Professional Documents
Culture Documents
عز الدين ،أستاذ محاضر(ب)،جامعة مولود معمري،تيزي وزو.............مشرفا و مقررا -د /الجوزي ّ
-د /زوبير أرزقي ،أستاذ مساعد (أ) ،جامعة مولود معمري،تيزي وزو............................ممتحنا
1
إهداء
لوالدي
ّ إلى من فقدتهما الواحد تلو األخر ،اللذان كنت معهما أنسى ه َّم الدنيا،
العزيزيّن أقول لهما:
أمي يا روح الحنان أعشقك ،بدونك الدنيا جحيم
إلى كل طلبة الحقوق عامة ،و طلبة تخصص قانون الجنائي و علوم إجرامية
بصفة خاصة ألف تحية
يمينة
2
شكر
بسم هللا تعالى القدير العلي العليم الرحيم ،و الحمد الكثير على نعمه التي ال تعد
و ال تقدر ثم الصالة و السالم على أشرف خلق هللا محمد بن عبد هللا و على أله
الطبيين الطاهرين و أصحابه األبرار .
3
مقدمة
يُ َع ُّد الطفل أهم عنصر في تكوين المجتمع ،فتنشئته السليمة تحتاج إلى الكثير من
الوسائل و اآلليات االجتماعية و البيداغوجية و النفسية و حتى القانونية،خصوصا في
الوقت الحالي لما يعيشه الطفل لشتى أنواع االستغالل باألخص االعتداءات الجنسية التي
تثير فيه التراكمات السلبية على المدى البعيد و الطويل.
هذا الكائن الذي يمكننا أن نبني فيه المستقبل المشرق ألنه ما هو إال مشروع البد أن
نكون منه الشخص السلبي الذي يهدّم نفسه و معه المجتمع لذلك نحسن تكوينه ،فيمكن أن ّ
احتاج األمر لتفكير جدي من طرف أفراد الحركات االجتماعية الوطنية ،و الدولية لتقنين
القوانين التي تتناسب و مقتضيات التطور الخدماتي،التي مست الدول منها انتشار الشبكة
المعلوماتية و البرامج الترفيهية و إن كانت ال تخدم مراحل التقدم الفكري و الزمني للطفل ،
و إن لم نقل أنها تساهم بالقدر الكبير في احتوائه سلبيا.
باإلضافة إلى كل ما تقدم ذكره نجد التقليد األعمى لطرق العيش الغربية التي ال توافق
عاداتنا و مبادئنا العقائدية ،كل هذا أدخل الطفل في متاهة ما بين القديم و الجديد " المحلي
و الغربي " فأصبح يسبح في دوامة من التناقضات التي ترهق الشخص الكبير و ما يمكنها
أن تحدث من أثار في الصغير.
القارئ لهذ ه المقدمة يجد تركيزي منصب على فئة عمرية معينة ،و إن كان القانون
رقم ( )1()12-15محل الدراسة قد حدد سن األطفال إلى غاية الثامن عشر في مواده 56و
57و ، 58و نجد في بعض من مواده أين فيها يصل السن إلى غاية العشرين باألخص
األطفال الجانحين.
و ذلك لعدة أسباب منها:
ّ -
إن هذه الفئة أكثر تضررا و استغالال
-عدم إدراك الطفل في هذه المرحلة ما هو األصلح له من عدمه.
-سن الطفل األكثر إحساسا من أي مرحلة أخرى ،تكمن في مرحلة تَ َك ُّون شخصيته.
تبقى هذه الدراسة تحتاج إلى الكثير من التنقيب و التحقيق المطنب ،ألن هذا البحث
موجها أساسا للتحليل القانوني للقواعد و اآلليات لحماية الطفل في القانون الجزائي
- 1قانون رقم ()12-15المؤرخ في 15جويلية " 21المتعلق بحماية الطفولة" ،ج.ر عدد ، 39صادرة 19جويلية 2015
4
الجزائري على ضوء قانون رقم 12-15المؤرخ في 15يوليو 2015م.
تتمحور دراستنا حول الجوانب التطبيقية التي كرسها هذا القانون،و اآلليات الوقائية
لحماية الطفل من األخطار كاالعتداءات الجنسية و االختطاف و من الجنوح بشكل خاص،
و مدى تكريسه للوقاية ،منها :اإلجتماعية و النفسية و التربوية.
أقرت مختلف التشريعات بأن الطفولة مرحلة مقلقة و حرجة البد من االهتمام بها، لقد ّ
و أخذها بعين االعتبار،لذلك لجأ المشرع الجزائري مثله مثل أقرانه إلى تقسيم األحداث بين
فئتين الفئة األولى تتمثل في فئة األطفال في حالة خطر كاألطفال الالجئين و الفئة الثانية
تتمثل في الطفل الجانح.
تخضع هذه الفئة من األحداث إلى أحكام قانون ( )2( )12-15المتعلق بحماية الطفولة
الصادر في ،2015إذ أصبحت حماية الطفل مقنّنة في قانون مستقل بعدما كانت متفرقة ،
فكان الطفل الجانح يخضع ألحكام اإلجراءات الجزائية ،أما الطفل في حالة الخطر كان
يخضع ألحكام األمر )2(03-72المتعلق بحماية الطفولة و المراهقة.
حيث هذا األمر يكون تطبيقه مختلف،ففي المادة 9فقرة 2أين ينظر قاضي األحداث
في حالة األطفال الذين هم في حالة خطر في غرفة المشورة في مكتبه دون حضور
المحلفين و بشكل سري .لكن جنوح الطفل هو انحراف عن األصل قد يكون السبب في ذلك
الظروف المحيطة به و ليس إليه ،و العوامل المختلفة التي ترغم الشخص على التطرف ،
مجرمة قانونا.و خالصة هذا القول يتمثل في اعتبار الطفل ما
َّ و تجبره على ارتكاب أفعال
ي يجب النظر إليه "كمجني عليه " و ليس " جانيًا" لهذا اقتضى األمر على هو إال ضحية أ ّ
ّ
يسن آليات وقائية عالجية لحماية الطفل من الجنوح قبل الوقوع فيه. المشرع الجزائري أن
فالجانح البد من التعامل معه وفق أساليب تتوافق مع سنه و الهدف منها الرعاية و اإلصالح
و الحماية.
من هذا المنطلق بدأ اإلهتمام بالطفل على المستوى الدولي من خالل إعالن جنيف
لحقوق الطفل في 1924م ،و إتفاقية حقوق الطفل سنة 1989م التي كانت المنعطف
- 2قانون رقم ((12-15المؤرخ في 15جويلية " 21المتعلق بحماية الطفولة" ،ج.ر عدد ، 39صادرة 19جويلية 2015
5
الغرض منها احترازية وقائية إصالحية ،فأصل التدابير األمنية هي المدرسة الوضعية التي
ظهرت كسياسة جزائية حديثة ،الهدف منها:
-منع وقوع جريمة تالية عقب وقوع جريمة أولى إن لم تمس بمبدأ الشرعية أو لم يتم
االعتداء على الحريات الفردية.
-تُ َ
فرض على فئة األطفال الجانحين دون فئة األطفال في حالة الخطر.
تهدف كل التدابير سواء كانت إجتماعية أم أمنية إلى الحماية ،و الوقاية ،و التربية ،و التقويم
الذي يدَّعم ال َمنحى في النظام الجزائي المستحدث و الخاص باألطفال.
-و للتوضيح أكثر نحاول معرفة مدى مسا َيرة المشرع الجزائري في مجال حماية األطفال
لنظائره من المشرعين الدوليين للتشريعات الدولية ،من أجل حماية الطفولة التي هي في
الخطر و الجانحة.
مستقلة حديثا.
أن ظاهرة جنوح األطفال هي عالمية تعاني منها كافة دول العالم ،إ َّما المتقدمة أو -كذلك في َّ
للحد منها لتزايدها المستمر ،و ِّ المتخلفة ،و هذا ما جعل المجتمع الدولي يبذل الجهود الكبيرة
ذلك بالرجوع لنسبة اإلجرام و إرتفاع نسبة الخطر على األطفال ،باألخص الالجئين الذين
يعانون من الحروب و أوزارها.
6
ضف َّ
فإن األهمية تكمن في اإلصالح ،الذي يكون مجديًّا في السن المبكر قبل تفحل ظاهرة ِّ -
اإلجرام فيهم.
الضوء على النصوص القانونية التي كرسها المشرع الجزائري التي تهتم بالطفل و حقوقه ،
و مدى لَّفت النظر لخطورة المساس بها ،باحثين عن سبل و أليات الزمة لضمان حماية
جزائية تكفل األمن على حياتهم ،و سالمة أبدانهم و تصون أعراضهم و أخالقهم.
إن هللا عز و جل عندما خلق -قال هللا تعالى "ال َما ُل َو البَنُونَ ِّزينَّة ال َحيَّاةِّ الد ُ ْنيَّا" َّ
الدنيا جعل لها زينة من الطبيعة و األلوان و كل متاع ،و ما أعظم من زينة سخرها هللا للعباد
هي المال و األوالد ،فاألولياء يحاولون بكل ما في وسعهم من أجل إرضاء أبنائهم و جعلهم
في راحة تامة و حمايتهم من كل خطر يمكن أن يحدق بهم ،و كيف ال؟و هم صورة المستقبل.
-التعرف على أنواع األليات كاالجتماعية مثل :المكتبات التي تتنوع فيها الكتب ،
سنَّت في مختلف التشريعات ، فتح دورات إلجتياز اإلمتحانات ،و األليات األمنية التي ُ
باألخص في التشريع الجزائري.
-الدَّعم المعنوي لتنفيذ المشاريع الوقائية و التأهيلية و التوعوية من أجل الحد من
إستغالل الطفل الذي غالبا ً ما يكون ضحية المجتمع و ظروفه .
-حركات توعوية حول حقوق الطفل و إظهارها لدى أفراد المجتمع حتى تصبح من
أساسيات تكوينه.
-إعطاء مفهو م جديد للمسؤولية األبوية إتجاه األطفال بعدما أن كانت مفهومها
محصورا فقط في المأكل ،و المشرب،و الملبس ،و المبيت ،و لألسف ما هو ملحوظ في
المجتمعات .
7
-تفاقم ظاهرة إهمال و إستغالل األطفال حتى أدى ذلك إلى إنتشار ظاهرة اإلنحراف.
-ظهور قانون مستقل خاص كرس حماية جزائية للطفل المتمثل في القانون رقم()12-15
الصادر في 15يوليو . 2015
-نقص اإلهتمام بالفئات من األطفال المعرضة للخطر منها األطفال الالجئين و لقلَّة الدراسات
العلمية ،و يظهر هذا النقص من خالل تأخر إصدار قانون مقنَّن خاص.
-1ما هي الغايَّة من إصدار قانون خاص بالطفل هل هو تدعي ًما للحماية القانونية أم مجرد
إظهار االهتمام بهذه الفئة أمام المجتمع الدولي؟
التكوين
ِّ تغييرها وفق ما يتمشى مع
-3هل األساليب العقابية أو ما يسمى "بالتدابير األمنية " تم ِّ
النفسي للطفل ؟
-4ما مدى تأثير القانون رقم ( )12-15الصادر بتاريخ 15يوليو 2015على المجتمع بصفة
عامة و المجتمع المدني بصفة خاصة؟
و لإلجابة على كل هذه التساؤالت نعتمد على المنهج التحليلي المرتكز على الجوانب النظرية
و التطبيقية بغيَّة الوقوف على حقيقة الحماية القانونية التي كرسها المشرع الجزائري من أجل
األطفال على ضوء القانون رقم ( )1()12-15الخاص بحماية الطفولة .و عليه البد من طرح
اإلشكالية التالية :
-قانون رقم ((12-15المؤرخ في 15جويلية " 21المتعلق بحماية الطفولة" ،ج.ر عدد ، 39صادرة 19جويلية 2015
8
الفصل األول
مفهوم الطفل و أليَّات الحمايَّة
المقررة له
َّ القانونية
9
ثر الحديث و االهتمام بالطفل مؤخرا ألنه اللَّبنة التي بها يُبنى المجتمع و الذخيرة َك َ
وتعلو به األمم،و من ثم زاد الحرص على حمايَّته من خالل التشريعات بإختالف ُ تسمو
ُ التي
درجاتها،فنجد في الصدارة المنظمات الدوليَّة كمنظمة األمم المتحدة،والجامعة العربية
ومنظمة االتحاد اإلفريقي.
بالنواة األولى لألسرة والمجتمع ،لذلك أضفى المشرع
َّ كما وصفته الديَّانات السماويَّة
الكثير من الحمايَّة فباتت الفلسفة التشريعية تقوم على هذا الموضوع ُمبِ ِرر األمر حداثة
الطفل،و َج ِ ّهله بالحيَّاة و ضعف إدراكه للمسؤولية مما يُحتَمل تعميق اإلجرام بعدَّة
صوره،وعليه تحدد المسؤولية فيما يخص االنحراف و إبعاد عنه كافة العوامل الداخلية و
الخارجية التي قد يتأثر بها،فحاول المشرع تجديد نظرته في صياغته للنصوص التشريعية
موجها فكرته صوب المجتمع لتغ ِيّير نظرته اتجاه الطفل الجانح،والتسامح معه في الجرائمَّ
التي يرتكبها ضد نفسه و ض َّد أسرته و المجتمع.متطلعا لتحقيق المشروع التربوي المطلوب
بهدف إبعاده عن االنحراف.
فكان البد من التعرف على مفهوم الطفل الذي يساهم في تحديد شخصيته،فيعكس ذلك
على إدراك حاجيَّاته الفكريَّة و النفسيَّة لشمولها على مزيج من العواطف،واألحاسيس و
مجموع من االختالجات التربوية.
و عليه سوف نتناول في هذا الفصل األول من البحث مفهوم الطفل (المبحث األول)
لغويا ثم تعريفه في الشريعة و في القانون الجزائي الجزائري بالنظر للقانون رقم 12 -15
ثم نتطرق ألنواع الحماية القانونية للطفل التي من شأنها تكو ِيّن شخصيتة (المبحث الثاني).
10
المبحث األول :مفهوم الطفل
يعد الطفل بمثابة البُرعم الذي تُنبت منه األجيال القادمة،و حقه في الحياة أساسي تتفرع
منه باقي الحقوق الجديرة بحمايتها و إحاطتها باألمان حتى يصبح مؤهال لتحمل و مواجهة
الحياة،بتحقيق الواجبات اتجاه األهل أوال ثم المجتمع و ال يكون ذلك إال باإلدراك و
المرجو
ُّ يِ،و النُّضج االجتماعي،و الفكري،و االقتصادي،و التربوي ......الخ ولتحقيق الوع ّ
سن مجموعة من القوانين التي حاولت حماية حقوق الطفل.فنتطرق لمفهوم كان البُّد من ّ
الطفل من خالل عدَّة تعريفات (المطلب األول)
و لتعزيز هذه المتطلبات يكون بتضافر الجميع،فكل مؤسسات الدولة لها الدور من
قريب أو بعيد لتنمية الطفولة،و ضمان االنتماء االجتماعي للطفل في إطار خطة كبيرة
لرعايته،وحمايته مما اضطرت التشريعات الحديثة في قوانينها إلى تقرير الحماية لفئتين من
ي
األطفال هما على التوالي األطفال في حالة الخطر و الفئة الثانية األطفال الجانحين أ ّ
أصناف األطفال (المطلب الثاني) .
11
الفرع األول :تعريف الطفل من الناحية اللّغوية
-جاء في القاموس المحيط أ َ َّن أصلها بكسر الطاء هو الصغير من كل شيء أو المولود(.)3
عرف الكلمة على أنَّها هي المولود حتى -أما المعجم الوجيز لمجمع اللغة العربية فقد َّ
()4
البلوغ و الطفولة هي مرحلة من الميالد حتى البلوغ .
المولد ما دام ناعما حتى البلوغ و هو للمذكر المفرد -في المعجم الوسيط المراد بالكلمة هي ّ
و جمعه أطفال،و ذكرت في التنزيل العزيز" َو ِإ َذا بَلَ َغ األَطفَال ِمنكُم ال ُحلم فَليستَأ ِذنُوا".
ت علَى َ
عو َرا ِ ين لَم يَظ َه ُروا َ
الطف ُل الّ ِذ َ
و قد يستوي المذكر و المؤنث و الجمع لقوله تعالى" ِ
()5
اء"
س ِال ِنّ َ
لسان العرب تقول العرب الجاريَّة الطفلة و الغالم بالطفل و يقال الرضيع لقوله تعالى
ضعَت"ع َما أَر َ "تُذ ِه ُل ُك ُل ُم ِ
رضعَ ٍة َ
ي ِ يدعى طفال حين يسقط من بطن أ ِ ّمه إلى أن يحتلم(.)6
و الصب ّ
-جاء في رأي ابن فارس أن أصل الكلمة هو المولود الصغير و يقال هو الطفل و األنثى
الطفلة.
-و قال ابن األنباري يكون لفظ الطفل واحد للمذكر و المثنى و الجمع.
و الجاريَّة طفلة إذا كانت صغيرة،أو يقصد بذات البَشرة النَّاعمة الرقيقة و البَنُون الطفل،
ي ِ أو بعد أن يحتلم
الطفلة الحديثة السن،و قِيل يبقى يُقال له الطفل بعد ذلك ليصبح صب ّ
-يقال الطفل يطلق من وقت إنفصال الولد إلى البلوغ(.)7
-و يقال بأن الطفولة عند اإلنسان هي المرحلة األولى من مراحل عمره،تبدأ منذ والدته إلى
الرشد ،و معناه اصطالحا القصر و الضعف و الرجوع لح ِ ّد الصبا(.)8
()1
غاية بلوغه سن ُّ
- 3محمد الدين بن يعقوب الفيروز أبادي،القاموس المحيط،دار الحديث،القاهرة ،د .س .ن ،ص 1009
- 4مجمع اللغة العربية،المعجم الوجيز،طبعة خاصة بوزارة التربية العلمية ،د.م.ن ، 1994،ص .392
- 5مجمع اللغة العربية،المعجم الوسيط ،مكتبة الشروق الدولية،الطبعة الرابعة ،د.م.ن ،2003 ،ص .560
- 6ابن منظور،لسان العرب،الطبعة األولى ،المجلد الرابع ،دار المعارف ،د.س.ن ،ص 2682
- 7محمد بن صالح بن علي العلوي،خطاب النبي للطفل المسلم،دار القلم ،د.م.ن ،د.س.ن ،ص ص .110-109
- 8راجع المادة 02/02من قانون رقم 12-15مؤرخ في 15جويلية "2015المتعلق بحماية الطفل"،ج.ر عدد ،39صادر في 19جويلية
".2015يفيد مصطلح حدث نفس المعنى"
12
كما عرفت الطفل في قاموس تأليف اليزبيت مارتن "الطفل هو فرد شاب فال يوجد
تعريف له فيستعمل المصطلح ألفراد ما بين 14سنة إلى غاية 16سنة و في الحاالت حتى
18سنة(")2(.)9
Enfance -طفولة،صغر،صبا
َولَد،صب ّ
ي ابن
10
Enfant
9
- ELIZABETH A.MARTIN ,Oxford Dictionary of law ,Fifth Edition,Oxford universitypress,2001,p77 .
10
-Bureau des études et des recherches, Dictionnaire générale, linguistique Technique et scientifique, 2eme
Edition,Dar Al-Kotob Al-ilmiyah, 2004, p 316.
- 11من سورة اإلسراء،اآلية .70
13
و إذا نظرنا إلى التأصيل القرآني لكلمة الطفل فنجد من اآليات القرآنية الكثيرة التي
س َال َل ٍة ِمن
ان ِمن ُس َ "و َلقَد َخلَق َنا ِ
اإلن َ تحدثت عنه ابتدا ًءا من المرحلة الجنينية لقوله تعالى َ
علقَةَ َو َخلَقنَا العَلقَةَ ُمض َغةَِطين( )12ث ُ َّم َجعَلنَاهُ نُط َفة فِي قَ َر ٍار َم ِكين( )13ث ُ َّم َخلَقنَا النطفَةَ َ
سن اركَ هللا أ َح َ
ظا َم لَحما ث ُ َّم أنشأنه َخلقا أ َ َخر فَت َبَ َ ظاما فَ َكسونَا ال ِع َ َو َخلَقنَا ال ُمضغَةَ ِع َ
)1(14
خا ِل ِقين (.")14 ال َ
14
و ما أعظم الطفولة حين قارنها رسول هللا عليه أفضل الصلوات و السالم بالجنة فقال
يص )1(18ال َجنَّة ". )2(19
ام ُ
ع ِ "صغَ ُ
ار ُكم َد َ ِ
َف ِفي هذه المرحلة ال ترفع الدعوى الجزائية على الحدث لعدم تم ِيّيزه للسلوك اإلجرامي
ضا عليّه،و هذا ال يؤدي إلى سقوط الدعوة المدنية عن سواء كان من تلقاء نفسه أو ُم َح َر ً
يِ ،حيث ي ِ أو الوص ّ األضرار النَّاجمة عن سلوكه و التي ألحقها بالغير،إنَّما يسأل مدنيا الول ّ
ي ِ َحتَّى يَبلُغ َو ع َِن النَّائِم نستدل بحديث للنبي عليه الصالة و السالم " ُرفِ َع القَلَ ُم ع َِن ال َ
صبِ ّ
)3(20.
َحتّى يَستَي ِقظ َو ع َِن ال َمجنُون َحتَّى يَ ِفيق"
المرحلة الثانية:مرحلة اإلدراك و التمييز الضعيف
إتفق أغلب الفقهاء على أن بداية مرحلة اإلدراك و التمييز الضعيف تكون باستكمال
السن السابع من العمر ،فنجد رسول هللا صلى هللا عليه و سلم أوصى األباء أن يأمروا
أوالدهم بالصالة في هذا السن ،فدور األب خصوصا في هذه المرحلة ضروري ،فأغلب
أن أسباب إنحراف الطفل يعود لغياب األب عن متابعة إبنه ،فنجد األبحاث الحال ِيّة تشير َّ
س على ذلك سلوكيَّات إجرامية مثال أن سبب اإلدمان %90يرجع ألصدقاء السوء ،و قِ ّ
ألن في هذه المرحلة تحدث ،تغيرات فيزيولوجية تؤثر على الحالة النَّفسية
أخرى أخطرَّ )4(21.
)5(22
للطفل مما تنتج منه سلوكيات مضطربة(مزاجية).
تسمى هذه التغيرات الفيزيولوجية بعالمات البلوغ فعالمة األنثى هي الحيض أو
عز وج ّل في ُم ْح َك ْم أيَّاته االحتالم أما الذكر فعالمة بلوغه هي اإلحتالم ،و نستدل بقول هللا َّ
"و ِإ َذا بَلَ َغ األَطفَا ُل ِمنكُم ال ُحل َم فَليستَأ ِذنُوا َك َما ِإست َأ َذ َن الَّذ َ
ِين ِمن قَب ِلكُم َك َذ ِلكَ يُبَ ِيّ ُن هللا لَكُم َ
()123 أَيَّاتِه َو هللا َ
علَ ِيّم َح ِكيم".
- 18دعاميص جاء في لسان العرب البن المنظور أصل اللفظ دعمص الجعموص جويبة صغيرة و تكون في المستنقع و قيل جويبة تغوص في
الماء و الجمع الدعاميص:راجع ابن منظور،لسان العرب ،مج ،07دار الكتب العلمية،لبنان 1424 ،ه 2003/م،ص .40
البر و الصلة و آداب،باب فضل من يموت له
-2مسلم ابن الحجاج أبو الحسن القريشي النيسابوري،صحيح مسلم،كتاب ّ
فيحتسبه،رقم الحديث، 103/2635 ،عالم المعرفة ،طبعة أولى منقحة ، 2014ص .964
-3أخرجه أصحاب الحديث في مصنفاتهم ،اإلمام ابن خزيمة في صحيحه ،102/2برقم 110/10033برقم ،1721و أخرجه ابن
حبان،في صحيحه ،356/1د.م.ن ،د.س.ن.
-4عزيزة صبحي"،دور األب في تربية األبناء"،الطبعة األولى ،مؤسسة اقرأ ،القاهرة،2009،ص .15
-5شارلس فالنتاين،الطفل السوي و بعض انحرافاته"ترجمة الدكتور عبد العالي الجسماني"،الدار العربية للعلوم ،د.س.ن،ص .327
15
لَ ِك َّن هذا المعيَّار ليس بالمعيار الوحيد الذي يستند إليّه الفقهاء،لتحديد الح ّد الفاصل بيّن
سنمرحلة الطفولة و مرحلة البلوغِ ،إ ْذ يلّجأون إلى معيَّار أخر وهو الموضوعي أساسه ال ِ ّ
في حالة عدم وضوح عالمات البلوغ أو الشك فيها.
سن البلوغ
ن َْر َعى فهذه النقطة اإلختالف الموجود بين الفقهاء،فالمذهب الشافعي حدَّد ِ ّ
بتمام الخامسة عشر(،)15أما المالكية حددت سن البلُّوغ باكتمال سن الثامنة عشر (،)18ما
)3(25
لم تظهر عليه عالمات البلوغ )2(24و هذا ما أخذ به المشرع الجزائري.
سبْع عشرة سن بلوغها يكون ِب َ أ َّما بالنسبة للفتاة فلإلمام أبو حنيفة رأي مختلف،يرى ِ ّ
سن َحتَّى َيبلُ َغ أ َ ُ
شدَّه"، )4(26فقد قال ي أَح َ
يم ِإال َّ ِبالَّ ِتي ِه َّ
"و الَ تَق َربُوا َما َل اليَّتِ ِ
سنة لقوله تعالى َ
طا،و يكون أش ُّدي أقل ما قِيل فيه فأخذ به إحتيا ً ابن عباس األش ُّد ث َ َما ِني عشرة سنَّة و ه َّ
َّ ٌ )5(27
سنة.ت َ ص ْغا فَنَقُ َ
ي ِ و األنثى أسرع بلو ًصبِ ّ
ال َ
مرحلة الثالثة :مرحلة اإلدراك التام
هي المرحلة التي يصبح فيه الطفل بالغًا م َّما يعني أنَّه َم ْسئُوالً عن كل تصرفاته أمام
القانون،و يسأل جزائيًا في حالة انحرافه ،مما سبق اتضح لنا أن فقهاء الشريعة اإلسالمية
سن التكلّيف في حالة عدم وضوح عالمات البلوغ،فالشافعية حدَّدت أقصى اختلفوا في تحديد ِ ّ
سن إلى غاية الثامنة عشر،و هذا ما سن للتكلّيف هو 15سنة و خالفتها المالكية بأن مدَّدت ال ِ ّ ِّ
أخذ به المشرع الجزائري ،و رغم وجود إعالن بشان حقوق الطفل و رعايته في اإلسالم
سن التكلّيف لد ِيّه الصادر عن منظمة المؤتمر اإلسالمي،إِالَّ أنَّه لم يُعَ ِ ّرف الطفل و لم يح ّدِد ِ ّ
إالّ إشارةً ،و أتى ذلك في سيَّاق الكالم هذا نصه ِ ":إ َّن ِ
الطف َل الَّ ِذي لَم َيبلغ َح ّد الت َك ِليف َو
)1(28
اإلسالَم ُمج ِرما."....... الَّ ِذي يَص ُدر ِمنهُ ُ
سلُوك ُمن َح ِرف الَ يَعُدهُ ِ
أن مرحلة الطفولة تبدأ منذ لحظة تكوين نستخلص من هنا أ َ َّن الفقهاء أجمعوا على َّ
سن بَيّد أ َ َّن الفقهاء
الجنين في رحم أ ِ ّمه،و تنتهي بعالمات البلوغ و إِ ْن لم تظهر كان البلوغ بال ِ ّ
سن الخامسة عشر كنهاية لمرحلة الطفولة و اختلفوا في ذلك،و ُجمهور العلماء إعتمدوا ِ ّ
استأنسوا في ذلك بحديث عبد هللا بن عمر رضي هللا عنهما قال حدثني نافع قال حدثني ابن
- 24نبيل صقر و صابر جميلة،األحداث في التشريع الجزائري،دار الهدى للطباعة و النشر و التوزيع،الجزائر، 2008،ص . 10
- 25راجع المادة 02فقرة األولى من قانون رقم 12-15المتعلق بحماية الطفل
- 26سورة اإلسراء،اآلية .34
- 27الشحات إبراهيم محمد منصور،حقوق الطفل و أثاره بين الشريعة اإلسالمية و القوانين الوضعية،الدار الجديدة،2001،ص .14
- 28د إسماعيل عبد الفتاح عبد الكافي،حقوق الطفل (نظرة تحليلية وثائقية عن حقوق الطفل العربي و المسلم في العالم المعاصر)،
مركز اإلسكندرية للكتاب،مصر،2005،ص .226
16
ضهُ يوم أحد و هو ابن أربع عشر سنَّة فلم يُج ِزنِي عمر رضي هللا عنهما أَ َّن رسول هللا َ
ع َر َ
ازنِي قال نافع فَقَ ِدمتُ على عمر ابن ضنِي يوم الخندق و أنا ابن خمس عشر فأ َ َج َ ع َر َ ث َّم َ
عبد العزيز و هو خليفة فَ َح َّدثت ُهُ هذا الحديث فقال إِ َّن هذا ال َح َّد بين الصغير و الكبير و َكت َ َ
ب
ضوا ِل َمن بلغ خمس عشرة بالت َّالي نهاية مرحلة الطفولة تكون بتمام سن ع َّما ِله أ َن يَف ِر ُ
إلى ُ
الخامس عشر و هذا رأي جمهور الفقهاء المسلمين.
ننتهي للقول أن الفقهاء اعتمدوا على حديث الرسول صلى هللا عليه وسلم السالف الذكر
لتحديد نهاية مرحلة الطفولة بسن الخامسة عشر.
الفرع الثالث :التعريف القانوني للطفل
اهتم كال من القانون الدولي و القانون الداخلي بتعريف الطفل و حماية حقوقه
المتع ّدِدة،و أول معالم االهتمام بالطفل على المستوى الدولي،كانت من خالل القواعد
النموذجية إلدارة شؤون األحداث المسماة "بقواعد بكين" لسنة 1985م،لتأتي بعدها اإلتفاقية
الدولية لحماية الطفل لسنة 1989التي تع ّد الجزائر عضوا فيها(أوال) .أ َّما على المستوى
الداخلي ظهر اإلختالف بين مختلف التشريعات في تعريف الطفل (ثانيا) من دولة
ألخرى،و يرجع ذلك إلختالف الظروف البيئية و الثقافية و خصوصا االجتماعية و
االقتصادية،و باألخص السياسية لما لها التَّأثير السريع و المباشر على الظروف األخرى .
أوال :تعريف الطفل في القانون الدولي
ظهرت أُولَى المبادرات في القانون الدولي لتعريف الطفل من خالل قواعد بكين،و من
ت الطفل بشكل واضح الَ لُب َ
ْس فيه. بعدها كانت إتفاقية حقوق الطفل التي َع َّرفَ ْ
-1تعريف الطفل في القواعد النموذجية إلدارة شؤون األحداث (قواعد بكين :)1985
إنبثق مشروع قواعد بكين بعد سنة 1980م في "كاراكاس" خالل المؤتمر السادس
لألمم المتحدة من أجل مكافحة الجريمة و معاملة المجرمين،الذي أصدر بدوره توصية
ِللُجنة مكافحة الجريمة التابعة للمجلس اإلقتصادي و اإلجتماعي من أجل وضع أسس تنظم
قضاء األحداث،و لذلك قامت اللجنة بمراجعة المشروع بصيغته النهائية في اإلجتماع
ع ِقد في بكين في ماي 1984م خالل المؤتمر السابع لألمم المتحدة.29
التحضيري الذي ُ
- 29فتوح عبد هللا الشاذلي،قواعد األمم المتحدة لتنظيم قضاة األحداث "دراسة تأصيلية مقارنة بقوانين األحداث" ،دار المطبوعات
الجامعية،اإلسكندرية ،2006،ص .16
17
قَدَّم في هذا المؤتمر السابع للمجلس اإلقتصادي و اإلجتماعي هذه القواعد في سنة
1985م ،توصية للجمعية العامة لألمم المتحدة تم اعتمادها تحت اسم قواعد بكين .و قد
سن عرفت القاعدة 2الفقرة الثانية من قواعد بكين الطفل على أنَّه":ذلك الشخص الصغير ال ِ ّ ّ
يجوز بموجب النظم القانونية ذات العالقة مسألته عن جرم بطريقة تختلف عن طريقة
سنمسألة البالغ" ،في حين كانت القاعدة الرابعة مفسرة ً للقاعدة السابقة لتتكلم عن ِ ّ
سلَّ َمت بمفهومالمسؤولية الجنائية في فقرتها األولى هذا نصها " :في النظم القانونية التي َ
سن على نحو مفرط اإلنخفاض كما سن للمسؤولية الجنائية لألحداث الَ يُ َح َّدد هذا ال ِ ّتحديد ِ ّ
تؤخذ في اإلعتبار حقائق النضوج العاطفي و العقلي و الفكري " و هذا يعود إلختالف
التشريعات في كل بلد.
-2تعريف الطفل في إتفاقية حقوق الطفل:
تع ّد هذه اإلتفاقية الصادرة سنة 1989م المعروفة بإتفاقية نيويورك أول وثيقة ت ُ َع ِ ّرف
فالطفل بشكل صريح و واضح،إ ْذ تنص المادة األولى منها كاألتي " :ألغراض هذه
اإلتفاقية يعني الطفل كل إنسان لم يتجاوز الثامنة عشرة ما لم يبلغ سن الرشد قبل ذلك
)2(30
بموجب القانون المطبق عليه".
ي يوصف الشخص على أنَّه طفل البد من
من خالل القراءة القانونية لنص المادة لك ّ
شرطين هما:
سن الثامنة عشر (. )18
-الشرط األول:أال يتجاوز ِ ّ
سن األهلية الجنائية أَقَ ُّل من ذلك،و هو
-الشرط الثاني:أ َ ْن الَ يكون القانون الداخلي لم يح ّدِد ِ ّ
سن.
قد بلغ هذا ال ِ ّ
سا ِيّرة لكل القوانين الداخلية لدول
من خالل نص المادة المذكورة فإن اإلتفاقية جاءت ُم َ
سن الثامنة عشر ( )18كنهاية لمرحلة الطفولة و ذلك بالرجوع األعضاء،التي أخذت من ِ ّ
سنللظروف الداخلية لدولة ما،منها اإلقتصادية ،اإلجتماعية،و الثقافية.و لصعوبة تحديد ِ ّ
سن الرشد عالميًا،لذلك كانت هذه المادة غيّر مدققة
نهاية مرحلة الطفولة أدى لصعوبة تحديد ِ ّ
سا ِيّرة للقوانين الداخلية لدول األعضاء.
بل كانت ُم َ
-3تعريف الحدث في قواعد األمم المتحدة بشأن حماية األحداث المجر ّدِين من حريتهم:
- 30مولود ديدان ،حقوق الطفل "يتضمن اآلليات الدولية المصادقة عليها من طرف الجزائر بخصوص حقوق الطفل"،دار بلقيس،
الجزائر ،د.س.ن ،ص .07
18
أوصى بإعتمادها مؤتمر األمم المتحدة الثامن لمنع الجريمة و معاملة المجرمين الذي ت َّم
إنعقاده في هافانا من 27أوت إلى 07سبتمبر سنة 1990م ،كما ِإ ْعت ُ ِمدت هذه القواعد
ونُ ِش َرت بموجب قرار الجمعية العامة لألمم المتحدة في 14ديسمبر سنة 1990م
حيث نصت المادة 11منها كما يلي":ألغراض هذه القواعد تنطبق التعاريف التَّالية:
سن التي ينبغي (ا)الحدث هو كل شخص دون الثامنة عشرة من العمر و يُ َح ّدِد القانون ال ِ ّ
دونها عدم السماح بتجريد الطفل من حريَّته أو الطفلة من حريَّ ِتها.
أي شكل من أشكال اإلحتجاز أو السجن أو وضع الشخص (ب)يعني التجريد من الحريَّة ّ
في إطار إحتجازي عام أو خاص ال يسمح بمغادرته وفق إرادته و تلك بناءا على أمر
)1(31
تصدره أي سلطة قضائية أو إدارية أو سلطة عامة أخرى".
فيعتبر الشخص طفال حسب هذه المادة ما لم يبلغ السن الثامنة عشر
ثانيا :تعريف الحدث في القوانين الداخلية
إختلفت التشريعات الوطنية لكل بلد في تعريفها للطفل،و يعود ذلك إلى إختالف
قوانينها الداخلية في مسألة تحديد الفترة الزمنية التي يجب تطبيق فيها النظام القانوني
الخاص باألطفال ،فعلى هذا األساس تم تقسيم سن مرحلة الطفولة إلى مراحل عدَّة عليها
تُحدد المسؤولية الجزائية من مرحلة إلى أخرى.
سن الحدثفإتجهت الدول في تعريفها للحدث متخذة احدى المعيارين التاليين :معيار ِ ّ
سن الرشد الجزائي ،الذي يعتبر كأساس لقيام المسؤولية سن التم ِيّيز دون إتمام ِ ّ
من ِ ّ
الجزائية فاعتمدت عليه بعض الدول لتحديد مرحلة الطفولة .أ َّما دول أخرى فإنَّها إعتمدت
سن لقيَّام مسؤوليته الجزائية ،دون أن تأخذ معيارا أخر المتمثل في تحديد الح ّد األقصى لل ِ ّ
ً
بعين اإلعتبار تحديد الحد األدنى للسن .
سن الرشد:
سن التم ِيّيز و ِ ّ
-1المعيار القائم على أساس بلوغ الطفل ل ِ ّ
سن معينة ِليُّ َعد طفالً من الناحية
إتجهت أغلب التشريعات إلى ضرورة بلوغ الشخص ِ ّ
الرشد الجزائي كماسن ُّ سن التم ِيّيز و تنتهي إلى بلوغ ِ ّ
القانونية ،تبدأ هذه الفترة المحدَّدة من ِ ّ
حددهما القانون ،و من هذه القوانين نجد قانون العقوبات الجزائري ح َّد َد هذه الفترة ببلوغ
سن الثامنة عشرة(. )18 الصغير عشرة سنوات من عمره( )10و عدم تمامه ِ ّ
- 31محمود شريف بسيوني ،الوثائق الدولية المعنية بحقوق اإلنسان ،الطبعة األولى ،المجلد األول،دار الشروق،
القاهرة،مصر1423،ه الموافق ل ،2003ص ص .665
19
نصت المادة 49المعدَّلة بموجب القانون 04-14المؤرخ في 04فيفري 2014على
أنَّه":ال يكون محال للمتابعة الجزائية القاصر )1(32الذي لم يكمل عشرة( )10سنوات ال يوقع
القاصر الذي يتراوح سنه من 10إلى من 13سنة إال َّ تدبير الحماية و التهذيب.
و مع ذلك في مواد المخالفات ال يكون محال إال للتوبيخ و يخضع القاصر الذي لم يبلغ
سنه من 13إلى 18إما لتدابير الحماية أو التهذيب أو لعقوبات مخففة" .
)2( 33
غيّر أنَّه في نص المادة 49من القانون العقوبات القديم نصت على اآلتي":ال يوقع على َ
القاصر الذي لم يكمل الثالثة عشر إال َّ تدابير الحماية أو التربية.و مع ذلك فإنه في مواد
المخالفات ال يكون محال إال للتوبيخ و يخضع القاصر الذي يبلغ سنه من 13إلى 18إما
)3(.34
لتدابير الحماية أو التربية أو لعقوبات مخففة"
سن التمييز للطفل الذي على أساسه تقرر
سن ،13ك ِ ّنالحظ أ َ َّن المشرع الجزائري أخذ ِ ّ
المسؤولية الجزائية،و ع ّدِلت هذه المادة بموجب المادة 49من ق.ع لسنة 2014السالفة
سن التم ِيّيز إلى 10سنوات،و عليه يمكن تقسيم مراحل الذكر،فيها َخفَ َ
ض المشرع الجزائري ِ ّ
المسؤولية الجزائية للطفل حسب المادة 49من ق.ع إلى ثالث مراحل و هي:
المرحلة األولى :مرحلة ما قبل 10سنوات تنعدم فيها المسؤولية الجزائية إلنعدام األهلية
وفق المادة 49فقرة .01
المرحلة الثانية :تتراوح ما بين عشرة سنوات ( )10إلى أَقَ ّل من ثالثة عشر (،)13تكون
األهلية ناقصة و تُو ِقع على القاصر تدابير الحماية حسب المادة 49فقرة .02
المرحلة الثالثة :تتراوح ما بين 13سنة و قبل 18سنة فيها األهلية ناقصة و المسؤولية
الجزائية للطفل ُم َخفَّفَة وفق المادة 49فقرة .04
- 32لفظ القاصر :نجده دارجا في مجال الدراسات القانونية،و لفظ الحدث هو األقرب إلى القانون الجنائي من أي قانون أخر،أنظر
المجلة النقدية للقانون و العلوم السياسية"مجلة سياسية تصدر عن كلية الحقوق"،كلية الحقوق جامعة مولود معمري"،العدد ،02
تيزي وزو .2008
- 33أمر رقم 01-14مؤرخ في 4فيفري ،2014يتضمن تعديل األمر رقم 156-66المؤرخ في 8جوان ،1966و المتضمن قانون
العقوبات الجزائري،ج.ر.عدد ،07الصادر في 16فيفري .2014
- 34أمر 156-66مؤرخ في 8جوان ،1966يتضمن قانون العقوبات،ج.ر.عدد ،49صادر في 11جوان ،1966المعدل و المتمم.
20
يتضح لنا مما سبق أ َ َّن التعريف القانوني للطفل في التشريع الجزائري،أستقر على أنه
سن الرشد
ذلك الكائن البشري الصغير الذي يكون في الفترة الزمنية لبلوغه 10سنوات إلى ِ ّ
الجزائي،الذي ح ّدِد ب 18سنة .
)1( 35
سن الطفولة ،و من بين كما نجد تشريعات أخرى إختلفت في تحديد الح ّد األقصى ل ِ ّ
القوانين التي رسمت الح ّد األقصى لمرحلة الطفولة بأربعة عشر( )14سنة قانون دولة
البحرين لسنة ،1955و القانون السوداني بعشرين سنة ( )20سنة و القانون المصري
الصادر في 1996المادة الثانية منه التي حدَّدته بثامنة عشر ( )18سنة .
)3( 37
إالَّ أ َ َّن الدول العربية إتفقت في تحديد الح ّد األقصى ب 18سنة،و هذا ما أوصت به حلقة
دراسات الشرق األوسط المنعقدة في القاهرة سنة ،1953على أن الطفل قبل أن ُيتِ ّ َّم 18سنة
ال يُ َم ِكنُّهُ تفكيره و ال سلوكه في إدراك أفعاله،و في هذه الفترة يحتاج إلى الرعاية و التوجيه.
كما وجهت دعوتها إلى عدم تحديد الح ّد األدنى للطفولة حتى تتيح للقضاء إلتخاذ اإلجراءات
الالَّزمة منها اإلصالحية و الوقائية .
)5( 39
- 35عبد الرحمان خلفي ،القانون الجنائي العام ،دار بلقيس ،الجزائر ،2016 ،ص .264
-36نبيل صقر و صابر جميلة،األحداث في التشريع الجزائري،المرجع السابق،ص .14
-37أسامة أحمد شتات،قوانين الطفل و األحداث و التشرد و اإلشتباه و التسول و الدعارة و شرب الخمر،د.ط ،دار الكتب القانونية،
مصر ، 2003،ص.03،
-3عبد القادر قواسمية،جنوح األحداث في التشريع الجزائري،المؤسسة الوطنية للكتاب الجزائي ،د.م.ن ،ص .34
-39عبد القادر قواسميه ،مرجع نفسه،ص .35
21
يتبيَّن في األخير أ َ َّن تعريف الطفل في القانون يدور دائ ًما حول المسؤولية الجزائية،
سن التم ِيّيز يكون عديم األهلية مما يعني أنَّه ال يُسأل جزائيا أصالً،بل يُسأل
فالطفل قبل ِ ّ
الرشد المحدَّد قانونًا. مسؤولية جزائيا عندما يصبح مسئوالً بشكل كامل عند بلوغه ِ ّ
سن ُّ
سن التم ِيّيز فال يمكن الحديث و البحث في إنحرافه ،)1( 40إالَّ أ َّ َّن
إذا الطفل إن لم يبلغ ِ ّ
سن المشرع الجزائري وفق القانون الجديد رقم ( )12-15المتعلق بحماية الطفل م َّد َد من ِ ّ
الطفل إلى غاية 21سنة إذا كان الطفل في حالة الخطر،كإستثناء عن القاعدة الذي حدَّدت
)2(.41
سن ب 18عا ًما
ال ِ ّ
-40مريم زيتوني،إنحراف األحداث و العقوبات و التدابير المقررة لهم،رسالة الماجستير،كلية الحقوق،جامعة الجزائر،1979 ،ص .9
- 42نجدعلى سبيل المثال التشريع المصري المادة 96من قانون رقم 12لعام ،1996أنظر أسامة أحمد شتات،مرجع سابق،ص .37
22
و لكن ِإذا عدنا القانون الجزائري الملغى رقم 03-72المؤرخ في 10فيفري 1972
المتعلق بحماية الطفولة و المراهقة في حالة الخطر المعنوي نجد أ َ َّن هذه العبارة ليست
جديدة على المشرع الجزائري ،فقد تعرض لها في نفس القانون أ َّما المصطلح القانوني
الجديد الذي استعمله المشرع الجزائري في القانون رقم 12-15المتعلق بحماية الطفل
عبارة"حالة الخطر " بالمقابل لم نجد تعريفًا صري ًحا يعبر عن معنى هذه العبارة من الناحية
القانونية،و إنَّما إكتفى المشرع بذكر حاالت الخطر التي يمكن أن يتعرض لها الطفل،وفق ما
نصت عليه المادة 02فقرة 03من قانون 12-15التي نصت "الطفل في خطر الطفل الذي
ضة له أو تكون ظروفه المعيشية أو تكون صحته أو أخالقه أو تربيته أو أمنُهُ في خطر عُر َ
ضر بمستقبله أو يكون في بيئة سلوكه من شأنهما أن يعرضاه للخطر المحتَّمل أو الم ِ ّ
تُعَ ِرض سالمته البدنية و النفسية أو التربوية للخطر" .
)3( 44
ثمنَّت قواعد بكين نفس األفكار في الجزء األول تحت عنوان "مبادئ العامة" في
القسم الثالث "توسيع نطاق القواعد" ،من خالل القاعدة الثالثة بفقراتها الثالثة و التي نصت
على يلي :
"-1-3ال يقتصر تطبيق األحكام ذات الصلة الواردة في القواعد على المجرمين األحداث
وحدهم بل تطبق أيضا على األحداث الذين قد تُقَام عل ِيّهم دعوى لسلوك محدد ال عقاب
عليه إذا إرتكبه شخص بالغ.
-2-3تبذل الجهود لتوسيع نطاق المبادئ الواردة في القواعد ،لتشمل جميع األحداث الذي
تناولهم إجراءات الرفاه و العناية.
-3-3تبذل الجهود أيضا لتوسيع نطاق المبادئ الواردة في القواعد ،لتشمل المجرمين
)4( 45
البالغين صغار السن".
م َّما سبق يفهم أن هذه القاعدة نصت على توسيع نطاق قواعد بكين فالفقرة األولى،
تشمل نطاق الحماية التي تكفلتها هذه القواعد لألحداث ،الذين قد تُقَام عل ِيّهم الدعوى لمجرد
- 43إبراهيم حرب محسين،إجراءات مالحقة األحداث الجانحين في مرحلة ما قبل المحاكمة إستدالال و تحقيقا،دار الثقافة للنشر و
التوزيع ،األردن ،1999 ،ص ص . 18-17
- 44مولود ديدان ،قانون اإلجراءات الجزائية المرفق بالقانون رقم ( )12-15مؤرخ في 15يوليو سنة 2015يتعلق بحماية الطفل،
دار بلقيس ،دار البيضاء-الجزائر ،ص .278
- 45القواعد النموذجية إلدارة شؤون األحداث ،قواعد بكين المعتمدة من الجمعية العامة لألمم المتحدة ،بقرار رقم 33-40في 29نوفمبر 1985
www.ohchr.org .،
23
سلوك محدَّد ال عقاب عليه إذا إرتكبه شخص بالغ ،و قد شمل هذا النص القانوني كل
الحاالت التي يمكن أن ال يرتكب فيها الطفل فعل مجرم ،و إنَّما في حالة تعرضه لإلنحراف
و بالتالي يخشى عليه أن يترك فيها ،و إالَّ كان الدافع األصلي ليصبح منحرفًا و يدخل في
فئة األطفال الجانحين ،و الحاالت التي يقصد بها النص القانوني أ َ َّن الطفل يمثل خطورة
إجتماعية ووسيلة إجرامية تحتاج لتوجيهها و تربيتها و إبعادها من كل المؤثرات الخارجية
منها إجتماعية ك انت أم داخلية منها األسرة ،و هذا حتى ال يبتعد من إحتراف الجريمة ،و
منه القول يدور حول السلوك الذي يسبق الجريمة ال السلوك اإلجرامي المرتكب .
)1( 46
فالسلوكات التي تسبق الجريمة تكون مصدرها هذه المؤثرات بكل نوعيها خطيرة جدا ،
ألنها تحدد مصير المستقبلي للطفل أمام احتراف الجريمة و على األقل التأثر بها.
بالتالي ما قدَّمه الدكتور" إبراهيم حرب محسين "في تعريفه للطفل المعرض لإلنحراف
{هو الَّذي لم يرتكب فعل يُ ِج ِ ّرمه القانون،لكنَّه يُو َجد في ظروف ال تَدَّع مجال للشك في أ َ َّن
)2( 47
إنحرافه بات وشيكا}.
أ َ َّما "محمد علي جعفر"
ع َّرفه كما يلي {:إِ َّن الطفل المعرض لإلنحراف تتوفر الخطورة اإلجتماعية فقد َ
عنده،حيث يمكن أن تؤدي به هذه الخطورة إلى إرتكاب جريمة،و ل َّما كانت هذه الحالة ال
فإن المشرع واج َّهها بتدابير وقائية،التي تتضمن بعض تمثل جريمة في قانون العقوبات َّ
المساس بحرية الطفل و قد يَع َمد المشرع إلى تحديد حاالت االنحراف،دون أن يترك
للقضاء سلطة تحديدها كما قد يلجأ أيضا المشرع إلى وضع عبارات عامة لمعنى التعرض
)3( 48
اإلنحراف،و يترك للقاضي السلطة التقديرية في ذلك}.
كما نجد "تعريف حسني ناصر"
أعتبر الطفل { بحكم تكوينه الذهني العضوي ال يملك في السنوات األولى من عمره
القدرة على حماية نفسه من الخطر أو دَف ِع ِه،و ال يملك القدرة على إدراك ما يحيط به من
المخاطر التي يتعرض لها من الكبار،و قد يتعرض الطفل للخطر بفعل أحد التليَّين}.
- 46فتوح عبد هللا الشاذلي،قواعد األمم المتحدة لتنظيم قضايا األحداث،المرجع السابق،ص .28
- 47إبراهيم حرب محسين،إجراءات مالحقة األحداث الجانحين في مرحلة ما قبل المحاكمة إستدالال و تحقيقا،المرجع السابق،ص 18
- 48محمد علي جعفر،حماية األحداث المخالفين للقانون و المعرضين لخطر اإلنحراف،دراسة مقارنة المؤسسات الجامعية للدراسات
و النشر و التوزيع،بيروت ،2000ص .215
24
-الشخص الذي يقوم بتربيته و يتولى،أمره سواء أكانت أمه أو أبوه أو جده أو أي شخص
أجنبي عنه و لكنَّه بحكم وظيفته يكون مسؤو ًال عنه،كمشرفات المستشفيات،أو المدارس،أو
المالجئ.
و ال يشترط أثناء تعريض الطفل للخطر إلى حدوث نتائج فعليَّة ،منه حتى ولو لم يقع
للطفل أي خطر ،فإذا نشأ عن تعريض الطفل للخطر كتركه في محل خالي و أدى ذلك
المقررة للجرح عم ًدا،
َّ إلنفصال عضو من أعضائه ،أو فقد منفعته فيعاقب الفاعل بالعقوبات
المقررة للقتل عم ًدا .
)1( 49
َّ وإن تسبب عن ذلك موت الطفل يُ ْح َكم بالعقوبة
لكن تعريض الطفل لظروف فيها خطورة قد يؤدي به بنسبة كبيرة لنتائج فعلية سلبية عليه.
ثانيا :حاالت التعرض للخطر
ظهر اإلختالف بين التشريعات الحديثة في تحديد الحاالت التي يكون فيها الطفل
عرضةً للخطر ،فأغلبها و ضعت الحدود و حاالت الخطر و لم تترك المجال للقاضي
لتقديرها،من أجل ضمان عدم المساس بمبدأ الشرعية ،و يظهر ذلك من خالل التطرق لهذه
التشريعات المقارنة( ،)1نجد بالمقابل المشرع الجزائري قد أجاز للقاضي حق تقدير
الحاالت من خالل سلطته ،و يتضح ذلك جليا عند التطرق لنص المادة الثانية ( )02الفقرة
الثالثة ( )03من القانون رقم .)2( 12-15
-1التشريعات المقارنة
- 49حسني ناصر،تشريعات حماية الطفولة (حقوق الطفل في التشريع الدستوري-الدولي -الجنائي-و التشريع اإلجتماعي-و قواعد
األحوال الشخصية)،منشأة المعارف للتوزيع اإلسكندرية،مصر ،د.س.ن ،ص ص . 196 -194
25
ض ِسلَع أو خدمات ناقصة أو القيام بألعاب
ع ْر ُ
التسول َ َّ متسوالً و ت ُ َع ُّد من أعمال
ِّ -1إذا ُو ِج َد
بهلوانية،و غير ذلك م َّما ال يصلح موردًا ج ِديًّا للعيش.
-2إذا قام ب َج ْم ْع أعقاب السجائر أو غيرها من الفضالت أو المهمالت.
-3إذا قام بأعمال تتصل بالدَّعارة ،أو الفسق،أو إفساد األخالق،أو القمار أو المخدرات،أو ما
شبهها أو بخدمة من يقومون بها.
-4إذا لم يكن له محل إقامة مستقر أو بيّت عادة في الطرقات،أو في أماكن أخرى غير ُم ِع ّدِة
لإلقامة أو المبيت .
)1( 50
-5إذا خالط المعرضون لالنحراف أو المشتبه فيهم أو الذين إشتهر عنهم سوء السيرة.
-7إذا كان سيء السلوك ومارقًا عن سلطة أبيه،أو ول ِيّه،أو وص ِيّه،أو من له سلطة عليه كأمه
في حالة وفاة ول ِيّه،أو غ ِيّابه،أو عدي ًما أهل ِيّته،و ال يجوز في هذه الحالة إتخاذ أي إجراء ِق َب َل
الطفل،و لو كان من إجراءات اإلستدالل إالَّ بنا ًءا على إذن من أبيه،أو ول ِيّه،أو وص ِيّه،أو أمه
بحسب األحوال.
()2 51
-8إذا لم يكن له وسيلة للع ِيّش و ال عائل مؤتمن.
- 50أ-محمد علي جعفر،األحداث المنحرفون دراسة مقارنة،الطبعة الثالثة،المؤسسة الجامعية للدراسات و النشر و التوزيع،د.م.ن،
،1996ص .175
-51عبد الفتاح بيومي حجازي،المعاملة الجنائية و اإلجتماعية لألطفال(،دراسة متعمقة في قانون الطفل المصري مقارنة بقانون
األحداث اإلمارتي)،دار الكتب القانونية،مصر ،2007،ص ص . 27-25
26
االنحراف.زد إلى ما ت َّم التطرق إليه في القانون الخاص باألحداث المشردين ،الصادر في
عرف الطفل المشرد كاألتي " :الذي هاجر والد ِّيه أو تخل َّيا عنه،و
30أكتوبر 1935أين َّ
اليتيم الذي ليس له عمل،أو مكان اإلقامة،أو كان يحصل على مورد رزقه بطرق غير
3( 52
مشروعة".
ج)التشريع اإلنجليزي:
إعتبر المشرع اإلنجليزي األطفال المعرضين لإلنحراف الذين هم بحاجة للرعايَّة،
والعناية ،و األطفال المارقين من السلطة األبو ِيّة،و كذلك الطفل الذي بحاجة للرعايَّة ،العنايَّة
إذا فقد أبويّه لسبب من األسباب ،أو ال يوجد من يقوم على تربيته،أو كان أحد هؤالء غير
صالحين لتوجيهه،أو مساعدته ،أو ال يبذلون الجهود الكافية للعنايَّة به كما يجب .و يدخل
ضمن هذه الفئة األطفال الذين يرفقون أصدقاء السوء،من الممكن هذه الصحبة أن تؤدي إلى
سلوكيات منحرفة،أيضا األطفال الذين يتعرضون لإلهمال و المعاملة السيئة و المخاطر.
كما يمكن أن يدخل ضمن هذه الفئة حالة الطفل المحروم من ضروريات العيش،أو الذي
ليس له مكان مستقر و المعدوم من الوسائل الضرورية للعيش.
و الملفت هو أن القانون يطلب من األباء التصريح عن الحاالت ،إلتخاذ التدابير التهذيبية
إتجاه أوالدهم.
د)في تشريع الواليات المتحدة األمريكية:
حدَّدت تشريعات الواليات المتحدة األمريكية الحاالت التي تؤدي إلى تعريض الطفل
آلفة اإلنحراف كاألتي:
*الطفل الذي يَ ْعتَاد الهروب من المدرسة.
*الطفل الذي تَعود مصاحبة اللصوص و األشرار.
*الذي يأتي بأفكار مخلة باألداب.
*المعتاد التفوه بألفاظ بذيئة أو فاحشة في مكان عام.
*المارق عن سلطة الوالدين.
- 52سامة أحمد شتات ،قوانين الطفل و األحداث و التشرد واإلشتباه والتسول و الدعارة و شرب الخمر،مرجع سابق،ص ص-37
.38
27
نستنتج مما سبق أن المشرع األمريكي حدَّد حاالت تعرض الطفل لإلنحراف بأنَّها كل
مظاهر اإلعوجاج األخالقي،و منها التَّمرد على سلطة الوالديّن،و معاشرة رفقاء السوء،و
مجرمة قانونًا ،إالَّ أنَّها تعتبر مسلك خطير يؤدي حت ًما إلنحراف الطفلَّ كل هذه األفعال غيّر
()1 53
مستقبال و عليه يجب توجهيه بالرعايَّة الالَّزمة و في الوقت المناسب.
-2التشريع الجزائري
َّ
سن المشرع الجزائري الحاالت التي قد تؤدي إلى تعريض الطفل للخطر في المادة
الثانية الفقرة الثانية منها من قانون حماية الطفولة رقم 12-15التي نصت على:
28
ُحرمه من متابعة دراسته،أو
-اإلستغالل اإلقتصادي للطفل السيَّما بتشغيله،أو تكليفه بعمل ي ِ ّ
ضارا بصحته،أو بسالمته البدنية أو المعنوية .
ً يكون
-وقوع الطفل ضحيَّة نزاعات مسلحة ،و غيّرها من حاالت اإلضطراب و عدم اإلستقرار.
ع َّر َفهُ المشرع الجزائري "الطفل الذي أرغم على الهرب من بلده -الطفل الالجئ الذي َ
)1( 54
مجتازا الحدود الدوليَّة طالبا حق اللجوء،أو أي شكل أخر من الحمايَّة الدوليَّة".
م َّما ت َّم دراسته بالمقارنة بين التشريعات العربية و الغربية ،و إستنتاجنا للنصوص
القانونية منها القانون الجزائري نستخلص :أ َ َّن المشرع إكتفى بالنَّص على الجرائم التي
مفسرا لهذه الحاالت و الخطورة
ً تقع على الطفل دون تحديد ذلك بشكل واضح و صريح ،
التي تؤدي بالطفل إلرتكاب الجريمة مستقبالً ،عكس التشريعات األخرى مثل تشريع
الو.م.أ .التي تصنف حاالت اإلعوجاج األخالقي ضمن حاالت الخطر ،كذلك المشرع
المصري تكلَّم على خطورة مخالطة رفقاء السوء ،و هذا هو المدلول الحقيقي لمعنى
التعرض للخطر أو المهدَّد باالنحراف.
لكن بالمقابل المشرع الجزائري أصاب في ذكر حاالت الخطر منها اإلهمال العائلي
الفرع الثاني :جنوح األطفال
إذا لم ي ِت ّم اإلهتمام بالطفل الذي هو في حالة الخطر من خالل التدابير اإلجتماعية
و المانعة ،التي تدرأه و تبعده من أن يقع في شباك اإلجرام من خالل محيطه ،فإنَّه ال يمكن
صدّه من أن يدخل دائرة اإلجرام و يصبح مجر ًما ،و يسمى بالطفل الجانح في نظر القانون
كما يلَّقبه المشرع الجزائري ،أو الطفل المنحرف أو الطفل المجرم و بالتالي البد من
التطرق لتعريف الطفل الجانح (أوال) ،و دراسة األسباب أو العوامل التي تؤثر على إرادة
الطفل إلرتكاب الجرائم(ثانيا).
أوال :تعريف جنوح األطفال
أصل كلمة ال ُجنُوح في اللّغة مشتقة من َجنَ َحَ ،ي ْجنَ ُحُ ،جنَا ًحا،و ُجنُو ًحا،و تعني ال َمي ّْل،
)1( 55
فالشخص ال َجانِ ْح هو الذي يَتَ َح َم ُل من اإلثم،أو العمل السيئ.
- 54مولود ديدان ،قانون اإلجراءات المرفق بالقانون رقم ،12-15المتعلق بحماية الطفولة،مرجع سابق،ص ص .280-278
29
()2 56
ف ُجنُو ُح اللّيل ِإ ْقبَالُه،و َج َن َح البعير إنكسرت جوانح.
ت الكلمة كاألتي َجنَ َحَ ،ي ْجنِ ُح،و َي ْجنُ ُح،و ي ُْجنَ ُح ُجنُو ًحا يعني َما َل،
ع ِ ّرفَ ْ
-في قاموس المحيطُ :
ت كاألتيَ :جنَ َح ُج َن ًحا،و ُجنُو ًحا يعني َمال و يُقَال َجنَ َح ع ِ ّرفَ ْ
-في معجم الوجيز للغة العربيةُ :
ي َمال لذهاب أو لمجيء َجنَ َح إنكسر إليه و َجنَ َح له،يعني مال إليّه و تبعهَ ،جنَ َح اللّيل أ ّ
)3( 57
جناحيه.
-جاء في لسان العرب :أَ َّن كلمة َجنَ َح معناها َمال
ي إِ ْن َمالُوا إليَّك فَ ِمل إليهم.
سل ِم فَاجنَح"أ ّ
"و إِن َجنَ ُحوا لل ِ ّ
لقول هللا في منزل التحكيم َ
أما ال ُجنَاح بالضَّم الميّل إلى اإلثم و قيل هو اإلثم .
منه القول ال ُجناح بالضم هو اإلثم أو الجرم أو الميل للجرم ،أي يعني المحاولة في فعل
السلبي.
-في معجم الوسيطِ :ق ِي َل ِإ َّن أصل الكلمة َجنَ َح َمال،و َجنَ َح إليه و َجنَ َح له َمال إليّه و تابعه و
ب على يديّه كال ُمتَّكئ
اإلنسان و البعير َمال على أحد شقيّه،و الرجل إِنقاد و إِ ْجتَنَ َح الرجل إِ ْن َك َ
ض،فوجد ِخفَة فَ ِإجت َ َن َح على أسامة حت َّى لحديث "أ َ َّن الرسول عليه الصالة و السالم َم ِر َ
()1 58
دخل المسجد" و ال ُجنَا ُح اإلثم و ال ُج ّرم و ال َميّل إلى اإلثم و ما يتَّحمل من اإلثم و األذى.
حمل من اله ِ ّم و األذى و قِيل و أصل ذلك من ال ُجنَاحِ الَّذِي هو اإلثم.
عامةً،و ما تَ ِ
علَيّكُم ِفي َما ع ََّرضتُم ِب ِه" ال ُجنَا ُح الجنايَّة و
"و الَ ُج َنا َح َ -وقال أبو الهيثم في قوله َّ
عز و جل َ
الجرم
-و في حديث البن عباس في مال اليتيم " ِإ ِنّي ألَجنَ ُح أَن آ ُك َل ِمنهُ"أ ّ
ي أرى األكل منه جنا ًحا
)2( 59
و هو اإلثم،و قال ابن األثير فأيّن ورد ال ُجنَاح فمعناه اإلثم.
-ورد في القاموس الفرنسي العربي معنى الكلمة كاألتي
-55خليفة إبراهيم عودة التميمي،العنف األسري و عالقته بجنوح األحداث،العدد األول،مجلة العلوم القانونية و السياسية،كلية
الحقوق ،جامعة الديالى،د.س.ن ،ص .17
-59ابن منظور،لسان العرب ،مجلد األول، 06/الجزء التاسع،مرجع سابق ،ص ص .698-696
30
تشرد،جنوح -Délinquance :
()1 62
سن لإلثم و الجرائم أو لسلوكيات جانحة.
ُ -جنَاح األطفال هو إرتكاب صغير ال ّ
-2التعريف القانوني لل ُجنوح:
ظهر ال ُجنَاح كمصطلح قانوني ألول مرة في "الواليات المتحدة األمريكية" لسنة
1899عندما أنشأت أول محكمة لألحداث بمقاطعة"كوك"،فمصطلح ال ُجنَاح ترجمة باللغة
- 61زوانتي بلحسن،جناح األحداث دراسة مقارنة بين الشريعة اإلسالمية و التشريع،مذكرة ماجستير،كلية الحقوق،جامعة قاصدي
مرباح ،ورقلة ،2004،ص.02
- 62علي بن سليمان بن إبراهيم الحناكي،الواقع اإلجتماعي لألسر األحداث العائدين إلى اإلنحراف ،مركز الدراسات و
البحوث،جامعة نايف العربية للعلوم األمنية،الرياض ،2006 ،ص .18
- 63فاطمة الزهراء حميمد ،شخصية الحدث الجانح،مذكرة ماجستير،كلية العلوم اإلنسانية و اإلجتماعية،جامعة أبي بكر بلقايد ،تلمسان ،2011 ،
ص .53
31
صل الفقهاء في القانون إلى ضبط مصطلح ال ُجنَاح، تو ُ
ولهذه األسباب أو أخرى حالت دون َّ
)3( 64
هذا ما أدى إلى صعوبة في تحديد نطاق ال ُجنَاح.
تقول األستاذة تماضر زهري حسون :
- 65تماضر زهري حسون ،جرائم األحداث الذكور في الوطن العربي ،دار النشر بالمركز العربي للدراسات األمنية و التدريب
الرياض ،1994ص .21
- 67عميمر يمينة،حماية الحدث الجانح في قانون اإلجراءات الجزائية،مذكرة ماجستير،كلية الحقوق و العلوم السياسية،بن يوسف بن خدة،الجزائر
،2009 ،ص .06
- 68زوانتي بلحسن،مرجع سابق،ص .04
32
إالَّ أ َ َّن من التشريعات العربية هناك من يستعمل مصطلح إجرام األحداث مثل المشرع
السوري و اللبناني،فالعبارة ال تتماشى مع السياسة الجنائية المعاصرة التي تنظر إلى جناح
األحداث على أنَّها ظاهرة ناتجة عن عوامل خارجة عن إرادة الطفل،و حالته تستوجب
العقاب،ألن القاعدة الجنائية تنص على أ َ َّن اإلجرام مالزم للعقاب
َّ العنايَّة و اإلصالح بدالً من
و لتطبيق القاعدة البد من توفر القدرة على تح ّمل المسؤولية و هي غيّر متوفرة لدى
الطفل .
)4( 69
من الرعايَّة،و عليّه ال يمكن التفريق بين األحداث الجانحين واألطفال المتشردين.
كما أكدت سنة 1955م،على ضرورة تطبيق أساليب الوقاية من ُجنَاح األحداث الذين
يرتكبون أفعاالً تعتبر جرائم في قانون دولتهم،و كذلك األطفال الذين يتعرضون لظروف
ضا األطفال الذين هم لحاجة إلى الرعايَّة و
إجتماعية قاسية تدفعهم إلرتكاب الجرائم،و أي ً
الحمايَّة.
بالمقابل هناك من الدول التي تأخذ بالمفهوم الضيّق ل ُجنَاح األحداث الذي ينحصر
مدلوله في األفعال التي يرتكبها الطفل ،و هذا ما أك َّده المؤتمر الدولي الثاني لألمم المتحدة
التشرد أيضا
ّ لمنع الجريمة و المذنبين المنعقد في لندن سنة 1960م ،م َّما يعني خروج أفعال
سة إلى نوع من غيّرها من األفعال التي تدّل على تعريض الصغير لالنحراف ،و حاجته الما َّ
)1( 70
التدابير اإلجتماعية التي تحميه من ذلك.
موقف المشرع الجزائري من تعريف الطفل ال َجانِح
ف الطفل ال َجا ِن ْح في المادة 02من القانون رقم (-15
حسب المشرع الجزائري َع َّر َ
)12المتعلق بحماية الطفل على أَنَّه " الذي يرتكب فعال مجرما،و الذي ال َي ِق ّل عمره عن
عشر()10سنوات.
- 69نسرين عبد الحميد نبيه ،المؤسسات العقابية و إجرام األحداث ،الناشر الوفاء القانونية ،اإلسكندرية-مصر ،2009 ،ص .02
33
()2 الجريمة"71. و تكون العبرة في تحديد سنه بيوم إرتكاب
و تعليقًا على هذه المادة نالحظ أ َ َّن المشرع الجزائري أعطى مفهو ًما ض ِيّقًا لمدلول
السن الَّذي به يتعلق الفعل اإلجرامي المرتكب دون أ َ ّن يأخذ
ّ ُجنَاح الطفل،من خالل تحديده
بعين اإلعتبار األفعال السابقة لإلجرام.
ثانيا :العوامل المساعدة على ال ُجنُوح
حاول الكثير من العلماء تفسير أسباب اإلجرام بصفة عامةَ كسلوك أو فعل سلبي
منبوذ ،و ُجنَاح األحداث بصفة خاصةَ لما لها هذه الفئة الخصوصية في التفكير و التكوين
البيولوجي ،فظهرت عدَّة نظريات تحاول دراسة الموضوع و إعطاء تحاليل لظاهرة جنوح
األطفال ،منها النظ رية البيولوجية التي أعطت التفسير العلمي للجنوح من خالل تحديد
بعض المالمح الخاصة بالجانحين و هي من النظريات التي لقيَّت الكثير من اإلهتمام رائدها
"لومبروزو"( ، )1إلى جانبه نجد النظرية النفسية صاحبها "سيغمود فرويد"( ،)2كما
ظهرت النظرية اإلجتماعية للعالم اإليطالي"أنريكو فيري"( ،)3ثم ظهرت النظرية التَّكاملية
)3( 72
للعالم اإليطالي"دي تيليو"(.)4
نجد من رواد هذه النظرية صاحبها الطبيب "لومبروزو" الذي ربط بين ظاهرة
اإلجرام و التكوين العضوي ،موضحا رأيَّه على أساس أ َ َّن المجرم له بعض المالمح التي
تم ِيّزه،كما الحظ بأ َ َّن المجرمين لهم سمات نفسية من أهمها:
اإلحساس و إنعدام شعورهم بالخجل،م َّما يدفعهم إلرتكاب جرائم، )1( 73هذه الفكرة أخذت
بالكثيرين من الباحثين في المجال إلى العزوف عن دراسة السلوك اإلجرامي،و اإلهتمام
)2( 74
بالبحث في العوامل البيولوجية لإلجرام.
- 72بلخير سديد،الحماية الجنائية للرابطة األسرية في الفقه اإلسالمي و القانون الجزائري،مذكرة ماجستير،كلية الحقوق اإلجتماعية
و العلوم اإلسالمية،جامعة الحاج لخضر،باتنة ،2006 ،ص .74
- 73فوزية عبد الستار،مبادئ علم اإلجرام و علم العقاب،الطبعة الخامسة،دار النهضة العربية،بيروت ،1985 ،ص .39
- 76العربي بختي ،التكوين العقلي و أثره في جنوح األحداث ،مجلة الفكر ،العدد الثامن ،جامعة مسيلة ،ص .62
-77علي عبد القادر القهوجي و فتوح عبد هللا الشاذلي ،مرجع سابق ،ص .231
35
و قد يصاب التكوين العقلي للطفل بمجموعة من األمراض العقليَّة التي ينجر عنها خلل في
)3( 79
الجهاز،م َّما يجعل سلوكه إجرامي ال يستطيع مقاومته.
-التكوين النفسي:
تعتبر مجموعة من العوامل الداخلية و التي لها عالقة في تكيَّف الشخص للبيئة
ي معيب في التكوين النفسي له أثر سلبي على سلوك الطفل،و من األمثلة:عدم الخارجية،و أ ّ
المشوه أو مصاب بإحدى العاهات،أو أ َ َّن األسرة ترغب في جنس دون َّ تقبل األسرة للطفل
األخر،م َّما سبق هذه العوامل تؤثر على نفسية الطفل و تحدث له إضطرابات منها:سرعة
)4( 80
الغضب و ش َّدة ُ الخجل،و اإلعتداء على الغيّر أو ش ّ
يء ما،فيدخل الطفل في اإلنحراف.
-2النظرية النفسية:
فسر السلوك
َّ من رواد هذه النظرية صاحبها العالم اإليطالي"سيغمود فرويد" الذي
اإلجرامي بنا ًء على تحليل نفسي اإلنسان،إذ قَ َ
س َّم النفس إلى ثالث أقسام وهي:
الشهوة أو الذات الدنيَّا و هي "ال ُه َّو".
َّ *القسم األول:النفس ذات
*القسم الثاني:الذَّات الشعورية أو العقل المستمد من غيَّاب النَّفس بعد تهذيبها،وفقًا لحاجيَّات
الحيَّاة و هي "األنا".
*القسم الثالث:الذّات المثاليَّة أو الضَّمير و هي مجموعة من ال ُمث ُ ّل و الق ِيّم العليَّا و التقاليد
الموروثة المكتسبة،التي تعتبر مصدر ردع بالنسبة للذَّات الدنيَّا و هي"األنا األعلى".
-78علي عبد القادر القهوجي و فتوح عبد هللا الشاذلي،علم اإلجرام و علم العقاب ،د.م.ن ،2003 ،ص .56
- 80دردوس مكي ،الموجز في علم اإلجرام ،ديوان المطبوعات الجامعية ،بن عكنون ،الجزائر ،ص .197
36
النصائح و تعليمات و إرشادات،و منه ِإن ُح ِرم الطفل من الرعاية الوالديَّة و اإلشراف على
ب ضبط سلوكه،و هذا ما هو موجود عند كثير من األطفال تربيته فإنَّه حت ًما َي ْ
صع ُ ُ
()2
الجانحين.82
فنجد العالم "إبن خالدون"يقول في التربية {:من كان مرباه التَّعسف و القهر َح َملَهُ ذلك
األيدي ِ بالقهر
ّ على الكذب و الخبث،و هو التظاهر بغيّر ما في ضميره خوفا من إنبساط
ذلك علما عليّه،و ِعل ُمهُ ال َمك ُّر،و الخديعة،و صارت له هذه عَا َدةُ ُخلُقا،و فسدت معاني
اإلنسانية التي له من حيث اإلجتماع و التَّمدن و في الحميَّة و المدافعة عن نفسه،و صار
عائال على غيّره في ذلك بل و كسلت النفس عن إكتساب الفضائل و الخلق الجميل،فينبغي
)3( 83
للمعلم في متعلمة ،الوالد في ولده إال عليهما في التأديب}.
-3النظرية اإلجتماعية:
رائدها العالم اإليطالي"أنريكو فيري" الذي و َّجه دراسة اإلجرام من المجال البيولوجي
إلى المجال اإلجتماعي،و هو أول من إنتقد"لومبروزو" بأن جعل للعوامل اإلجتماعية الدور
س لعلم جديد سماه علم اإلجتماعي الجنائي الذي يجمعس َ
الفعال في إحداث الجريمة،و منها أ َّ
بيّن علم األنثروبولوجيا و علم النفس.
يقول "فيري":إِ َّن دراسة نفس اإلنسان البد أَن تكون من الناحية النفسية و اإلجتماعية
لتطوير علم الجنائي ،منها ظهرت عدّة نظريات إجتماعية تُف ِسر ال ُجنَاح و اإلجرام عمو ًما
نجد منها نظرية ":تارد في التقليد" التي تقوم على أ َ َّن تشابك المصالح و العالقات تصبح
ظاهرة التقليد واضحة و متجددة ،عكس المجتمعات الصغيرة ،و بهذا يكثر اإلجرام في
المجتمعات الكبيرة.
و عليها تكثر الجرائم و في الغالب يُقلد المرؤوس رئيسه األعلى و هكذا،و بالتالي من
العوامل المساعدة على ال ُجنُوح من الناحية االجتماعية نجد:
*المدرسة:
الطفل عندما يدخل إلى المدرسة يكون لديّه فراغ تربوي و يعاني من نقائص في العقل
و الجسم ،و هنا يظهر دور األستاذ في صقل تلك الفراغات و تقديم العالج،أ َّما إذا ُر ِبطت
هذه النقائص بالفشل أو باألحرى اإلخفاق المدرسي فالطفل هنا سيشعر باإلحباط و
- 82عبد الرحمان عيسوي،دراسة في تفسير الجريمة و الوقاية منها،دار النهضة العربية ،بيروت ، 1992 ،ص .163
- 83العالمة عبد الرحمن ابن خلدون"،مقدمة ابن خلدون"المسمى ديوان المبتدأ و الخبر في تاريخ العرب و البربر و من عاصرهم
من ذوي الشأن األكبر" ،دار الفكر للنشر و التوزيع ،بيروت -لبنان ، 2007 ،ص .504
37
اإلنتقام،م َّما يدفعه إلى إرتكاب بعض الجرائم و هذا ما ظهر في اآلونة األخيرة،كالعنف
)1( 84
صا إذا كان هذا األستاذ يلَّ ِقبه بهذه النقائص أمام زمالئه.
المدرسي خصو ً
فإذا أضاف األستاذ إلى هذه العوامل العقوبات بسبب التأخر أو عدم اإلنضباط،أو
اإلخفاق المدرسي الذي هو السبب الرئيسي في إنحراف األطفال،فالهروب المدرسي س َببُه
الرئيسي التربية الخاطئة و المت َّ ِسمة بالعنف و القسوة أو المل ّل الذي يصيب األطفال
النجباء،فأغلب المنحرفين كانت معدَّالتهم في المدرسة ضعيفة بالتالي يتعرضون باستمرار
)2( 85
لتوبيخ من طرف الوالدين أو الزمالء،و هو الدافع للهروب من المدرسة.
*الصحافة:
تعتبر وسائل التثقيف عديدة و متنوعة و منها نجد الصحافة المكتوبة و الصحافة
المرئية و المتمثلة في التلفاز و السينما:
أ-الصحافة المكتوبة:من أهم الوسائل لنشر األخبار باختالفها و منها التي تخصص
مساحات كبيرة لنشر أخبار الجرائم و إجراءات المحاكمات،و التي تكون أغلبها ممزوجة
)3( 86
بالخيَّال الصحفي التي تعطي التغطية المثيرة ال الموضوعية لنقل الوقائع.
ب-الصحافة المرئية(:التلفاز و السينما) تعتبران من الوسائل التي لها صلة مباشرة
بظاهرة اإلجرام عند الصغار من خالل ما تقدمه من مفاهيم السيطرة و العنف و المغامرة ،
و حب اإلكتشاف و إستخدام وسائل الخداع،فهي تساهم في ّ
بث ثقافة العدوانية و منه ينجر
87
أ َ َّن الطفل في أغلب األحيان ما يشاهده يترجمه إلى تطبيق خصو ً
صا إذا تكررت المشاهدة.
ج-األنترنت:
ي اإلجرام و العقاب،الطبعة الثامنة،دار الجيل للطباعة،جمهورية مصر العربية ، 1989 ،ص .400
-رؤوف عبيد،أصول علم ّ
85
- 86سليمان عبد المنعم،أصول علم اإلجرام القانوني "إشكاليات تأصيل علم اإلجرام التحليل النفسي لعوامل اإلجرام"،دار الجامعة
الجديدة للنشر،اإلسكندرية ، 2001 ،ص .295
- 87رضا أحمد المزعني،الظروف و العوامل و المؤثرات المؤدية لإلنحراف،الندوة العالمية لألطفال و اإلنحراف،جامعة نايف العربية للعلوم
األمنية ، 2008 ،ص 13
- 88سفيان بودفار،الطفل و األنترنت "مزايا و مخاطر"،مجلة الشرطة،العدد ،126الصادر في مارس ،2015ص ص .91-90
38
*اكتظاظ السكان:
يعني تواجد عدد كبير من األفراد العائلة داخل غرفة الواحدة و هذا الوضع ينبئ حتميًا
بوقوع الجرائم مستقبالً،منها الشذوذ الجنسي و بالتالي له التأثير المباشر و السريع في
التكوين النفسي و العضوي للفرد والذي يترتب عليه إنحرافات،كما أ َ َّن البيت غيّر متوفر
على ضروريات الحياة العصرية يجعل الطفل في حرج و إنزعاج نفسي،و هذا ما أثبتته
دراسة علمية للدكتور"علي مانع" التي أجرها في الجزائر على أن بيوت المنحرفين أثاثها
قليلة و غير عصرية،بالتالي 35بالمئة من هؤالء األطفال يقضون أوقاتهم في المقاهي و
)2( 89
53بالمئة منهم في الشوارع لضيّق السكن أو رغبة األولياء في الهدوء.
*األسرة:يعد األطفال هم صناع الكبار و ِإ ْن كان هناك من الحاالت الخاصة ففساد األسرة
بالضرورة طفل منحرف،و من مظاهر فساد األسرة هو التَّفكك إ َّما سببه الطالق أو الموت
و أحيانًا النزاع الداخلي بيّن الزوجين،كما يكون أيضا بغيّاب األم عن المنزل بسبب العمل
)3( 90
أو إنصراف أحد الوالديّن إلى عالقة مشبوهة.
*العمل:
إن العمل في بيئة غير مالئمة قد تكون سببا في جنوح األحداث ،خصوصا في
أوضاع بائسة ،فالطفل ميزاته المل ّل فيبحث دائ ًما إلى إكتشاف ما يغ ِيّر أسلوب معيشته
صا الذي أنهى مدة دراسته،فيبحث عن العمل و أغلبه للخروج من الروتين اليومي خصو ً
غيّر مناسب الذي ال يتفق مع ميّو له و ال يتماشى مع قدرته الذهنية و الجسمية و متعب
وبثمن زهيد ،فيساعد هذا على اإلنحراف من أجل تلبية حاجاته الشخصية لتَ ُّ
عودِه على
)4( 91
المال.
)4النظرية التكاملية (اإلستعداد اإلجرامي):
أطلق عليها العالم اإليطالي"دي تيليو" االستعداد اإلجرامي أيّن جمع فيها بين
النظريات الثالثة،فأخذ من النظرية البيولوجية العامل الوراثي،و من النظرية النفسية من
- 89علي مانع،عوامل جنوح األحداث في الجزائر "نتائج دراسة ميدانية"،ديوان المطبوعات الجامعية،الجزائر، 2002،ص ص
.119-118
- 90غسان رباح،حقوق الحدث المخالف للقانون أو ال ُم َع َّرض لخطر اإلنحراف،الطبعة الثانية،منشورات الحلبي الحقوقية،بيروت ،
،2005ص .82
- 91فتيحة كركوش،ظاهرة إنحراف األحداث في الجزائر،ديوان المطبوعات الجامعية،الجزائر ،2011 ،ص ص 50-49
39
خالل تأثير البيئة اإلجتماعية في ظهور إضطرابات نفسية،)1( 92التي ت ُ َ
صادِف الميّول نحو
ال ُجنُوح إالَّ أ َ َّن "دي تيليو" ميَّز بيَّن نوعيّن من اإلستعداد المؤدي إلرتكاب أفعال إجرامية :
-اإلستعداد األصيل :هي الحالة التي يصعب على الفرد مقاومة الدافع الكامن فيه،و هذا ما
يُفَسر إرتكاب جرائم ال َع ّود و الجرائم الخطيرة.
ض الطفل ،فيندفع إلرتكاب -اإلستعداد العارض:يعود إلى عوامل داخلية و أخرى بيئية ت َ ْعت َ ِر ُ
)2( 93
الفعل ال ُم َج َّرم إثر اإلنفعال اليَّأس أو الحقد و تزول األعراض بزوال اإلنفعال.،
موقف المشرع الجزائري من النظريات المفسرة ل ُجنَاح األطفال:
لقد إهتم المشرع الجزائري في س ِنّه لقانون 12-15المتعلق بحماية الطفولة بالحياة
ي الطفل المعرض للخطر و هذا من خالل اإلجتماعية و النفسية و الصحية له قبل جنوحه،أ ّ
ضة له،أو عر َ
نص المادة " 03/02الطفل الذي تكون صحته،أو أخالقه،أو أمنِه في خطر،أو ُ
ضرضاه للخطر المحتمل،أو الم ِ ّ ت َ ُكون ظروفه المعيشيَّة،أو سلوكه من شأنهما أن يُعَ ِر َ
بمستقبله،أو يَ ُكون ببيئة ت ُعَ ِرض سالمته البدنيَّة و النفسيَّة أو التربويَّة للخطر".
كما أضاف المشرع الجزائري في المادة 34من ذات القانون نصها "يتولى قاضي
األحداث دراسة شخصيَّة الطفل السيَّما بواسطة البحث اإلجتماعي،و الفحوص الطبيَّة،و
العقليَّة،و النفسانيَّة،و مراقبة السلوك و يُم ِكنُهُ مع ذلك إذا توفرت لديّه عناصر كافيَّة
ف النظر عن جميع هذه التدابير،أو أ َن يأمر ببعض منها ".وعليه المشرع للتقدير أ َن يَص ِر َ
أخذ بالنظرية النفسية و اإلجتماعية المحيطة بالحدث الجانح،كما نص القانون على التدابير
الوقائية بموجب أمر بالحراسة المؤقتة من خالل المادة 35في فقرتها الثانية،على أنَّهاموكلة
)3( 94
لمصالح الوسط المفتوح بمالحظة الطفل في وسط األسري أو المدرسي أو المهني.
- 92محمد عبد حسين،علم النفس الجنائي،الطبعة األولى ،دار الراية للنشر و التوزيع ،عمان ، 2010 ،ص .69
-93زوانتي بلحسن،جناح األحداث،مرجع سابق ،ص .103
40
التشريعية و اإلدارية و اإلجتماعية لحمايته من كافة أشكال العنف و الضرر و اإلساءة
عزها و أغالها و إذا تعلَّقالبدنية و العقلية و يعتبر الحق في الحياة من أهم الحقوق و أ ّ
األمر برمزها و إستمرارها،فحرص المشرع على حماية حق الطفل في الحياة ،فأنزل
أقصى العقوبة على من يتعدى على هذا الحق من خالل ع َّدة نصوص قانونية كما تكف َّل بكل
حقوقه عن طريق أليَّات الحماية في التشريع الجزائري(المطلب األول)،وتماشيًا مع األحداث
األخيرة التي مست حياة الطفل و تنديدات الرأي العام فيما يخص اإلنتهاكات التي يتعرض
سن قانون يد ِع ّم ركائز الحماية القانونية للطفل من كللها الطفل،كان البد على المشرع ّ
ي مؤسسة من مؤسسات إنتهاك يتعرض له،سواء أكان من األسرة،أو المجتمع،أو أ ّ
الدولة،فت َّم إصدار قانون رقم 12-15المتعلق بحماية الطفولة الذي نص على نوعين من
أليَّات الحماية:منها الحماية اإلجتماعية الحماية القضائية(المطلب الثاني).
البد أن نتطرق إلى معرفة أليَّات الحمايَّة التي حددها المشرع الجزائري في مختلف
القوانين منها الدستور(أوال)،ث َّم في قانون العقوبات(ثانيا)،وفي القانون المدني(ثالثا) .
أوال :في الدستور
-1نص على عدم التمييز في المادة 29على أنَّه ":كل المواطنين سواسية أمام القانون و ال
أي
ي،أو ّ بأي تمييز يعود سببه إلى المولد،أو العرق،أو الجنس،أو الرأ ّ يمكن أن يتذرع ّ
ي"
ي،أو إجتماع ّشرط،أو ظرف شخص ّ
-2إحترام كرامة الطفل و حرمته إذ تنص المادة 34منه على أنَّه "تضمن الدولة عدم
إنتهاك حرمة اإلنسان و يحضر أي عنف بدني،أو معنوي،أو أي مساس بالكرامة".
41
-3إحترام معتقد الطفل و رأ ِيّه حيث تنص المادة 36على أنَّه ":ال مساس بحرية المعتقد،
)1( 95
الرأي".
ّ و حرمة حريَّة
-4ضمان الحق في التعليم و مجانيَّته فقد نصت المادة 53على أنَّه ":الحق في التعليم
إجباريِ،و تسهر الدولة على التساوي في اإللتحاق
ّ ي ِ و التعليم األساسيمضمون و مجان ّ
بالتعليم،و التكوين المهني" .
-5ضمان الرعاية الصحية للطفل حيث تنص المادة 54على أنَّه ":الرعاية الصحية حق
للمواطنين" .
-6حماية األسرة تنص المادة 58على أنَّه ":تحظى األسرة بحماية الدولة و المجتمع" .
-7كفالة التأمين اإلجتماعي للطفل حيث تنص المادة 59على أنَّه ":ظروف معيشة
المواطنين الذين لم يبلغوا ّ
سن العمل و الذين ال يستطيعون القيام به،و الذين عجزوا عنه
)2( 96
نهائيا مضمونة".
من خالل المواد السالفة الذكر من الدستور الجزائري نستنتج أن الدولة الجزائرية
ضمنت الحقوق األساسية لألسرة الجزائرية بصفة عامة ،أهمها تكفلها باإلشتراك مع
المجتمع بتوفير الحماية لكن السؤال الذي يطرح نفسه كيف يمكن ضمان هذه الحماية ،و ما
هو نوعها ،و ما هي الوسائل التي يجب توفيرها لتحقيق ذلك.
أما النقطة الثانية التي تم اإلشارة إليها في الدستور الجزائري المادة 59منه أين نصت
على ضمان الظروف المعيشية لفئتين من المواطنين هما األطفال الذين لم يبلغوا سن العمل،
و الذين هم عاجزون عن العمل نهائيا
فإذا كان الطفل الذي يتكفل به الوالدين الذي أصبحت القدرة الشرائية ضعيفة جدا مع الغالء
في األسعار كمثال بسيط و قس عليه األشياء األخرى منها األدوات المدرسية ،العالج
.....ألخ فكيف ضمنت الدولة الظروف المعيشية لهذه الفئة حتى ال تسقط في شراك الجرائم
أما فئة األشخاص الذين هم عاجزون نهائيا بسبب عاهة جسدية أو ذهنية،أو األمراض
المزمنة ،هل من المعقول منحة 4000دج يمكنها أن توفر الظروف المعيشية الالئقة.
- 95موسى بودهان،الدساتير الجزائرية (")1996-1989-1976-1963تعديل نوفمبر ،"2008الطبعة األولى ،كليك للنشر،2008 ،
ص ص . 109-108
*ترك األطفال و تعريضهم للخطر :نصت المادة "314كل من ترك طفال أو عاجزا غيّر
قادر على حماية نفسه بسبب حالته البدنية،أو العقلية،أو عرضه للخطر في مكان خال من
الناس،أو حمل الغيّر على ذلك يعاقب لمجرد هذا الفعل بالحبس من سنة إلى ثالث سنوات"
- 97أحسن بوسقيعة،قانون العقوبات في ضوء الممارسة القضائية"النص كامل للقانون و تعديالته إلى غاية 25فبراير 2009مدعم
باالجتهاد القضائي ملحق القانون المتعلق بالتهريب و القانون المتعلق بالفساد" ،برتي للنشر، 2012-2011 ،ص .129
43
*الجنايات و الجنح التي من شأنها الحيّلولة دون التحقق من شخصية الطفل:فنصت المادة
"321يعاقب بالسجن من خمس سنوات إلى عشر سنوات كل من نقل عمدا طفال،أو أخفاه،
أو إستبدل طفال أخر به،أو ق َّد َمهُ على أ َنَّه ولد إلمرأة لم تضع و ذلك في ظروف من شأنها
أن يتعذر التحقق من شخصيته".
*خطف القصر و عدم تسليمهم:نصت المادة "326كل من خطف،أو أبعد قاصرا لم يكمل
الثامنة عشرة و ذلك بغيّر عنف،أو تهديد،أو تحايل،أو شرع في ذلك،فيعاقب بالحبس لمدة
من سنة إلى خمس سنوات و بغرامة من 20.000إلى 100.000دينار".
*ترك األسرة:نصت المادة " 330يعاقب بالحبس من شهرين إلى سنة و بغرامة مالية من
25.000إلى 100.000دينار :
-1أ حد الوالدين الذي يترك مقر أسرته لمدة تتجاوز شهرين و يتخلى عن كافة التزاماته
األدبية أو المادية المترتبة على السلطة األبوية أو الوصاية القانونية و ذلك بغير سبب
جدي و ال تنقطع مدة الشهرين إال بالعودة إلى مقر اآلسرة على وضع ينبئ عن الرغبة
في استئناف الحياة العائلية بصفة نهائية.
-2الزوج الذي يتخلى عمدا و لمدة تتجاوز شهرين عن زوجته مع علمه بأنها حامل و ذلك
لغير سبب جدي.
-3أحد الوالديّن الذي يعرض صحة أوالده أو و أحد،أو أكثر منهم،أو يعرض أ َمنَ ُهم،أو
ُخلُقَ ُهم لخطر جسيم بأن يس ّ
ي ِء معاملتهم،أو يكون مثال سيئا لهم لإلعتياد على السكر،
أو سوء السلوك،أو بأن يهمل رعايتهم،أو ال يقوم باإلشراف الضروري عليهم و ذلك
)1( 100
سواء كان قد قُ ِض َّ
ي بإسقاط سلطته األبوية عليهم،أو لم يقضي بإسقاطها".
-3الحماية الجنائية لعرض الطفل و أخالقه:تناول قانون العقوبات هذا الجانب في قسمين:
44
يرتكب فعال مخال بالحي اء ضد قاصر و لو تجاوز السادسة عشرة من عمره و لم يصبح
)2( 101
بعد راشدا بالزواج".
-القسم الثاني في تحريض القصر على الفسق و الدعارة:نصت المادة " 342كل من
حرض قصرا لم يكملوا التاسعة عشرة ذكورا،أو إناثا على الفسق،أو فساد األخالق،أو
ع َر ِضيَّة بالنسبة لقصر
تشجيعهم عليّه،أو تسهيله لهم و كل من إرتكب ذلك بصفة َ
لم يكملوا السادسة عشرة يعاقب بالحبس من خمس سنوات إلى عشر سنوات و بغرامة
)3( 102
من 20.000إلى 100.000دينار".
مس قانون العقوبات أهم الجرائم التي يمكن أن يتعرض لها الطفل بصفة خاصة منذ أن
يخلق في رحم أمه إلى أن يبلغ ،و الملفت لإلنتباه هو هل العقوبة المقررة لكل فعل مجرم
سواء مدة الحبس ،أو الغرامة يتناسبان .
حسب رأينا ال يتوافقان بتاتا فإذا أخذنا على المثال جريمة اإلجهاض هي قتل روح عمدا
فكيف تكيف الجريمة على أساس أنها جنحة حيث يكون الحبس فيها من سنة إلى خمس
سنوات،و غرامة مالية من 20.000إلى 100.000دج ،و في حالة كانت نتيجة اإلجهاض
الموت تكون العقوبة السجن المؤقت إلى عشرين سنة ،و قس على ذلك المواد األخرى.
ثالثا :في القانون المدني
-1إثبات الحقوق المدنية للجنين:نصت المادة 25على أنَّه":تبدأ شخصية اإلنسان بتمام
والدته حيا و تنتهي بموته".
-2إثبات الموطن:نصت المادة 38على أنَّه":موطن القاصر و المحجور عليّه و المفقود
و الغائب هو موطن من ينوب عن هؤالء قانونا".
-3تحديد األهلية:نصت المادة 42على أنَّه":ال يكون أهال لمباشرة حقوقه المدنية من كان
ّ
السن،أو عته،أو جنون و يعتبر غيّر مم ِيّز من لم يبلغ ثالث عشرة فاقد التم ِيّيز لصغر في
سنة".
-4تحديد المسؤولية:نصت المادة 40من القانون المدني على ما يلي :
"كل شخص بلغ ّ
سن الرشد متمتعا بقواه العقليَّة و لم يحجر عليّه يكون كامل األهليَّة
)1(103 لمباشرة حقوقه المدنيَّة،و ّ
سن الرشد تسعة عشر سنة كاملة".
السن التاسع عشر حسب القانون المدني يعتبر في نظره طفل ناقص ّ يستخلص َّ
أن قبل
األهلية،و يخضع ألحكام الواليَّة،أو الوصايَّة،أو ال ِق َوا َمة حسب المادة 44من القانون المدني.
َّ -2
إن الولد الحديث الوالدة الذي عثر عليه في الجزائر يُعد مولودا فيها ما لم يثبت خالف
ذلك.
ب مجهول أو ٍأم مسماة في شهادة الميالد دون بيانات -3الولد المولود في الجزائر من أ ٍ
)1( 105
أخرى تمكن من إثبات جنسيتها".
- 103القانون المدني ،تعديالته إلى غاية 13مايو ، 2007برتي للنشر ،الجزائر ،2012-2011 ،ص-ص .11 -09
- 104راجع المادة 43من القانون المدني ،ص .11
- 105قانون الجنسية الجزائرية،معدل و متمم باألمر 01-05المؤرخ في 27فبراير ،2005الطبعة الخامسة،منشورات بيرتي،الجزائر، 2010 ،
ص .92
46
أتت المواد المذكورة في قانون الجنسية بالصيغة التي من خاللها تحافظ على الحقوق
المدنية للطفل منها التعليم ،خصوصا في الحاالت التي ال يمكن أو يستعصى إثبات جنسية
الطفل بالوالدة.
تبقى المشكلة في حالة ظهور الوالدين أو أحدهما بعد عدة سنين لطفل مجهول األبوين
هنا تميز حالتين كالتي:
-حالة كان أحد األبوين ،أو كالهما جزائري فال مشكلة تطرح.
-الحالة الثانية إذا كان كال من األبوين ،أو احدهما أجنبي هنا تطرح مشكلة هل عولجت من
الناحية القانونية من اجل الحفاظ على حقوق الطفل.
ثانيا:قانون األسرة
-1ثبوت نسب الطفل:
إهتم قانون األسرة الجزائري بهذا الجانب في مواده من 40إلى 45فنصت المادة
40على أنَّه"يثبت النسب بالزواج الصحيح،أو باإلقرار،أو بالب ِيّنة،أو بنكاح الشُبهة،أو بكل
زواج ت َّم فسخه بعد الدخول ،"...و تنص المادة"41يُنسب الولد ألبيه متى كان الزواج
شرعيا و أمكن اإلتصال و لم ينفه بالطرق المشروعة ".و تنص المادة "43ينسب الولد
ألبيه إذا وضع الحمل خالل عشرة أشهر من تاريخ اإلنفصال أو الوفاة ".و تنص المادة
األبوة،أو األمومة لمجهول النسب و لو في مرض َّ "44يثبت النسب باإلقرار بالبُنُ َّوة،أو
البنوة و
َّ الموت متى صدَّقه العقل،أو العادة ".و تنص المادة "45اإلقرار بالنسب في غير
)2( 106
األبوة و األمومة ال يسري على غير الم ِقّر إال َّ بتصديقه". َّ
-2منع التب ِنّي:باعتبار َّ
أن قانون األسرة الجزائري مستمد من الشريعة اإلسالمية ،و عليه
()1 قانونا107". يمنع التب ِنّي منعا باتا وفقًا للمادة 46التي نصت على":يُمنع التب ِنّي شرعا و
ص ص .21-20
47
وضحت الشريعة اإلسالمية حقوق الطفل بشكل مدقق فقانون األسرة الجزائري كان
موافق لها فيما يخص النسب فلم يترك أي شبهة أو ثغرة على هذه النقطة ،حتى وصل إلى
أن إثباته يكون باإلقرار أو تصديقه بالعقل أو العادة
أما التبني فقد منعته الشريعة اإلسالمية منعا باتا لما له من األخطار على المجتمع ككل،
و ذلك باختالط األنساب ،و صادق عليه القانون الجزائري كما أولى اإلهتمام الكبير للتربية
و رعاية التي نص عليها في المادة 62منه التي صرحت أن الحضانة هي حفظ صحة
الطفل و حماية خلقه و القيام على تربيته على دين أبيه مهما كان .
ثالثا:قانون الحالة المدنية
-1وجوب التبليغ عن والدة الطفل:تنص المادة 62من قانون الحالة المدنية على أنَّه"يُصرح
بالمواليد خالل خمسة أيام من الوالدة إلى ضابط الحالة المدنية للمكان و إال َّ فرضت
)3( 109
العقوبات"......
-2وجوب إعطاء األسماء للقطاء:تُصرح المادة 64فقرة "04يعطي ضابط الحالة المدنية
نفسه األسماء إلى األطفال اللقطاء و األطفال المولودين من أبويّن مجهوليّن و الذين لم
ينسب لهم المصرح أيَّة أسماء،يُعيَّن الطفل بمجموعة من األسماء يتخذ أخرها كلقب
)4( 110
عائلي".
حفظ قانون الحالة المدنية حق الطفل بالتصريح عنه خالل خمسة أيام و إال تم معاقبة
الوالد،و حتى بالنسبة للقطاء يتم إختيار لهم اإلسم و اللقب.
رابعا:قانون عالقات العمل
تنص المادة 15من قانون عالقات العمل على أنَّه"ال يمكن في أي حال من األحوال
أن َي ِقل العمر األدنى للتوظيف عن ست عشرة( )16سنة،إال َّ في الحاالت التي تدخل في
إطار عقود التمهين التي تُعَد وفقا للتشريع و التنظيم المعمول بهما،و ال يجوز توظيف
القاصر إال َّ بناء على رخصة من وص ِيّه الشرعي كما أنَّه ال يجوز إستخدام العامل القاصر
في األشغال الخطيرة،أو التي تنعدم فيها النظافة أو تضر صحته أو تمس بأخالقياته111".
َّ
()1
- 109قانون الحالة المدنية،أمر رقم 20-70مؤرخ في ذي الحجة عام 1389الموافق فبراير سنة "1970يتعلق بالحالة المدنية"،الطبعة
الخامسة،منشورات بيرتي،الجزائر ، 2010 ،ص ص .133-132
- 110قانون الحالة المدنية،ص .134
- 111مولود ديدان ،مدونة العمل ،دار بلقيس للنشر،الجزائر ،2015 ،ص . 42
48
المالحظ في المادة أن المشرع الجزائري ترك القرار في تشغيل القاصر لوصيه
الشرعي و ذلك بناءا على رخصة منه بالمقابل يوجد هناك تناقض فيما يخص السن الذي
يمنع فيه القاصر العمل ،كما أجازت نفس المادة حاالت العمل في اطار عقود التمهين
كشرط لترخيص للطفل القاصر بالعمل ،و عليه يجب مراجعة المادة من أجل محو هذه
التناقضات.
49
المطلب الثاني :أليات حمايَّة الطفولة على ضوء القانون رقم()12-15
بعد األحداث األخيرة و التطور الذي عرفه المجتمع فيما يخص ظاهرة الجرائم
الشنيعة،المتكررة التي مست الطفولة كضحية للقتل،و اإلنتحار الذي أصبح الطفل يعتاده
بسبب الظروف األسريَّة بكل ما يحيطها من تفاعالت مؤذيَّة بمستقبل الطفل،أو يرجع إلى
الولوج في شبكة األنترنيت ،أو أماكن التواصل اإلجتماعي دون أدني رقابة ،زد إلى
اإلضطهادات المدرسيَّة أيّن أصبح التلميذ وسيلة النزاعات داخل المؤسسات التربوية ،فعليّه
نتطرق إلى هذا القانون من أجل توضيح ما أتى به كجديد َي ْخدم مصلحة الطفل منها الحماية
اإلجتماعية التي تكون وقاية للطفل الذي يكون في خطر(الفرع األول)،و كيف يكون تدخل
قاضي األحداث في هذه المرحلة بالنسبة لألطفال ضحايا بعض الجرائم و هي الحماية
القضائية(الفرع الثاني).
الفرع األول:الحماية اإلجتماعية (األطفال في خطر)
أول ما إهتَّم به المشرع الجزائري هو الطفل الذي يكون في خطر من أجل وقايَّته،ألن
أن الطفل ال يصل إلى اإلجرام إالَّ بعد تعرضه
أغلب البحوث و الدراسات العلمية أكدت َّ
للخطر،و عليه أسس المشرع الجزائري لهذه الحماية من خالل هيئات وطنية التي تكون
ضا تكون عن طريق مصالح الوسط المفتوح على على المستوى الوطني(أوال)،و أي ً
المستوى المحلي(ثانيا).
أوال:الحماية اإلجتماعية على المستوى الوطني
ُعرف معنى الحماية اإلجتماعية التي أدرجها في الفصل أتى هذا القانون دون أن ي ِ ّ
األول من الباب الثاني،بل أشار فقط في القسم األول عن الهيئة الوطنية المعنية بحماية و
ترقيَّة الطفولة .
-1تعريف الهيئة الوطنية للطفولة:
عر َفتْها المادة 11من القانون( )12-15إنها تحدث لدى الوزير األول تكون برئاسة َّ
سهر على حماية وترقية حقوق الطفل،تتميز بشخصية المفوض الوطني لحماية الطفولة ،ت َّ
معنوية و إستقالل مادي وفرت الدولة لها كل الوسائل البشرية و المادية ألداء مهامها.
-يُعيَّن المفوض الوطني لحماية الطفولة بموجب مرسوم رئاسي يتم اختياره من بين
الشخصيات الوطنية ذات الخبرة و المعروفة باالهتمام بالطفولة وفق ما أشارت إليه المادة
)1( 112
12من ذات القانون .
- 112أحمد بوسقيعة ،قانون اإلجراءات الجزائية"مرفق بقانون حماية الطفولة"رقم ،12-15مرجع سابق ،ص ص .283-282
50
-2مهام المفوض الوطني :تتمثل مهمته في ترقية حقوق الطفل من خالل المادة :13
-وضع برامج وطنية و محلية لحماية و ترقية حقوق الطفل بالتنسيق مع مختلف اإلدارات،
المؤسسات،و الهيئات العمومية،و األشخاص المكلفين برعايَّة الطفولة من خالل تق ِيّيمها
الدوري.
-يتابع األعمال المباشرة ميدانيًّا المتعلقة بحماية الطفولة التي تكون من "خالل زيارة
المصالح المكلفة بحمايَّة الطفولة،كما يقدم إقتراح كفيل بتحسين س ِيّرها أو تنظيمها" و هذا ما
نصت عليه المادة 14و ينسق بين مختلف المتدخلين .
أ)اإلخطار:نصت المادة 15على المفوض الوطني "أن يخطر كل طفل أو ممثله الشرعي،
أو كل شخص طبيعي،أو المعنوي حول المساس بحقوق الطفل ".
51
ب)تحويل اإلخطار:هناك نوعين إ َّما يحول إلى مصلحة الوسط المفتوح المختصة إقليميا من
يحوله بدوره إلى
يحول إلى وزير العدل الذي ّ ِ
أجل التحقيق و إتخاذ اإلجراءات المناسبة،أو َّ
)2( 114
نائب العام لتحريك دعوى عمومية إذا تضمن اإلخطار وصف جزائي.
نستخلص مما سبق َّ
أن الهيئة الوطنية لحمايَّة و ترقيَّة الطفولة مهمتها إدارية،و رقابة،
صا لمصالح الوسط المفتوح أكثر منه قانوني . متابعة خصو ً
ثانيا:الحماية اإلجتماعية على المستوى المحلي
تمت اإلشارة إلى هذا النوع من الحماية في القسم الثاني من الباب الثاني في الفصل
س على المستوى المحلي. س ْأن هناك مصالح الوسط المفتوح تُؤ َ
األول َّ
تتولى هذه المصالح بحماية الطفل على المستوى المحلي و ذلك بالتنسيق مع مختلف
الهيئات و المؤسسات العمومية و األشخاص المكلفين بحماية الطفولة،أيّن تنشأ كل مصلحة
واحدة بكل والية إالَّ في حالة وجود كثافة سكانية يمكن إنشاء عدَّة مصالح حسب الضرورة.
تتشكل من موظفين مختصين منهم مربين مساعدين إجتماعين،أخصائيين
نفسانيين،أخصائيين إجتماعيين،و حقوقيين وفق المادة . 21
52
يتم من خالل القيَّام بأبحاث إجتماعية و اإلنتقال إلى مكان تواجد الطفل مح ّل الخطر مع
اإلستماع إليّه و إلى ممثله الشرعي،حول الوقائع ألجل تحديد وضعيَّته و في الحالة القصوى
يمكنها اإلنتقال فوريًا،كما يمكنها طلب تدخل النيَّابة أو قاضي األحداث وفق المادة ،23
)1( 115.
فعلى هذه المصالح عدم كشف هويَّة المخطر إالَّ برضاه المادة 04/22
ج)التدابير :بعد التحقيق تصل المصالح إلى قرار،إ َّما الطفل ليس في حالة خطر و عليّه تعلم
الطفل و ممثله بذلك.أ َّما في حالة وجود الخطر عليّه يجب على المصالح إتخاذ التدابير منها:
-اإلتفاق الذي يتم باإلتصال بالمثل الشرعي من أجل هذا الوصول إلى تحديد التدابير
المالئمة إلحتياجات الطفل بهدف إبعاد عنه كل خطر،و يُ ْع َلم الطفل الذي يبلغ من العمر 13
يدون
سنة على األقل و ممثله الشرعي عن اإلتفاق و يحق لهما رفضه،أ َّما في حالة قبوله َّ
في محضر و يوقع من جميع األطراف وفق المادة ،24كما نصت المادة " 26يمكن
مراجعة التدابير اإلتفاق كليا،أو جزئيا و بشكل تلقائي من طرف مصالح،أو بطلب الممثل
الشرعي ،أو الطفل".
كما نصت المادة 25على وجوب إبقاء الطفل في أسرته مع إقتراح أحد تدابير اإلتفاقية
التالية:
-إلزام األسرة بإتخاذ التدابير الضرورية المتفق عليها إلبعاد الخطر عن الطفل في اآلجال
التي تحددها مصالح الوسط المفتوح.
-تقديم المساعدة الضرورية لألسرة و ذلك بالتنسيق مع الهيّئات المكلفة بالحماية اإلجتماعية
ي هيئة إجتماعية من أجل -إخطار الوالي و رئيس المجلس الشعبي البلدي المختصين،أو أ ّ
التكفل اإلجتماعي بالطفل.
ي شخص يمكن أن يهدّد صحته،أو
-إتخاذ اإلحتياطات الضرورية لمنع إتصال الطفل مع أ ّ
سالمته البدنية،أو المعنوية.
-ترفع المصالح األمر إلى قاضي األحداث المختص في الحاالت التالية:
ي إتفاق في أجال أقصاه 10أيام من تاريخ إخطارها.
*عدم التوصل إلى أ ّ
*تراجع الطفل أو ممثله الشرعي.
53
()1 116
*فشل التدبير المتفق عليه بالرغم من مراجعته.
صا إذا كان ضحية جريمة
د) اإلجراءات:تخص أطفال في حاالت الخطر الحال ،خصو ً
فورا إلى قاضي
إرتكبها ممثله الشرعي و على مصالح الوسط المفتوح رفع األمر ً
المختص،كما يجب إعالمه دوريًا باألطفال المتكفل بهم و بالتدابير المتخذة بشأنهم،كما يرفع
)2( 117
وجوبًا للمفوض الوطني تقرير مفصل عن كل األطفال الذين تكفلت بهم كل 03أشهر.
-من الطفل أو ممثله الشرعي كما يمكن أن يتلقى اإلخطار شفاهةً من الطفل .
-من وكيل الجمهورية أو الوالي أو رئيس المجلس الشعبي البلدي لمكان إقامة الطفل.
-من مصالح الوسط المفتوح أو الجمعيات أو الهيئات العمومية المهتمة بشؤون الطفولة .
ي عريضة ترفع إليّه.
باإلضافة يمكن لقاضي األحداث أن يتدخل تلقائيا دون أ ّ
علم القاضي الطفل و ممثله الشرعي بالعريضة فورا و يسمع أقوالهما و أرائهما بالنسبة
لوضعية الطفل،و مستقبله و له الحق اإلستعانة بمحام.و عليّه ان يدرس حالته من كل
الجوانب و يتلقى كل التقارير،و المعلومات.كما يسمع لكل شخص له فائدة مستعينا بمصالح
الوسط المفتوح وفق ما نصت عليه المادة .34
54
-2التدابير المؤقتة (أثناء التحقيق):نصت عليها المادتين 35و 36من قانون( )12-15على
أنّه َجا ِئز لقاضي األحداث أثناء التحقيق و بموجب أمر بالحراسة المؤقتة أخذ التدابير
األتية :إ َّما اإلبقاء،أو التسليم،أو الوضع.
أ-إبقاء الطفل في أسرته .
ب-يسلم ألحد والديّه الذي يمارس حق الحضانة ما لم تسقط بحكم،أو أحد أقاربه،كما يمكن
أن يسلم إلى شخص،أو عائلة جديرين بالثقة.
ج-يوضع الطفل في مركز متخصص في حماية األطفال في خطر،أو في مصلحة مكلفة
بمساعدة الطفولة،أو في مؤسسة إستشفائية في حالة الحاجة لتكفل صحي أو نفسي.
-3التدابير المتخذة بعد التحقيق:نصت عليها المواد 38إلى 43من نفس القانون و هي
نفسها المتخذة أثناء التحقيق،اإلختالف يكمن في اإلجراءات و المدد المحدَّدة قانونا .
*إجراءاتها:يرسل قاضي األحداث الملف بعد اإلنتهاء من التحقيق إلى:
-وكيل الجمهورية لالطالع عليّه.
-يستدعي الطفل و ممثله الشرعي والمحامي برسالة موصى بها قبل 08أيام على األقل.
118
-يمكن إعفاء الطفل من المثول أمام القاضي،أو األمر بانسحابه أثناء المناقشة أو بعضها.
()1
-4ملخص
(المؤقتة)
يبلغ الطفل و/أو ممثله الشرعي يبلغ الطفل و ممثله الشرعي خالل 48ساعة من صدور األوامر المادة التبليغ
خالل 48ساعة من صدورها .43
المادة .37
تمدد الحماية إلى 21سنة بطلب من سلم إليه أو الطفل أو القاضي المادة التمديد
.02/42
/
و يكلف بها مصالح الوسط المفتوح يكلف بها مصالح الوسط المفتوح وتقديم المساعدة الضرورية مع وجوب المتابعة
في األسرة والمدرسة و في تقديم تقريرا دوريا المادة .02/40 المالحظة
الوسط المهني المادة 02/35
وتقديم الحماية
و يمكن مراجعته من قبل مصالح يكون من قبل القاضي أو العدول عنه أو بناءا على طلب من الطفل أو مراجعة
تعديل التدبير الوسط المفتوح تلقائيا أو بطلب ممثله الشرعي أو وكيل الجمهورية في أجل ال يتجاوز شهر واحد من
من الطفل أو ممثله الشرعي تقديمه المادة .45
خالل 10أيام المادة 26و .27
استدعاء برسالة موصى عليها قبل 08أيام على األقل المادة .38 قاضي يكون فوريا وفق المادة .33 تدخل
األحداث
ثانيا:أليَّات حماية األطفال ضحايا بعض الجرائم لقد نصت المادتين 46و 47عن جريمتين
56
متكررة،و التي يكون ضحيتهما الطفل و هما جريمتي اإلعتداءات الجنسية و اإلختطاف
)1( 119
متبوعة باإلجراءات الالَّزمة لحماية الطفل.
الجرائم التي ضحيتها األطفال
يتم التسجيل السمعي البصري لسماع الطفل يتم -نشر إشعارات و/أو أوصاف و/أو التدابير
صور تخص الطفل التسجيل بحضور مختص نفسي
يكلف شخص مؤهل للقيام بالعمل المعين من قبل -يكلف وكيل الجمهورية إما عنوان أو اإلجراءات
وكيل الجمهورية أو قاضي التحقيق أو ضابط لسان أو سند إعالمي للقيام بهذا النشر.
الشرطة القضائية المكلف بالتحقيق أو المعين في
إطار إنابة قضائية .
-يمكن إعداد نسخة بغرض االطالع عليها أثناء -من أجل المساعدة في التحريات و
سير اإلجراءات وهذا بقرار من قاضي التحقيق أو األبحاث
قاضي الحكم و يكون االطالع من طرف األطراف
و المحامين أو الخبراء و ذلك بحضور قاضي
التحقيق أو أمين الضبط في سرية
حماية لمصلحة الطفل بقرار من وكيل الجمهورية -حماية حياته الخاصة و عدم المساس
بكرامته ويمكن لوكيل الجمهورية أو قاضي التحقيق يكون التسجيل سمعيا فقط.
القيام بهذا اإلجراء دون قبول مسبق
للمثل الشرعي للطفل .
إتالف التسجيل و نسخته في اجل سنة من انقضاء
الدعوى العمومية و يعد محضر بذلك
57
الفصل الثاني
القواعد الخاصة باألطفال
الجانحين
58
الفصل الثاني :القواعد الخاصة باألطفال الجانحين
يعد إستبعاد العقوبة في مجال الجرائم المرتكبة من طرف األطفال يعني تغيير السياسة
العقابية التي كانت سائدة في الماضي ،إذ كان الهدف منها الزجر و اإليالم ،إلى إيجاد فلسفة
حديثة تحل محل العقوبة التي يكون الغرض منها اإلصالح و إعادة إدماج هذه الفئات ،و
هذا ما توصل إليه المشرع الجزائري في إطار السياسة الجزائية المعاصرة من خالل إنشائه
قواعد متسمة بقدر من الحماية و الرعاية لتتعامل مع مرتكبي الجرائم األطفال ،التي تختلف
عن تلك القواعد المتبعة اتجاه األشخاص المجرمين البالغين ،و ذلك باتخاذ التدابير المناسبة
التي تساعد الطفل و تهيئه للحياة العادية .
في هذا الصدد فإن النصوص الخاصة باألطفال الجانحين طرأت عليها مختلف
التعديالت ،و الغرض منها إمكانية توفير حماية أكثر لهذه الفئات و هذا هو حال المشرع
الجزائري الذي جاء بقانون خاص ينظم كل األحكام و القواعد المتعلقة باألطفال في إطار
القانون رقم 12-15المتعلق بحماية الطفل الذي أقَّر فيه جملة من التدابير التي يقررها
قاضي األحداث على األطفال الجانحين.
نص المشرع الجزائري في هذا القانون على التدابير التي تُبْقي ِ الطفل في وسطه
أن األسرة لها أولوية إصالح و تقويم سلوك الطفل ،كما نص أيضا على العائلي أساس َّ
تدابير إبعاد الطفل عن عائلته إذا إقتضت مصلحته ،و وضعه في المراكز اإلصالحية التي
تستقبل األطفال ،و هذا ما تم اإلشارة إليه في المبحث الثاني من الفصل األول تحت عنوان
أليات الحماية المقررة لطفل (األطفال في خطر و ضحايا بعض الجرائم).
سنتطرق إلى القواعد التي أتى بها القانون الخاص بحماية الطفولة الحامل رقم (-15
) 12و المتعلقة بفئة األطفال الذين إرتكبوا جرائم،سواء كانت مخالفات ،أم جنح ،أو جنايات
لما لها من خصوصية ،من خالل التطرق إلى جهات التحقيق و الحكم الخاصة باألطفال
الجانحين(المبحث األول)،التي بعدها يقرر قاضي األحداث مصير الطفل الجانح ،بعدها
تكون المرحلة األكثر حرجا بالنسبة للوالدين من الناحية اإلجتماعية ،و األخطر و األصعب
على الحالة النفسية للطفل،هي مرحلة تنفيذ القرارات (المبحث الثاني).
59
المبحث األول :الجهات المكلفة بالتحقيق و محاكمة األطفال الجانحين على
قانون رقم ()12-15
تفرض السياسة الجزائية الحديثة تفريد معاملة األطفال الجانحين عن المعاملة التي
يحضى بها المجرم البالغ ،و التي تقوم أساسا على وجوب تطبيق التدابير المالئمة للطفل
ي إبعاده من دائرة العقاب التقليديالجانح أمال في مساعدته و تهذيبه كما ت َّم ذكره أنفًا ،أ ّ
ي لتحديد قواعد خاصة الذي يتسم بالردع و الزجر .فإتجهت التشريعات الحديثة إلى السع ّ
باألطفال الجانحين ،و هذا ما سنَّه المشرع الجزائري في القانون المتعلق بحماية الطفولة
الحامل رقم (.)12-15متماشيا مع التغييرات التشريعية الحاصلة عالميا ،و عليه يمر الطفل
الجانح بقاعدة أولية التي تنقسم إلى مرحلتين:مرحلة التحقيق(المطلب األول) الذي هو إجراء
البد منه ،و وفقًا لما يُ ْستَخلص من المرحلة األولى يبني قاضي األحداث حكمه ،و هي
المرحلة الحكم(المطلب الثاني).
60
الفرع األول :في التحري
تتميز اإلجراءات الجزائية بأنها بأنها إجراءات توصف بالشبه قضائية تتمثل في
تعرفها األنظمة التشريعية بالبحث التمهيدي(أوال) ،إجراءات
التحري و اإلستدالل ،كما َّ
التحري في قانون المتعلق بحماية الطفولة رقم (()12-15ثانيا).
توصف هذه اإلجراءات بأنها شبه قضائية تساعد على الوصول للحقيقة ،إذ هي المرحلة
التي تكشف عن وقوع الجريمة و ت ُ ْج َمع فيها اإلستدالالت عنها و عن المساهمين فاعلين أم
شركاء فيها ،بواسطة الموظفين المكلفين بها قانونا ، 122و أساسها القانوني لهذه المرحلة
123
نظمه المشرع الجزائري في قانون اإلجراءات الجزائية من المواد 11إلى .65
ي بنص أما اإلستدالل أو البحث و التحري يخلو كأصل من وسائل القهر إالَّ ما استثن َّ
خاص ،مثل ما نص القانون القبض على األفراد و توقيفهم تحت النظر ،و ال يجوز لهم
ي وسيلة غير مشروعة ،كالتحريض ،و التخ ِفّي و انتحال الصفة بغرض الوصول ممارسة أ ُّ
إلى الحقيقة ،و عليه فال يجوز لضباط الشرطة القضائية التحريض على إرتكاب الجريمة و
إن جاز له إنتحال الصفة أو التخفي لضبط الجناة بصفة عامة 124.كما يسميها البعض
بمرحلة
- 120عبد هللا اوهايبيه،شرح قانون اإلجراءات الجزائية الجزائري "التحري و التحقيق" ،دار هومه للطبع و النشر و التوزيع،
الجزائر ،2005 ،ص .184
- 121أحسن بوسقيعة ،قانون اإلجراءات الجزائية"تعديالت إلى غاية 10نوفمبر ،"2004منشورات بيرتي 2005-2006 ،ص .11
- 122عبد هللا اوهايبيه ،شرح قانون اإلجراءات الجزائية الجزائري"التحري و التحقيق" ،مرجع سابق ،ص .185
- 123راجع المواد (11إلى )65أحسن بوسقيعة ،قانون اإلجراءات الجزائية ،مرجع سابق ،ص ص . 31-11
- 124عبد هللا اوهايبيه ،مرجع سابق ،ص .186
61
جمع األدلة التي تدخل ضمن المعاينات األولية التي يقوم بها ضباط الشرطة القضائية ،و إذا
125
تعلق األمر بأشياء فنية يمكن لهؤالء اإلستعانة بذوي الخبرة في هذا الشأن.
ثانيا:إجراءات التحري في قانون المتعلق بحماية الطفولة رقم()12-15
لقد حدد القانون الجديد إجراءات التحري في ثالث نقط بشروطها كاألتي:في
التوقيف( ،)1في السماع( ،)2و أخيرا في تحرير محضر السماع(.)3
أشار إليه المشرع الجزائري في المواد 48إلى ، 51أيّن نص على الشروط اإلجرائية
لفئتين من األطفال و هما كاألتي:
-في حالة األطفال أقل من 13سنة:ال يوقف الطفل الذي لم يبلغ 13سنة المشتبه فيه أو
126
حاول إرتكاب الجريمة وفق المادة 48من نفس القانون.
-في حالة األطفال بلغوا سن 13سنة على األقل:يوقف الطفل الذي بلغ من العمر 13سنة
إذا دعت مقتضيات التحري األولي و إشتبه فيه أو حاول إرتكاب الجريمة.
*يُبَّلغ على الفور وكيل الجمهورية المصحوب بتقرير عن دواعي التوقيف.
*مدة التوقيف ال تتجاوز 24ساعة إال في حالة الجنح التي تكون عقوبتها تفوق 5سنوات
127
حبسا و في الجنايات.التمديد ال يتجاوز 24ساعة في كل مرة .
*بمجرد التوقيف يجب إخطار ممثله الشرعي و أن يتصل فورا بأسرته و محاميه.
-2في السماع :لقد نصت المادة 54على شروط السماع و استشثنائتها فاألصل أن يتم
ذلك إالُ بعد حصول إذن من وكيل الجمهورية يمكن سماع الطفل الموقوف بعد مضي
ساعتين من التوقيف للنظر ،يجب حضور المحامي و إن تأخر تستمر إجراءات السماع
-أما المادة 55أشارت إلى أن الشرطة القضائية ال يمكنها البدء بإجراءات سماع الطفل إال
بوجود ممثله الشرعي بشرط إذا كان معروف.
62
-لكن في حالة أن الطفل المشتبه فيه و كان عمره ما بين 16و 18سنة ،و أنتسبت إليه
أفعال ذات صلة بجرائم اإلرهاب و التخريب أو المتاجرة بالمخدرات أو بجرائم جماعية
إجرامية منظمة ،أين من الضروري سماعه على الحال لجمع األدلة أو الحفاظ عليها أو
128
الوقاية من حصول اإلعتداءات ،دون حضور المحامي وفقا للمادة .55
-3تحرير محضر السماع :بعد سماع الطفل الموقوف يحرر محضرا يجب أن يتوفر على
تدون و إالَّ وقع تحت طائلة البطالن و تتمثل هذه الشروط في :
الشروط الشكلية َّ
-يشار إلى أنه ت َّم إخبار الطفل بحقوقه المنصوص عليها في المادة 50من نفس القانون
هي المرحلة التي يتعيَّن فيها تحديد الفعل اإلجرامي و الشخص الذي قام به ،و ألهميتها
البد من التطرق لتعريفه في التشريع الجزائري(أوال)،ثم نتطرق للحاالت التي ذكرها
القانون الجزائري الخاص بحماية الطفل رقم( )12-15التي ينظر فيها في التحقيق(ثانيا).
أوال:تعريف التحقيق
يسمى التحقيق اإلبتدائي و هو وجوبي في الجنايات أما في الجنح فإنه إختياري ، 130يقوم
بهذه المهام قاضي التحقيق بمقتضى قرار وزاري لمدة ثالث سنوات ، 131و ال يجوز له
إجراء التحقيق إال بموجب طلب من وكيل الجمهورية.132
-1راجع المادتين (،)55-54مولود ديدان ،المرجع سابق ،ص ص .299-298
- 130راجع المادة 66من أحمد بوسقيعة،قانون اإلجراءات الجزائية ،المرجع سابق،ص .33
لقد فص َّل في هذه النقطة،بذكر الحالة التي فيها ال يتابع جزا ئيا و إنما تقع عليه فقط
المسؤولية المدنية ( ، )1كما ذكر حالة الطفل الجانح الذي يكون محال لتدابير الحماية
والتهذيب( ، )2باإلضافة لحالة الطفل الجانح الذي يوضع في مركز إلعادة التربية(.)3
نص المشرع الجزائري على الحالة في القانون الخاص بحماية الطفل رقم(،)12-15
في المادة 56منه نصت على أن الطفل ال يكون محل المتابعة الجزائية إن لم يكتمل 10
سنوات ،أما عن الضرر الذي ألحقه بالغير يتحمله ممثله الشرعي ،الذي تقع على عاتقه
المسؤولية المدنية.
-2حالة خضوع الطفل الجانح لتدابير الحماية و التهذيب:
يمنع الطفل الذي يتراوح سنه ما بين 10سنوات إلى أقل من 13سنة عند تاريخ
إرتكابه الجريمة من وضعه في مؤسسة عقابية و لو بصفة مؤقتة ،بل يخضع فقط لتدابير
الحماية والتهذيب هذا ما نصت عليه المادتين 57و 58فقرة األولى منها.
حسب نص المادة 85من ذات القانون أنه يقصد بتدابير الحماية و التهذيب التي تتخذ
إزاء الطفل الجانح في مواد الجنايات و الجنح كاآلتي:
-تسليم لممثله الشرعي أو لشخص أو عائلة جديرين بالثقة،أو وضعه في مؤسسة مكلفة
بمساعدة الطفولة،أو في مدرسة داخلية ،أو وضعه في مركز متخصص في حماية األطفال
الجانحين.
أ)تدبير التسليم يعتبر من التدابير اإلصالحية التي يقررها القاضي على األطفال الجانحين
و الذي يعني خضوع الطفل لرقابة و إشراف شخص طبيعي أين تكون له مصلحة في
133
تهذيب الطفل المنحرف.
كما يرى آخرون أنه من أفضل الوسائل و األساليب المستخدمة في إصالح الطفل و
إعادة تهذيبه و تقويم سلوكه تمكن في األهل أو من له الوالية عليه أعرف الناس بشخصية
- 133خليفي ياسين ،أحكام معاملة الحدث خالل مراحل الدعوى العمومية و في مرحلة تنفيذ الحكم،مذكرة تخرج لنيل إجازة المدرسة
العليا للقضاء،مجلس قضاء باتنة، 2006،ص .47
64
الحدث و جميع ميوالته و رغباته ،و أكثرهم شفقة و رغبة في اإلصالح،لهذا تقرر أغلب
134
التشريعات بتسليم الطفل إلى أسرته.
لقد نصت على هذا التدبير المادة 85الفقرة األولى من قانون حماية الطفل"...ال يمكن
في مواد الجنايات و الجنح أن يتخذ ضد الطفل إال تدبير واحد أو أكثر من تدابير الحماية و
التهذيب اآلتي بيانها:
-تسليمه لممثله الشرعي أو لشخص أو عائلة جديرين بالثقة"....
المالحظ في المادة أن المشرع نص على التدبير في مواد الجنايات و الجنح كما كان
الشأن في المادتين 444و 445من ق.إ.ج ،لكن التغيير الحاصل في ق.ح.ط رقم (-15
ي ِ بمصطلح"الممثل الشرعي" ،أضاف المشرع )12يكمن في تبديل لفظين الوالدين و الوص ّ
الجزائري فكرة تسليمه لشخص أو لعائلة جديرة بالثقة دون أن يضع قيدا أو شرطا و التي
يحددها ذلك بتقدير قاضي األحداث ،و هذا ما نصت عليه المادة 16من القانون
الفرنسي.135
إن الهدف من هذا التدبير هو اإلصالح و إعادة التربية التي يتعهد بها المتسلم ،لكن في
حالة أن هذا األخير دفع أو حرض الحدث إلرتكاب جريمة فإنه يطبق عليه قواعد المساهمة
الجزائية ،و يكون في مركز الفاعل األصلي حسب المادة 41قانون العقوبات. 136
إال أن القانون( )12-15لم يذكر مسؤولية متسلم الطفل في حالة إخالله بإلتزامات المفروضة
عليه ،و إنما ذكر المسؤولية المدنية التي يتحملها نتيجة األضرار التي يلحقها الطفل بالغير
و هذا ما تقدم ذكره حسب ما نصت عليه المادة 56من قانون حماية الطفل. 137
إستثنى القانون الجديد هذه الحالة بشرطين :أن يكون الطفل سنه ما بين 13و 18سنة،
- 134محمد علي جعفر،حماية األحداث المخالفين للقانون و المعرضين لخطر،مرجع سابق،ص .252
135
-ART 16 : « si la prévention est établé à l’égrard d’un mineur agé de plus de treize ans ,le tribunale pour
enfants prononcera par décision motivée l’une de mesure suivante :
1-Remise à ses parents, à son tuteur, à la personne qui en avait la garde ou à une personne digne de
confiance…. »(ordonnance no 45-174 du 02 février 1945 relative à l’enfance deliquante . Version consolidée 12
www.regifrance .gov.fr:Aout 2016 .
-136راهم فريد ،تدابير األمن في قانون العقوبات و قانون اإلجراءات الجزائية الجزائري،مذكرة ماجستير،كلية العلوم القانونية،جامعة باجي
مختار،عنابة ،2006 ،ص .66
-137عميمر يمينة ،المرجع سابق ،ص .135
65
على أن يكون هذا اإلجراء ضروري إلستحالة إتخاذ أي إجراء أخر ،فيوضع إما في
مركز إعادة التربية ،أو بجناح خاص باألحداث في المؤسسات العقابية عند اإلقتضاء حسب
المادة .138 02/58
- 138راجع المواد( )58-57-56مولود ديدان ،قانون اإلجراءات الجزائية ،المرفق بقانون حماية الطفل رقم( ،)12-15ص .299
66
-1تعريف تدبير التسليم
يعتبر تدبير التسليم من التدابير اإلصالحية التي يحكم بها القاضي على األطفال
الجانحين ،و الذي يعني به خضوع الطفل لرقابة و إشراف شخص طبيعي الذي تكون له
مصلحة في تهذيب الطفل المنحرف،و تنفيذ هذا التدبير يكون في المحيط العائلي للطفل أو
139
تحت بيئة عائلية بديلة .
لكون األهل و من له الوالية عليه أعرف الناس بشخصية الطفل و جميع ميوالته ،
و ّ
رغباته،و أكثرهم شفقة و رغبة في اإلصالح،لهذا قررت أغلب التشريعات تسليم الطفل إلى
140
أسرته.
يرى بعض من الفقه أن التسليم ليس له طبيعة العقوبة،و هذا راجع إلى أن التسليم إلى
األهل هو عودة الطفل لوضعه الطبيعي أين تلتزم األسرة بالتربية و الرعاية إتجاه أطفالها،و
لهذا أقرت بعض التشريعات أن تدبير تسليم الحدث ألسرته من تدابير الحماية المقررة
141
لألحداث.
و يرى جانب من الفقه أن تدبير التسليم ال يعتبر تدبير تقويمي في حد ذاته،و إنما هو
تنبيه للوالدين لإلهتمام بالطفل أكثر من حيث تربيته و توجيهه لضمان عدم عودته إلى
السلوك المنحرف و ال يتطلب القانون في تدبير تسليم الطفل لوالديه أو الوالي أو الوصي
شرط قبولهم بت سليم الطفل إليهم،أو التعهد بحسن سيره في المستقبل،و العلة في ذلك أن هناك
142
إلتزام شرعي قبل اإللتزام القانوني من حيث القيام بواجب التربية و الرعاية.
-2الجهات التي يسلم إليها الطفل:
يتبين أن المشرع الجزائري من خالل المادتين 70و 85من القانون الخاص بحماية
الطفل لم تعرف تدبير تسليم الطفل،و إنما ذكر الجهات التي يسلم إليها الطفل الجانح إذ
تنص المادة 1/85من ذات القانون".....ال يمكن في المواد الجنايات و الجنح أن يتخذ ضد
الطفل إال تدبير واحد أو أكثر من تدابير الحماية و التهذيب اآلتي بيانها:
-تسليمه لممثله الشرعي أو لشخص أو عائلة جديرين بالثقة"....
- 139خليفي ياسين،أحكام معاملة الحدث خالل مراحل الدعوى العمومية و في مرحلة تنفيذ الحكم ،العليا للقضاء ،مرجع سابق،ص
47
- 140محمد علي جعفر،حماية األحداث المخالفين للقانون و المعرضين لخطر،مرجع سابق،ص .252
- 141محمود سليمان موسى،قانون الطفولة الجانحة و المعاملة الجنائية لألحداث،دراسة مقارنة في التشريعات الوطنية و القانون
الدولي،منشأة المعارف اإلسكندرية ،2006 ،ص .278
بالمقابل أشار المشرع الجزائري في ذات القانون على من ت َ ِ ّجب من خالل المادة 44كذلك
المادة 85الفقرة الرابعة هذا نصها"يتعين على قسم األحداث عندما يقضي بتسليم الطفل
إلى شخص أو عائلة جديرين بالثقة أن يحدد اإلعانات المالية الالزمة لرعايته وفقا
لألحكام المنصوص عليها في هذا القانون".
إن المادة 44من قانون حماية الطفل تضمنت على تسليم الطفل قد يكون للغير أو َّ
وضعه في أحد المراكز أو المصالح المنصوص عليها في المادتين 36و 41من قانون
حماية الطفل أين يتعين على الملزم بالنفقة المشاركة في مصاريف التكفل،ما لم يثبت فقره،
فيحدد قاضي األحداث المبلغ الشهري للمشاركة فيها بموجب أمر نهائي غير قابل ألي
-1تعريفه
إكتسب التوبيخ أهمية بتأثر الفقهاء بالمدرسة الوضعية،حيث وجدوا فيها الوسيلة السهلة
بلوم الطفل و توبيخه،بأنمن وسائل التفريد و بخاصة لألحداث حيث يكتفي القاضي بموجبه ّ
يوضح له وجه الخطأ فيما صدر عنه،و ينصحه بأن يسلك سبيال سويا و ينذره من معاودة
146
ذلك.
و قيل أن استعمال مصطلح اإلنذار أفضل من مصطلح التوبيخ،ألن هذا األخير يحمل
147
معنى الزجر أكثر من معنى التحذير.
لم يعرف المشرع الجزائري هذا التدبير،بل إكتفى بالنص على األخذ بهذا التدبير في
مادة 87من قانون حماية الطفل رقم(،)12-15لكن القوانين العربية األخرى فقد عرفته
منها:
أ)في قانون الطفل المصري:
عرفت المادة 102التوبيخ على أنه :
"توجيه المحكمة اللَّوم و التأنيب إلى الحدث على ما صدر منه،و تحذيره بأال يعود إلى مثل
هذا السلوك مرة أخرى148".
المشرع المصري عرف التوبيخ على أنه اللوم و التأنيب بخطورة الفعل في حالة عودته
- 145راجع المادتين 36و 41من قانون رقم ( )12-15المتعلق بحماية ،ص .293
- 146براء منذر عبد اللطيف ،السياسة الجنائية في قانون رعاية األحداث ،دراسة مقارنة ،دار الحامد للنشر و التوزيع،
األردن،2009،ص .220
يتضح من التعريفات السابقة،أن التوبيخ كتدبير تربوي يجب أن يصدر شفاهة من
المحكمة،أي من القاضي الذي ينظر في دعوى الحدث،و ال يجوز لقاضي األحداث أن ينيب
عنه شخصا أخر في توبيخ الطفل،إذ ال أثر له على نفسية الطفل إذا كان صادر من غير
القاضي،و من أجل ذلك يجب أن يصدر التوبيخ في الجلسة،فمن الضروري حضور الطفل
لجلسة الحكم،فال يمكن أن يكون الحكم بالتوبيخ غيابيا،بالمقابل لم تشترط صيغة معينة،لكن
يجب أن تتضمن بوضوح داللة اللَّوم و تأنيب الطفل على ما صدر منه و تحذيره بأال يعود
-2نطاق تطبيق التوبيخ:
األصل في التوبي خ هو تربوي إرشادي بصورة أين ال تمس كرامة الطفل أو مشاعره،
فيتحقق ذلك من خالل تبصيره بالنتائج الضارة المترتبة على السلوك الذي إرتكبه و حثه
على السلوك القويم ،و إنذاره من أنه يكون عرضة لتدبير أشد في حالة ما إرتكب جريمة
أخرى في المستقبل.
فالمشرع الجزائري إنما إكتفى بالنص على األخذ بتدبير التوبيخ،كما سلفنا ذكره ،و لم
يتطرق لتعريفه ففي المادة 3/49من قانون العقوبات التي تنص":و مع ذلك فإنه في مواد
المخالفة ال يكون محال إال للتوبيخ".
كما نصت المادة 2/446من قانون اإلجراءات الجزائية التي تنص...":فإذا كانت
المخالفة ثابتة جاز للمحكمة أن تقضي بمجرد التوبيخ البسيط للحدث"....
- 149نقال عن محمد علي جعفر المادة األولى من قانون األحداث العراقي ،حماية األحداث المخالفين للقانون و المعرضين لخطر
اإلنحراف ،المرجع سابق ،ص .326
70
أما القانون الخاص بحماية الطفل رقم ( )12-15تعرض لهذا التدبير في المادة 87
الفقرة األولى و التي تنص" :يمكن قسم األحداث،إذا كانت المخالفة ثابتة،أن يقضي بتوبيخ
الطفل"....
من خالل هذه المواد نستنتج أن المشرع الجزائري تعرض فقط لنطاق تطبيقه الذي
يختلف بإختالف التشريعات،سواء تعلق األمر بشرط سن الطفل لفرض هذا التدبير أو
151
بشرط نوع الجريمة التي ارتكبها.
جعل المشرع الجزائري تطبيق تدبير التوبيخ ،بمثابة التدبير الوحيد الذي يجوز توقيعه
على األحداث في حالة المخالفات فقط دون الجنايات و الجنح و في مختلف المراحل
العمرية سواء األحداث من عشر( )10سنوات إلى أقل من ثالثة عشر( )13سنة ،أو من
ثالثة عشر( )13سنة إلى السن الثامن عشر(ِ ،)18تؤكد على ذلك المادة 49فقرة 2و 3من
قانون الخاص بحماية الطفل رقم( )12-15التي تنص "ال توقع على القاصر الذي يتراوح
سنه من 10إلى أقل من 13سنة إال تدابير الحماية أو التهذيب .
كما أن المادة 87الفقرة 02من قانون حماية الطفل رقم (" )12-15و مع ذلك فإنه
في مواد المخالفة ال يكون محال إال للتوبيخ".
أيضا نصت المادة 51من قانون العقوبات على أنه":في مواد المخالفات يقضي على
القاصر الذي يبلغ سنه 13إلى 18سنة إما بالتوبيخ و إما بعقوبة الغرامة152".
و الملفت في القانون الخاص بحماية الطفل رقم( )12-15أن هذا التدبير ينفذ من
طرف قاضي األحداث بإعتباره رئيسا لقسم األحداث،و ذلك حسب المادة 80الفقرة 1من
قانون حماية الطفل التي تنص":يتشكل قسم األحداث من قاضي األحداث رئيسا،و من
مساعدين محلفين إثنين".
من إجراءات محاكمة األحداث سرية الجلسات ،إال أنه عند صدور منطوق الحكم
يكون حضوري و ذلك كن خالل ما أكدته المادة 82من قانون حماية الطفل،من هنا
اليتصور غياب الطفل و قد تم اإلشارة إلى هذا سابقا.
و هذا هو أشار إليه نص المادة 82من قانون حماية الطفل":تتم المرافعات أمام قسم
األحداث في جلسة سرية......يمكن قسم األحداث،إعفاء الطفل من حضور الجلسة إذا
يعد تدبير الوضع تحت اإلفراج المراقب،تدبير قديم النشأة حيث نشأ ألول مرة في
الواليات المتحدة األمريكية و الذي يعود الفضل إلى"جون أستون" لعام ،1848أين كان
يتقدم هذا الشخص إلى المحكمة لغرض أن يطلب إعادة األحداث الجانحين إلى البيئة التي
كان يعيشون فيها أين يتعهد جون أوستن بمراقبة و توجيه و تقديم مجموعة من النصائح لهم
لغرض إصالح سلوكهم،و يقدم تقرير المراقبة إلى المحكمة خالل مدة معينة أين يبين فيها
تحسن سلوك الطفل الجانح و هذا تفاديا إلمكانية وضع الطفل الجانح في مؤسسة
عقابية(السجن)،و هذ ا في حالة ما إذا اقتنع القاضي أن سلوك الطفل الجانح قد تغير،و لقد
ي هذا النظام نجاحا كبيرا في الواليات المتحدة األمريكية ليتم تطبيقه فيما بعد في باقي لق َّ
154
الواليات،و على باقي دول العالم و هذا راجع إلى أنه تدبير غير سالب للحرية.
-2تعريفه:
يطلق على تدبير الحرية المراقبة عدة تسميات و التي تختلف من تشريع ألخر،ففي
قانون رعاية األحداث العراقي يسميه المشرع "بمراقبة السلوك"،و تسميه بعض التشريعات
-153زينب أحمد عوين،قضاء األحداث"،دراسة مقارنة"،الطبعة الرابعة،اإلصدار الثاني،دار الثقافة للنشر و التوزيع،األردن،2009،
ص .243
- 154عبد الرحمان حاج إبراهيم،إجراءات التقاضي في جرائم األحداث،أطروحة الدكتورة،كلية الحقوق و العلوم السياسية،جامعة الجزائر،دراسة
مقارنة ،الجزائر ،2015،ص .108
72
األخرى باإلختيار القضائي مثل الواليات المتحدة األمريكية،أما المشرع الجزائري يسميه
155
في قانون 12-15بتدبير حرية المراقبة.
يرى جانب من الفقه أن التدبير هو إجراء يقوم بتقيد حرية الفرد بإخضاعه لمراقبة
156
خاصة مع إلزامه بتنفيذ تعليمات معينة بهدف تجنيب إرتكابه لجرائم جديدة.
يكون الهدف من هذا التدبير هو مراقبة سلوك الطفل الجانح و العمل على إصالحه من
خالل تقديم النص ح له و مساعدته على تجنب السلوكات السيئة مع إمكانية تسهيل إدماجه في
المجتمع و بيئته الطبيعية،بحيث يتمتع الطفل في هذا النظام بقدر من الحرية التي تكون تحت
إشراف مندوبين سواء كانوا دائمين أو متطوعين و الذين يعملون تحت إشراف قاضي
157
األحداث.
ضف إلى استبع اد العقوبة و اآلثار السلبية التي تؤثر على نفسية الحدث الجانح من
حيث عدم تقييد حرية الطفل و ضمان عدم عزله عن أسرته و مجتمعه،و مساعدته على
تخطي كل الصعوبات التي تواجهه و إعادة إدماجه إجتماعيا ليصبح فردا صالحا يمارس
158
دوره الطبيعي في المجتمع.
-3تدبير حرية المراقبة في القانون الجزائري:
يعتبر التشريع الجزائري من التشريعات التي إهتمت بهذا التدبير،نظر لألهداف التي
يسعى إلى تحقيقها في مجال إصالح و تقويم سلوك الطفل المنحرف و هذا راجع إلى أن
159
اإلصالح ال يكون دائم عن طريق فرض تدابير سالبة للحرية.
يظهر إهتمام المشرع الجزائري بهذا التدبير في قانون ، 12-15و هذا من خالل
المواد 100إلى ،105و الذي كان يعبر عنه في قانون اإلجراءات الجزائية"نظام اإلفراج
المالحظ أن المشرع الجزائري لم يقدم تعرفا لهذا التدبير و إنما إكتفى ببيان كيفية
تنفيذه و المهام التي أسندت إلى جهة المراقبة و اإلشراف كما ذكر أيضا وجوب إخطار
قاضي األحداث كل من الطفل و ممثله الشرعي بهذا التدبير،إذ تنص المادة 100منه على
- 156طارق الديراوي ،مراجعة قانونية بشأن المعاملة العقابية لألحداث في التشريع الفلسطيني ،د.م.ن ، 2011،ص .06
- 157حميش كامل،الحماية القانونية للطفل في التشريع الجزائري،مذكرة لنيل إجازة المدرسية العليا للقضاء،2002،ص .52
- 158راهم فريد،مرجع سابق،ص .81
73
أنه"في كل األحوال التي يتقرر فيها نظام حرية المراقبة يخطر الطفل و ممثله الشرعي
بطبيعة هذا التدبير و الغرض منه و اإللتزامات التي يفرضها".
أو كل المشرع الجزائري مهمة تنفيذ هذا التدبير إلى أشخاص طبيعين يعملون تحت
إشراف قاضي األحداث و هم المندبون الدائمين و المتطوعين و هذا ما نصت عليه المادة
101من قانون حماية الطفل "يتم تنفيذ حرية المراقبة للطفل بدائرة إختصاص التي أمرت
متطوعين160". بها أو محكمة موطن الطفل،من قبل مندوبين دائمين و مندوبين
من خالل هذه المادة يتبين أن تنفيذ هذا التدبير يكون من إختصاص المندوبين الدائمين و
المتطوعين.
أ)المندوب الدائم:تنص المادة 102من قانون حقوق الطفل"يختار المندوبون الدائمون من
بين المربين المتخصصين في شؤون الطفولة "...إن هذه المادة قد نصت عليه المادة 25
161
فقرة 1من القانون الفرنسي.
يفهم من هذه المادة أن المندوب الدائم يتم إختياره من بين المربين المختصين بشؤون
الطفل و الذي يكون له خبرة و دراية في مجال اإلهتمام بالطفل.
ب)المندوب المتطوع :حسب المادة 102الفقرة 02منه فإن المندوب المتطوع هو شخص
جدير بالثقة و له الدراية في شؤون األطفال و يشترط القانون لقيام المندوب المتطوع بهذه
المهمة أن ال يقل عمره 21سنة .
من خالل المادة 103فالمهمة التي أوكلت للمندوبين تتمثل في مراقبة كل الظروف
التي تحيط بالطفل إما المعنوية منها و المادية و الصحية و التربوية،كما أنهم ملتزمون
162
بتقديم تقارير خالل كل أشهر.
كما يمكن لهم أيضا أن يقدموا تقارير خارج األجال المحددة قانونا و هذا في حاالت معينة
مثل أن يكون سلوك الطفل سيء،و لم يظهر عليه أي تغيير،أو أن يكون معرضا
للخطر،أو أن التدبير المقرر عليه غير مالئم له،كما قد يقدمون أيضا تقارير في حالة وجود
163
صعوبات في أداء مهامهم.
74
تتمثل مهام مندوبي حرية المراقبة في تتبع سلوك الطفل و إجراء بحث إجتماعي له.
يقصد بالرقابة و المراقبة خضوع سلوك الطفل الجانح سواء في مرحلة التحقيق أو
عند تقريره كتدبير نهائي إلشراف المندوبين الذين تعينهم المحكمة لتنفيذ هذا التدبير،و التي
تشمل أيضا األماكن التي يتردد عليها الطفل.كما الطفل في هذه المرحلة لفحص نفسي أولي
من أجل التعرف على قدراته اإلستيعابية ،وعليه يلتزم الطفل بالنصائح و التوجيهات التي
يقدمها المربي،و عند إنتهاء هذا التدبير يجى للطفل فحص إجمالي عن مدى خطورة سلوكه.
الفرع الثاني :التدابير القضائية إلبعاد الطفل عن الوسط العائلي
إذا رأى القاضي أن التدابير المقررة سابقا لم تجدي نفعا بالنظر إلى الظروف
الشخصية و الموضوعية له،فإنه يأمر بوضعه في إحدى المؤسسات الخاصة بحماية
الطفولة ،و تسمى أيضا بتدابير الوضع،لكن سوف نتعرض لتعريف تدبير الوضع(أوال)،كما
نتطرق لنشأ المؤسسات و المراكز الخاصة باألحداث(ثانيا)ثم نتعرف على أحكامه في ظل
القانون الجزائري رقم ( )12-15الخاص بحماية الطفل(ثالثا).
يعتبر هذا التدبير من أهم التدابير التي تطبق على األطفال الجانحين و الهدف هذا
التدبير إيواء الحدث في مؤسسة أو معهد أو دارا يخضع فيها لبرنامج تربوي و تقويمي
164
شامل يتسع لكل جوانب حياته.
إال أنه في حاالت الضرورة القصوى ،حين يتعذر توقيع أي تدبير أخر السيما إذا كانت
األسرة غير صالحة لتربية و تأهيل الحدث،فحينئذ يكون البحث عن بديل مالئم تتولى هذه
المهمة الكبيرة و الخطيرة،و من هنا كانت فكرة المؤسسات اإلصالحية التي ترسل إليها
األحداث بقصد التربية و التأهيل ،فحينئذ يكون البحث عن بديل مالئم تتولى هذه المهمة
75
الكبيرة و الخطيرة،و من هنا كانت فكرة المؤسسات اإلصالحية التي ترسل إليها األحداث
بقصد التربية و التأهيل و اإلصالح إذ يتجرد هذا التدبير من طابع العقوبة و هو محض
تدبير تقويمي و تهذيبي يحدد القانون أحكامه و شروطه و أسلوب تنفيذه.
َّ
إن هذه المؤسسات اإلجتماعية (اإلصالحية) ال تعتبر سجنا أو نوع من نظام السجون،و
165
لكن لها مظهرها الخاص و نظامها الخاص فهي أن تكون مدرسة داخلية.
كما أشار القانون المصري في المادة 108منه على المؤسسات العالجية هذا
نصها"يلحق المحكوم بإيداعه أحد المستشفيات المتخصصة،بالجهات التي يلقى فيها
ال عناية التي تدعو إليها حالته .و تتولى المحكمة الرقابة على بقائه تحت العالج في فترات
دورية ال يجوز أن تزيد أي فترة منها على سنه يُعرض خاللها تقارير األطباء و تقرر
إخالء سبيله،إذا تبين أن حالته تسمح بذلك،إذا بلغ الطفل سن الحادية و العشرين،و كانت
حالته تستدعي إستمرار عالجه نقل إلى أحد المستشفيات المخصصة لعالج الكبار166".
أقر القانون المصري وضع الطفل في مؤسسة عالجية إذا إستدعت حالته الصحية ذلكَّ
و يُقَدَّم لألطباء في فترات دورية غير محددة المدة ،على أالَّ تزيد كل فترة منها على
سنة،تحت إشراف و رقابة المحكمة.
-2في القانون السوري :
إن المشرع السوري منح القاضي إمكانية وضع الحدث في مراكز المالحظة بهدف
دراسة حالته الجسمية و النفسية الستكمال ملف شخصيته الذي يشكل جزء من القضية
بصفة عامة و هذا بمدة ال تقل عن 06أشهر دون أن يفصل في القضية إال بعد
167
مالحظته لتقارير مركز المالحظة.
تنفيذ هذا التدبير بغرض إتاحة الفرصة،أمام الحدث نفسه ليشارك ذاتيا في إتباع السلوك
168
القويم و تقبل إرشادات الفنيين العاملين في المعهد.
76
لقد نصت المادة الرابعة من قانون األحداث الجانحين على هذا تدبير كاألتي "الحجز
في مأوى إحترازي"،ثم يأتي التفصيل في المادة 16من نفس القانون نصها "كل حدث
فرض عليه تدبير إصالحي و كان في حالة عقلية أو نفسية أو جسدية تستوجب عناية
طبية للمعالجة التي تدعو إليها حالته،إذا تبين أن جنوح الحدث ناشيء عن مرض عقلي
يحجز في مصح مالئم حتى يتم شفاؤه".
يعني المشرع السوري مأوى إحترازي مالئم ،مؤسسة طبية إذا تبين للمحكمة أن
169
جنوح الطفل ناتج عن مرض عقلي.
-3في القانون الفرنسي:
عرف المشرع الفرنسي تدبير الوضع على أنه إجراء البد منه إذا إستدعدت الحالة
الصحية للطفل،فيوضع في مؤسسة طبية أو طبية تربوية ،على أن يكون ذلك من سن الثالثة
170
عشر إلى سن الثامنة عشر.
ثانيا :نشأة مؤسسات ومراكز خاصة باألحداث
لقد كان المشرع الفرنسي سباقا في ذلك،فالحظ أن تطبيق عقوبات قصيرة المدة على
الصغير ال يحقق هدف اإلصالح و التهذيب و لهذا يحكم على الطفل بإرساله إلى مدرسة
إصالحية لمدة قد تكون طويلة لتربيته.
فتم إنشاء المؤسسات الخاصة باألحداث منذ إعالن 12جوان 1772من أجل إحتواء
هذه الفئة بهدف تعليمهم و تهذيبهم،و إستمر األمر إلى غاية القرن التاسع عشر إلى أن
تطور األمر فأصبح األحداث المنحرفون يرسلون إلى مستعمرات زراعية.
إلى أن تم توسيع نطاقها فأصبحت تلقن الطفل مختلف العلوم الدينية و األخالقية...إلخ
و هذا من خالل صدور المرسوم التشريعي 1850م،و المتصل إليه هو أن هذه المؤسسات
المرجوة من خالل نقطتين حققتهما األولى تصنيف المجرمين
َّ حققت بعض النتائج اإليجابية
و الثانية تفريد العقاب ،إالَّ أن طابع الردع كان هو السائد و المطبق على األحداث أي أن
نظام التهذيب و إصالح كان مستبعدا،و هذا دفع إلى قيام حملة إحتجاجية ضد هذه
المؤسسات من أجل تغيير نظامها و العمل على تطويرها.
فصدر القانون الفرنسي في 22جوان 1912م الذي تضمنت مواده على إنشاء
171
أقره األمر رقم 175-45الصادر في 02فيفري 1945م
المدارس اإلصالحية ،و َّ
- 169قانون األحداث الجانحين السوري،مرجع سابق.
170
- Voir art 16 de l’ordonnance n0 45-175 relative à l’enfance délinquante,op,cit.-
77
تضمنت المادة 16منه على أن وضع الطفل يكون في مؤسسة أو مصلحة عامة أو
خاصة مخصصة للتعليم و التكوين المهني،على أن هذا التدبير يطبق على األطفال
الذي يبلغ سنهم 13سنة أو أكثر،تضمن القانون أيضا على مراكز المالحظة تحت إسم
» ،« Centre d’observationالمؤرخ في 20جويلية 1950م أين حددت المادة الثانية
منه يكون عمل هذه المراكز على الوجه اآلتي:
-إستقبال الطفل و العناية به.
-جمع المعلومات المتعلقة بالطفل عن أسباب إنحرافه و وضعه اإلجتماعي و األسري.
-دراسة حالة الطفل الصحية و العقلية و النفسية و مدى قابليته للتعليم و إمكانياته المهنية.
المجتمع172. -تقديم اإلقتراحات التي من شأنها أن تساهم في تربيته و دمجه في
منه يفهم أن هناك مؤسسات إصالحية تعنى بالحالة األخالقية و التهذيبية و التربوية
للطفل من أجل إصالحه،كما نجد مراكز خاصة بالصحة الجسدية للطفل كالمستشفيات،و
أيضا التي تهتم بالحالة اإلجتماعية و النفسية له.
ثالثا :تدبير اإلبعاد في ظل قانون (.12-15أحكام تدبير الوضع)
نصت المادة 85من الفقرة ،4،3،2،1من قانون حماية الطفل على أنه...":ال يمكن في
مواد الجنايات أو الجنح أن يتخذ ضد الطفل إال تدبير واحد أو أكثر من تدابير الحماية و
التهذيب األتي بيانها:
-وضعه في مؤسسة معتمدة مكلفة بمساعدة الطفولة.
-وضعه في مدرسة داخلية صالحة إليواء األطفال في سن الدراسة.
-وضعه في مركز متخصص في حماية األطفال الجانحين........
يتعين على قسم األحداث عندما يقضي في جميع األحوال أن يكون الحكم بالتدبي
الجزائي173. المذكورة أنفا لمدة محددة ال تتجاوز التاريخ الذي يبلغ فيه الطفل سن الرشد
يُ َ
طبِ ْق القاضي هذا التدبير في حالة فشل التدابير السابقة منها تدبير التسليم،و تدبير
174
الحرية المراقبة.
- 174بلقاسم سويقات ،الحماية الجزائية للطفل في القانون الجزائري ،مرجع سابق ،ص .47
79
أوال :المراجعة التلقائية من قاضي األحداث
يعتبر قاضي األحداث من أهم رجال القضاء ،و أهم جهة يسند إليها مهمة التعامل مع
الطفل،فعين من بين القضاة الذين يتم إختيارهم بالنسبة لكفاءتهم في اإلهتمام بفئة األطفال ،و
ذلك بقرار وزاري من وزير العدل و حافظ األختام.
ذلك وفق المادة 03من القانون األساسي للقضاة رقم 11-04التي تنص"يعين القضاة
بموجب مرسوم رئاسي بناءا على إقتراح من وزير العدل175"....
يكون مهام قاضي األحداث في تحليل و دراسة شخصية الطفل الذي يرافقه تحقيق
إجتماعي،زد الوثائق الطبية و النفسية والعقلية و مراقبة سلوكات الطفل،كما له سلطة إنزال
و مراجعة التدبير 176الذي يمكن أن يكون في أي مرحلة مراحل تنفيذه أو بناءا على طلب
من طرف أخر محدد قانونا و هم النيابة العامة،مندوب حرية المراقبة و الطفل نفسه إضافة
لوليه.
يعتبر توجيه الطلب من طرف هؤالء األشخاص ليس بمثابة مراجعة في حد ذاتها ألن
قاضي األحداث هو من يملك سلطة التغيير أو التعديل 177.و نفس الفكرة نصت عليها المادة
96من قانون حماية الطفل"يمكن لقاضي األحداث تغيير أو مراجعة تدابير الحماية و
التهذيب في أي وقت بناء على طلب من النيابة العامة أو بناء على تقرير مصالح المفتوح
أو من تلقاء نفسه،مهما كانت الجهة القضائية التي أمرت بها".
بالرجوع للقواعد النموذجية الدنيا إلدارة شؤون األحداث نصت المادة 23منها":تشمل
هذه التدابير سلطة تعديل األوامر حسبما تراه السلطة المختصة مناسبا من وقت إلى أخر
شريطة أن يقرر هذا التعديل وفقا للمباديء الواردة في هذه القواعد".
من خالل هذ ه القاعدة يتبين أن المراجعة تكون على أساس تطور حالة الطفل و
شخصيته و هذا بعدما تم إثبات فشل التدبير األول في تحقيق الهدف المرجو وأنه غير
178
مناسب أو غير مالئم للحدث.
- 175القانون العضوي رقم ( )11-04مؤرخ في 06سبتمبر 2004المتضمن القانون األساسي للقضاة،ج.ر،عدد 57صادرة في
08أكتوبر .2004
من خالل هذه المادة نستنتج أن محكمة األحداث لها سلطة التغيير و مراجعة التدبير
المقررة لألطفال،إذا ما رأت أن تدبير تسليم الطفل لوالديه أو وصيه أو الشخص الذي تولى
حضانته غير جدير بذلك أو أن الوسط العائلي غير مالئم له من أجل تأهيله إلعادة إدماجه
في الوسط اإلجتماعي أو أن الوالدين لم يقوما بالرقابة لتجنيب الطفل من الوقوع في شباك
182
الجريمة.
ثانيا :مراجعة التدابير على أساس الطلب
منح القانون حق مطالبة بمراجعة التدبير الذي قرره قاضي األحداث على الطفل
الجانح لجهات أخرى،و التي تتمثل في ولي الطفل ،النيابة العامة،الجهات المختصة
بالمراقبة ،أو الطفل و هذا ما نصت عليه المادة 96من قانون حماية الطفل"يمكن لقاضي
األحداث تغيير أو مراجعة تدابير الحماية أو التهذيب في أي وقت بناء على طلب النيابة
العامة أو بناء على تقرير مصالح الوسط المفتوح ".كما نصت المادة 96من قانون حماية
الطفل أنه":يجوز للممثل الشرعي تقديم طلب إرجاع الطفل إلى رعايته إذا مضى على
تنفيذ الحكم الذي قضى بتسليم الطفل أو وضعه خارج أسرته ستة أشهر على األقل،و ذلك
184
- Voire l’art 27 de l’ordonnance n045-174 relative à l’enfance délinquante , op,cit.
-185حاج علي بدر الدين ،الحماية الجنائية للطفل في القانون الجزائري ،مذكر ماجستير ،كلية الحقوق و العلوم السياسية،جامعة أبو
بكر بلقايد ،تلمسان ،2010 ،ص .187
82
ثانيا :المسائل العارضة
أشار المشرع الجزائري في المادة 98من قانون حماية الطفل على المسائل العارضة،
و دعاوى تغيير التدابير ،و لكن لم يعرف معنى المسائل العارضة(،)1إنما إكتفى بتحديد
جهة اإلختصاص للنظر في المسائل العارضة(.)2
ذكر المشرع الجزائري المسائل العارضة دون تقديم تعريفا عليها و لم يذكر أمثلة،أو
حتى حاالت على هذه المسائل ،فإنما ترك ذلك لسلطة قاضي األحداث في تقدير المسألة
العارضة .لكن تم تعريفه في التطبيق القضائي على أنه":كل الظروف الجديدة التي تظهر
أثناء تنفيذ التدابير المتخذة من قبل قاضي األحداث،و ظهور هذه المسائل العارضة تجعل
قاضي األحداث يعيد النظر في التدبير األصلي،و من أمثلة ذلك طلب أولياء الطفل إعادة
طفلهم إلى محيط األسرة رغبة منهم في العناية و التكفل به بعد أن تم وضعه في أحد
سلَّم له في إطار
المراكز أو المؤسسات من قبل قاضي األحداث ،أو أن يكون ولي الطفل ال ُم َ
تنفيذ تدبير التسليم قد أصابه مكروه مثل الوفاة أو حالة تعرض الحدث الذي وضع في
187
المركز إلى إعتداء يؤثر عليه سلبيا من الناحية النفسية.
-2الجهة المختصة بالنظر في المسائل العارضة
-2قاضي األحداث أو قسم األحداث الذي يقع بدائرة إختصاصه موطن الممثل الشرعي
للطفل أو موطن صاحب العمل أو المركز الذي وضع الطفل فيه بأمر من القضاء و ذلك
بتفويض من قاضي األحداث أو قسم األحداث الذي فصل أصال في النزاع.
-3قاضي األحداث أو قسم األحداث الذي يقع بدائرة إختصاصه مكان وضع الطفل أو حبسه
و ذلك بتفويض من قاضي األحداث أو قسم األحداث الذي فصل أصال في النزاع.
غير أنه،إذا كانت القضية تقتضي السرعة،يمكن قاضي األحداث الذي يقع في دائرة
إختصاصه مكان وضع الطفل أو حبسه أن يأمر باتخاذ التدابير المؤقتة المناسبة188".
إجتماعي و الجانحين الموضوعين تحت رعاية نظام الحرية المراقبة من طرف محاكم
األحداث 193.لقد نصت المواد من 21إلى غاية 31من قانون 12-15المتعلق بحماية
الطفل،نصت على هذه المصالح التي تعنى بالمالحظة و التربية في الوسط المفتوح و
عرفتها على أنها مصلحة تابعة للوالية التي تكون تحت وصاية مديريات النشاط اإلجتماعي
حاليا،تأخذ على عاتقها حماية األحداث ذوي الخطر أو األطفال الجانحين،فهي مؤسسة
تربوية في الوسط المدني اإلجتماعي المفتوح بقصد اإلدماج و التكفل باألحداث المعرضين
194
لخطر الجنوح أو الجانحين.
تواجد هذه المصالح يكون على مستوى كل والية من واليات القطر الجزائري و هذا ما
نصت عليه المادة 21فقرة 2من قانون رقم 12-15المتعلق بحماية الطفل كالتي...":تنشأ
مصالح الوسط المفتوح بواقع مصلحة واحدة بكل والية،غير أنه يمكن في الواليات ذات
الكثافة السكانية الكبيرة إنشاء عدة مصالح195".
فالمراك ز المتخصصة لحماية يجوز لها التعاون في العمل التربوي للعالج البعدي
لمصالح األحداث من ذلك أن األحداث الذين يكونون بحاجة إلى عناية أكثر و الذين سبق
لهم و أن تم وضعهم بمركز إعادة التربية فإما أن يحال على مركز للحماية أو مصلحة من
مصالح المالحظة في الوسط المفتوح و تتميز هذه األخيرة بقدرة مالحظة الحدث في الوسط
196
الطبيعي بين عائلته.
وفقا للمادة 21فقرة 3تتشكل مصالح الوسط المفتوح من موظفين مختصين السيما
197
المربين و مساعدين اجتماعين و أخصائيين اجتماعين وأخصائيين حقوقيين.
تختص مصالح الوسط المفتوح بما يلي:
-السهر على تربية األحداث و مراقبتهم بكل دقة في األسرة أو في المدرسة أو في الوسط
المهني وفق المادة 35فقرة 02من قانون رقم 12-15المتعلق بحماية الطفل.
- 193علي مانع،جنوح األحداث و التعثر اإلجتماعي في الجزائر المعاصرة،ديوان المطبوعات الجامعية،الجزائر،2002،ص .209
نص المشرع الجزائري على تدبير التسليم المادة 85في فقرتها 2من قانون 12-15
المتعلق بحماية الطفل هذا نصها "...تسليمه لممثله الشرعي أو لشخص أو عائلة جديرين
بالثقة-.وضعه في مؤسسة معتمدة مكلفة بمساعدة الطفولة".....
معني هذه المادة هو أنه يلجأ إلى هذا التدبير في حالة الطفل تستدعي مساعدته مهما كان
198
نوعها إما مادية أو معنوية.
كما سلف الذكر أن هذا التدبير هو مهم جدا ألنه يخضع الحدث لبرنامج تقويمي متكامل
يتسع لكل جوانب حياته بالرغم من أنه يحد من حرية الحدث ،إال أنه ال ينطوي على إيالم
مقصود 199.فالهدف الرئيسي من هذا التدبير هو إبعاد الحدث الجانح عن محيطه األسري و
اإلجتماعي و وضعه في وسط مالئم،خصوصا إن كانت وضعيته المادية و النفسية في حالة
200
متدهورة.
-2مدرسة داخلية صالحة إليواء األطفال في سن الدراسة:
نصت على هذا التدبير المادة 85فقرة 03من قانون 12-15المتعلق بحماية الطفل
كاآلتي-.....":وضعه في مدرسة داخلية صالحة إليواء األطفال في سن الدراسة ".
- 198شهيرة بولحية ،اإلجراءات و التدابير الخاصة المقررة لألحداث"مجلة المنتدى القانوني" ،العدد السادس ،جامعة خيضر،
بسكرة ،2009 ،ص .220
للحرية بالمقابل نجد المراكز المتخصصة إلعادة التربية التابعة لوزارة التضامن الوطني
تستقبل هذه المراكز إال األحداث الجانحين دون األحداث في حالة الخطر،و ذلك بناءا
على قرار صادر من محكمة األحداث أو قاضي األحداث،كما ال يمكنه إيواء غير األصحاء
بدنيا أو عقليا وفق ما نصت عليه المادة 8فقرة 02من قانون إنشاء المراكز المتخصصة
"المرسوم التنفيذي رقم 165-12الصادر بتاريخ 05أفريل 2012المتضمن تعديل القانون
204
األساسي النموذجي للمؤسسات المتخصصة في حماية الطفولة و المراهقة.
لكن في المادة 116من قانون رقم 12-15المتعلق بحماية الطفل ،أضاف المشرع داخل
هذه المراكز أجنحة خاصة باألطفال المعوقين.
تتكون هذه المراكز من ثالثة مصالح و هي مصالح المالحظة،مصلحة إعادة
التربية،مصلحة العالج البعدي.
-1مصلحة المالحظة:
مصلحة داخلية في المركز تهتم بدراسة شخصية الحدث،و ما يطرأ على سلوكه من
تصرفات سيئة و ذلك بواسطة المالحظة المباشرة و المستمرة و بمختلف الفحوص،
التحقيقات التي يجريها المندوبين معه و مع عائلته،و يبقى الحدث موضوع المالحظة في
هذه المصلحة لمدة أدناها 3أشهر و أقصاها 06أشهر،و بإنتهاء هذه المدة يرسل التقرير
إلى قاضي األحداث و يضم التدبير النهائي الذي يقترحه مندوب المنتمي لهذه المصلحة الذي
يقدمه لقاضي األحداث يوم المحاكمة.
-2مصلحة إعادة التربية:
يرتكز مهامها في تزويد الحدث بالتربية األخالقية و الوطنية و الرياضية فضال عن
التكوين المدرسي و المهني المكثف،من أجل إعادة التأهيل اإلجتماعية ،و ال يوضع الحدث
في هذه المصلحة إال بعد أن يتقرر في حقه التدبير النهائي بعد قضائه مدة معينة في مصلحة
المالحظة ،و يتم دمجه إجتماعيا وفقا لمقرر البرامج الرسمية المعدة من الوزارات المعينة
88
حسب الحالة مثل وزارة التربية الوطنية و التكوين المهني،و هذا بالتنسيق مع مصلحة
المالحظة وفقا ألوامر قاضي األحداث التي ترفع له التقارير بشكل دوري على 03أشهر
205
على األقل لمتابعة وضع الحدث و تطوره.
-3مصلحة العالج البعدي:
يعتبر جهاز للمعالجة و المتابعة البعدية و التي يأتي عملها بعد عمل مصلحة
المالحظة،و عمل مصلحة إعادة التربية،و تعمل هذه المصلحة على دمج الحدث
إجتماعيا،فهي تعمل في تربيتهم خارجيا بعد أخذ رأي لجنة العمل التربوي الموجودة بكل
مركز متخصص في حماية الطفولة،و هذه اللجنة تقوم بدراسة تطور شخصية الحدث ،
فتتكفل بالسهر على تطبيق برامج المعاملة الخاصة باألحداث و تربيتهم و لها أن
تقترح على قاضي األحداث الذي رئيس المصلحة في أي وقت إعادة النظر في التدابير التي
سبق له أن حكم به،إال أن تشكيلة هذه اللجنة و كيفيات سيرها إال أن يصدر تنظيم
لتحديدها.206
ثانيا :المراكز المتعددة الخدمات لوقاية الشباب
لقد أشار المشرع الجزائري لنوع جديد من المراكز اإلختصاصية لم يشير إليها قبل عام
،1975فألول مرة يتقرر ضم المراكز المتخصصة و المصالح المختلفة المكلفة بإعادة
التربية و الشبيبة المنحرفة في مؤسسة واحدة ،أي هي عبارة عن مراكز مجتمعة تحتوي
على جميع المراكز السابقة من مصلحة التربية و المالحظة في الوسط المفتوح و المراكز
المتخصصة إلعادة التربية و مراكز حماية األحداث في حالة خطر ،فهي شاملة لخواص
207
باقي المراكز.
نصت عليها المادة 25من األمر ،64-75حيث أنه كلما إقتضت األوضاع جمع من
مراكز إعادة التربية و مركز المتخصص في الحماية و مصلحة المالحظة و التربية في
الوسط المفتوح فإنه يتم ضمها على بعضها ضمن مؤسسة واحدة تسمى المركز المتعدد
208
الخدمات لوقاية الشبيبة.
89
يتمتع هذا المركز بالشخصية المعنوية و اإلستقالل المالي و بعد من المؤسسات ذات
الطابع اإلداري ،و في هذا المركز توجد ثالثة مصالح ،مصلحة المالحظة ،مصلحة إعادة
التربية ،و مصلحة العالج البعدي ،مجتمعة يستقبل كل األحداث المقيمة بالمركز دون تفرقة
بين الجانح و غير الجانح.
لقد تم تقرير إنشاء هذا النوع من المراكز في المناطق النائية ،و التي ال يوجد بها نسبة
كبيرة من األحداث ،أي أن المعيار في إنشائها كثافة السكان و بالتالي فإن نسبة اإلجرام و
على سبيل المثال :أنه بعض المناطق من الصحراء أو المناطق النائية ال يشترط إنشاء كل
أنواع الثالثة من المركز و المصالح السالفة الذكر ،بل يمكن اإلكتفاء بهذا النوع من
المراكز.
جاء في المرسوم التنفيذي رقم 165-12الصادر بتاريخ 05أفريل 2012المتضمن
تعديل القانون األساسي النموذجي للمؤسسات المتخصصة في حماية الطفولة و المراهقة
على خمسة مراكز من هذا النوع المتثملة في :
-المركز المتعدد الخدمات لوقاية الشبيبة بوالية بشار.
-المركز المتعدد الخدمات لوقاية الشبيبة بوالية تبسة.
-المركز المتعدد الخدمات لوقاية الشبيبة بوالية ورقلة.
-المركز المتعدد الخدمات لوقاية الشبيبة بوالية إليزي.
209
-المركز المتعدد الخدمات لوقاية الشبية بوالية خنشلة.
- 209المرسوم التنفيذي رقم 165-12الصادر بتاريخ 05أفريل 2012المتضمن تعديل القانون األساسي النموذجي للمؤسسات
المتخصصة في حماية الطفولة و المراهقة،ج.ر.عدد ،21صادر في 11أفريل .2012
90
خاتم ة
حاولت من خالل هذه المذكرة معرفت مختلف األليات و القواعد الحمايت الخاصت
باألطفال سواء األطفال الذين هم في حالت الخطر ،و األطفال الجانحين التي تعرف بشكل
شااع التداةير التي هي عبارة عن نظام و نهج تربوي إجتماعي ظهر في أواخر القرون
الوسطى،و المالحظ أن هذا النظام لم يتم تعريفه بطريقت واضحت من طرف فقهاء و علماء
القانون ،و إشتد الخالف ةينهم في تعريف الطفل ،أو الحدث ،أو القاصر كما إختلفوا في
تحديد مراحل الطفولت و تمييزها من حيث التكليف و المسؤوليت الجزاايت ،فهناك من حددها
بالسن األقمى و األدنى ،و هناك من حددها بالحد األقمى دون الحد األدنى ،و المتفق
عليه هو أن الطفل هو الشخص الذي لم يبلغ السن الثامنت عشر كاملت ،بالمقاةل نجد أن
المشرع الجزااري عرف الطفل أخذا معيار المسؤوليت الجزاايت ،حيث يكون الطفل محال
للمتابعت الجزاايت إذا لم يبلغ سن العاشرة سنت من عمره ،و حدد سن مرحلت التمييز ما ةين
10سنوات إلى 13سنت ،و األطفال الذين هم في سن ما ةين 10سنوات إلى 18سنت
يخضعون لقواعد التهذيب ،و رغم إختالفها إال أنها تمب في مضمون واحد و هدف واحد
الذي يتمثل في اإلصالح و التهذيب.
المالحظ هو إهتمام التشريعات الحديثت بفئت من األطفال التي تكون في حالت خطر حيث
سنت لها بعض أليات الحمايت اإلجتماعيت ،و لكن هناك تضارب و إختالف ةين هذه
التشريعات فيما يخص تحديد الحاالت التي يكون فيها الطفل في حالت الخطر ،و كما هو
ظاهر المشرع الجزااري لم يحدد بشكل صريح و واضح حاالت الخطورة التي تدفع بالطفل
إلرتكاب الجريمت.
أولى المشرع الجزااري اإلهتمام األوسع لألطفال الجانحين ،و ذلك من خالل سن الطفل
الجانح كمعيار مهم في تحديد األليت المالامت له ،و التي توافق سنه الزمني و نضجه العقلي
91
حل له في حالت أن إبقاء الطفل في الوسط
فجعل وضعه في المراكز المتخممت كأخر ّ
العاالي لم يجدي أي نفع بعد تسليمه ،أو توبيخه ،أو إخضاعه لنظام الحريت المراقبت .
أعطى قانون رقم ( )12-15المتعلق بحمايت الطفولت لقاضي األحداث سلطات واسعت في
تحديد األليت أو القاعدة المناسبت للطفل و التي تتماشى و سنه الزمني ،و تنفيذه لها يعتبر
تطبيقا لسياست جزاايت معاصرة.
في كل األحوال نقول ان المشرع الجزااري قد نجح في مسايرة التشريعات الحديثت ،كما
نجح إلى حد كبير في حمايت الطفل الجانح و ذلك من خالل محاولت إدماجه و إصالحه ال
تسليط عليه عقوبت ،لكن عند تحليل بعض المواد التي نص عليه قانون ( )12-15المتعلق
بحمايت الطفل لحظت بعض النقااص و الثغرات التي تجعل صعوبت في تطبيقها لذلك أقترح
األتي :
-تحديد بشكل واضح و دقيق بعض الممطلحات القانونيت التي نمت عليها بعض المواد
في القانون رقم ( )12-15المتعلق بحمايت الطفل حتى ال تحمل التأويل.
-تحديد سلطت قاضي األحداث بشكل واضح حتى ال تبقى السلطت في يده لتقدير الحالت
-تحديد بعض التعريفات بشكل مبسط و واضح و دقيق للممطلحات القانونيت مثل المساال
العارضت ،كما لم يتم تعريف الطفل في حالت خطر ،و إنما تعرض لحاالت الخطر المشار
إليها القانون رقم ( )12-15المتعلق بحمايت الطفولت لم يتم تعريف تدةير التسليم و التوبيخ،
لم يعرف المشرع الجزااري الحمايت اإلجتماعيت ةنوعيها ....إلخ.
-القيام بحملت توعويت ألولياء األطفال فهم األساس في توجيه الطفل إما إلصالحه ،أو في
إنحرافه.
92
-تنظيم ةرامج تربويت و وقاايت و ملتقيات من طرف أشخاص متخممين و ذوي خبرة في
مجال جنوح األطفال ،و ذلك من أجل حمايته من تكرار إرتكاب أفعال مخالفت للقانون.
-محاولت توعيت المجتمع بضرورة قبول و إدماج الطفل الجانح ،و ذلك من أجل إبعاده عن
نظرة التحقير و المهانت ،و ذلك لحمايته من العودة لمخالفت القانون.
-تأسيس لمدارس داخليت إليواء األطفال في حالت خطر ،و األطفل الجانحين مسطرين لهم
ةرنامج تربوي خاص إلصالحهم و تعويدهم مستقبال على اإلدماج إجتماعيا.
-توعيت األساتذة و التربويين بأهميت تربيت الطفل و ذلك لضمان إستم ارريته في المدرست من
خالل تقديم لهم المساعدة من طرف األخماايين اإلجتماعيين و النفسيين.
-نشر فكرة الثقافت القانونيت بمفت عامت و بمفت خاصت ما يتعلق بحقوق الطفل من خالل
إشهار بقانون رقم( )12-15المتعلق بحمايت الطفل.
93
-القران الكريم .
قائمة المراجع:
أوال :باللغة العربية
- Iالمعاجم :
-1ابن منظور ،لسان العرب،الطبعة األولى ،المجلد الرابع ،دار المعارف ،د.س.ن.
– IIالكتب :
-01عبد الرحمان خلفي ،القانون الجنائي العام ،دار بلقيس ،الجزائر.2016 ،
-02أسامة أحمد شتات ،قوانين الطفل و األحداث و التشرد و اإلشتباه و التسول و الدعارة و
شرب الخمر ،د.ط ،دار الكتب القانونية ،مصر.2003 ،
-03عبد القادر قواسميه ،جنوح األحداث في التشريع الجزائري ،المؤسسة الوطنية للكتاب
الجزائي ،د.م.ن.1992 ،
-04إبراهيم حرب محسين ،إجراءات مالحقة األحداث الجانحين في مرحلة ما قبل المحاكمة
استدالال و تحقيقا ،دار الثقافة للنشر و التوزيع ،األردن.1999 ،
-05محمد علي جعفر ،األحداث المنحرفون دراسة مقارنة،الطبعة الثالثة ،المؤسسة الجامعية
للدراسات و النشر و التوزيع ،د.م.ن.1996 ،
-06محمد علي جعفر ،حماية األحداث المخالفين للقانون و المعرضين لخطر االنحراف
دراسة مقارنة ،المؤسسة الجامعية للدراسات و النشر و التوزيع،بيروت.2000 ،
94
-07حسني ناصر ،تشريعات حماية الطفولة"حقوق الطفل في التشريع الدستوري-الدولي-
الجنائي-و التشريع االجتماع-و قواعد األحوال الشخصية" ،منشأة المعارف للتوزيع
اإلسكندرية ،مصر ،د.س.ن.
-08عبد الفتا ح بيومي حجازي ،المعاملة الجنائية و االجتماعية لألطفال"دراسة متعمقة في
قانون الطفل المصري مقارنة بقانون األحداث اإلماراتي" ،دار الكتب القانونية ،مصر،
.2007
-09علي بن سليمان بن إبراهيم الحناكي ،الواقع اإلجتماعي لألسر األحداث العائدين إلى
االنحراف ،مركز الدراسات و البحوث ،جامعة نايف العربية للعلوم األمنية ،الرياض،
.2006
-10تماضر زهري حسون ،جرائم األحداث الذكور في الوطن العربي ،دار النشر في
المركز العربي للدراسات األمنية و التدريب ،الرياض.1994 ،
-11محمد بن صالح بن علي العلوي ،خطاب النبي صلى هللا عليه و سلم للطفل المسلم ،دار
القلم.
-12نسرين عبد الحميد نبيه ،المؤسسات العقابية و إجرام األحداث ،الناشر الوفاء القانونية،
اإلسكندرية.2009 ،
-13فوزية عبد الستار ،مبادىء علم اإلجرام و علم العقاب ،الطبعة الخامسة ،دار النهضة
العربية ،بيروت.1985 ،
-15علي عبد القادر القهوجي و فتوح عبد هللا الشاذلي ،علم اإلجرام و علم العقاب ،د.م.ن،
.2003
-16دردوس مكي ،الموجز في علم اإلجرام ،ديوان المطبوعات الجامعية ،بن عكنون،
الجزائر ،د.س.ن.
-17عبد الرحمان عيسوي ،دراسة في تفسير الجريمة و الوقاية منها ،دار النهضة العربية،
بيروت.1992 ،
95
-18عبد الرحمان ابن خلدون ،مقدمة ابن خلدون"المسمى ديوان المبتدأ و الخبر في تاريخ
العرب و البربر و من عاصرهم من ذوي الشأن األكبر" ،دار الفكر للنشر و التوزيع،
بيروت ،لبنان.2007 ،
-20سليمان عبد المنعم ،أصول علم اإلجرام القانوني" إشكاليات تأصيل علم اإلجرام التحليل
النفسي لعوامل اإلجرام" ،دار الجامعة الجديدة للنشر ،اإلسكندرية.2001 ،
-25غسان رباح ،حقوق الحدث المخالف للقانون أو المعرض لخطر اإلنحراف ،الطبعة
الثانية ،منشورات الحلبي الحقوقية ،بيروت ،لبنان.2005 ،
-27محمد عبد حسين ،علم النفس الجنائي ،الطبعة األولى ،دار الراية للنشر و التوزيع،
عمان.2010 ،
-29عبد هللا اوهايبيه ،شرح قانون اإلجراءات الجزائية الجزائري" التحري و التحقيق" ،دار
هومه للطبع و النشر و التوزيع ،الجزائر.2005 ،
96
-30معراج جديدي ،الوجيز في اإلجراءات الجزائية" تعديالت ،"2004/11/10الجزائر،
.2005
-31محمود سليمان موسى ،قانون الطفولة الجانحة و المعاملة الجنائية لألحداث ،دراسة
مقارنة في التشريعات الوطنية و القانون الدولي ،منشأة المعارف اإلسكندرية ،مصر،
.2006
-32محمود شريف بسيوني ،الوثائق الدولية المعنية بحقوق اإلنسان ،الطبعة األولى ،المجلد
األول ،دار الشروق،القاهرة-مصر 1423 ،ه الموافق ل .2003
-34حسن الجوخدا ر ،قانون األحداث الجانحين ،مكتبة الثقافة للنشر و التوزيع ،عمان،
.1992
-35براء منذر عبد اللطيف ،السياسة الجنائية في قانون رعاية األحداث"دراسة مقارنة"،
دار الحامد للنشر و التوزيع ،األردن.2009 ،
-36زينب أحمد عوين ،قضاء األحداث"دراسة مقارنة" ،الطبعة الرابعة ،اإلصدار الثاني،
دار الثقافة للنشر و التوزيع ،األردن.2009 ،
-38حسين طاهري ،الوجيز في شرح قانون اإلجراءات الجزائية ،الطبعة الثانية ،دار
المحمدية العامة ،الجزائر.1999 ،
-39فضيل العيش ،شرح قانون اإلجراءات الجزائية ،طبعة منقحة و مزيدة ،د.د.ن،
الجزائر.2008 ،
-40السايح عبد المالك ،المعاملة العقابية و التربوية لألحداث في ضوء التشريع الجزائري و
القانون المقارن ،موفم للنشر ،الجزائر.2014 ،
-41مسلم ابن الحجاج أبو الحسن القريشي النيسابوري ،صحيح مسلم"كتاب البر و الصلة و
أداب،باب فضل من يموت له فيحتسبه" ،رقم الحديث 103/2635الطبعة األولى ،عالم
المعرفة 2014 ،م
97
-42أخرجه أحاب الحديث في مصنفاتهم،اإلمام ابن خزيمة في صحيحه برقم
،110/10033و ابن حبان في صحيحه برقم ،356/1د.م.ن ،د.س.ن.
-45الشحات إبراهيم محمد منصور ،حقوق الطفل و أثاره بين الشريعة اإلسالمية و القوانين
الوضعية ،الدار الجديدة.2011 ،
-46إسماعيل عبد الفتاح عبد الكافي ،حقوق الطفل"نظرة تحليلية وثائقية عن حقوق الطفل
العربي و المسلم في العالم المعاصر" ،مركز اإلسكندرية للكتاب ،مصر.2005 ،
-47فتوح عبد هللا الشاذلي ،قواعد األمم المتحدة لتنظيم قضاة األحداث" دراسة تأصيلية
مقارنة بقوانين األحداث" ،دار المطبوعات الجامعية ،اإلسكندرية.2006 ،
-48مولود ديدان ،حقوق الطفل"يتضمن اآلليات الدولية المصادقة عليها من طرف الجزائر
بخصوص حقوق الطفل" ،دار بلقيس ،د.س.ن.
ب -مذكرات الماجستير:
-01محمد رشيد قراشة ،التدابير اإلصالحية لألحداث الجانحين ،مذكرة ماجستير ،كلية
الحقوق و العلوم السياسية ،جامعة بن يوسف بن خدة ،الجزائر.2012 ،
-03زوانتي بلحسن ،جناح األحداث دراسة مقارنة بين الشريعة اإلسالمية و التشريع،
مذكرة ماجستير ،كلية الحقوق و العلوم السياسية ،جامعة قصدي مرباح ،ورقلة.2004 ،
98
-04فاطمة الزهراء حميمد ،شخصية الحدث الجانح ،مذكرة ماجستير ،كلية العلوم اإلنسانية
و اإلجتماعية ،جامعة أبي بكر بلقايد ،تلمسان.2011 ،
-07بلخير سديد ،الحماية الجنائية للرابطة األسرية في الفقه اإلسالمي و القانون الجزائري،
مذكرة ماجستير ،كلية الحقوق اإلجتماعية و العلوم اإلسالمية ،جامعة الحاج لخضر،باتنة،
.2006
-08راهم فريد ،تدابير األمن في قانون العقوبات و قانون اإلجراءات الجزائية الجزائري،
مذكرة ماجستير ،كلية العلوم القانونية و السياسية ،جامعة باجي مختار ،عنابة.2006 ،
-09حاج علي بدر الدين ،الحماية الجنائية للطفل في القانون الجزائري ،مذكرة ماجستير،
كلية الحقوق و العلوم السياسية ،جامعة أبو بكر بلقايد ،تلمسان.2010 ،
-10أفروخ عبد الحفيظ ،السياسة الجزائية تجاه األحداث ،مذكرة ماجستير ،كلية الحقوق
العلوم السياسية ،جامعة منتوري ،قسنطينة.2011 ،
-11بلقاسم سويقات ،الحماية الجزائية للطفل في القانون الجزائري ،مذكرة ماجستير ،كلية
الحقوق و العلوم السياسية ،جامعة قاصدي مرباح ،ورقلة.2011 ،
-2حميش كامل ،الحماية القانونية للطفل في التشريع الجزائري ،مذكرة لنيل إجازة المدرسة
العليا للقضاء.2002،
-3ميهوبي المية ،معاملة الحدث الجانح في القضاء الجزائري"دراسة مقارنة" ،مذكرة لنيل
إجازة مدرسة العليا للقضاء ،الدفعة الثانية عشر.2010،
99
– Vمقاالت و أبحاث:
أ -مقاالت:
-1عبد القادر عثماني ،الطفل في اإلسالم ،مجلة الدراسات اإلسالمية ،منشورات المجلس
األعلى ،العدد الثاني عشر ،الجزائر 1428ه الموافق 2007م ،ص ص .59-58
-2خليفة إبراهيم عودة التميمي ،العنف األسري و عالقته بجنوح األحداث ،العدد األول،
مجلة العلوم القانونية و السياسية ،كلية الحقوق ،جامعة الديالى ،د.س.ن ،ص ص .46-1
-3العربي بختي ،التكوين العقلي و أثره في جنوح األحداث ،مجلة الفكر ،العدد الثامن،
جامعة مسيلة ،د.س.ن ،ص .62
-5شهيرة بولحية ،اإلجراءات و التدابير الخاصة المقررة لألحداث ،مجلة المنتدى القانوني،
العدد السادس ،جامعة خيضر ،بسكرة.2009 ،
-6المجلة النقدية للقانون و العلوم السياسية "مجلة سياسية تصدر عن كلية الحقوق" ،العدد
،02كلية الحقوق جامعة مولود معمري ،تيزي وزو.2008 ،
ب -أبحاث:
-1محمد توفيق قديري ،اتجاه المشرع الجزائري للحد من تسليط العقوبة على الحدث
الجاني ،مداخلة الملتقى الوطني حول جنوح الحدث ،قراءة في واقع و أفاق الظاهرة و
عالجها ،كلية الحقوق و العلوم السياسية ،جامعة باتنة 04 ،و 05ماي .2016
-2بن شيخ النوي و لقيب السعد ،مداخلة حول دور مؤسسات و مراكز قطاع التضامن
الوطني في رعاية األحداث الجانحين بين النصوص القانونية و التطبيق العملي 29 ،أفريل
. dz.batna-univ.www ،2016
100
-VIالنصوص القانونية
أ -تقنينات:
-1أحسن بوسقيعة ،قانون اإلجراءات الجزائية"يتضمن تعديالت إلى غاية 10
نوفمبر ،"2004برتي للنشر ،الجزائر.2006-2005 ،
-2أحسن بوسقيعة ،قانون العقوبات في ضوء الممارسة القضائية"النص الكامل
للقانون و تعديالته إلى غاية 25فبراير 2009مدعم باإلجتهاد القضائي ملحق
القانون المتعلق بالتهريب و القانون المتعلق بالفساد"،برتي للنشر ،الجزائر،
.2012-2011
-3القانون المدني في ضوء الممارسة القضائية" النص الكامل للقانون و تعديالته
إلى غاية 13مايو 2007مدعم باإلجتهاد القضائي" ،برتي للنشر ،الجزائر،
.2012-2011
-4قانون الجنسية الجزائرية"معدل و متمم باألمر 01-05مؤرخ في 27فبراير
،"2005الطبعة الخامسة ،برتي للنشر ،الجزائر.2010 ،
-5قانون األسرة"معدل و متمم باألمر 02-05مؤرخ في 27فبراير ،"2005
الطبعة الخامسة ،برتي للنشر ،الجزائر.2010 ،
-6قانون الحالة المدنية"أمر رقم 20-70مؤرخ في ذي الحجة عام 1389ه
الموافق لفبراير ،"1970الطبعة الخامسة ،برتي للنشر ،الجزائر.2010 ،
-7مولود ديدان ،مدونة العمل،دار بلقيس للنشر ،الجزائر.2015 ،
-8مولود ديدان ،قانون اإلجراءات الجزائية"مرفق بالقانون رقم 12-15مؤرخ
في 15يوليو سنة ،2015يتعلق بحماية الطفل"،دار بلقيس ،دار البيضاء-
الجزائر.2015،
ب -النصوص التشريعية:
101
-1أمر 156-66مؤرخ في 08جوان 1966يتضمن قانون العقوبات ،ج.ر .عدد 49
صادرة في 11جوان 1966المعدل و المتمم.
-3قانون رقم 12-15مؤرخ في 15جويلية 2015المتعلق بحماية الطفل ،ج.ر .عدد 39
صادرة في 19جويلية .2015
ج -النصوص التنظيمية:
-1القانون العضوي رقم 11-04مؤرخ في 06سبتمبر 2004المتضمن القانون
األساسي للقضاة ،ج.ر .عدد 57صادرة في 08أكتوبر .2004
-2المرسوم التنفيذي رقم 165-12الصادر بتاريخ 05أفريل 2012المتضمن
تعديل القانون األساسي النموذجي للمؤسسات المتخصصة في حماية الطفولة و
المراهقة ،ج.ر .عدد ،21صدرة بتاريخ 11أفريل .2012
القوانين األجنبية:
*قانون األحداث الجانحين السوري رقم ،18المعدل بمرسوم التشريع رقم 52
للعام 2003المؤرخ في 25أوت .2016
http:/www.syrianbar.2003,orglinde.php.
الوثائق الدولية:
*القواعد النموذجية إلدارة شؤون األحداث"قواعد بكين" ،المعتمدة من الجمعية
العامة لألمم المتحدة بقرار رقم ،33-40الصدر بتاريخ 29نوفمبر 1985
org.ohchr.www
102
:ثانيا باللغة الفرنسية
A)-Ouvrages :
1 - BUREAU DES ETUDES ET DES RECHERCHES, Dictionnaire
General linguistique Technique et Scientifique, 2eme Edition, Dar Al-
Kotob Al –Ilmiyah, 2004.
2 - ELIZABETH A.MARTIN ,Oxford Dictionnaire of law , Fifth
Edition, Oxford Universitypress,2001.
B) LOIS :
1-Ordonnance n°45-174 du février 1945 relative à L’enfance
deliquante. Version consolidée au 12 Aout2016.
http/ :www.Regifrance. gov.fr
103
غـــــــــــــــــــــــهد س
لقت ل ة 05 .............................................................................................................
ؤو ماألحتات (ف م
اعت بكنك 19 ................................ :)1985 بسضم مدجن ة ألداذ
اعتال
ضفف غىالق م
- 1تعدي فال
اعتاأل لظالمئ ثتب بخأ م حما ي ةاألحتاتالم تدِّّديك لك حديئ هظ 20 ...............................
- 3تعدي فال ثتت غى ف م
ِّ
لحك 22 .............................. ضفف ابك مغ ن ِّّسكا ُّ
لدست دو م إسئ د
ت أدم ى غىا ّ
اط حّ - 2المعناذالقائظ عك ى تعدي فال
ض د24 .................................................................................
ضفف غى حال ةالج
الفدعاألوك:ال
ض د 24 .................................................................................
ضفف غى حال ةالج
أوإل :تعدي فال
ض د 27 ........................................................................................
تامنا:حاإل ةالئعدصلكج
صفاك31 ..........................................................................................
ض مجاأل
أوإل :تعدي ف ج
ض مج 33 .......................................................................................
- 2الئعدي فالقام ممىلك ُت
لنا ةال ثماَّ ي ة غى (الت سئ مذ -فام م مالعق م با ة -القام م مالمتمى) 41 ........................................
الفدعاألوك :أ َّ
105
- 3ت ثتيتاأل هكن ة 45 ..................................................................................................
أوإل:فام م مال ت
ضحن ة 46 ...............................................................................................
ب 46 ..............................................................................
ضحضحن ةال تاذئدي ة بال
- 1إقئحا اال ت
ضعالئبِّّ
ضى 47 ................................................................................................... -2ل
106
- 1الئعدي ف بم سالجال مسطالمفئ مج 52 ................................................................................
ق 53 ........................................................................................................
ا)الئ ثقن
ق 56 ...................................................................................
- 3الئتااندالمئجثب بعتالئ ثقن
ق 61 ......................................................................................
باألوك :لدحك ةالئ ثقن
ضكالم
ضفمل ة ذفظ( 63 ............................................. )12- 15 تامنا:إجاد ءا ةالئ ث دي غى فام م مالمئعك
ق ب ثما ي ةال
ض ة 63 ...............................................................................
صفاك أفف لك 13س
-غى حال ةاأل
107
- 3غى لدحك ة ت ث ديد ل ث شدالحماع64 ...............................................................................
ق 64 ................................................................................................
أوإل:تعدي فالئ ثقن
م َئ َحّكِّ ّظال
ضفف 69 ........................................................................................ ؤولن ةال ُ
- 3لح
ث)غى فام م ماألحتاتال تام ثنكلتول ةاأل لااذ ةالعد بن ة71 ...............................................................
108
افب ة غىالقام م مال تاذئدي 74 .......................................................................
- 3تتاند حدي ةالم د
ض مع 75 ................................................................................................
ضتو االمئ
ا)الم
تالبا :تتانداأل بعاد غى طف فام م م (.12- 15أحكال تتاندال مصع) 79 ...................................................
ب 82 ...........................................................................
ضكاجع ةالئتااند عك ى أ سا سال
تامنا :ل د
110