‫المحاضرة الثان ّية‪ :‬الحضارة الفرعون ّية (الجانب السياسي)‬

‫سياسي‪:‬‬ ‫أ‪ -/‬الجانب ال ّ‬

‫شرقي‬ ‫شمال ال ّ‬‫‪ .1‬جغرافية مصر القديمة‪ :‬نشأت الحضارة المصريّة الفرعونيّة في ال ّ‬
‫إلفريقيا على ضفاف وادي النّيل‪ ،‬حيث تش ّكلت أراضي زراعيّة خصبة نتيجة‬
‫تتكون أراضي‬ ‫الطينيّة الّتي يحملها وادي النّيل عند فيضانه‪ .‬وعند انكماشه ّ‬ ‫سبات ّ‬ ‫لتر ّ‬
‫سفلى‪.‬‬‫واسعة في مصر ال ّ‬
‫شرق والغرب‬ ‫هذا الموقع الفريد الّي تمتّعت به مصر جعلها تتح ّكم في مواصالت ال ّ‬
‫صالت والعالقات بمختلف مظاهرها‬ ‫شمال والجنوب‪ .‬م ّما ساعد على نشأة ال ّ‬ ‫وال ّ‬
‫وأشكالها وصورها بين مصر وبقيّة أقطار العالم القديم الّتي تحيط بها والّذين تأثّروا‬
‫بحضارة أهلها‪.‬‬
‫‪ .2‬أصل سكان مصر الفرعونية‪ :‬المصريّون خليط من عناصر متعدّدة ال يغلب فيها‬
‫أصل معيّن‪ ،‬بعضهم أتى من بالد النّوبة في الجنوب‪ ،‬أو من ليبيا في الغرب‪ ،‬أو من‬
‫شرق أو الحامية من الجنوب‪ .‬تمازجت ك ّل هذه العناصر في‬ ‫ساميّة في ال ّ‬ ‫الفئات ال ّ‬
‫فكونت شعبا ال يزال حتّى اليوم محافظا على ميزاته‬ ‫وادي النيل ّ‬
‫بالرغم من الحياة المتشابهة الّتي عاشتها مختلف المجموعات‬ ‫سياسي‪ّ :‬‬ ‫‪ .3‬التّنظيم ال ّ‬
‫س ّكانيّة‪ ،‬فرضت طبيعة البالد على س ّكانها أن ينقسموا إلى مجموعتين هما‪ :‬مصر‬ ‫ال ّ‬
‫سفلى‪.‬‬ ‫العليا ومصر ال ّ‬
‫س ّكان‬‫بأن منطقة الفيّوم كانت ّأول ناحية اجتذبت ال ّ‬ ‫أ‪ -/‬مصر العليا‪ :‬يعتقد العلماء ّ‬
‫وغذت نواة البالد‪ .‬وانفردت هذه المجموعة بعقائدها وآلهتها إلى أن تم ّكن إلحدى‬
‫فاضطرت هذه إلى أن‬ ‫ّ‬ ‫المقاطعات سيّد كفؤ فرض سيطرته على سائر المقاطعات‪،‬‬
‫سيت‬ ‫تعترف بسلطة هذا السيّد وبعاصمته‪ .‬فمثال‪ :‬برزت مدينة ن َْخن‪ ،‬كما برز اإلله ِ‬
‫سيّد الجديد على مصر العليا بتاج أبيض‬ ‫وتوج ال ّ‬
‫ويرمز إليه بشكل أفعى‪ّ .‬‬
‫شمال أو الوجه البحري‪ .‬كانت‬ ‫سفلى‪ :‬والمقصود بها منطقة الدّلتا في ال ّ‬ ‫ب‪ -/‬مصر ال ّ‬
‫صقر‬ ‫عاصمته "بُوتُو" تاج ملوكها أحمر وإلهها "هوروس" ويتمثّل في ال ّ‬
‫ج‪ -/‬توحيد الدّولتين‪ :‬بدأ العداء بين شطري مصر منذ ما قبل التّاريخ وهيّأت‬
‫َار َمر" أو‬ ‫الظروف الحياة القاسيّة في الجنوب رجاال أشدّاء‪ ،‬حيث قاد ملكهم "ن ْ‬ ‫ّ‬
‫بالقوة واتخذ من‬ ‫شمال سنة ‪3200‬ق‪.‬م وفرض الوحدة ّ‬ ‫"مينَاس" في حملتين على ال ّ‬ ‫ِ‬
‫" َمنَف" أو " َم ْم ِفيس" عاصمة له ولبس التّاجين متداخلين معا في تاج واحد عرف‬
‫صرح القديم‪.‬‬ ‫باسم " ِبشِنت" ‪ pschent‬وعرف باسم جديد "الفرعون" أو ال ّ‬
‫مر التّاريخ المصري بعد الوحدة‬ ‫سياسي لمصر الفرعونية‪ّ :‬‬ ‫‪ .4‬مراحل التّاريخ ال ّ‬
‫بأربع مراحل تخلّلتها فترات وهي‪:‬‬
‫أ‪ -/‬الدولة القديمة من ‪3200‬ق‪.‬م إلى ‪2111‬ق‪.‬م‪ :‬وبرز فيها الفراعنة "خوفو"‬
‫و"خفرن" و"منكورع"‪ .‬انتهت هذه الدّولة بثورات حدّت من سلطة الفراعنة‪.‬‬
‫ب‪ -/‬الدّولة الوسطى من ‪ 2111‬ق‪.‬م إلى ‪1586‬ق‪.‬م‪ :‬وقد انتقلت عاصمتها إلى‬
‫طيبة‪ ،‬وأدّى ازدهار البالد إلى طمع قبائل البدو "الهكسوس" بها فغزوها وأعلنوا‬
‫اريس" في الدّلتا والّتي أصبحت عاصمة لهم‪.‬‬ ‫أنفسهم‪ ،‬وشيّدوا مدينة "أَقَ ِ‬
‫ج‪ -/‬الدّولة الحديثة من ‪ 1586‬ق‪.‬م إلى ‪1101‬ق‪.‬م‪ :‬كان غزو "الهكسوس" درسا‬
‫سع في الخارج حتّى ال يفاجأوا في عقر‬ ‫قاسيّا تلقّاه المصريّون فص ّمموا على التّو ّ‬
‫وطمس‬‫دارهم‪ .‬فاحتلّوا سوريا ولنان ووصلوا على للفرات‪ ،‬وانتصر الفرعون "تَ ُح ِ‬
‫الثَا ِلث" في معركة مجدّو سنة ‪1479‬ق‪.‬م على أمراء سوريا‬
‫د‪ -/‬فترة االنحطاط من ‪ 1101‬ق‪.‬م إلى ‪332‬ق‪.‬م‪ :‬حصلت أثناءها غزوات شعوب‬
‫البحر (اإليجيين) فصدّت هذه الغزوات عن مصر‪ّ ،‬‬
‫لكن هذا الخطر تجدّد من قبل‬
‫األشوريين والكلدانيين والفرس ‪ .‬وما إن تخلّصت مصر من حكم الفرس حتى‬
‫خضعت لحكم اليونان مع اإلسكندر المقدوني‪.‬‬