You are on page 1of 81

‫جامعة محمد األول‬

‫كلية العلوم القانونية واالقتصادية واالجتماعية‬


‫وجدة‬

‫مناجه العلوم القانونية والاجامتعية‬

‫ا ألساتذة الباحثون‬
‫أشرف بنكيران‬ ‫يونس وحالو‬
‫الطيب بركان‬
‫عالء الدين تكتري‬ ‫صالح أزحاف‬

‫جميع األفواج‬
‫املوسم الجامعي ‪2021/2020‬‬
‫مقدمة عامة‬

‫لقد مر اإلنسان بمراحل عدة‪ ،‬وعلى مدى طويل من الزمان‪ ،‬حتى وصل إلى ما هو عليه اليوم من التطور‬
‫في أساليب التفكير‪ ،‬والحصول على املعرفة‪ ،‬فمنذ نشأته أحاطت به املشكالت بشتى أنواعها‪ ،‬وقد تطلب‬
‫منه مواجهتها وإيجاد الحلول املناسبة لها بإمكاناته املحدودة‪ .‬وقد بدأ بمرحلة التأمل بما حوله‪ ،‬والتساؤل‬
‫عن أسباب الوقائع واألحداث‪ ،‬وكان من النادر أن يمر عليه يوم دون أن يتساءل عن أسباب ما يحدث له‪،‬‬
‫ً‬
‫وما يحدث من حوله في بيئته التي يعيش فيها‪ ،‬وكثيرا ما كان يواجه الصعوبات لإلجابة عن تساؤالته‪ ،‬وإيجاد‬
‫الحلول لها‪ .‬لكنه استمر في ذلك من خالل املحاولة والخطأ‪ ،‬ولكن كانت أكثر إجاباته وحلوله قاصرة لقلة‬
‫خبراته ومعارفه‪ ،‬وضعف إمكاناته‪ ،‬ومع الوقت صار يكتسب املعرفة‪ ،‬والخبرة الشخصية‪ ،‬وتحولت لتصبح‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫معارفه وخبراته أعرافا وتقاليد‪ ،‬وتطورت ملراحل أكثر تقدما من التفكير والتأمل إلى التفكير اإلستنباطي‪،‬‬
‫واإلستقرائي‪ ،‬ثم كان اكتشافه وأستخدامه للمنهج العلمي في التفكير والبحث‪ ،‬باستعماله أساليب املالحظة‬
‫العلمية الدقيقة للوقائع‪ ،‬وفرض الفرضيات‪ ،‬وإجراء التجارب للوصول إلى الحقائق‪ .‬وهذا ما يوضح بشكل‬
‫جلي أن البحث هو السبيل األمثل للتوصل للحقيقة‪ ،‬ليس هناك علم أو تقدم علمي إال عن طريق البحث‬
‫العلمي‪ ،‬كما أن تقدم البحث العلمي يعتمد على منهج يتصف بالعلمية‪ .‬وهو الش يء الذي يساهم أيضا في‬
‫تجنب إصدار أية أحكام تعسفية من طرف الباحث أو وقوعه في السذاجة العلمية‪.‬‬
‫َّ‬
‫إال إذا كانت الدراسة موضوعية َّ‬ ‫ًّ‬ ‫ُ‬
‫مجردة بعيدة عن املبالغة والتحيز‪،‬‬ ‫علميا باملعنى الصحيح‬ ‫فلن يكون البحث‬
‫ّ‬ ‫أنجزت وفق أسس ومناهج وأصول وقواعد‪َّ ،‬‬
‫بحلها‪ ،‬وهي قبل‬
‫بمشكلة وانتهت ِّ‬
‫ٍ‬ ‫ومرت بخطوات ومراحل‪ ،‬بدأت‬ ‫ٍ‬
‫َّ‬
‫لعقل اتصف باملرونة وباألفق الواسع‪.‬‬‫هذا وبعده إنجاز ٍ‬
‫وفي نفس السياق تظهر أهمية دراسة مناهج البحث العلمي من خال تلقينها في كل الجامعات عبر العالم وفي‬
‫جميع التخصصات العلمية والتقنية‪ ،‬وتخصصات العلوم االجتماعية واإلنسانية ‪.‬وتهدف منهجية البحث‬
‫العلمي إلى جعل الطالب الجامعي منهجيا في تفكيره وطروحاته وبحوثه متخلصا من الجمود الفكري ومتوجها‬
‫نحو اإلبداع والتجديد والنقد والتحليل املمنهج واملنظم‪.‬‬
‫املنهجية تحمل معنيين‪ ،‬معنى واسع ومعنى ضيق‪ ،‬املعنى الواسع يضم املنهجية في مفهومها الشكلي واإلجرائي‬
‫واملوضوعي‪ ،‬أما املعنى الضيق فيضم املنهجية في مفهومها املوضوعي‪.‬‬
‫فالجانب الشكلي لعلم املنهجية يتعلق باملرحلة األخيرة في إعداد البحث العلمي‪ ،‬وهي مرحلة كتابة البحث‬
‫وإخراجه في صورته النهائية وهو املعنى الشائع للمنهجية‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫أما الجانب اإلجرائي أو العملي فيهتم بدراسة اإلجراءات العملية التي تساعد الباحث في عملية جمع‬
‫املعلومات‪ ،‬واألمر هنا يتعلق بالبحوث امليدانية التي تعتمد على العينات واالستبيان وغيرهما‪.‬‬
‫أما الجانب املوضوعي لعلم املنهجية فهو ال ذي يتعلق بطريقة التفكير‪ ،‬أي الجانب الذي يضع مجموعة‬
‫املبادئ والقواعد التي تحكم سير العقل اإلنساني في بحثه عن الحقيقة‪ ،‬ويدرس هذا الجانب مختلف‬
‫املناهج التي وضعها علماء املناهج‪.‬‬
‫وعليه‪ ،‬واعتبارا ملستجدات طريقة التعليم عن بعد‪ ،‬قرر أساتذة وحدة مناهج العلوم القانونية واالجتماعية‬
‫توحيد محاور الوحدة وتحديدها فيما يلي‪:‬‬
‫املحور األول‪ :‬تعاريف وشروط البحث العلمي (أهمية مادة املناهج‪ ،‬أهم املفاهيم واملصطلحات في مادة‬
‫املناهج‪ ،‬شروط البحث العلمي)‬
‫املحورالثاني‪ :‬تصنيف مناهج البحث (التعريف باملناهج املستعملة والخطوات املتبعة)‬
‫املحور الثالث‪ :‬مصادر ووسائل البحث العلمي القانوني (املصادر واملراجع املتصلة بالبحث‪ ،‬وسائل جمع‬
‫املعلومات والبيانات)‬
‫املحورالرابع‪ :‬تدوين وتوثيق املعلومات وإخراج البحث إلى حيز الوجود‬
‫وحدير بالبيان أن محاضرات هذه املادة ستكون موحدة بالنسبة لجميع أفواج السداس ي األول مسلك‬
‫القانون بالعربية (أفواج ‪ ،)12 ،11 ،10 ،9 ،8 ،7 ،6 ،5 ،4 ،3 ،2 ،1‬وسيتم أيضا توحيد االمتحانات‪ ،‬وكذا‬
‫املطبوع الخاص بالوحدة‪1.‬‬

‫‪ 1‬وضع رهن إشارة الطلبة في منصة التعليم عن بعد (‪.)fsjeso.elearning-ump.com‬‬

‫‪2‬‬
‫املحوراألول‪ :‬تعريف مفاهيم املادة وشروط البحث العلمي‬
‫املبحث األول‪ :‬محاولة في تعريف مفاهيم املادة‬
‫املطلب األول‪ :‬تعريف العلم‬
‫إن كلمة علم لغة تعني ادراك الش يء بحقيقته‪ ،‬وهو اليقين واملعرفة‪.‬‬
‫العلم في اللغة نقيض الجهل‪ ،‬وعلمت الش يء علما‪ ،‬أي عرفته‪ .‬ويأتي العلم بمعنى الفقه‪ ،‬فالعلم بالش يء هو‬
‫الفقه فيه‪.‬‬
‫والعلم هو نوع من املعرفة‪ ،‬واملعرفة نوعان‪ ،‬معرفة عامة‪ :‬من خالل املشاهدة واملعاشرة والتعامل اليومي‪.‬‬
‫ً‬
‫ومعرفة خاصة‪ :‬علمية دقيقة ال تستند إلى الحدس واالحتكاك فقط‪ ،‬بل أيضا عن طريق التعلم والتحليل‬
‫املنهجي والشامل للموضوع محل الدراسة‪.‬‬
‫‪ ‬املعرفة املنسقة التي تنشأ عن املالحظة والدراسة والتجريب والتي تقوم بغرض تحديد طبيعة‬
‫واسس وأصول ما تتم دراسته‪.....‬‬
‫‪ ‬ويقارب البعض العلم من زاوية كونه أصبح حرفة أو مهنة أمام تطور العلوم البحثية املرتبطة‬
‫باملجال الطبي والعسكري‬

‫العلم هو فرع من فروع املعرفة أو الدراسة‪ ،‬خصوصا ذلك املتعلق بتنسيق وترسيخ الحقائق واملبادئ‬
‫واملناهج بواسطة التجارب والفروض‪.2‬‬
‫يمكن القول أن فلسفة العلم هي ذلك الجانب الذي يبحث في أساس وأصل العلم والنظريات الفلسفية‬
‫املتعلقة به ‪ ،‬وقد تأرجح العلم بين النظرية املثالية ‪.3‬والنظرية املادية‪. 4‬‬

‫‪ 2‬عمار تركاوي‪ ،‬محمد خير العكام‪ ،‬املنهجية القانونية‪ ،‬منشورات الجامعة االفتراضية السورية ‪ ،2018‬ص ‪ 3‬ومابعدها تم االطالع عليه في املوقع‬
‫‪pedia.svuonline.org‬‬
‫ويقارب البعض العلم من زاوية كونه أصبح حرفة أو مهنة أمام تطور العلوم البحثية املرتبطة باملجال الطبي والعسكري‪ ،‬وللتوسع أكثر راجع في هذا الصدد‬
‫كتاب "أخالقيات العلم " ملؤلفه ‪ DAVID B. RENSIK‬والذي ترجمه عبد النور عبد املنعم‪ ،‬وراجعه يمنى طريف الحولي‪ ،‬منشور في سلسلة عالم املعرفة التي‬
‫تصدر عن املجلس الوطني للثقافة واآلداب والفنون بدولة الكويت‪ ،‬عدد ‪ 316‬ينونيو‪ 2005‬ص ‪ 61‬ومابعدها‬
‫‪3‬من أنصار هذه املدرسة الفيلسوف إفالطون ‪ ،‬وفي رأيه أن النفس البشرية كانت تعلم كل ش يء قبل أن تحل بالجسد ‪ ،‬وفي رأيه أن حلول النفس البشرية‬
‫بالجسد جعل من العقل البشري يحتوي على الفكر الخالص الذي يفسر كل س يء ‪ ،‬ويرى هذا االتجاه أنه الحاجة التصال اإلنسان باملادة ألن هذه األخيرة‬
‫ليست أساس العلم‪.‬‬
‫وأن مصدرالعلم ليس التبادل من خالل العيش في جماعة بل هو ناتج عن الفكر الخالص ‪ .‬وعند أصحاب هذه املدرسة فإنه يجب االبتعاد عن الجانب‬
‫املادي ‪ ،‬حيث أن العلم عندهم يقتصر على الجانب النظري ‪ ،‬وأن العلم التطبيقي هو أمر غير محبذ ألنه يدنس العلم ‪ ،‬وقد عاب أفالطون على أحد العلماء‬
‫اللجوء إلى رسم أشكال هندسية ‪ ،‬حيث أن هذه العملية في رأيه تنزل بالعلم مرتبة األشياء التي يمكن أن نلمسها ‪ ،‬والعلم ال يلمس وال يرى بل هو قوى عقلية‬
‫ال يمكنها النزول إلى الواقع‪.‬‬
‫‪4‬يتعارض هذا االتجاه تماما مع ما ذهبت إليه املدرسة املثالية ‪ ،‬ويرى أنصار هذا االتجاه أن أفكارنا يجب أن تتوافق مع الواقع وفي هذه الحالة نكون قد‬
‫اكتسبنا معرفة ‪ ،‬واملعرفة هي إحالل أفكار صادقة محل أفكار غير صادقة ‪ ،‬ويطرح أنصار هذا االتجاه سؤاال ‪ :‬كيف نعرف أن أفكارنا صادقة ؟‬

‫‪3‬‬
‫املطلب الثاني‪ :‬وظائف وأهداف العلم‬
‫للعلم عدة وظائف واهداف نجملها في؛‬
‫الفرع األول‪ :‬وظائف العلم‬
‫يمكن إجمال وظائف العلم في؛‬
‫الفقرة األولى‪ :‬االكتشاف والتفسير‬
‫وتتمثل هذه الوظيفة للعلم في اكتشاف القوانين العلمية العامة والشاملة للظواهر واألحداث املتشابهة‬
‫واملترابطة واملتناسقة عن طريق مالحظة ورصد األحداث والظواهر وتصنيفها وتحليلها عن طريق وضع‬
‫الفرضيات العلمية املختلفة‪،‬وإجراء عمليات التجريب العلمي للوصول إلى قوانين علمية موضوعية عامة‬
‫وشاملة تفسر هذا النوع والوقائع واألحداث‪5.‬‬
‫الفقرة الثانية‪ :‬التنبؤ‬
‫بمعنى أن العلم يساعد على التنبؤ الصحيح لسير األحداث والظواهر الطبيعية وغير الطبيعية املنظمة‬
‫بالقوانين العلمية املكتشفة‪ ،‬مثل التوقع والتنبؤ بموعد الكسوف والخسوف‪ ،‬وبمستقبل حالة‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫الطقس‪،‬وبمستقبل تقلبات الرأي العام سياسيا واجتماعيا إلى غير ذلك من الحاالت واألمور التي يمكن‬
‫التنبؤ العلمي بمستقبلها وذلك بغرض أخذ االحتياطات الالزمة ملواجهة ذلك‪.‬‬
‫وال يقصد بالتنبؤ هنا‪ ،‬التخمين أو التكهن بمعرفة املستقبل‪ ،‬ولكن املقصود هو القدرة على توقع ما قد‬
‫ً‬
‫يحدث إذا سارت الظروف سيرا ًمعينا‪،‬مع التذكير بأن التنبؤات العلمية ليست على نفس الدقة في جميع‬
‫مجاالت العلم‪،‬ففي العلوم الطبيعية‪ ،‬تكون أكثر دقة منها في مجاالت العلوم السلوكية‪ ،‬ومجاالت املعرفة‬
‫االجتماعية‪6.‬‬
‫الفقرة الثالثة‪ :‬الضبط والتحكم‬
‫يهدف العلم إلى التحكم بالظواهر املختلفة والسيطرة عليها بحيث يتدخل إلنتاج ظواهر مرغوب بها ‪.‬فالعالم‬
‫ً‬
‫حين يفهم ظاهرة فانه يفهم العوامل التي تؤثر عليها وتنتجها ‪،‬وبذلك يكون قادرا على السيطرة على هذه‬

‫فوفق هذا االتجاه أن مجرد اإليمان أن شيئا ما صادقا ال يعتبر معرفة ‪ ،‬على سبيل املثال قال فالسفة اإلغريق ؟أن األجسام تتألف من ذرات وهذا صحيح‬
‫‪ ،‬ولكن األمر لديهم لم يكن سوى مجرد تخمين موفق ‪ ،‬فبينما اقتصر على التخمينات ‪،‬توصل العلم الحديث إلى هذه الحقائق عن طريق البحوث والدراسات‬
‫العملية املنظمة‪.‬‬
‫من هنا ‪ ،‬ال نكون بصدد املعرفة إال إذا طورنا هذه األفكار بطريقة تبين لنا توافقها مع الواقع وإثباته ‪ ،‬وهنا فقط نصل إلى املعرفة‪ .‬إذن فاملعرفة عند أنصار‬
‫هذا االتجاه هي مجموع تصوراتنا وآرائنا وقضايانا التي أرسيت واختبرت كانعكاسات صحيحة للواقع املوضوعي‪.‬‬
‫‪ 5‬ساس ي سفيان‪ ،‬مفهوم العلم‪ ،‬موقع الحوار املتمدن‪ ،‬محور الفلسفة‪ ،‬علم النفس علم االجتماع‪ ،‬العدد ‪ 1057‬املنشور بتاريخ ‪ 2004/12/24‬تم االطالع‬
‫عليه بتاريخ ‪.2018/07/25‬‬
‫‪ 6‬ساس ي سفيان‪ ،‬مفهوم العلم‪ ،‬نفس املرجع‬

‫‪4‬‬
‫العوامل‪ ،‬فحين يفهم العالم أن ظاهرة التمدد ناتجة عن الحرارة فانه يستطيع ان يتحكم ويسيطر على اثر‬
‫ارتفاع درجة الحرارة على قضبان السكك الحديدية ‪،‬عن طريق وضع مسافات بين القضبان تسمح لها‬
‫بالتمدد‪.7‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬أهداف العلم‬
‫يهدف العلم إلى الوصف والتصنيف والتفسير والفهم‬
‫الفقرة األولى‪ :‬الوصف‬
‫إن هدف العلم هو وصف الواقع بطريقة صادقة ‪ ،‬وإعطاء وصف دقيق للظاهرة املدروسة وبيان‬
‫خصائصها ‪ ،‬فالوصف إذن هو تمثيل مفصل وصادق ملوضوع أو ظاهرة ما‪ .‬ويتم هنا وصف الظواهر‬
‫اعتمادا على املالحظة العلمية الصحيحة وتوثيقها باستخدام األجهزة واملعدات الدقيقة‪8‬‬
‫الفقرة الثانية‪ :‬التصنيف‬
‫التصنيف الذي يهدف إليه العلم هو عبارة عن ّ‬
‫عملية تمييز األشياء بعضها عن بعض وترتبيها وتقسيمها‬
‫يضم كل صنف مجموعة من الوحدت املشتركة مع بعضها البعض في‬ ‫وفق تشابهها إلى مجموعات حيث ّ‬
‫صفات أو خواص معينة‪ ،‬ومثال ذلك في مجال القانون توجد هناك العديد من التصنيفات املرتبطة بحقول‬
‫ومسالك الدراسة والبحث‪.‬‬
‫الفقرة الثالثة‪ :‬الفهم‬
‫يعد الفهم هو الغرض األساس ي للعلم‪ ،‬فالعلم نشاط إنساني يهدف إلى فهم الظواهر املختلفة وتفسيرها‪،‬‬
‫والفهم يختلف عن الوصف وذلك ألن الفهم يعني معرفة األسباب والعوامل التي أدت إلى حدوث الظاهرة‬
‫وليس االكتفاء بتعداد صفاتها وخواصها‪ ،‬كذلك يتضمن الفهم العالقة بين الظاهرة قيد الدراسة والظواهر‬
‫األخرى التي أدت إلى وقوعها‪ ،‬كما يتضمن معرفة الظروف والعوامل التي تؤدي إلى حدوث هذه الظاهرة ‪.‬‬
‫وهكذا فإن الفهم يعني وصف الظاهرة وتفسيرها‪.9‬‬
‫الفرع الثالث‪ :‬خصائص العلم‬
‫يمتاز العلم بعدة خصائص نوجز أهمها فيما يلي‪:‬‬

‫‪ 7‬جنان حمزة فرهود الخناني‪ ،‬أهداف وخصائص العلم‪ ،‬منشور في موقع كلية التربية ابن حيان للعلوم الصرفة‪ ،‬تم االطالع عليه بتاريخ ‪ 2018/07/01‬على‬
‫الرابط التالي ‪http://www.uobabylon.edu.iq‬‬
‫‪ 8‬خالد علي املهدوي‪ ،‬أهداف العلم األربعة تم االطالع عليه بتاريخ ‪ 2018/07/02‬على الرابط ‪https://www.lysic.org1‬‬
‫‪ 9‬ربيعة جعفور دروس مقياس منهجية البحث‪ ،‬جامعة قاصدي مرباح ورقلة ‪ ،‬كلية العلوم اإلنسانية واالجتماعية‪ ،‬السنة الجامعية‪ 2015/2014 :‬ص ‪2‬‬

‫‪5‬‬
‫الفقرة األولى‪ :‬التراكمية‬
‫ً‬
‫العلم بناء تراكمي وهذا يمكن مالحظته في حالة الطالب عند دراسته ملناهجه املختلفه فهو دائما يبدأ‬
‫ً‬
‫بالعموميات متجها نحو التفاصيل والجزئيات كلما تقدم في دراسته‪ ،‬حيث تبنى املعلومات على ما سبقه‬
‫لقد تراكمت املعارف العلمية عبر القرون‪ ،‬واستفاد منها الالحق من جهد السابق‪ ،‬واستكمل الطالب عمل‬
‫األستاذ حتى غدونا نعيش في عصر العلم‪.‬‬
‫الفقرة الثانية‪ :‬التنظيم‬
‫العلم هو تنظيم لطريقة تفكيرنا أو ألسلوب ممارستنا العقلية‪ ،‬الباحث في علم من العلوم يجب عليه تنظيم‬
‫وتصنيف املعطيات املتعددة لتسهيل التعامل معها لكي تفيده في بحثه‪.‬‬
‫الفقرة الثالثة‪ :‬املنهجية‬
‫النتائج التي يحرزها العلم تأتي عن طريق مناهج علمية سواء لجمع املعلومات أو التحليل أو التفكير‪،‬‬
‫واملنهجية ترتبط بالجانب الشكلي واإلجرائي واملوضوعي‪.‬‬
‫الفقرة الرابعة‪ :‬السببية‬
‫في العلم لكل ظاهرة سبب يسعى الباحث الكتشافه وال يمكن رده إلى الصدفة أو إلى التفسير الخرافي‪.‬‬
‫الفقرة الخامسة‪ :‬التعميم‬
‫وهو االنتقال من الحكم الجزئي إلى الحكم الكلي عن طريق دراسة عينة وتعميم النتائج على املجتمع األصلي‬
‫بشرط أن تكون عناصره متجانسة‪.‬‬
‫الفقرة السادسة‪ :‬اليقين‪.‬‬
‫العلم هو ادراك الش يء بيقين‪ ،‬ولكن املراد باليقين هنا هو اليقين النسبي‪.‬‬
‫الفقرة السابعة‪ :‬الدقة‪.‬‬
‫العلم ال يقبل األحكام الجزافية بل يجب أن تصاغ النظرية بشكل دقيق وأكثر الوسائل تعبيرا عن الدقة وهي‬
‫األرقام والجداول البيانية واالحصائيات والنسب املئوية‪.‬‬
‫الفقرة الثامنة‪ :‬التجريد‪.‬‬
‫حينما يدرس الباحث ظاهرة معينة ويخلص إلى نتائج‪ ،‬فتلك النتائج ال تعني عناصر الظاهرة بحد ذاتها ولكن‬
‫قد تنطبق على كل عنصر يحمل نفس املواصفات‪.‬‬

‫‪6‬‬
‫املطلب الثالث‪ :‬تعريف املناهج‬
‫ترجمة كلمة منهج باللغة اإلنجليزية ‪ Method :‬و نظائرها في اللغات األوربية ترجع إلى أصل يوناني يعني ‪:‬‬
‫البحث أو النظر أو املعرفة ‪ .‬واملعنى االشتقاقي لها يدل على الطريقة أو املنهج الذي يؤدي إلى الغرض‬
‫املطلوب‪10‬‬
‫وفي ابتداء عصر النهضة األوروبية أخذت الكلمة مدلوال اصطالحيا ؛ يعني أنها ‪ :‬طائفة من القواعد العامة‬
‫املصوغة من أجل الوصول إلى الحقيقة في العلم بقدر اإلمكان‪ .11‬ويحدد أصحاب املنطق الحديث "املنهج‬
‫" بأنه ‪ " :‬فن التنظيم الصحيح لسلسلة من األفكار العديدة‪ ،‬إما من أجل الكشف عن الحقيقة حين نكون‬
‫بها جاهلين‪ ،‬وإما من أجل البرهنة عليها لآلخرين حين نكون بها عارفين"‪. 12‬‬
‫ً‬
‫ويرجع األصل اللغوي لكلمة " منهج " إلى الفعل " نهج " وينتهج نهجا‪ ،‬ونهج الطريق‪ ،‬أي بينه وسلكه‪ .‬ونهج نهج‬
‫فالن‪ ،‬سلك مسلكه‪ ،‬واملنهاج الطريق الواضح والخطة املرسومة‪.13‬‬
‫وفي االصطالح‪ ،‬يعرف املنهج بأنه " الطريق املنظم الذي يسلكه العقل والتفكير اإلنساني في دراسته مشكلة‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫أو موضوعا‪ ،‬في مجاالت العلوم عموما‪ ،‬بقصد الوصول إلى الهدف املرسوم‪ ،‬سواء تمثل في التعرف على‬
‫املبادئ والقواعد التي تحكم الظواهر والقضايا العامة‪ ،‬أو في إيجاد حل ملا تفرزه تلك األخيرة من‬
‫مشكالت‪.14‬‬
‫وهناك من يجعل مفهوم املنهج مرادف ملفهوم املنهجية فهل املنهج هو املنهجية ؟ إن املنهجية يقابلها في‬
‫اللغة الفرنسية ‪ Méthodologie‬وهذا املفهوم مركب من كلمتين ‪ : Méthode‬وتعني املنهج ‪ ،‬و ‪ Logie‬وتعني‬
‫علم ‪ ،‬وبذلك فاملنهجية هي العلم الذي يهتم بدراسة املناهج فهي علم املناهج‪ .‬وبذلك فاملنهجية هي أشمل‬
‫من املنهج ‪ ،‬ففي البحوث العلمية نستخدم مفهوم املنهجية‪15‬‬
‫وهناك من يعرفها بأنها علم يعتني بالبحث في أيسر الطرق للوصول إلى املعلومة مع توفير الجهد والوقت‪,‬و‬
‫تفيد كذلك معنى ترتيب املادة املعرفية وتبويبها وفق أحكام مضبوطة ال يختلف عليها أهل الذكر‪16‬‬

‫‪ 10‬محمد زيان عمر‪ ،‬البحث العلمي ‪ ،‬مناهجه وتقنياته ‪(،‬القاهرة ‪ :‬الهيئة املصرية العامة للكتاب‪ )2002 ،‬ص‪48‬‬
‫‪ 11‬عبد هللا عبد الرحيم عسيالن ‪ :‬ملحات في منهج البحث املوضوعي ‪ ،‬مقال منشور على اإلنترنت ‪ ،‬بتاريخ ‪2005\8\4‬‬
‫‪ 12‬عبد الرحمن بدوي ‪ ،‬مناهج البحث العلمي‪ ،‬وكالة املطبوعات‪ ،‬الطبعة الثالثة‪ ،‬سنة ‪ ،1977‬الكويت‪ ،‬ص ‪4‬‬
‫‪ 3‬املعجم الوجيز‪ ،‬إصدار مجمع اللغة العربية بمصر‪ ،‬ط ‪ ،1993‬ص ‪.636‬‬
‫‪ 4‬أحمد عبد الكريم سالمة‪ ،‬األصول املنهجية إلعداد البحوث العلمية‪ ،‬ط‪ ،1‬دار النهضة العربية‪ ،‬القاهرة‪ ،1999 ،‬ص ‪.34‬‬
‫‪ 15‬حوبة عبد القادر‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪16‬‬
‫‪ 16‬بدوي محمد‪ ،‬املنهجية في البحوث و الدراسات األدبية ‪ .‬تونس ‪ .‬مدينة سوسة ‪ .‬دار الطباعة للمعارف و النشر ‪ .‬ص ‪9 :‬‬

‫‪7‬‬
‫املبحث الثاني‪ :‬مفهوم البحث العلمي و أنواعه‬
‫سوف يتناول هذا املبحث من خالل تقسيمه توضيح مفهوم البحث العلمي‪ ،‬وأهمية البحث العلمي‪.‬‬
‫املطلب األول‪ :‬مفهوم البحث العلمي‬
‫إن عبارة " البحث العلمي" عبارة مركبة من كلمتين " البحث " و " العلمي‪ ،‬فما املراد بكل منهما؟‬
‫كلمة " البحث " تأتي في اللغة العربية من الفعل بحث وبحث عن الش يء طلبه وفتش عنه أو سأل عنه‬
‫واستقص ى‪ .‬و " بحث األمر " أو " بحث فيه " اجتهد فيه وتعرف حقيقته(‪.)17‬‬
‫وعلى ذلك فإن البحث يعني التفتيش والتنقيب عن مسألة معينة حتى يتبين حقيقتها على أي وجه كان‪.‬‬
‫ً‬
‫وال يخرج تعريف البحث كاصطالح عن معناه اللغوي‪ ،‬فهو أيضا في املصطلح يعني بذل املجهود الذهني في‬
‫التحري‪ ،‬أو التفتيش‪ ،‬أو التتبع‪ ،‬أو الدراسة‪ ،‬أو التقص ي‪ ،‬عن مسألة أو أمر معين‪ ،‬بقصد التعرف على‬
‫حقيقته وجوهره‪.18‬‬
‫أما كلمة " العلمي " فهي " صفة " للبحث منسوبة إلى العلم‪ ،‬و " العلم " من الفعل املاض ي " علم " أو " تعلم‬
‫" وتعلم األمر عرفه وأتقنه‪.‬‬
‫و العلم اسم‪ ،‬وهو إدراك الش يء بحقيقته ‪ .19‬وهذه املعرفة ال تتأتى إال عن طريق الفهم أو التنبؤ وربط‬
‫األسباب باملسببات‪ ،‬وعلى ذلك فإن العلم هو مجموع مسائل وأصول كلية تدور حول موضوع واحد‪ ،‬وتعالج‬
‫بمنهج معين‪ ،‬وتنتهي إلى بعض النظريات والقوانين‪ ،‬كعلم الزراعة‪ ،‬وعلم الفلك‪ ،‬وعلم الطب‪ ،‬وعلم القانون‬
‫وغيرها‪.‬‬
‫والتفاعل بين كلمتي " البحث " و " العلمي " يقود إلى تعريف البحث العلمي‪ ،‬لذلك ذهب البعض إلى تعريف‬
‫البحث العلمي بأنه " إعمال الفكر وبذل الجهد الذهني املنظم حول مجموعة من املسائل أو القضايا‪،‬‬
‫ً‬
‫بالتفتيش والتقص ي عن املبادئ أو العالقات التي تربط بينها‪ ،‬وصوال إلى الحقيقة التي يبنى عليها أفضل‬
‫الحلول لها‪.20‬‬
‫أو هو الذي يهدف إلى " البحث عن الحقيقة ‪ ،‬بمحاولة معرفة حقائق لم تكن معروفة من قبل أو استكمال‬
‫حقائق عرف بعضها‪.21‬‬

‫‪ 7‬املعجم الوجيز‪ ،‬إصدار مجمع اللغة العربية بمصر‪ ،‬ط ‪ ،1993‬ص ‪.37‬‬
‫‪ 1‬أحمد عبد الكريم سالمة‪ ،‬األصول املنهجية إلعداد البحوث العلمية‪ ،‬ط‪ ،1‬دار النهضة العربية‪ ،‬القاهرة‪ ،1999 ،‬ص ‪.13‬‬
‫‪ 2‬املعجم الوجيز‪ ،‬ص ‪.432‬‬
‫‪ 4‬أحمد عبد الكريم سالمة‪ ،‬نفس املرجع‪ ،‬ص ‪.14‬‬
‫‪ 21‬حسين عبد الحميد رشوان‪ ،‬ميادين علم االجتماع ومناهج البحث العلمي‪ ،‬املكتب الجامعي الحديث‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،1992 ،‬ص ‪.119‬‬

‫‪8‬‬
‫لذا فالبحث العلمي بصورة عامة هو أداة لتحليل املعلومات واملعارف بهدف الحصول على حقائق معينه ‪.‬‬
‫وهو بذلك وسيلة فعالة للتدرب على التفكير العلمي وربط الظواهر للوصول إلى نظم أفضل من النظم‬
‫السائدة ‪.‬‬
‫نواح ٍ ثالثة‪:‬‬
‫وفي املقابل فالبحث القانوني ‪ :‬هو استقصاء مسألة وعدة مسائل معينه من ٍ‬
‫‪ ‬التشريع ‪ :‬مالحظة مدى دقة املشرع في تغطية املسألة موضوع البحث ‪.‬‬

‫‪ ‬هل سها املشرع عن تنظيم مسألة ما ‪.‬‬


‫‪ ‬هل هناك خلل أو قصور في النظام التشريعي ‪.‬‬
‫‪ ‬الفقه ‪ :‬وتعرض آراؤه كالتالي ‪-:‬‬

‫‪ -‬أراء الفقه املتفقه مع وجهة نظر املشرع الوطني ( املحلي )‪.‬‬


‫‪ -‬اآلراء التي تختلف معه‪.‬‬
‫‪ -‬موقف الفقه من سهو املشرع أو الخلل أو القصور‬
‫القضاء ‪ :‬حيث يتم فحص رأي االجتهاد القضائي من حيث ‪:‬‬ ‫‪‬‬
‫‪ -‬هل توافقت األحكام مع ما أورده املشرع من نصوص‪.‬‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫‪ -‬هل فسر القضاء األحكام القانونية تفسيرا صحيحا‪ ،‬وهل توسع في التفسير‬
‫‪ -‬موقف الق ضاء من سهو املشرع من تنظيم مسألة معينه‪ ،‬وما مدى عوده القضاء إلى مبدأ‬
‫العداله واالنصاف ومبادئ القانون العامة في معالجة املسأله ‪.‬‬
‫املطلب الثاني‪ :‬أنواع البحث العلمي‬
‫يعد البحث الجامعي جزءا من املعرفة‪ ،‬ألنه يتضمن الحقائق واملبادئ والقوانين والنظريات واملعلومات‬
‫الثابتة واملنسقة واملصنفة واملناهج العلمية املوثوق بها ملعرفة واكتشاف الحقيقة بصورة قاطعة‪22‬‬
‫الفرع األول‪ :‬تصنيف البحوث من ناحية النوع والحقل‬
‫الفقرة األولى‪ :‬تصنيف البحوث من ناحية النوع‬
‫تنقسم البحوث العلمية من حيث طابعها العام‪ ،‬إلى نوعين‪:‬‬
‫أوال البحث العلمي النظري‬
‫ً‬
‫وهو الذي يتفق مفهومه مع مفهوم البحث العلمي عموما‪ .‬فإذا كان هذا األخير يعني الدراسة الفكرية‬
‫الواعية واملنظمة لظاهرة أو مسألة معينة بقصد الوصول إلى معرفة محددة حولها‪ ،‬فإن البحث العلمي‬

‫محمد العروص ي‪ ،‬املرشد في املنهجية القانونية‪ ،‬مطبعة مرجان‪ ،‬الطبعة األولى‪ 2014 ،‬ص‪8:‬‬ ‫‪22‬‬

‫‪9‬‬
‫النظري هو ذلك الذي يرمي إلى الوصول إلى املعرفة من أجل املعرفة فقط‪ .‬فغرض الباحث هو اإلحاطة‬
‫بالحقيقة العلمية‪ ،‬وتحصيلها‪ ،‬دون اهتمام بالتطبيقات العملية لها‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬البحث العلمي التطبيقي‬
‫تعتمد البحوث العلمية التطبيقية على املنهج التجريبي في البحث‪ ،‬والذي يقوم على املالحظة‪ ،‬وفرض‬
‫الفروض‪ ،‬والتجربة للتأكد من صحة هذه الفروض‪ ،‬ثم تطبيق نتائجها على املجاالت املختلفة‪.‬‬
‫ومن أهم مجاالت هذه البحوث‪ :‬الكيمياء‪ ،‬والفيزياء‪ ،‬والرياضيات‪ ،‬والهندسة‪ ،‬والزراعة‪ ،‬والعلوم الطبيعية‪،‬‬
‫والطب‪ .‬وال يمكن الفصل التام‪ ،‬والدقيق بين نوعي البحوث العلمية النظرية والتطبيقية نظرا للترابط القائم‬
‫بينهما فالبحث العلمي التطبيقي ال يحقق فوائده املرجوة إال إذا استند إلى البحث العلمي النظري‪.‬‬
‫الفقرة الثانية تصنيف البحوث من حيث املجال أو الحقل العلمي‬
‫تتنوع البحوث العلمية حسب مجال املعرفة العلمية التي تجري في نطاق تلك البحوث‪ ،‬ويمكن أن نميز بين‬
‫عدة أصناف نوردها على سبيل املثال ال الحصر‪:‬‬
‫أوال‪ :‬البحوث القانونية‬
‫البحث القانوني هو عملية االستعالم و التفتيش الدقيق واملنظم الذي يقدمه الباحث في مجال القانون ‪،‬‬
‫بغرض اكتساب املعلومات او تفسيرها وحتى التعليق عليها وهذا البحث لديه أهمية كبيرة يمكن تمثيلها في‬
‫بعض النقاط‪.‬‬
‫وهو مجموعة األفكار املنظمة املكتوبة يتقدم بها الباحث القانوني عن محاولة قام بها من أجل اكتشاف‬
‫املعرفة في مسألة قانونية ما‪ (23‬التشريع‪ ،‬والقضاء‪ ،‬والفقه)‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬البحوث األدبية‬
‫وهي التي تتناول موضوعات الشعر‪ ،‬واألدب‪ ،‬والقصة والرواية‪ ،‬والنحو والصرف‪ ،‬والبالغة‪ ،‬واملذاهب‬
‫األدبية الكبرى‪ ،‬كاملذهب الكالسيكي‪ ،‬أو الرومانس ي‪ ،‬أو الرمزي في الشعر‪ .‬وهي الطريقة التي يسير عليها‬
‫الباحث ليصل إلى حقيقة في موضوع من موضوعات األدب أو قضاياه منذ العزم على الدراسة وتحديد‬
‫املوضوع حتى تقديم ثمرة علمه إلى املشرفين أو الناقدين والقراء‪24‬‬

‫‪ 23‬محمد جمال الذنيبات‪ ،‬كيف نكتب بحثا قانونيا‪ ،‬أصول البحث القانوني تم االكالع عليه بتاريخ ‪ 062018/28‬على الرابط ‪https://books.google.co.ma‬‬
‫‪ 24‬محمد بن سعيد بن ناصر القرني‪ ،‬محاضرات في مادة ‪،‬مناهج البحث في األدب‪ ،‬قسم الدب‪ ،‬كلية اللغة العربية‪ ،‬جامعة أم القرى‪ ،‬مأخوذ من موقع‬
‫الجامعة بتاريخ ‪ 2018/08/02‬على الرابط ‪https://drive.uqu.edu.sa/_/nasofyani/files/manaheg%20elbahth.pdf‬‬

‫‪10‬‬
‫ثالثا‪ :‬البحوث التربوية والنفسية‬
‫البحث التربوي يوجه نحو تطوير أركان العملية التعليمية‪-‬التعلمية بما تشتمله من معلم‪ ،‬وطالب‪ ،‬ومنهاج‪،‬‬
‫واستراتيجيات تعليمية‪-‬تعلمية‪ ،‬وأدوات للتقويم‪ ،‬وبالتالي فإن البحث التربوي يهتم بتوفير أفضل الشروط‬
‫التي يتم من خالالها إكساب املتعلمين املعارف والقيم واالتجهات املرغوبة‪25‬‬

‫رابعا‪ :‬بحوث البيولوجيا‬


‫ترتكز بحوث البيولوجيا على دراسة الحياة كشكل خاص لحركة املادة‪ ،‬كما تتناول قوانين تطور الطبيعة‬
‫الحية‪ ،‬وكذلك األشكال املتشعبة للكائنات الحية‪.......‬زز الخ‪26.‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬تصنيف البحوث العلمية من الناحية االكاديمية‬


‫من بين التصنيفات األكاديمية األخرى للبحوث األكاديمية نجد‪:‬‬
‫أوال‪ :‬البحوث التدريبية‬
‫وهي البحوث التي تعد أثناء الدراسة في الجامعات أو املعاهد العليا‪ ،‬وهي بحوث قصيرة يطلبها األستاذ في‬
‫أحد املواد لتشجيع الطالب على االستزادة من منابع العلم بطريقة منهجية‪ .‬فليس املقصود من هذه البحوث‬
‫أن يصل الباحث إلى أفكار مبتكرة أو إضافة للعلم‪ ،‬بقدر ما يكون املقصود هو السيطرة على املعرفة‬
‫املسجلة في موضوع معين‪27.‬‬
‫ً‬
‫إن الهدف هنا هو أن يتعود الطالب على التعمق في الدراسة‪ ،‬في موضوع محدد‪ ،‬لكي ال يكون سطحيا في‬
‫تفكيره(‪.)28‬‬
‫ثانيا‪ :‬بحث املاستر‬
‫املاستر درجة علمية تمنحها الجامعات في إطار التنظيم الذي يضعه قانون الجامعات في كل دولة‪.‬‬

‫‪ 25‬محمد خليل عباس‪ ،‬محمد بكر نوفل‪ ،‬محمد مصطفى العبس ي‪ ،‬فريال محمد أبو عواد‪ ،‬مدخل إلى مناهج البحث في التربية وعلم النفس‪ ،‬درا املسيرة‬
‫للنشر والتوزيع‪ ،‬عمان ‪ ،‬االردن الطبعة األولى ‪ ،2007‬ص ‪22‬‬
‫‪ 26‬تعريف مأحوذ بتاريخ ‪ 2018/08/03‬من معجم ‪ La Rouse‬الفرنس ي على الرابط ‪https://www.larousse.fr/‬‬
‫‪ 27‬كما هو الحال مع طلبة كلية الطب والصيدلة‪ ،‬وطلبة سلك الهندسة‪ ،‬راجع مثال‪:‬‬
‫‪ ‬مرسوم رقم ‪ 282356‬صادر في ‪ 16‬من ربيع اآلخر ‪ 31 ( 1403‬يناير ‪ )1983‬بتحديد نظام الدراسات واالمتحانات لنيل دبلوم الدكتوراه في الطب‬
‫‪ ‬مرسوم رقم ‪ 285144‬صادر في ‪ 7‬ذي الحجة ‪ 3 ( 1407‬اغسطس ‪ )1987‬بتحديد نظام الدراسة واالمتحانات لنيل شهادة الدكتوراه في الصيدلة‬
‫‪ ‬قرار مشترك لوزير التربية الوطنية ووزير الصحة العمومية رقم ‪ 62586‬صادر في ‪ 8‬ذي الحجة ‪ 4 ( 1407‬اغسطس ‪ )1987‬بتحديد طريقة إجراء‬
‫مباريات االلتحاق بالسنة األولى للدراسة الصيدلية لتحضير شهادة الدكتوراه في الصيدلة‬
‫‪ ‬قرار لوزير التعليم العالي والبحث العلمي وتكوين األطر رقم ‪ 208814‬صادر في‪ 5‬ذي الحجة ‪ 30( 1435‬سبتمبر ‪ )2014‬باملصادقة على دفتر‬
‫الضوابط البيداغوجية الوطنية لسلك املهندس‬
‫‪ 3‬سيد هواري‪ ،‬دليل الباحثين في إعداد البحوث العلمية‪ ،‬مكتبة عين شمس‪ ،‬القاهرة‪ ،2004 ،‬ص ‪.2‬‬

‫‪11‬‬
‫وتمنح درجة املاستر ملن سبق له الحصول على درجة اإلجازة في أي فرع من فروع الدراسات النظرية أو‬
‫التطبيقية‪ ،‬بعد تحقيقه لشروط معينة نص عليها القانون‪.29‬‬
‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫يكون بحثا تخصصيا معمقا‪ ،‬ال بد فيه‪ ،‬من تحقيق إضافة ومعرفة علمية جديدة‪ ،‬من خالل استعمال‬
‫مناهج البحث العلمي‪ ،‬واستعمال التفكير املنطقي التأملي‪ ،‬والتعمق في فهم الظواهر واألحداث‪.‬‬
‫املهم هو كيفية فهمها وعرضها ونقدها وتحليلها ومناقشتها‪ ،‬بحيث تعكس شخصية الباحث ودوره اإليجابي‬
‫في التوصل إلى النتائج ومعاملتها وفهمها‪ ،‬ومن ثم التحكم في الظواهر وتفسيرها‪.‬‬
‫ثالثا‪ :‬بحث الدكتوراه‪.)30(:‬‬
‫ً‬
‫تأتي الدكتوراه في قمة الدرجات التي تمنح عن البحوث العلمية‪ ،‬وتقوم أساسا على البحث واإلبداع‪،‬‬
‫واألعمال اإلنشائية البارزة‪ ،‬وإضافة الجديد إلى املعارف والعلوم‪ ،‬إذ املفروض أن يبدأ الباحث فيها من حيث‬
‫انتهى غيره‪ ،‬ليسير بالعلم خطوة أخرى نحو األمام‪.‬‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫وعلى خالف بحث املاستر‪ ،‬فإن بحث الدكتوراه يكون أكثر عمقا وأصالة‪ ،‬وأكثر داللة على سعة إطالع‬
‫الباحث‪ ،‬ومقدرته على استخدام املناهج العلمية في البحث‪.‬‬
‫إن قيمة بحث الدكتوراه تقاس بعدة أمور منها‪:‬‬
‫مقدار ما يضيفه إلى املعرفة العلمية واإلنسانية‪،‬‬ ‫•‬
‫ً‬
‫مقدار ما يحققه من تأهيل وتكوين الشخصية العلمية الجادة للباحث على نحو يجعله يخرج أعماال‬ ‫•‬
‫علمية رفيعة دون أن يحتاج إلى من يشرف عليه أو يوجهه‪،‬‬
‫ومنها الوثوق به كباحث متخصص يتحمل مسؤولية املساهمة في النهضة العلمية ملجتمعه في ميدان‬ ‫•‬
‫عمله‪.‬‬
‫املبحث الثالث‪ :‬شروط البحث العلمي‬
‫تتراوح شروط البحث العلمي يبن ما هو شخص ي وما هو موضوعي‪.‬‬

‫‪ 29‬راجع في هذا الصد قرار لوزير التعليم العالي والبحث العلمي وتكوين األطر رقم ‪ 208314‬صادر في‪ 5‬ذي الحجة ‪ 30( 1435‬سبتمبر ‪ 2014‬باملصادقة على‬
‫دفتر الضوابط البيداغوجية الوطنية لسلك املاستر‬
‫‪ 2‬راجع في هذا الصدد‪ :‬قرار لوزير التعليم العالي والبحث العلمي وتكوين األطر رقم ‪ 137107‬صادر في ‪ 22‬من رمضان ‪ 23 ( 1429‬سبتمبر ‪ )2008‬باملصادقة‬
‫على دفتر الضوابط البيداغوجية الوطنية لسلك الدكتوراه ‪ ،‬وقرار لوزير التربية الوطنية والتعليـم العـالـي وتكـويـن األطـر والبحث العلمـ ــي رقــم‪ 14009‬صادر‬
‫في ‪ 25‬من محرم ‪ 22 ( 1430‬يناير ‪ )2009‬بتحديد قائمة الشهادات الوطنية التي تخول ولوج تكوينات سلك الدكتوراه جريدة رسمية عدد ‪ 5731‬بتاريخ ‪8‬‬
‫جمادى األولى ‪ 4 ( 1430‬ماي ‪2009‬‬
‫أحمد عبد الكريم سالمة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪ .31‬وسيد هواري‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪3‬‬ ‫(‪) 1‬‬

‫‪12‬‬
‫املطلب األول الشروط املرتبطة بالباحث‪31‬‬

‫وهي كل الشروط املتصلة بالشخص الباحث سواء ذات الطبيعة املوضوعية أم تلك املتصل بالباحث كذات‪.‬‬
‫الفرع األول‪ :‬الشخصية الباحثة‪ :‬الشروط الذاتية‬
‫تتمثل صفات الباحث العلمي الناجح في‪:32‬‬
‫الفقرة األولى‪ :‬توفيرالرغبة الشخصية للباحث في موضوع البحث‬
‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً ً‬
‫إن رغبة الباحث في مجال موضوع البحث وميله تمثل عامال مهما في نجاح عمله البحثي وعامال مساعدا‬
‫للنجاح‪ ،‬ولذلك تمنح أغلب الكليات واملعاهد واملؤسسات األكاديمية الفرصة لألفراد الباحثين (سواء كانوا‬
‫طلبة دراسات عليا أو تدريسيين أو باحثين آخرين) في اختيار موضوعات بحوثهم في إطار اختصاصهم‪ ،‬وربما‬
‫واحد من‬
‫تعطي لألفراد الباحثين قائمة طويلة من املوضوعات واملجاالت املقترح بحثها وما عليهم إال اختيار ٍ‬
‫ً‬
‫املوضوعات األكثر تناسبا مع رغبة وميل الباحث‪.‬‬
‫الفقرة الثانية‪ :‬قدرة الباحث على التحمل‬
‫إن الكثير من البحوث والدراسات والرسائل واألطاريح تحتاج إلى التفتيش املستمر‪ ،‬والتحمل للبحث عن‬
‫مصادر املعلومات املناسبة التي لها عالقة ببحثه وربما يحتاج الباحث إلى مراجعات للمؤسسات املعنية‬
‫ببحثه أو يجمع البيانات منها أو إجراء مقابالت أو توزيع االستبيانات على العاملين فيها سواء كأفراد أو أقسام‬
‫معينة أو مديرين‪ ،‬وقد ال يجد الباحث التجاوب املناسب منهم ألسباب عده منها ما يأتي‪-:‬‬
‫‪ ‬قد تكون املعلومات ذات طابع رسمي سري‪.‬‬
‫‪ ‬قد تكون شخصية‪.‬‬
‫‪ ‬قد تكون إدارة املؤسسة بيروقراطية‪.‬‬
‫وفي مثل هذه الحالة فإن الباحث الناجح بحاجة الى تحمل هذه الصعاب وغيرها وال يصيبه امللل ويبحث عن‬
‫وسائل أخرى بذكاء في جمع املعلومات والبيانات باملستوى الذي نعينه إلى ٍ‬
‫حد ما إلنجاز متطلبات البحث‪.‬‬
‫الفقرة الثالثة‪ :‬تواضع الباحث‬
‫إن تواضع الباحث وعدم ترفعه على الباحثين الحاليين والذين سبقوه في مجال بحثه وموضوعه الذي‬
‫يتناوله يعد في غاية األهمية‪ ،‬فعلى الباحث الناجح تقع مسؤولية االطالع والتعرف على ما كتبه اآلخرون من‬
‫البحوث والدراسات والرسائل واألطاريح في إطار االختصاص العام والدقيق ألنها تمثل قوة لعلمية الباحث‪،‬‬
‫ومهما وصل الباحث إلى مرتبة علمية متقدمة في اختصاصه ومعارفه فإنه يبقى بحاجة ماسة إلى مزيد من‬

‫راجع في هذا الصدد عمار تركاوي‪ ،‬محمد خير العكام‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪ 28‬وما بعدها‬ ‫‪31‬‬

‫عامر ابراهيم قنديلجي‪ ،‬البحث العلمي واستخدام مصادر املعلومات‪ ،‬دار اليازوري العلمية للنشر والتوزيع‪ ،‬عمان األردن‪ ،1999 ،‬ص ‪ 42‬وما بعدها‬ ‫‪32‬‬

‫‪13‬‬
‫ً‬
‫العلم واملعرفة‪ .‬ولذلك فإن الباحث الناجح كلما تقدم في علميته ينبغي أن يزداد تواضعا أمام الباحثين‬
‫ً‬
‫كأفراد وأمام نتائجهم البحثية‪ ،‬مبتعدا قدر اإلمكان في استخدام كلمة (أنا) في أثناء كتابة البحوث ألنها تدل‬
‫على الغرور‪.‬‬
‫الفقرة الرابعة‪ :‬تركيزالباحث وقوة مالحظته‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫على الباحث الناجح أن يكون يقظا ودقيقا في جمع معلوماته وتبويبها وتحليلها وتفسيرها ولذا فإنه بأمس‬
‫الحاجة لصفاء الذهن والتركيز وأن ييهئ لنفسه الوقت الكافي مهما كانت مشاغله والتزاماته وطبيعة عمله‪،‬‬
‫ألنه يحتاج إلى قوة املالحظة ليخرج بنتائج واستنتاجات علمية جيدة‪.‬‬
‫الفقرة الخامسة‪ :‬تنظيم الباحث لجهوده البحثية‬
‫يجب على كل باحث االهتمام بتنظيم عمله في مختلف مراحل البحث من حيث‪:‬‬
‫‪ ‬تنظيم وقت الباحث واستثماره بشكل يتناسب مع ما هو مخطط له بحيث ال يتعارض مع‬
‫التزاماته االجتماعية ومسؤولياته الوظيفية‪.‬‬
‫‪ ‬تنظيم معلوماته وترتيبها بشكل منطقي وعملي بحيث يسهل مراجعتها وربطها مع بعضها بشكل‬
‫منطقي سليم‪.‬‬
‫‪ ‬التنظيم له مردود إيجابي في إنجاح مهام الباحث‪.‬‬
‫الفقرة السادسة‪ :‬تجرد الباحث علميا‬
‫ً‬
‫كل باحث علمي يجب أن يكون موضوعيا في كتابة بحثه وهذا يتطلب من الباحث الناجح االبتعاد عن‬
‫العاطفة املجردة في البحث وأن يضع في رؤيته الوصول إلى الحقائق بطريقة علمية تحليلية‪ ،‬وهذا يتطلب‬
‫من كل باحث ما يأتي‪:‬‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫‪ .1‬ضرورة التحلي باألمانة العلمية وأن ال ينسب رأيا أو فكرا من إنتاج الباحثين إلى نفسه‪.‬‬
‫‪ .2‬ضرورة التأني واالبتعاد عن التسرع في الحكم على األمور والنتائج‪.‬‬
‫‪ .3‬ضرورة تقبل الحقائق التي يتم التوصل إليها حتى وإن لم تتفق مع آراء الباحث وأفكاره‪.‬‬
‫‪ .4‬ضرورة القناعة والثقة بالعلم والبحث العلمي واإليمان بأنه الوسيلة للكشف عن املعرفة وإيجاد‬
‫الحلول للمشكالت املختلفة‪.‬‬
‫الفقرة السابعة‪ :‬قابلية الباحث على إنجازالبحث‬
‫إن عملية البحث ال تحتاج إلى جمع املعلومات وتبويبها وتنظيمها فحسب بل يتعدى ذلك إلى تحليل مثل تلك‬
‫املعلومات وتفسيرها والخروج بنتائج مقبولة‪ ،‬وإن تطوير قابلياته البحثية في مجال تخصصه أمر مهم بحيث‬
‫يتمكن من التعمق في تحليل وتفسير املعلومات املتعلقة ببحثه للوصول إلى الحقائق العلمية‪.‬‬

‫‪14‬‬
‫ويتعين أن تكون رغبة الطالب حقيقية وصادقة‪ ،‬وليست نزوة نفسية عابرة‪ ،‬فالدراسة العليا مرحلة علمية‬
‫شاقة تستلزم الجهد واملثابرة‪ ،‬وأخذ األمور بجدية كافية وتحمل كل األعباء الناجمة عنها‪ ،‬كالخسارة املادية‪،‬‬
‫والعزوف عن النشاط األسري واالجتماعي‪ ،‬واإلعراض عن متع الحياة ومباهجها‪ ،‬إضافة لإلجهاد العقلي‬
‫والنفس ي والعصبي‪ ...‬كل ذلك أمور ال مفر منها في مراحل إعداد الرسالة أو البحث العلمي‪.‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬الشخصية العلمية‪ :‬الشروط املوضوعية‪33‬‬

‫قبل أن يستعد اإلنسان في اتخاذ موقف معين والقيام بنشاط معين أن يستعد ذهنيا وذلك من أجل أن‬
‫يضمن النجاح فيه الحقا ‪ .‬فعند جلوس الشخص أما مقود السيارة مثال ‪ ،‬فهو مطالب بالحذر قبل االنطالق‬
‫‪ ،‬كما يعتبر التركيز ضروري بالنسبة للطالب أمام ورقة االمتحان‪.‬‬
‫كذلك الحال في مجال النشاط العلمي ‪ ،‬فإنه يتطلب تحضيرا ذهنيا ‪ ،‬وذلك ألنه ال يمكن اعتبار العلم مجرد‬
‫مجموعة من املعارف التي يجب تعلمها ‪ ،‬بل هو إضافة إلى ذلك نشاط منتج للمعرفة عن طريق البحوث‬
‫والدراسات‪.‬‬
‫املالحظة‪34‬‬ ‫الفقرة األولى‪:‬‬
‫ملاذا نالحظ ؟ إنه الفضول في املعرفة أو الرغبة اإليجابية في االطالع التي يشعر بها كل شخص ولكن بدرجات‬
‫متفاوتة إذن الروح املالحظة هي روح فضولية‪.‬‬
‫واملالحظة العلمية التي تسمح باكتشاف وفهم بعض جوانب الظواهر التي مازالت إلى حد اآلن مبهمة‪.‬‬
‫ولها مراحل ثالث تتمثل في ‪:‬املشاهدة والتعرف والتقييم‬
‫مثال ‪ :‬نفرض مثال أنك وصلت إلى مقهى وشاهدت في الوهلة األولى أربعة أشخاص جالسون حول الطاولة ‪،‬‬
‫ففي هذه الحالة تكون قد أنجزت الخطوة األولى وهي املشاهدة ‪ ،‬ثم تبين لك بعد ذلك أن اثنين منهما قد‬
‫سبق وأن رأيتهما ‪ ،‬وأن الشخصين اآلخرين لم يسبق لك رؤيتهما ‪ ،‬ففي هذه الحالة وهي الخطوة الثانية ‪،‬‬
‫تكون قد تعرفت على اثنين منهما‪ ،‬أما في الخطوة الثالثة واألخيرة فإنك ستحاول معرفة إن كان يجب عليك‬
‫أن تتوجه نحوهما أو تمتنع عن ذلك ‪ ،‬ففي هذه الحالة تكون قد قمت بعملية التقييم وهذا التقييم يكون‬

‫ً‬
‫‪ 33‬الباحث مهما عظمت موهبة البحث لديه ومهما اتسعت قدراته ومهاراته في هذا اإلطار‪ ،‬يحتاج دائما إلى موجه يرشده إلى توظيف هذه القدرات وكيفية‬
‫االنتفاع من هذه املهارات‪ .‬وهنا تبرز أهمية املشرف في البحوث املوجهة التي تتم في إطار جهات أكاديمية بغية الحصول على درجة علمية‪.‬‬
‫وصلة األستاذ املشرف بالطالب ترتكز قبل كل ش يء على التقدير واملحبة‪ ،‬ويمتزج بها اللطف بالحزم‪ .‬وال بد أن تكون هناك عالقة تفاهم وتناغم وتفاعل بين‬
‫املشرف والباحث‪ ،‬حتى يستطيعا أن يكونا فريق عمل واحد ويؤدي كل واحد منهما عمله على أحسن وجه‪.‬‬
‫‪ 34‬حوبة عبد القادر‪ ،‬مناهج العلوم القانونية‪ ،‬محاضرات في املنهجية للسنة االولى‪ ،‬املركز الجامعي بالوادي‪ ،‬معهد العلوم القانونية واإلدارية‪،‬‬
‫‪ ،2010/2009‬ص ‪5‬‬

‫‪15‬‬
‫انطالقا من عدة اعتبارات ومقاييس مثل الرغبة في التحدث ‪ ،‬درجة اإلزعاج الذي تسببه‪ ،‬األهمية املحتملة‬
‫ملوضوع الحديث بينهما ‪ ....‬إلخ‬
‫إن كل هذه العمليات تتم في ذهنك في وقت قصير نسبيا كما أنه ال يمكنك دائما إدراك كل هذه املراحل‬
‫املختلفة‪.‬‬
‫الثانية ‪ :‬املساءلة‪35‬‬ ‫الفقرة‬
‫املساءلة هي فعل التساؤل حول ظاهرة ما‪ ،‬إنه من املستحيل أن نشاهد كل ش يءفي الواقع ‪ ،‬حيث أن األسئلة‬
‫التي تطرح قبل املالحظة أو أثناءها هي التي توجه مشاهدتنا إذن بصفة عامة يمكن القول أن األسئلة هي‬
‫التي تسمح لنا بانتقاء الظواهر وتحديدها ) الظواهر التي سيتوقف عندها التفكير( إذن من خصائص‬
‫الشخصية العلمية هو حب التساؤل ‪ ،‬فأثناء قيامنا باملالحظة فإن الشخصية العلمية تبحث عن تجاوز‬
‫مجرد املشاهد البسيطة ‪ ،‬حيث يتم طرح السؤال ‪ :‬ملاذا أخذ هذا الش يء أو ذاك هذا االتجاه أو ذاك ؟‬
‫أو ملاذا تتبنى هذه املجموعات االجتماعية هذا السلوك أو ذاك ‪ ....‬إلخ ؟ إنها الشخصية العلمية التي تحب‬
‫التساؤل باستمرار‪.‬‬
‫الفقرة الثالثة ‪ :‬االستدالل‬
‫ً‬ ‫تقديم دليل أو ُ‬
‫ُ‬ ‫ً‬
‫اصطالحا‪ ،‬فهو عملية‬ ‫طلبه إلثبات أمر معين أو قضية معينة‪ .‬وأما‬ ‫ٍ‬ ‫االستدالل لغة معناه‬
‫تفكيرية تتضمن وضع الحقائق أو املعلومات بطريقة منظمة‪ ،‬بحيث تؤدي إلى استنتاج أو قرار أو حل‬
‫ملشكلة‪.‬‬
‫فيجب أن يقوم البحث عن عن الدليل أو الحجة‪ ،‬أو السبب الداعم لرأي أو قرار أو اعتقاد‪ ،‬وذلك من أجل‬
‫إثبات صدق وحقيقة النتائج املتوصل إليها‪.‬‬
‫الرابعة‪ :‬استعمال املنهج‪36‬‬ ‫الفقرة‬
‫إن استعمال املنهج في البحث العلمي مسألة جوهرية ‪ ،‬إن طرحنا لألسئلة يجب أن يتم وفق منهج وبصرامة‬
‫ورغبة في التنظيم كل ذلك من أجل الوصول إلى نتيجة ‪ ،‬كما أن اإلجراءات املستخدمة أثناء إعداد البحث‬
‫وتنفيذه هي التي تحدد النتائج‪.‬‬
‫إذن املنهج هو سلسلة من املراحل املتتالية التي ينبغي إتباعها بكيفية منسقة ومنظمة‪..‬‬

‫حوبة عبد القادر‪ ،‬مناهج العلوم القانونية‪ ،‬ص ‪6‬‬ ‫‪35‬‬

‫حوبة عبد القادر‪ ،‬مناهج العلوم القانونية‪ ،‬ص ‪8‬‬ ‫‪36‬‬

‫‪16‬‬
‫الفقرة الخامسة ‪ :‬التفكيرالعلمي‪37‬‬

‫التفكير العلمي هو موقف يسمح بتصور طرق جديدة في التفكير وال يقبل باألفكار الجاهزة سواء التي سبق‬
‫البحث فيها أو تلك املتشكلة عن طريق الحس املشترك أو ما يسمى بالضمير الجمعي‪..‬‬
‫التفكير العلمي يقود إلى وجود فكرة احتمال عدم مالئمة الواقع مع هذه األفكار امللقنة واملكتسبة‪.‬وبالتالي‬
‫تتجاوز األحكام والحس املشترك املتفق عليه ‪ ،‬وأن تبتعد بقدر اإلمكان عن العفوية في التفكير‪.‬‬
‫وبهذه الطريقة يكون الباحث مستعدا لقبول وجود طرق أخرى لتصور األشياء‪ ،‬غير تلك التي تعود عليها‬
‫حيث أن التفكير العلمي يؤدي بنا إلى ترك األحكام املسبقة جانبا ‪ ،‬ويؤدي بنا إلى قبول النتائج حتى ولو كانت‬
‫متناقضة ألفكارنا املكتسبة ‪ ،‬إذن علينا في املجال العلمي أن نترك تصوراتنا األولية جانبا‪ ،‬والتراجع عن‬
‫االعتقادات والطرق املتعود عليها في التعامل مع األشياء والتفكير فيها ‪ ،‬حيث أن االعتماد على األفكار‬
‫املسبقة قد يؤدي إلى إخفاء بعض األبعاد الجديدة للظاهرة التي تجرى مالحظتها‬
‫الفقرة السادسة ‪ :‬املوضوعية ‪38‬‬

‫املوضوعية هي التجرد والحياد في الرأي واملوقف ‪ ،‬وهي ميزة من يتطرق إلى الواقع بأكبر صدق ممكن‪.‬‬
‫إن املوضوعية هي بمثابة مثل أعلى يطلب بلوغه‪ ،‬لكن بالرغم من أننا نطمح إلى وصف صادق ملا نشاهده‬
‫أو نسمعه ‪ ،‬إال أن ما نراه أو نسمعه يتم وفق كياننا املتضمن للشعور واإلحساس واألحكام والتجارب‬
‫واملعرف بما في ذلك العقل‪.‬‬
‫وبهذا نكون أمام مصطلح "الذاتية" فإذا كانت املوضوعية هي االبتعاد عن الذاتية سواء بجكم الجنس أو‬
‫املوطن أو العرق أو االنتماء السياس ي أو الفكري أو اإليديولوجي فإن الذاتية معناه التعامل مع كل هذه‬
‫الخصائص‪..‬‬
‫املطلب الثاني الشروط املتصلة بموضوع البحث‪39‬‬

‫للبحث العلمي موضوع تدور حوله عملية الدرس والتقص ي‪ ،‬وموضوع البحث هو الظاهرة‪ ،‬أو املشكلة التي‬
‫تحتاج إلى تفسير أوحل‪.‬‬
‫فكيف يتم اختيار موضوع البحث؟ وكيف يتم تصميم خطة البحث؟‬

‫حوبة عبد القادر‪ ،‬مناهج العلوم القانونية‪ ،‬ص ‪8‬‬ ‫‪37‬‬

‫حوبة عبد القادر‪ ،‬مناهج العلوم القانونية‪ ،‬ص ‪9‬‬ ‫‪38‬‬

‫راجع في هذا الصدد عمار تركاوي‪ ،‬محمد خير العكام‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪ 40‬وما بعدها‬ ‫‪39‬‬

‫‪17‬‬
‫الفرع األول‪ :‬اختيارموضوع البحث‬
‫الفقرة األولى ـ مسؤولية اختياراملوضوع‬
‫إن اختيار موضوع البحث هو أول وأهم خطوة في إعداده‪ .‬ولذلك يؤكد البعض ـ وبحق ـ " إن االختيار املوفق‬
‫ملوضوع البحث هو نصف البحث‪ ،‬بحسبان أن تحديد أولويات املسائل واملشكلة الجديرة بالبحث من األمور‬
‫الهامة التي تذلل الكثير من الصعوبات التي قد تواجه الباحث‪40.‬‬

‫األصل أن اختيار موضوع البحث هو من اختصاص الباحث‪ ،‬وهذا هو األسلوب األمثل‪ ،‬باعتبار أن الباحث‬
‫هو املتخصص في موضوعه‪ ،‬واملعايش لفكرته‪ ،‬وصاحب امليل والرغبة للخوض فيه‪.‬‬
‫ويؤكد البعض أنه يجب أن يشعر الباحث تجاه موضوع بحثه‪ ،‬بانفعال خاص؛ نوع من الحب الزائد أو‬
‫ً‬
‫االهتمام الزائد حتى يكون ذلك دافعا له على االستمرار‪ ،‬حتى في حالة مواجهة صعوبات في أثناء البحث‪.‬‬
‫ويتوصل الباحث إلى هذا االنفعال بالقراءة االنتقادية‪ ،‬والتفكير العميق‪ ،‬وباإلصرار العلمي العنيد ملعرفة‬
‫حقيقة األشياء‪ ،‬وهو شرط سابق الختيار أي موضوع‪.41‬‬
‫وفي املقابل ال بد من االشارة إلى كون اختيار موضوع البحث من قبل املشرف على الباحث يكون مفيدا إلى‬
‫حد ما‪ ،‬كون األستاذ أكثر خبرة ودراية من الباحث أو الطالب‪ ،‬فيشير عليه ببحث موضوعات معينة‪،‬‬
‫ويستشرف في الباحث إمكانية إنجاز البحث في إحداها‪ ،‬فإذا اختار الباحث أحد هذه املوضوعات‪ ،‬يرشده‬
‫املشرف إلى املصادر التي يبحث فيها‪ .‬ويكون للباحث هنا أن يتبادل الرأي مع املشرف حول بعض عناصر‬
‫املوضوع‪ ،‬أو توجيه الدراسة والبحث في أحد جوانبه‪ ،‬وفي تلك الحالة يأتي البحث ثمرة للتعاون بين الباحث‬
‫واملشرف‪.‬‬
‫الفقرة الثانية ـ خطوات اختياراملوضوع‬
‫هناك بعض التوجيهات والنصائح العامة‪ ،‬التي يمكن االسترشاد بها‪ ،‬في اختيار موضوعات البحوث العلمية‪،‬‬
‫ومنها‪:‬‬
‫أوال‪ :‬التريث والصبرفي اختياراملوضوع‬
‫فال بد أن يأخذ الباحث وقته املناسب للقراءة والتفتيش عن املوضوعات التي تستحق الدراسة والبحث‬
‫فقد أثبتت التجربة أن التسرع في اختيار موضوع البحث‪ ،‬يؤدي إلى عدم التوفيق في إعداده‪.‬‬
‫ً‬
‫ونشير إلى أنه كثيرا ما يؤدي الحماس الزائد لدى الباحث وتسرعه‪ ،‬في اختيار موضوعات يكتنفها العيبين‬
‫السابقين‪ ،‬بما يؤثر على إمكانية إنجاز البحث‪ .‬وهذا ما يفسر لنا لجوء كثير من الباحثين إلى تغيير املوضوع‬

‫‪ 40‬أحمد عبد الكريم سالمة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.62‬‬


‫‪ 41‬سيد هواري‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪ .9‬وعلي ضوى‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪ 19‬وما بعدها‪.‬‬

‫‪18‬‬
‫ً‬
‫محل البحث بعد مدة طويلة قد تكون سنوات عديدة‪ ،‬مما يمثل إهدارا للوقت والجهد واملوارد‪ ،‬وكان أجدى‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫بالباحث أن يتأنى ويصبر حتى يختار موضوعا صالحا للبحث‪.42‬‬
‫ثانيا‪ :‬أن يكون موضوع البحث جديدا‬
‫ً ً‬
‫إن جدة املوضوع ال تعني بالضرورة أن يطرق الباحث أرضا بكرا لم تطأها من قبل أقدام الباحثين‪ ،‬فال‬
‫يشترط أن تكون املشاكل املثارة جديدة‪ ،‬بل يكفي أن تكون الحلول املقدمة ووسائل املعالجة هي الجديدة‪.‬‬
‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫أما أن يتناول الباحث موضوعا قد قتل بحثا‪ ،‬وبطريقة ال يقدم فيها جديدا‪ ،‬فإن ذلك سيخرج عمال خاويا‬
‫من أية قيمة علمية‪.‬‬
‫وهناك بعض املعايير التي ينشأ عن مراعاتها‪ ،‬انخفاض نسبة احتمال التكرار في البحوث‪ ،‬وهي‪:‬‬
‫ً‬
‫‪ ‬أن يتعلق البحث بمشكلة جديدة‪ ،‬كأن يكون منصبا على مؤسسة جديدة‪ ،‬أو اتجاه تشريعي حديث‪.‬‬
‫ً‬
‫‪ ‬االبتعاد عن النظريات العامة لفروع القانون‪ ،‬إال إذا كانت منطلقا لدراسة جديدة‪ ،‬وذلك ألن‬
‫ً‬
‫احتماالت التكرار في النظريات العامة لفروع القانون ( املدني‪ ،‬اإلداري‪ ،‬الجنائي‪ ) ...‬كبيرة جدا‪ ،‬وهي‬
‫نظريات مشتركة في تشريعات أغلب الدول‪.‬‬
‫‪ ‬اإلطالع على فهارس الرسائل الجامعية‪ ،‬وكذلك تبادل اآلراء مع الزمالء واألساتذة للتأكد من عدم‬
‫وجود دراسات في نفس املوضوع‪.43‬‬
‫ثالثا‪ :‬أن يكون موضوع البحث ضيقا ومحدودا‬
‫ً‬
‫فيجب دائما اختيار نقطة محدودة والسير في دراستها إلى أعماق وأغوار بعيدة‪ ،‬فتلك هي مهمة الباحث‬
‫الحق‪.44‬‬
‫ً‬
‫ومعنى هذا أن الباحث يكتب في نقطة واحدة ال في عدة نقاط‪ ،‬فهناك فرق بين أن تكتب بحثا وأن تكتب‬
‫ً‬
‫كتابا‪ .‬فبحث بعنوان " التحفيز" غير جائز ألنه واسع وغامض‪ .‬وبعد قراءات مبدئية قد تخفض العنوان إلى‬
‫" تحفيز املوظفين باملغرب"‪ ،‬ثم إلى " تحفيز املوظفين باملغرب أصاحب املهام االدارية"‪ ،‬وهكذا‪.‬‬
‫ويؤكد البعض على ضرورة الوضوح التام للمسائل الجوهرية والعناصر الرئيسية ملوضوع البحث‪ ،‬والتي‬
‫تظهر من خالل إجابة الباحث على عدة تساؤالت‪:45‬‬
‫أ ـ هل املشكلة أو القضية التي يثيرها املوضوع محددة‪ ،‬وملحة وتستحق البحث؟‬

‫‪ 42‬جابر جاد نصار‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.74‬‬


‫‪ 43‬علي ضوى‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪ 17‬ـ ‪.18‬‬
‫‪ 44‬محي الدين إسماعيل علم الدين‪ ،‬إعداد رسائل الدكتوراه واألبحاث القانونية‪ ،‬ط‪ ،3‬بال مكان نشر‪ ،2006 ،‬ص ‪.14‬‬
‫انظر في ذلك مؤلفه السابق اإلشارة إليه‪ ،‬ص ‪.15‬‬
‫‪ 45‬أحمد عبد الكريم سالمة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪ .66‬وجابر جاد نصار‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪ .76‬وأحمد بدر‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪ 90‬وما بعدها‪ .‬وأحمد شلبي‪،‬‬
‫مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.60‬‬

‫‪19‬‬
‫ب ـ هل في استطاعة الباحث البدء في البحث وإنجازه؟ أي هل موضوع البحث في مستوى قدرة الباحث؟‬
‫ج ـ هل هناك ميل نحو هذا املوضوع من قبل الباحث؟‬
‫بشكل‬
‫ٍ‬ ‫د ـ هل تتوافر مصادر املعلومات واملراجع بالنحو الذي يسمح له بتغطية مختلف جوانب البحث‬
‫واف؟‬
‫ٍ‬
‫ً‬
‫هـ ـ هل ستضيف الدراسة التي سيقوم بها الباحث‪ ،‬إلى املعرفة اإلنسانية شيئا؟‬
‫ً‬
‫فإذا كانت اإلجابة بالنفي على أي من هذه األسئلة‪ ،‬فعلى الباحث أن يختار موضوعا آخر دون أن يضيع‬
‫وقته ونشاطه في دراسة لم تكتمل له فيها عناصر النجاح‪.‬‬
‫الفقرة الثالثة ـ اختيارعنوان البحث‬
‫إذا استقر الباحث على اختيار موضوع بحثه‪ ،‬كان عليه بعد ذلك االستقرار على عنوان دقيق ومحدد له‪.‬‬
‫وعند التفكير في اختيار عنوان البحث‪ ،‬يجب مراعاة أن يكون العنوان‪:‬‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫‪1‬ـ دقيقا واضح الداللة على موضوع البحث‪ .‬وأن يكون واردا في صيغة تقريرية‪ ،‬وليس في صيغة ‪ ،‬فنقول‪" :‬‬
‫اختصاص القضاء القضاء اإلداري بالبث في دعوى اإللغاء "‪ ،‬وال نقول‪ " :‬هل يختص القضاء اإلداري بالبث‬
‫في دعوى اإللغاء؟ "‪.‬‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫‪2‬ـ جديدا مبتكرا‪ ،‬حتى يستطيع الباحث أن يؤكد فيه استقالله وشخصيته‬
‫ً ً‬ ‫ً‬
‫‪3‬ـ قصيرا ‪ ،‬فالعنوان الطويل غير مستحب‪ .‬كما يجب أن يكون العنوان جذابا مثيرا النتباه من يطالعه‪.‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬تصميم خطة البحث‬
‫الفقرة األولى ـ وضع الخطة املبدئية‬
‫بعد تحديد موضوع البحث واختيار عنوانه‪ ،‬يشرع الباحث في إعداد خطة مبدئية لبحثه تمثل اإلطار‬
‫املوضوعي الذي يبدأ البحث من خالله‪ ،‬وال يمكن للباحث أن يحدد فروضها إال إذا ألم بموضوع بحثه وتبين‬
‫املشكلة الرئيسية التي تدور حوله‪.‬‬
‫وإعداد الخطة املبدئية عمل صعب إال أنه عمل خالق‪ ،‬إذ ليست الخطة مجرد إناء ُيصب فيه إبداع الباحث‬
‫وجهده‪ ،‬بل هي أولى إبداعات الباحث وأهمها‪ .‬وهي ليست وسيلة تقديم معلومات واستدالالت الباحث‪ ،‬بل‬
‫تعكس قبل ذلك أسلوب تفكيره وعقليته بصفة عامة‪ ،‬قبل أن تعكس وجهة نظره في موضوع البحث‪.46‬‬
‫ونشير هنا إلى أنه من املستحيل على الباحث أن يضع خطة متكاملة يتبعها دون تعديل‪ ،‬وهذا يعني أن‬
‫الباحث سيدخل تطويرات وتعديالت مستمرة على خطته كلما تقدم في البحث‪ ،‬وألم بأبعاده املختلفة‪،‬‬
‫واكتشف أفكار وآفاق جديدة لبحثه‪.‬‬

‫علي ضوى‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪ 79‬وما بعدها‬ ‫‪46‬‬

‫‪20‬‬
‫ً‬
‫عادة إثر بعض القراءات السريعة‪ ،‬فإنها تقتصر على التقسيمات التي تتناول‬ ‫وملا كانت الخطة املبدئية تتم‬
‫العناصر الرئيسية والخطوط العريضة العامة ملوضوع البحث‪ ،‬دون التطرق إلى التفصيالت الدقيقة‪.‬‬
‫وعلى الباحث ليس فقط االعتماد على أفكاره الخاصة في إعداد تلك الخطة‪ ،‬بل عليه االسترشاد بخطط‬
‫البحوث السابقة القريبة من موضوعه‪ ،‬وبآراء املختصين وذوي الخبرة‪ ،‬حتى تأتي الخطة متوازنة ومالئمة‬
‫ملوضوع البحث وقدرات الباحث‪.‬‬
‫ً‬
‫ويمكن أن نعطي مثاال عن نموذج لخطة بحث‪ ،‬حيث تصمم كمايلي‪:‬‬
‫( مقدمة تمهيدية يبين فيها الباحث التعريف باملوضوع ومبررات اختياره ـ األهمية النظرية والعملية للبحث‬
‫ـ منهج البحث ـ الدراسات والبحوث السابقة ـ النتائج املتوقعة للبحث ـ التقسيم املبدئي للبحث )‪.‬‬
‫الفقرة الثانية ـ الفرق بين خطة البحث وتبويبه‬
‫يخلط الكثير من الباحثين بين خطة البحث‪ ،‬وبين تبويبه أو تقسيمه‪ .‬فخطة البحث هي عبارة عن العناصر‬
‫األساسية التي سيدور حولها موضوع البحث وتشمل تلك العناصر‪ ،‬تحديد مشكلة البحث وأهمية دراستها‪،‬‬
‫وأهداف البحث‪ ،‬وخطواته‪ ،‬واملنهج العلمي الذي سيتبع في دراسة املشكلة‪ ،‬والنتائج املتوقعة للبحث‪،‬‬
‫واملراجع التي اطلع عليها الباحث‪ ،‬املصطلحات العلمية الواردة في البحث‪ ،‬أبواب وفصول البحث املقترحة‪.‬‬
‫أما تبويب أو تقسيم البحث‪ ،‬فيعني توزيع املادة العلمية للبحث بين ثالثة أقسام هي ( املقدمة‪ ،‬املحتوى‪،‬‬
‫ً ً‬ ‫ً‬
‫الخاتمة )‪ ،‬والتي يجب أن تكون مرتبة ترتيبا منطقيا وفقا لقواعد وأسس علمية معينة تقتض ي ضرورة أن‬
‫يرتبط الجزء بالكل‪.‬‬
‫وال تخفى أهمية هذا التقسيم الذي يعني انتظام البحث في سلسلة منتظمة من املوضوعات املترابطة‬
‫واملتناسقة فيما بينها لتوجيه جهد الباحث نحو بحث جميع جوانب املشكلة البحثية واقتراح الحلول‬
‫املناسبة لها‪.‬‬
‫الفقرة الثالثة ـ تعديل الخطة أو التبويب‬
‫إن تعديل خطة البحث وتبويبه من األمور الشائعة في عالم إعداد البحوث العلمية‪ ،‬ذلك أن الباحث قد‬
‫تدفعه ظروف معينة إلى التسرع في إعداد خطة للبحث‪ ،‬يسير على هديها في تجميع مادته العلمية‪ ،‬وقراءاته‬
‫حول موضوعه‪.‬‬
‫غير أنه مع تقدم الباحث في قراءاته وإطالعه على املراجع وما تحويه من معلومات‪ ،‬قد تطرأ أمامه عناصر‬
‫وأفكار جديدة جديرة بالبحث والدراسة والتحليل‪ ،‬كما قد يتبين له أن هناك عناصر ومسائل ضئيلة‬
‫األهمية‪ ،‬أو غير منتجة في خدمة غرض بحثه‪ ،‬بحيث يكون من املالئم إهمالها أو تعديلها‪ ،‬وهنا يكون على‬
‫الباحث أن يعدل خطة البحث بما يتماش ى مع املوقف األخير‪.‬‬

‫‪21‬‬
‫ً‬
‫وتجدر اإلشارة إلى أن تعديل الخطة وإعادة تبويب املادة العلمية للبحث إن كان جائزا‪ ،‬إال أنه يجب أال يمس‬
‫جوهر املوضوع الذي اختاره الباحث للدراسة‪ ،‬وإال كنا بصدد موضوع جديد‪ ،‬تترتب عليه نتائج علمية‬
‫ً‬
‫وإجرائية إن كان البحث مسجال لنيل درجة علمية‪.‬‬

‫‪22‬‬
‫املحور الثاني‪ :‬تصنيف مناهج البحث (التعريف باملناهج املستعملة والخطوات املتبعة)‬
‫اختلف العلماء حول تحديد مفهوم املنهج ‪ ,‬فهناك من عرفه بأنه التصور و التحكم و البرهان‬
‫‪ -‬راموس ‪ , 1515‬في حين ارتأى فريق أخر بأنه فن التنظيم الصحيح لسلسلة األفكار من أجل‬
‫الكشف عن الحقيقة‪ ،‬إما للبحث عنها عندما نكون نجهلها أو للبرهنة عليها و إيصالها إلى‬
‫األخ ر عندما نكون على بينة و دراية منها – مدرسة بور روايال‪ .‬و قد ذهب فريق أخر ابعد من‬
‫ذلك فاعتبرا املنهج الطريق الذي نسلك به العقل للكشف عن الحقيقة بواسطة مجموعة من‬
‫القواعد العامة التي تحدد طريق سير العقل و عملياته قصد الوصول إلى نتائج جديدة‪.‬‬
‫ب اإلضافة إلى هذا االختالف حول املفهوم ‪ ,‬فقد تضاربت اآلراء حول من األجدر أو األحق بوضع‬
‫املنهج ‪ .‬هناك من قال بأن العلم ال يحصل إال في املعمل و ليس في الخيال فاعتبر إن العالم‬
‫هو املؤهل لتحديد املنهج ( املاديون )‪ ،‬في حين ذهب فريق أخر بأن الفالسفة هم األولى بتحديد‬
‫املنهج و ذلك لدرايتهم بمختلف العلوم و العتبار العقل أسمى من املادة‪.‬‬
‫املبحث األول‪ :‬أهم تصنيفات املناهج‬
‫املطلب األول‪ :‬التصنيف القديم‬
‫قديما كان املنهج يقسم إلى املنهج التحليلي و املنهج التركيبي ‪,‬يهدف املنهج التحليلي إلى اختراع و اكتشاف‬
‫املعرفة ‪ ،‬بينما يختص املنهج التركيبي بتركيب و تأليف الحقائق حسب هذا التيار فقد كان املنهج يخص‬
‫األفكار فقط و ال يشمل الظواهر و القوانين‪.‬‬
‫كما قسم املنهج إلى ‪:‬‬
‫*‪ -‬املنهج التلقائي‬
‫و هو املنهج الذي يتبع فيه العقل مسارا طبيعيا و تلقائيا لبلوغ املعرفة دون تحديد ألساليب‬
‫و قواعد هذا املسار‪.‬‬
‫*‪ -‬املنهج التأملي العقلي‬
‫و الذي يتبع فيه العقل خالل البحث عن الحقيقة قواعد و أساليب منطقية و محددة‪.‬‬
‫يالحظ هنا أن هذا التصنيف يركز بصفة أساسية على طرق و أساليب الحصول على املعرفة و ليس على‬
‫املنهج باعتباره علما له قوانين و قواعد‪.‬‬
‫هناك تقسيم أخر حاول الفصل بين املناهج النظرية و املناهج التطبيقية ’ تساعد األولى على جمع وتحديد‬
‫املعطيات النظرية حول الظواهر ‪ ،‬بينما تقوم الثانية باستعمال اآلليات و األدوات التطبيقية للوصول إلى‬
‫الحقيقة‪.‬‬

‫‪23‬‬
‫املطلب الثاني التصنيف الحديث‬
‫ال توجد طريقة علمية واحدة يمكن االعتماد عليها للكشف عن الحقيقة‪ ،‬وذلك ألن طرق العلم تختلف‬
‫باختالف املوضوعات التي يدرسها كل باحث ‪ ،‬بمعنى أن كل موضوع للدراسة يتطلب ً‬
‫نوعا معينا من املناهج‬
‫العلمية املالئمة له ‪ ،‬وعلى أية حال فإن تصنيف املناهج ‪ ،‬يعتمد عادة على معيار ما حتى يتفادى الخلط‬
‫والتشويش‪ ،‬وعادة ما تختلف التقسيمات بين املصنفين ألي موضوع‪ ،‬وتتنوع التصنيفات للموضوع الواحد‬
‫وينطبق هذا القول على مناهج البحث‪ ،‬فهناك من ينظر إلى مناهج البحث من حيث نوع العمليات العقلية‬
‫التي توجهها‪ ،‬أو تسير على أساسها املنهج االستداللي أو االستنباطي‪ ،‬املنهج االستقرائي‪ ،‬و املنهج التاريخي‪،‬‬
‫وهناك من يصنفها استنادا إلى أسلوب اإلجراء‪ ،‬وأهم الوسائل التي يستخدمها الباحث( املنهج التجريبي ‪،‬‬
‫منهج املسح ‪ ،‬املنهج التاريخي )‪47‬‬

‫كما يختلف الكتاب والباحثين بشأن تصنيف مناهج البحث العلمى فيضيف البعض مناهج ويحذف آخرين‬
‫مناهج أو يختلفوا حول اسماءها‪ .‬كما قام بعض العلماء بإعداد قوائم لتقسيم مناهج البحث العلمي طبقا‬
‫لقواعد معينة مثل التصنيف التالي‪48:‬‬

‫تقسيم جود وسكيتس‬ ‫تقسيم ماركيز‬ ‫تقسيم هويتني‬


‫املنهج الوصفي‬ ‫املنهج اإلبداعي‬ ‫املنهج الوصفي‬
‫املسح الوصفي‬ ‫املنهج األنثروبولوجي‬ ‫املنهج التاريخي‬
‫املنهج التجريبي‬ ‫املنهج الفلسفي‬ ‫املنهج التجريبي‬
‫دراسة الحالة‬ ‫دراسة الحالة‬ ‫البحث الفلسفي‬
‫منهج النمو والتطور‬ ‫املنهج التاريخي‬ ‫البحث التنبؤي‬
‫املنهج التجريبي‬ ‫املسح االجتماعي‬ ‫البحث االجتماعي‬
‫املبحث الثاني‪ :‬أهم املناهج املعتمدة في البحوث القانونية‬
‫املطلب األول‪ :‬املنهج االستداللي‬
‫االستدالل هو كل العمليات العقلية املستخدمة في تكوين و تقييم األفكار و املعتقدات ’ و في إظهار صحة‬
‫أو زيف االدعاءات و ذلك عن طريق الحجج و االفتراضات‪ .‬كما يعمل على إيجاد االرتباطات و العالقات‬
‫السببية بين الظواهر التعرف عليها‪.‬‬

‫‪47‬‬
‫الهاشمي بن واضح‪ ،‬محاضرات في منهجية إعداد بحوث الدراسات العليا‪ ،‬جامعة محمد بوضاف المسيلة‪ ،‬سنة ‪ ،2016‬ص ‪27- 26‬‬
‫‪48‬‬
‫الهاشمي بن واضح‪ ،‬نفس المرجع ص ‪28‬‬

‫‪24‬‬
‫يهدف االستدالل إلى توليد معرفة جديدة عن طريق استخدام الفكر و إعمال املنطق العقلي في املعلومات‬
‫و املعطيات و األدلة املتوفرة‪.‬‬
‫يساعد االستدالل على بلوغ استنتاجات جديدة باستخدام قواعد و استراتجيات محددة للوصول إلى‬
‫نتائج صحيحة و مقبولة منطقيا ‪.‬انه االنطالق من قضايا معروفة و مسلم بها للوصول إلى نتائج تنتج عنها‬
‫بالضرورة ‪ ،‬دون اللجوء إلى التجربة بل عن طريق التجريب و الحساب العقليين ‪.‬‬
‫يقسم االستدالل الى استدالل مباشر و استدالل غير مباشر‪.‬‬
‫‪ ‬االستدالل املباشر تكون فيه املقدمة واحدة قضية واحدة‬
‫‪ ‬االستدالل غير مباشر يحتاج إلى أكثر من مقدمة ليعطي نتيجة‬
‫الفرع األول‪ :‬مبادئ االستدالل‬
‫يعتمد االستدالل على مجموعة من املبادئ هي‪:‬‬
‫الفقرة األولى‪ :‬البديهية‬
‫تعتبر البديهية الحقائق و املبادئ البينة بذاتها و التي نؤمن بها إيمانا راسخا و ال تحتاج إلى برهنة أو دليل ‪.‬‬
‫تستعمل البديهية كدليل لغيرها وال تحتاج إلى دليل‪.‬‬
‫تتمثل أهم خصائص البديهية في ‪:‬‬
‫*‪ -‬نفسية ‪ :‬أي نؤمن بصحتها نفسيا وال تحتاج إلى دليل أو برهان‪.‬‬
‫*‪ -‬أولية ‪ :‬أي ليست نتيجة لقضية أخرى بل قائمة بذاتها‪.‬‬
‫*‪ -‬واضحة‪ :‬أي بينة و واضحة بذاتها ‪.‬‬
‫*‪ -‬عامة ‪ :‬نقبلها و تؤمن بها مختلف العقول و املجاالت و ليست حكرا على جهة معينة‪.‬‬
‫الفقرة الثانية‪ :‬املسلمة‬
‫تعتبر املسلمة اقل درجة من البديهية غير أننا نسلم بها و نتقبلها مادامت ال تؤدي إلى أي تناقض‬
‫وهي من صنع العقل و يمكن البرهنة عليها و لكن نفترض صحتها ‪.‬‬
‫املسلمة خاصة و ليست صالحة لجميع املجاالت‬
‫الفقرة الثالثة‪ :‬التعريف‬
‫يوصف التعريف بأنه التعبير عن ماهية الش يء ’ أي كل عبارة تصف معنى معينا بمصطلح معين‪.‬‬

‫‪25‬‬
‫الفرع الثاني أدوات االستدالل‬
‫الفقرة األولى‪ :‬القياس‬
‫القياس هو عملية االنطالق من عملية غير معلومة إلى عملية معلومة ’ و يمكن تعريفه بأنه تطبيق القاعدة‬
‫الكلية على األجزاء‪.‬‬
‫الفقرة الثانية‪ :‬التجريب العقلي‬
‫و هو القيام بتجربة جميع الفرضيات و التحقيقات داخل العقل على عكس املنهج التجريبي الذي يقوم بهذه‬
‫التجارب خارج العقل أي داخل املعمل‪.‬‬
‫الفقرة الثالثة‪ :‬التركيب‬
‫التركيب هو عملية عقلية تنطلق من مقدمة صحيحة و تسير نحو استخراج نتائج منها أي تفكيك‬
‫االفتراضات و محاولة تركيبها عقليا قصد التأكد من صحتها‪.‬‬
‫‪ ‬لقد و ضع جون ستيوارت ميل أربعة قواعد لالستدالل ‪:‬‬
‫‪ ‬قاعدة االتفاق في الوقوع ‪:‬‬
‫‪ ‬كلما وجدت الظاهرة وجد السبب أو الذي أدى إلى وقوعها‬
‫‪ ‬قاعدة االتفاق في الغياب ‪:‬‬
‫‪ ‬كلما غابت الظاهرة انتفى العامل املتسبب في حدوثها‪.‬‬
‫‪ ‬قاعدة االتفاق في التغير‪:‬‬
‫‪ ‬كلما تغير السبب تغيرت الظاهرة‪.‬‬
‫‪ ‬قاعدة الرواسب أو البواقي ( جمع باقي)‪:‬‬
‫إن سبب و علة الش يء أو الظاهرة ال يمكن أن تكون سببا لش يء يختلف عنه ’ لهذا وجب البحث عن العلة‬
‫الغائبة أو الباقية‪.‬‬
‫الفرع الثالث أقسام االستدالل‬
‫الفقرة األولى‪ :‬االستنباط‬
‫االستنباط هو استدالل تنازلي ينطلق فيه الباحث من النتيجة الكلية لظاهرة معينة و يتبع عملية ذهنية‬
‫قصد الوصول إلى جزئيات هذه الظاهرة ‪.‬‬
‫لالستنباط عدة مميزات نجملها في‪:‬‬
‫*‪ -‬ينتقل من الكل نحو الجزء‪.‬‬
‫*‪ -‬يأخذ منحى تنازليا اذ ينطلق من الكل في اتجاه الجزء‪.‬‬

‫‪26‬‬
‫*‪ -‬مثالي ذهني يعتمد على الذهن ‪ .‬يدرس الظاهرة كما يجب أن تكون و ليس كما هي في الواقع‪.‬‬
‫الفقرة الثانية‪ :‬االستقراء‬
‫‪ -‬االستقراء هو عملية ذهنية تنطلق من املقدمات ‪/‬الخاص لتصل إلى حكم كلي‪/‬العام يتبع االستقراء‬
‫منحى تصاعديا‪.‬‬
‫‪ -‬االستقراء هو استخالص قواعد عامة من أحكام خاصة‬
‫أوال‪ :‬خصائص االستقراء‬
‫*‪ -‬شمولي ‪ :‬إذ يعتمد على مبدأ دراسة جزء‪-‬كل‪.‬‬
‫*‪ -‬يدرس الظاهرة انطالقا من جزئياتها و كما هي في الواقع‪.‬‬
‫*‪ -‬يجمع بين الواقعي و املثالي‪.‬‬
‫ثانيا أنواع االستقراء‬
‫ينقسم االستقراء إلى‪:‬‬
‫‪ .1‬االستقراء التام‬

‫يسمى االستقراء التام عندما يتم تتبع جميع جزئيات الكل ‪/‬املوضوع الذي نريد دراسته ‪/‬حكمه‬
‫‪ .2‬االستقراء الناقص‬

‫االستقراء الناقص هو تتبع بعض جزئيات الكل الذي نريد معرفة حكمه‪ .‬ينقسم االستقراء الناقص إلى ‪:‬‬
‫‪ .3‬االستقراء املعلل‪:‬‬

‫يعتبر االستقراء معلال عندما نظن أن سبب و علة الحكم موجودة في جميع جزئيات الحكم‬
‫‪ .4‬االستقراء الغيرمعلل‪:‬‬

‫ال يعتمد االستقراء غير املعلل في أحكامه على ضرورة وجود العلة أو السبب ‪.‬‬
‫ثالثا‪ :‬مراحل االستقراء‬
‫تمر عملية االستقراء بثالثة مراحل أساسية هي‪:‬‬
‫‪ -1‬مرحلة املالحظة و التجربة يبدأ الباحث توجيه فكره و مالحظة املوضوع أو الظاهرة املراد‬
‫دراستها‪.‬‬
‫‪ -2‬مرحلة الفرض خاللها يضع الباحث فرضيات ’ و يبدأ عملية تركيز االنتباه و التفسير عن طريق‬
‫الخبرات و الحسابات العقلية‪.‬‬
‫‪ -3‬مرحلة القانون و خاللها يقوم الباحث باستخالص النتائج على ضوء ما توصل إليه‪.‬‬
‫‪27‬‬
‫مقارنة بين االستنباط واالستقراء‬
‫االستقراء‬ ‫االستنباط‬
‫ينتقل من الخاص إلى العام‬ ‫ينتقل من العام إلى الخاص‬
‫ينتقل من الجزئي إلى الكلي‬ ‫ينتقل من الكلي إلى الجزئي‬
‫مقدمته اصغرمن نتيجته‬ ‫مقدمته اكبر من نتيجته‬
‫يقوم بعملية التجميع‬ ‫يقوم بعملية التفكيك‬

‫املطلب الثاني‪ :‬املنهج التاريخي‬


‫املنهج التاريخي هو أداة للبحث في الحقائق والظواهر في بعدها التاريخي‪ .‬يعتمد املنهج التاريخي على عملية‬
‫تحليل وتفسير الظواهر واألحداث التاريخية من اجل محاولة تبيان وفهم الظواهر‬
‫و املشاكل و األحداث املعاصرة ‘ و محاولة توقع او التنبؤ بما ستكون عليه في املستقبل ‪.‬انه محاولة فهم‬
‫الحاضر بمساعدة املاض ي ‪.‬‬
‫يعتمد املنهج التاريخي على استرجاع و استرداد املاض ي و استغالله لحل املشاكل الجارية على ضوء ما تم في‬
‫السابق‪.‬‬
‫الفرع األول أهمية املنهج التاريخي‬
‫‪ -1‬يمكن استعماله لحل مشكالت الحاضر على ضوء خبرات املاض ي‬
‫‪ -2‬يساعد على إلقاء الضوء على اتجاهات حاضرة و مستقبلية‪.‬‬
‫‪ -3‬يبين أهمية و تأثير التفاعالت املختلفة التي توجد في األزمنة املاضية‪.‬‬
‫‪ -4‬يساعد على ربط املاض ي بالحاضر‪.‬‬
‫‪ -5‬يساعد على فهم الحلقات غير الواضحة في املاض ي و مدى تأثيرها على الحاضر‪.‬‬
‫‪ -6‬يمكن من إعادة تقييم أحكام و معطيات ظهرت في الحاضر دون املاض ي‬
‫الفرع الثاني‪ :‬مراحل املنهج التاريخي‬
‫الفقرة األولى‪ :‬تحديد املشكلة‬
‫يتم خالل هذه املرحلة تحديد الفكرة التاريخية التي تدور حولها اإلشكالية التاريخية‬
‫يشترط في عملية تحديد املشكلة ‪:‬‬
‫‪ -‬أن تكون املشكلة معبرة عن عالقة بين متحولين أو أكثر‪.‬‬
‫‪ -‬أن تصاغ املشكلة بطريقة واضحة و كاملة ال لبس فيها‪.‬‬
‫‪28‬‬
‫‪ -‬أن تصاغ بطريقة جيدة و مالئمة‪.‬‬
‫الفقرة الثانية‪ :‬جمع وحصرالوثائق التاريخية‬
‫تعتبر الوثائق التاريخية لب املنهج التاريخي ‪ .‬من بين أهم الوثائق التاريخية نذكر‪:‬‬
‫*‪ -‬الوثائق املكتوبة سواء الحكومية منها كاإلحصائيات و املراسالت و املعاهدات ‪.....‬‬
‫*‪ -‬الوثاق الشفاهية كالتسجيالت أو الروايات و األغاني‪.......‬‬
‫*‪ -‬الوثائق الرسمية كاألرشيفات العامة و الوثائق اإلدارية‬
‫*‪ -‬الوثائق الخاصة ’سواء كانت خاصة بأشخاص أو تنظيمات أو جمعيات ( األشخاص‪ -‬األحزاب ‪-‬‬
‫الجمعيات ‪ -‬الزوايا‪).......‬‬
‫*‪ -‬األشياء و املواد كاملجوهرات و الخزف و األسلحة و املنحوتات ‪....‬‬

‫الفقرة الثالثة‪ :‬نقد املصادرالتاريخية‬


‫تجدر اإلشارة إلى أن املصادر التاريخية تقسم إلى‪:‬‬
‫‪ -1‬املصادراألولية أو املصادراألصلية‬

‫هي تلك املصادر املباشرة واألولية كاآلثار و املنحوتات و الوثائق األصلية‬


‫‪ -2‬املصادرالثانوية‬

‫تعتبر املصادر ثانوية إذا كانت منقولة من مصادر أولية ’ كالتفسيرات و التحليالت و غيرها تخضع الوثائق‬
‫التاريخية عادة قبل استعمالها ملجموعة من عمليات الفحص و الدراسة و التحليل عن طريق استخدام‬
‫كافة أنواع االستدالل و التجريب العلمي’ و ذلك بغية التأكد من هذه الوثائق ’كمعرفة أصالتها و مصدرها‬
‫و حقبتها وهوية صاحبها ‪.....‬‬
‫يكون هذا التمحيص أو النقد إما‪:‬‬
‫أوال‪ :‬النقد الخارجي‪:‬‬
‫يكون الهدف من هذه العملية محاولة معرفة هوية و أصالة و صحة الوثيقة’ و ذلك من خالل تحديد زمان‬
‫و مكان الوثيقة و شخصية كاتبها‪ .‬وكذلك محاولة ترميمها و إعادتها إلى حالتها األصلية‪.‬‬
‫يمكن القيام بهذه العملية عن طريق‪:‬‬
‫كتبت‬ ‫*‪ -‬التأكد من مدى تطابق لغة الوثيقة و أسلوبها و كتابتها مع الحقبة التي من املفروض أنها‬
‫خاللها‪.‬‬

‫‪29‬‬
‫*‪ -‬التأكد إن كان هناك أي تغيير (الخطوط‪ ،‬الحروف‪)...‬‬
‫*‪ -‬التأكد من مدى أصلية الوثيقة‪.‬‬
‫*‪ -‬التأكد من مدى إملام صاحب الوثيقة باألمور و األشياء التي كان من املفروض أن يعرفها‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬النقد الداخلي‪:‬‬
‫تخضع الوثيقة أو املصدر التاريخي إلى عملية دراسة و تمحيص بغية تحليلها و تفسيرها للتأكد من كونها‬
‫صادقة و من مدى مصداقية صاحبها ‪ .‬ينقسم النقد الداخلي الى ‪:‬‬
‫‪ -‬نقد داخلي ايجابي ‪ :‬يركز على تحليل و تفسير مضمون الوثيقة التاريخية قصد فهمها و التمكن‬
‫منها ‪.‬‬
‫‪ -‬نقد سلبي نركز فيه على مصداقية الوثيقة و أمانة صاحبها و كذا الظروف املحيطة بها‪ :‬كمصداقية‬
‫و شخصية الكاتب‪....‬‬
‫تتم عملية النقد الداخلي عبر التأكد من ‪:‬‬
‫‪ -‬مصداقية و مكانة املؤلف في امليدان‬
‫‪ -‬امتالك املهارة و القدرة الالزمة ملالحظة األحداث و املهارة و األمانة لتسجيلها‬
‫‪ -‬قدرة املؤلف العلمية و الحسية على مالحظة و دراسة و تدوين الظواهر بطريقة علمية و أمنة‬
‫‪ -‬و سليمة‪.‬‬
‫‪ -‬كون الوثيقة مباشرة أم عن طريق وسيط‪.‬‬
‫‪ -‬مدى درجة حياد و موضوعية املؤلف ومدى بعده عن موضوعها‪.‬‬
‫و ضع فان دالين ‪ Van Dalen‬مجموعة من القواعد الواجب إتباعها عند محاولة نقد الوثائق التاريخية وهي‬
‫‪:‬‬
‫‪ -‬عدم قراءة الوثيقة التاريخية بعقلية و مفاهيم معاصرة‪.‬‬
‫‪ -‬عدم االعتقاد بجهل املؤلف بأحداث معينة إذا لم يذكرها في و وثيقته‪.‬‬
‫‪ -‬اخذ مسافة مع الوثيقة التاريخية و االكتفاء بقيمتها العلمية بعيدا عن اإلعجاب أو االنبهار‪.‬‬
‫‪ -‬عدم االكتفاء بمصدر واحد رغم أهميته بل تعزيزه بمصادر أخرى‪.‬‬
‫‪ -‬وجود أخطاء في مجموعة من املصادر على أنها منقولة عن نفس املصدر‬
‫‪ -‬كلما اتفقت الوثائق أو الشهود حول أحداث أو وقائع كلما اعتبرت مقبولة‪.‬‬
‫‪ -‬عدم الكتفاء باملصادر الرسمية ‪ .‬بل يجب تدعيمها بأخرى غير رسمية‪.‬‬

‫‪30‬‬
‫‪ -‬أن املصادر التاريخية نسبية ‪ ،‬يمكنها أن تكون قاطعة في بعض الحاالت وان تكون غير ذلك في حاالت‬
‫أخرى‪.‬‬
‫الفقرة الرابعة‪ :‬التركيب و التفسير‬
‫تأتي هذه املرحلة الستعادة اإلحداث و الوقائع املاضية و إعادة جمعها و تركيبها‬
‫و بنائها في صورة متكاملة قصد تحليلها و تفسيرها‪.‬‬
‫مراحل عملية التركيب و التفسير‪:‬‬
‫‪ -‬مالحظة الحقيقة التاريخية و تكوين صورة لها‪.‬‬
‫‪ -‬تجميع الحقائق الجزئية و ترتيبها و تصنيفها حتى تصبح متجانسة ‪.‬‬
‫‪ -‬محاولة ملء الثغرات و النقائص بطريقة علمية‪.‬‬
‫‪ -‬محاولة البحث عن العالقات السببية بين األحداث‬
‫‪ -‬محاولة ربط الوقائع التاريخية فيما بينها بواسطة عالقات سببية‪.‬‬
‫الفقرة الخامسة‪ :‬استنتاج النتائج‬
‫تختتم عملية التركيب و التفسير باستنتاج نظريات قوانين حول األحداث و الوقائع التاريخية‪.‬‬
‫املطلب الرابع‪ :‬املنهج التجريبي‬
‫اختلفت عملية تعريف املنهج الجدلي باختالف التخصصات و املذهب العلمية ‪ ،‬غير أنها تتمحور كلها حول‬
‫مبدأ التحكم في املتغيرات التابعة و تحديد مدى تأثيرها على الظواهر و املتغيرات األخرى‪ .‬عرفه فان دالين‬
‫بأنه البحث التجريبي هو تغيير متعمد و مضبوط للشروط املحددة لواقعة معينة و مالحظة التغييرات‬
‫الناتجة في هذه الواقعة ذاتها‪.‬‬
‫يسمح املنهج التجريبي بتغيير متغير يسمى املتغير التجريبي أو املتغير املستقل و مالحظة التأثير الذي يلحقه‬
‫هذا املتغير على الظاهرة أو الحالة موضوع الدراسة أو ما يصطلح عليه املتغير التابع‪.‬‬
‫الفرع األول‪ :‬خطوات املنهج التجريبي ‪:‬‬
‫‪ -‬مالحظة وتحديد الظاهرة أو املشكلة ‪.‬‬
‫‪ -‬صياغة الفرضيات‪.‬‬
‫‪ -‬تحديد مجتمع البحث‪.‬‬
‫‪ -‬اختيار عينة البحث‪.‬‬
‫‪ -‬تقسيم عينة البحث إلى مجموعة تجريبية و مجموعة ضابطة‪.‬‬
‫‪ -‬القيام بالتجارب‪.‬‬
‫‪31‬‬
‫‪ -‬التركيب أو االستنتاج‪.‬‬
‫‪ -‬تفسير النتائج‪.‬‬
‫الفرع الثاني أنواع املتغيرات‬
‫‪ -‬املتغير املستقل هو كل ما نحاول أن نحدد تأثريه في متغير أخر‪.‬‬
‫‪ -‬املتغير التابع وهو املتغير الذي يحدث فيه املتغير األول تغيرا أو أثرا‪.‬‬
‫‪ -‬املتغير املعدل هو املتغير الذي يعدل أو يصوب األثر الذي ألحقه املتغير املستقل باملتغير التابع‪.‬‬
‫‪ -‬املتغير العرض ي‪ :‬و هو املتغير العرض ي أو الدخيل و الذي يكون متوقعا حدوثه خالل التجربة‪.‬‬
‫الفرع الثالث‪ :‬أنواع وطرق التجربة‬
‫يمكن تقسيم طرق التجربة في املنهج التجريبي إلى‪:‬‬
‫‪ -1‬طريقة املجموعة الواحدة ‪:‬‬
‫خاللها يتم إخضاع مجموعة واحدة لالختبار أو التجريب ‪.‬‬
‫‪ -2‬طريقة املجموعات املتساوية ‪:‬‬
‫‪.‬طبقا لهذا األسلوب يتم إخضاع مجموعة للتجريب (إضافة متغير مستقل ) و إبعاد املجموعة األخرى‬
‫املماثلة لها عن التجربة ’ثم نقوم باملقارنة بين املجموعتين‪.‬‬
‫‪ -3‬طريقة التناوب‪:‬‬
‫تكون خاللها التجربة عن طريق تقسيم عينة البحث إلى مجموعتين ‪ .‬تخضع املجموعة األولى ملتغير معين‬
‫في حين تخضع املجموعة األخرى ملتغير مختلف‪ .‬بعد ذلك نعكس التجربة‪,‬أي املتغير املستقل الذي ألحقناه‬
‫باملجموعة األولى نلحقه باملجموعة الثانية و املتغير الذي ألحقناه باملجموعة الثانية نلحقه باملجموعة‬
‫األولى‪.‬ثم نقوم باملقارنة و استخالص النتائج‪.‬‬
‫الفرع الرابع‪ :‬مميزات املنهج التجريبي‬
‫‪ -‬انه أكثر دقة في تتبع و أسباب التغير من الطرق املنهجية األخرى‪.‬‬
‫‪ -‬يعتمد على ضبط املتغيرات املستقلة و التحكم في مدى تأثيرها‪.‬‬
‫‪ -‬إن اختالل و تنوع طرق و تصاميم عمله تجعله أكثر فعالية و مرونة‪.‬‬
‫‪ -‬يقوم بمراجعة النتائج عن طريق تكرار التجارب‪.‬‬
‫‪ -‬يتحكم في طريقة اختيار عينة البحث‪.‬‬
‫الفرع الخامس‪ :‬عيوب املنهج التجريبي‬
‫‪ -‬تعتمد دقة النتائج على فعالية الوسائل املستعملة خالل التجربة‪.‬‬
‫‪32‬‬
‫‪ -‬تجرى التجربة على عينات فقط مما يصعب عملية التعميم‬
‫‪ -‬تتأثر نتائج التجربة بمدى التحكم في الظروف املحيطة‬
‫‪ -‬تتم التجربة في غالب األحيان في مختبرات و أماكن مختصة (اصطناعية ) مما يقوي إمكانية ‪.‬‬
‫‪ -‬تأثير املحيط على النتائج‪.‬‬
‫‪ -‬يتجاهل هذا النوع من التجارب عملية التفاعل بين الظاهر و تأثيرها على النتائج‪.‬‬
‫املطلب الخامس ‪ :‬املنهج الوصفي‬
‫يقصد بالوصف إظهار صفات و خصائص الش يء و ذلك قصد املقارنة و التمييز‪ .‬يمكن أن يكون هذا‬
‫الوصف إما كما أو كيفا ( الوصف الكمي – الوصف الكيفي)‬
‫املنهج الوصفي هو أسلوب يهدف إلى‪:‬‬
‫‪ -‬جمع املعلومات واملميزات حول وضع الظاهرة كما هي بالواقع ‪.‬‬
‫‪ -‬تحليل وتفسير و دراسة الظاهرة‪.‬‬
‫‪ -‬مقارنة عالقة الظاهرة موضوع الدراسة بظواهر أخرى‪.‬‬
‫‪ -‬استخالص نتائج و التعميمات‪.‬‬
‫الفرع األول‪ :‬مميزات املنهج الوصفي‬
‫‪ -‬يساعد على تقديم تفاصيل ومعلومات دقيقة عن الظاهرة‪.‬‬
‫‪ -‬يمكن من استنتاج الصالت بين الظواهر‪.‬‬
‫‪ -‬يساعد على توقع الظواهر املستقبلية بناء على املواصفات املماثلة ‪.‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬مراحل املنهج الوصفي‬
‫‪ -‬تحديد مشكلة البحث‪.‬‬
‫‪ -‬وضع الفرضيات ‪.‬‬
‫‪ -‬اختيار مجتمع وتحديد العينة التي ستخضع للدراسة‪.‬‬
‫‪ -‬تحديد وسائل و أدوات البحث( املقابلة‪ -‬االستمارة)‬
‫‪ -‬تجميع املعلومات و تحليلها و دراستها‪.‬‬
‫‪ -‬استخالص النتائج و تعميمها‪.‬‬
‫يندرج تحت املنهج الوصفي مجموعة من املناهج الفرعية منها‪:‬‬
‫الفقرة األولى‪ :‬منهج الدراسات املسحية ‪:‬‬

‫‪33‬‬
‫يهدف هذا املنهج إلى القيام بمسح ( دراسة) للظواهر موضوع الدراسة قصد جمع املعطيات‬
‫و البيانات و املعلومات الخاصة بها ’ ثم تحليل و تفسير وضعها في وقتها و مجالها املحدد‪.‬‬
‫يهدف هذا املنهج إلى‪:‬‬
‫وصف الظاهرة وتحليلها ثم تفسيرها ‪.‬‬
‫جمع البيانات و املعلومات حولها‪.‬‬
‫تمييز و تحديد الخصائص و املعايير التي تكون الظاهرة طبقا لها‪.‬‬
‫مقارنة واقع الظاهرة مع املعايير املوضوعة سابقا ( هنا يالحظ أن هذا املنهج يتوقع ان تكون الظاهرة كما‬
‫يجب ان تكون و ليس كما هي في الواقع)‪.‬‬
‫استنتاج النتائج و تعميمها‪.‬‬
‫هناك مجموعة من الدراسات املسحية مثل املسح املدرس ي – املسح االجتماعي‪ -‬الدراسات املسحية للرأي‬
‫العام‪.......‬‬
‫الفقرة الثانية‪ :‬منهج دراسة الحالة‪:‬‬
‫يهتم منهج دراسة الحالة إلى تتبع و جمع امللومات عن حالة معينة (ظاهرة – حدث‪ -‬أشخاص‪ -‬قبيلة ‪-‬‬
‫حزب‪ )....‬و يمكن تقسيم وصف الحالة إلى‪:‬‬
‫وصف الحالة الحالية أو الحاضرة للظاهرة‪.‬‬
‫وصف تطور الظاهرة ( نمو‪ -‬تطور‪ -‬تغيير)‬
‫توقع حالتها في املستقبل‪.‬‬
‫أوال‪ :‬خطوات دراسة الحالة‬
‫‪ -‬تحديد الظاهرة املزمع دراستها‪.‬‬
‫‪ -‬وضع الفرضيات‪.‬‬
‫‪ -‬تحديد مجتمع البحث و تعيين عينة البحث‪.‬‬
‫‪ -‬تحديد آليات وسائل الدراسة‪ (.‬املقابلة ‪:‬مباشرة – شخصية‪)........‬‬
‫‪ -‬جمع املعلومات ودراستها و تحليلها‪.‬‬
‫‪ -‬استخالص النتائج و وضع التعميمات‬

‫ثانيا‪ :‬مميزات دراسة الحالة‬


‫‪ -‬تقدم صورة و تفاصيل واضحة و شاملة عن الظاهرة‪.‬‬

‫‪34‬‬
‫‪ -‬تمكن من فهم مكونات الظاهرة‪.‬‬
‫‪ -‬تساعد على توقع الظواهر املستقبلية ‪.‬‬

‫املطلب السادس‪ :‬املنهج املقارن‬


‫يعتبر اإلنسان فضوليا ومياال إلى حب االطالع و جمع املعلومات و املعطيات عن كل ش يء‬
‫( الظواهر’ الوقائع‪)....‬وذلك ملعرفتها وفهمها‪ ،‬تفسيرها ملعرفة أسبابها والتعامل مع نتائجها‪.‬جاءت املقارنة‬
‫كتكميل لهذا األسلوب ’ فانتقل اإلنسان من مجرد و صف األشياء و الظواهر إلى محاولة إجراء مقارنات‬
‫بين مختلف الظواهر بهدف تحديد أوجه التشابه و االختالف بينها ثم محاولة تحديد العالقة السببية في‬
‫حدوث هذا االختالف‪.‬يعتمد املنهج املقارن املقارنة كأداة للدراسة بدل التجريب‪.‬‬
‫خالل مؤتمر ‪ 1900‬للقانون املقارن بباريس تم االتفاق على تعريف مصطلح املنهج املقارن كأداة علمية‬
‫تستهدف استخراج القوانين التي تحكم العالقات االجتماعية‪ .‬يمكن املنهج املقارن بكونه الطريقة العلمية‬
‫التي تعتمد على املقارنة من شرح و تفسير الظواهر بواسطة تحديد أوجه اإلتالف و االختالف فيما بينها ‪.‬‬
‫يتبع في ذلك أساليب و مراحل و خطوات محددة بهدف التوصل إلى الحقيقة‪.‬‬
‫يعود تاريخ املنهج املقارن إلى العهد اليوناني حيث قارن أرسطو في كتابه "السياسة" حوالي ‪ 158‬دستورا و‬
‫نظاما سياسيا يونانيا قديما‪.‬‬
‫الفرع األول‪ :‬مميزات املنهج املقارن‬
‫‪ -‬يساعد على تحديد أوجه االختالف و التشابه بين الظواهر( املنظمات – القوانين‪ -‬األحزاب ‪-‬الدول‬
‫‪).......‬‬
‫‪ -‬يسهل معرفة محاسن ومساوئ الظواهر‪.‬‬
‫‪ -‬يمكن من وضع الخطط و األساليب املناسبة قصد إصالح النقائص وتحصين املحاسن‪.‬‬
‫‪ -‬يساعد على معرفة أسباب التغيير و التطور‪.‬‬
‫‪ -‬يقوم مقام التجريب املباشر في الدراسات العلمية‪.‬‬

‫الفرع الثاني مراحل املنهج املقارن ‪:‬‬


‫يخضع املنهج خالل عملية املقارنة إلى أربعة حاالت من املقارنة‪:‬‬
‫‪ ‬مقارنة متغير واحد في ظواهر(مجتمعات) مماثلة‪.‬‬
‫دراسة حالة الفقر في املناطق القروية‪.‬‬

‫‪35‬‬
‫‪ ‬مقارنة عدة متغيرات في مجتمعات متماثلة‪.‬‬
‫دراسة الفقر و األمية والعنف األسري باإلحياء الهامشية‪.‬‬
‫‪ ‬مقارنة عدة متغيرات في مجتمع واحد ‪.‬‬
‫الفقر و األمية و تعاطي املحذرات باملغرب‪.‬‬
‫‪ ‬مقارنة عدة متغيرات في عدة مجتمعات مختلفة‪.‬‬
‫البطالة و انخفاض األجور في املجال ألفالحي و املجال الصناعي‪.‬‬

‫الفرع الثالث‪ :‬خطوات املنهج املقارن‪:‬‬


‫‪ ‬تحديد املشكلة موضوع املقارنة‪.‬‬
‫‪ ‬تصميم البحث وتحديد خطواته اإلجرائية‪.‬‬
‫‪ ‬اختيار مجتمع البحث و تعيين عينة البحث‪.‬‬
‫‪ ‬وضع الفرضيات‪.‬‬
‫‪ ‬جمع البيانات و املعطيات‪.‬‬
‫‪ ‬مراجعة املعطيات و البيانات وتصنيفها وتحليلها‪.‬‬
‫‪ ‬استخالص النتائج و تعميمها‪.‬‬
‫املطلب السابع املنهج الجدلي‬
‫الفرع األول‪ :‬تعريف املنهج الجدلي‪:‬‬
‫جاءت كلمة الجدل من اليونانية "ديالجيت" بمعنى الصراع بين األفكار املتناقضة و املتضادة‪.‬‬
‫تمر عملية الجدل عند اليونانيين ( سقراط) بمرحلتين‪:‬‬
‫‪ -‬مرحلة التهكم‪:‬‬
‫خالل هذه املرحلة يتظاهر املتحدث بالجهل و يتصنع التسليم بأفكار محدثيه‪ .‬ينطلق بعد ذلك من أفكارهم‬
‫إلى أفكار ناتجة عنها ليوقعهم في التناقض و يبين جهلهم و ضعفهم‪.‬‬
‫‪ -‬مرحلة التوليد‪:‬‬
‫يقوم خالل هذه املرحلة بترتيب وتنظيم أفكار محدثيه منطقيا و يساعدهم على التوصل الى الحقيقة‪.‬‬
‫يمكن االستنتاج أن الجدل كان عبارة عن فن الكالم و املجادلة أو فن البرهان‪.‬يعتمد على مبدأ كون‬
‫القضايا املتناقضة ال يمكن أن تكون صحيحة‪.‬‬

‫‪36‬‬
‫جاء هيرقليس فاعتبر أن األشياء غير مستقرة و في تغير مستمر" ال نستحم في النهر مرتين"‪.‬كان يعتقد أن‬
‫األشياء ال يمكن أن توجد و ال توجد في نفس الوقت‪.‬‬
‫جاء هيغل و صاغ مبدأ إمكانية التوفيق بين املتناقضات ‪ .‬كان يظن أن التناقض هو أساس الحركة أي أن‬
‫التناقض املوجود في األشياء هو الذي يجعلها نشيطة و متحركة و متحولة‪.‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬قوانين املنهج الجدلي‬
‫‪ -‬قانون وحدة و صراع األضداد‬
‫كل األشياء و الظواهر تحمل بداخلها عناصر و أجزاء متناقضة‪.‬تتحد هذه األضداد و تتعايش و تؤدي إلى‬
‫بقاء و تطور و تحول هذه الظواهر‪.‬‬
‫‪ -‬قانون تحول التطورالكلي التطوركيفي‪.‬‬
‫رغم تصارع و تناقض األضداد يستمر التطور الكمي إلى أن يصل إلى درجته القصوى ( الذروة) ’فتحدث‬
‫عملية الطفرة أي يتحول هذا التطور الكمي للظاهرة إلى تطور كيفي لها ‪ ،‬عندئذ تظهر ظاهرة جديدة ‪.‬‬
‫‪ -‬قانون نفي النفي‬
‫تتكون الظاهرة الجديدة من مزيج من العناصر القديمة و عناصر جديدة تتعايش ثم تتناقض معها ثم تنفيها‬
‫بدورها لتتشكل ظاهرة جديدة‪.‬بذلك تأتي كل ظاهرة لتنفي سابقتها‪.‬‬

‫‪37‬‬
‫املحورالثالث ‪ :‬مصادرووسائل البحث العلمي القانوني‬
‫إن الباحث بعد أن يكون قد وقع اختياره على موضوع البحث وأطر هذا املوضوع بتصميم واضح‪ ،‬فإنه‬
‫ينتقل إلى عملية بالغة األهمية وهي االستعانة بوسائل وأدوات البحث لجمع املعلومات واألفكار املرتبطة‬
‫بموضوع بحثه مراعيا في ذلك قواعد وأحكام املنهج العلمي‪ ،‬إذ ليس املطلوب هو معرفة مصادر املعلومات‬
‫حول موضوع البحث وإنما االطالع على هذه املصادر بهدف فرز املعلومات وتهيئتها لالستعمال‪ ،49‬وتتمثل‬
‫هذه الوسائل واألدوات في املصادر واملراجع املرتبطة بموضوع البحث‪.‬‬
‫املبحث األول‪ :‬أنواع املصادرواملراجع املعتمدة في البحث‬
‫ويسمي أحد الباحثين الجزء املتعلق باملراجع املكتوبة باملكتبة القانونية‪ ،50‬واملكتبة القانونية ال تعني فقط‬
‫الكتب واملراجع واملصادر بل تتسع لتشمل أنواع أخرى وهذه الوسائل تعتمد على الكلمة املكتوبة أو املقروءة‬
‫إضافة إلى وسائل أخرى تعتمد على آراء اآلخرين كما هو الشأن بالنسبة للمقابلة واالستمارة االستبيانية‪.‬‬
‫املطلب األول‪ :‬املصادرأو املراجع العامة‬
‫يعتمد البحث في تحضير بحثه سواء كان بحثا أكاديميا أو مؤلفا عاما أو خاصا أو رسالة أو أطروحة جامعية‬
‫أو مقابلة علمية أو مذكرة قضائية أو غيرها من أنواع البحوث الرجوع إلى مصادر املعارف العامة واملؤلفات‬
‫التي تتناول وتعالج مختلف املوضوعات املتعلقة بفرع معين من فروع القانون مثال كالقانون الدستوري أو‬
‫اإلداري أو املالي‪...‬‬
‫وقد تتعلق هذه املراجع باملعارف غير القانونية والتي لها عالقة بكيفية مباشرة أو غير مباشرة بموضوع‬
‫البحث‪ ،‬واملراجع العامة ال تعالج املوضوعات التي ت حتويها بشكل معمق ولكنها تفيد في إلقاء الضوء على‬
‫املوضوع محل البحث‪ ،‬واملراجع العامة تفيد الباحث والبحث العلمي نظرا للعالقات والروابط القائمة بين‬
‫العلوم القانونية والعلوم األخرى‪ ،‬كعلم االجتماع واالقتصاد والسياسة والدين والتاريخ وعلم النفس وما‬
‫إليها‪.51‬‬
‫املطلب الثاني‪ :‬املراجع الخاصة‬
‫إن املؤلفات الخاصة تفيد في تعميق البحث بشكل فعال وهي تلك املؤلفات التي تعالج موضوعا معينا بقدر‬
‫كبير من التعمق‪.52‬‬

‫‪38‬‬
‫إن املراجع املتخصصة تتضمن عادة معلومات أوسع وأشمل وتفريعات دقيقة تفيد الباحث بشكل كبير في‬
‫إنجاز موضوع بحثه بإغنائه باملعلومات واألفكار التي لها عالقة بالبحث‪.53‬‬
‫فاملراجع الخاصة تمكن الباحث من استخالص العناصر األساسية وإغنائه باملعلومات واألفكار التي لها‬
‫عالقة مباشرة أو غير مباشرة بموضوع البحث‪.‬‬
‫املطلب الثالث‪ :‬األبحاث الجامعية‬
‫تكتس ي األبحاث الجامعية والرسائل العلمية األكاديمية املتخصصة أهمية بالغة في عملية البحث العلمي‬
‫ويتم إنجازها وتحضيرها أساسا لنيل درجات وألقاب علمية على مستويات مختلفة من الدراسات الجامعية‪.‬‬
‫إن البحث الجامعي بمختلف مستوياته ودرجاته ابتداء بالتقرير ومرورا بالرسالة وانتهاء باألطروحة يخضع‬
‫لشروط وإجراءات قانونية قبل نيل أي شهادة من الشهادات املوازية لكل بحث‪ ،‬بحيث يمر بعدة مراحل منها‬
‫التأطير واإلشراف من قبل األستاذ املشرف املختص ثم املناقشة العلنية أو العامة أمام لجنة من األساتذة‬
‫األكفاء املتخصصون في نفس املجال‪.‬‬
‫فاألطروحة مثال‪ ،‬من الناحية العلمية يجب أن تكون بحثا جيدا تتوفر فيه املوضوعية والترتيب املنطقي‬
‫والتناسب والوحدة واألمانة العلمية والشكل واألسلوب واللغة والقواعد‪ ،‬ويكون الهدف األساس ي من‬
‫األطروحة هو ابتكار ش يء جديد أو على األقل إعادة صياغة ملوضوع سابق اعتمادا على أفكار جديدة في‬
‫البحث‪.‬‬
‫ومن األبحاث الجامعية املهمة نجد رسائل دبلوم الدراسات العليا في إطار النظام الجامعي القديم (بحث‬
‫لنيل شهادة املاستر في إطار النظام الجامعي الجديد) والتي تأتي في املرتبة الثانية بعد الدكتوراه‪ ،‬حيث كان‬
‫الطالب الباحث ينجز بحثه تحت إشراف األستاذ املتخصص في نفس املجال وعند االنتهاء من عملية‬
‫البحث‪ ،‬يناقش بحثه هذا بصفة علنية أمام لجنة علمية من األساتذة املتخصصين لنيل الرتبة العلمية‬
‫املوازية لدرجة البحث‪.‬‬
‫املطلب الرابع‪ :‬املقاالت‬
‫تكتسب املقالة الطبيعة العلمية إذا كانت منشورة في إحدى الدوريات أو املجالت العلمية املتخصصة كتلك‬
‫التي تصدرها الجامعات والكليات ومعاهد ومراكز البحث العلمي‪ ،‬والجمعيات املهنية ذات التخصص العلمي‬
‫أو تلك الصادرة عن شخص أو مجموعة من األشخاص من ذوي االختصاص‪.54‬‬

‫‪39‬‬
‫وتتسم املقاالت بطابع تخصص ي وهي تخضع عادة للتحكيم من قبل لجنة علمية متخصصة‪ ،‬ولذلك تكون‬
‫املقالة على مستوى علمي جيد ما دامت تخ ضع للمقاييس واملعايير العلمية املحددة سلفا في الدورية التي‬
‫تتوالى النشر‪.55‬‬
‫والدورية هي كل مطبوع يصدر في حلقات متعاقبة (يوميا‪ ،‬أو أسبوعيا‪ ،‬أو شهريا‪ ،‬أو فصليا‪ ،‬أو سنويا‪ )...‬أو‬
‫غير منتظمة‪.56‬‬
‫والدوريات قد تكون عامة كالجرائد اليومية واملجالت األسبوعية وقد تكون متخصصة والتي يمكن تقسيمها‬
‫بدورها حسب نوع تخصصها كالدوريات التاريخية واللغوية واألدبية والطبية والقانونية‪ ...‬ويمكن تصنيف‬
‫الدوريات التي تهم الباحث القانوني إلى‪:‬‬
‫‪ -‬دوريات قانونية عامة والتي تهتم بجميع فروع الدراسات القانونية‪.‬‬
‫‪ -‬دوريات قانونية خاصة والتي تهتم بفرع من فروع العلوم القانونية كاملجلة املصرية للقانون الدولي‪.57‬‬
‫‪ -‬دوريات شبه قانونية‪ ،‬كاملجالت االقتصادية ومجالت العلوم السياسية‪ ،‬ومجالت العلوم‬
‫االجتماعية‪ ...‬واألسرية‪ ،‬وهذه الدوريات تفيد البحث القانوني باالعتماد على املقاالت املنشورة فيها‬
‫لتكملة بحثه‪.‬‬
‫ويوجد في امل غرب دوريات قانونية تهتم بنشر املقاالت القانونية والسياسية واالقتصادية واالجتماعية وهي‬
‫املجالت التي تصدر عادة عن كليات الحقوق‪ ،‬أو عن مجموعة من األساتذة الباحثين بهذه الكليات أو تصدر‬
‫عن املحاكم املغربية أو املحامون‪ ،‬أو املؤسسات أو الجمعيات أو الهيئات‪.‬‬
‫ومن بين املجالت والدوريات في املجال القانوني نذكر‪:‬‬
‫‪ -‬مجلة القانون واالقتصاد‪ ،‬تصدر عن كلية الحقوق بفاس؛‬
‫‪ -‬مجلة املعيار‪ ،‬تصدرها جمعية هيأة املحامين بفاس؛‬
‫‪ -‬مجلة القانون املغربي يصدرها مجموعة من األساتذة الباحثين بكلية الحقوق بالرباط‪.‬‬
‫وللدوريات القانونية وظيفة أسا سية في متابعة الجديد في مجال تخصصها ألن الحياة القانونية متجددة‬
‫ومتطورة‪ ،58‬والواقع يقول أحد الباحثين‪" :‬أن املقاالت العلمية املتخصصة لها ثالثة فوائد هامة‪" :‬فهي من‬
‫ناحية تسمح للباحث بالتعرف على آخر ما وصلت إليه البحوث في أي مجال من املجاالت القانونية"‪ ،‬وهي‬
‫من ناحية أخرى تتيح له التعرف على البحوث السابقة بحيث ترشد الباحث إلى ما سبق نشره من دراسات‬

‫‪40‬‬
‫وأبحاث في مجال بحثه‪ ،‬وهي من ناحية ثالثة تتضمن أحيانا جزءا خاصا للتعريف بالكتب الجديدة أو‬
‫تتضمن تقارير نقدية حولها"‪.59‬‬
‫كما أن الدوريات القانونية تخصص حيزا هاما لنشر األحكام القضائية الهامة والتعليق عليها أحيانا‪ ،‬كما‬
‫تتضمن بعض املجالت القانونية نشر القوانين الجديدة واملعاهدات الدولية‪ ،‬وتقديم الرسائل‬
‫واألطروحات‪ ،‬وتقديم الكتب الجديدة وإعداد التقارير حول قضايا معينة‪ ،‬ونشر األنشطة الثقافية‬
‫والعلمية ملؤسسة جامعية‪ ،‬وأنشطة مهنية‪...‬الخ‪.‬‬
‫وتجدر اإلشارة إلى وجود بعض املجالت والدوريات األخرى والتي تقوم بنشر مقاالت تعتبر من قبيل املقاالت‬
‫العلمية وفق التحديد السابق‪ ،‬كتلك التي تنشر أخبار املشاهير من أهل الفن والرياضة‪.‬‬
‫املطلب الخامس‪ :‬املصادرالقانونية‬
‫تعتبر من أهم املصادر التي يستعين بها ا لباحث القانوني في بحثه‪ ،‬فكما يلجأ الباحث إلى جمع املراجع التي‬
‫أشرنا إليها آنفا بمختلف أنواعها يكون ملزما بجمع النصوص القانونية املؤطرة ملوضوع بعثه كيف ما كان‬
‫مصدر القاعدة القانونية تشريعا أو عرفا‪ ،‬ومصطلح التشريعي هنا بمعناه الواسع حيث يشمل النص‬
‫التأسيس ي والتشريع العادي والالئحي‪.‬‬
‫والتشريع بمفهومه الواسع وسواء تعلق األمر بالتشريع الصادر عن البرملان‪ ،60‬أو تعلق األمر باللوائح التي‬
‫تصدر عن السلطة التنفيذية واإلدارية وهي لوائح متنوعة وتكتس ي أهمية متباينة‪ ،‬حيث يوجد في الدرجة‬
‫األولى الظهير الشريف‪ ،‬وفي مستوى أدنى نجد مراسيم الوزير األول وتسمى باملراسيم الحكومية‪ ،‬وفي مستوى‬
‫أدنى درجة نجد القرارات واملناشير الوزارية وهي لوائح تنظيمية صادرة عن أعضاء الحكومة‪.61‬‬
‫ويتعين على الباحث القانوني أن يبحث عن النصوص القانونية في مصادرها الرسمية ذات الحجية املطلقة‬
‫من حيث الجهة التي تصدر عنها‪ ،‬وهي الجهة املخولة قانونا ورسميا بنشر التشريعات وهي الجريدة الرسمية‪،‬‬
‫والتي تم إنشاؤها في بداية الحماية الفرنسية‪ ،‬إذ أنشئت بقرار صادر في ‪ 2‬شتنبر ‪ ،1912‬وأصبحت ابتداء‬
‫من ‪ 29‬نونبر ‪ 1957‬تسمى بالجريدة الرسمية للمملكة املغربية‪ ،‬وبعد صدور مرسوم ‪ 16‬أكتوبر ‪1980‬‬
‫أصبحت الجريدة الرسمية تشمل على ثالث نشرات‪:‬‬
‫‪ ‬نشرة تتضمن املناقشات البرملانية‪.‬‬
‫‪ ‬نشرة خاصة باإلعالنات القانونية والقضائية واإلدارية‪.‬‬

‫‪41‬‬
‫‪ ‬باإلضافة إ لى نشرة تتضمن الترجمة الرسمية للقوانين واللوائح وكذلك الصيغة األجنبية‬
‫للمعاهدات الدولية‪.‬‬

‫وهناك دوريات غير رسمية تقوم بنشر القوانين‪ ،‬كما يعمد بعض املهتمين بالدراسات القانونية إلى إصدار‬
‫التشريعات الجديدة وكذا بعض الصحف الوطنية أو املحلية أو بعض الجهات األخرى إلى إصدار هذه‬
‫التشريعات‪ ،‬منها منشورات املجلة املغربية لإلدارة املحلية والتنمية "سلسلة نصوص ووثائق"‪.‬‬
‫إال أنه يتعين على الباحث الرجوع إلى الجريدة الرسمية‪ ،‬باعتبارها املصدر األصلي والرسمي للقوانين‪ ،‬خاصة‬
‫وأن التشريعات تتعرض بشكل دائم للتغيير عن طريق التعديل أو اإللغاء الكلي أو الجزئي‪.‬‬
‫املطلب السادس‪ :‬الفقه والقضاء‬
‫الفرع األول‪ :‬الفقه‬
‫يعتبر الفقه من املصادر املهمة التي يعتمد عليها الباحث كيفما كانت طبيعة البحث‪ ،‬ويتجسد هذا املصدر‬
‫في مختلف اآلراء والتوجهات والنظريات التي يعبر عنها الفقه بمختلف مشاربه‪ ،‬غير أن الفقيه أيا كانت‬
‫مكانته ال يعتبر مشرعا‪ ،‬بل أن مهمته تقتصر على شرح وتفسير النصوص القانونية‪ ،‬والتعليق على األحكام‬
‫القضائية‪ ،‬ومع ذلك فإن دور الفقه في مجال القانون خطير ومهم‪ ،‬بحيث يمكن للفقهاء أن يردوا على‬
‫التشريعات الجزئية التي يبينها املشرع واألحكام الفردية التي يصدرها القضاء إلى أصول عامة‪ ،‬وبصفة عامة‬
‫فإن الفقه يساهم بشكل عملي وفعال في تقديم نوع من التوجيه واإلرشاد لكل من املشرع والقضاء‪.62‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬القضاء‬
‫يالحظ على الباحث القانوني اعتماده على األحكام القضائية واالستئناس بها في إطار بحثه فمن خالل طرحه‬
‫إلشكاليات موضوعه سواء القانونية أو الفقهية يعزز أفكاره برأي القضاء سواء باملساندة أو االعتراض أو‬
‫االنتقاد أو التعليق مهما تعددت درجات الحكم‪.‬‬
‫فاألحكام القضائية تضفي على األبحاث القانونية طابع الواقعية‪ ،‬وينتقل الباحث من عرض األفكار النظرية‬
‫إلى تطبيق النصوص القانونية من طرف املحاكم‪ ،‬ألن املهم هو معرفة كيفية تطبيق القانون وهو األمر الذي‬
‫تبينه أسباب الحكم وليس منطوقه‪.‬‬
‫واألحكام القضائية على نوعين إما أن تكون منشورة أو غير منشورة‪ ،‬فاألحكام املنشورة غالبا ما يستفيد منها‬
‫الباحث القانوني بالرجوع إلى إحدى الدوريات التي قامت بنشر الحكم ويالحظ أن جل املجالت القانونية‬
‫املغربية تخصص حيزا مهما من صفحاتها لنشر األحكام القضائية التي تصدرها مختلف املحاكم املغربية‪.‬‬

‫‪42‬‬
‫أما األحكام القضائية غير املنشورة فتكتس ي أهمية بالغة بالنسبة للبحث العلمي نظرا لصعوبة االهتداء‬
‫إليها‪ ،‬ألن الباحث يتعين عليه أن يتوجه إلى مقرات املحاكم للحصول على نسخة من الحكم‪.‬‬
‫ويعتبر الحكم القضائي تطبيق واقعي للقاعدة القانونية‪ ،‬وتكمن أهمية األحكام القضائية في كونها تطبيق‬
‫رسمي للقانون على املنازعات املطروحة أمام املحاكم‪ .63‬ذلك أن النصوص القانونية إذا لم يتم تفعيلها فإنها‬
‫تظل جامدة‪ ،64‬والقضاء ال يكتفي في غالب األحيان بتطبيق القاعدة القانونية تطبيقا آليا أو حرفيا‪ ،‬وإنما‬
‫يستخلص القاعدة أو القواعد التي تؤطر املوضوع والتي هي عبارة عن الفهم القضائي أو التسيير القضائي‬
‫للقاعدة القانونية التي وضعها املشرع‪.65‬‬
‫والباحث كما أشرنا إلى ذلك قد يعمد إلى االستشهاد باالجتهادات القضائية تأكيدا أو نفيا للمسألة موضوع‬
‫البحث‪ ،‬وقد يعمد إلى التعليق على الحكم القضائي‪.‬‬
‫املطلب السابع‪ :‬املعاجم واملوسوعات‬
‫يحتاج كل باحث قانوني إلى االستعانة واالعتماد على موسوعات ومعاجم قانونية لتحضير وإنجاز بحثه –‬
‫طبعا – إلى جانب املراجع واملصادر التي ذكرناها سابقا‪.‬‬
‫املوسوعات‪ :‬وهي دوائر املعارف الشاملة‪ ،‬ويندرج ضمنها تنوع كبير في املراجع واملعلومات والوثائق‬ ‫‪)1‬‬
‫واألحكام والنصوص‪ ،‬ويمكن تقسيم املوسوعات إلى ثالثة أنواع‪:‬‬
‫املوسوعات العامة‪ :‬وهي دوائر املعارف الشاملة التي ال تتخصص في علم أو موضوع محدد‪ ،‬فهذه تختلف‬
‫في أهميتها وحجمها‪ ،‬وتبدأ باملوسوعات الصغيرة الحجم ذات املجلدات القليلة لتنتهي باملجلدات الضخمة‬
‫الكبيرة‪.66‬‬
‫وتشتمل هذه املوسوعات على مقاالت موجزة تعطي معلومات جد مركزة عن املوضوع وتكون هذه املقاالت‬
‫منجزة من طرف متخصصين في موضوع البحث‪ ،‬كما يورد أغلبها قائمة باملراجع املتعلقة باملوضوع‪ ،‬وتختلف‬
‫في حجمها منها‪:‬‬
‫موسوعة العالم بين يديك‪ ،‬وتشمل عشرة أجزاء حول‪ :‬اكتشاف األرض والكون واالكتشافات‬ ‫‪‬‬
‫العلمية والتاريخ والتقدم العلمي واالختراعات واملهن واألرض والطبيعة والحياة والسياحة‪.‬‬

‫‪43‬‬
‫موسوعة املعارف الحديثة عن منشورات عكاظ وهي الترجمة العربية ملوسوعة‪Encyclopédie " :‬‬ ‫‪‬‬
‫‪ ."des connaissances actuelles‬والتي سبق نشرها باللغة الفرنسية من طرف منشورات فيليب أوزو وتم‬
‫طبعها باملغرب في أكتوبر ‪ 1999‬وأشرف على إخراج الطبعة العربية د‪ .‬وساط عبد القادر‪.‬‬
‫املوسوعات املتخصصة‪ :‬وهي دوائر املعارف الخاصة بعلم أو موضوع معين‪ ،‬وتختلف هذه املوسوعات في‬
‫درجة تخصصها وفي عدد أجزائها إذ قد تكون مكونة من مجلد واحد أو اثنين أو أكثر‪.67...‬‬
‫املوسوعات القانونية‪ :‬هي صنف من املوسوعات املتخصصة في القانون وهي مجلدات مرتبة هجائيا تقدم‬
‫معلومات غالبا ما تكون وجيزة ولكنها وافية حول املادة موضوع البحث‪ ،‬واملوسوعات القانونية قد تكون‬
‫صغيرة الحجم وقد تكون كبيرة الحجم‪ ،‬ومن أهم هذه املوسوعات نجد املوسوعة الفرنسية املعروفة‬
‫بأنسوكلوبيديا دالوز "‪ "Encyclopédie DALLOZ‬وهي أقرب ما تكون إلى مجموعة من املوسوعات‬
‫املتخصصة‪ ،‬حيث توجد مجلدات منفصلة للقانون املدني والتجاري والعقاري واإلداري والدولي والجنائي‬
‫والتأمين‪...‬الخ‪ ،‬وتقدم هذه املوسوعات دراسات قانونية غاية في الجودة العلمية‪.‬‬
‫وفي املغرب نجد املوسوعة املغربية في التشريع والقضاء الصادرة عن الدار العربية للموسوعات لألستاذ‬
‫حسن الفكاهي‪ ،‬وموسوعة القوانين املغربية لألستاذ عبود رشيد عبود‪...‬الخ‪.‬‬
‫املعاجم‪:‬‬ ‫‪)2‬‬
‫يستعين الباحث القانوني في بحثه باملعاجم‪ ،‬إما للوقوف على املعنى اللغوي أو االصطالحي ملختلف الكلمات‬
‫واملصطلحات القانونية املكونة ملوضوع البحث أو الترجمة من لغة إلى أخرى‪ ،‬وهي تنقسم بدورها إلى نوعين‪،‬‬
‫املعاجم ذات اللغة الواحدة‪ ،‬واملعاجم ذات اللغتين‪.‬‬
‫‪ -‬املعاجم ذات اللغة الواحدة‪ :‬وهي أساسية في عملية البحث العلمي من أجل معرفة املعنى الصحيح‬
‫للكلمات واستعماالتها ودالالتها اللغوية واالصطالحية‪ ،‬ويجب أن يكون الباحث ملما بطريقة‬
‫استعمال هذه املعاجم‪.‬‬
‫‪ -‬املعاجم ذات اللغتين‪ :‬وهي املعاجم التي تقوم بالترجمة من لغة ألخرى وتأتي بمرادف الكلمة‪ ،‬وقد‬
‫يجمع معجم واحد ترجمة الكلمات وعكسها‪ ،‬مثل ذلك‪ :‬قاموس عربي فرنس ي‪ ،‬فرنس ي عربي‪.‬‬
‫وباإلضافة إلى املعاجم املتخصصة في الترجمة اللغوية العامة‪ ،‬قد يعتمد الباحث على أنواع أخرى من‬
‫املعاجم والقواميس وهي املعاجم املتخصصة في ميدان معين من ميادين العلوم الطبية أو االجتماعية أو‬
‫االقتصادية أو السياسية أو الفنية أو اإلعالمية أو الزراعية أو القانونية منها‪:‬‬

‫‪44‬‬
‫‪ ‬معجم مجموعة املصطلحات القانونية‪ ،‬فرنس ي عربي من تأليف د‪.‬عبد القادر مرزوق‬
‫عن دار الفكر العربي‪.‬‬
‫‪ ‬قاموس املصطلحات الحقوقية والتجارية فرنس ي – عربي‪ ،‬من تأليف األستاذ ممدوح‬
‫حقي عن مكتبة لبنان‪.‬‬
‫‪ ‬املنجد في لغة اإلعالم‪ ،‬عن دار املشرق بيروت‪ ،‬الطبعة السابقة والثالثون ‪.1988‬‬
‫‪ ‬املورد‪ ،‬قاموس إنجليزي عربي‪ ،‬عربي إنجليزي‪ ،‬عن دار العلم للماليين‪ ،‬بيروت‪ ،‬الطبعة‬
‫‪ 34‬سنة ‪.2000‬‬
‫‪ ‬املنهل‪ ،‬قاموس فرنس ي عربي من تأليف‪ ،‬د‪.‬جبور عبد النور ود‪.‬سهيل إدريس‪ ،‬عن دار‬
‫املاليين‪.‬‬
‫‪ ‬معجم اإلدارة العامة واملرافق املختصة‪ ،‬فرنس ي – عربي‪ ،‬من تأليف عبد العزيز بنعبد‬
‫هللا‪ ،‬سلسلة معاجم املنظمة العرب ية للتربية والعلوم الثقافية‪ ،‬املكتب الدائم لتنسيق‬
‫التعريب بالرباط ‪.1978‬‬
‫‪ ‬معجم املصطلحات االقتصادية والتجارية‪ ،‬فرنس ي – إنجليزي‪ ،‬عربي‪ ،‬من تأليف‬
‫مصطفى همن‪ ،‬بيروت‪ ،‬مكتبة لبنان ‪.1982‬‬

‫‪45‬‬
‫املطلب الثامن‪ :‬االنترنت‬
‫يمكن إستغالل شبكة اإلنترنت في البحث العلمي وإعداد الرسـائل الجامعيـة وذلك ألنها عبارة عن وعاء ضخم‬
‫من أوعية املعلومات التي تتضمن جميـع فـروع املعرفة اإلنسانية واالجتماعية‪ ،‬وبطبيعة البحث العلمي فهو‬
‫ً‬
‫يعتمد أساسا علـى جمـع البيانات أو املعلومات من مصادر مختلفة حتى يستطيع أن يحقق صحة الفروض‬
‫التي قام الباحث بتحديدها في بداية بحثه وجمع كل البيانات التي تثبت صحتها أو تعارضها مع الفروض‬
‫األخرى‪ ،‬بحيث يستطيع الباحث التوصل في النهاية إلى نتيجة علميـة سليمة تتضمن نظرية أو قانون يمكن‬
‫تعميمه في جميع حـاالت حـدوث مثـل تلـك الظاهرة‪ ،‬فالعمل العلمي يسعى إلى التعميم ‪ .‬ومن هنا يمكن القول‬
‫أن اإلنترنت أصبحت هي األداة البحثية الهامة التي يمكن أن يعتمد عليها الباحث في إنجازه لبحثه وذلك‬
‫لتوافر أهم الدراسات السابقة في مجال بحثه واألدوات البحثية الهامة على تلك الشبكة‪ ،‬مما يكون من‬
‫قبيل القصور أال يتمكن الباحث من معرفة كيفية التعامل مع هذا املصدر الهام للمعرفـة العلميـة وألسـاليب‬
‫معالجة البيانات وكذلك مما يتوافر على الشبكة من مكتبات إحصائية‪ ،‬وكتب الكترونية وكذلك برامج‬
‫تسهل تحليل البيانات وكذلك املساعدة على التوصل للتفسير السليم لها ‪.‬كما يوجد العديد من أدوات‬
‫البحث واملراجع على اإلنترنت‪.‬‬
‫املبحث الثاني‪ :‬وسائل البحث العلمي‬
‫وسيتم تناول‪ ،‬الوسائل النظرية والوسائل الميدانية لجمع المعلومات والبيانات‪ ،‬كمايلي‪:‬‬
‫املطلب األول‪ :‬الوسائل النظرية‪:‬‬
‫الفرع األول القراءة‪:‬‬
‫القراءة تسمح للباحث من استيعاب املوضوع ومكنه من السيطرة على كل تجلياته وتداعياته وتحديد‬
‫مدلوالت ومعاني مصطلحاته‪ ،‬وتمكنه من النهاية من تحديد االشكالية املحورية واملركزية ملوضوع بحثه‬
‫وتحديد الحيز املعرفي الذي يبحث فيه بدقة‪. 68‬‬
‫مرحلة القراءة والتفكير‪ ،‬هي عملية اإلطالع على كافة الحقائق واملعلومات‪ ،‬التي تتعلق باملوضوع محل‬
‫الدراسة ‪ ،‬وتأملها وتحليلها‪ ،‬حتى يتولد في ذهن الباحث‪ ،‬نظام التحليل للموضوع‪ ،‬مما تجعله قادرا على‬
‫استنتاج األفكار والفرضيات والنظريات منها‪.‬‬
‫و تستهدف عملية القراءة الواسعة والشاملة واملتعمقة والواعية لكل الوثائق العلمية املتعلقة باملوضوع‪،‬‬
‫وإستعاب وفهم كافة املعلومات والحقائق واألفكار املوجودة في الوثائق العلمية املتصلة باملوضوع‪،‬‬
‫وتستهدف هذه العملية‪ ،‬تحقيق األهداف التالية‪:‬‬

‫العربي بلقاسم فرحاتي‪ ،‬البحث الجامعي بين التحرير والتصميم والتقنيات‪ ،‬دار أسامة للنشر والتوزيع‪ ،‬األردن‪ ،‬عمان ‪ ،2012‬ص ‪194‬‬ ‫‪68‬‬

‫‪46‬‬
‫‪ ‬التعمق في التخصص واستيعاب املوضوع والتحكم في كل جوانبه اإلعالمية والعلمية والفكرية‬
‫‪ ‬اكتساب الباحث‪ ،‬ذخيرة علمية‪ ،‬و ثروة لغوية فنية‪ ،‬متخصصة‪.‬‬
‫‪ ‬اكتساب الباحث‪ ،‬أسلوبا علميا‪ ،‬يساعده في إعداد بحثه‪ ،‬إعدادا ممتازا‪.‬‬
‫‪ ‬اكتساب الباحث‪ ،‬القدرة املنطقية‪ ،‬والعلمية واملنهجية في إعداد خطة البحث‪.‬‬
‫‪ ‬املساهمة في بناء شخصية الباحث‪ ،‬وتزكي مبدأ الشجاعة األدبية لديه‪.‬‬
‫والقراءة املطلوبة‪ ،‬هي تلك القراءة املنهجية الرامية إلى تدوين محكم ومنظم للمعلومات‪ ،‬وللوصول إلى هذه‬
‫الغاية‪ ،‬ال بد من إتباع الباحث‪ ،‬لقواعد وشروط القراءة العلمية‪ ،‬ومن أهم هذه القواعد والشروط‪:‬‬
‫‪ ‬أن تكون القراءة واسعة‪ ،‬تشمل غالبية الوثائق واملصادر واملراجع املرتبطة بموضوع البحث‪.‬‬
‫‪ ‬يجب أن تكون القراءة ذكية ومتأملة‪ ،‬وممحصة‪ ،‬منظمة للمادة العلمية‪ ،‬التي تحويها املراجع‬
‫واملصادر التي استجمعها الباحث‪.‬‬
‫‪ ‬يجب اختيار األوقات املناسبة للقراءة والفهم‪ ،‬حيث يكون االستقرار النفس ي‪ ،‬والهدوء العصبي‪.‬‬
‫‪ ‬يتعين أن تفصل ما بين القراءات املختلفة‪ ،‬فترات للتأمل والتفكير‪ ،‬وذلك لتمحيص وغربلة وتحليل‬
‫ما يقرأه الباحث‪ ،‬من معلومات وأفكار‪.‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬االقتباس واالستشهاد‪:‬‬
‫يعتبر االقتباس من وسائل جمع املادة العلمية املكملة للقراءة‪ ،‬وهو يعني استشهاد الباحث في نقطة معينة‬
‫من موضوع‪ ،‬بآراء اآلخرين وأفكارهم التي لها عالقة بموضوعه‪ ،‬إما لتدعيم وجهة نظر‪ ،‬أو لتأكيد فكرة‬
‫معينة‪ ،‬أو ملقارنة‪ ،‬أو ملعارضة رأي‪.‬‬
‫ولالقتباس أنواع فهناك‪:‬‬
‫‪1‬ـ االقتباس الحرفي املباشر‪:‬‬
‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً ً‬ ‫ويعني النقل الحرفي لبعض العبارات من مصدر معين ً‬
‫سواء أكان مؤلفا عاما أو بحثا خاصا‪ .‬ويخضع هذا‬
‫النوع من االقتباس لقواعد صارمة‪ ،‬إذ يجب على الباحث أال يكثر منه‪ ،‬كما يجب عليه أن يشير إلى املرجع‬
‫األصلي الذي تم االقتباس منه‪.‬‬
‫‪2‬ـ االقتباس التلخيص ي غيراملباشر‪:‬‬
‫وفيه يبتعد الباحث عن النقل الحرفي ويلخص مضمون الفكرة أو الرأي الذي يريد االستشهاد به‪ ،‬ويصوغه‬
‫بأسلوبه الخاص‪ ،‬مع املحافظة على جوهر الفكرة ومعناها‪ ،‬بحيث يسرد أدلتها ويوضحها‪ ،‬وال يعمد إلى‬
‫تشويهها‪.‬‬

‫‪47‬‬
‫املطلب الثاني‪ :‬الوسائل امليدانية‬
‫تتمحور هذه املصادر امليدانية حول وسيلتين أساسيتين هما‪ ،‬املقابلة واالستمارة االستبيانية‬
‫تستوجب بعض األبحاث لجوء الباحث إلى بعض الوسائل امليدانية‪ ،‬ويسميها البعض بالتقنيات الحية‪،‬‬
‫للحصول على املعلومات الضرورية إلنجاز بحثه‪ ،‬وهذه األدوات أو األساليب متعددة ومتنوعة نذكر منها‪:‬‬
‫املقابلة‪ ،‬واملالحظة‪ ،‬واالستمارة‪ ،‬ويمكن اعتبار هذه األدوات مكملة ومساعدة بالنسبة للمصادر التي‬
‫استعرضناها سابقا‪.‬‬
‫الفرع األول‪ :‬املقابلة‬
‫الفقرة األولى‪ :‬تعريف املقابلة‬
‫املقابلة من أهم الوسائل البحثية لجمع املعلومات والبيانات في امليدان االجتماعي‪.69‬‬
‫"واملقابلة هي عملية اجتماعية صرفة تحدث بين شخصين‪ :‬الباحث أو املقابل الذي يتسلم املعلومات‬
‫ويجمعها ويصنفها‪ ،‬واملبحوث أو املستجوب الذي يعطي املعلومات إلى الباحث بعد إجابته على األسئلة‬
‫املوجهة إليه من قبل القابل"‪.70‬‬
‫وتستعمل املقابلة في األبحاث امليدانية والتي ترمي إلى جمع البيانات األصلية‪ ...‬هذه البيانات ال يمكن‬
‫الحصول عليها بواسطة الدراسة النظرية أو املكتبية‪ ،‬ومن ثم تعتبر املقابلة في الدراسات امليدانية حجر‬
‫الزاوية في الوصول إلى الحقائق التي ال يمكن للباحث معرفتها دون النزول إلى واقع املبحوث "املستجوب"‬
‫واالطالع على ظروفه املختلفة والعوامل املؤثرة فيه‪.71...‬‬
‫وأسلوب املقابلة مهم في جمع املعلومات إذا أحسن القابل (الباحث) التصرف مع املبحوثين "املستجوبين"‪،‬‬
‫حيث يميل كثير من الناس إلى تقديم املعلومات بطريقة شفوية أكثر من تقديمها بطريقة كتابية‪،72...‬‬
‫فالناس عادة يميلون إلى الحديث أكثر من الكتابة‪ ،‬إذ أن بعض املستجوبين يجدون في املقابلة ذاتهم أو‬
‫تأكيدا ألهميتهم وشخصيتهم‪ ،‬كما أن املقابلة الشفوية تعطي املستجوب فرصة تجنب اإلجابة عن بعض‬
‫األسئلة املطروحة ذات الحساسية الخاصة أو املحرجة‪.73‬‬

‫‪48‬‬
‫الفقرة الثانية‪ :‬أهداف املقابلة‬
‫يجب أن يكون للمقابلة أهداف محددة وأال تكون مجرد لقاء إلبداء مالحظات غير منظمة وغير مرتبطة ال‬
‫بداية لها وال نهاية لها‪ ،74‬ومن أهم هذه األهداف نذكر‪:‬‬
‫‪ ‬جمع البيانات‪ ،‬قد تهدف املقابلة إلى جمع معلومات وبيانات لم يتمكن الباحث من الحصول عليها‬
‫عن طريق املراجع‪ ،‬ألنه قد يصعب البحث فيها نظرا لخصوصية وحساسية املوضوع‪.‬‬
‫‪ ‬تعميق املعرفة في قضايا فكرية أو اقتصادية أو اجتماعية‪ ،‬للبحث عن سبل العالج أو الوقاية أو‬
‫طرح البدائل والتأثير على املشرع من خالل الدراسة التي أجريت على املستجوبين بتبني األفكار أو‬
‫االقتراحات املتوصل إليها من خالل املقابلة‪.‬‬
‫‪ ‬التثبت من صحة البيانات‪ ،‬فقد يكون الهدف من املقابلة هو التثبت من صحة املعلومات والبيانات‬
‫التي توصل إليها الباحث من مراجع ومصادر أخرى‪.75‬‬
‫الفقرة الثالثة‪ :‬خطوات إجراء املقابلة‬
‫لبلوغ األهداف السابقة الذكر من املقابلة والحصول على نتائج جيدة يتعين على الباحث سلوك خطوات‬
‫أساسية أثناء إجراء املقابلة منها‪:‬‬
‫‪ ‬تحديد أفراد املقابلة‪ :‬أي تحديد األشخاص الذين ستجري معهم املقابلة‪ ،‬وبما أن الباحث يهدف‬
‫الحصول على حقائق ومعلومات حقيقية فإنه ينبغي عليه اختيار األفراد الذين يقابلهم بحرص‬
‫شديد‪.76‬‬
‫‪ ‬التحضيرواالستعداد للمقابلة‪ :‬يتعين على الباحث االستعداد للمقابلة وتحديد الهدف منها بشكل‬
‫مسبق مع تحديد إطار عام لألسئلة التي سيوجهها‪ ،‬والتفكير في العبارات األكثر قبوال لدى‬
‫املستجوب والتي تكون على شكل أسئلة للجواب عليها‪.77‬‬
‫ويتعين على الباحث أو املقابل الذهاب إلى مكان املستجوب كالذهاب إلى مسكنه أو عمله أو مكان دراسته‬
‫أو استجمامه لغرض مقابلته ومشاهدة ومعايشة ظروفه املوضوعية والشخصية‪.78‬‬

‫‪49‬‬
‫وكما يجب تحديد موعد املقابلة قبل القيام بها ويراعي عند اختيار املوعد ما إذا كان مناسبا للمستجوب‬
‫وأن ال يفرض عليه فرضا‪.79‬‬
‫وإذا رأى الباحث بأن الظروف املحيطة با ملقابلة تؤثر سلبا على سيرها الطبيعي فعلى الباحث أن يقترح على‬
‫املستجوب االنتقال إلى مكان أنسب وأفضل لتحقيق الهدف املنشود من املقابلة‪ ،‬كما يتعين على الباحث‬
‫اختيار الوقت املناسب للمستجوب إلجراء املقابلة‪.‬‬
‫‪ ‬ضبط العالقة بين الباحث واملستجوب‪ :‬للحصول على مقابلة إيجابية ومثمرة يستلزم ذلك بناء‬
‫عالقة تعاونية وتفاعل إيجابي بين طرفي املقابلة أي بين الباحث واملستجوب‪ ،‬فيجب على الباحث‬
‫احترام املستجوب من خالل اإلصغاء إليه وإلى شروحاته وتعاليقه‪ ،‬وأن يجعله مطمئنا على‬
‫املعلومات واألسرار التي أطلعه عليها‪ ،‬كما يجب على الباحث عدم إلزامه باإلجابة على بعض األسئلة‬
‫التي ال يريد الخوض فيها ألسباب شخصية أو موضوعية‪.80‬‬
‫كما يجب على الباحث أن يحسن اختيار لباسه وأسلوب تصرفه مع املستجوب بما يتوافق مع نفسية وميول‬
‫املستجوب وأن ال يتكلف الباحث في حديثه‪ ،‬وأن يستخدم أسلوبا عاديا‪ ،‬ولكن بلغة سليمة وصحيحة‬
‫يفهمها املستجوب واالبتعاد عن األلغاز واملجاز والتكلف والتصنع‪.‬‬
‫وحتى تكون جلسة الطرفين ودية تسودها الثقة املتبادلة يتعين على الباحث أن يشعر املستوجب بحرية‬
‫اإلجابة عن األسئلة املطروحة أو عدم اإلجابة عنها‪ ،81‬كما يجب على الباحث عدم الدخول مع املستجوب في‬
‫مناقشات حادة وخالفات حول موضوع االستجواب وأن ال يشكك في معلوماته بحضوره وأن يبتعد عن‬
‫توجيه النصح واإلرشاد إلى املستجوب‪.82...‬‬
‫وباملقابل يجب على املستجوب إظهار حسن النية في التعامل والتعاون مع الباحث واالهتمام بموضوع‬
‫البحث من خالل اإلجابة على األسئلة بصدق ونزاهة ووضوح وتجنب التهرب من اإلجابة على األسئلة حتى ال‬
‫يفشل الباحث في مقابلته‪.83‬‬
‫الفقرة الرابعة‪ :‬أنواع املقابلة‬
‫يمكن التمييز في إطار أنواع املقابلة بصفة عامة بين املقابلة الفردية واملقابلة الجماعية وبين املقابلة‬
‫الرسمية واملقابلة غير الرسمية‪.‬‬

‫‪50‬‬
‫‪ ‬املقابلة الفردية واملقابلة الجماعية‪:‬‬
‫‪ ‬املقابلة الفردية‪ :‬هي التي تجري بين الباحث وشخص واحد وهو املستجوب املعني باألمر‪ ،‬حيث‬
‫يسمح للمستجوب بالحرية في إبداء الرأي والتعبير بصدق عما يريد أن يقول دون أن يشعر بالحرج‬
‫لوجود أشخاص آخرين‪.‬‬
‫‪ ‬أما املقابلة الجماعية‪ :‬فهي التي تحدث بين الباحث وبين مجموعة من األفراد في وقت ومكان‬
‫واحد‪ ،84‬ومن مميزات هذا النوع من املقابلة أنها تغني الحوار وتساعد املستجوبين على التذكر‬
‫وتوضيح كل مسألة من مسائل موضوع البحث‪ ،‬ولكن من عيوب املقابلة الجماعية أن األفراد قد‬
‫يمتنعون عن البوح ببعض األسرار أمام حضور اآلخرين‪.85‬‬
‫‪ ‬املقابلة الرسمية واملقابلة غيرالرسمية‪:‬‬
‫‪ ‬املقابلة الرسمية أو املقننة‪ :‬وهي التي تعد فيها مسبقا املوضوعات واألسئلة التي ستناقش ونفس‬
‫األسئلة توجه بنفس الطريقة ولنفس املستجوبين‪ ،‬ويتعين على الباحث في املقابالت الرسمية طرح‬
‫األسئلة بكيفية واحدة وأسلوب منسق ألن هذا يمكن الباحث من الحصول على املعلومات الجيدة‬
‫التي تخدم بحثه وتزيد من درجته العلمية‪.‬‬
‫‪ ‬املقابلة غير الرسمية أو غير املقننة‪ :‬وهي املقابلة التي تكون مفتوحة ويتجنب في إطارها الباحث طرح‬
‫أسئلة محددة ومسبقة‪ ،‬بل يدور فيها نقاش وحديث ودي بين الطرفين ويتولى الباحث طرح أسئلة‬
‫على املستجوب بل قد يعمد إلى تعديلها بما يتناسب مع املوقف ومع الشخص املستجوب‪ ،‬ويتم‬
‫اعتماد هذا النوع من املقابلة حين يعجز أو يفشل الباحث عن الحصول عن املعلومات الصحيحة‬
‫والدقيقة والواضحة املرتبطة بموضوع البحث في إطار املقابلة الرسمية واملقننة‪.‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬االستمارة االستبيانية‬
‫يعتبر االستبيان أداة من أدوات جمع املعلومات والبيانات من املستجوبين املعنيين بالظاهرة أو املشكلة محل‬
‫البحث‪ ،‬وتعد االستمارة رابطة عالقة بين الباحث واملستجوب‪ 86‬وهذه الوسيلة لها ارتباط مباشر بامليدان‬
‫أي بالحقائق الواقعية‪ ،‬هذه االستمارة تتضمن مجموعة من األسئلة "بعضها مفتوحة وبعضها مغلقة‬
‫وبعضها يتعلق بالحقائق وبعضها اآلخر يتعلق باآلراء واملواقف‪ ،‬وبعضها عام وبعضها متخصص"‪.87‬‬

‫‪51‬‬
‫الفقرة األولى‪ :‬تعريف االستبيان‬
‫تعددت التعريفات التي أعطيت لالستبيان‪ ،‬منها التي تقول على أنها "مجموعة من األسئلة املرتبة حول‬
‫موضوع معين يتم وضعها في استمارة ترسل لألشخاص املعنيين بالبريد أو يجري تسليمها باليد تمهيدا‬
‫للحصول على أجوبة األسئلة الواردة فيها"‪ .88‬وعرفها البعض اآلخر على أنها "أداة لجمع البيانات املتعلقة‬
‫بموضوع بحث محدد عن طريق استمارة يجري تعبئتها من قبل املستجوب"‪.89‬‬
‫يجب التأكيد على أن االستمارة االستبيانية هي األداة التي يحتاج إليها الباحث من أجل جمع املعلومات‬
‫والبيانات من املستجوب أثناء إجراء املقابلة‪ ،‬وفي غياب هذه األداة يستعص ي على الباحث جمع املادة‬
‫العلمية وبالتالي ال يستطيع التقيد باملواضيع األساسية لبحثه‪.90‬‬
‫الفقرة الثانية‪ :‬شروط االستبيان‬
‫يجب على الباحث مراعاة مجموعة من الشروط عند استعماله لوسيلة االستمارة االستبيانية منها‪:91‬‬
‫‪ ‬أن يكون السؤال واضحا ومحددا ومباشرا‪ ،‬فالباحث نظرا الهتمامه باملشكلة تكون‬
‫مفرداتها وقضاياها واضحة في ذهنه‪ ،‬ولكنها ليست كذلك عند املستجوب‪ ،‬ولذا على‬
‫الباحث أن ال يعتبر املستجوب على نفس مستواه من تفهم املشكلة‪ ،‬وعليه بالتالي‬
‫صياغة أسئلته بشكل واضح ومحدد وال لبس فيها‪ ،‬األمر الذي يستوجب تجنب‬
‫املصطلحات الفضفاضة واملعقدة‪.‬‬
‫‪ ‬يستحسن أن تكون األسئلة قصيرة ومختصرة‪ ،‬فاألسئلة الطويلة تكون مملة أو معقدة‬
‫أحيانا‪ ،‬كما أن املستجوب قد يتهرب من اإلجابة عليها‪ ،‬وكلما كانت األسئلة قصيرة كلما‬
‫كانت أكثر تشجيعا على اإلجابة‪.‬‬
‫‪ ‬االبتعاد عن األسئلة املزدوجة أو املركبة‪ ،‬أي السؤال الذي يسأل سؤالين أو أكثر‪ ،‬حيث‬
‫يستحسن فصل األسئلة عن بعضها البعض‪.‬‬
‫‪ ‬تجنب األسئلة اإليحائية‪ ،‬والتي تتضمن كلمات أو مصطلحات متحيزة‪ ،‬مثال هل تتفق‬
‫مع الرأي السائد القائل‪ ...‬فكلمة السائد هنا بها إيحاء ألنها تظهر للمستجوب بأن‬
‫األغلبية تتفق مع هذا الرأي‪.‬‬

‫‪52‬‬
‫‪ ‬تذكر أهداف البحث‪ ،‬فعلى الباحث أن يتذكر دائما عند صياغة السؤال إشكالية‬
‫البحث‪ ،‬فال يضع أسئلة ال عالقة لها بموضوع البحث‪.‬‬
‫‪ ‬تحفيز املستوجب بسؤال يثير اهتمامه‪ ،‬ويكون سهال ويشجعه على االهتمام باألسئلة‪.‬‬
‫‪ ‬يتعين على الباحث طرح عدد معقول من األسئلة في االستمارة حتى ال يرهق املستجوب‪،‬‬
‫ويستحسن أن ال يزيد عن األربعين سؤال‪.92‬‬
‫‪ ‬يستحسن أن تكون األسئلة متصلة الواحدة باألخرى اتصاال نظاميا وعقالنيا يعكس‬
‫وحدة املوضوع‪.‬‬
‫‪ ‬يجب أن يبتعد الباحث عن تضمين االستمارة أسئلة محرجة للمستجوب‪ ،‬مثل األسئلة‬
‫التي تمس حياته الشخصية التي ال يريد كشفها‪ ،‬أو األسئلة التي تتعلق بمعتقداته‬
‫الدينية‪...‬الخ‪.‬‬

‫‪53‬‬
‫املحورالرابع‪ :‬تدوين وتوثيق املعلومات وإخراج البحث العلمي إلى حيزالوجود‬
‫املبحث األول‪ :‬تدوين وتوثيق املعلومات‬
‫بعد مرحلة جمع املعلومات وتكوين فكرة عامة حول البحث عن طريق القراءة املمنهجة واكتشاف‬
‫املصادر واملراجع العامة والخاصة املرتبطة باملوضوع‪ ،‬نصل ملرحلة جد مهمة وهي املتعلقة بالتدوين وتوثيق‬
‫املعلومات‪.‬‬
‫ٌ‬ ‫ٌ‬ ‫بعد أن ٌ‬
‫يعد الباحث خطة بحثه ينتقل إلى مرحلة تدوين املعلومات‪ ،‬هذه العملية تستدعي أدوات منظمة‬
‫ٌ‬
‫منهجية دقيقة‪.‬‬ ‫وتشتمل على شروط وقواعد‬
‫املطلب األول‪ :‬تدوين املعلومات‬
‫سنتعرض في هذه الفقرة إلى طرق تدوين املعلومات‪ ،‬سواء منها التقليدية أو الحديثة‪ ،‬تم نعرج بعد ذلك‬
‫لقواعد وضوابط التدوين‪.‬‬
‫الفرع األول‪ :‬طرق تدوين املعلومات‬
‫إن علمية تدوين املعلومات تكتس ي أهمية قصوى في التعامل مع مختلف املراجع املكونة للمادة األولية لكل‬
‫بحث علمي‪.‬‬
‫عموما يمكن القول أن هناك طريقتين لجمع املعلومات وتنظيمها‪ ،‬وتخزينها وتدوينها وهما‪:‬‬
‫‪ -‬األسلوب التقليدي‪ :‬والذي يعتمد على طريقتين لجمع املعلومات وهما‪ ،‬طريقة البطاقات ‪ ،‬وطريقة امللفات‬
‫املقسمة‪.‬‬
‫‪-‬األسلوب الحديث وهو املرتبط أساسا باستخدام تقنية املعلوميات‬
‫الفقرة األولى‪ :‬األساليب التقليدية‬
‫هناك عدة طرق تقليدية لجمع املعلومات وتخزينها وتدوينها وأهمها‪ :‬طريقة البطاقات‪ ،‬وطريقة امللفات‬
‫املقسمة‪ ،‬وأسلوب السجالت‪.‬‬
‫أوال‪ :‬طريقة البطاقات‬
‫هي بطاقات خاصة صغيرة الحجـم أو متوسطة الحجـم‪ ،‬يتـم في إطارها تخزين مقتضب للمعلومات‪.‬‬
‫حيث يفضل أن يعمل الباحث بتنظيمها عن طريق تصنيفها وترتيبها طبقا ألجزاء وأقسام وعناوين‬
‫التقسيـم املتبع في البحث‪.‬‬
‫ويفضل بعض الباحثين استعمال األلوان بحيث يجعل لكل قسم أو باب أو فصل أو مبحث لونا معينا‪،‬‬
‫و من األحسن أن تكون الكتابة في وجه واحد للورقة‪ .‬ويدون الباحث في هذه البطاقات االقتباسات وكافة‬
‫املعلومات واألفكار‪ ،‬مع اإلشارة في أعلى البطاقة إلى موضوع أو عنوان االقتباس واملكان التي تحتاجها هل‬

‫‪54‬‬
‫الفصل األول أو املبحث أول‪ ،...‬أو أين بالضبط وفي نهايته يوضع اسم املؤلف وعنوان املرجع أو املصدر‬
‫ويدون املعلومات التي أخذت من الكتاب ورقم الصفحة أو الصفحات وجزء الكتاب ودار النشر ورقـم‬
‫الطبعة وتاريخها أي سنة اإلصدار‪.‬‬
‫وإذا لم تتسع صفحة واحدة أي بطاقة واحدة لكل املعلومات املقتبسة‪ ،‬تخصص بطاقة ثانية تشير فيها‬
‫يتبع مع الكتابة في الصفحة األولى رقم ‪ 1‬والصفحة الثانية رقم ‪ 2‬وهكذا دواليك‪.‬‬
‫كما أنه وجب استعمال بطاقة مستقلة لكل مرجع وأيضا لكل موضوع من موضوعات البحث‪ ،‬والهدف‬
‫من ذلك هو االستغناء عن املصادر األصلية‪.‬‬
‫على الباحث عند تدوين املعلومات في البطاقات‪ ،‬أن يتبع الخطوات التالية‪:‬‬
‫‪ -‬تسجيل الفقرات ذات الصلة بموضوع البحث متفرقة حسب خطة البحث األولية التي تم وضعها‪.‬‬
‫‪ -‬تدوين البيانات املرجعية املتعلقة بمصدر هذه الفقرات‪.‬‬
‫‪ -‬ضبط الفقرات والبيانات املرجعية عن طريق تخصيص بطاقة واحدة أو عدة بطاقات عند‬
‫االقتضاء لكل مرجع‪ ،‬وبالتالي فإن البطاقة الواحدة ينبغي أال تتضمن اقتباسات من مصادر أو‬
‫مراجع مختلفة‪ ،‬أو أن تتضمن اقتباسات تتعلق بجوانب موضوعاتية من البحث مختلفة‪ ،‬فكل‬
‫بطاقة تخصص ملرجع واحد وأيضا ملوضوع ومسألة واحدة‪ ،‬أي وجب تنظيم البطاقة إما على‬
‫حسب املواضيع أو املؤلفين‪.‬‬
‫‪ -‬عملية فرز املعلومات وتوزيعها حسب تقسيم الفصول واملباحث‪ ،‬أي جمع البطاقات التي تخص‬
‫الفصل األول لوحدها والبطاقات التي تخص الفصل الثاني لوحدها‪ ،‬أي كل محور من البحث يجب‬
‫أن تخصص لها بطاقات خاصة به‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬طريقة امللفات‬


‫هناك من الباحثين من يلجأ ألسلوب امللفات لجمع وترتيب وحفظ املعلومات‪ ،‬حيث يعمل الباحث بتقسيم‬
‫امللف أو امللفات كيفما كان نوعها (أوراق مقوى‪ ،‬ملفات ورقية بألوان مختلفة‪ ،‬أظرفة‪ )...‬وفقا ألجزاء وأقسام‬
‫البحث‪ ،‬أي يتم تخصيص ملف لكل محور من محاور البحث‪ ،‬ويتم وضع عنوان املحور (فصل‪ /‬مبحث‪،‬‬
‫فرع‪ ،‬فقرة‪ )...‬على امللف‪.‬‬
‫ويتميز أسلوب ملفات البحث بعدة مزايا منها‪:‬‬

‫‪55‬‬
‫‪ -‬تمكين الباحث عند تحرير البحث من الرجوع بسرعة إلى اإلستشهادات واملالحظات واألفكار‬
‫املدونة حول كل مسألة على حدة‪ ،‬فملفات البحث تسمح بتوزيع مادة البحث بشكل منظم‬
‫يسهل على الباحث العودة إليها في أي وقت‪.‬‬
‫‪ -‬ضمان حفظ املعلومات املدونة في امللف وعدم تعرضها للضياع‪.‬‬
‫‪ -‬ميزة املرونة بحيث يسهل على الباحث تعديل أو تغيير أو إضافة ألي معلومة تم تدوينها‪.‬‬
‫‪ -‬كما أن استعمال الباحث مللفات البحث يتيح له فرصة تعديل التصميم وإعادة النظر في‬
‫التقسيم التمهيدي ملوضوع بحثه بحذف بعض العناوين أو بإضافة عناوين أخرى‪...‬الخ‪.‬‬
‫الفقرة الثانية األساليب الحديثة‬
‫تتمحور الطرق الحديثة املعتمدة من طرف الباحثين حول وسيلتين رئيسيتين؛ وهما؛ نسخ أو تصوير‬
‫املراجع واملصادر بآالت النسخ الحديثة‪ ،‬وكذا التنقيب عن هذه املراجع باللجوء إلى تقنية املعلوميات‬
‫بواسطة االنترنيت‪.‬‬
‫أوال‪ :‬طريقة النسخ أو التصوير‬
‫هي الوسيلة األولى املنتشرة بين الباحثين حيث يلجئون إلى نسخ املراجع واملصادر املرتبطة بموضوع البحث‬
‫بواسطة آلة النسخ السريعة‪ ،‬لكون هذه الوسيلة ال تكلف كثيرا من الناحية املادية‪ ،‬كما أن الباحث ال يعمد‬
‫إلى نسخ املرجع أو املصدر كله بل يقتصر األمر على الجانب (فقرة أ و جزء) الذي يهم بحثه‪ ،‬لكن يلزم على‬
‫الباحث نسخ صفحة الغالف األولى من املرجع لتثبيت كل البيانات املرتبطة باملرجع من تاريخ الطبعة ودار‬
‫النشر‪ ،‬وأيضا طبع الئحة املراجع ملعرفة كل أجزاء املراجع‪ ،‬ألنه يمكن أن ال تتضمن الفقرة التي تم نسخها‬
‫كل أجزاء املرجع‪ ،‬ألن املرجع يذكر كامال مرة واحدة في البحث‪ ،‬ويتم بعد ذلك االقتصار على صيغة "مرجع‬
‫سابق"‪.‬‬
‫أما أهمية هذه الوسيلة فتكمن أنها توفر على الطالب الوقت لتفادي كتابة األجزاء التي تهمه باليد‪ ،‬كما‬
‫أنها تمكنه من اإلطالع على مختلف املراجع واملصادر والوثائق واألحكام القضائية وغيرها من املعلومات‬
‫املرتبطة بموضوع البحث‪ ،‬لكن رغم ذلك بها جوانب سلبية تتعلق خاصة بالكمية الكبيرة من االوراق التي‬
‫قد يجد الباحث صعوبة التعامل معها‪ ،‬كما يؤثر ذلك على األمانة ‪ ،‬فضال عن تأثير التصوير على جودة‬
‫الكتاب لكثرة طبعه‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬طريقة املعلوميات‬
‫مع تقدم وتطور العلوم خاصة الجانب املتعلق بالتكنولوجيا الحديثة‪ ،‬سهل ويسر الكثير من الخدمات على‬
‫الباحثين‪ ،‬ويعتبر الحاسوب خير مثال على ذلك‪.‬‬

‫‪56‬‬
‫وعليه‪ ،‬يتـم مد وتغذية وتخزين الحاسوب بمختلف املؤلفات واملصادر والوثائق واألحكام القضائية‬
‫والنصوص التشريعية وغيرها من املعلومات‪ ،‬األمر الذي يسهل عملية الحصول على هذه املعلومات عبر‬
‫االتصال بشبكات االنترنت والدخول ملوقع املكتبة رغم بعدها من حيث املسافة‪ ،‬ويتم تقريبها بواسطة تقنية‬
‫أو وسيلة االنترنيت من خالل التواصل مع مختلف املكتبات والخزانات على املستوى الوطني والدولي بسهولة‪.‬‬
‫كما أنه يمكن استعمال محركات البحث للوصول إلى املعلومات القانونية املنشودة‪ ،‬خاصة املحرك‬
‫العاملي ‪ ، google‬الذي يسهل الولوج الى معلومات عديدة وفي مجاالت متنوعة بشكل سريع‪.‬‬
‫ويمكن أيضا للباحث تخزين وترتيب املعلومات في ملفات الكترونية يضعها في مكتبة الحاسوب ويعنونها‬
‫حسب تصميم بحثه‪.‬‬
‫وفي األخير‪ ،‬يمكن القول أن هذه الوسيلة أعطت بعدا جديدا للبحث العلمي وقيمة مضافة له‪ ،‬لكن‬
‫يتعين على الباحث استعمال هذه التقنية استعماال ايجابيا وفي خدمة البحث العلمي‪ ،‬ال ألغراض تمس‬
‫بعلمية وقيمة هذا البحث‪ ،‬كما أنه ليس كل ما يكتب في الشبكة العنكبوتية صحيح وذو مصداقية وبالتالي‬
‫وجب الـتأكد من املصادر ومن املواقع‪ .‬علما أن املواقع الرسمية فقط التي تعتمد‪ ،‬مع االشارة في الهامش الى‬
‫تاريخ ووقت أخذ املعلومة من املوقع‪.‬‬
‫بعد جمع املعلومات بأحد الطرق السابقة يتم تدوينها‪ ،‬باختيار الوقت واملكان املناسب‪ ،‬التركيز والقراءة‬
‫الهادئة املتكرر‪ ،‬فهمها واستيعابها جيدا‪ ،‬معرفة جودتها وصحتها‪ ،‬جمع املادة العلمية التي ستبتدئ بها فقط‬
‫لتسهيل األمر حسب فرزك املسبق وفق خطة البحث التي وضعتها مع استحضار املوضوعية في التحليل‪.‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬قواعد تدوين املعلومات‬
‫يجب على الباحث التقيد بقواعد التدوين املمنهجة واملتمثلة في‪:‬‬
‫‪ ‬اشتمال كل ورقة على املعلومات املتعلقة باملوضوع ثم بيانات مصادرها‪.‬‬
‫‪ ‬يفضل استخدام عدة ألوان من البطاقات‪ ،‬بحيث يخصص لكل فصل أو باب لون معين‬
‫لتسهيل عملية فرزاملعلومات‪.‬‬
‫ٌ‬
‫‪ ‬يجب ذكر املعلومات التي خصصت للموضوع بوضوح‪ ،‬مع تجنب الخلط واإلطناب‬
‫والعشوائية‪.‬‬
‫‪ ‬مراعاة قواعد االقتباس‪ ،‬يجب تحديد األفكار املقتبسة من املصادر التي يصوغها الباحث‬
‫بأسلوبه الخاص( األمانة العلمية في نقل وكتابة املعلومة)‪.‬‬
‫‪ ‬انتقاء ما هو جوهري وهام ومرتبط بموضوع البحث‪ ،‬وترك ما سيمثل حشوا‪.‬‬

‫‪57‬‬
‫املطلب الثاني‪ :‬توثيق وتحرير املعلومات‬
‫بعد االنتهاء من مجموعة من خطوات البحث العلمي‪ ،‬كاختيار املوضوع وإعداد التصميم وإعداد‬
‫بطاقات أو ملفات التجميع أو النسخ‪ ،‬تأتي مرحلة الكتابة والتحرير وفقا لشروط وضوابط معروفة في كتابة‬
‫األبحاث العلمية‪ ،‬بحيث يتعين على الباحث التقيد بقواعد وأصول الكتابات القانونية العلمية‪.‬‬
‫هذه املرحلة هي من أصعب مراحل البحث‪ ،‬فهي التي يخرج فيها البحث في شكله النهائي‪ ،‬كما يجب‬
‫التقيد بقواعد الكتابة وكذا االلتزام باملواصفات النهائية للبحث العلمي‪.‬‬
‫الفرع األول‪ :‬قواعد الكتابة والتركيب‬
‫إن مرحلة تركيب املعلومات من أصعب املراحل‪ ،‬بحيث تظهر ذاتية الباحث التي قد ستتعمل مع كتابة‬
‫البحث بنوع من املوضوعية وهي املقبولة في البحث وقد يكون العكس‪ .‬وأول ش يء يبتدئ به الباحث في هذه‬
‫املرحلة‪ ،‬هو االنطالق من املرحلة املتعلقة بالتدوين وفرز املعلومات حسب تصميم البحث‪ ،‬تم يعمل‬
‫بقراءتها قراءات متأنية ومركزة‪.‬‬
‫كما أن الباحث أثناء تحرير بحثه وجب أن تظهر شخصيته من خالل اإلضافات الجديدة التي يقدمها‬
‫للبحث‪ ،‬ألن موضوعية البحث ليست هي إقصاء ذات الباحث وإنما كيف يتم إستثمارها بشكل أكاديمي‬
‫وقانوني‪.‬‬
‫بعد وضع التصميم ومعرفة املنهج الذي سيعتمده الباحث تأتي مرحلة التحرير‪ ،‬التي سنستحضرها‬
‫بشكل تفصيلي‪.‬‬
‫الفقرة األولى‪ :‬تحديد منهج البحث‬
‫يعد هذا العامل جوهريا في كتابة البحث العلمي‪ ،‬ويؤدي تطبيقه بدقة إلى إضفاء الوضوح واملوضوعية‬
‫على عملية الصياغة والتحرير‪ ،‬ويوفر ضمانات السير املتناسق واملنظم لها‪ ،‬للوصول إلى النتائج العلمية‬
‫املرجوة ملعالجة إشكالية البحث‪ .‬ويمكن العودة إلى املحاضرات السابقة ملعرفة أنواع املناهج‪.‬‬
‫الفقرة الثانية احترام األركان الرئيسية للبحث‬
‫إن البحث العملي يشمل على مكونات وعناصر أساسية تشكل في مجموعها الشكل الهندس ي ملوضوع‬
‫البحث‪ ،‬وهذه العناصر تتمحور عادة حول عنوان البحث واملقدمة (التي تتضمن عناصر عديدة)‪ ،‬والعرض‬
‫أو مضمون البحث (الذي يعالج في تقسيم ثنائي عادتا)‪ ،‬وكذا خاتمة البحث‪ ،‬ثم املالحق وفي األخير الئحة‬
‫املراجع‪.‬‬
‫الفقرة الثالثة‪ :‬عنوان البحث‬

‫‪58‬‬
‫تشكل العناوين وخاصة العنوان الرئيس ي ملوضوع البحث أهمية خاصة وبالغة باعتباره يعكس صورة‬
‫البحث في شموليته‪ .‬ويتعين على الباحث عند اختيار العناوين بصفة عامة أن تكون دالة على محتوى‬
‫ومضمون البحث وكذا على عناصره ومكوناته الفرعية والجزئية من أقسام وأبواب وفصول ومباحث‬
‫ومطالب وفروع‪ ...‬إلخ‪ ،‬ويشترط في هذه العناوين الوضوح ‪ ،‬والبساطة واالختصار والداللة على املحتوى‪.‬‬
‫كما أنه يجب أن يكون العنوان دقيقا ومعبرا عن إشكالية البحث وموضوعه ‪ ،‬كما أن يركز على موضوع‬
‫معين يتسم بالجدية و الحداثة و أن يكون متناسق مع مضمون البحث بشكل كلي‪.‬‬
‫كما يتعين على الباحث التقيد وااللتزام بمجموعة من الشروط عند كتابة وصياغة العناوين منها‪:‬‬
‫‪ -‬أن يكون العنوان داال على محتواه‪ ،‬فال يجوز أن يكون دعائيا أو صحفيا هدفه إثارة القارئ دون إعطاء‬
‫فكرة عن املوضوع‪.‬‬
‫‪ -‬أن يكون العنوان واضحا ومختصرا وشامال وجامعا لكافة أجزاء البحث العلمي‪.‬‬
‫‪ -‬تجنب الجمل الطويلة في العناوين‪.‬‬
‫الفقرة الرابعة‪ :‬املقدمة‬
‫تعتبر مقدمة البحث جزء أساس ي منه ‪ ،‬بحيث تمهد للموضوع وتلخصه بإعطاء فكرة مركزة عن كل‬
‫جوانب وحيثيات البحث‪ ،‬كما أن املقدمة تعكس الصورة العامة ملختلف أفكار البحث‪.‬‬
‫كل بحث وجب أن نمهد له بمقدمة فهذه األخيرة هي الصورة األولية للبحث وهي التي تكشف أهمية‬
‫وجدية البحث‪ ،‬من املقدمة يمكن تولد حكم مسبق حول البحث ومدى أهميته وقيمته العلمية‪ ،‬والعكس‬
‫الصحيح فإذا كانت املقدمة ال تراعي الشروط الواجب توفرها وال تتضمن عناصرها وتم صياغتها بأسلوب‬
‫غير دقيق‪ ،‬فهذا يعطي انطباع سلبي للقارئ مند البداية حول عدم جدية البحث‪.‬‬
‫وبصفة عامة تشتمل املقدمة على العناصرالتالية‪:‬‬
‫‪ -‬اإلطارالعام للموضوع‬
‫يقصد به وضع مدخل ملوضوع البحث قبل الدخول في جزئياته‪ ،‬حيث وجب على الباحث تمييز موضوعه‬
‫عن املواضيع األخرى وتحديد مفاهيمه ومصطلحاته مع تحديد املجال الذي يمكن تصنيف فيه هذا البحث‪.‬‬
‫بشكل مختصر فاالطار العام هو مجموعة من االفكار العامة التي تحيط بإشكالية البحث من جوانب‬
‫مختلفة قد تكون مفاهيمية‪ ،‬تاريخية إلى غير ذلك‪.‬‬

‫‪ -‬أهمية املوضوع‬

‫‪59‬‬
‫في أهمية املوضوع يستحضر الباحث تقنية التسويق لبحثه‪ ،‬بمنهى يحاول أن يدافع عن إشكالية بحثه من‬
‫خالل أهميته‪ ،‬سواء من ناحية مستجدات الدراسة أو من ناحية راهنية الدراسة وآفاقها إلى غير ذلك من‬
‫املعطيات التي قد يستحضرها الباحث دفاعا عن بحثه‪.‬‬
‫‪ -‬الدراسات السابقة‬
‫بيان األعمال السابقة املشابهة ملوضوع البحث‪ ،‬إذ يتعين على الباحث في كل األحوال تبرير اختياره ملوضوع‬
‫سبق أن تم دراسته واثبات أن عمله سيقدم اضافات جديدة‪ ،‬بالرغـم من أن املوضوع قد سبق بحثه‪ ،‬مع‬
‫تبيان الزاوية التي تطرق إليها الباحثون السابقون والزاوية التي سيبحث فيها‪.‬‬
‫‪ -‬أسباب اختياراملوضوع‬
‫يجب على الباحث أن يستحضر دوافع وأسباب اختيار املوضوع التي قد تكون أسبابا ذاتية أو موضوعية‪،‬‬
‫بحيث أن الدوافع الذاتية مرتبطة بالشعور الداخلي والدافع الخاص الذي حركه الختيار موضوع البحث‪،‬‬
‫أما الدوافع املوضوعية‪ ،‬أي الدافع العلمي الختيار عنوان وإشكالية البحث‪.‬‬
‫‪ -‬صعوبات البحث‬
‫نفس الش ي قد تعترض الباحث أثناء مراحل بحثه مجموعة من االشكاالت والصعوبات‪ ،‬التي قد تكون‬
‫صعوبات ذاتية وأخرى موضوعية‪ ،‬ويمكن للباحث استحضارها‪ ،‬كالصعوبات املتعلقة‪ ،‬بالولوج إلى‬
‫املعلومة‪ ،‬قلة املراجع إلى غير ذلك‪.‬‬
‫‪ -‬تحديد اإلشكالية‬
‫من أهم الشكليات املهمة هي صياغة اإلشكالية بصورة واضحة تصب في جوهر املوضوع وجوهر عنوان‬
‫البحث والتي وجب الجواب عليها في البحث ومنها تستخرج خطة البحث‪ ،‬فهي تلخص مجموعة من التساؤالت‬
‫والوقائع الغامضة التي أثارت فضول الباحث‪ ،‬وبعد اإلشكالية يمكن طرح أسئلة فرعية‪ .‬بحيث يشمل‬
‫البحث على إشكالية رئيسية التي يستحسن وضع تأصيل نظري قبل طرح السؤال وإشكاليات فرعية‪.‬‬
‫‪ -‬تحديد الفرضية‬
‫بمعنى إعطاء فرضية رئيسية مبدئية محتملة حول رأي الباحث في حل اإلشكالية‪ ،‬تستنذ على أسس علمية‬
‫وقانونية‪ ،‬كما يمكن استحضار مجموعة من الفرضيات الفرعية‪.‬‬

‫‪ -‬تحديد املنهج املعتمد‬


‫يتعين على الباحث أن يعلن في املقدمة عن املنهج أو املناهج املعتمدة في مناقشة وتحليل موضوع البحث‪،‬‬
‫لدى وجب على الباحث اختيار املنهج الذي يتماش ى مع نوعية البحث‪.‬‬

‫‪60‬‬
‫‪ -‬اإلعالن عن تصميم املوضوع‬
‫أخيرا‪ ،‬يجب على الباحث أن يعلن في آخر املقدمة عن التصميم الذي اعتمده لبحثه والذي يتضمن فقط‬
‫العناصر األساسية واملحاور الكبرى كاألقسام واألبواب والفصول‪ ،‬دون الدخول في العناوين الجزئية‪ ،‬ألن‬
‫هذه العملية ال تعد تكرارا للفهرس‪ ،‬هذا األخير الذي يخصص له مكان في آخر البحث‪.‬‬
‫الفقرة الخامسة العرض أو صلب املوضوع‬
‫العرض هو أهم عنصر البحث‪ ،‬بحيث يتضمن أيضا اشكليات جد مهمة وجب على الباحث إتباعها إلخراج‬
‫بحثه بصيغة جيدة‪ ،‬و يشمل صلب املوضوع على املادة العلمية األساسية للبحث‪ ،‬ويشكل العمود الفقري‬
‫له‪.‬‬
‫فصلب املوضوع هو أهم مرحلة البحث‪ ،‬فكل سؤال تم تطرحه وجب اإلجابة عنه في العرض‪.‬‬
‫هو جوهر البحث العلمي والجزء األكبر واألهم فيه ألنه يتضمن كافة األقسام واألفكار والعناوين‬
‫والحقائق األساسية والفرعية التي يتكون منها موضوع البحث العلمي‪ ،‬كما يشمل على كافة مقومات صياغة‬
‫وتحرير البحث من مناهج وطرق البحث‪ ،‬وأسلوب الكتابة والتحرير والصياغة‪ ،‬وقواعد االقتباس وقواعد‬
‫توثيق الهوامش‪ ،‬واألمانة العلمية وشخصية الباحث‪.‬‬
‫كما يحتوي على كافة عمليات املناقشة والتحليل والتركيب لجوانب املوضوع ويبدأ عامة صلب‬
‫املوضوع–املتن‪ -‬من (الفصل‪ ،‬املبحث‪ ،‬املطلب‪ ،‬الفرع‪ ،‬الفقرة‪ ،‬أوال‪ ،)...‬ويتم معالجة إشكالية البحث في‬
‫محورين (اعتماد التقسيم الثنائي) ‪ ،‬فالتقسيم الجيد للموضوع يساعد الباحث على تنظيم أفكاره‬
‫وتسلسلها‪.‬‬
‫مع اإلشارة أن هذا التقسيم وجب أن ال يكون اعتباطيا بمعنى أن يكون هناك ارتباط وتسلسل بين‬
‫العناوين الكبرى والصغرى الفرعية‪ ،‬مثال الفصل وجب أن يكون مرتبط باملبحثين‪ ،‬إلى غير ذلك‪ .،‬فهذا‬
‫التنظيم يعطي جمالية للبحث من جهة وأيضا يساعد القارئ على فهم املوضوع والوصول إلى إجابات‬
‫لإلشكالية‪.‬‬
‫وجب التحرر من أحكام القيمة واألحكام املسبقة‪ :‬فالباحث عندما يعبر عن نفسه وال يضع مسافة‬
‫بينه وبين املوضوع‪ ،‬خاصة في البداية وبدون تعليالت وحجج‪ ،‬فيكون قد وقع في زيغ علمي‪ ،‬وبالتالي وجب على‬
‫الباحث أن يعطي للموضوع تأصيال علميا‪ ،‬ويتحرى املوضوعية ‪.‬‬
‫كما أن داخل التقسيم الثنائي للبحث يجب أن يكون هناك نوع من التوازن بين الفصول واملباحث على‬
‫مستوى عدد األوراق‪.‬‬
‫الفقرة السادسة‪ :‬الخاتمة‬

‫‪61‬‬
‫تكتس ي الخاتمة أهمية بالغة بالنسبة ملكونات البحث العلمي‪ ،‬وتعتبر الخاتمة آخر نقطة في مسار عملية‬
‫البحث‪ ،‬وهي عبارة عن عرض لالستنتاج الذي توصل إليه الباحث ولثمرة جهده ويدون فيها النتائج‬
‫والتوصيات وال تعتبر تلخيصا له‪.‬‬
‫والخاتمة هي ملك الباحث لدى وجب عدم استعمال هوامش‪.‬وتعتبر أخر ما يقرئ وتعطي انطباع حول‬
‫جودة البحث‪ ،‬لدى وجب على الباحث االهتمام بها بشكل جيد‪ ،‬وبالتالي وجب على الباحث أن يعتني بأسلوب‬
‫الصياغة ووضع أهم النتائج املرتبطة بإشكالية املوضوع ويبين فيها مدى صحة الفرضيات‪.‬‬
‫عموما يمكن أن تيم صياغة الخاتمة انطالقا من العاصر األتية‪:‬‬
‫استعراض ماهية الدراسة دون الخوض في التفاصيل‬ ‫‪-‬‬
‫االستنتاجات والنتائج واألفكار الجديدة التي توصل إليها الباحث‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫اإلشارة إلى املقترحات والتوصيات التي يرى الباحث أنه من املناسب العمل عليها‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬طربقة الكتابة والشروط الفنية للكتابة‬
‫الفقرة األولى‪ :‬طريقة الكتابة‬
‫يجب كتابة البحث بأسلوب علمي‪ ،‬وأن تكون اللغة سليمة من األخطاء اللغوية والنحوية باستخدام‬ ‫‪-‬‬
‫اللغة العلمية القانونية‪.‬‬
‫يتعين على الباحث نهج أسلوب واضح في الكتابة مع اختيار كلمات وجمل بسيطة وسليمة وتجنب‬ ‫‪-‬‬
‫الكلمات الفضفاضة واملعقدة وأحكام القيمة‪.‬‬
‫ً‬
‫االبتعاد عن إصدار األحكام النهائية ‪ :‬يجب أن تصدر األحكام استنادا إلى البراهين والحجج والحقائق‬ ‫‪-‬‬
‫التي تثبت صحة النظريات‪.‬‬
‫ٌ‬
‫اإليجاز والتركيز في عرض األفكار واملفاهيم‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫التسلسل املنطقي في االنتقال من جملة إلى أخرى ومن فقرة إلى أخرى‬ ‫‪-‬‬
‫و الحياد واملوضوعية يقصد به التجرد من األهواء الذاتية وأن يكون الباحث موضوعي‪ ،‬بمعنى عدم االستناد‬
‫إلى رأي متعصب أو شخص ي غير علمي وغير حيادي‪.‬‬
‫من أهم مقومات كتابة البحث العلمي‪ ،‬بروز شخصية الباحث فاملوضوعية في البحث‪ ،‬ليس هي إقصاء ذات‬
‫الباحث‪ ،‬وذلك من خالل إبداء آرائه الشخصية ‪ ،‬وهذا يتضح من خالل تعليقاته وتحليالته وانتقاداته‪ ،‬مما‬
‫يضفي على عمله نوعا من التميز والخصوصية‪.‬‬
‫الفقرة الثانية‪ :‬الشروط الفنية لكتابة البحث العلمي‬
‫َ‬
‫الكتابة‪ ،‬ويمكن تلخيصها كمـا يلـي‪:‬‬ ‫هناك قواعــد فنية متفق عليها التـي تحكم عملية‬

‫‪62‬‬
‫‪ -‬يستحسن الكتابة على وجه واحد من الورقة والكتابة في صفحة جديدة عند كل تقسيم جديد (باب‪ ،‬فصل‬
‫مبحث)‪ ،‬والعودة إلى السطر في كل فكرة جديدة‪.‬‬
‫‪-‬يتعين على الباحث احترام قواعد الكتابة من حيث عالمات الترقيم ( الفواصل والنقط‪ ،‬واألقواس الهاللية‬
‫واألقواس املزدوجة‪...‬إلخ)‪.‬‬
‫‪ -‬يجب أن تكتب العناوين الرئيسية في منتصف الصفحة والعناوين الجانبية على الجانب األيمن من‬
‫الصفحة‪ ،‬ويفضل أن يكون العنوان مستقال لوحده على السطر‪ ،‬كما أن الترتيب والتقسيم املناسبين‬
‫للعناوين يساعد على وضوح األفكار وتسلسلها‪.‬‬
‫‪ .‬تنوع املصادر واملراجع وحداثتها‪ ،‬وجب التنوع في املراجع وعدم االعتماد على مراجع محددة في البحث‪.‬‬
‫التصميم يتميز بالتغيير الدائم طيلة فترة البحث‪ ،‬حسب تطور مشروع البحث العلمي‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫‪ -‬يتعين على الباحث ترقيم الصفحات ترقيما واحدا ومستمرا ومتتاليا من بداية البحث إلى نهايته‪.‬‬
‫‪ -‬يجب مراعاة العالمات اإلمالئية وطرق استعمالها‪.‬‬
‫النظري ٌ‬
‫والتطبيقي ‪.‬‬ ‫‪ -‬يجب أن يكون هناك شبه توازن بين الجانب ٌ‬

‫‪ -‬يجب أن يكون البحث مقبوال شكال ومضمونا‪.‬‬


‫يجب مراعاة قواعد االقتباس املعتمدة للكتب واملقاالت والنصوص ‪، ...‬‬
‫‪ -‬في حالة االقتباس الحرفي ال يجوز للباحث تحريف الكالم أو تغييره‪.‬‬
‫‪ -‬يجب مراعاة القواعد املنهجية في توثيق املصادر واملراجع والهوامش‪.‬‬
‫‪ -‬احترام األمانة العلمية‪ ،‬أي على الباحث كلما أخذ جزء من مصادر واملراجع‪ ،‬وجب عليه وضع املرجع في‬
‫أسفل الصفحة‪ ،‬سواء كان االقتباس مباشر أو غير مباشر بتغيير األسلوب‪ .‬وبه أي فكرة ليست للباحث‬
‫وجب تحديد مصدرها‪ .‬لدى على الباحث أن يتحلى باملسؤولية العلمية في جميع مراحل إنجاز البحث‪.‬‬
‫املطلب الثالث‪ :‬توثيق املعلومات‬
‫ّإن توثيق مصادر البحث العلمي هو ركيزة أساسية للبحث العلمي‪ ،‬حيث أن أول ما يلتفت إليه القارئ‬
‫هو مدى استعانة الباحث باملراجع و املصادر‪ ،‬فتوثيق الدراسات السابقة‪ ،‬هي أوضح دليل على ما قام به‬
‫ّ‬
‫التوصل للنتائج ‪ ،‬في اعتماد مقاربة تحليلية‬ ‫من جهود ؛ من أجل الحصول على املعلومات التي ساعدته في‬
‫للمعلومات كل هذا يستدعي توثيقها بشكل صحيح ودقيق لتحقيق الغرض املطلوب منها‪ ،‬و من هنا تأتي‬
‫أهمية توثيق مصادر البحث العلمي ملا لها من فوائد كثيرة تهم الباحث و القارئ على حد سواء‪ ،‬و يعتبر "بول‬
‫أوتليت" و "هنري الفونتين" هما من قاما بتأسيس هذا العلم لتلبية حاجة املجتمع واألمم القادمة إليه‪.‬‬
‫سنحاول تعريف عملية توثيق مصادر البحث العلمي و أهميتها وشروطها و أنواعها‪.‬‬

‫‪63‬‬
‫الفرع األول‪ :‬املقصود بـ " توثيق مصادر البحث العلمي "‬
‫التوثيق أو "الببليوغرافيا" كلمة مأخوذة من اليونانية وتعني كتابة الكتب ‪ ،‬وتعني في الوقت الحاضر‬
‫َّ‬
‫إعداد قوائم الكتب تتضمن مؤلفيها وموضوعاتها وكافة بيانات النشر‪ .‬وتعتبر الطريقة املمنهجة التي‬
‫افية عن الكتب واألطاريح والرسائل واملقاالت وغيرها‬ ‫يتبعها الباحث في تدوين املعلومات الببليوغر َّ‬
‫من املصادر واملراجع التي استفاد منها الباحث‪ ،‬و من ثم ترتيبها بأسلوب منهجي فني عن طريق التصنيف و‬
‫الفهرسة ‪ ،‬وذلك من باب األمانة العلمية‪.‬‬
‫و تجدر اإلشارة إلى أن املقصود بالتوثيق هو ليس توثيق املراجع و حسب‪ ،‬وإنما هو إثبات لحقوق‬
‫امللكية الفكرية الخاصة بالكتابات و املراجع ‪ ،‬و كل مصدر معرفي استعان به الباحث ‪.‬‬
‫الفرع الثاني ‪:‬قواعد التوثيق‬
‫تقتض ي األمانة العلمية إسناد املعلومات التي أخذها الباحث من مختلف املراجع إلى أصحابها األصليين‬
‫في الهامش‪ ،‬حيث يوضع عند نهاية كل اقتباس رقم تسلسلي‪ ،‬وبعد ذلك يشير إليه في الهامش مع ذكر كل‬
‫املعلومات املتعلقة بالوثيقة العلمية‪.‬‬
‫إن إيراد التوث يق في البحث إثبات لحق املؤلف وأمانة علمية تحسب للباحث‪ ،‬وهو داللة على دقة‬
‫البحث وأصالته وجودته‪ ،‬وهنا البد من إثبات املصادر التي اقتبست منه املعلومة‪.‬‬
‫الفقرة األولى التوثيق بالهامش‬
‫من الخطأ أن نظن أن عملية توثيق املصادر هي عملية عشوائية ‪ ،‬لكن هناك طرق علمية وقواعد خاصة‬
‫يجب على الباحث مراعاتها عند عملية توثيق املصادر واملراجع في داخل البحث هوامش املتن تم هوامش‬
‫(اإلحالة) من جهة ومن جهة أخرى هوامش املراجع في قائمة املصادر واملراجع‪.‬‬
‫أ‪ -‬هوامش للمتن‬
‫قد يرى الباحث بأن هناك معلومات ضرورية‪ ،‬لكن ليس من املناسب إيرادها في املتن‪ ،‬كأن يذكر معلومة‬
‫تؤكد صدق مقولته أو يذكر واقعة ذات قيمة في الداللة على فكرته‪ ،‬أو هناك بعض األمور الغامضة تحتاج‬
‫لتفسير‪ ،‬أو تعليقا على مسألة معينة‪...‬‬
‫إن إيراد هذه املقتضيات في املتن قد يخل من تسلسل األفكار ووحدتها‪ ،‬لدى يهتدي الباحث لتكملة‬
‫الفكرة أو شرحها أو التعليق عليها‪...‬‬
‫ويجب على الباحث أن ال يطيل وال يبالغ في هذا النوع من الهوامش إال لضرورة العلمية‪.‬‬
‫ب‪ -‬قواعد هوامش اإلحالة‬

‫‪64‬‬
‫تختلف عملية وضع الهواميش باختالف طبيعة املراجع املستعملة‪ ،‬كالكتب واملقاالت والرسائل‬
‫الجامعية ‪......‬الخ‪ ،‬وكما تختلف هذه العملية كذلك باختالف عدد االقتباسات من مرجع واحد‪ ،‬وهذا ما‬
‫سيتم بيانه فيما يلي‪:‬‬
‫‪- 1‬طريقة توثيق الكتب‪ :‬على الباحث أن يقدم للقارئ جميع املعلومات الكاملة عن الكتاب الذي يستعمله‪،‬‬
‫بحيث يستطيع أي إنسان آخر أن يستعين بالكتاب املشار إليه ويتوسع في املوضوع‪ ،‬إذا كان ذلك يدخل في‬
‫إطار اهتماماته‪ .‬قد يذكر الكتاب في الهامش أول مرة وقد يذكر أكثر من مرة وذلك كما يلي‪:‬‬
‫أ‪ -‬الهامش الذي يشار فيه إلى كتاب ورد للمرة األولى‪ :‬يتم توثيق الكتب بالطريقة التالية ووفقا للتسلسل‬
‫اآلتي‪93:‬‬

‫‪ -‬اسم الكامل للمؤلف ‪ ،‬وإذا كان عدد املؤلفين أكثر من واحد يجب ذكرهم‬
‫‪ -‬عنوان الكتاب‪ ،‬في حالة إذا كان للكتاب عنوانين‪ ،‬أي عنوان أساس ي عنوان فرعي ففي هذه الحالة نكتب‬
‫العنوان األساس ي( الرئيس ي) ثم نضع نقطتين‪ ،‬بعدها نكتب العنوان الفرعي‪.‬‬
‫دار النشر‪ :‬يأتي دار النشر بعد العنوان‪ ،‬فاإلشارة إليها إلزامي‪ ،‬وفي حالة عدم وجودها‪ ،‬يجب اإلشارة إلى‬
‫ذلك بهذه الكيفية ( دون دار نشر) ‪.‬‬
‫‪ -‬مكان النشر‪ :‬يأتي دائما بعد دار النشر‪ ،‬وفي حالة عدم وجوده يجب اإلشارة إلى ذلك (دون مكان نشر)‪.‬‬
‫‪ -‬سنة النشر‪ :‬تــأتي بعد مكان النشــر‪ ،‬وفي حالــة عدم وجودها‪ ،‬يجب اإلشارة إلى ذلك (دون سنة نشر)‪.‬‬
‫‪ -‬الطبعة‪ :‬هنا يجب اإلشارة إلى رقم الطبعة إذا طبع الكتاب للمرة الثانية فأكثر‪ ،‬وإذا لم نجد رقم الطبعة‪،‬‬
‫فهذا يعني بصفة غير مباشرة أنها الطبعة األولى للكتاب‪ ،‬وال داعي لإلشارة في الهامش أن ليس هناك رقما‬
‫للطبعة‪.‬‬
‫‪ -‬الجزء‪ :‬هناك بعض الكتب تكون بأجزاء وإذا كان هذا الجزء يحتوي على أي عنوان‪ ،‬يجب اإلشارة إلى هذا‬
‫العنوان‪.‬‬
‫‪ -‬الصفحة‪ :‬آخر ما يشار إليه هو ذكر رقم الصفحة‪.‬‬
‫تجدر اإلشارة في األخير إلى أن الفصل بين هذه البيانات يكون بالفواصل‪ ،‬وليس بالضرورة أن تحتوي كل‬
‫الكتب على البيانات السالفة الذكر‪ ،‬كالجزء والسنة والطبعة مثال‪ ،‬ففي حالة تخلف إحدى هذه البيانات‬

‫‪ - 93‬في كثير من األحيان نحتاج أثناء إعداد البحوث إلى قائمة الرموز لتسهيل إدراج املصادر واملراجع في الهامش‪ ،‬وهذه بعض الرموز األكثر استعمال‪:‬‬
‫‪ -‬مجلد ‪ - Vol‬املرجع السابق ‪cit-Op‬‬
‫‪ -‬جزء ‪ - Tom‬املرجع نفسه ‪Ibid‬‬
‫‪ -‬صفحة ‪ - P‬وثيقة ‪Doc‬‬
‫‪ -‬طبعة ‪ - Ed‬الناشر ‪Pub‬‬

‫‪65‬‬
‫ننتقل مباشرة إلى البيانات املوالية بكيفية متسلسلة على النحو الذي تم سابقا‪ ،‬مع اإلشارة لذلك الغياب‬
‫كما سبق ذكره‪.‬‬
‫أمثلة توضيحية‪:‬‬
‫إذا أستعمل الباحث "كتاب القضاء الدستوري وسؤال الدولة الدستورية" ملؤلفه "صالح أزحاف"‬
‫وأخذ مثال فقرة في الصفحة ‪ 210‬كمرجع ‪ ،‬يتم وضعه في الهامش على النحو التالي؛‬
‫صالح أزحاف‪" ،‬القضاء الدستوري وسؤال الدولة الدستورية"‪ ،‬مطبعة األمنية الرباط‪ ،‬الطبعة االولى‬
‫‪، 2020‬ص ‪.210‬‬
‫وإذا تم األخذ من نفس املرجع مرة أخرى يتم استعمال فقط‬
‫صالح أزحاف‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪.211 :‬‬
‫ب‪ -‬الهامش الذي يشار فيه إلى كتاب ورد ملرتين متتاليتين‪ :‬إذا تكرر ذكر الكتاب مرة أخرى ولم يتوسطه‬
‫أي مصدر آخر‪ ،‬يعني أنه ورد في الهامش ملرتين متتاليتين‪ ،‬يستغنى في هذه الحالة عن ذكر اسم املؤلف‬
‫ونكتفي بعبارة " املرجع نفسه"‪ ،‬ثم اإلشارة إلى الصفحة‪.‬‬
‫مثال توضيحي‪:‬‬
‫صالح أزحاف‪" ،‬القضاء الدستوري وسؤال الدولة الدستورية"‪ ،‬مطبعة األمنية الرباط‪ ،‬الطبعة االولى‬
‫‪، 2020‬ص ‪.210‬‬
‫املرجع نفسه‪ ،‬ص‪.211‬‬
‫وإن كان الكتاب باللغة األجنبية يذكر عبارة ‪ ibid‬اختصارا للكلمة الالتنية ‪ ibidem‬وتعني املرجع نفسه‪.‬‬
‫ج‪ -‬الهامش الذي يشارفيه إلى كتاب ورد ملرتين غيرمتتاليتين‪ :‬يجب أن نميز هنا بين حالة استعمال مرجع‬
‫واحد فقط لنفس املؤلف‪ ،‬فهنا يشترط ذكر اسم املؤلف يتبع بعبارة مرجع سابق أو املرجع السابق‪ ،‬ثم رقم‬
‫الصفحة‪ .‬أما إذا كان للمؤلف مرجع أخر تم االعتماد عليه‪ ،‬فهنا ال بد من تحديد عنوان الكتاب املستعمل‬
‫أيضا‪.‬‬
‫مثال توضيحي‪:‬‬
‫صالح أزحاف‪" ،‬القضاء الدستوري وسؤال الدولة الدستورية"‪ ،‬مطبعة األمنية الرباط‪ ،‬الطبعة االولى‬
‫‪، 2020‬ص ‪.210‬‬
‫وتم استعمال أيضا مرجع لنفس املؤلف‬
‫صالح أزحاف‪ "،‬الحريات األساسية نحو تأسيس دستوري ملجتمع التعايش"‪ ،‬مطبعة املعارف الجديدة‪،‬‬
‫الرباط‪ ،‬الطبعة األولى ‪120 ،2 ،2018‬‬

‫‪66‬‬
‫فتكون االحالة هنا على النحو األتي‬
‫صالح أزحاف‪" ،‬القضاء الدستوري وسؤال الدولة الدستورية"‪ ،‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪2011 :‬‬
‫في حالة كون املرجع باللغة الفرنسية‪ ،‬نكتب ما يلي‪:‬‬
‫‪FERRY Claude, La validité des contrats en droit international privé, L.G.D.J, Paris, 1989, P -1‬‬
‫‪25.‬‬
‫‪2- TERKI Noureddine, L’arbitrage commercial international en Algérie, O.P.U, 1999, P 90.‬‬
‫‪3- FERRY Claude, Op, Cit, P 32.‬‬
‫هذا املثال يتعلق باستعمال كتاب واح د لنفس املؤلف باللغة الفرنسية‪ ،‬أما إذا كان للكاتب أكثر من مرجع‬
‫في الهوامش‪ ،‬في هذه الحالة ال بد من ذكر اسم الكاتب ثم عنوان الكتاب ثم نكتب ‪ Cit, Op‬وهي اختصار‬
‫لعبارة ‪ opera citato‬الالتينية والتي تعني املرجع السابق‪،.‬ثم الصفحة‪.‬‬
‫‪_ 2‬طريقة االحالة على الرسائل الجامعية واألطروحات‪ :‬في حالة استعمالها في الهامش ألول مرة‪ ،‬نكتب‪:‬‬
‫‪ -‬اسم الباحث‪- .‬عنوان البحث‪- 3 .‬تحديد طبيعة البحث (بحث االجازة‪ ،‬ماستر‪ ،‬دكتوراه)‪ -‬تخصص‪- .‬اسم‬
‫الجامعة والكلية‪-‬سنة املناقشة‪-.‬رقم الصفحة‪.‬‬
‫مثال توضيحي‪:‬‬
‫يونس الشامخي‪ ":‬تطور أساس املسؤولية اإلدارية في ضوء االجتهاد القضائي اإلداري املغربي واملقارن"‬
‫أطروحة لنيل الدكتوراه في القانون العام‪ ،‬جامعة محمد الخامس‪ ،‬كلية الحقوق‪ ،‬سال‪ ،‬املوسم الجامعي‬
‫‪ ،2015-2014‬ص‪.40‬‬
‫هناء الحمومي ‪ " ،‬املسؤولية اإلدارية عن األضرار البيئية" رسالة لنيل دبلوم املاستر في القانون‬
‫العام"‪،‬جامعة سيدي محمد بن عبد هللا‪ ،‬كلية العلوم القانونية واالقتصادية واالجتماعية فاس‪ ،‬السنة‬
‫الجامعية ‪ ،2014\2013‬ص‪.120‬‬
‫لإلشارة فإنه في حالة تكرار استعمال األطروحات والرسائل الجامعية‪ ،‬نتبع نفس القواعد املبينة سابقا‪.‬‬
‫‪_ 3-‬طريقة االحالة على املقاالت والدراسات ‪ :‬يتم التمييز هنا بين ذكر املقال للمرة األولى و بين استعماله‬
‫ملرات متعددة‪ ،‬فإذا استعمل املقال ألول مرة‪ ،‬يجب ذكر البيانات التالية في الهامش‪ ،‬وذلك مع مراعاة‬
‫التسلسل اآلتي‪:‬‬
‫‪ 1-‬اسم صاحب املقال‪- 2.‬عنوان املقال‪- 3 .‬اسم املجلة‪-4 .‬رقم عدد املجلة‪ -5 .‬املطبعة ‪ -6‬شهر وسنة‬
‫النشر‪-7.‬رقم الصفحة‪.‬‬
‫‪ -‬إذا ذكر املقال ملرتين متتاليتين نكتب‪ :‬املرجع نفسه‪ ،‬رقم الصفحة‪.‬‬

‫‪67‬‬
‫‪ -‬إذا ذكر املقال أكثر من مرة بصورة غير متتالية نكتب‪ :‬اسم صاحب املقال‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬رقم الصفحة‪.‬‬
‫‪ -‬إذا كان للمؤلف أكثر من مقال استعمل في البحث نكتب‪ :‬اسم صاحب املقال‪ ،‬عنوان املقال‪ ،‬مرجع سابق‪،‬‬
‫رقم الصفحة‪.‬‬
‫مثال‪ :‬بنجلون عصام‪ ":‬التنفيذ الجبري ضد اإلدارة" مقال منشور باملجلة املغربية لإلدارة املحلية والتنمية‪،‬‬
‫عدد ‪ ،59‬نونبر_ دجنبر ‪،2004‬ص ‪.12‬‬
‫‪- 4‬طريقة االحالة على النصوص القانونية والتنظيمية‪ :‬نتبع بهذا الشأن الخطوات التالية‪:‬‬
‫‪-‬تحديد فصل أو مادة تم نوع النص القانوني ‪( :‬دستور‪ -‬قانون تنظيمي‪ ،‬قانون عادي‪ ،‬مرسوم‪- ).... ،‬تحديد‬
‫رقمه – تاريخه الهجري وامليالدي ‪-‬بيان مضمونه أي عنوانه‪ -.‬رقم ظهير تنفيذه ‪-‬عدد الجريدة الرسمية‬
‫والتاريخ الذي صدرت فيه والصفحة‪.‬‬
‫أمثلة توضيحية‪:‬‬
‫املادة ‪ 64‬من القانون التنظيمي املتعلق بالجهات ‪ ،‬الصادر بتنفيذه الظهير الشريف رقم ‪ 1.15.83‬بتاريخ ‪7‬‬
‫يوليوز ‪ ،2015‬ج‪.‬ر‪ .‬عدد ‪ 6830‬مكرر بتاريخ ‪.2015/07/19‬‬
‫‪ 5‬ـ طريقة االحالة على األحكام و القرارات القضائية‪ :‬لإلحالة على األحكام القضائية ‪ ،‬نتبع الخطوات‬
‫التالية‪:‬‬
‫اسم املحكمة التي أصدرت الحكم أو القرار‪ - .‬رقم الحكم أو القرار‪ - .‬تاريخ صدور الحكم أو القرار‪ -‬رقم‬
‫امللف ونوعه‪ -‬تم األطراف‪ -‬تم املصدر الذي أخذ منه الحكم أو القرار‪.‬الصفحة‪.‬‬
‫مثال ذلك‪:‬‬
‫حكم املحكمة اإلدارية بوجدة رقم ‪ 79/96‬بتاريخ ‪ 15‬ماي ‪ 1996‬ملف رقم ‪ ( 77/95‬ورثة (‪ )...‬ضد (‪،)...‬‬
‫منشور باملجلة املغربية لإلدارة املحلية والتنمية‪ ،‬عدد ‪ 8‬أبريل ‪ ،1994‬ص‪.145‬‬
‫‪ -6‬طريقة االحالة على الوثائق االلكترونية‪:‬‬
‫يتم االحالة على الوثائق اإللكترونية كما يلي‪ - :‬االسم الكامل للمؤلف‪ - .‬عنوان املوضوع‪ - .‬تاريخ النشر‪- .‬‬
‫تاريخ وساعة اإلطالع على املعلومة‪ - .‬العنوان اإللكتروني‪.‬‬
‫مثال‪:‬‬
‫عماد حسن أبو طالب‪ ،‬عمليات األمم املتحدة لحفظ السالم‪ ،‬يناير ‪،1998‬تم اإلطالع عليه بتاريخ‬
‫‪،2015/12/15‬على الساعة ‪ ،13:00‬في املوقع‪:‬‬
‫‪http:// www.digital_ahram.org.eg/articles.‬‬
‫طريقة ترقيم الهوامش‬

‫‪68‬‬
‫الباحث يقوم بترقيم هوامشه وذلك بوضع أرقام تقابل األرقام التي تمت اإلشارة إليها في املتن‪ ،‬فإذا ورد باملتن‬
‫رقم ‪ 1‬بين قوسين وجب أن يتطابق مع رقم ‪ 1‬في الهامش أيضا‪.‬‬
‫وجب أن يكون الرقم االستداللي بين مزدوجتين بعد الكلمة أو الجملة أو الفقرة‪.‬‬
‫هناك طريقتين لترقيم الهامش‪:‬‬
‫الترقيم املستقل ‪ :‬حيث يعمل الباحث على وضع الهوامش في أسفل صفحة‪ ،‬بحيث تستقل كل صفحة‬
‫بهوامشها‪ ،‬ويمكن أن يبدأ ترقيم جديد في كل صفحة‪.‬‬
‫الترقيم املتسلسل‪ :‬هي أرقام متسلسلة تصاعدية‪ ،‬من الرقم ‪ 1‬إلى أخر رقم في االحاالت‪.‬‬
‫هذه الطريقة هي جد سهلة وميسرة للباحث والقارئ معا‪ ،‬فالهامش املكتوبة في أسفل كل صفحة تجنب‬
‫القارئ أو املناقش عناء البحث عن الهامش في نهاية الفصل‪.‬‬
‫تجميع الهوامش‪ :‬هذه الطريقة تقتض ي جمع الهوامش في أخر صفحة في البحث‪ ،‬أو جمع هوامش كل فصل‬
‫أو مبحث ووضعها في نهاية ال فصل أو املبحث‪ ،‬وترقم ترقيم واحد متسلسل تصاعدي‪ ،‬لكن ما يعاب على‬
‫هذه الطريقة أنها غير عملية ومتعبة‪ ،‬فالقارئ يجد صعوبة في االهتداء إلى املرجع محل اإلشارة الهامشية‪.‬‬
‫الفقرة الثانية‪ :‬توثيق املراجع ( قائمة املراجع )‬
‫طرق توثيق املراجع ( الفهرس ) يتم تقسيم قائمة املراجع إلى قسمين‪ ،‬حيث يتناول القسم األول قائمة‬
‫املراجع باللغة العربية والقسم الثاني قائمة املراجع باللغة األجنبية‪94 ،‬وتصنف املراجع وفـق الترتيب التالي‪:‬‬
‫أوال‪ :‬املؤلفات‪ -1 ،‬املؤلفات العامة‪ :‬هي مؤلفات تعالج املوضوع بشكل عام تم ‪-2‬املؤلفات الخاصة‪،‬‬
‫تعالج املوضوع بشكل خاص ومباشر‪.‬‬
‫–ثانيا‪ :‬األطروحات والرسائل الجامعية‪ -1.‬األطروحات‪ -2،‬الرسائل‬

‫‪ - 94‬ينصح باستعمال التقسيم التالي‪:‬‬


‫أوال‪ :‬باللغة العربية‬
‫‪- 1‬الكتب (يمكن تقسيمها إلى كتب عامة وكتب متخصصة)‬
‫‪- 2‬املقاالت‬
‫‪- 3‬الرسائل الجامعية‬
‫‪- 4‬الوثائق األخرى (اتفاقيات دولية‪ ،‬نصوص قانونية‪ ،‬أحكام قضائية‪ ،‬املنشورات‪ ،‬التقارير‪ ،‬املحاضرات‪)...‬‬
‫(بالنسبة للتشريعات بصفة عامة فإنها ترتب حسب سنوات الصدور مع مراعاة التدرج الخاص بها)‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬باللغات األجنبية‬
‫‪(Ouvrages (généraux, Spécifique-1‬‬
‫‪Articles-2‬‬
‫‪Thèses et Mémoires-3‬‬
‫‪Documents-4‬‬
‫ثالثا‪ :‬مو اقع االنترنت‬

‫‪69‬‬
‫ثالثا‪- :‬املقاالت والدراسات مع ذكررقم الصفحة التي بها املقال( من‪ ...‬إلى‪.) ...‬‬
‫‪ .‬رابعا ‪-‬النصوص القانونية‪.‬‬
‫خامسا‪- :‬األحكام والقرارات‬
‫‪ - .‬سادسا‪ :‬املراجع اإللكترونية‪.‬‬
‫تم ينتقل الباحث للقسم الثاني الخاصة باللغة األجنبية ويقسم بنفس الترتيب السابق‪.‬‬
‫كما يجب ترتيب البيانات وفق القواعد السالفة الذكردون اإلشارة إلى الصفحة‪ ،‬فقط املقاالت تحديد‬
‫مكان املقال في املجلة‪.‬‬
‫فيما يتعلق باملراجع باللغة الفرنسية‪ ،‬يراعى نفس الترتيب املذكورو يكون كما يلي‪:‬‬
‫‪Ouvrages.: généraux/ spéciaux 2- Thèses et mémoires. 3- Articles. 4- Textes juridiques. 5- -1‬‬
‫‪Jugements et décisions. 6- Références internet‬‬
‫بعد تقسيم قائمة املراجع‪ ،‬يتم ترتيب املراجع املستعملة فيما بينها وذلك بإتباع إحدى الطرق التالية‪:‬‬
‫‪- 1‬الترتيب على أساس سنة النشر ( الترتيب التاريخي )‪ :‬يكون هذا الترتيب بطريقة تسلسلية من أقدم مرجع‬
‫إلى أحدث مرجع‪.‬‬
‫‪ -3‬الترتيب على أساس الحروف األبجدية أو الهجائية )‪ 95‬الترتيب األلف بائي (‪ :‬يكون ذلك بالنظر إلى‬
‫الحرف األول الذي يبدأ به لقب املؤلف‪ ،‬وإذا كانت ألقاب املؤلفين تبدأ بنفس الحروف‪ ،‬فإنه ينظر‬
‫إلى الحرف الثاني فالثالث‪ ،‬وهكذا حتى يصل الباحث إلى ترتيب كل املصادر واملراجع‪ ،‬وهذا‬
‫التصنيف يشمل كل املصادر واملراجع سواء كانت كتبا أو مقاالت أو غيرها‪ ،‬باللغة العربية كانت أو‬
‫الفرنسية‪ ،‬وينصح باستعمال هذه الطريقة‪ ،‬وهي األكثر إتباعا في إعداد قائمة املراجع‪.‬‬

‫املبحث الثاني إخراج البحث إلى حيزالوجود‬


‫هذه املرحلة هي أخر مرحلة وأهمها‪ ،‬فعلى الباحث مراعاة مجموعة من املقتضيات والشكليات التي تزيد‬
‫من القيمة العلمية للبحث‪ ،‬سواء املقتضيات املتعلقة بمكمالت البحث‪ ،‬أو الشكليات الهامة املتعلقة‬
‫بالشكل النهائي للبحث‪.‬‬

‫‪ - 95‬الحروف األبجدية ‪ :‬أ ب ج د ه و ز ح ط ي ك ل م ن س ع ف ص ق ر ش ت ث خ ز ض ظ غ‪.‬‬


‫الحروف الهجائية‪ :‬أ ب ت ث ج ح خ د ر ز س ش ص ض ط ظ ع غ ف ق ك ل م ن ه و ي‪.‬‬

‫‪70‬‬
‫املطلب األول‪ :‬مكمالت البحث العلمي‬
‫بعد االنتهاء من كتابة البحث‪ ،‬هناك مجموعة من املقتضيات تزيد من قيمة البحث العلمي‪ ،‬كما هو‬
‫الشأن بالنسبة للمالحق وإعداد ترتيب قائمة املراجع وتنظيم الفهرس في نهاية بحثه‪ ،‬وتخصيص صفحة‬
‫اإلهداء وأخرى للشكر ‪.‬‬
‫الفرع األول‪ -‬املالحق‬
‫وهي املعلومات التي يريد الباحث إلحاقها بالبحث وال يستطيع أن يدرجها داخل مضمون البحث‪،‬‬
‫أهمية ٌ‬
‫علمية وتربطها باملوضوع عالقة مباشرة ‪.‬‬ ‫كما يشترط في املالحق أن تكون ذات ٌ‬
‫بالنسبة للمالحق يتعين على الباحث أن يعمل على ترقيمها بشكل متسلسل بعد االنتهاء من الخاتمة‪.‬‬
‫ويجب استعمال فقط املالحق الناذرة وصعبة املنال على القارئ وال يمكن الوصول إليها‪ ،‬فال يجوز‬
‫مثال وضع نصوص قانونية متوفرة بشكل سهل للعموم كملحق‪.‬‬
‫عموما يتم تضمين في املالحق النصوص التنظيمية املنظمة لبحثه‪ ،‬نصوص املعاهدات الدولية‪/‬‬
‫األحكام والقرارات القضائية خاصة غير منشورة‪ /‬اإلحصائيات والبيانات التي يحصل عليها الباحث من‬
‫الجهة املختصة ‪...‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬قائمة املصادرواملراجع‬


‫وتشمل هذه القائمة املراجع التي رجع إليها الباحث في بحثه‪ ،‬ويجب أن تعبر هذه القائمة بدقة عن‬
‫املراجع التي رجع إليها الباحث في بحثه ‪.‬‬
‫هناك من يغرق الئحة املراجع بمراجع ال نجد لها موقع في البحث ليبرز أنه استعمل عدة مراجع‪ ،‬كما‬
‫يستعمل مراجع أجنبية تكون مغلوطة‪ ،‬وهناك من يستعملها من الطلبة ليبرز تنوع املراجع حتى من اللغات‬
‫األجنبية‪ ،‬أي يتم توظيفها شكال فقط‪.‬‬
‫أما صياغة وترتيب الئحة املصادر(أنظر محور التوثيق)‪.‬‬
‫الفرع الثالث‪ :‬الفهرس‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫يشار في الفهرس إلى عناوين املوضوعات التي يحتويها البحث وفقا للخطة الواردة في البحث مضافا إليها‬
‫العناوين الفرعية األساسية في البحث (مقدمة عامة‪ -‬الفصل األول‪ -‬املبحث األول‪-‬املطلب األول واملطلب‬
‫الثاني تم الفروع والفقرات‪ )...‬مع اإلشارة إلى رقم الصفحة لكل عنوان من العناوين الواردة في الفهرس ‪.‬‬
‫التصميم يتميز بالتغيير الدائم طيلة فترة البحث‪ ،‬حسب تطور مشروع البحث العلمي‪ ،‬كما أن يمكن أن‬
‫يتغير من طرف الباحث أو األستاذ املشرف أو مقررين أو لجنة املناقشة ‪.‬‬

‫‪71‬‬
‫‪ -‬صفحة اإلهداء‪ :‬تتضمن كلمان رقيقة موجهة للعائلة واألقرباء واألحبة‪.‬‬
‫‪ -‬صفحة الشكر‪ :‬يدون فيها كل من ساعد وساند الباحث في القيام بالبحث عادة يتم شكر فيها كل‬
‫من األستاذ املشرف واللجنة املناقشة وكل األساتذة الذين ساهموا في تكوينه‪.‬‬
‫‪ -‬صفحة االستشهاد‪ :‬كما يمكن للباحث في بداية بحثه أن يستشهد بنص قراني أو حديث نبوي أو‬
‫قولة مشهورة بشرط يكون ذلك االستشهاد له عالقة بموضوع البحث‪.‬‬
‫‪ -‬صفحة املختصرات‪ :‬تتضمن رموز ودالالت مختصرة لها عالقة بالبحث وتكون عادة باللغة العربية‬
‫والفرنسية‪.‬‬

‫‪-‬أمثلة على ذاك‪ :‬املختصرات بالعربية‬


‫ج‪ :‬جزء‪،‬‬
‫ج‪.‬ر‪ :‬الجريدة الرسمية‪،‬‬
‫د‪.‬س‪ :‬دون سنة‪،‬‬
‫د‪.‬ط‪ :‬دون طيعة‪،‬‬
‫ص‪ :‬صفحة‪،‬‬
‫ع‪ :‬عدد‪،‬‬
‫ق‪.‬ل‪.‬ع‪ :‬قانون االلتزامات والعقود‪،‬‬
‫ق‪.‬م‪.‬م‪ :‬قانون املسطرة املدنية‪،‬‬
‫ق‪.‬م‪.‬ج‪ :‬قانون املسطرة الجنائية‪،‬‬
‫ق‪.‬ج‪ :‬قانون الجنائي‪،‬‬
‫م‪.‬ش‪ :‬مدونة الشغل‪،‬‬
‫م‪.‬ت‪ :‬مدونة التجارة‪،‬‬
‫م‪.‬س‪ ،‬مرجع سابق‪....‬‬
‫أمثلة املختصرات باللغة الفرنسية‪: Abréviations En Français:‬‬
‫‪N°.:numero‬‬
‫‪P.: page‬‬
‫‪Ed: édition‬‬
‫‪Op.cit: ouvrage précité‬‬
‫‪Imp.: imprimerie‬‬
‫‪72‬‬
‫‪R: Revue…..‬‬
‫املطلب الثاني‪ -‬الشكل النهائي للبحث العلمي‬
‫بعد انتهاء الباحث من تدوين وتوثيق البحث وقبل إعطائه للمشرف أو مناقشته أمام اللجنة‪ ،‬وجب‬
‫اإلتباع الخطوات التالية‪:‬‬
‫‪1-‬مراجعة البحث ‪ :‬على الباحث قبل القيام بطبع البحث‪ ،‬أن يعمل على قراءته عدة مرة قراءات متأنية‪،‬‬
‫وملا ال إعطائه لصديق يتق فيه وله تجربة وتخصص في مجال البحث أو في مجال التدقيق في اللغة العربية‬
‫ملساعدته‪ ،‬في تصحيح األخطاء اللغوية والنحوية واملطبعية‪ ،‬فعند املراجعة قد يكتشف الباحث تناقضات‬
‫بين أجزاء البحث وفقراته لم ينتب إليها أثناء التحرير النهائي‪ ،‬كما قد يصادف عدم التوازن بشكل واضح‬
‫ويعمل على التخفيف منه‪ ،‬والتأكد أيضا من الصياغات األفكار غير الدقيقة ويتأكد من وضوح العناوين‬
‫ودقتها في التعبير عن املحتوى‪ ،‬كل ذلك سيساهم ال محالة في تحسين جودة البحث وتجنب انتقادات لجنة‬
‫املناقشة‪.‬‬
‫‪2-‬توجيهات املشرف‪ :‬إدخال املالحظات التي نبها لها األستاذ املشرف ال من حيث الشكل أو املضمون‪.‬‬
‫‪3-‬الغالف ‪ :‬أن يهتم بتنظيم غالف البحث مثال أن ال يقوم بكتابة إسم املشرف تحت إسم الطالب‪ ،‬من‬
‫األحسن يكونان في نفس السطر‪ ،‬الباحث على اليمين واملشرف أقص ى الشمال‪ ،‬مثال على تنظيم الغالف ‪:‬‬
‫اسم الجامعة ويليها اسم الكلية وشعارهما إن أمكن تم نوع البحث بحث أو رسالة أو أطروحة والتخصص‬
‫و عنوان البحث ‪ -‬اسم الباحث على اليمين واملشرف على الشمال‪ -‬تم أعضاء لجنة املناقشة وصفتهم‪ ،‬وأخيرا‬
‫السنة الجامعية ‪.‬‬
‫‪4-‬التنظيم الداخلي للبحث‪ :‬يخضع التنظيم الداخلي للبحوث لشكليات مهمة‪:‬‬
‫‪-‬الورقة املوالية لغالف البحث تبقى فارغة‪ ،‬الصفحة الثانية يعاد ما تم كتابه في الغالف‪ ،‬تم في الصفحة‬
‫الثالثة االستشهاد يليه اإلهداء وبعده كلمة الشكر‪ ،‬في الصفحة السادسة تتضمن املختصرات أي الرموز‬
‫والدالالت املرتبطة بالبحث‪ ،‬الصفحة السابعة يبتدئ الباحث باملقدمة ومنها يبدأ بترقيم الصفحات‪ ،‬بعد‬
‫الخاتمة‪ ،‬يضع املالحق إن وجدت‪ ،‬تم الئحة املراجع مع ترتيبهم أبجديا‪ ،‬وأخيرا فهرس البحث‪.‬‬
‫‪ -‬كما وجب على الباحث التأكد من الترقيم التسلسلي للصفحات‪ ،‬وأيضا التأكد من تناسب أرقام عناوين‬
‫الفهرس مع عناوين املضمون‪ ،‬وتنظيم الهوامش‪ ،‬وتوحيد خط الكتابة وتحويل البحث إلى صيغة ‪ pdf‬لكي‬
‫ال يختل تنظيمه أثناء الطبع‪.‬‬
‫‪5-‬طبع البحث ‪ :‬بعد إتباع الباحث الخطوات املاضية يصبح البحث جاهز للطبع‪ ،‬وبالتالي يتجه البحث‬
‫للمطبعة ويعمل على نسخ البحث في جهة واحدة للورقة‪ ،‬ويترك األخرى فارغة ومن األحسن نسخ الغالف‬

‫‪73‬‬
‫والشكر والتهنئة باأللوان وأي استمارة أو بيانات أو إحصائيات‪ ،‬موجودة في البحث إلعطاء نظرة جمالية‬
‫للبحث‪.‬‬
‫بعد الطبع يتعين على الباحث إعادة القراءة من املطبوع‪ ،‬لتدارك أي خطئ شكلي أو موضوعي‪ ،‬تم‬ ‫‪-‬‬
‫بعد ذلك يمنح الباحث نسخة للمشرف ونسخ للجنة املناقشة ويستعد هنا الباحث إلعداد تقرير البحث من‬
‫أجل مناقشة البحث‬
‫‪6-‬مناقشة البحث‬
‫تعتبر املناقشة هي مرحلة األخيرة في عمر البحث العلمي‪ ،‬وهنا وجب أن نشير على اختالف صيغة‬
‫املناقشات بين الدكتوراه واملاستر‪ ،‬في حين أنه لسوء الحظ أن بحوث اإلجازة لم تعد تناقش كما السابق‪.‬‬
‫فأطروحة الدكتوراه قبل املناقشة وجب عرضها على ثالثة مقررين إلعطاء رأيهم مكتوب عن‬ ‫‪-‬‬
‫األطروحة وهل هي صالحة للمناقشة من عدمه‪ ،‬مع إبداء مالحظاتهم عن العمل سواء من حيث الشكل أو‬
‫املضمون‪ ،‬وفي حالة إيجابية التقارير أو على األقل تقريرين يمنح رئيس املؤسسة اإلذن الباحث للمناقشة‬
‫ويتم بعد ذلك اختيار لجنة املناقشة ويتم تحديد وقت ومكان املناقشة‪.‬‬
‫أما بالنسيبة لرسائل املاستر‪ ،‬يقتصر األمر على موافقة املشرف على الرسالة ويتم إخبار رئيس‬ ‫‪-‬‬
‫املؤسسة بلجنة املناقشة املكونة على األقل من املشرف وعضوين أخرين‪ ،‬وتكون املناقشة أيضا علنية‪.‬‬
‫في كل من الدكتوراه واملاستر وجب على الباحث تهيئة تقرير حول عمله إللقائه على اللجنة العلمية‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫مع ضرورة التركيز فيا لتقرير فقط على العناصر األساسية للموضوع و أيضا يركز على النتائج والتوصيات‬
‫التي جاء بها الباحث‪.‬‬
‫عموما يمكن إجمال أهم نقط التقرير في ما يلي ‪:‬‬
‫‪-‬كلمة شكر مقتضبة لألستاذ املشرف وأعضاء اللجنة وكل األساتذة الذين ساعدوه للوصول لهذه‬
‫املرحلة املهمة في حياته‪ ،‬تم يشكرالعائلة واألصدقاء والحضور‪.‬‬
‫‪-‬أسباب اختياراملوضوع‬
‫‪-‬اإلشكالية الرئيسية للموضوع‬
‫‪-‬واإلشارة للمنهج املتبع والتقسيمات الكبرى للموضوع‬
‫‪-‬عرض ألهم النقط في موضوع البحث باختصارالشديد‪.‬‬
‫‪-‬تم الختم بأهم النتائج والتوصيات‪.‬‬
‫لهذا وجب على الباحث قبل يوم املناقشة أن ينام جيدا وأن يجهز أحسن مالبسه وأن يتدرب جيدا في‬
‫إلقاء التقرير قبل إلقاءه أمام اللجنة‪ ،‬تجنب لالرتباك وتجنب لعدم احترام املدة الزمنية املحددة والتي غالبا‬

‫‪74‬‬
‫تتراوح بين ربع ساعة ونصفها حسب لجنة املناقشة‪ ،‬ومن األحسن أن يتم إلقاء التقرير بدون النظر مطوال‬
‫إلى التقرير بل فقط النظر من حين ألخر لألفكار والعناصر األساسية‪.‬‬
‫قبل إعطاء الكلمة للباحث‪ ،‬يفتتح رئيس اللجنة الكلمة بتقديم الباحث وموضوع بحثه وتقديم‬
‫أعضاء لجنة املناقشة مع تقديم الشكر لهم لحضورهم وكل املجهودات التي يبدلونها في سبيل البحث‬
‫العلمي‪.‬‬
‫بعد إلقاء التقرير بصيغته املذكورة سابقا‪ ،‬يعمل رئيس اللجنة بإعطاء الكلمة لألساتذة ‪ ،‬وجرت‬
‫العادة أن تعطى الكلمة ألقدم األساتذة أو أستاذ خارج املؤسسة أو حسب جلوسهم يمينا إلى اليسار‪.‬‬
‫بعد انتهاء املداخالت اللجنة يتم إرجاع الكلمة للباحث لتقديم كل املالحظات اإلضافية واإلجابة عن‬
‫كل تساؤل تم طرحه من اللجنة‪ ،‬وليس من الضرورة اإلجابة على كل األسئلة‪ ،‬مع ضرورة التزامه أمام اللجنة‬
‫بإدخال كل املالحظات في التصحيح التي ستعرفها الرسالة أو األطروحة‪ ،‬ويختم تدخله بالشكر لألستاذ‬
‫املشرف واللجنة والحضور‪.‬‬
‫يرفع الرئيس الجلسة لتداول بين أعضائها‪ ،‬بعد املداولة يتم إعالن النتيجة إما بقبولها مع ذكر امليزة مشرف‬
‫أو مشرف جدا أو تأجيلها ويحرر تقرير املناقشة يوقع عليه أعضاء اللجنة‪ ،‬ويتم اإلعالن علنيا وشفويا‪.‬‬
‫بينما في سلك املاستر يتم تنقيط الباحثين‪.‬‬

‫‪75‬‬
‫خاتمة عامة‬
‫ال يخفى على أي باحث أن دراسة وبحث مناهج العلوم القانونية لطلبة الكليات ذات الصلة عملية علمية‬
‫تربوية بعيدة التأثير وقوية الفعالية في ميدان التكوين القانوني‪ ،‬فهي تساهم‪:‬‬
‫‪ ‬تقوية لدى الطلبة القدرة على االكتشاف والتفسير والفهم والتنظيم ويزودهم بطرق وأساليب‬
‫ومناهج البحث العلمي في ميدان تخصصاتهم ودراساتهم واهتماماتهم في ميدان العمل والبحث‬
‫العلمي مستقبال‪.‬‬
‫‪ ‬إكساب الطلبة األسس القانونية السليمة للبحث العلمي القانوني‪.‬‬
‫‪ ‬زيادة مهارات الطلبة في فن الكتابة القانونية وفق األصول العلمية‪.‬‬
‫‪ ‬تمكين الطلبة من إعداد أبحاثهم القانونية بشكل يسير على أسس علمية سليمة‬
‫لذا فالطالب مطلوب منه التركيز على ضبط املحاضرات األساسية ملا لها من أهمية كبرى في املنهج‪ ،‬حيث‬
‫أنها تساعد في حل العديد من املسائل املتعلقة باملنهج الدراس ي‪ ،‬ويجب أال يخفى عليه أنه في مرحلة تعليم‬
‫جديدة تتطلبا منهجية جديدة وطريقة جديدة‬
‫فهو مدعو إلى القناعة بكليته وباختصاصك وعدم االستماع إلى القول السلبي الذي يقال ‪ ( .‬مثال الكلية‬
‫دون املستوى ‪ ،‬الدرجات الجامعية تأتي بالواسطة ) وتحقيق التوازن بين متطلبات الكلية ( النظرية و‬
‫العملية ) و بين املتطلبات الحياتية‪.‬‬

‫‪76‬‬
‫الفهرس‬
‫‪1‬‬ ‫مقدمة عامة‬
‫‪3‬‬ ‫املحوراألول‪ :‬تعريف مفاهيم املادة وشروط البحث العلمي‬
‫‪3‬‬ ‫املبحث األول‪ :‬محاولة في تعريف مفاهيم املادة‬
‫‪3‬‬ ‫املطلب األول‪ :‬تعريف العلم‬
‫‪4‬‬ ‫املطلب الثاني‪ :‬وظائف وأهداف العلم‬
‫‪4‬‬ ‫الفرع األول‪ :‬وظائف العلم‬
‫‪5‬‬ ‫الفرع الثاني‪ :‬أهداف العلم‬
‫‪6‬‬ ‫الفرع الثالث‪ :‬خصائص العلم‬
‫‪7‬‬ ‫املطلب الثالث‪ :‬تعريف املناهج‬
‫‪8‬‬ ‫املبحث الثاني‪ :‬مفهوم البحث العلمي و أنواعه‬
‫‪8‬‬ ‫املطلب األول‪ :‬مفهوم البحث العلمي‬
‫‪9‬‬ ‫املطلب الثاني‪ :‬أنواع البحث العلمي‬
‫‪9‬‬ ‫الفرع األول‪ :‬تصنيف البحوث من ناحية النوع والحقل‬
‫‪11‬‬ ‫الفرع الثاني‪ :‬تصنيف البحوث العلمية من الناحية االكاديمية‬
‫‪12‬‬ ‫املبحث الثالث‪ :‬شروط البحث العلمي‬
‫‪13‬‬ ‫املطلب األول الشروط املرتبطة بالباحث‬
‫‪13‬‬ ‫الفرع األول‪ :‬الشخصية الباحثة‪ :‬الشروط الذاتية‬
‫‪15‬‬ ‫الفرع الثاني‪ :‬الشخصية العلمية‪ :‬الشروط املوضوعية‬
‫‪17‬‬ ‫املطلب الثاني الشروط املتصلة بموضوع البحث‬
‫‪18‬‬ ‫الفرع األول‪ :‬اختيار موضوع البحث‬
‫‪20‬‬ ‫الفرع الثاني‪ :‬تصميم خطة البحث‬
‫‪23‬‬ ‫املحورالثاني‪ :‬تصنيف مناهج البحث (التعريف باملناهج املستعملة والخطوات املتبعة)‬
‫‪23‬‬ ‫املبحث األول‪ :‬أهم تصنيفات املناهج‬
‫‪23‬‬ ‫املطلب األول‪ :‬التصنيف القديم‬
‫‪24‬‬ ‫املطلب الثاني التصنيف الحديث‬

‫‪77‬‬
‫‪24‬‬ ‫املبحث الثاني‪ :‬أهم املناهج املعتمدة في البحوث القانونية‬
‫‪24‬‬ ‫املطلب األول‪ :‬املنهج االستداللي‬
‫‪25‬‬ ‫الفرع األول‪ :‬مبادئ االستدالل‬
‫‪26‬‬ ‫الفرع الثاني أدوات االستدالل‬
‫‪26‬‬ ‫الفرع الثالث أقسام االستدالل‬
‫‪28‬‬ ‫املطلب الثاني‪ :‬املنهج التاريخي‬
‫‪28‬‬ ‫الفرع األول أهمية املنهج التاريخي‬
‫‪28‬‬ ‫الفرع الثاني‪ :‬مراحل املنهج التاريخي‬
‫‪31‬‬ ‫املطلب الرابع‪ :‬املنهج التجريبي‬
‫‪31‬‬ ‫الفرع األول‪ :‬خطوات املنهج التجريبي‬
‫‪32‬‬ ‫الفرع الثاني أنواع املتغيرات‬
‫‪32‬‬ ‫الفرع الثالث‪ :‬أنواع وطرق التجربة‬
‫‪32‬‬ ‫الفرع الرابع‪ :‬مميزات املنهج التجريبي‬
‫‪32‬‬ ‫الفرع الخامس‪ :‬عيوب املنهج التجريبي‬
‫‪33‬‬ ‫املطلب الخامس ‪ :‬املنهج الوصفي‬
‫‪33‬‬ ‫الفرع األول‪ :‬مميزات املنهج الوصفي‬
‫‪33‬‬ ‫الفرع الثاني‪ :‬مراحل املنهج الوصفي‬
‫‪35‬‬ ‫املطلب السادس‪ :‬املنهج املقارن‬
‫‪35‬‬ ‫الفرع األول‪ :‬مميزات املنهج املقارن‬
‫‪35‬‬ ‫الفرع الثاني مراحل املنهج املقارن ‪:‬‬
‫‪36‬‬ ‫الفرع الثالث‪ :‬خطوات املنهج املقارن‪:‬‬
‫‪36‬‬ ‫املطلب السابع املنهج الجدلي‬
‫‪36‬‬ ‫الفرع األول‪ :‬تعريف املنهج الجدلي‪:‬‬
‫‪37‬‬ ‫الفرع الثاني‪ :‬قوانين املنهج الجدلي‬
‫‪38‬‬ ‫املحورالثالث ‪ :‬مصادرووسائل البحث العلمي القانوني‬
‫‪38‬‬ ‫املبحث األول‪ :‬أنواع املصادر واملراجع املعتمدة في البحث‬
‫‪38‬‬ ‫املطلب األول‪ :‬املصادرأو املراجع العامة‬
‫‪78‬‬
‫‪38‬‬ ‫املطلب الثاني‪ :‬املراجع الخاصة‬
‫‪39‬‬ ‫املطلب الثالث‪ :‬األبحاث الجامعية‬
‫‪39‬‬ ‫املطلب الرابع‪ :‬املقاالت‬
‫‪41‬‬ ‫املطلب الخامس‪ :‬املصادرالقانونية‬
‫‪42‬‬ ‫املطلب السادس‪ :‬الفقه والقضاء‬
‫‪42‬‬ ‫الفرع األول‪ :‬الفقه‬
‫‪42‬‬ ‫الفرع الثاني‪ :‬القضاء‬
‫‪43‬‬ ‫املطلب السابع‪ :‬املعاجم واملوسوعات‬
‫‪46‬‬ ‫املطلب الثامن‪ :‬االنترنت‬
‫‪46‬‬ ‫املبحث الثاني‪ :‬وسائل البحث العلمي‬
‫‪46‬‬ ‫املطلب األول‪ :‬الوسائل النظرية‪:‬‬
‫‪46‬‬ ‫الفرع األول القراءة‬
‫‪47‬‬ ‫الفرع الثاني‪ :‬االقتباس واالستشهاد‪:‬‬
‫‪48‬‬ ‫املطلب الثاني‪ :‬الوسائل امليدانية‬
‫‪48‬‬ ‫الفرع األول‪ :‬املقابلة‬
‫‪51‬‬ ‫الفرع الثاني‪ :‬االستمارة االستبيانية‬
‫‪54‬‬ ‫املحورالرابع‪ :‬تدوين وتوثيق املعلومات وإخراج البحث العلمي إلى حيزالوجود‬
‫‪54‬‬ ‫املبحث األول‪ :‬تدوين وتوثيق املعلومات‬
‫‪54‬‬ ‫املطلب األول‪ :‬تدوين املعلومات‬
‫‪54‬‬ ‫الفرع األول‪ :‬طرق تدوين املعلومات‬
‫‪57‬‬ ‫الفرع الثاني‪ :‬قواعد تدوين املعلومات‬
‫‪58‬‬ ‫املطلب الثاني‪ :‬توثيق وتحريراملعلومات‬
‫‪58‬‬ ‫الفرع األول‪ :‬قواعد الكتابة والتركيب‬
‫‪62‬‬ ‫الفرع الثاني‪ :‬طريقة الكتابة والشروط الفنية للكتابة‬
‫‪63‬‬ ‫املطلب الثالث‪ :‬توثيق املعلومات‬
‫‪64‬‬ ‫الفرع األول‪ :‬املقصود بـ " توثيق مصادر البحث العلمي "‬
‫‪64‬‬ ‫الفرع الثاني ‪:‬قواعد التوثيق‬
‫‪79‬‬
‫‪70‬‬ ‫املبحث الثاني إخراج البحث إلى حيزالوجود‬
‫‪71‬‬ ‫املطلب األول‪ :‬مكمالت البحث العلمي‬
‫‪71‬‬ ‫الفرع األول‪ -‬املالحق‬
‫‪71‬‬ ‫الفرع الثاني‪ :‬قائمة املصادر واملراجع‬
‫‪71‬‬ ‫الفرع الثالث‪ :‬الفهرس‬
‫‪73‬‬ ‫املطلب الثاني‪ -‬الشكل النهائي للبحث العلمي‬
‫‪76‬‬ ‫خاتمة عامة‬

‫‪80‬‬

You might also like