You are on page 1of 2

‫يخلد الشعب المغربي‪ ،‬ومعه أسرة الحركة الوطنية والمقاومة وجيش التحرير‪ ،‬يوم األثنين ‪،‬‬

‫الذكرى السابعة والسبعين لتقديم وثيقة المطالبة باالستقالل‪ ،‬التي تعد تجسيدا لسمو الوعي‬
‫الوطني‪ ،‬وتكريسا لقوة التحام العرش بالشعب دفاعا عن المقدسات الدينية والثوابت الوطنية‪،‬‬
‫‪.‬مع استشراف آفاق المستقبل‬
‫وحسب وثيقة للمندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير‪ ،‬تمثل هذه الذكرى‬
‫حدثا تاريخيا بارزا في ملحمة الكفاح الوطني من أجل الحرية واالستقالل وتحقيق السيادة‬
‫الوطنية والوحدة الترابية‪ ،‬وهي الذكرى التي يحتفي بها المغاربة وفاء وبرورا برجاالت‬
‫الحركة الوطنية والمقاومة وجيش التحرير‪ ،‬وتخليدا للبطوالت العظيمة التي صنعها أبناء‬
‫‪.‬هذا الوطن بروح وطنية عالية وبإيمان عميق‬
‫لقد وقف المغرب‪ ،‬عبر تاريخه العريق‪ ،‬بعزم وإصرار في مواجهة األطماع‪ ،‬مدافعا عن‬
‫وجوده ومقوماته وهويته ووحدته‪ ،‬ولم يدخر جهدا في سبيل صيانة وحدته‪ ،‬فتحمل جسيم‬
‫التضحيات‪ .‬ففي سياق كفاح متواصل طويل األمد ومتعدد األشكال والصيغ لتحقيق الحرية‬
‫والخالص‪ ،‬ضحى الشعب المغربي من أجل التحرر من نير االستعمار عبر انتفاضات‬
‫شعبية ومعارك ضارية بكل من األطلس المتوسط والشمال والجنوب‪ ،‬وسطر مراحل‬
‫النضال السياسي من خالل مناهضة ما سمي بالظهير االستعماري التمييزي في ‪ 16‬ماي‬
‫‪ ،1930‬وقدم أوال مطالب الشعب المغربي اإلصالحيـة والمستعجلـة في ‪ 1934‬و‪،1936‬‬
‫‪.‬ثم عمد إلى تقديم وثيقة المطالبة باالستقالل في ‪ 11‬يناير ‪1944‬‬
‫وعبر هذه المراحل التاريخية‪ ،‬عمل بطل التحرير واالستقالل جاللة المغفور له محمد‬
‫الخامس طيب هللا ثراه على إذكاء جذوتها وبلورة توجهاتها وأهدافها منذ توليه عرش أسالفه‬
‫المنعمين‪ ،‬حيث جسد الملك المجاهد‪ ،‬رمز المقاومة والفداء‪ ،‬قناعة شعبه في التحرير‬
‫وإرادته في االستقالل‪ ،‬معبرا في خطاباته التاريخية عن مطالب الشعب المغربي في الحرية‬
‫واالستقالل وتمسك المغرب بمقوماته وثوابته األصيلة‪ ،‬متحديا كل محاوالت طمس الهوية‬
‫‪.‬الوطنية والشخصية المغربية‬
‫وتضمنت وثيقة المطالبة باالستقالل‪ ،‬وفق المصدر ذاته‪ ،‬جملة من المطالب السياسية‬
‫والمهام النضالية تمثلت في شقين‪ ،‬األول يتعلق بالسياسة العامة‪ ،‬وما يهم استقالل المغرب‬
‫تحت قيادة ملك البالد الشرعي‪ ،‬سيدي محمد بن يوسف‪ ،‬والسعي لدى الدول التي يهمها‬
‫األمر لضمان هذا االستقالل‪ ،‬باإلضافة إلى انضمام المغرب للدول الموافقة على وثيقة‬
‫األطلسي والمشاركة في مؤتمر الصلح‪ .‬أما الثاني فيخص السياسة الداخلية‪ ،‬عبر الرعاية‬
‫الملكية لحركة اإلصالح وإحداث نظام سياسي شوري تحفظ فيه حقوق وواجبات كافة فئات‬
‫‪.‬وشرائح الشعب المغربي‬
‫وكانت وثيقة المطالبة باالستقالل في سياقها التاريخي والظرفية التي صدرت فيها‪ ،‬ثورة‬
‫وطنية بكل المعاني والمقاييس‪ ،‬عكست وعي المغاربة ونضجهم وأعطت الدليل والبرهان‬
‫على قدرتهم وإرادتهم للدفاع عن حقوقهم المشروعة وتقرير مصيرهم وتدبير شؤونهم‬
‫بأنفسهم وعدم رضوخهم إلرادة المستعمر‪ ،‬وإصرارهم على مواصلة مسيرة النضال التي‬
‫تواصلت فصولها بعزم وإصرار في مواجهة النفوذ األجنبي إلى أن تحقق النصر بفضل‬
‫‪.‬ملحمة العرش والشعب المجيدة‬

You might also like