــط واإلدارة الصحيح ــة‪ ،‬إل ــى‬ ‫أن القاص ــي والدان ــي يحل ــم بالذه ــاب إل ــى ه ــذه اإلم ــارة‬
‫جانـــب أهليـــة البنيـــة التحتيـــة الخدميـــة واســـتيعابها‬ ‫الجميل ــة‪ ،‬حي ــث التف ــرد ف ــي إنجازاته ــا وش ــواهدها الت ــي‬
‫للتكنولوجيـــا المتطـــورة‪ ،‬ووجـــود كـــوادر مهنيـــة تعمـــل‬ ‫رس ــخت وجوده ــا عل ــى الصعيدي ــن العرب ــي والدول ــي‪.‬‬ ‫ّ‬
‫بـــروح الفريـــق الواحـــد‪.‬‬

‫صاحــب الســمو الشــيخ محمــد بــن راشــد آل مكتــوم‬ ‫شهدت مدينة دبي على مر األزمان تحوالت طرأت على‬
‫ســبق وأن أطلــق مبــادرات كثيــرة اســتهدفت وضــع مدينــة‬ ‫مكانتهـا التجاريـة واالقتصاديـة والخدميـة‪ ،‬حيـث راكمـت‬
‫دبــي علــى خارطــة أهــم المــدن العالميــة‪ ،‬حيــث جــرى فــي‬ ‫فـي عديـد إنجازاتهـا التنمويـة‪ ،‬وهي تقطف اليوم ثمار هذا‬
‫العــام ‪ 1999‬إطــاق الحكومــة اإللكترونيــة‪ ،‬وحينهــا لــم‬ ‫الجهـد الـدؤوب عبـر ورش العمل المتواصلة لتعزيز التنمية‬
‫تتجــاوز نســبة اســتخدام اإلنترنــت ‪ ،%5‬فــي حيــن أعلــن‬ ‫المستدامة في مختلف القطاعات باإلمارة‪ .‬على أن مدينة‬
‫ســموه فــي شــهر أكتوبــر ‪ 2013‬عــن مشــروع تنمــوي‬ ‫دبـي تشـهد اليـوم تحـوالت متسـارعة فـي خدماتهـا الذكيـة‪،‬‬
‫يهــدف إلــى تحويــل دبــي إلــى مدينــة ذكيــة‪.‬‬ ‫انطالقـا مـن رؤيـة صاحـب السـمو الشـيخ محمـد بن راشـد‬
‫ً‬
‫آل مكتـوم نائـب رئيـس الدولـة رئيـس مجلـس الـوزراء حاكم‬
‫ســـموه اســـتتبع إعالنـــه هـــذا بإطـــاق اســـتراتيجية‬ ‫دبـي‪ ،‬رعـاه اهلل‪ ،‬بضـرورة توفيـر خدمـات متقدمـة لمختلف‬
‫تحوي ــل دب ــي للمدين ــة األذك ــى عالميــاً ف ــي ش ــهر م ــارس‬ ‫أفـراد المجتمـع‪ ،‬تقـوم علـى أفضـل المعاييـر والممارسـات‬
‫‪ ،2014‬عبـــر ســـتة محـــاور و‪ 100‬مبـــادرة‪ ،‬مـــع العمـــل‬ ‫المتبعـة فـي العالم‪.‬‬

‫ومضات ‪ -‬السنة الرابعة ‪ -‬العدد السابع واألربعون‬


‫‪12‬‬
‫عل ــى تحوي ــل ‪ 1000‬خدم ــة حكومي ــة إل ــى ذكي ــة‪ .‬وتمث ــل‬
‫المح ــاور الس ــتة ضم ــن االس ــتراتيجية‪ ،‬الحي ــاة والتنق ــل‬
‫والمجتم ــع واالقتص ــاد والحوكم ــة والبيئ ــة‪.‬‬

‫غيـــر أن فكـــرة مدينـــة دبـــي الذكيـــة ال تقـــوم علـــى‬


‫التكنولوجي ــا وتوفيره ــا ف ــي تس ــريع إنج ــاز المعام ــات‬
‫والخدمـــات للجمهـــور فحســـب‪ ،‬بـــل إســـعاد هـــؤالء‬
‫راق ومتطـــور مـــن الخدمـــات يحقـــق‬ ‫بتقديـــم مســـتوى ٍ‬
‫اله ــدف المنش ــود ف ــي جع ــل دب ــي أس ــعد مدين ــة عل ــى‬
‫وجـــه األرض‪.‬‬

‫مبادرات ذكية‬
‫محمد بن راشد يطلق مركز «خدمات ‪ »1‬يضم ‪ 14‬جهة حكومية‬
‫والخلق ــة الت ــي‬
‫ّ‬ ‫ثم ــة العدي ــد م ــن المب ــادرات الذكي ــة‬
‫تخ ــدم مش ــروع مدين ــة دب ــي الذكي ــة ف ــي إس ــعاد كاف ــة‬
‫ويجــري التركيــز علــى موضــوع الــذكاء االصطناعي‬
‫ش ــرائح المجتم ــع‪ ،‬والي ــوم م ــع تبن ــي اس ــتراتيجية ال ــذكاء‬
‫وط ــرق االس ــتفادة م ــن توظي ــف التكنولوجي ــا الذكي ــة‬
‫االصطناعـــي‪ ،‬فـــإن مدينـــة دبـــي تمضـــي بســـرعة نحـــو‬
‫فـــي الحصـــول علـــى خدمـــات نوعيـــة وذكيـــة أيضـــاً‪،‬‬
‫المدين ــة المس ــتقبلية الت ــي تضطل ــع بتوفي ــر تقني ــات ج ــد‬
‫حيـــث أطلـــق صاحـــب الســـمو الشـــيخ محمـــد بـــن‬
‫متط ــورة وخدم ــات يمك ــن القي ــام به ــا دفعــ ًة واح ــدة م ــن‬
‫راش ــد آل مكت ــوم‪ ،‬رع ــاه اهلل‪ ،‬اس ــتراتيجية اإلم ــارات‬
‫المن ــزل أو أي م ــكان آخ ــر وعب ــر الهات ــف النق ــال‪.‬‬
‫لل ــذكاء االصطناع ــي‪.‬‬
‫م ــن بي ــن المب ــادرات عل ــى س ــبيل المث ــال ال الحص ــر‪،‬‬
‫محمد بن راشد وضع‬ ‫هــذا المشــروع الضخــم منســجم مــع‬
‫إطــاق مبــادرة الثــروة الرقميــة والحفــاظ عليهــا وتأمينهــا‪،‬‬
‫مئويــة اإلمــارات ‪ ،2071‬ذلــك أنــه يهــدف مدينة دبي على خارطة‬ ‫ـا عــن إطــاق اســتراتيجية إنترنــت األشــياء‪ .‬الحديــث‬ ‫فضـ ً‬
‫إلـــى تطويـــر أداء القطـــاع الحكومـــي‬
‫أهم المدن العالمية‬ ‫هن ــا ي ــدور ع ــن بيان ــات واس ــعة وأنظم ــة معام ــات غي ــر‬
‫ونقلــه إلــى مســتويات متطــورة جــداً‪ ،‬مــع‬
‫ورقي ــة‪ ،‬إذ م ــن المتوق ــع أن تحق ــق ه ــذه الث ــروة عوائ ــد‬
‫تس ــريع اإلنج ــاز ف ــي المعام ــات وخل ــق‬
‫اقتصادي ــة خ ــال ثالث ــة أع ــوام تص ــل إل ــى ‪ 33.8‬ملي ــار‬
‫بيئ ــات عم ــل ابتكاري ــة ذكي ــة توف ــر ف ــي النفق ــات وف ــي‬
‫دره ــم‪ .‬كم ــا يتوق ــع أن تتج ــاوز العوائ ــد المالي ــة نتيج ــة‬
‫نف ــس الوق ــت تحق ــق إنتاجــاً نوعيــاً‪.‬‬
‫تطبيقـــات إنترنـــت األشـــياء ‪ 17.9‬مليـــار درهـــم بحلـــول‬
‫ع ــام ‪ ،2020‬ف ــي حي ــن س ــتصل القيم ــة المتوقع ــة بس ــبب‬
‫وفـــي إطـــار البرامـــج والمبـــادرات الكبـــرى‪ ،‬تعمـــل‬
‫اســتخدام تطبيقــات البلــوك تشــين فــي القطــاع الحكومــي‬
‫القطاع ــات الحكومي ــة المحلي ــة ف ــي مدين ــة دب ــي عل ــى‬
‫بع ــد عامي ــن حوال ــي ‪ 5.5‬ملي ــارات دره ــم‪.‬‬
‫ترجمــة هــذه المبــادرات والــرؤى إلــى واقــع‪،‬‬
‫والدليـــل أن أســـلوب عملهـــا‬
‫استراتيجية ُت ّ‬
‫عجل‬
‫يعتمـــد علـــى التكنولوجيـــا‬
‫بتحول دبي إلى‬ ‫الذكيـــة‪ ،‬ويهـــدف أيضـــاً إلـــى‬
‫س ــرعة االس ــتجابة ف ــي تقدي ــم المدينة األذكى في‬
‫العالم‬ ‫الخدمـــات لجمهـــور العمـــاء‪.‬‬

‫ث ــم إن البني ــة التحتي ــة الخدمي ــة تعتم ــد‬


‫علـــى شـــبكة متطـــورة مـــن التكنولوجيـــا‪،‬‬
‫وعلـــى ســـبيل المثـــال تتيـــح مدينـــة دبـــي‬
‫بمرافقهـــا العامـــة خدمـــة إنترنـــت مجانيـــة‬
‫(واي فــاي) ألفــراد المجتمــع فــي الشــواطئ‬
‫ومراك ــز التس ــوق والحدائ ــق ووس ــائل النق ــل‬ ‫حافلة ذاتية القيادة‬

‫‪13‬‬ ‫مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة‬


‫مـــن متـــرو وحافـــات نقـــل عـــام‪،‬‬
‫وأيض ـاً ف ــي مراك ــز الترفي ــه والفن ــادق‬
‫والمط ــارات‪ .‬وواح ــدة م ــن المب ــادرات‬
‫المهمـــة التـــي تصـــب فـــي تطويـــر‬
‫العمــل الحكومــي وتســتند إلــى الــذكاء‬
‫االصطناعــي‪ ،‬هــي مبــادرة خدمــات ‪1‬‬
‫الت ــي أطلقه ــا صاح ــب الس ــمو الش ــيخ‬
‫محمـــد بـــن راشـــد آل مكتـــوم فـــي‬
‫شـــهر ســـبتمبر ‪.2017‬‬

‫وتقـــوم فكـــرة المركـــز «خدمـــات‬


‫‪ »1‬هـــذا علـــى ضـــم ‪ 14‬جهـــة‬
‫حكوميـــة وتقنيـــة «واتســـون» للـــذكاء‬
‫مركبة جوية ذاتية القيادة في دبي‬
‫االصطناعـــي وروبوتـــات ذكيـــة‪،‬‬
‫جميعه ــا تعم ــل عل ــى تقدي ــم خدم ــات‬
‫والحـــق أن إمـــارة دبـــي تحصـــد اليـــوم ثمـــار مـــا‬ ‫للمتعامليـــن‪ ،‬بحيـــث يمكـــن الحصـــول علـــى مختلـــف‬
‫غرس ــته م ــن رؤى ومب ــادرات رك ــزت كثي ــرا ً عل ــى موض ــوع‬ ‫األن ــواع م ــن الخدم ــات عب ــر زي ــارة واح ــدة وبواب ــة واح ــدة‬
‫جعــل المدينــة منصــة عالميــة للخدمــات الذكيــة‪ ،‬ووجهــة‬ ‫وموظـــف واحـــد‪.‬‬
‫س ــياحية متمي ــزة ومتف ــردة بتطبي ــق أفض ــل الممارس ــات‬
‫العالميـــة‪ .‬ويحســـب لمدينـــة دبـــي أن القطـــاع الخـــاص‬ ‫وأمـــا تقنيـــة «واتســـون» التـــي تعتمـــد علـــى الـــذكاء‬
‫الخلقـــة‬
‫ّ‬ ‫فيهـــا متطـــور ويواكـــب مختلـــف المبـــادرات‬ ‫االصطناعـــي‪ ،‬فهـــي تقـــوم علـــى تعريـــف المتعامليـــن‬
‫والتنمويـــة التـــي تطـــرح بيـــن الحيـــن واآلخـــر‪ ،‬ذلـــك أن‬ ‫بالخدمـــات المقدمـــة‪ ،‬وتجيـــب عـــن استفســـاراتهم‬
‫القط ــاع الخ ــاص يس ــابق الزم ــن م ــع نظي ــره الحكوم ــي‪،‬‬ ‫بالعربي ــة واإلنجليزي ــة ع ــن طري ــق شاش ــة ذكي ــة عمالق ــة‬
‫نحـــو االســـتثمار فـــي الـــذكاء االصطناعـــي والتحـــول‬ ‫تعـــد األكبـــر فـــي منطقـــة الشـــرق األوســـط‪.‬‬
‫الذكـــي فـــي مختلـــف القطاعـــات التعليميـــة والســـياحية‬
‫واالقتصاديـــة التجاريـــة والصحيـــة‪ ..‬إلـــخ‪.‬‬ ‫ليــس هــذا فحســب‪ ،‬بــل يجــري العمــل فــي طــرق دبــي‬
‫عل ــى توس ــيع ش ــبكة النق ــل عب ــر مركب ــات ذاتي ــة القي ــادة‬
‫عل ــى أن مدين ــة دب ــي الذكي ــة وه ــي تراك ــم ف ــي عدي ــد‬ ‫ذكيــة متصلــة باإلنترنــت‪ ،‬يشــمل ذلــك أيض ـاً الســعي إلــى‬
‫إنجازاته ــا‪ ،‬فإنه ــا تأخ ــذ بعي ــن االعتب ــار أيض ـاً االس ــتثمار‬ ‫إط ــاق طائ ــرات ذاتي ــة القي ــادة‪ ،‬ف ــي ض ــوء اس ــتراتيجية‬
‫ف ــي رأس الم ــال البش ــري ال ــذي يعتب ــر أس ــاس التنمي ــة‬ ‫عجــل فــي تحــول دبــي إلــى المدينــة األذكــى فــي العالــم‪.‬‬ ‫تُ ّ‬
‫المســـتدامة‪ ،‬مركـــزةً فـــي ذلـــك علـــى التخصصـــات‬
‫العلميـــة والدقيقـــة‪ ،‬ومتحمســـة أيضـــاً فـــي االســـتثمار‬ ‫السعادة للجميع‬
‫بالطاق ــة البديل ــة وتقني ــات توف ــر ف ــي االس ــتهالك وتقل ــل‬ ‫ومـــن الصعوبـــة بمـــكان حصـــر مجمـــل المبـــادرات‬
‫ف ــي النفق ــات‪ ،‬فال ــذكاء ال يتص ــل فق ــط ف ــي اس ــتخدام‬ ‫المحلي ــة الت ــي تص ــب جميعه ــا ف ــي خدم ــة تط ــور مدين ــة‬
‫التقنيـــات الحديثـــة وتوظيفهـــا التوظيـــف الصحيـــح‪،‬‬ ‫دب ــي‪ ،‬إذ يمك ــن الق ــول إنه ــا اس ــتوفت من ــذ فت ــرة معايي ــر‬
‫وإنم ــا ف ــي إرس ــاء قواع ــد الش ــراكة المجتمعي ــة والتوعي ــة‬ ‫المـــدن الذكيـــة‪ ،‬وهـــي ترســـخ التكنولوجيـــا وتســـتخدم‬
‫بأهميـــة إدارة الحيـــاة واالقتصـــاد بأفـــكار ذكيـــة تحقـــق‬ ‫أحــدث التطبيقــات المتاحــة إلســعاد جمهورهــا وزوارهــا‪.‬‬
‫الســـعادة والنفـــع ألفـــراد المجتمـــع‪.‬‬
‫ولن ــا أن نلح ــظ ب ــأن خارط ــة الوظائ ــف س ــتتغير ف ــي‬
‫هــذا مــا يحصــل فــي مدينــة دبــي الذكيــة التــي تعمــل‬ ‫المســـتقبل انطالقـــاً مـــن تبنـــي الـــذكاء االصطناعـــي‬
‫ضمــن خارطــة طريــق تقــوم علــى إنتــاج المعرفــة وتجنــب‬ ‫فـــي الجانـــب الخدمـــي‪ ،‬فالعصـــر الجديـــد هـــو عصـــر‬
‫ثقاف ــة اس ــتهالكها‪ ،‬وتعم ــل أيضــاً عل ــى ترس ــيخ خدم ــات‬ ‫الروبوتـــات التـــي يمكـــن توجيههـــا فـــي وظائـــف دقيقـــة‬
‫ذكي ــة تش ــمل كل قطاعاته ــا الحيوي ــة الت ــي تعتب ــر الي ــوم‬ ‫وأخ ــرى تس ــتهلك المزي ــد م ــن الوق ــت بالنس ــبة للقائمي ــن‬
‫قطاع ــات ذكي ــة‪.‬‬ ‫عليه ــا م ــن الموظفي ــن‪.‬‬

‫ومضات ‪ -‬السنة الرابعة ‪ -‬العدد السابع واألربعون‬


‫‪14‬‬
‫شركة تأمين تعتمد عليها‬
‫أســــــاس لـحـيــــاة أكــثــر‬
‫مـن سعيدة‬

‫مقدمة للمستهلك من بانكر ميدل إيست لعام ‪2017‬‬ ‫ّ‬ ‫جائزة اليف واير لألعمال ‪ | 2017‬جائزة أفضل شركة تأمين‬
‫مقدم للمستهلك من بانكر ميدل إيست لعام ‪ 2015‬و‪2016‬‬ ‫ّ‬ ‫التميز لعام ‪ | 2016‬جائزة أفضل منتج تأمين‬
‫ّ‬ ‫جائزة الشرق األوسط للتأمين والمخاطر ‪ -‬جائزة‬
‫والتميز لعام ‪2015‬‬
‫ّ‬ ‫جائزة أفضل تجربة تطبيق على الهاتف المحمول من مهرجان الجوائز الخاص باإلهتمام بخدمة العمالء لعام ‪ | 2015‬جائزة اإلبتكار‬
‫قبل ستاندرد آند بورز‬
‫قبل آيزو ‪ 9001‬لعام ‪ | 2015‬تصنيف بدرجة (‪ )A-‬من َ‬ ‫معتمدة من َ‬‫َ‬
‫الهند تطلق قمرها الصناعي المئة لمراقبة الحدود‬
‫أطلقـــت الهنـــد قمرهـــا الصناعـــي المئـــة الـــذي ستســـتخدمه فـــي مراقبـــة الحـــدود‬
‫بش ــكل أفض ــل والحص ــول عل ــى ص ــور عالي ــة الدق ــة لكوك ــب األرض‪ .‬وق ــال رئي ــس ال ــوزراء‬
‫الهنـــدي نارينـــدرا مـــودي فـــي تغريـــدة علـــى تويتـــر «إطـــاق منظمـــة أبحـــاث الفضـــاء‬
‫الهنديـــة للقمـــر الصناعـــي المئـــة يبـــرز إنجازاتهـــا العظيمـــة‪ ،‬وكذلـــك مســـتقبل برنامـــج‬
‫الهن ــد الفضائ ــي المش ــرق»‪ .‬وميزاني ــة برنام ــج الفض ــاء الهن ــدي حوال ــي أربع ــة ملي ــارات‬
‫دوالر‪ .‬وتأم ــل حكوم ــة م ــودي أن يحس ــن اإلط ــاق األخي ــر ف ــرص فوزه ــا بحص ــة أكب ــر‬
‫ف ــي قط ــاع الفض ــاء العالم ــي ال ــذي يق ــدر حجم ــه بأكث ــر م ــن ‪ 300‬ملي ــار دوالر‪ .‬وت ــروج‬
‫الحكومــة الهنديــة لبرنامجهــا الفضائــي كمثــال للتكنولوجيــا المنخفضــة التكلفــة‪ .‬وأطلقــت‬
‫فـــي فبرايـــر الماضـــي ‪ 104‬أقمـــار صناعيـــة فـــي مهمـــة واحـــدة‪ ،‬كان غالبيتهـــا لزبائـــن‬
‫أجان ــب‪ .‬واس ــتخدمت منظم ــة أبح ــاث الفض ــاء الهندي ــة مركبته ــا (بي‪.‬إس‪.‬آر‪.‬أو‪-‬س ــي‪)40‬‬
‫ف ــي عملي ــة اإلط ــاق م ــن مرك ــز س ــريهاريكوتا للفض ــاء ف ــي والي ــة أن ــدرا برادي ــش بجن ــوب‬
‫البـــاد الســـاعة ‪ 9:28‬صباحـــاً (‪ 3:58‬بتوقيـــت غرينتـــش)‪.‬‬
‫والمركب ــة واح ــدة م ــن سلس ــلة مركب ــات لألقم ــار الصناعي ــة المتقدم ــة المس ــتخدمة‬
‫فـــي االستشـــعار عـــن بعـــد تســـمى (كارتوســـات‪ )2-‬أو (عيـــن فـــي الفضـــاء)‪ .‬وإجمـــاالً‪،‬‬
‫انطل ــق ف ــي الفض ــاء‪ ،‬الش ــهر الماض ــي‪ 31 ،‬قم ــراً صناعيـ ـاً صغي ــراً‪ .‬وأكث ــر م ــن نص ــف‬
‫األقم ــار الصغي ــرة والمتناهي ــة الصغ ــر كان للوالي ــات المتح ــدة‪ ،‬فيم ــا كان الباق ــي للهن ــد‬
‫وكن ــدا وفنلن ــدا وفرنس ــا وكوري ــا الجنوبي ــة وبريطاني ــا‪.‬‬

‫ومضات ‪ -‬السنة الرابعة ‪ -‬العدد السابع واألربعون‬


‫‪16‬‬
‫آبل تصدر تحديثًا جديدًا‬
‫إلصالح ثغرة الرقائق «سبكتر»‬
‫أص ــدرت ش ــركة آب ــل نس ــخة محدث ــة م ــن برنام ــج نظامه ــا‬
‫التش ــغيلي إلص ــاح ثغ ــرة كب ــرى أث ــرت عل ــى رقائ ــق كل أجه ــزة‬
‫الكمبيوت ــر تقريبـ ـاً الت ــي صنع ــت ف ــي العق ــد األخي ــر‪ .‬وكش ــفت‬
‫ش ــركة غوغ ــل وباحث ــون أمني ــون آخ ــرون‪ ،‬الش ــهر الماض ــي‪ ،‬ع ــن‬
‫ثغرتيـــن كبيرتيـــن فـــي الرقائـــق إحداهـــا تســـمى «ميلتـــداون»‪،‬‬
‫وتؤثــر فقــط فــي رقائــق شــركة إنتــل‪ ،‬واألخــرى تســمى «ســبكتر»‬
‫التـــي جعلـــت أجهـــزة الحاســـوب عرضـــة الختـــراق المتســـللين‬
‫اإللكترونيي ــن‪ .‬وقال ــت آب ــل عل ــى موقعه ــا اإللكترون ــي «م ــن أج ــل‬
‫حماي ــة عمالئن ــا‪ ،‬ال تكش ــف آب ــل أو تناق ــش أو تؤك ــد أي مس ــائل‬
‫متعلق ــة باألم ــن إل ــى أن يت ــم إج ــراء تحقي ــق وإص ــاح الثغ ــرة»‪.‬‬
‫كمــا أصــدر عمــاق التكنولوجيــا تحديثــات لبرامــج أجهــزة مــاك‬
‫وتلفزي ــون آب ــل وس ــاعة آب ــل الت ــي تنتجه ــا‪ .‬وكان ــت آب ــل صانع ــة‬
‫أجهـــزة آيفـــون أعلنـــت أيضـــاً أنهـــا بصـــدد إصـــدار برنامـــج‬
‫إلص ــاح متصف ــح اإلنترن ــت س ــفاري عل ــى أجه ــزة آيف ــون وآيب ــاد‬
‫وم ــاك‪ .‬وقال ــت آب ــل إن ــه ال توج ــد ح ــاالت معروف ــة اس ــتغل فيه ــا‬
‫متس ــللون ه ــذه العي ــوب‪.‬‬

‫«مايكروسوفت» تتصدر قائمة تومسون رويترز‬


‫لرواد التكنولوجيا في العالم‬
‫تواص ــل اجتماع ــي مخت ــارة كانع ــكاس لس ــمعة الش ــركة العام ــة‪.‬‬ ‫نشــرت مؤسســة تومســون رويتــرز قائمــة «أفضــل مئــة شــركة‬
‫والقائمــة مقصــورة علــى الشــركات التــي تحقــق إيــرادات ســنوية‬ ‫عالميــة فــي مجــال التكنولوجيــا»‪ ،‬وجــاءت شــركة «مايكروســوفت»‬
‫ال تقــل عــن مليــار دوالر‪ .‬وأظهــرت القائمــة أن ‪ 45‬فــي المئــة مــن‬ ‫فـــي المركـــز األول؛ تلتهـــا شـــركة «انتـــل» لصناعـــة الشـــرائح‬
‫أه ــم ‪ 100‬ش ــركة ف ــي مج ــال التكنولوجي ــا مقره ــا ف ــي الوالي ــات‬ ‫و«سيســـكو سيســـتمز» لصناعـــة معـــدات شـــبكات الكمبيوتـــر‪.‬‬
‫المتح ــدة‪ .‬بينم ــا احتل ــت الياب ــان وتاي ــوان المرك ــز الثان ــي بع ــدد‬ ‫تشـــمل القائمـــة‪ ،‬التـــي تهـــدف إلـــى تحديـــد أكثـــر الشـــركات‬
‫شــركات بلــغ ‪ 13‬فــي كل منهمــا‪ ،‬ثــم الهنــد وبهــا خمــس شــركات‬ ‫نجاحـ ـاً م ــن الناحي ــة المالي ــة والمؤسس ــية‪ ،‬ش ــركات تكنولوجي ــا‬
‫م ــن كب ــرى ش ــركات التكنولوجي ــا ف ــي العال ــم‪.‬‬ ‫أميركيــة عمالقــة مثــل «آبــل» و«ألفابــت» و«انترناشــيونال بيزنــس‬
‫ماشـــينز» و«تكســـاس انســـترومنتس» التـــي جـــاءت جميعهـــا‬
‫فـــي المراكـــز العشـــرة األولـــى‪ .‬كمـــا كانـــت «تايـــوان» لصناعـــة‬
‫أشـــباه الموصـــات و«ســـاب» األلمانيـــة العمالقـــة للبرمجيـــات‬
‫و«أسينتشـــر» التـــي تتخـــذ مـــن دبلـــن مقـــراً لهـــا ضمـــن أهـــم‬
‫عش ــر ش ــركات‪ .‬ول ــم ي ــرد ترتي ــب الش ــركات التس ــعين الباقي ــة‪،‬‬
‫لكــن القائمــة تشــمل أيض ـاً أمــازون‪ ،‬أكبــر شــركة للبيــع بالتجزئــة‬
‫عب ــر اإلنترن ــت ف ــي العال ــم‪ ،‬وفيس ــبوك مالك ــة موق ــع التواص ــل‬
‫االجتماع ــي الش ــهير‪ .‬واس ــتندت النتائ ــج إل ــى أس ــلوب حس ــاب‬
‫يشـــمل ‪ 28‬عامـــاً لقيـــاس األداء علـــى ثمانيـــة مؤشـــرات هـــي‬
‫األداء المال ــي‪ ،‬واإلدارة وثق ــة المس ــتثمر‪ ،‬والمخاط ــر والمرون ــة‪،‬‬
‫وااللت ــزام القانون ــي‪ ،‬واإلب ــداع‪ ،‬والمس ــؤولية االجتماعي ــة‪ ،‬واألث ــر‬
‫البيئ ــي‪ ،‬والس ــمعة‪ .‬ويرص ــد التقيي ــم نش ــاط ب ــراءات االخت ــراع‬
‫فـــي اإلبـــداع التكنولوجـــي والمعنويـــات فـــي األخبـــار‪ ،‬ومواقـــع‬

‫‪17‬‬ ‫مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة‬


‫في المكسيك العثور‬
‫على أكبر مغارة غارقة على وجه األرض‬

‫تمكنـــت مجموعـــة مـــن الغواصيـــن مـــن اكتشـــاف وصلـــة بيـــن‬


‫كهفيـــن تحـــت المـــاء فـــي شـــرق المكســـيك‪ ،‬ممـــا يكشـــف عمـــا‬
‫يعتق ــد أنه ــا أكب ــر مغ ــارة غارق ــة عل ــى وج ــه األرض‪ ،‬وه ــو اكتش ــاف‬
‫ق ــد يس ــاعد عل ــى إلق ــاء المزي ــد م ــن الض ــوء عل ــى حض ــارة الماي ــا‬
‫القديمـــة‪ .‬وقـــال مشـــروع «جـــران أكويفيـــرو مايـــا» المخصـــص‬
‫لدراســة الميــاه الجوفيــة فــي شــبه جزيــرة يوكاتــان والحفــاظ عليهــا‪:‬‬
‫إن المغ ــارة الت ــي تمت ــد ‪ 347‬كيلومت ــراً‪ ،‬ت ــم استكش ــافها بع ــد تفق ــد‬
‫متاه ــة م ــن القن ــوات المغم ــورة عل ــى م ــدى ش ــهور‪ .‬وق ــال المش ــروع‬
‫فــي بيــان‪ :‬إن المجموعــة توصلــت إلــى أن شــبكة الكهــوف المعروفــة‬
‫ومواق ــع الح ــج وف ــي نهاي ــة األم ــر كي ــف كان ــت مس ــتوطنات م ــا قب ــل‬ ‫باس ــم س ــاك اكت ــون ق ــرب ش ــاطئ منتج ــع تول ــوم‪ ،‬والت ــي كان ــت تمت ــد‬
‫الغ ــزو اإلس ــباني الت ــي تتكش ــف اآلن»‪ .‬وتمتل ــئ ش ــبه جزي ــرة يوكات ــان‬ ‫‪ 263‬كيلومتــراً موصولــة بشــبكة دوس أوخــوس التــي يبلــغ طولهــا ‪83‬‬
‫بآثـــار شـــعب المايـــا الـــذي كانـــت مدنـــه تعتمـــد علـــى شـــبكة مـــن‬ ‫كيلومت ــراً‪ .‬وق ــال جويليرم ــو دي أن ــدا مدي ــر المش ــروع‪ :‬إن االكتش ــاف‬
‫الكهــوف المغمــورة الموصولــة بالميــاه الجوفيــة‪ ،‬والتــي تعــرف باســم‬ ‫«المذه ــل» سيس ــاعد ف ــي فه ــم تط ــور الثقاف ــة الغني ــة للمنطق ــة الت ــي‬
‫الفجــوات الصخريــة‪ .‬وكان لبعــض الفجــوات الصخريــة دالالت دينيــة‬ ‫هيمنــت عليهــا حضــارة المايــا قبــل الغــزو اإلســباني‪ .‬وقــال‪« :‬يمكننــا‬
‫خاصــة لــدى شــعب المايــا الــذي مــا زال أحفــاده يســكنون المنطقــة‪.‬‬ ‫ذلــك مــن أن نقــدر بدرجــة أكبــر مــن الوضــوح كيــف كانــت الطقــوس‬

‫ومضات ‪ -‬السنة الرابعة ‪ -‬العدد السابع واألربعون‬


‫‪18‬‬
‫ابتكار أول نظام آلي لطي المالبس في العالم‬
‫الياباني ــة «س ــيفن دريم ــرز البوراتوري ــز»‬ ‫الجاف ــة ف ــي الج ــزء الس ــفلي‪ ،‬وبع ــد أن‬ ‫اس ــتطاعت آل ــة «لوندروي ــد» لط ــي‬
‫الت ــي ق ــال رئيس ــها ومديره ــا التنفي ــذي‬ ‫يضغــط الــزر ســيجد المالبــس مطويــة‬ ‫المالبـــس أن تجـــذب اهتمـــام الـــزوار‬
‫شــين ســاكان‪ ،‬إن هــذه اآللــة تعتمــد فــي‬ ‫فـــي الجـــزء العلـــوي بمجـــرد انتهـــاء‬ ‫فـــي قاعـــة معـــرض «ســـي‪.‬إي‪.‬اس»‬
‫عمله ــا عل ــى تقني ــات التحلي ــل البص ــري‬ ‫عمليـــة الطـــي داخـــل اآللـــة‪ .‬وتعتبـــر‬ ‫إللكتروني ــات المس ــتهلكين ال ــذي أقي ــم‬
‫والـــذكاء الصناعـــي وأنظمـــة التشـــغيل‬ ‫«لوندرويــد» إحــدى بنــات أفــكار الشــركة‬ ‫فـــي مدينـــة الس فيجـــاس األميركيـــة‬
‫اآللـــي‪ .‬وأشـــار ســـاكان إلـــى أن اآللـــة‬ ‫الش ــهر الماض ــي‪ ،‬وال ــذي يعتب ــر أكب ــر‬
‫ســـتكون غاليـــة الثمـــن فـــي البدايـــة‬ ‫مع ــرض تكنولوج ــي ف ــي العال ــم‪ .‬ه ــذه‬
‫مقاب ــل ‪ 16‬أل ــف دوالر تقريب ـاً‪ ،‬مضيف ـاً‬ ‫اآللـــة «لوندرويـــد» التـــي يعتبرهـــا‬
‫أن الش ــركة تأم ــل أن يقتنيه ــا األثري ــاء‬ ‫مبتكروهـــا أول نظـــام آلـــي لطـــي‬
‫فــي البدايــة عنــد إطالقهــا أواخــر عــام‬ ‫المالبــس فــي العالــم بحســب «رويتــرز»‪،‬‬
‫‪ ،2018‬ليجـــري االســـتثمار بعـــد ذلـــك‬ ‫تبـــدو أشـــبه بخزانـــة المالبـــس عـــن‬
‫ف ــي عملي ــات التطوي ــر‪ ،‬س ــعياً لخف ــض‬ ‫كونهــا روبوتـاً آليـاً‪ ،‬والســتخدامها يقــوم‬
‫تكلفته ــا فيم ــا بع ــد لنح ــو ألف ــي دوالر‪.‬‬ ‫المســتخدم بوضــع كومــة مــن المالبــس‬

‫ابتكار ورق طباعة يمكن استخدامه عدة مرات‬


‫يمكنهـــا تشـــكيل مجمّعـــات ملوّنـــة ثابتـــة مـــع أيونـــات مـــن‬ ‫تمكّـــن علمـــاء جامعـــة نانكينـــغ لالتصـــاالت الســـلكية‬
‫معـــادن مختلفـــة‪ ،‬ال ســـيما الحديـــد والنحـــاس والزنـــك‪.‬‬ ‫والالس ــلكية‪ ،‬ف ــي الصي ــن‪ ،‬م ــن ابت ــكار ورق خ ــاص يمك ــن‬
‫ويقـــول المبتكـــرون إن الطباعـــة الملوّنـــة وباللـــون األســـود‬ ‫اس ــتخدامه ع ــدة م ــرات ف ــي الطابع ــات اإللكتروني ــة‪ .‬وج ــاء‬
‫التقليـــدي ممكنـــة علـــى هـــذه الورقـــة‪ ،‬ومـــن أجـــل محـــو‬ ‫فــي مقــال نشــرته مجلــة «نيتشــر كوميونيكيشــن»‪ ،‬أنــه يمكــن‬
‫المعلومـــات المطبوعـــة يكفـــي مســـحها بمحلـــول خـــاص‬ ‫طباع ــة النص ــوص والص ــور عل ــى ه ــذا ال ــورق دون أن يفق ــد‬
‫يذي ــب الحب ــر‪.‬‬ ‫خصائص ــه‪ ،‬حت ــى بع ــد اس ــتخدامه للم ــرة التاس ــعة‪ .‬وورد‬
‫فيــه أيض ـاً‪« :‬علــى مــدى وقــت طويــل تبقــى الورقــة بالنســبة‬
‫إلــى اإلنســان أهــم وســيلة لنقــل المعلومــات وضمــان تط ـوّر‬
‫الحض ــارة‪ .‬وعل ــى الرغ ــم م ــن انتش ــار األجه ــزة اإللكتروني ــة‬
‫فـــي كل مـــكان‪ ،‬تبقـــى األوراق إحـــدى أكثـــر وســـائل نقـــل‬
‫المعلوم ــات انتش ــاراً»‪ .‬وتم ّك ــن علم ــاء الصي ــن م ــن ابت ــكار‬
‫م ــادة تس ــمح باالحتف ــاظ بالن ــص المطب ــوع لفت ــرة طويل ــة‪،‬‬
‫وعنـــد الضـــرورة يمكـــن إزالتـــه وطبـــع نـــص آخـــر مكانـــه‬
‫علــى نفــس الورقــة‪ .‬وابتكــر الصينيــون هــذا الــورق بإضافــة‬
‫ثـــاث طبقـــات علـــى الـــورق االعتيـــادي؛ تحتـــوي إحداهـــا‬
‫عل ــى م ــادة عضوي ــة عطري ــة م ــن فئ ــة "تيربيريدي ــن"‪ ،‬الت ــي‬

‫‪19‬‬ ‫مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة‬


‫الحرارة المرتفعة تزيد نسبة‬
‫إناث السالحف األسترالية إلى ‪% 99‬‬
‫اكتشـــفت دراســـة جديـــدة أن ارتفـــاع درجـــات الحـــرارة عنـــد الحاجـــز‬
‫المرجانــي العظيــم يتســبب فــي والدة أعــداد أكبــر مــن اإلنــاث مــن الســاحف‬
‫الخضــراء‪ ،‬األمــر الــذي قــد يقضــي علــى هــذا النــوع مــن الحيوانــات البحريــة‪.‬‬
‫وألن جنــس الســاحف الخضــراء تحــدده درجــات الحــرارة‪ ،‬فقــد تســبب دفء‬
‫الطق ــس النات ــج ع ــن التغي ــرات المناخي ــة ف ــي ارتف ــاع درج ــة ح ــرارة البي ــض‬
‫ف ــي فت ــرة الحضان ــة‪ ،‬وأدى ه ــذا ب ــدوره إل ــى زي ــادة ف ــي ع ــدد اإلن ــاث‪ .‬وكش ــفت‬
‫الدراســة أن أكثــر مــن ‪ 99‬فــي المئــة مــن الســاحف صغيــرة الســن ودون ســن‬
‫التكاثــر‪ ،‬فــي الجــزء الشــمالي مــن الحاجــز المرجانــي مــن اإلنــاث‪ ،‬وأن النســبة‬
‫تبل ــغ ‪ 69‬ف ــي المئ ــة ف ــي جن ــوب الحاج ــز‪ .‬وق ــال ديرم ــوت أوجورم ــان الرئي ــس‬
‫التنفي ــذي لف ــرع أس ــتراليا م ــن الصن ــدوق العالم ــي للحي ــاة البري ــة «م ــا نش ــهده‬
‫اآلن علـــى الشـــواطئ الشـــمالية هـــو عـــدم والدة أي ذكـــور علـــى اإلطـــاق»‪.‬‬
‫وأض ــاف «ه ــذا ي ــدق أج ــراس اإلن ــذار م ــن أج ــل بق ــاء تجمع ــات الس ــاحف‬
‫الخض ــراء الش ــمالية ف ــي األج ــل الطوي ــل»‪ .‬وأج ــرت الدراس ــة اإلدارة الوطني ــة‬
‫للمحيط ــات والغ ــاف الج ــوي وجامع ــة والي ــة كاليفورني ــا والصن ــدوق العالم ــي‬
‫للطبيعــة باســتراليا‪ .‬وفــي عــام ‪ 1981‬تــم تســجيل الحاجــز المرجانــي العظيــم‬
‫الــذي يغطــي مســاحة ‪ 348‬ألــف كيلومتــر مربــع كأحــد مواقــع التــراث العالمــي‪،‬‬
‫باعتب ــاره أكب ــر نظ ــام بيئ ــي للش ــعاب المرجاني ــة عل ــى كوك ــب األرض‪.‬‬

‫ومضات ‪ -‬السنة الرابعة ‪ -‬العدد السابع واألربعون‬


‫‪20‬‬
‫اكتشاف نشاط دماغي يساعد على تحديد مبدعين مثل ستيف جوبز‬
‫مناطق محددة من الدماغ‪ ،‬تصبح نشيطة عندما يفكر الناس بشكل‬ ‫اكتشف العلماء نمطاً من النشاط العصبي‪ ،‬من شأنه أن يحدد‬
‫إبداعي‪ .‬وأشار إلى أنه‪« :‬في هذا الدراسة‪ ،‬كنا مهتمين في فهم‬ ‫األشخاص الذين يمتلكون أفكاراً إبداعية‪ ،‬مثل ستيف جوبز وإيلون‬
‫كيفية ارتباط هذه المناطق المختلفة مع بعضها البعض‪ ،‬خالل‬ ‫ماسك‪ .‬ويقول أحد الباحثين‪ :‬إن األمر يتم من خالل استهداف‬
‫عملية التفكير اإلبداعي»‪ .‬مضيفاً‪« :‬تبين أن مجرد التفكير في‬ ‫مناطق الدماغ المسؤولة عن إنتاج «األفكار اإلبداعية»‪ ،‬لجعلنا أكثر‬
‫طرق جديدة وغير عادية الستخدام هذه األشياء‪ ،‬يعتبر طريقة‬ ‫ابتكاراً‪ .‬ووجد الفريق الدولي من العلماء‪ ،‬بقيادة جامعة هارفارد‬
‫جيدة لقياس التفكير اإلبداعي»‪ .‬وعلى سبيل المثال‪ ،‬يمكن أن يرى‬ ‫في كامبريدج‪ ،‬ماساتشوستس‪ ،‬ثالث مناطق في الدماغ مرتبطة‬
‫المشارك الجورب ويقدم هذه اإلجابة «تغطية األقدام» في إطار‬ ‫بالفكر اإلبداعي‪ .‬واكتشفوا أن المبتكرين يمتلكون روابط أقوى‬
‫االستخدام المحتمل‪ ،‬في حين يجيب الشخص المبدع بالقول‪:‬‬ ‫بين هذه المناطق الثالث‪ ،‬مقارنة باألشخاص األقل ابتكاراً‪ .‬وقال‬
‫إنه نظام لترشيح المياه‪ .‬وفي المستقبل‪ ،‬يمكن للعلماء استهداف‬ ‫الباحث الرئيس الدكتور روجر بيتي‪ ،‬وهو طبيب نفسي في جامعة‬
‫هذه المناطق لتعزيز التفكير الخالق‪ ،‬باستخدام األدوية أو تحفيز‬ ‫هارفارد‪« :‬غالباً ما يعرّف اإلبداع بأنه القدرة على التوصل إلى‬
‫الدماغ مغناطيسياً بحسب صحيفة «ديلي ميل» البريطانية‪.‬‬ ‫أفكار جديدة ومفيدة‪ .‬وقاست الدراسات السابقة إمكانية تفعيل‬

‫ديناصور صيني في هيئة طائر بريش ملون‬


‫الخلويـة لتسـاي هونـغ دائريـة كفطيـرة‬ ‫كوميونيكيشـنز»‪ :‬إن الكشـف «يشـير‬ ‫أعلـن علمـاء اكتشـاف ديناصـور فـي‬
‫محلاة مثـل مـا تملكـه الطيـور الطنانـة‬ ‫لعالـم جوراسـي أكثـر ألوانـاً عمـا تخيلنـا‬ ‫حجـم غـراب وهيئـة طائـر بريـش ملـون‬
‫ذات الريـش الملـون بألـوان قـوس قـزح‪.‬‬ ‫فـي السـابق»‪ .‬وباسـتخدام مجاهـر قويـة‬ ‫مـن شـمال شـرق الصيـن عـاش قبل ‪161‬‬
‫ويغطـي معظـم جسـمه ريـش داكـن‪ ،‬بينما‬ ‫رصـد العلمـاء بيـن الريـش بقايـا عضيات‬ ‫مليـون سـنة فـي العصـر الجوراسـي‪.‬‬
‫يغطـي الريـش الملـون رأسـه وعنقـه‪.‬‬ ‫خلويـة مسـؤولة عـن إعطـاء األصبـاغ‪،‬‬ ‫وأطلـق العلمـاء عليـه اسـم «تسـاي‬
‫ويشـك الباحثـون فـي قـدرة الديناصـور‬ ‫ويحـدد شـكلها اللـون‪ .‬وشـكل العضيـات‬ ‫هونغ» التي تعني بلغة الماندارين الصينية‬
‫علـى الطيـران رغـم تمتعـه بصفـات كثيرة‬ ‫قـوس قـزح‪ .‬ويشـير الفحـص المجهـري‬
‫مثـل صفـات الطيـور‪.‬‬ ‫للحفريـة شـبه الكاملـة المحفوظـة علـى‬
‫نحـو ممتـاز التـي عثـر عليهـا فـي إقليـم‬
‫خبـي‪ ،‬أن الديناصـور كان لـه ريـش ملـون‬
‫مثـل قـوس قـزح‪ ،‬خاصـة علـى رأسـه‬
‫ورقبتـه وصـدره‪ ،‬بألـوان تلمـع وتتبـدل‬
‫فـي الضـوء مثـل ريـش الطيـور الطنانـة‪.‬‬
‫وقـال تشـاد إلياسـون المتخصـص فـي‬
‫علـم األحيـاء التطـوري بمتحـف فيلـد فـي‬
‫شـيكاغو‪ ،‬وأحد الباحثين المشـاركين في‬
‫الدراسـة المنشـورة فـي دوريـة «نيتشـر‬

‫‪21‬‬ ‫مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة‬


‫أول عربي يفوز بجائزة نوبل في الكيمياء‬

‫أحمد زويل‪ ..‬أيقونة علمية‬


‫بمواصفات استثنائية‬
‫ومضات ‪ -‬هاني أحمد‪:‬‬
‫ل ــم يك ــن العال ــم المص ــري‬
‫الراح ـ ـ ــل الدكت ـ ـ ــور أحم ــد زوي ـ ـ ـ ــل‬
‫شــخص ًا عاديـ ًا فــي أفــكاره وطبيعــة‬
‫عمل ـ ـ ـ ـ ــه ومشــروعات ـ ـ ــه البحثي ـ ـ ـ ـ ــة‬
‫والعلميـ ـ ـ ـ ــة‪ ،‬ب ـ ـ ـ ــل ك ـ ـ ـ ــان يمتلـ ــك‬
‫مواصف ــات اس ــتثنائية وطموحـ ـ ًا‬
‫كبي ـ ــراً‪ ،‬دفعـ ـ ــه إل ـ ـ ــى طل ـ ــب العلـ ـ ــم‬
‫وخــوض الصعوبــات والغــوص فــي‬
‫بط ــون الكت ــب واألبح ــاث العلمي ــة‬
‫للظفـ ـ ــر باكتشافـ ـ ـ ـ ـ ـ ــات جديـ ـ ـ ـ ــدة‬
‫أسهم ـ ــت ف ـ ـ ــي تطـ ـ ــور البشـري ـ ـ ــة‬
‫وتقدمه ـ ــا‪.‬‬

‫أن ــه انتق ــل م ــع أس ــرته إل ــى مدين ــة أخ ــرى اس ــمها دس ــوق‬ ‫زوي ــل كان واح ــداً م ــن العلم ــاء الذي ــن ترك ــوا بصم ــات‬
‫الواقعــة بكفــر الشــيخ‪ ،‬وفيهــا حصــل علــى تعليمــه الثانــوي‪،‬‬ ‫كبي ــرة وواضح ــة ف ــي العال ــم وف ــي تاري ــخ العل ــم الحدي ــث‪،‬‬
‫ث ــم التح ــق بكلي ــة العل ــوم ف ــي جامع ــة اإلس ــكندرية‪ ،‬ومنه ــا‬ ‫فحصولــه علــى جائــزة نوبــل العالميــة والعديــد مــن الجوائــز‬
‫حص ــل ع ــام ‪ 1967‬عل ــى ش ــهادة البكالوري ــوس م ــن قس ــم‬ ‫األخ ــرى بع ــد رحل ــة طويل ــة م ــن العم ــل البحث ــي والمراكم ــة‬
‫الكيمي ــاء بتقدي ــر امتي ــاز م ــع مرتب ــة الش ــرف‪ ،‬األم ــر ال ــذي‬ ‫ف ــي اإلنج ــازات‪ ،‬تُش ــكل جميعه ــا نوع ـاً م ــن االحتف ــاء به ــذه‬
‫دف ــع إدارة الجامع ــة إل ــى تعيين ــه معي ــداً فيه ــا‪.‬‬ ‫القام ــة الت ــي ش ــغلت الدني ــا باكتش ــافاتها العلمي ــة‪.‬‬
‫مــن الجامعــة ذاتهــا أكمــل دراســته وحصــل علــى شــهادة‬
‫الماجســتير عــن بحــث فــي علــم الضــوء‪ ،‬غيــر أن هدفــه كان‬ ‫طلب العلم‬
‫يتص ــل باس ــتكمال دراس ــته العلي ــا‪ ،‬وبالفع ــل حظ ــي بمنح ـ ٍـة‬ ‫قص ــة نج ــاح العال ــم المص ــري زوي ــل ب ــدأت م ــع ش ــغفه‬
‫علميـــة مـــن جامعـــة بنســـلفانيا األميركيـــة‪ ،‬حيـــث حصـــل‬ ‫ٍ‬ ‫وحبـــه للقـــراءة وطلـــب المعرفـــة والعلـــم‪ ،‬إذ آمـــن كثيـــراً‬
‫علــى الدكتــوراه فــي علــوم الليــزر عــام ‪ ،1974‬ومنهــا شــغل‬ ‫بمقول ــة «اطل ــب العل ــم ول ــو ف ــي الصي ــن»‪ ،‬كم ــا آم ــن ب ــأن‬
‫منص ــب باح ــث ف ــي جامع ــة كاليفورني ــا ف ــي الفت ــرة م ــا بي ــن‬ ‫امت ــاك المعرف ــة وإنتاجه ــا ه ــو المفت ــاح الحقيق ــي لنهض ــة‬
‫‪ 1974‬وحت ــى ‪.1976‬‬ ‫ال ــدول وتقدمه ــا‪ ،‬فق ــد اس ــتثمر زوي ــل بالفع ــل ف ــي قدرات ــه‬
‫بعـــد ذلـــك انتقـــل للعمـــل فـــي معهـــد كاليفورنيـــا‬ ‫وطوره ــا خ ــال الس ــنوات الت ــي عم ــل فيه ــا بحق ــل العل ــوم‬
‫للتكنولوجيـــا «كالتيـــك» الـــذي يعتبـــر أحـــد أكبـــر وأهـــم‬ ‫ســـواء فـــي موطنـــه مصـــر‪ ،‬أو فـــي الواليـــات المتحـــدة‬
‫الجامعـــات العلميـــة البحثيـــة‪ ،‬وتـــدرج فـــي مناصـــب هـــذا‬ ‫األميركي ــة الت ــي حص ــل عل ــى جنس ــيتها‪.‬‬
‫المعهـــد إلـــى أن أصبـــح مديـــراً لمعمـــل العلـــوم الذريـــة‪،‬‬ ‫فــي الســادس والعشــرين مــن فبرايــر ‪ 1946‬ولــد زويــل‬
‫وأســـتاذاً رئيســـاً لعلـــم الكيميـــاء الفيزيائيـــة‪ ،‬وأســـتاذاً‬ ‫بمدينــة دمنهــور الواقعــة شــمال غربــي العاصمــة المصريــة‬
‫للفيزيـــاء فـــي المعهـــد نفســـه‪.‬‬ ‫القاهــرة‪ ،‬بمســافة تبعــد عنهــا حوالــي ‪ 160‬كيلومتــراً‪ ،‬غيــر‬

‫ومضات ‪ -‬السنة الرابعة ‪ -‬العدد السابع واألربعون‬


‫‪22‬‬
‫المنص ــب ال ــذي حص ــل علي ــه زوي ــل ف ــي «كالتي ــك» كان‬
‫أعلـــى وأهـــم منصـــب علمـــي جامعـــي فـــي أميـــركا‪ ،‬حيـــث‬
‫كان يش ــغل ه ــذا المنص ــب العال ــم األميرك ــي لين ــوس باولن ــج‬
‫الحاصـــل علـــى جائـــزة نوبـــل مرتيـــن‪ ،‬المـــرة األولـــى عـــن‬
‫تجاربــه الكيميائيــة والثانيــة حصــل عليهــا فــي حقــل الســام‪.‬‬

‫الفوز بنوبل‬
‫وبالتزامـــن مـــع ذلـــك المنصـــب‪ ،‬عمـــل زويـــل أســـتاذاً‬
‫زائ ــراً ف ــي أكث ــر م ــن عش ــر جامع ــات ح ــول العال ــم‪ ،‬وم ــن‬
‫بينه ــا الجامع ــة األميركي ــة ف ــي القاه ــرة‪ ،‬ونتيج ــة لجه ــده‬
‫ال ــدؤوب ف ــي أبحاث ــه العلمي ــة واكتش ــافاته الجدي ــدة ف ــي‬
‫«مدينة زويل»‬ ‫عل ــوم الكيمي ــاء‪ ،‬حص ــل ع ــام ‪ 1999‬عل ــى جائ ــزة نوب ــل ف ــي‬
‫رؤيا المستقبل‬ ‫وجائــزة ليونــاردو دافنشــي‪ ،‬فــي حيــن منحتــه فرنســا وســام‬ ‫الكيمي ــاء ع ــن أبحاث ــه ف ــي مج ــال «كيمي ــاء الفيمت ــو»‪.‬‬
‫جوق ــة الش ــرف الوطن ــي برتب ــة ف ــارس‪ ،‬وخصص ــت جوائ ــز‬ ‫ويعتب ــر زوي ــل أول عال ــم عرب ــي ف ــاز بجائ ــزة نوب ــل ف ــي‬
‫عالمي ــة تحم ــل اس ــمه‪ ،‬إل ــى جان ــب إنش ــاء مؤسس ــة باس ــمه‬ ‫الكيمي ــاء‪ ،‬إذ تر ّك ــز بحث ــه «كيمي ــاء الفيمت ــو» ف ــي تصوي ــر‬
‫تتصـــل مهمتهـــا بنشـــر المعرفـــة‪.‬‬ ‫التفاعـــات بيـــن الجزيئـــات باســـتخدام أشـــعة الليـــزر‪،‬‬
‫حي ــث يق ــوم ه ــذا االبت ــكار عل ــى تصوي ـ ٍـر يعم ــل باس ــتخدام‬
‫أبحاث متم ّيزة‬ ‫الليـــزر‪ ،‬ويمكنـــه رصـــد حركـــة الجزيئـــات عنـــد نشـــوئها‪،‬‬
‫ت ــرك الراح ــل م ــا يزي ــد ع ــن ‪ 350‬بحثـ ـاً علميـ ـاً ف ــي‬ ‫وعنــد التحــام بعضهــا ببعــض عبــر وحــدةٍ زمنيـ ٍـة تصــل إلــى‬
‫مجـــات متخصصـــة وعالميـــة مـــن بينهـــا «ســـاينس»‬ ‫نســبة جــزء مــن مليــون مليــار جــزء مــن الثانيــة هــي «فيمتــو‬
‫و«نيتشـــر»‪ ،‬وذكـــر اســـمه فـــي قائمـــة الشـــرف بالواليـــات‬ ‫ثاني ــة»‪ ،‬وه ــذا اإلنج ــاز المه ــم أدى ف ــي حقيق ــة األم ــر إل ــى‬
‫المتحـــدة األميركيـــة التـــي تتضمـــن أهـــم الشـــخصيات‬ ‫التع ــرف عل ــى الكثي ــر م ــن األم ــراض بس ــرعة فائق ــة‪.‬‬
‫التـــي كان لهـــا األثـــر الكبيـــر فـــي نهضـــة البـــاد‪ .‬وفـــي‬ ‫تواص ــل إنجازات ــه البحثي ــة دفع ــت العدي ــد م ــن ال ــدول‬
‫شـــهر أبريـــل مـــن عـــام ‪ُ ،2009‬عيّـــن فـــي‬ ‫والمؤسس ــات العلمي ــة إل ــى تكريم ــه بجوائ ــز تخط ــت ‪100‬‬
‫محمد بن راشد في‬ ‫المجلـــس االستشـــاري الرئاســـي بالبيـــت‬ ‫جائ ــزة دولي ــة‪ ،‬إذ حظ ــي عل ــى س ــبيل المث ــال بتكري ــم ف ــي‬
‫رحيل زويل‪ :‬عالم‬ ‫األبيـــض ضمـــن ‪ 20‬عالمـــاً مرموقـــاً فـــي‬ ‫بلــده مصــر التــي حصــل فيهــا علــى وســام االســتحقاق مــن‬
‫يرفق تميزه العلمي‬ ‫ـن‬‫مج ــاالت متنوع ــة‪ ،‬وف ــي ش ــهر نوفمب ــر م ـ‬ ‫الطبق ــة األول ــى ع ــام ‪ ،1995‬تبعه ــا ق ــادة الني ــل العظم ــى‬
‫مع رؤية لمشروع‬ ‫الع ــام المذك ــور نفس ــه‪ ،‬ع ّي ــن ف ــي منص ــب‬ ‫التـــي تعتبـــر أعلـــى وســـام مصـــري‪ ،‬ولـــم يقتصـــر األمـــر‬
‫أول مبعـــوث علمـــي للواليـــات المتحـــدة‬ ‫عل ــى هذي ــن التكريمي ــن‪ ،‬ب ــل حظ ــي الراح ــل زوي ــل باهتم ــام‬
‫عملي لنهضة أمته‬
‫األميركيـــة إلـــى دول الشـــرق األوســـط‪.‬‬ ‫العال ــم ومختل ــف المؤسس ــات البحثي ــة العلمي ــة ف ــي مص ــر‬
‫لزوي ــل أكث ــر م ــن ‪ 600‬مق ــال علم ــي وحوال ــي ‪ 16‬كتاب ـاً‬ ‫ومختل ــف دول العال ــم‪.‬‬
‫باللغتي ــن العربي ــة واإلنجليزي ــة‪ ،‬منه ــا «رحل ــة عب ــر الزم ــن‪..‬‬ ‫وأطلـــق اســـمه علـــى عـــدد مـــن الشـــوارع والمياديـــن‬
‫الطري ــق إل ــى نوب ــل»‪ ،‬وكتاب ــا «ح ــوار الحض ــارات» «والزم ــن»‬ ‫المصريـــة‪ ،‬فـــي حيـــن منـــح شـــهادة الدكتـــوراه الفخريـــة‬
‫الل ــذان ص ــدرا ع ــام ‪ ،2007‬و«عص ــر العل ــم» ال ــذي ص ــدر‬ ‫مـــن جامعـــة اإلســـكندرية‪ ،‬وأطلـــق اســـمه علـــى صالـــون‬
‫فـــي العـــام ‪ .2005‬وكثيـــراً مـــا كان يدعـــو إلـــى أهميـــة‬ ‫األوب ــرا‪ ،‬كم ــا أص ــدرت هيئ ــة البري ــد طابع ــي بري ــد حم ــا‬
‫التركيـــز علـــى العلـــوم وإنتاجهـــا‬ ‫اســـمه وصورتـــه‪ .‬وحصـــل علـــى‬
‫ف ــي المجتمع ــات العربي ــة‪ ،‬ول ــم‬ ‫جائـــزة ماكـــس بالنـــك فـــي‬
‫يغفـــل أهميـــة تكويـــن قاعـــدة‬ ‫ألمانيـــا‪ ،‬وجائـــزة الملـــك فيصـــل‬
‫علميــة متكاملــة لتطويــر البحــث‬ ‫العالميـــة فـــي العلـــوم‪ ،‬وجائـــزة‬
‫العلمـــي ومنظومـــة التعليـــم‬ ‫«كارس» السويس ــرية م ــن جامع ــة‬
‫فـــي مصـــر‪ ،‬إذ كانـــت تســـاوره‬ ‫زيـــورخ فـــي الكيميـــاء‪ ،‬وميداليـــة‬
‫فك ــرة تأس ــيس مش ــروع مدين ــة‬ ‫بريســـتلي‪ ،‬وجائـــزة ألبـــرت‬
‫جامعيـــة تكنولوجيـــة‪ ،‬وبالفعـــل‬ ‫أينشـــتاين العالميـــة‪ ،‬فضـــاً‬
‫أســـس الراحـــل «مدينـــة أحمـــد‬ ‫عـــن وســـام بنجاميـــن فرانكليـــن‪،‬‬

‫‪23‬‬ ‫مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة‬


‫زويــل للعلــوم والتكنولوجيــا» التــي أنشــئت فــي‬
‫مدين ــة ‪ 6‬أكتوب ــر بمص ــر عل ــى مس ــاحة ‪270‬‬
‫فدانـــاً‪ ،‬وتركـــز دور هـــذه المؤسســـة التعليميـــة‬
‫علـــى االهتمـــام فـــي الجانـــب البحثـــي العلمـــي‪.‬‬

‫كلمات من ذهب‬
‫للراحـــل مقـــوالت شـــهيرة تمثـــل اســـتنتاجات لرؤيتـــه‬
‫طــوال مســيرة حياتــه العلميــة والعامــة‪ ،‬إذ قــال‪« :‬إن الغــرب‬
‫ليس ــوا أذك ــى من ــا ولكنه ــم يقف ــون ويدعم ــون الفاش ــل حت ــى‬
‫ينج ــح»‪ ،‬وف ــي مناس ــبة أخ ــرى ذك ــر أن «ح ــب العق ــل أق ــوى‬
‫وأعم ــق وأبق ــى م ــن ح ــب القل ــب»‪ ،‬وأش ــار إل ــى الوالي ــات‬
‫المتح ــدة األميركي ــة عل ــى أن الجمي ــل فيه ــا و«م ــا جعله ــا‬
‫تتقـــدم علـــى العالـــم علميـــاً‪ ،‬أن الخيـــال ال يقتـــل وليســـت‬
‫ل ــه ح ــدود وكل المؤسس ــات تش ــجعه»‪ ،‬وقول ــه قب ــل وفات ــه‬
‫المســـتقبل وتوطيـــن المعرفـــة لتحقيـــق التنميـــة الشـــاملة‪.‬‬ ‫«أوصيك ــم بمدين ــة زوي ــل خي ــراً والدع ــاء ل ــي ودفن ــي ف ــي‬
‫وأبـــدى إعجابـــه بالرؤيـــة التـــي أطلقهـــا صاحـــب الســـمو‬ ‫مصـــر»‪ .‬والحـــق أن الراحـــل زويـــل جسّ ـــد عنوانـــاً للفخـــر‬
‫الش ــيخ محم ــد ب ــن راش ــد آل مكت ــوم نائ ــب رئي ــس الدول ــة‬ ‫بيـــن العـــرب‪ ،‬إذ ظـــل اســـمه يتـــردد بقـــوة فـــي الشـــارع‬
‫رئيـــس مجلـــس الـــوزراء حاكـــم دبـــي ‪ ،‬رعـــاه اهلل‪ ،‬حيـــث‬ ‫العرب ــي إل ــى م ــا بع ــد إع ــان وفات ــه ف ــي ش ــهر أغس ــطس‬
‫قـــال عـــن صاحـــب الســـمو الشـــيخ محمـــد بـــن راشـــد‪:‬‬ ‫مـــن العـــام ‪ ،2016‬ولـــم يحـــظ فقـــط باهتمـــام المعنييـــن‬
‫«إنـــه شـــخصية تصنـــف ضمـــن شـــخصيات الصنـــاع أو‬ ‫م ــن المؤسس ــات البحثي ــة والدولي ــة‪ ،‬وإنم ــا حظ ــي أيضـ ـاً‬
‫الفاعلي ــن الت ــي تعش ــق الديناميكي ــة والحرك ــة والت ــي تك ــره‬ ‫باهتم ــام رؤس ــاء ع ــدد م ــن ال ــدول‪ ،‬وكان ــت ل ــه مكان ــة مهم ــة‬
‫البيروقراطيـــة»‪.‬‬ ‫فــي قلــب الشــارع المصــري خصوصــا‪ ً،‬وفــي قلــب الجمهــور‬
‫برحيلـــه فـــي العـــام ‪ ،2016‬فقـــدت البشـــرية عالمـــاً‬ ‫العرب ــي عمومـ ـاً‪.‬‬
‫مبتك ــراً ومضيفـ ـاً للتاري ــخ البش ــري وتط ــوره‪ ،‬حي ــث نش ــر‬
‫صاحــب الســمو الشــيخ محمــد بــن راشــد آل مكتــوم‪ ،‬رعــاه‬ ‫االحتفاء بزويل‬
‫اهلل‪ ،‬تغريـــدة بمناســـبة رحيـــل هـــذا العالـــم الكبيـــر قـــال‬ ‫ســـبق للعالـــم زويـــل أن زار اإلمـــارات وألقـــى كلمـــة‬
‫س ــموه فيه ــا‪« :‬فق ــد العل ــم أح ــد رواده‪ ،‬وفق ــد العالَ ــم أح ــد‬ ‫االفتت ــاح الرئيس ــة ف ــي ال ــدورة التاس ــعة لمنت ــدى اإلع ــام‬
‫أهــم علمائــه‪ ،‬تعازينــا للشــعب المصــري والعربــي فــي وفــاة‬ ‫العرب ــي ف ــي ش ــهر ماي ــو ‪ ،2010‬الت ــي رك ــزت عل ــى ف ــرص‬
‫العالـــم الكبيـــر أحمـــد زويـــل»‪ .‬وفـــي تغريـــدة أخـــرى قـــال‬ ‫ومتطلب ــات بن ــاء مجتمع ــات علمي ــة واالس ــتثمار ف ــي ش ــباب‬
‫ســموه «فــي جميــع لقاءاتــي مــع أحمــد زويــل وجــدت عالم ـاً‬
‫يرفـــق تميـــزه العلمـــي مـــع رؤيـــة لمشـــروع عملـــي لنهضـــة‬
‫أمتــه‪ ،‬وهكــذا مــن يريــد صنــع تغييــر إيجابــي وحقيقــي فــي‬
‫مجتمع ــه»‪ .‬احتف ــاء به ــذه القام ــة وبرحي ــل العال ــم الكبي ــر‬
‫أحمـــد زويـــل‪ ،‬يقـــام علـــى أرض إمـــارة دبـــي فـــي الفتـــرة‬
‫م ــن الراب ــع م ــن فبراي ــر وحت ــى الثال ــث م ــن م ــارس ‪،2018‬‬
‫متحــف يســلط الضــوء علــى إنجازاتــه فــي مجــال الكيميــاء‪،‬‬
‫وأهـــم اإلنجـــازات واالختراعـــات التـــي قدمهـــا العلمـــاء‬
‫الع ــرب ف ــي ه ــذا المج ــال تح ــت عن ــوان «جائ ــزة نوب ــل ف ــي‬
‫الكيمي ــاء‪ -‬ارتب ــاط العناص ــر»‪.‬‬

‫ومضات ‪ -‬السنة الرابعة ‪ -‬العدد السابع واألربعون‬


‫‪24‬‬
‫أقـوال في‬

‫التفــــــاؤل‬
‫م ــا تعلمت ــه عل ــى م ــر الزم ــن ه ــو أن التف ــاؤل ج ــزء مه ــم ج ــداً ج ــداً ف ــي‬ ‫‪-‬‬
‫القي ــادة‪.‬‬
‫بوب إيغر ‪ -‬الرئيس التنفيذي لـ«والت ديزني»‬

‫أعتقـد أن أي نجـاح فـي الحيـاة يتـم عـن طريـق ذهابنـا إلـى منطقة ما‬ ‫‪-‬‬
‫مفعميـن بتفـاؤل حيوي وأعمى‪.‬‬
‫سيلفستر ستالون ‪ -‬ممثل ومخرج‬

‫التفـاؤل هـو اإليمـان الـذي يـؤدي إلـى اإلنجـاز‪ .‬ال شـيء يمكـن‬ ‫‪-‬‬
‫أن يتـم دون األمـل والثقـة‪.‬‬
‫هيلين كيلر ‪ -‬كاتبة وناشطة حقوقية‬

‫التفـاؤل هـو التعريـف النهائـي للقائـد‪ .‬ويتعيـن علـى أي قائـد‬ ‫‪-‬‬


‫النظـر بتفـاؤل إلـى كل مـا هـو مسـتقبلي مع عدم تجاهـل التحديات التي‬
‫يجـب التغلـب عليهـا‪ .‬وتكمـن هـذه التحديـات فـي الحكومـة‪ ،‬والسياسـة‪،‬‬
‫والقيـادة العالميـة‪ ،‬وحتـى فـي حيـاة المجتمـع‪.‬‬
‫ليندا ماكماهون ‪ -‬سياسية‬

‫الكثيـر مـن النـاس نشـأوا مـع تحديـات‪ ،‬كمـا نشـأت أنـا‪ .‬لـم يكـن هنـاك دائماً‬ ‫‪-‬‬
‫أشـياء سـعيدة تحـدث لـي أو مـن حولـي‪ .‬ولكـن عنـد النظر إلى جوهـر الخير داخلنا‬
‫‪ -‬إلـى التفـاؤل واألمـل ‪ -‬نـدرك أنـه يأتـي مـن البيئـة التي نشـأنا فيها‪.‬‬
‫سونيا سوتومايور ‪ -‬قاضية فيدرالية في نيويورك‬

‫سـاعدني تفاؤلـي فـي بعـض األوقـات العصيبـة‪ .‬إذا حاولـت إرسـال أشـياء‬ ‫‪-‬‬
‫جيـدة إلـى الخـارج‪ ،‬فـإن األشـياء الجيـدة تعـود إليـك‪.‬‬
‫جان بريت ‪ -‬رسامة وكاتبة قصص أطفال‬

‫‪25‬‬ ‫مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة‬


‫فريديريك جوليو‬ ‫فريديريك سانجر ريتشارد كوهن‬ ‫أدولف وتيناند‬
‫ومضات ‪ -‬خاص‪:‬‬
‫من ــذ ع ــام ‪ 1901‬حت ــى ‪ 2017‬قدم ــت األكاديمي ــة الس ــويدية ‪ 111‬جائ ــزة نوب ــل ف ــي الكيمي ــاء؛‬
‫ذهبــت أولهــا للعالــم الهولنــدي ياكوبــس فانــت هــوف وآخرهــا عــام ‪ 2017‬لثالثــة علمــاء هــم جــاك‬
‫دوبوشــيه‪ ،‬ويواخيــم فرانــك‪ ،‬وريتشــارد هندرســون‪ ،‬ومــع مــا تحظــى بــه الجائــزة مــن اهتمــام عالمــي‬
‫بفروعهــا كافــة‪ ،‬فإنــه فــي مجــال الكيميــاء أرقــام وحقائــق وأســماء مثيــرة لالهتمــام‪.‬‬

‫قدمت األكاديمية السويدية ‪ 111‬جائزة من ‪ 1901‬إلى ‪2017‬‬

‫نوبل للكيمياء‪..‬‬
‫أرقام وإحصاءات‬
‫يعتبـــر تاريـــخ ‪ 21‬مايـــو و‪ 28‬فبرايـــر أكثـــر تواريـــخ‬
‫المي ــاد انتش ــاراً بي ــن الفائزي ــن بجائ ــزة نوب ــل للكيمي ــاء‪،‬‬
‫حيــث يشــترك ‪ 7‬فائزيــن فــي تاريــخ الميــاد األول وهــم‪:‬‬
‫لويـــس رونـــو‪ ،‬تشـــارلز ألبـــرت جوبـــات‪ ،‬ليـــون فيكتـــور‬
‫منح ــت ‪ 63‬جائ ــزة نوب ــل‬ ‫بورجـــوا‪ ،‬ويليـــم أينتهوفـــن‪ ،‬أندريـــه ســـاخاروف‪ ،‬بينـــغ‬
‫للكيميـــاء لفائزيـــن أفـــراد‪،‬‬ ‫سامويلســـون وغونتـــر بلوبيـــل‪ .‬كمـــا يشـــترك ‪ 7‬آخـــرون‬
‫‪ 55‬جائزة بينم ــا ت ــم تقس ــيم ‪ 24‬جائ ــزة‬ ‫ف ــي التاري ــخ الثان ــي وه ــم‪ :‬فيلي ــب ش ــوالتر‪ ،‬لين ــوس كارل‬
‫علـــى فائزيـــن اثنيـــن‪ ،‬و‪24‬‬
‫لـ ‪ 112‬عالمًا‬ ‫باولنـــغ‪ ،‬بيتـــر برايـــان‪ ،‬ليـــون نيـــل كوبـــر‪ ،‬دانييـــل تســـو‪،‬‬
‫جائـــزة علـــى ‪ 3‬فائزيـــن‪.‬‬ ‫س ــتيفن تش ــو وب ــول كروغم ــان‪.‬‬

‫أقـــدم أدولـــف هتلـــر علـــى حرمـــان عالميـــن ألمانييـــن‬


‫حائزيـــن علـــى جائـــزة نوبـــل مـــن تســـلم جائزتيهمـــا فـــي‬
‫حرمان فائزين‬
‫الكيميـــاء‪ ،‬وهمـــا ريتشـــارد كوهـــن ســـنة ‪ 1938‬ألبحاثـــه‬
‫من تسلم جائزتيهما‬
‫المتعلقـــة بالكاروتينـــات والفيتامينـــات‪ ،‬وأدولـــف بوتينانـــد‬
‫ســنة ‪ 1939‬ألبحاثــه المتعلقــة بالهرمونــات الجنســية‪ ،‬حيــث‬
‫ت ــم إجبارهم ــا عل ــى رف ــض الجائ ــزة‪ ،‬إال أنهم ــا ع ــادا بع ــد‬
‫الح ــرب العالمي ــة الثاني ــة للمطالب ــة به ــا‪ ،‬وتم ــت الموافق ــة‬
‫علـــى تســـليمهما الجائزتيـــن والميداليتيـــن‪ ،‬لكنهمـــا حُ رمـــا‬
‫مـــن تســـلّم المبلـــغ المخصـــص للجائـــزة‪.‬‬

‫ومضات ‪ -‬السنة الرابعة ‪ -‬العدد السابع واألربعون‬


‫‪26‬‬
‫يعتبــر الفرنســي فريديريــك جوليــو أصغــر‬
‫أربع نساء فقط‬ ‫حائ ــز عل ــى نوب ــل ف ــي الكيمي ــاء؛ حي ــث كان ف ــي‬ ‫أصغر‬
‫الـــ ‪ 35‬عندمـــا تقاســـم الجائـــزة ســـنة ‪1935‬‬ ‫وأكبر فائز‬
‫م ــع زوجت ــه إيري ــن ك ــوري‪ ،‬أم ــا أكب ــر الحائزي ــن‬
‫منـــذ ‪ 1901‬إلـــى اليـــوم لـــم تحصـــل ســـوى ‪ 4‬نســـاء‬ ‫عل ــى الجائ ــزة فه ــو األميرك ــي ج ــون في ــن ال ــذي‬
‫فق ــط عل ــى جائ ــزة نوب ــل للكيمي ــاء‪ ،‬وه ــن‪ :‬م ــاري ك ــوري‬ ‫تقاســم جائزتــه ســنة ‪ 2002‬مــع كويشــي تنــاكا‪،‬‬
‫ســـنة ‪ ،1911‬وإيريـــن كـــوري (ابنـــة مـــاري كـــوري) ســـنة‬ ‫وكـــورت فوتريـــخ‪ ،‬وكان حينهـــا فـــي الخامســـة‬
‫‪ ،1935‬ودوروثـــي هودجكـــن ســـنة ‪ ،1964‬وعـــادا يونـــات‬ ‫والثماني ــن م ــن عم ــره‪.‬‬
‫س ــنة ‪ .2009‬وتعتب ــر عائل ــة ك ــوري العائل ــة الوحي ــدة ف ــي‬
‫ـخص ه ــذه الجائ ــزة‪،‬‬‫التاري ــخ الت ــي ح ــاز فيه ــا أكث ــر م ــن ش ـ ٍ‬
‫فق ــد نال ــت م ــاري ك ــوري‪ ،‬وابنته ــا الكب ــرى إيري ــن ك ــوري‬
‫وزوج ابنتهـــا فريديريـــك جوليـــو نوبـــل للكيميـــاء‪.‬‬

‫انتقادات‬
‫الشـــخص الوحيـــد الـــذي فـــاز‬
‫أثـــارت جائـــزة نوبـــل فـــي الكيميـــاء خـــال‬
‫فائز وحيد‬ ‫بجائـــزة نوبـــل للكيميـــاء مرتيـــن هـــو‬
‫الســـنوات األخيـــرة موجـــة مـــن االنتقـــادات فـــي‬
‫لمرتين‬ ‫العال ــم اإلنجلي ــزي فريديري ــك س ــانجر‪،‬‬
‫األوس ــاط العلمي ــة‪ ،‬إذ ش ــعر العلم ــاء أن الجائ ــزة‬
‫وذلـــك فـــي عامـــي ‪ 1958‬و‪.1980‬‬
‫تمن ــح لغي ــر العاملي ــن ف ــي مج ــال الكيمي ــاء أكث ــر‬
‫مـــن منحهـــا لعلمـــاء الكيميـــاء أنفســـهم‪ .‬وفـــي‬
‫العقـــود الثالثـــة األخيـــرة التـــي ســـبقت ‪،2012‬‬
‫منحـــت جائـــزة الكيميـــاء عشـــر مـــرات ألعمـــال‬
‫متعلقـــة بالكيميـــاء البيولوجيـــة أو البيولوجيـــا‬ ‫‪ 58‬عامًا‬ ‫يبل ــغ متوس ــط العم ــر بي ــن جمي ــع‬
‫الجزيئيـــة‪ ،‬ومنحـــت مـــرة واحـــدة لعالـــم فـــي‬ ‫كلمة السر‬ ‫الفائزي ــن بجائ ــزة نوب ــل للكيمي ــاء من ــذ‬
‫مجــال العناصــر‪ .‬وفــي الســنوات العشــر األخيــرة‬ ‫س ــنة ‪ 1901‬إل ــى الي ــوم ‪ 58‬س ــنة‪.‬‬
‫الت ــي تس ــبق ‪ ،2012‬منح ــت أرب ــع جوائ ــز فق ــط‬
‫ألعمـــال متعلقـــة بالكيميـــاء‪ .‬وعلقـــت صحيفـــة‬
‫الـ«إيكونوميس ــت» البريطاني ــة عل ــى ذل ــك بقوله ــا‪:‬‬
‫«إن األكاديميــة الســويدية الملكيــة للعلــوم موجّ هــة‬
‫برغب ــة نوب ــل الت ــي ش ــددت عل ــى من ــح الجائ ــزة‬
‫فـــي مجـــاالت الفيزيـــاء‪ ،‬والكيميـــاء‪ ،‬واألدب‪،‬‬
‫والطـــب‪ ،‬والســـام‪ .‬وكان االهتمـــام بالبيولوجيـــا‬
‫ف ــي مه ــده أثن ــاء زم ــن نوب ــل‪ ،‬ول ــم يت ــم تأس ــيس‬ ‫ترمـــز ميداليـــة جائـــزة نوبـــل للكيميـــاء (والفيزيـــاء‬
‫جائــزة خاصــة بهــا»‪ .‬كمــا أشــارت الصحيفــة إلــى‬ ‫رمز الجائزة أيضـــاً) إلـــى الطبيعـــة فـــي هيئـــة إيزيـــس ربـــة القمـــر‬
‫أنــه ال يتــم منــح جائــزة نوبــل ألي فــرع مــن فــروع‬ ‫واألمومـــة عنـــد قدمـــاء المصرييـــن‪ ،‬وفـــي الميداليـــة‬
‫المعرف ــة األساس ــية أو الرياضي ــات‪ ،‬وأن القاع ــدة‬ ‫يزي ــح ش ــخص ‪ -‬يرم ــز إل ــى عبقري ــة العل ــم ‪ -‬الغط ــاء‬
‫الت ــي انتهجته ــا األكاديمي ــة بع ــدم من ــح أكث ــر م ــن‬ ‫ع ــن وجهه ــا‪ ،‬وذل ــك ف ــي إش ــارة إل ــى ق ــدرة العل ــم عل ــى‬
‫ثـــاث جوائـــز كان مـــن الصعـــب تطبيقهـــا علـــى‬ ‫ش ــرح واكتش ــاف خباي ــا الطبيع ــة‪ ،‬وق ــد صمم ــت ه ــذه‬
‫الفيزيـــاء الحديثـــة‪ ،‬التـــي يحـــدث فيهـــا تقـــدم‬ ‫الميداليــة علــى يــد النحــات الســويدي إيريــك ليندبــرغ‪.‬‬
‫نتيجـــة التعـــاون بيـــن عـــدد مـــن العلمـــاء وليـــس‬
‫نتـــاج عمـــل علمـــاء منفرديـــن»‪.‬‬

‫‪27‬‬ ‫مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة‬


‫فاز بجائزة نوبل عام ‪1961‬‬

‫ملفين كالفين‪ ..‬رحلــة البحث‬


‫عن بصمة الضوء الكيميائيـة‬
‫ومضات ‪ -‬جورج فهمي‪:‬‬
‫عل ــى م ــدار خمس ــة عق ــود م ــن االكتش ــافات والبح ــوث‬
‫األكاديمي ــة‪ ،‬تمك ــن عال ــم الكيمي ــاء الحيوي ــة األميرك ــي‬
‫ملفيــن كالفيــن مــن تقريــب البشــرية مــن فهــم أصــل الحيــاة‬
‫ونشــأة الكــون؛ فــكان يســتحق بجــدارة نيلــه جائــزة نوبــل فــي‬
‫الكيمي ــاء لع ــام ‪ ،1961‬الكتش ــافه المس ــارات الكيميائي ــة‬
‫لعملي ــة التركي ــب الضوئ ــي‪.‬‬

‫علـى عكـس كثيـر مـن علمـاء الكيميـاء‪ ،‬لـم تقتصـر أبحاث‬


‫كالفيـن علـى التفاعلات الكيمائيـة الجامـدة بيـن المعـادن‬
‫والفلـزات‪ ،‬وإنمـا تنوعـت أبحاثـه وامتـدت لتشـمل التفاعلات‬
‫التـي تـدور داخـل العقل البشـري ذاته‪ ،‬والتفاعلات التي تدور‬
‫فـي الكواكـب والمجـرات األخـرى‪.‬‬
‫ولـد كالفيـن فـي الثامـن مـن أبريـل عـام ‪ 1911‬فـي مدينة‬
‫سـانت بـول بواليـة مينسـوتا ألبويـن مهاجريـن‪ ،‬حيـث كان أبـوه‬
‫مـن كالفاريـا فـي ليتوانيـا‪ ،‬فـي حيـن كانـت أمـه مـن جورجيـا‬
‫السـوفيتية‪ ،‬وبعـد والدتـه مباشـرة انتقلـت األسـرة إلـى مدينـة‬
‫ديترويـت بواليـة ميتشـغان‪ ،‬وأعـادت سـلطات الهجـرة فـي‬
‫جزيـرة ايلليـس تسـميته ليصبـح كالفـن‪.‬‬
‫للتكنولوجيـا عـام ‪ ،1931‬ونـال درجـة الدكتـوراه فـي الكيميـاء‬ ‫وأظهـر كالفـن اهتمامـاً مبكـراً بالعلـوم والسـيما الكيميـاء‬
‫عـن العالقـة بيـن اإللكترونـات فـي ذرات الهلوجيـن مـن‬ ‫والفيزيـاء‪ ،‬وفـي عـام ‪ 1927‬حصـل علـى منحـة دراسـة كاملـة‬
‫جامعـة مينيسـوتا سـنة ‪ .1935‬وحصـل علـى منحـة مـن‬ ‫مـن كليـة ميشـيغان للتعديـن والتكنولوجيـا‪ ،‬التـي أصبحـت‬
‫مؤسسـة روكفلـر لدراسـة تفعيـل التحفيـز المنسـق لجزيئـات‬ ‫تعـرف اآلن باسـم جامعـة ميشـيغان للتكنولوجيـا‪.‬‬
‫الهيدروجيـن وعالقـة المركبـات العضويـة بالمعـادن‪.‬‬ ‫عندمـا ضربـت فتـرة الكسـاد العظيم االقتصـاد األميركي‬
‫وفـي عـام ‪ 1943‬تـزوج كالفيـن مـن جينفيـف جيمتجـراد‬ ‫فـي الثالثينيـات مـن القـرن الماضـي‪ ،‬اضطـر كالفيـن إلـى‬
‫التـي حصلـت فيمـا بعـد على جائـزة نوبل فـي الكيمياء‪ ،‬وعمل‬ ‫التخلـي عـن دراسـته مؤقتـاً‪ ،‬وعمل في مصنع صغير للنحاس؛‬
‫الزوجـان معـاً فـي مشـروع مشـترك لمعرفـة دور العوامـل‬ ‫حتـى يتمكـن مـن كسـب بعـض المـال ليعيـل نفسـه‪ ،‬ولمـا لـم‬
‫الكيميائيـة فـي تميـز مجموعـات فصائـل الـدم‪ .‬وأمضـى‬ ‫تكـن الدراسـات العليـا فـي الكيميـاء متاحـة فـي الجامعـة فـي‬
‫مـدة سـبع سـنوات فـي مرحلـة مـا بعـد الدكتـوراه فـي جامعـة‬ ‫ذلـك الوقـت؛ درس كالفن التعديـن والجيولوجيا والمتحجرات‬
‫مانشسـتر قبـل أن يلتحـق عـام ‪ 1937‬بجامعـة كاليفورنيـا فـي‬ ‫والهندسـة المدنيـة‪ ،‬واسـتفاد فـي وقـت الحـق بشـدة مـن تنـوع‬
‫بيركلـي ليصبـح بذلـك أول أسـتاذ للكيميـاء فيهـا‪.‬‬ ‫العلـوم التـي درسـها‪.‬‬
‫وانتخـب كالفيـن عضـواً فـي كل مـن األكاديميـة الوطنيـة‬ ‫حصـل علـى بكالوريـوس فـي العلـوم مـن معهـد ميشـيغان‬

‫ومضات ‪ -‬السنة الرابعة ‪ -‬العدد السابع واألربعون‬


‫‪28‬‬
‫للعلـوم وفـي الجمعيـة الملكيـة‪ ،‬وحصـل علـى‬
‫العديـد مـن الجوائـز المرموقـة مـن بينهـا جائزة‬
‫نوبل في الكيمياء عام ‪ ،1961‬وقالدة بريسـتلي‬
‫عـام ‪ ،1978‬وقلادة ديفـي‪ ،‬والميداليـة الذهبية‬
‫مـن المعهـد األميركـي للكيميائييـن‪ ،‬وقلادة‬
‫العلـوم الوطنيـة األميركيـة ‪.1989‬‬

‫محطات مهمة‬
‫أبـدى كالفيـن اهتمامـاً شـديداً بدراسـة‬
‫لـون المركبـات العضويـة‪ ،‬وقـاده ذلـك لدراسـة‬
‫التركيـب اإللكترونـي للمركبـات العضويـة‪.‬‬
‫وخلال الحـرب العالميـة الثانيـة اسـتعان‬
‫بـه مجلـس األبحـاث العسـكرية األميركـي‪،‬‬
‫وتمكـن مـن خلال دراسـته للعالقـة بيـن ذرات‬
‫رحلة البحث عن الضوء‬ ‫الكوبلـت مـن فهـم االرتبـاط العكسـي بيـن ذرات الكوبلـت مـع‬
‫فـي عـام ‪ 1042‬بـدأ كالفيـن أبحاثـه عـن التخليق الضوئي‬ ‫األوكسـجين‪ ،‬مـا أتـاح لـه ابتـكار جهـاز لتوليـد األوكسـجين في‬
‫التـي نـال عنهـا جائـزة نوبل‪ ،‬عبر إضافة ثاني أكسـيد الكربون‬ ‫الغواصـات والمدمـرات األميركيـة‪.‬‬
‫إلـى كميـة ضئيلـة مـن «الكربـون المشـع – ‪ »14‬إلـى محلـول‬ ‫ورغـم أن هـذا االبتـكار كان فـي األسـاس لخدمـة‬
‫معـرض للضـوء يحتـوي علـى نـوع مـن الطحالـب الخضـراء‪.‬‬ ‫المؤسسـة العسـكرية‪ ،‬إال أن المرضـى الذيـن يعانـون مـن‬
‫واسـتطاع كالفيـن أن يكشـف أن عمليـة التخليـق الضوئـي‬ ‫مشـكالت حـادة فـي التنفـس اسـتفادوا منـه كثيـراً فيمـا بعـد‪.‬‬
‫ال تتـم نتيجـة تأثيـر الكربـون علـى النباتـات‪ ،‬وإنمـا نتيجـة‬ ‫وخلال مشـروع تطـور القنبلـة الذريـة األميركيـة الـذي عـرف‬
‫تأثيـر الضـوء علـى مـادة الكلوروفيـل الموجـودة فـي التركيـب‬ ‫باسـم «مشـروع مانهاتـن» اسـتطاع كالفيـن تطبيـق تقنيـات‬
‫الطبيعـي للنباتـات‪.‬‬ ‫التكالـب واالسـتخالص باإلذابـة لعـزل وتنقيـة البالتينيـوم عن‬
‫تنوعت أبحاثه‬ ‫وتمكـن كالفيـن عبـر هـذه التجربـة مـن‬ ‫اليورانيـوم المشـع‪.‬‬
‫وامتدت لتشمل‬ ‫التحكـم فـي نمـو الطحالـب ووقفـه فـي مراحـل‬ ‫وخلال فتـرة الحظـر البترولـي التـي صاحبـت حـرب‬
‫مختلفة‪ ،‬واسـتخدم نوعاً من أنواع ورق الترشـيح التفاعالت التي تدور‬ ‫أكتوبـر عـام ‪ 1973‬بيـن العـرب وإسـرائيل‪ ،‬عمـل كالفـن علـى‬
‫الكروموتوغرافـي لرصـد النسـب الدقيقـة مـن‬ ‫دراسـة إمكانيـة تحويـل الطاقـة الشمسـية المخزنـة فـي بعض‬
‫المـواد المشـعة فـي الخليـط‪ ،‬ومكنـه ذلـك مـن داخل العقل البشري‬
‫النباتـات إلـى هيدروكربونـات السـتخدامها كمصـدر للطاقـة‪،‬‬
‫تحديـد التفاعلات الكيمائيـة التـي تتـم خلال ذاته وفي الكواكب‬ ‫إال أن المشـروع فشـل لعـدم جـدواه االقتصاديـة‪.‬‬
‫والمجرات األخرى‬ ‫عمليـة التخليـق الضوئـي‪ ،‬وهـي العمليـة التـي‬
‫يتحـول خاللهـا الكربـون إلـى كربوهيـدرات‪.‬‬
‫وتكريمـاً إلنجازاتـه أطلـق علمـاء الكيميـاء اسـم «دورة‬
‫كالفيـن» علـى هـذه العمليـة التـي ينتج من خاللها األوكسـجين‬
‫نتيجـة امتصـاص الضوء‪ ،‬بواسـطة مادة الكلوروفيل الموجودة‬
‫فـي النباتـات إلجبـار التفاعلات الكيمائيـة التـي تمـت فـي‬
‫الظلام بواسـطة المركبـات التـي تنتـج فـي النـور‪.‬‬
‫وعلـى مـدار حياتـه األكاديميـة والبحثيـة كتـب كالفين نحو‬
‫‪ 600‬بحـث علمـي وألَّـف سـبعة كتـب‪ ،‬وحصـل علـى عشـرات‬
‫الدرجـات العلميـة الفخريـة مـن جامعـات أميركيـة وغربيـة‪.‬‬
‫ورغـم تقاعـده عـن العمـل فـي مطلـع الثمانينيـات‪ ،‬إال أن‬
‫كالفيـن ظـل يواظـب علـى الحضـور إلـى المعمـل لمشـاهدة‬
‫رفقائـه وتالميـذه فـي المعمـل الـذي حمـل اسـمه تكريمـاً لـه‪.‬‬
‫وظـل يواظـب علـى الحضـور حتـى وافته المنيـة في الثامن من‬
‫ينايـر عـام ‪ 1997‬فـي مدينـة بيركلـي بواليـة كاليفورنيـا‪.‬‬

‫‪29‬‬ ‫مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة‬


‫حصلت على جائزة نوبل مرتين‬

‫مـاري كـوري‪..‬‬
‫نجمـة فــي سمـاء العلم‬
‫ومضات ‪ -‬جورج فهمي‪:‬‬
‫كتب ــت عالم ــة الفيزي ــاء والكيمي ــاء البولندي ــة م ــاري‬
‫ك ــوري اس ــمها بح ــروف م ــن ن ــور ف ــي س ــجالت التاري ــخ إل ــى‬
‫جانــب علمــاء القــرن العشــرين الذيــن أحدثــوا ثــورات علميــة‪،‬‬
‫لتصبــح بذلــك أشــهر امــرأة اقتحمــت ميــدان العلــوم‪ .‬ورغــم‬
‫كل م ــا حققت ــه م ــاري م ــن إنج ــازات؛ إال أنه ــا كان ــت ال ت ــرى‬
‫دائم ـ ًا م ــا أنجزت ــه‪ ،‬ب ــل ت ــرى م ــا ل ــم يت ــم إنج ــازه بع ــد‪.‬‬

‫وصفهــا العالــم الفيزيائــي الشــهير ألبــرت أينشــتاين‪،‬‬


‫ال ــذي كان يعرفه ــا جي ــداً‪ ،‬بأنه ــا الش ــخص الوحي ــد ال ــذي‬
‫لــم تفســده الشــهرة‪ .‬وكانــت مــاري متواضعــة ومســتقيمة‪،‬‬
‫وتصـــر علـــى التبـــرع بالعوائـــد الماديـــة لجوائزهـــا‬
‫وهداياه ــا عل ــى المعاه ــد العلمي ــة ب ــدالً م ــن االحتف ــاظ‬
‫به ــا‪ ،‬ألنه ــا كان ــت تؤم ــن أن العل ــم بالنس ــبة للعباق ــرة مث ــل‬
‫الش ــعر ال يمك ــن أن يك ــون مهن ــة أو حت ــى هواي ــة‪ .‬ب ــل ه ــو‬
‫فق ــط منه ــج حي ــاة‪.‬‬
‫وحي ــن يُذك ــر اس ــم م ــاري ك ــوري‪ ،‬ف ــا ب ــد م ــن ذك ــر‬
‫ماري كوري ( ‪)1934 -1867‬‬
‫النض ــال ال ــذي خاضت ــه إلثب ــات نفس ــها ف ــي عص ــر كان‬
‫يحتقـــر األنثـــى ويقلـــل مـــن شـــأنها‪ ،‬لكنهـــا اســـتطاعت‬
‫له ــا عل ــى م ــدار حياته ــا األكاديمي ــة‪.‬‬ ‫أن تضـــع قدمهـــا علـــى الطريـــق الـــذي اختارتـــه‪ ،‬وكان‬
‫لعزمهــا وإصرارهــا فضــل كبيــر انعكــس علــى مــا قدمتــه‬
‫بداية صعبة‬ ‫للعل ــم ف ــي وق ــت كان في ــه العل ــم واالخت ــراع محص ــوراً‬
‫وُلـــدت مـــاري سكلودوفيســـا فـــي بولنـــدا عـــام‬ ‫ف ــي الذك ــور‪.‬‬
‫‪ ،1867‬ونش ــأت ف ــي عائل ــة فق ــدت ثروته ــا عل ــى العم ــل‬ ‫وتعتبـــر مـــاري كـــوري أول امـــرأة تحصـــل علـــى‬
‫الوطنـــي خـــال الثـــورة البولنديـــة التـــي كانـــت تطالـــب‬ ‫جائ ــزة نوب ــل‪ ،‬وأول م ــن حص ــل عل ــى الجائ ــزة مرتي ــن‬
‫باس ــتقالل بولن ــدا ع ــن روس ــيا‪ .‬كان والده ــا فالديس ــاف‬ ‫ف ــي مجالي ــن مختلفي ــن‪ ،‬وه ــي أول ام ــرأة ف ــي أوروب ــا‬
‫سكلودوفيســكا معلمـاً للفيزيــاء والرياضيــات فــي مدرســة‬ ‫تحصــل علــى درجــة الدكتــوراه‪ .‬وأســهمت مــاري كــوري‬
‫ثانوي ــة‪ ،‬وورث ــت ماني ــا ‪ -‬كم ــا كان يُطل ــق عليه ــا كن ــوع م ــن‬ ‫فــي توســيع حــدود مــا يمكــن للعلــم أن يحققــه وفتحــت‬
‫ال ــدالل ‪ -‬ولعه ــا بالعل ــم من ــه‪.‬‬ ‫آفاقـاً علميــة جديــدة‪ ،‬ومــا زالــت اكتشــافات كــوري فــي‬
‫وكانــت والدتهــا برونيســلفانا بوغوســكا سكلودوفســكي‬ ‫عل ــم اإلش ــعاعات تفي ــد البش ــرية حت ــى يومن ــا ه ــذا‪،‬‬
‫تديــر مدرســة داخليــة رفيعــة المســتوى للفتيــات‪ ،‬إال أنهــا‬ ‫ودفعـــت كـــوري حياتهـــا ثمنـــاً الكتشـــافاتها‪ ،‬عندمـــا‬
‫كانــت تعانــي مــن الــدرن الــذي أودى بحياتهــا فــي الوقــت‬ ‫مات ــت بالس ــرطان نتيج ــة اإلش ــعاعات الت ــي تعرض ــت‬

‫ومضات ‪ -‬السنة الرابعة ‪ -‬العدد السابع واألربعون‬


‫‪30‬‬
‫الـــذي كانـــت مـــاري التـــزال صغيـــرة جـــداً‪ .‬وســـرعان‬
‫مـــا تجلـــت اســـتقاللية روحهـــا فـــي ارتباطهـــا بحركـــة‬
‫البولندييــن الوطنيــة‪ ،‬ممــن كانــوا يســعون إلــى االســتقالل‬
‫عـــن اإلمبراطوريـــة الروســـية‪ .‬وعاشـــت حيـــاة صعبـــة‪،‬‬
‫لكــن عائلتهــا كانــت مهتمــة بالتعليــم‪ ،‬وكانــت مــاري تأخــذ‬
‫عل ــى عاتقه ــا مح ــو األمي ــة بي ــن النس ــاء البولندي ــات‪.‬‬
‫وتوقف ــت ع ــن الدراس ــة ف ــي بداي ــة حياته ــا وعمل ــت‬
‫مربيـــة فـــي أحـــد البيـــوت كـــي توفـــر المـــال لشـــقيقتها‬
‫الت ــي تكبره ــا‪ ،‬حت ــى تتمك ــن م ــن إكم ــال دراس ــتها‪ ،‬وف ــي‬
‫الوق ــت نفس ــه كان ــت م ــاري تق ــرأ كثي ــراً وتح ــل المس ــائل‬
‫الرياضي ــة الت ــي يرس ــلها له ــا والده ــا باس ــتمرار‪ .‬وحت ــى‬
‫بعـــد أن اســـتقلت وعاشـــت وحدهـــا كانـــت تســـكن فـــي‬
‫غرفـــة صغيـــرة ال تحـــوي ســـوى مقومـــات العيـــش‬
‫األساس ــية‪ ،‬وتقض ــي وقته ــا ف ــي الدراس ــة والبح ــث‪ ،‬غي ــر‬
‫مبالي ــة باهتمام ــات الفتي ــات اللوات ــي ف ــي مث ــل عمره ــا‪.‬‬
‫وعلـــى الرغـــم مـــن وطنيتهـــا المتحمســـة‪ ،‬قـــدّ ر لهـــا‬
‫فــي باريــس أن تحقــق أحالمهــا‪ ،‬بعــد أن أكملــت تعليمهــا‬
‫فـــي جامعـــة الســـوربون‪ ،‬وحصلـــت علـــى شـــهادة فـــي‬
‫الفيزي ــاء وش ــهادة ف ــي الرياضي ــات‪ .‬كان ــت م ــاري تذه ــب‬
‫إل ــى محاض ــرات ف ــي جامع ــة الس ــوربون نه ــاراً‪ ،‬وت ــدرس‬
‫دراســـة شـــاقة ليـــاً فـــي غرفـــة علويـــة بحـــي الطلبـــة‪،‬‬
‫وتعي ــش عل ــى وجب ــة م ــن الخب ــز والزب ــد والش ــاي‪ .‬وبع ــد‬
‫ميدالي ــة ديف ــي البريطاني ــة وجائ ــزة نوب ــل ف ــي الفيزي ــاء‬ ‫وصوله ــا إل ــى باري ــس بثماني ــة عش ــر عامـ ـاً‪ ،‬عين ــت أول‬
‫عـــام ‪.1903‬‬ ‫أس ــتاذة أنث ــى ف ــي الس ــوربون‪.‬‬
‫عندم ــا توف ــي بيي ــر ك ــوري بح ــادث س ــيارة‪ ،‬انه ــارت‬ ‫وفـــي مختبـــرات الفيزيـــاء والكيميـــاء قابلـــت بييـــر‬
‫مــاري نتيجــة فقدانهــا زوجهــا وشــريكها فــي االكتشــافات‬ ‫كـــوري الـــذي كان رئيـــس قســـم المختبـــرات فـــي ذلـــك‬
‫العلمي ــة‪ ،‬وعرض ــت عليه ــا الس ــلطة الفرنس ــية تعويضـ ـاً‬ ‫الوق ــت‪ ،‬وعب ــر له ــا ع ــن إعجاب ــه به ــا ورغبت ــه بال ــزواج‬
‫ماليـــاً‪ ،‬لكنهـــا رفضتـــه وقبلـــت بمنصـــب أســـتاذة فـــي‬ ‫منه ــا‪ ،‬لكنه ــا رفض ــت ف ــي البداي ــة‪ ،‬وع ــادت لتواف ــق بع ــد‬
‫الفيزي ــاء ف ــي جامع ــة الس ــوربون‪.‬‬ ‫إص ــرار بيي ــر عل ــى ذل ــك‪ ،‬وأثم ــر زواجهم ــا ع ــن طفلي ــن‪.‬‬
‫ما زالت اكتشافات‬ ‫ورغـــم انهمـــاك كـــوري فـــي عالـــم‬ ‫وبع ــد زواجه ــا م ــن بيي ــر غي ــرت اس ــمها األصل ــي ماري ــا‬
‫الجديـــة والبحـــث‪ ،‬ورغـــم شـــهرتها التـــي‬ ‫بولونوفس ــكي إل ــى م ــاري‪ ،‬وحمل ــت كني ــة زوجه ــا لتصب ــح‬
‫كوري في علم‬
‫بلغ ــت عن ــان الس ــماء آن ــذاك‪ ،‬إال أنه ــا ل ــم‬ ‫م ــاري ك ــوري‪ ،‬وعرف ــت إعالميـ ـاً م ــدام ك ــوري‪.‬‬
‫اإلشعاعات تفيد‬ ‫تن ــس دوره ــا كرب ــة بي ــت‪ ،‬وزوج ــة‪ ،‬واألكث ــر‬ ‫وكان لتعاونهمـــا بـــادرة إلنجـــازات عظيمـــة‪ ،‬حيـــث‬
‫البشرية حتى‬ ‫مــن هــذا كأم أنجبــت وربــت أيريــن جوليــو‬ ‫حص ــا عل ــى جائ ــزة نوب ــل مناصف ــة ف ــي الفيزي ــاء وكرم ــا‬
‫يومنا هذا‬ ‫التـــي حـــازت بدورهـــا‬ ‫بإطـــاق الوحـــدة «كـــوري» لقيـــاس‬
‫علـــى جائـــزة نوبـــل للكيميـــاء عـــام‬ ‫النشـــاط اإلشـــعاعي‪ ،‬وكذلـــك‬
‫‪ .1935‬ولعبـــت أســـرة كـــوري دوراً‬ ‫إط ــاق اس ــم «كوري ــوم» عل ــى ه ــذا‬
‫بــارزاً فــي نمــو علــم الطبيعــة الحديــث‬ ‫العنصـــر الكيميائـــي‪.‬‬
‫عبـــر ســـتين عامـــاً بـــدءاً بدراســـات‬ ‫ووافـــق العالمـــان علـــى وهـــب‬
‫التناظ ــر البلل ــوري‪ ،‬وامت ــداداً إل ــى بن ــاء‬ ‫إنجازهمــا مجان ـاً‪ ،‬فلــم يطلبــا بــراءة‬
‫المفاعـــات النوويـــة‪.‬‬ ‫اخت ــراع عل ــى ه ــذا العنص ــر القي ــم‪،‬‬
‫ال ــذي زاد الطل ــب علي ــه فيم ــا بع ــد‬
‫إنجازات علمية مهمة‬ ‫وبـــدأ إنتاجـــه صناعيـــاً‪ .‬وحصـــل‬
‫تعتب ــر األوراق الت ــي كتبته ــا ك ــوري‬ ‫الزوجـــان نتيجـــة اكتشـــافهما علـــى‬

‫‪31‬‬ ‫مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة‬


‫للراديـــوم أربـــع ســـنوات اكتشـــفت خاللهـــا خصائصـــه‪،‬‬
‫ممــا ســاعد كثيــراً علــى تطويــر علــم اإلشــعاع‪ ،‬واكتشــفت‬
‫آثــاره الحارقــة نتيجــة حــروق أصيبــت بهــا خــال تعاملهــا‬
‫مع ــه‪ .‬ويُس ــتخدم الرادي ــوم اآلن ف ــي الع ــاج اإلش ــعاعي‬
‫ال ــذي ُع ــرف س ــابقاً بع ــاج ك ــوري نس ــبة إليه ــا‪ ،‬ونتيج ــة‬
‫اكتش ــافها عنص ــر الرادي ــوم حصل ــت م ــاري عل ــى جائ ــزة‬
‫نوب ــل ف ــي الكيمي ــاء‪.‬‬ ‫إل ــى يومن ــا ه ــذا ش ــديدة الخط ــورة حي ــث‬
‫والقـــت نجاحـــات كـــوري عـــدا ًء ملحوظـــاً ونقـــداً‬ ‫إنهـــا التـــزال مملـــوءة باإلشـــعاعات‪ ،‬فهـــي‬
‫وتشـــكيكاً فـــي مجتمـــع علمـــي يســـيطر عليـــه الذكـــور‪،‬‬ ‫تحفـــظ فـــي صناديـــق مبطنـــة بالرصـــاص‪،‬‬
‫كم ــا عان ــت م ــن اإلش ــاعات الخبيث ــة واالتهام ــات‪ .‬وف ــي‬ ‫ويتوجــب علــى مــن يريــد مطالعتهــا ارتــداء بــدالت واقيــة‬
‫بداي ــات الح ــرب العالمي ــة األول ــى ع ــام ‪ ،1914‬كرس ــت‬ ‫مـــن اإلشـــعاع‪.‬‬
‫كــوري وقتهــا لتجهيــز المستشــفيات بأجهــزة أشــعة إكــس‪،‬‬ ‫وش ــكلت أعم ــال الفيزيائ ــي هن ــري بيكري ــل مص ــدر‬
‫فق ــد أدرك ــت إمكاني ــة ه ــذه األجه ــزة ف ــي تحدي ــد أماك ــن‬ ‫إلهـــام لمـــاري‪ ،‬ممـــا دفعهـــا التخـــاذ البحـــث فـــي‬
‫الش ــظايا ف ــي الجس ــم بس ــهولة‪ ،‬م ــا يوف ــر عالج ـاً أفض ــل‬ ‫إشـــعاعات اليورانيـــوم موضوعـــاً محتمـــاً لدراســـتها‬
‫للجرحـــى مـــن الجنـــود‪ .‬ومـــع نهايـــة الحـــرب العالميـــة‬ ‫البحثي ــة‪ .‬حي ــث اكتش ــف هن ــري بيكري ــل ع ــام ‪ 1896‬أن‬
‫األول ــى‪ ،‬وص ــل ع ــدد م ــن فحص ــوا به ــذه األجه ــزة إل ــى‬ ‫أمــاح اليورانيــوم تنبعــث منهــا إشــعاعات تشــبه األشــعة‬
‫أكث ــر م ــن ملي ــون جن ــدي‪.‬‬ ‫الس ــينية ف ــي خواصه ــا‪ ،‬وأن ه ــذا اإلش ــعاع ينت ــج تلقائي ـاً‬
‫وبع ــد انته ــاء الح ــرب العالمي ــة األول ــى ع ــادت ك ــوري‬ ‫دون الحاج ــة إل ــى مص ــدر خارج ــي م ــن الطاق ــة لتحفي ــز‬
‫إلــى معهــد الراديــوم فــي باريــس‪ ،‬ممتلئــة باالعتــزاز بعــد‬ ‫النشـــاط اإلشـــعاعي‪.‬‬
‫خدمتهــا فــي عصبــة األمــم الناشــئة آنــذاك‪ .‬كمــا نشــرت‬ ‫وق ــررت م ــاري التركي ــز ف ــي دراس ــتها عل ــى مص ــدر‬
‫كتـــاب النشـــاط اإلشـــعاعي (‪ )Radioactivity‬الـــذي‬ ‫هــذه اإلشــعاعات الغامضــة التــي تنبعــث مــن اليورانيــوم‪،‬‬
‫يش ــرح أفكاره ــا العلمي ــة‪ .‬وجه ــزت م ــاري المستش ــفيات‬ ‫وأجـــرت أبحاثهـــا فـــي غرفـــة صغيـــرة مـــن الخشـــب‪،‬‬
‫بأجهـــزة تعمـــل بأشـــعة إكـــس قـــادرة علـــى اكتشـــاف‬ ‫س ــيئة التهوي ــة وتنف ــذ إليه ــا مي ــاه األمط ــار‪ .‬واس ــتطاعت‬
‫الشـــظايا فـــي أجســـاد المصابيـــن‪ ،‬مـــا ســـاهم كثيـــراً‬ ‫ف ــي غض ــون ش ــهرين أن تحق ــق اكتش ــافاً عظيمــاً ين ــص‬
‫ف ــي تس ــهيل الع ــاج وتقديم ــه لمصاب ــي الح ــرب بأفض ــل‬ ‫عل ــى أن اإلش ــعاع ال ينت ــج ع ــن التفاع ــل الحاص ــل بي ــن‬
‫صـــورة‪ .‬وبعـــد انتهـــاء الحـــرب نظمـــت حملـــة لتمويـــل‬ ‫الجزيئ ــات‪ ،‬ب ــل يأت ــي م ــن ال ــذرة نفس ــها‪ .‬وكان ــت ه ــذه‬
‫وتجهيــز مستشــفيات خاصــة للعــاج اإلشــعاعي‪ ،‬وتابعــت‬ ‫الخط ــوة األول ــى ف ــي طري ــق دح ــض االفت ــراض القدي ــم‬
‫أبحاثه ــا المتعلق ــة بالرادي ــوم م ــع ابنته ــا وصهره ــا‪.‬‬ ‫القائ ــل ب ــأن ال ــذرات غي ــر قابل ــة لالنقس ــام‪.‬‬
‫وف ــي ع ــام ‪ 1898‬اكتش ــفت م ــاري عنصري ــن مش ــعين‬
‫نهاية مأساوية‬ ‫جديديــن‪ ،‬ونســبة إلــى بولنــدا سُ ــمي أحدهمــا البوبونيــوم‪،‬‬
‫بـــدأت حالـــة مـــاري الصحيـــة بالتراجـــع مـــع نهايـــة‬ ‫وكان العنص ــر اآلخ ــر ه ــو الرادي ــوم‪ .‬واس ــتمرت دراس ــتها‬
‫العشـــرينيات‪ ،‬نتيجـــة إصابتهـــا بالســـرطان‬
‫ال ــذي اعتب ــر م ــن األع ــراض الجانبي ــة نتيج ــة‬
‫تعامله ــا م ــع العناص ــر المش ــعة‪ .‬وب ــدأت تظه ــر‬
‫عليه ــا أع ــراض مرضي ــة تمثل ــت بطني ــن مزم ــن‬
‫بـــاألذن‪ ،‬دوار‪ ،‬حمـــى منخفضـــة الدرجـــة‪،‬‬
‫وفقـــدان بصـــر تدريجـــي‪.‬‬
‫وأصيبـــت مـــاري بمـــرض فقـــر الـــدم‬
‫الالتنســـجي الـــذي كان نتيجـــة المســـتويات‬
‫العاليـــة مـــن اإلشـــعاع الـــذي تعرضـــت لـــه‬
‫لســـنوات عديـــدة‪ ،‬وتوفيـــت فـــي ‪ 4‬يوليـــو‬
‫مـــن العـــام ‪ ،1934‬ولتطـــوى بذلـــك صفحـــة‬
‫صاحبـــة إنجـــازات علميـــة أســـهمت فـــي‬
‫تحســـين حيـــاة البشـــر‪.‬‬

‫ومضات ‪ -‬السنة الرابعة ‪ -‬العدد السابع واألربعون‬


‫‪32‬‬
‫منحت نوبل في العام ‪1964‬‬

‫البريطانية دوروثي هودجكن‪..‬‬


‫شغف استثنائي بالكيمياء‬
‫ومضات ‪ -‬جورج فهمي‪:‬‬
‫حصلــت عالمــة الكيميــاء الحيويــة البريطانيــة دوروثــي‬
‫كراوف ــوت هودجك ــن عل ــى جائ ــزة نوب ــل ف ــي الكيمي ــاء ع ــام‬
‫‪ ،1964‬وذل ــك لدوره ــا ف ــي تطوي ــر تقني ــات التصوي ــر‬
‫الفوتوغراف ــي باس ــتخدام أش ــعة إك ــس الكتش ــاف التركي ــب‬
‫الجزيئ ــي لعش ــرات المركب ــات العضوي ــة البلوري ــة بم ــا ف ــي‬
‫ذل ــك البنس ــلين‪.‬‬

‫اســـتفادت دوروثـــي مـــن إســـهامات عشـــرات العلمـــاء‬


‫الذي ــن س ــبقوها ف ــي ه ــذا المج ــال لتطوي ــر تقني ــة جدي ــدة‬
‫لتحديـــد التركيـــب الجزيئـــي للمركبـــات العضويـــة عبـــر‬
‫التق ــاط ص ــور بأش ــعة إك ــس لحج ــم الجزيئ ــات‪ ،‬ومقارن ــة‬
‫مواضــع االنكســار الضوئــي لألشــعة مــع المواضــع األصليــة‬
‫للجزيئ ــات لرس ــم البني ــان الجزئ ــي للمركب ــات‪.‬‬
‫ونجحـــت دوروثـــي فـــي اســـتخدام هـــذه التقنيـــة فـــي‬
‫تحديـــد التركيـــب البلـــوري لعـــدد كبيـــر مـــن المركبـــات‬
‫المهم ــة‪ ،‬بم ــا فيه ــا «فيتامي ــن ب ــي‪ »12-‬ال ــذي يع ــد األعق ــد‬
‫دوروثي هودجكن ( ‪)1994 -1910‬‬
‫تركيبي ـاً م ــن بي ــن مجموع ــات الفيتامين ــات المختلف ــة‪ ،‬وق ــد‬
‫كان لهــذا االكتشــاف دور مهــم فــي التصنيــع واســع النطــاق‬
‫األس ــلحة النووي ــة والح ــرب ف ــي فيتن ــام‪.‬‬ ‫للفيتاميـــن الـــذي يســـتخدم فـــي عـــاج مـــرض األنيميـــا‬
‫الح ــادة‪.‬‬
‫مشكالت صحية‬ ‫وطـــورت دوروثـــي تقنيـــة دراســـة البلـــورات باألشـــعة‬
‫وأصيبـــت دوروثـــي فـــي مرحلـــة مبكـــرة مـــن عمرهـــا‬ ‫الس ــينية‪ ،‬وه ــي طريق ــة تس ــتخدم لتحدي ــد هي ــاكل ثالثي ــة‬
‫بمـــرض الروماتويـــد مـــا جعلهـــا عاجـــزة عـــن تحريـــك‬ ‫األبعـــاد مـــن الجزيئـــات الحيويـــة‪ .‬وفـــي مقدمتهـــا بنيـــة‬
‫أصابعهــا‪ ،‬وفــي مرحلــة الحقــة أصيبــت بتمــزق فــي عظــام‬ ‫البنســـلين التـــي كانـــت عبـــارة عـــن فرضيـــات للعالميـــن‬
‫الخصــر مــا جعلهــا غيــر قــادرة علــى المشــي‪ ،‬ولكــن رغــم‬ ‫إرنس ــت تش ــين وإدوارد إبراه ــام‪ ،‬وهيكيل ــة «فيتامي ــن ب ــي‪-‬‬
‫المش ــكالت الصحي ــة العدي ــدة الت ــي عان ــت منه ــا دوروث ــي‪،‬‬ ‫‪ »12‬مــا جعلهــا تُصبــح ثالــث امــرأة تفــوز بجائــزة نوبــل فــي‬
‫إال أنهــا لــم تســمح آلالمهــا بــأن تكــون عائقـاً أمــام مواصلــة‬ ‫الكيميـــاء‪.‬‬
‫مس ــيرتها العلمي ــة‪.‬‬ ‫ورغ ــم أن اهتمام ــات دوروث ــي كان ــت منصب ــة باألس ــاس‬
‫وف ــي الع ــام ‪ ،1969‬بع ــد ‪ 35‬عامـ ـاً م ــن العم ــل وبع ــد‬ ‫علـــى االكتشـــافات العلميـــة‪ ،‬إال أن ذلـــك لـــم يمنعهـــا مـــن‬
‫خم ــس س ــنوات م ــن حصوله ــا عل ــى جائ ــزة نوب ــل‪ ،‬تمكن ــت‬ ‫أن يكـــون لهـــا موقـــف أخالقـــي مـــن القضايـــا السياســـية‬
‫مـــن فـــك رمـــوز هيـــكل األنســـولين‪ .‬وأصبحـــت تقنيـــة‬ ‫والدوليـــة المهمـــة فـــي وقتهـــا‪ ،‬وبصفـــة خاصـــة انتشـــار‬

‫ومضات ‪ -‬السنة الرابعة ‪ -‬العدد السابع واألربعون‬


‫‪34‬‬
‫دراســـة البلـــورات باألشـــعة الســـينية أداة تســـتخدم علـــى‬
‫نطــاق واســع‪ ،‬وأصبحــت الحق ـاً هــذه التقنيــة حاســمة فــي‬
‫تحدي ــد هي ــاكل العدي ــد م ــن الجزيئ ــات البيولوجي ــة؛ حي ــث‬
‫إن معرفته ــا أم ــر بال ــغ األهمي ــة لفهمه ــا‪.‬‬
‫وتتمثـــل اكتشـــافاتها فـــي اســـتخدام تقنيـــات األشـــعة‬
‫الســـينية لبنيـــة جزيئـــات حيويـــة مهمـــة منهـــا الپنســـلين‬
‫(‪ ،)1946‬ڤيتامي ــن ب ــي‪ ،)1956( 12-‬وهرم ــون البروتي ــن‬
‫إنس ــولين (‪ .)1969‬كم ــا تضمن ــت إنجازاته ــا تطوي ــر ط ــرق‬
‫جعل ــت تحدي ــد البن ــى الجزيئي ــة ممكنـ ـاً‪.‬‬

‫النشأة والشغف‬
‫روعـــة علـــم الكيميـــاء‪ ،‬عندمـــا أهداهـــا صديـــق كيميائـــي‬ ‫ولـــدت دوروثـــي فـــي مدينـــة القاهـــرة بمصـــر فـــي‬
‫لوالده ــا مجموع ــة أدوات كيميائي ــة الختب ــار المع ــادن‪.‬‬ ‫‪ 12‬مايـــو ‪1910‬؛ حيـــث كان يعمـــل والدهـــا جـــون وينتـــر‬
‫ورغـــم أن عائلـــة دوروثـــي ليســـت صاحبـــة ســـجل‬ ‫كراوفــووت فــي مجــال التعليــم فــي مصــر‪ ،‬فيمــا كانــت أمهــا‬
‫فـــي اإلنجـــازات العلميـــة‪ ،‬إال أن أمهـــا حرصـــت علـــى أن‬ ‫مـــاري هـــود خبيـــرة فـــي المنســـوجات األثريـــة القديمـــة‪،‬‬
‫تنم ــي لديه ــا حبه ــا للكيمي ــاء‪ ،‬ونجح ــت األم بالفع ــل ف ــي‬ ‫وكانـــت دوروثـــي األخـــت الكبـــرى ألربـــع بنـــات‪.‬‬
‫تغيي ــر مس ــار حي ــاة ابنته ــا؛ عندم ــا أهدته ــا مجموع ــة كت ــب‬ ‫عاش ــت دوروث ــي أول أرب ــع س ــنوات م ــن عمره ــا م ــع‬
‫للكيميائـــي الشـــهير ويليـــام هنـــري عـــن طبيعـــة األشـــياء‬ ‫الجاليــة اإلنجليزيــة فــي مصــر‪ ،‬وكانــت تذهــب إلــى إنجلتــرا‬
‫والحـــرف القديمـــة والمعـــارف الجديـــدة‪ ،‬وكانـــت هـــذه‬ ‫فق ــط لع ــدة أش ــهر ف ــي الس ــنة‪ ،‬وعاش ــت الح ــرب العالمي ــة‬
‫الكت ــب بمثاب ــة بواب ــة العب ــور الت ــي نف ــذت منه ــا دوروث ــي‬ ‫األول ــى ف ــي إنجلت ــرا‪ ،‬وكان ــت تتنق ــل بي ــن عائل ــة والديه ــا‬
‫إلـــى عالـــم الكيميـــاء‪.‬‬ ‫وبي ــن األصدق ــاء‪ ،‬ولكنه ــا كان ــت بعي ــدة ع ــن والديه ــا‪.‬‬
‫ورغـــم أن دوروثـــي تخرجـــت فـــي جامعـــة أكســـفورد‬ ‫وعندم ــا اندلع ــت الح ــرب العالمي ــة األول ــى ف ــي ع ــام‬
‫بتقديـــر جيـــد‪ ،‬إال أنهـــا وجـــدت صعوبـــة كامـــرأة فـــي‬ ‫‪ ،1914‬رحل ــت دوروث ــي وأخواته ــا األرب ــع إل ــى بريطاني ــا؛‬
‫الحص ــول عل ــى عم ــل‪ ،‬ولك ــن الس ــير ج ــي‬ ‫حي ــث بقي ــت هن ــاك حت ــى توفي ــت ف ــي مدين ــة شيبس ــتون‬
‫حصلت على جائزة‬ ‫برن ــال م ــن جامع ــة كامبري ــدج‪ ،‬وه ــو رائ ــد‬ ‫ف ــي ‪ 12‬ماي ــو ع ــام ‪.1994‬‬
‫نوبل في الكيمياء‬ ‫مـــن رواد البيولوجيـــا الجزيئيـــة‪ ،‬منحهـــا‬ ‫وأظهـــرت دوروثـــي منـــذ نعومـــة أظافرهـــا اهتمامـــاً‬
‫فرصـــة‪.‬‬ ‫اســتثنائياً بالكيميــاء‪ ،‬وكانــت تصــر علــى أن تحضــر دروس‬
‫وعندم ــا حصل ــت دوروث ــي عل ــى درج ــة لتطوير تقنية التصوير‬
‫الكيميــاء فــي المدرســة التــي كانــت محصــورة علــى الذكــور‬
‫الدكتـــوراه مـــن جامعـــة كامبريـــدج عـــادت الفوتوغرافي باألشعة‬ ‫فق ــط ف ــي ذل ــك الوق ــت‪.‬‬
‫السينية‬ ‫إلـــى جامعـــة أكســـفورد فـــي عـــام ‪،1934‬‬ ‫وانفتحــت عيناهــا فــي مرحلــة مبكــرة مــن حياتهــا علــى‬
‫ونجحـــت فـــي التوصـــل إلـــى العديـــد مـــن االكتشـــافات‬
‫المهمـــة فـــي مجـــال البيولوجيـــا الجزيئيـــة‪.‬‬

‫وسام االستحقاق‬
‫حصلـــت دوروثـــي علـــى عضويـــة العديـــد مـــن‬
‫األكاديميـــات العلميـــة المرموقـــة؛ مـــن بينهـــا الجمعيـــة‬
‫الملكي ــة واألكاديمي ــة األلماني ــة للعل ــوم وأكاديمي ــة العل ــوم‬
‫ف ــي االتح ــاد الس ــوفياتي‪ ،‬واألكاديمي ــة األميركي ــة للفن ــون‬
‫والعلــوم واألكاديميــة الروســية للعلــوم‪ ،‬واألكاديميــة الملكيــة‬
‫الهولنديـــة للفنـــون والعلـــوم‪.‬‬
‫ونال ــت جائ ــزة نوب ــل ف ــي الكيمي ــاء لس ــنة ‪ 1964‬عل ــى‬
‫أعماله ــا ف ــي مج ــال التبل ــور‪ ،‬وعل ــى ميدالي ــة كوبل ــي س ــنة‬
‫‪ .1976‬ف ــي س ــنة ‪ 1965‬حصل ــت عل ــى وس ــام االس ــتحقاق‬
‫خلفــاً لونس ــتون تشرش ــل‪.‬‬

‫‪35‬‬ ‫مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة‬


‫اكتشاف الفائزين بنوبل الكيمياء ‪2017‬‬
‫قد يحدث ثورة في عالج األمراض‬

‫عصر جديد من الكيمياء الحيوية‬


‫المول ــد مجه ــراً إلكترونيـ ـاً إلنت ــاج ص ــور ثالثي ــة األبع ــاد‬ ‫ومضات ‪ -‬أحمد حسن‪:‬‬
‫لبروتيـــن‪ ،‬وذلـــك إلظهـــار إمكانيـــات هـــذه التكنولوجيـــا‪.‬‬ ‫أعلن ــت األكاديمي ــة الملكي ــة الس ــويدية للعل ــوم‪ ،‬أكتوب ــر‬
‫وعمـــل علـــى تطويـــر هـــذه التقنيـــة فرانـــك األلمانـــي‬ ‫الماض ــي‪ ،‬ف ــوز العلم ــاء ج ــاك دوبوش ــيه‪ ،‬يواخي ــم فران ــك‪،‬‬
‫المولـــد‪ ،‬بينمـــا اســـتخدم السويســـري دوبوشـــيه مياهـــاً‬ ‫وريتش ــارد هندرس ــون‪ ،‬بجائ ــزة نوب ــل ف ــي الكيمي ــاء لع ــام‬
‫ت ــم تجميده ــا س ــريعاً للحف ــاظ عل ــى الش ــكل الطبيع ــي‬ ‫‪ ،2017‬تقدي ــر ًا لجهوده ــم ف ــي تطوي ــر تقني ــة الدراس ــات‬
‫للجزيئـــات الحيويـــة‪.‬‬ ‫المجهري ــة اإللكتروني ــة‪ ،‬به ــدف تبس ــيط وتحس ــين تصوي ــر‬
‫الجزيئ ــات الحيوي ــة‪.‬‬
‫وقالـــت ســـارة ســـنوجيروب لينـــز‪ ،‬أســـتاذة الكيميـــاء‬
‫الفيزيائيــة فــي جامعــة لونــد فــي الســويد‪ ،‬التــي ترأســت‬
‫لجن ــة جائ ــزة الكيمي ــاء‪« :‬قريب ـاً ل ــن يك ــون هن ــاك المزي ــد‬ ‫أت ــاح ه ــذا الن ــوع م ــن الفح ــوص المجهري ــة للعلم ــاء‬
‫مـــن األســـرار‪ .‬اآلن يمكننـــا أن نـــرى تفاصيـــل معقـــدة‬ ‫اس ــتكمال بح ــوث س ــابقة وتوفي ــر ص ــور ل ــكل ش ــيء م ــن‬
‫م ــن الجزيئ ــات الحيوي ــة ف ــي كل رك ــن م ــن خاليان ــا‪ ،‬ف ــي‬ ‫البروتين ــات الت ــي تس ــبب مقاوم ــة للمض ــادات الحيوي ــة‬
‫كل قط ــرة م ــن س ــوائل الجس ــم لدين ــا»‪ .‬وق ــال الدكت ــور‬ ‫إلـــى ســـطح فيـــروس زيـــكا‪ .‬وقالـــت األكاديميـــة فـــي‬
‫هندرس ــون خ ــال مؤتم ــر صحف ــي ف ــي كامبري ــدج إن ــه‬ ‫بيـــان إعـــان الجائـــزة وقيمتهـــا تســـعة مالييـــن كرونـــة‬
‫كان س ــعيداً بتش ــارك الجائ ــزة‪ .‬وكان ف ــي مؤتم ــر يس ــتمع‬ ‫ســـويدية (‪ 1.1‬مليـــون دوالر) «نقلـــت هـــذه الوســـيلة‬
‫إل ــى حدي ــث عندم ــا اتصل ــت ب ــه األكاديمي ــة الس ــويدية‬ ‫الكيميـــاء الحيويـــة إلـــى عصـــر جديـــد»‪ .‬وقـــال البيـــان‬
‫للعلـــوم‪ ،‬التـــي تديـــر الجوائـــز‪ .‬وقـــال‪« :‬لقـــد رفضـــت‬ ‫«يمك ــن للباحثي ــن اآلن تجمي ــد الجزيئ ــات الحيوي ــة أثن ــاء‬
‫المكالم ــة الهاتفي ــة بداي ــة‪ .‬ث ــم رن الهات ــف م ــرة أخ ــرى»‪.‬‬ ‫الحركــة وتصــور العمليــات التــي لــم يروهــا مــن قبــل علــى‬
‫كمـــا اعتـــرف بعمـــل اآلخريـــن الذيـــن ســـاهموا فـــي‬ ‫اإلط ــاق‪ ،‬وه ــو أم ــر مه ــم للغاي ــة لفه ــم كيمي ــاء الحي ــاة‬
‫تطوي ــر التقني ــة‪ .‬وق ــال الدكت ــور هندرس ــون‪« :‬أعتق ــد أن‬ ‫وتطويـــر األدويـــة»‪ .‬واســـتخدم هندرســـون االســـكتلندي‬

‫ومضات ‪ -‬السنة الرابعة ‪ -‬العدد السابع واألربعون‬


‫‪36‬‬
‫الشـــعور العـــام هـــو أن ثالثـــة مـــن‬
‫جاك دوبوشيه‬ ‫الذيـــن حصلـــوا علـــى الجائـــزة هـــم‬
‫عالم سويسري فى مجال الفيزياء الحيوية‪ ،‬ولد في ‪ 8‬يونيو ‪.1942‬‬ ‫م ــن يتصرف ــون نياب ــة ع ــن المي ــدان‬
‫موظف سابق في إمبل هايدلبرج وأستاذ في جامعة لوزان‪ ،‬خالل حياته‬ ‫بأكملـــه»‪ .‬وأضـــاف‪« :‬إنهـــا جهـــود‬
‫المهنية قام بتطوير تقنيات في المجهر االلكتروني التصوير المقطعي‬ ‫عالميـــة أتـــت للتـــو ثمارهـــا»‪.‬‬
‫بالكرتون اإللكتروني والمجهر اإللكتروني من األقسام الزجاجية‪ ،‬وتستخدم‬
‫هذه التقنيات لتصوير الهياكل البيولوجية الفردية مثل المجمعات البروتينية‬ ‫تلقـــى الدكتـــور فرانـــك مكالمـــة‬
‫جاك دوبوشيه‬
‫أو جسيمات الفيروس‪ .‬حصل على العديد من الجوائز البارزة منها جائزة‬ ‫هاتفي ــة ف ــي الس ــاعة ‪ 5:18‬صباحــاً‬
‫لينارت فيليبسون إمبل‪.‬‬ ‫بتوقيــت نيويــورك‪ .‬وقــال إن كلبــه كان‬
‫ينب ــح ف ــي وق ــت مبك ــر م ــن الصب ــاح‪،‬‬
‫ويوقظـــه وزوجتـــه‪ .‬وقـــال‪« :‬هـــذه‬
‫يواخيم فرانك‬ ‫الم ــرة ل ــم يك ــن الكل ــب»‪.‬‬
‫هو عالم ألماني متخصص في الفيزياء الحيوية‪ .‬ولد في ‪ 12‬سبتمبر‬
‫‪ .1940‬ويعمل في الواليات المتحدة في جامعة كولومبيا‪ .‬يعتبر مؤسس‬ ‫لماذا فازوا؟‬
‫المجهر اإللكتروني فائق البرودة وحيد الجسيمات‪ ،‬والذي من أجله فاز بجائزة‬ ‫إن معرفـــة شـــكل البروتينـــات‬
‫نوبل في الكيمياء ‪ 2017‬بالمشاركة مع جاك دوبوشيه وريتشارد هندرسون‪.‬‬ ‫والجزيئـــات البيولوجيـــة األخـــرى‬
‫كذلك قدم إسهامات بارزة في بنية ووظيفة ريبوسوم البكتيريا وحقيقيات‬ ‫أم ــر بال ــغ األهمي ــة لفه ــم وظائفه ــا‪.‬‬
‫النوى‪ .‬له العديد من المؤلفات واألبحاث العلمية‪ .‬كما أنه حاصل على العديد‬ ‫فتركيـــب الفيـــروس‪ ،‬علـــى ســـبيل‬
‫من الجوائز المهمة منها‪ :‬ميدالية بنجامين فرانكلين في علوم الحياة بمعهد‬ ‫المثـــال‪ ،‬يعطـــي أدلـــة أساســـية‬
‫يواخيم فرانك‬
‫فرانكلين ‪ ،2014‬وجائزة وايلي في العلوم الطبية الحيوية ‪.2017‬‬ ‫لكيفيـــة غـــزوه الخليـــة‪ .‬علـــى مـــدى‬
‫عقـــود‪ ،‬كانـــت الطريقـــة الرئيســـة‬
‫لدراســـة تركيـــب البروتيـــن هـــو‬
‫تكدي ــس نس ــخ كثي ــرة م ــن البروتي ــن ريتشارد هندرسون‬
‫هو عالم أحياء جزيئي اسكتلندي وفيزيائي حيوي‪ ،‬ولد في ‪ 19‬يوليو‬ ‫فـــي البلـــور‪ ،‬ثـــم تتعـــرّف األشـــعة‬
‫‪ .1945‬رائد في مجال المجهر اإللكتروني للجزيئات البيولوجية‪ .‬من أهم‬ ‫الس ــينية عل ــى البل ــور‪ ،‬ويت ــم اس ــتنتاج‬
‫ال‬
‫الجوائز التى حصدها‪ :‬جائزة ويليام بيت هاردي ‪ ،1978‬وانتخب زمي ً‬ ‫شـــكل البروتيـــن باســـتخدام أنمـــاط‬
‫للجمعية الملكية ‪ ،1983‬ومنح في ‪ 1984‬ميدالية السير هانز كريبس من‬ ‫انعكاس ــات األش ــعة الس ــينية‪ .‬ولك ــن‬
‫قبل اتحاد الجمعيات البيوكيميائية األوروبية‪ ،‬وفي ‪ 1998‬انتخب معاوناً‬ ‫العديـــد مـــن البروتينـــات‪ ،‬وخاصـــة‬
‫أجنبياً في األكاديمية الوطنية األميركية للعلوم‪ ،‬ومنح جائزة إرنست روسكا‬ ‫تلـــك التـــي تنـــدرج فـــي األغشـــية‬
‫للمجهر اإللكتروني في ‪ ،1981‬وفي ‪ 1993‬منح جائزة لويس جيانتيت‬ ‫الخارجيـــة للخاليـــا مرنـــة جـــداً‬
‫ريتشارد هندرسون‬
‫للطب‪ ،‬وحصل على جائزة غريغوري أمينوف مع نايجل أونوين في ‪،1999‬‬ ‫أو مختلـــة لبلورتهـــا‪ .‬بـــدأ الدكتـــور‬
‫وأصبح في ‪ 2003‬زميل كلية كوربوس كريستي كامبريدج‪ ،‬وفي ‪2006‬‬ ‫هندرس ــون حيات ــه المهني ــة كمخت ــص‬
‫أصبح عضو الجمعية البيوفيزيائية البريطانية‪ ،‬ونال في ‪ 2005‬جائزة‬ ‫فـــي التصويـــر البلـــوري لألشـــعة‬
‫العلماء المتميزين‪ ،‬وفي ‪ 2016‬مُنح ميدالية كوبلي للجمعية الملكية‪ ،‬وفي‬ ‫الس ــينية‪ ،‬ولكن ــه م ــع تعث ــره بالقي ــود‪،‬‬
‫السنة ذاتها نال جائزة الكسندر هولندر في الفيزياء الحيوية‪.‬‬ ‫تح ــول إل ــى اس ــتخدام أداة مختلف ــة‪:‬‬
‫المجهـــر اإللكترونـــي‪ .‬المجاهـــر‬
‫وزمــاؤه يرغبــون فــي دراســته يشــكل جــزءاً ال يتجــزأ مــن‬ ‫اإللكترونيـــة‪ ،‬التـــي تـــم اختراعهـــا‬
‫أغشــية الخليــة مــن الكائــن الحــي الضوئــي‪ ،‬واســتخدموا‬ ‫فـــي عـــام ‪ ،1931‬تســـتخدم شـــعاعاً مـــن اإللكترونـــات‬
‫ط ــاء م ــن محل ــول الجلوك ــوز لمنع ــه م ــن الجف ــاف‪ .‬كم ــا‬ ‫إلنت ــاج الص ــور بدق ــة أكث ــر مم ــا ه ــو ممك ــن م ــع المجه ــر‬
‫أنه ــم رفض ــوا شـــدة ش ــعاع اإللكت ــرون‪ ،‬واس ــتفادوا مـــن‬ ‫التقليــدي‪ .‬ولكنهــا تعمــل فــي فــراغ‪ ،‬حيــث تجــف العينــات‬
‫الترتي ــب المنتظ ــم للبروتين ــات ف ــي الغش ــاء‪ .‬وق ــد س ــمح‬ ‫البيولوجيـــة فيهـــا‪ .‬كمـــا أضـــر قصـــف اإللكترونـــات‬
‫ذل ــك للدكت ــور هندرس ــون‪ ،‬ف ــي ع ــام ‪ ،1975‬بإع ــادة بن ــاء‬ ‫بالجزيئـــات‪.‬‬
‫ش ــكل البروتي ــن م ــن تش ــتت اإللكترون ــات‪ ،‬وه ــو تقريبـ ـاً‬
‫نف ــس التحلي ــل الرياض ــي ال ــذي اس ــتخدمه ف ــي التصوي ــر‬ ‫كان البروتيــن المحــدد الــذي كان الدكتــور هندرســون‬

‫‪37‬‬ ‫مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة‬


‫عـــادة تتجمـــع فـــي شـــكل بلـــوري‪ ،‬وإلقـــاء اإللكترونـــات‬
‫م ــن بل ــورات الجلي ــد ف ــي العين ــة المجم ــدة أس ــفر ع ــن‬
‫صـــور عديمـــة الفائـــدة‪ .‬للتغلـــب علـــى هـــذه المشـــكلة‪،‬‬
‫وضـــع الدكتـــور دوبوشـــيه العينـــات فـــي ســـائل اإليثـــان‬
‫ذي النيتروجي ــن المب ــرد‪ .‬ف ــي درج ــة ‪ 196‬تح ــت المئ ــة‪،‬‬
‫تجم ــدت طبق ــة رقيق ــة ج ــداً م ــن جزيئ ــات الم ــاء بس ــرعة‬
‫كبي ــرة للغاي ــة‪ ،‬بحي ــث ل ــم يك ــن لديه ــم الوق ــت ليصطف ــوا‬ ‫البلـــوري باألشـــعة الســـينية‪ .‬بالنســـبة‬
‫ف ــي بل ــورات‪ ،‬وتصلب ــوا ف ــي هي ــكل يش ــبه الزج ــاج‪ .‬وه ــذا‬ ‫لمعظـــم البروتينـــات‪ ،‬ال يمكـــن للعلمـــاء‬
‫مك ــن تقني ــة المجه ــر اإللكترون ــي م ــن ع ــرض الجزيئ ــات‬ ‫االعتمـــاد علـــى بروتيـــن مضمـــن فـــي نمـــط‬
‫المتضمنـــة بـــدالً مـــن الجليـــد‪ .‬والتقـــدم فـــي أجهـــزة‬ ‫منتظ ــم‪ ،‬وكله ــا موجه ــة ف ــي نف ــس االتج ــاه‪.‬‬
‫الكش ــف ع ــن المجاه ــر اإللكتروني ــة يوف ــر اآلن م ــا يكف ــي‬
‫م ــن الوض ــوح لتحدي ــد كل ذرة ف ــي الجزيئ ــات‪ .‬البروتي ــن‬ ‫فـــي الســـبعينيات والثمانينيـــات‪ ،‬جـــاء الدكتـــور‬
‫المتعف ــن ال ــذي ص ــوره الدكت ــور هندرس ــون أساسـ ـاً ف ــي‬ ‫فرانـــك مـــع التقـــدم التالـــي الـــذي كرمتـــه عليـــه لجنـــة‬
‫ع ــام ‪ 1975‬يمك ــن اآلن دراس ــته عل ــى وج ــه التحدي ــد‪.‬‬ ‫نوبـــل‪ .‬ســـجل صـــور اآلالف أو المالييـــن مـــن النســـخ‬
‫م ــن البروتي ــن ف ــي الم ــرة الواح ــدة‪ ،‬وه ــي متناث ــرة ف ــي‬
‫أهمية عملهم‬ ‫توجه ــات عش ــوائية‪ .‬وق ــال الدكت ــور فران ــك ف ــي مقابل ــة‪:‬‬
‫ســبق وأن دفعــت هــذه التقنيــة بعــض التقــدم العلمــي‪.‬‬ ‫«بع ــد ذل ــك لدي ــك فرص ــة اللتق ــاط كل التوقع ــات الت ــي‬
‫وف ــي الع ــام ‪ ،2016‬كان العلم ــاء قادري ــن عل ــى اس ــتخدام‬ ‫تحت ــاج إليه ــا»‪ .‬مضيف ـاً‪« :‬المش ــكلة الوحي ــدة ه ــي معرف ــة‬
‫المجه ــر اإللكترون ــي فائ ــق الب ــرودة لتحلي ــل بني ــة في ــروس‬ ‫اتجـــاه الجزيئـــات‪ .‬هـــذا هـــو الجـــزء الصعـــب»‪ .‬وجمـــع‬
‫زي ــكا‪ .‬وق ــال ماي ــكل روس ــمان‪ ،‬أس ــتاذ العل ــوم البيولوجي ــة‬ ‫حاس ــوب بي ــن ص ــور متش ــابهة ‪ -‬البروتين ــات الت ــي كان ــت‬
‫ف ــي جامع ــة ب ــوردو ف ــي والي ــة إنديان ــا ال ــذي ق ــاد فري ــق‬ ‫فـــي اتجاهـــات مماثلـــة ‪ -‬فـــي كيفيـــة ترتيبهـــا ودمجهـــا‬
‫البحـــث الـــذي أنتـــج بنيـــة زيـــكا‪« :‬لـــم يكـــن بوســـعناً‬ ‫إلنتـــاج نتيجـــة أكثـــر وضوحـــاً‪ .‬وعرضـــت العديـــد مـــن‬
‫أب ــداً أن نفع ــل ذل ــك م ــع البل ــورات م ــن تلق ــاء نفس ــها»‪.‬‬ ‫التوجه ــات أساسـ ـاً وجه ــات النظ ــر لنف ــس الج ــزيء م ــن‬
‫وق ــال إن ــه وزم ــاءه ق ــد ح ــددوا مواق ــع عل ــى الفي ــروس؛‬ ‫زواي ــا مختلف ــة‪ .‬وكان أيضــاً ق ــادراً عل ــى وض ــع األش ــكال‬
‫حيـــث يمكنهـــم إرفـــاق أجســـام مضـــادة وتعطيـــل زيـــكا‪.‬‬ ‫ثالثيـــة األبعـــاد معـــاً‪.‬‬
‫وهـــذا يمكـــن أن يـــؤدي إلـــى تطويـــر األدويـــة المضـــادة‬
‫للفيروس ــات‪ .‬ت ــم اس ــتخدام نف ــس التقني ــة لمعرف ــة بني ــة‬ ‫الدكتـــور دوبوشـــيه‪ ،‬مـــن جامعـــة لـــوزان‪ ،‬سويســـرا‪،‬‬
‫البروتين ــات المش ــاركة م ــع إيقاع ــات مكـ ـرّرة باس ــتمرار‪،‬‬ ‫اخت ــرع ج ــزء «التبري ــد» م ــن المجه ــر اإللكترون ــي فائ ــق‬
‫وتـــم االعتـــراف بذلـــك التقـــدم‪ ،‬مـــع جائـــزة نوبـــل فـــي‬ ‫الب ــرودة‪ .‬وق ــال الدكت ــور هندرس ــون‪« :‬إن ــه األب الحقيق ــي‬
‫الطـــب لعـــام ‪.2017‬‬ ‫له ــذا الحق ــل»‪ .‬كم ــا أن تضمي ــن الجزيئ ــات ف ــي الجلي ــد‬
‫يحميهــا مــن الجفــاف‪ .‬ولكــن فــي الجليــد‪ ،‬جزيئــات المــاء‬
‫يمك ــن لع ــدد قلي ــل فق ــط م ــن المؤسس ــات أن تق ــوم‬
‫باســـتخدام المجهـــر اإللكترونـــي فائـــق‬
‫البـــرودة‪ ،‬وذلـــك ألنـــه يكلـــف المالييـــن‬
‫م ــن ال ــدوالرات‪ .‬الدكت ــور هندرس ــون ش ـبّه‬
‫تقنيـــة تسلســـل الحمـــض النـــووي ذات‬
‫م ــرة بالش ــاقة والمكلف ــة‪ ،‬واآلن أصبح ــت‬
‫شـــائعة وبأســـعار معقولـــة ‪ .‬ويتصـــور أن‬
‫الشـــيء نفســـه يحـــدث لعلمـــاء األحيـــاء‬
‫الراغبيـــن فـــي معرفـــة بنيـــة البروتيـــن‪،‬‬
‫قائ ــاً ‪« .:‬ترس ــله ف ــي فت ــرة العش ــاء‪ ،‬وف ــي‬
‫صبـــاح اليـــوم التالـــي يمكنـــك الحصـــول‬
‫علـــى البنيـــة مـــرة أخـــرى عـــن طريـــق‬
‫البريـــد اإللكترونـــي»‪.‬‬ ‫العلماء الثالثة (يسار) مع لجنة نوبل‬

‫ومضات ‪ -‬السنة الرابعة ‪ -‬العدد السابع واألربعون‬


‫‪38‬‬
‫أحدث إصدارات مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة‬

‫قوة القيادة اإليجابية‬


‫كيف يغ ّير القادة اإليجابيون المؤسسات والعالم‬
‫يرى المؤلف جون جوردن في عمله هذا أننا لسنا إيجابيين ألن الحياة‬
‫سهلة‪ ،‬نحن إيجابيون ألن الحياة يمكن أن تكون صعبة‪ .‬كقائد‪ ،‬سوف تواجه‬
‫العديد من العقبات والجوانب السلبية‪ ،‬واالختبارات‪ .‬ويضيف‪« :‬القيادة‬
‫اإليجابية ليست حول اإليجابية المزيّفة‪ .‬إنها األشياء الحقيقية التي تجعل من‬
‫القادة العظماء عظماء»‪« ،‬كونك قائداً إيجابياً ليس مجرد وسيلة لطيفة وسهلة‬
‫للقيادة‪ ،‬بل اإليجابية وسيلة للقيادة إذا كنت ترغب في بناء ثقافة رائعة‪ ،‬وتعمل‬
‫على توحيد مؤسستك في مواجهة الشدائد‪ ،‬وتطوّر فريقاً متماسكاً وملتزماً‪،‬‬
‫ذاكرة بال حدود‬ ‫وتحقّق التميز والنتائج المتفوقة»‪.‬‬
‫أساليب جديدة لتعلم‬ ‫أجرى جوردن في عمله مقابالت مع‬
‫أسرع وإنتاجية أروع‬ ‫بعض من أعظم قادة عصرنا‪ ،‬وأجرى‬
‫دراسات على العديد من القادة اإليجابيين‬
‫يرى الكاتب كيفين هورسلي في كتابه هذا‬ ‫بهدف اكتشاف مساراتهم للنجاح‪ .‬في‬
‫أن الطريقة الوحيدة لتحسين أداء الذاكرة هي‬ ‫هذا الكتاب الرائد يشارك جون جوردن‬
‫التخلص من أي شيء يحول بينك وبين التذكّر‬ ‫ال حول‬‫ما تعلمه‪ ،‬ويقدّم للقراء رأياً شام ً‬
‫ومعايشة اللحظة‪ ،‬وال بد لك من تخطي كل‬ ‫القيادة اإليجابية المملوءة بالمبادئ السامية‪،‬‬
‫العراقيل التي تحول بينك وبين تذكّر كل ما تريد‪.‬‬ ‫والقصص المقنعة‪ ،‬واألفكار والممارسات‬
‫وعن مسألة التركيز يقول‪« :‬عندما تعتقد وتعمل‬ ‫العملية التي من شأنها أن تساعد أي شخص‬
‫على أساس أن ذاكرتك ضعيفة‪ ،‬فسوف تتصرّف‬ ‫كي يتحول إلى قائد إيجابي»‪.‬‬
‫وتفكّر دائماً على هذا األساس‪ ،‬ألن الطاقة‬
‫تتدفق في االتجاه الذي نركّز عليه تفكيرنا»‪،‬‬
‫مشيراً إلى أن كل فكرة تخطر بالبال هي فكرة‬ ‫الطريق إلى بناء شخصية إنسانية‬
‫مؤثرة وقادرة على البناء أو الهدم‪ .‬وكل فكرة تقر‬ ‫ال في تنمية‬
‫يرى ديفيد بروكس في كتابه هذا أن كل امرئ منا يقضي وقتاً طوي ً‬
‫بصحتها تترسخ في أذهاننا حتى تصبح معتقداً‪،‬‬ ‫مهاراته المهنية‪ ،‬لكننا ال نملك أفكاراً واضحة عن المصادر التي نستمد منها‬
‫وكلما تغيّر لدينا معتقد‪ ،‬تغيرت معه عقولنا‬ ‫معنى لحياتنا‪ .‬ومن ثم فإننا نجهل في أي اتجاه ينبغي أن نوجّ ه هذه المهارات‪،‬‬
‫وحياتنا أيضاً‪ ،‬ويقدم أهم طرق تحسين قدرتنا‬ ‫وأي مسار مهني سيكون األفضل لنا على المدى البعيد‪ .‬هناك أمور كثيرة نفعلها‬
‫على التركيز‪ .‬أما عن أساليب الربط يقول‪ :‬إن أي‬ ‫ويستحسنها اآلخرون‪ ،‬بغض النظر عما إذا كانت هذه األفعال تناسبنا أم ال‪،‬‬
‫أسلوب للتعليم والتذكّر يعتمد على إيجاد عالقة‬ ‫كما أننا نتسرّع في إصدار األحكام على اآلخرين‪ ،‬وذلك حين ال نضع في‬
‫بين شيئين أحدهما معروف واآلخر مجهول‪.‬‬ ‫حسباننا سوى قدراتهم الفنية‪ ،‬أو مظاهرهم الخارجية‪ ،‬متناسين‪ ،‬أن‬
‫وفي حالة األسماء‪ ،‬تكون الوجوه معروفة‪ ،‬ومن‬ ‫ننظر ونركز على قيمتهم وقيمهم‪ ،‬وهذا يعني أننا ال نملك استراتيجيات‬
‫ثم يكون عليك الربط بين اسم مجهول ووجه‬ ‫للنمو وبناء شخصياتنا‪ .‬ويشير إلى أَ َّن كل منا يتمتع بالقدرة على‬
‫معروف‪ .‬ويشير في نهاية عمله إلى أن هناك‬ ‫مواجهة نقاط ضعفه وإصالح عيوبه‪ ،‬وفي خضم هذه المواجهة مع‬
‫مجموعة من االستراتيجيات الضرورية للتفكير‬ ‫أنفسنا‪ ،‬تبنى وتنمو وتتبلور شخصياتنا‪ .‬وعندما نتصدى لعيوبنا‬
‫السليم والتعلم وتطوير مهارات تحسين الذاكرة‪،‬‬ ‫ونقاط ضعفنا بنجاح‪ ،‬نحظى بمزيد من الفرص ألداء أدوارنا‪ ،‬وهنا‬
‫فالذاكرة القوية هي القوة الكامنة خلف مهارات‬ ‫يمكن أن نسعى إلى ما هو أعظم من السعادة‪ .‬إذ يمكننا استغالل‬
‫التعلم السريع‪ ،‬والحضور الذهني والنباهة‬ ‫األحداث اليومية لترسيخ الفضيلة في أنفسنا‪ .‬يوفر لنا الكتاب‬
‫وسرعة البديهة والقدرة على التعامل مع العالم‪،‬‬ ‫فرصة إلعادة التفكير في أولوياتنا‪ ،‬والسعي لبناء حياة داخلية‬
‫والتأثير في اآلخرين‪.‬‬ ‫غنية تتميّز بالتواضع والعمق األخالقي‪.‬‬

‫‪39‬‬ ‫مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة‬


‫نظرياته االستثنائية وكتبه العلم ّية‬
‫ترجمت إلى عدة لغات‬

‫حيان‪..‬‬
‫جابر بن ّ‬
‫أبرز علماء الكيمياء في التاريخ‬

‫جهاز التّكليس‬ ‫جهاز التقّطير‬ ‫جهاز التكرير‬

‫يعتبر جابر بن حيّان صاحب الرؤية أو المنهج التجريبي‬ ‫ومضات ‪ -‬هاني أحمد‪:‬‬
‫في علوم الكيمياء‪ ،‬وهذه الصفة لم تطلق عليه اعتباطاً‪ ،‬حيث‬ ‫ال يخل ــو مرج ــع عرب ــي أو أجنب ــي ف ــي عل ــوم الكيمي ــاء‬
‫إنه لم يتوقف عن النظريات واألفكار والمؤلفات‪ ،‬بل ترجم‬ ‫مــن ذكــر العالــم العربــي جابــر بــن ح ّي ــان‪ ،‬الــذي ينســب لــه‬
‫رؤيته ومشروعه الفكري في إعداد تجارب كيميائية أوصلته‬ ‫الفضــل الكبيــر فــي االهتمــام بهــذا العلــم وتطويــره اعتمــاد ًا‬
‫إلى اختراعات كثيرة حققت التقدم والمنفعة للبشرية‪ .‬ينتمي‬ ‫عل ــى العل ــوم التجريبي ــة‪ ،‬ذل ــك أن جمي ــع المراج ــع تتف ــق‬
‫العالم العربي جابر بن حيّان الملقب بأبي موسى إلى عائلة‬ ‫عل ــى أن ــه بح ــق يعتب ــر أب ــا الكيمي ــاء وش ــيخ الكيميائيي ــن‪،‬‬
‫مهتمة بالعلم والدين‪ ،‬ففي حين تشير المصادر إلى أنه ولد‬ ‫وقيــل عنــه أيضـ ًا كيميــاء جابــر لكونــه أول العلمــاء اهتمامـ ًا‬
‫عام ‪ 103‬هـ الموافق لعام ‪721‬م‪ ،‬فقد جرى اختالف حول‬ ‫بالكيمي ــاء ف ــي التاري ــخ‪.‬‬

‫ومضات ‪ -‬السنة الرابعة ‪ -‬العدد السابع واألربعون‬


‫‪40‬‬
‫ذلك إلى تفتق أفكار وتوصله إلى اختراعات‬ ‫مكان والدته‪ ،‬بين من رجّ حها في منطقة الفرات‬
‫واكتشاف بعض العمليات الكيميائية البسيطة‪.‬‬ ‫ببالد العراق‪ ،‬وآخرون قالوا إنه ولد في حران‪ ،‬في‬
‫حين أشار فريق آخر إلى انتمائه لقبيلة «األزد»‬
‫ابتكارات واختراعات‬ ‫العربية التي كانت تعيش في اليمن‪ ،‬ورأي رابع‬
‫من معمله الخاص الذي أنشأه حرص‬ ‫ذكر أنه ولد في طوس بإقليم خراسان‪ .‬عمل والده‬
‫على كتابة وتدوين كافة انطباعاته ومالحظاته‬ ‫في العطارة‪ ،‬ومنها تعلم ابن حيّان هذه المهنة‬
‫البحثية‪ ،‬فعلى سبيل المثال وعبر تجاربه تمكن‬ ‫وشغلها بكل تفاصيلها‪ ،‬غير أنه راح إلى توسيع‬
‫من ابتكار جهاز التقطير الذي يعتبر زجاجياً‬ ‫دائرة اهتماماته؛ حيث تعرّف كل ما يتعلق بعلم‬
‫يعمل على تقنية فصل المواد الكيميائية‬ ‫النباتات واألعشاب والدواء والكيمياء‪ ،‬وطالع‬
‫السائلة عن بعضها البعض لسبب يتعلق‬ ‫معارف الفالسفة ومنها اكتسب مهارات كبيرة‬
‫جهاز األنبيق‬
‫ال عن إدراكه‬ ‫باختالف درجات غليانها‪ ،‬فض ً‬ ‫في أنواع مختلفة من العلوم والطبابة والفلسفة‬
‫مفاهيم التبخّ ر والتكاثف والذوبان‪ .‬ويحسب‬ ‫والكيمياء والفلك‪.‬‬
‫له تحضير العديد من األحماض‪ ،‬منها حمض يعتبر أول من وضع‬
‫األسس لبداية‬ ‫األسيتيك المستخلص من الخل والطرطريك‬ ‫الكيمياء الحديثة‬
‫الكيمياء الحديثة‬ ‫من فضالة الخمر‪ ،‬والستريك من الفواكه غير‬ ‫استثنائيته تكمن في إلمامه بعلوم متنوعة شكلت مرجعاً‬
‫الناضجة‪ ،‬وهذه األخيرة أدت إلى تحقيق تطور‬ ‫مهماً ألبحاثه وتجاربه‪ ،‬فلم يكن يهدأ في معمله الخاص الذي‬
‫ملموس في علوم الكيمياء التطبيقية‪ .‬كما أنه‬ ‫انطلق منه إلى الكشف عن اختراعات كثيرة استفاد منها‬
‫اخترع جهازاً للوزن‪ ،‬ومكّنه ذلك االختراع المهم جداً من‬ ‫العالم‪ ،‬وال يزال العالم الحديث يذكر محاسنها ويستخدمها‬
‫التغلب على عشوائية التجارب في هذا الموضوع‪ ،‬وأصبح‬ ‫ويراكم في إنجازاته العظيمة‪ .‬بعد عودة عائلته من اليمن‪،‬‬
‫بإمكانه حساب الوزن النوعي للمادتين الصلبة والسائلة‪.‬‬ ‫قصد ابن حيّان الكوفة وانضم إلى حلقات اإلمام جعفر‬
‫وحيث إنه لم يطور من علم الكيمياء فحسب‪ ،‬بل دخل أيضاً‬ ‫الصادق‪ ،‬إذ قيل إنه تلقى علومه الشرعية واللغوية والكيميائية‬
‫إلى عالم العمران وأحدث ثورة حقيقية في هذا‬ ‫من الصادق‪ ،‬كما ذكرت دراسات أخرى أنه استقى علومه‬
‫الفن‪ ،‬ذلك أنه ابتكر الحبر الذهبي‪ ،‬من خالل‬ ‫ومعارفه من الحميري‪ .‬لكن نضجه الفكري والعلمي جاء على‬
‫نقل الكيمياء من‬
‫مزج حمضي النيتريك والهيدروكلوريك معاً‪ ،‬األمر‬ ‫يد أستاذه الصادق‪ ،‬إلى جانب انغماسه في مؤلفات ومصنفات‬
‫الخرافة إلى علم‬ ‫الذي أدى إلى ذوبان معادن كثيرة‪ ،‬من بينها الذهب‬ ‫خالد بن يزيد بن معاوية‪ ،‬وال يختلف العلماء على أنه أول من‬
‫قائم بذاته‬ ‫وجعلها قابلة للطّ لي والكتابة‪ ،‬وفي حينها ُع ّد هذا‬ ‫وضع األسس لبداية الكيمياء الحديثة‪ .‬ما فعله جابر بن حيّان‬
‫االختراع قفزة إلى األمام‪ ،‬طبّقه العالم العربي‬ ‫هو أنه استخدم البحث التجريبي في نقل مفهوم الكيمياء‬
‫واإلسالمي‪ ،‬واإلمبراطورية األوروبية أخذت به أيضاً‪ .‬وفي‬ ‫الذي كان قائماً في الفترات التي سبقته من مجرد خرافة‬
‫حقيقة األمر يصعب في هذا المقام حصر كل اختراعات‬ ‫وأوهام وأساطير بالية إلى علم قائم بحد ذاته‪ ،‬ذلك أن كافة‬
‫جابر بن حيان العلمية في الكيمياء‪ ،‬لكن يكفي اإلشارة إلى‬ ‫العلماء في الحضارات التي سبقت العصر اإلسالمي‪ ،‬آمنوا‬
‫أنه توصل إلى ماء الفضة والورق الذي ال يحترق‪ ،‬وطالء يقي‬ ‫بفكرة تحويل المعادن الخسيسة إلى نفيسة‪ ،‬في حين سيطرت‬
‫الثياب من البلل‪ ،‬وآخر يقي الحديد من الصدأ‪ ،‬وثالث يقي‬ ‫على أذهانهم أن كافة المعادن المنطرقة مثل الذهب والفضة‬
‫الخشب من الحرق‪ ،‬ويحسب له اكتشاف البوتاسيوم وملح‬ ‫والنحاس والحديد والقصدير والرصاص مؤلفة من معدن‬
‫النشادر والصودا الكاوية‪ .‬وهو الذي أوجد طرائق لصبغ‬ ‫واحد‪ ،‬واالختالف بينها هو نتيجة تعرضها لمقادير متفاوتة‬
‫القماش ودباغة الجلود‪ ،‬ودفعته أبحاثه إلى التوصل لطريقة‬ ‫من الحرارة والرطوبة والجفاف والبرودة‪ ،‬وهي أعراض‬
‫أعاد فيها المعدن ألصله بواسطة األوكسجين‪ ،‬واستخدم‬ ‫متغيرة نسبة إلى نظرية العناصر األربعة‪ :‬الماء والتراب‬
‫أكسيد المغنيسيوم في صناعة الزجاج‪ ،‬إلى جانب اكتشافه‬ ‫والهواء والنار‪ .‬وزاد العلماء األولون بأنه يمكن تحويل تلك‬
‫الزئبق المصعد بالتبخير وحديثه عن السموم ومضارها‬ ‫المعادن بواسطة مادة أخرى اسمها اإلكسير‪ ،‬واستنتجوا أن‬
‫وتركيزه عليها بوضع أساس علم السموم‪ .‬ولنا أن نتخيل‬ ‫باإلمكان ابتكار إكسير الحياة أو حجر الحكمة الذي يشفي‬
‫أنه وضع نظريات علمية سبقت العلم المعاصر بمئات‬ ‫من علل الحياة ويطيل العمر‪ .‬هنا تتجلى بصيرة ابن حيّان‬
‫السنين‪ ،‬منها نظرية االتحاد الكيميائي واالستنتاج‬ ‫في كونه لم يؤمن بهذه األفكار والخزعبالت في منتصف‬
‫بأن المواد القابلة لالحتراق والفلزات‬ ‫طريقه العلمي والبحثي‪ ،‬إذ تأثر بنظرية العناصر األربعة التي‬
‫القابلة لألكسدة مكونة من أصول‬ ‫ال عن اليونانيين‪ ،‬غير أنه‬
‫ورثها علماء العرب والمسلمون‪ ،‬فض ً‬
‫جابر بن حيّان‬
‫زئبقية وكبريتية وملحية‪.‬‬ ‫أخضعها إلى دراسات علمية ودقيقة‪ ،‬واألهم أنها موثقة‪ ،‬وأدى‬

‫‪41‬‬ ‫مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة‬


‫يقدم رؤاهم إلى التحديات العالمية‬

‫مستقبلنا في عيون تسعة نوبل ّيين‬


‫جودي ويليامز‪ ،‬أحمد زويل‪ ،‬ريك سمالي‪ ،‬وانغاري ماثاي‪،‬‬ ‫ومضات ‪ -‬خاص‪:‬‬
‫جوزيف روتبالت‪ ،‬هارولد فارموس‪ ،‬ديزموند توتو‪ ،‬أمارتيا‬ ‫يأتــي الفيلــم الوثائقــي «نوبليتــي» بعــد رحلــة شــخصية‬
‫سين‪.‬‬ ‫ق ــام به ــا المخ ــرج ت ــرك بيبكي ــن للحص ــول عل ــى إجاب ــات‬
‫يقـدّ م هـؤالء التسـعة الفائزيـن بجائـزة نوبـل خلال‬ ‫مس ــتنيرة ح ــول ن ــوع العال ــم ال ــذي س ــيعرفه أبناؤن ــا‬
‫مناقشـتهم رؤيتهـم للعالـم علـى مـدى السـنوات الــ ‪50‬‬ ‫وأحفادنــا فــي المســتقبل‪ ،‬إذ يوثــق حواراتــه مــع تســعة مــن‬
‫المقبلـة‪ .‬ويبـدو أن هـؤالء العلمـاء‪ ،‬أثنـاء تصويـره الفيلـم‬ ‫العلم ــاء والباحثي ــن الفائزي ــن بجوائ ــز نوب ــل‪ ،‬ويق ــدم لن ــا‬
‫فـي عـام ‪ ،2006‬دفعـوا المخـرج إلـى تأسـيس «مشـروع‬ ‫رؤيتهــم إلــى العالــم فــي العقــود المقبلــة‪ ،‬والســبل الممكنــة‬
‫نوبليتـي»‪ ،‬وهـو منظمـة غيـر ربحيـة مقرهـا فـي أوسـتن‪،‬‬ ‫لمواجه ــة العوائ ــق الت ــي تق ــف ف ــي طري ــق تق ـ ّـدم البش ــرية‪.‬‬
‫تكسـاس‪ ،‬الواليـات المتحـدة األميركيـة‪ .‬وتشـمل األهداف‬
‫الرئيسـة للمنظمـة‪ ،‬وهـي مطروحـة فـي الفيلـم أيضـاً‪،‬‬
‫وتلخـص محتوى األسـئلة المطروحـة على الفائزين بنوبل‪،‬‬ ‫صور المخرج ترك بيبكين الفيلم في الواليات‬
‫فـي‪ :‬تعليـم األطفـال وتحسـين حياتهـم فـي جميـع أنحـاء‬ ‫المتحدة وفرنسا وإنجلترا والهند وأفريقيا‪ ،‬وحاول أن‬
‫العالـم‪ ،‬وكذلـك تتعلـق ببرامـج «مشـروع نوبليتـي» لقضايـا‬ ‫يجمع في «نوبليتي» نظرة تسعة فائزين مميزين بنوبل إلى‬
‫تحـت عنـوان‪ :‬نوبـل في المدارس‪ ،‬ومشـروع المياه الكيني‪،‬‬ ‫المشكالت العالمية الملحة التي تشكل أكبر التحديات‬
‫وصنـع األفلام‪ ،‬مثـل هـذا الفيلـم‪ ،‬وفيلـم «سلام واحـد في‬ ‫في وجه األطفال‪ .‬وهؤالء الفائزون هم‪ :‬ستيفن واينبرج‪،‬‬

‫ومضات ‪ -‬السنة الرابعة ‪ -‬العدد السابع واألربعون‬


‫‪42‬‬
‫وقـت واحـد» (‪ .)2009‬يعمـل المشـروع فـي شـراكة مـع‬
‫العديـد مـن المنظمـات اإلنسـانية‪.‬‬
‫عرض فيلم «نوبليتي» ألول مرة في مهرجان «ساوث‬
‫باي ساوثويست» السينمائي (‪ )SXSW‬في مسرح أوستن‬
‫عام ‪ .2006‬واستمر عرض الفيلم في المسارح‪ ،‬وفي‬
‫الجامعات والمدارس‪ ،‬وفي المراكز المجتمعية والكنائس‪،‬‬
‫ال عن إطالقه على أقراص الفيديو الرقمية‪.‬‬ ‫فض ً‬
‫يتنــاول الفيلــم المشــكالت المتعلقــة بكوكبنــا ســواء‬
‫هارولد إليوت فارموس‬ ‫ريك سمالي‬ ‫ستيفن واينبرج‬ ‫المتعلقــة منهــا باألمــراض أو النزاعــات أو التنميــة‪،‬‬
‫وأيضــاً التحديــات التــي تقــف بوجهنــا وكيفيــة التخلــص‬
‫هارولد إليوت فارموس‬ ‫منهــا‪ ،‬كمــا يســلط هــؤالء العلمــاء البــارزون الضــوء علــى‬
‫عالم أميركي من مواليد ‪ 18‬ديسمبر ‪ .1939‬حاز‬ ‫القضايــا التــي تلــوح فــي األفــق وكيفيــة معالجتهــا‪ ،‬مثــل‬
‫على جائزة نوبل في الطب سنة ‪ 1989‬مناصفة مع‬ ‫الفقــر والمجاعــات وتغيــر المنــاخ والتكنولوجيــا وغيرهــا‪،‬‬
‫مواطنه جون مايكل بيشوب الكتشافهما للمنشأ الخلوي‬ ‫ونتوقــف عنــد هــذه الشــخصيات المشــاركة‪:‬‬
‫للمورثات الورمية للفيروسات القهقرية‪ .‬رشحه الرئيس‬
‫األميركي السابق باراك أوباما مديراً للمعهد الوطني‬ ‫ستيفن واينبرج‬
‫للسرطان‪ ،‬كما عين رئيساً مشاركاً للمجلس االستشاري‬ ‫ستيفن واينبرج عالم فيزيائي أميركي من مواليد ‪3‬‬
‫للعلوم والتقنية في إدارة باراك أوباما‪.‬‬ ‫مايو ‪ ،1933‬حاز على جائزة نوبل للفيزياء عام ‪1979‬‬
‫عن «إنجازاته في التوحيد بين القوة الضعيفة والتأثير‬
‫جودي ويليامز‬ ‫الكهرومغناطيسي وعالقته بالتآثر بين الجسيمات‬
‫جودي ويليامز أكاديمية أميركية‬ ‫األولية‪ .‬واشترك معه في الجائزة العالم الباكستاني‬
‫من مواليد ‪ 9‬أكتوبر ‪ .1950‬حصلت يقدم الفائزون رؤيتهم‬ ‫محمد عبد السالم والعالم األميركي شيلدون جالشو‪.‬‬
‫سنة ‪ 1972‬على بكالوريوس من للعالم على مدى الـ‪50‬‬
‫جامعة فيرمونت وماجستير في اللغة‬ ‫ريتشارد سمولي‬
‫عامًا المقبلة‬ ‫حصــل ســمولي علــى جائــزة نوبــل للكيميــاء عــام‬
‫اإلسبانية سنة ‪ .1974‬وحصلت سنة‬
‫‪ 1984‬على ماجستير في العالقات‬ ‫‪ 1996‬مــع زميليــه روبــرت كــورل وهارولــد كروتــو بعــد‬
‫الدولية من جامعة جون هوبكينز‪.‬‬ ‫قيامهــم بعــدد مــن الدراســات التــي أدت إلــى اكتشــاف‬
‫درّست اإلنجليزية كلغة ثانية في المكسيك‪ ،‬ثم‬ ‫شــكل جديــد مــن الكربــون‪ .‬كان هــذا االكتشــاف حدثــاً‬
‫بريطانيا‪ ،‬ثم الواليات المتحدة‪ .‬حازت سنة ‪1997‬‬ ‫مهمــاً فــي تكنولوجيــا الجزيئــات‪ ،‬فهــو لــم يخلــق مجــاالً‬
‫على جائزة نوبل للسالم مناصفة مع الحملة الدولية‬ ‫جديــداً فــي كيميــاء الــذرة فحســب‪ ،‬بــل جعــل األمــور تبــدو‬
‫لمنع األلغام األرضية التي أسستها‪ ،‬لجهودهما في منع‬ ‫أكثــر ســهولة فــي تكويــن مــواد جديــدة‪ .‬وقــد عــزز هــذا‬
‫األلغام واستخراج الموجود منها‪.‬‬ ‫االكتشــاف تنبــؤات عالــم الفيزيــاء ريتشــارد فينمــان قبــل‬
‫‪ 50‬عام ـاً‪ .‬توفــي فــي ‪ 28‬أكتوبــر ‪ 2005‬عــن عمــر ناهــز‬
‫أحمد زويل‬ ‫‪ 62‬عامــاً بعــد صراعــه مــع مــرض الســرطان‪.‬‬
‫أحمد حســن زويل (‪ 26‬فبراير ‪- 1946‬‬
‫‪ 2‬أغســطس ‪ )2016‬عالــم كيميائــي مصــري‬
‫وأميركــي الجنســية حاصــل علــى جائــزة‬
‫نوبــل فــي الكيميــاء لســنة ‪ 1999‬ألبحاثــه‬
‫فــي مجــال كيميــاء الفيمتــو‪ ،‬حيــث قــام‬
‫باختــراع ميكروســكوب يقــوم بتصويــر أشــعة‬
‫الليــزر فــي زمــن مقــداره فمتوثانيــة‪ ،‬وهكــذا‬
‫يمكــن رؤيــة الجزيئــات أثنــاء التفاعــات‬
‫الكيميائيــة‪ ،‬ويعتبــر رائــد علــم كيميــاء‬
‫وانغاري ماثاي‬ ‫أحمد زويل‬ ‫جودي ويليامز‬
‫الفيمتــو ولقــب بـ«أبــو كيميــاء الفيمتــو»‪،‬‬

‫‪43‬‬ ‫مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة‬


‫وكان أســتاذ الكيميــاء‬
‫وأســتاذ الفيزيــاء فــي معهــد‬
‫ديزموند توتو‬ ‫أمارتيا سين‬ ‫جوزيف روتبالت‬
‫كاليفورنيــا للتقنيــة‪ .‬لــه العديــد‬
‫مــن المؤلفــات واألبحــاث المهمــة‪.‬‬
‫التسـلح وتنبـه العلمـاء إلـى مخاطـر النـووي‪ .‬حصـل سـنة‬
‫‪ 1995‬علـى جائـزة نوبـل للسلام‪.‬‬ ‫وانجاري ماثاي‬
‫وانجـاري ماثـاي (‪ 1‬أبريـل ‪ 25 - 1940‬سـبتمبر‬
‫أمارتيا سن‬ ‫‪ ،)2011‬ناشـطة كينيـة مـن دعـاة حمايـة البيئـة‪ .‬وكانـت‬
‫أمارتيا كومار سن من مواليد ‪ 3‬نوفمبر ‪ .1933‬عالم‬ ‫أول امـرأة فـي شـرق ووسـط إفريقيـا تنـال الدكتـوراه‪،‬‬
‫اقتصاد وفيلسوف هندي‪ ،‬يعمل بالتدريس في المملكة‬ ‫وحصلـت عليهـا مـن جامعـة نيروبـي عـام ‪ ،1971‬وقامـت‬
‫المتحدة والواليات المتحدة‪ .‬قدم إسهامات عديدة‬ ‫هنـاك بتدريـس التشـريح البيطـري‪ .‬أسسـت سـنة ‪1977‬‬
‫حول اقتصاد الرفاه‪ ،‬نظرية الخيار االجتماعي‪ ،‬العدالة‬ ‫حركـة الحـزام األخضـر التـي زرعـت أكثـر مـن ‪ 30‬مليـون‬
‫االجتماعية واالقتصادية ونظريات اقتصادية حول‬ ‫شـجرة في أفريقيا‪ .‬ترأسـت بين ‪1981‬و ‪ 1987‬المجلس‬
‫المجاعات‪ ،‬ومؤشرات قياس رفاه مواطني الدول النامية‪.‬‬ ‫القومـي للمـرأة فـي كينيـا‪ .‬رشـحت نفسـها فـي فتـرة‬
‫حصل على جائزة نوبل في العلوم االقتصادية لعمله عن‬ ‫الثمانينيـات مـن القـرن العشـرين لالنتخابـات الرئاسـية‬
‫اقتصاد الرفاه‪ ،‬ويقدم في هذا الفيلم الوثائقي آراءه في‬ ‫أمـام الرئيـس الكينـي دانيـال آراب مـوي‪ .‬وحصلـت سـنة‬
‫كيفية مواجهة المجاعات مستقبالً‪ ،‬خاصة أن بالده من‬ ‫‪ 2004‬علـى جائـزة نوبـل للسلام‪ ،‬بسـبب إسـهاماتها‬
‫بين الدول المهددة بحدوث مجاعات فيها‪.‬‬ ‫مـن أجـل التنميـة المسـتدامة والديموقراطيـة والسلام‪.‬‬
‫أصبحـت ماثـاي بذلـك أول سـيدة أفريقيـة تحصـل علـى‬
‫ديزموند توتو‬ ‫جائـزة نوبـل للسلام ‪ ،2004‬كمـا حصلـت فـي العام نفسـه‬
‫ديزموند توتو من مواليد ‪ 7‬أكتوبر ‪ ،1931‬كبير أساقفة‬ ‫علـى جائـزة صوفـي المقدمـة مـن الكاتـب النرويجـي‬
‫جنوب أفريقيا السابق‪ .‬حاز على جائزة نوبل للسالم العام‬ ‫جوسـتاين غاردر البالغة قيمتها ‪ 100‬ألف دوالر أميركي‪.‬‬
‫‪ ،1984‬وجائزة البرت شويزير اإلنسانية‪ ،‬جائزة الحرية‬
‫في ‪ .1986‬وكان بمثابة الرئيس الفخري للتحالف العالمي‬ ‫جوزيف روتبلت‬
‫لمكافحة اإليدز‪ .‬في فبراير ‪ 2007‬حصل على جائزة‬ ‫جوزيـف روتبلـت فيزيائـي بريطانـي ولد فـي ‪ 4‬نوفمبر‬
‫غاندي للسالم‪ .‬كان له الفضل في الترويج لمصطلح «أمة‬ ‫‪ 1908‬في وارسـو وتوفي في ‪ 31‬أغسـطس ‪ .2005‬يعتبر‬
‫قوس قزح» بوصفها استعارة لمرحلة ما بعد نظام الفصل‬ ‫جوزيـف الفيزيائـي الوحيـد الـذي غـادر مشـروع مانهاتـن‬
‫العنصري في جنوب أفريقيا بعد ‪ 1994‬في ظل حكم‬ ‫قبـل تدميـر مدينـة هيروشـيما فـي ‪ .1945‬قـام بتأسـيس‬
‫المؤتمر الوطني األفريقي‪ .‬تعبيره منذ ذلك الحين أصبح‬ ‫مؤتمـر باجـواش للعلـوم والشـؤون الدولي لتنبيه العالم إلى‬
‫معمماً لوصف التنوع العرقي في جنوب أفريقيا‪.‬‬ ‫مخاطـر القنبلـة النوويـة‪ .‬درس الفيزيـاء فـي بولنـدا التـي‬
‫على العموم‪ ،‬يقدم هؤالء العلماء واألكاديميون التسعة‬ ‫غادرهـا إلـى المملكـة المتحـدة بعـد االحتلال النـازي لهـا‬
‫الحائزون على جوائز نوبل آراءهم انطالقاً من حقل‬ ‫خلال الحـرب العالميـة الثانيـة‪ .‬لم تسـتطع زوجته السـفر‬
‫اختصاصهم‪ ،‬وكيفية التطوير في الجوانب التي يمكن‬ ‫بسـبب المـرض فتـم إيقافهـا من قبـل النازيين وتوفيت في‬
‫أن تخدم اإلنسانية على أفضل ما يكون‪ ،‬ويركزون على‬ ‫معسـكر اعتقـال‪ .‬انضـم بعـد ذلـك إلـى مشـروع مانهاتـن‬
‫مستقبل أطفالنا في عالم يضج بالحروب والصراعات‬ ‫ولكنـه غـادره‪ ،‬وعـاد إلـى بريطانيـا وحصل على جنسـيتها‪.‬‬
‫العنيفة‪« .‬نوبليتي» كتبه وأصدره الكاتب والممثل والمخرج‬ ‫درس فـي جامعـة لنـدن الفيزيـاء بيـن ‪ 1949‬و‪.1976‬‬
‫ترك بيبكين وأنتجه كريستي بيبكين‪ ،‬باالشتراك مع‬ ‫وقـع سـنة ‪ 1955‬مـع ألبـرت أينشـتاين وبيرترانـد راسـل‬
‫«مشروع نوبليتي»‪.‬‬ ‫علـى عريضـة تحـذر الحكومـات مـن مخاطـر السـباق إلـى‬

‫ومضات ‪ -‬السنة الرابعة ‪ -‬العدد السابع واألربعون‬


‫‪44‬‬
‫‪45‬‬ ‫مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة‬
‫خمس جامعات مرموقة منحته الدكتوراه‬
‫الفخرية تقديرًا إلنجازاته ومنشوراته‬

‫ياكوبس فانت هوف‬


‫أول فائز بنوبل للكيمياء‬
‫األبعاد»‪ .‬وأعطى هذا الكتيب الصغير الذي تألف من اثنتي‬ ‫ومضات ‪ -‬محمد أشرف‪:‬‬
‫عشرة صفحة مع صفحة رسومات‪ ،‬زخماً لتطوير الكيمياء‬ ‫يعــد الكيميائــي الهولنــدي ياكوبــس فانــت هــوف أول حائــز‬
‫المجسمة‪ .‬كما شرح فانت من خالله مفهوم ذرة الكربون غير‬ ‫عل ــى جائ ــزة نوب ــل ف ــي الكيمي ــاء ف ــي أول ع ــام م ــن تأسيس ــها‪،‬‬
‫المتماثلة‪ ،‬والذي فسر حدوث األيزومرات المتعددة‪ ،‬التي ال‬ ‫وذل ــك لعمل ــه عل ــى التناض ــح أو الخاصي ــة األس ــموزية‪ .‬كم ــا‬
‫يمكن تفسيرها من خالل الصيغ الهيكلية التي كانت متاحة‬ ‫ن ــال العدي ــد م ــن الجوائ ــز وش ــهادات الدكت ــوراه الفخري ــة‬
‫آنذاك‪ .‬كما أشار فانت إلى وجود عالقة بين النشاط البصري‬ ‫تكريم ـ ًا ل ــه عل ــى منش ــوراته العلم ّي ــة الق ّيم ــة‪.‬‬
‫وذرة كربون غير متماثلة‪ .‬ولم تلق أفكاره الثورية قبوالً إال بعد‬
‫نشر كتابه «الكيمياء في الفضاء» في العام ‪ ،1875‬وبخاصة‬
‫بعد ظهور ترجمته إلى األلمانية بعد عامين‪ .‬كما لفت فانت‬ ‫اكتسب الكيميائي فانت هوف شهرة خاصة بعدما طرح‬
‫االنتباه في كتابه «عشر سنوات في تاريخ نظرية» إلى حقيقة أن‬ ‫مجموعة من المنشورات التاريخية‪ ،‬من بينها أطروحة الطبيب‬
‫الكيميائي الفرنسي جوزيف أكيل لي بيل قد توصل إلى األفكار‬ ‫في العام ‪ 1874‬التي حملت عنوان «إسهامات في معرفة‬
‫نفسها‪ ،‬لكن بصيغة أكثر تجريداً‪.‬‬ ‫أحماض السيانوسيتيك وحمض المالونيك»‪ ،‬إال أن أهم ما‬
‫وفي العام ‪ 1884‬نشر كتابه «دراسات في الكيمياء‬ ‫حملته هذه المنشورات هو أطروحة رأت النور قبل ذلك بأشهر‬
‫الديناميكية» قدم فيه الكيمياء الفيزيائية ألول مرة‪ .‬وفي العام‬ ‫بعنوان «اقتراح لتطوير صيغ التركيبات الكيميائية ثالثية‬

‫ومضات ‪ -‬السنة الرابعة ‪ -‬العدد السابع واألربعون‬


‫‪46‬‬
‫‪ 1885‬ظهرت فكرة االتزان الكيميائي في األنظمة الغازية‬
‫أو في المحاليل المخففة بدرجة عالية‪ ،‬التي تناولت نظرية‬
‫المحاليل المخففة‪ .‬وأشار فانت إلى أن «الضغط األسموزي»‬
‫في المحاليل التي تتميع بدرجة كافية يتناسب مع تركيز ودرجة‬
‫الحرارة المطلقة‪ .‬وخالل الفترة من ‪ 1896‬إلى ‪ 1905‬أثناء‬
‫وجوده في برلين‪ ،‬عمل فانت باستمرار ألجل التوصل إلى‬
‫حل لمشكلة أصل الرواسب المحيطية‪ ،‬مع إشارة خاصة إلى‬
‫تلك التي شكلت في بلدة ستاسفورت في ساكسونيا األلمانية‪.‬‬
‫وساعده في هذا العمل الكبير الكيميائي األلماني ويلهلم‬
‫مايرهوفر الذي عمل معه لعدة سنوات قبل ذلك في أمستردام‪.‬‬
‫وربما كان فانت أول من طبق ما توصل إليه من نتائج ليست‬
‫بالمؤكدة تم الحصول عليها في المختبر على الظواهر التي‬
‫مختبر هوف كان‬ ‫ذلك في بون لالستمتاع بالجبال في المنطقة المجاورة‪ ،‬واعتاد‬ ‫تحدث بشكل كبير في الطبيعة‪ .‬وقد لخص نتائج هذا البحث‬
‫مسرحاً إلنجازات حلت‬
‫ألغازاً كثيرة‬ ‫المشي لمسافات طويلة إما مع مجموعة أو بمفرده‪.‬‬ ‫الطموح‪ ،‬الذي نشر في صحيفة «وقائع أكاديمية العلوم‬
‫البروسية»‪ ،‬في مؤلف ضمن مجلدين بعنوان «تشكيل الرواسب‬
‫بداياته‬ ‫المحيطية» ما بين ‪ 1905‬و‪.1909‬‬
‫ولد ياكوبس هنريكوس فانت في روتردام في هولندا‪،‬‬
‫في ‪ 30‬أغسطس ‪ ،1852‬وكان ترتيبه الثالث من بين سبعة‬ ‫سجل حافل باإلنجازات‬
‫أطفال لألب الفيزيائي ياكوبس هنريكوس فانت هوف واألم‬ ‫عرف فانت جيداً قيمة قوة الخيال في العمل العلمي‪،‬‬
‫أليدا جاكوبا كولف‪ .‬في العام ‪ 1869‬التحق ياكوبس بمعهد‬ ‫وظهر ذلك جلياً في عنوان رسالة الدكتوراه التي حصل عليها‬
‫للتقنيات المتعددة في «دلفت»‪ ،‬وحصل منه على دبلوم‬ ‫في جامعة أمستردام «قوة الخيال في المجال العلمي» التي‬
‫التكنولوجيا في العام ‪ .1871‬بعدها قرر االنخراط في‬ ‫توصل من خاللها إلى أن أبرز العلماء يمتلكون خياالً ثرياً‪.‬‬
‫المجال العلمي أثناء عمله المؤقت في مصنع للسكر خالل‬ ‫وأسس مع «ويلهلم أوستوالد» مجلة الكيمياء الفيزيائية في‬
‫العطلة الدراسية‪ .‬وبعد عام أمضاه في «ليدن» انصب تركيزه‬ ‫اليبزيغ‪ ،‬وبفضل ذلك يمكن اعتبارهما مؤسسي الكيمياء‬
‫خالله على الرياضيات‪ .‬توجه إلى بون في ألمانيا للعمل من‬ ‫الفيزيائية‪.‬‬
‫خريف ‪ 1872‬إلى ربيع ‪ ،1873‬وبعدها رحل إلى باريس‬ ‫ومن بين ما تميز به فانت حصوله على جائزة نوبل األولى‬
‫للعمل مع أ‪ .‬وورتز‪ ،‬وحضر خالل هذه الفترة‬ ‫في الكيمياء في العام ‪ ،1901‬وقال عنها إنها تتويج لمسيرته‬
‫اكتشف أن الروابط‬ ‫عدداً من الدورات الدراسية‪ ،‬ثم رجع إلى‬ ‫المهنية‪ .‬وفي العام ‪ 1885‬تم تعيينه عضواً في أكاديمية‬
‫الكيميائية األربعة‬ ‫هولندا في العام ‪ ،1874‬وحصل على درجة‬ ‫العلوم الملكية الهولندية‪ ،‬بعد أن تم حجب ترشيحه في عام‬
‫الدكتوراه في العام نفسه في جامعة أوترخت‪.‬‬ ‫‪ ،1880‬بسبب عدم كفاية األصوات‪ ،‬ما يدلل على أن أفكاره‬
‫للكربون ذات ترتيب‬
‫وفي العام ‪ 1876‬عمل محاضراً في كلية‬ ‫لم تلق قبوالً في بادئ األمر في بلده‪ .‬منحته جامعتا هارفارد‬
‫رباعي األوجه‬ ‫الطب البيطري في أوترخت‪ ،‬بيد أنه ترك‬ ‫وييل الدكتوراه الفخرية في العام ‪ ،1901‬وجامعتا فيكتوريا‬
‫ال في جامعة‬ ‫العمل فيها وتقلد منصباً مماث ً‬ ‫ومانشستر منحتاه أيضاً في العام ‪ ،1903‬وكذلك منحته‬
‫أمستردام في العام ‪ .1877‬وفي العام ‪ 1878‬عيّن أستاذاً‬ ‫جامعة هايدلبرغ الدكتوراه في ‪ .1908‬حصل على وسام ديفي‬
‫للكيمياء والمعادن والجيولوجيا في الجامعة ذاتها‪ ،‬وأمضى‬ ‫للجمعية الملكية في ‪ ،1893‬ووسام هيلمهولتز من األكاديمية‬
‫‪ 18‬عاماً في عمله هذا‪ .‬وعندما تلقى دعوة للعمل أستاذاً‬ ‫البروسية للعلوم في ‪ .1911‬وحصل أيضاً على وسام الشرف‬
‫فخرياً في جامعة برلين حصل على عضوية األكاديمية‬ ‫«فارس الفرسان» في ‪ ،1894‬ومنح لقب سيناتور «دير كايزر ‪-‬‬
‫الملكية البروسية للعلوم‪ .‬وكان الدافع وراء هذا التحول كثرة‬ ‫فيلهلم ‪ -‬جيسيلشافت» في العام ‪ .1911‬وحصل على العضوية‬
‫االلتزامات التي فرضها عليه عمله في إعطاء المحاضرات‬ ‫الفخرية في الجمعية الكيميائية في لندن في ‪ ،1898‬وفي‬
‫ووضع االختبارات ألعداد كبيرة من الطالب‪ ،‬فوجد أنه ال‬ ‫األكاديمية الملكية للعلوم في غوتنغن في ‪ ،1892‬وفي الجمعية‬
‫يملك الوقت الكافي للقيام بعمله البحثي‪ .‬وكان متحمساً‬ ‫الكيميائية األميركية في ‪ ،1898‬وأكاديمية العلوم الفرنسية‬
‫إلنشاء طبقة خاصة من العمال الفنيين‪ .‬وظل في منصبه‬ ‫في باريس في العام ‪.1905‬‬
‫الجديد حتى نهاية حياته‪ .‬توفي فان هوف في ‪ 1‬مارس‬ ‫عرف عن فانت هوف حبه للطبيعة‪ ،‬وكثيراً ما شارك‪ ،‬وهو‬
‫‪ ،1911‬في ستيجليتز بالقرب من برلين‪.‬‬ ‫طالب في ليدن‪ ،‬في الرحالت النباتية‪ ،‬ولم يترك فرصة بعد‬

‫‪47‬‬ ‫مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة‬


‫يركز الكتاب على إدارة القادة أعمالهم وسط التغيرات التكنولوجية‬

‫تسخير المستقبل الرقمي‬

‫يقول الكاتبان‪ :‬إنه «في كل الشركات والصناعات‪ ،‬هناك‬ ‫ومضات ‪ -‬خاص‪:‬‬


‫ال من اآللة‪ ،‬والمنصة‪ ،‬والحشود أو الجماهير‪.‬‬ ‫ما يقابل ك ً‬ ‫تلع ــب اآلل ــة ف ــي العص ــر الرقم ــي لعب ــة اس ــتراتيجية تق ــوم عل ــى تج ــاوز ال ــذكاء‬
‫بالنسبة للذكاء اآللي‪ ،‬يعد العقل البشري نظيره‪ .‬إذ تجد أن‬ ‫البشــري‪ ،‬إال أن ك ًال مــن أنــدرو مكافــي وإريــك برينجولفســون المدرجيــن فــي قائمــة‬
‫المحاسبين يستخدمون برامج جداول البيانات‪ ،‬والمهندسين‬ ‫المفكري ــن ال ـ ‪ 50‬الكب ــار ف ــي العال ــم‪ ،‬يج ــدان أن األف ــكار القادم ــة م ــن الجماهي ــر‬
‫يعتمدون على برامج التصميم المدعمة بالكمبيوتر‪ ،‬وعمال‬ ‫العامــة تكــون أكثــر ابتــكار ًا علــى الــدوام مــن مختبــرات أبحــاث الشــركات‪ ،‬وعلــى قــادة‬
‫خطوط التجميع يعملون بجانب الروبوتات‪ ،‬وهذه كلها‬
‫األعم ــال أن يواجه ــوا التغيي ــر المقب ــل‪ ،‬وض ــرورة تس ــخير كاف ــة اإلمكان ــات ألج ــل‬
‫أمثلة عن المزج بين اآللة والعقل البشري»‪ .‬ويضيفان‬
‫االبت ــكار ف ــي األعم ــال‪.‬‬
‫«والمنصات تقابلها المنتجات في العصر الرقمي‪ ،‬بكلمات‬
‫أخرى‪ :‬البضائع والخدمات‪ .‬فالركوب في سيارة أجرة ضمن‬
‫البلدة منتج مثل منصة «أوبر» للوصول إلى سيارات األجرة‪،‬‬ ‫يحاول الباحثان أندرو مكافي وإريك برينجولفسون‬
‫والشيء ذاته ينطبق على مواقع أخرى تتعلق بالسكن مثل‬ ‫في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا تقديم خريطة طريق‬
‫«إير بي إن بي»‪ ،‬أو القصص اإلخبارية على فيسبوك‪.‬‬ ‫للتحكم بهذا التحول الرقمي‪ ،‬إذ يجدان أنه يجب علينا إعادة‬
‫ويشيران إلى أنه بالنسبة للجماهير أو الحشود‪ ،‬يكون نظيره‬ ‫التفكير في دمج (العقول واآلالت‪ ،‬والمنتجات والمنصات‪،‬‬
‫الجوهر‪ :‬المعرفة أو الخبرة أو العمليات والقدرات التي‬ ‫والنظام والجماهير)‪ .‬وألجل تحقيق التوازن في الوقت‬
‫بنتها الشركات داخلياً وعبر سالسل التوريد لديها‪ .‬فجوهر‬ ‫الراهن‪ ،‬أي في فترة التحول‪ ،‬من األفضل اللجوء إلى‬
‫«جي إي أبليانسيس» هو تصميم وتصنيع وتسويق األفران‬ ‫العنصر الثاني من هذه الثنائيات (المنتجات والمنصات)‪،‬‬
‫والبرادات‪ ،‬وجوهر وكالة «ناسا» الفضائية هو بناء السفن‬ ‫مع التوقف عند سؤال‪ :‬كيف نشغّل شركاتنا ونعيش حياتنا‬
‫الفضائية‪ ،‬ومحاولة فهم كوكبنا على نحو أفضل‪ ،‬وجوهر‬ ‫في الوقت ذاته؟‬

‫ومضات ‪ -‬السنة الرابعة ‪ -‬العدد السابع واألربعون‬


‫‪48‬‬
‫العالم في نجاحه‪ .‬وكذلك موسوعة‬ ‫مايكروسوفت يتضمن تطوير‬
‫«ويكيبيديا» الحرة الرقمية‪ ،‬إذ‬ ‫الكمبيوترات الشخصية التي تشغل‬
‫أسهم متطوعوها في عام ‪2016‬‬ ‫التطبيقات واألنظمة‪.‬‬
‫بكتابة ‪ 36‬مليون مقالة عبر ‪291‬‬ ‫يأتي الكتاب في ثالثة أجزاء‪،‬‬
‫لغة‪ ،‬مما جعله سادس أكثر موقع‬ ‫يتألف األول منه من أربعة فصول‬
‫شعبية على شبكة اإلنترنت‪.‬‬ ‫تتناول تأثير الذكاء اآللي على‬
‫يقدّم مكافي وبرينجولفسون‬ ‫قاعدة أنه يزحف بقوة إلى كافة‬
‫ال مهماً‬‫في هذا العمل تحلي ً‬ ‫األوجه في حياتنا‪ ،‬ويعاين عن قرب‬
‫لعالم جديد يقوم على الذكاء‬ ‫تطبيق غوغل تقنية «التعلم المعمق»‬
‫أندرو مكافي‬ ‫إيريك برينجولفسون‬
‫االصطناعي‪ ،‬ويقفان عند مجموعة‬ ‫على ‪ 1200‬مشروع في جميع أنحاء‬
‫من األدوات التحليلية والعملية لتحقيق شكل من االزدهار‬ ‫الشركة بحلول عام ‪ ،2015‬ويقول الكاتبان فيه‪ :‬إننا نسير‬
‫العام‪ .‬الرسالة العامة لهذا الكتاب هي أن قادة الشركات‬ ‫بسرعة إلى «العالم األول من الذكاء االصطناعي» بحسب‬
‫يجب أن يعترفوا بالقيود الشديدة لحكمهم وخبرتهم‪ ،‬وأن‬ ‫وصف مارك بينيف‪ ،‬الرئيس التنفيذي لشركة الحوسبة‬
‫هناك المزيد من التفويض في سلطة صنع القرار إلى‬ ‫السحابية «ساليسفورس»‪.‬‬
‫آالت مجهولة الهوية‪ ،‬وضرورة السعي إلى اإللهام الخالق‬ ‫يقدّم المؤلفان فيه أمثلة متعلقة بالعديد من المجاالت‪،‬‬
‫من خارج شركاتهم‪ .‬تشكل قراءة هذا العمل إضافة مهمة‬ ‫يكون الذكاء االصطناعي بالفعل متفوقاً على النوع البشري‪،‬‬
‫بالنسبة للشركات الناشئة أو المتأسسة‪ ،‬أو ألي‬ ‫ويوضحان كيفية استفادة الشركات منه‪ .‬ويعلقان على‬
‫شخص مهتم بعلوم المستقبل‪.‬‬ ‫ذلك‪« :‬البشر عرضة للتفكير الفوضوي‪ ،‬التحيز الضمني‬
‫أو الصريح‪ ،‬واالعتماد المفرط على غريزة غير كاملة‪.‬‬
‫أندرو مكافي‬ ‫وسواء كان األمر متعلقاً بتوقع مبيعات المساكن أو أسعار‬
‫أندرو مكافي عالم أبحاث في معهد‬ ‫المشروبات‪ ،‬أو عبر بيع المنتجات‪ ،‬يمكن للذكاء اآللي‬
‫ماساتشوستس للتكنولوجيا‪ ،‬يعمل على تأثير‬ ‫ال موضوعياً ال يقدر بثمن‪.‬‬ ‫أن ينشر بشكل معقول تحلي ً‬
‫التكنولوجيات الرقمية في تغيير األعمال واالقتصاد‬ ‫ويضيفان‪« :‬في كثير من األحيان‪ ،‬نواصل االعتماد على‬
‫والمجتمع‪ .‬وكان كتابه الصادر ‪« 2014‬عصر اآللة‬ ‫الحكم البشري عندما يمكن لآلالت أن تفعل ذلك بطريقة‬
‫الثانية‪ :‬العمل والتقدم واالزدهار في زمن التقنيات‬ ‫أفضل»‪ .‬ويسلط الجزء الثاني من الكتاب الذي يتكون من‬
‫الرائعة» من أكثر الكتب مبيعاً على قائمة «نيويورك‬ ‫أربعة فصول الضوء على االضطرابات الناجمة عن شركات‬
‫تايمز»‪ .‬يكتب في العديد من الصحف والمجالت‬ ‫مثل أمازون‪ ،‬وآبل‪ ،‬أوبر و«إير إن بي إن»‪ ،‬حيث يتم كسب‬
‫المتخصصة‪ .‬تلقى تعليمه في جامعة هارفارد‬ ‫المال بسهولة أكبر من خالل التباين في المعلومات‪ .‬وكذلك‬
‫ومعهد ماساتشوستس للتكنولوجيا‪ .‬وكان المؤسس‬ ‫تكتسب هذه الشركات ميزة تنافسية هائلة من خالل‬
‫المشارك لمبادرة ماساتشوستس للتكنولوجيا‬ ‫حصاد مجموعات البيانات االستهالكية الكبيرة‪ .‬وتساعد‬
‫في كثير من األحيان‬
‫بشأن االقتصاد الرقمي‪.‬‬ ‫القدرة على ضبط األسعار استجابة لتذبذب الطلب هذه‬
‫نواصل االعتماد على‬ ‫الشركات على استهالك «فائض المستهلك»‪ ،‬الذي يعرفه‬
‫الحكم البشري عندما‬ ‫إيريك برينجولفسون‬ ‫االقتصاديون بالفرق بين المبلغ الذي يرغب المستهلكون‬
‫يمكن لآلالت أن تفعل‬ ‫)‬ ‫‪1962‬‬ ‫مواليد‬ ‫(من‬ ‫إريك برينجولفسون‬ ‫في دفعه وسعر السوق الذي يدفعونه عادة‪ .‬وتظهر هيمنة‬
‫ذلك بطريقة أفضل‬ ‫أكاديمي أميركي‪ .‬أستاذ في كلية سلون لإلدارة‬ ‫هذه الشركات من حقيقة مذهلة مفادها أن آبل استحوذت‬
‫في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا‪ ،‬ومدير‬ ‫على ‪ 103.9‬في المائة من إجمالي األرباح التشغيلية التي‬
‫مبادرة معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا‬ ‫حققها جميع مصنعي األجهزة النقالة في الربع الثالث من‬
‫بشأن االقتصاد الرقمي‪ ،‬ومدير مركز معهد ماساتشوستس‬ ‫عام ‪ ،2016‬وفقاً لـ«بي إم أو كابيتال ماركيتس»‪.‬‬
‫للتكنولوجيا لألعمال الرقمية وباحث مشارك في المكتب‬ ‫ربما الجزء الثالث من الكتاب‪ ،‬المؤلف من أربعة‬
‫الوطني للبحوث االقتصادية‪ .‬وهو معروف بمساهماته‬ ‫فصول‪ ،‬والذي يركّز على قوة الحشود أو الجماهير‪ ،‬هو‬
‫في بحوث إنتاجية تكنولوجيا المعلومات والعمل على‬ ‫األكثر إثارة لالهتمام ولكن أيضاً األكثر انطباعية‪ .‬فالقدرة‬
‫اقتصاديات المعلومات بشكل عام‪ .‬حصل على درجة‬ ‫على تسخير قوة الذكاء البشري الجماعي تقدّم إمكانات‬
‫الدكتوراه في االقتصاد اإلداري في عام ‪ 1991‬من كلية‬ ‫هائلة‪ ،‬كما يتضح من إنشاء نظام التشغيل المفتوح المصدر‬
‫سلون لإلدارة في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا‪.‬‬ ‫«لينكس» الذي ساهم حوالي ‪ 11800‬مطور من كافة أنحاء‬

‫‪49‬‬ ‫مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة‬


‫يهدد بحدوث‬
‫ّ‬ ‫تزايد عدد سكان األرض‬
‫نقص في المحاصيل الزراعية‬

‫هل يحتاج العالم إلى‬


‫ثورة خضراء جديدة؟‬
‫ومضات ‪ -‬خاص‪:‬‬
‫س ــاعد نورم ــان بورل ــوج‪ ،‬المهن ــدس الزراع ــي األميرك ــي والحائ ــز عل ــى جائ ــزة نوب ــل‪،‬‬
‫عل ــى تحس ــين إنت ــاج الزراع ــة العالمي ــة ف ــي الخمس ــينيات والس ــتينيات‪ ،،‬مم ــا أنق ــذ‬
‫الماليي ــن م ــن مجاع ــة كب ــرى‪ .‬والس ــؤال الي ــوم ه ــو م ــا إذا كان م ــن الممك ــن إج ــراء تح ــول‬
‫آخ ــر م ــع توقع ــات بح ــدوث مجاع ــات مس ــتقبلية أم ــام تزاي ــد ع ــدد الس ــكان ف ــي العال ــم‪.‬‬

‫ومضات ‪ -‬السنة الرابعة ‪ -‬العدد السابع واألربعون‬


‫‪50‬‬
‫فــي الواقــع‪ ،‬العالــم ليــس غريب ـاً علــى المخــاوف المتعلقــة‬
‫بالجــوع‪ .‬فالتغيــر المناخــي‪ ،‬وانخفــاض اإلنتاجيــة الزراعيــة‪،‬‬
‫والنمــو الســكاني‪ ،‬والتعديــات فــي النظــام الغذائــي جعلــت‬
‫الســكان قنبلــة موقوتــة تلــوح فــي األفــق فــي عصرنــا‪.‬‬
‫إذا كنــت تشــعر بالقلــق حيــال األمــر‪ ،‬فــإن اإلحصــاءات غيــر‬
‫مبشّ ــرة فــي الحقيقــة؛ إذ تتوقــع األمــم المتحــدة أن ينمــو عــدد‬
‫ســكان العالــم بأكثــر مــن مليــاري نســمة بحلــول عــام ‪،2050‬‬
‫ليصــل إلــى ‪ 9.8‬ميليــارات نســمة‪ ،‬وهــذا يجهــد قــدرة العالــم‬
‫الهشــة أساســاً ويعجــزه عــن إطعــام نفســه‪ .‬وســيتركز نصــف‬
‫هــذا النمــو الســكاني فــي تســعة بلــدان فقــط هــي‪ :‬الهنــد‬
‫ونيجيريــا وجمهوريــة الكونغــو الديمقراطيــة وباكســتان وإثيوبيــا‬
‫وتنزانيــا والواليــات المتحــدة وأوغنــدا‬
‫وإندونيســيا‪ .‬كلهــم (باســتثناء الواليــات‬
‫شكلت الثورة الخضراء‬ ‫المتحــدة) سيشــعرون بآثــار تغيــر المنــاخ‬
‫زيادة حادة في الحبوب‬ ‫الصعبــة مثــل الجفــاف‪ ،‬موجــات الحــرارة‪،‬‬
‫وخاصة القمح وذلك‬ ‫والطقــس المتطــرف‪ .‬ووصــف بيــل مــارش‪،‬‬
‫الــذي كتــب فــي مقــال بصحيفــة نيويــورك‬
‫بفضل أصناف جديدة من‬
‫تايمــز فــي يونيــو الماضــي‪ ،‬أزمــة الســكان‬
‫البذور عالية اإلنتاج‬ ‫فــي العالــم بأنهــا «كارثــة تتكشــف ببــطء»‪،‬‬
‫مــع ازديــاد عــدد الســكان بشــكل خــاص فــي‬
‫أفريقيــا‪ .‬كل مقالتــه القصيــرة ولكــن المؤلمــة كانــت مقتبســة‪.‬‬
‫يجــد فيهــا أنــه ال يقتصــر األمــر علــى أن تــؤدي الزيــادة الســريعة‬
‫فــي عــدد الســكان إلــى تدهــور المرونــة االقتصاديــة والزراعيــة‪،‬‬
‫ولكــن الركــود والجفــاف ســيزيدان مــن العواقــب البشــرية‪.‬‬
‫يعلــق مــارش علــى ذلــك بقولــه‪« :‬الهجــرة الجماعيــة‪،‬‬
‫المجاعــة‪ ،‬االضطرابــات المدنيــة‪ :‬االكتظــاظ الســكاني يوحــد‬
‫كل هــذه»‪ ،‬مضيفـاً‪« :‬إن اقتصــادات الــدول العديــدة غيــر القادرة‬
‫علــى التصــدي للــوالدات المتزايــدة‪ ،‬يمكــن أن تنتــج موجــات‬
‫أكبــر مــن الالجئيــن تتجــاوز المالييــن الذيــن هــم بالفعــل فــي‬
‫طريقهــم إلــى البلــدان المجــاورة أو مــاذات‬
‫أصبح الناس أكثر إدراكًا‬ ‫أوروبــا األكثــر ازدهــاراً»‪.‬‬
‫للحاجة إلى وجود‬ ‫لقــد تمكنــت البشــرية فــي معظــم القرن‬
‫خيارات وممارسات تركز‬ ‫الماضــي مــن تجنــب كارثــة مالتوســية‪ ،‬حيــث‬
‫يتجــاوز النمــو الســكاني اإلنتــاج الزراعــي‪.‬‬
‫على البيئة األخالقية‬
‫ولكــن هــل يمكنهــا مواصلــة القيــام بذلــك؟‬
‫لحماية الكوكب‬ ‫هــل يمكــن للتقــدم فــي مجــاالت الزراعــة‬
‫والطاقــة واســتخدام الميــاه والتصنيــع‬
‫ومكافحــة األمــراض والنقــل أن يحافــظ‬
‫علــى اإلمــدادات الغذائيــة فــي حالــة تفــوق علــى منحــى النمــو‬
‫الســكاني؟ أم أن اإلنســانية محكــوم عليهــا بالرجــوع إلى الكفاف؟‬

‫القنبلة السكانية‬
‫فــي الحقيقــة‪ ،‬واجهنــا بالطبــع هــذه القالقــل مــن قبــل‪.‬‬
‫وتوقــع بــول إرليــخ‪ ،‬الــذي نشــر فــي كتابــه «القنبلــة الســكانية»‬

‫‪51‬‬ ‫مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة‬


‫نســتخدم تكنولوجيــات يمكــن نقلهــا مــن بلــد إلــى آخــر دون‬ ‫عــام ‪ ،1968‬أن المجاعــات‪ ،‬وخاصــة فــي الهنــد‪ ،‬ســتقتل مئــات‬
‫قيــود جغرافيــة أو مناخيــة لضمــان إمكانيــة اســتخدام هــذه‬ ‫المالييــن فــي الســبعينيات والثمانينيــات‪ .‬ومــع ذلــك لــم يتحقــق‬
‫المحاصيــل المحســنة مــن قبــل الجميــع وتلبيــة االحتياجــات‬ ‫هــذا الســيناريو أبــداً‪ .‬والحقيقــة‪ ،‬لــم يكــن األمــر بفضــل الثــورة‬
‫المختلفــة‪ .‬وهــذه المــرة تختلــف الخيــارات والتقنيــات‬ ‫الخضــراء‪ ،‬تحديــداً‪ ،‬بــل بفضــل عمــل رجــل واحــد‪.‬‬
‫والممارســات»‪.‬‬ ‫ســاعد نورمــان بورلــوج‪ ،‬وهــو مهنــدس زراعــي أميركــي‬
‫ويوافــق إيــكارت فويرتــز‪ ،‬منســق البحــوث وكبيــر الباحثيــن‬ ‫ولــد فــي كريســكو بواليــة آيــوا‪ ،‬علــى تحســين شــكل الزراعــة‬
‫فــي مركــز برشــلونة للشــؤون الدوليــة‪ ،‬علــى أنــه ليــس مــن‬ ‫العالميــة فــي الخمســينيات والســتينيات‪ .‬وقــد فعــل ذلــك مــن‬
‫الواضــح مــا إذا كان مــن الممكــن تحقيــق ثــورة خضــراء أخــرى‬ ‫خــال التربيــة االنتقائيــة وخلــق مجموعــة قزميــة متنوعــة مــن‬
‫بطريقــة مســتدامة بيئيـاً‪ .‬مضيفـاً‪« :‬هنــاك طرق أخــرى لمعالجة‬ ‫القمــح التــي أنتجــت المزيــد مــن الحبــوب لــكل فــدان‪ .‬وأدى‬
‫هــذه القضيــة‪ .‬علــى ســبيل المثــال‪ ،‬الحــد مــن نفايــات الطعــام‬ ‫عمــل مماثــل فــي المعهــد الدولــي لبحــوث األرز فــي الفلبيــن‬
‫أو اســتهالك اللحــوم‪ .‬فالحميــة القائمــة علــى النباتــات أقــل‬ ‫إلــى تحســين إنتاجيــة األرز بشــكل كبيــر‪.‬‬
‫كثافــة بكثيــر مــن المــوارد القائمــة علــى اللحــوم‪ ،‬إذ تســتخدم‬ ‫وشــكلت الثــورة الخضــراء زيــادة حــادة فــي إنتــاج الحبــوب‪،‬‬
‫ثلثــي األراضــي الصالحــة للزراعــة فــي العالــم إلنتــاج اللحــوم‪،‬‬ ‫وخاصــة القمــح‪ ،‬وذلــك بفضــل أصنــاف جديــدة مــن البــذور‬
‫ـراع أو إلنتــاج المــواد األوليــة مثــل الــذرة وفــول الصويــا»‪.‬‬
‫إمــا كمـ ٍ‬ ‫عاليــة اإلنتــاج التــي كانــت لديهــا أيض ـاً احتياجــات كبيــرة مــن‬
‫ويشــير إلــى أنــه «حالي ـاً ينتــج العالــم كميــة أكثــر مــن مــرة‬ ‫حيــث الــري والمبيــدات الحشــرية‪ .‬لقــد كانــت ثــورة مكنــت مــن‬
‫ونصــف مــن الغــذاء المطلــوب‪ ،‬وينتــج الكثيــر من الغــذاء القمامة‬ ‫تغذيــة الســكان المتزايديــن بســرعة‪.‬‬
‫الــذي ال ينبغــي أن يســتهلك ألســباب صحيــة‪ .‬دعونــا نكــون أقــل‬ ‫فــي عــام ‪ ،1970‬حصــل بورلــوج علــى جائــزة نوبــل‬
‫قلقــا قليــاً‪ .‬تســتخدم نســبة ‪ % 70‬مــن األراضــي العالميــة‬ ‫للســام للمســاعدة علــى إنقــاذ مليــار شــخص مــن المجاعــة‪.‬‬
‫إلنتــاج اللحــوم‪ .‬إذا تــم اســتهالك كميــات أقــل مــن اللحــوم‪ ،‬فــإن‬ ‫نحــن اآلن نواجــه الوضــع نفســه مــرة أخــرى‪ ،‬وتتوقــع األمــم‬
‫ا فــي‬‫اتبــاع نظــام غذائــي نباتــي أكثــر ســوف يقطــع شــوطاً طويـ ً‬ ‫المتحــدة أيضـاً أن عــدد ســكان العالــم قــد يصــل إلــى ‪11.2‬‬
‫هــذا الصــدد‪ .‬النفايــات الغذائيــة هــي أيض ـاً قضيــة ضخمــة‪.‬‬ ‫مليــار بحلــول عــام ‪ ،2100‬علــى الرغــم مــن االعتقــادات‬
‫وتخفيضهــا ســيحد مــن الحاجــة إلــى زيــادة اإلنتــاج»‪.‬‬ ‫الســابقة بأنهــا ســتصل إلــى تســعة مليــارات‪ .‬هــل نحــن‬
‫بحاجــة إلــى ثــورة خضــراء أخــرى؟‬
‫رؤيتان متنافستان‬ ‫يقــول ميــس موكايــد‪ ،‬أســتاذ العلــوم الطبيعيــة فــي الجامعــة‬
‫هنــاك رؤيتــان متنافســتان لكيفيــة حــدوث ثــورة خضــراء‬ ‫األميركيــة فــي دبــي‪« :‬أفضــل أن أســمي األمــر بـ«تطــور أخضــر»‬
‫جديــدة‪ ،‬أو ينبغــي‪ ،‬أن تحــدث‪ .‬األولــى هــي التكنولوجيــا‬ ‫آخــر‪ ،‬حيــث خيــارات الوقــت الراهــن والخيــارات فــي المضــي‬
‫الفائقــة‪ ،‬مــع تركيــز شــديد علــى اســتمرار عمــل بورلــوج لتربيــة‬ ‫إلــى اللــون األخضــر قــد تغيــرت»‪ .‬ويضيــف‪« :‬أصبح النــاس أكثر‬
‫محاصيــل أفضــل‪ ،‬ولكــن مــع التقنيــات الوراثيــة الحديثــة‪.‬‬ ‫إدراكاً بأننــا بحاجــة إلــى أن يكــون لدينــا خيــارات وممارســات‬
‫واألخــرى‪ ،‬كمــا يقــول مكايــد‪ ،‬تفضــل نظامـاً زراعيـاً أكثــر إدراكاً‬ ‫تركــز علــى البيئــة األخالقيــة لحمايــة الكوكــب‪ .‬وتــدرك‬
‫للمــوارد الطبيعيــة والمــوارد البيئيــة‪.‬‬ ‫الحكومــات وأصحــاب المصلحــة مــن القطــاع الخــاص أيض ـاً‬
‫والمحاصيــل التــي تكــون مقاومــة لألمــراض‪ ،‬يمكــن أن‬ ‫أننــا بحاجــة إلــى ممارســات وتكنولوجيــات ليســت مســتدامة‬
‫تبقــى علــى قيــد الحيــاة فــي المناخــات األكثــر قســوة‪ ،‬أو تنتــج‬ ‫وصديقــة للبيئــة فحســب‪ ،‬بــل يمكــن أن تضمــن األمــن الغذائــي‬
‫للجميــع فــي المســتقبل»‪.‬‬
‫ويشــير موكايــد إلــى أنــه فــي «هــذه المــرة‬
‫الصحــوة الخضــراء أو التطــور األخضــر مختلــف‪،‬‬
‫وســوف يبقــى كذلــك‪ .‬فنحــن نســتخدم تقنيــات‬
‫مبتكــرة فــي الزراعــة‪ ،‬الــري‪ ،‬والتكنولوجيــا‬
‫الحيويــة لجعــل األطعمــة أكثــر كثافــة فــي التغذيــة‪،‬‬
‫وآمنــة‪ ،‬مــع ضمــان اســتدامتها‪ .‬وقــد ســمحت‬
‫التكنولوجيــا الحيويــة للمزارعيــن والحكومــات‬
‫باســتخدام كميــات أقــل مــن المــواد الكيميائيــة‬
‫ومبيــدات اآلفــات‪ ،‬وزيــادة قيمــة المغذيــات‪ ،‬وزيــادة‬
‫الكميــات المحصوليــة واإلنتاجيــة‪ ،‬والحــد مــن‬
‫البصمــة الكربونيــة إلنتــاج بعــض المحاصيــل‪ .‬نحن‬

‫ومضات ‪ -‬السنة الرابعة ‪ -‬العدد السابع واألربعون‬


‫‪52‬‬
‫أكثــر ألجــل القيمــة النقديــة فــي نفــس االتجــاه كمــا قمــح‬
‫بورلــوج عالــي اإلنتاجيــة‪ .‬علــى ســبيل المثــال‪ ،‬هنــاك األرز‬
‫القــادر علــى تحمــل الفيضانــات‪ ،‬والــذرة المكتفيــة الميــاه‪،‬‬
‫ونباتــات الكســافا التــي تقــاوم فيــروس الخــط البنــي‪ .‬ويكتســب‬
‫هــذا األخيــر أهميــة خاصــة بالنســبة للمزارعيــن فــي أفريقيــا‪،‬‬
‫حيــث تعتبــر نباتــات الكســافا عنصــراً أساســياً لـــ ‪ 250‬مليــون‬
‫نســمة‪ ،‬علــى الرغــم مــن أن غالبيــة البلــدان األفريقيــة قــد‬
‫حظــرت المحاصيــل المعدلــة وراثي ـاً‪.‬‬
‫فــي الواليــات المتحــدة‪ ،‬تــم القيــام بتصميــم وراثــي لحوالــي‬
‫‪ 90‬فــي المائــة مــن فــول الصويــا والقطــن والكانــوال والــذرة‬
‫والشــمندر الســكري المبــاع‪ .‬فــي الواقــع‪ ،‬الواليــات المتحــدة‬
‫«وقــد كشــفت الدراســات التــي أجراهــا العديــد مــن‬ ‫والبرازيــل والهنــد هــي أكبــر مزارعــي المحاصيــل المعدلــة‬
‫الباحثيــن فــي هــذا المجــال‪ ،‬والتحليــل البعــدي للمنشــورات‬ ‫وراثي ـاً فــي العالــم‪ .‬ولكــن هــل عمــل هــذه الــدول هــو الجــواب؟‬
‫عــن الكائنــات المعدلــة وراثيـاً‪ ،‬واللجــان المســتقلة مــن منظمــة‬ ‫يقــول وورتــز‪« :‬ال توجــد أيــة إشــارة فــي هــذه المرحلــة إلــى‬
‫الصحــة العالميــة‪ ،‬ومنظمــة األغذيــة والزراعــة‪ ،‬وإدارة الغــذاء‬ ‫أن الكائنــات المعدلــة وراثيــاً ســوف تكــون قــادرة علــى دفــع‬
‫والــدواء فــي الواليــات المتحــدة‪ ،‬أن الكائنــات المعدّلــة وراثيـاً‬ ‫مكاســب إنتاجيــة مماثلــة كمــا فعلــت الثــورة الخضــراء‪ .‬أيض ـاً‬
‫الموجــودة حاليـاً فــي الســوق آمنــة االســتهالك‪ .‬وهنــاك دليــل‬ ‫مثــل الثــورة الخضــراء‪ ،‬الكائنــات المعدلــة وراثيــاً لهــا جانــب‬
‫واضــح للدســتور الغذائــي بشــأن وضــع العالمــات‬ ‫ســلبي بيئــي‪ .‬ويركــز جــزء كبيــر مــن البحــوث التــي تقــوم بهــا‬
‫الواليات المتحدة‬ ‫علــى الكائنــات المعدلــة وراثيـاً وتقييمهــا للســامة‬ ‫الشــركات الخاصــة علــى عــدد قليــل مــن المحاصيــل (بشــكل‬
‫والبرازيل والهند‬ ‫والمخاطــر‪ .‬إن مخــاوف الجمهــور العــام ال تســتند‬ ‫أساســي الــذرة وفــول الصويــا والقطــن) وبضــع ســمات‪ ،‬مثــل‬
‫هي أكبر منتجي‬ ‫إلــى حــد مــا إلــى العلــم‪ ،‬ولكــن إلــى نقــص المعرفــة‪،‬‬ ‫الصمــود أمــام مبيــدات اآلفــات التــي تبــاع مــن قبــل نفــس‬
‫وأعتقــد أن تعليــم المســتهلكين مهــم فــي الخطــوات المحاصيل المعدلة‬ ‫الشــركات‪ ،‬ويكــون لهــا أثــر بيئــي‪.‬‬
‫التــي نتخذهــا»‪.‬‬ ‫«لذلــك الكائنــات المعدلــة وراثيـاً ليســت رصاصــة فضيــة‪.‬‬
‫وراثيًا في العالم‬
‫ويعتقــد كل مــن وورتــز ومكايــد أن هنــاك حاجــة‬ ‫وإذا مــا اســتخدمت‪ ،‬فســيكون هنــاك حاجــة إلــى مزيــد مــن‬
‫إلــى ثــورة خضــراء بديلــة‪ ،‬إذ إن البشــرية ال تقتضــي فقــط‬ ‫البحــوث الممولــة مــن القطــاع العــام التــي تركز علــى المحاصيل‬
‫زيــادة فــي إنتــاج المحاصيــل‪ ،‬وإنمــا تغييــر ســلوك المســتهلك‬ ‫اليتيمــة (مثــل الكســافا) والســمات التــي يجــري بحثهــا حالي ـاً‬
‫وتحســين اســتهالكه‪ .‬ويتعيــن أيضــاً معالجــة التوزيــع غيــر‬ ‫(مثــل مقاومــة الجفــاف)»‪.‬‬
‫المتكافــئ لتوافــر األغذيــة‪ ،‬مــع بعــض الســكان الذيــن يعانــون‬
‫مــن أوبئــة الســمنة‪ ،‬وغيرهــا كســوء التغذيــة‪.‬‬ ‫انعدام المخاطر الصحية‬
‫ويقــول مكايــد «هنــاك حاجــة إلــى التعــاون بيــن جميــع‬ ‫إن القلــق العــام بشــأن المحاصيــل المعدلــة وراثي ـاً يشــكل‬
‫أصحــاب المصلحــة‪ .‬هــذه قضيــة عالميــة‬ ‫حاجــزاً كبيــراً‪ ،‬مــع تركيــز اهتمــام وســائل اإلعــام فــي كثيــر مــن‬
‫تحتــاج إلــى شــراكات بيــن القطاعيــن‬ ‫األحيــان علــى المخاطــر الصحيــة المحتملــة‪ .‬ومــع ذلــك‪ ،‬فــإن‬
‫في عام ‪ ،1970‬حصل‬ ‫العــام والخــاص‪ .‬نحــن بحاجــة لتثقيــف‬ ‫تقريــر عــام ‪ 2016‬مــن األكاديميــات الوطنيــة للعلــوم والهندســة‬
‫المســتهلكين حــول الســلوكيات الغذائيــة بورلوج على جائزة نوبل‬ ‫والطــب يشــير إلــى أن هنــاك إجماع ـاً علمي ـاً علــى أن األغذيــة‬
‫وخيــارات األطعمــة‪ .‬ونحــن بحاجــة إلــى للسالم للمساعدة على‬ ‫المعدلــة وراثي ـاً آمنــة‪.‬‬
‫إنقاذ مليار شخص من‬ ‫تنويــع الخيــارات المتاحــة إلنتــاج األغذيــة‪،‬‬ ‫وقــال مكايــد‪« :‬لقــد ســاعدتنا التكنولوجيــا الحيويــة‬
‫والبــدء فــي التفكيــر بشــكل مبتكــر فــي النظــر‬ ‫واألغذيــة المعدلــة وراثيــاً بالفعــل فــي جميــع أنحــاء العالــم‬
‫المجاعة‬
‫إلــى التكنولوجيــات والممارســات التــي‬ ‫علــى زيــادة غلــة المحاصيــل وتحســين الجــودة (مــن محتــوى‬
‫ســتمكن اإلنتــاج الغذائــي المســتدام‪ .‬بالتأكيــد‪ ،‬نحــن بحاجــة‬ ‫المغذيــات إلــى مجموعــة متنوعــة مــن النكهــات)‪ ،‬وخفضــت‬
‫إلــى تخفيــض فــي اســتهالك الســكان المتقدميــن‪ ،‬تمام ـاً كمــا‬ ‫تكاليــف بعــض المحاصيــل والمنتجــات المصنوعــة منهــا»‪.‬‬
‫نحتــاج إلــى تثقيــف النــاس حــول تأثيــر خياراتهــم‪ .‬ويتعيــن علــى‬ ‫ويضيــف‪« :‬وعــاوة علــى ذلــك‪ ،‬ســمحت لنــا التكنولوجيــا‬
‫الجميــع أن يضعــوا فــي اعتبارهــم البيئــة والدرايــة الكافيــة‬ ‫األحيائيــة بإنتــاج محاصيــل فــي مواقــع لهــا تحديــات مناخيــة‬
‫لمعرفــة أن خياراتنــا الحاليــة تؤثــر فــي نهايــة المطــاف علــى‬ ‫وجويــة‪ ،‬ومناطــق قــد تكــون فيهــا الميــاه نــادرة‪ ،‬وأتاحــت إنتــاج‬
‫صحــة وســامة الســكان فــي المســتقبل»‪.‬‬ ‫محاصيــل أكثــر مرونــة ومقاومــة لآلفــات»‪.‬‬

‫‪53‬‬ ‫مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة‬


‫تنافس شرس بين الشركات‬
‫إلطالق أقمار رخيصة تغطي األرض‬

‫أعجوبة اإلنترنت‬
‫الفضائي‬

‫ومضات ‪ -‬السنة الرابعة ‪ -‬العدد السابع واألربعون‬


‫‪54‬‬
‫ومضات ‪ -‬خاص‪:‬‬
‫فــي عــام ‪ ،2015‬نشــر فــاروق خــان‪ ،‬رئيــس شــركة «سامســونغ‬
‫ريس ــيرتش أمي ــركا»‪ ،‬ورق ــة بحثي ــة بعن ــوان «اإلنترن ــت النق ــال م ــن‬
‫الس ــماوات» وص ــف في ــه رؤيت ــه ف ــي توفي ــر «خدم ــات اإلنترن ــت‬
‫للجمي ــع ف ــي أنح ــاء العال ــم ع ــن طري ــق األقم ــار الصناعي ــة‬
‫الصغي ــرة منخفض ــة التكلف ــة»‪ .‬وأوض ــح الفك ــرة م ــن خ ــال‬
‫اس ــتخدام مجموع ــة مكون ــة م ــن حوال ــي ‪ 4000‬قم ــر صناع ــي‬
‫عل ــى الم ــدار األرض ــي المنخف ــض لتوفي ــر اإلنترن ــت عال ــي‬
‫الس ــرعة ف ــي جمي ــع أنح ــاء الكوك ــب‪.‬‬

‫يعــد اإلنترنــت عبــر األقمــار الصناعيــة ظاهــرة‬


‫جديــدة‪ ،‬رغــم أن الفكــرة كانــت قيــد التــداول لســنوات‪،‬‬
‫كمــا كان فــي بعــض األحيــان يعتقــد أن األمــر أشــبه مــا‬
‫يكــون بحلــم مــن قبــل العديــد مــن الخبــراء‪ .‬تقليديــاً‪،‬‬
‫لــدى مــزودي اإلنترنــت عبــر األقمــار الصناعيــة مشــكلة‬
‫واحــدة مشــتركة وهــي‪ :‬الزمــن الــذي تســتغرقه عمليــات‬
‫االتصــال‪ .‬فالفجــوة الزمنيــة بيــن األقمــار الصناعيــة التــي‬
‫تتلقــى طلبــاً وتــرد عليــه فــي وقــت مناســب غيــر ممكــن‬
‫حتــى اآلن‪ .‬إذ إن الفــارق غيــر عملــي لمنصــات التواصــل‬
‫االجتماعــي مثــل «ســناب شــات» أو تطبيقــات أخــرى‪ .‬فــي‬
‫الحقيقــة‪ ،‬جلــب مجموعــة أكبــر مــن األقمــار الصناعيــة‬
‫الرخيصــة علــى نحــو أقــرب إلــى األرض‬
‫تتطلع شركة‬ ‫مثلمــا يقتــرح فــاروق خــان‪ ،‬مــن المحتمــل‬
‫«سامسونغ» إلى جعل‬ ‫أن يقلــل مــن الزمــن الــذي تســتغرقه‬
‫عمليــات االتصــال مــن ‪ 500‬ميلــي ثانيــة‬
‫يوتوبيا اإلنترنت الفضائي‬
‫إلــى ‪ 20‬ميلــي ثانيــة‪.‬‬
‫حقيقة واقعة‬
‫فــي الوقــت الــذي يبــدو األمــر مثيــراً‪ ،‬إال أن إطــاق‬
‫‪ 4000‬قمــر صناعــي فقــط ليــس كافي ـاً لتغطيــة الكوكــب‬
‫كلــه ليتطابــق بشــكل كلــي مــع دوران األرض ألجــل ضمــان‬
‫تجــارب اإلنترنــت المســتمرة‪ .‬وهــذا يعنــي أساســاً أن‬
‫الشــركات ســوف تضطــر إلــى إطــاق الكثيــر مــن األقمــار‬
‫الصناعيــة للتعويــض عــن المتغيــرات‪ .‬وأشــارت ورقــة خــان‬
‫إلــى أن سامســونغ ســوف تتطلــع لجعــل هــذا النــوع مــن‬
‫اليوتوبيــا اإلنترنتيــة حقيقــة واقعــة‪ .‬وهنــاك أقمــار صناعيــة‬
‫أخــرى فــي الســباق ذات الثقــل الكبير مثل مشــروع «ســبيس‬
‫إكــس» إليلــون ماســك‪ ،‬المدعــوم مــن شــركة غوغــل‪ ،‬وشــركة‬
‫تدعــى «ون ويــب»‪ ،‬التــي تدعمهــا مجموعــة «ذا فيرجــن»‬
‫التــي يعــد ريتشــارد برانســون مؤسســها‪.‬‬

‫‪55‬‬ ‫مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة‬


‫أغناهــم وأبرزهــم هــو بيــل غيتــس ‪ -‬الــذي تقــدر ثروتــه بـــ‬ ‫وهنـــاك شـــركات أخـــرى أصغـــر حجمـــاً فـــي هـــذا‬
‫‪ 86‬مليــار دوالر ‪ -‬كان واحــداً مــن أول النــاس فــي العالــم‬ ‫الس ــباق أيض ـاً‪ ،‬ولك ــن ف ــي الواق ــع‪ ،‬لديه ــا فرص ــة ضئيل ــة‬
‫يجعــل كــرة الفضــاء اإلنترنيتيــة تبــدأ بالتدحــرج‪ .‬مــع‬ ‫ض ــد الش ــركات العمالق ــة المذك ــورة فيم ــا س ــبق‪ .‬مي ــزة‬
‫غيتــس‪ ،‬قــام كريــغ مــكاو رائــد صناعــة الهواتــف المحمولــة‬ ‫«ســبيس إكــس» ‪ -‬بصــرف النظــر عــن اإلمكانــات الماليــة‬
‫واألميــر الســعودي الوليــد بــن طــال بتمويــل مشــروع‬ ‫الكبيـــرة إليلـــون ماســـك ‪ -‬هـــو أن لديهـــا صواريخهـــا‬
‫«تيليديســك»‪ .‬وكانــت الشــركة تأمــل فــى إطــاق ‪840‬‬ ‫الخاص ــة الت ــي تطل ــق منه ــا األقم ــار الصناعي ــة‪ .‬بالنس ــبة‬
‫قمــراً صناعيـاً‪ ،‬بيــد أنهــا لــم تتمكــن مــن تطبيــق المشــروع‬ ‫لـــ «ون وي ــب» ‪ -‬عل ــى الرغ ــم م ــن ارتباطه ــا م ــع مجموع ــة‬
‫الــذي توقــف فــي عــام ‪.2002‬‬ ‫«ذا فيرج ــن» ‪ -‬كان ــت تعتب ــر ف ــي البداي ــة ش ــركة ناش ــئة‪.‬‬
‫لكـــن هـــذا تغيـــر مـــع صفقـــة الشـــركة مـــع شـــركة «بلـــو‬
‫فلمــاذا بالضبــط يهتــم رجــال أعمــال أغنيــاء بأعجوبــة‬ ‫أوريجـــن» لجيـــف بيـــزوس المختصـــة فـــي هندســـة‬
‫اإلنترنــت الفضائــي؟ مــن الواضــح أن الجــواب هــو المــال‪.‬‬ ‫الطيـــران والفضـــاء الجـــوي‪ .‬ومـــن المعلـــوم‪ ،‬أن «ون‬
‫كل هــؤالء الرجــال يتنافســون علــى فرصــة لبيــع اتصــاالت‬ ‫وي ــب» أصبح ــت أول ش ــركة تتلق ــى تصريحـ ـاً م ــن هيئ ــة‬
‫اإلنترنــت عاليــة الســرعة عبــر األقمــار الصناعيــة إلــى‬ ‫االتص ــاالت الفيدرالي ــة األميركي ــة لبن ــاء خدم ــة إنترن ــت‬
‫المليــارات مــن النــاس فــي جميــع أنحــاء العالــم الذيــن‬ ‫عبـــر األقمـــار الصناعيـــة مـــن الجيـــل القـــادم والتـــي‬
‫ليــس لديهــم بعــد قــدرة علــى الوصــول إلــى اإلنترنــت‪ ،‬وفي‬ ‫تســـتهدف العمـــاء فـــي الواليـــات المتحـــدة‪.‬‬
‫هــذه العمليــة تصبــح الشــركة القــادرة علــى القيــام بذلــك‬
‫أكبــر شــركة اتصــاالت عالميــة‪ .‬الرئيــس التنفيــذي غريــب‬ ‫يعتقــد بعــض الخبــراء أن تكنولوجيــا إنترنــت الفضــاء‬
‫األطــوار لشــركة «ســبيس اكــس»‪،‬‬ ‫هــو حلــم بعيــد المنــال‪ .‬ومــع‬
‫إيلــون ماســك يفكــر أكثــر مــن أي‬ ‫ذلــك‪ ،‬فرجــال ‪ -‬فائقــي الــذكاء‬
‫شــخص آخــر فــي هــذه اللعبــة‪ .‬وبمــا‬ ‫والغنــى ‪ -‬مثــل جيــف بيــزوس‬
‫أن هــذا الشــكل مــن اإلنترنــت يمــر‬ ‫الــذي بلغــت ثروتــه ‪ 72.8‬مليــار‬
‫عبــر الفضــاء‪ ،‬فهــو يعتقــد أن هنــاك‬ ‫دوالر‪ ،‬وإيلــون ماســك ‪ 13.9‬مليــار‬
‫فرصــة جيــدة لالســتفادة مــن هــذه‬ ‫دوالر‪ ،‬وبرانســون ‪ 5‬مليــارات وفقـاً‬
‫الشــركة لتصبــح أول مــزود إنترنــت‬ ‫لقائمــة فوربــس لعــام ‪،2017‬‬
‫للبشــر بعــد اســتعمار المريــخ بنجــاح‪.‬‬ ‫ال يقومــون بخطــوات كهــذه عــن‬
‫لكنهــم ســيحتاجون إلــى العمــل‬ ‫عبــث‪ .‬هــؤالء يطلقــون شــرارات‬
‫بســرعة‪ .‬ففــي حيــن أن األقمــار‬ ‫الثــورات العلميــة‪ .‬فــي الواقــع‪،‬‬

‫ومضات ‪ -‬السنة الرابعة ‪ -‬العدد السابع واألربعون‬


‫‪56‬‬
‫الصناعيــة الصغيــرة التــي تخطــط كل مــن شــركة «ســبيس‬
‫إكــس» و«ون ويــب» الســتخدامها بغــرض إنشــاء مجموعــات‬
‫مــن األقمــار الصناعيــة تكــون أرخــص بكثيــر ممــا كانــت‬
‫عليــه عندمــا حــاول غيتــس وضــع يــده فــي هــذه المهمــة‪،‬‬
‫تلــك الشــركات ال تــزال بحاجــة إلــى أكثــر مــن ‪ 4000‬قمــر‬
‫صناعــي‪ .‬ســوف تكــون التكلفــة اإلجماليــة عاليــة‪ ،‬إضافــة‬
‫إلــى ذلــك هــي حقيقــة أن تلك الشــركات تســتهدف البلدان‬
‫الناميــة‪ ،‬بالتالــي يجــب أن يكــون كل شــيء رخيص ـاً بــدءاً‬
‫مــن تكاليــف االشــتراك إلــى أطبــاق األقمــار الصناعيــة‪.‬‬
‫ثــم هنــاك مشــكلة مــع وصــات اإلنترنــت الســلكية وخطــط‬
‫البيانــات المتنقلــة الالســلكية التــي تصــل إلــى الجميــع‬
‫فــي العالــم أســرع بكثيــر ممــا كان متوقع ـاً فــي الســابق‪.‬‬
‫وفــي النهايــة‪ ،‬فــإن نحــو ‪ 51‬فــي المائــة مــن العالــم يتمتــع‬
‫بإمكانيــة الوصــول إلــى اإلنترنــت‪ .‬بالتالــي تجــد أنــه مــن‬
‫مجموعــات جديــدة مــن ســواتل اإلنترنــت فــي االنتشــار‬ ‫الصعــب إقنــاع النــاس دفــع ثمــن اإلنترنــت الجديــد إذا كان‬
‫فــي المــدار األرضــي المنخفــض والمــدار األرضــي‬ ‫متوافــراً لديهــم فــي الســابق بشــكل رخيــص‪.‬‬
‫المتوســط‪ .‬هــذه هــي البدايــة فقــط‪ ،‬إذ تخطــط «ســبيس‬
‫إكــس» إلرســال مــا يقــرب مــن ‪ 12‬ألــف قمــر صناعــي‬ ‫وثمــة نقطــة أخــرى ينبغــي النظــر فيهــا‪ ،‬وهــي أن‬
‫صغيــر يــوزّع اإلنترنــت‪ ،‬فــي حيــن أن «ون ويــب» نالــت‬ ‫الواليــات المتحــدة األميركيــة ليســت وحدهــا فــي ســعيها‬
‫موافقــة إطــاق ‪ 700‬قمــر صناعــي فــي ‪ .2017‬فــي‬ ‫إلــى إتاحــة الوصــول إلــى اإلنترنــت للمالييــن فــي جميــع‬
‫الحقيقــة‪ ،‬المــدار األرضــي المنخفــض علــى وشــك أن‬ ‫أنحــاء العالــم‪ .‬ففــي الوقــت الــذي تأخــذ الشــركات فــي‬
‫يصبــح مزدحمــاً‪.‬‬ ‫الواليــات المتحــدة األضــواء‪ ،‬نجــد شــركات صغيــرة‬
‫مثــل مشــغل األقمــار الصناعيــة «يــاه ســات»‪ ،‬مقرهــا فــي‬
‫عمالقة التكنولوجيا‬ ‫أبوظبــي‪ ،‬تمضــي بصمــت إلــى احتــال أســواق أصغــر‪.‬‬
‫‪ -‬ســتطلق «ســبيس إكــس» ســاتل وجود المزيد من األقمار‬ ‫بــدأت شــركة «يــاه ســات» المملوكــة بالكامــل لـــ «مبادلــة‬
‫الصناعية في المدار‬ ‫اإلنترنــت النموذجــي هــذا العــام‪ ،‬وهــو أول‬ ‫لالســتثمار» فــي أبوظبــي‪ ،‬بإطــاق قمرهــا الثالــث فــي‬
‫األرضي المنخفض‬ ‫ال مــن‬
‫مجموعــة مكونــة مــن ‪ 4425‬ســات ً‬ ‫مــدار الشــهر الماضــي‪ .‬اســتطاع القمــر الصناعــي‬
‫شــأنها أن تشــكل خدمــة «ســتارلينك»‪.‬‬ ‫«اليــاه ‪ »3‬إلــى توســيع تغطيــة الشــركة إلــى ‪ 19‬ســوقاً‬
‫يخلف مشكلة النفايات‬
‫‪ -‬تقــوم سامســونغ بنشــر قمــر‬ ‫فــي أفريقيــا‪ ،‬وشــهد أيضـاً دخــوالً إلــى البرازيــل‪ .‬إطــاق‬
‫الفضائية‬ ‫صناعــي عبــر اإلنترنــت هــذا العــام‪ ،‬وهــو األول مــن نوعــه‬ ‫«اليــاه ‪ »3‬يعنــي أن األقمــار الصناعيــة لـــ «يــاه ســات»‪،‬‬
‫فــي خطــة للبــدء بنشــر ‪ 4600‬قمــر صناعــي إلــى المــدار‬ ‫والتــي تشــمل «اليــاه ‪ )2011( »1‬و»اليــاه ‪،)2012( »2‬‬
‫األرضــي المنخفــض بحلــول عــام ‪.2028‬‬ ‫تغطــي ‪ 140‬دولــة فــي جميــع أنحــاء الشــرق األوســط‬
‫‪ -‬كمــا أعلنــت شــركة بوينــغ عــن إطــاق أقمــار‪ ،‬إذ‬ ‫وأفريقيــا وأوروبــا ووســط وجنــوب شــرق آســيا‪ ،‬فــي‬
‫يوجــد لــدى شــركة الفضــاء العمالقــة خطــط إلنشــاء‬ ‫حيــن أن خدمــة النطــاق العريــض للشــركة‪« ،‬ياهكليــك»‪،‬‬
‫مجموعــة ســاتلية تبلــغ ‪ 2956‬مــن شــأنها أن توفــر‬ ‫تغطــي ‪ 28‬بلــداً فــي أفريقيــا‪ ،‬وســط وجنــوب غــرب آســيا‬
‫النطــاق العريــض المعــزز‪.‬‬ ‫والشــرق األوســط‪.‬‬
‫‪ -‬لــدى شــركات مثــل «ون ويــب»‪« ،‬تيليســات ليــو»‪،‬‬
‫«ســيس أو‪3‬ب»‪« ،‬إيريديــوم نيكســت» و«ليوســات» خطــط‬ ‫وأخيــراً‪ ،‬هنــاك مشــكلة غيــر مرغــوب فيهــا تتعلــق‬
‫إلرســال مــا بيــن بضــع عشــرات وبضــع مئــات مــن األقمــار‬ ‫بالمخلفــات الفضائيــة؛ إذ إن المزيــد مــن األقمــار‬
‫الصناعيــة إلــى المــدار األرضــي المنخفــض لتعزيــز‬ ‫الصناعيــة يعنــي المزيــد مــن االصطدامــات‪ ،‬كمــا أن‬
‫عــرض النطــاق التــرددي العالمــي‪ ،‬ابتــداء مــن هــذا العــام‪.‬‬ ‫المزيــد مــن االصطدامــات يعنــي المزيــد مــن الحطــام‪،‬‬
‫‪ -‬بالتزامــن مــع «تاليــس» و«بوينــغ»‪ ،‬تخطــط «ســيس‬ ‫مــا يــؤدي بــدوره إلــى كثيــر مــن الخــردة الفضائيــة‪ .‬يبــدو‬
‫‪ 03‬بــي» الســتخدام مجموعتهــا المقترحــة مــن ‪27‬‬ ‫أن ســباق اإلنترنــت الفضائــي ســوف يصــب الزيــت علــى‬
‫ال لســد الفجــوة الرقميــة العالميــة‪.‬‬ ‫ســات ً‬ ‫تلــك الحرائــق‪ .‬فــي عــام ‪ 2018‬وحــده‪ ،‬ســتبدأ ثمانــي‬

‫‪57‬‬ ‫مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة‬


‫ّ‬
‫تصفحه تعاطي الكوكايين في تأثيره على الدماغ‬ ‫يعادل‬

‫خوارزميات‬
‫فيسبوك الملغومة‬
‫متجددة‬
‫ّ‬ ‫اتهامات كثيرة طالت «فيســبوك» ومؤسســها زوكربيرغ على مدى ســنوات‪ .‬وجميعها شــكلت ما ّدة‬
‫للت ــداول ف ــي الصحاف ــة العالمي ــة ومنتدي ــات اإلنترن ــت ومواق ــع األخب ــار وأف ــام هولي ــوود وتفاعالتن ــا ضم ــن‬
‫تطبيقــات السوشــيال ميديــا ذاتهــا‪ ..‬بيــد أنهــا جميعـ ًا كانــت مثــل زوبعــة مؤقتــة فــي فنجــان التكنولوجيــا‪ ،‬بمــا‬
‫تمســنا بشــكل شــخصي وال تؤثــر فــي مصالحنــا الفرديــة كمســتخدمي تطبيــق فيســبوك‪ .‬لكــن‬ ‫أنهــا لــم تكــن ّ‬ ‫رامي عبود‬
‫األمــر اختلــف أخيــراً‪.‬‬ ‫أكاديمي وباحث في فلسفة التكنولوجيا‬
‫المعلومات واالتصاالت ‪ -‬كندا‬

‫ومضات ‪ -‬السنة الرابعة ‪ -‬العدد السابع واألربعون‬


‫‪58‬‬
‫بعـــد توقّـــف موقعـــه نابســـتر (‪ )Napster‬الـــذي أنشـــأه‬ ‫االته ــام ه ــذه المـ ـرّة‪ ،‬ال يش ــبه غي ــره م ــن االتهام ــات‬
‫فــي ‪1999‬م بعــد خســارته صراع ـاً قضائي ـاً حــول حقــوق‬ ‫الســـالفة‪ ،‬ليـــس ألنـــه جـــاء علـــى هيئـــة قصـــف عنيـــف‬
‫ملكي ــة محت ــواه‪ ،‬اعتب ــر أنن ــا نخاط ــر بالصح ــة الذهني ــة‬ ‫بنيـــران صديقـــة فحســـب‪ ،‬وإنمـــا كذلـــك ألنـــه يتعلّـــق‬
‫ألطفالن ــا الذي ــن يس ــتخدمون فيس ــبوك‪ ،‬مصرّحــاً بقول ــه‬ ‫بـــكل منـــا مباشـــرة مـــن حيـــث كينوناتنـــا الســـيكولوجية‬
‫«اهلل وح ــده يعل ــم م ــاذا يفع ــل ف ــي أدمغ ــة أطفالن ــا»‪ .‬تل ــك‬ ‫واالجتماعي ــة‪ ،‬ووجودن ــا برمّت ــه‪ .‬أصبحن ــا نح ــن أنفس ــنا‬
‫تصريح ــات مس ــؤول آخ ــر رفي ــع المس ــتوى ف ــي فيس ــبوك‪،‬‬ ‫ف ــي مرم ــى اله ــدف‪ .‬وعل ــى أدن ــى تقدي ــر‪ ،‬ل ــم نع ــد طرف ـاً‬
‫الت ــي ج ــاءت مذيَّل ــة باعتراف ــه ب ــأن مؤسِّ س ــي فيس ــبوك‬ ‫محايـــداً فـــي هـــذا المنعطـــف الكاشـــف ضمـــن مســـيرة‬
‫كانـــوا علـــى درايـــة واعيـــة بـــكل ذلـــك‪ ،‬إال أنهـــم قـــرروا‬ ‫فيســـبوك‪ .‬فهـــل بـــات يتعيّـــن علينـــا اآلن إعـــادة ترتيـــب‬
‫(‪)2‬‬
‫المض ــي قدمــاً عل ــى أي ح ــال‪.‬‬ ‫عالقتنـــا بفيســـبوك والتحقيـــق فـــي نظرتنـــا إليهـــا؟‬
‫لعـــل‪ ،‬تصريـــح باركـــر هـــذا لـــم يجـــاوز الحقيقـــة‪،‬‬ ‫علـــى طريقـــة «وشـــهد شـــاهد مـــن أهلهـــا»‪ ،‬وفـــي‬
‫فليـــس هنـــاك قياســـات علميـــة أو دراســـات كافيـــة‬ ‫تصريحـــات أدلـــى بهـــا فـــي نوفمبـــر ‪2017‬م موظـــف‬
‫بإمكانهـــا الوقـــوف علـــى الحقيقـــة «الكاملـــة» بشـــأن‬ ‫ســـابق ‪ -‬رفيـــع المســـتوى بفيســـبوك‪ ،‬جـــرى تعريـــة‬
‫تبعـــات اســـتخدامنا فيســـبوك‪ ،‬ال ســـيما تأثيراتهـــا‬ ‫كس ــاء الب ــراءة ال ــذي طالم ــا كان ي ــواري س ــوءات ه ــذا‬
‫المختلفـــة علـــى الدمـــاغ مـــن الناحيـــة الفســـيولوجية‪،‬‬ ‫التطبيـــق االجتماعـــي األوســـع انتشـــاراً بيـــن ســـكان‬
‫وعل ــى تش ــكيل توجهاتن ــا السياس ــية‬ ‫كوكبنــا‪ .‬فقــد ص ـرّح تشــاماث باليهابيتيــا‪ ،‬الــذي انضــم‬
‫والشـــرائية‪ .‬كذلـــك‪ ،‬مـــدى تنفّذهـــا‬ ‫إلـــى فريـــق فيســـبوك فـــي ‪2007‬م وغـــادر منصبـــه‬
‫ضمـــن المتغيـــرات الســـيكولوجية‬ ‫كنائـــب الرئيـــس لتوســـيع قاعـــدة المســـتخدمين فـــي‬
‫واالجتماعيـــة فـــي بنيـــة المجتمـــع‪،‬‬ ‫‪2011‬م‪ ،‬بقولـــه «أعتقـــد أننـــا خلقنـــا أدوات تشـــتغل‬
‫وفـــي تشـــكيل النظـــام الدولـــي‬ ‫عل ــى تمزي ــق النس ــيج االجتماع ــي… خلقن ــا حلق ــات م ــن‬
‫المعاصـــر‪ .‬هـــذا‪ ،‬لـــو أخذنـــا فـــي‬ ‫التغذي ــة الراجع ــة الت ــي يحركه ــا الدوبامي ــن‪ ،‬بإمكانه ــا‬
‫االعتبــار أن فيســبوك تســتحوذ علــى‬ ‫تدميـــر آليـــات عمـــل المجتمـــع»‪.‬‬
‫مليــاري مســتخدم بنهايــة ‪2017‬م (=‬ ‫والدوباميـــن هرمـــون طبيعـــي‪ ،‬مصـــدره الدمـــاغ‪،‬‬
‫ثلـــث ســـكان العالـــم تقريبـــاً)‪.‬‬ ‫يكس ــبنا الش ــعور بالمتع ــة‪ ،‬ويؤث ــر ف ــي س ــلوكنا‪ .‬كم ــا‪ ،‬ع ّب ــر‬
‫عــن ندمــه علــى المشــاركة فــي خلــق تلــك األدوات معترفـاً‬
‫أسئلة عصيبة‬ ‫بأن ــه ش ــخصياً ق ــد أقل ــع ع ــن اس ــتخدام فيس ــبوك من ــذ‬
‫إزاء تتابـــع هـــذا القصـــف‬ ‫س ــنوات‪ ،‬قائ ــاً ‪« :‬إذا كن ــتَ تطع ــم الوح ــش‪ ،‬ف ــإن الوح ــش‬
‫الالعشــوائيّ ‪ ،‬نشــر فريــق األبحــاث‬ ‫س ــوف يد ّم ــرك»‪ .‬وث ّم ــة عش ــرات األمثل ــة الدال ــة‪ ،‬فف ــي‬
‫فـــي فيســـبوك فـــي ‪ 15‬ديســـمبر‬ ‫الهنـــد وتحـــت ضغـــوط خـــوف األهالـــي مـــن اختطـــاف‬
‫تصفح فيسبوك‬‫ّ‬ ‫لماذا‬ ‫‪2017‬م‪ ،‬تقري ــراً مطـ ـ ّوالً بعن ــوان «أس ــئلة‬ ‫أطفالهـــم‪« ،‬حدثـــت إعدامـــات خـــارج نطـــاق القانـــون»‪.‬‬
‫عصيبـــة‪ :‬هـــل تمضيـــة الوقـــت فـــي‬ ‫ويتاب ــع بقول ــه‪« :‬ح ــان الوق ــت إلح ــداث قطيع ــة صارم ــة‬
‫يعادل تعاطي‬ ‫مــع بعــض هــذه األدوات «يقصــد فيســبوك»»‪ .‬ثــم‪ ،‬يص ّعــد‬
‫السوشـــيال ميديـــا أمـــر ســـيئ بالنســـبة‬
‫الكوكايين في تأثيره‬ ‫لنــا؟ وللوهلــة األولــى‪ ،‬ســتدرك مــن عنــوان‬ ‫حديثـــة مخاطبـــاً خريجـــي جامعـــة ســـتانفورد‪« :‬قـــد ال‬
‫على الدماغ؟‬ ‫هـــذا التقريـــر أنـــه يحتمـــل القليـــل مـــن‬ ‫(‪)1‬‬
‫تُ ــدرِ ك األم ــر‪ ،‬ولكن ــك مبر َم ــج»‪.‬‬
‫الموضوعيــة‪ .‬وذلــك فــي ضــوء اســتخدام‬ ‫لــم تكــن مقذوفــات باليهابيتيــا الكالميــة هــي الوحيــدة‬
‫كلمـــة «السوشـــيال ميديـــا» بـــدالً مـــن «فيســـبوك»‬ ‫التــي ســقطت أخيــراً فــي مرمــى فيســبوك‪ .‬ففــي نوفمبــر‬
‫تحديــداً‪ .‬وتلــك منــاورة حذقــة للتسـتّر علــى حقيقــة أن‬ ‫‪2017‬م‪ ،‬أيضــاً‪ ،‬تلق ــى فيس ــبوك ضرب ــة مثيل ــة م ــن ش ــون‬
‫مس ــتخدمي «فيس ــبوك» يمثّل ــون الكتل ــة األعظ ــم بي ــن‬ ‫باركـــر ‪ -‬الشـــريك المؤسِّ ـــس فـــي فيســـبوك (أو فتـــى‬
‫مســـتخدمي تطبيقـــات «السوشـــيال ميديـــا» األخـــرى‪،‬‬ ‫الكوكاييـــن الـــذي لعـــب دوره جاســـتين تيمبرليـــك فـــي‬
‫مـــا يجعـــل كليهمـــا مرادفـــاً لآلخـــر علـــى نحـــو مـــا‪.‬‬ ‫فيل ــم ‪ ،)The Social Network‬وال ــذي اضط ــر لمغ ــادرة‬
‫وإمعانـــاً فـــي تأكيـــد هـــذا المعنـــى المـــراوغ‪ ،‬أكـــد‬ ‫فيس ــبوك ف ــي ‪2005‬م عل ــى خلفي ــة اتهام ــه بحي ــازة م ــواد‬
‫التقريــر فــي نصــه صراح ـ ًة أنــه يرصــد حــال مســتخدمي‬ ‫مخ ــدرة‪ .‬إذ ص ـرّح بارك ــر ب ــأن فيس ــبوك «يس ــتغل جوان ــب‬
‫اإلنترنـــت‪ ،‬عمومـــاً‪ ،‬وليـــس مســـتخدمي فيســـبوك‪،‬‬ ‫الضعـــف فـــي النفـــس البشـــرية»‪ ،‬وأنـــه «حَ رفيّـــاً يتحكّـــم‬
‫خصوصــاً‪ .‬كم ــا‪ ،‬ال يخف ــى عل ــى أح ــد أن هك ــذا تقاري ــر‬ ‫فــي عالقتنــا بالمجتمــع وبأقراننــا علــى الســواء»‪ .‬كمــا أن‬
‫يجـــب أن تصـــدر عـــن جهـــة محايـــدة‪ ،‬تفاديـــاً لالتهـــام‬ ‫بارك ــر ال ــذي انض ــم إل ــى فيس ــبوك ف ــي ش ــهورها األول ــى‬

‫‪59‬‬ ‫مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة‬


‫أســـرع مـــن اســـتجاباتهم إلشـــارات الســـير»‪ .‬مـــا يعنـــي‬ ‫بتناق ــض المصال ــح‪ .‬ذل ــك‪ ،‬عل ــى الرغ ــم م ــن أن التقري ــر‬
‫أن بعـــض مســـتخدمي فيســـبوك قـــد يمنحـــون األولويـــة‬ ‫يس ــتعرض بحرف ّي ــة ش ــديدة نتائ ــج وآراء علمي ــة يع ــارض‬
‫للتفاع ــل م ــع الرس ــائل الت ــي تصله ــم عب ــر فيس ــبوك ف ــي‬ ‫بعضه ــا بعضــاً‪ ،‬أي عل ــى طريق ــة ال ــرأي وال ــرأي اآلخ ــر‪.‬‬
‫مقاب ــل االس ــتجابة الفوري ــة للحال ــة المروري ــة‪ ،‬ف ــي ح ــال‬ ‫وكذلــك‪ ،‬اشــتمل علــى إشــارات كثيــرة لدراســات وجامعــات‬
‫اســـتخدام هواتفهـــم الذكيّـــة أثنـــاء القيـــادة‪ .‬وبالتالـــي‪،‬‬ ‫ودوريـــات علميـــة ومراكـــز بحثيـــة وأكاديمييـــن‪ ،‬ســـواء‬
‫يضع ــون حياته ــم عل ــى المح ــكّ ‪ )4(.‬وف ــي اس ــتقصاء آخ ــر‪،‬‬ ‫تربطه ــم عالق ــة مباش ــرة أو غي ــر مباش ــرة م ــع فيس ــبوك‪.‬‬
‫تب ّي ــن أن تطبيق ــات الص ــور‪ ،‬وأبرزه ــا إنس ــتغرام الممل ــوك‬ ‫وهــذه منــاورة مســتترة أخــرى‪ ،‬تهــدف منــح التقريــر نوع ـاً‬
‫أيضـاً لفيســبوك‪ ،‬يــؤدي إلــى «التأثيــر ســلبياً علــى الصــور‬ ‫م ــن الش ــرعية العلمي ــة‪ ،‬بم ــا ه ــو ص ــادر ع ــن جه ــة تعتب ــر‬
‫(‪)5‬‬
‫الذهنيـــة للجســـد‪ ،‬وجـــودة النـــوم‪ ،‬ومخـــاوف الفقْـــد»‪.‬‬ ‫تجاري ــة وليس ــت علمي ــة ف ــي األس ــاس‪.‬‬
‫الســـؤال الـــذي ال بـــد وأن يطـــرح‪ ،‬هنـــا‪ ،‬هـــو لمـــاذا‬ ‫هنـــا‪ ،‬ثمّـــة التقاطـــة ذكيّـــة‪ ،‬أوردهـــا شـــخص يدعـــى‬
‫اآلن هـــذا الهجـــوم المفاجـــئ علـــى فيســـبوك بالـــذات؟‬ ‫جيم ــس ل ــي‪ ،‬ضم ــن تعليق ــات الجمه ــور المفتوح ــة عل ــى‬
‫لم ــاذا ل ــم يهاجمه ــا بارك ــر ف ــور إجب ــاره ع ــل االس ــتقالة‬ ‫ه ــذا التقري ــر؛ يق ــول‪« :‬أل ــم يك ــن م ــن األج ــدى أن تك ــون‬
‫ف ــي ‪2005‬م أو باليهابيتي ــا ف ــور مغادرت ــه فيس ــبوك ف ــي‬ ‫هنـــاك تجربـــة علميـــة ترتكـــز علـــى مقارنـــة معـــدالت‬
‫‪2011‬م؟ لمــاذا طــال صمتهمــا؟ لمــاذا يكيْــل الــكل أخيــراً‬ ‫الســعادة النفســية فيمــا بيــن الذيــن يســتخدمون فيســبوك‬
‫بمكي ــال م ــن العدائي ــة غي ــر المس ــبوقة لفيس ــبوك؟‬ ‫والذي ــن ال يس ــتخدمونه»‪ )3(.‬ولع ــل‪ ،‬ه ــذا التعلي ــق يخت ــزل‬
‫الحقيقـــة‪ ،‬إنهـــا ليســـت عدائيـــة غيـــر مســـبوقة‬ ‫الحكاي ــة برمّته ــا‪ .‬عمومـ ـاً‪ ،‬س ــار تقري ــر فيس ــبوك عل ــى‬
‫بق ــدر م ــا ه ــي كش ــوفية غي ــر مس ــبوقة‪ ،‬أي بالنظ ــر إل ــى‬ ‫ض ــرب م ــن الرماد ّي ــة‪ ،‬متّخ ــذاً وضعي ــة دفاعي ــة واضح ــة‪،‬‬
‫التوقيـــت الحاســـم للهجـــوم‪ ،‬الـــذي جـــاء بالتـــوازي مـــع‬ ‫مجـــاوِ زاً كل ســـبيل لمصارحتنـــا بالحقيقـــة‪ ،‬ومتجنّبـــاً‬
‫تراكـــم الدراســـات واالســـتقصاءات التـــي تزيـــح الســـتار‬ ‫تحمّل ــه المس ــؤولية الكامل ــة‪ .‬إذ تتم ّث ــل خالصت ــه العام ــة‬
‫عـــن جانـــب مـــن متداخـــات عالقتنـــا مـــع السوشـــيال‬ ‫فــي أن اســتخدام «السوشــيال ميديــا» (فيســبوك) يحتمــل‬
‫ميديـــا‪ ،‬عمومـــاً‪ ،‬وفيســـبوك‪ ،‬خصوصـــاً (فضـــاً عـــن‬ ‫الفائ ــدة والض ــرر‪ ،‬أي ف ــي الوق ــت ذات ــه‪ ،‬وبحس ــب أنم ــاط‬
‫متغيـــرات أخـــرى علـــى الســـاحة العالميـــة قـــد ال يتســـع‬ ‫اس ــتخدامنا‪ .‬م ــن من ــا ل ــم ي ــدرك ه ــذا األم ــر ع ــن طري ــق‬
‫المج ــال لس ــردها)‪ .‬القص ــد‪ ،‬ل ــم يك ــن منطقيــاً أن تظه ــر‬ ‫الممارس ــة العملي ــة‪ ،‬أو يحت ــاج إل ــى دلي ــل علم ــي إلثب ــات‬
‫تصريح ــات باليهابيتي ــا أو بارك ــر فيم ــا قب ــل‪ ،‬أي ف ــي ظ ــل‬ ‫ذل ــك!‬
‫م ــا كان م ــن نق ــص ش ــديد ف ــي المعلوم ــات الت ــي تعـ ـزّز‬
‫ادعاءاتهم ــا بش ــأن فيس ــبوك‪ .‬ناهي ــك ع ــن أنه ــا فرص ــة‬ ‫إدمان فيسبوكي‬
‫ســـانحة لتقمّـــص دور البطولـــة‪ ،‬كانـــت ســـتأتي بنتائـــج‬ ‫غيــر أن األمــر ال يخلــو مــن بعــض الدراســات األخــرى‬
‫عكســية لــو جــرى اغتنامهــا فــي غيــر توقيتهــا المناســب‪.‬‬ ‫التـــي تحتمـــل قـــدراً أكبـــر مـــن الموضوعيـــة‪ .‬لكـــن‪ ،‬مـــا‬
‫ثمّـــة ســـبب آخـــر‪ ،‬فلـــم يكـــن دويّ الضربـــة ليحـــدِ ث‬ ‫كاف لترســـيم صـــورة مكتملـــة بشـــأن‬ ‫بأيدينـــا اآلن غيـــر ٍ‬
‫م ــا أحدث ــه م ــن ص ــدى‪ ،‬ل ــوال انقش ــاع س ــحرية فيس ــبوك‬ ‫السوش ــيال ميدي ــا‪ ،‬أو خارط ــة طري ــق واضح ــة المعال ــم‬
‫لـــدى مســـتخدميه واســـتقرار معـــدالت‬ ‫لعالقـــة المســـتخدمين بتطبيقاتهـــا‪ .‬ومـــن‬
‫الش ــغف العالم ــي الج ــارف ب ــه‪ ،‬مم ــا‬ ‫بينهـــا دراســـة حديثـــة كشـــفت عـــن أن‬
‫كان ســـيحول دون إدراك حقيقتـــه‪.‬‬ ‫«إدمـــان اإلنترنـــت ينشِّ ـــط ذلـــك‬
‫فبعـــد مـــرور كل تلـــك الســـنوات‪،‬‬ ‫الجـــزء مـــن الدمـــاغ الـــذي‬
‫منـــذ إطالقـــه فـــي ‪2004‬م‪،‬‬ ‫ينشَ ــط ل ــدى تن ــاول الم ــواد‬
‫بـــات فيســـبوك شـــيئاً روتينيـــاً‬ ‫المخ ـدّرة»‪ ،‬حيــث إن تصفــح‬
‫واعتياديـــاً كغيـــره مـــن أشـــياء‬ ‫فيســـبوك «يجعـــل الدمـــاغ‬
‫حياتنــا‪ .‬لــم يكــن ممكنــا أن تظهــر‬ ‫يعم ــل بنف ــس الطريق ــة الت ــي‬
‫ســـوءات فيســـبوك علـــى هـــذا‬ ‫يعمــل بهــا فــي أثنــاء تعاطــي‬
‫النحــو مــن الجــاء وســط ضبابيــة‬ ‫الكوكاييـــن»‪ .‬أمّـــا المخيـــف‬
‫الهـــوس بالسوشـــيال ميديـــا‬ ‫بحســـب هـــؤالء الباحثيـــن‬
‫والزخـــم الناتـــج عـــن تســـونامي‬ ‫هـــو أن «بعـــض أفـــراد‬
‫الهواتــف الذك ّيــة فــي مطلــع القــرن‬ ‫عينـــة الدراســـة قـــد اســـتجابوا‬
‫الحالـــي‪.‬‬ ‫لمحفِّـــزات فيســـبوك بصـــورة‬

‫ومضات ‪ -‬السنة الرابعة ‪ -‬العدد السابع واألربعون‬


‫‪60‬‬
‫علـــى العمـــوم‪ ،‬ضمـــن تلـــك التصريحـــات والنتائـــج‬
‫والتأويـــات‪ ،‬هـــل تعتبـــر فيســـبوك حقـــاً بمثابـــة تهديـــد‬
‫الســـتقالل فعلنـــا االجتماعـــي وتصوراتنـــا ومفهوماتنـــا‬
‫وتوجهاتنـــا المختلفـــة؟‬

‫عالقة نفعية‬
‫إن اآلليـــة األساســـية المنظِّ مـــة لمنصـــة عمـــل‬
‫فيســـبوك هـــي الخوارزميـــات الكمبيوتريّـــة‪ .‬وتلـــك هـــي‬
‫المعـــادالت البرمجيـــة التـــي تمنحـــه هـــذا النمـــط مـــن‬
‫الس ــلطة الفائق ــة عل ــى مس ــتخدميه‪ ،‬وتعـ ـزّز لدي ــه ق ــدرة‬
‫الســيطرة والتح ّكــم‪ .‬وخوارزميــات فيســبوك‪ ،‬وغيرهــا مــن‬
‫تطبيق ــات السوش ــيال ميدي ــا‪ ،‬مهندَس ــة بطريق ــة تس ــمح‬
‫بضــخ مزيــد مــن الدوباميــن فــي أدمغتنــا‪ .‬بمعنــى حــدوث‬
‫عالقـــة «نفعيـــة» ثنائيـــة االتجـــاه‪ :‬نحـــن نحصـــل علـــى‬
‫مزيـــد مـــن الدوباميـــن بصفتنـــا مســـتخدمي فيســـبوك‪،‬‬
‫بدأن ــا ن ــدرِ ك أن ــه لي ــس ث ّم ــة منف ــذ للهج ــرة ف ــي االتج ــاه‬ ‫بينمــا تحصــل فيســبوك علــى مزيــد مــن األربــاح بصفتهــا‬
‫المعاك ــس‪ .‬بات ــت عالقتن ــا ب ــه أش ــبه ب ــزواج كاثوليك ــي‬ ‫تخ ــدم أغ ــراض عمالئه ــا‪ ،‬وتحق ــق مصالحه ــم الدعائي ــة‬
‫ال ينفـــك عقـــده‪ .‬وعليـــه‪ ،‬مـــن المهـــم أال ينتهـــي بنـــا‬ ‫والتســـويقية واالقتصاديـــة والسياســـية واإليديولوجيـــة‬
‫األم ــر إل ــى أن نك ــون مس ــلوبي اإلرادة ك ُد َم ــى متحرّك ــة‪.‬‬ ‫وغي ــر ذل ــك‪.‬‬
‫أال نكـــون ككائـــن زومبـــي يتحـــرّك فـــي فضـــاء‬ ‫هكـــذا‪ ،‬فيســـبوك تجلـــب لنـــا عمـــداً المزيـــد مـــن‬
‫ّ‬
‫تتحكم‬ ‫كيف‬
‫االجتمـــاع اإلنترنتّـــي بـــا دمـــاغ‪ ،‬ال وعـــي‪ ،‬وال‬ ‫عالمـــات اإلبهـــام المرفـــوع والقلـــوب الحمـــراء والوجـــوه‬
‫فيسبوك‬ ‫ه ــدف ذات ــي‪ .‬أال نج ــد أنفس ــنا معزولي ــن برغ ــم‬ ‫المختلفـــة إلـــى بوســـتاتنا وصورنـــا التـــي نبثهـــا عبـــر‬
‫في مصائر‬ ‫مئـــات وربمـــا مالييـــن األصدقـــاء والمتابعيـــن‬ ‫تطبيقه ــا‪ .‬بالتال ــي‪ ،‬فه ــي تمنحن ــا ش ــعوراً زائف ـاً بالس ــعادة‬
‫مستخدميها؟‬ ‫عبـــر الشـــبكة االجتماعيـــة؟! أال ينتهـــي األمـــر‬ ‫والمتع ــة‪ ،‬ع ــن طري ــق وضعن ــا ضم ــن حلق ــة م ــن التفاع ــل‬
‫إلـــى تحويـــل نظـــام اجتماعنـــا البشـــري إلـــى‬ ‫االجتماع ــي ‪ -‬صنعته ــا لن ــا خصيصــاً‪ .‬فتكس ــبنا الش ــعور‬
‫س ــلعة تجاري ــة‪ ،‬أو تش ــييئنا نح ــن أنفس ــنا عل ــى‬ ‫بأنن ــا أش ــخاص ممي ــزون ف ــي ه ــذا العال ــم‪.‬‬
‫غ ــرار م ــا فع ــل بن ــا‪ ،‬يومـ ـاً‪ ،‬رأس الم ــال الصناع ــي‪ .‬أن‬ ‫الحـــق‪ ،‬فيســـبوك ليـــس شـــ ّراً خالصـــاً فـــي ذاتـــه‪.‬‬
‫نبــدي نوع ـاً مــن التضامــن العالمــي فــي وجــه محــاوالت‬ ‫ف ــا ش ــك أن ــه يع ــود علين ــا بالفائ ــدة ضم ــن منظ ــورات‬
‫فيســـبوك التربُّـــح علـــى حســـاب تاريخيـــة اجتماعنـــا‬ ‫مختلفـــة‪ ،‬قـــد ال يتســـع المجـــال لرصدهـــا‪ .‬إال أنـــه ال‬
‫تحضرنـــا البشـــري؟!‬ ‫ّ‬ ‫وإنســـانية‬ ‫يمتلــك نوايــا مج ـرّدة تمام ـاً مــن النفع ّيــة واألطمــاع‪ ،‬بمــا‬
‫ربمــا حــان الوقــت إلعــادة تقييــم عالقتنــا بفيســبوك‪،‬‬ ‫ه ــو ممل ــوك لكي ــان اقتص ــادي م ــن الطبيع ــي أن يداف ــع‬
‫بم ــا ه ــو ال ي ــزال مح ّم ــاً بجان ــب كبي ــر م ــن الغم ــوض‪.‬‬ ‫ع ــن مصالح ــه ورأس ــماله ونف ــوذه ومنتوج ــه وصناعت ــه‬
‫والتبصـــر‪ ،‬كـــي ال‬
‫ّ‬ ‫وضـــرورة أن نمتطـــي ركاب الرويّـــة‬ ‫ومس ــاحته الس ــوقيّة‪ .‬والحاص ــل‪ ،‬بع ــد م ــرور أكث ــر م ــن‬
‫تنفجـــر فينـــا خوارزميـــات فيســـبوك الملغومـــة‪.‬‬ ‫عشـــر ســـنوات أمضيناهـــا بيـــن صفحـــات فيســـبوك‪،‬‬

‫)‪(Endnotes‬‬
‫‪1- Chamath Palihapitiya «‘Tremendous guilt’: Ex-Facebook exec’s regrets on ripping apart the‬‬
‫‪social fabric», nypost.com.‬‬
‫‪2- Matthew Field «Former Facebook president Sean Parker: ‹God only knows what it›s doing to our‬‬
‫‪children›s brains›», telegraph.co.uk.‬‬
‫»?‪3- David Ginsberg and Moira Burke «Hard Questions: Is Spending Time on Social Media Bad for Us‬‬
‫‪newsroom.fb.com.‬‬
‫‪4- Mark Molloy «Facebook addiction ‘activates same part of the brain as cocaine’» telegraph.co.uk.‬‬
‫‪5- Harry Wallop «12 signs that you›re addicted to social media», telegraph.co.uk.‬‬

‫‪61‬‬ ‫مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة‬


‫يشغل منصب رئيس جامعة محمد الخامس في المغرب‬
‫د‪.‬سعيد أمزازي‪ :‬دور الجامعات تعزيز‬
‫االبتكار واإلبداع‬
‫ومضات ‪ -‬حوار‪ :‬رنا إبراهيم‬
‫تعتب ــر جامع ــة محم ــد الخام ــس بالرب ــاط م ــن الجامع ــات‬
‫العربي ــة العريق ــة الت ــي تأسس ــت ع ــام ‪ ،1957‬ونجح ــت عب ــر‬
‫رحلته ــا األكاديمي ــة ف ــي وض ــع منظوم ــة وأط ــر أكاديمي ــة ترتك ــز‬
‫عل ــى تش ــجيع األبح ــاث العلمي ــة والتطبيق ــات الوطني ــة ف ــي‬
‫الجامع ــات والمراك ــز المتخصص ــة‪ ،‬وتطوي ــر العق ــول البش ــرية‬
‫ودعمهــا بالشــراكة مــع الجهــات العربيــة والعالميــة المتخصصــة‪،‬‬
‫وه ــو م ــا ينس ــجم م ــع مقوم ــات الث ــورة الصناعي ــة الرابع ــة الت ــي‬
‫ترتك ــز عل ــى الث ــورة الرقمي ــة‪ ،‬الت ــي تش ــكل فيه ــا التكنولوجي ــا‬
‫جــزء ًا ال يتجــزأ مــن المجتمــع‪ ،‬وحلقــة وصــل بيــن العالــم المــادي‬
‫والرقم ــي والبيولوج ــي‪ ،‬ومنه ــا ترك ــز جامع ــة محم ــد الخام ــس‬
‫علــى ثالثــة أركان رئيســة هــي‪ :‬التفكيــر العلمــي العريــق‪ ،‬وتنشــئة‬
‫أجي ــال عل ــى ح ــب الوط ــن‪ ،‬واالنفت ــاح عل ــى العال ــم‪.‬‬

‫التقـــت مجلـــة «ومضـــات» رئيـــس جامعـــة محمـــد‬


‫الخام ــس‪ ،‬الدكت ــور س ــعيد أم ــزازي‪ ،‬ال ــذي تح ــدث ع ــن‬
‫اســـتعداد الجامعـــة لمواكبـــة الثـــورة الرقميـــة‪ ،‬وأبـــرز‬
‫مســؤولية مهمــة‪ ،‬ألنهــا هــي التــي تك ـوّن األطــر لــكل بلــد‪،‬‬ ‫التحديــات التــي تواجــه القطــاع األكاديمــي فــي المنطقــة‪،‬‬
‫وهــي المســؤولة عــن اعتمادهــا أســاليب جديــدة وحديثــة‬ ‫فـــكان الحـــوار التالـــي‪:‬‬
‫تمكنه ــا م ــن تغيي ــر نمطه ــا‪ ،‬والي ــوم نتكل ــم ع ــن الجامع ــة‬
‫الذكي ــة أو الرقمي ــة‪ ،‬ويوج ــد لدين ــا نم ــاذج كثي ــرة نجده ــا‬ ‫* ونحــن نعيــش الثــورة الصناعيــة الرابعــة‪ ،‬كيــف تنظــر‬
‫فـــي بعـــض الجامعـــات العربيـــة‪ ،‬وكذلـــك نتحـــدث عـــن‬ ‫إلــى مســتقبل الجامعــات ومخرجاتهــا؟‬
‫الجامع ــات المفتوح ــة الت ــي تتضم ــن وس ــائل تقني ــة كثي ــرة‬
‫تتبناهــا لوضــع مناهــج وبرامــج فــي متنــاول أيــدي الطلبــة‬ ‫‪ -‬أم ــام ه ــذا التط ــور الس ــريع والتحدي ــات والقف ــزة‬
‫والعمـــوم‪ ،‬وهنـــاك تطبيقـــات محمولـــة تســـاعد الطالـــب‬ ‫النوعيــة لهــذه الثــورة الصناعيــة تقــع علــى عاتــق الجامعــة‬
‫علـــى مواكبـــة هـــذه الرقمنـــة الموجـــودة فـــي‬
‫الهوات ــف الذكي ــة‪ ،‬والت ــي بدوره ــا تمك ــن الطال ــب‬
‫مـــن تنظيـــم البرامـــج‪ ،‬ويكـــون علـــى بينـــة بمـــا‬
‫يجــري فــي جامعتــه مــن أنشــطة ثقافيــة وبحثيــة‬
‫إل ــى جان ــب مواكب ــة المحاض ــرات‪.‬‬

‫ف ــي جامع ــة محم ــد الخام ــس نعتم ــد عل ــى‬
‫اســـتخدام هـــذه األســـاليب الحديثـــة‪ ،‬ولدينـــا‬
‫مش ــاريع وبرام ــج مهم ــة‪ ،‬منه ــا اعتم ــاد المملك ــة‬
‫المغربيـــة تعميـــم اإلنترنـــت الالســـلكي علـــى‬
‫صعيــد جميــع المؤسســات الجامعيــة واإلقامــات‬

‫ومضات ‪ -‬السنة الرابعة ‪ -‬العدد السابع واألربعون‬


‫‪62‬‬
‫الجامعي ــة‪ ،‬وكذل ــك اس ــتحدثنا مرك ــزاً لوض ــع برام ــج عب ــر‬
‫اإلنترن ــت مث ــل «موك ــس» وأيضـ ـاً أتحن ــا للطال ــب بطاق ــة‬
‫الطالـــب الذكيـــة‪ ،‬التـــي تمكنـــه مـــن اســـتخدام الخزانـــة‬
‫الرقمي ــة‪ ،‬وضب ــط حض ــوره ف ــي االمتحان ــات وع ــدد م ــن‬
‫األم ــور األخ ــرى ف ــي ه ــذا الش ــأن‪.‬‬

‫* مــا هــو الــدور الــذي ينبغــي أن تؤديــه الجامعــات فــي‬


‫ســبيل دعــم االقتصــاد الوطنــي؟‬

‫‪ -‬دورهــا يتجلــى فــي قدرتهــا علــى االبتــكار واإلبــداع‪.‬‬


‫اآلن نحــن مســؤولون عــن بلــورة اســتراتيجية بحثيــة تصــب‬
‫ف ــي تأس ــيس ق ــدرة ابتكاري ــة مهم ــة‪ ،‬إذ إن م ــا نري ــده ه ــو‬
‫أن يكـــون لهـــذه األبحـــاث العلميـــة تأثيـــر إيجابـــي فـــي‬
‫* م ــاذا ع ــن ظاه ــرة البطال ــة الت ــي تجت ــاح أوس ــاط‬ ‫االقتص ــاد الوطن ــي‪ ،‬وله ــذا نعم ــل عل ــى تدعي ــم ب ــراءات‬
‫الش ــباب م ــن خريج ــي الجامع ــات؟‬ ‫االخت ــراع‪ ،‬والتعام ــل م ــع الش ــركات الحكومي ــة والخاص ــة‬
‫لتمويــل األبحــاث العلميــة‪ .‬ولــدى المملكــة المغربيــة ســت‬
‫‪ -‬إن ظاهـــرة البطالـــة فـــي أوســـاط‬ ‫أولوي ــات ح ــول ه ــذا الش ــأن‪ ،‬وه ــي؛ الطاق ــة المتج ــددة‪،‬‬
‫الخريجيــن ليســت منحصــرة علــى المغــرب‬ ‫جـــودة الصحـــة‪ ،‬الميـــاه‪ ،‬العلـــوم اإلنســـانية‪ ،‬وتقنيـــات‬
‫المنطقة العربية‬ ‫فقـــط‪ ،‬بـــل هـــي ظاهـــرة منتشـــرة فـــي‬ ‫المعلوم ــات واالبت ــكار‪ .‬كل ه ــذا س ــوف يس ــاعد المغ ــرب‬
‫غنية بالمقومات التي‬ ‫أوروب ــا وأمي ــركا الش ــمالية م ــروراً بالش ــرق‬ ‫عل ــى خل ــق تكنولوجي ــات محلي ــة‪ ،‬والتقلي ــص م ــن اس ــتيراد‬
‫تساعدها على مواكبة‬ ‫األوس ــط‪ .‬تل ــك الظاه ــرة ته ــدد االقتص ــاد‬ ‫التكنولوجي ــا خارجيـ ـاً‪.‬‬
‫الثورة الصناعية الرابعة‬ ‫واالســـتقرار االجتماعـــي لعديـــد مـــن‬
‫الــدول عبــر العالــم‪ .‬وأود أن أشــير إلــى أن‬ ‫* م ــاذا ع ــن تع ــاون جامع ــة محم ــد الخام ــس م ــع‬
‫الجامع ــة ليس ــت وحده ــا المس ــؤولة ع ــن‬ ‫الجامعــات العربيــة األخــرى‪ ،‬فيمــا يتعلــق بنشــر المعرفــة‬
‫ه ــذه الظاه ــرة‪ ،‬ب ــل إن بع ــض القطاع ــات‬ ‫واالس ــتفادة م ــن التج ــارب؟‬
‫ال تحف ــز الخريجي ــن عل ــى االنخ ــراط ف ــي‬
‫ســـوق العمـــل‪ ،‬إضافـــة إلـــى المســـؤولية‬ ‫لــدى جامعــة محمــد الخامــس تعــاون علمــي وأكاديمــي‬
‫التـــي تقـــع علـــى الطالـــب نفســـه‪ ،‬منهـــا‬ ‫مــع عــدد كبيــر مــن الجامعــات العربيــة فــي كل مــن مصــر‬
‫النقــص فــي اإلبــداع وروح المبــادرة والثقــة‬ ‫وفلســطين واألردن واإلمــارات وســلطنة عُمــان وغيرهــا مــن‬
‫بالنفـــس‪ ،‬لذلـــك علـــى الطالـــب أن يكـــون‬ ‫ال ــدول‪ ،‬به ــدف نش ــر المعرف ــة والثقاف ــة‪ ،‬وتعزي ــز التع ــاون‬
‫عنصـــراً فاعـــاً ومقاومـــاً‪ ،‬وأن يتحلـــى‬ ‫مـــن أجـــل االســـتفادة مـــن التجـــارب‪ ،‬وإعـــداد وتطويـــر‬
‫بمقوم ــات اإلب ــداع الت ــي تس ــاعده عل ــى أن‬ ‫برنامـــج فـــي مجـــال البحـــث العلمـــي المشـــترك‪ ،‬عـــدا‬
‫يك ــون مبدعـ ـاً ف ــي مهنت ــه‪.‬‬ ‫ع ــن تب ــادل المعلوم ــات والوثائ ــق ووض ــع برنام ــج لتب ــادل‬
‫زيــارات الطلبــة واألســاتذة والباحثيــن واألكاديمييــن‪ ،‬بيــن‬
‫على الطالب الجامعي‬ ‫* هــل تعتقــد أن المنطقــة العربيــة قــادرة‬ ‫الجامع ــات والمش ــاركة ف ــي عق ــد الن ــدوات والمؤتم ــرات‪.‬‬
‫علــى مواكبــة الثــورة الصناعيــة الرابعة؟‬
‫أن يتحلى باإلبداع وروح‬
‫* م ــا ه ــي أب ــرز التحدي ــات الت ــي تواج ــه القط ــاع‬
‫‪ -‬المنطقـــة العربيـــة لديهـــا طاقـــات المبادرة والثقة بالنفس‬ ‫األكاديم ــي ف ــي المغ ــرب؟‬
‫لكي يكون فاع ً‬
‫ال‬ ‫ومؤهــات كبيــرة‪ ،‬فهــي غنيــة بالمقومــات‬
‫التــي تســاعدها علــى مواكبــة هــذه الثــورة؛‬ ‫‪ -‬تتمث ــل التحدي ــات ف ــي ق ــدرة الجامع ــة عل ــى تكوي ــن‬
‫إلــى جانــب اعتمادهــا كل األســاليب الذكيــة‬ ‫أطـــر المســـتقبل التـــي مـــن شـــأنها أن تطـــور مخرجـــات‬
‫والتكنولوجي ــات والكف ــاءات الق ــادرة عل ــى‬ ‫التعليــم؛ لكــي تلعــب دوراً مهمـاً فــي تنميــة البــاد‪ ،‬إضافــة‬
‫اس ــترجاع أوج الحض ــارة اإلس ــامية القديم ــة الت ــي كان ــت‬ ‫إل ــى ض ــرورة إنش ــاء مرك ــز بح ــث علم ــي يك ــون ذا وق ــع‬
‫تعيش ــها المنطق ــة ف ــي الماض ــي‪.‬‬ ‫مه ــم عل ــى الش ــأن االقتص ــادي‪.‬‬

‫‪63‬‬ ‫مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة‬


‫مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة تطلق‬
‫َّ‬
‫«ملتقى العرب لالبتكار» في دورته األولى‬
‫ف ــي ظ ــل التأثي ــرات والتغ ُّي ــرات االجتماعي ــة والمعرفي ــة‬ ‫مؤسســـة محمـــد بـــن راشـــد آل مكتـــوم‬ ‫َّ‬ ‫أعلنـــت‬
‫كل ي ــوم‪،‬‬ ‫واالقتصادي ــة المتس ــارعة الت ــي يش ــهدها العال ــم َّ‬ ‫للمعرفـــة عـــن تنظيـــم «ملتقـــى العـــرب لالبتـــكار ‪»2018‬‬
‫األمـــر الـــذي يح ِّتـــم علـــى المجتمعـــات تعزيـــز مفاهيـــم‬ ‫وذل ــك ف ــي دورت ــه األول ــى خ ــال الفت ــرة م ــن ‪ 26‬وحت ــى‬
‫االبتــكار واإلبــداع فــي عملياتهــا التنمويــة‪ ،‬إليجــاد الحلــول‬ ‫‪ 28‬فبرايـــر ‪ 2018‬فـــي مركـــز دبـــي التجـــاري العالمـــي‪،‬‬
‫وضم ــان اس ــتمرارية تنافس ــيتها م ــع باق ــي المجتمع ــات‪.‬‬ ‫وتهــدف المؤسســة مــن خــال الحــدث إلــى تقديــم منصــة‬
‫ويغطـــي «ملتقـــى العـــرب لالبتـــكار» فـــي نقاشـــاته أهـــم‬ ‫شــاملة للخبــراء والمؤسســات ور َّواد األعمــال الســتعراض‬
‫قطاعـــات االبتـــكار التـــي تشـــمل‪ :‬الحكومـــة الذكيـــة‪،‬‬ ‫ابتكاراته ــم‪ ،‬ومناقش ــة المواضي ــع والقضاي ــا ذات الصل ــة‪،‬‬
‫التكنولوجيـــا واالتصـــاالت‪ ،‬الرعايـــة الصحيـــة‪ ،‬الطاقـــة‬ ‫وبن ــاء عالق ــات أعم ــال تث ــري القط ــاع االقتص ــادي‪ ،‬إل ــى‬
‫المس ــتدامة‪ ،‬النق ــل‪ ،‬والخدم ــات المالي ــة‪ ،‬لتك ــون نقط ــة‬ ‫جانــب تســليط الضــوء علــى تجــارب المبتكريــن الملهمــة‪.‬‬
‫انط ــاق لفعالي ــات الملتق ــى كاف ــة‪ .‬وس ــيتضمن «ملتق ــى‬ ‫جـــاء ذلـــك خـــال مؤتمـــر صحفـــي حضـــره ســـعادة‬
‫متخصصـــاً‬
‫ِّ‬ ‫العـــرب لالبتـــكار» خـــال فعالياتـــه معرضـــاً‬ ‫لمؤسس ــة محم ــد‬
‫َّ‬ ‫جم ــال ب ــن حوي ــرب‪ ،‬المدي ــر التنفي ــذي‬
‫يســـتقطب مشـــاركة أكثـــر مـــن مئتـــي شـــركة عالميـــة‬ ‫بـــن راشـــد آل مكتـــوم للمعرفـــة‪ ،‬وســـيف المنصـــوري‪،‬‬
‫وعربي ــة ومحلي ــة‪ ،‬الس ــتعراض ابتكاراته ــم واختراعاته ــم‬ ‫المؤسســـية للمديـــر التنفيـــذي‪،‬‬ ‫َّ‬ ‫مستشـــار الشـــؤون‬
‫أمــام الــز َّوار‪ ،‬حيــث ســيتم عــرض االبتــكارات مــن مختلــف‬ ‫والدكتـــور خالـــد الوزنـــي‪ ،‬مستشـــار االســـتراتيجية‬
‫القطاع ــات‪ .‬وستش ــمل فعالي ــات المع ــرض كذل ــك تنظي ــم‬ ‫والمعرفـــة‪ ،‬ومهنـــد شـــاهين‪ ،‬مديـــر مشـــروع الملتقـــى‪،‬‬
‫سلس ــلة م ــن ورش العم ــل ف ــي مج ــال االبت ــكار‪ ،‬إضاف ــة‬ ‫إضافـــة إلـــى جمـــع مـــن ممثلـــي وســـائل اإلعـــام فـــي‬
‫إل ــى ط ــرح مواضي ــع ته ــم الش ــركات الناش ــئة م ــن حي ــث‬ ‫الدول ــة‪ .‬وف ــي كلمت ــه خ ــال المؤتم ــر‪ ،‬ق ــال س ــعادة جم ــال‬
‫والتوس ــع عالميـ ـاً‬
‫ُّ‬ ‫ج ــذب االس ــتثمارات والنم ــو المط ــرد‬ ‫المؤسســـة تطلـــق «ملتقـــى العـــرب‬ ‫َّ‬ ‫«إن‬
‫بـــن حويـــرب‪َّ :‬‬
‫عبـــر عـــرض مشـــاريعهم االبتكاريـــة أمـــام الزائريـــن‬ ‫لالبتـــكار» ضمـــن مســـيرتها الحافلـــة للمســـاهمة فـــي‬
‫والمســـتثمرين وشـــركات االســـتثمار واإلعـــام‪ .‬كذلـــك‬ ‫بن ــاء مجتمع ــات المعرف ــة‪ ،‬وتب ِّن ــي المش ــاريع والمب ــادرات‬
‫سيشـــهد «ملتقـــى العـــرب لالبتـــكار» تكريـــم االبتـــكارات‬ ‫الت ــي تدع ــم األف ــكار واالبت ــكار‪ ،‬وتقــ ِّدم الف ــرص للش ــباب‬
‫المتمي ــزة م ــن القطاع ــات الس ــتة الت ــي يغطيه ــا الح ــدث‪،‬‬ ‫لنه ــل المعرف ــة وتمكينه ــم م ــن ابت ــكار حل ــول مس ــتدامة‬
‫وم ــن خ ــال جوائ ــز الملتق ــى‪ ،‬إضاف ــة إل ــى تخصي ــص‬ ‫أن االبتــكار يُع ـ ُّد عنصــراً رئيس ـاً‬ ‫لمجتمعاتهــم»‪ .‬وأضــاف َّ‬
‫جائزتيـــن للشـــركات الناشـــئة ور َّواد األعمـــال‪.‬‬ ‫خاص ــة‬
‫َّ‬ ‫ـراد‪،‬‬ ‫ـ‬ ‫األف‬ ‫ـك‬‫ـ‬ ‫وكذل‬ ‫ـات‬ ‫ـ‬ ‫لتط ــور الش ــعوب والمجتمع‬

‫ومضات ‪ -‬السنة الرابعة ‪ -‬العدد السابع واألربعون‬


‫‪64‬‬
‫اتفاقية تعاون بين مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة‬
‫ودائرة البلدية والتخطيط بعجمان‬
‫مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة اتفاقية‬ ‫وقعت َّ‬
‫تعاون مشترك مع دائرة البلدية والتخطيط بعجمان وذلك‬
‫بحضور كل من سعادة جمال بن حويرب المدير التنفيذي‬
‫لمؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة‪ ،‬وسعادة عبد‬ ‫َّ‬
‫الرحمن النعيمي مدير دائرة البلدية والتخطيط‪ ،‬وسعادة‬
‫سعيد المطروشي األمين العام للمجلس التنفيذي بعجمان‪،‬‬
‫وعدد من كبار المسؤولين بالدائرة‪ .‬وأبرمت الدائرة اتفاقية‬
‫تعاون مشترك تحت مظلة مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم‬
‫العالمية‪ ،‬فيما يتعلق بالمعرفة والمسرعات‪ .‬وفي بداية الجلسة‬
‫تحدث فيها سعادة جمال بن حويرب المدير التنفيذي‬ ‫التي َّ‬
‫للمؤسسة‪ ،‬أعرب عن عمق شكره وامتنانه للشيخ راشد بن‬
‫حميد النعيمي رئيس الدائرة‪ ،‬على الدعوة إلى المشاركة في‬
‫كافة تعامالتها‪ ،‬وتطبقها على اإلدارات العامة في الوزارات‬ ‫هذه الجلسة‪ ،‬معرباً عن إعجابه بما تشهده إمارة عجمان من‬
‫االتحادية والدوائر المحلية والمؤسسات الوطنية‪ ،‬من خالل‬ ‫تط ُّور نوعي حضاري ومعرفي في المجاالت كا َّفة‪ ،‬ما جعلها‬
‫توثيق المعرفة الظاهرة بشكل يومي في األنظمة اإللكترونية‬ ‫تنافس عالمياً في الكثير من المعارف والتنافسات الخدمية‪.‬‬
‫المتعددة التي تخدم الجمهور والمتعاملين عامة‪ .‬وأ َّكد ابن‬ ‫واستعرض مسيرة تأسيس االتحاد عام ‪ ،1971‬حين كان‬
‫حويرب حرص قيادة اإلمارات منذ تأسيسها على نشر المعرفة‬ ‫عدد الخريجين من الجامعات ال يزيد على ‪ 47‬خريجاً يملك‬
‫بين أفراد المجتمع بداي ًة من اهتمام المغفور له الشيخ زايد‬ ‫أن الجامعات حول العالم تستقبل اآلن‬ ‫المعرفة‪ ،‬في حين َّ‬
‫بن سلطان آل نهيان‪ ،‬طيب اهلل ثراه‪ ،‬الذي كان حريصاً‪ ،‬وقبل‬ ‫اآلالف من أبناء اإلمارات المقبلين على العلم والمعرفة‪ ،‬الفتاً‬
‫مئة عام‪ ،‬على عقد االجتماعات مع كافة أقطاب الدولة قبل‬ ‫أن مفاهيم المعرفة وتطبيقاتها تع ُّد من أبرز المهارات‬ ‫إلى َّ‬
‫التأسيس لالتحاد‪ ،‬لنشر العلم والمعرفة بين أبناء اإلمارات‪.‬‬ ‫األساسية التي تتبناها دولة اإلمارات العربية المتحدة في‬

‫برنامج دبي الدولي للكتابة يطلق المزيد من الورش التدريبية‬


‫وتوفير البيئة المناسبة لها ورعايتها بشكل علمي مدروس‪ ،‬ث َّم‬ ‫مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة إطالق‬ ‫أعلنت َّ‬
‫نشر النتاج الفكري باللغة العربية وغيرها من اللغات األخرى‬ ‫مجموعة من الورش التدريبية للعام ‪ ،2018‬ضمن برنامج‬
‫التي تع ِّزز من قيمة الكتابة العربية وترتقي بها إلى مصاف‬ ‫دبي الدولي للكتابة‪ ،‬بهدف تنمية المواهب الشابة في حقول‬
‫العالمية بالتعاون مع دور نشر موثوقة داخل‬ ‫الترجمة والقصة القصيرة وأدب اليافعين والرواية وغيرها من‬
‫أو خارج دولة اإلمارات»‪ .‬وأضاف العويس‪:‬‬ ‫المؤسسة مجموعة من‬‫َّ‬ ‫حقول الكتابة اإلبداعية‪ .‬وقد أبرمت‬
‫مؤسسة محمد بن راشد آل‬ ‫«لقد و َّفرت َّ‬ ‫العقود مع مدربين أكفاء‪ ،‬لنقل المعارف والخبرات والمهارات‬
‫مكتوم للمعرفة مدربين مشهود لهم بالكفاءة‪،‬‬ ‫الالزمة عبر هذه الورش التي انطلقت منذ العام ‪،2014‬‬
‫المرشحين المنتسبين إلى البرنامج‪،‬‬
‫َّ‬ ‫لتدريب‬ ‫حيث رفدت الساحة الثقافية والعربية بمجموعة كتب تجاوزت‬
‫وذلك باختيار مدرب لكل حقل من حقول‬ ‫أربعين كتاباً في حقول الرواية والترجمة وأدب الطفل والكتابة‬
‫الكتابة «أدب ‪ -‬علوم ‪ -‬بحوث ‪ -‬تاريخ ‪-‬‬ ‫لليافعين‪ ،‬وتخ َّرج في صفوفها أكثر من أربعين كاتباً يتقنون‬
‫المرشحين‬
‫َّ‬ ‫دراسات وغيرها» حيث يتم تواصل المدرب مع‬ ‫فنون الكتابة االحترافية حسب منهج علمي ولغوي وتقنية‬
‫بشكل مباشر‬‫ٍ‬ ‫من خالل موقع خاص للبرنامج عبر اإلنترنت أو‬ ‫صحيحة‪ .‬وحول هذا الموضوع قال سالم العويس‪ ،‬رئيس‬
‫من خالل قاعة تدريب عملية أو عن طريق االثنين معاً‪ ،‬وذلك‬ ‫«إن هذا البرنامج يهدف إلى‬
‫لجنة برنامج دبي الدولي للكتابة‪َّ :‬‬
‫بمعرفة الفريق المنسق للبرنامج الذي سيكون صلة الوصل‬ ‫دعم المؤلفين والوصول بهم إلى العالمية‪ ،‬في شتى مجاالت‬
‫اإلدارية والفنية للبرنامج بين المدربين والمرشحين»‪.‬‬ ‫المعرفة من العلوم والبحوث إلى األدب‪ ،‬عبر صقل الموهبة‬

‫‪65‬‬ ‫مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة‬


‫ملتقى العرب لالبتكار واألهداف السامية‬
‫«ســتظل دولــة اإلمــارات رائــدة عالميـ ًا فــي مجــال توليــد الطاقــة النظيفــة حفاظـ ًا علــى بيئتنــا‬
‫المحليــة‪ ،‬وتحقيــق تنميــة مســتدامة قليلــة التكلفــة الماليــة»‪.‬‬
‫صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم‬
‫نائب رئيس الدولة‪ ،‬رئيس مجلس الوزراء‪ ،‬حاكم دبي‪ ،‬حفظه اهلل‪.‬‬

‫لقــد أصبــح معروفـاً للجميــع أن األمــم ال تنهــض إال إذا اقتحمــت مجــاالت المعرفــة‪ ،‬وأن الــدول‬
‫ال ترتقــي سُ ـلّم المجــد إال بتعزيــز ثقافــة االبتــكار لــدى أبنائهــا‪ ،‬لــذا كان مــن الواجــب علينــا أن نعــد‬
‫جيــداً إلطــاق (ملتقــى العــرب لالبتــكار)‪ ،‬وهــو الحــدث األول مــن نوعــه عربي ـاً‪ ،‬والــذي ســينطلق‬
‫فــي الفتــرة مــن ‪ 26‬إلــى ‪ 28‬فبرايــر الجــاري‪ ،‬األمــر الــذي يؤكــد حــرص مؤسســة محمــد بــن‬
‫راشــد آل مكتــوم للمعرفــة علــى تفجيــر طاقــات المجتمــع العربــي مــن أجــل تطويــر ملــكات أبنائــه‬
‫فــي ظــل تنافــس عالمــي يتأجــج كل يــوم لتحقيــق المزيــد مــن التقــدم والتطــور والتنميــة المســتدامة‪.‬‬
‫ال ريــب عنــدي فــي أن (ملتقــى العــرب لالبتــكار) سيســهم بنصيــب مهــم جــداً فــي وضــع مبــدأ‬
‫االبتــكار علــى أجنــدة أي مؤسســة تبتغــي تطويــر أدائهــا‪ ،‬ذلــك أن الملتقــى ســيغطي أهــم القطاعــات‬
‫التــي تعمــل الــدول جاهــدة لالبتــكار فيهــا مثــل الحكومــة الذكيــة والرعايــة الصحيــة والطاقــة‬
‫المســتدامة والتكنولوجيــا والخدمــات الماليــة وغيرهــا‪ ،‬وكلهــا قطاعــات ال تحتمــل الركــود مــن‬
‫جهــة‪ ،‬وال تقبــل إدارتهــا بالمنطــق الروتينــي القديــم مــن جهــة أخــرى وإال تراجعــت الــدول عــن ســباق‬
‫التقــدم والحضــارة الحديثــة‪.‬‬
‫أكثــر مــن ‪ 200‬شــركة عالميــة وعربيــة ومحليــة ستشــارك فــي هــذا الملتقــى‪،‬‬ ‫جمال بن حويرب‬
‫ا عــن رواد األعمــال والمبتكريــن‪ ،‬األمــر الــذي يؤكــد أن العالــم كلــه بــات‬ ‫فضــ ً‬
‫مســتعداً للتعامــل بإيجابيــة مــع ثقافــة االبتــكار وضــرورة تعزيزهــا‪ ،‬خاصــة لــدى‬
‫المدير التنفيذي‬
‫األجيــال الجديــدة مــن الشــباب الواعــد الموهــوب‪.‬‬
‫إن التحديــات الكبيــرة التــي تواجــه المجتمــع العربــي اآلن تحتــم عليــه أن يذهــب بعيــداً فــي‬
‫تشــجيع مفاهيــم المعرفــة‪ ،‬ذلــك أن التنافــس العالمــي يــزداد شراســة مــن يــوم إلــى آخــر‪ ،‬والشــركات‬
‫الكبــرى ال تتوقــف عــن تقديــم االختراعــات واألفــكار الجريئــة التــي تســتهدف تيســير الحيــاة علــى‬
‫النــاس وإســعادهم‪ ،‬وليــس ســوى المعرفــة هــي التــي تفتــح البــاب واســعاً أمــام العقــل العربــي‬
‫ليتفاعــل ويفكــر وينشــط مــن أجــل المســاهمة فــي الســوق االبتــكاري العالمــي إذا جــاز التعبيــر‪.‬‬
‫الالفــت لالنتبــاه أن التغييــرات االقتصاديــة واالجتماعيــة والثقافيــة تعتــري العالــم كله بمعدالت‬
‫ســريعة‪ ،‬ممــا يجعــل الركــون إلــى األســلوب القديــم فــي التعامــل مــع هــذا الجانــب أو ذاك أمــراً ينــذر‬
‫بالخطــر‪ ،‬ألن العالــم ســيتجاوز المنطــق القديــم‪ ،‬وســيفرض أســلوباً جديــداً يلبــي أشــواق اإلنســان‬
‫إلــى العيــش فــي ســعادة وســام‪.‬‬
‫مــن هنــا تأتــي األهميــة الكبــرى لــدور المعرفــة فــي تخطــي العقبــات القديمــة‪ ،‬وفتــح المجــال‬
‫أمــام العقــل المبتكــر ليقــدم الحلــول الناجعــة التــي تتوافــق مــع متطلبــات العصــر فــي المجــاالت‬
‫كافــة‪ ،‬فعلــى ســبيل المثــال حققــت دولــة اإلمــارات نجاحـاً باهــراً فــي مجــال توليــد الطاقــة النظيفــة‪،‬‬
‫حيــث قــال صاحــب الســمو الشــيخ محمــد بــن راشــد آل مكتــوم نائــب رئيــس الدولــة‪ ،‬رئيــس مجلــس‬
‫الــوزراء‪ ،‬حاكــم دبــي‪ ،‬رعــاه اهلل‪ ،‬عندمــا زار المعــرض المصاحــب لـــ «أســبوع أبوظبــي لالســتدامة»‪،‬‬
‫قــال ســموه بصــدق‪« :‬ســتظل دولــة اإلمــارات رائــدة عالمي ـاً فــي مجــال توليــد الطاقــة النظيفــة‬
‫حفاظـاً علــى بيئتنــا المحليــة‪ ،‬وتحقيــق تنميــة مســتدامة قليلــة التكلفــة الماليــة»‪.‬‬
‫ﺑﺮ‬ ‫إننــي علــى يقيــن بــأن «ملتقــى العــرب لالبتــكار» ســيحقق األهــداف المرجــوة‪ ،‬وهــي أهــداف‬
‫‪.‬‬ ‫نبيلــة وســامية تعمــل علــى تحقيقهــا دومـاً قيادتنــا الرشــيدة التــي نفخــر بهــا ونسترشــد بأفكارهــا‬
‫‪.‬‬ ‫الخالقــة فــي خدمــة شــعب اإلمــارات وكل مــن يقيــم علــى أرض دولتنــا الحبيبــة‪.‬‬

‫ومضات ‪ -‬السنة الرابعة ‪ -‬العدد السابع واألربعون‬


‫‪66‬‬
‫‪brf‬‬
‫‪Bilarabi Thank U Wamadat copy.pdf‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪12/25/17‬‬ ‫‪11:30 AM‬‬

‫ﻣﻠﻴــﺎري‬ ‫ﺑﻔﻀﻞ ﺟﻬﻮدﻛﻢ‬


‫وﺗﺸﺠﻴﻌﻜﻢ وﺻﻠﻨﺎ‬
‫ﺗﻔﺎﻋﻞ وﻣﺸﺎﻫﺪة‬
‫‪C‬‬

‫‪M‬‬ ‫إﻟﻰ أﻛﺜﺮ ﻣﻦ‬


‫‪Y‬‬

‫‪CM‬‬

‫‪MY‬‬

‫‪CY‬‬
‫اﻟﺸﺮﻛﺎء اﻻﺳﺘﺮاﺗﻴﺠﻴﻮن‬
‫‪CMY‬‬

‫‪K‬‬

‫ﺷﺮﻛﺎء اﻋﻼم‬

‫رﻋﺎة اﻟﻤﺮاﻛﺰ اﻟﺘﺠﺎرﻳﺔ‬

‫ﺑﺮاﻣﺞ وﻣﺒﺎدرات ﻣﻊ ﺟﻬﺎت أﺧﺮى‬


‫ﻣﺒﺎدرة ﺑﺎﻟﻌﺮﺑﻲ ﻣﺴﺘﻤﺮة‬ ‫‪.‬‬ ‫‪.‬‬ ‫‪.‬‬
‫ﺑﺮﻧﺎﻣﺞ ﺑﺎﻟﻌﺮﺑﻲ اذاﻋﻲ وﺛﻴﻘﺔ اﻟﻀﺎد ﺑﺮﻧﺎﻣﺞ ﻓﺼﺤﺎء اﻟﻌﺮب ﻣﺒﺎدرة ﺑﻠﻐﺘﻲ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ أﻋﺒﺮ‬ ‫‪.‬‬
‫ﻋﻠﻰ ﻣﺪار اﻟﻌﺎم‬ ‫‪.‬‬
‫ﻓﺮﺳﺎن ﺑﺎﻟﻌﺮﺑﻲ ﻧﺎدي ﺑﺎﻟﻌﺮﺑﻲ ورش ﻟﺘﻌﻠﻴﻢ اﻟﻠﻐﺔ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻟﻠﻨﺎﻃﻘﻴﻦ ﺑﻐﻴﺮﻫﺎ‬ ‫‪.‬‬ ‫‪.‬‬

‫‪bilarabi.mbrf‬‬ ‫‪bilarabi_mbrf‬‬ ‫‪bilarabi_mbrf‬‬ ‫‪bilarabi_mbrf‬‬ ‫‪bilarabi-mbrf‬‬ ‫‪bilarabi_mbrf‬‬ ‫‪bilarabi.mbrf‬‬


‫‪Wamadat • 4th Year • Issue 47 - February 2018‬‬ ‫تصدر عن مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة‬ ‫ومضات • السنة الرابعة • العدد ‪ • 47‬فبراير ‪2018‬‬

You might also like