Professional Documents
Culture Documents
ا ألساتذة الباحثون
أشرف بنكيران يونس وحالو
الطيب بركان
عالء الدين تكتري صالح أزحاف
جميع األفواج
املوسم الجامعي 2021/2020
مقدمة عامة
لقد مر اإلنسان بمراحل عدة ،وعلى مدى طويل من الزمان ،حتى وصل إلى ما هو عليه اليوم من التطور
في أساليب التفكير ،والحصول على املعرفة ،فمنذ نشأته أحاطت به املشكالت بشتى أنواعها ،وقد تطلب
منه مواجهتها وإيجاد الحلول املناسبة لها بإمكاناته املحدودة .وقد بدأ بمرحلة التأمل بما حوله ،والتساؤل
عن أسباب الوقائع واألحداث ،وكان من النادر أن يمر عليه يوم دون أن يتساءل عن أسباب ما يحدث له،
ً
وما يحدث من حوله في بيئته التي يعيش فيها ،وكثيرا ما كان يواجه الصعوبات لإلجابة عن تساؤالته ،وإيجاد
الحلول لها .لكنه استمر في ذلك من خالل املحاولة والخطأ ،ولكن كانت أكثر إجاباته وحلوله قاصرة لقلة
خبراته ومعارفه ،وضعف إمكاناته ،ومع الوقت صار يكتسب املعرفة ،والخبرة الشخصية ،وتحولت لتصبح
ً ً
معارفه وخبراته أعرافا وتقاليد ،وتطورت ملراحل أكثر تقدما من التفكير والتأمل إلى التفكير اإلستنباطي،
واإلستقرائي ،ثم كان اكتشافه وأستخدامه للمنهج العلمي في التفكير والبحث ،باستعماله أساليب املالحظة
العلمية الدقيقة للوقائع ،وفرض الفرضيات ،وإجراء التجارب للوصول إلى الحقائق .وهذا ما يوضح بشكل
جلي أن البحث هو السبيل األمثل للتوصل للحقيقة ،ليس هناك علم أو تقدم علمي إال عن طريق البحث
العلمي ،كما أن تقدم البحث العلمي يعتمد على منهج يتصف بالعلمية .وهو الش يء الذي يساهم أيضا في
تجنب إصدار أية أحكام تعسفية من طرف الباحث أو وقوعه في السذاجة العلمية.
َّ
إال إذا كانت الدراسة موضوعية َّ ًّ ُ
مجردة بعيدة عن املبالغة والتحيز، علميا باملعنى الصحيح فلن يكون البحث
ّ أنجزت وفق أسس ومناهج وأصول وقواعدَّ ،
بحلها ،وهي قبل
بمشكلة وانتهت ِّ
ٍ ومرت بخطوات ومراحل ،بدأت ٍ
َّ
لعقل اتصف باملرونة وباألفق الواسع.هذا وبعده إنجاز ٍ
وفي نفس السياق تظهر أهمية دراسة مناهج البحث العلمي من خال تلقينها في كل الجامعات عبر العالم وفي
جميع التخصصات العلمية والتقنية ،وتخصصات العلوم االجتماعية واإلنسانية .وتهدف منهجية البحث
العلمي إلى جعل الطالب الجامعي منهجيا في تفكيره وطروحاته وبحوثه متخلصا من الجمود الفكري ومتوجها
نحو اإلبداع والتجديد والنقد والتحليل املمنهج واملنظم.
املنهجية تحمل معنيين ،معنى واسع ومعنى ضيق ،املعنى الواسع يضم املنهجية في مفهومها الشكلي واإلجرائي
واملوضوعي ،أما املعنى الضيق فيضم املنهجية في مفهومها املوضوعي.
فالجانب الشكلي لعلم املنهجية يتعلق باملرحلة األخيرة في إعداد البحث العلمي ،وهي مرحلة كتابة البحث
وإخراجه في صورته النهائية وهو املعنى الشائع للمنهجية.
1
أما الجانب اإلجرائي أو العملي فيهتم بدراسة اإلجراءات العملية التي تساعد الباحث في عملية جمع
املعلومات ،واألمر هنا يتعلق بالبحوث امليدانية التي تعتمد على العينات واالستبيان وغيرهما.
أما الجانب املوضوعي لعلم املنهجية فهو ال ذي يتعلق بطريقة التفكير ،أي الجانب الذي يضع مجموعة
املبادئ والقواعد التي تحكم سير العقل اإلنساني في بحثه عن الحقيقة ،ويدرس هذا الجانب مختلف
املناهج التي وضعها علماء املناهج.
وعليه ،واعتبارا ملستجدات طريقة التعليم عن بعد ،قرر أساتذة وحدة مناهج العلوم القانونية واالجتماعية
توحيد محاور الوحدة وتحديدها فيما يلي:
املحور األول :تعاريف وشروط البحث العلمي (أهمية مادة املناهج ،أهم املفاهيم واملصطلحات في مادة
املناهج ،شروط البحث العلمي)
املحورالثاني :تصنيف مناهج البحث (التعريف باملناهج املستعملة والخطوات املتبعة)
املحور الثالث :مصادر ووسائل البحث العلمي القانوني (املصادر واملراجع املتصلة بالبحث ،وسائل جمع
املعلومات والبيانات)
املحورالرابع :تدوين وتوثيق املعلومات وإخراج البحث إلى حيز الوجود
وحدير بالبيان أن محاضرات هذه املادة ستكون موحدة بالنسبة لجميع أفواج السداس ي األول مسلك
القانون بالعربية (أفواج ،)12 ،11 ،10 ،9 ،8 ،7 ،6 ،5 ،4 ،3 ،2 ،1وسيتم أيضا توحيد االمتحانات ،وكذا
املطبوع الخاص بالوحدة1.
2
املحوراألول :تعريف مفاهيم املادة وشروط البحث العلمي
املبحث األول :محاولة في تعريف مفاهيم املادة
املطلب األول :تعريف العلم
إن كلمة علم لغة تعني ادراك الش يء بحقيقته ،وهو اليقين واملعرفة.
العلم في اللغة نقيض الجهل ،وعلمت الش يء علما ،أي عرفته .ويأتي العلم بمعنى الفقه ،فالعلم بالش يء هو
الفقه فيه.
والعلم هو نوع من املعرفة ،واملعرفة نوعان ،معرفة عامة :من خالل املشاهدة واملعاشرة والتعامل اليومي.
ً
ومعرفة خاصة :علمية دقيقة ال تستند إلى الحدس واالحتكاك فقط ،بل أيضا عن طريق التعلم والتحليل
املنهجي والشامل للموضوع محل الدراسة.
املعرفة املنسقة التي تنشأ عن املالحظة والدراسة والتجريب والتي تقوم بغرض تحديد طبيعة
واسس وأصول ما تتم دراسته.....
ويقارب البعض العلم من زاوية كونه أصبح حرفة أو مهنة أمام تطور العلوم البحثية املرتبطة
باملجال الطبي والعسكري
العلم هو فرع من فروع املعرفة أو الدراسة ،خصوصا ذلك املتعلق بتنسيق وترسيخ الحقائق واملبادئ
واملناهج بواسطة التجارب والفروض.2
يمكن القول أن فلسفة العلم هي ذلك الجانب الذي يبحث في أساس وأصل العلم والنظريات الفلسفية
املتعلقة به ،وقد تأرجح العلم بين النظرية املثالية .3والنظرية املادية. 4
2عمار تركاوي ،محمد خير العكام ،املنهجية القانونية ،منشورات الجامعة االفتراضية السورية ،2018ص 3ومابعدها تم االطالع عليه في املوقع
pedia.svuonline.org
ويقارب البعض العلم من زاوية كونه أصبح حرفة أو مهنة أمام تطور العلوم البحثية املرتبطة باملجال الطبي والعسكري ،وللتوسع أكثر راجع في هذا الصدد
كتاب "أخالقيات العلم " ملؤلفه DAVID B. RENSIKوالذي ترجمه عبد النور عبد املنعم ،وراجعه يمنى طريف الحولي ،منشور في سلسلة عالم املعرفة التي
تصدر عن املجلس الوطني للثقافة واآلداب والفنون بدولة الكويت ،عدد 316ينونيو 2005ص 61ومابعدها
3من أنصار هذه املدرسة الفيلسوف إفالطون ،وفي رأيه أن النفس البشرية كانت تعلم كل ش يء قبل أن تحل بالجسد ،وفي رأيه أن حلول النفس البشرية
بالجسد جعل من العقل البشري يحتوي على الفكر الخالص الذي يفسر كل س يء ،ويرى هذا االتجاه أنه الحاجة التصال اإلنسان باملادة ألن هذه األخيرة
ليست أساس العلم.
وأن مصدرالعلم ليس التبادل من خالل العيش في جماعة بل هو ناتج عن الفكر الخالص .وعند أصحاب هذه املدرسة فإنه يجب االبتعاد عن الجانب
املادي ،حيث أن العلم عندهم يقتصر على الجانب النظري ،وأن العلم التطبيقي هو أمر غير محبذ ألنه يدنس العلم ،وقد عاب أفالطون على أحد العلماء
اللجوء إلى رسم أشكال هندسية ،حيث أن هذه العملية في رأيه تنزل بالعلم مرتبة األشياء التي يمكن أن نلمسها ،والعلم ال يلمس وال يرى بل هو قوى عقلية
ال يمكنها النزول إلى الواقع.
4يتعارض هذا االتجاه تماما مع ما ذهبت إليه املدرسة املثالية ،ويرى أنصار هذا االتجاه أن أفكارنا يجب أن تتوافق مع الواقع وفي هذه الحالة نكون قد
اكتسبنا معرفة ،واملعرفة هي إحالل أفكار صادقة محل أفكار غير صادقة ،ويطرح أنصار هذا االتجاه سؤاال :كيف نعرف أن أفكارنا صادقة ؟
3
املطلب الثاني :وظائف وأهداف العلم
للعلم عدة وظائف واهداف نجملها في؛
الفرع األول :وظائف العلم
يمكن إجمال وظائف العلم في؛
الفقرة األولى :االكتشاف والتفسير
وتتمثل هذه الوظيفة للعلم في اكتشاف القوانين العلمية العامة والشاملة للظواهر واألحداث املتشابهة
واملترابطة واملتناسقة عن طريق مالحظة ورصد األحداث والظواهر وتصنيفها وتحليلها عن طريق وضع
الفرضيات العلمية املختلفة،وإجراء عمليات التجريب العلمي للوصول إلى قوانين علمية موضوعية عامة
وشاملة تفسر هذا النوع والوقائع واألحداث5.
الفقرة الثانية :التنبؤ
بمعنى أن العلم يساعد على التنبؤ الصحيح لسير األحداث والظواهر الطبيعية وغير الطبيعية املنظمة
بالقوانين العلمية املكتشفة ،مثل التوقع والتنبؤ بموعد الكسوف والخسوف ،وبمستقبل حالة
ً ً
الطقس،وبمستقبل تقلبات الرأي العام سياسيا واجتماعيا إلى غير ذلك من الحاالت واألمور التي يمكن
التنبؤ العلمي بمستقبلها وذلك بغرض أخذ االحتياطات الالزمة ملواجهة ذلك.
وال يقصد بالتنبؤ هنا ،التخمين أو التكهن بمعرفة املستقبل ،ولكن املقصود هو القدرة على توقع ما قد
ً
يحدث إذا سارت الظروف سيرا ًمعينا،مع التذكير بأن التنبؤات العلمية ليست على نفس الدقة في جميع
مجاالت العلم،ففي العلوم الطبيعية ،تكون أكثر دقة منها في مجاالت العلوم السلوكية ،ومجاالت املعرفة
االجتماعية6.
الفقرة الثالثة :الضبط والتحكم
يهدف العلم إلى التحكم بالظواهر املختلفة والسيطرة عليها بحيث يتدخل إلنتاج ظواهر مرغوب بها .فالعالم
ً
حين يفهم ظاهرة فانه يفهم العوامل التي تؤثر عليها وتنتجها ،وبذلك يكون قادرا على السيطرة على هذه
فوفق هذا االتجاه أن مجرد اإليمان أن شيئا ما صادقا ال يعتبر معرفة ،على سبيل املثال قال فالسفة اإلغريق ؟أن األجسام تتألف من ذرات وهذا صحيح
،ولكن األمر لديهم لم يكن سوى مجرد تخمين موفق ،فبينما اقتصر على التخمينات ،توصل العلم الحديث إلى هذه الحقائق عن طريق البحوث والدراسات
العملية املنظمة.
من هنا ،ال نكون بصدد املعرفة إال إذا طورنا هذه األفكار بطريقة تبين لنا توافقها مع الواقع وإثباته ،وهنا فقط نصل إلى املعرفة .إذن فاملعرفة عند أنصار
هذا االتجاه هي مجموع تصوراتنا وآرائنا وقضايانا التي أرسيت واختبرت كانعكاسات صحيحة للواقع املوضوعي.
5ساس ي سفيان ،مفهوم العلم ،موقع الحوار املتمدن ،محور الفلسفة ،علم النفس علم االجتماع ،العدد 1057املنشور بتاريخ 2004/12/24تم االطالع
عليه بتاريخ .2018/07/25
6ساس ي سفيان ،مفهوم العلم ،نفس املرجع
4
العوامل ،فحين يفهم العالم أن ظاهرة التمدد ناتجة عن الحرارة فانه يستطيع ان يتحكم ويسيطر على اثر
ارتفاع درجة الحرارة على قضبان السكك الحديدية ،عن طريق وضع مسافات بين القضبان تسمح لها
بالتمدد.7
الفرع الثاني :أهداف العلم
يهدف العلم إلى الوصف والتصنيف والتفسير والفهم
الفقرة األولى :الوصف
إن هدف العلم هو وصف الواقع بطريقة صادقة ،وإعطاء وصف دقيق للظاهرة املدروسة وبيان
خصائصها ،فالوصف إذن هو تمثيل مفصل وصادق ملوضوع أو ظاهرة ما .ويتم هنا وصف الظواهر
اعتمادا على املالحظة العلمية الصحيحة وتوثيقها باستخدام األجهزة واملعدات الدقيقة8
الفقرة الثانية :التصنيف
التصنيف الذي يهدف إليه العلم هو عبارة عن ّ
عملية تمييز األشياء بعضها عن بعض وترتبيها وتقسيمها
يضم كل صنف مجموعة من الوحدت املشتركة مع بعضها البعض في وفق تشابهها إلى مجموعات حيث ّ
صفات أو خواص معينة ،ومثال ذلك في مجال القانون توجد هناك العديد من التصنيفات املرتبطة بحقول
ومسالك الدراسة والبحث.
الفقرة الثالثة :الفهم
يعد الفهم هو الغرض األساس ي للعلم ،فالعلم نشاط إنساني يهدف إلى فهم الظواهر املختلفة وتفسيرها،
والفهم يختلف عن الوصف وذلك ألن الفهم يعني معرفة األسباب والعوامل التي أدت إلى حدوث الظاهرة
وليس االكتفاء بتعداد صفاتها وخواصها ،كذلك يتضمن الفهم العالقة بين الظاهرة قيد الدراسة والظواهر
األخرى التي أدت إلى وقوعها ،كما يتضمن معرفة الظروف والعوامل التي تؤدي إلى حدوث هذه الظاهرة .
وهكذا فإن الفهم يعني وصف الظاهرة وتفسيرها.9
الفرع الثالث :خصائص العلم
يمتاز العلم بعدة خصائص نوجز أهمها فيما يلي:
7جنان حمزة فرهود الخناني ،أهداف وخصائص العلم ،منشور في موقع كلية التربية ابن حيان للعلوم الصرفة ،تم االطالع عليه بتاريخ 2018/07/01على
الرابط التالي http://www.uobabylon.edu.iq
8خالد علي املهدوي ،أهداف العلم األربعة تم االطالع عليه بتاريخ 2018/07/02على الرابط https://www.lysic.org1
9ربيعة جعفور دروس مقياس منهجية البحث ،جامعة قاصدي مرباح ورقلة ،كلية العلوم اإلنسانية واالجتماعية ،السنة الجامعية 2015/2014 :ص 2
5
الفقرة األولى :التراكمية
ً
العلم بناء تراكمي وهذا يمكن مالحظته في حالة الطالب عند دراسته ملناهجه املختلفه فهو دائما يبدأ
ً
بالعموميات متجها نحو التفاصيل والجزئيات كلما تقدم في دراسته ،حيث تبنى املعلومات على ما سبقه
لقد تراكمت املعارف العلمية عبر القرون ،واستفاد منها الالحق من جهد السابق ،واستكمل الطالب عمل
األستاذ حتى غدونا نعيش في عصر العلم.
الفقرة الثانية :التنظيم
العلم هو تنظيم لطريقة تفكيرنا أو ألسلوب ممارستنا العقلية ،الباحث في علم من العلوم يجب عليه تنظيم
وتصنيف املعطيات املتعددة لتسهيل التعامل معها لكي تفيده في بحثه.
الفقرة الثالثة :املنهجية
النتائج التي يحرزها العلم تأتي عن طريق مناهج علمية سواء لجمع املعلومات أو التحليل أو التفكير،
واملنهجية ترتبط بالجانب الشكلي واإلجرائي واملوضوعي.
الفقرة الرابعة :السببية
في العلم لكل ظاهرة سبب يسعى الباحث الكتشافه وال يمكن رده إلى الصدفة أو إلى التفسير الخرافي.
الفقرة الخامسة :التعميم
وهو االنتقال من الحكم الجزئي إلى الحكم الكلي عن طريق دراسة عينة وتعميم النتائج على املجتمع األصلي
بشرط أن تكون عناصره متجانسة.
الفقرة السادسة :اليقين.
العلم هو ادراك الش يء بيقين ،ولكن املراد باليقين هنا هو اليقين النسبي.
الفقرة السابعة :الدقة.
العلم ال يقبل األحكام الجزافية بل يجب أن تصاغ النظرية بشكل دقيق وأكثر الوسائل تعبيرا عن الدقة وهي
األرقام والجداول البيانية واالحصائيات والنسب املئوية.
الفقرة الثامنة :التجريد.
حينما يدرس الباحث ظاهرة معينة ويخلص إلى نتائج ،فتلك النتائج ال تعني عناصر الظاهرة بحد ذاتها ولكن
قد تنطبق على كل عنصر يحمل نفس املواصفات.
6
املطلب الثالث :تعريف املناهج
ترجمة كلمة منهج باللغة اإلنجليزية Method :و نظائرها في اللغات األوربية ترجع إلى أصل يوناني يعني :
البحث أو النظر أو املعرفة .واملعنى االشتقاقي لها يدل على الطريقة أو املنهج الذي يؤدي إلى الغرض
املطلوب10
وفي ابتداء عصر النهضة األوروبية أخذت الكلمة مدلوال اصطالحيا ؛ يعني أنها :طائفة من القواعد العامة
املصوغة من أجل الوصول إلى الحقيقة في العلم بقدر اإلمكان .11ويحدد أصحاب املنطق الحديث "املنهج
" بأنه " :فن التنظيم الصحيح لسلسلة من األفكار العديدة ،إما من أجل الكشف عن الحقيقة حين نكون
بها جاهلين ،وإما من أجل البرهنة عليها لآلخرين حين نكون بها عارفين". 12
ً
ويرجع األصل اللغوي لكلمة " منهج " إلى الفعل " نهج " وينتهج نهجا ،ونهج الطريق ،أي بينه وسلكه .ونهج نهج
فالن ،سلك مسلكه ،واملنهاج الطريق الواضح والخطة املرسومة.13
وفي االصطالح ،يعرف املنهج بأنه " الطريق املنظم الذي يسلكه العقل والتفكير اإلنساني في دراسته مشكلة
ً ً
أو موضوعا ،في مجاالت العلوم عموما ،بقصد الوصول إلى الهدف املرسوم ،سواء تمثل في التعرف على
املبادئ والقواعد التي تحكم الظواهر والقضايا العامة ،أو في إيجاد حل ملا تفرزه تلك األخيرة من
مشكالت.14
وهناك من يجعل مفهوم املنهج مرادف ملفهوم املنهجية فهل املنهج هو املنهجية ؟ إن املنهجية يقابلها في
اللغة الفرنسية Méthodologieوهذا املفهوم مركب من كلمتين : Méthodeوتعني املنهج ،و Logieوتعني
علم ،وبذلك فاملنهجية هي العلم الذي يهتم بدراسة املناهج فهي علم املناهج .وبذلك فاملنهجية هي أشمل
من املنهج ،ففي البحوث العلمية نستخدم مفهوم املنهجية15
وهناك من يعرفها بأنها علم يعتني بالبحث في أيسر الطرق للوصول إلى املعلومة مع توفير الجهد والوقت,و
تفيد كذلك معنى ترتيب املادة املعرفية وتبويبها وفق أحكام مضبوطة ال يختلف عليها أهل الذكر16
10محمد زيان عمر ،البحث العلمي ،مناهجه وتقنياته (،القاهرة :الهيئة املصرية العامة للكتاب )2002 ،ص48
11عبد هللا عبد الرحيم عسيالن :ملحات في منهج البحث املوضوعي ،مقال منشور على اإلنترنت ،بتاريخ 2005\8\4
12عبد الرحمن بدوي ،مناهج البحث العلمي ،وكالة املطبوعات ،الطبعة الثالثة ،سنة ،1977الكويت ،ص 4
3املعجم الوجيز ،إصدار مجمع اللغة العربية بمصر ،ط ،1993ص .636
4أحمد عبد الكريم سالمة ،األصول املنهجية إلعداد البحوث العلمية ،ط ،1دار النهضة العربية ،القاهرة ،1999 ،ص .34
15حوبة عبد القادر ،مرجع سابق ،ص 16
16بدوي محمد ،املنهجية في البحوث و الدراسات األدبية .تونس .مدينة سوسة .دار الطباعة للمعارف و النشر .ص 9 :
7
املبحث الثاني :مفهوم البحث العلمي و أنواعه
سوف يتناول هذا املبحث من خالل تقسيمه توضيح مفهوم البحث العلمي ،وأهمية البحث العلمي.
املطلب األول :مفهوم البحث العلمي
إن عبارة " البحث العلمي" عبارة مركبة من كلمتين " البحث " و " العلمي ،فما املراد بكل منهما؟
كلمة " البحث " تأتي في اللغة العربية من الفعل بحث وبحث عن الش يء طلبه وفتش عنه أو سأل عنه
واستقص ى .و " بحث األمر " أو " بحث فيه " اجتهد فيه وتعرف حقيقته(.)17
وعلى ذلك فإن البحث يعني التفتيش والتنقيب عن مسألة معينة حتى يتبين حقيقتها على أي وجه كان.
ً
وال يخرج تعريف البحث كاصطالح عن معناه اللغوي ،فهو أيضا في املصطلح يعني بذل املجهود الذهني في
التحري ،أو التفتيش ،أو التتبع ،أو الدراسة ،أو التقص ي ،عن مسألة أو أمر معين ،بقصد التعرف على
حقيقته وجوهره.18
أما كلمة " العلمي " فهي " صفة " للبحث منسوبة إلى العلم ،و " العلم " من الفعل املاض ي " علم " أو " تعلم
" وتعلم األمر عرفه وأتقنه.
و العلم اسم ،وهو إدراك الش يء بحقيقته .19وهذه املعرفة ال تتأتى إال عن طريق الفهم أو التنبؤ وربط
األسباب باملسببات ،وعلى ذلك فإن العلم هو مجموع مسائل وأصول كلية تدور حول موضوع واحد ،وتعالج
بمنهج معين ،وتنتهي إلى بعض النظريات والقوانين ،كعلم الزراعة ،وعلم الفلك ،وعلم الطب ،وعلم القانون
وغيرها.
والتفاعل بين كلمتي " البحث " و " العلمي " يقود إلى تعريف البحث العلمي ،لذلك ذهب البعض إلى تعريف
البحث العلمي بأنه " إعمال الفكر وبذل الجهد الذهني املنظم حول مجموعة من املسائل أو القضايا،
ً
بالتفتيش والتقص ي عن املبادئ أو العالقات التي تربط بينها ،وصوال إلى الحقيقة التي يبنى عليها أفضل
الحلول لها.20
أو هو الذي يهدف إلى " البحث عن الحقيقة ،بمحاولة معرفة حقائق لم تكن معروفة من قبل أو استكمال
حقائق عرف بعضها.21
7املعجم الوجيز ،إصدار مجمع اللغة العربية بمصر ،ط ،1993ص .37
1أحمد عبد الكريم سالمة ،األصول املنهجية إلعداد البحوث العلمية ،ط ،1دار النهضة العربية ،القاهرة ،1999 ،ص .13
2املعجم الوجيز ،ص .432
4أحمد عبد الكريم سالمة ،نفس املرجع ،ص .14
21حسين عبد الحميد رشوان ،ميادين علم االجتماع ومناهج البحث العلمي ،املكتب الجامعي الحديث ،اإلسكندرية ،1992 ،ص .119
8
لذا فالبحث العلمي بصورة عامة هو أداة لتحليل املعلومات واملعارف بهدف الحصول على حقائق معينه .
وهو بذلك وسيلة فعالة للتدرب على التفكير العلمي وربط الظواهر للوصول إلى نظم أفضل من النظم
السائدة .
نواح ٍ ثالثة:
وفي املقابل فالبحث القانوني :هو استقصاء مسألة وعدة مسائل معينه من ٍ
التشريع :مالحظة مدى دقة املشرع في تغطية املسألة موضوع البحث .
محمد العروص ي ،املرشد في املنهجية القانونية ،مطبعة مرجان ،الطبعة األولى 2014 ،ص8: 22
9
النظري هو ذلك الذي يرمي إلى الوصول إلى املعرفة من أجل املعرفة فقط .فغرض الباحث هو اإلحاطة
بالحقيقة العلمية ،وتحصيلها ،دون اهتمام بالتطبيقات العملية لها.
ثانيا :البحث العلمي التطبيقي
تعتمد البحوث العلمية التطبيقية على املنهج التجريبي في البحث ،والذي يقوم على املالحظة ،وفرض
الفروض ،والتجربة للتأكد من صحة هذه الفروض ،ثم تطبيق نتائجها على املجاالت املختلفة.
ومن أهم مجاالت هذه البحوث :الكيمياء ،والفيزياء ،والرياضيات ،والهندسة ،والزراعة ،والعلوم الطبيعية،
والطب .وال يمكن الفصل التام ،والدقيق بين نوعي البحوث العلمية النظرية والتطبيقية نظرا للترابط القائم
بينهما فالبحث العلمي التطبيقي ال يحقق فوائده املرجوة إال إذا استند إلى البحث العلمي النظري.
الفقرة الثانية تصنيف البحوث من حيث املجال أو الحقل العلمي
تتنوع البحوث العلمية حسب مجال املعرفة العلمية التي تجري في نطاق تلك البحوث ،ويمكن أن نميز بين
عدة أصناف نوردها على سبيل املثال ال الحصر:
أوال :البحوث القانونية
البحث القانوني هو عملية االستعالم و التفتيش الدقيق واملنظم الذي يقدمه الباحث في مجال القانون ،
بغرض اكتساب املعلومات او تفسيرها وحتى التعليق عليها وهذا البحث لديه أهمية كبيرة يمكن تمثيلها في
بعض النقاط.
وهو مجموعة األفكار املنظمة املكتوبة يتقدم بها الباحث القانوني عن محاولة قام بها من أجل اكتشاف
املعرفة في مسألة قانونية ما (23التشريع ،والقضاء ،والفقه).
ثانيا :البحوث األدبية
وهي التي تتناول موضوعات الشعر ،واألدب ،والقصة والرواية ،والنحو والصرف ،والبالغة ،واملذاهب
األدبية الكبرى ،كاملذهب الكالسيكي ،أو الرومانس ي ،أو الرمزي في الشعر .وهي الطريقة التي يسير عليها
الباحث ليصل إلى حقيقة في موضوع من موضوعات األدب أو قضاياه منذ العزم على الدراسة وتحديد
املوضوع حتى تقديم ثمرة علمه إلى املشرفين أو الناقدين والقراء24
23محمد جمال الذنيبات ،كيف نكتب بحثا قانونيا ،أصول البحث القانوني تم االكالع عليه بتاريخ 062018/28على الرابط https://books.google.co.ma
24محمد بن سعيد بن ناصر القرني ،محاضرات في مادة ،مناهج البحث في األدب ،قسم الدب ،كلية اللغة العربية ،جامعة أم القرى ،مأخوذ من موقع
الجامعة بتاريخ 2018/08/02على الرابط https://drive.uqu.edu.sa/_/nasofyani/files/manaheg%20elbahth.pdf
10
ثالثا :البحوث التربوية والنفسية
البحث التربوي يوجه نحو تطوير أركان العملية التعليمية-التعلمية بما تشتمله من معلم ،وطالب ،ومنهاج،
واستراتيجيات تعليمية-تعلمية ،وأدوات للتقويم ،وبالتالي فإن البحث التربوي يهتم بتوفير أفضل الشروط
التي يتم من خالالها إكساب املتعلمين املعارف والقيم واالتجهات املرغوبة25
25محمد خليل عباس ،محمد بكر نوفل ،محمد مصطفى العبس ي ،فريال محمد أبو عواد ،مدخل إلى مناهج البحث في التربية وعلم النفس ،درا املسيرة
للنشر والتوزيع ،عمان ،االردن الطبعة األولى ،2007ص 22
26تعريف مأحوذ بتاريخ 2018/08/03من معجم La Rouseالفرنس ي على الرابط https://www.larousse.fr/
27كما هو الحال مع طلبة كلية الطب والصيدلة ،وطلبة سلك الهندسة ،راجع مثال:
مرسوم رقم 282356صادر في 16من ربيع اآلخر 31 ( 1403يناير )1983بتحديد نظام الدراسات واالمتحانات لنيل دبلوم الدكتوراه في الطب
مرسوم رقم 285144صادر في 7ذي الحجة 3 ( 1407اغسطس )1987بتحديد نظام الدراسة واالمتحانات لنيل شهادة الدكتوراه في الصيدلة
قرار مشترك لوزير التربية الوطنية ووزير الصحة العمومية رقم 62586صادر في 8ذي الحجة 4 ( 1407اغسطس )1987بتحديد طريقة إجراء
مباريات االلتحاق بالسنة األولى للدراسة الصيدلية لتحضير شهادة الدكتوراه في الصيدلة
قرار لوزير التعليم العالي والبحث العلمي وتكوين األطر رقم 208814صادر في 5ذي الحجة 30( 1435سبتمبر )2014باملصادقة على دفتر
الضوابط البيداغوجية الوطنية لسلك املهندس
3سيد هواري ،دليل الباحثين في إعداد البحوث العلمية ،مكتبة عين شمس ،القاهرة ،2004 ،ص .2
11
وتمنح درجة املاستر ملن سبق له الحصول على درجة اإلجازة في أي فرع من فروع الدراسات النظرية أو
التطبيقية ،بعد تحقيقه لشروط معينة نص عليها القانون.29
ً ً ً
يكون بحثا تخصصيا معمقا ،ال بد فيه ،من تحقيق إضافة ومعرفة علمية جديدة ،من خالل استعمال
مناهج البحث العلمي ،واستعمال التفكير املنطقي التأملي ،والتعمق في فهم الظواهر واألحداث.
املهم هو كيفية فهمها وعرضها ونقدها وتحليلها ومناقشتها ،بحيث تعكس شخصية الباحث ودوره اإليجابي
في التوصل إلى النتائج ومعاملتها وفهمها ،ومن ثم التحكم في الظواهر وتفسيرها.
ثالثا :بحث الدكتوراه.)30(:
ً
تأتي الدكتوراه في قمة الدرجات التي تمنح عن البحوث العلمية ،وتقوم أساسا على البحث واإلبداع،
واألعمال اإلنشائية البارزة ،وإضافة الجديد إلى املعارف والعلوم ،إذ املفروض أن يبدأ الباحث فيها من حيث
انتهى غيره ،ليسير بالعلم خطوة أخرى نحو األمام.
ً ً
وعلى خالف بحث املاستر ،فإن بحث الدكتوراه يكون أكثر عمقا وأصالة ،وأكثر داللة على سعة إطالع
الباحث ،ومقدرته على استخدام املناهج العلمية في البحث.
إن قيمة بحث الدكتوراه تقاس بعدة أمور منها:
مقدار ما يضيفه إلى املعرفة العلمية واإلنسانية، •
ً
مقدار ما يحققه من تأهيل وتكوين الشخصية العلمية الجادة للباحث على نحو يجعله يخرج أعماال •
علمية رفيعة دون أن يحتاج إلى من يشرف عليه أو يوجهه،
ومنها الوثوق به كباحث متخصص يتحمل مسؤولية املساهمة في النهضة العلمية ملجتمعه في ميدان •
عمله.
املبحث الثالث :شروط البحث العلمي
تتراوح شروط البحث العلمي يبن ما هو شخص ي وما هو موضوعي.
29راجع في هذا الصد قرار لوزير التعليم العالي والبحث العلمي وتكوين األطر رقم 208314صادر في 5ذي الحجة 30( 1435سبتمبر 2014باملصادقة على
دفتر الضوابط البيداغوجية الوطنية لسلك املاستر
2راجع في هذا الصدد :قرار لوزير التعليم العالي والبحث العلمي وتكوين األطر رقم 137107صادر في 22من رمضان 23 ( 1429سبتمبر )2008باملصادقة
على دفتر الضوابط البيداغوجية الوطنية لسلك الدكتوراه ،وقرار لوزير التربية الوطنية والتعليـم العـالـي وتكـويـن األطـر والبحث العلمـ ــي رقــم 14009صادر
في 25من محرم 22 ( 1430يناير )2009بتحديد قائمة الشهادات الوطنية التي تخول ولوج تكوينات سلك الدكتوراه جريدة رسمية عدد 5731بتاريخ 8
جمادى األولى 4 ( 1430ماي 2009
أحمد عبد الكريم سالمة ،مرجع سابق ،ص .31وسيد هواري ،مرجع سابق ،ص 3 () 1
12
املطلب األول الشروط املرتبطة بالباحث31
وهي كل الشروط املتصلة بالشخص الباحث سواء ذات الطبيعة املوضوعية أم تلك املتصل بالباحث كذات.
الفرع األول :الشخصية الباحثة :الشروط الذاتية
تتمثل صفات الباحث العلمي الناجح في:32
الفقرة األولى :توفيرالرغبة الشخصية للباحث في موضوع البحث
ً ً ً ً
إن رغبة الباحث في مجال موضوع البحث وميله تمثل عامال مهما في نجاح عمله البحثي وعامال مساعدا
للنجاح ،ولذلك تمنح أغلب الكليات واملعاهد واملؤسسات األكاديمية الفرصة لألفراد الباحثين (سواء كانوا
طلبة دراسات عليا أو تدريسيين أو باحثين آخرين) في اختيار موضوعات بحوثهم في إطار اختصاصهم ،وربما
واحد من
تعطي لألفراد الباحثين قائمة طويلة من املوضوعات واملجاالت املقترح بحثها وما عليهم إال اختيار ٍ
ً
املوضوعات األكثر تناسبا مع رغبة وميل الباحث.
الفقرة الثانية :قدرة الباحث على التحمل
إن الكثير من البحوث والدراسات والرسائل واألطاريح تحتاج إلى التفتيش املستمر ،والتحمل للبحث عن
مصادر املعلومات املناسبة التي لها عالقة ببحثه وربما يحتاج الباحث إلى مراجعات للمؤسسات املعنية
ببحثه أو يجمع البيانات منها أو إجراء مقابالت أو توزيع االستبيانات على العاملين فيها سواء كأفراد أو أقسام
معينة أو مديرين ،وقد ال يجد الباحث التجاوب املناسب منهم ألسباب عده منها ما يأتي-:
قد تكون املعلومات ذات طابع رسمي سري.
قد تكون شخصية.
قد تكون إدارة املؤسسة بيروقراطية.
وفي مثل هذه الحالة فإن الباحث الناجح بحاجة الى تحمل هذه الصعاب وغيرها وال يصيبه امللل ويبحث عن
وسائل أخرى بذكاء في جمع املعلومات والبيانات باملستوى الذي نعينه إلى ٍ
حد ما إلنجاز متطلبات البحث.
الفقرة الثالثة :تواضع الباحث
إن تواضع الباحث وعدم ترفعه على الباحثين الحاليين والذين سبقوه في مجال بحثه وموضوعه الذي
يتناوله يعد في غاية األهمية ،فعلى الباحث الناجح تقع مسؤولية االطالع والتعرف على ما كتبه اآلخرون من
البحوث والدراسات والرسائل واألطاريح في إطار االختصاص العام والدقيق ألنها تمثل قوة لعلمية الباحث،
ومهما وصل الباحث إلى مرتبة علمية متقدمة في اختصاصه ومعارفه فإنه يبقى بحاجة ماسة إلى مزيد من
راجع في هذا الصدد عمار تركاوي ،محمد خير العكام ،مرجع سابق ،ص 28وما بعدها 31
عامر ابراهيم قنديلجي ،البحث العلمي واستخدام مصادر املعلومات ،دار اليازوري العلمية للنشر والتوزيع ،عمان األردن ،1999 ،ص 42وما بعدها 32
13
ً
العلم واملعرفة .ولذلك فإن الباحث الناجح كلما تقدم في علميته ينبغي أن يزداد تواضعا أمام الباحثين
ً
كأفراد وأمام نتائجهم البحثية ،مبتعدا قدر اإلمكان في استخدام كلمة (أنا) في أثناء كتابة البحوث ألنها تدل
على الغرور.
الفقرة الرابعة :تركيزالباحث وقوة مالحظته
ً ً
على الباحث الناجح أن يكون يقظا ودقيقا في جمع معلوماته وتبويبها وتحليلها وتفسيرها ولذا فإنه بأمس
الحاجة لصفاء الذهن والتركيز وأن ييهئ لنفسه الوقت الكافي مهما كانت مشاغله والتزاماته وطبيعة عمله،
ألنه يحتاج إلى قوة املالحظة ليخرج بنتائج واستنتاجات علمية جيدة.
الفقرة الخامسة :تنظيم الباحث لجهوده البحثية
يجب على كل باحث االهتمام بتنظيم عمله في مختلف مراحل البحث من حيث:
تنظيم وقت الباحث واستثماره بشكل يتناسب مع ما هو مخطط له بحيث ال يتعارض مع
التزاماته االجتماعية ومسؤولياته الوظيفية.
تنظيم معلوماته وترتيبها بشكل منطقي وعملي بحيث يسهل مراجعتها وربطها مع بعضها بشكل
منطقي سليم.
التنظيم له مردود إيجابي في إنجاح مهام الباحث.
الفقرة السادسة :تجرد الباحث علميا
ً
كل باحث علمي يجب أن يكون موضوعيا في كتابة بحثه وهذا يتطلب من الباحث الناجح االبتعاد عن
العاطفة املجردة في البحث وأن يضع في رؤيته الوصول إلى الحقائق بطريقة علمية تحليلية ،وهذا يتطلب
من كل باحث ما يأتي:
ً ً
.1ضرورة التحلي باألمانة العلمية وأن ال ينسب رأيا أو فكرا من إنتاج الباحثين إلى نفسه.
.2ضرورة التأني واالبتعاد عن التسرع في الحكم على األمور والنتائج.
.3ضرورة تقبل الحقائق التي يتم التوصل إليها حتى وإن لم تتفق مع آراء الباحث وأفكاره.
.4ضرورة القناعة والثقة بالعلم والبحث العلمي واإليمان بأنه الوسيلة للكشف عن املعرفة وإيجاد
الحلول للمشكالت املختلفة.
الفقرة السابعة :قابلية الباحث على إنجازالبحث
إن عملية البحث ال تحتاج إلى جمع املعلومات وتبويبها وتنظيمها فحسب بل يتعدى ذلك إلى تحليل مثل تلك
املعلومات وتفسيرها والخروج بنتائج مقبولة ،وإن تطوير قابلياته البحثية في مجال تخصصه أمر مهم بحيث
يتمكن من التعمق في تحليل وتفسير املعلومات املتعلقة ببحثه للوصول إلى الحقائق العلمية.
14
ويتعين أن تكون رغبة الطالب حقيقية وصادقة ،وليست نزوة نفسية عابرة ،فالدراسة العليا مرحلة علمية
شاقة تستلزم الجهد واملثابرة ،وأخذ األمور بجدية كافية وتحمل كل األعباء الناجمة عنها ،كالخسارة املادية،
والعزوف عن النشاط األسري واالجتماعي ،واإلعراض عن متع الحياة ومباهجها ،إضافة لإلجهاد العقلي
والنفس ي والعصبي ...كل ذلك أمور ال مفر منها في مراحل إعداد الرسالة أو البحث العلمي.
الفرع الثاني :الشخصية العلمية :الشروط املوضوعية33
قبل أن يستعد اإلنسان في اتخاذ موقف معين والقيام بنشاط معين أن يستعد ذهنيا وذلك من أجل أن
يضمن النجاح فيه الحقا .فعند جلوس الشخص أما مقود السيارة مثال ،فهو مطالب بالحذر قبل االنطالق
،كما يعتبر التركيز ضروري بالنسبة للطالب أمام ورقة االمتحان.
كذلك الحال في مجال النشاط العلمي ،فإنه يتطلب تحضيرا ذهنيا ،وذلك ألنه ال يمكن اعتبار العلم مجرد
مجموعة من املعارف التي يجب تعلمها ،بل هو إضافة إلى ذلك نشاط منتج للمعرفة عن طريق البحوث
والدراسات.
املالحظة34 الفقرة األولى:
ملاذا نالحظ ؟ إنه الفضول في املعرفة أو الرغبة اإليجابية في االطالع التي يشعر بها كل شخص ولكن بدرجات
متفاوتة إذن الروح املالحظة هي روح فضولية.
واملالحظة العلمية التي تسمح باكتشاف وفهم بعض جوانب الظواهر التي مازالت إلى حد اآلن مبهمة.
ولها مراحل ثالث تتمثل في :املشاهدة والتعرف والتقييم
مثال :نفرض مثال أنك وصلت إلى مقهى وشاهدت في الوهلة األولى أربعة أشخاص جالسون حول الطاولة ،
ففي هذه الحالة تكون قد أنجزت الخطوة األولى وهي املشاهدة ،ثم تبين لك بعد ذلك أن اثنين منهما قد
سبق وأن رأيتهما ،وأن الشخصين اآلخرين لم يسبق لك رؤيتهما ،ففي هذه الحالة وهي الخطوة الثانية ،
تكون قد تعرفت على اثنين منهما ،أما في الخطوة الثالثة واألخيرة فإنك ستحاول معرفة إن كان يجب عليك
أن تتوجه نحوهما أو تمتنع عن ذلك ،ففي هذه الحالة تكون قد قمت بعملية التقييم وهذا التقييم يكون
ً
33الباحث مهما عظمت موهبة البحث لديه ومهما اتسعت قدراته ومهاراته في هذا اإلطار ،يحتاج دائما إلى موجه يرشده إلى توظيف هذه القدرات وكيفية
االنتفاع من هذه املهارات .وهنا تبرز أهمية املشرف في البحوث املوجهة التي تتم في إطار جهات أكاديمية بغية الحصول على درجة علمية.
وصلة األستاذ املشرف بالطالب ترتكز قبل كل ش يء على التقدير واملحبة ،ويمتزج بها اللطف بالحزم .وال بد أن تكون هناك عالقة تفاهم وتناغم وتفاعل بين
املشرف والباحث ،حتى يستطيعا أن يكونا فريق عمل واحد ويؤدي كل واحد منهما عمله على أحسن وجه.
34حوبة عبد القادر ،مناهج العلوم القانونية ،محاضرات في املنهجية للسنة االولى ،املركز الجامعي بالوادي ،معهد العلوم القانونية واإلدارية،
،2010/2009ص 5
15
انطالقا من عدة اعتبارات ومقاييس مثل الرغبة في التحدث ،درجة اإلزعاج الذي تسببه ،األهمية املحتملة
ملوضوع الحديث بينهما ....إلخ
إن كل هذه العمليات تتم في ذهنك في وقت قصير نسبيا كما أنه ال يمكنك دائما إدراك كل هذه املراحل
املختلفة.
الثانية :املساءلة35 الفقرة
املساءلة هي فعل التساؤل حول ظاهرة ما ،إنه من املستحيل أن نشاهد كل ش يءفي الواقع ،حيث أن األسئلة
التي تطرح قبل املالحظة أو أثناءها هي التي توجه مشاهدتنا إذن بصفة عامة يمكن القول أن األسئلة هي
التي تسمح لنا بانتقاء الظواهر وتحديدها ) الظواهر التي سيتوقف عندها التفكير( إذن من خصائص
الشخصية العلمية هو حب التساؤل ،فأثناء قيامنا باملالحظة فإن الشخصية العلمية تبحث عن تجاوز
مجرد املشاهد البسيطة ،حيث يتم طرح السؤال :ملاذا أخذ هذا الش يء أو ذاك هذا االتجاه أو ذاك ؟
أو ملاذا تتبنى هذه املجموعات االجتماعية هذا السلوك أو ذاك ....إلخ ؟ إنها الشخصية العلمية التي تحب
التساؤل باستمرار.
الفقرة الثالثة :االستدالل
ً تقديم دليل أو ُ
ُ ً
اصطالحا ،فهو عملية طلبه إلثبات أمر معين أو قضية معينة .وأما ٍ االستدالل لغة معناه
تفكيرية تتضمن وضع الحقائق أو املعلومات بطريقة منظمة ،بحيث تؤدي إلى استنتاج أو قرار أو حل
ملشكلة.
فيجب أن يقوم البحث عن عن الدليل أو الحجة ،أو السبب الداعم لرأي أو قرار أو اعتقاد ،وذلك من أجل
إثبات صدق وحقيقة النتائج املتوصل إليها.
الرابعة :استعمال املنهج36 الفقرة
إن استعمال املنهج في البحث العلمي مسألة جوهرية ،إن طرحنا لألسئلة يجب أن يتم وفق منهج وبصرامة
ورغبة في التنظيم كل ذلك من أجل الوصول إلى نتيجة ،كما أن اإلجراءات املستخدمة أثناء إعداد البحث
وتنفيذه هي التي تحدد النتائج.
إذن املنهج هو سلسلة من املراحل املتتالية التي ينبغي إتباعها بكيفية منسقة ومنظمة..
16
الفقرة الخامسة :التفكيرالعلمي37
التفكير العلمي هو موقف يسمح بتصور طرق جديدة في التفكير وال يقبل باألفكار الجاهزة سواء التي سبق
البحث فيها أو تلك املتشكلة عن طريق الحس املشترك أو ما يسمى بالضمير الجمعي..
التفكير العلمي يقود إلى وجود فكرة احتمال عدم مالئمة الواقع مع هذه األفكار امللقنة واملكتسبة.وبالتالي
تتجاوز األحكام والحس املشترك املتفق عليه ،وأن تبتعد بقدر اإلمكان عن العفوية في التفكير.
وبهذه الطريقة يكون الباحث مستعدا لقبول وجود طرق أخرى لتصور األشياء ،غير تلك التي تعود عليها
حيث أن التفكير العلمي يؤدي بنا إلى ترك األحكام املسبقة جانبا ،ويؤدي بنا إلى قبول النتائج حتى ولو كانت
متناقضة ألفكارنا املكتسبة ،إذن علينا في املجال العلمي أن نترك تصوراتنا األولية جانبا ،والتراجع عن
االعتقادات والطرق املتعود عليها في التعامل مع األشياء والتفكير فيها ،حيث أن االعتماد على األفكار
املسبقة قد يؤدي إلى إخفاء بعض األبعاد الجديدة للظاهرة التي تجرى مالحظتها
الفقرة السادسة :املوضوعية 38
املوضوعية هي التجرد والحياد في الرأي واملوقف ،وهي ميزة من يتطرق إلى الواقع بأكبر صدق ممكن.
إن املوضوعية هي بمثابة مثل أعلى يطلب بلوغه ،لكن بالرغم من أننا نطمح إلى وصف صادق ملا نشاهده
أو نسمعه ،إال أن ما نراه أو نسمعه يتم وفق كياننا املتضمن للشعور واإلحساس واألحكام والتجارب
واملعرف بما في ذلك العقل.
وبهذا نكون أمام مصطلح "الذاتية" فإذا كانت املوضوعية هي االبتعاد عن الذاتية سواء بجكم الجنس أو
املوطن أو العرق أو االنتماء السياس ي أو الفكري أو اإليديولوجي فإن الذاتية معناه التعامل مع كل هذه
الخصائص..
املطلب الثاني الشروط املتصلة بموضوع البحث39
للبحث العلمي موضوع تدور حوله عملية الدرس والتقص ي ،وموضوع البحث هو الظاهرة ،أو املشكلة التي
تحتاج إلى تفسير أوحل.
فكيف يتم اختيار موضوع البحث؟ وكيف يتم تصميم خطة البحث؟
راجع في هذا الصدد عمار تركاوي ،محمد خير العكام ،مرجع سابق ،ص 40وما بعدها 39
17
الفرع األول :اختيارموضوع البحث
الفقرة األولى ـ مسؤولية اختياراملوضوع
إن اختيار موضوع البحث هو أول وأهم خطوة في إعداده .ولذلك يؤكد البعض ـ وبحق ـ " إن االختيار املوفق
ملوضوع البحث هو نصف البحث ،بحسبان أن تحديد أولويات املسائل واملشكلة الجديرة بالبحث من األمور
الهامة التي تذلل الكثير من الصعوبات التي قد تواجه الباحث40.
األصل أن اختيار موضوع البحث هو من اختصاص الباحث ،وهذا هو األسلوب األمثل ،باعتبار أن الباحث
هو املتخصص في موضوعه ،واملعايش لفكرته ،وصاحب امليل والرغبة للخوض فيه.
ويؤكد البعض أنه يجب أن يشعر الباحث تجاه موضوع بحثه ،بانفعال خاص؛ نوع من الحب الزائد أو
ً
االهتمام الزائد حتى يكون ذلك دافعا له على االستمرار ،حتى في حالة مواجهة صعوبات في أثناء البحث.
ويتوصل الباحث إلى هذا االنفعال بالقراءة االنتقادية ،والتفكير العميق ،وباإلصرار العلمي العنيد ملعرفة
حقيقة األشياء ،وهو شرط سابق الختيار أي موضوع.41
وفي املقابل ال بد من االشارة إلى كون اختيار موضوع البحث من قبل املشرف على الباحث يكون مفيدا إلى
حد ما ،كون األستاذ أكثر خبرة ودراية من الباحث أو الطالب ،فيشير عليه ببحث موضوعات معينة،
ويستشرف في الباحث إمكانية إنجاز البحث في إحداها ،فإذا اختار الباحث أحد هذه املوضوعات ،يرشده
املشرف إلى املصادر التي يبحث فيها .ويكون للباحث هنا أن يتبادل الرأي مع املشرف حول بعض عناصر
املوضوع ،أو توجيه الدراسة والبحث في أحد جوانبه ،وفي تلك الحالة يأتي البحث ثمرة للتعاون بين الباحث
واملشرف.
الفقرة الثانية ـ خطوات اختياراملوضوع
هناك بعض التوجيهات والنصائح العامة ،التي يمكن االسترشاد بها ،في اختيار موضوعات البحوث العلمية،
ومنها:
أوال :التريث والصبرفي اختياراملوضوع
فال بد أن يأخذ الباحث وقته املناسب للقراءة والتفتيش عن املوضوعات التي تستحق الدراسة والبحث
فقد أثبتت التجربة أن التسرع في اختيار موضوع البحث ،يؤدي إلى عدم التوفيق في إعداده.
ً
ونشير إلى أنه كثيرا ما يؤدي الحماس الزائد لدى الباحث وتسرعه ،في اختيار موضوعات يكتنفها العيبين
السابقين ،بما يؤثر على إمكانية إنجاز البحث .وهذا ما يفسر لنا لجوء كثير من الباحثين إلى تغيير املوضوع
18
ً
محل البحث بعد مدة طويلة قد تكون سنوات عديدة ،مما يمثل إهدارا للوقت والجهد واملوارد ،وكان أجدى
ً ً
بالباحث أن يتأنى ويصبر حتى يختار موضوعا صالحا للبحث.42
ثانيا :أن يكون موضوع البحث جديدا
ً ً
إن جدة املوضوع ال تعني بالضرورة أن يطرق الباحث أرضا بكرا لم تطأها من قبل أقدام الباحثين ،فال
يشترط أن تكون املشاكل املثارة جديدة ،بل يكفي أن تكون الحلول املقدمة ووسائل املعالجة هي الجديدة.
ً ً ً ً ً
أما أن يتناول الباحث موضوعا قد قتل بحثا ،وبطريقة ال يقدم فيها جديدا ،فإن ذلك سيخرج عمال خاويا
من أية قيمة علمية.
وهناك بعض املعايير التي ينشأ عن مراعاتها ،انخفاض نسبة احتمال التكرار في البحوث ،وهي:
ً
أن يتعلق البحث بمشكلة جديدة ،كأن يكون منصبا على مؤسسة جديدة ،أو اتجاه تشريعي حديث.
ً
االبتعاد عن النظريات العامة لفروع القانون ،إال إذا كانت منطلقا لدراسة جديدة ،وذلك ألن
ً
احتماالت التكرار في النظريات العامة لفروع القانون ( املدني ،اإلداري ،الجنائي ) ...كبيرة جدا ،وهي
نظريات مشتركة في تشريعات أغلب الدول.
اإلطالع على فهارس الرسائل الجامعية ،وكذلك تبادل اآلراء مع الزمالء واألساتذة للتأكد من عدم
وجود دراسات في نفس املوضوع.43
ثالثا :أن يكون موضوع البحث ضيقا ومحدودا
ً
فيجب دائما اختيار نقطة محدودة والسير في دراستها إلى أعماق وأغوار بعيدة ،فتلك هي مهمة الباحث
الحق.44
ً
ومعنى هذا أن الباحث يكتب في نقطة واحدة ال في عدة نقاط ،فهناك فرق بين أن تكتب بحثا وأن تكتب
ً
كتابا .فبحث بعنوان " التحفيز" غير جائز ألنه واسع وغامض .وبعد قراءات مبدئية قد تخفض العنوان إلى
" تحفيز املوظفين باملغرب" ،ثم إلى " تحفيز املوظفين باملغرب أصاحب املهام االدارية" ،وهكذا.
ويؤكد البعض على ضرورة الوضوح التام للمسائل الجوهرية والعناصر الرئيسية ملوضوع البحث ،والتي
تظهر من خالل إجابة الباحث على عدة تساؤالت:45
أ ـ هل املشكلة أو القضية التي يثيرها املوضوع محددة ،وملحة وتستحق البحث؟
19
ب ـ هل في استطاعة الباحث البدء في البحث وإنجازه؟ أي هل موضوع البحث في مستوى قدرة الباحث؟
ج ـ هل هناك ميل نحو هذا املوضوع من قبل الباحث؟
بشكل
ٍ د ـ هل تتوافر مصادر املعلومات واملراجع بالنحو الذي يسمح له بتغطية مختلف جوانب البحث
واف؟
ٍ
ً
هـ ـ هل ستضيف الدراسة التي سيقوم بها الباحث ،إلى املعرفة اإلنسانية شيئا؟
ً
فإذا كانت اإلجابة بالنفي على أي من هذه األسئلة ،فعلى الباحث أن يختار موضوعا آخر دون أن يضيع
وقته ونشاطه في دراسة لم تكتمل له فيها عناصر النجاح.
الفقرة الثالثة ـ اختيارعنوان البحث
إذا استقر الباحث على اختيار موضوع بحثه ،كان عليه بعد ذلك االستقرار على عنوان دقيق ومحدد له.
وعند التفكير في اختيار عنوان البحث ،يجب مراعاة أن يكون العنوان:
ً ً
1ـ دقيقا واضح الداللة على موضوع البحث .وأن يكون واردا في صيغة تقريرية ،وليس في صيغة ،فنقول" :
اختصاص القضاء القضاء اإلداري بالبث في دعوى اإللغاء " ،وال نقول " :هل يختص القضاء اإلداري بالبث
في دعوى اإللغاء؟ ".
ً ً
2ـ جديدا مبتكرا ،حتى يستطيع الباحث أن يؤكد فيه استقالله وشخصيته
ً ً ً
3ـ قصيرا ،فالعنوان الطويل غير مستحب .كما يجب أن يكون العنوان جذابا مثيرا النتباه من يطالعه.
الفرع الثاني :تصميم خطة البحث
الفقرة األولى ـ وضع الخطة املبدئية
بعد تحديد موضوع البحث واختيار عنوانه ،يشرع الباحث في إعداد خطة مبدئية لبحثه تمثل اإلطار
املوضوعي الذي يبدأ البحث من خالله ،وال يمكن للباحث أن يحدد فروضها إال إذا ألم بموضوع بحثه وتبين
املشكلة الرئيسية التي تدور حوله.
وإعداد الخطة املبدئية عمل صعب إال أنه عمل خالق ،إذ ليست الخطة مجرد إناء ُيصب فيه إبداع الباحث
وجهده ،بل هي أولى إبداعات الباحث وأهمها .وهي ليست وسيلة تقديم معلومات واستدالالت الباحث ،بل
تعكس قبل ذلك أسلوب تفكيره وعقليته بصفة عامة ،قبل أن تعكس وجهة نظره في موضوع البحث.46
ونشير هنا إلى أنه من املستحيل على الباحث أن يضع خطة متكاملة يتبعها دون تعديل ،وهذا يعني أن
الباحث سيدخل تطويرات وتعديالت مستمرة على خطته كلما تقدم في البحث ،وألم بأبعاده املختلفة،
واكتشف أفكار وآفاق جديدة لبحثه.
20
ً
عادة إثر بعض القراءات السريعة ،فإنها تقتصر على التقسيمات التي تتناول وملا كانت الخطة املبدئية تتم
العناصر الرئيسية والخطوط العريضة العامة ملوضوع البحث ،دون التطرق إلى التفصيالت الدقيقة.
وعلى الباحث ليس فقط االعتماد على أفكاره الخاصة في إعداد تلك الخطة ،بل عليه االسترشاد بخطط
البحوث السابقة القريبة من موضوعه ،وبآراء املختصين وذوي الخبرة ،حتى تأتي الخطة متوازنة ومالئمة
ملوضوع البحث وقدرات الباحث.
ً
ويمكن أن نعطي مثاال عن نموذج لخطة بحث ،حيث تصمم كمايلي:
( مقدمة تمهيدية يبين فيها الباحث التعريف باملوضوع ومبررات اختياره ـ األهمية النظرية والعملية للبحث
ـ منهج البحث ـ الدراسات والبحوث السابقة ـ النتائج املتوقعة للبحث ـ التقسيم املبدئي للبحث ).
الفقرة الثانية ـ الفرق بين خطة البحث وتبويبه
يخلط الكثير من الباحثين بين خطة البحث ،وبين تبويبه أو تقسيمه .فخطة البحث هي عبارة عن العناصر
األساسية التي سيدور حولها موضوع البحث وتشمل تلك العناصر ،تحديد مشكلة البحث وأهمية دراستها،
وأهداف البحث ،وخطواته ،واملنهج العلمي الذي سيتبع في دراسة املشكلة ،والنتائج املتوقعة للبحث،
واملراجع التي اطلع عليها الباحث ،املصطلحات العلمية الواردة في البحث ،أبواب وفصول البحث املقترحة.
أما تبويب أو تقسيم البحث ،فيعني توزيع املادة العلمية للبحث بين ثالثة أقسام هي ( املقدمة ،املحتوى،
ً ً ً
الخاتمة ) ،والتي يجب أن تكون مرتبة ترتيبا منطقيا وفقا لقواعد وأسس علمية معينة تقتض ي ضرورة أن
يرتبط الجزء بالكل.
وال تخفى أهمية هذا التقسيم الذي يعني انتظام البحث في سلسلة منتظمة من املوضوعات املترابطة
واملتناسقة فيما بينها لتوجيه جهد الباحث نحو بحث جميع جوانب املشكلة البحثية واقتراح الحلول
املناسبة لها.
الفقرة الثالثة ـ تعديل الخطة أو التبويب
إن تعديل خطة البحث وتبويبه من األمور الشائعة في عالم إعداد البحوث العلمية ،ذلك أن الباحث قد
تدفعه ظروف معينة إلى التسرع في إعداد خطة للبحث ،يسير على هديها في تجميع مادته العلمية ،وقراءاته
حول موضوعه.
غير أنه مع تقدم الباحث في قراءاته وإطالعه على املراجع وما تحويه من معلومات ،قد تطرأ أمامه عناصر
وأفكار جديدة جديرة بالبحث والدراسة والتحليل ،كما قد يتبين له أن هناك عناصر ومسائل ضئيلة
األهمية ،أو غير منتجة في خدمة غرض بحثه ،بحيث يكون من املالئم إهمالها أو تعديلها ،وهنا يكون على
الباحث أن يعدل خطة البحث بما يتماش ى مع املوقف األخير.
21
ً
وتجدر اإلشارة إلى أن تعديل الخطة وإعادة تبويب املادة العلمية للبحث إن كان جائزا ،إال أنه يجب أال يمس
جوهر املوضوع الذي اختاره الباحث للدراسة ،وإال كنا بصدد موضوع جديد ،تترتب عليه نتائج علمية
ً
وإجرائية إن كان البحث مسجال لنيل درجة علمية.
22
املحور الثاني :تصنيف مناهج البحث (التعريف باملناهج املستعملة والخطوات املتبعة)
اختلف العلماء حول تحديد مفهوم املنهج ,فهناك من عرفه بأنه التصور و التحكم و البرهان
-راموس , 1515في حين ارتأى فريق أخر بأنه فن التنظيم الصحيح لسلسلة األفكار من أجل
الكشف عن الحقيقة ،إما للبحث عنها عندما نكون نجهلها أو للبرهنة عليها و إيصالها إلى
األخ ر عندما نكون على بينة و دراية منها – مدرسة بور روايال .و قد ذهب فريق أخر ابعد من
ذلك فاعتبرا املنهج الطريق الذي نسلك به العقل للكشف عن الحقيقة بواسطة مجموعة من
القواعد العامة التي تحدد طريق سير العقل و عملياته قصد الوصول إلى نتائج جديدة.
ب اإلضافة إلى هذا االختالف حول املفهوم ,فقد تضاربت اآلراء حول من األجدر أو األحق بوضع
املنهج .هناك من قال بأن العلم ال يحصل إال في املعمل و ليس في الخيال فاعتبر إن العالم
هو املؤهل لتحديد املنهج ( املاديون ) ،في حين ذهب فريق أخر بأن الفالسفة هم األولى بتحديد
املنهج و ذلك لدرايتهم بمختلف العلوم و العتبار العقل أسمى من املادة.
املبحث األول :أهم تصنيفات املناهج
املطلب األول :التصنيف القديم
قديما كان املنهج يقسم إلى املنهج التحليلي و املنهج التركيبي ,يهدف املنهج التحليلي إلى اختراع و اكتشاف
املعرفة ،بينما يختص املنهج التركيبي بتركيب و تأليف الحقائق حسب هذا التيار فقد كان املنهج يخص
األفكار فقط و ال يشمل الظواهر و القوانين.
كما قسم املنهج إلى :
* -املنهج التلقائي
و هو املنهج الذي يتبع فيه العقل مسارا طبيعيا و تلقائيا لبلوغ املعرفة دون تحديد ألساليب
و قواعد هذا املسار.
* -املنهج التأملي العقلي
و الذي يتبع فيه العقل خالل البحث عن الحقيقة قواعد و أساليب منطقية و محددة.
يالحظ هنا أن هذا التصنيف يركز بصفة أساسية على طرق و أساليب الحصول على املعرفة و ليس على
املنهج باعتباره علما له قوانين و قواعد.
هناك تقسيم أخر حاول الفصل بين املناهج النظرية و املناهج التطبيقية ’ تساعد األولى على جمع وتحديد
املعطيات النظرية حول الظواهر ،بينما تقوم الثانية باستعمال اآلليات و األدوات التطبيقية للوصول إلى
الحقيقة.
23
املطلب الثاني التصنيف الحديث
ال توجد طريقة علمية واحدة يمكن االعتماد عليها للكشف عن الحقيقة ،وذلك ألن طرق العلم تختلف
باختالف املوضوعات التي يدرسها كل باحث ،بمعنى أن كل موضوع للدراسة يتطلب ً
نوعا معينا من املناهج
العلمية املالئمة له ،وعلى أية حال فإن تصنيف املناهج ،يعتمد عادة على معيار ما حتى يتفادى الخلط
والتشويش ،وعادة ما تختلف التقسيمات بين املصنفين ألي موضوع ،وتتنوع التصنيفات للموضوع الواحد
وينطبق هذا القول على مناهج البحث ،فهناك من ينظر إلى مناهج البحث من حيث نوع العمليات العقلية
التي توجهها ،أو تسير على أساسها املنهج االستداللي أو االستنباطي ،املنهج االستقرائي ،و املنهج التاريخي،
وهناك من يصنفها استنادا إلى أسلوب اإلجراء ،وأهم الوسائل التي يستخدمها الباحث( املنهج التجريبي ،
منهج املسح ،املنهج التاريخي )47
كما يختلف الكتاب والباحثين بشأن تصنيف مناهج البحث العلمى فيضيف البعض مناهج ويحذف آخرين
مناهج أو يختلفوا حول اسماءها .كما قام بعض العلماء بإعداد قوائم لتقسيم مناهج البحث العلمي طبقا
لقواعد معينة مثل التصنيف التالي48:
47
الهاشمي بن واضح ،محاضرات في منهجية إعداد بحوث الدراسات العليا ،جامعة محمد بوضاف المسيلة ،سنة ،2016ص 27- 26
48
الهاشمي بن واضح ،نفس المرجع ص 28
24
يهدف االستدالل إلى توليد معرفة جديدة عن طريق استخدام الفكر و إعمال املنطق العقلي في املعلومات
و املعطيات و األدلة املتوفرة.
يساعد االستدالل على بلوغ استنتاجات جديدة باستخدام قواعد و استراتجيات محددة للوصول إلى
نتائج صحيحة و مقبولة منطقيا .انه االنطالق من قضايا معروفة و مسلم بها للوصول إلى نتائج تنتج عنها
بالضرورة ،دون اللجوء إلى التجربة بل عن طريق التجريب و الحساب العقليين .
يقسم االستدالل الى استدالل مباشر و استدالل غير مباشر.
االستدالل املباشر تكون فيه املقدمة واحدة قضية واحدة
االستدالل غير مباشر يحتاج إلى أكثر من مقدمة ليعطي نتيجة
الفرع األول :مبادئ االستدالل
يعتمد االستدالل على مجموعة من املبادئ هي:
الفقرة األولى :البديهية
تعتبر البديهية الحقائق و املبادئ البينة بذاتها و التي نؤمن بها إيمانا راسخا و ال تحتاج إلى برهنة أو دليل .
تستعمل البديهية كدليل لغيرها وال تحتاج إلى دليل.
تتمثل أهم خصائص البديهية في :
* -نفسية :أي نؤمن بصحتها نفسيا وال تحتاج إلى دليل أو برهان.
* -أولية :أي ليست نتيجة لقضية أخرى بل قائمة بذاتها.
* -واضحة :أي بينة و واضحة بذاتها .
* -عامة :نقبلها و تؤمن بها مختلف العقول و املجاالت و ليست حكرا على جهة معينة.
الفقرة الثانية :املسلمة
تعتبر املسلمة اقل درجة من البديهية غير أننا نسلم بها و نتقبلها مادامت ال تؤدي إلى أي تناقض
وهي من صنع العقل و يمكن البرهنة عليها و لكن نفترض صحتها .
املسلمة خاصة و ليست صالحة لجميع املجاالت
الفقرة الثالثة :التعريف
يوصف التعريف بأنه التعبير عن ماهية الش يء ’ أي كل عبارة تصف معنى معينا بمصطلح معين.
25
الفرع الثاني أدوات االستدالل
الفقرة األولى :القياس
القياس هو عملية االنطالق من عملية غير معلومة إلى عملية معلومة ’ و يمكن تعريفه بأنه تطبيق القاعدة
الكلية على األجزاء.
الفقرة الثانية :التجريب العقلي
و هو القيام بتجربة جميع الفرضيات و التحقيقات داخل العقل على عكس املنهج التجريبي الذي يقوم بهذه
التجارب خارج العقل أي داخل املعمل.
الفقرة الثالثة :التركيب
التركيب هو عملية عقلية تنطلق من مقدمة صحيحة و تسير نحو استخراج نتائج منها أي تفكيك
االفتراضات و محاولة تركيبها عقليا قصد التأكد من صحتها.
لقد و ضع جون ستيوارت ميل أربعة قواعد لالستدالل :
قاعدة االتفاق في الوقوع :
كلما وجدت الظاهرة وجد السبب أو الذي أدى إلى وقوعها
قاعدة االتفاق في الغياب :
كلما غابت الظاهرة انتفى العامل املتسبب في حدوثها.
قاعدة االتفاق في التغير:
كلما تغير السبب تغيرت الظاهرة.
قاعدة الرواسب أو البواقي ( جمع باقي):
إن سبب و علة الش يء أو الظاهرة ال يمكن أن تكون سببا لش يء يختلف عنه ’ لهذا وجب البحث عن العلة
الغائبة أو الباقية.
الفرع الثالث أقسام االستدالل
الفقرة األولى :االستنباط
االستنباط هو استدالل تنازلي ينطلق فيه الباحث من النتيجة الكلية لظاهرة معينة و يتبع عملية ذهنية
قصد الوصول إلى جزئيات هذه الظاهرة .
لالستنباط عدة مميزات نجملها في:
* -ينتقل من الكل نحو الجزء.
* -يأخذ منحى تنازليا اذ ينطلق من الكل في اتجاه الجزء.
26
* -مثالي ذهني يعتمد على الذهن .يدرس الظاهرة كما يجب أن تكون و ليس كما هي في الواقع.
الفقرة الثانية :االستقراء
-االستقراء هو عملية ذهنية تنطلق من املقدمات /الخاص لتصل إلى حكم كلي/العام يتبع االستقراء
منحى تصاعديا.
-االستقراء هو استخالص قواعد عامة من أحكام خاصة
أوال :خصائص االستقراء
* -شمولي :إذ يعتمد على مبدأ دراسة جزء-كل.
* -يدرس الظاهرة انطالقا من جزئياتها و كما هي في الواقع.
* -يجمع بين الواقعي و املثالي.
ثانيا أنواع االستقراء
ينقسم االستقراء إلى:
.1االستقراء التام
يسمى االستقراء التام عندما يتم تتبع جميع جزئيات الكل /املوضوع الذي نريد دراسته /حكمه
.2االستقراء الناقص
االستقراء الناقص هو تتبع بعض جزئيات الكل الذي نريد معرفة حكمه .ينقسم االستقراء الناقص إلى :
.3االستقراء املعلل:
يعتبر االستقراء معلال عندما نظن أن سبب و علة الحكم موجودة في جميع جزئيات الحكم
.4االستقراء الغيرمعلل:
ال يعتمد االستقراء غير املعلل في أحكامه على ضرورة وجود العلة أو السبب .
ثالثا :مراحل االستقراء
تمر عملية االستقراء بثالثة مراحل أساسية هي:
-1مرحلة املالحظة و التجربة يبدأ الباحث توجيه فكره و مالحظة املوضوع أو الظاهرة املراد
دراستها.
-2مرحلة الفرض خاللها يضع الباحث فرضيات ’ و يبدأ عملية تركيز االنتباه و التفسير عن طريق
الخبرات و الحسابات العقلية.
-3مرحلة القانون و خاللها يقوم الباحث باستخالص النتائج على ضوء ما توصل إليه.
27
مقارنة بين االستنباط واالستقراء
االستقراء االستنباط
ينتقل من الخاص إلى العام ينتقل من العام إلى الخاص
ينتقل من الجزئي إلى الكلي ينتقل من الكلي إلى الجزئي
مقدمته اصغرمن نتيجته مقدمته اكبر من نتيجته
يقوم بعملية التجميع يقوم بعملية التفكيك
تعتبر املصادر ثانوية إذا كانت منقولة من مصادر أولية ’ كالتفسيرات و التحليالت و غيرها تخضع الوثائق
التاريخية عادة قبل استعمالها ملجموعة من عمليات الفحص و الدراسة و التحليل عن طريق استخدام
كافة أنواع االستدالل و التجريب العلمي’ و ذلك بغية التأكد من هذه الوثائق ’كمعرفة أصالتها و مصدرها
و حقبتها وهوية صاحبها .....
يكون هذا التمحيص أو النقد إما:
أوال :النقد الخارجي:
يكون الهدف من هذه العملية محاولة معرفة هوية و أصالة و صحة الوثيقة’ و ذلك من خالل تحديد زمان
و مكان الوثيقة و شخصية كاتبها .وكذلك محاولة ترميمها و إعادتها إلى حالتها األصلية.
يمكن القيام بهذه العملية عن طريق:
كتبت * -التأكد من مدى تطابق لغة الوثيقة و أسلوبها و كتابتها مع الحقبة التي من املفروض أنها
خاللها.
29
* -التأكد إن كان هناك أي تغيير (الخطوط ،الحروف)...
* -التأكد من مدى أصلية الوثيقة.
* -التأكد من مدى إملام صاحب الوثيقة باألمور و األشياء التي كان من املفروض أن يعرفها.
ثانيا :النقد الداخلي:
تخضع الوثيقة أو املصدر التاريخي إلى عملية دراسة و تمحيص بغية تحليلها و تفسيرها للتأكد من كونها
صادقة و من مدى مصداقية صاحبها .ينقسم النقد الداخلي الى :
-نقد داخلي ايجابي :يركز على تحليل و تفسير مضمون الوثيقة التاريخية قصد فهمها و التمكن
منها .
-نقد سلبي نركز فيه على مصداقية الوثيقة و أمانة صاحبها و كذا الظروف املحيطة بها :كمصداقية
و شخصية الكاتب....
تتم عملية النقد الداخلي عبر التأكد من :
-مصداقية و مكانة املؤلف في امليدان
-امتالك املهارة و القدرة الالزمة ملالحظة األحداث و املهارة و األمانة لتسجيلها
-قدرة املؤلف العلمية و الحسية على مالحظة و دراسة و تدوين الظواهر بطريقة علمية و أمنة
-و سليمة.
-كون الوثيقة مباشرة أم عن طريق وسيط.
-مدى درجة حياد و موضوعية املؤلف ومدى بعده عن موضوعها.
و ضع فان دالين Van Dalenمجموعة من القواعد الواجب إتباعها عند محاولة نقد الوثائق التاريخية وهي
:
-عدم قراءة الوثيقة التاريخية بعقلية و مفاهيم معاصرة.
-عدم االعتقاد بجهل املؤلف بأحداث معينة إذا لم يذكرها في و وثيقته.
-اخذ مسافة مع الوثيقة التاريخية و االكتفاء بقيمتها العلمية بعيدا عن اإلعجاب أو االنبهار.
-عدم االكتفاء بمصدر واحد رغم أهميته بل تعزيزه بمصادر أخرى.
-وجود أخطاء في مجموعة من املصادر على أنها منقولة عن نفس املصدر
-كلما اتفقت الوثائق أو الشهود حول أحداث أو وقائع كلما اعتبرت مقبولة.
-عدم الكتفاء باملصادر الرسمية .بل يجب تدعيمها بأخرى غير رسمية.
30
-أن املصادر التاريخية نسبية ،يمكنها أن تكون قاطعة في بعض الحاالت وان تكون غير ذلك في حاالت
أخرى.
الفقرة الرابعة :التركيب و التفسير
تأتي هذه املرحلة الستعادة اإلحداث و الوقائع املاضية و إعادة جمعها و تركيبها
و بنائها في صورة متكاملة قصد تحليلها و تفسيرها.
مراحل عملية التركيب و التفسير:
-مالحظة الحقيقة التاريخية و تكوين صورة لها.
-تجميع الحقائق الجزئية و ترتيبها و تصنيفها حتى تصبح متجانسة .
-محاولة ملء الثغرات و النقائص بطريقة علمية.
-محاولة البحث عن العالقات السببية بين األحداث
-محاولة ربط الوقائع التاريخية فيما بينها بواسطة عالقات سببية.
الفقرة الخامسة :استنتاج النتائج
تختتم عملية التركيب و التفسير باستنتاج نظريات قوانين حول األحداث و الوقائع التاريخية.
املطلب الرابع :املنهج التجريبي
اختلفت عملية تعريف املنهج الجدلي باختالف التخصصات و املذهب العلمية ،غير أنها تتمحور كلها حول
مبدأ التحكم في املتغيرات التابعة و تحديد مدى تأثيرها على الظواهر و املتغيرات األخرى .عرفه فان دالين
بأنه البحث التجريبي هو تغيير متعمد و مضبوط للشروط املحددة لواقعة معينة و مالحظة التغييرات
الناتجة في هذه الواقعة ذاتها.
يسمح املنهج التجريبي بتغيير متغير يسمى املتغير التجريبي أو املتغير املستقل و مالحظة التأثير الذي يلحقه
هذا املتغير على الظاهرة أو الحالة موضوع الدراسة أو ما يصطلح عليه املتغير التابع.
الفرع األول :خطوات املنهج التجريبي :
-مالحظة وتحديد الظاهرة أو املشكلة .
-صياغة الفرضيات.
-تحديد مجتمع البحث.
-اختيار عينة البحث.
-تقسيم عينة البحث إلى مجموعة تجريبية و مجموعة ضابطة.
-القيام بالتجارب.
31
-التركيب أو االستنتاج.
-تفسير النتائج.
الفرع الثاني أنواع املتغيرات
-املتغير املستقل هو كل ما نحاول أن نحدد تأثريه في متغير أخر.
-املتغير التابع وهو املتغير الذي يحدث فيه املتغير األول تغيرا أو أثرا.
-املتغير املعدل هو املتغير الذي يعدل أو يصوب األثر الذي ألحقه املتغير املستقل باملتغير التابع.
-املتغير العرض ي :و هو املتغير العرض ي أو الدخيل و الذي يكون متوقعا حدوثه خالل التجربة.
الفرع الثالث :أنواع وطرق التجربة
يمكن تقسيم طرق التجربة في املنهج التجريبي إلى:
-1طريقة املجموعة الواحدة :
خاللها يتم إخضاع مجموعة واحدة لالختبار أو التجريب .
-2طريقة املجموعات املتساوية :
.طبقا لهذا األسلوب يتم إخضاع مجموعة للتجريب (إضافة متغير مستقل ) و إبعاد املجموعة األخرى
املماثلة لها عن التجربة ’ثم نقوم باملقارنة بين املجموعتين.
-3طريقة التناوب:
تكون خاللها التجربة عن طريق تقسيم عينة البحث إلى مجموعتين .تخضع املجموعة األولى ملتغير معين
في حين تخضع املجموعة األخرى ملتغير مختلف .بعد ذلك نعكس التجربة,أي املتغير املستقل الذي ألحقناه
باملجموعة األولى نلحقه باملجموعة الثانية و املتغير الذي ألحقناه باملجموعة الثانية نلحقه باملجموعة
األولى.ثم نقوم باملقارنة و استخالص النتائج.
الفرع الرابع :مميزات املنهج التجريبي
-انه أكثر دقة في تتبع و أسباب التغير من الطرق املنهجية األخرى.
-يعتمد على ضبط املتغيرات املستقلة و التحكم في مدى تأثيرها.
-إن اختالل و تنوع طرق و تصاميم عمله تجعله أكثر فعالية و مرونة.
-يقوم بمراجعة النتائج عن طريق تكرار التجارب.
-يتحكم في طريقة اختيار عينة البحث.
الفرع الخامس :عيوب املنهج التجريبي
-تعتمد دقة النتائج على فعالية الوسائل املستعملة خالل التجربة.
32
-تجرى التجربة على عينات فقط مما يصعب عملية التعميم
-تتأثر نتائج التجربة بمدى التحكم في الظروف املحيطة
-تتم التجربة في غالب األحيان في مختبرات و أماكن مختصة (اصطناعية ) مما يقوي إمكانية .
-تأثير املحيط على النتائج.
-يتجاهل هذا النوع من التجارب عملية التفاعل بين الظاهر و تأثيرها على النتائج.
املطلب الخامس :املنهج الوصفي
يقصد بالوصف إظهار صفات و خصائص الش يء و ذلك قصد املقارنة و التمييز .يمكن أن يكون هذا
الوصف إما كما أو كيفا ( الوصف الكمي – الوصف الكيفي)
املنهج الوصفي هو أسلوب يهدف إلى:
-جمع املعلومات واملميزات حول وضع الظاهرة كما هي بالواقع .
-تحليل وتفسير و دراسة الظاهرة.
-مقارنة عالقة الظاهرة موضوع الدراسة بظواهر أخرى.
-استخالص نتائج و التعميمات.
الفرع األول :مميزات املنهج الوصفي
-يساعد على تقديم تفاصيل ومعلومات دقيقة عن الظاهرة.
-يمكن من استنتاج الصالت بين الظواهر.
-يساعد على توقع الظواهر املستقبلية بناء على املواصفات املماثلة .
الفرع الثاني :مراحل املنهج الوصفي
-تحديد مشكلة البحث.
-وضع الفرضيات .
-اختيار مجتمع وتحديد العينة التي ستخضع للدراسة.
-تحديد وسائل و أدوات البحث( املقابلة -االستمارة)
-تجميع املعلومات و تحليلها و دراستها.
-استخالص النتائج و تعميمها.
يندرج تحت املنهج الوصفي مجموعة من املناهج الفرعية منها:
الفقرة األولى :منهج الدراسات املسحية :
33
يهدف هذا املنهج إلى القيام بمسح ( دراسة) للظواهر موضوع الدراسة قصد جمع املعطيات
و البيانات و املعلومات الخاصة بها ’ ثم تحليل و تفسير وضعها في وقتها و مجالها املحدد.
يهدف هذا املنهج إلى:
وصف الظاهرة وتحليلها ثم تفسيرها .
جمع البيانات و املعلومات حولها.
تمييز و تحديد الخصائص و املعايير التي تكون الظاهرة طبقا لها.
مقارنة واقع الظاهرة مع املعايير املوضوعة سابقا ( هنا يالحظ أن هذا املنهج يتوقع ان تكون الظاهرة كما
يجب ان تكون و ليس كما هي في الواقع).
استنتاج النتائج و تعميمها.
هناك مجموعة من الدراسات املسحية مثل املسح املدرس ي – املسح االجتماعي -الدراسات املسحية للرأي
العام.......
الفقرة الثانية :منهج دراسة الحالة:
يهتم منهج دراسة الحالة إلى تتبع و جمع امللومات عن حالة معينة (ظاهرة – حدث -أشخاص -قبيلة -
حزب )....و يمكن تقسيم وصف الحالة إلى:
وصف الحالة الحالية أو الحاضرة للظاهرة.
وصف تطور الظاهرة ( نمو -تطور -تغيير)
توقع حالتها في املستقبل.
أوال :خطوات دراسة الحالة
-تحديد الظاهرة املزمع دراستها.
-وضع الفرضيات.
-تحديد مجتمع البحث و تعيين عينة البحث.
-تحديد آليات وسائل الدراسة (.املقابلة :مباشرة – شخصية)........
-جمع املعلومات ودراستها و تحليلها.
-استخالص النتائج و وضع التعميمات
34
-تمكن من فهم مكونات الظاهرة.
-تساعد على توقع الظواهر املستقبلية .
35
مقارنة عدة متغيرات في مجتمعات متماثلة.
دراسة الفقر و األمية والعنف األسري باإلحياء الهامشية.
مقارنة عدة متغيرات في مجتمع واحد .
الفقر و األمية و تعاطي املحذرات باملغرب.
مقارنة عدة متغيرات في عدة مجتمعات مختلفة.
البطالة و انخفاض األجور في املجال ألفالحي و املجال الصناعي.
36
جاء هيرقليس فاعتبر أن األشياء غير مستقرة و في تغير مستمر" ال نستحم في النهر مرتين".كان يعتقد أن
األشياء ال يمكن أن توجد و ال توجد في نفس الوقت.
جاء هيغل و صاغ مبدأ إمكانية التوفيق بين املتناقضات .كان يظن أن التناقض هو أساس الحركة أي أن
التناقض املوجود في األشياء هو الذي يجعلها نشيطة و متحركة و متحولة.
الفرع الثاني :قوانين املنهج الجدلي
-قانون وحدة و صراع األضداد
كل األشياء و الظواهر تحمل بداخلها عناصر و أجزاء متناقضة.تتحد هذه األضداد و تتعايش و تؤدي إلى
بقاء و تطور و تحول هذه الظواهر.
-قانون تحول التطورالكلي التطوركيفي.
رغم تصارع و تناقض األضداد يستمر التطور الكمي إلى أن يصل إلى درجته القصوى ( الذروة) ’فتحدث
عملية الطفرة أي يتحول هذا التطور الكمي للظاهرة إلى تطور كيفي لها ،عندئذ تظهر ظاهرة جديدة .
-قانون نفي النفي
تتكون الظاهرة الجديدة من مزيج من العناصر القديمة و عناصر جديدة تتعايش ثم تتناقض معها ثم تنفيها
بدورها لتتشكل ظاهرة جديدة.بذلك تأتي كل ظاهرة لتنفي سابقتها.
37
املحورالثالث :مصادرووسائل البحث العلمي القانوني
إن الباحث بعد أن يكون قد وقع اختياره على موضوع البحث وأطر هذا املوضوع بتصميم واضح ،فإنه
ينتقل إلى عملية بالغة األهمية وهي االستعانة بوسائل وأدوات البحث لجمع املعلومات واألفكار املرتبطة
بموضوع بحثه مراعيا في ذلك قواعد وأحكام املنهج العلمي ،إذ ليس املطلوب هو معرفة مصادر املعلومات
حول موضوع البحث وإنما االطالع على هذه املصادر بهدف فرز املعلومات وتهيئتها لالستعمال ،49وتتمثل
هذه الوسائل واألدوات في املصادر واملراجع املرتبطة بموضوع البحث.
املبحث األول :أنواع املصادرواملراجع املعتمدة في البحث
ويسمي أحد الباحثين الجزء املتعلق باملراجع املكتوبة باملكتبة القانونية ،50واملكتبة القانونية ال تعني فقط
الكتب واملراجع واملصادر بل تتسع لتشمل أنواع أخرى وهذه الوسائل تعتمد على الكلمة املكتوبة أو املقروءة
إضافة إلى وسائل أخرى تعتمد على آراء اآلخرين كما هو الشأن بالنسبة للمقابلة واالستمارة االستبيانية.
املطلب األول :املصادرأو املراجع العامة
يعتمد البحث في تحضير بحثه سواء كان بحثا أكاديميا أو مؤلفا عاما أو خاصا أو رسالة أو أطروحة جامعية
أو مقابلة علمية أو مذكرة قضائية أو غيرها من أنواع البحوث الرجوع إلى مصادر املعارف العامة واملؤلفات
التي تتناول وتعالج مختلف املوضوعات املتعلقة بفرع معين من فروع القانون مثال كالقانون الدستوري أو
اإلداري أو املالي...
وقد تتعلق هذه املراجع باملعارف غير القانونية والتي لها عالقة بكيفية مباشرة أو غير مباشرة بموضوع
البحث ،واملراجع العامة ال تعالج املوضوعات التي ت حتويها بشكل معمق ولكنها تفيد في إلقاء الضوء على
املوضوع محل البحث ،واملراجع العامة تفيد الباحث والبحث العلمي نظرا للعالقات والروابط القائمة بين
العلوم القانونية والعلوم األخرى ،كعلم االجتماع واالقتصاد والسياسة والدين والتاريخ وعلم النفس وما
إليها.51
املطلب الثاني :املراجع الخاصة
إن املؤلفات الخاصة تفيد في تعميق البحث بشكل فعال وهي تلك املؤلفات التي تعالج موضوعا معينا بقدر
كبير من التعمق.52
38
إن املراجع املتخصصة تتضمن عادة معلومات أوسع وأشمل وتفريعات دقيقة تفيد الباحث بشكل كبير في
إنجاز موضوع بحثه بإغنائه باملعلومات واألفكار التي لها عالقة بالبحث.53
فاملراجع الخاصة تمكن الباحث من استخالص العناصر األساسية وإغنائه باملعلومات واألفكار التي لها
عالقة مباشرة أو غير مباشرة بموضوع البحث.
املطلب الثالث :األبحاث الجامعية
تكتس ي األبحاث الجامعية والرسائل العلمية األكاديمية املتخصصة أهمية بالغة في عملية البحث العلمي
ويتم إنجازها وتحضيرها أساسا لنيل درجات وألقاب علمية على مستويات مختلفة من الدراسات الجامعية.
إن البحث الجامعي بمختلف مستوياته ودرجاته ابتداء بالتقرير ومرورا بالرسالة وانتهاء باألطروحة يخضع
لشروط وإجراءات قانونية قبل نيل أي شهادة من الشهادات املوازية لكل بحث ،بحيث يمر بعدة مراحل منها
التأطير واإلشراف من قبل األستاذ املشرف املختص ثم املناقشة العلنية أو العامة أمام لجنة من األساتذة
األكفاء املتخصصون في نفس املجال.
فاألطروحة مثال ،من الناحية العلمية يجب أن تكون بحثا جيدا تتوفر فيه املوضوعية والترتيب املنطقي
والتناسب والوحدة واألمانة العلمية والشكل واألسلوب واللغة والقواعد ،ويكون الهدف األساس ي من
األطروحة هو ابتكار ش يء جديد أو على األقل إعادة صياغة ملوضوع سابق اعتمادا على أفكار جديدة في
البحث.
ومن األبحاث الجامعية املهمة نجد رسائل دبلوم الدراسات العليا في إطار النظام الجامعي القديم (بحث
لنيل شهادة املاستر في إطار النظام الجامعي الجديد) والتي تأتي في املرتبة الثانية بعد الدكتوراه ،حيث كان
الطالب الباحث ينجز بحثه تحت إشراف األستاذ املتخصص في نفس املجال وعند االنتهاء من عملية
البحث ،يناقش بحثه هذا بصفة علنية أمام لجنة علمية من األساتذة املتخصصين لنيل الرتبة العلمية
املوازية لدرجة البحث.
املطلب الرابع :املقاالت
تكتسب املقالة الطبيعة العلمية إذا كانت منشورة في إحدى الدوريات أو املجالت العلمية املتخصصة كتلك
التي تصدرها الجامعات والكليات ومعاهد ومراكز البحث العلمي ،والجمعيات املهنية ذات التخصص العلمي
أو تلك الصادرة عن شخص أو مجموعة من األشخاص من ذوي االختصاص.54
39
وتتسم املقاالت بطابع تخصص ي وهي تخضع عادة للتحكيم من قبل لجنة علمية متخصصة ،ولذلك تكون
املقالة على مستوى علمي جيد ما دامت تخ ضع للمقاييس واملعايير العلمية املحددة سلفا في الدورية التي
تتوالى النشر.55
والدورية هي كل مطبوع يصدر في حلقات متعاقبة (يوميا ،أو أسبوعيا ،أو شهريا ،أو فصليا ،أو سنويا )...أو
غير منتظمة.56
والدوريات قد تكون عامة كالجرائد اليومية واملجالت األسبوعية وقد تكون متخصصة والتي يمكن تقسيمها
بدورها حسب نوع تخصصها كالدوريات التاريخية واللغوية واألدبية والطبية والقانونية ...ويمكن تصنيف
الدوريات التي تهم الباحث القانوني إلى:
-دوريات قانونية عامة والتي تهتم بجميع فروع الدراسات القانونية.
-دوريات قانونية خاصة والتي تهتم بفرع من فروع العلوم القانونية كاملجلة املصرية للقانون الدولي.57
-دوريات شبه قانونية ،كاملجالت االقتصادية ومجالت العلوم السياسية ،ومجالت العلوم
االجتماعية ...واألسرية ،وهذه الدوريات تفيد البحث القانوني باالعتماد على املقاالت املنشورة فيها
لتكملة بحثه.
ويوجد في امل غرب دوريات قانونية تهتم بنشر املقاالت القانونية والسياسية واالقتصادية واالجتماعية وهي
املجالت التي تصدر عادة عن كليات الحقوق ،أو عن مجموعة من األساتذة الباحثين بهذه الكليات أو تصدر
عن املحاكم املغربية أو املحامون ،أو املؤسسات أو الجمعيات أو الهيئات.
ومن بين املجالت والدوريات في املجال القانوني نذكر:
-مجلة القانون واالقتصاد ،تصدر عن كلية الحقوق بفاس؛
-مجلة املعيار ،تصدرها جمعية هيأة املحامين بفاس؛
-مجلة القانون املغربي يصدرها مجموعة من األساتذة الباحثين بكلية الحقوق بالرباط.
وللدوريات القانونية وظيفة أسا سية في متابعة الجديد في مجال تخصصها ألن الحياة القانونية متجددة
ومتطورة ،58والواقع يقول أحد الباحثين" :أن املقاالت العلمية املتخصصة لها ثالثة فوائد هامة" :فهي من
ناحية تسمح للباحث بالتعرف على آخر ما وصلت إليه البحوث في أي مجال من املجاالت القانونية" ،وهي
من ناحية أخرى تتيح له التعرف على البحوث السابقة بحيث ترشد الباحث إلى ما سبق نشره من دراسات
40
وأبحاث في مجال بحثه ،وهي من ناحية ثالثة تتضمن أحيانا جزءا خاصا للتعريف بالكتب الجديدة أو
تتضمن تقارير نقدية حولها".59
كما أن الدوريات القانونية تخصص حيزا هاما لنشر األحكام القضائية الهامة والتعليق عليها أحيانا ،كما
تتضمن بعض املجالت القانونية نشر القوانين الجديدة واملعاهدات الدولية ،وتقديم الرسائل
واألطروحات ،وتقديم الكتب الجديدة وإعداد التقارير حول قضايا معينة ،ونشر األنشطة الثقافية
والعلمية ملؤسسة جامعية ،وأنشطة مهنية...الخ.
وتجدر اإلشارة إلى وجود بعض املجالت والدوريات األخرى والتي تقوم بنشر مقاالت تعتبر من قبيل املقاالت
العلمية وفق التحديد السابق ،كتلك التي تنشر أخبار املشاهير من أهل الفن والرياضة.
املطلب الخامس :املصادرالقانونية
تعتبر من أهم املصادر التي يستعين بها ا لباحث القانوني في بحثه ،فكما يلجأ الباحث إلى جمع املراجع التي
أشرنا إليها آنفا بمختلف أنواعها يكون ملزما بجمع النصوص القانونية املؤطرة ملوضوع بعثه كيف ما كان
مصدر القاعدة القانونية تشريعا أو عرفا ،ومصطلح التشريعي هنا بمعناه الواسع حيث يشمل النص
التأسيس ي والتشريع العادي والالئحي.
والتشريع بمفهومه الواسع وسواء تعلق األمر بالتشريع الصادر عن البرملان ،60أو تعلق األمر باللوائح التي
تصدر عن السلطة التنفيذية واإلدارية وهي لوائح متنوعة وتكتس ي أهمية متباينة ،حيث يوجد في الدرجة
األولى الظهير الشريف ،وفي مستوى أدنى نجد مراسيم الوزير األول وتسمى باملراسيم الحكومية ،وفي مستوى
أدنى درجة نجد القرارات واملناشير الوزارية وهي لوائح تنظيمية صادرة عن أعضاء الحكومة.61
ويتعين على الباحث القانوني أن يبحث عن النصوص القانونية في مصادرها الرسمية ذات الحجية املطلقة
من حيث الجهة التي تصدر عنها ،وهي الجهة املخولة قانونا ورسميا بنشر التشريعات وهي الجريدة الرسمية،
والتي تم إنشاؤها في بداية الحماية الفرنسية ،إذ أنشئت بقرار صادر في 2شتنبر ،1912وأصبحت ابتداء
من 29نونبر 1957تسمى بالجريدة الرسمية للمملكة املغربية ،وبعد صدور مرسوم 16أكتوبر 1980
أصبحت الجريدة الرسمية تشمل على ثالث نشرات:
نشرة تتضمن املناقشات البرملانية.
نشرة خاصة باإلعالنات القانونية والقضائية واإلدارية.
41
باإلضافة إ لى نشرة تتضمن الترجمة الرسمية للقوانين واللوائح وكذلك الصيغة األجنبية
للمعاهدات الدولية.
وهناك دوريات غير رسمية تقوم بنشر القوانين ،كما يعمد بعض املهتمين بالدراسات القانونية إلى إصدار
التشريعات الجديدة وكذا بعض الصحف الوطنية أو املحلية أو بعض الجهات األخرى إلى إصدار هذه
التشريعات ،منها منشورات املجلة املغربية لإلدارة املحلية والتنمية "سلسلة نصوص ووثائق".
إال أنه يتعين على الباحث الرجوع إلى الجريدة الرسمية ،باعتبارها املصدر األصلي والرسمي للقوانين ،خاصة
وأن التشريعات تتعرض بشكل دائم للتغيير عن طريق التعديل أو اإللغاء الكلي أو الجزئي.
املطلب السادس :الفقه والقضاء
الفرع األول :الفقه
يعتبر الفقه من املصادر املهمة التي يعتمد عليها الباحث كيفما كانت طبيعة البحث ،ويتجسد هذا املصدر
في مختلف اآلراء والتوجهات والنظريات التي يعبر عنها الفقه بمختلف مشاربه ،غير أن الفقيه أيا كانت
مكانته ال يعتبر مشرعا ،بل أن مهمته تقتصر على شرح وتفسير النصوص القانونية ،والتعليق على األحكام
القضائية ،ومع ذلك فإن دور الفقه في مجال القانون خطير ومهم ،بحيث يمكن للفقهاء أن يردوا على
التشريعات الجزئية التي يبينها املشرع واألحكام الفردية التي يصدرها القضاء إلى أصول عامة ،وبصفة عامة
فإن الفقه يساهم بشكل عملي وفعال في تقديم نوع من التوجيه واإلرشاد لكل من املشرع والقضاء.62
الفرع الثاني :القضاء
يالحظ على الباحث القانوني اعتماده على األحكام القضائية واالستئناس بها في إطار بحثه فمن خالل طرحه
إلشكاليات موضوعه سواء القانونية أو الفقهية يعزز أفكاره برأي القضاء سواء باملساندة أو االعتراض أو
االنتقاد أو التعليق مهما تعددت درجات الحكم.
فاألحكام القضائية تضفي على األبحاث القانونية طابع الواقعية ،وينتقل الباحث من عرض األفكار النظرية
إلى تطبيق النصوص القانونية من طرف املحاكم ،ألن املهم هو معرفة كيفية تطبيق القانون وهو األمر الذي
تبينه أسباب الحكم وليس منطوقه.
واألحكام القضائية على نوعين إما أن تكون منشورة أو غير منشورة ،فاألحكام املنشورة غالبا ما يستفيد منها
الباحث القانوني بالرجوع إلى إحدى الدوريات التي قامت بنشر الحكم ويالحظ أن جل املجالت القانونية
املغربية تخصص حيزا مهما من صفحاتها لنشر األحكام القضائية التي تصدرها مختلف املحاكم املغربية.
42
أما األحكام القضائية غير املنشورة فتكتس ي أهمية بالغة بالنسبة للبحث العلمي نظرا لصعوبة االهتداء
إليها ،ألن الباحث يتعين عليه أن يتوجه إلى مقرات املحاكم للحصول على نسخة من الحكم.
ويعتبر الحكم القضائي تطبيق واقعي للقاعدة القانونية ،وتكمن أهمية األحكام القضائية في كونها تطبيق
رسمي للقانون على املنازعات املطروحة أمام املحاكم .63ذلك أن النصوص القانونية إذا لم يتم تفعيلها فإنها
تظل جامدة ،64والقضاء ال يكتفي في غالب األحيان بتطبيق القاعدة القانونية تطبيقا آليا أو حرفيا ،وإنما
يستخلص القاعدة أو القواعد التي تؤطر املوضوع والتي هي عبارة عن الفهم القضائي أو التسيير القضائي
للقاعدة القانونية التي وضعها املشرع.65
والباحث كما أشرنا إلى ذلك قد يعمد إلى االستشهاد باالجتهادات القضائية تأكيدا أو نفيا للمسألة موضوع
البحث ،وقد يعمد إلى التعليق على الحكم القضائي.
املطلب السابع :املعاجم واملوسوعات
يحتاج كل باحث قانوني إلى االستعانة واالعتماد على موسوعات ومعاجم قانونية لتحضير وإنجاز بحثه –
طبعا – إلى جانب املراجع واملصادر التي ذكرناها سابقا.
املوسوعات :وهي دوائر املعارف الشاملة ،ويندرج ضمنها تنوع كبير في املراجع واملعلومات والوثائق )1
واألحكام والنصوص ،ويمكن تقسيم املوسوعات إلى ثالثة أنواع:
املوسوعات العامة :وهي دوائر املعارف الشاملة التي ال تتخصص في علم أو موضوع محدد ،فهذه تختلف
في أهميتها وحجمها ،وتبدأ باملوسوعات الصغيرة الحجم ذات املجلدات القليلة لتنتهي باملجلدات الضخمة
الكبيرة.66
وتشتمل هذه املوسوعات على مقاالت موجزة تعطي معلومات جد مركزة عن املوضوع وتكون هذه املقاالت
منجزة من طرف متخصصين في موضوع البحث ،كما يورد أغلبها قائمة باملراجع املتعلقة باملوضوع ،وتختلف
في حجمها منها:
موسوعة العالم بين يديك ،وتشمل عشرة أجزاء حول :اكتشاف األرض والكون واالكتشافات
العلمية والتاريخ والتقدم العلمي واالختراعات واملهن واألرض والطبيعة والحياة والسياحة.
43
موسوعة املعارف الحديثة عن منشورات عكاظ وهي الترجمة العربية ملوسوعةEncyclopédie " :
."des connaissances actuellesوالتي سبق نشرها باللغة الفرنسية من طرف منشورات فيليب أوزو وتم
طبعها باملغرب في أكتوبر 1999وأشرف على إخراج الطبعة العربية د .وساط عبد القادر.
املوسوعات املتخصصة :وهي دوائر املعارف الخاصة بعلم أو موضوع معين ،وتختلف هذه املوسوعات في
درجة تخصصها وفي عدد أجزائها إذ قد تكون مكونة من مجلد واحد أو اثنين أو أكثر.67...
املوسوعات القانونية :هي صنف من املوسوعات املتخصصة في القانون وهي مجلدات مرتبة هجائيا تقدم
معلومات غالبا ما تكون وجيزة ولكنها وافية حول املادة موضوع البحث ،واملوسوعات القانونية قد تكون
صغيرة الحجم وقد تكون كبيرة الحجم ،ومن أهم هذه املوسوعات نجد املوسوعة الفرنسية املعروفة
بأنسوكلوبيديا دالوز " "Encyclopédie DALLOZوهي أقرب ما تكون إلى مجموعة من املوسوعات
املتخصصة ،حيث توجد مجلدات منفصلة للقانون املدني والتجاري والعقاري واإلداري والدولي والجنائي
والتأمين...الخ ،وتقدم هذه املوسوعات دراسات قانونية غاية في الجودة العلمية.
وفي املغرب نجد املوسوعة املغربية في التشريع والقضاء الصادرة عن الدار العربية للموسوعات لألستاذ
حسن الفكاهي ،وموسوعة القوانين املغربية لألستاذ عبود رشيد عبود...الخ.
املعاجم: )2
يستعين الباحث القانوني في بحثه باملعاجم ،إما للوقوف على املعنى اللغوي أو االصطالحي ملختلف الكلمات
واملصطلحات القانونية املكونة ملوضوع البحث أو الترجمة من لغة إلى أخرى ،وهي تنقسم بدورها إلى نوعين،
املعاجم ذات اللغة الواحدة ،واملعاجم ذات اللغتين.
-املعاجم ذات اللغة الواحدة :وهي أساسية في عملية البحث العلمي من أجل معرفة املعنى الصحيح
للكلمات واستعماالتها ودالالتها اللغوية واالصطالحية ،ويجب أن يكون الباحث ملما بطريقة
استعمال هذه املعاجم.
-املعاجم ذات اللغتين :وهي املعاجم التي تقوم بالترجمة من لغة ألخرى وتأتي بمرادف الكلمة ،وقد
يجمع معجم واحد ترجمة الكلمات وعكسها ،مثل ذلك :قاموس عربي فرنس ي ،فرنس ي عربي.
وباإلضافة إلى املعاجم املتخصصة في الترجمة اللغوية العامة ،قد يعتمد الباحث على أنواع أخرى من
املعاجم والقواميس وهي املعاجم املتخصصة في ميدان معين من ميادين العلوم الطبية أو االجتماعية أو
االقتصادية أو السياسية أو الفنية أو اإلعالمية أو الزراعية أو القانونية منها:
44
معجم مجموعة املصطلحات القانونية ،فرنس ي عربي من تأليف د.عبد القادر مرزوق
عن دار الفكر العربي.
قاموس املصطلحات الحقوقية والتجارية فرنس ي – عربي ،من تأليف األستاذ ممدوح
حقي عن مكتبة لبنان.
املنجد في لغة اإلعالم ،عن دار املشرق بيروت ،الطبعة السابقة والثالثون .1988
املورد ،قاموس إنجليزي عربي ،عربي إنجليزي ،عن دار العلم للماليين ،بيروت ،الطبعة
34سنة .2000
املنهل ،قاموس فرنس ي عربي من تأليف ،د.جبور عبد النور ود.سهيل إدريس ،عن دار
املاليين.
معجم اإلدارة العامة واملرافق املختصة ،فرنس ي – عربي ،من تأليف عبد العزيز بنعبد
هللا ،سلسلة معاجم املنظمة العرب ية للتربية والعلوم الثقافية ،املكتب الدائم لتنسيق
التعريب بالرباط .1978
معجم املصطلحات االقتصادية والتجارية ،فرنس ي – إنجليزي ،عربي ،من تأليف
مصطفى همن ،بيروت ،مكتبة لبنان .1982
45
املطلب الثامن :االنترنت
يمكن إستغالل شبكة اإلنترنت في البحث العلمي وإعداد الرسـائل الجامعيـة وذلك ألنها عبارة عن وعاء ضخم
من أوعية املعلومات التي تتضمن جميـع فـروع املعرفة اإلنسانية واالجتماعية ،وبطبيعة البحث العلمي فهو
ً
يعتمد أساسا علـى جمـع البيانات أو املعلومات من مصادر مختلفة حتى يستطيع أن يحقق صحة الفروض
التي قام الباحث بتحديدها في بداية بحثه وجمع كل البيانات التي تثبت صحتها أو تعارضها مع الفروض
األخرى ،بحيث يستطيع الباحث التوصل في النهاية إلى نتيجة علميـة سليمة تتضمن نظرية أو قانون يمكن
تعميمه في جميع حـاالت حـدوث مثـل تلـك الظاهرة ،فالعمل العلمي يسعى إلى التعميم .ومن هنا يمكن القول
أن اإلنترنت أصبحت هي األداة البحثية الهامة التي يمكن أن يعتمد عليها الباحث في إنجازه لبحثه وذلك
لتوافر أهم الدراسات السابقة في مجال بحثه واألدوات البحثية الهامة على تلك الشبكة ،مما يكون من
قبيل القصور أال يتمكن الباحث من معرفة كيفية التعامل مع هذا املصدر الهام للمعرفـة العلميـة وألسـاليب
معالجة البيانات وكذلك مما يتوافر على الشبكة من مكتبات إحصائية ،وكتب الكترونية وكذلك برامج
تسهل تحليل البيانات وكذلك املساعدة على التوصل للتفسير السليم لها .كما يوجد العديد من أدوات
البحث واملراجع على اإلنترنت.
املبحث الثاني :وسائل البحث العلمي
وسيتم تناول ،الوسائل النظرية والوسائل الميدانية لجمع المعلومات والبيانات ،كمايلي:
املطلب األول :الوسائل النظرية:
الفرع األول القراءة:
القراءة تسمح للباحث من استيعاب املوضوع ومكنه من السيطرة على كل تجلياته وتداعياته وتحديد
مدلوالت ومعاني مصطلحاته ،وتمكنه من النهاية من تحديد االشكالية املحورية واملركزية ملوضوع بحثه
وتحديد الحيز املعرفي الذي يبحث فيه بدقة. 68
مرحلة القراءة والتفكير ،هي عملية اإلطالع على كافة الحقائق واملعلومات ،التي تتعلق باملوضوع محل
الدراسة ،وتأملها وتحليلها ،حتى يتولد في ذهن الباحث ،نظام التحليل للموضوع ،مما تجعله قادرا على
استنتاج األفكار والفرضيات والنظريات منها.
و تستهدف عملية القراءة الواسعة والشاملة واملتعمقة والواعية لكل الوثائق العلمية املتعلقة باملوضوع،
وإستعاب وفهم كافة املعلومات والحقائق واألفكار املوجودة في الوثائق العلمية املتصلة باملوضوع،
وتستهدف هذه العملية ،تحقيق األهداف التالية:
العربي بلقاسم فرحاتي ،البحث الجامعي بين التحرير والتصميم والتقنيات ،دار أسامة للنشر والتوزيع ،األردن ،عمان ،2012ص 194 68
46
التعمق في التخصص واستيعاب املوضوع والتحكم في كل جوانبه اإلعالمية والعلمية والفكرية
اكتساب الباحث ،ذخيرة علمية ،و ثروة لغوية فنية ،متخصصة.
اكتساب الباحث ،أسلوبا علميا ،يساعده في إعداد بحثه ،إعدادا ممتازا.
اكتساب الباحث ،القدرة املنطقية ،والعلمية واملنهجية في إعداد خطة البحث.
املساهمة في بناء شخصية الباحث ،وتزكي مبدأ الشجاعة األدبية لديه.
والقراءة املطلوبة ،هي تلك القراءة املنهجية الرامية إلى تدوين محكم ومنظم للمعلومات ،وللوصول إلى هذه
الغاية ،ال بد من إتباع الباحث ،لقواعد وشروط القراءة العلمية ،ومن أهم هذه القواعد والشروط:
أن تكون القراءة واسعة ،تشمل غالبية الوثائق واملصادر واملراجع املرتبطة بموضوع البحث.
يجب أن تكون القراءة ذكية ومتأملة ،وممحصة ،منظمة للمادة العلمية ،التي تحويها املراجع
واملصادر التي استجمعها الباحث.
يجب اختيار األوقات املناسبة للقراءة والفهم ،حيث يكون االستقرار النفس ي ،والهدوء العصبي.
يتعين أن تفصل ما بين القراءات املختلفة ،فترات للتأمل والتفكير ،وذلك لتمحيص وغربلة وتحليل
ما يقرأه الباحث ،من معلومات وأفكار.
الفرع الثاني :االقتباس واالستشهاد:
يعتبر االقتباس من وسائل جمع املادة العلمية املكملة للقراءة ،وهو يعني استشهاد الباحث في نقطة معينة
من موضوع ،بآراء اآلخرين وأفكارهم التي لها عالقة بموضوعه ،إما لتدعيم وجهة نظر ،أو لتأكيد فكرة
معينة ،أو ملقارنة ،أو ملعارضة رأي.
ولالقتباس أنواع فهناك:
1ـ االقتباس الحرفي املباشر:
ً ً ً ً ويعني النقل الحرفي لبعض العبارات من مصدر معين ً
سواء أكان مؤلفا عاما أو بحثا خاصا .ويخضع هذا
النوع من االقتباس لقواعد صارمة ،إذ يجب على الباحث أال يكثر منه ،كما يجب عليه أن يشير إلى املرجع
األصلي الذي تم االقتباس منه.
2ـ االقتباس التلخيص ي غيراملباشر:
وفيه يبتعد الباحث عن النقل الحرفي ويلخص مضمون الفكرة أو الرأي الذي يريد االستشهاد به ،ويصوغه
بأسلوبه الخاص ،مع املحافظة على جوهر الفكرة ومعناها ،بحيث يسرد أدلتها ويوضحها ،وال يعمد إلى
تشويهها.
47
املطلب الثاني :الوسائل امليدانية
تتمحور هذه املصادر امليدانية حول وسيلتين أساسيتين هما ،املقابلة واالستمارة االستبيانية
تستوجب بعض األبحاث لجوء الباحث إلى بعض الوسائل امليدانية ،ويسميها البعض بالتقنيات الحية،
للحصول على املعلومات الضرورية إلنجاز بحثه ،وهذه األدوات أو األساليب متعددة ومتنوعة نذكر منها:
املقابلة ،واملالحظة ،واالستمارة ،ويمكن اعتبار هذه األدوات مكملة ومساعدة بالنسبة للمصادر التي
استعرضناها سابقا.
الفرع األول :املقابلة
الفقرة األولى :تعريف املقابلة
املقابلة من أهم الوسائل البحثية لجمع املعلومات والبيانات في امليدان االجتماعي.69
"واملقابلة هي عملية اجتماعية صرفة تحدث بين شخصين :الباحث أو املقابل الذي يتسلم املعلومات
ويجمعها ويصنفها ،واملبحوث أو املستجوب الذي يعطي املعلومات إلى الباحث بعد إجابته على األسئلة
املوجهة إليه من قبل القابل".70
وتستعمل املقابلة في األبحاث امليدانية والتي ترمي إلى جمع البيانات األصلية ...هذه البيانات ال يمكن
الحصول عليها بواسطة الدراسة النظرية أو املكتبية ،ومن ثم تعتبر املقابلة في الدراسات امليدانية حجر
الزاوية في الوصول إلى الحقائق التي ال يمكن للباحث معرفتها دون النزول إلى واقع املبحوث "املستجوب"
واالطالع على ظروفه املختلفة والعوامل املؤثرة فيه.71...
وأسلوب املقابلة مهم في جمع املعلومات إذا أحسن القابل (الباحث) التصرف مع املبحوثين "املستجوبين"،
حيث يميل كثير من الناس إلى تقديم املعلومات بطريقة شفوية أكثر من تقديمها بطريقة كتابية،72...
فالناس عادة يميلون إلى الحديث أكثر من الكتابة ،إذ أن بعض املستجوبين يجدون في املقابلة ذاتهم أو
تأكيدا ألهميتهم وشخصيتهم ،كما أن املقابلة الشفوية تعطي املستجوب فرصة تجنب اإلجابة عن بعض
األسئلة املطروحة ذات الحساسية الخاصة أو املحرجة.73
48
الفقرة الثانية :أهداف املقابلة
يجب أن يكون للمقابلة أهداف محددة وأال تكون مجرد لقاء إلبداء مالحظات غير منظمة وغير مرتبطة ال
بداية لها وال نهاية لها ،74ومن أهم هذه األهداف نذكر:
جمع البيانات ،قد تهدف املقابلة إلى جمع معلومات وبيانات لم يتمكن الباحث من الحصول عليها
عن طريق املراجع ،ألنه قد يصعب البحث فيها نظرا لخصوصية وحساسية املوضوع.
تعميق املعرفة في قضايا فكرية أو اقتصادية أو اجتماعية ،للبحث عن سبل العالج أو الوقاية أو
طرح البدائل والتأثير على املشرع من خالل الدراسة التي أجريت على املستجوبين بتبني األفكار أو
االقتراحات املتوصل إليها من خالل املقابلة.
التثبت من صحة البيانات ،فقد يكون الهدف من املقابلة هو التثبت من صحة املعلومات والبيانات
التي توصل إليها الباحث من مراجع ومصادر أخرى.75
الفقرة الثالثة :خطوات إجراء املقابلة
لبلوغ األهداف السابقة الذكر من املقابلة والحصول على نتائج جيدة يتعين على الباحث سلوك خطوات
أساسية أثناء إجراء املقابلة منها:
تحديد أفراد املقابلة :أي تحديد األشخاص الذين ستجري معهم املقابلة ،وبما أن الباحث يهدف
الحصول على حقائق ومعلومات حقيقية فإنه ينبغي عليه اختيار األفراد الذين يقابلهم بحرص
شديد.76
التحضيرواالستعداد للمقابلة :يتعين على الباحث االستعداد للمقابلة وتحديد الهدف منها بشكل
مسبق مع تحديد إطار عام لألسئلة التي سيوجهها ،والتفكير في العبارات األكثر قبوال لدى
املستجوب والتي تكون على شكل أسئلة للجواب عليها.77
ويتعين على الباحث أو املقابل الذهاب إلى مكان املستجوب كالذهاب إلى مسكنه أو عمله أو مكان دراسته
أو استجمامه لغرض مقابلته ومشاهدة ومعايشة ظروفه املوضوعية والشخصية.78
49
وكما يجب تحديد موعد املقابلة قبل القيام بها ويراعي عند اختيار املوعد ما إذا كان مناسبا للمستجوب
وأن ال يفرض عليه فرضا.79
وإذا رأى الباحث بأن الظروف املحيطة با ملقابلة تؤثر سلبا على سيرها الطبيعي فعلى الباحث أن يقترح على
املستجوب االنتقال إلى مكان أنسب وأفضل لتحقيق الهدف املنشود من املقابلة ،كما يتعين على الباحث
اختيار الوقت املناسب للمستجوب إلجراء املقابلة.
ضبط العالقة بين الباحث واملستجوب :للحصول على مقابلة إيجابية ومثمرة يستلزم ذلك بناء
عالقة تعاونية وتفاعل إيجابي بين طرفي املقابلة أي بين الباحث واملستجوب ،فيجب على الباحث
احترام املستجوب من خالل اإلصغاء إليه وإلى شروحاته وتعاليقه ،وأن يجعله مطمئنا على
املعلومات واألسرار التي أطلعه عليها ،كما يجب على الباحث عدم إلزامه باإلجابة على بعض األسئلة
التي ال يريد الخوض فيها ألسباب شخصية أو موضوعية.80
كما يجب على الباحث أن يحسن اختيار لباسه وأسلوب تصرفه مع املستجوب بما يتوافق مع نفسية وميول
املستجوب وأن ال يتكلف الباحث في حديثه ،وأن يستخدم أسلوبا عاديا ،ولكن بلغة سليمة وصحيحة
يفهمها املستجوب واالبتعاد عن األلغاز واملجاز والتكلف والتصنع.
وحتى تكون جلسة الطرفين ودية تسودها الثقة املتبادلة يتعين على الباحث أن يشعر املستوجب بحرية
اإلجابة عن األسئلة املطروحة أو عدم اإلجابة عنها ،81كما يجب على الباحث عدم الدخول مع املستجوب في
مناقشات حادة وخالفات حول موضوع االستجواب وأن ال يشكك في معلوماته بحضوره وأن يبتعد عن
توجيه النصح واإلرشاد إلى املستجوب.82...
وباملقابل يجب على املستجوب إظهار حسن النية في التعامل والتعاون مع الباحث واالهتمام بموضوع
البحث من خالل اإلجابة على األسئلة بصدق ونزاهة ووضوح وتجنب التهرب من اإلجابة على األسئلة حتى ال
يفشل الباحث في مقابلته.83
الفقرة الرابعة :أنواع املقابلة
يمكن التمييز في إطار أنواع املقابلة بصفة عامة بين املقابلة الفردية واملقابلة الجماعية وبين املقابلة
الرسمية واملقابلة غير الرسمية.
50
املقابلة الفردية واملقابلة الجماعية:
املقابلة الفردية :هي التي تجري بين الباحث وشخص واحد وهو املستجوب املعني باألمر ،حيث
يسمح للمستجوب بالحرية في إبداء الرأي والتعبير بصدق عما يريد أن يقول دون أن يشعر بالحرج
لوجود أشخاص آخرين.
أما املقابلة الجماعية :فهي التي تحدث بين الباحث وبين مجموعة من األفراد في وقت ومكان
واحد ،84ومن مميزات هذا النوع من املقابلة أنها تغني الحوار وتساعد املستجوبين على التذكر
وتوضيح كل مسألة من مسائل موضوع البحث ،ولكن من عيوب املقابلة الجماعية أن األفراد قد
يمتنعون عن البوح ببعض األسرار أمام حضور اآلخرين.85
املقابلة الرسمية واملقابلة غيرالرسمية:
املقابلة الرسمية أو املقننة :وهي التي تعد فيها مسبقا املوضوعات واألسئلة التي ستناقش ونفس
األسئلة توجه بنفس الطريقة ولنفس املستجوبين ،ويتعين على الباحث في املقابالت الرسمية طرح
األسئلة بكيفية واحدة وأسلوب منسق ألن هذا يمكن الباحث من الحصول على املعلومات الجيدة
التي تخدم بحثه وتزيد من درجته العلمية.
املقابلة غير الرسمية أو غير املقننة :وهي املقابلة التي تكون مفتوحة ويتجنب في إطارها الباحث طرح
أسئلة محددة ومسبقة ،بل يدور فيها نقاش وحديث ودي بين الطرفين ويتولى الباحث طرح أسئلة
على املستجوب بل قد يعمد إلى تعديلها بما يتناسب مع املوقف ومع الشخص املستجوب ،ويتم
اعتماد هذا النوع من املقابلة حين يعجز أو يفشل الباحث عن الحصول عن املعلومات الصحيحة
والدقيقة والواضحة املرتبطة بموضوع البحث في إطار املقابلة الرسمية واملقننة.
الفرع الثاني :االستمارة االستبيانية
يعتبر االستبيان أداة من أدوات جمع املعلومات والبيانات من املستجوبين املعنيين بالظاهرة أو املشكلة محل
البحث ،وتعد االستمارة رابطة عالقة بين الباحث واملستجوب 86وهذه الوسيلة لها ارتباط مباشر بامليدان
أي بالحقائق الواقعية ،هذه االستمارة تتضمن مجموعة من األسئلة "بعضها مفتوحة وبعضها مغلقة
وبعضها يتعلق بالحقائق وبعضها اآلخر يتعلق باآلراء واملواقف ،وبعضها عام وبعضها متخصص".87
51
الفقرة األولى :تعريف االستبيان
تعددت التعريفات التي أعطيت لالستبيان ،منها التي تقول على أنها "مجموعة من األسئلة املرتبة حول
موضوع معين يتم وضعها في استمارة ترسل لألشخاص املعنيين بالبريد أو يجري تسليمها باليد تمهيدا
للحصول على أجوبة األسئلة الواردة فيها" .88وعرفها البعض اآلخر على أنها "أداة لجمع البيانات املتعلقة
بموضوع بحث محدد عن طريق استمارة يجري تعبئتها من قبل املستجوب".89
يجب التأكيد على أن االستمارة االستبيانية هي األداة التي يحتاج إليها الباحث من أجل جمع املعلومات
والبيانات من املستجوب أثناء إجراء املقابلة ،وفي غياب هذه األداة يستعص ي على الباحث جمع املادة
العلمية وبالتالي ال يستطيع التقيد باملواضيع األساسية لبحثه.90
الفقرة الثانية :شروط االستبيان
يجب على الباحث مراعاة مجموعة من الشروط عند استعماله لوسيلة االستمارة االستبيانية منها:91
أن يكون السؤال واضحا ومحددا ومباشرا ،فالباحث نظرا الهتمامه باملشكلة تكون
مفرداتها وقضاياها واضحة في ذهنه ،ولكنها ليست كذلك عند املستجوب ،ولذا على
الباحث أن ال يعتبر املستجوب على نفس مستواه من تفهم املشكلة ،وعليه بالتالي
صياغة أسئلته بشكل واضح ومحدد وال لبس فيها ،األمر الذي يستوجب تجنب
املصطلحات الفضفاضة واملعقدة.
يستحسن أن تكون األسئلة قصيرة ومختصرة ،فاألسئلة الطويلة تكون مملة أو معقدة
أحيانا ،كما أن املستجوب قد يتهرب من اإلجابة عليها ،وكلما كانت األسئلة قصيرة كلما
كانت أكثر تشجيعا على اإلجابة.
االبتعاد عن األسئلة املزدوجة أو املركبة ،أي السؤال الذي يسأل سؤالين أو أكثر ،حيث
يستحسن فصل األسئلة عن بعضها البعض.
تجنب األسئلة اإليحائية ،والتي تتضمن كلمات أو مصطلحات متحيزة ،مثال هل تتفق
مع الرأي السائد القائل ...فكلمة السائد هنا بها إيحاء ألنها تظهر للمستجوب بأن
األغلبية تتفق مع هذا الرأي.
52
تذكر أهداف البحث ،فعلى الباحث أن يتذكر دائما عند صياغة السؤال إشكالية
البحث ،فال يضع أسئلة ال عالقة لها بموضوع البحث.
تحفيز املستوجب بسؤال يثير اهتمامه ،ويكون سهال ويشجعه على االهتمام باألسئلة.
يتعين على الباحث طرح عدد معقول من األسئلة في االستمارة حتى ال يرهق املستجوب،
ويستحسن أن ال يزيد عن األربعين سؤال.92
يستحسن أن تكون األسئلة متصلة الواحدة باألخرى اتصاال نظاميا وعقالنيا يعكس
وحدة املوضوع.
يجب أن يبتعد الباحث عن تضمين االستمارة أسئلة محرجة للمستجوب ،مثل األسئلة
التي تمس حياته الشخصية التي ال يريد كشفها ،أو األسئلة التي تتعلق بمعتقداته
الدينية...الخ.
53
املحورالرابع :تدوين وتوثيق املعلومات وإخراج البحث العلمي إلى حيزالوجود
املبحث األول :تدوين وتوثيق املعلومات
بعد مرحلة جمع املعلومات وتكوين فكرة عامة حول البحث عن طريق القراءة املمنهجة واكتشاف
املصادر واملراجع العامة والخاصة املرتبطة باملوضوع ،نصل ملرحلة جد مهمة وهي املتعلقة بالتدوين وتوثيق
املعلومات.
ٌ ٌ بعد أن ٌ
يعد الباحث خطة بحثه ينتقل إلى مرحلة تدوين املعلومات ،هذه العملية تستدعي أدوات منظمة
ٌ
منهجية دقيقة. وتشتمل على شروط وقواعد
املطلب األول :تدوين املعلومات
سنتعرض في هذه الفقرة إلى طرق تدوين املعلومات ،سواء منها التقليدية أو الحديثة ،تم نعرج بعد ذلك
لقواعد وضوابط التدوين.
الفرع األول :طرق تدوين املعلومات
إن علمية تدوين املعلومات تكتس ي أهمية قصوى في التعامل مع مختلف املراجع املكونة للمادة األولية لكل
بحث علمي.
عموما يمكن القول أن هناك طريقتين لجمع املعلومات وتنظيمها ،وتخزينها وتدوينها وهما:
-األسلوب التقليدي :والذي يعتمد على طريقتين لجمع املعلومات وهما ،طريقة البطاقات ،وطريقة امللفات
املقسمة.
-األسلوب الحديث وهو املرتبط أساسا باستخدام تقنية املعلوميات
الفقرة األولى :األساليب التقليدية
هناك عدة طرق تقليدية لجمع املعلومات وتخزينها وتدوينها وأهمها :طريقة البطاقات ،وطريقة امللفات
املقسمة ،وأسلوب السجالت.
أوال :طريقة البطاقات
هي بطاقات خاصة صغيرة الحجـم أو متوسطة الحجـم ،يتـم في إطارها تخزين مقتضب للمعلومات.
حيث يفضل أن يعمل الباحث بتنظيمها عن طريق تصنيفها وترتيبها طبقا ألجزاء وأقسام وعناوين
التقسيـم املتبع في البحث.
ويفضل بعض الباحثين استعمال األلوان بحيث يجعل لكل قسم أو باب أو فصل أو مبحث لونا معينا،
و من األحسن أن تكون الكتابة في وجه واحد للورقة .ويدون الباحث في هذه البطاقات االقتباسات وكافة
املعلومات واألفكار ،مع اإلشارة في أعلى البطاقة إلى موضوع أو عنوان االقتباس واملكان التي تحتاجها هل
54
الفصل األول أو املبحث أول ،...أو أين بالضبط وفي نهايته يوضع اسم املؤلف وعنوان املرجع أو املصدر
ويدون املعلومات التي أخذت من الكتاب ورقم الصفحة أو الصفحات وجزء الكتاب ودار النشر ورقـم
الطبعة وتاريخها أي سنة اإلصدار.
وإذا لم تتسع صفحة واحدة أي بطاقة واحدة لكل املعلومات املقتبسة ،تخصص بطاقة ثانية تشير فيها
يتبع مع الكتابة في الصفحة األولى رقم 1والصفحة الثانية رقم 2وهكذا دواليك.
كما أنه وجب استعمال بطاقة مستقلة لكل مرجع وأيضا لكل موضوع من موضوعات البحث ،والهدف
من ذلك هو االستغناء عن املصادر األصلية.
على الباحث عند تدوين املعلومات في البطاقات ،أن يتبع الخطوات التالية:
-تسجيل الفقرات ذات الصلة بموضوع البحث متفرقة حسب خطة البحث األولية التي تم وضعها.
-تدوين البيانات املرجعية املتعلقة بمصدر هذه الفقرات.
-ضبط الفقرات والبيانات املرجعية عن طريق تخصيص بطاقة واحدة أو عدة بطاقات عند
االقتضاء لكل مرجع ،وبالتالي فإن البطاقة الواحدة ينبغي أال تتضمن اقتباسات من مصادر أو
مراجع مختلفة ،أو أن تتضمن اقتباسات تتعلق بجوانب موضوعاتية من البحث مختلفة ،فكل
بطاقة تخصص ملرجع واحد وأيضا ملوضوع ومسألة واحدة ،أي وجب تنظيم البطاقة إما على
حسب املواضيع أو املؤلفين.
-عملية فرز املعلومات وتوزيعها حسب تقسيم الفصول واملباحث ،أي جمع البطاقات التي تخص
الفصل األول لوحدها والبطاقات التي تخص الفصل الثاني لوحدها ،أي كل محور من البحث يجب
أن تخصص لها بطاقات خاصة به.
55
-تمكين الباحث عند تحرير البحث من الرجوع بسرعة إلى اإلستشهادات واملالحظات واألفكار
املدونة حول كل مسألة على حدة ،فملفات البحث تسمح بتوزيع مادة البحث بشكل منظم
يسهل على الباحث العودة إليها في أي وقت.
-ضمان حفظ املعلومات املدونة في امللف وعدم تعرضها للضياع.
-ميزة املرونة بحيث يسهل على الباحث تعديل أو تغيير أو إضافة ألي معلومة تم تدوينها.
-كما أن استعمال الباحث مللفات البحث يتيح له فرصة تعديل التصميم وإعادة النظر في
التقسيم التمهيدي ملوضوع بحثه بحذف بعض العناوين أو بإضافة عناوين أخرى...الخ.
الفقرة الثانية األساليب الحديثة
تتمحور الطرق الحديثة املعتمدة من طرف الباحثين حول وسيلتين رئيسيتين؛ وهما؛ نسخ أو تصوير
املراجع واملصادر بآالت النسخ الحديثة ،وكذا التنقيب عن هذه املراجع باللجوء إلى تقنية املعلوميات
بواسطة االنترنيت.
أوال :طريقة النسخ أو التصوير
هي الوسيلة األولى املنتشرة بين الباحثين حيث يلجئون إلى نسخ املراجع واملصادر املرتبطة بموضوع البحث
بواسطة آلة النسخ السريعة ،لكون هذه الوسيلة ال تكلف كثيرا من الناحية املادية ،كما أن الباحث ال يعمد
إلى نسخ املرجع أو املصدر كله بل يقتصر األمر على الجانب (فقرة أ و جزء) الذي يهم بحثه ،لكن يلزم على
الباحث نسخ صفحة الغالف األولى من املرجع لتثبيت كل البيانات املرتبطة باملرجع من تاريخ الطبعة ودار
النشر ،وأيضا طبع الئحة املراجع ملعرفة كل أجزاء املراجع ،ألنه يمكن أن ال تتضمن الفقرة التي تم نسخها
كل أجزاء املرجع ،ألن املرجع يذكر كامال مرة واحدة في البحث ،ويتم بعد ذلك االقتصار على صيغة "مرجع
سابق".
أما أهمية هذه الوسيلة فتكمن أنها توفر على الطالب الوقت لتفادي كتابة األجزاء التي تهمه باليد ،كما
أنها تمكنه من اإلطالع على مختلف املراجع واملصادر والوثائق واألحكام القضائية وغيرها من املعلومات
املرتبطة بموضوع البحث ،لكن رغم ذلك بها جوانب سلبية تتعلق خاصة بالكمية الكبيرة من االوراق التي
قد يجد الباحث صعوبة التعامل معها ،كما يؤثر ذلك على األمانة ،فضال عن تأثير التصوير على جودة
الكتاب لكثرة طبعه.
ثانيا :طريقة املعلوميات
مع تقدم وتطور العلوم خاصة الجانب املتعلق بالتكنولوجيا الحديثة ،سهل ويسر الكثير من الخدمات على
الباحثين ،ويعتبر الحاسوب خير مثال على ذلك.
56
وعليه ،يتـم مد وتغذية وتخزين الحاسوب بمختلف املؤلفات واملصادر والوثائق واألحكام القضائية
والنصوص التشريعية وغيرها من املعلومات ،األمر الذي يسهل عملية الحصول على هذه املعلومات عبر
االتصال بشبكات االنترنت والدخول ملوقع املكتبة رغم بعدها من حيث املسافة ،ويتم تقريبها بواسطة تقنية
أو وسيلة االنترنيت من خالل التواصل مع مختلف املكتبات والخزانات على املستوى الوطني والدولي بسهولة.
كما أنه يمكن استعمال محركات البحث للوصول إلى املعلومات القانونية املنشودة ،خاصة املحرك
العاملي ، googleالذي يسهل الولوج الى معلومات عديدة وفي مجاالت متنوعة بشكل سريع.
ويمكن أيضا للباحث تخزين وترتيب املعلومات في ملفات الكترونية يضعها في مكتبة الحاسوب ويعنونها
حسب تصميم بحثه.
وفي األخير ،يمكن القول أن هذه الوسيلة أعطت بعدا جديدا للبحث العلمي وقيمة مضافة له ،لكن
يتعين على الباحث استعمال هذه التقنية استعماال ايجابيا وفي خدمة البحث العلمي ،ال ألغراض تمس
بعلمية وقيمة هذا البحث ،كما أنه ليس كل ما يكتب في الشبكة العنكبوتية صحيح وذو مصداقية وبالتالي
وجب الـتأكد من املصادر ومن املواقع .علما أن املواقع الرسمية فقط التي تعتمد ،مع االشارة في الهامش الى
تاريخ ووقت أخذ املعلومة من املوقع.
بعد جمع املعلومات بأحد الطرق السابقة يتم تدوينها ،باختيار الوقت واملكان املناسب ،التركيز والقراءة
الهادئة املتكرر ،فهمها واستيعابها جيدا ،معرفة جودتها وصحتها ،جمع املادة العلمية التي ستبتدئ بها فقط
لتسهيل األمر حسب فرزك املسبق وفق خطة البحث التي وضعتها مع استحضار املوضوعية في التحليل.
الفرع الثاني :قواعد تدوين املعلومات
يجب على الباحث التقيد بقواعد التدوين املمنهجة واملتمثلة في:
اشتمال كل ورقة على املعلومات املتعلقة باملوضوع ثم بيانات مصادرها.
يفضل استخدام عدة ألوان من البطاقات ،بحيث يخصص لكل فصل أو باب لون معين
لتسهيل عملية فرزاملعلومات.
ٌ
يجب ذكر املعلومات التي خصصت للموضوع بوضوح ،مع تجنب الخلط واإلطناب
والعشوائية.
مراعاة قواعد االقتباس ،يجب تحديد األفكار املقتبسة من املصادر التي يصوغها الباحث
بأسلوبه الخاص( األمانة العلمية في نقل وكتابة املعلومة).
انتقاء ما هو جوهري وهام ومرتبط بموضوع البحث ،وترك ما سيمثل حشوا.
57
املطلب الثاني :توثيق وتحرير املعلومات
بعد االنتهاء من مجموعة من خطوات البحث العلمي ،كاختيار املوضوع وإعداد التصميم وإعداد
بطاقات أو ملفات التجميع أو النسخ ،تأتي مرحلة الكتابة والتحرير وفقا لشروط وضوابط معروفة في كتابة
األبحاث العلمية ،بحيث يتعين على الباحث التقيد بقواعد وأصول الكتابات القانونية العلمية.
هذه املرحلة هي من أصعب مراحل البحث ،فهي التي يخرج فيها البحث في شكله النهائي ،كما يجب
التقيد بقواعد الكتابة وكذا االلتزام باملواصفات النهائية للبحث العلمي.
الفرع األول :قواعد الكتابة والتركيب
إن مرحلة تركيب املعلومات من أصعب املراحل ،بحيث تظهر ذاتية الباحث التي قد ستتعمل مع كتابة
البحث بنوع من املوضوعية وهي املقبولة في البحث وقد يكون العكس .وأول ش يء يبتدئ به الباحث في هذه
املرحلة ،هو االنطالق من املرحلة املتعلقة بالتدوين وفرز املعلومات حسب تصميم البحث ،تم يعمل
بقراءتها قراءات متأنية ومركزة.
كما أن الباحث أثناء تحرير بحثه وجب أن تظهر شخصيته من خالل اإلضافات الجديدة التي يقدمها
للبحث ،ألن موضوعية البحث ليست هي إقصاء ذات الباحث وإنما كيف يتم إستثمارها بشكل أكاديمي
وقانوني.
بعد وضع التصميم ومعرفة املنهج الذي سيعتمده الباحث تأتي مرحلة التحرير ،التي سنستحضرها
بشكل تفصيلي.
الفقرة األولى :تحديد منهج البحث
يعد هذا العامل جوهريا في كتابة البحث العلمي ،ويؤدي تطبيقه بدقة إلى إضفاء الوضوح واملوضوعية
على عملية الصياغة والتحرير ،ويوفر ضمانات السير املتناسق واملنظم لها ،للوصول إلى النتائج العلمية
املرجوة ملعالجة إشكالية البحث .ويمكن العودة إلى املحاضرات السابقة ملعرفة أنواع املناهج.
الفقرة الثانية احترام األركان الرئيسية للبحث
إن البحث العملي يشمل على مكونات وعناصر أساسية تشكل في مجموعها الشكل الهندس ي ملوضوع
البحث ،وهذه العناصر تتمحور عادة حول عنوان البحث واملقدمة (التي تتضمن عناصر عديدة) ،والعرض
أو مضمون البحث (الذي يعالج في تقسيم ثنائي عادتا) ،وكذا خاتمة البحث ،ثم املالحق وفي األخير الئحة
املراجع.
الفقرة الثالثة :عنوان البحث
58
تشكل العناوين وخاصة العنوان الرئيس ي ملوضوع البحث أهمية خاصة وبالغة باعتباره يعكس صورة
البحث في شموليته .ويتعين على الباحث عند اختيار العناوين بصفة عامة أن تكون دالة على محتوى
ومضمون البحث وكذا على عناصره ومكوناته الفرعية والجزئية من أقسام وأبواب وفصول ومباحث
ومطالب وفروع ...إلخ ،ويشترط في هذه العناوين الوضوح ،والبساطة واالختصار والداللة على املحتوى.
كما أنه يجب أن يكون العنوان دقيقا ومعبرا عن إشكالية البحث وموضوعه ،كما أن يركز على موضوع
معين يتسم بالجدية و الحداثة و أن يكون متناسق مع مضمون البحث بشكل كلي.
كما يتعين على الباحث التقيد وااللتزام بمجموعة من الشروط عند كتابة وصياغة العناوين منها:
-أن يكون العنوان داال على محتواه ،فال يجوز أن يكون دعائيا أو صحفيا هدفه إثارة القارئ دون إعطاء
فكرة عن املوضوع.
-أن يكون العنوان واضحا ومختصرا وشامال وجامعا لكافة أجزاء البحث العلمي.
-تجنب الجمل الطويلة في العناوين.
الفقرة الرابعة :املقدمة
تعتبر مقدمة البحث جزء أساس ي منه ،بحيث تمهد للموضوع وتلخصه بإعطاء فكرة مركزة عن كل
جوانب وحيثيات البحث ،كما أن املقدمة تعكس الصورة العامة ملختلف أفكار البحث.
كل بحث وجب أن نمهد له بمقدمة فهذه األخيرة هي الصورة األولية للبحث وهي التي تكشف أهمية
وجدية البحث ،من املقدمة يمكن تولد حكم مسبق حول البحث ومدى أهميته وقيمته العلمية ،والعكس
الصحيح فإذا كانت املقدمة ال تراعي الشروط الواجب توفرها وال تتضمن عناصرها وتم صياغتها بأسلوب
غير دقيق ،فهذا يعطي انطباع سلبي للقارئ مند البداية حول عدم جدية البحث.
وبصفة عامة تشتمل املقدمة على العناصرالتالية:
-اإلطارالعام للموضوع
يقصد به وضع مدخل ملوضوع البحث قبل الدخول في جزئياته ،حيث وجب على الباحث تمييز موضوعه
عن املواضيع األخرى وتحديد مفاهيمه ومصطلحاته مع تحديد املجال الذي يمكن تصنيف فيه هذا البحث.
بشكل مختصر فاالطار العام هو مجموعة من االفكار العامة التي تحيط بإشكالية البحث من جوانب
مختلفة قد تكون مفاهيمية ،تاريخية إلى غير ذلك.
-أهمية املوضوع
59
في أهمية املوضوع يستحضر الباحث تقنية التسويق لبحثه ،بمنهى يحاول أن يدافع عن إشكالية بحثه من
خالل أهميته ،سواء من ناحية مستجدات الدراسة أو من ناحية راهنية الدراسة وآفاقها إلى غير ذلك من
املعطيات التي قد يستحضرها الباحث دفاعا عن بحثه.
-الدراسات السابقة
بيان األعمال السابقة املشابهة ملوضوع البحث ،إذ يتعين على الباحث في كل األحوال تبرير اختياره ملوضوع
سبق أن تم دراسته واثبات أن عمله سيقدم اضافات جديدة ،بالرغـم من أن املوضوع قد سبق بحثه ،مع
تبيان الزاوية التي تطرق إليها الباحثون السابقون والزاوية التي سيبحث فيها.
-أسباب اختياراملوضوع
يجب على الباحث أن يستحضر دوافع وأسباب اختيار املوضوع التي قد تكون أسبابا ذاتية أو موضوعية،
بحيث أن الدوافع الذاتية مرتبطة بالشعور الداخلي والدافع الخاص الذي حركه الختيار موضوع البحث،
أما الدوافع املوضوعية ،أي الدافع العلمي الختيار عنوان وإشكالية البحث.
-صعوبات البحث
نفس الش ي قد تعترض الباحث أثناء مراحل بحثه مجموعة من االشكاالت والصعوبات ،التي قد تكون
صعوبات ذاتية وأخرى موضوعية ،ويمكن للباحث استحضارها ،كالصعوبات املتعلقة ،بالولوج إلى
املعلومة ،قلة املراجع إلى غير ذلك.
-تحديد اإلشكالية
من أهم الشكليات املهمة هي صياغة اإلشكالية بصورة واضحة تصب في جوهر املوضوع وجوهر عنوان
البحث والتي وجب الجواب عليها في البحث ومنها تستخرج خطة البحث ،فهي تلخص مجموعة من التساؤالت
والوقائع الغامضة التي أثارت فضول الباحث ،وبعد اإلشكالية يمكن طرح أسئلة فرعية .بحيث يشمل
البحث على إشكالية رئيسية التي يستحسن وضع تأصيل نظري قبل طرح السؤال وإشكاليات فرعية.
-تحديد الفرضية
بمعنى إعطاء فرضية رئيسية مبدئية محتملة حول رأي الباحث في حل اإلشكالية ،تستنذ على أسس علمية
وقانونية ،كما يمكن استحضار مجموعة من الفرضيات الفرعية.
60
-اإلعالن عن تصميم املوضوع
أخيرا ،يجب على الباحث أن يعلن في آخر املقدمة عن التصميم الذي اعتمده لبحثه والذي يتضمن فقط
العناصر األساسية واملحاور الكبرى كاألقسام واألبواب والفصول ،دون الدخول في العناوين الجزئية ،ألن
هذه العملية ال تعد تكرارا للفهرس ،هذا األخير الذي يخصص له مكان في آخر البحث.
الفقرة الخامسة العرض أو صلب املوضوع
العرض هو أهم عنصر البحث ،بحيث يتضمن أيضا اشكليات جد مهمة وجب على الباحث إتباعها إلخراج
بحثه بصيغة جيدة ،و يشمل صلب املوضوع على املادة العلمية األساسية للبحث ،ويشكل العمود الفقري
له.
فصلب املوضوع هو أهم مرحلة البحث ،فكل سؤال تم تطرحه وجب اإلجابة عنه في العرض.
هو جوهر البحث العلمي والجزء األكبر واألهم فيه ألنه يتضمن كافة األقسام واألفكار والعناوين
والحقائق األساسية والفرعية التي يتكون منها موضوع البحث العلمي ،كما يشمل على كافة مقومات صياغة
وتحرير البحث من مناهج وطرق البحث ،وأسلوب الكتابة والتحرير والصياغة ،وقواعد االقتباس وقواعد
توثيق الهوامش ،واألمانة العلمية وشخصية الباحث.
كما يحتوي على كافة عمليات املناقشة والتحليل والتركيب لجوانب املوضوع ويبدأ عامة صلب
املوضوع–املتن -من (الفصل ،املبحث ،املطلب ،الفرع ،الفقرة ،أوال ،)...ويتم معالجة إشكالية البحث في
محورين (اعتماد التقسيم الثنائي) ،فالتقسيم الجيد للموضوع يساعد الباحث على تنظيم أفكاره
وتسلسلها.
مع اإلشارة أن هذا التقسيم وجب أن ال يكون اعتباطيا بمعنى أن يكون هناك ارتباط وتسلسل بين
العناوين الكبرى والصغرى الفرعية ،مثال الفصل وجب أن يكون مرتبط باملبحثين ،إلى غير ذلك .،فهذا
التنظيم يعطي جمالية للبحث من جهة وأيضا يساعد القارئ على فهم املوضوع والوصول إلى إجابات
لإلشكالية.
وجب التحرر من أحكام القيمة واألحكام املسبقة :فالباحث عندما يعبر عن نفسه وال يضع مسافة
بينه وبين املوضوع ،خاصة في البداية وبدون تعليالت وحجج ،فيكون قد وقع في زيغ علمي ،وبالتالي وجب على
الباحث أن يعطي للموضوع تأصيال علميا ،ويتحرى املوضوعية .
كما أن داخل التقسيم الثنائي للبحث يجب أن يكون هناك نوع من التوازن بين الفصول واملباحث على
مستوى عدد األوراق.
الفقرة السادسة :الخاتمة
61
تكتس ي الخاتمة أهمية بالغة بالنسبة ملكونات البحث العلمي ،وتعتبر الخاتمة آخر نقطة في مسار عملية
البحث ،وهي عبارة عن عرض لالستنتاج الذي توصل إليه الباحث ولثمرة جهده ويدون فيها النتائج
والتوصيات وال تعتبر تلخيصا له.
والخاتمة هي ملك الباحث لدى وجب عدم استعمال هوامش.وتعتبر أخر ما يقرئ وتعطي انطباع حول
جودة البحث ،لدى وجب على الباحث االهتمام بها بشكل جيد ،وبالتالي وجب على الباحث أن يعتني بأسلوب
الصياغة ووضع أهم النتائج املرتبطة بإشكالية املوضوع ويبين فيها مدى صحة الفرضيات.
عموما يمكن أن تيم صياغة الخاتمة انطالقا من العاصر األتية:
استعراض ماهية الدراسة دون الخوض في التفاصيل -
االستنتاجات والنتائج واألفكار الجديدة التي توصل إليها الباحث. -
اإلشارة إلى املقترحات والتوصيات التي يرى الباحث أنه من املناسب العمل عليها. -
الفرع الثاني :طربقة الكتابة والشروط الفنية للكتابة
الفقرة األولى :طريقة الكتابة
يجب كتابة البحث بأسلوب علمي ،وأن تكون اللغة سليمة من األخطاء اللغوية والنحوية باستخدام -
اللغة العلمية القانونية.
يتعين على الباحث نهج أسلوب واضح في الكتابة مع اختيار كلمات وجمل بسيطة وسليمة وتجنب -
الكلمات الفضفاضة واملعقدة وأحكام القيمة.
ً
االبتعاد عن إصدار األحكام النهائية :يجب أن تصدر األحكام استنادا إلى البراهين والحجج والحقائق -
التي تثبت صحة النظريات.
ٌ
اإليجاز والتركيز في عرض األفكار واملفاهيم. -
التسلسل املنطقي في االنتقال من جملة إلى أخرى ومن فقرة إلى أخرى -
و الحياد واملوضوعية يقصد به التجرد من األهواء الذاتية وأن يكون الباحث موضوعي ،بمعنى عدم االستناد
إلى رأي متعصب أو شخص ي غير علمي وغير حيادي.
من أهم مقومات كتابة البحث العلمي ،بروز شخصية الباحث فاملوضوعية في البحث ،ليس هي إقصاء ذات
الباحث ،وذلك من خالل إبداء آرائه الشخصية ،وهذا يتضح من خالل تعليقاته وتحليالته وانتقاداته ،مما
يضفي على عمله نوعا من التميز والخصوصية.
الفقرة الثانية :الشروط الفنية لكتابة البحث العلمي
َ
الكتابة ،ويمكن تلخيصها كمـا يلـي: هناك قواعــد فنية متفق عليها التـي تحكم عملية
62
-يستحسن الكتابة على وجه واحد من الورقة والكتابة في صفحة جديدة عند كل تقسيم جديد (باب ،فصل
مبحث) ،والعودة إلى السطر في كل فكرة جديدة.
-يتعين على الباحث احترام قواعد الكتابة من حيث عالمات الترقيم ( الفواصل والنقط ،واألقواس الهاللية
واألقواس املزدوجة...إلخ).
-يجب أن تكتب العناوين الرئيسية في منتصف الصفحة والعناوين الجانبية على الجانب األيمن من
الصفحة ،ويفضل أن يكون العنوان مستقال لوحده على السطر ،كما أن الترتيب والتقسيم املناسبين
للعناوين يساعد على وضوح األفكار وتسلسلها.
.تنوع املصادر واملراجع وحداثتها ،وجب التنوع في املراجع وعدم االعتماد على مراجع محددة في البحث.
التصميم يتميز بالتغيير الدائم طيلة فترة البحث ،حسب تطور مشروع البحث العلمي. -
-يتعين على الباحث ترقيم الصفحات ترقيما واحدا ومستمرا ومتتاليا من بداية البحث إلى نهايته.
-يجب مراعاة العالمات اإلمالئية وطرق استعمالها.
النظري ٌ
والتطبيقي . -يجب أن يكون هناك شبه توازن بين الجانب ٌ
63
الفرع األول :املقصود بـ " توثيق مصادر البحث العلمي "
التوثيق أو "الببليوغرافيا" كلمة مأخوذة من اليونانية وتعني كتابة الكتب ،وتعني في الوقت الحاضر
َّ
إعداد قوائم الكتب تتضمن مؤلفيها وموضوعاتها وكافة بيانات النشر .وتعتبر الطريقة املمنهجة التي
افية عن الكتب واألطاريح والرسائل واملقاالت وغيرها يتبعها الباحث في تدوين املعلومات الببليوغر َّ
من املصادر واملراجع التي استفاد منها الباحث ،و من ثم ترتيبها بأسلوب منهجي فني عن طريق التصنيف و
الفهرسة ،وذلك من باب األمانة العلمية.
و تجدر اإلشارة إلى أن املقصود بالتوثيق هو ليس توثيق املراجع و حسب ،وإنما هو إثبات لحقوق
امللكية الفكرية الخاصة بالكتابات و املراجع ،و كل مصدر معرفي استعان به الباحث .
الفرع الثاني :قواعد التوثيق
تقتض ي األمانة العلمية إسناد املعلومات التي أخذها الباحث من مختلف املراجع إلى أصحابها األصليين
في الهامش ،حيث يوضع عند نهاية كل اقتباس رقم تسلسلي ،وبعد ذلك يشير إليه في الهامش مع ذكر كل
املعلومات املتعلقة بالوثيقة العلمية.
إن إيراد التوث يق في البحث إثبات لحق املؤلف وأمانة علمية تحسب للباحث ،وهو داللة على دقة
البحث وأصالته وجودته ،وهنا البد من إثبات املصادر التي اقتبست منه املعلومة.
الفقرة األولى التوثيق بالهامش
من الخطأ أن نظن أن عملية توثيق املصادر هي عملية عشوائية ،لكن هناك طرق علمية وقواعد خاصة
يجب على الباحث مراعاتها عند عملية توثيق املصادر واملراجع في داخل البحث هوامش املتن تم هوامش
(اإلحالة) من جهة ومن جهة أخرى هوامش املراجع في قائمة املصادر واملراجع.
أ -هوامش للمتن
قد يرى الباحث بأن هناك معلومات ضرورية ،لكن ليس من املناسب إيرادها في املتن ،كأن يذكر معلومة
تؤكد صدق مقولته أو يذكر واقعة ذات قيمة في الداللة على فكرته ،أو هناك بعض األمور الغامضة تحتاج
لتفسير ،أو تعليقا على مسألة معينة...
إن إيراد هذه املقتضيات في املتن قد يخل من تسلسل األفكار ووحدتها ،لدى يهتدي الباحث لتكملة
الفكرة أو شرحها أو التعليق عليها...
ويجب على الباحث أن ال يطيل وال يبالغ في هذا النوع من الهوامش إال لضرورة العلمية.
ب -قواعد هوامش اإلحالة
64
تختلف عملية وضع الهواميش باختالف طبيعة املراجع املستعملة ،كالكتب واملقاالت والرسائل
الجامعية ......الخ ،وكما تختلف هذه العملية كذلك باختالف عدد االقتباسات من مرجع واحد ،وهذا ما
سيتم بيانه فيما يلي:
- 1طريقة توثيق الكتب :على الباحث أن يقدم للقارئ جميع املعلومات الكاملة عن الكتاب الذي يستعمله،
بحيث يستطيع أي إنسان آخر أن يستعين بالكتاب املشار إليه ويتوسع في املوضوع ،إذا كان ذلك يدخل في
إطار اهتماماته .قد يذكر الكتاب في الهامش أول مرة وقد يذكر أكثر من مرة وذلك كما يلي:
أ -الهامش الذي يشار فيه إلى كتاب ورد للمرة األولى :يتم توثيق الكتب بالطريقة التالية ووفقا للتسلسل
اآلتي93:
-اسم الكامل للمؤلف ،وإذا كان عدد املؤلفين أكثر من واحد يجب ذكرهم
-عنوان الكتاب ،في حالة إذا كان للكتاب عنوانين ،أي عنوان أساس ي عنوان فرعي ففي هذه الحالة نكتب
العنوان األساس ي( الرئيس ي) ثم نضع نقطتين ،بعدها نكتب العنوان الفرعي.
دار النشر :يأتي دار النشر بعد العنوان ،فاإلشارة إليها إلزامي ،وفي حالة عدم وجودها ،يجب اإلشارة إلى
ذلك بهذه الكيفية ( دون دار نشر) .
-مكان النشر :يأتي دائما بعد دار النشر ،وفي حالة عدم وجوده يجب اإلشارة إلى ذلك (دون مكان نشر).
-سنة النشر :تــأتي بعد مكان النشــر ،وفي حالــة عدم وجودها ،يجب اإلشارة إلى ذلك (دون سنة نشر).
-الطبعة :هنا يجب اإلشارة إلى رقم الطبعة إذا طبع الكتاب للمرة الثانية فأكثر ،وإذا لم نجد رقم الطبعة،
فهذا يعني بصفة غير مباشرة أنها الطبعة األولى للكتاب ،وال داعي لإلشارة في الهامش أن ليس هناك رقما
للطبعة.
-الجزء :هناك بعض الكتب تكون بأجزاء وإذا كان هذا الجزء يحتوي على أي عنوان ،يجب اإلشارة إلى هذا
العنوان.
-الصفحة :آخر ما يشار إليه هو ذكر رقم الصفحة.
تجدر اإلشارة في األخير إلى أن الفصل بين هذه البيانات يكون بالفواصل ،وليس بالضرورة أن تحتوي كل
الكتب على البيانات السالفة الذكر ،كالجزء والسنة والطبعة مثال ،ففي حالة تخلف إحدى هذه البيانات
- 93في كثير من األحيان نحتاج أثناء إعداد البحوث إلى قائمة الرموز لتسهيل إدراج املصادر واملراجع في الهامش ،وهذه بعض الرموز األكثر استعمال:
-مجلد - Volاملرجع السابق cit-Op
-جزء - Tomاملرجع نفسه Ibid
-صفحة - Pوثيقة Doc
-طبعة - Edالناشر Pub
65
ننتقل مباشرة إلى البيانات املوالية بكيفية متسلسلة على النحو الذي تم سابقا ،مع اإلشارة لذلك الغياب
كما سبق ذكره.
أمثلة توضيحية:
إذا أستعمل الباحث "كتاب القضاء الدستوري وسؤال الدولة الدستورية" ملؤلفه "صالح أزحاف"
وأخذ مثال فقرة في الصفحة 210كمرجع ،يتم وضعه في الهامش على النحو التالي؛
صالح أزحاف" ،القضاء الدستوري وسؤال الدولة الدستورية" ،مطبعة األمنية الرباط ،الطبعة االولى
، 2020ص .210
وإذا تم األخذ من نفس املرجع مرة أخرى يتم استعمال فقط
صالح أزحاف ،املرجع السابق ،ص.211 :
ب -الهامش الذي يشار فيه إلى كتاب ورد ملرتين متتاليتين :إذا تكرر ذكر الكتاب مرة أخرى ولم يتوسطه
أي مصدر آخر ،يعني أنه ورد في الهامش ملرتين متتاليتين ،يستغنى في هذه الحالة عن ذكر اسم املؤلف
ونكتفي بعبارة " املرجع نفسه" ،ثم اإلشارة إلى الصفحة.
مثال توضيحي:
صالح أزحاف" ،القضاء الدستوري وسؤال الدولة الدستورية" ،مطبعة األمنية الرباط ،الطبعة االولى
، 2020ص .210
املرجع نفسه ،ص.211
وإن كان الكتاب باللغة األجنبية يذكر عبارة ibidاختصارا للكلمة الالتنية ibidemوتعني املرجع نفسه.
ج -الهامش الذي يشارفيه إلى كتاب ورد ملرتين غيرمتتاليتين :يجب أن نميز هنا بين حالة استعمال مرجع
واحد فقط لنفس املؤلف ،فهنا يشترط ذكر اسم املؤلف يتبع بعبارة مرجع سابق أو املرجع السابق ،ثم رقم
الصفحة .أما إذا كان للمؤلف مرجع أخر تم االعتماد عليه ،فهنا ال بد من تحديد عنوان الكتاب املستعمل
أيضا.
مثال توضيحي:
صالح أزحاف" ،القضاء الدستوري وسؤال الدولة الدستورية" ،مطبعة األمنية الرباط ،الطبعة االولى
، 2020ص .210
وتم استعمال أيضا مرجع لنفس املؤلف
صالح أزحاف "،الحريات األساسية نحو تأسيس دستوري ملجتمع التعايش" ،مطبعة املعارف الجديدة،
الرباط ،الطبعة األولى 120 ،2 ،2018
66
فتكون االحالة هنا على النحو األتي
صالح أزحاف" ،القضاء الدستوري وسؤال الدولة الدستورية" ،املرجع السابق ،ص2011 :
في حالة كون املرجع باللغة الفرنسية ،نكتب ما يلي:
FERRY Claude, La validité des contrats en droit international privé, L.G.D.J, Paris, 1989, P -1
25.
2- TERKI Noureddine, L’arbitrage commercial international en Algérie, O.P.U, 1999, P 90.
3- FERRY Claude, Op, Cit, P 32.
هذا املثال يتعلق باستعمال كتاب واح د لنفس املؤلف باللغة الفرنسية ،أما إذا كان للكاتب أكثر من مرجع
في الهوامش ،في هذه الحالة ال بد من ذكر اسم الكاتب ثم عنوان الكتاب ثم نكتب Cit, Opوهي اختصار
لعبارة opera citatoالالتينية والتي تعني املرجع السابق،.ثم الصفحة.
_ 2طريقة االحالة على الرسائل الجامعية واألطروحات :في حالة استعمالها في الهامش ألول مرة ،نكتب:
-اسم الباحث- .عنوان البحث- 3 .تحديد طبيعة البحث (بحث االجازة ،ماستر ،دكتوراه) -تخصص- .اسم
الجامعة والكلية-سنة املناقشة-.رقم الصفحة.
مثال توضيحي:
يونس الشامخي ":تطور أساس املسؤولية اإلدارية في ضوء االجتهاد القضائي اإلداري املغربي واملقارن"
أطروحة لنيل الدكتوراه في القانون العام ،جامعة محمد الخامس ،كلية الحقوق ،سال ،املوسم الجامعي
،2015-2014ص.40
هناء الحمومي " ،املسؤولية اإلدارية عن األضرار البيئية" رسالة لنيل دبلوم املاستر في القانون
العام"،جامعة سيدي محمد بن عبد هللا ،كلية العلوم القانونية واالقتصادية واالجتماعية فاس ،السنة
الجامعية ،2014\2013ص.120
لإلشارة فإنه في حالة تكرار استعمال األطروحات والرسائل الجامعية ،نتبع نفس القواعد املبينة سابقا.
_ 3-طريقة االحالة على املقاالت والدراسات :يتم التمييز هنا بين ذكر املقال للمرة األولى و بين استعماله
ملرات متعددة ،فإذا استعمل املقال ألول مرة ،يجب ذكر البيانات التالية في الهامش ،وذلك مع مراعاة
التسلسل اآلتي:
1-اسم صاحب املقال- 2.عنوان املقال- 3 .اسم املجلة-4 .رقم عدد املجلة -5 .املطبعة -6شهر وسنة
النشر-7.رقم الصفحة.
-إذا ذكر املقال ملرتين متتاليتين نكتب :املرجع نفسه ،رقم الصفحة.
67
-إذا ذكر املقال أكثر من مرة بصورة غير متتالية نكتب :اسم صاحب املقال ،مرجع سابق ،رقم الصفحة.
-إذا كان للمؤلف أكثر من مقال استعمل في البحث نكتب :اسم صاحب املقال ،عنوان املقال ،مرجع سابق،
رقم الصفحة.
مثال :بنجلون عصام ":التنفيذ الجبري ضد اإلدارة" مقال منشور باملجلة املغربية لإلدارة املحلية والتنمية،
عدد ،59نونبر_ دجنبر ،2004ص .12
- 4طريقة االحالة على النصوص القانونية والتنظيمية :نتبع بهذا الشأن الخطوات التالية:
-تحديد فصل أو مادة تم نوع النص القانوني ( :دستور -قانون تنظيمي ،قانون عادي ،مرسوم- ).... ،تحديد
رقمه – تاريخه الهجري وامليالدي -بيان مضمونه أي عنوانه -.رقم ظهير تنفيذه -عدد الجريدة الرسمية
والتاريخ الذي صدرت فيه والصفحة.
أمثلة توضيحية:
املادة 64من القانون التنظيمي املتعلق بالجهات ،الصادر بتنفيذه الظهير الشريف رقم 1.15.83بتاريخ 7
يوليوز ،2015ج.ر .عدد 6830مكرر بتاريخ .2015/07/19
5ـ طريقة االحالة على األحكام و القرارات القضائية :لإلحالة على األحكام القضائية ،نتبع الخطوات
التالية:
اسم املحكمة التي أصدرت الحكم أو القرار - .رقم الحكم أو القرار - .تاريخ صدور الحكم أو القرار -رقم
امللف ونوعه -تم األطراف -تم املصدر الذي أخذ منه الحكم أو القرار.الصفحة.
مثال ذلك:
حكم املحكمة اإلدارية بوجدة رقم 79/96بتاريخ 15ماي 1996ملف رقم ( 77/95ورثة ( )...ضد (،)...
منشور باملجلة املغربية لإلدارة املحلية والتنمية ،عدد 8أبريل ،1994ص.145
-6طريقة االحالة على الوثائق االلكترونية:
يتم االحالة على الوثائق اإللكترونية كما يلي - :االسم الكامل للمؤلف - .عنوان املوضوع - .تاريخ النشر- .
تاريخ وساعة اإلطالع على املعلومة - .العنوان اإللكتروني.
مثال:
عماد حسن أبو طالب ،عمليات األمم املتحدة لحفظ السالم ،يناير ،1998تم اإلطالع عليه بتاريخ
،2015/12/15على الساعة ،13:00في املوقع:
http:// www.digital_ahram.org.eg/articles.
طريقة ترقيم الهوامش
68
الباحث يقوم بترقيم هوامشه وذلك بوضع أرقام تقابل األرقام التي تمت اإلشارة إليها في املتن ،فإذا ورد باملتن
رقم 1بين قوسين وجب أن يتطابق مع رقم 1في الهامش أيضا.
وجب أن يكون الرقم االستداللي بين مزدوجتين بعد الكلمة أو الجملة أو الفقرة.
هناك طريقتين لترقيم الهامش:
الترقيم املستقل :حيث يعمل الباحث على وضع الهوامش في أسفل صفحة ،بحيث تستقل كل صفحة
بهوامشها ،ويمكن أن يبدأ ترقيم جديد في كل صفحة.
الترقيم املتسلسل :هي أرقام متسلسلة تصاعدية ،من الرقم 1إلى أخر رقم في االحاالت.
هذه الطريقة هي جد سهلة وميسرة للباحث والقارئ معا ،فالهامش املكتوبة في أسفل كل صفحة تجنب
القارئ أو املناقش عناء البحث عن الهامش في نهاية الفصل.
تجميع الهوامش :هذه الطريقة تقتض ي جمع الهوامش في أخر صفحة في البحث ،أو جمع هوامش كل فصل
أو مبحث ووضعها في نهاية ال فصل أو املبحث ،وترقم ترقيم واحد متسلسل تصاعدي ،لكن ما يعاب على
هذه الطريقة أنها غير عملية ومتعبة ،فالقارئ يجد صعوبة في االهتداء إلى املرجع محل اإلشارة الهامشية.
الفقرة الثانية :توثيق املراجع ( قائمة املراجع )
طرق توثيق املراجع ( الفهرس ) يتم تقسيم قائمة املراجع إلى قسمين ،حيث يتناول القسم األول قائمة
املراجع باللغة العربية والقسم الثاني قائمة املراجع باللغة األجنبية94 ،وتصنف املراجع وفـق الترتيب التالي:
أوال :املؤلفات -1 ،املؤلفات العامة :هي مؤلفات تعالج املوضوع بشكل عام تم -2املؤلفات الخاصة،
تعالج املوضوع بشكل خاص ومباشر.
–ثانيا :األطروحات والرسائل الجامعية -1.األطروحات -2،الرسائل
69
ثالثا- :املقاالت والدراسات مع ذكررقم الصفحة التي بها املقال( من ...إلى.) ...
.رابعا -النصوص القانونية.
خامسا- :األحكام والقرارات
- .سادسا :املراجع اإللكترونية.
تم ينتقل الباحث للقسم الثاني الخاصة باللغة األجنبية ويقسم بنفس الترتيب السابق.
كما يجب ترتيب البيانات وفق القواعد السالفة الذكردون اإلشارة إلى الصفحة ،فقط املقاالت تحديد
مكان املقال في املجلة.
فيما يتعلق باملراجع باللغة الفرنسية ،يراعى نفس الترتيب املذكورو يكون كما يلي:
Ouvrages.: généraux/ spéciaux 2- Thèses et mémoires. 3- Articles. 4- Textes juridiques. 5- -1
Jugements et décisions. 6- Références internet
بعد تقسيم قائمة املراجع ،يتم ترتيب املراجع املستعملة فيما بينها وذلك بإتباع إحدى الطرق التالية:
- 1الترتيب على أساس سنة النشر ( الترتيب التاريخي ) :يكون هذا الترتيب بطريقة تسلسلية من أقدم مرجع
إلى أحدث مرجع.
-3الترتيب على أساس الحروف األبجدية أو الهجائية ) 95الترتيب األلف بائي ( :يكون ذلك بالنظر إلى
الحرف األول الذي يبدأ به لقب املؤلف ،وإذا كانت ألقاب املؤلفين تبدأ بنفس الحروف ،فإنه ينظر
إلى الحرف الثاني فالثالث ،وهكذا حتى يصل الباحث إلى ترتيب كل املصادر واملراجع ،وهذا
التصنيف يشمل كل املصادر واملراجع سواء كانت كتبا أو مقاالت أو غيرها ،باللغة العربية كانت أو
الفرنسية ،وينصح باستعمال هذه الطريقة ،وهي األكثر إتباعا في إعداد قائمة املراجع.
70
املطلب األول :مكمالت البحث العلمي
بعد االنتهاء من كتابة البحث ،هناك مجموعة من املقتضيات تزيد من قيمة البحث العلمي ،كما هو
الشأن بالنسبة للمالحق وإعداد ترتيب قائمة املراجع وتنظيم الفهرس في نهاية بحثه ،وتخصيص صفحة
اإلهداء وأخرى للشكر .
الفرع األول -املالحق
وهي املعلومات التي يريد الباحث إلحاقها بالبحث وال يستطيع أن يدرجها داخل مضمون البحث،
أهمية ٌ
علمية وتربطها باملوضوع عالقة مباشرة . كما يشترط في املالحق أن تكون ذات ٌ
بالنسبة للمالحق يتعين على الباحث أن يعمل على ترقيمها بشكل متسلسل بعد االنتهاء من الخاتمة.
ويجب استعمال فقط املالحق الناذرة وصعبة املنال على القارئ وال يمكن الوصول إليها ،فال يجوز
مثال وضع نصوص قانونية متوفرة بشكل سهل للعموم كملحق.
عموما يتم تضمين في املالحق النصوص التنظيمية املنظمة لبحثه ،نصوص املعاهدات الدولية/
األحكام والقرارات القضائية خاصة غير منشورة /اإلحصائيات والبيانات التي يحصل عليها الباحث من
الجهة املختصة ...
71
-صفحة اإلهداء :تتضمن كلمان رقيقة موجهة للعائلة واألقرباء واألحبة.
-صفحة الشكر :يدون فيها كل من ساعد وساند الباحث في القيام بالبحث عادة يتم شكر فيها كل
من األستاذ املشرف واللجنة املناقشة وكل األساتذة الذين ساهموا في تكوينه.
-صفحة االستشهاد :كما يمكن للباحث في بداية بحثه أن يستشهد بنص قراني أو حديث نبوي أو
قولة مشهورة بشرط يكون ذلك االستشهاد له عالقة بموضوع البحث.
-صفحة املختصرات :تتضمن رموز ودالالت مختصرة لها عالقة بالبحث وتكون عادة باللغة العربية
والفرنسية.
73
والشكر والتهنئة باأللوان وأي استمارة أو بيانات أو إحصائيات ،موجودة في البحث إلعطاء نظرة جمالية
للبحث.
بعد الطبع يتعين على الباحث إعادة القراءة من املطبوع ،لتدارك أي خطئ شكلي أو موضوعي ،تم -
بعد ذلك يمنح الباحث نسخة للمشرف ونسخ للجنة املناقشة ويستعد هنا الباحث إلعداد تقرير البحث من
أجل مناقشة البحث
6-مناقشة البحث
تعتبر املناقشة هي مرحلة األخيرة في عمر البحث العلمي ،وهنا وجب أن نشير على اختالف صيغة
املناقشات بين الدكتوراه واملاستر ،في حين أنه لسوء الحظ أن بحوث اإلجازة لم تعد تناقش كما السابق.
فأطروحة الدكتوراه قبل املناقشة وجب عرضها على ثالثة مقررين إلعطاء رأيهم مكتوب عن -
األطروحة وهل هي صالحة للمناقشة من عدمه ،مع إبداء مالحظاتهم عن العمل سواء من حيث الشكل أو
املضمون ،وفي حالة إيجابية التقارير أو على األقل تقريرين يمنح رئيس املؤسسة اإلذن الباحث للمناقشة
ويتم بعد ذلك اختيار لجنة املناقشة ويتم تحديد وقت ومكان املناقشة.
أما بالنسيبة لرسائل املاستر ،يقتصر األمر على موافقة املشرف على الرسالة ويتم إخبار رئيس -
املؤسسة بلجنة املناقشة املكونة على األقل من املشرف وعضوين أخرين ،وتكون املناقشة أيضا علنية.
في كل من الدكتوراه واملاستر وجب على الباحث تهيئة تقرير حول عمله إللقائه على اللجنة العلمية، -
مع ضرورة التركيز فيا لتقرير فقط على العناصر األساسية للموضوع و أيضا يركز على النتائج والتوصيات
التي جاء بها الباحث.
عموما يمكن إجمال أهم نقط التقرير في ما يلي :
-كلمة شكر مقتضبة لألستاذ املشرف وأعضاء اللجنة وكل األساتذة الذين ساعدوه للوصول لهذه
املرحلة املهمة في حياته ،تم يشكرالعائلة واألصدقاء والحضور.
-أسباب اختياراملوضوع
-اإلشكالية الرئيسية للموضوع
-واإلشارة للمنهج املتبع والتقسيمات الكبرى للموضوع
-عرض ألهم النقط في موضوع البحث باختصارالشديد.
-تم الختم بأهم النتائج والتوصيات.
لهذا وجب على الباحث قبل يوم املناقشة أن ينام جيدا وأن يجهز أحسن مالبسه وأن يتدرب جيدا في
إلقاء التقرير قبل إلقاءه أمام اللجنة ،تجنب لالرتباك وتجنب لعدم احترام املدة الزمنية املحددة والتي غالبا
74
تتراوح بين ربع ساعة ونصفها حسب لجنة املناقشة ،ومن األحسن أن يتم إلقاء التقرير بدون النظر مطوال
إلى التقرير بل فقط النظر من حين ألخر لألفكار والعناصر األساسية.
قبل إعطاء الكلمة للباحث ،يفتتح رئيس اللجنة الكلمة بتقديم الباحث وموضوع بحثه وتقديم
أعضاء لجنة املناقشة مع تقديم الشكر لهم لحضورهم وكل املجهودات التي يبدلونها في سبيل البحث
العلمي.
بعد إلقاء التقرير بصيغته املذكورة سابقا ،يعمل رئيس اللجنة بإعطاء الكلمة لألساتذة ،وجرت
العادة أن تعطى الكلمة ألقدم األساتذة أو أستاذ خارج املؤسسة أو حسب جلوسهم يمينا إلى اليسار.
بعد انتهاء املداخالت اللجنة يتم إرجاع الكلمة للباحث لتقديم كل املالحظات اإلضافية واإلجابة عن
كل تساؤل تم طرحه من اللجنة ،وليس من الضرورة اإلجابة على كل األسئلة ،مع ضرورة التزامه أمام اللجنة
بإدخال كل املالحظات في التصحيح التي ستعرفها الرسالة أو األطروحة ،ويختم تدخله بالشكر لألستاذ
املشرف واللجنة والحضور.
يرفع الرئيس الجلسة لتداول بين أعضائها ،بعد املداولة يتم إعالن النتيجة إما بقبولها مع ذكر امليزة مشرف
أو مشرف جدا أو تأجيلها ويحرر تقرير املناقشة يوقع عليه أعضاء اللجنة ،ويتم اإلعالن علنيا وشفويا.
بينما في سلك املاستر يتم تنقيط الباحثين.
75
خاتمة عامة
ال يخفى على أي باحث أن دراسة وبحث مناهج العلوم القانونية لطلبة الكليات ذات الصلة عملية علمية
تربوية بعيدة التأثير وقوية الفعالية في ميدان التكوين القانوني ،فهي تساهم:
تقوية لدى الطلبة القدرة على االكتشاف والتفسير والفهم والتنظيم ويزودهم بطرق وأساليب
ومناهج البحث العلمي في ميدان تخصصاتهم ودراساتهم واهتماماتهم في ميدان العمل والبحث
العلمي مستقبال.
إكساب الطلبة األسس القانونية السليمة للبحث العلمي القانوني.
زيادة مهارات الطلبة في فن الكتابة القانونية وفق األصول العلمية.
تمكين الطلبة من إعداد أبحاثهم القانونية بشكل يسير على أسس علمية سليمة
لذا فالطالب مطلوب منه التركيز على ضبط املحاضرات األساسية ملا لها من أهمية كبرى في املنهج ،حيث
أنها تساعد في حل العديد من املسائل املتعلقة باملنهج الدراس ي ،ويجب أال يخفى عليه أنه في مرحلة تعليم
جديدة تتطلبا منهجية جديدة وطريقة جديدة
فهو مدعو إلى القناعة بكليته وباختصاصك وعدم االستماع إلى القول السلبي الذي يقال ( .مثال الكلية
دون املستوى ،الدرجات الجامعية تأتي بالواسطة ) وتحقيق التوازن بين متطلبات الكلية ( النظرية و
العملية ) و بين املتطلبات الحياتية.
76
الفهرس
1 مقدمة عامة
3 املحوراألول :تعريف مفاهيم املادة وشروط البحث العلمي
3 املبحث األول :محاولة في تعريف مفاهيم املادة
3 املطلب األول :تعريف العلم
4 املطلب الثاني :وظائف وأهداف العلم
4 الفرع األول :وظائف العلم
5 الفرع الثاني :أهداف العلم
6 الفرع الثالث :خصائص العلم
7 املطلب الثالث :تعريف املناهج
8 املبحث الثاني :مفهوم البحث العلمي و أنواعه
8 املطلب األول :مفهوم البحث العلمي
9 املطلب الثاني :أنواع البحث العلمي
9 الفرع األول :تصنيف البحوث من ناحية النوع والحقل
11 الفرع الثاني :تصنيف البحوث العلمية من الناحية االكاديمية
12 املبحث الثالث :شروط البحث العلمي
13 املطلب األول الشروط املرتبطة بالباحث
13 الفرع األول :الشخصية الباحثة :الشروط الذاتية
15 الفرع الثاني :الشخصية العلمية :الشروط املوضوعية
17 املطلب الثاني الشروط املتصلة بموضوع البحث
18 الفرع األول :اختيار موضوع البحث
20 الفرع الثاني :تصميم خطة البحث
23 املحورالثاني :تصنيف مناهج البحث (التعريف باملناهج املستعملة والخطوات املتبعة)
23 املبحث األول :أهم تصنيفات املناهج
23 املطلب األول :التصنيف القديم
24 املطلب الثاني التصنيف الحديث
77
24 املبحث الثاني :أهم املناهج املعتمدة في البحوث القانونية
24 املطلب األول :املنهج االستداللي
25 الفرع األول :مبادئ االستدالل
26 الفرع الثاني أدوات االستدالل
26 الفرع الثالث أقسام االستدالل
28 املطلب الثاني :املنهج التاريخي
28 الفرع األول أهمية املنهج التاريخي
28 الفرع الثاني :مراحل املنهج التاريخي
31 املطلب الرابع :املنهج التجريبي
31 الفرع األول :خطوات املنهج التجريبي
32 الفرع الثاني أنواع املتغيرات
32 الفرع الثالث :أنواع وطرق التجربة
32 الفرع الرابع :مميزات املنهج التجريبي
32 الفرع الخامس :عيوب املنهج التجريبي
33 املطلب الخامس :املنهج الوصفي
33 الفرع األول :مميزات املنهج الوصفي
33 الفرع الثاني :مراحل املنهج الوصفي
35 املطلب السادس :املنهج املقارن
35 الفرع األول :مميزات املنهج املقارن
35 الفرع الثاني مراحل املنهج املقارن :
36 الفرع الثالث :خطوات املنهج املقارن:
36 املطلب السابع املنهج الجدلي
36 الفرع األول :تعريف املنهج الجدلي:
37 الفرع الثاني :قوانين املنهج الجدلي
38 املحورالثالث :مصادرووسائل البحث العلمي القانوني
38 املبحث األول :أنواع املصادر واملراجع املعتمدة في البحث
38 املطلب األول :املصادرأو املراجع العامة
78
38 املطلب الثاني :املراجع الخاصة
39 املطلب الثالث :األبحاث الجامعية
39 املطلب الرابع :املقاالت
41 املطلب الخامس :املصادرالقانونية
42 املطلب السادس :الفقه والقضاء
42 الفرع األول :الفقه
42 الفرع الثاني :القضاء
43 املطلب السابع :املعاجم واملوسوعات
46 املطلب الثامن :االنترنت
46 املبحث الثاني :وسائل البحث العلمي
46 املطلب األول :الوسائل النظرية:
46 الفرع األول القراءة
47 الفرع الثاني :االقتباس واالستشهاد:
48 املطلب الثاني :الوسائل امليدانية
48 الفرع األول :املقابلة
51 الفرع الثاني :االستمارة االستبيانية
54 املحورالرابع :تدوين وتوثيق املعلومات وإخراج البحث العلمي إلى حيزالوجود
54 املبحث األول :تدوين وتوثيق املعلومات
54 املطلب األول :تدوين املعلومات
54 الفرع األول :طرق تدوين املعلومات
57 الفرع الثاني :قواعد تدوين املعلومات
58 املطلب الثاني :توثيق وتحريراملعلومات
58 الفرع األول :قواعد الكتابة والتركيب
62 الفرع الثاني :طريقة الكتابة والشروط الفنية للكتابة
63 املطلب الثالث :توثيق املعلومات
64 الفرع األول :املقصود بـ " توثيق مصادر البحث العلمي "
64 الفرع الثاني :قواعد التوثيق
79
70 املبحث الثاني إخراج البحث إلى حيزالوجود
71 املطلب األول :مكمالت البحث العلمي
71 الفرع األول -املالحق
71 الفرع الثاني :قائمة املصادر واملراجع
71 الفرع الثالث :الفهرس
73 املطلب الثاني -الشكل النهائي للبحث العلمي
76 خاتمة عامة
80