Professional Documents
Culture Documents
Pps
Pps
إشادة بنضاالت الشيوعيين المغاربة من أجل الحرية واالنعتاق
نظم حزب التقدم واالشتراكية ،مساء أول أمس السبت ،لقاء لالحتفاء بالذكرى 73لتقديم
الحزب الشيوعي المغربي لوثيقة المطالبة باالستقالل.
وأجمع عدد من المتدخلين في اللقاء الذي احتضنته مدينة مراكش بإسهامات الشيوعيين
المغاربة ونضاالتهم القوية لتحقيق االستقالل وتأطير الجماهير الشعبية لمواجهة االحتالل
الفرنسي والوصول إلى الحرية واالنعتاق.
وثمن المتدخلون نضاالت الشيوعيين المغاربة الذين كانوا األوائل بين مكونات الحركة الوطنية
التي طالبت باالستقالل ،وطالبت إلى جانبه بتحسين األوضاع الديمقراطية وتشييد الدولة
الوطنية الديمقراطية التي تتحقق فيها العدالة االجتماعية والمجالية وتوزع فيها الثروات
بالتساوي بين عموم الشعب.
في هذا السياق ،قال محمد نبيل بنعبد هللا األمين العام لحزب التقدم واالشتراكية إنه ألول مرة
يحتفي الحزب بهذا الحدث الوطني الذي يدل على مجهودات ونضاالت الشيوعيين المغاربة
من أجل تحقيق التحرر واالنعتاق ،وكذا المطالبة بتشييد المسار الديمقراطي وإصالح االقتصاد
وعبره األوضاع االجتماعية .
وأوضح بنعبد هللا الذي نوه بمبادرة الفرع اإلقليمي للحزب بمراكش المحتضن للقاء أن العودة
إلى التاريخ وقراءة وثيقة المطالبة باالستقالل وكذا ما تالها من تنسيق بين قيادة الحزب
الشيوعي والسلطان محمد بن يوسف الذي استقبل وفدا عن الحزب بقيادة الزعيم علي يعتة
بعد أسابيع من إصدار الوثيقة تؤكد على أن الشيوعيين المغاربة كانوا دائما في صف الجماهير
والدفاع عن قضايا الوطن في احترام الثوابت والمؤسسات الوطنية.
من جانبه ،استعرض مصطفى لكثيري المندوب السامي لقدماء المقاومين وأعضاء جيش
التحرير مسار نضاالت الشيوعيين المغاربة أيام االحتالل الفرنسي ،مذكرا بعدد من المعارك
التي خاضها الشعب المغربي بعد فرض الحماية ،معتبرا أنها مالحم بطولية استمرت سنوات
وتطورت مع بروز الحركة الوطنية التي نظمت مقاومتها للمستعمر.
وأوضح لكثيري أن من ضمن الحركة الوطنية الحزب الشيوعي المغربي بقيادة الزعيم الراحل
علي يعتة ،حيث قدم وثيقة االستقالل والتقى بالسلطان محمد الخامس ،الشيء الذي أغضب
الحماية الفرنسية التي ارتعبت من التنسيق بين المكونات السياسية للحركة الوطنية من جهة
والسلطان من جهة أخرى.
وبخصوص وثيقة المطالبة باالستقالل التي تقدم بها الحزب الشيوعي المغربي في 4غشت
1946أكد المندوب السامي للمقاومة وأعضاء جيش التحرير أنها لم تنل حقها وأنها تحتاج إلى
دراسة موسعة من أجل إعطاءها األهمية التي تستحقها ،حيث دعا إلى تنظيم ندوة كبرى لتدارس
الوثائق األربعة للمطالبة باالستقالل التي تقدم بها الحزب الشيوعي المغربي والثانية التي تقدمت
بها الحركة الوطنية في 11يناير ووثيقة حزب اإلصالح الوطني ثم وثيقة حزب الشورى
واالستقالل ،مشددا على أهمية هذه الوثائق التي تؤرخ لمسار هام ومرحلة متميزة مر منها
المغرب والتي شكلت منطلقا لتحرره.
ودعا لكثيري إلى دراسة الوثائق األربع والكشف عن األحداث والظروف والمالبسات
التاريخية إلبرازها للوجود خدمة وصيانة للذاكرة الوطنية وحفظا لنضاالت الشعب المغربي
من أجل التحرر واالنعتاق.
من جهته ،قال جامع بيضا إن العشرينيات مهدت لبروز المد الشيوعي في العالم بشكل عام
والمغرب بشكل خاص ،مبرزا أن البداية في المغرب عرفت صعوبات خصوصا مع السياسة
التي نهجها المقيم العام الفرنسي ليوطي ،قبل أن يتقوى المد الشيوعي مع حرب الريف بين
1921و 1926بقيادة المقاومين محمد أمزيان ومحمد بنعبد الكريم الخطابي.
حضور الشيوعيين بالمغرب ،حسب بيضا ،استمر في التقوي رغم أن الشيوعيين المغاربة
كانوا ضمن الحزب الشيوعي الفرنسي ،مشيرا إلى أن أول وثيقة مطالبة باالستقالل أصدرها
الشيوعيون المغاربة ،حيث وزعوها على شكل مناشير بعدما كانت مبرمجة للصدور في
الصفحة السادسة من جريدة "الوطن" التي ورغم وأنها تحمل اسم عربي إال أن محتواها كان
بالفرنسية.
وأوضح مدير مؤسسة أرشيف المغرب ،الذي قال إن الذاكرة تنسى والتاريخ ال ينسى ،أن
جريدة الوطن صدرت حينها والصفحة 6فارغة بعدما تم منع تداول وثيقة المطالبة باالستقالل
ليتم توزيعها بشكل سري عبر مناشير ،مسجال في هذا اإلطار أن هناك اختالفا في تأكيد
التاريخ ،حيث كان الراحل علي يعتة قد حدده في ماي ،1942فيما حدده آلبر عياش في يناير
.1943
وبحسب المتحدث فإن أول وثيقة للمطالبة باالستقالل صدرت بشكل سري عبر جريدة الوطن
والمناضلين الشيوعيين ،قبل أن يتم تقديمها بشكل رسمي في 1946وتنشر بجريدة Espoir
الناطقة بالفرنسية التي كانت تقرأها النخب والمتعلمون ،في الوقت الذي تم منع إصدار الوثيقة
بالجريدة الناطقة باللغة العربية "حياة الشعب" والتي كانت عبارة عن منشور.
وسجل المتحدث أنه عقب نشر الوثيقة وإبالغها لالحتالل الفرنسي وانتشارها وسط الشعب
المغربي ووصولها إلى السلطان محمد الخامس ،استقبل هذا األخير وفدا عن الحزب الشيوعي
المغربي يضم كل من علي يعتة وأحمد الماضي وميشيل مازيال.
يشار إلى أن اللقاء الذي نظمه فرع حزب "الكتاب" بمراكش عرف تسليم لوحة تذكارية تحمل
نص الوثيقة التي طالب من خاللها الحزب الشيوعي المغربي باالستقالل إلى األمين العام
لحزب التقدم واالشتراكية محمد نبيل بنعبد هللا ،باإلضافة إلى عرض شهادة مصورة للمقاوم
موالي عبد السالم الجبلي ،فضال عن فقرة من الموسيقى الملتزمة أدتها مجموعة جيل جياللة.
كما يشار إلى أن اللقاء حضره إلى جانب األمين العام وفد هام عن المكتب السياسي لحزب
التقدم واالشتراكية ووزراء الحزب السابقين والحاليين ،فضال عن عشرات المناضالت
والمناضلين في صفوف الحزب وفعاليات سياسية وجمعوية مختلفة من مدينة مراكش.