You are on page 1of 26

SHAYKH IBRAHIM NIASSE'S WORKS:

INTERPRETATION FROM ARABIC


{Interpreted from the Arabic by Imam Muhammad Abdullahi (Georgia, Atlanta, USA)}

SATURDAY, 8 AUGUST 2015

"FANA & BAQA"

FANĀ’ & BAQĀ’


(ANNIHILATION IN ALLAH & GOING-ON
IN ALLAH)"

 
By Shaykh al-Islam Ibrahim Niasse (ra)

{Interpreted from the Arabic by Muhammad Abdullahi


al-Tijani al-Ibrahimi}

‫البقاء
قبل الفناء حجاب و البقاء بعده الكمال‬


Perfection & Baqa before Fana is a veil, but Baqa after
Fana is completion


‫و االنسان يجب عليه البقاء و ال بقاء اال بعد الفناء‬

The human being must achieve Baqa, and there


is no [true] Baqa until after

...Fana


‫فمن لم يفن ما وجد اهلل‬


Whosoever does not achieve Fana will not find
Allah, as He ta'ala says

‫واعبدوا اهلل و ال تشركوا به شيءا‬


So worship Allah and do not ascribe ANYTHING
as a partner with Him


‫و من فني و لم يبق فهو أبتر‬


So whosoever achieves Fana but doesn't
achieve Baqa, they are cut off


‫و من فني و لم يبق فذالك صبي‬

Whosoever achieves Fana but doesn't achieve


Baqa, that is a (spiritual) child


‫و االولياء عندهم صبيان‬


And among the Awliya there are some
(spiritual) children


‫و حاشى أصحاب الشيخ التجاني من ذالك‬

God forbid that the companions of Shaykh


Ahmad al-Tijani (ra) should be

described as children


Mawlana Shaykh Ibrahim Niasse (ra), al-Aqd
an-Nafis~

Interpreted from the Arabic by:


Muhammad Abdullahi al-Tijani al-Ibrahimi (Georgia,
Atlanta [USA])
Facebook:
www.facebook.com/muhammad.abdullahialtijanialibrahimi
Email:
m.abdullahi@live.com
ON THE THREE (3) TYPES OF SPIRITUAL ANNIHILATION (FANA‟):
1.) Annihilation in the Acts of Allah (Fana‟ fi‟l Af‟al).
2.) Annihilation in the Attributes of Allah (Fana‟ fi‟s Sifat).
3.) Annihilation in the Essence of Allah (Fana‟ fi‟l Dhat).
Many of the Believers have attained the station of annihilation in the Acts
of Allah.
Whosoever knows that there is no “Doer” in existence except Allah, this is
the one who is annihilated in the Acts of Allah. Indeed, many of the
common believers have obtained this degree of annihilation.
I told my students, in one of the lessons on Arabic Grammar, that the
grammarians say: “The Doer in reality is Allah, even if He engenders the
action metaphorically by means of an agent, for the One Who engenders
the action is inseparable from the action performed.” That is because it all
is Allah! The “Doer” in reality is Allah (al-Fa‟il Haqiqatun) and the
metaphorical agent (al-Fa‟il Majazan) who (appears) to “do” the action, is
also Allah! Whosoever knows that there is no “Doer” in existence except
Allah has attained the annihilation in the Acts of Allah--in the Presence of
the Acts of Allah (Fi Hadrat al-Af‟al)-- and this person has found some of
the true Faith (which is required).
If the person attains the station of annihilation in the Attributes (Fana‟ fi‟s
Siffat), he has indeed ascended to a higher station. The Attributes of Allah
are well-known to all of us, as we have studied the books of Tawhid which
begin by enumerating His (Essential) Attributes:
1.) Power (Qudrat)
2.) Will (Irada)
3.) Knowledge („Ilm)
4.) Life (Hayat)
5.) Hearing (Sami‟a)
6.) Seeing (Basar)
7.) Speech (Kalam)
When we have assigned each of these (Essential) Attributes of Allah to Him
Alone, we have attained to the station of annihilation in the Attributes of
Allah. The „Ulama have settled for us in our elementary teaching that there
is no power, will, knowledge, life, hearing, seeing, or speech except that of
Allah! Therefore, whosoever attains (the real knowledge of this) has
arrived to the station of Fana‟ fi‟s Sifat!
‫‪If someone persists onward in Tarqiyya and is elevated beyond this, he will‬‬
‫‪attain to the station of annihilation in the Essence of Allah (Fana‟ fi‟l Dhat).‬‬

‫”‪On “FANA
& BAQA‬‬
‫)‪(ANNIHILATION
IN ALLAH & GOING-ON IN ALLAH‬‬
‫‪ ‬‬
‫السالم
عليكم ورحمة اهلل وبركاته

‫الفناء والبقاء‪
:‬‬

‫الفناء في اللغة من فني‪ :‬العدم‪ ،‬والبقاء ضد الفناء‪ ,‬والفناء الهالك‪ ،‬والبقاء‪


:‬الدوام والثبات‪
.‬‬

‫والفناء‪ ,‬فناء صفة النفس‪ ،‬وعدم شعور الشخص بنفسه وال بشيء من لوازمها‪ ،‬وسقوط
األوصاف المذمومة‪ ،‬والغيبة عن‬
‫األشياء كما كان فناء موسى عليه السالم حين تجّلى
ربه للجبل‪
.‬‬

‫والفناء‪ :‬وهو ينصرف للفناء في الذات وحقيقته محو الرسوم واألشكال بشهود الكبير
المتعال‪ ،‬فهو محو واضمحالل وذهاب‬
‫عنك وزوال‪ .‬وهو كذلك سقوط األوصاف المذمومة‪ .‬وهو
فناءان‪ :‬أحدهما بكثرة الرياضة‪ ،‬والثاني عدم اإلحساس بعالم‬
‫الملك والملكوت
واالستغراق في عظمة الباري ومشاهدة الحق‪
.‬‬

‫والبقاء رؤية العبد قيام اهلل على كل شيء‪ ،‬وقيام األوصاف المحمودة‪ ،‬وسبيله وطريقه
هو طريق الشيخ والمرشد الذي هو‬
‫اإلنسان الكامل الباقي بالعشق دائمًا‪
.‬‬

‫والبقاء‪ :‬هو الرجوع إلى شهود األثر بعد الغيبة عنه أو شهود الحس بعد الغيبة عنه
بشهود المعنى لكنه يراه قائما باهلل ونورا‬
‫من أنوار تجلياته

‫وجاء في الغيبة والحضور والصحو والسكر في حزب الهمزة‪


:‬‬

‫بالسكر والغيبات من صحٍو كذا *** بالشرب والرّي العلّي ثناء


‫بالصحو أرجعنا إلى اإلحساس *** من بعد الهباء وغيبة النزالء


‫والبقاء رؤية العبد قيام اهلل على كل شيء‪ ،‬وقيام األوصاف المحمودة‪ ،‬وسبيله وطريقه
هو طريق الشيخ والمرشد الذي هو‬
‫اإلنسان الكامل الباقي بالعشق دائمًا‪
.‬‬

‫والبقاء‪ :‬هو الرجوع إلى شهود األثر بعد الغيبة عنه أو شهود الحس بعد الغيبة عنه
بشهود المعنى لكنه يراه قائما باهلل ونورا‬
‫من أنوار تجلياته‪
.‬‬

‫الفناء والبقاء‪ :‬أن يفنى العبد عن حظوظه ويبقى بحظوظ غيره والحق يتولى تصريفه في
وظائفه وموافقاته سبحانه‪،‬‬
‫وأشار قوٌم بالفناء والبقاء إلى سقوط األوصاف المذمومة
وقيام األوصاف المحمودة‪
.‬‬

‫جاء في حزب الهمزة‪


:‬‬

‫وبكل مجتهد سما بعلومه *** وبأهل علمك حققّن فنائي


‫بفنائهم وصفائهم أفن الفؤاد *** عن الِّس وى‪ ،‬واجعلنا أهل صفاء

‫يا أخرًا ال انتهاء لوجوده *** أدم الشهود لنا بكل بقاء

‫القرب والبعد‪
:‬‬
‫القرب لغًة الدنو‪ ,‬وهو خالف الُب عد‪ ،‬والبعد التنحي والموت والّلعن وهو خالف القرب‪
.‬‬

‫والقرب عند الصوفية‪ :‬القيام بالطاعة‪ ،‬واالنقطاع عما دون اهلل‪ ،‬وأن ترى صنائعه
ومننه عليك وتغيب فيها عن رؤية أفعالك‬
‫ومجاهداتك‪ ،‬واالتصاف في دوام األوقات بعبادته‪
.‬والقرب في الدنيا يكون إما قرب فرائض‪ ,‬وهو فناء العبد بالكلية في اهلل‬
‫تعالى فال
يشعر بجميع الموجودات حتى نفسه‪ ،‬وال يبقى في نظره إال وجود الحق سبحانه وهو ثمرة
الفرائض‪ ,‬أو قرب‬
‫نوافل وهو زوال الصفات البشرية وظهور صفاته تعالى عليه وهو فناء
الصفات في صفات اهلل تعالى وهو ثمرة النوافل‪.‬‬
‫القرب في الدنيا من قرب إيمان وتصديق
إلى قرب إحسان وتحقيق وقرب الحق في الدنيا من العرفان‪ ,‬وفي اآلخرة شهود‬
‫وعيان‪
.‬‬

‫والقرب‪ :‬عبارة عن الوفاء بما سبق في األزل من العهد الذي بين الحق والعبد‪ .‬وقد يخص
بمقام قاب قوسين‪ .‬وهو كناية عن‬
‫قرب العبد من ربه بطاعته وتوفيقه‪
.‬‬

‫والبعد هو التدنس بمخالفة اهلل سبحانه والتجافي عن طاعته‪ ،‬فأوله بعد عن التوفيق ثم
عن التحقيق‪ .‬ومما قيل في القرب‬
‫قوله عز وجل‪َ{ :‬و اْس ُج ْد َو اْق َت ِر ْب }‪ ،‬ومما قيل في
القرب قوله صلى اهلل عليه وسلم مخبرًا عن الحق سبحانه‪( :‬وما تقرب‬
‫إلّي عبدي بشيٍء
أحَّب إلّي مما افترضت عليه‪ ،‬وما يزال عبدي يتقرب إلّي بالنوافل حتى أحبه‪
)...‬الحديث ومما قيل في‬
‫الُب عد قوله تعالى‪َ{ :‬أ َال ُبْع دًا ِّلَع اٍد َق ْو ِم ُه وٍد }‪
.‬‬

‫جاء في حزب السيف‪


:‬‬

‫وبيقظة األلباب من غفالتها *** بالحِّب والشوق المقِّر ب نائي


‫وبسِّر ُق ربك للمحّب أحبني *** ُح بًا به تمحو جميع شقائي


‫وجاء في النصائح الرحمانية‪( :‬إنما اشتبه عليك القرب بالظهور والبطون)‪


.‬‬

‫والبعد‪ :‬أوله البعد عن التوفيق ثم البعد عن سلوك الطريق ثم البعد عن التحقيق‪


.‬‬

‫المحاضرة والمكاشفة والمشاهدة‪


:‬‬

‫المحاضرة في اللغة‪ :‬المطالبة واإلجابة بما حضر من الجواب والخطاب‪ ,‬والمكاشفة‪


:‬اإلظهار واإلطالع والمجاهرة‪،‬‬
‫والمشاهدة‪ :‬المعاينة‪
.‬‬

‫المحاضرة‪ :‬حضور القلب مع الحق‪ ،‬وعالمتها دوام الفكر في شواهد اآليات‪ ,‬واستيالء
سلطان الذكر‪
.‬‬

‫المكاشفة‪ :‬وهي حضوٌر ال ينعت بالبيان‪ ،‬وتطلق على تحير السّر في خطر العيان‪ ،‬وعالمتها
دوام التحّي ر في ُكنه العظمة‪،‬‬
‫وصاحب المكاشفة مبسوط بصفاته‪
.‬‬

‫المشاهدة‪ :‬وتطلق على رؤية األشياء بدالئل التوحيد‪ ,‬ورؤية قدرة الحق في األشياء‪
،‬ومشاهدة الحق هي حقيقة اليقين بال‬
‫ارتياب‪
.‬‬

‫المحاضرة والمكاشفة والمشاهدة‪ :‬المحاضرة في شواهد اآليات‪ ،‬والمشاهدة والمكاشفة


تتقاربان في المعنى وهما‪
:‬‬

‫التماس القلب دوام المحاضرة لما وارته الغيوب‪ ،‬والمكاشفة ألهل العين بين المحاضرة
والمشاهدة إلى أن تستقر
‪.‬‬
‫قال الشيخ مصطفى البكري في ورد السحر‪( :‬إلهي طّه ر سريرتي من كل شيء يبعدني عن
حضراتك)‪ ،‬وقال أيضًا‪( :‬اللهم‬
‫رّق ق حجاب بشريتي بلطائف إسعاٍف من عندك ألشهد ما
انطوت عليه من عجائب قدسك)‪
.‬‬

‫وقال أيضًا‪( :‬ولهيب قلوبنا إلى مشاهدة جمالك ال يطفى)‪ .‬وقال أيضًا‪( :‬فكيف لو كشفت
لهم عن بديع جمالك ورفيع‬
‫جاللك)‪
.‬‬
‫المحو واإلثبات‪
:‬‬

‫المحو في اللغة‪ :‬إذهاب األثر‪ ،‬واإلثبات‪ :‬عدم المفارقة والتأكيد بالبينة‪ ،‬والمعرفة‪
.‬‬

‫المحو‪ :‬هو إزالة أوصاف العادة‪ ,‬ويكون على ثالث طرق‪ :‬محو الّذ ّلِة عن الظواهر‪
,‬والغفلة عن الضمائر‪ ,‬والعّلة عن السرائر‪،‬‬
‫وقيل إزالة أوصاف النفوس أو محِو رسوم
األعمال بنظر الفناء إلى نفسه ومأمنه‪ ،‬وقيل المحو ذهاب الشيء إذا لم يبَق له‬
‫أثر‪
,‬وإذا بقي له أثر فيكون طمسًا‪ ،‬وقيل ما ستره الحق ونفاه‪ .‬واإلثبات‪ :‬إثبات سلطان
الحقيقة وما يقتضي المثبت‪ ،‬وقيل‬
‫إثبات النْف س بما أنشأ الحق لها من الوجودّي ة‪
،‬وقيل ما أظهره الحق وأبداه‪.‬‬

‫والمحو واإلثبات‪ :‬رفع أوصاف العادة وإقامة أحكام العبادة‪ ،‬فمن نفى عن أحواله
الخصال الذميمة وُأ تي بدلها باألفعال‬
‫واألحوال الحميدة فهو صاحب محو وإثبات‪
,‬والمحو واإلثبات صادران عن القدرة ومقصوران على المشيئة‪ ،‬قال تعالى‪:‬‬
‫{َي ْم ُح و
اُهّلل َم ا َي َش اُء َو ُي ْث ِب ُت }‪ ،‬قيل يمحو عن قلوب العارفين ذكر غيره تعالى‪ ,‬ويثبت
على ألِس نِة المريدين ذكره سبحانه‪،‬‬
‫ومن محاه الحق عن إثباته به‪ ,‬رّد ُه إلى شهود
األغيار وأثبته في أودية التفرقة‪ .‬وأيضًا تبدل األحوال والمقامات أثناء‬
‫السلوك
مابين محو وإثبات ألن قلب العبد بين ُأ صبعين من أصابع الحق يقلبه كيف يشاء‪ ,‬ولذلك
كان دعاؤه صلى اهلل عليه‬
‫وسلم‪( :‬يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك)‪
.‬‬

‫قال العارف باهلل الشيخ مصطفى البكري في ورد السحر يناجي اهلل سبحانه وتعالى‪(
:‬وأمح من ديوان األشقياء شقّي نا‬
‫واكتبه عندك في ديوان األخيار)‪ ،‬أكتبه بمعنى
أثبته‪ ،‬قال تعالى‪َ{ :‬ي ْم ُح و اُهّلل َم ا َي َش اُء َو ُي ْث ِب ُت َو ِع نَد ُه ُأ ُّم
اْلِك َت اِب }‪
.‬‬

‫المقام (ج‪ .‬مقامات)‪


:‬‬

‫المقام في اللغة‪ :‬موضع القدمين‪ ،‬والمنزلة‪ ,‬وهو ما يتوصل إليه العبد بنوِع تصّر ٍف ‪
،‬ويتحقق به بضرِب طلٍب ومقاساِة تكلٍف ‪،‬‬
‫فمقام كل واحٍد موضع إقامته عند ذلك‪ ,‬وشرطه
أن ال يرتقي من مقام إلى آخر ما لم يستوِف أحكام المقام السابق‪ ،‬ولكل‬
‫واحٍد من
مريدي الحق مقاٌم يستقر فيه تبعًا لجبّلته ال لمسلكه‪ ,‬قال تعالى‪َ{ :‬و َم ا ِم َّنا
ِإ اَّل َلُه َم َق اٌم َّم ْع ُلوٌم }‪ .‬ومقام آدم‪ :‬التوبة‪,‬‬
‫ونوح‪ :‬الزهد‪ ,‬وإبراهيم‪
:‬التسليم‪ ,‬وموسى‪ :‬اإلنابة‪ ,‬وداود‪ :‬الحزن‪ ,‬وعيسى‪ :‬الرجاء‪ ,‬ويحي‪ :‬الخوف‪ ,‬ومحمد‪
:‬الذكر‪ ,‬صلوات‬
‫اهلل وسالمه عليهم أجمعين‪
.‬‬

‫وقيل هو الوصف الذي يثبت على السالك ويقيم‪ ،‬فإن لم يثبت سّم ي حاًال
‪.‬‬

‫ورد في حزب الهمزة‪


:‬‬

‫بالزاجرات وأهلها ومقامهم *** وبسيرهم من عالم األشياء


‫وقال شيخنا الشيخ عبد الرحمن الشريف في نصائحه (حفظ العهود فيه الورود ألقرب مقام
محمود)‪
.‬‬

‫الَّن َف س‪
:‬‬

‫الَّن َف س لغًة ‪ :‬واحد األنفاس والّس عة والفسحة في األمر‪ ،‬والَج رَع ُة والرُّي
والطويل من الكالم والفرج والنصرة‪ .‬وفي اصطالح‬
‫أهل الحق‪ :‬روٌح يسلطه اهلل على نار
القلب ليطفئ شّر ها شررها‪ .‬وهي أيضًا َنَف س العبد‪ ,‬قال الجنيد رحمه اهلل‪ُ"
:‬أ ِخ َذ على‬
‫العبد حفُظ أنفاسه على ممر أوقاته"‪ .‬وقيل هي ترويح القلوب
بلطائف الغيوب‪ ,‬وصاحب األنفاس أرُّق وأصفى من صاحب‬
‫األحوال‪ ,‬فصاحب الوقت مبتدئ
وصاحب األنفاس منتهي‪ ,‬وصاحب األحوال بينهما‪ ،‬فاألوقات ألصحاب القلوب‪ ,‬واألحوال‬
‫ألرباب األرواح‪ ,‬واألنفاس ألهل السرائر‪ ,‬وقالوا‪( :‬أفضل العبادات عُّد األنفاس مع
اهلل سبحانه وتعالى)‪
.‬‬

‫الَّن ْف ُس ‪
:‬‬

‫النفس في اللغة‪ :‬الروح‪ ,‬ويقال‪ :‬خرجت نفسه أي روحه‪ ,‬والجسد والعين كقولك‪ :‬نفسته
بنفس‪ ,‬أي أصبته بعين‪ ,‬والِع نُد‬
‫كقوله تعالى‪َ{ :‬ت ْع َلُم َم ا ِف ي َنْف ِس ي َو َال
َأ ْع َلُم َم ا ِف ي َنْف ِس َك }‪ ،‬أي ما عندي وما عندك‪ ,‬أو حقيقتي وحقيقتك‪ .‬وتعني أيضًا‬
‫العظمة والعزة والعقوبة‪ ,‬ومنه قوله تعالى‪َ{ :‬و ُي َح ِّذ ُر ُكُم اُهّلل َنْف َس ُه }‪
.‬‬

‫والنفس‪ :‬هي الجوهر البخاري اللطيف الحامل لقوة الحياة والحس والحركة اإلرادية
وسماها الحكيم الروح الحيوانية‪ ,‬فهي‬
‫جوهٌر مشرٌق للبدن‪ ,‬وتعلقها بالبدن على ثالثة
أضرب‪ :‬األول‪ :‬إن بلغ ضوء النفس إلى جميع أجزاء البدن‪ ,‬ظاهره وباطنه‪,‬‬
‫فهو اليقظة‪
,‬وإن انقطع ضوؤها عن ظاهره دون باطنه فهو نوم‪ ،‬أو بالكلية فهو الموت‪
.‬‬

‫والنفس في االصطالح‪ :‬ما كان معلومًا من أوصاف العبد‪ ,‬ومذمومًا من أخالقه وأفعاله‪
,‬وأشُّد أحكامها‪ :‬توهُم ُح سنها أو‬
‫استحقاقها لقْد ر‪ .‬وقيل حقيقة النفس الروح‪ .‬وهي
على ضروب عدة‪ :‬نباتية‪ ,‬وحيوانية‪ ,‬وإنسانية‪ ,‬وناطقة‪ ,‬أو أمارة ولوامة‬
‫وملهمة
ومطمئنة وراضية ومرضية وقدسية أو كاملة‪
.‬‬

‫والنفس اإلنسانية هي كمال أول لجسم طبيعي آلي من جهة ما يدرك الكليات والجزئيات
ويتحرك باإلرادة ويفعل األفعال‬
‫الفكرية‪ ،‬واألمارة‪ :‬هي التي تميل إلى الطبيعة
البدنية وتأمر باللذات والشهوات الحّس ية وتجذب القلب إلى الجهة السفلية‪,‬‬
‫فهي مأوى
الشرور ومنبع األخالق الذميمة واألفعال السيئة‪ ،‬مع عدم المباالة باألوامر
والنواهي‪ ،‬واللوامة وهي التي تنورت‬
‫بنور القلب قدر ما تنبهت به عن ِس َنة الغفلة‪
,‬مترددة بين جهتي الربوبية والخلقية‪ ,‬فكلما صدرت منها سيئة بحكم جبلتها‬
‫الظلمانية
تداركها نور التنبيه اإللهي فأخذت تلوم نفسها وتستغفر راجعة إلي اهلل‪ .‬والملهمة‪
:‬العتبار ما يلهمها اهلل من الخير‪،‬‬
‫فكل ما تفعله من الخير هو باإللهام اإللهي‪ ،‬وكل
ما تفعله من الشر هو باالقتضاء الطبيعي‪ .‬والمطمئنة‪ :‬وهي التي تّم تنورها‬
‫بنور
القلب حتى انخلعت عن صفاتها الذميمة وتخلقت باألخالق الحميدة‪ ,‬متابعٌة القلب في
الترقي ومواظبٌة على الطاعات‪،‬‬
‫ساكنٌة إلى الحق مطمئنة به‪
.‬‬

‫جاء في النصائح الرحمانية‪( :‬جردُت من نفسي شخصًا يسامرني‪ ،‬وشبحًا بوقائع الحالة
الجارية يخاطبني)‪ .‬وجاء أيضًا‪:‬‬
‫(كوني أنسب نفسي آلبائي في الطريق}‪ .‬وجاء أيضًا‪(
:‬إن استحوذت عليك النفس فجعلت القضية بالعكس فأنت غارق في‬
‫بحر التيه) وجاء
أيضًا(تضرع بالصبر وجاهد النفس) (فر فرارك من األسد من النفس) وما ورد في تحفة
اإلخالص من‬
‫عتاب النفس وقمع هواها لتخليصها من آفاتها وعيوبها يعد من أشمل ما ُن ظم
في هذا الباب شعرًا‪
.‬‬

‫الهيبة‪
:‬‬

‫الهيبة في اللغة‪ :‬المخافة والَّت قَّي ة كالمهابة‪ ،‬وهي ضد األنس‪


.‬‬

‫وفي اصطالح القوم‪ :‬هي أثر القبض في القلب الناشئ من الخوف من اهلل ومعرفة تقصير
العبد في حقه تعالى‪ ,‬واألنس‪:‬‬
‫البسط في القلب الناشئ من الرجاء‪ .‬وقيل‪ :‬هي أثر
مشاهدة جالل اهلل في القلب‪ ،‬وقالوا إن الهيبة درجة العارفين واألنس‬
‫درجة المريدين‪
.‬‬

‫وجاء في حزب السيف‪ُ( :‬ج د لي بهيبة يستنير بها لبي)‪


.‬‬

‫الهوت والالهوت والملكوت والجبروت والعظموت‪


:‬‬

‫ترد صيغة فعلوت في اللغة للمبالغة‪ ,‬والهوت مبالغٌة من هاء يهؤ هوءًا أي‪ :‬العلو
واالرتفاع والهمة والرأي الماضي‪ ,‬والهوتُة ‪:‬‬
‫األرض المنخفضة والجو بين السماء
واألرض‪ .‬والالهوت في اللغة‪ :‬األلوهة‪ ,‬وأصله (الٌه) بمعنى إله زيدت فيه الواو
والتاء‬
‫مبالغة‪,‬كما زيدت في رحموت ورغبوت ورهبوت‪ ,‬وعلم الالهوت‪ :‬هو علم يبحث عن العقائد
المتعلقة باهلل تعالى‪ ،‬وقيل هو‬
‫لفظ سرياني‪ .‬والملكوت في اللغة‪ :‬الملك العظيم والعز
والسلطان‪ .‬والجبروت بمعنى‪ :‬القدرة والسلطة والعظمة‪ .‬والعظموت‬
‫بمعنى الِك ْب ر
والنخوة والزهو‪
.‬‬

‫والهوت في اصطالح أهل الحق‪ :‬هي الهمة‪ ،‬وهي ثالثة‪ :‬هّم ة ُم نية وهي تحرك القلب
للُم نى‪ ،‬وهمه إرادة وهي أول صدق‬
‫المريد‪ ،‬وهمة حقيقية التصور عن مالحظة ذروة هذا
األمر والجهل‪ ،‬والهمة‪ :‬توجُه القلب وقصده بجميع قواه الروحانية إلى‬
‫جانب الحق
لحصول الكمال له أو لغيره‪ ،‬وقال اإلمام عبد الكريم الجيلي‪( :‬هي أعُّز شيٍء وضعه
اهلل في اإلنسان‪ ،‬وذلك أن‬
‫اهلل تعالى لما خلق األنوار أوقفها بين يديه فرأى كًال
منها مشتغًال بنفسه ورأى الهمة مشتغلة باهلل‪ ،‬فقال لها‪":‬وعزتي وجاللي‬
‫ألجعلّنك أرفع األنوار وال يحظى بِك من خلقي إال أشراف األبرار")‪ .‬وقال صلى
اهلل عليه وسلم (من كانت همته الثريا‬
‫فسينالها)‪ .‬وقال اإلمام علي كرم اهلل وجهه
(ُر َّب هّم ٍة أحيت أّم ة)‪
.‬‬

‫وهمه اإلفاقة هي أول درجات الهمة‪ ،‬وهي الباعثة على طلب الباقي وترك الفاني‪ ،‬وهمة
األلفة هي الدرجة الثانية‪ ،‬وهي التي‬
‫تورث صاحبها األنفة من طلب األجر على العمل
حتى يأنف قلبه أن يشتغل بتوقع ما وعده اهلل من الثواب على العمل‪ ،‬فال‬
‫يفرغ من
التوجه إلى مشاهدة الحق‪ ،‬بل يعبد اهلل على اإلحسان‪ ،‬وال يفرغ من التوجه إلى الحق
طلبًا للقرب منه إلى طلب‬
‫ما سواه‪ ،‬وهمة أرباب الهمم العالية هي الدرجة الثالثة وهي
ال تتعلق إال بالحق وال تلتفت إلى غيره‪ ،‬فهي أعلى الهمم حيث‬
‫ال ترضى باألحوال
والمقامات وال بالوقوف مع األسماء والصفات‪ ،‬وال تقصد إال عين الذات‪
.‬‬

‫والالهوت‪ :‬في اصطالح أهل الحقيقة‪ :‬هي الحياة السارية في األشياء‪ ,‬والناسوت هو
المحل القائم به‪ ,‬وذلك الروح‪ .‬وقيل‬
‫الالهوت‪ :‬الخالق‪ ،‬والناسوت‪ :‬المخلوق‪ .‬وربما
ُي طلق األول على الروح والثاني على البدن‪ ,‬وربما يطلق األول على العالم‬
‫العلوي‪
,‬والثاني على العالم السفلي‪ ,‬وعلى السبب والمسبب‪ ,‬وعلى الجن واإلنس‪
.‬‬

‫والملكوت‪ :‬عالم الغيب المختص باألرواح والنفوس‪ .‬وقيل هو حقيقة المجّر دة اللطيفة
غير المقيدة بقيوٍد كثيفة شجّي ة‬
‫جسمانية‪ ,‬ويقابله المْلُك بمعنى المادة الكثيفة
بالقيود‪ .‬والملك عالم الشهادة من المحسوسات الطبيعية كالعرش والكرسي‪,‬‬
‫وكل جسم
يتمّي ز بتصرف الخيال المنفصل من مجموعة الحرارة والبرودة والرطوبة واليبوسة‪
.‬‬

‫والجبروت‪ :‬هو عالم الَع َظ َم ة يعني عالم األسماء والصفات اإللهية‪ ,‬وقيل‪ :‬هو عالم
الوسط وهو البرزخ المحيط باألمريات‬
‫الجّم ة‪ ,‬وقي قيل‪ :‬هو عبارة عن الذات القديمة‪
،‬وتفرد اهلل سبحانه بالجبروت ألنه يجري األمور مجاري أحكامه‪ ,‬ويجبر‬
‫الخلق على
مقتضيات إلزامه‪ ,‬أو ألنه يستعلي عن َد َرِك العقول‪
.‬‬

‫جاء في الدرة الشريفة‪( :‬كيف ال وهو الجوهرة المنطوية على كنوز الدقائق الالهوتية)‪(
.‬وببديع قدرتك العظم

‫اللهم صلى وسلم وبارك على سيدنا محمد عدد اوراق االشجار وعدد مياه البحار وعدد ما
اظلم عليه اليل وما اضاء عليه‬
‫النهار

‫السالم عليكم ورحمة اهلل وبركاتهالفناء والبقاء‪:‬الفناء في اللغة من فني‪ :‬العدم‪
،‬والبقاء ضد الفناء‪ ,‬والفناء الهالك‪ ،‬والبقاء‪:‬‬
‫الدوام والثبات‪.‬والفناء‪ ,‬فناء صفة
النفس‪ ،‬وعدم شعور الشخص بنفسه وال بشيء من لوازمها‪ ،‬وسقوط األوصاف المذمومة‪،‬‬
‫والغيبة عن األشياء كما كان فناء موسى عليه السالم حين تجّلى ربه للجبل‪.‬والفناء‪
:‬وهو ينصرف للفناء في الذات وحقيقته‬
‫محو الرسوم واألشكال بشهود الكبير المتعال‪ ،‬فهو
محو واضمحالل وذهاب عنك وزوال‪ .‬وهو كذلك سقوط األوصاف‬
‫المذمومة‪ .‬وهو فناءان‪
:‬أحدهما بكثرة الرياضة‪ ،‬والثاني عدم اإلحساس بعالم الملك والملكوت واالستغراق في
عظمة الباري‬
‫ومشاهدة الحق‪.‬والبقاء رؤية العبد قيام اهلل على كل شيء‪ ،‬وقيام األوصاف
المحمودة‪ ،‬وسبيله وطريقه هو طريق الشيخ‬
‫والمرشد الذي هو اإلنسان الكامل الباقي
بالعشق دائمًا‪.‬والبقاء‪ :‬هو الرجوع إلى شهود األثر بعد الغيبة عنه أو شهود الحس‬
‫بعد
الغيبة عنه بشهود المعنى لكنه يراه قائما باهلل ونورا من أنوار تجلياتهوجاء في
الغيبة والحضور والصحو والسكر في‬
‫حزب الهمزة‪ :‬بالسكر والغيبات من صحٍو كذا ***
بالشرب والرّي العلّي ثناءبالصحو أرجعنا إلى اإلحساس *** من بعد‬
‫الهباء وغيبة
النزالءوالبقاء رؤية العبد قيام اهلل على كل شيء‪ ،‬وقيام األوصاف المحمودة‪ ،‬وسبيله
وطريقه هو طريق‬
‫الشيخ والمرشد الذي هو اإلنسان الكامل الباقي بالعشق
دائمًا‪.‬والبقاء‪ :‬هو الرجوع إلى شهود األثر بعد الغيبة عنه أو شهود‬
‫الحس بعد الغيبة
عنه بشهود المعنى لكنه يراه قائما باهلل ونورا من أنوار تجلياته‪.‬الفناء والبقاء‪
:‬أن يفنى العبد عن حظوظه‬
‫ويبقى بحظوظ غيره والحق يتولى تصريفه في وظائفه وموافقاته
سبحانه‪ ،‬وأشار قوٌم بالفناء والبقاء إلى سقوط األوصاف‬
‫المذمومة وقيام األوصاف
المحمودة‪.‬جاء في حزب الهمزة‪:‬وبكل مجتهد سما بعلومه *** وبأهل علمك حققّن
فنائيبفنائهم‬
‫وصفائهم أفن الفؤاد *** عن الِّس وى‪ ،‬واجعلنا أهل صفاءيا أخرًا ال
انتهاء لوجوده *** أدم الشهود لنا بكل بقاءالقرب‬
‫والبعد‪:‬القرب لغًة الدنو‪ ,‬وهو
خالف الُب عد‪ ،‬والبعد التنحي والموت والّلعن وهو خالف القرب‪.‬والقرب عند الصوفية‪
:‬القيام‬
‫بالطاعة‪ ،‬واالنقطاع عما دون اهلل‪ ،‬وأن ترى صنائعه ومننه عليك وتغيب فيها عن
رؤية أفعالك ومجاهداتك‪ ،‬واالتصاف في‬
‫دوام األوقات بعبادته‪ .‬والقرب في الدنيا يكون
إما قرب فرائض‪ ,‬وهو فناء العبد بالكلية في اهلل تعالى فال يشعر بجميع‬
‫الموجودات
حتى نفسه‪ ،‬وال يبقى في نظره إال وجود الحق سبحانه وهو ثمرة الفرائض‪ ,‬أو قرب نوافل
وهو زوال الصفات‬
‫البشرية وظهور صفاته تعالى عليه وهو فناء الصفات في صفات اهلل
تعالى وهو ثمرة النوافل‪ .‬القرب في الدنيا من قرب‬
‫إيمان وتصديق إلى قرب إحسان
وتحقيق وقرب الحق في الدنيا من العرفان‪ ,‬وفي اآلخرة شهود وعيان‪ .‬والقرب‪ :‬عبارة عن‬
‫الوفاء بما سبق في األزل من العهد الذي بين الحق والعبد‪ .‬وقد يخص بمقام قاب قوسين‪
.‬وهو كناية عن قرب العبد من ربه‬
‫بطاعته وتوفيقه‪.‬والبعد هو التدنس بمخالفة اهلل
سبحانه والتجافي عن طاعته‪ ،‬فأوله بعد عن التوفيق ثم عن التحقيق‪.‬‬
‫ومما قيل في القرب
قوله عز وجل‪َ{ :‬و اْس ُج ْد َو اْق َت ِر ْب }‪ ،‬ومما قيل في القرب قوله صلى اهلل عليه وسلم
مخبرًا عن الحق‬
‫سبحانه‪( :‬وما تقرب إلّي عبدي بشيٍء أحَّب إلّي مما افترضت عليه‪
،‬وما يزال عبدي يتقرب إلّي بالنوافل حتى أحبه‪)...‬‬
‫الحديث ومما قيل في الُب عد قوله
تعالى‪َ{ :‬أ َال ُبْع دًا ِّلَع اٍد َق ْو ِم ُه وٍد }‪ .‬جاء في حزب السيف‪:‬وبيقظة األلباب
من غفالتها ***‬
‫بالحِّب والشوق المقِّر ب نائيوبسِّر ُق ربك للمحّب أحبني *** ُح بًا
به تمحو جميع شقائيوجاء في النصائح الرحمانية‪( :‬إنما‬
‫اشتبه عليك القرب بالظهور
والبطون)‪.‬والبعد‪ :‬أوله البعد عن التوفيق ثم البعد عن سلوك الطريق ثم البعد عن
التحقيق‪.‬‬
‫المحاضرة والمكاشفة والمشاهدة‪:‬المحاضرة في اللغة‪ :‬المطالبة واإلجابة بما
حضر من الجواب والخطاب‪ ,‬والمكاشفة‪:‬‬
‫اإلظهار واإلطالع والمجاهرة‪ ،‬والمشاهدة‪
:‬المعاينة‪.‬المحاضرة‪ :‬حضور القلب مع الحق‪ ،‬وعالمتها دوام الفكر في شواهد‬
‫اآليات‪
,‬واستيالء سلطان الذكر‪.‬المكاشفة‪ :‬وهي حضوٌر ال ينعت بالبيان‪ ،‬وتطلق على تحير السّر
في خطر العيان‪ ،‬وعالمتها‬
‫دوام التحّي ر في ُكنه العظمة‪ ،‬وصاحب المكاشفة مبسوط بصفاته‪.‬المشاهدة‪
:‬وتطلق على رؤية األشياء بدالئل التوحيد‪,‬‬
‫ورؤية قدرة الحق في األشياء‪ ،‬ومشاهدة الحق
هي حقيقة اليقين بال ارتياب‪.‬المحاضرة والمكاشفة والمشاهدة‪ :‬المحاضرة‬
‫في شواهد
اآليات‪ ،‬والمشاهدة والمكاشفة تتقاربان في المعنى وهما‪ :‬التماس القلب دوام المحاضرة
لما وارته الغيوب‪،‬‬
‫والمكاشفة ألهل العين بين المحاضرة والمشاهدة إلى أن تستقر‪.‬قال
الشيخ مصطفى البكري في ورد السحر‪( :‬إلهي طّه ر‬
‫سريرتي من كل شيء يبعدني عن حضراتك)‪
،‬وقال أيضًا‪( :‬اللهم رّق ق حجاب بشريتي بلطائف إسعاٍف من عندك ألشهد ما‬
‫انطوت عليه
من عجائب قدسك)‪.‬وقال أيضًا‪( :‬ولهيب قلوبنا إلى مشاهدة جمالك ال يطفى)‪ .‬وقال أيضًا‪(
:‬فكيف لو كشفت‬
‫لهم عن بديع جمالك ورفيع جاللك)‪.‬المحو واإلثبات‪:‬المحو في اللغة‪
:‬إذهاب األثر‪ ،‬واإلثبات‪ :‬عدم المفارقة والتأكيد بالبينة‪،‬‬
‫والمعرفة‪.‬المحو‪ :‬هو إزالة
أوصاف العادة‪ ,‬ويكون على ثالث طرق‪ :‬محو الّذ ّلِة عن الظواهر‪ ,‬والغفلة عن الضمائر‪
,‬والعّلة عن‬
‫السرائر‪ ،‬وقيل إزالة أوصاف النفوس أو محِو رسوم األعمال بنظر الفناء
إلى نفسه ومأمنه‪ ،‬وقيل المحو ذهاب الشيء إذا لم‬
‫يبَق له أثر‪ ,‬وإذا بقي له أثر
فيكون طمسًا‪ ،‬وقيل ما ستره الحق ونفاه‪ .‬واإلثبات‪ :‬إثبات سلطان الحقيقة وما يقتضي
المثبت‪،‬‬
‫وقيل إثبات النْف س بما أنشأ الحق لها من الوجودّي ة‪ ،‬وقيل ما أظهره الحق
وأبداه‪ .‬والمحو واإلثبات‪ :‬رفع أوصاف العادة‬
‫وإقامة أحكام العبادة‪ ،‬فمن نفى عن
أحواله الخصال الذميمة وُأ تي بدلها باألفعال واألحوال الحميدة فهو صاحب محو‬
‫وإثبات‪ ,‬والمحو واإلثبات صادران عن القدرة ومقصوران على المشيئة‪ ،‬قال تعالى‪َ{
:‬ي ْم ُح و اُهّلل َم ا َي َش اُء َو ُي ْث ِب ُت }‪ ،‬قيل يمحو‬
‫عن قلوب العارفين ذكر غيره
تعالى‪ ,‬ويثبت على ألِس نِة المريدين ذكره سبحانه‪ ،‬ومن محاه الحق عن إثباته به‪
,‬رّد ُه إلى‬
‫شهود األغيار وأثبته في أودية التفرقة‪ .‬وأيضًا تبدل األحوال والمقامات
أثناء السلوك مابين محو وإثبات ألن قلب العبد بين‬
‫ُأ صبعين من أصابع الحق يقلبه كيف
يشاء‪ ,‬ولذلك كان دعاؤه صلى اهلل عليه وسلم‪( :‬يا مقلب القلوب ثبت قلبي على‬
‫دينك)‪.‬قال العارف باهلل الشيخ مصطفى البكري في ورد السحر يناجي اهلل سبحانه
وتعالى‪( :‬وأمح من ديوان األشقياء‬
‫شقّي نا واكتبه عندك في ديوان األخيار)‪ ،‬أكتبه
بمعنى أثبته‪ ،‬قال تعالى‪َ{ :‬ي ْم ُح و اُهّلل َم ا َي َش اُء َو ُي ْث ِب ُت َو ِع نَد ُه ُأ ُّم
اْلِك َت اِب }‪.‬المقام‬
‫(ج‪ .‬مقامات)‪:‬المقام في اللغة‪ :‬موضع القدمين‪ ،‬والمنزلة‪ ,‬وهو ما
يتوصل إليه العبد بنوِع تصّر ٍف ‪ ،‬ويتحقق به بضرِب طلٍب‬
‫ومقاساِة تكلٍف ‪ ،‬فمقام كل
واحٍد موضع إقامته عند ذلك‪ ,‬وشرطه أن ال يرتقي من مقام إلى آخر ما لم يستوِف أحكام
المقام‬
‫السابق‪ ،‬ولكل واحٍد من مريدي الحق مقاٌم يستقر فيه تبعًا لجبّلته ال
لمسلكه‪ ,‬قال تعالى‪َ{ :‬و َم ا ِم َّنا ِإ اَّل َلُه َم َق اٌم َّم ْع ُلوٌم }‪.‬‬
‫ومقام آدم‪
:‬التوبة‪ ,‬ونوح‪ :‬الزهد‪ ,‬وإبراهيم‪ :‬التسليم‪ ,‬وموسى‪ :‬اإلنابة‪ ,‬وداود‪ :‬الحزن‪ ,‬وعيسى‪
:‬الرجاء‪ ,‬ويحي‪ :‬الخوف‪,‬‬
‫ومحمد‪ :‬الذكر‪ ,‬صلوات اهلل وسالمه عليهم أجمعين‪ .‬وقيل هو
الوصف الذي يثبت على السالك ويقيم‪ ،‬فإن لم يثبت سّم ي‬
‫حاًال‪ .‬ورد في حزب
الهمزة‪:‬بالزاجرات وأهلها ومقامهم *** وبسيرهم من عالم األشياءوقال شيخنا الشيخ عبد
الرحمن‬
‫الشريف في نصائحه (حفظ العهود فيه الورود ألقرب مقام
محمود)‪.‬الَّن َف س‪:‬الَّن َف س لغًة ‪ :‬واحد األنفاس والّس عة والفسحة في‬
‫األمر‪
،‬والَج رَع ُة والرُّي والطويل من الكالم والفرج والنصرة‪ .‬وفي اصطالح أهل الحق‪ :‬روٌح
يسلطه اهلل على نار القلب‬
‫ليطفئ شّر ها شررها‪ .‬وهي أيضًا َنَف س العبد‪ ,‬قال الجنيد
رحمه اهلل‪ُ" :‬أ ِخ َذ على العبد حفُظ أنفاسه على ممر أوقاته"‪ .‬وقيل‬
‫هي
ترويح القلوب بلطائف الغيوب‪ ,‬وصاحب األنفاس أرُّق وأصفى من صاحب األحوال‪ ,‬فصاحب
الوقت مبتدئ وصاحب‬
‫األنفاس منتهي‪ ,‬وصاحب األحوال بينهما‪ ،‬فاألوقات ألصحاب القلوب‪
,‬واألحوال ألرباب األرواح‪ ,‬واألنفاس ألهل السرائر‪,‬‬
‫وقالوا‪( :‬أفضل العبادات عُّد
األنفاس مع اهلل سبحانه وتعالى)‪.‬الَّن ْف ُس ‪:‬النفس في اللغة‪ :‬الروح‪ ,‬ويقال‪ :‬خرجت
نفسه أي‬
‫روحه‪ ,‬والجسد والعين كقولك‪ :‬نفسته بنفس‪ ,‬أي أصبته بعين‪ ,‬والِع نُد كقوله
تعالى‪َ{ :‬ت ْع َلُم َم ا ِف ي َنْف ِس ي َو َال َأ ْع َلُم َم ا ِف ي‬
‫َنْف ِس َك }‪ ،‬أي ما عندي
وما عندك‪ ,‬أو حقيقتي وحقيقتك‪ .‬وتعني أيضًا العظمة والعزة والعقوبة‪ ,‬ومنه قوله
تعالى‪َ{ :‬و ُي َح ِّذ ُر ُكُم‬
‫اُهّلل َنْف َس ُه }‪ .‬والنفس‪ :‬هي الجوهر البخاري اللطيف
الحامل لقوة الحياة والحس والحركة اإلرادية وسماها الحكيم الروح‬
‫الحيوانية‪ ,‬فهي
جوهٌر مشرٌق للبدن‪ ,‬وتعلقها بالبدن على ثالثة أضرب‪ :‬األول‪ :‬إن بلغ ضوء النفس إلى
جميع أجزاء البدن‪,‬‬
‫ظاهره وباطنه‪ ,‬فهو اليقظة‪ ,‬وإن انقطع ضوؤها عن ظاهره دون باطنه
فهو نوم‪ ،‬أو بالكلية فهو الموت‪.‬والنفس في‬
‫االصطالح‪ :‬ما كان معلومًا من أوصاف
العبد‪ ,‬ومذمومًا من أخالقه وأفعاله‪ ,‬وأشُّد أحكامها‪ :‬توهُم ُح سنها أو استحقاقها
لقْد ر‪.‬‬
‫وقيل حقيقة النفس الروح‪ .‬وهي على ضروب عدة‪ :‬نباتية‪ ,‬وحيوانية‪ ,‬وإنسانية‪
,‬وناطقة‪ ,‬أو أمارة ولوامة وملهمة ومطمئنة‬
‫وراضية ومرضية وقدسية أو كاملة‪.‬والنفس
اإلنسانية هي كمال أول لجسم طبيعي آلي من جهة ما يدرك الكليات‬
‫والجزئيات ويتحرك
باإلرادة ويفعل األفعال الفكرية‪ ،‬واألمارة‪ :‬هي التي تميل إلى الطبيعة البدنية
وتأمر باللذات والشهوات‬
‫الحّس ية وتجذب القلب إلى الجهة السفلية‪ ,‬فهي مأوى الشرور
ومنبع األخالق الذميمة واألفعال السيئة‪ ،‬مع عدم المباالة‬
‫باألوامر والنواهي‪
،‬واللوامة وهي التي تنورت بنور القلب قدر ما تنبهت به عن ِس َنة الغفلة‪ ,‬مترددة بين
جهتي الربوبية‬
‫والخلقية‪ ,‬فكلما صدرت منها سيئة بحكم جبلتها الظلمانية تداركها نور
التنبيه اإللهي فأخذت تلوم نفسها وتستغفر راجعة‬
‫إلي اهلل‪ .‬والملهمة‪ :‬العتبار ما
يلهمها اهلل من الخير‪ ،‬فكل ما تفعله من الخير هو باإللهام اإللهي‪ ،‬وكل ما تفعله من
الشر هو‬
‫باالقتضاء الطبيعي‪ .‬والمطمئنة‪ :‬وهي التي تّم تنورها بنور القلب حتى انخلعت
عن صفاتها الذميمة وتخلقت باألخالق‬
‫الحميدة‪ ,‬متابعٌة القلب في الترقي ومواظبٌة على
الطاعات‪ ،‬ساكنٌة إلى الحق مطمئنة به‪.‬جاء في النصائح الرحمانية‪:‬‬
‫(جردُت من نفسي
شخصًا يسامرني‪ ،‬وشبحًا بوقائع الحالة الجارية يخاطبني)‪ .‬وجاء أيضًا‪( :‬كوني أنسب
نفسي آلبائي في‬
‫الطريق}‪ .‬وجاء أيضًا‪( :‬إن استحوذت عليك النفس فجعلت القضية بالعكس
فأنت غارق في بحر التيه) وجاء أيضًا(تضرع‬
‫بالصبر وجاهد النفس) (فر فرارك من األسد
من النفس) وما ورد في تحفة اإلخالص من عتاب النفس وقمع هواها‬
‫لتخليصها من آفاتها
وعيوبها يعد من أشمل ما ُن ظم في هذا الباب شعرًا ‪.‬الهيبة‪:‬الهيبة في اللغة‪ :‬المخافة
والَّت قَّي ة كالمهابة‪،‬‬
‫وهي ضد األنس‪ .‬وفي اصطالح القوم‪ :‬هي أثر القبض في القلب
الناشئ من الخوف من اهلل ومعرفة تقصير العبد في حقه‬
‫تعالى‪ ,‬واألنس‪ :‬البسط في القلب
الناشئ من الرجاء‪ .‬وقيل‪ :‬هي أثر مشاهدة جالل اهلل في القلب‪ ،‬وقالوا إن الهيبة درجة‬
‫العارفين واألنس درجة المريدين‪ .‬وجاء في حزب السيف‪ُ( :‬ج د لي بهيبة يستنير بها
لبي)‪.‬الهوت والالهوت والملكوت‬
‫والجبروت والعظموت‪:‬ترد صيغة فعلوت في اللغة
للمبالغة‪ ,‬والهوت مبالغٌة من هاء يهؤ هوءًا أي‪ :‬العلو واالرتفاع والهمة‬
‫والرأي
الماضي‪ ,‬والهوتُة ‪ :‬األرض المنخفضة والجو بين السماء واألرض‪ .‬والالهوت في اللغة‪
:‬األلوهة‪ ,‬وأصله (الٌه) بمعنى إله‬
‫زيدت فيه الواو والتاء مبالغة‪,‬كما زيدت في رحموت
ورغبوت ورهبوت‪ ,‬وعلم الالهوت‪ :‬هو علم يبحث عن العقائد المتعلقة‬
‫باهلل تعالى‪ ،‬وقيل
هو لفظ سرياني‪ .‬والملكوت في اللغة‪ :‬الملك العظيم والعز والسلطان‪ .‬والجبروت بمعنى‪ :‬القدرة
والسلطة‬
‫والعظمة‪ .‬والعظموت بمعنى الِك ْب ر والنخوة والزهو‪.‬والهوت في اصطالح أهل
الحق‪ :‬هي الهمة‪ ،‬وهي ثالثة‪ :‬هّم ة ُم نية وهي‬
‫تحرك القلب للُم نى‪ ،‬وهمه إرادة وهي أول
صدق المريد‪ ،‬وهمة حقيقية التصور عن مالحظة ذروة هذا األمر والجهل‪ ،‬والهمة‪:‬‬
‫توجُه
القلب وقصده بجميع قواه الروحانية إلى جانب الحق لحصول الكمال له أو لغيره‪ ،‬وقال
اإلمام عبد الكريم الجيلي‪:‬‬
‫(هي أعُّز شيٍء وضعه اهلل في اإلنسان‪ ،‬وذلك أن اهلل
تعالى لما خلق األنوار أوقفها بين يديه فرأى كًال منها مشتغًال بنفسه‬
‫ورأى الهمة
مشتغلة باهلل‪ ،‬فقال لها‪":‬وعزتي وجاللي ألجعلّنك أرفع األنوار وال يحظى بِك من
خلقي إال أشراف األبرار")‪.‬‬
‫وقال صلى اهلل عليه وسلم (من كانت همته الثريا
فسينالها)‪ .‬وقال اإلمام علي كرم اهلل وجهه (ُر َّب هّم ٍة أحيت أّم ة)‪ .‬وهمه‬
‫اإلفاقة
هي أول درجات الهمة‪ ،‬وهي الباعثة على طلب الباقي وترك الفاني‪ ،‬وهمة األلفة هي
الدرجة الثانية‪ ،‬وهي التي‬
‫تورث صاحبها األنفة من طلب األجر على العمل حتى يأنف
قلبه أن يشتغل بتوقع ما وعده اهلل من الثواب على العمل‪ ،‬فال‬
‫يفرغ من التوجه إلى
مشاهدة الحق‪ ،‬بل يعبد اهلل على اإلحسان‪ ،‬وال يفرغ من التوجه إلى الحق طلبًا للقرب
منه إلى طلب‬
‫ما سواه‪ ،‬وهمة أرباب الهمم العالية هي الدرجة الثالثة وهي ال تتعلق
إال بالحق وال تلتفت إلى غيره‪ ،‬فهي أعلى الهمم حيث‬
‫ال ترضى باألحوال والمقامات وال
بالوقوف مع األسماء والصفات‪ ،‬وال تقصد إال عين الذات‪.‬والالهوت‪ :‬في اصطالح أهل‬
‫الحقيقة‪ :‬هي الحياة السارية في األشياء‪ ,‬والناسوت هو المحل القائم به‪ ,‬وذلك الروح‪
.‬وقيل الالهوت‪ :‬الخالق‪ ،‬والناسوت‪:‬‬
‫المخلوق‪ .‬وربما ُي طلق األول على الروح والثاني
على البدن‪ ,‬وربما يطلق األول على العالم العلوي‪ ,‬والثاني على العالم‬
‫السفلي‪ ,‬وعلى
السبب والمسبب‪ ,‬وعلى الجن واإلنس‪ .‬والملكوت‪ :‬عالم الغيب المختص باألرواح والنفوس‪
.‬وقيل هو حقيقة‬
‫المجّر دة اللطيفة غير المقيدة بقيوٍد كثيفة شجّي ة جسمانية‪ ,‬ويقابله
المْلُك بمعنى المادة الكثيفة بالقيود‪ .‬والملك عالم‬
‫الشهادة من المحسوسات الطبيعية
كالعرش والكرسي‪ ,‬وكل جسم يتمّي ز بتصرف الخيال المنفصل من مجموعة الحرارة‬
‫والبرودة
والرطوبة واليبوسة‪.‬والجبروت‪ :‬هو عالم الَع َظ َم ة يعني عالم األسماء والصفات
اإللهية‪ ,‬وقيل‪ :‬هو عالم الوسط وهو‬
‫البرزخ المحيط باألمريات الجّم ة‪ ,‬وقي قيل‪ :‬هو
عبارة عن الذات القديمة‪ ،‬وتفرد اهلل سبحانه بالجبروت ألنه يجري األمور‬
‫ (كيف ال وهو‬:‫جاء في
الدرة الشريفة‬.‫ أو ألنه يستعلي عن َد َرِك العقول‬,‫ ويجبر الخلق على مقتضيات إلزامه‬,‫مجاري
أحكامه‬

(وببديع قدرتك العظماللهم صلى وسلم وبارك على سيدنا محمد عدد‬.)‫الجوهرة المنطوية على كنوز الدقائق الالهوتية‬
‫اوراق االشجار وعدد
مياه البحار وعدد ما اظلم عليه اليل وما اضاء عليه النهار‬
!LOSE YOURSELF

Isma'eel Bakare (SmileBak)


at
22:59

Share

3 comments:

ALUSYAMAN SERVICES 8 January 2017 at 08:54


Masha Allah ,Jazakallahu Khairan
Reply

Abubakar 12 January 2020 at 00:30


MashaAllah sayyadi jazakallahu khairan
Reply

Abubakar 12 January 2020 at 00:32


MashaAllah sayyadi jazakallahu khairan
Reply

Enter your comment...

Comment as:
diwanishiekh Sign out

Publish Preview
Notify me

‹ Home ›
View web version

ABOUT ME
Isma'eel Bakare (SmileBak)
Researcher, Archivist, Publisher & Marketer.
View my complete profile

Powered by Blogger.

You might also like