You are on page 1of 110

‫جامعة مولود معمري "تيزي وزو"‬

‫كلية الحقوق و العلوم السياسية‬


‫قسم الحقوق‬

‫قواعد وآليات حماية الطفل في القانون الجزائي الجزائري‪:‬‬


‫دراسة قانونية على ضوء‬
‫القانون رقم (‪ )12-15‬المؤرخ في ‪ 15‬جويلية ‪ 2015‬م‬

‫مذكرة لنيل شهادة الماستر في القانون‬


‫تخصص‪ :‬قانون جنائي وعلوم إجرامية‬
‫تحت إشراف األستاذ‪:‬‬ ‫من إعداد الطالبة‪:‬‬
‫د‪ :‬الجوزي ّ‬
‫عز الدين‬ ‫‪-‬عثماني يمينة‬
‫لجنة المناقشة‪:‬‬
‫‪ -‬د‪ /‬جعفور إسالم‪ ،‬أستاذ محاضر (ب)‪ ،‬جامعة مولود معمري‪ ،‬تيزي وزو‪........................ ،‬رئيسا‬

‫عز الدين‪ ،‬أستاذ محاضر(ب)‪،‬جامعة مولود معمري‪،‬تيزي وزو‪.............‬مشرفا و مقررا‬ ‫‪ -‬د‪ /‬الجوزي ّ‬
‫‪-‬د‪ /‬زوبير أرزقي‪ ،‬أستاذ مساعد (أ)‪ ،‬جامعة مولود معمري‪،‬تيزي وزو‪............................‬ممتحنا‬

‫‪2017/09/26‬‬ ‫تاريخ المناقشة ‪:‬‬

‫‪1‬‬
‫إهداء‬
‫لوالدي‬
‫ّ‬ ‫إلى من فقدتهما الواحد تلو األخر‪ ،‬اللذان كنت معهما أنسى ه َّم الدنيا‪،‬‬
‫العزيزيّن أقول لهما‪:‬‬
‫أمي يا روح الحنان أعشقك‪ ،‬بدونك الدنيا جحيم‬

‫أبي يا قدوتي أحبك‪ ،‬بدونك الدنيا زمهرير‬

‫والدي العزيزيّن ألف رحمة و رحمة‬


‫ّ‬ ‫إليكما‬

‫إلى كل طلبة الحقوق عامة‪ ،‬و طلبة تخصص قانون الجنائي و علوم إجرامية‬
‫بصفة خاصة ألف تحية‬

‫إلى كل األحبة ألف سالم‬

‫إلى كل أساتذة كلية الحقوق "جامعة مولود معمري" اإلحترام و التقدير‬

‫يمينة‬

‫‪2‬‬
‫شكر‬
‫بسم هللا تعالى القدير العلي العليم الرحيم‪ ،‬و الحمد الكثير على نعمه التي ال تعد‬
‫و ال تقدر ثم الصالة و السالم على أشرف خلق هللا محمد بن عبد هللا و على أله‬
‫الطبيين الطاهرين و أصحابه األبرار ‪.‬‬

‫مصداقا لقوله تعالى و هو يرد على المالئكة األطهار"إني أعلم ما ال تعلمون"‪،‬‬


‫وكما قال الرسول صلى هللا عليه و سلم رواية عن أبي هريرة رضي هللا عنه ‪:‬‬
‫"من لم يشكر العبد لم يشكر هللا"‪.‬‬
‫و بعد إتمام البحث أتقدم ببالغ الشكر و العرفان و التقدير لألستاذ "عز الدين‬
‫الجوزي" الذي قبل اإلشراف على هذا الموضوع الذي احتاج للكثير من التنقيب‬
‫و البحث‪ ،‬فأثاره بالكثير من التوجيهات و اإلهتمام طوال مدة البحث سائلة هللا‬
‫ّ‬
‫عز و ج ّل أن يجزيه عني كل خير‪.‬‬

‫كما أتقدم بالشكر لكل من‪:‬‬


‫‪ -‬لموظفي كل المكتبات التي توجهت إليها‪.‬‬
‫‪ -‬لألصدقاء الذين مدّوا لي يد العون إلتمام هذا العمل‪.‬‬

‫‪3‬‬
‫مقدمة‬
‫يُ َع ُّد الطفل أهم عنصر في تكوين المجتمع ‪،‬فتنشئته السليمة تحتاج إلى الكثير من‬
‫الوسائل و اآلليات االجتماعية و البيداغوجية و النفسية و حتى القانونية‪،‬خصوصا في‬
‫الوقت الحالي لما يعيشه الطفل لشتى أنواع االستغالل باألخص االعتداءات الجنسية التي‬
‫تثير فيه التراكمات السلبية على المدى البعيد و الطويل‪.‬‬
‫هذا الكائن الذي يمكننا أن نبني فيه المستقبل المشرق ألنه ما هو إال مشروع البد أن‬
‫نكون منه الشخص السلبي الذي يهدّم نفسه و معه المجتمع لذلك‬ ‫نحسن تكوينه ‪ ،‬فيمكن أن ّ‬
‫احتاج األمر لتفكير جدي من طرف أفراد الحركات االجتماعية الوطنية ‪،‬و الدولية لتقنين‬
‫القوانين التي تتناسب و مقتضيات التطور الخدماتي‪،‬التي مست الدول منها انتشار الشبكة‬
‫المعلوماتية و البرامج الترفيهية و إن كانت ال تخدم مراحل التقدم الفكري و الزمني للطفل ‪،‬‬
‫و إن لم نقل أنها تساهم بالقدر الكبير في احتوائه سلبيا‪.‬‬
‫باإلضافة إلى كل ما تقدم ذكره نجد التقليد األعمى لطرق العيش الغربية التي ال توافق‬
‫عاداتنا و مبادئنا العقائدية ‪،‬كل هذا أدخل الطفل في متاهة ما بين القديم و الجديد " المحلي‬
‫و الغربي " فأصبح يسبح في دوامة من التناقضات التي ترهق الشخص الكبير و ما يمكنها‬
‫أن تحدث من أثار في الصغير‪.‬‬
‫القارئ لهذ ه المقدمة يجد تركيزي منصب على فئة عمرية معينة ‪ ،‬و إن كان القانون‬
‫رقم (‪ )1()12-15‬محل الدراسة قد حدد سن األطفال إلى غاية الثامن عشر في مواده ‪ 56‬و‬
‫‪ 57‬و ‪، 58‬و نجد في بعض من مواده أين فيها يصل السن إلى غاية العشرين باألخص‬
‫األطفال الجانحين‪.‬‬
‫و ذلك لعدة أسباب منها‪:‬‬
‫‪ّ -‬‬
‫إن هذه الفئة أكثر تضررا و استغالال‬
‫‪-‬عدم إدراك الطفل في هذه المرحلة ما هو األصلح له من عدمه‪.‬‬
‫‪-‬سن الطفل األكثر إحساسا من أي مرحلة أخرى‪ ،‬تكمن في مرحلة تَ َك ُّون شخصيته‪.‬‬
‫تبقى هذه الدراسة تحتاج إلى الكثير من التنقيب و التحقيق المطنب ‪،‬ألن هذا البحث‬
‫موجها أساسا للتحليل القانوني للقواعد و اآلليات لحماية الطفل في القانون الجزائي‬
‫‪- 1‬قانون رقم (‪)12-15‬المؤرخ في ‪ 15‬جويلية ‪" 21‬المتعلق بحماية الطفولة" ‪،‬ج‪.‬ر عدد ‪، 39‬صادرة ‪ 19‬جويلية ‪2015‬‬
‫‪4‬‬
‫الجزائري على ضوء قانون رقم ‪ 12-15‬المؤرخ في ‪ 15‬يوليو ‪ 2015‬م‪.‬‬

‫تتمحور دراستنا حول الجوانب التطبيقية التي كرسها هذا القانون‪،‬و اآلليات الوقائية‬
‫لحماية الطفل من األخطار كاالعتداءات الجنسية و االختطاف و من الجنوح بشكل خاص‪،‬‬
‫و مدى تكريسه للوقاية‪ ،‬منها ‪ :‬اإلجتماعية و النفسية و التربوية‪.‬‬
‫أقرت مختلف التشريعات بأن الطفولة مرحلة مقلقة و حرجة البد من االهتمام بها‪،‬‬ ‫لقد ّ‬
‫و أخذها بعين االعتبار‪،‬لذلك لجأ المشرع الجزائري مثله مثل أقرانه إلى تقسيم األحداث بين‬
‫فئتين الفئة األولى تتمثل في فئة األطفال في حالة خطر كاألطفال الالجئين و الفئة الثانية‬
‫تتمثل في الطفل الجانح‪.‬‬
‫تخضع هذه الفئة من األحداث إلى أحكام قانون (‪ )2( )12-15‬المتعلق بحماية الطفولة‬
‫الصادر في ‪ ،2015‬إذ أصبحت حماية الطفل مقنّنة في قانون مستقل بعدما كانت متفرقة ‪،‬‬
‫فكان الطفل الجانح يخضع ألحكام اإلجراءات الجزائية ‪ ،‬أما الطفل في حالة الخطر كان‬
‫يخضع ألحكام األمر ‪ )2(03-72‬المتعلق بحماية الطفولة و المراهقة‪.‬‬

‫حيث هذا األمر يكون تطبيقه مختلف‪،‬ففي المادة ‪ 9‬فقرة ‪ 2‬أين ينظر قاضي األحداث‬
‫في حالة األطفال الذين هم في حالة خطر في غرفة المشورة في مكتبه دون حضور‬
‫المحلفين و بشكل سري ‪ .‬لكن جنوح الطفل هو انحراف عن األصل قد يكون السبب في ذلك‬
‫الظروف المحيطة به و ليس إليه ‪ ،‬و العوامل المختلفة التي ترغم الشخص على التطرف ‪،‬‬
‫مجرمة قانونا‪.‬و خالصة هذا القول يتمثل في اعتبار الطفل ما‬
‫َّ‬ ‫و تجبره على ارتكاب أفعال‬
‫ي يجب النظر إليه "كمجني عليه " و ليس " جانيًا" لهذا اقتضى األمر على‬ ‫هو إال ضحية أ ّ‬
‫ّ‬
‫يسن آليات وقائية عالجية لحماية الطفل من الجنوح قبل الوقوع فيه‪.‬‬ ‫المشرع الجزائري أن‬
‫فالجانح البد من التعامل معه وفق أساليب تتوافق مع سنه و الهدف منها الرعاية و اإلصالح‬
‫و الحماية‪.‬‬
‫من هذا المنطلق بدأ اإلهتمام بالطفل على المستوى الدولي من خالل إعالن جنيف‬
‫لحقوق الطفل في ‪ 1924‬م‪ ،‬و إتفاقية حقوق الطفل سنة ‪ 1989‬م التي كانت المنعطف‬

‫الحاسم الذي كرس حقوق الطفل و كيفية حمايتها‪.‬‬


‫لقيَّت هذه االتفاقية ترحيبًا واسعًا من قبل المجتمع الدولي‪ ،‬و من بيّنها الجزائر‪،‬التي كانت‬
‫من أوائل الدول التي صادقت عليها و أخذت بها التشريعات الجزائية الحديثة في التمييز بيْن‬
‫المجرم البالغ و الطفل الجانح‪ ،‬و قامت بتنظيم فئة األطفال بقانون خاص و تدابير جزائية‬

‫‪ - 2‬قانون رقم (‪(12-15‬المؤرخ في ‪ 15‬جويلية ‪" 21‬المتعلق بحماية الطفولة" ‪،‬ج‪.‬ر عدد ‪، 39‬صادرة ‪ 19‬جويلية ‪2015‬‬
‫‪5‬‬
‫الغرض منها احترازية وقائية إصالحية‪ ،‬فأصل التدابير األمنية هي المدرسة الوضعية التي‬
‫ظهرت كسياسة جزائية حديثة ‪ ،‬الهدف منها‪:‬‬
‫‪-‬منع وقوع جريمة تالية عقب وقوع جريمة أولى إن لم تمس بمبدأ الشرعية أو لم يتم‬
‫االعتداء على الحريات الفردية‪.‬‬

‫‪ -‬تُ َ‬
‫فرض على فئة األطفال الجانحين دون فئة األطفال في حالة الخطر‪.‬‬

‫‪-‬أما الشق الثاني من التدابير نجدها في التدابير االجتماعية‪ ،‬التي ت ُ َّ‬


‫قر ْر على األطفال في‬
‫حالة الخطر‪.‬‬

‫تهدف كل التدابير سواء كانت إجتماعية أم أمنية إلى الحماية‪ ،‬و الوقاية‪ ،‬و التربية‪ ،‬و التقويم‬
‫الذي يدَّعم ال َمنحى في النظام الجزائي المستحدث و الخاص باألطفال‪.‬‬

‫أهميّة الموضوع ‪:‬‬

‫المرجو من تحليل القواعد و اآلليات التي‬


‫ّ‬ ‫‪ -‬تَظهر أهمية دراستنا للموضوع في الهدف‬
‫كرسها القانون الجزائي رقم (‪ ) 12-15‬المتعلق بحماية الطفولة‪.‬‬

‫‪ -‬و للتوضيح أكثر نحاول معرفة مدى مسا َيرة المشرع الجزائري في مجال حماية األطفال‬
‫لنظائره من المشرعين الدوليين للتشريعات الدولية‪ ،‬من أجل حماية الطفولة التي هي في‬

‫الخطر و الجانحة‪.‬‬

‫‪ -‬تحليل قانون حماية الطفل (‪ )12-15‬الصادر في ‪ 15‬يوليو ‪ 2015‬كمنظومة تشريعية‬

‫مستقلة حديثا‪.‬‬

‫أن ظاهرة جنوح األطفال هي عالمية تعاني منها كافة دول العالم‪ ،‬إ َّما المتقدمة أو‬ ‫‪ -‬كذلك في َّ‬
‫للحد منها لتزايدها المستمر‪ ،‬و‬ ‫ِّ‬ ‫المتخلفة‪ ،‬و هذا ما جعل المجتمع الدولي يبذل الجهود الكبيرة‬
‫ذلك بالرجوع لنسبة اإلجرام و إرتفاع نسبة الخطر على األطفال ‪ ،‬باألخص الالجئين الذين‬
‫يعانون من الحروب و أوزارها‪.‬‬

‫‪6‬‬
‫ضف َّ‬
‫فإن األهمية تكمن في اإلصالح‪ ،‬الذي يكون مجديًّا في السن المبكر قبل تفحل ظاهرة‬ ‫‪ِّ -‬‬
‫اإلجرام فيهم‪.‬‬

‫من خالل ما تقدم يمكن القول َّ‬


‫أن الطفل يتمتع بحماية‪ ،‬و يتجلى ذلك من خالل تسليط‬

‫الضوء على النصوص القانونية التي كرسها المشرع الجزائري التي تهتم بالطفل و حقوقه ‪،‬‬
‫و مدى لَّفت النظر لخطورة المساس بها‪ ،‬باحثين عن سبل و أليات الزمة لضمان حماية‬
‫جزائية تكفل األمن على حياتهم‪ ،‬و سالمة أبدانهم و تصون أعراضهم و أخالقهم‪.‬‬

‫إن هللا عز و جل عندما خلق‬ ‫‪ -‬قال هللا تعالى "ال َما ُل َو البَنُونَ ِّزينَّة ال َحيَّاةِّ الد ُ ْنيَّا" َّ‬
‫الدنيا جعل لها زينة من الطبيعة و األلوان و كل متاع‪ ،‬و ما أعظم من زينة سخرها هللا للعباد‬
‫هي المال و األوالد‪ ،‬فاألولياء يحاولون بكل ما في وسعهم من أجل إرضاء أبنائهم و جعلهم‬

‫في راحة تامة و حمايتهم من كل خطر يمكن أن يحدق بهم‪ ،‬و كيف ال؟و هم صورة المستقبل‪.‬‬

‫‪ -‬التعرف على أنواع األليات كاالجتماعية مثل ‪ :‬المكتبات التي تتنوع فيها الكتب ‪،‬‬
‫سنَّت في مختلف التشريعات ‪،‬‬ ‫فتح دورات إلجتياز اإلمتحانات‪ ،‬و األليات األمنية التي ُ‬
‫باألخص في التشريع الجزائري‪.‬‬

‫‪ -‬الدَّعم المعنوي لتنفيذ المشاريع الوقائية و التأهيلية و التوعوية من أجل الحد من‬
‫إستغالل الطفل الذي غالبا ً ما يكون ضحية المجتمع و ظروفه ‪.‬‬

‫‪-‬حركات توعوية حول حقوق الطفل و إظهارها لدى أفراد المجتمع حتى تصبح من‬
‫أساسيات تكوينه‪.‬‬

‫‪ -‬إعطاء مفهو م جديد للمسؤولية األبوية إتجاه األطفال بعدما أن كانت مفهومها‬
‫محصورا فقط في المأكل‪ ،‬و المشرب‪،‬و الملبس‪ ،‬و المبيت‪ ،‬و لألسف ما هو ملحوظ في‬
‫المجتمعات ‪.‬‬

‫‪7‬‬
‫‪ -‬تفاقم ظاهرة إهمال و إستغالل األطفال حتى أدى ذلك إلى إنتشار ظاهرة اإلنحراف‪.‬‬

‫‪ -‬ظهور قانون مستقل خاص كرس حماية جزائية للطفل المتمثل في القانون رقم(‪)12-15‬‬
‫الصادر في ‪ 15‬يوليو ‪. 2015‬‬

‫‪ -‬نقص اإلهتمام بالفئات من األطفال المعرضة للخطر منها األطفال الالجئين و لقلَّة الدراسات‬
‫العلمية‪ ،‬و يظهر هذا النقص من خالل تأخر إصدار قانون مقنَّن خاص‪.‬‬

‫‪ -‬مكافحة ظاهرة اإلعتداءات المختلفة التي يتعرض لها الطفل بإستمرار‪.‬‬

‫يثير هذا البحث عدة تساؤالت منها ‪:‬‬

‫‪-1‬ما هي الغايَّة من إصدار قانون خاص بالطفل هل هو تدعي ًما للحماية القانونية أم مجرد‬
‫إظهار االهتمام بهذه الفئة أمام المجتمع الدولي؟‬

‫المرجوة من القانون و هل فعال ت َّم فتح ما يسمى بالوسط‬


‫َّ‬ ‫‪ -2‬هل ت َّم حقَا تحقيق الغايَّات‬
‫المفتوح؟‬

‫التكوين‬
‫ِّ‬ ‫تغييرها وفق ما يتمشى مع‬
‫‪-3‬هل األساليب العقابية أو ما يسمى "بالتدابير األمنية " تم ِّ‬
‫النفسي للطفل ؟‬

‫‪ -4‬ما مدى تأثير القانون رقم (‪ )12-15‬الصادر بتاريخ ‪ 15‬يوليو ‪ 2015‬على المجتمع بصفة‬
‫عامة و المجتمع المدني بصفة خاصة؟‬

‫و لإلجابة على كل هذه التساؤالت نعتمد على المنهج التحليلي المرتكز على الجوانب النظرية‬
‫و التطبيقية بغيَّة الوقوف على حقيقة الحماية القانونية التي كرسها المشرع الجزائري من أجل‬
‫األطفال على ضوء القانون رقم (‪ )1()12-15‬الخاص بحماية الطفولة ‪ .‬و عليه البد من طرح‬
‫اإلشكالية التالية ‪:‬‬

‫ما هي أنواع أليات الحماية المكرسة في هذا القانون؟ و ما هي القواعد الوقائية‬


‫لتكريس هذه الحماية؟‬

‫‪ -‬قانون رقم (‪(12-15‬المؤرخ في ‪ 15‬جويلية ‪" 21‬المتعلق بحماية الطفولة" ‪،‬ج‪.‬ر عدد ‪، 39‬صادرة ‪ 19‬جويلية ‪2015‬‬

‫‪8‬‬
‫الفصل األول‬
‫مفهوم الطفل و أليَّات الحمايَّة‬
‫المقررة له‬
‫َّ‬ ‫القانونية‬

‫‪9‬‬
‫ثر الحديث و االهتمام بالطفل مؤخرا ألنه اللَّبنة التي بها يُبنى المجتمع و الذخيرة‬ ‫َك َ‬
‫وتعلو به األمم‪،‬و من ثم زاد الحرص على حمايَّته من خالل التشريعات بإختالف‬ ‫ُ‬ ‫تسمو‬
‫ُ‬ ‫التي‬
‫درجاتها‪،‬فنجد في الصدارة المنظمات الدوليَّة كمنظمة األمم المتحدة‪،‬والجامعة العربية‬
‫ومنظمة االتحاد اإلفريقي‪.‬‬
‫بالنواة األولى لألسرة والمجتمع‪ ،‬لذلك أضفى المشرع‬
‫َّ‬ ‫كما وصفته الديَّانات السماويَّة‬
‫الكثير من الحمايَّة فباتت الفلسفة التشريعية تقوم على هذا الموضوع ُمبِ ِرر األمر حداثة‬
‫الطفل‪،‬و َج ِ ّهله بالحيَّاة و ضعف إدراكه للمسؤولية مما يُحتَمل تعميق اإلجرام بعدَّة‬
‫صوره‪،‬وعليه تحدد المسؤولية فيما يخص االنحراف و إبعاد عنه كافة العوامل الداخلية و‬
‫الخارجية التي قد يتأثر بها‪،‬فحاول المشرع تجديد نظرته في صياغته للنصوص التشريعية‬
‫موجها فكرته صوب المجتمع لتغ ِيّير نظرته اتجاه الطفل الجانح‪،‬والتسامح معه في الجرائم‬‫َّ‬
‫التي يرتكبها ضد نفسه و ض َّد أسرته و المجتمع‪.‬متطلعا لتحقيق المشروع التربوي المطلوب‬
‫بهدف إبعاده عن االنحراف‪.‬‬
‫فكان البد من التعرف على مفهوم الطفل الذي يساهم في تحديد شخصيته‪،‬فيعكس ذلك‬
‫على إدراك حاجيَّاته الفكريَّة و النفسيَّة لشمولها على مزيج من العواطف‪،‬واألحاسيس و‬
‫مجموع من االختالجات التربوية‪.‬‬
‫و عليه سوف نتناول في هذا الفصل األول من البحث مفهوم الطفل (المبحث األول)‬
‫لغويا ثم تعريفه في الشريعة و في القانون الجزائي الجزائري بالنظر للقانون رقم ‪12 -15‬‬
‫ثم نتطرق ألنواع الحماية القانونية للطفل التي من شأنها تكو ِيّن شخصيتة (المبحث الثاني)‪.‬‬

‫‪10‬‬
‫المبحث األول‪ :‬مفهوم الطفل‬
‫يعد الطفل بمثابة البُرعم الذي تُنبت منه األجيال القادمة‪،‬و حقه في الحياة أساسي تتفرع‬
‫منه باقي الحقوق الجديرة بحمايتها و إحاطتها باألمان حتى يصبح مؤهال لتحمل و مواجهة‬
‫الحياة‪،‬بتحقيق الواجبات اتجاه األهل أوال ثم المجتمع و ال يكون ذلك إال باإلدراك و‬
‫المرجو‬
‫ُّ‬ ‫يِ‪،‬و النُّضج االجتماعي‪،‬و الفكري‪،‬و االقتصادي‪،‬و التربوي ‪......‬الخ ولتحقيق‬ ‫الوع ّ‬
‫سن مجموعة من القوانين التي حاولت حماية حقوق الطفل‪.‬فنتطرق لمفهوم‬ ‫كان البُّد من ّ‬
‫الطفل من خالل عدَّة تعريفات (المطلب األول)‬
‫و لتعزيز هذه المتطلبات يكون بتضافر الجميع‪،‬فكل مؤسسات الدولة لها الدور من‬
‫قريب أو بعيد لتنمية الطفولة‪،‬و ضمان االنتماء االجتماعي للطفل في إطار خطة كبيرة‬
‫لرعايته‪،‬وحمايته مما اضطرت التشريعات الحديثة في قوانينها إلى تقرير الحماية لفئتين من‬
‫ي‬
‫األطفال هما على التوالي األطفال في حالة الخطر و الفئة الثانية األطفال الجانحين أ ّ‬
‫أصناف األطفال (المطلب الثاني) ‪.‬‬

‫المطلب األول‪ :‬تعريف الطفل‬


‫ورد في الشريعة اإلسالمية و مختلف القوانين الوضعية تعريف الطفل‪ ،‬فك ٌل َّ‬
‫عرفه من‬
‫زاويته و من الضروري التطرق إلى التعريف اللغوي (الفرع األول) منه َيتّم التطرق‬
‫لتعريف الشريعة اإلسالمية أيّن تعرضت بالتفصيل في تعريفها للحدث من خالل تحديد سن‬
‫ادني و سن أقصى لمرحلة الطفولة و مدى مسؤولية الطفل في كل مرحلة(الفرع الثاني)‬
‫ث َّم نتعرض إلى التعريف القانوني للطفل من منظور القانون الدولي و القوانين‬
‫الداخلية(الفرع الثالث)‪.‬‬

‫‪11‬‬
‫الفرع األول ‪ :‬تعريف الطفل من الناحية اللّغوية‬
‫‪-‬جاء في القاموس المحيط أ َ َّن أصلها بكسر الطاء هو الصغير من كل شيء أو المولود(‪.)3‬‬
‫عرف الكلمة على أنَّها هي المولود حتى‬ ‫‪-‬أما المعجم الوجيز لمجمع اللغة العربية فقد َّ‬
‫(‪)4‬‬
‫البلوغ و الطفولة هي مرحلة من الميالد حتى البلوغ ‪.‬‬
‫المولد ما دام ناعما حتى البلوغ و هو للمذكر المفرد‬ ‫‪-‬في المعجم الوسيط المراد بالكلمة هي ّ‬
‫و جمعه أطفال‪،‬و ذكرت في التنزيل العزيز" َو ِإ َذا بَلَ َغ األَطفَال ِمنكُم ال ُحلم فَليستَأ ِذنُوا"‪.‬‬
‫ت‬ ‫علَى َ‬
‫عو َرا ِ‬ ‫ين لَم يَظ َه ُروا َ‬
‫الطف ُل الّ ِذ َ‬
‫و قد يستوي المذكر و المؤنث و الجمع لقوله تعالى" ِ‬
‫(‪)5‬‬
‫اء"‬
‫س ِ‬‫ال ِنّ َ‬
‫لسان العرب تقول العرب الجاريَّة الطفلة و الغالم بالطفل و يقال الرضيع لقوله تعالى‬
‫ضعَت"‬‫ع َما أَر َ‬ ‫"تُذ ِه ُل ُك ُل ُم ِ‬
‫رضعَ ٍة َ‬
‫ي ِ يدعى طفال حين يسقط من بطن أ ِ ّمه إلى أن يحتلم(‪.)6‬‬
‫و الصب ّ‬
‫‪-‬جاء في رأي ابن فارس أن أصل الكلمة هو المولود الصغير و يقال هو الطفل و األنثى‬
‫الطفلة‪.‬‬
‫‪-‬و قال ابن األنباري يكون لفظ الطفل واحد للمذكر و المثنى و الجمع‪.‬‬
‫و الجاريَّة طفلة إذا كانت صغيرة‪،‬أو يقصد بذات البَشرة النَّاعمة الرقيقة و البَنُون الطفل‪،‬‬
‫ي ِ أو بعد أن يحتلم‬
‫الطفلة الحديثة السن‪،‬و قِيل يبقى يُقال له الطفل بعد ذلك ليصبح صب ّ‬
‫‪-‬يقال الطفل يطلق من وقت إنفصال الولد إلى البلوغ(‪.)7‬‬
‫‪-‬و يقال بأن الطفولة عند اإلنسان هي المرحلة األولى من مراحل عمره‪،‬تبدأ منذ والدته إلى‬
‫الرشد‪ ،‬و معناه اصطالحا القصر و الضعف و الرجوع لح ِ ّد الصبا(‪.)8‬‬
‫(‪)1‬‬
‫غاية بلوغه سن ُّ‬

‫‪ - 3‬محمد الدين بن يعقوب الفيروز أبادي‪،‬القاموس المحيط‪،‬دار الحديث‪،‬القاهرة‪ ،‬د ‪.‬س‪ .‬ن‪ ،‬ص ‪1009‬‬
‫‪ - 4‬مجمع اللغة العربية‪،‬المعجم الوجيز‪،‬طبعة خاصة بوزارة التربية العلمية ‪ ،‬د‪.‬م‪.‬ن‪ ، 1994،‬ص ‪.392‬‬
‫‪ - 5‬مجمع اللغة العربية‪،‬المعجم الوسيط ‪،‬مكتبة الشروق الدولية‪،‬الطبعة الرابعة‪ ،‬د‪.‬م‪.‬ن‪ ،2003 ،‬ص ‪.560‬‬
‫‪ - 6‬ابن منظور‪،‬لسان العرب‪،‬الطبعة األولى‪ ،‬المجلد الرابع‪ ،‬دار المعارف‪ ،‬د‪.‬س‪.‬ن‪ ،‬ص ‪2682‬‬
‫‪ - 7‬محمد بن صالح بن علي العلوي‪،‬خطاب النبي للطفل المسلم‪،‬دار القلم‪ ،‬د‪.‬م‪.‬ن‪ ،‬د‪.‬س‪.‬ن‪ ،‬ص ص ‪.110-109‬‬
‫‪ - 8‬راجع المادة ‪ 02/02‬من قانون رقم ‪ 12-15‬مؤرخ في ‪ 15‬جويلية ‪"2015‬المتعلق بحماية الطفل"‪،‬ج‪.‬ر عدد ‪،39‬صادر في ‪ 19‬جويلية‬
‫‪".2015‬يفيد مصطلح حدث نفس المعنى"‬

‫‪12‬‬
‫كما عرفت الطفل في قاموس تأليف اليزبيت مارتن "الطفل هو فرد شاب فال يوجد‬
‫تعريف له فيستعمل المصطلح ألفراد ما بين ‪ 14‬سنة إلى غاية ‪ 16‬سنة و في الحاالت حتى‬
‫‪ 18‬سنة(‪")2(.)9‬‬

‫‪Enfance‬‬ ‫‪-‬طفولة‪،‬صغر‪،‬صبا‬

‫َولَد‪،‬صب ّ‬
‫ي ابن‬
‫‪10‬‬
‫‪Enfant‬‬

‫الفرع الثاني ‪:‬تعريف الطفل في منظور الشريعة‬


‫ظهر اإلهتمام بالطفل في الكتب السماوية قبل القوانين الوضعية فهذا الكائن الصغير‬
‫عز و ج َّل‪،‬فمنحه نِ َع ْم لم ت ُ ْمنَح للكائنات األخرى‪،‬و هذا تكريما له‬ ‫ما هو إال إنسان أجلَّه هللا َّ‬
‫لصونه وحفظ حقوقه‪،‬كما س َّخر له ما في الكون من أجل إنسانيته‪،‬و ذلك منذ أن يخلق في‬ ‫ّْ‬
‫عز و ج ّل‪َ ":‬و لَقَد َك َّرمنَا بَنِي أ َ َدم َو َح َملنَاهُ فِي البَّ ِر َو‬
‫رحم أ ِ ّمه‪ ،‬و هذا مصداقا لقول المولى ّ‬
‫‪)4(11‬‬
‫البَح ِر"‪.‬‬
‫‪13‬‬
‫تَق ِ‬
‫ويم"‪.12‬‬ ‫ان ِفي أَح َ‬
‫س ِن‬ ‫س َ‬ ‫و يقول سبحانه "لَقَد َخلَقنَا ِ‬
‫اإلن َ‬
‫الطب والنَّفس ليفسروا مراحل الطفولة‪،‬و احتياجاتها التربوية‬
‫مؤخرا علماء ِ‬
‫ً‬ ‫ليأتي‬
‫و االجتماعية‪،‬والنَّفسية لكن أغلب هذه النظريات خصوصا في المجال السيكولوجي ُو ِ ّجهَ لها‬
‫اإلنتقاد الالَّذع للتناقضات التي تحتويها على سبيل المثال ال الحصر نجد جون جاك روسو‬
‫الذي ألَّف كتاب إميل أين تحدث عن فكرة التربية الذاتية‪ ،‬بالمقابل يقول على الطفل تعلم‬
‫الكتابة و القراءة فطرح السؤال‪:‬كيف يكون ذلك‪ ،‬لكن ال نُ ْن ِك ْر إسهام علماء آخرون في هذا‬
‫المجال مثل أبو حامد الغزالي في كتابه إحياء علوم الدين‪.....‬الخ‬

‫‪9‬‬
‫‪- ELIZABETH A.MARTIN ,Oxford Dictionary of law ,Fifth Edition,Oxford universitypress,2001,p77 .‬‬
‫‪10‬‬
‫‪-Bureau des études et des recherches, Dictionnaire générale, linguistique Technique et scientifique, 2eme‬‬
‫‪Edition,Dar Al-Kotob Al-ilmiyah, 2004, p 316.‬‬
‫‪ - 11‬من سورة اإلسراء‪،‬اآلية ‪.70‬‬

‫‪ -4‬من سورة التين‪،‬اآلية ‪.04‬‬

‫‪13‬‬
‫و إذا نظرنا إلى التأصيل القرآني لكلمة الطفل فنجد من اآليات القرآنية الكثيرة التي‬
‫س َال َل ٍة ِمن‬
‫ان ِمن ُ‬‫س َ‬ ‫"و َلقَد َخلَق َنا ِ‬
‫اإلن َ‬ ‫تحدثت عنه ابتدا ًءا من المرحلة الجنينية لقوله تعالى َ‬
‫علقَةَ َو َخلَقنَا العَلقَةَ ُمض َغةَ‬‫ِطين(‪ )12‬ث ُ َّم َجعَلنَاهُ نُط َفة فِي قَ َر ٍار َم ِكين(‪ )13‬ث ُ َّم َخلَقنَا النطفَةَ َ‬
‫سن‬ ‫اركَ هللا أ َح َ‬
‫ظا َم لَحما ث ُ َّم أنشأنه َخلقا أ َ َخر فَت َبَ َ‬ ‫ظاما فَ َكسونَا ال ِع َ‬ ‫َو َخلَقنَا ال ُمضغَةَ ِع َ‬
‫‪)1(14‬‬
‫خا ِل ِقين (‪.")14‬‬ ‫ال َ‬

‫و عليه نتطرق إلى المراحل التي مرت بها الطفولة‪.‬‬

‫المرحلة األولى عدم التمييز و اإلدراك‬


‫تبدأ من الوالدة إلى بلوغ سن السابعة أيّن تنعدم المسؤولية عنده‪ ،‬و بالتالي ال يسأل‬
‫‪)2(15‬‬
‫جزائيا عن تصرفاته‪.‬‬
‫لقد إهتَّم اإلسالم بتربية األبناء منذ نعومة أظافرهم‪،‬فوضع الركائز األساسية من أجل‬
‫يِ‪ ،‬فألّزم الوالدين بمجموعة من الواجبات التي يجب القيام بها و لجاللة‬
‫النهوض بجيل قو ّ‬
‫عز و ج ّل في كتابه العزيز بقوله في منزه الت ّنزيل " َو َوا ِلد َو َما‬ ‫األمر فقد أقسم المولى َّ‬
‫عز و ج ّل بالوالد و المولود‬ ‫َولَد"‪ ، )3(16‬و ال معنى للقسم إالَّ لشرف المقسم به‪ ،‬فلما أقسم هللا ّ‬
‫إنَّما ليحثَّنا على فهم النشأ و إعطاءه حقوقه و إبالغه ما ينبغي له‪ ،‬من النُّمو الكامل و ما‬
‫‪)4(17‬‬
‫يلّزم ذلك من الوسائل المادية و المعنوية‪.‬‬
‫و نستشهد بقول رسول هللا صلى هللا عليه وسلم" ُكلُكُم َراعٍ َو ُكلُكُم َمسئ ُول عَن َر ِع ِيّتِ ِه‬
‫الر ُج ُل َراعٍ ِفي أَه ِل ِه َو ُه َّو َمسئ ُول عَن َر ِعيَّ ِت ِه َو ال َمرأَة‬
‫اإل َما ُم َراعٍ َو َمسؤول عَن َر ِعيَّ ِته َو َ‬
‫ِ‬
‫ت َزو ِج َها َو َمسئ ُولَة عَن َرا ِعيَّتِ َها‪ "....‬رواه البخاري و مسلم‬ ‫َرا ِعيَّة فِي بَيّ ِ‬
‫فعلى األباء أ َ ْن يتخذوا من أمر تربية األوالد بجدَّية ألهميَّتِه مصداقا ً لقول رسول هللا‬
‫عليه أفضل الصالة و السالم" َما ِمن عَب ٍد استَرعَاهُ هللا َر ِعيَّ ٍة فَلَم يُ ِحط َها بِنَ ِصي َح ٍة إِال َّ لَم يَ ِجد‬
‫َرائِ َحةَ ال َجنَّة" رواه البخاري و مسلم‬

‫‪ - 14‬سورة المؤمنون‪،‬اآليات (‪.)14-13-12‬‬


‫‪ -2‬مصطفى إبراهيم الزلمي‪،‬موانع المسؤولية الجنائية في الشريعة اإلسالمية و التشريعات الجزائية العربية‪،‬نشر إحسان للنشر و التوزيع‪،‬الطبعة‬
‫األولى ‪ ،‬د‪.‬م‪.‬ن‪1435 ،‬ه ‪ 2014 /‬ص ‪.74‬‬
‫‪ -3‬سورة البلد‪،‬اآلية ‪.3‬‬
‫‪ -4‬عبد القادر عثماني‪ ،‬الطفل في اإلسالم‪ ،‬مجلة الدراسات اإلسالمية‪ ،‬منشورات المجلس األعلى‪ ،‬العدد الثاني عشر‪،‬الجزائر‪،‬‬
‫‪1428‬ه ‪ 2007/‬م ‪ ،‬ص ص ‪.59-58‬‬

‫‪14‬‬
‫و ما أعظم الطفولة حين قارنها رسول هللا عليه أفضل الصلوات و السالم بالجنة فقال‬
‫يص‪ )1(18‬ال َجنَّة "‪. )2(19‬‬
‫ام ُ‬
‫ع ِ‬ ‫"صغَ ُ‬
‫ار ُكم َد َ‬ ‫ِ‬
‫َف ِفي هذه المرحلة ال ترفع الدعوى الجزائية على الحدث لعدم تم ِيّيزه للسلوك اإلجرامي‬
‫ضا عليّه‪،‬و هذا ال يؤدي إلى سقوط الدعوة المدنية عن‬ ‫سواء كان من تلقاء نفسه أو ُم َح َر ً‬
‫يِ‪ ،‬حيث‬ ‫ي ِ أو الوص ّ‬ ‫األضرار النَّاجمة عن سلوكه و التي ألحقها بالغير‪،‬إنَّما يسأل مدنيا الول ّ‬
‫ي ِ َحتَّى يَبلُغ َو ع َِن النَّائِم‬ ‫نستدل بحديث للنبي عليه الصالة و السالم " ُرفِ َع القَلَ ُم ع َِن ال َ‬
‫صبِ ّ‬
‫‪)3(20.‬‬
‫َحتّى يَستَي ِقظ َو ع َِن ال َمجنُون َحتَّى يَ ِفيق"‬
‫المرحلة الثانية‪:‬مرحلة اإلدراك و التمييز الضعيف‬
‫إتفق أغلب الفقهاء على أن بداية مرحلة اإلدراك و التمييز الضعيف تكون باستكمال‬
‫السن السابع من العمر‪ ،‬فنجد رسول هللا صلى هللا عليه و سلم أوصى األباء أن يأمروا‬
‫أوالدهم بالصالة في هذا السن‪ ،‬فدور األب خصوصا في هذه المرحلة ضروري‪ ،‬فأغلب‬
‫أن أسباب إنحراف الطفل يعود لغياب األب عن متابعة إبنه‪ ،‬فنجد‬ ‫األبحاث الحال ِيّة تشير َّ‬
‫س على ذلك سلوكيَّات إجرامية‬ ‫مثال أن سبب اإلدمان ‪ %90‬يرجع ألصدقاء السوء‪ ،‬و قِ ّ‬
‫ألن في هذه المرحلة تحدث‪ ،‬تغيرات فيزيولوجية تؤثر على الحالة النَّفسية‬
‫أخرى أخطر‪َّ )4(21.‬‬
‫‪)5(22‬‬
‫للطفل مما تنتج منه سلوكيات مضطربة(مزاجية)‪.‬‬
‫تسمى هذه التغيرات الفيزيولوجية بعالمات البلوغ فعالمة األنثى هي الحيض أو‬
‫عز وج ّل في ُم ْح َك ْم أيَّاته‬ ‫االحتالم أما الذكر فعالمة بلوغه هي اإلحتالم‪ ،‬و نستدل بقول هللا َّ‬
‫"و ِإ َذا بَلَ َغ األَطفَا ُل ِمنكُم ال ُحل َم فَليستَأ ِذنُوا َك َما ِإست َأ َذ َن الَّذ َ‬
‫ِين ِمن قَب ِلكُم َك َذ ِلكَ يُبَ ِيّ ُن هللا لَكُم‬ ‫َ‬
‫(‪)1‬‬‫‪23‬‬ ‫أَيَّاتِه َو هللا َ‬
‫علَ ِيّم َح ِكيم"‪.‬‬

‫‪ - 18‬دعاميص جاء في لسان العرب البن المنظور أصل اللفظ دعمص الجعموص جويبة صغيرة و تكون في المستنقع و قيل جويبة تغوص في‬
‫الماء و الجمع الدعاميص‪:‬راجع ابن منظور‪،‬لسان العرب‪ ،‬مج ‪،07‬دار الكتب العلمية‪،‬لبنان‪ 1424 ،‬ه ‪ 2003/‬م‪،‬ص ‪.40‬‬
‫البر و الصلة و آداب‪،‬باب فضل من يموت له‬
‫‪ -2‬مسلم ابن الحجاج أبو الحسن القريشي النيسابوري‪،‬صحيح مسلم‪،‬كتاب ّ‬
‫فيحتسبه‪،‬رقم الحديث‪، 103/2635 ،‬عالم المعرفة ‪،‬طبعة أولى منقحة ‪، 2014‬ص ‪.964‬‬

‫‪ -3‬أخرجه أصحاب الحديث في مصنفاتهم‪ ،‬اإلمام ابن خزيمة في صحيحه ‪،102/2‬برقم ‪ 110/10033‬برقم ‪،1721‬و أخرجه ابن‬
‫حبان‪،‬في صحيحه ‪ ،356/1‬د‪.‬م‪.‬ن‪ ،‬د‪.‬س‪.‬ن‪.‬‬

‫‪ -4‬عزيزة صبحي‪"،‬دور األب في تربية األبناء"‪،‬الطبعة األولى ‪،‬مؤسسة اقرأ‪ ،‬القاهرة‪،2009،‬ص ‪.15‬‬
‫‪ -5‬شارلس فالنتاين‪،‬الطفل السوي و بعض انحرافاته"ترجمة الدكتور عبد العالي الجسماني"‪،‬الدار العربية للعلوم‪ ،‬د‪.‬س‪.‬ن‪،‬ص ‪.327‬‬

‫‪ - 23‬سورة النور‪،‬اآلية ‪.59‬‬

‫‪15‬‬
‫لَ ِك َّن هذا المعيَّار ليس بالمعيار الوحيد الذي يستند إليّه الفقهاء‪،‬لتحديد الح ّد الفاصل بيّن‬
‫سن‬‫مرحلة الطفولة و مرحلة البلوغ‪ِ ،‬إ ْذ يلّجأون إلى معيَّار أخر وهو الموضوعي أساسه ال ِ ّ‬
‫في حالة عدم وضوح عالمات البلوغ أو الشك فيها‪.‬‬
‫سن البلوغ‬
‫ن َْر َعى فهذه النقطة اإلختالف الموجود بين الفقهاء‪،‬فالمذهب الشافعي حدَّد ِ ّ‬
‫بتمام الخامسة عشر(‪،)15‬أما المالكية حددت سن البلُّوغ باكتمال سن الثامنة عشر (‪،)18‬ما‬
‫‪)3(25‬‬
‫لم تظهر عليه عالمات البلوغ‪ )2(24‬و هذا ما أخذ به المشرع الجزائري‪.‬‬

‫سبْع عشرة‬ ‫سن بلوغها يكون ِب َ‬ ‫أ َّما بالنسبة للفتاة فلإلمام أبو حنيفة رأي مختلف‪،‬يرى ِ ّ‬
‫سن َحتَّى َيبلُ َغ أ َ ُ‬
‫شدَّه"‪، )4(26‬فقد قال‬ ‫ي أَح َ‬
‫يم ِإال َّ ِبالَّ ِتي ِه َّ‬
‫"و الَ تَق َربُوا َما َل اليَّتِ ِ‬
‫سنة لقوله تعالى َ‬
‫طا‪،‬و يكون أش ُّد‬‫ي أقل ما قِيل فيه فأخذ به إحتيا ً‬ ‫ابن عباس األش ُّد ث َ َما ِني عشرة سنَّة و ه َّ‬
‫َّ ٌ ‪)5(27‬‬
‫سنة‪.‬‬‫ت َ‬ ‫ص ْ‬‫غا فَنَقُ َ‬
‫ي ِ و األنثى أسرع بلو ً‬‫صبِ ّ‬
‫ال َ‬
‫مرحلة الثالثة‪ :‬مرحلة اإلدراك التام‬
‫هي المرحلة التي يصبح فيه الطفل بالغًا م َّما يعني أنَّه َم ْسئُوالً عن كل تصرفاته أمام‬
‫القانون‪،‬و يسأل جزائيًا في حالة انحرافه‪ ،‬مما سبق اتضح لنا أن فقهاء الشريعة اإلسالمية‬
‫سن التكلّيف في حالة عدم وضوح عالمات البلوغ‪،‬فالشافعية حدَّدت أقصى‬ ‫اختلفوا في تحديد ِ ّ‬
‫سن إلى غاية الثامنة عشر‪،‬و هذا ما‬ ‫سن للتكلّيف هو ‪ 15‬سنة و خالفتها المالكية بأن مدَّدت ال ِ ّ‬ ‫ِّ‬
‫أخذ به المشرع الجزائري‪ ،‬و رغم وجود إعالن بشان حقوق الطفل و رعايته في اإلسالم‬
‫سن التكلّيف لد ِيّه‬ ‫الصادر عن منظمة المؤتمر اإلسالمي‪،‬إِالَّ أنَّه لم يُعَ ِ ّرف الطفل و لم يح ّدِد ِ ّ‬
‫إالّ إشارةً‪ ،‬و أتى ذلك في سيَّاق الكالم هذا نصه ‪ِ ":‬إ َّن ِ‬
‫الطف َل الَّ ِذي لَم َيبلغ َح ّد الت َك ِليف َو‬
‫‪)1(28‬‬
‫اإلسالَم ُمج ِرما‪.".......‬‬ ‫الَّ ِذي يَص ُدر ِمنهُ ُ‬
‫سلُوك ُمن َح ِرف الَ يَعُدهُ ِ‬
‫أن مرحلة الطفولة تبدأ منذ لحظة تكوين‬ ‫نستخلص من هنا أ َ َّن الفقهاء أجمعوا على َّ‬
‫سن بَيّد أ َ َّن الفقهاء‬
‫الجنين في رحم أ ِ ّمه‪،‬و تنتهي بعالمات البلوغ و إِ ْن لم تظهر كان البلوغ بال ِ ّ‬
‫سن الخامسة عشر كنهاية لمرحلة الطفولة و‬ ‫اختلفوا في ذلك‪،‬و ُجمهور العلماء إعتمدوا ِ ّ‬
‫استأنسوا في ذلك بحديث عبد هللا بن عمر رضي هللا عنهما قال حدثني نافع قال حدثني ابن‬

‫‪ - 24‬نبيل صقر و صابر جميلة‪،‬األحداث في التشريع الجزائري‪،‬دار الهدى للطباعة و النشر و التوزيع‪،‬الجزائر‪، 2008،‬ص ‪. 10‬‬
‫‪ - 25‬راجع المادة ‪ 02‬فقرة األولى من قانون رقم ‪ 12-15‬المتعلق بحماية الطفل‬
‫‪ - 26‬سورة اإلسراء‪،‬اآلية ‪.34‬‬

‫‪ - 27‬الشحات إبراهيم محمد منصور‪،‬حقوق الطفل و أثاره بين الشريعة اإلسالمية و القوانين الوضعية‪،‬الدار الجديدة‪،2001،‬ص ‪.14‬‬

‫‪ - 28‬د إسماعيل عبد الفتاح عبد الكافي‪،‬حقوق الطفل (نظرة تحليلية وثائقية عن حقوق الطفل العربي و المسلم في العالم المعاصر)‪،‬‬
‫مركز اإلسكندرية للكتاب‪،‬مصر‪،2005،‬ص ‪.226‬‬

‫‪16‬‬
‫ضهُ يوم أحد و هو ابن أربع عشر سنَّة فلم يُج ِزنِي‬ ‫عمر رضي هللا عنهما أَ َّن رسول هللا َ‬
‫ع َر َ‬
‫ازنِي قال نافع فَقَ ِدمتُ على عمر ابن‬ ‫ضنِي يوم الخندق و أنا ابن خمس عشر فأ َ َج َ‬ ‫ع َر َ‬ ‫ث َّم َ‬
‫عبد العزيز و هو خليفة فَ َح َّدثت ُهُ هذا الحديث فقال إِ َّن هذا ال َح َّد بين الصغير و الكبير و َكت َ َ‬
‫ب‬
‫ضوا ِل َمن بلغ خمس عشرة بالت َّالي نهاية مرحلة الطفولة تكون بتمام سن‬ ‫ع َّما ِله أ َن يَف ِر ُ‬
‫إلى ُ‬
‫الخامس عشر و هذا رأي جمهور الفقهاء المسلمين‪.‬‬
‫ننتهي للقول أن الفقهاء اعتمدوا على حديث الرسول صلى هللا عليه وسلم السالف الذكر‬
‫لتحديد نهاية مرحلة الطفولة بسن الخامسة عشر‪.‬‬
‫الفرع الثالث ‪:‬التعريف القانوني للطفل‬
‫اهتم كال من القانون الدولي و القانون الداخلي بتعريف الطفل و حماية حقوقه‬
‫المتع ّدِدة‪،‬و أول معالم االهتمام بالطفل على المستوى الدولي‪،‬كانت من خالل القواعد‬
‫النموذجية إلدارة شؤون األحداث المسماة "بقواعد بكين" لسنة ‪ 1985‬م‪،‬لتأتي بعدها اإلتفاقية‬
‫الدولية لحماية الطفل لسنة ‪ 1989‬التي تع ّد الجزائر عضوا فيها(أوال) ‪ .‬أ َّما على المستوى‬
‫الداخلي ظهر اإلختالف بين مختلف التشريعات في تعريف الطفل (ثانيا) من دولة‬
‫ألخرى‪،‬و يرجع ذلك إلختالف الظروف البيئية و الثقافية و خصوصا االجتماعية و‬
‫االقتصادية‪،‬و باألخص السياسية لما لها التَّأثير السريع و المباشر على الظروف األخرى ‪.‬‬
‫أوال ‪:‬تعريف الطفل في القانون الدولي‬
‫ظهرت أُولَى المبادرات في القانون الدولي لتعريف الطفل من خالل قواعد بكين‪،‬و من‬
‫ت الطفل بشكل واضح الَ لُب َ‬
‫ْس فيه‪.‬‬ ‫بعدها كانت إتفاقية حقوق الطفل التي َع َّرفَ ْ‬

‫‪-1‬تعريف الطفل في القواعد النموذجية إلدارة شؤون األحداث (قواعد بكين ‪:)1985‬‬

‫إنبثق مشروع قواعد بكين بعد سنة ‪ 1980‬م في "كاراكاس" خالل المؤتمر السادس‬
‫لألمم المتحدة من أجل مكافحة الجريمة و معاملة المجرمين‪،‬الذي أصدر بدوره توصية‬
‫ِللُجنة مكافحة الجريمة التابعة للمجلس اإلقتصادي و اإلجتماعي من أجل وضع أسس تنظم‬
‫قضاء األحداث‪،‬و لذلك قامت اللجنة بمراجعة المشروع بصيغته النهائية في اإلجتماع‬
‫ع ِقد في بكين في ماي ‪ 1984‬م خالل المؤتمر السابع لألمم المتحدة‪.29‬‬
‫التحضيري الذي ُ‬

‫‪ - 29‬فتوح عبد هللا الشاذلي‪،‬قواعد األمم المتحدة لتنظيم قضاة األحداث "دراسة تأصيلية مقارنة بقوانين األحداث"‪ ،‬دار المطبوعات‬
‫الجامعية‪،‬اإلسكندرية ‪،2006،‬ص ‪.16‬‬

‫‪17‬‬
‫قَدَّم في هذا المؤتمر السابع للمجلس اإلقتصادي و اإلجتماعي هذه القواعد في سنة‬
‫‪ 1985‬م‪ ،‬توصية للجمعية العامة لألمم المتحدة تم اعتمادها تحت اسم قواعد بكين‪ .‬و قد‬

‫سن‬ ‫عرفت القاعدة ‪ 2‬الفقرة الثانية من قواعد بكين الطفل على أنَّه‪":‬ذلك الشخص الصغير ال ِ ّ‬ ‫ّ‬
‫يجوز بموجب النظم القانونية ذات العالقة مسألته عن جرم بطريقة تختلف عن طريقة‬
‫سن‬‫مسألة البالغ"‪ ،‬في حين كانت القاعدة الرابعة مفسرة ً للقاعدة السابقة لتتكلم عن ِ ّ‬
‫سلَّ َمت بمفهوم‬‫المسؤولية الجنائية في فقرتها األولى هذا نصها ‪ " :‬في النظم القانونية التي َ‬
‫سن على نحو مفرط اإلنخفاض كما‬ ‫سن للمسؤولية الجنائية لألحداث الَ يُ َح َّدد هذا ال ِ ّ‬‫تحديد ِ ّ‬
‫تؤخذ في اإلعتبار حقائق النضوج العاطفي و العقلي و الفكري " و هذا يعود إلختالف‬
‫التشريعات في كل بلد‪.‬‬
‫‪-2‬تعريف الطفل في إتفاقية حقوق الطفل‪:‬‬

‫تع ّد هذه اإلتفاقية الصادرة سنة ‪1989‬م المعروفة بإتفاقية نيويورك أول وثيقة ت ُ َع ِ ّرف‬
‫فالطفل بشكل صريح و واضح‪،‬إ ْذ تنص المادة األولى منها كاألتي ‪ " :‬ألغراض هذه‬
‫اإلتفاقية يعني الطفل كل إنسان لم يتجاوز الثامنة عشرة ما لم يبلغ سن الرشد قبل ذلك‬
‫‪)2(30‬‬
‫بموجب القانون المطبق عليه"‪.‬‬
‫ي يوصف الشخص على أنَّه طفل البد من‬
‫من خالل القراءة القانونية لنص المادة لك ّ‬
‫شرطين هما‪:‬‬
‫سن الثامنة عشر (‪. )18‬‬
‫‪-‬الشرط األول‪:‬أال يتجاوز ِ ّ‬
‫سن األهلية الجنائية أَقَ ُّل من ذلك‪،‬و هو‬
‫‪-‬الشرط الثاني‪:‬أ َ ْن الَ يكون القانون الداخلي لم يح ّدِد ِ ّ‬
‫سن‪.‬‬
‫قد بلغ هذا ال ِ ّ‬
‫سا ِيّرة لكل القوانين الداخلية لدول‬
‫من خالل نص المادة المذكورة فإن اإلتفاقية جاءت ُم َ‬
‫سن الثامنة عشر (‪ )18‬كنهاية لمرحلة الطفولة و ذلك بالرجوع‬ ‫األعضاء‪،‬التي أخذت من ِ ّ‬
‫سن‬‫للظروف الداخلية لدولة ما‪،‬منها اإلقتصادية‪ ،‬اإلجتماعية‪،‬و الثقافية‪.‬و لصعوبة تحديد ِ ّ‬
‫سن الرشد عالميًا‪،‬لذلك كانت هذه المادة غيّر مدققة‬
‫نهاية مرحلة الطفولة أدى لصعوبة تحديد ِ ّ‬
‫سا ِيّرة للقوانين الداخلية لدول األعضاء‪.‬‬
‫بل كانت ُم َ‬
‫‪-3‬تعريف الحدث في قواعد األمم المتحدة بشأن حماية األحداث المجر ّدِين من حريتهم‪:‬‬
‫‪ - 30‬مولود ديدان‪ ،‬حقوق الطفل "يتضمن اآلليات الدولية المصادقة عليها من طرف الجزائر بخصوص حقوق الطفل"‪،‬دار بلقيس‪،‬‬
‫الجزائر‪ ،‬د‪.‬س‪.‬ن‪ ،‬ص ‪.07‬‬

‫‪18‬‬
‫أوصى بإعتمادها مؤتمر األمم المتحدة الثامن لمنع الجريمة و معاملة المجرمين الذي ت َّم‬
‫إنعقاده في هافانا من ‪ 27‬أوت إلى ‪ 07‬سبتمبر سنة ‪1990‬م‪ ،‬كما ِإ ْعت ُ ِمدت هذه القواعد‬
‫ونُ ِش َرت بموجب قرار الجمعية العامة لألمم المتحدة في ‪ 14‬ديسمبر سنة ‪ 1990‬م‬

‫حيث نصت المادة ‪ 11‬منها كما يلي‪":‬ألغراض هذه القواعد تنطبق التعاريف التَّالية‪:‬‬
‫سن التي ينبغي‬ ‫(ا)الحدث هو كل شخص دون الثامنة عشرة من العمر و يُ َح ّدِد القانون ال ِ ّ‬
‫دونها عدم السماح بتجريد الطفل من حريَّته أو الطفلة من حريَّ ِتها‪.‬‬

‫أي شكل من أشكال اإلحتجاز أو السجن أو وضع الشخص‬ ‫(ب)يعني التجريد من الحريَّة ّ‬
‫في إطار إحتجازي عام أو خاص ال يسمح بمغادرته وفق إرادته و تلك بناءا على أمر‬
‫‪)1(31‬‬
‫تصدره أي سلطة قضائية أو إدارية أو سلطة عامة أخرى"‪.‬‬
‫فيعتبر الشخص طفال حسب هذه المادة ما لم يبلغ السن الثامنة عشر‬
‫ثانيا ‪:‬تعريف الحدث في القوانين الداخلية‬
‫إختلفت التشريعات الوطنية لكل بلد في تعريفها للطفل‪،‬و يعود ذلك إلى إختالف‬
‫قوانينها الداخلية في مسألة تحديد الفترة الزمنية التي يجب تطبيق فيها النظام القانوني‬
‫الخاص باألطفال‪ ،‬فعلى هذا األساس تم تقسيم سن مرحلة الطفولة إلى مراحل عدَّة عليها‬
‫تُحدد المسؤولية الجزائية من مرحلة إلى أخرى‪.‬‬
‫سن الحدث‬‫فإتجهت الدول في تعريفها للحدث متخذة احدى المعيارين التاليين ‪ :‬معيار ِ ّ‬
‫سن الرشد الجزائي ‪ ،‬الذي يعتبر كأساس لقيام المسؤولية‬ ‫سن التم ِيّيز دون إتمام ِ ّ‬
‫من ِ ّ‬
‫الجزائية فاعتمدت عليه بعض الدول لتحديد مرحلة الطفولة ‪.‬أ َّما دول أخرى فإنَّها إعتمدت‬
‫سن لقيَّام مسؤوليته الجزائية ‪ ،‬دون أن تأخذ‬ ‫معيارا أخر المتمثل في تحديد الح ّد األقصى لل ِ ّ‬
‫ً‬
‫بعين اإلعتبار تحديد الحد األدنى للسن ‪.‬‬
‫سن الرشد‪:‬‬
‫سن التم ِيّيز و ِ ّ‬
‫‪-1‬المعيار القائم على أساس بلوغ الطفل ل ِ ّ‬
‫سن معينة ِليُّ َعد طفالً من الناحية‬
‫إتجهت أغلب التشريعات إلى ضرورة بلوغ الشخص ِ ّ‬
‫الرشد الجزائي كما‬‫سن ُّ‬ ‫سن التم ِيّيز و تنتهي إلى بلوغ ِ ّ‬
‫القانونية ‪ ،‬تبدأ هذه الفترة المحدَّدة من ِ ّ‬
‫حددهما القانون ‪ ،‬و من هذه القوانين نجد قانون العقوبات الجزائري ح َّد َد هذه الفترة ببلوغ‬
‫سن الثامنة عشرة(‪. )18‬‬ ‫الصغير عشرة سنوات من عمره(‪ )10‬و عدم تمامه ِ ّ‬

‫‪ - 31‬محمود شريف بسيوني‪ ،‬الوثائق الدولية المعنية بحقوق اإلنسان‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬المجلد األول‪،‬دار الشروق‪،‬‬
‫القاهرة‪،‬مصر‪1423،‬ه الموافق ل ‪ ،2003‬ص ص ‪.665‬‬

‫‪19‬‬
‫نصت المادة ‪ 49‬المعدَّلة بموجب القانون ‪ 04-14‬المؤرخ في ‪ 04‬فيفري ‪ 2014‬على‬
‫أنَّه‪":‬ال يكون محال للمتابعة الجزائية القاصر‪ )1(32‬الذي لم يكمل عشرة(‪ )10‬سنوات ال يوقع‬
‫القاصر الذي يتراوح سنه من ‪ 10‬إلى من ‪ 13‬سنة إال َّ تدبير الحماية و التهذيب‪.‬‬

‫و مع ذلك في مواد المخالفات ال يكون محال إال للتوبيخ و يخضع القاصر الذي لم يبلغ‬
‫سنه من ‪ 13‬إلى ‪ 18‬إما لتدابير الحماية أو التهذيب أو لعقوبات مخففة" ‪.‬‬
‫‪)2( 33‬‬

‫غيّر أنَّه في نص المادة ‪ 49‬من القانون العقوبات القديم نصت على اآلتي‪":‬ال يوقع على‬ ‫َ‬
‫القاصر الذي لم يكمل الثالثة عشر إال َّ تدابير الحماية أو التربية‪.‬و مع ذلك فإنه في مواد‬
‫المخالفات ال يكون محال إال للتوبيخ و يخضع القاصر الذي يبلغ سنه من ‪ 13‬إلى ‪ 18‬إما‬
‫‪)3(.34‬‬
‫لتدابير الحماية أو التربية أو لعقوبات مخففة"‬
‫سن التمييز للطفل الذي على أساسه تقرر‬
‫سن ‪،13‬ك ِ ّ‬‫نالحظ أ َ َّن المشرع الجزائري أخذ ِ ّ‬
‫المسؤولية الجزائية‪،‬و ع ّدِلت هذه المادة بموجب المادة ‪ 49‬من ق‪.‬ع لسنة ‪ 2014‬السالفة‬
‫سن التم ِيّيز إلى ‪ 10‬سنوات‪،‬و عليه يمكن تقسيم مراحل‬ ‫الذكر‪،‬فيها َخفَ َ‬
‫ض المشرع الجزائري ِ ّ‬
‫المسؤولية الجزائية للطفل حسب المادة ‪ 49‬من ق‪.‬ع إلى ثالث مراحل و هي‪:‬‬

‫المرحلة األولى ‪ :‬مرحلة ما قبل ‪ 10‬سنوات تنعدم فيها المسؤولية الجزائية إلنعدام األهلية‬
‫وفق المادة ‪ 49‬فقرة ‪.01‬‬

‫المرحلة الثانية ‪ :‬تتراوح ما بين عشرة سنوات (‪ )10‬إلى أَقَ ّل من ثالثة عشر (‪،)13‬تكون‬
‫األهلية ناقصة و تُو ِقع على القاصر تدابير الحماية حسب المادة ‪ 49‬فقرة ‪.02‬‬

‫المرحلة الثالثة ‪ :‬تتراوح ما بين ‪ 13‬سنة و قبل ‪ 18‬سنة فيها األهلية ناقصة و المسؤولية‬
‫الجزائية للطفل ُم َخفَّفَة وفق المادة ‪ 49‬فقرة ‪.04‬‬

‫‪ - 32‬لفظ القاصر‪ :‬نجده دارجا في مجال الدراسات القانونية‪،‬و لفظ الحدث هو األقرب إلى القانون الجنائي من أي قانون أخر‪،‬أنظر‬
‫المجلة النقدية للقانون و العلوم السياسية"مجلة سياسية تصدر عن كلية الحقوق"‪،‬كلية الحقوق جامعة مولود معمري"‪،‬العدد ‪،02‬‬
‫تيزي وزو ‪.2008‬‬

‫‪ - 33‬أمر رقم ‪ 01-14‬مؤرخ في ‪ 4‬فيفري ‪،2014‬يتضمن تعديل األمر رقم ‪ 156-66‬المؤرخ في ‪ 8‬جوان ‪،1966‬و المتضمن قانون‬
‫العقوبات الجزائري‪،‬ج‪.‬ر‪.‬عدد ‪،07‬الصادر في ‪ 16‬فيفري ‪.2014‬‬

‫‪ - 34‬أمر ‪ 156-66‬مؤرخ في ‪8‬جوان ‪،1966‬يتضمن قانون العقوبات‪،‬ج‪.‬ر‪.‬عدد ‪،49‬صادر في ‪11‬جوان ‪،1966‬المعدل و المتمم‪.‬‬
‫‪20‬‬
‫يتضح لنا مما سبق أ َ َّن التعريف القانوني للطفل في التشريع الجزائري‪،‬أستقر على أنه‬
‫سن الرشد‬
‫ذلك الكائن البشري الصغير الذي يكون في الفترة الزمنية لبلوغه ‪ 10‬سنوات إلى ِ ّ‬
‫الجزائي‪،‬الذي ح ّدِد ب‪ 18‬سنة ‪.‬‬
‫‪)1( 35‬‬

‫سن‪:‬‬ ‫‪-2‬المعيار القائم على تعريف الطفل ببلوغه ِ ّ‬


‫سن الرشد دون إشتراط ح ّد أدنى في ال ِ ّ‬
‫إتجهت تشريعات أخرى إلى عدم تحديد ح ّد أدنى لسن الطفل‪ ،‬الذي على أساسه يمكن‬
‫أن تقوم المسؤولية الجزائية‪ ،‬فقد قامت بتحديد الح ّد األقصى ل ِ ّ‬
‫سن الطفل الذي على أساسه‬
‫يمكن مسألته جزائيا‪.‬‬
‫ع َّرف الحدث ‪" :‬على أنَّه ذلك‬
‫نجد من بين هذه التشريعات المشرع الفرنسي الذي َ‬
‫الشخص الذي لم يتجاوز ‪ 18‬سنة وقت إرتكابه للجريمة"‪ ،‬و يعني أن المشرع الفرنسي لم‬
‫يح ّدِد الح ّد األدنى ل ِ ّ‬
‫سن الطفل ‪.‬‬
‫‪)2( 36‬‬

‫سن الطفولة‪ ،‬و من بين‬ ‫كما نجد تشريعات أخرى إختلفت في تحديد الح ّد األقصى ل ِ ّ‬
‫القوانين التي رسمت الح ّد األقصى لمرحلة الطفولة بأربعة عشر( ‪ )14‬سنة قانون دولة‬
‫البحرين لسنة ‪،1955‬و القانون السوداني بعشرين سنة (‪ )20‬سنة و القانون المصري‬
‫الصادر في ‪ 1996‬المادة الثانية منه التي حدَّدته بثامنة عشر (‪ )18‬سنة ‪.‬‬
‫‪)3( 37‬‬

‫وهناك دول أخرى مثل اإلسكندنافية و ال ّ‬


‫شيلي‪،‬و بعض الواليات األمريكية كوالية‬
‫كاليفورنيا حددته ب ‪ 21‬سنة ‪.‬‬
‫‪)4( 38‬‬

‫إالَّ أ َ َّن الدول العربية إتفقت في تحديد الح ّد األقصى ب ‪ 18‬سنة‪،‬و هذا ما أوصت به حلقة‬
‫دراسات الشرق األوسط المنعقدة في القاهرة سنة ‪،1953‬على أن الطفل قبل أن ُيتِ ّ َّم ‪ 18‬سنة‬
‫ال يُ َم ِكنُّهُ تفكيره و ال سلوكه في إدراك أفعاله‪،‬و في هذه الفترة يحتاج إلى الرعاية و التوجيه‪.‬‬
‫كما وجهت دعوتها إلى عدم تحديد الح ّد األدنى للطفولة حتى تتيح للقضاء إلتخاذ اإلجراءات‬
‫الالَّزمة منها اإلصالحية و الوقائية ‪.‬‬
‫‪)5( 39‬‬

‫‪ - 35‬عبد الرحمان خلفي‪ ،‬القانون الجنائي العام‪ ،‬دار بلقيس‪ ،‬الجزائر ‪،2016 ،‬ص ‪.264‬‬
‫‪ -36‬نبيل صقر و صابر جميلة‪،‬األحداث في التشريع الجزائري‪،‬المرجع السابق‪،‬ص ‪.14‬‬

‫‪ -37‬أسامة أحمد شتات‪،‬قوانين الطفل و األحداث و التشرد و اإلشتباه و التسول و الدعارة و شرب الخمر‪،‬د‪.‬ط ‪،‬دار الكتب القانونية‪،‬‬
‫مصر ‪، 2003،‬ص‪.03،‬‬

‫‪ -3‬عبد القادر قواسمية‪،‬جنوح األحداث في التشريع الجزائري‪،‬المؤسسة الوطنية للكتاب الجزائي ‪ ،‬د‪.‬م‪.‬ن‪ ،‬ص ‪.34‬‬
‫‪ -39‬عبد القادر قواسميه‪ ،‬مرجع نفسه‪،‬ص ‪.35‬‬
‫‪21‬‬
‫يتبيَّن في األخير أ َ َّن تعريف الطفل في القانون يدور دائ ًما حول المسؤولية الجزائية‪،‬‬
‫سن التم ِيّيز يكون عديم األهلية مما يعني أنَّه ال يُسأل جزائيا أصالً‪،‬بل يُسأل‬
‫فالطفل قبل ِ ّ‬
‫الرشد المحدَّد قانونًا‪.‬‬ ‫مسؤولية جزائيا عندما يصبح مسئوالً بشكل كامل عند بلوغه ِ ّ‬
‫سن ُّ‬
‫سن التم ِيّيز فال يمكن الحديث و البحث في إنحرافه ‪،)1( 40‬إالَّ أ َّ َّن‬
‫إذا الطفل إن لم يبلغ ِ ّ‬
‫سن‬ ‫المشرع الجزائري وفق القانون الجديد رقم (‪ )12-15‬المتعلق بحماية الطفل م َّد َد من ِ ّ‬
‫الطفل إلى غاية ‪ 21‬سنة إذا كان الطفل في حالة الخطر‪،‬كإستثناء عن القاعدة الذي حدَّدت‬
‫‪)2(.41‬‬
‫سن ب ‪ 18‬عا ًما‬
‫ال ِ ّ‬

‫المطلب الثاني ‪:‬معايير تصنيف األطفال‬


‫أولت التشريعات الحديثة اإلهتمام الكبير بالطفل‪،‬ويظهر ذلك من خالل كثرة‬
‫النصوص القانونية التي تُدَّعم ركائز حمايته بغض النظر عن حالته و وضع ِيّته‪،‬و من بينها‬
‫ما يتعلق بالفئة المعرضة للخطر(الفرع األول)‪،‬و ذلك تطبيقًا لسيَّاسة المنع التي تعتبر جز ًءا‬
‫ي ِ عالج ‪.‬أ َّما الفئة‬
‫عا من السياسة الجزائية المعاصرة و التي تدعو إلى الوقاية قبل أ ّ‬‫أو فر ً‬
‫صا في‬ ‫الثانية التي أشارت إليها فتتمثل في الطفل الجانح الذي إرتكب فعالً مجر ًما منصو ً‬
‫قانون العقوبات(الفرع الثاني)‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬الطفل في حالة الخطر‬


‫صوب هذه الفئة من األطفال من أجل حمايتها كي ال تقع في الجرائم‪،‬و‬ ‫إتجهت القوانين ّ‬
‫يستوجب التطرق إلى تعريف‬ ‫ّ‬ ‫منه يتحولون ألطفال جانحين واقعين في دوامة اإلجرام‪،‬منه‬
‫ي‬
‫ضا للخطر أ ّ‬
‫الطفل في حالة الخطر(أوال) ثم نب ِيّن الحاالت التي يكون الطفل فيها معر ً‬
‫الحاالت التي تنبئ بالخطورة و التي يمكن أن توقعه في دوامة اإلجرام‪،‬و م َّما يجب اإلشارة‬
‫إليه هو أن التشريعات بين الدول إختلفت حول حاالت تعرض الطفل للخطر(ثانيا)‪.‬‬
‫أوال‪ :‬تعريف الطفل في حالة الخطر‬
‫تطرقت التشريعات األخرى لهذه الفئة بالتعريف األتي على أنه ذلك الطفل المعرض‬
‫و نفس التعريف الذي تعرض له القانون األردني‪.43‬‬
‫(‪)2‬‬ ‫(‪)1‬‬ ‫‪42‬‬
‫لالنحراف‬

‫‪ -40‬مريم زيتوني‪،‬إنحراف األحداث و العقوبات و التدابير المقررة لهم‪،‬رسالة الماجستير‪،‬كلية الحقوق‪،‬جامعة الجزائر‪،1979 ،‬ص ‪.9‬‬

‫‪ -41‬راجع المادة ‪ 42‬فقرة ‪ 02‬من القانون رقم (‪ )12-15‬المتعلق بحماية الطفل‪.‬‬

‫‪ - 42‬نجدعلى سبيل المثال التشريع المصري المادة ‪ 96‬من قانون رقم ‪ 12‬لعام ‪،1996‬أنظر أسامة أحمد شتات‪،‬مرجع سابق‪،‬ص ‪.37‬‬

‫‪22‬‬
‫و لكن ِإذا عدنا القانون الجزائري الملغى رقم ‪ 03-72‬المؤرخ في ‪ 10‬فيفري ‪1972‬‬
‫المتعلق بحماية الطفولة و المراهقة في حالة الخطر المعنوي نجد أ َ َّن هذه العبارة ليست‬
‫جديدة على المشرع الجزائري‪ ،‬فقد تعرض لها في نفس القانون أ َّما المصطلح القانوني‬
‫الجديد الذي استعمله المشرع الجزائري في القانون رقم ‪ 12-15‬المتعلق بحماية الطفل‬

‫عبارة"حالة الخطر " بالمقابل لم نجد تعريفًا صري ًحا يعبر عن معنى هذه العبارة من الناحية‬
‫القانونية‪،‬و إنَّما إكتفى المشرع بذكر حاالت الخطر التي يمكن أن يتعرض لها الطفل‪،‬وفق ما‬
‫نصت عليه المادة ‪ 02‬فقرة ‪ 03‬من قانون ‪ 12-15‬التي نصت "الطفل في خطر الطفل الذي‬
‫ضة له أو تكون ظروفه المعيشية أو‬ ‫تكون صحته أو أخالقه أو تربيته أو أمنُهُ في خطر عُر َ‬
‫ضر بمستقبله أو يكون في بيئة‬ ‫سلوكه من شأنهما أن يعرضاه للخطر المحتَّمل أو الم ِ ّ‬
‫تُعَ ِرض سالمته البدنية و النفسية أو التربوية للخطر" ‪.‬‬
‫‪)3( 44‬‬

‫ثمنَّت قواعد بكين نفس األفكار في الجزء األول تحت عنوان "مبادئ العامة" في‬
‫القسم الثالث "توسيع نطاق القواعد"‪ ،‬من خالل القاعدة الثالثة بفقراتها الثالثة و التي نصت‬
‫على يلي ‪:‬‬

‫‪"-1-3‬ال يقتصر تطبيق األحكام ذات الصلة الواردة في القواعد على المجرمين األحداث‬
‫وحدهم بل تطبق أيضا على األحداث الذين قد تُقَام عل ِيّهم دعوى لسلوك محدد ال عقاب‬
‫عليه إذا إرتكبه شخص بالغ‪.‬‬
‫‪ -2-3‬تبذل الجهود لتوسيع نطاق المبادئ الواردة في القواعد‪ ،‬لتشمل جميع األحداث الذي‬
‫تناولهم إجراءات الرفاه و العناية‪.‬‬
‫‪-3-3‬تبذل الجهود أيضا لتوسيع نطاق المبادئ الواردة في القواعد‪ ،‬لتشمل المجرمين‬
‫‪)4( 45‬‬
‫البالغين صغار السن‪".‬‬
‫م َّما سبق يفهم أن هذه القاعدة نصت على توسيع نطاق قواعد بكين فالفقرة األولى‪،‬‬
‫تشمل نطاق الحماية التي تكفلتها هذه القواعد لألحداث ‪ ،‬الذين قد تُقَام عل ِيّهم الدعوى لمجرد‬

‫‪ - 43‬إبراهيم حرب محسين‪،‬إجراءات مالحقة األحداث الجانحين في مرحلة ما قبل المحاكمة إستدالال و تحقيقا‪،‬دار الثقافة للنشر و‬
‫التوزيع ‪ ،‬األردن‪ ،1999 ،‬ص ص ‪. 18-17‬‬

‫‪ - 44‬مولود ديدان‪ ،‬قانون اإلجراءات الجزائية المرفق بالقانون رقم (‪ )12-15‬مؤرخ في ‪ 15‬يوليو سنة ‪ 2015‬يتعلق بحماية الطفل‪،‬‬
‫دار بلقيس‪ ،‬دار البيضاء‪-‬الجزائر‪ ،‬ص ‪.278‬‬

‫‪ - 45‬القواعد النموذجية إلدارة شؤون األحداث‪ ،‬قواعد بكين المعتمدة من الجمعية العامة لألمم المتحدة‪ ،‬بقرار رقم ‪ 33-40‬في ‪ 29‬نوفمبر ‪1985‬‬
‫‪www.ohchr.org .،‬‬
‫‪23‬‬
‫سلوك محدَّد ال عقاب عليه إذا إرتكبه شخص بالغ ‪ ،‬و قد شمل هذا النص القانوني كل‬
‫الحاالت التي يمكن أن ال يرتكب فيها الطفل فعل مجرم‪ ،‬و إنَّما في حالة تعرضه لإلنحراف‬
‫و بالتالي يخشى عليه أن يترك فيها ‪ ،‬و إالَّ كان الدافع األصلي ليصبح منحرفًا و يدخل في‬
‫فئة األطفال الجانحين‪ ،‬و الحاالت التي يقصد بها النص القانوني أ َ َّن الطفل يمثل خطورة‬
‫إجتماعية ووسيلة إجرامية تحتاج لتوجيهها و تربيتها و إبعادها من كل المؤثرات الخارجية‬
‫منها إجتماعية ك انت أم داخلية منها األسرة ‪ ،‬و هذا حتى ال يبتعد من إحتراف الجريمة‪ ،‬و‬
‫منه القول يدور حول السلوك الذي يسبق الجريمة ال السلوك اإلجرامي المرتكب ‪.‬‬
‫‪)1( 46‬‬

‫فالسلوكات التي تسبق الجريمة تكون مصدرها هذه المؤثرات بكل نوعيها خطيرة جدا ‪،‬‬
‫ألنها تحدد مصير المستقبلي للطفل أمام احتراف الجريمة و على األقل التأثر بها‪.‬‬
‫بالتالي ما قدَّمه الدكتور" إبراهيم حرب محسين "في تعريفه للطفل المعرض لإلنحراف‬
‫{هو الَّذي لم يرتكب فعل يُ ِج ِ ّرمه القانون‪،‬لكنَّه يُو َجد في ظروف ال تَدَّع مجال للشك في أ َ َّن‬
‫‪)2( 47‬‬
‫إنحرافه بات وشيكا‪}.‬‬
‫أ َ َّما "محمد علي جعفر"‬
‫ع َّرفه كما يلي ‪{:‬إِ َّن الطفل المعرض لإلنحراف تتوفر الخطورة اإلجتماعية‬ ‫فقد َ‬
‫عنده‪،‬حيث يمكن أن تؤدي به هذه الخطورة إلى إرتكاب جريمة‪،‬و ل َّما كانت هذه الحالة ال‬
‫فإن المشرع واج َّهها بتدابير وقائية‪،‬التي تتضمن بعض‬ ‫تمثل جريمة في قانون العقوبات َّ‬
‫المساس بحرية الطفل و قد يَع َمد المشرع إلى تحديد حاالت االنحراف‪،‬دون أن يترك‬
‫للقضاء سلطة تحديدها كما قد يلجأ أيضا المشرع إلى وضع عبارات عامة لمعنى التعرض‬
‫‪)3( 48‬‬
‫اإلنحراف‪،‬و يترك للقاضي السلطة التقديرية في ذلك‪}.‬‬
‫كما نجد "تعريف حسني ناصر"‬
‫أعتبر الطفل { بحكم تكوينه الذهني العضوي ال يملك في السنوات األولى من عمره‬
‫القدرة على حماية نفسه من الخطر أو دَف ِع ِه‪،‬و ال يملك القدرة على إدراك ما يحيط به من‬
‫المخاطر التي يتعرض لها من الكبار‪،‬و قد يتعرض الطفل للخطر بفعل أحد التليَّين‪}.‬‬

‫‪ - 46‬فتوح عبد هللا الشاذلي‪،‬قواعد األمم المتحدة لتنظيم قضايا األحداث‪،‬المرجع السابق‪،‬ص ‪.28‬‬

‫‪ - 47‬إبراهيم حرب محسين‪،‬إجراءات مالحقة األحداث الجانحين في مرحلة ما قبل المحاكمة إستدالال و تحقيقا‪،‬المرجع السابق‪،‬ص ‪18‬‬

‫‪ - 48‬محمد علي جعفر‪،‬حماية األحداث المخالفين للقانون و المعرضين لخطر اإلنحراف‪،‬دراسة مقارنة المؤسسات الجامعية للدراسات‬
‫و النشر و التوزيع‪،‬بيروت ‪،2000‬ص ‪.215‬‬

‫‪24‬‬
‫‪-‬الشخص الذي يقوم بتربيته و يتولى‪،‬أمره سواء أكانت أمه أو أبوه أو جده أو أي شخص‬
‫أجنبي عنه و لكنَّه بحكم وظيفته يكون مسؤو ًال عنه‪،‬كمشرفات المستشفيات‪،‬أو المدارس‪،‬أو‬
‫المالجئ‪.‬‬
‫و ال يشترط أثناء تعريض الطفل للخطر إلى حدوث نتائج فعليَّة ‪ ،‬منه حتى ولو لم يقع‬
‫للطفل أي خطر ‪ ،‬فإذا نشأ عن تعريض الطفل للخطر كتركه في محل خالي و أدى ذلك‬
‫المقررة للجرح عم ًدا‪،‬‬
‫َّ‬ ‫إلنفصال عضو من أعضائه ‪ ،‬أو فقد منفعته فيعاقب الفاعل بالعقوبات‬
‫المقررة للقتل عم ًدا ‪.‬‬
‫‪)1( 49‬‬
‫َّ‬ ‫وإن تسبب عن ذلك موت الطفل يُ ْح َكم بالعقوبة‬
‫لكن تعريض الطفل لظروف فيها خطورة قد يؤدي به بنسبة كبيرة لنتائج فعلية سلبية عليه‪.‬‬
‫ثانيا ‪:‬حاالت التعرض للخطر‬
‫ظهر اإلختالف بين التشريعات الحديثة في تحديد الحاالت التي يكون فيها الطفل‬
‫عرضةً للخطر‪ ،‬فأغلبها و ضعت الحدود و حاالت الخطر و لم تترك المجال للقاضي‬
‫لتقديرها‪،‬من أجل ضمان عدم المساس بمبدأ الشرعية‪ ،‬و يظهر ذلك من خالل التطرق لهذه‬
‫التشريعات المقارنة(‪ ،)1‬نجد بالمقابل المشرع الجزائري قد أجاز للقاضي حق تقدير‬
‫الحاالت من خالل سلطته‪ ،‬و يتضح ذلك جليا عند التطرق لنص المادة الثانية (‪ )02‬الفقرة‬
‫الثالثة (‪ )03‬من القانون رقم ‪.)2( 12-15‬‬

‫‪-1‬التشريعات المقارنة‬

‫نتطرق بالدراسة إلى التشريعات العربية و نأخذ منها التشريع المصري(أ)‪،‬وبطبيعة‬


‫الحال نتطرق إلى التشريعات الغربية من بينها التشريع الفرنسي(ب) التشريع االنجليزي(ج)‬
‫و تشريع الواليات المتحدة األمريكية(د)‪.‬‬
‫أ)التشريع المصري‬
‫حدد المشرع المصري ثمانية(‪ )08‬حاالت يكون فيها الطفل في حالة خطر "معرضا‬
‫لالنحراف" وهي‪:‬‬

‫‪ - 49‬حسني ناصر‪،‬تشريعات حماية الطفولة (حقوق الطفل في التشريع الدستوري‪-‬الدولي‪ -‬الجنائي‪-‬و التشريع اإلجتماعي‪-‬و قواعد‬
‫األحوال الشخصية)‪،‬منشأة المعارف للتوزيع اإلسكندرية‪،‬مصر‪ ،‬د‪.‬س‪.‬ن‪ ،‬ص ص ‪. 196 -194‬‬

‫‪25‬‬
‫ض ِسلَع أو خدمات ناقصة أو القيام بألعاب‬
‫ع ْر ُ‬
‫التسول َ‬ ‫َّ‬ ‫متسوالً و ت ُ َع ُّد من أعمال‬
‫ِّ‬ ‫‪-1‬إذا ُو ِج َد‬
‫بهلوانية‪،‬و غير ذلك م َّما ال يصلح موردًا ج ِديًّا للعيش‪.‬‬
‫‪-2‬إذا قام ب َج ْم ْع أعقاب السجائر أو غيرها من الفضالت أو المهمالت‪.‬‬

‫‪-3‬إذا قام بأعمال تتصل بالدَّعارة ‪،‬أو الفسق‪،‬أو إفساد األخالق‪،‬أو القمار أو المخدرات‪،‬أو ما‬
‫شبهها أو بخدمة من يقومون بها‪.‬‬
‫‪-4‬إذا لم يكن له محل إقامة مستقر أو بيّت عادة في الطرقات‪،‬أو في أماكن أخرى غير ُم ِع ّدِة‬
‫لإلقامة أو المبيت ‪.‬‬
‫‪)1( 50‬‬

‫‪-5‬إذا خالط المعرضون لالنحراف أو المشتبه فيهم أو الذين إشتهر عنهم سوء السيرة‪.‬‬

‫‪-6‬إذا إعتاد الهروب من معهد التعليم أو التدريس‪.‬‬

‫‪-7‬إذا كان سيء السلوك ومارقًا عن سلطة أبيه‪،‬أو ول ِيّه‪،‬أو وص ِيّه‪،‬أو من له سلطة عليه كأمه‬
‫في حالة وفاة ول ِيّه‪،‬أو غ ِيّابه‪،‬أو عدي ًما أهل ِيّته‪،‬و ال يجوز في هذه الحالة إتخاذ أي إجراء ِق َب َل‬
‫الطفل‪،‬و لو كان من إجراءات اإلستدالل إالَّ بنا ًءا على إذن من أبيه‪،‬أو ول ِيّه‪،‬أو وص ِيّه‪،‬أو أمه‬
‫بحسب األحوال‪.‬‬
‫(‪)2‬‬ ‫‪51‬‬
‫‪-8‬إذا لم يكن له وسيلة للع ِيّش و ال عائل مؤتمن‪.‬‬

‫ب)في التشريع الفرنسي‬


‫س َم المشرع الفرنسي الوضعيات التي يمكن فيها إعتبار الطفل عرضةً للخطر‪،‬و هي‬
‫قَ َّ‬
‫حالتين كاألتي‪:‬‬
‫‪-‬الحالة األولى‪:‬إذا كانت صحة الطفل أو أمنه‪،‬أو أخالقه في خطر‪.‬‬
‫‪-‬الحالة الثانية‪ :‬إذا كانت ظروف تربية الطفل ُمعرضةً بصورة جسيمة للخطر‪.‬‬
‫تستوجب هذه الحاالت لتدخل القضاء بشكل واسع‪،‬لكن في الواقع ِإ َّن القضاء ال يتدخل‬
‫ي يستدعي وجود ظروف جدية وملحة‪،‬التي تؤدي حت ًما لسلوك‬ ‫إالَّ إذا كان هناك مبرر قو ّ‬

‫‪ - 50‬أ‪-‬محمد علي جعفر‪،‬األحداث المنحرفون دراسة مقارنة‪،‬الطبعة الثالثة‪،‬المؤسسة الجامعية للدراسات و النشر و التوزيع‪،‬د‪.‬م‪.‬ن‪،‬‬
‫‪ ،1996‬ص ‪.175‬‬

‫‪ -51‬عبد الفتاح بيومي حجازي‪،‬المعاملة الجنائية و اإلجتماعية لألطفال‪(،‬دراسة متعمقة في قانون الطفل المصري مقارنة بقانون‬
‫األحداث اإلمارتي)‪،‬دار الكتب القانونية‪،‬مصر ‪ ،2007،‬ص ص ‪. 27-25‬‬

‫‪26‬‬
‫االنحراف‪.‬زد إلى ما ت َّم التطرق إليه في القانون الخاص باألحداث المشردين ‪،‬الصادر في‬
‫عرف الطفل المشرد كاألتي ‪" :‬الذي هاجر والد ِّيه أو تخل َّيا عنه‪،‬و‬
‫‪30‬أكتوبر ‪ 1935‬أين َّ‬
‫اليتيم الذي ليس له عمل‪،‬أو مكان اإلقامة‪،‬أو كان يحصل على مورد رزقه بطرق غير‬
‫‪3( 52‬‬
‫مشروعة‪".‬‬

‫ج)التشريع اإلنجليزي‪:‬‬
‫إعتبر المشرع اإلنجليزي األطفال المعرضين لإلنحراف الذين هم بحاجة للرعايَّة‪،‬‬
‫والعناية‪ ،‬و األطفال المارقين من السلطة األبو ِيّة‪،‬و كذلك الطفل الذي بحاجة للرعايَّة‪ ،‬العنايَّة‬
‫إذا فقد أبويّه لسبب من األسباب‪ ،‬أو ال يوجد من يقوم على تربيته‪،‬أو كان أحد هؤالء غير‬
‫صالحين لتوجيهه‪،‬أو مساعدته‪ ،‬أو ال يبذلون الجهود الكافية للعنايَّة به كما يجب‪ .‬و يدخل‬
‫ضمن هذه الفئة األطفال الذين يرفقون أصدقاء السوء‪،‬من الممكن هذه الصحبة أن تؤدي إلى‬
‫سلوكيات منحرفة‪،‬أيضا األطفال الذين يتعرضون لإلهمال و المعاملة السيئة و المخاطر‪.‬‬
‫كما يمكن أن يدخل ضمن هذه الفئة حالة الطفل المحروم من ضروريات العيش‪،‬أو الذي‬
‫ليس له مكان مستقر و المعدوم من الوسائل الضرورية للعيش‪.‬‬
‫و الملفت هو أن القانون يطلب من األباء التصريح عن الحاالت‪ ،‬إلتخاذ التدابير التهذيبية‬
‫إتجاه أوالدهم‪.‬‬
‫د)في تشريع الواليات المتحدة األمريكية‪:‬‬
‫حدَّدت تشريعات الواليات المتحدة األمريكية الحاالت التي تؤدي إلى تعريض الطفل‬
‫آلفة اإلنحراف كاألتي‪:‬‬
‫*الطفل الذي يَ ْعتَاد الهروب من المدرسة‪.‬‬
‫*الطفل الذي تَعود مصاحبة اللصوص و األشرار‪.‬‬
‫*الذي يأتي بأفكار مخلة باألداب‪.‬‬
‫*المعتاد التفوه بألفاظ بذيئة أو فاحشة في مكان عام‪.‬‬
‫*المارق عن سلطة الوالدين‪.‬‬

‫‪ - 52‬سامة أحمد شتات ‪،‬قوانين الطفل و األحداث و التشرد واإلشتباه والتسول و الدعارة و شرب الخمر‪،‬مرجع سابق‪،‬ص ص‪-37‬‬
‫‪.38‬‬

‫‪27‬‬
‫نستنتج مما سبق أن المشرع األمريكي حدَّد حاالت تعرض الطفل لإلنحراف بأنَّها كل‬
‫مظاهر اإلعوجاج األخالقي‪،‬و منها التَّمرد على سلطة الوالديّن‪،‬و معاشرة رفقاء السوء‪،‬و‬
‫مجرمة قانونًا‪ ،‬إالَّ أنَّها تعتبر مسلك خطير يؤدي حت ًما إلنحراف الطفل‬‫َّ‬ ‫كل هذه األفعال غيّر‬
‫(‪)1‬‬ ‫‪53‬‬
‫مستقبال و عليه يجب توجهيه بالرعايَّة الالَّزمة و في الوقت المناسب‪.‬‬
‫‪-2‬التشريع الجزائري‬
‫َّ‬
‫سن المشرع الجزائري الحاالت التي قد تؤدي إلى تعريض الطفل للخطر في المادة‬
‫الثانية الفقرة الثانية منها من قانون حماية الطفولة رقم ‪ 12-15‬التي نصت على‪:‬‬

‫تعتبر من بين الحاالت التي تُعَ ِر ْ‬


‫ض الطفل للخطر هي‪:‬‬
‫‪-‬فقدان الطفل لوالديّه و بقائه دون سند عائلي ‪.‬‬
‫‪-‬تعريض الطفل لإلهمال أو التشرد‪.‬‬
‫‪-‬المساس بحقه في التعليم‪.‬‬
‫للتسول‪.‬‬
‫ُّ‬ ‫التسول بالطفل أو تعريضه‬
‫‪ُّ -‬‬
‫‪-‬عجز األبويّن أو من يقوم برعايَّة الطفل عن التحكم في تصرفاته‪،‬التي من شانها أن تؤثر‬
‫على سالمته البدنية أو النفسية أو التربوية‪.‬‬
‫‪-‬التقصير البَ ِيّن و المتواصل في التربية و الرعاية‪.‬‬
‫‪-‬سوء معاملة الطفل كتعريضه للتعذيب و اإلعتداء على سالمته البدنية‪،‬أو إحتجازه‪،‬أو منع‬
‫ي عمل ينطوي على القساوة من شأنه التأثير على توازن الطفل‬ ‫الطعام عنه‪،‬أو إتيان أ ّ‬
‫العاطفي أو النفسي‪.‬‬
‫‪-‬إذا كان الطفل ضحيَّة جريمة من ممثله الشرعي‪.‬‬
‫ي ِ شخص أخر إذا إقتضت مصلحة الطفل حمايته‪.‬‬
‫‪-‬إذا كان الطفل ضحيَّة جريمة من أ ّ‬
‫‪-‬اإلستغالل الجنسي للطفل بمختلف أشكاله‪،‬من خالل إستغالله السيَّما في المواد اإلباحية ‪،‬‬
‫في البغاء و إشراكه في عروض جنسية‪.‬‬

‫‪ - 53‬مريم زيتوني‪،‬مرجع سابق‪،‬ص ‪.155‬‬

‫‪28‬‬
‫ُحرمه من متابعة دراسته‪،‬أو‬
‫‪-‬اإلستغالل اإلقتصادي للطفل السيَّما بتشغيله‪،‬أو تكليفه بعمل ي ِ ّ‬
‫ضارا بصحته‪،‬أو بسالمته البدنية أو المعنوية ‪.‬‬
‫ً‬ ‫يكون‬
‫‪-‬وقوع الطفل ضحيَّة نزاعات مسلحة‪ ،‬و غيّرها من حاالت اإلضطراب و عدم اإلستقرار‪.‬‬
‫ع َّر َفهُ المشرع الجزائري "الطفل الذي أرغم على الهرب من بلده‬ ‫‪-‬الطفل الالجئ الذي َ‬
‫‪)1( 54‬‬
‫مجتازا الحدود الدوليَّة طالبا حق اللجوء‪،‬أو أي شكل أخر من الحمايَّة الدوليَّة‪".‬‬
‫م َّما ت َّم دراسته بالمقارنة بين التشريعات العربية و الغربية‪ ،‬و إستنتاجنا للنصوص‬
‫القانونية منها القانون الجزائري نستخلص ‪ :‬أ َ َّن المشرع إكتفى بالنَّص على الجرائم التي‬
‫مفسرا لهذه الحاالت و الخطورة‬
‫ً‬ ‫تقع على الطفل دون تحديد ذلك بشكل واضح و صريح ‪،‬‬
‫التي تؤدي بالطفل إلرتكاب الجريمة مستقبالً ‪ ،‬عكس التشريعات األخرى مثل تشريع‬
‫الو‪.‬م‪.‬أ‪ .‬التي تصنف حاالت اإلعوجاج األخالقي ضمن حاالت الخطر‪ ،‬كذلك المشرع‬
‫المصري تكلَّم على خطورة مخالطة رفقاء السوء ‪ ،‬و هذا هو المدلول الحقيقي لمعنى‬
‫التعرض للخطر أو المهدَّد باالنحراف‪.‬‬
‫لكن بالمقابل المشرع الجزائري أصاب في ذكر حاالت الخطر منها اإلهمال العائلي‬
‫الفرع الثاني‪ :‬جنوح األطفال‬
‫إذا لم ي ِت ّم اإلهتمام بالطفل الذي هو في حالة الخطر من خالل التدابير اإلجتماعية‬
‫و المانعة‪ ،‬التي تدرأه و تبعده من أن يقع في شباك اإلجرام من خالل محيطه‪ ،‬فإنَّه ال يمكن‬
‫صدّه من أن يدخل دائرة اإلجرام و يصبح مجر ًما‪ ،‬و يسمى بالطفل الجانح في نظر القانون‬
‫كما يلَّقبه المشرع الجزائري‪ ،‬أو الطفل المنحرف أو الطفل المجرم و بالتالي البد من‬
‫التطرق لتعريف الطفل الجانح (أوال)‪ ،‬و دراسة األسباب أو العوامل التي تؤثر على إرادة‬
‫الطفل إلرتكاب الجرائم(ثانيا)‪.‬‬
‫أوال‪ :‬تعريف جنوح األطفال‬

‫نبدأ بالتعريف اللغوي للطفل ال َجانِح (‪ ،)1‬و بعدها نُ ِ ّ‬


‫عرف الجنوح من الناحية القانونية(‪.)2‬‬

‫‪-1‬التعريف اللغوي للطفل ال َجانِح ‪:‬‬

‫أصل كلمة ال ُجنُوح في اللّغة مشتقة من َجنَ َح‪َ ،‬ي ْجنَ ُح‪ُ ،‬جنَا ًحا‪،‬و ُجنُو ًحا‪،‬و تعني ال َمي ّْل‪،‬‬
‫‪)1( 55‬‬
‫فالشخص ال َجانِ ْح هو الذي يَتَ َح َم ُل من اإلثم‪،‬أو العمل السيئ‪.‬‬

‫‪ - 54‬مولود ديدان‪ ،‬قانون اإلجراءات المرفق بالقانون رقم ‪،12-15‬المتعلق بحماية الطفولة‪،‬مرجع سابق‪،‬ص ص ‪.280-278‬‬
‫‪29‬‬
‫(‪)2‬‬ ‫‪56‬‬
‫ف ُجنُو ُح اللّيل ِإ ْقبَالُه‪،‬و َج َن َح البعير إنكسرت جوانح‪.‬‬
‫ت الكلمة كاألتي َجنَ َح‪َ ،‬ي ْجنِ ُح‪،‬و َي ْجنُ ُح‪،‬و ي ُْجنَ ُح ُجنُو ًحا يعني َما َل‪،‬‬
‫ع ِ ّرفَ ْ‬
‫‪-‬في قاموس المحيط‪ُ :‬‬
‫ت كاألتي‪َ :‬جنَ َح ُج َن ًحا‪،‬و ُجنُو ًحا يعني َمال و يُقَال َجنَ َح‬ ‫ع ِ ّرفَ ْ‬
‫‪ -‬في معجم الوجيز للغة العربية‪ُ :‬‬
‫ي َمال لذهاب أو لمجيء َجنَ َح إنكسر‬ ‫إليه و َجنَ َح له‪،‬يعني مال إليّه و تبعه‪َ ،‬جنَ َح اللّيل أ ّ‬
‫‪)3( 57‬‬
‫جناحيه‪.‬‬
‫‪-‬جاء في لسان العرب‪ :‬أَ َّن كلمة َجنَ َح معناها َمال‬
‫ي إِ ْن َمالُوا إليَّك فَ ِمل إليهم‪.‬‬
‫سل ِم فَاجنَح"أ ّ‬
‫"و إِن َجنَ ُحوا لل ِ ّ‬
‫لقول هللا في منزل التحكيم َ‬
‫أما ال ُجنَاح بالضَّم الميّل إلى اإلثم و قيل هو اإلثم ‪.‬‬
‫منه القول ال ُجناح بالضم هو اإلثم أو الجرم أو الميل للجرم ‪ ،‬أي يعني المحاولة في فعل‬
‫السلبي‪.‬‬
‫‪-‬في معجم الوسيط‪ِ :‬ق ِي َل ِإ َّن أصل الكلمة َجنَ َح َمال‪،‬و َجنَ َح إليه و َجنَ َح له َمال إليّه و تابعه و‬
‫ب على يديّه كال ُمتَّكئ‬
‫اإلنسان و البعير َمال على أحد شقيّه‪،‬و الرجل إِنقاد و إِ ْجتَنَ َح الرجل إِ ْن َك َ‬
‫ض‪،‬فوجد ِخفَة فَ ِإجت َ َن َح على أسامة حت َّى‬ ‫لحديث "أ َ َّن الرسول عليه الصالة و السالم َم ِر َ‬
‫(‪)1‬‬ ‫‪58‬‬
‫دخل المسجد" و ال ُجنَا ُح اإلثم و ال ُج ّرم و ال َميّل إلى اإلثم و ما يتَّحمل من اإلثم و األذى‪.‬‬
‫حمل من اله ِ ّم و األذى و قِيل و أصل ذلك من ال ُجنَاحِ الَّذِي هو اإلثم‪.‬‬
‫عامةً‪،‬و ما تَ ِ‬
‫علَيّكُم ِفي َما ع ََّرضتُم ِب ِه" ال ُجنَا ُح الجنايَّة و‬
‫"و الَ ُج َنا َح َ‬ ‫‪-‬وقال أبو الهيثم في قوله َّ‬
‫عز و جل َ‬
‫الجرم‬

‫‪-‬و في حديث البن عباس في مال اليتيم " ِإ ِنّي ألَجنَ ُح أَن آ ُك َل ِمنهُ"أ ّ‬
‫ي أرى األكل منه جنا ًحا‬
‫‪)2( 59‬‬
‫و هو اإلثم‪،‬و قال ابن األثير فأيّن ورد ال ُجنَاح فمعناه اإلثم‪.‬‬
‫‪-‬ورد في القاموس الفرنسي العربي معنى الكلمة كاألتي‬

‫‪ -55‬خليفة إبراهيم عودة التميمي‪،‬العنف األسري و عالقته بجنوح األحداث‪،‬العدد األول‪،‬مجلة العلوم القانونية و السياسية‪،‬كلية‬
‫الحقوق‪ ،‬جامعة الديالى‪،‬د‪.‬س‪.‬ن ‪،‬ص ‪.17‬‬

‫‪ - 56‬محمد الدين محمد بن يعقوب الفيروز أبادي‪،‬القاموس المحيط‪،‬المرجع السابق‪،‬ص ‪.299‬‬


‫‪ -57‬مجمع اللغة العربية‪،‬المعجم الوجيز للغة العربية‪،‬مرجع سابق‪،‬ص ‪.120‬‬

‫‪ - 58‬مجمع اللغة العربية‪،‬المعجم الوسيط‪،‬مرجع سابق‪،‬ص ‪.139‬‬

‫‪ -59‬ابن منظور‪،‬لسان العرب ‪،‬مجلد األول‪، 06/‬الجزء التاسع‪،‬مرجع سابق ‪،‬ص ص ‪.698-696‬‬

‫‪30‬‬
‫تشرد‪،‬جنوح ‪-Délinquance :‬‬

‫أثيم مجرم مذنب ‪-Décliquant (e) :‬‬

‫(‪60 )3‬إنحطاط ‪-Déliquescence :‬‬


‫نالحظ مما سبق أ َ َّن الكثير من الباحثين يختلفون في إستعمال اللَّفظ ما بيّن ُجنُوحْ بدالً‬
‫من َجانِ ْح‪،‬و كالهما صحيح و يؤدي المعنى القانوني‪،‬و حسب رأي األستاذ"زوانتي بلحسن"‬
‫يرى أ َ َّن التعبير بلفظ ُجنَاح بفتح النون أفضل ألداء المعنى المناسب‪،‬فال ُجنَاح لغةً يَقصد الميّل‬
‫نحو اإلثم بالمقابل ال ُجنُوح بضَّم النون له معنى مطلق الميّل و يأخذ معاني أخرى‪،‬فيقال‬
‫‪61‬‬
‫ُجنُوح اللّيل يعني إقباله و ُجنُوح الطائر كسر جناحه ثم أَقبل كواقع الالجئ إلى موضعه‪.‬‬
‫(‪)4‬‬

‫(‪)1‬‬ ‫‪62‬‬
‫سن لإلثم و الجرائم أو لسلوكيات جانحة‪.‬‬
‫‪ُ -‬جنَاح األطفال هو إرتكاب صغير ال ّ‬
‫‪-2‬التعريف القانوني لل ُجنوح‪:‬‬

‫ظهر ال ُجنَاح كمصطلح قانوني ألول مرة في "الواليات المتحدة األمريكية" لسنة‬
‫‪ 1899‬عندما أنشأت أول محكمة لألحداث بمقاطعة"كوك"‪،‬فمصطلح ال ُجنَاح ترجمة باللغة‬

‫الفرنسية ‪ Délinquence‬و يعني خروج الشخص عن القانون في المجتمع سواء كان‬


‫راشدًا أو طفالً‪،‬لكن عادة المصطلح يطلق على الطفل ال َجانِح‪.‬‬
‫إختلفت أراء الباحثين من فقهاء القانون في ضبط مدلول هذا المصطلح‪ ،‬و إعطاء‬
‫تعريف خاص به و هذا لعدَّة أسباب نذكر منها‪:‬‬
‫(‪)2‬‬ ‫‪63‬‬
‫‪-‬إختالف اإلستنتاجات المتحصل عليَّها من الدراسات العلمية بشأن األحداث‪.‬‬
‫‪-‬اإلختالف في تحديد السلوك الجانح في المجتمعات إلختالف في القيّم الثقافيَّة‪.‬‬
‫‪-‬اإلختالف البَ ِيّن الَّذي يؤثر على الجانب البيولوجي في اإلنسان‪ ،‬و الَّذي أدى بالخصوص‬
‫إلى اإلختالف في تحديد العمر الَّذي يمكن إسناد وصف سلوك ما بالجنوح‪.‬‬
‫‪- Bureau des Etudes et Recherches, le Dictionnaire Français-Arabe ,op, p, 245.‬‬
‫‪60‬‬

‫‪ - 61‬زوانتي بلحسن‪،‬جناح األحداث دراسة مقارنة بين الشريعة اإلسالمية و التشريع‪،‬مذكرة ماجستير‪،‬كلية الحقوق‪،‬جامعة قاصدي‬
‫مرباح‪ ،‬ورقلة ‪ ،2004،‬ص‪.02‬‬

‫‪ - 62‬علي بن سليمان بن إبراهيم الحناكي‪،‬الواقع اإلجتماعي لألسر األحداث العائدين إلى اإلنحراف‪ ،‬مركز الدراسات و‬
‫البحوث‪،‬جامعة نايف العربية للعلوم األمنية‪،‬الرياض ‪ ،2006 ،‬ص ‪.18‬‬

‫‪ - 63‬فاطمة الزهراء حميمد ‪،‬شخصية الحدث الجانح‪،‬مذكرة ماجستير‪،‬كلية العلوم اإلنسانية و اإلجتماعية‪،‬جامعة أبي بكر بلقايد‪ ،‬تلمسان ‪،2011 ،‬‬
‫ص ‪.53‬‬
‫‪31‬‬
‫صل الفقهاء في القانون إلى ضبط مصطلح ال ُجنَاح‪،‬‬ ‫تو ُ‬
‫ولهذه األسباب أو أخرى حالت دون َّ‬
‫‪)3( 64‬‬
‫هذا ما أدى إلى صعوبة في تحديد نطاق ال ُجنَاح‪.‬‬
‫تقول األستاذة تماضر زهري حسون ‪:‬‬

‫{أنَّه تَ ْك ُمن الصعوبة في تبايُّن المصطلحات المستعملة عن السلوك غير اإلجتماعي‬


‫لألحداث‪،‬فنجد من َد َر َج مصطلح "الحدث المجرم" ‪ ،‬و منهم "الحدث المنحرف" و آخرون‬
‫‪)4( 65‬‬
‫"الحدث الجانح" و التي زعموا على أنها ثالث مسميات مترادفة‪}.‬‬
‫بالعودة إلى حلقة دراسات أمريكا َّ‬
‫الالتينية التي أنعقدت "بريو ديجانيرو" في سنة ‪1953‬‬
‫أستعمل لفظ ال ُجنَاح‪.‬‬
‫أما ما ت َّم تعريفه هو سلوك ال َجانِح على أنَّه صور السلوك الواردة و المحدَّدة في القانون‬
‫‪1( 66‬‬
‫الجنائي‪.‬‬
‫كما أوصت الحلقة الدراسية للدول العربية لمنع الجريمة و معاملة المذنبين التي‬
‫انعقدت في كوبنهاق في سنة ‪،1955‬بأن إجرام األحداث يجب أن يفهم منه إرتكاب تلك‬
‫‪)2( 67‬‬
‫األفعال ال ُم َج َّرمة في قانون العقوبات‪.‬‬
‫أ َّما بالنسبة لحلقة الدراسات األوروبية المنعقدة بباريس في سنة ‪ 1999‬إستعملت‬
‫مصطلح اإلنحراف‪،‬و ت َّم تعريفه بأنَّه مجموعة من األفعال أو التصرفات التي ت ُ َع ّد جريمة‬
‫يعاقب عليّها القانون‪،‬و منصوص عليّها في قانون العقوبات‪ ،‬ما ليس ُم َج َّرم فهو سلوك غير‬
‫مستحب‪.‬‬
‫نصل من خالل التعريفات السابقة إلى القول أ َ َّن مضمون مصطلح ال ُجنَاح على األفعال‬
‫المجرمة‬
‫َّ‬ ‫المحدَّدة في القانون الجنائي فقط‪ .‬بيّنما نجد مدلول اإلنحراف واسع ليشمل األفعال‬
‫و المنصوص عليّها في قانون العقوبات‪،‬و أيضا السلوك غير مستحب إجتماعيًّا منه يفهم َّ‬
‫أن‬
‫‪)3( 68‬‬
‫مصطلح اإلنحراف أع ّم من مصطلح ال ُجنَاح‪.‬‬

‫‪ - 64‬زوانتي بلحسن‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.03‬‬

‫‪- 65‬تماضر زهري حسون‪ ،‬جرائم األحداث الذكور في الوطن العربي‪ ،‬دار النشر بالمركز العربي للدراسات األمنية و التدريب‬
‫الرياض ‪ ،1994‬ص ‪.21‬‬

‫‪ - 66‬زوانتي بلحسن‪،‬مرجع سابق‪،‬ص ‪.04‬‬

‫‪ - 67‬عميمر يمينة‪،‬حماية الحدث الجانح في قانون اإلجراءات الجزائية‪،‬مذكرة ماجستير‪،‬كلية الحقوق و العلوم السياسية‪،‬بن يوسف بن خدة‪،‬الجزائر‬
‫‪ ،2009 ،‬ص ‪.06‬‬
‫‪ - 68‬زوانتي بلحسن‪،‬مرجع سابق‪،‬ص ‪.04‬‬

‫‪32‬‬
‫إالَّ أ َ َّن من التشريعات العربية هناك من يستعمل مصطلح إجرام األحداث مثل المشرع‬
‫السوري و اللبناني‪،‬فالعبارة ال تتماشى مع السياسة الجنائية المعاصرة التي تنظر إلى جناح‬
‫األحداث على أنَّها ظاهرة ناتجة عن عوامل خارجة عن إرادة الطفل‪،‬و حالته تستوجب‬
‫العقاب‪،‬ألن القاعدة الجنائية تنص على أ َ َّن اإلجرام مالزم للعقاب‬
‫َّ‬ ‫العنايَّة و اإلصالح بدالً من‬
‫و لتطبيق القاعدة البد من توفر القدرة على تح ّمل المسؤولية و هي غيّر متوفرة لدى‬
‫الطفل ‪.‬‬
‫‪)4( 69‬‬

‫ع َر َف ْتها التشريعات الحديثة في تحديد معنى ُجنَاح األحداث‬


‫أمام هذه الصعوبات التي َ‬
‫نصل إلى نتيجة‪،‬أ َ َّن هناك من الدول من وسعت في المفهوم‪،‬الذي يعني ُجنَاح األفعال التي‬
‫يرتكبها األحداث‪،‬و المنصوص عليها في قانون العقوبات و كذلك األفعال السابقة على‬
‫ال ُجنُوح‪،‬و هذا ما أوصت به حلقة دراسات الشرق األوسط لمنع الجريمة و معاملة المذنبين‬
‫المنعقد في القاهرة ‪1953‬م‪،‬التي أشارت إلى أ َ َّن ُجنَاح األحداث يشمل أيضا الطفل المحروم‬

‫من الرعايَّة‪،‬و عليّه ال يمكن التفريق بين األحداث الجانحين واألطفال المتشردين‪.‬‬
‫كما أكدت سنة ‪1955‬م‪،‬على ضرورة تطبيق أساليب الوقاية من ُجنَاح األحداث الذين‬
‫يرتكبون أفعاالً تعتبر جرائم في قانون دولتهم‪،‬و كذلك األطفال الذين يتعرضون لظروف‬
‫ضا األطفال الذين هم لحاجة إلى الرعايَّة و‬
‫إجتماعية قاسية تدفعهم إلرتكاب الجرائم‪،‬و أي ً‬
‫الحمايَّة‪.‬‬
‫بالمقابل هناك من الدول التي تأخذ بالمفهوم الضيّق ل ُجنَاح األحداث الذي ينحصر‬
‫مدلوله في األفعال التي يرتكبها الطفل‪ ،‬و هذا ما أك َّده المؤتمر الدولي الثاني لألمم المتحدة‬
‫التشرد أيضا‬
‫ّ‬ ‫لمنع الجريمة و المذنبين المنعقد في لندن سنة ‪1960‬م‪ ،‬م َّما يعني خروج أفعال‬
‫سة إلى نوع من‬ ‫غيّرها من األفعال التي تدّل على تعريض الصغير لالنحراف‪ ،‬و حاجته الما َّ‬
‫‪)1( 70‬‬
‫التدابير اإلجتماعية التي تحميه من ذلك‪.‬‬
‫موقف المشرع الجزائري من تعريف الطفل ال َجانِح‬
‫ف الطفل ال َجا ِن ْح في المادة ‪ 02‬من القانون رقم (‪-15‬‬
‫حسب المشرع الجزائري َع َّر َ‬
‫‪ )12‬المتعلق بحماية الطفل على أَنَّه " الذي يرتكب فعال مجرما‪،‬و الذي ال َي ِق ّل عمره عن‬
‫عشر(‪)10‬سنوات‪.‬‬

‫‪ - 69‬نسرين عبد الحميد نبيه‪ ،‬المؤسسات العقابية و إجرام األحداث‪ ،‬الناشر الوفاء القانونية‪ ،‬اإلسكندرية‪-‬مصر‪ ،2009 ،‬ص ‪.02‬‬

‫‪ - 70‬عميمر يمينة‪،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.26‬‬

‫‪33‬‬
‫(‪)2‬‬ ‫الجريمة"‪71.‬‬ ‫و تكون العبرة في تحديد سنه بيوم إرتكاب‬
‫و تعليقًا على هذه المادة نالحظ أ َ َّن المشرع الجزائري أعطى مفهو ًما ض ِيّقًا لمدلول‬
‫السن الَّذي به يتعلق الفعل اإلجرامي المرتكب دون أ َ ّن يأخذ‬
‫ّ‬ ‫ُجنَاح الطفل‪،‬من خالل تحديده‬
‫بعين اإلعتبار األفعال السابقة لإلجرام‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬العوامل المساعدة على ال ُجنُوح‬
‫حاول الكثير من العلماء تفسير أسباب اإلجرام بصفة عامةَ كسلوك أو فعل سلبي‬
‫منبوذ ‪ ،‬و ُجنَاح األحداث بصفة خاصةَ لما لها هذه الفئة الخصوصية في التفكير و التكوين‬
‫البيولوجي ‪ ،‬فظهرت عدَّة نظريات تحاول دراسة الموضوع و إعطاء تحاليل لظاهرة جنوح‬
‫األطفال ‪ ،‬منها النظ رية البيولوجية التي أعطت التفسير العلمي للجنوح من خالل تحديد‬
‫بعض المالمح الخاصة بالجانحين و هي من النظريات التي لقيَّت الكثير من اإلهتمام رائدها‬
‫"لومبروزو"(‪ ، )1‬إلى جانبه نجد النظرية النفسية صاحبها "سيغمود فرويد"(‪ ،)2‬كما‬
‫ظهرت النظرية اإلجتماعية للعالم اإليطالي"أنريكو فيري"(‪ ،)3‬ثم ظهرت النظرية التَّكاملية‬
‫‪)3( 72‬‬
‫للعالم اإليطالي"دي تيليو"(‪.)4‬‬

‫‪-1‬النظرية البيولوجية ‪:‬‬

‫نجد من رواد هذه النظرية صاحبها الطبيب "لومبروزو" الذي ربط بين ظاهرة‬
‫اإلجرام و التكوين العضوي‪ ،‬موضحا رأيَّه على أساس أ َ َّن المجرم له بعض المالمح التي‬
‫تم ِيّزه‪،‬كما الحظ بأ َ َّن المجرمين لهم سمات نفسية من أهمها‪:‬‬
‫اإلحساس و إنعدام شعورهم بالخجل‪،‬م َّما يدفعهم إلرتكاب جرائم‪، )1( 73‬هذه الفكرة أخذت‬
‫بالكثيرين من الباحثين في المجال إلى العزوف عن دراسة السلوك اإلجرامي‪،‬و اإلهتمام‬
‫‪)2( 74‬‬
‫بالبحث في العوامل البيولوجية لإلجرام‪.‬‬

‫‪ - 71‬راجع المادة ‪ 2‬من قانون رقم (‪ )12-15‬المتعلق بحماية الطفل‪.‬‬

‫‪ - 72‬بلخير سديد‪،‬الحماية الجنائية للرابطة األسرية في الفقه اإلسالمي و القانون الجزائري‪،‬مذكرة ماجستير‪،‬كلية الحقوق اإلجتماعية‬
‫و العلوم اإلسالمية‪،‬جامعة الحاج لخضر‪،‬باتنة ‪ ،2006 ،‬ص ‪.74‬‬

‫‪ - 73‬فوزية عبد الستار‪،‬مبادئ علم اإلجرام و علم العقاب‪،‬الطبعة الخامسة‪،‬دار النهضة العربية‪،‬بيروت ‪ ،1985 ،‬ص ‪.39‬‬

‫‪ - 74‬رمسيس بهنام‪،‬علم تفسير اإلجرام‪،‬منشأة المعارف اإلسكندرية ‪،‬د‪.‬س‪.‬ن ‪،‬ص ‪.105‬‬


‫‪34‬‬
‫‪-‬بعض العوامل البيولوجية لل ُجنُوح‪:‬‬
‫نجد منها ما هي ذاتية ترتبط بشخص المجرم كالوراثة و التكوين العضوي‬
‫(الجسمي)‪،‬و التكوين النفسي‪،‬كما قد تكون هذه العوامل مكتسبة بمعنى األمراض المختلفة‬
‫‪)3( 75‬‬
‫التي يتلقها الفرد بعد الوالدة‪.‬‬
‫*الوراثة‪:‬‬
‫فسر العالم اإليطالي "لومبروزو" السلوك اإلجرامي الذي يقترفه الطفل بأنَّه يرجع‬ ‫َّ‬
‫ي "كروموزومي" لل ُجنُوح‪.‬كما يتميَّز بطائفة‬ ‫إلى الوالدة ‪،‬أيّن َي ْح ِم ْل معه إستعداد طبيعي‪،‬أ ّ‬
‫من الشذوذ الجسماني الَّذي يد ّل على إنتمائه إلى ما قبل تاريخ اإلنسان‪،‬بمعنى أ َ َّن تكوينه‬
‫‪)4( 76‬‬
‫بدائي ال ينتمي إلى المجتمع الحديث‪،‬و إنَّما يتصرف بتصرفات تنتمي إلى الماضي‪.‬‬
‫و هناك ثالثة طرق إلثبات أن الوراثة سببا في اإلجرام و هي‪:‬‬
‫فحص شجرة العائلة‪ ،‬الدراسة اإلحصائية لألسر المحرومة‪ ،‬و أخيرا دراسة التوائم ‪.‬‬
‫*التكوين‪:‬‬
‫يمكن تلخيصها في مجموعة من الصفات و المم ِيّزات التي َي ْح ِملُ َها الطفل‪،‬و التي‬
‫تظهر عليّه أثناء مراحل حياته‪،‬و ينقسم التكوين لدى الشخص من التكوين العضوي‪،‬و‬
‫العقلي‪،‬و النفسي‪.‬‬
‫‪-‬التكوين العضوي‪:‬‬
‫ي نُقص أو تَش َُّوه يحدث للطفل يجعله يشعر بالعجز و اإلحتقار‪،‬م َّما‬
‫يقصد الجسمي فأ ّ‬
‫يدفعه لإلجرام من أجل تعويض ذلك النقص الجسمي‪،‬كما يظهر العداء الذي يكون سببًا في‬
‫(‪)1‬‬ ‫‪77‬‬
‫انحرافه‪.‬‬
‫‪-‬التكوين العقلي‪:‬‬
‫يؤكد أطباء األمراض العقليَّة والنفسيَّة أ َ َّن صحة الفرد العقلية هي أساس المتين‬
‫ي إختالل في الصحة العقليَّة لإلنسان سيؤدي حت ًما إلرتكاب األفعال‬‫للشخصيَّة السويَّة‪،‬و أ ّ‬
‫‪)2( 78‬‬
‫المنحرفة‪.‬‬
‫‪ - 75‬محمد عبد القادر قواسميه ‪،‬مرجع سابق ‪،‬ص ‪.79‬‬

‫‪ - 76‬العربي بختي ‪،‬التكوين العقلي و أثره في جنوح األحداث ‪،‬مجلة الفكر ‪،‬العدد الثامن ‪،‬جامعة مسيلة ‪،‬ص ‪.62‬‬

‫‪ -77‬علي عبد القادر القهوجي و فتوح عبد هللا الشاذلي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.231‬‬

‫‪35‬‬
‫و قد يصاب التكوين العقلي للطفل بمجموعة من األمراض العقليَّة التي ينجر عنها خلل في‬
‫‪)3( 79‬‬
‫الجهاز‪،‬م َّما يجعل سلوكه إجرامي ال يستطيع مقاومته‪.‬‬
‫‪-‬التكوين النفسي‪:‬‬
‫تعتبر مجموعة من العوامل الداخلية و التي لها عالقة في تكيَّف الشخص للبيئة‬
‫ي معيب في التكوين النفسي له أثر سلبي على سلوك الطفل‪،‬و من األمثلة‪:‬عدم‬ ‫الخارجية‪،‬و أ ّ‬
‫المشوه أو مصاب بإحدى العاهات‪،‬أو أ َ َّن األسرة ترغب في جنس دون‬ ‫َّ‬ ‫تقبل األسرة للطفل‬
‫األخر‪،‬م َّما سبق هذه العوامل تؤثر على نفسية الطفل و تحدث له إضطرابات منها‪:‬سرعة‬
‫‪)4( 80‬‬
‫الغضب و ش َّدة ُ الخجل‪،‬و اإلعتداء على الغيّر أو ش ّ‬
‫يء ما‪،‬فيدخل الطفل في اإلنحراف‪.‬‬
‫‪ -2‬النظرية النفسية‪:‬‬

‫فسر السلوك‬
‫َّ‬ ‫من رواد هذه النظرية صاحبها العالم اإليطالي"سيغمود فرويد" الذي‬
‫اإلجرامي بنا ًء على تحليل نفسي اإلنسان‪،‬إذ قَ َ‬
‫س َّم النفس إلى ثالث أقسام وهي‪:‬‬
‫الشهوة أو الذات الدنيَّا و هي "ال ُه َّو"‪.‬‬
‫َّ‬ ‫*القسم األول‪:‬النفس ذات‬
‫*القسم الثاني‪:‬الذَّات الشعورية أو العقل المستمد من غيَّاب النَّفس بعد تهذيبها‪،‬وفقًا لحاجيَّات‬
‫الحيَّاة و هي "األنا"‪.‬‬
‫*القسم الثالث‪:‬الذّات المثاليَّة أو الضَّمير و هي مجموعة من ال ُمث ُ ّل و الق ِيّم العليَّا و التقاليد‬
‫الموروثة المكتسبة‪،‬التي تعتبر مصدر ردع بالنسبة للذَّات الدنيَّا و هي"األنا األعلى"‪.‬‬

‫يرى فرويد أ َ َّن السلوك اإلجرامي لدى الطفل يعود لحدوث ً‬


‫أمرا في حياته الماضية‪،‬‬
‫و بالتالي هو خالصة تفاعل بيّن ال ُه َّو‪،‬و الذَّات‪،‬و األنا األعلى الذي هو عبارة عن الغريزة‪،‬‬
‫والعقل‪،‬و الضَّمير‪،‬و الجريمة بشكل عام هي نتيجة حتميَّة لفشل األنا أو العقل‪،‬و لتوفيق بيّن‬
‫الذات التي تمثل الغريزة البدائية‪،‬و األنانية‪،‬و بيّن األنا األعلى أو الضمير‪،‬والذي يمثل‬
‫األسس و المعا ِيّير و القيَّم اإلجتماعية‪،‬يعني أ َ َّن السلوك اإلجرامي هو نتيجة تغلُّب الغرائز‬
‫على األنا و األنا األعلى‪ )1( 81.‬كما ذهب علماء النفس في تفسير ُجنَاح الطفل إلى عدم نضج‬
‫‪،‬ألن الشخص يتلقى من األباء و المرب ِيّن من أوامر و النَّواهي ‪،‬‬ ‫األنا األعلى بشكل تام َّ‬

‫‪-78‬علي عبد القادر القهوجي و فتوح عبد هللا الشاذلي‪،‬علم اإلجرام و علم العقاب ‪،‬د‪.‬م‪.‬ن ‪،2003 ،‬ص ‪.56‬‬

‫‪ -79‬محمد علي جعفر ‪،‬األحداث المنحرفون ‪،‬مرجع سابق ‪،‬ص ‪.48‬‬

‫‪ - 80‬دردوس مكي ‪،‬الموجز في علم اإلجرام ‪،‬ديوان المطبوعات الجامعية ‪،‬بن عكنون ‪،‬الجزائر‪ ،‬ص ‪.197‬‬

‫‪ - 81‬عمامرة مباركة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.78‬‬

‫‪36‬‬
‫النصائح و تعليمات و إرشادات‪،‬و منه ِإن ُح ِرم الطفل من الرعاية الوالديَّة و اإلشراف على‬
‫ب ضبط سلوكه‪،‬و هذا ما هو موجود عند كثير من األطفال‬ ‫تربيته فإنَّه حت ًما َي ْ‬
‫صع ُ ُ‬
‫(‪)2‬‬
‫الجانحين‪.82‬‬
‫فنجد العالم "إبن خالدون"يقول في التربية ‪{:‬من كان مرباه التَّعسف و القهر َح َملَهُ ذلك‬
‫األيدي ِ بالقهر‬
‫ّ‬ ‫على الكذب و الخبث‪،‬و هو التظاهر بغيّر ما في ضميره خوفا من إنبساط‬
‫ذلك علما عليّه‪،‬و ِعل ُمهُ ال َمك ُّر‪،‬و الخديعة‪،‬و صارت له هذه عَا َدةُ ُخلُقا‪،‬و فسدت معاني‬
‫اإلنسانية التي له من حيث اإلجتماع و التَّمدن و في الحميَّة و المدافعة عن نفسه‪،‬و صار‬
‫عائال على غيّره في ذلك بل و كسلت النفس عن إكتساب الفضائل و الخلق الجميل‪،‬فينبغي‬
‫‪)3( 83‬‬
‫للمعلم في متعلمة ‪ ،‬الوالد في ولده إال عليهما في التأديب‪}.‬‬
‫‪ -3‬النظرية اإلجتماعية‪:‬‬

‫رائدها العالم اإليطالي"أنريكو فيري" الذي و َّجه دراسة اإلجرام من المجال البيولوجي‬
‫إلى المجال اإلجتماعي‪،‬و هو أول من إنتقد"لومبروزو" بأن جعل للعوامل اإلجتماعية الدور‬
‫س لعلم جديد سماه علم اإلجتماعي الجنائي الذي يجمع‬‫س َ‬
‫الفعال في إحداث الجريمة‪،‬و منها أ َّ‬
‫بيّن علم األنثروبولوجيا و علم النفس‪.‬‬
‫يقول "فيري"‪:‬إِ َّن دراسة نفس اإلنسان البد أَن تكون من الناحية النفسية و اإلجتماعية‬
‫لتطوير علم الجنائي‪ ،‬منها ظهرت عدّة نظريات إجتماعية تُف ِسر ال ُجنَاح و اإلجرام عمو ًما‬
‫نجد منها نظرية ‪":‬تارد في التقليد" التي تقوم على أ َ َّن تشابك المصالح و العالقات تصبح‬
‫ظاهرة التقليد واضحة و متجددة‪ ،‬عكس المجتمعات الصغيرة‪ ،‬و بهذا يكثر اإلجرام في‬
‫المجتمعات الكبيرة‪.‬‬
‫و عليها تكثر الجرائم و في الغالب يُقلد المرؤوس رئيسه األعلى و هكذا‪،‬و بالتالي من‬
‫العوامل المساعدة على ال ُجنُوح من الناحية االجتماعية نجد‪:‬‬
‫*المدرسة‪:‬‬
‫الطفل عندما يدخل إلى المدرسة يكون لديّه فراغ تربوي و يعاني من نقائص في العقل‬
‫و الجسم ‪،‬و هنا يظهر دور األستاذ في صقل تلك الفراغات و تقديم العالج‪،‬أ َّما إذا ُر ِبطت‬
‫هذه النقائص بالفشل أو باألحرى اإلخفاق المدرسي فالطفل هنا سيشعر باإلحباط و‬

‫‪ - 82‬عبد الرحمان عيسوي‪،‬دراسة في تفسير الجريمة و الوقاية منها‪،‬دار النهضة العربية ‪ ،‬بيروت ‪، 1992 ،‬ص ‪.163‬‬

‫‪ - 83‬العالمة عبد الرحمن ابن خلدون‪"،‬مقدمة ابن خلدون"المسمى ديوان المبتدأ و الخبر في تاريخ العرب و البربر و من عاصرهم‬
‫من ذوي الشأن األكبر" ‪،‬دار الفكر للنشر و التوزيع ‪ ،‬بيروت‪ -‬لبنان ‪، 2007 ،‬ص ‪.504‬‬

‫‪37‬‬
‫اإلنتقام‪،‬م َّما يدفعه إلى إرتكاب بعض الجرائم و هذا ما ظهر في اآلونة األخيرة‪،‬كالعنف‬
‫‪)1( 84‬‬
‫صا إذا كان هذا األستاذ يلَّ ِقبه بهذه النقائص أمام زمالئه‪.‬‬
‫المدرسي خصو ً‬
‫فإذا أضاف األستاذ إلى هذه العوامل العقوبات بسبب التأخر أو عدم اإلنضباط‪،‬أو‬
‫اإلخفاق المدرسي الذي هو السبب الرئيسي في إنحراف األطفال‪،‬فالهروب المدرسي س َببُه‬
‫الرئيسي التربية الخاطئة و المت َّ ِسمة بالعنف و القسوة أو المل ّل الذي يصيب األطفال‬
‫النجباء‪،‬فأغلب المنحرفين كانت معدَّالتهم في المدرسة ضعيفة بالتالي يتعرضون باستمرار‬
‫‪)2( 85‬‬
‫لتوبيخ من طرف الوالدين أو الزمالء‪،‬و هو الدافع للهروب من المدرسة‪.‬‬
‫*الصحافة‪:‬‬
‫تعتبر وسائل التثقيف عديدة و متنوعة و منها نجد الصحافة المكتوبة و الصحافة‬
‫المرئية و المتمثلة في التلفاز و السينما‪:‬‬
‫أ‪-‬الصحافة المكتوبة‪:‬من أهم الوسائل لنشر األخبار باختالفها و منها التي تخصص‬
‫مساحات كبيرة لنشر أخبار الجرائم و إجراءات المحاكمات‪،‬و التي تكون أغلبها ممزوجة‬
‫‪)3( 86‬‬
‫بالخيَّال الصحفي التي تعطي التغطية المثيرة ال الموضوعية لنقل الوقائع‪.‬‬
‫ب‪-‬الصحافة المرئية‪(:‬التلفاز و السينما) تعتبران من الوسائل التي لها صلة مباشرة‬
‫بظاهرة اإلجرام عند الصغار من خالل ما تقدمه من مفاهيم السيطرة و العنف و المغامرة ‪،‬‬
‫و حب اإلكتشاف و إستخدام وسائل الخداع‪،‬فهي تساهم في ّ‬
‫بث ثقافة العدوانية و منه ينجر‬
‫‪87‬‬
‫أ َ َّن الطفل في أغلب األحيان ما يشاهده يترجمه إلى تطبيق خصو ً‬
‫صا إذا تكررت المشاهدة‪.‬‬
‫ج‪-‬األنترنت‪:‬‬

‫س ِجلَّت على مستوى المديرية العامة لألمن‬


‫لها الدور الكبير في جنوح األطفال‪،‬حيث ُ‬
‫الوطني خالل سنة ‪ 2014‬عدد ‪ 4442‬قضية تتعلق بجرائم جنوح األحداث‪،‬أيّن تورط فيها‬
‫‪(1) 88‬‬
‫ي بنسبة ‪ %03‬و ‪ 1985‬طفل في قضايا السرقة‪.‬‬‫‪ 5906‬طفل منهم ‪ 214‬فتاة أ ّ‬

‫‪ - 84‬دردوس مكي ‪،‬مرجع سابق ‪،‬ص ‪.95‬‬

‫ي اإلجرام و العقاب‪،‬الطبعة الثامنة‪،‬دار الجيل للطباعة‪،‬جمهورية مصر العربية ‪، 1989 ،‬ص ‪.400‬‬
‫‪ -‬رؤوف عبيد‪،‬أصول علم ّ‬
‫‪85‬‬

‫‪ - 86‬سليمان عبد المنعم‪،‬أصول علم اإلجرام القانوني "إشكاليات تأصيل علم اإلجرام التحليل النفسي لعوامل اإلجرام"‪،‬دار الجامعة‬
‫الجديدة للنشر‪،‬اإلسكندرية ‪، 2001 ،‬ص ‪.295‬‬

‫‪ - 87‬رضا أحمد المزعني‪،‬الظروف و العوامل و المؤثرات المؤدية لإلنحراف‪،‬الندوة العالمية لألطفال و اإلنحراف‪،‬جامعة نايف العربية للعلوم‬
‫األمنية ‪، 2008 ،‬ص ‪13‬‬
‫‪ - 88‬سفيان بودفار‪،‬الطفل و األنترنت "مزايا و مخاطر"‪،‬مجلة الشرطة‪،‬العدد ‪،126‬الصادر في مارس ‪،2015‬ص ص ‪.91-90‬‬
‫‪38‬‬
‫*اكتظاظ السكان‪:‬‬
‫يعني تواجد عدد كبير من األفراد العائلة داخل غرفة الواحدة و هذا الوضع ينبئ حتميًا‬
‫بوقوع الجرائم مستقبالً‪،‬منها الشذوذ الجنسي و بالتالي له التأثير المباشر و السريع في‬
‫التكوين النفسي و العضوي للفرد والذي يترتب عليه إنحرافات‪،‬كما أ َ َّن البيت غيّر متوفر‬
‫على ضروريات الحياة العصرية يجعل الطفل في حرج و إنزعاج نفسي‪،‬و هذا ما أثبتته‬
‫دراسة علمية للدكتور"علي مانع" التي أجرها في الجزائر على أن بيوت المنحرفين أثاثها‬
‫قليلة و غير عصرية‪،‬بالتالي ‪ 35‬بالمئة من هؤالء األطفال يقضون أوقاتهم في المقاهي و‬
‫‪)2( 89‬‬
‫‪ 53‬بالمئة منهم في الشوارع لضيّق السكن أو رغبة األولياء في الهدوء‪.‬‬

‫*األسرة‪:‬يعد األطفال هم صناع الكبار و ِإ ْن كان هناك من الحاالت الخاصة ففساد األسرة‬
‫بالضرورة طفل منحرف‪،‬و من مظاهر فساد األسرة هو التَّفكك إ َّما سببه الطالق أو الموت‬
‫و أحيانًا النزاع الداخلي بيّن الزوجين‪،‬كما يكون أيضا بغيّاب األم عن المنزل بسبب العمل‬
‫‪)3( 90‬‬
‫أو إنصراف أحد الوالديّن إلى عالقة مشبوهة‪.‬‬
‫*العمل‪:‬‬
‫إن العمل في بيئة غير مالئمة قد تكون سببا في جنوح األحداث‪ ،‬خصوصا في‬
‫أوضاع بائسة ‪ ،‬فالطفل ميزاته المل ّل فيبحث دائ ًما إلى إكتشاف ما يغ ِيّر أسلوب معيشته‬
‫صا الذي أنهى مدة دراسته‪،‬فيبحث عن العمل و أغلبه‬ ‫للخروج من الروتين اليومي خصو ً‬
‫غيّر مناسب الذي ال يتفق مع ميّو له و ال يتماشى مع قدرته الذهنية و الجسمية و متعب‬
‫وبثمن زهيد‪ ،‬فيساعد هذا على اإلنحراف من أجل تلبية حاجاته الشخصية لتَ ُّ‬
‫عودِه على‬
‫‪)4( 91‬‬
‫المال‪.‬‬
‫‪)4‬النظرية التكاملية (اإلستعداد اإلجرامي)‪:‬‬

‫أطلق عليها العالم اإليطالي"دي تيليو" االستعداد اإلجرامي أيّن جمع فيها بين‬
‫النظريات الثالثة‪،‬فأخذ من النظرية البيولوجية العامل الوراثي‪،‬و من النظرية النفسية من‬

‫‪ - 89‬علي مانع‪،‬عوامل جنوح األحداث في الجزائر "نتائج دراسة ميدانية"‪،‬ديوان المطبوعات الجامعية‪،‬الجزائر‪، 2002،‬ص ص‬
‫‪.119-118‬‬

‫‪ - 90‬غسان رباح‪،‬حقوق الحدث المخالف للقانون أو ال ُم َع َّرض لخطر اإلنحراف‪،‬الطبعة الثانية‪،‬منشورات الحلبي الحقوقية‪،‬بيروت ‪،‬‬
‫‪ ،2005‬ص ‪.82‬‬

‫‪ - 91‬فتيحة كركوش‪،‬ظاهرة إنحراف األحداث في الجزائر‪،‬ديوان المطبوعات الجامعية‪،‬الجزائر ‪ ،2011 ،‬ص ص ‪50-49‬‬
‫‪39‬‬
‫خالل تأثير البيئة اإلجتماعية في ظهور إضطرابات نفسية‪،)1( 92‬التي ت ُ َ‬
‫صادِف الميّول نحو‬
‫ال ُجنُوح إالَّ أ َ َّن "دي تيليو" ميَّز بيَّن نوعيّن من اإلستعداد المؤدي إلرتكاب أفعال إجرامية ‪:‬‬
‫‪-‬اإلستعداد األصيل‪ :‬هي الحالة التي يصعب على الفرد مقاومة الدافع الكامن فيه‪،‬و هذا ما‬
‫يُفَسر إرتكاب جرائم ال َع ّود و الجرائم الخطيرة‪.‬‬
‫ض الطفل‪ ،‬فيندفع إلرتكاب‬ ‫‪-‬اإلستعداد العارض‪:‬يعود إلى عوامل داخلية و أخرى بيئية ت َ ْعت َ ِر ُ‬
‫‪)2( 93‬‬
‫الفعل ال ُم َج َّرم إثر اإلنفعال اليَّأس أو الحقد و تزول األعراض بزوال اإلنفعال‪.،‬‬
‫موقف المشرع الجزائري من النظريات المفسرة ل ُجنَاح األطفال‪:‬‬
‫لقد إهتم المشرع الجزائري في س ِنّه لقانون ‪ 12-15‬المتعلق بحماية الطفولة بالحياة‬
‫ي الطفل المعرض للخطر و هذا من خالل‬ ‫اإلجتماعية و النفسية و الصحية له قبل جنوحه‪،‬أ ّ‬
‫ضة له‪،‬أو‬ ‫عر َ‬
‫نص المادة ‪" 03/02‬الطفل الذي تكون صحته‪،‬أو أخالقه‪،‬أو أمنِه في خطر‪،‬أو ُ‬
‫ضر‬‫ضاه للخطر المحتمل‪،‬أو الم ِ ّ‬ ‫ت َ ُكون ظروفه المعيشيَّة‪،‬أو سلوكه من شأنهما أن يُعَ ِر َ‬
‫بمستقبله‪،‬أو يَ ُكون ببيئة ت ُعَ ِرض سالمته البدنيَّة و النفسيَّة أو التربويَّة للخطر‪".‬‬
‫كما أضاف المشرع الجزائري في المادة ‪ 34‬من ذات القانون نصها "يتولى قاضي‬
‫األحداث دراسة شخصيَّة الطفل السيَّما بواسطة البحث اإلجتماعي‪،‬و الفحوص الطبيَّة‪،‬و‬
‫العقليَّة‪،‬و النفسانيَّة‪،‬و مراقبة السلوك و يُم ِكنُهُ مع ذلك إذا توفرت لديّه عناصر كافيَّة‬
‫ف النظر عن جميع هذه التدابير‪،‬أو أ َن يأمر ببعض منها‪ ".‬وعليه المشرع‬ ‫للتقدير أ َن يَص ِر َ‬
‫أخذ بالنظرية النفسية و اإلجتماعية المحيطة بالحدث الجانح‪،‬كما نص القانون على التدابير‬
‫الوقائية بموجب أمر بالحراسة المؤقتة من خالل المادة ‪ 35‬في فقرتها الثانية‪،‬على أنَّهاموكلة‬
‫‪)3( 94‬‬
‫لمصالح الوسط المفتوح بمالحظة الطفل في وسط األسري أو المدرسي أو المهني‪.‬‬

‫المبحث الثاني‪:‬األليات القانونية المكرسة من أجل حماية الطفل‬


‫نصت المادة ‪ 06‬من المرسوم الرئاسي رقم ‪ 461-92‬المؤرخ في ‪ 19‬ديسمبر ‪1992‬م‬
‫المتضمن المصادقة على التصريحات التفسيرية إلتفاقية حقوق الطفل‪،‬و التي بموجبه تعهدت‬
‫الجزائر بأن تكفل لكل طفل حقًا أصيالً في الحياة‪ ،‬و أن ت ُس ِيّر وظائفه الحيَّويَّة سيّ ًرا طبيعيًا‪.‬‬
‫كما أشارت المادة التاسعة عشر(‪ )19‬من ذات المرسوم أن تتخذ الجزائر جميع التدابير‬

‫‪ - 92‬محمد عبد حسين‪،‬علم النفس الجنائي‪،‬الطبعة األولى ‪،‬دار الراية للنشر و التوزيع ‪،‬عمان ‪، 2010 ،‬ص ‪.69‬‬
‫‪ -93‬زوانتي بلحسن‪،‬جناح األحداث‪،‬مرجع سابق ‪،‬ص ‪.103‬‬

‫‪-4‬أنظر المواد(‪ )35-34-02‬من قانون رقم (‪ )12-15‬المتعلق بحماية الطفل‪.‬‬

‫‪40‬‬
‫التشريعية و اإلدارية و اإلجتماعية لحمايته من كافة أشكال العنف و الضرر و اإلساءة‬
‫عزها و أغالها و إذا تعلَّق‬‫البدنية و العقلية و يعتبر الحق في الحياة من أهم الحقوق و أ ّ‬
‫األمر برمزها و إستمرارها‪،‬فحرص المشرع على حماية حق الطفل في الحياة‪ ،‬فأنزل‬
‫أقصى العقوبة على من يتعدى على هذا الحق من خالل ع َّدة نصوص قانونية كما تكف َّل بكل‬
‫حقوقه عن طريق أليَّات الحماية في التشريع الجزائري(المطلب األول)‪،‬وتماشيًا مع األحداث‬
‫األخيرة التي مست حياة الطفل و تنديدات الرأي العام فيما يخص اإلنتهاكات التي يتعرض‬
‫سن قانون يد ِع ّم ركائز الحماية القانونية للطفل من كل‬‫لها الطفل‪،‬كان البد على المشرع ّ‬
‫ي مؤسسة من مؤسسات‬ ‫إنتهاك يتعرض له‪،‬سواء أكان من األسرة‪،‬أو المجتمع‪،‬أو أ ّ‬
‫الدولة‪،‬فت َّم إصدار قانون رقم‪ 12-15‬المتعلق بحماية الطفولة الذي نص على نوعين من‬
‫أليَّات الحماية‪:‬منها الحماية اإلجتماعية الحماية القضائية(المطلب الثاني)‪.‬‬

‫المطلب األول‪:‬أليَّات الحماية في التشريع الجزائري‬


‫إهتم التشريع الجزائري بالطفولة و حقوقها سواء في القوانين أو األوامر أو المراسيم‪،‬‬
‫فقد صادقت الحكومة الجزائرية على معظم اإلتفاقيات الدولية الخاصة بالطفولة و ما يتعلق‬
‫بها من حقوق‪،‬و من أهمها إتفاقية حقوق الطفل لسنة ‪1989‬م و المصادق عليها ضمن‬
‫المرسوم الرئاسي رقم ‪ 421/92‬مؤرخ في ‪ 19‬ديسمبر ‪1992‬م مع تصريحات تفسيرية‬
‫لبعض المواد‪،‬و بالتالي تعتبر اإلتفاقية جزء من التشريع و الدولة الجزائرية ملّزمة بما‬
‫فيها‪،‬و عليّه نتطرق إلى أه ّم القوانين التي تناولت حماية األطفال بداية من الدستور ثم قانون‬
‫العقوبات‪ ،‬و في القانون المدني(الفرع األول)‪،‬ث َّم في قانون الجنسية‪ ،‬و األسرة‪ ،‬و الحالة‬
‫المدنية و في قانون عالقات العمل(الفرع الثاني)‪.‬‬
‫الفرع األول ‪:‬أليَّات الحمايَّة في (الدستور‪-‬قانون العقوبات‪-‬القانون المدني)‬

‫البد أن نتطرق إلى معرفة أليَّات الحمايَّة التي حددها المشرع الجزائري في مختلف‬
‫القوانين منها الدستور(أوال)‪،‬ث َّم في قانون العقوبات(ثانيا)‪،‬وفي القانون المدني(ثالثا) ‪.‬‬
‫أوال‪ :‬في الدستور‬
‫‪-1‬نص على عدم التمييز في المادة ‪ 29‬على أنَّه ‪":‬كل المواطنين سواسية أمام القانون و ال‬
‫أي‬
‫ي‪،‬أو ّ‬ ‫بأي تمييز يعود سببه إلى المولد‪،‬أو العرق‪،‬أو الجنس‪،‬أو الرأ ّ‬ ‫يمكن أن يتذرع ّ‬
‫ي"‬
‫ي‪،‬أو إجتماع ّ‬‫شرط‪،‬أو ظرف شخص ّ‬
‫‪-2‬إحترام كرامة الطفل و حرمته إذ تنص المادة ‪ 34‬منه على أنَّه "تضمن الدولة عدم‬
‫إنتهاك حرمة اإلنسان و يحضر أي عنف بدني‪،‬أو معنوي‪،‬أو أي مساس بالكرامة"‪.‬‬

‫‪41‬‬
‫‪-3‬إحترام معتقد الطفل و رأ ِيّه حيث تنص المادة ‪ 36‬على أنَّه ‪":‬ال مساس بحرية المعتقد‪،‬‬
‫‪)1( 95‬‬
‫الرأي"‪.‬‬
‫ّ‬ ‫و حرمة حريَّة‬
‫‪-4‬ضمان الحق في التعليم و مجانيَّته فقد نصت المادة ‪ 53‬على أنَّه ‪":‬الحق في التعليم‬
‫إجباريِ‪،‬و تسهر الدولة على التساوي في اإللتحاق‬
‫ّ‬ ‫ي ِ و التعليم األساسي‬‫مضمون و مجان ّ‬
‫بالتعليم‪،‬و التكوين المهني" ‪.‬‬
‫‪-5‬ضمان الرعاية الصحية للطفل حيث تنص المادة ‪ 54‬على أنَّه ‪":‬الرعاية الصحية حق‬
‫للمواطنين" ‪.‬‬
‫‪-6‬حماية األسرة تنص المادة ‪ 58‬على أنَّه ‪":‬تحظى األسرة بحماية الدولة و المجتمع" ‪.‬‬

‫‪-7‬كفالة التأمين اإلجتماعي للطفل حيث تنص المادة ‪ 59‬على أنَّه ‪":‬ظروف معيشة‬
‫المواطنين الذين لم يبلغوا ّ‬
‫سن العمل و الذين ال يستطيعون القيام به‪،‬و الذين عجزوا عنه‬
‫‪)2( 96‬‬
‫نهائيا مضمونة"‪.‬‬
‫من خالل المواد السالفة الذكر من الدستور الجزائري نستنتج أن الدولة الجزائرية‬
‫ضمنت الحقوق األساسية لألسرة الجزائرية بصفة عامة ‪ ،‬أهمها تكفلها باإلشتراك مع‬
‫المجتمع بتوفير الحماية لكن السؤال الذي يطرح نفسه كيف يمكن ضمان هذه الحماية‪ ،‬و ما‬
‫هو نوعها‪ ،‬و ما هي الوسائل التي يجب توفيرها لتحقيق ذلك‪.‬‬
‫أما النقطة الثانية التي تم اإلشارة إليها في الدستور الجزائري المادة ‪ 59‬منه أين نصت‬
‫على ضمان الظروف المعيشية لفئتين من المواطنين هما األطفال الذين لم يبلغوا سن العمل‪،‬‬
‫و الذين هم عاجزون عن العمل نهائيا‬
‫فإذا كان الطفل الذي يتكفل به الوالدين الذي أصبحت القدرة الشرائية ضعيفة جدا مع الغالء‬
‫في األسعار كمثال بسيط و قس عليه األشياء األخرى منها األدوات المدرسية‪ ،‬العالج‬
‫‪.....‬ألخ فكيف ضمنت الدولة الظروف المعيشية لهذه الفئة حتى ال تسقط في شراك الجرائم‬
‫أما فئة األشخاص الذين هم عاجزون نهائيا بسبب عاهة جسدية أو ذهنية‪،‬أو األمراض‬
‫المزمنة ‪ ،‬هل من المعقول منحة ‪ 4000‬دج يمكنها أن توفر الظروف المعيشية الالئقة‪.‬‬

‫‪ - 95‬موسى بودهان‪،‬الدساتير الجزائرية (‪")1996-1989-1976-1963‬تعديل نوفمبر ‪ ،"2008‬الطبعة األولى‪ ،‬كليك للنشر‪،2008 ،‬‬

‫ص ص ‪. 109-108‬‬

‫‪ - 96‬موسى بودهان‪،‬الدساتير الجزائرية ‪،‬مرجع نفسه ‪،‬ص ص ‪.113-112‬‬


‫‪42‬‬
‫ثانيا‪ :‬في قانون العقوبات‬
‫‪-1‬الحماية الجنائية لحق الطفل في الحياة و السالمة البدنية‪:‬هناك عدّة مواد في القانون‬
‫صا إذا وصل ح ّد القتل‪،‬فاإلجهاض تناولته‬
‫ي نوع من اإليذاء البدني خصو ً‬
‫تعاقب على أ ّ‬
‫المواد ‪ 304‬إلى ‪ 310‬حيث تنص المادة ‪ 304‬على ما يلي"كل من أجهض إمرأة حامال أو‬

‫مفترض حملها بإعطائها مأكوالت‪،‬أو مشروبات‪،‬أو أدوية‪،‬أو بإستعمال طرق‪،‬أو أعمال‬


‫ع في ذلك يعاقب بالحبس‬
‫عنف‪،‬أو بأية وسيلة أخرى وافقت على ذلك‪،‬أو لم توافق‪،‬أو ش ََر َ‬
‫من سنة إلى خمس سنوات و بغرامة من ‪ 20.000‬إلى ‪ 100.000‬دينار‪،‬و إذا أفضى‬
‫اإلجهاض إلى الموت فتكون العقوبة السجن المؤقت من عشر سنوات إلى عشرين‬
‫‪)1( 97‬‬
‫سنة‪".‬‬
‫أ َّما فيما يخص لإلعتداء على األطفال فنصت المادة ‪"259‬قتل األطفال هو إزهاق‬
‫روح طفل حديث عهد بالوالدة" و تنص المادة ‪"261‬يعاقب باإلعدام كل من إرتكب جريمة‬
‫القتل‪،‬أو قتل األصول‪،‬أو التسميم و مع ذلك تعاقب األم سواء كانت فاعلة أصلية‪،‬أو شريكة‬
‫في قتل إبنها حديث العهد بالوالدة بالسجن المؤقت من عشر سنوات إلى عشرين‬
‫‪2( 98‬‬
‫سنة‪"...‬‬
‫سنه السادسة‬ ‫و تنص المادة ‪"269‬كل من جرح‪،‬أو ضرب عمدا قاصرا ال تتجاوز ِ‬
‫عشرة‪ ،‬أو منع عنه عمدا الطعام‪،‬أو العناية إلى الح ّد الذي يُعَ ِرض صحته للضرر‪،‬أو أرتكب‬
‫أي عمل أخر من أعمال العنف‪،‬أو التعدي فيما عدا اإليذاء الخفيف يعاقب‬ ‫ضده عمدا ّ‬
‫‪)1( 99‬‬
‫سنَّة إلى خمس سنوات و بغرامة من ‪ 20.000‬إلى ‪ 100.000‬دج‪".‬‬ ‫بالحبس من َ‬
‫‪-2‬الحماية الجنائية لصحة الطفل و نفسيته تناول قانون العقوبات هذا الجانب في مواده من‬
‫‪ 314‬إلى ‪ 332‬و شملت أربع حاالت وهي‪:‬‬

‫*ترك األطفال و تعريضهم للخطر‪ :‬نصت المادة ‪"314‬كل من ترك طفال أو عاجزا غيّر‬
‫قادر على حماية نفسه بسبب حالته البدنية‪،‬أو العقلية‪،‬أو عرضه للخطر في مكان خال من‬
‫الناس‪،‬أو حمل الغيّر على ذلك يعاقب لمجرد هذا الفعل بالحبس من سنة إلى ثالث سنوات"‬

‫‪ - 97‬أحسن بوسقيعة‪،‬قانون العقوبات في ضوء الممارسة القضائية"النص كامل للقانون و تعديالته إلى غاية ‪ 25‬فبراير ‪ 2009‬مدعم‬
‫باالجتهاد القضائي ملحق القانون المتعلق بالتهريب و القانون المتعلق بالفساد"‪ ،‬برتي للنشر‪، 2012-2011 ،‬ص ‪.129‬‬

‫‪ - 98‬أحسن بوسقيعة‪ ،‬مرجع نفسه ‪،‬ص ص ‪.101 -100‬‬


‫‪ -99‬أحمد بوسقعة‪ ،‬مرجع نفسه‪،‬ص ‪.105‬‬

‫‪43‬‬
‫*الجنايات و الجنح التي من شأنها الحيّلولة دون التحقق من شخصية الطفل‪:‬فنصت المادة‬
‫‪"321‬يعاقب بالسجن من خمس سنوات إلى عشر سنوات كل من نقل عمدا طفال‪،‬أو أخفاه‪،‬‬
‫أو إستبدل طفال أخر به‪،‬أو ق َّد َمهُ على أ َنَّه ولد إلمرأة لم تضع و ذلك في ظروف من شأنها‬
‫أن يتعذر التحقق من شخصيته‪".‬‬
‫*خطف القصر و عدم تسليمهم‪:‬نصت المادة ‪"326‬كل من خطف‪،‬أو أبعد قاصرا لم يكمل‬
‫الثامنة عشرة و ذلك بغيّر عنف‪،‬أو تهديد‪،‬أو تحايل‪،‬أو شرع في ذلك‪،‬فيعاقب بالحبس لمدة‬
‫من سنة إلى خمس سنوات و بغرامة من ‪ 20.000‬إلى ‪ 100.000‬دينار‪".‬‬

‫*ترك األسرة‪:‬نصت المادة ‪" 330‬يعاقب بالحبس من شهرين إلى سنة و بغرامة مالية من‬
‫‪ 25.000‬إلى ‪ 100.000‬دينار ‪:‬‬

‫‪-1‬أ حد الوالدين الذي يترك مقر أسرته لمدة تتجاوز شهرين و يتخلى عن كافة التزاماته‬
‫األدبية أو المادية المترتبة على السلطة األبوية أو الوصاية القانونية و ذلك بغير سبب‬
‫جدي و ال تنقطع مدة الشهرين إال بالعودة إلى مقر اآلسرة على وضع ينبئ عن الرغبة‬
‫في استئناف الحياة العائلية بصفة نهائية‪.‬‬
‫‪-2‬الزوج الذي يتخلى عمدا و لمدة تتجاوز شهرين عن زوجته مع علمه بأنها حامل و ذلك‬
‫لغير سبب جدي‪.‬‬
‫‪-3‬أحد الوالديّن الذي يعرض صحة أوالده أو و أحد‪،‬أو أكثر منهم‪،‬أو يعرض أ َمنَ ُهم‪،‬أو‬
‫ُخلُقَ ُهم لخطر جسيم بأن يس ّ‬
‫ي ِء معاملتهم‪،‬أو يكون مثال سيئا لهم لإلعتياد على السكر‪،‬‬
‫أو سوء السلوك‪،‬أو بأن يهمل رعايتهم‪،‬أو ال يقوم باإلشراف الضروري عليهم و ذلك‬
‫‪)1( 100‬‬
‫سواء كان قد قُ ِض َّ‬
‫ي بإسقاط سلطته األبوية عليهم‪،‬أو لم يقضي بإسقاطها"‪.‬‬
‫‪-3‬الحماية الجنائية لعرض الطفل و أخالقه‪:‬تناول قانون العقوبات هذا الجانب في قسمين‪:‬‬

‫‪-‬القسم األول في إنتهاك األداب‪:‬‬


‫فنصت المادة‪" 334‬يعاقب بالحبس من خمس سنوات إلى عشر سنوات كل من إرتكب فعال‬
‫مخال بالحيَّاء ضد قاصر لم يكمل السادسة عشرة ذكرا كان‪،‬أو أنثى بغيّر عنف‪،‬أو شرع في‬
‫ذلك‪ .‬و يعاقب بالسجن المؤقت من خمس سنوات إلى عشر سنوات أحد األصول الذي‬

‫‪ - 100‬أحمد بوسقيعة ‪،‬مرجع سابق ‪،‬ص ص ‪.136- 134‬‬

‫‪44‬‬
‫يرتكب فعال مخال بالحي اء ضد قاصر و لو تجاوز السادسة عشرة من عمره و لم يصبح‬
‫‪)2( 101‬‬
‫بعد راشدا بالزواج‪".‬‬
‫‪-‬القسم الثاني في تحريض القصر على الفسق و الدعارة‪:‬نصت المادة ‪" 342‬كل من‬
‫حرض قصرا لم يكملوا التاسعة عشرة ذكورا‪،‬أو إناثا على الفسق‪،‬أو فساد األخالق‪،‬أو‬
‫ع َر ِضيَّة بالنسبة لقصر‬
‫تشجيعهم عليّه‪،‬أو تسهيله لهم و كل من إرتكب ذلك بصفة َ‬
‫لم يكملوا السادسة عشرة يعاقب بالحبس من خمس سنوات إلى عشر سنوات و بغرامة‬
‫‪)3( 102‬‬
‫من ‪ 20.000‬إلى ‪100.000‬دينار‪".‬‬

‫مس قانون العقوبات أهم الجرائم التي يمكن أن يتعرض لها الطفل بصفة خاصة منذ أن‬
‫يخلق في رحم أمه إلى أن يبلغ‪ ،‬و الملفت لإلنتباه هو هل العقوبة المقررة لكل فعل مجرم‬
‫سواء مدة الحبس‪ ،‬أو الغرامة يتناسبان ‪.‬‬
‫حسب رأينا ال يتوافقان بتاتا فإذا أخذنا على المثال جريمة اإلجهاض هي قتل روح عمدا‬
‫فكيف تكيف الجريمة على أساس أنها جنحة حيث يكون الحبس فيها من سنة إلى خمس‬
‫سنوات‪،‬و غرامة مالية من ‪ 20.000‬إلى ‪ 100.000‬دج ‪ ،‬و في حالة كانت نتيجة اإلجهاض‬
‫الموت تكون العقوبة السجن المؤقت إلى عشرين سنة‪ ،‬و قس على ذلك المواد األخرى‪.‬‬
‫ثالثا‪ :‬في القانون المدني‬
‫‪-1‬إثبات الحقوق المدنية للجنين‪:‬نصت المادة ‪ 25‬على أنَّه‪":‬تبدأ شخصية اإلنسان بتمام‬
‫والدته حيا و تنتهي بموته"‪.‬‬
‫‪-2‬إثبات الموطن‪:‬نصت المادة ‪ 38‬على أنَّه‪":‬موطن القاصر و المحجور عليّه و المفقود‬
‫و الغائب هو موطن من ينوب عن هؤالء قانونا"‪.‬‬
‫‪-3‬تحديد األهلية‪:‬نصت المادة ‪ 42‬على أنَّه‪":‬ال يكون أهال لمباشرة حقوقه المدنية من كان‬
‫ّ‬
‫السن‪،‬أو عته‪،‬أو جنون و يعتبر غيّر مم ِيّز من لم يبلغ ثالث عشرة‬ ‫فاقد التم ِيّيز لصغر في‬
‫سنة‪".‬‬
‫‪-4‬تحديد المسؤولية‪:‬نصت المادة ‪ 40‬من القانون المدني على ما يلي ‪:‬‬
‫"كل شخص بلغ ّ‬
‫سن الرشد متمتعا بقواه العقليَّة و لم يحجر عليّه يكون كامل األهليَّة‬
‫‪)1(103‬‬ ‫لمباشرة حقوقه المدنيَّة‪،‬و ّ‬
‫سن الرشد تسعة عشر سنة كاملة‪".‬‬

‫‪ - 101‬أحمد بوسقيعة‪ ،‬مرجع نفسه ‪،‬ص ‪.141‬‬


‫‪ - 102‬أحمد بوسقيعة‪ ،‬مرجع نفسه‪،‬ص ‪.146‬‬
‫‪45‬‬
‫الرشد حدَّد ببلوغ سن التاسعة عشر سنة(‪ )19‬كاملة أقل من‬ ‫يفهم من نص المادة أن ّ‬
‫سن ُّ‬
‫ض َحتُهُ المادة ‪ 42‬من القانون المدني السالفة الذكر‪.‬‬
‫ذلك يعتبر قاصر‪ ،‬أو غيّر مم ِيّز كما أو َ‬
‫و عليه القاصر و الطفل غيّر مم ِيّز هو كل شخص لم يبلغ سن الثالثة عشر‪.‬‬
‫أما الطفل الذي لم يبلغ السن التاسعة عشر يعتبر مميز‪.‬‬
‫الطفل الذي بلغ سن التاسعة عشر يعتبر ذو األهلية القانونية‪ ،‬الذي يسمى بسن الرشد‪.‬‬
‫الرشد أي يم يكمل سن التاسعة عشر فهو‬ ‫سن الثالث عشر و لم يبلغ ّ‬
‫سن ُّ‬ ‫و عليه ما بيّن ّ‬
‫‪104‬‬
‫قاصر لكنَّه مم ِيّز بالتالي ناقص األهلية وهذا ما أتت به المادة ‪ 43‬من القانون المدني ‪.‬‬
‫(‪)2‬‬

‫السن التاسع عشر حسب القانون المدني يعتبر في نظره طفل ناقص‬ ‫ّ‬ ‫يستخلص َّ‬
‫أن قبل‬
‫األهلية‪،‬و يخضع ألحكام الواليَّة‪،‬أو الوصايَّة‪،‬أو ال ِق َوا َمة حسب المادة ‪ 44‬من القانون المدني‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪:‬أليَّات الحمايَّة في قانون(الجنسية‪-‬األسرة‪-‬األحوال المدنية‪-‬عالقات العمل)‬


‫نتطرق في هذا الفرع إلى قانون الجنسية(أوال)‪،‬ثم قانون األسرة (ثانيا)‪،‬وقانون حالة‬
‫المدنية(ثالثا)‪،‬في األخير لقانون عالقات العمل(رابعا)‪.‬‬
‫‪-‬أوال‪:‬قانون الجنسية‬
‫‪-1‬إكتساب الجنسية الجزائرية بالنسب‪:‬نصت عليه المادة ‪ 06‬من قانون الجنسية الجزائرية‬
‫على أنَّه"يعتبر جزائريا الولد المولود من أ ٍ‬
‫ب جزائري‪،‬أو ٍأم جزائرية‪".‬‬
‫‪-2‬إكتساب الجنسية الجزائرية بالوالدة‪:‬نصت المادة ‪ 07‬من نفس القانون على أنَّه"يُعتبر‬
‫من الجنسيَّة الجزائريَّة بالوالدة في الجزائر‪:‬‬
‫‪-1‬الولد المولود في الجزائر من أبويّن مجهوليّن‪.‬‬

‫‪َّ -2‬‬
‫إن الولد الحديث الوالدة الذي عثر عليه في الجزائر يُعد مولودا فيها ما لم يثبت خالف‬
‫ذلك‪.‬‬
‫ب مجهول أو ٍأم مسماة في شهادة الميالد دون بيانات‬ ‫‪-3‬الولد المولود في الجزائر من أ ٍ‬
‫‪)1( 105‬‬
‫أخرى تمكن من إثبات جنسيتها‪".‬‬

‫‪ - 103‬القانون المدني ‪،‬تعديالته إلى غاية ‪ 13‬مايو ‪، 2007‬برتي للنشر‪ ،‬الجزائر‪ ،2012-2011 ،‬ص‪-‬ص ‪.11 -09‬‬
‫‪ - 104‬راجع المادة ‪ 43‬من القانون المدني ‪،‬ص ‪.11‬‬
‫‪ - 105‬قانون الجنسية الجزائرية‪،‬معدل و متمم باألمر ‪ 01-05‬المؤرخ في ‪ 27‬فبراير ‪،2005‬الطبعة الخامسة‪،‬منشورات بيرتي‪،‬الجزائر‪، 2010 ،‬‬
‫ص ‪.92‬‬
‫‪46‬‬
‫أتت المواد المذكورة في قانون الجنسية بالصيغة التي من خاللها تحافظ على الحقوق‬
‫المدنية للطفل منها التعليم‪ ،‬خصوصا في الحاالت التي ال يمكن أو يستعصى إثبات جنسية‬
‫الطفل بالوالدة‪.‬‬
‫تبقى المشكلة في حالة ظهور الوالدين أو أحدهما بعد عدة سنين لطفل مجهول األبوين‬
‫هنا تميز حالتين كالتي‪:‬‬
‫‪-‬حالة كان أحد األبوين‪ ،‬أو كالهما جزائري فال مشكلة تطرح‪.‬‬
‫‪ -‬الحالة الثانية إذا كان كال من األبوين‪ ،‬أو احدهما أجنبي هنا تطرح مشكلة هل عولجت من‬
‫الناحية القانونية من اجل الحفاظ على حقوق الطفل‪.‬‬
‫ثانيا‪:‬قانون األسرة‬
‫‪-1‬ثبوت نسب الطفل‪:‬‬

‫إهتم قانون األسرة الجزائري بهذا الجانب في مواده من ‪ 40‬إلى ‪ 45‬فنصت المادة‬
‫‪40‬على أنَّه"يثبت النسب بالزواج الصحيح‪،‬أو باإلقرار‪،‬أو بالب ِيّنة‪،‬أو بنكاح الشُبهة‪،‬أو بكل‬
‫زواج ت َّم فسخه بعد الدخول ‪،"...‬و تنص المادة‪"41‬يُنسب الولد ألبيه متى كان الزواج‬
‫شرعيا و أمكن اإلتصال و لم ينفه بالطرق المشروعة‪ ".‬و تنص المادة ‪"43‬ينسب الولد‬
‫ألبيه إذا وضع الحمل خالل عشرة أشهر من تاريخ اإلنفصال أو الوفاة‪ ".‬و تنص المادة‬
‫األبوة‪،‬أو األمومة لمجهول النسب و لو في مرض‬ ‫َّ‬ ‫‪"44‬يثبت النسب باإلقرار بالبُنُ َّوة‪،‬أو‬
‫البنوة و‬
‫َّ‬ ‫الموت متى صدَّقه العقل‪،‬أو العادة‪ ".‬و تنص المادة ‪"45‬اإلقرار بالنسب في غير‬
‫‪)2( 106‬‬
‫األبوة و األمومة ال يسري على غير الم ِقّر إال َّ بتصديقه‪".‬‬ ‫َّ‬
‫‪-2‬منع التب ِنّي‪:‬باعتبار َّ‬
‫أن قانون األسرة الجزائري مستمد من الشريعة اإلسالمية‪ ،‬و عليه‬
‫(‪)1‬‬ ‫قانونا‪107".‬‬ ‫يمنع التب ِنّي منعا باتا وفقًا للمادة ‪ 46‬التي نصت على‪":‬يُمنع التب ِنّي شرعا و‬

‫‪-3‬حق الحضانة و التربية‪:‬نصت المادة ‪ 62‬على أنَّه"الحضانة هي رعايَّة الولد و تعليمه و‬


‫‪)2( 108‬‬
‫سهر على حمايته و حفظه صحة و خلقا‪".‬‬ ‫القيَّام بتربيته على دين أبيه‪،‬و ال َّ‬

‫‪ - 106‬قانون األسرة‪،‬معدل و متمم باألمر ‪ 02-05‬المؤرخ في ‪ 27‬فبراير ‪،2005‬الطبعة الخامسة‪،‬منشورات بيرتي‪،‬الجزائر‪،2010،‬‬

‫ص ص ‪.21-20‬‬

‫‪ -107‬قانون األسرة الجزائري‪ ،‬ص ‪.22‬‬


‫‪ -108‬قانون األسرة الجزائري‪ ،‬ص ‪.33‬‬

‫‪47‬‬
‫وضحت الشريعة اإلسالمية حقوق الطفل بشكل مدقق فقانون األسرة الجزائري كان‬
‫موافق لها فيما يخص النسب فلم يترك أي شبهة أو ثغرة على هذه النقطة‪ ،‬حتى وصل إلى‬
‫أن إثباته يكون باإلقرار أو تصديقه بالعقل أو العادة‬
‫أما التبني فقد منعته الشريعة اإلسالمية منعا باتا لما له من األخطار على المجتمع ككل‪،‬‬
‫و ذلك باختالط األنساب‪ ،‬و صادق عليه القانون الجزائري كما أولى اإلهتمام الكبير للتربية‬
‫و رعاية التي نص عليها في المادة ‪ 62‬منه التي صرحت أن الحضانة هي حفظ صحة‬
‫الطفل و حماية خلقه و القيام على تربيته على دين أبيه مهما كان ‪.‬‬
‫ثالثا‪:‬قانون الحالة المدنية‬
‫‪-1‬وجوب التبليغ عن والدة الطفل‪:‬تنص المادة ‪ 62‬من قانون الحالة المدنية على أنَّه"يُصرح‬
‫بالمواليد خالل خمسة أيام من الوالدة إلى ضابط الحالة المدنية للمكان و إال َّ فرضت‬
‫‪)3( 109‬‬
‫العقوبات‪"......‬‬
‫‪-2‬وجوب إعطاء األسماء للقطاء‪:‬تُصرح المادة ‪ 64‬فقرة ‪"04‬يعطي ضابط الحالة المدنية‬
‫نفسه األسماء إلى األطفال اللقطاء و األطفال المولودين من أبويّن مجهوليّن و الذين لم‬
‫ينسب لهم المصرح أيَّة أسماء‪،‬يُعيَّن الطفل بمجموعة من األسماء يتخذ أخرها كلقب‬
‫‪)4( 110‬‬
‫عائلي‪".‬‬
‫حفظ قانون الحالة المدنية حق الطفل بالتصريح عنه خالل خمسة أيام و إال تم معاقبة‬
‫الوالد‪،‬و حتى بالنسبة للقطاء يتم إختيار لهم اإلسم و اللقب‪.‬‬
‫رابعا‪:‬قانون عالقات العمل‬
‫تنص المادة ‪ 15‬من قانون عالقات العمل على أنَّه"ال يمكن في أي حال من األحوال‬
‫أن َي ِقل العمر األدنى للتوظيف عن ست عشرة(‪ )16‬سنة‪،‬إال َّ في الحاالت التي تدخل في‬
‫إطار عقود التمهين التي تُعَد وفقا للتشريع و التنظيم المعمول بهما‪،‬و ال يجوز توظيف‬
‫القاصر إال َّ بناء على رخصة من وص ِيّه الشرعي كما أنَّه ال يجوز إستخدام العامل القاصر‬
‫في األشغال الخطيرة‪،‬أو التي تنعدم فيها النظافة أو تضر صحته أو تمس بأخالقياته‪111".‬‬
‫َّ‬
‫(‪)1‬‬

‫‪ - 109‬قانون الحالة المدنية‪،‬أمر رقم ‪ 20-70‬مؤرخ في ذي الحجة عام ‪ 1389‬الموافق فبراير سنة ‪"1970‬يتعلق بالحالة المدنية"‪،‬الطبعة‬
‫الخامسة‪،‬منشورات بيرتي‪،‬الجزائر ‪ ، 2010 ،‬ص ص ‪.133-132‬‬
‫‪ - 110‬قانون الحالة المدنية‪،‬ص ‪.134‬‬

‫‪ - 111‬مولود ديدان‪ ،‬مدونة العمل‪ ،‬دار بلقيس للنشر‪،‬الجزائر‪ ،2015 ،‬ص ‪. 42‬‬

‫‪48‬‬
‫المالحظ في المادة أن المشرع الجزائري ترك القرار في تشغيل القاصر لوصيه‬
‫الشرعي و ذلك بناءا على رخصة منه بالمقابل يوجد هناك تناقض فيما يخص السن الذي‬
‫يمنع فيه القاصر العمل‪ ،‬كما أجازت نفس المادة حاالت العمل في اطار عقود التمهين‬
‫كشرط لترخيص للطفل القاصر بالعمل‪ ،‬و عليه يجب مراجعة المادة من أجل محو هذه‬
‫التناقضات‪.‬‬

‫‪49‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬أليات حمايَّة الطفولة على ضوء القانون رقم(‪)12-15‬‬
‫بعد األحداث األخيرة و التطور الذي عرفه المجتمع فيما يخص ظاهرة الجرائم‬
‫الشنيعة‪،‬المتكررة التي مست الطفولة كضحية للقتل‪،‬و اإلنتحار الذي أصبح الطفل يعتاده‬
‫بسبب الظروف األسريَّة بكل ما يحيطها من تفاعالت مؤذيَّة بمستقبل الطفل‪،‬أو يرجع إلى‬
‫الولوج في شبكة األنترنيت‪ ،‬أو أماكن التواصل اإلجتماعي دون أدني رقابة‪ ،‬زد إلى‬
‫اإلضطهادات المدرسيَّة أيّن أصبح التلميذ وسيلة النزاعات داخل المؤسسات التربوية‪ ،‬فعليّه‬
‫نتطرق إلى هذا القانون من أجل توضيح ما أتى به كجديد َي ْخدم مصلحة الطفل منها الحماية‬
‫اإلجتماعية التي تكون وقاية للطفل الذي يكون في خطر(الفرع األول)‪،‬و كيف يكون تدخل‬
‫قاضي األحداث في هذه المرحلة بالنسبة لألطفال ضحايا بعض الجرائم و هي الحماية‬
‫القضائية(الفرع الثاني)‪.‬‬
‫الفرع األول‪:‬الحماية اإلجتماعية (األطفال في خطر)‬
‫أول ما إهتَّم به المشرع الجزائري هو الطفل الذي يكون في خطر من أجل وقايَّته‪،‬ألن‬
‫أن الطفل ال يصل إلى اإلجرام إالَّ بعد تعرضه‬
‫أغلب البحوث و الدراسات العلمية أكدت َّ‬
‫للخطر‪،‬و عليه أسس المشرع الجزائري لهذه الحماية من خالل هيئات وطنية التي تكون‬
‫ضا تكون عن طريق مصالح الوسط المفتوح على‬ ‫على المستوى الوطني(أوال)‪،‬و أي ً‬
‫المستوى المحلي(ثانيا)‪.‬‬
‫أوال‪:‬الحماية اإلجتماعية على المستوى الوطني‬
‫ُعرف معنى الحماية اإلجتماعية التي أدرجها في الفصل‬ ‫أتى هذا القانون دون أن ي ِ ّ‬
‫األول من الباب الثاني‪،‬بل أشار فقط في القسم األول عن الهيئة الوطنية المعنية بحماية و‬
‫ترقيَّة الطفولة ‪.‬‬
‫‪-1‬تعريف الهيئة الوطنية للطفولة‪:‬‬

‫عر َفتْها المادة ‪ 11‬من القانون(‪ )12-15‬إنها تحدث لدى الوزير األول تكون برئاسة‬ ‫َّ‬
‫سهر على حماية وترقية حقوق الطفل‪،‬تتميز بشخصية‬ ‫المفوض الوطني لحماية الطفولة‪ ،‬ت َّ‬
‫معنوية و إستقالل مادي وفرت الدولة لها كل الوسائل البشرية و المادية ألداء مهامها‪.‬‬
‫‪-‬يُعيَّن المفوض الوطني لحماية الطفولة بموجب مرسوم رئاسي يتم اختياره من بين‬
‫الشخصيات الوطنية ذات الخبرة و المعروفة باالهتمام بالطفولة وفق ما أشارت إليه المادة‬
‫‪)1( 112‬‬
‫‪ 12‬من ذات القانون ‪.‬‬

‫‪ - 112‬أحمد بوسقيعة‪ ،‬قانون اإلجراءات الجزائية"مرفق بقانون حماية الطفولة"رقم ‪ ،12-15‬مرجع سابق‪ ،‬ص ص ‪.283-282‬‬
‫‪50‬‬
‫‪-2‬مهام المفوض الوطني‪ :‬تتمثل مهمته في ترقية حقوق الطفل من خالل المادة ‪:13‬‬

‫‪-‬وضع برامج وطنية و محلية لحماية و ترقية حقوق الطفل بالتنسيق مع مختلف اإلدارات‪،‬‬
‫المؤسسات‪،‬و الهيئات العمومية‪،‬و األشخاص المكلفين برعايَّة الطفولة من خالل تق ِيّيمها‬
‫الدوري‪.‬‬
‫‪-‬يتابع األعمال المباشرة ميدانيًّا المتعلقة بحماية الطفولة التي تكون من "خالل زيارة‬
‫المصالح المكلفة بحمايَّة الطفولة‪،‬كما يقدم إقتراح كفيل بتحسين س ِيّرها أو تنظيمها" و هذا ما‬
‫نصت عليه المادة ‪ 14‬و ينسق بين مختلف المتدخلين ‪.‬‬

‫‪-‬يقوم بكل أعمال التوعيَّة و اإلعالم و اإلتصال‪.‬‬


‫‪-‬تشجيع كل بحث وتعليم له عالقة بحقوق الطفل بغرض فهم األسباب بمختلفها المؤديَّة‬
‫إلهمال‪،‬و إساءة معاملة‪،‬و إستغالل الطفل‪،‬و تطوير سياسات مناسبة لحمايته‪.‬‬
‫‪-‬وضع نظام معلوماتي وطني لدراسة وضعيَّة الطفل في الجزائر بإشراك اإلدارات‪ ،‬مع‬
‫الهيئات المعنية ‪.‬‬
‫‪-‬تطوير مشاركة هيئات المجتمع المدني من أجل متابعة و ترقية حقوق الطفل‪.‬‬
‫‪-‬يبدي الرأي فيما يخص التشريع الوطني الساري المفعول من أجل تحسينه‪.‬‬
‫‪-‬كما نصت المادة ‪ 19‬على أن للمفوض الوطني مهام إعداد التقارير التي تق ّدِمها الدولة‬
‫تقريرا سنويًا عن حالة حقوق الطفل و مدى‬ ‫ً‬ ‫للهيئات الدولية‪،‬و الجهويَّة المختصة‪،‬كما يُ ِع ّد‬
‫تنفيذ إتفاقية حقوق الطفل‪،‬و يرفعه إلى رئيس الجمهورية بعدها يُ ْنشر و يُع َّمم خالل ثالثة‬
‫‪)1( 113‬‬
‫أشهر المواليَّة لهذا التبليغ‪.‬‬
‫‪-3‬القواعد اإلجرائية المكلف بها المفوض الوطني‪:‬له مهمتان هما اإلخطار و تحويله‬

‫أ)اإلخطار‪:‬نصت المادة ‪ 15‬على المفوض الوطني "أن يخطر كل طفل أو ممثله الشرعي‪،‬‬
‫أو كل شخص طبيعي‪،‬أو المعنوي حول المساس بحقوق الطفل ‪".‬‬

‫‪ - 113‬أحمد بوسقيعة‪ ،‬قانون اإلجراءات الجزائية‪ ،‬ص ص ‪.285-283‬‬

‫‪51‬‬
‫ب)تحويل اإلخطار‪:‬هناك نوعين إ َّما يحول إلى مصلحة الوسط المفتوح المختصة إقليميا من‬
‫يحوله بدوره إلى‬
‫يحول إلى وزير العدل الذي ّ ِ‬
‫أجل التحقيق و إتخاذ اإلجراءات المناسبة‪،‬أو َّ‬
‫‪)2( 114‬‬
‫نائب العام لتحريك دعوى عمومية إذا تضمن اإلخطار وصف جزائي‪.‬‬
‫نستخلص مما سبق َّ‬
‫أن الهيئة الوطنية لحمايَّة و ترقيَّة الطفولة مهمتها إدارية‪،‬و رقابة‪،‬‬
‫صا لمصالح الوسط المفتوح أكثر منه قانوني ‪.‬‬ ‫متابعة خصو ً‬
‫ثانيا‪:‬الحماية اإلجتماعية على المستوى المحلي‬
‫تمت اإلشارة إلى هذا النوع من الحماية في القسم الثاني من الباب الثاني في الفصل‬
‫س على المستوى المحلي‪.‬‬ ‫س ْ‬‫أن هناك مصالح الوسط المفتوح تُؤ َ‬
‫األول َّ‬

‫‪-1‬التعريف بمصالح الوسط المفتوح‪:‬‬

‫تتولى هذه المصالح بحماية الطفل على المستوى المحلي و ذلك بالتنسيق مع مختلف‬
‫الهيئات و المؤسسات العمومية و األشخاص المكلفين بحماية الطفولة‪،‬أيّن تنشأ كل مصلحة‬
‫واحدة بكل والية إالَّ في حالة وجود كثافة سكانية يمكن إنشاء عدَّة مصالح حسب الضرورة‪.‬‬
‫تتشكل من موظفين مختصين منهم مربين مساعدين إجتماعين‪،‬أخصائيين‬
‫نفسانيين‪،‬أخصائيين إجتماعيين‪،‬و حقوقيين وفق المادة ‪. 21‬‬

‫أسرهم من خالل تَل ِقي‬


‫ِّ‬ ‫‪-2‬دورها‪:‬يتمثل في متابعة وضعيَّة الطفل في خطر و مساعدة‬
‫المعلومات(اإلخطار)‪،‬ثم التحقيق فيها من أجل إتخاذ التدابير الالَّزمة أو اإلجراءات‪.‬‬
‫أ)اإلخطار‪:‬ت ُ ْخ ِط ْر هذه المصالح على كل خطر َي ُمس صحة الطفل و سالمته البدنية‪،‬‬
‫المعنوية‪،‬و يكون هذا اإلخطار حسب ما نصت عليه المادة ‪ 22‬إ َّما من قبل‪:‬‬

‫‪-‬الطفل و‪/‬أو ممثله الشرعي‪.‬‬


‫‪-‬الشرطة القضائية‪.‬‬
‫‪-‬الوالي أو رئيس المجلس الشعبي البلدي‬
‫‪-‬كل جمعية أو هيئة عمومية‪،‬أو خاصة تنشط في مجال حمايَّة الطفل‪.‬‬
‫‪-‬المساعدين اإلجتماعيين‪،‬المربين‪،‬المعلمين‪،‬األطباء‪ ،‬أو كل شخص طبيعي‪،‬أو معنوي ‪.‬‬
‫ب)التحقيق‪:‬‬

‫‪ - 114‬أحمد بوسقيعة‪ ،‬قانون اإلجراءات الجزائية‪ ،‬ص ‪.284‬‬

‫‪52‬‬
‫يتم من خالل القيَّام بأبحاث إجتماعية و اإلنتقال إلى مكان تواجد الطفل مح ّل الخطر مع‬
‫اإلستماع إليّه و إلى ممثله الشرعي‪،‬حول الوقائع ألجل تحديد وضعيَّته و في الحالة القصوى‬
‫يمكنها اإلنتقال فوريًا‪،‬كما يمكنها طلب تدخل النيَّابة أو قاضي األحداث وفق المادة ‪،23‬‬
‫‪)1( 115.‬‬
‫فعلى هذه المصالح عدم كشف هويَّة المخطر إالَّ برضاه المادة ‪04/22‬‬

‫ج)التدابير‪ :‬بعد التحقيق تصل المصالح إلى قرار‪،‬إ َّما الطفل ليس في حالة خطر و عليّه تعلم‬
‫الطفل و ممثله بذلك‪.‬أ َّما في حالة وجود الخطر عليّه يجب على المصالح إتخاذ التدابير منها‪:‬‬
‫‪-‬اإلتفاق الذي يتم باإلتصال بالمثل الشرعي من أجل هذا الوصول إلى تحديد التدابير‬
‫المالئمة إلحتياجات الطفل بهدف إبعاد عنه كل خطر‪،‬و يُ ْع َلم الطفل الذي يبلغ من العمر ‪13‬‬
‫يدون‬
‫سنة على األقل و ممثله الشرعي عن اإلتفاق و يحق لهما رفضه‪،‬أ َّما في حالة قبوله َّ‬
‫في محضر و يوقع من جميع األطراف وفق المادة ‪،24‬كما نصت المادة ‪" 26‬يمكن‬
‫مراجعة التدابير اإلتفاق كليا‪،‬أو جزئيا و بشكل تلقائي من طرف مصالح‪،‬أو بطلب الممثل‬
‫الشرعي‪ ،‬أو الطفل‪".‬‬
‫كما نصت المادة ‪ 25‬على وجوب إبقاء الطفل في أسرته مع إقتراح أحد تدابير اإلتفاقية‬
‫التالية‪:‬‬
‫‪ -‬إلزام األسرة بإتخاذ التدابير الضرورية المتفق عليها إلبعاد الخطر عن الطفل في اآلجال‬
‫التي تحددها مصالح الوسط المفتوح‪.‬‬
‫‪-‬تقديم المساعدة الضرورية لألسرة و ذلك بالتنسيق مع الهيّئات المكلفة بالحماية اإلجتماعية‬
‫ي هيئة إجتماعية من أجل‬ ‫‪-‬إخطار الوالي و رئيس المجلس الشعبي البلدي المختصين‪،‬أو أ ّ‬
‫التكفل اإلجتماعي بالطفل‪.‬‬
‫ي شخص يمكن أن يهدّد صحته‪،‬أو‬
‫‪-‬إتخاذ اإلحتياطات الضرورية لمنع إتصال الطفل مع أ ّ‬
‫سالمته البدنية‪،‬أو المعنوية‪.‬‬
‫‪-‬ترفع المصالح األمر إلى قاضي األحداث المختص في الحاالت التالية‪:‬‬
‫ي إتفاق في أجال أقصاه ‪ 10‬أيام من تاريخ إخطارها‪.‬‬
‫*عدم التوصل إلى أ ّ‬
‫*تراجع الطفل أو ممثله الشرعي‪.‬‬

‫‪ - 115‬أحسن بوسقيعة‪ ،‬قانون اإلجراءات الجزائية ‪ ،‬ص ‪. 286‬‬

‫‪53‬‬
‫(‪)1‬‬ ‫‪116‬‬
‫*فشل التدبير المتفق عليه بالرغم من مراجعته‪.‬‬
‫صا إذا كان ضحية جريمة‬
‫د) اإلجراءات‪:‬تخص أطفال في حاالت الخطر الحال ‪،‬خصو ً‬
‫فورا إلى قاضي‬
‫إرتكبها ممثله الشرعي و على مصالح الوسط المفتوح رفع األمر ً‬
‫المختص‪،‬كما يجب إعالمه دوريًا باألطفال المتكفل بهم و بالتدابير المتخذة بشأنهم‪،‬كما يرفع‬
‫‪)2( 117‬‬
‫وجوبًا للمفوض الوطني تقرير مفصل عن كل األطفال الذين تكفلت بهم كل ‪ 03‬أشهر‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪:‬الحمايَّة القضائية‬


‫تخص هذه الحماية فئتين من األطفال ‪،‬تتمثل األولى المعرضون للخطر و ضحايَّا بعض‬
‫الجرائم‪،‬حيث ندرس في هذا الفرع كيفية تدخل قاضي األحداث(أوال)‪،‬باإلضافة إلى كيفية‬
‫حماية األطفال ضحايا بعض الجرائم(ثانيا)‪.‬‬
‫أوال‪:‬تدخل قاضي األحداث‬
‫يكون ذلك باإلختصاص المحلي من خالل محل إقامة الطفل المعرض للخطر‪،‬أو‬
‫مسكنه‪،‬أو محل إقامة‪،‬أو مسكن ممثله الشرعي‪،‬أو للمكان الذي ُو ِجد به الطفل في حال عدم‬
‫وجود هؤالء‪.‬‬
‫‪-1‬إجراءات التدخل‪:‬ينظر قاضي األحداث إلى الشكوى التي ترفع إليّه‪:‬‬

‫‪-‬من الطفل أو ممثله الشرعي كما يمكن أن يتلقى اإلخطار شفاهةً من الطفل ‪.‬‬
‫‪-‬من وكيل الجمهورية أو الوالي أو رئيس المجلس الشعبي البلدي لمكان إقامة الطفل‪.‬‬
‫‪-‬من مصالح الوسط المفتوح أو الجمعيات أو الهيئات العمومية المهتمة بشؤون الطفولة ‪.‬‬
‫ي عريضة ترفع إليّه‪.‬‬
‫باإلضافة يمكن لقاضي األحداث أن يتدخل تلقائيا دون أ ّ‬
‫علم القاضي الطفل و ممثله الشرعي بالعريضة فورا و يسمع أقوالهما و أرائهما بالنسبة‬
‫لوضعية الطفل‪،‬و مستقبله و له الحق اإلستعانة بمحام‪.‬و عليّه ان يدرس حالته من كل‬
‫الجوانب و يتلقى كل التقارير‪،‬و المعلومات‪.‬كما يسمع لكل شخص له فائدة مستعينا بمصالح‬
‫الوسط المفتوح وفق ما نصت عليه المادة ‪.34‬‬

‫‪ - 116‬أحسن بوسقيعة‪ ،‬قانون اإلجراءات الجزائية ‪ ،‬ص ص ‪.288-287‬‬

‫‪ - 117‬راجع المادتين ‪ 29-28‬من قانون المتعلق بحماية رقم (‪ ،)12-15‬ص ‪.288‬‬

‫‪54‬‬
‫‪-2‬التدابير المؤقتة (أثناء التحقيق)‪:‬نصت عليها المادتين ‪ 35‬و‪ 36‬من قانون(‪ )12-15‬على‬
‫أنّه َجا ِئز لقاضي األحداث أثناء التحقيق و بموجب أمر بالحراسة المؤقتة أخذ التدابير‬
‫األتية‪ :‬إ َّما اإلبقاء‪،‬أو التسليم‪،‬أو الوضع‪.‬‬
‫أ‪-‬إبقاء الطفل في أسرته ‪.‬‬
‫ب‪-‬يسلم ألحد والديّه الذي يمارس حق الحضانة ما لم تسقط بحكم‪،‬أو أحد أقاربه‪،‬كما يمكن‬
‫أن يسلم إلى شخص‪،‬أو عائلة جديرين بالثقة‪.‬‬
‫ج‪-‬يوضع الطفل في مركز متخصص في حماية األطفال في خطر‪،‬أو في مصلحة مكلفة‬
‫بمساعدة الطفولة‪،‬أو في مؤسسة إستشفائية في حالة الحاجة لتكفل صحي أو نفسي‪.‬‬
‫‪-3‬التدابير المتخذة بعد التحقيق‪:‬نصت عليها المواد ‪ 38‬إلى ‪ 43‬من نفس القانون و هي‬
‫نفسها المتخذة أثناء التحقيق‪،‬اإلختالف يكمن في اإلجراءات و المدد المحدَّدة قانونا ‪.‬‬
‫*إجراءاتها‪:‬يرسل قاضي األحداث الملف بعد اإلنتهاء من التحقيق إلى‪:‬‬
‫‪-‬وكيل الجمهورية لالطالع عليّه‪.‬‬
‫‪-‬يستدعي الطفل و ممثله الشرعي والمحامي برسالة موصى بها قبل ‪ 08‬أيام على األقل‪.‬‬
‫‪118‬‬
‫‪-‬يمكن إعفاء الطفل من المثول أمام القاضي‪،‬أو األمر بانسحابه أثناء المناقشة أو بعضها‪.‬‬
‫(‪)1‬‬

‫‪-4‬ملخص‬

‫‪ - 118‬أحسن بوسقيعة‪ ،‬قانون اإلجراءات الجزائية ‪ ،‬ص ص ‪.290-289‬‬


‫‪55‬‬
‫التدابير الخاصة باألطفال في حالة الخطر و ضحايا بعض الجرائم‬

‫بعد التحقيق‬ ‫أثناء التحقيق‬

‫(المؤقتة)‬

‫يبلغ الطفل و‪/‬أو ممثله الشرعي يبلغ الطفل و ممثله الشرعي خالل ‪ 48‬ساعة من صدور األوامر المادة‬ ‫التبليغ‬
‫خالل ‪ 48‬ساعة من صدورها ‪.43‬‬
‫المادة ‪.37‬‬

‫مقررة لمدة سنتين أالَّ تتجاوز سن الرشد الجزائي المادة ‪.01/42‬‬


‫َّ‬ ‫تقدر ب ستة أشهر (‪ )06‬المادة‬ ‫المدة‬

‫تمدد الحماية إلى ‪ 21‬سنة بطلب من سلم إليه أو الطفل أو القاضي المادة‬ ‫التمديد‬
‫‪.02/42‬‬
‫‪/‬‬

‫و يكلف بها مصالح الوسط المفتوح يكلف بها مصالح الوسط المفتوح وتقديم المساعدة الضرورية مع وجوب‬ ‫المتابعة‬
‫في األسرة والمدرسة و في تقديم تقريرا دوريا المادة ‪.02/40‬‬ ‫المالحظة‬
‫الوسط المهني المادة ‪02/35‬‬
‫وتقديم الحماية‬
‫و يمكن مراجعته من قبل مصالح يكون من قبل القاضي أو العدول عنه أو بناءا على طلب من الطفل أو‬ ‫مراجعة‬
‫تعديل التدبير الوسط المفتوح تلقائيا أو بطلب ممثله الشرعي أو وكيل الجمهورية في أجل ال يتجاوز شهر واحد من‬
‫من الطفل أو ممثله الشرعي تقديمه المادة ‪.45‬‬
‫خالل ‪ 10‬أيام المادة ‪ 26‬و ‪.27‬‬

‫استدعاء برسالة موصى عليها قبل ‪ 08‬أيام على األقل المادة ‪.38‬‬ ‫قاضي يكون فوريا وفق المادة ‪.33‬‬ ‫تدخل‬
‫األحداث‬

‫ثانيا‪:‬أليَّات حماية األطفال ضحايا بعض الجرائم لقد نصت المادتين ‪ 46‬و ‪ 47‬عن جريمتين‬
‫‪56‬‬
‫متكررة‪،‬و التي يكون ضحيتهما الطفل و هما جريمتي اإلعتداءات الجنسية و اإلختطاف‬
‫‪)1( 119‬‬
‫متبوعة باإلجراءات الالَّزمة لحماية الطفل‪.‬‬
‫الجرائم التي ضحيتها األطفال‬

‫االختطاف (‪) 47‬‬ ‫االعتداءات الجنسية (المادة ‪) 46‬‬

‫يتم التسجيل السمعي البصري لسماع الطفل يتم ‪-‬نشر إشعارات و‪/‬أو أوصاف و‪/‬أو‬ ‫التدابير‬
‫صور تخص الطفل‬ ‫التسجيل بحضور مختص نفسي‬

‫يكلف شخص مؤهل للقيام بالعمل المعين من قبل ‪-‬يكلف وكيل الجمهورية إما عنوان أو‬ ‫اإلجراءات‬
‫وكيل الجمهورية أو قاضي التحقيق أو ضابط لسان أو سند إعالمي للقيام بهذا النشر‪.‬‬
‫الشرطة القضائية المكلف بالتحقيق أو المعين في‬
‫إطار إنابة قضائية ‪.‬‬

‫‪-‬يمكن إعداد نسخة بغرض االطالع عليها أثناء ‪-‬من أجل المساعدة في التحريات و‬
‫سير اإلجراءات وهذا بقرار من قاضي التحقيق أو األبحاث‬
‫قاضي الحكم و يكون االطالع من طرف األطراف‬
‫و المحامين أو الخبراء و ذلك بحضور قاضي‬
‫التحقيق أو أمين الضبط في سرية‬

‫حماية لمصلحة الطفل بقرار من وكيل الجمهورية ‪-‬حماية حياته الخاصة و عدم المساس‬
‫بكرامته ويمكن لوكيل الجمهورية‬ ‫أو قاضي التحقيق يكون التسجيل سمعيا فقط‪.‬‬
‫القيام بهذا اإلجراء دون قبول مسبق‬
‫للمثل الشرعي للطفل ‪.‬‬
‫إتالف التسجيل و نسخته في اجل سنة من انقضاء‬
‫الدعوى العمومية و يعد محضر بذلك‬

‫‪ - 119‬أحسن بوسقيعة‪ ،‬قانون اإلجراءات الجزائية‪ ،‬ص ص ‪.295-294‬‬

‫‪57‬‬
‫الفصل الثاني‬
‫القواعد الخاصة باألطفال‬
‫الجانحين‬

‫‪58‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬القواعد الخاصة باألطفال الجانحين‬
‫يعد إستبعاد العقوبة في مجال الجرائم المرتكبة من طرف األطفال يعني تغيير السياسة‬
‫العقابية التي كانت سائدة في الماضي‪ ،‬إذ كان الهدف منها الزجر و اإليالم‪ ،‬إلى إيجاد فلسفة‬
‫حديثة تحل محل العقوبة التي يكون الغرض منها اإلصالح و إعادة إدماج هذه الفئات‪ ،‬و‬
‫هذا ما توصل إليه المشرع الجزائري في إطار السياسة الجزائية المعاصرة من خالل إنشائه‬
‫قواعد متسمة بقدر من الحماية و الرعاية لتتعامل مع مرتكبي الجرائم األطفال‪ ،‬التي تختلف‬
‫عن تلك القواعد المتبعة اتجاه األشخاص المجرمين البالغين‪ ،‬و ذلك باتخاذ التدابير المناسبة‬
‫التي تساعد الطفل و تهيئه للحياة العادية ‪.‬‬

‫في هذا الصدد فإن النصوص الخاصة باألطفال الجانحين طرأت عليها مختلف‬
‫التعديالت ‪،‬و الغرض منها إمكانية توفير حماية أكثر لهذه الفئات و هذا هو حال المشرع‬
‫الجزائري الذي جاء بقانون خاص ينظم كل األحكام و القواعد المتعلقة باألطفال في إطار‬
‫القانون رقم ‪ 12-15‬المتعلق بحماية الطفل الذي أقَّر فيه جملة من التدابير التي يقررها‬
‫قاضي األحداث على األطفال الجانحين‪.‬‬

‫نص المشرع الجزائري في هذا القانون على التدابير التي تُبْقي ِ الطفل في وسطه‬
‫أن األسرة لها أولوية إصالح و تقويم سلوك الطفل‪ ،‬كما نص أيضا على‬ ‫العائلي أساس َّ‬
‫تدابير إبعاد الطفل عن عائلته إذا إقتضت مصلحته ‪ ،‬و وضعه في المراكز اإلصالحية التي‬
‫تستقبل األطفال‪ ،‬و هذا ما تم اإلشارة إليه في المبحث الثاني من الفصل األول تحت عنوان‬
‫أليات الحماية المقررة لطفل (األطفال في خطر و ضحايا بعض الجرائم)‪.‬‬

‫سنتطرق إلى القواعد التي أتى بها القانون الخاص بحماية الطفولة الحامل رقم (‪-15‬‬
‫‪ ) 12‬و المتعلقة بفئة األطفال الذين إرتكبوا جرائم‪،‬سواء كانت مخالفات‪ ،‬أم جنح‪ ،‬أو جنايات‬
‫لما لها من خصوصية ‪ ،‬من خالل التطرق إلى جهات التحقيق و الحكم الخاصة باألطفال‬
‫الجانحين(المبحث األول)‪،‬التي بعدها يقرر قاضي األحداث مصير الطفل الجانح ‪،‬بعدها‬
‫تكون المرحلة األكثر حرجا بالنسبة للوالدين من الناحية اإلجتماعية ‪،‬و األخطر و األصعب‬
‫على الحالة النفسية للطفل‪،‬هي مرحلة تنفيذ القرارات (المبحث الثاني)‪.‬‬

‫‪59‬‬
‫المبحث األول‪ :‬الجهات المكلفة بالتحقيق و محاكمة األطفال الجانحين على‬
‫قانون رقم (‪)12-15‬‬
‫تفرض السياسة الجزائية الحديثة تفريد معاملة األطفال الجانحين عن المعاملة التي‬
‫يحضى بها المجرم البالغ ‪ ،‬و التي تقوم أساسا على وجوب تطبيق التدابير المالئمة للطفل‬
‫ي إبعاده من دائرة العقاب التقليدي‬‫الجانح أمال في مساعدته و تهذيبه كما ت َّم ذكره أنفًا‪ ،‬أ ّ‬
‫ي لتحديد قواعد خاصة‬ ‫الذي يتسم بالردع و الزجر‪ .‬فإتجهت التشريعات الحديثة إلى السع ّ‬
‫باألطفال الجانحين ‪ ،‬و هذا ما سنَّه المشرع الجزائري في القانون المتعلق بحماية الطفولة‬
‫الحامل رقم (‪.)12-15‬متماشيا مع التغييرات التشريعية الحاصلة عالميا ‪،‬و عليه يمر الطفل‬
‫الجانح بقاعدة أولية التي تنقسم إلى مرحلتين‪:‬مرحلة التحقيق(المطلب األول) الذي هو إجراء‬
‫البد منه‪ ،‬و وفقًا لما يُ ْستَخلص من المرحلة األولى يبني قاضي األحداث حكمه‪ ،‬و هي‬
‫المرحلة الحكم(المطلب الثاني)‪.‬‬

‫المطلب األول‪:‬مرحلة التحقيق‬


‫نتعرض في هذا المطلب للتحقيق القضائي الذي يقوم به جهاز قضائي مختص‪ ،‬يتضمن‬
‫مجموعة من اإلجراءات أعماالً و أوامر‪ ،‬منها ما هو متعلق بالمتهم مباشرة ً فتُتَخذ في‬
‫مواجهته كاألمر بالوقف أو الحبس في مؤسسات عقابية مؤقتا ‪ ،‬أو األمر بأالَّ وجه للمتابعة‬
‫و هذا بشكل عام ‪ ،‬نقسم المطلب إلى فرعين حسب ما نص عليه قانون المتعلق بحماية‬
‫الطفولة رقم(‪ )12-15‬إلى قسمين‪:‬في التحري(الفرع األول) ‪ ،‬في التحقيق من حالة الطفل‬
‫المتهم بالفعل اإلجرامي وفق القانون رقم (‪ )12-15‬الخاص بحماية الطفل(الفرع الثاني)‪.‬‬

‫‪60‬‬
‫الفرع األول‪ :‬في التحري‬
‫تتميز اإلجراءات الجزائية بأنها بأنها إجراءات توصف بالشبه قضائية تتمثل في‬
‫تعرفها األنظمة التشريعية بالبحث التمهيدي(أوال)‪ ،‬إجراءات‬
‫التحري و اإلستدالل‪ ،‬كما َّ‬
‫التحري في قانون المتعلق بحماية الطفولة رقم (‪()12-15‬ثانيا)‪.‬‬

‫أوال‪:‬تعريف التحري عن الجريمة‬


‫هو البحث التمهيدي أو اإلستدالل نظام شبه قضائي‪ ،‬تتمثل أهميته في جمع المعلومات‬
‫عن الجرائم و عن مرتكبيها و ذلك من أجل جمع دالئل المادة َّ‬
‫الالزمة لتحريك الدعوى‬
‫العمومية ‪ ،‬و بعبارة أخرى تهيئة القضية و تقديمها للنيابة باعتبارها جهة اإلدارة و‬
‫اإل شراف على الضبط القضائي لتقدير مدى إمكان عرضها على جهات التحقيق أو الحكم‬
‫بحسب األحوال‪.120‬‬
‫هذا ما نصت عليه المادة ‪ 12‬الفقرة ‪ 03‬كاألتي‪ ":‬و يناط بالضبط القضائي مهمة البحث‬
‫و التحري عن الجرائم المقررة في قانون العقوبات و جمع األدلة عنها و البحث عن‬
‫مرتكبيها ما دام لم يبدأ فيها بتحقيق قضائي‪121".‬‬

‫توصف هذه اإلجراءات بأنها شبه قضائية تساعد على الوصول للحقيقة‪ ،‬إذ هي المرحلة‬
‫التي تكشف عن وقوع الجريمة و ت ُ ْج َمع فيها اإلستدالالت عنها و عن المساهمين فاعلين أم‬
‫شركاء فيها‪ ،‬بواسطة الموظفين المكلفين بها قانونا‪ ، 122‬و أساسها القانوني لهذه المرحلة‬
‫‪123‬‬
‫نظمه المشرع الجزائري في قانون اإلجراءات الجزائية من المواد ‪ 11‬إلى ‪.65‬‬

‫ي بنص‬ ‫أما اإلستدالل أو البحث و التحري يخلو كأصل من وسائل القهر إالَّ ما استثن َّ‬
‫خاص‪ ،‬مثل ما نص القانون القبض على األفراد و توقيفهم تحت النظر‪ ،‬و ال يجوز لهم‬
‫ي وسيلة غير مشروعة‪ ،‬كالتحريض‪ ،‬و التخ ِفّي و انتحال الصفة بغرض الوصول‬ ‫ممارسة أ ُّ‬
‫إلى الحقيقة‪ ،‬و عليه فال يجوز لضباط الشرطة القضائية التحريض على إرتكاب الجريمة و‬
‫إن جاز له إنتحال الصفة أو التخفي لضبط الجناة بصفة عامة‪ 124.‬كما يسميها البعض‬
‫بمرحلة‬

‫‪ - 120‬عبد هللا اوهايبيه‪،‬شرح قانون اإلجراءات الجزائية الجزائري "التحري و التحقيق"‪ ،‬دار هومه للطبع و النشر و التوزيع‪،‬‬
‫الجزائر‪ ،2005 ،‬ص ‪.184‬‬

‫‪ - 121‬أحسن بوسقيعة‪ ،‬قانون اإلجراءات الجزائية"تعديالت إلى غاية ‪ 10‬نوفمبر ‪ ،"2004‬منشورات بيرتي‪ 2005-2006 ،‬ص ‪.11‬‬

‫‪ - 122‬عبد هللا اوهايبيه‪ ،‬شرح قانون اإلجراءات الجزائية الجزائري"التحري و التحقيق"‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.185‬‬
‫‪ - 123‬راجع المواد (‪11‬إلى ‪ )65‬أحسن بوسقيعة‪ ،‬قانون اإلجراءات الجزائية‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ص ‪. 31-11‬‬
‫‪ - 124‬عبد هللا اوهايبيه ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪.186‬‬

‫‪61‬‬
‫جمع األدلة التي تدخل ضمن المعاينات األولية التي يقوم بها ضباط الشرطة القضائية‪ ،‬و إذا‬
‫‪125‬‬
‫تعلق األمر بأشياء فنية يمكن لهؤالء اإلستعانة بذوي الخبرة في هذا الشأن‪.‬‬
‫ثانيا‪:‬إجراءات التحري في قانون المتعلق بحماية الطفولة رقم(‪)12-15‬‬

‫لقد حدد القانون الجديد إجراءات التحري في ثالث نقط بشروطها كاألتي‪:‬في‬
‫التوقيف(‪ ،)1‬في السماع(‪ ،)2‬و أخيرا في تحرير محضر السماع(‪.)3‬‬

‫‪-1‬في مرحلة النظر(التوقيف)‪:‬‬

‫أشار إليه المشرع الجزائري في المواد ‪ 48‬إلى ‪ ، 51‬أيّن نص على الشروط اإلجرائية‬
‫لفئتين من األطفال و هما كاألتي‪:‬‬
‫‪-‬في حالة األطفال أقل من ‪ 13‬سنة‪:‬ال يوقف الطفل الذي لم يبلغ ‪ 13‬سنة المشتبه فيه أو‬
‫‪126‬‬
‫حاول إرتكاب الجريمة وفق المادة ‪ 48‬من نفس القانون‪.‬‬

‫‪-‬في حالة األطفال بلغوا سن ‪ 13‬سنة على األقل‪:‬يوقف الطفل الذي بلغ من العمر ‪ 13‬سنة‬
‫إذا دعت مقتضيات التحري األولي و إشتبه فيه أو حاول إرتكاب الجريمة‪.‬‬
‫*يُبَّلغ على الفور وكيل الجمهورية المصحوب بتقرير عن دواعي التوقيف‪.‬‬
‫*مدة التوقيف ال تتجاوز ‪ 24‬ساعة إال في حالة الجنح التي تكون عقوبتها تفوق ‪ 5‬سنوات‬
‫‪127‬‬
‫حبسا و في الجنايات‪.‬التمديد ال يتجاوز ‪ 24‬ساعة في كل مرة ‪.‬‬

‫*بمجرد التوقيف يجب إخطار ممثله الشرعي و أن يتصل فورا بأسرته و محاميه‪.‬‬
‫‪ -2‬في السماع‪ :‬لقد نصت المادة ‪ 54‬على شروط السماع و استشثنائتها فاألصل أن يتم‬
‫ذلك إالُ بعد حصول إذن من وكيل الجمهورية يمكن سماع الطفل الموقوف بعد مضي‬
‫ساعتين من التوقيف للنظر‪ ،‬يجب حضور المحامي و إن تأخر تستمر إجراءات السماع‬
‫‪-‬أما المادة ‪ 55‬أشارت إلى أن الشرطة القضائية ال يمكنها البدء بإجراءات سماع الطفل إال‬
‫بوجود ممثله الشرعي بشرط إذا كان معروف‪.‬‬

‫‪ - 125‬معراج جديدي‪ ،‬الوجيز في اإلجراءات الجزائية"تعديالت ‪ ،"2004/11/10‬الجزائر‪ ،2005 ،‬ص ‪.13‬‬


‫‪ -126‬أنظر أحسن بوسقيعة‪ ،‬قانون اإلجراءات الجزائية‪،‬مرفق بالقانون ‪ 12-15‬المتعلق بحماية الطفل‪ ،‬المرجع سابق‪،‬ص ‪.295‬‬

‫‪ -127‬أحسن بوسقيعة‪ ،‬قانون اإلجراءات الجزائية‪ ،‬المرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.296‬‬

‫‪62‬‬
‫‪-‬لكن في حالة أن الطفل المشتبه فيه و كان عمره ما بين ‪ 16‬و ‪ 18‬سنة‪ ،‬و أنتسبت إليه‬
‫أفعال ذات صلة بجرائم اإلرهاب و التخريب أو المتاجرة بالمخدرات أو بجرائم جماعية‬
‫إجرامية منظمة‪ ،‬أين من الضروري سماعه على الحال لجمع األدلة أو الحفاظ عليها أو‬
‫‪128‬‬
‫الوقاية من حصول اإلعتداءات‪ ،‬دون حضور المحامي وفقا للمادة ‪.55‬‬

‫‪ -3‬تحرير محضر السماع‪ :‬بعد سماع الطفل الموقوف يحرر محضرا يجب أن يتوفر على‬
‫تدون و إالَّ وقع تحت طائلة البطالن و تتمثل هذه الشروط في ‪:‬‬
‫الشروط الشكلية َّ‬
‫‪-‬يشار إلى أنه ت َّم إخبار الطفل بحقوقه المنصوص عليها في المادة ‪ 50‬من نفس القانون‬

‫‪-‬يرفق المحضر بشهادات الفحص الطبي‬


‫يدون فيه مدة سماع الطفل الموقوف و فترات الراحة‪،‬اليوم و الساعة فيهما أطلق سراحه‬‫‪َّ -‬‬
‫أو ت َّم تقديمه إلى قاضي المختص مع ذكر األسباب التوقيف للنظر‪.‬‬
‫‪-‬يوقع المحضر من طرف الطفل و وليه الشرعي بعد تالوته عليهما و في حالة إمتناعهما‬
‫‪129‬‬
‫يشار إلى ذلك ‪.‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬في التحقيق من حالة الطفل المتهم بالفعل اإلجرامي وفق القانون رقم‬
‫(‪ )12-15‬الخاص بحماية الطفل‬

‫هي المرحلة التي يتعيَّن فيها تحديد الفعل اإلجرامي و الشخص الذي قام به‪ ،‬و ألهميتها‬
‫البد من التطرق لتعريفه في التشريع الجزائري(أوال)‪،‬ثم نتطرق للحاالت التي ذكرها‬
‫القانون الجزائري الخاص بحماية الطفل رقم(‪ )12-15‬التي ينظر فيها في التحقيق(ثانيا)‪.‬‬

‫أوال‪:‬تعريف التحقيق‬
‫يسمى التحقيق اإلبتدائي و هو وجوبي في الجنايات أما في الجنح فإنه إختياري‪ ، 130‬يقوم‬
‫بهذه المهام قاضي التحقيق بمقتضى قرار وزاري لمدة ثالث سنوات ‪ ، 131‬و ال يجوز له‬
‫إجراء التحقيق إال بموجب طلب من وكيل الجمهورية‪.132‬‬
‫‪-1‬راجع المادتين (‪،)55-54‬مولود ديدان‪ ،‬المرجع سابق ‪،‬ص ص ‪.299-298‬‬

‫‪ - 128‬راجع المادتين (‪،)55-54‬مولود ديدان‪ ،‬المرجع سابق ‪،‬ص ص ‪.299-298‬‬


‫‪ -129‬راجع المادتين(‪ ،)52-51‬مولود ديدان‪ ،‬المرجع نفسه ‪،‬ص ص ‪.297-296‬‬

‫‪ - 130‬راجع المادة ‪ 66‬من أحمد بوسقيعة‪،‬قانون اإلجراءات الجزائية‪ ،‬المرجع سابق‪،‬ص ‪.33‬‬

‫‪ - 131‬معراج جديدي‪،‬الوجيز في اإلجراءات الجزائية‪ ،‬المرجع سابق‪،‬ص ‪.26‬‬


‫‪ - 132‬أنظر المادة ‪ 01/67‬أحمد بوسقيعة‪ ،‬قانون اإلجراءات الجزائية‪ ،‬المرجع سابق‪ ،‬ص ‪.233‬‬
‫‪63‬‬
‫ثانيا‪:‬حاالت التحقيق وفق القانون الجزائري الخاص بحماية الطفل رقم(‪)12-15‬‬

‫لقد فص َّل في هذه النقطة‪،‬بذكر الحالة التي فيها ال يتابع جزا ئيا و إنما تقع عليه فقط‬
‫المسؤولية المدنية (‪ ، )1‬كما ذكر حالة الطفل الجانح الذي يكون محال لتدابير الحماية‬
‫والتهذيب(‪ ، )2‬باإلضافة لحالة الطفل الجانح الذي يوضع في مركز إلعادة التربية(‪.)3‬‬

‫‪-1‬حالة الطفل الجانح الذي ال يتابع جزائيا‪:‬‬

‫نص المشرع الجزائري على الحالة في القانون الخاص بحماية الطفل رقم(‪،)12-15‬‬

‫في المادة ‪ 56‬منه نصت على أن الطفل ال يكون محل المتابعة الجزائية إن لم يكتمل ‪10‬‬

‫سنوات‪ ،‬أما عن الضرر الذي ألحقه بالغير يتحمله ممثله الشرعي‪ ،‬الذي تقع على عاتقه‬
‫المسؤولية المدنية‪.‬‬
‫‪-2‬حالة خضوع الطفل الجانح لتدابير الحماية و التهذيب‪:‬‬

‫يمنع الطفل الذي يتراوح سنه ما بين ‪10‬سنوات إلى أقل من ‪ 13‬سنة عند تاريخ‬
‫إرتكابه الجريمة من وضعه في مؤسسة عقابية و لو بصفة مؤقتة‪ ،‬بل يخضع فقط لتدابير‬
‫الحماية والتهذيب هذا ما نصت عليه المادتين ‪ 57‬و ‪ 58‬فقرة األولى منها‪.‬‬

‫حسب نص المادة ‪ 85‬من ذات القانون أنه يقصد بتدابير الحماية و التهذيب التي تتخذ‬
‫إزاء الطفل الجانح في مواد الجنايات و الجنح كاآلتي‪:‬‬
‫‪-‬تسليم لممثله الشرعي أو لشخص أو عائلة جديرين بالثقة‪،‬أو وضعه في مؤسسة مكلفة‬
‫بمساعدة الطفولة‪،‬أو في مدرسة داخلية ‪،‬أو وضعه في مركز متخصص في حماية األطفال‬
‫الجانحين‪.‬‬
‫أ)تدبير التسليم يعتبر من التدابير اإلصالحية التي يقررها القاضي على األطفال الجانحين‬
‫و الذي يعني خضوع الطفل لرقابة و إشراف شخص طبيعي أين تكون له مصلحة في‬
‫‪133‬‬
‫تهذيب الطفل المنحرف‪.‬‬
‫كما يرى آخرون أنه من أفضل الوسائل و األساليب المستخدمة في إصالح الطفل و‬
‫إعادة تهذيبه و تقويم سلوكه تمكن في األهل أو من له الوالية عليه أعرف الناس بشخصية‬

‫‪ - 133‬خليفي ياسين‪ ،‬أحكام معاملة الحدث خالل مراحل الدعوى العمومية و في مرحلة تنفيذ الحكم‪،‬مذكرة تخرج لنيل إجازة المدرسة‬
‫العليا للقضاء‪،‬مجلس قضاء باتنة‪، 2006،‬ص ‪.47‬‬

‫‪64‬‬
‫الحدث و جميع ميوالته و رغباته‪ ،‬و أكثرهم شفقة و رغبة في اإلصالح‪،‬لهذا تقرر أغلب‬
‫‪134‬‬
‫التشريعات بتسليم الطفل إلى أسرته‪.‬‬
‫لقد نصت على هذا التدبير المادة ‪ 85‬الفقرة األولى من قانون حماية الطفل"‪...‬ال يمكن‬
‫في مواد الجنايات و الجنح أن يتخذ ضد الطفل إال تدبير واحد أو أكثر من تدابير الحماية و‬
‫التهذيب اآلتي بيانها‪:‬‬
‫‪-‬تسليمه لممثله الشرعي أو لشخص أو عائلة جديرين بالثقة‪"....‬‬
‫المالحظ في المادة أن المشرع نص على التدبير في مواد الجنايات و الجنح كما كان‬
‫الشأن في المادتين ‪ 444‬و ‪ 445‬من ق‪.‬إ‪.‬ج‪ ،‬لكن التغيير الحاصل في ق‪.‬ح‪.‬ط رقم (‪-15‬‬
‫ي ِ بمصطلح"الممثل الشرعي"‪ ،‬أضاف المشرع‬ ‫‪ )12‬يكمن في تبديل لفظين الوالدين و الوص ّ‬
‫الجزائري فكرة تسليمه لشخص أو لعائلة جديرة بالثقة دون أن يضع قيدا أو شرطا و التي‬
‫يحددها ذلك بتقدير قاضي األحداث‪ ،‬و هذا ما نصت عليه المادة ‪ 16‬من القانون‬
‫الفرنسي‪.135‬‬
‫إن الهدف من هذا التدبير هو اإلصالح و إعادة التربية التي يتعهد بها المتسلم‪ ،‬لكن في‬
‫حالة أن هذا األخير دفع أو حرض الحدث إلرتكاب جريمة فإنه يطبق عليه قواعد المساهمة‬
‫الجزائية‪ ،‬و يكون في مركز الفاعل األصلي حسب المادة ‪ 41‬قانون العقوبات‪. 136‬‬

‫إال أن القانون(‪ )12-15‬لم يذكر مسؤولية متسلم الطفل في حالة إخالله بإلتزامات المفروضة‬
‫عليه‪ ،‬و إنما ذكر المسؤولية المدنية التي يتحملها نتيجة األضرار التي يلحقها الطفل بالغير‬
‫و هذا ما تقدم ذكره حسب ما نصت عليه المادة ‪ 56‬من قانون حماية الطفل‪. 137‬‬

‫‪-3‬حالة الطفل الجانح الذي يوضع في مؤسسة عقابية‬

‫إستثنى القانون الجديد هذه الحالة بشرطين‪ :‬أن يكون الطفل سنه ما بين ‪ 13‬و ‪ 18‬سنة‪،‬‬

‫‪ - 134‬محمد علي جعفر‪،‬حماية األحداث المخالفين للقانون و المعرضين لخطر‪،‬مرجع سابق‪،‬ص ‪.252‬‬
‫‪135‬‬
‫‪-ART 16 : « si la prévention est établé à l’égrard d’un mineur agé de plus de treize ans ,le tribunale pour‬‬
‫‪enfants prononcera par décision motivée l’une de mesure suivante :‬‬
‫‪1-Remise à ses parents, à son tuteur, à la personne qui en avait la garde ou à une personne digne de‬‬
‫‪confiance…. »(ordonnance no 45-174 du 02 février 1945 relative à l’enfance deliquante . Version consolidée 12‬‬
‫‪www.regifrance .gov.fr:Aout 2016 .‬‬

‫‪-136‬راهم فريد‪ ،‬تدابير األمن في قانون العقوبات و قانون اإلجراءات الجزائية الجزائري‪،‬مذكرة ماجستير‪،‬كلية العلوم القانونية‪،‬جامعة باجي‬
‫مختار‪،‬عنابة‪ ،2006 ،‬ص ‪.66‬‬
‫‪-137‬عميمر يمينة‪ ،‬المرجع سابق‪ ،‬ص ‪.135‬‬

‫‪65‬‬
‫على أن يكون هذا اإلجراء ضروري إلستحالة إتخاذ أي إجراء أخر‪ ،‬فيوضع إما في‬
‫مركز إعادة التربية‪ ،‬أو بجناح خاص باألحداث في المؤسسات العقابية عند اإلقتضاء حسب‬
‫المادة ‪.138 02/58‬‬

‫المطلب الثاني ‪ :‬مرحلة الحكم‬


‫تفرض السياسة الجزائية الحديثة تفريد معاملة األطفال الجانحين عن المعاملة التي‬
‫يحضى بها الشخص المجرم البالغ‪ ،‬تقوم أساسا على وجوب تطبيق التدابير المالئمة للطفل‬
‫الجانح أمال في م ساعدته و تهذيبه‪،‬و هذا ما أشار إليه القانون الخاص بحماية الطفل‬
‫رقم(‪،) 12-15‬فإذا تبين أن الطفل الجانح ال يشكل خطرا على األشخاص المحيطين به فغالبا‬
‫ما يقرر القاضي و يحكم بإبقائه في الوسط العائلي(الفرع األول)‪،‬أما إذا توصل القاضي إلى‬
‫أن حالة الطفل تنبأ بأن إبقائه في البيئة غير مناسب إلصالحه أو تهذيبه هنا يحكم القاضي‬
‫بإبعاده عن الوسط العائلي(الفرع الثاني)‪.‬‬
‫الفرع األول ‪:‬التدابير القضائية إلبقاء الطفل الجانح في الوسط العائلي‬
‫تعتبر العائلة الوسط الوحيد و المالئم لتنشئة الطفل فهو المكان األول الذي ينال‬
‫فيه التربية الصحيحة و المثل العليا‪،‬فإذا ما إرتكب الطفل جريمة و رأى القاضي بأن أنسب‬
‫التدابير التي يمكن الحكم بها و التي تنزل على الطفل الجانح هو تسليمه إلى عائلته لكونها‬
‫أعرف الناس بشخصية الطفل(أوال)‪،‬و إذا ما إرتكب الطفل فعال بسيطا(مخالفة) ال يلحق‬
‫ضررا تاما بالمجتمع‪،‬يحكم القاضي بالتوبيخ(ثانيا)‪ ،‬أما إذا تبين أن الطفل الجانح يستدعي‬
‫إبقاؤه في جو عائلي لكن تحت رقابة جهة مختصة لتتبع حالته مثل ما أخذ به المشرع‬
‫الجزائري (ثالثا)‪.‬‬
‫أوال‪ :‬مرحلة تسليم الطفل الجانح‬
‫يعتبر من أهم التدابير التي تتخذها التشريعات الجزائية في مجال األطفال‪،‬و هذا راجع‬
‫إلى الدور الذي يلعبه في إصالح األطفال و عليه سنتطرق لتعريفه(‪،)1‬ثم نرى الجهات التي‬
‫يسلم إليها الطفل(‪،)2‬و مدى مسؤولية متسلم الطفل(‪ )3‬في القانون الجزائري الخاص بحقوق‬
‫الطفل رقم(‪.)12-15‬‬

‫‪ - 138‬راجع المواد(‪ )58-57-56‬مولود ديدان‪ ،‬قانون اإلجراءات الجزائية‪ ،‬المرفق بقانون حماية الطفل رقم(‪ ،)12-15‬ص ‪.299‬‬

‫‪66‬‬
‫‪-1‬تعريف تدبير التسليم‬

‫يعتبر تدبير التسليم من التدابير اإلصالحية التي يحكم بها القاضي على األطفال‬
‫الجانحين‪ ،‬و الذي يعني به خضوع الطفل لرقابة و إشراف شخص طبيعي الذي تكون له‬
‫مصلحة في تهذيب الطفل المنحرف‪،‬و تنفيذ هذا التدبير يكون في المحيط العائلي للطفل أو‬
‫‪139‬‬
‫تحت بيئة عائلية بديلة ‪.‬‬
‫لكون األهل و من له الوالية عليه أعرف الناس بشخصية الطفل و جميع ميوالته ‪،‬‬
‫و ّ‬
‫رغباته‪،‬و أكثرهم شفقة و رغبة في اإلصالح‪،‬لهذا قررت أغلب التشريعات تسليم الطفل إلى‬
‫‪140‬‬
‫أسرته‪.‬‬
‫يرى بعض من الفقه أن التسليم ليس له طبيعة العقوبة‪،‬و هذا راجع إلى أن التسليم إلى‬
‫األهل هو عودة الطفل لوضعه الطبيعي أين تلتزم األسرة بالتربية و الرعاية إتجاه أطفالها‪،‬و‬
‫لهذا أقرت بعض التشريعات أن تدبير تسليم الحدث ألسرته من تدابير الحماية المقررة‬
‫‪141‬‬
‫لألحداث‪.‬‬
‫و يرى جانب من الفقه أن تدبير التسليم ال يعتبر تدبير تقويمي في حد ذاته‪،‬و إنما هو‬
‫تنبيه للوالدين لإلهتمام بالطفل أكثر من حيث تربيته و توجيهه لضمان عدم عودته إلى‬
‫السلوك المنحرف و ال يتطلب القانون في تدبير تسليم الطفل لوالديه أو الوالي أو الوصي‬
‫شرط قبولهم بت سليم الطفل إليهم‪،‬أو التعهد بحسن سيره في المستقبل‪،‬و العلة في ذلك أن هناك‬
‫‪142‬‬
‫إلتزام شرعي قبل اإللتزام القانوني من حيث القيام بواجب التربية و الرعاية‪.‬‬
‫‪-2‬الجهات التي يسلم إليها الطفل‪:‬‬

‫يتبين أن المشرع الجزائري من خالل المادتين ‪70‬و‪ 85‬من القانون الخاص بحماية‬
‫الطفل لم تعرف تدبير تسليم الطفل‪،‬و إنما ذكر الجهات التي يسلم إليها الطفل الجانح إذ‬
‫تنص المادة ‪ 1/85‬من ذات القانون"‪.....‬ال يمكن في المواد الجنايات و الجنح أن يتخذ ضد‬
‫الطفل إال تدبير واحد أو أكثر من تدابير الحماية و التهذيب اآلتي بيانها‪:‬‬
‫‪-‬تسليمه لممثله الشرعي أو لشخص أو عائلة جديرين بالثقة‪"....‬‬

‫‪ - 139‬خليفي ياسين‪،‬أحكام معاملة الحدث خالل مراحل الدعوى العمومية و في مرحلة تنفيذ الحكم‪ ،‬العليا للقضاء‪ ،‬مرجع سابق‪،‬ص‬
‫‪47‬‬

‫‪ - 140‬محمد علي جعفر‪،‬حماية األحداث المخالفين للقانون و المعرضين لخطر‪،‬مرجع سابق‪،‬ص ‪.252‬‬
‫‪ - 141‬محمود سليمان موسى‪،‬قانون الطفولة الجانحة و المعاملة الجنائية لألحداث‪،‬دراسة مقارنة في التشريعات الوطنية و القانون‬
‫الدولي‪،‬منشأة المعارف اإلسكندرية ‪ ،2006 ،‬ص ‪.278‬‬

‫‪ - 142‬حسن الجوخدار‪،‬قانون األحداث الجانحين‪ ،‬مكتبة الثقافة للنشر و التوزيع‪،‬عمان‪،1992،‬ص ‪.96‬‬


‫‪67‬‬
‫نالحظ من خالل هذه المادة أن المشرع الجزائري نص على تدبير التسليم في‬
‫مواد الجنايات و الجنح إال أنه نص في القانون الجديد رقم (‪ )12-15‬إستغنى عن لفظ‬
‫الوالدين و الوصي مكتفيا بمصطلح "الممثل الشرعي" أضاف فكرة تسليمه لشخص‬
‫أو لعائلة جديرة بالثقة دون أن يضع قيدا أو شرطا آخر سوى الجدارة بالثقة‪،‬و التي يستقل‬
‫قاضي األحداث بتقديرها‪.‬‬
‫إن الجهات التي يسلم إليها الطفل من المفترض أن تتعهد بالمحافظة على سلوك و إعادة‬
‫تربية الطفل الجانح‪،‬لكن قد يتخلى متسلم الطفل‪،‬عن بعض اإللتزامات أو كلها‪،‬فما هو موقف‬
‫القانون من هذا؟‬
‫س ِلّم الطفل‪:‬‬
‫‪-3‬مسؤولية ال ُمت َ َ‬
‫يجب اإللتزام بالتعهد و أن يكون مقرونا بجزاء‪،‬و هذا بهدف أال يكون يتهاون متسلم‬
‫الطفل في اإلشراف و متابعة سلوكه‪،‬لهذا فإن أغلب التشريعات تقرر تدبير تسليم الطفل‬
‫‪143‬‬
‫كتدبير أمن يرتب عنه مسؤولية في حالة اإلخالل باإللتزامات التي تعهد بها‪.‬‬
‫المالحظ في قانون حماية الطفل رقم (‪ )12-15‬أن المشرع الجزائري لم يبين مسؤولية‬
‫متسلم الطفل في حالة إخالله بإلتزامات المفروضة عليه‪،‬و إنما أشار إلى المسؤولية المدنية‬
‫التي يتحملها نتيجة األضرار التي يلحقها الطفل بالغير و هذا ما نصت عليه المادة ‪56‬‬
‫المشار إليها سابقا و التي تنص "يتحمل الممثل الشرعي الطفل المسؤولية المدنية عن‬
‫الضرر الذي يلحق بالغير‪144".‬‬

‫بالمقابل أشار المشرع الجزائري في ذات القانون على من ت َ ِ ّجب من خالل المادة ‪ 44‬كذلك‬
‫المادة ‪ 85‬الفقرة الرابعة هذا نصها"يتعين على قسم األحداث عندما يقضي بتسليم الطفل‬
‫إلى شخص أو عائلة جديرين بالثقة أن يحدد اإلعانات المالية الالزمة لرعايته وفقا‬
‫لألحكام المنصوص عليها في هذا القانون‪".‬‬
‫إن المادة ‪ 44‬من قانون حماية الطفل تضمنت على تسليم الطفل قد يكون للغير أو‬ ‫َّ‬
‫وضعه في أحد المراكز أو المصالح المنصوص عليها في المادتين ‪ 36‬و ‪ 41‬من قانون‬
‫حماية الطفل أين يتعين على الملزم بالنفقة المشاركة في مصاريف التكفل‪،‬ما لم يثبت فقره‪،‬‬
‫فيحدد قاضي األحداث المبلغ الشهري للمشاركة فيها بموجب أمر نهائي غير قابل ألي‬

‫‪ - 143‬راهم فريد‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.66‬‬


‫‪ - 144‬عميمر يمينة‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪.135‬‬
‫‪68‬‬
‫طريق من طرق الطعن‪،‬و يدفع هذا المبلغ شهريا حسب الحالة للخزينة أو للغير الذي يتولى‬
‫‪145‬‬
‫رعاية الطفل‪.‬‬
‫ثانيا‪:‬تدبير التوبيخ‬
‫يعد من التدابير التي تلجأ إليها بعض التشريعات‪ ،‬منها التشريع الجزائري الذي لم‬
‫يعرفه مقارنة بالتشريعات األخرى‪،‬منه نتطرف لتعريف التوبيخ(‪،)1‬بالمقابل الحظنا في‬
‫القانون المتعلق بحماية الطفل المشرع الجزائري قام فقط بتحديد نطاق تطبيق التوبيخ(‪.)2‬‬

‫‪-1‬تعريفه‬

‫إكتسب التوبيخ أهمية بتأثر الفقهاء بالمدرسة الوضعية‪،‬حيث وجدوا فيها الوسيلة السهلة‬
‫بلوم الطفل و توبيخه‪،‬بأن‬‫من وسائل التفريد و بخاصة لألحداث حيث يكتفي القاضي بموجبه ّ‬
‫يوضح له وجه الخطأ فيما صدر عنه‪،‬و ينصحه بأن يسلك سبيال سويا و ينذره من معاودة‬
‫‪146‬‬
‫ذلك‪.‬‬
‫و قيل أن استعمال مصطلح اإلنذار أفضل من مصطلح التوبيخ‪،‬ألن هذا األخير يحمل‬
‫‪147‬‬
‫معنى الزجر أكثر من معنى التحذير‪.‬‬
‫لم يعرف المشرع الجزائري هذا التدبير‪،‬بل إكتفى بالنص على األخذ بهذا التدبير في‬
‫مادة ‪ 87‬من قانون حماية الطفل رقم(‪،)12-15‬لكن القوانين العربية األخرى فقد عرفته‬
‫منها‪:‬‬
‫أ)في قانون الطفل المصري‪:‬‬
‫عرفت المادة ‪ 102‬التوبيخ على أنه ‪:‬‬

‫"توجيه المحكمة اللَّوم و التأنيب إلى الحدث على ما صدر منه‪،‬و تحذيره بأال يعود إلى مثل‬
‫هذا السلوك مرة أخرى‪148".‬‬

‫المشرع المصري عرف التوبيخ على أنه اللوم و التأنيب بخطورة الفعل في حالة عودته‬

‫‪ - 145‬راجع المادتين ‪ 36‬و ‪ 41‬من قانون رقم (‪ )12-15‬المتعلق بحماية‪ ،‬ص ‪.293‬‬
‫‪ - 146‬براء منذر عبد اللطيف‪ ،‬السياسة الجنائية في قانون رعاية األحداث‪ ،‬دراسة مقارنة‪ ،‬دار الحامد للنشر و التوزيع‪،‬‬
‫األردن‪،2009،‬ص ‪.220‬‬

‫‪ - 147‬براء منذر عبد اللطيف‪ ،‬المرجع نفسه‪،‬ص ‪.220‬‬


‫‪ - 148‬نقال عن أسامة أحمد شتات المادة ‪ 102‬من قانون حماية الطفل المصري‪ ،‬المرجع سابق‪ ،‬ص‪.40‬‬
‫‪69‬‬
‫ب)في قانون األحداث العراقي‪:‬‬
‫المادة األولى تعرف اإلنذار كاآلتي ‪:‬‬
‫المشروع‪149".‬‬ ‫"تنبيه الحدث و وليه و تحذيره بعدم تكرار الحدث لفعله غير‬
‫أما المشرع العراقي عرف اإلنذار على أنه التنبيه لخطورة الفعل و يشمل األمر وليه‬
‫ج)في قانون األحداث الجانحين لدولة اإلمارات العربية‪:‬‬
‫نصت المادة ‪ 16‬منه كاألتي "توجيه اللَّوم و التأنيب إلى الحدث في الجلسة و حثه على‬
‫السلوك القويم‪150".‬‬

‫يتضح من التعريفات السابقة‪،‬أن التوبيخ كتدبير تربوي يجب أن يصدر شفاهة من‬
‫المحكمة‪،‬أي من القاضي الذي ينظر في دعوى الحدث‪،‬و ال يجوز لقاضي األحداث أن ينيب‬
‫عنه شخصا أخر في توبيخ الطفل‪،‬إذ ال أثر له على نفسية الطفل إذا كان صادر من غير‬
‫القاضي‪،‬و من أجل ذلك يجب أن يصدر التوبيخ في الجلسة‪،‬فمن الضروري حضور الطفل‬
‫لجلسة الحكم‪،‬فال يمكن أن يكون الحكم بالتوبيخ غيابيا‪،‬بالمقابل لم تشترط صيغة معينة‪،‬لكن‬
‫يجب أن تتضمن بوضوح داللة اللَّوم و تأنيب الطفل على ما صدر منه و تحذيره بأال يعود‬
‫‪-2‬نطاق تطبيق التوبيخ‪:‬‬

‫األصل في التوبي خ هو تربوي إرشادي بصورة أين ال تمس كرامة الطفل أو مشاعره‪،‬‬
‫فيتحقق ذلك من خالل تبصيره بالنتائج الضارة المترتبة على السلوك الذي إرتكبه و حثه‬
‫على السلوك القويم‪ ،‬و إنذاره من أنه يكون عرضة لتدبير أشد في حالة ما إرتكب جريمة‬
‫أخرى في المستقبل‪.‬‬
‫فالمشرع الجزائري إنما إكتفى بالنص على األخذ بتدبير التوبيخ‪،‬كما سلفنا ذكره‪ ،‬و لم‬
‫يتطرق لتعريفه ففي المادة ‪ 3/49‬من قانون العقوبات التي تنص‪":‬و مع ذلك فإنه في مواد‬
‫المخالفة ال يكون محال إال للتوبيخ‪".‬‬
‫كما نصت المادة ‪ 2/446‬من قانون اإلجراءات الجزائية التي تنص‪...":‬فإذا كانت‬
‫المخالفة ثابتة جاز للمحكمة أن تقضي بمجرد التوبيخ البسيط للحدث‪"....‬‬

‫‪ - 149‬نقال عن محمد علي جعفر المادة األولى من قانون األحداث العراقي‪ ،‬حماية األحداث المخالفين للقانون و المعرضين لخطر‬
‫اإلنحراف‪ ،‬المرجع سابق‪ ،‬ص ‪.326‬‬

‫‪ - 150‬محمود سليمان موسى‪،‬مرجع سابق‪،‬ص ‪.291‬‬

‫‪70‬‬
‫أما القانون الخاص بحماية الطفل رقم (‪ )12-15‬تعرض لهذا التدبير في المادة ‪87‬‬
‫الفقرة األولى و التي تنص‪" :‬يمكن قسم األحداث‪،‬إذا كانت المخالفة ثابتة‪،‬أن يقضي بتوبيخ‬
‫الطفل‪"....‬‬
‫من خالل هذه المواد نستنتج أن المشرع الجزائري تعرض فقط لنطاق تطبيقه الذي‬
‫يختلف بإختالف التشريعات‪،‬سواء تعلق األمر بشرط سن الطفل لفرض هذا التدبير أو‬
‫‪151‬‬
‫بشرط نوع الجريمة التي ارتكبها‪.‬‬
‫جعل المشرع الجزائري تطبيق تدبير التوبيخ‪ ،‬بمثابة التدبير الوحيد الذي يجوز توقيعه‬
‫على األحداث في حالة المخالفات فقط دون الجنايات و الجنح و في مختلف المراحل‬
‫العمرية سواء األحداث من عشر(‪ )10‬سنوات إلى أقل من ثالثة عشر(‪ )13‬سنة‪ ،‬أو من‬
‫ثالثة عشر(‪ )13‬سنة إلى السن الثامن عشر(‪ِ ،)18‬تؤكد على ذلك المادة ‪ 49‬فقرة ‪ 2‬و ‪ 3‬من‬
‫قانون الخاص بحماية الطفل رقم(‪ )12-15‬التي تنص "ال توقع على القاصر الذي يتراوح‬
‫سنه من ‪ 10‬إلى أقل من ‪ 13‬سنة إال تدابير الحماية أو التهذيب ‪.‬‬

‫كما أن المادة ‪ 87‬الفقرة ‪ 02‬من قانون حماية الطفل رقم (‪" )12-15‬و مع ذلك فإنه‬
‫في مواد المخالفة ال يكون محال إال للتوبيخ‪".‬‬
‫أيضا نصت المادة ‪ 51‬من قانون العقوبات على أنه‪":‬في مواد المخالفات يقضي على‬
‫القاصر الذي يبلغ سنه ‪ 13‬إلى ‪ 18‬سنة إما بالتوبيخ و إما بعقوبة الغرامة‪152".‬‬

‫و الملفت في القانون الخاص بحماية الطفل رقم(‪ )12-15‬أن هذا التدبير ينفذ من‬
‫طرف قاضي األحداث بإعتباره رئيسا لقسم األحداث‪،‬و ذلك حسب المادة ‪ 80‬الفقرة ‪ 1‬من‬
‫قانون حماية الطفل التي تنص‪":‬يتشكل قسم األحداث من قاضي األحداث رئيسا‪،‬و من‬
‫مساعدين محلفين إثنين‪".‬‬
‫من إجراءات محاكمة األحداث سرية الجلسات‪ ،‬إال أنه عند صدور منطوق الحكم‬
‫يكون حضوري و ذلك كن خالل ما أكدته المادة ‪ 82‬من قانون حماية الطفل‪،‬من هنا‬
‫اليتصور غياب الطفل و قد تم اإلشارة إلى هذا سابقا‪.‬‬
‫و هذا هو أشار إليه نص المادة ‪ 82‬من قانون حماية الطفل‪":‬تتم المرافعات أمام قسم‬
‫األحداث في جلسة سرية‪......‬يمكن قسم األحداث‪،‬إعفاء الطفل من حضور الجلسة إذا‬

‫‪ - 151‬محمود سليمان موسى‪ ،‬مرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.292‬‬

‫‪ - 152‬أمر رقم ‪ 156-66‬المتضمن قانون العقوبات الجزائري‪.‬‬


‫‪71‬‬
‫إقتضت مصلحته ذلك‪،‬و في هذه المادة‪،‬ينوب عنه ممثله الشرعي بحضور المحامي و‬
‫يعتبر الحكم حضوريا‪".‬‬
‫بمقدورنا القول الغاية من التوبيخ هي إحداث وضع نفسي لدى الحدث بمواجهته بما أقدم‬
‫عليه من سلوك غير مشروع‪،‬يحمله على عدم التكرار تحت طائلة التحذير من العواقب التي‬
‫ترتب عليه في حال لم يصحح سلوكه‪،‬و عبارات التوبيخ مثلما سبق الذكر يجب أن تبقى‬
‫ضمن ما هو مفهوم منها‪،‬دون تجاوز لحدود األداب و العرف‪،‬و بدون إضفاء بعض الصفات‬
‫على الحدث‪،‬مما يمكن أن يحدث ردة فعل سلبية لديه‪،‬و توجيه التوبيخ بصورة مؤثرة في‬
‫‪153‬‬
‫نفسية الحدث دون مسه بإهانة‪.‬‬
‫ثالثا‪:‬تدبير حرية المراقبة‬
‫نتعرض في هذه النقطة إلى نشأة تدبير حرية المراقبة(‪،)1‬ثم تعريفه(‪ ،)2‬بعدها دراسة‬
‫هذا التدبير في التشريع الجزائري(‪)3‬‬

‫‪-1‬نشأة تدبير حرية المراقبة‪:‬‬

‫يعد تدبير الوضع تحت اإلفراج المراقب‪،‬تدبير قديم النشأة حيث نشأ ألول مرة في‬
‫الواليات المتحدة األمريكية و الذي يعود الفضل إلى"جون أستون" لعام ‪،1848‬أين كان‬
‫يتقدم هذا الشخص إلى المحكمة لغرض أن يطلب إعادة األحداث الجانحين إلى البيئة التي‬
‫كان يعيشون فيها أين يتعهد جون أوستن بمراقبة و توجيه و تقديم مجموعة من النصائح لهم‬
‫لغرض إصالح سلوكهم‪،‬و يقدم تقرير المراقبة إلى المحكمة خالل مدة معينة أين يبين فيها‬
‫تحسن سلوك الطفل الجانح و هذا تفاديا إلمكانية وضع الطفل الجانح في مؤسسة‬
‫عقابية(السجن)‪،‬و هذ ا في حالة ما إذا اقتنع القاضي أن سلوك الطفل الجانح قد تغير‪،‬و لقد‬
‫ي هذا النظام نجاحا كبيرا في الواليات المتحدة األمريكية ليتم تطبيقه فيما بعد في باقي‬ ‫لق َّ‬
‫‪154‬‬
‫الواليات‪،‬و على باقي دول العالم و هذا راجع إلى أنه تدبير غير سالب للحرية‪.‬‬
‫‪-2‬تعريفه‪:‬‬

‫يطلق على تدبير الحرية المراقبة عدة تسميات و التي تختلف من تشريع ألخر‪،‬ففي‬
‫قانون رعاية األحداث العراقي يسميه المشرع "بمراقبة السلوك"‪،‬و تسميه بعض التشريعات‬

‫‪ -153‬زينب أحمد عوين‪،‬قضاء األحداث‪"،‬دراسة مقارنة"‪،‬الطبعة الرابعة‪،‬اإلصدار الثاني‪،‬دار الثقافة للنشر و التوزيع‪،‬األردن‪،2009،‬‬
‫ص ‪.243‬‬

‫‪ - 154‬عبد الرحمان حاج إبراهيم‪،‬إجراءات التقاضي في جرائم األحداث‪،‬أطروحة الدكتورة‪،‬كلية الحقوق و العلوم السياسية‪،‬جامعة الجزائر‪،‬دراسة‬
‫مقارنة‪ ،‬الجزائر‪ ،2015،‬ص ‪.108‬‬
‫‪72‬‬
‫األخرى باإلختيار القضائي مثل الواليات المتحدة األمريكية‪،‬أما المشرع الجزائري يسميه‬
‫‪155‬‬
‫في قانون ‪ 12-15‬بتدبير حرية المراقبة‪.‬‬

‫يرى جانب من الفقه أن التدبير هو إجراء يقوم بتقيد حرية الفرد بإخضاعه لمراقبة‬
‫‪156‬‬
‫خاصة مع إلزامه بتنفيذ تعليمات معينة بهدف تجنيب إرتكابه لجرائم جديدة‪.‬‬
‫يكون الهدف من هذا التدبير هو مراقبة سلوك الطفل الجانح و العمل على إصالحه من‬
‫خالل تقديم النص ح له و مساعدته على تجنب السلوكات السيئة مع إمكانية تسهيل إدماجه في‬
‫المجتمع و بيئته الطبيعية‪،‬بحيث يتمتع الطفل في هذا النظام بقدر من الحرية التي تكون تحت‬
‫إشراف مندوبين سواء كانوا دائمين أو متطوعين و الذين يعملون تحت إشراف قاضي‬
‫‪157‬‬
‫األحداث‪.‬‬
‫ضف إلى استبع اد العقوبة و اآلثار السلبية التي تؤثر على نفسية الحدث الجانح من‬
‫حيث عدم تقييد حرية الطفل و ضمان عدم عزله عن أسرته و مجتمعه‪،‬و مساعدته على‬
‫تخطي كل الصعوبات التي تواجهه و إعادة إدماجه إجتماعيا ليصبح فردا صالحا يمارس‬
‫‪158‬‬
‫دوره الطبيعي في المجتمع‪.‬‬
‫‪ -3‬تدبير حرية المراقبة في القانون الجزائري‪:‬‬

‫يعتبر التشريع الجزائري من التشريعات التي إهتمت بهذا التدبير‪،‬نظر لألهداف التي‬
‫يسعى إلى تحقيقها في مجال إصالح و تقويم سلوك الطفل المنحرف و هذا راجع إلى أن‬
‫‪159‬‬
‫اإلصالح ال يكون دائم عن طريق فرض تدابير سالبة للحرية‪.‬‬
‫يظهر إهتمام المشرع الجزائري بهذا التدبير في قانون ‪ ، 12-15‬و هذا من خالل‬
‫المواد ‪ 100‬إلى ‪،105‬و الذي كان يعبر عنه في قانون اإلجراءات الجزائية"نظام اإلفراج‬

‫مع الوضع تحت المراقبة" حسب المادة ‪ 444‬الفقرة ‪.02‬‬

‫المالحظ أن المشرع الجزائري لم يقدم تعرفا لهذا التدبير و إنما إكتفى ببيان كيفية‬
‫تنفيذه و المهام التي أسندت إلى جهة المراقبة و اإلشراف كما ذكر أيضا وجوب إخطار‬
‫قاضي األحداث كل من الطفل و ممثله الشرعي بهذا التدبير‪،‬إذ تنص المادة ‪ 100‬منه على‬

‫‪ - 155‬عميمر يمينة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.137‬‬

‫‪ - 156‬طارق الديراوي‪ ،‬مراجعة قانونية بشأن المعاملة العقابية لألحداث في التشريع الفلسطيني‪ ،‬د‪.‬م‪.‬ن ‪، 2011،‬ص ‪.06‬‬
‫‪ - 157‬حميش كامل‪،‬الحماية القانونية للطفل في التشريع الجزائري‪،‬مذكرة لنيل إجازة المدرسية العليا للقضاء‪،2002،‬ص ‪.52‬‬
‫‪ - 158‬راهم فريد‪،‬مرجع سابق‪،‬ص ‪.81‬‬

‫‪ - 159‬حميش كامل‪،‬مرجع سابق‪،‬ص ‪.52‬‬

‫‪73‬‬
‫أنه"في كل األحوال التي يتقرر فيها نظام حرية المراقبة يخطر الطفل و ممثله الشرعي‬
‫بطبيعة هذا التدبير و الغرض منه و اإللتزامات التي يفرضها‪".‬‬
‫أو كل المشرع الجزائري مهمة تنفيذ هذا التدبير إلى أشخاص طبيعين يعملون تحت‬
‫إشراف قاضي األحداث و هم المندبون الدائمين و المتطوعين و هذا ما نصت عليه المادة‬
‫‪ 101‬من قانون حماية الطفل "يتم تنفيذ حرية المراقبة للطفل بدائرة إختصاص التي أمرت‬
‫متطوعين‪160".‬‬ ‫بها أو محكمة موطن الطفل‪،‬من قبل مندوبين دائمين و مندوبين‬
‫من خالل هذه المادة يتبين أن تنفيذ هذا التدبير يكون من إختصاص المندوبين الدائمين و‬
‫المتطوعين‪.‬‬
‫أ)المندوب الدائم‪:‬تنص المادة ‪ 102‬من قانون حقوق الطفل"يختار المندوبون الدائمون من‬
‫بين المربين المتخصصين في شؤون الطفولة‪ "...‬إن هذه المادة قد نصت عليه المادة ‪25‬‬
‫‪161‬‬
‫فقرة ‪ 1‬من القانون الفرنسي‪.‬‬

‫يفهم من هذه المادة أن المندوب الدائم يتم إختياره من بين المربين المختصين بشؤون‬
‫الطفل و الذي يكون له خبرة و دراية في مجال اإلهتمام بالطفل‪.‬‬
‫ب)المندوب المتطوع‪ :‬حسب المادة ‪ 102‬الفقرة ‪ 02‬منه فإن المندوب المتطوع هو شخص‬
‫جدير بالثقة و له الدراية في شؤون األطفال و يشترط القانون لقيام المندوب المتطوع بهذه‬
‫المهمة أن ال يقل عمره ‪ 21‬سنة ‪.‬‬

‫من خالل المادة ‪ 103‬فالمهمة التي أوكلت للمندوبين تتمثل في مراقبة كل الظروف‬
‫التي تحيط بالطفل إما المعنوية منها و المادية و الصحية و التربوية‪،‬كما أنهم ملتزمون‬
‫‪162‬‬
‫بتقديم تقارير خالل كل أشهر‪.‬‬
‫كما يمكن لهم أيضا أن يقدموا تقارير خارج األجال المحددة قانونا و هذا في حاالت معينة‬
‫مثل أن يكون سلوك الطفل سيء‪،‬و لم يظهر عليه أي تغيير‪،‬أو أن يكون معرضا‬
‫للخطر‪،‬أو أن التدبير المقرر عليه غير مالئم له‪،‬كما قد يقدمون أيضا تقارير في حالة وجود‬
‫‪163‬‬
‫صعوبات في أداء مهامهم‪.‬‬

‫‪-- 160‬قانون ‪ 12-15‬المتعلق بحماية الطفل‪،‬ص‪.312‬‬


‫‪161‬‬
‫‪- Art 25/1 : « La rèeducation des mineurs en liberté surveillée est assurée,sous l’autorité du juge de‬‬
‫» ‪enfants,par des délégués permanents et par des délégués bénévoles à la liberté surveillée.‬‬
‫‪ - 162‬حسين طاهري‪،‬الوجيز في شرح قانون اإلجراءات الجزائية‪،‬طبعة ثانية‪،‬دار المحمدية العامة‪،‬الجزائر‪،1999،‬ص ‪.156‬‬
‫‪ - 163‬فضيل العيش‪ ،‬شرح قانون اإلجراءات الجزائية‪ ،‬د‪.‬د‪.‬ن‪ ،‬الجزائر‪ ،2008 ،‬ص ‪.302‬‬

‫‪74‬‬
‫تتمثل مهام مندوبي حرية المراقبة في تتبع سلوك الطفل و إجراء بحث إجتماعي له‪.‬‬
‫يقصد بالرقابة و المراقبة خضوع سلوك الطفل الجانح سواء في مرحلة التحقيق أو‬
‫عند تقريره كتدبير نهائي إلشراف المندوبين الذين تعينهم المحكمة لتنفيذ هذا التدبير‪،‬و التي‬
‫تشمل أيضا األماكن التي يتردد عليها الطفل‪.‬كما الطفل في هذه المرحلة لفحص نفسي أولي‬
‫من أجل التعرف على قدراته اإلستيعابية‪ ،‬وعليه يلتزم الطفل بالنصائح و التوجيهات التي‬
‫يقدمها المربي‪،‬و عند إنتهاء هذا التدبير يجى للطفل فحص إجمالي عن مدى خطورة سلوكه‪.‬‬
‫الفرع الثاني ‪:‬التدابير القضائية إلبعاد الطفل عن الوسط العائلي‬
‫إذا رأى القاضي أن التدابير المقررة سابقا لم تجدي نفعا بالنظر إلى الظروف‬
‫الشخصية و الموضوعية له‪،‬فإنه يأمر بوضعه في إحدى المؤسسات الخاصة بحماية‬
‫الطفولة‪ ،‬و تسمى أيضا بتدابير الوضع‪،‬لكن سوف نتعرض لتعريف تدبير الوضع(أوال)‪،‬كما‬
‫نتطرق لنشأ المؤسسات و المراكز الخاصة باألحداث(ثانيا)ثم نتعرف على أحكامه في ظل‬
‫القانون الجزائري رقم (‪ )12-15‬الخاص بحماية الطفل(ثالثا)‪.‬‬

‫أوال‪:‬تعريف تدبير الوضع‬


‫لقد سن المشرع الجزائري هذا التدبير في القانون الملغى في المادة ‪ 444‬في فقراتها‬
‫‪ 3،4،5،6‬من قانون اإلجراءات الجزائية و أيضا في المادة ‪ 85‬في فقراتها ‪ 1،2،3،4‬من‬
‫القانون الخاص بحماية الطفل و الذي نتعرض إليه فيما بعد‪،‬و المالحظ أن المشرع‬
‫الجزائري ذكر فقط مراكز الوضع دون أن يعرفه‪،‬و عليه نتطرق لتعريفه من خالل‬
‫اإلجتهادات الفقهية منها‪ :‬المصرية(‪،)1‬و السورية(‪،)2‬ثم في القانون الفرنسي(‪.)3‬‬

‫‪ -1‬في القانون المصري‪:‬‬

‫يعتبر هذا التدبير من أهم التدابير التي تطبق على األطفال الجانحين و الهدف هذا‬
‫التدبير إيواء الحدث في مؤسسة أو معهد أو دارا يخضع فيها لبرنامج تربوي و تقويمي‬
‫‪164‬‬
‫شامل يتسع لكل جوانب حياته‪.‬‬
‫إال أنه في حاالت الضرورة القصوى‪ ،‬حين يتعذر توقيع أي تدبير أخر السيما إذا كانت‬
‫األسرة غير صالحة لتربية و تأهيل الحدث‪،‬فحينئذ يكون البحث عن بديل مالئم تتولى هذه‬
‫المهمة الكبيرة و الخطيرة‪،‬و من هنا كانت فكرة المؤسسات اإلصالحية التي ترسل إليها‬
‫األحداث بقصد التربية و التأهيل ‪،‬فحينئذ يكون البحث عن بديل مالئم تتولى هذه المهمة‬

‫‪ - 164‬محمود سليمان موسى‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.321‬‬

‫‪75‬‬
‫الكبيرة و الخطيرة‪،‬و من هنا كانت فكرة المؤسسات اإلصالحية التي ترسل إليها األحداث‬
‫بقصد التربية و التأهيل و اإلصالح إذ يتجرد هذا التدبير من طابع العقوبة و هو محض‬
‫تدبير تقويمي و تهذيبي يحدد القانون أحكامه و شروطه و أسلوب تنفيذه‪.‬‬
‫َّ‬
‫إن هذه المؤسسات اإلجتماعية (اإلصالحية) ال تعتبر سجنا أو نوع من نظام السجون‪،‬و‬
‫‪165‬‬
‫لكن لها مظهرها الخاص و نظامها الخاص فهي أن تكون مدرسة داخلية‪.‬‬
‫كما أشار القانون المصري في المادة ‪ 108‬منه على المؤسسات العالجية هذا‬
‫نصها"يلحق المحكوم بإيداعه أحد المستشفيات المتخصصة‪،‬بالجهات التي يلقى فيها‬
‫ال عناية التي تدعو إليها حالته‪ .‬و تتولى المحكمة الرقابة على بقائه تحت العالج في فترات‬
‫دورية ال يجوز أن تزيد أي فترة منها على سنه يُعرض خاللها تقارير األطباء و تقرر‬
‫إخالء سبيله‪،‬إذا تبين أن حالته تسمح بذلك‪،‬إذا بلغ الطفل سن الحادية و العشرين‪،‬و كانت‬
‫حالته تستدعي إستمرار عالجه نقل إلى أحد المستشفيات المخصصة لعالج الكبار‪166".‬‬

‫أقر القانون المصري وضع الطفل في مؤسسة عالجية إذا إستدعت حالته الصحية ذلك‬‫َّ‬
‫و يُقَدَّم لألطباء في فترات دورية غير محددة المدة‪ ،‬على أالَّ تزيد كل فترة منها على‬
‫سنة‪،‬تحت إشراف و رقابة المحكمة‪.‬‬
‫‪-2‬في القانون السوري ‪:‬‬

‫إن المشرع السوري منح القاضي إمكانية وضع الحدث في مراكز المالحظة بهدف‬
‫دراسة حالته الجسمية و النفسية الستكمال ملف شخصيته الذي يشكل جزء من القضية‬
‫بصفة عامة و هذا بمدة ال تقل عن ‪ 06‬أشهر دون أن يفصل في القضية إال بعد‬
‫‪167‬‬
‫مالحظته لتقارير مركز المالحظة‪.‬‬
‫تنفيذ هذا التدبير بغرض إتاحة الفرصة‪،‬أمام الحدث نفسه ليشارك ذاتيا في إتباع السلوك‬
‫‪168‬‬
‫القويم و تقبل إرشادات الفنيين العاملين في المعهد‪.‬‬

‫‪ - 165‬محمود سليمان موسى‪ ،‬مرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.322‬‬

‫‪ - 166‬أسامة أحمد شتات‪،‬مرجع سابق‪،‬ص ‪.42‬‬


‫‪ - 167‬محمد رشيد قراشة‪ ،‬مرجع سابق‪،‬ص ‪112‬‬
‫‪ - 168‬حسن الجوخدار‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.98‬‬

‫‪76‬‬
‫لقد نصت المادة الرابعة من قانون األحداث الجانحين على هذا تدبير كاألتي "الحجز‬
‫في مأوى إحترازي"‪،‬ثم يأتي التفصيل في المادة ‪ 16‬من نفس القانون نصها "كل حدث‬
‫فرض عليه تدبير إصالحي و كان في حالة عقلية أو نفسية أو جسدية تستوجب عناية‬
‫طبية للمعالجة التي تدعو إليها حالته‪،‬إذا تبين أن جنوح الحدث ناشيء عن مرض عقلي‬
‫يحجز في مصح مالئم حتى يتم شفاؤه‪".‬‬
‫يعني المشرع السوري مأوى إحترازي مالئم‪ ،‬مؤسسة طبية إذا تبين للمحكمة أن‬
‫‪169‬‬
‫جنوح الطفل ناتج عن مرض عقلي‪.‬‬
‫‪-3‬في القانون الفرنسي‪:‬‬

‫عرف المشرع الفرنسي تدبير الوضع على أنه إجراء البد منه إذا إستدعدت الحالة‬
‫الصحية للطفل‪،‬فيوضع في مؤسسة طبية أو طبية تربوية ‪،‬على أن يكون ذلك من سن الثالثة‬
‫‪170‬‬
‫عشر إلى سن الثامنة عشر‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬نشأة مؤسسات ومراكز خاصة باألحداث‬
‫لقد كان المشرع الفرنسي سباقا في ذلك‪،‬فالحظ أن تطبيق عقوبات قصيرة المدة على‬
‫الصغير ال يحقق هدف اإلصالح و التهذيب و لهذا يحكم على الطفل بإرساله إلى مدرسة‬
‫إصالحية لمدة قد تكون طويلة لتربيته‪.‬‬
‫فتم إنشاء المؤسسات الخاصة باألحداث منذ إعالن ‪ 12‬جوان ‪ 1772‬من أجل إحتواء‬
‫هذه الفئة بهدف تعليمهم و تهذيبهم‪،‬و إستمر األمر إلى غاية القرن التاسع عشر إلى أن‬
‫تطور األمر فأصبح األحداث المنحرفون يرسلون إلى مستعمرات زراعية‪.‬‬
‫إلى أن تم توسيع نطاقها فأصبحت تلقن الطفل مختلف العلوم الدينية و األخالقية‪...‬إلخ‬
‫و هذا من خالل صدور المرسوم التشريعي ‪1850‬م‪،‬و المتصل إليه هو أن هذه المؤسسات‬
‫المرجوة من خالل نقطتين حققتهما األولى تصنيف المجرمين‬
‫َّ‬ ‫حققت بعض النتائج اإليجابية‬
‫و الثانية تفريد العقاب‪ ،‬إالَّ أن طابع الردع كان هو السائد و المطبق على األحداث أي أن‬
‫نظام التهذيب و إصالح كان مستبعدا‪،‬و هذا دفع إلى قيام حملة إحتجاجية ضد هذه‬
‫المؤسسات من أجل تغيير نظامها و العمل على تطويرها‪.‬‬
‫فصدر القانون الفرنسي في ‪ 22‬جوان ‪1912‬م الذي تضمنت مواده على إنشاء‬
‫‪171‬‬
‫أقره األمر رقم ‪ 175-45‬الصادر في ‪ 02‬فيفري ‪1945‬م‬
‫المدارس اإلصالحية‪ ،‬و َّ‬
‫‪ - 169‬قانون األحداث الجانحين السوري‪،‬مرجع سابق‪.‬‬
‫‪170‬‬
‫‪- Voir art 16 de l’ordonnance n0 45-175 relative à l’enfance délinquante,op,cit.-‬‬
‫‪77‬‬
‫تضمنت المادة ‪ 16‬منه على أن وضع الطفل يكون في مؤسسة أو مصلحة عامة أو‬

‫خاصة مخصصة للتعليم و التكوين المهني‪،‬على أن هذا التدبير يطبق على األطفال‬
‫الذي يبلغ سنهم ‪ 13‬سنة أو أكثر‪،‬تضمن القانون أيضا على مراكز المالحظة تحت إسم‬
‫» ‪ ،« Centre d’observation‬المؤرخ في ‪ 20‬جويلية ‪1950‬م أين حددت المادة الثانية‬
‫منه يكون عمل هذه المراكز على الوجه اآلتي‪:‬‬
‫‪-‬إستقبال الطفل و العناية به‪.‬‬
‫‪-‬جمع المعلومات المتعلقة بالطفل عن أسباب إنحرافه و وضعه اإلجتماعي و األسري‪.‬‬
‫‪-‬دراسة حالة الطفل الصحية و العقلية و النفسية و مدى قابليته للتعليم و إمكانياته المهنية‪.‬‬
‫المجتمع‪172.‬‬ ‫‪-‬تقديم اإلقتراحات التي من شأنها أن تساهم في تربيته و دمجه في‬

‫منه يفهم أن هناك مؤسسات إصالحية تعنى بالحالة األخالقية و التهذيبية و التربوية‬
‫للطفل من أجل إصالحه‪،‬كما نجد مراكز خاصة بالصحة الجسدية للطفل كالمستشفيات‪،‬و‬
‫أيضا التي تهتم بالحالة اإلجتماعية و النفسية له‪.‬‬
‫ثالثا‪ :‬تدبير اإلبعاد في ظل قانون ‪(.12-15‬أحكام تدبير الوضع)‬

‫نصت المادة ‪ 85‬من الفقرة ‪،4،3،2،1‬من قانون حماية الطفل على أنه‪...":‬ال يمكن في‬
‫مواد الجنايات أو الجنح أن يتخذ ضد الطفل إال تدبير واحد أو أكثر من تدابير الحماية و‬
‫التهذيب األتي بيانها‪:‬‬
‫‪-‬وضعه في مؤسسة معتمدة مكلفة بمساعدة الطفولة‪.‬‬
‫‪-‬وضعه في مدرسة داخلية صالحة إليواء األطفال في سن الدراسة‪.‬‬
‫‪-‬وضعه في مركز متخصص في حماية األطفال الجانحين‪........‬‬
‫يتعين على قسم األحداث عندما يقضي في جميع األحوال أن يكون الحكم بالتدبي‬
‫الجزائي‪173.‬‬ ‫المذكورة أنفا لمدة محددة ال تتجاوز التاريخ الذي يبلغ فيه الطفل سن الرشد‬
‫يُ َ‬
‫طبِ ْق القاضي هذا التدبير في حالة فشل التدابير السابقة منها تدبير التسليم‪،‬و تدبير‬
‫‪174‬‬
‫الحرية المراقبة‪.‬‬

‫‪- 171‬محمد رشيد قراشة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.90‬‬


‫‪ - 172‬محمد رشيد قراشة‪،‬مرجع سابق‪،‬ص ‪.11‬‬
‫‪ - 173‬قانون رقم (‪ )12-15‬المتعلق بحماية الطفل‪.‬‬
‫‪78‬‬
‫ظر لهذا التدبير على أساس أنه األهم من حيث جوهره الذي يشمل على نظام تقويمي‬ ‫يُ ْن َ‬
‫البعيدة عن العوامل المضرة بالطفل ‪ ،‬و يتم تنفيذ هذا التدبير وفقا لبرنامج يومي منظم و‬
‫الذي يسعى لتهذيبه خلقيا‪.‬‬
‫يطبق هذا التدبير في حالة الضرورة الملحة من أجل الحفاظ على سالمة الطفل من كل‬
‫النواحي إن كانت نفسية أو صحية‪ ،‬فهو عبارة عن نظام مسطر يجب إتباعه‪.‬‬

‫المقررة لألطفال الجانحين‬


‫َّ‬ ‫المبحث الثاني‪:‬التدابير‬
‫منح ا لمشرع لقاضي األحداث سلطة غير محدودة في إختيار التدبير األنسب للطفل‪ ،‬من‬
‫أجل حمايته و إصالحه‪.‬و بما أن نظام هذه التدابير هو تقويمي الغرض منه هو إصالح‬
‫الطفل و إعادة إدماجه إجتماعيا ‪ ،‬فإنه من الضروري أن تكون هذه التدابير قابلة للمراجعة‬
‫و التعديل متى إقتضت مصلحة الطفل(المطلب األول)‪،‬و إستجابة للسياسة الجنائية المعاصرة‬
‫التي تدعو لمعاملة األطفال الجانحين معاملة خاصة مخالفة لمعاملة الخاصة بالجانحين‬
‫البالغين‪،‬و لهذا السبب قام المشرع بتكريس فكرة إنشاء مؤسسات و مراكز خاصة يتم تنفيذ‬
‫فيها الجزاء الجنائي على األحداث(المطلب الثاني)‪.‬‬

‫المطلب األول‪:‬تنفيذ التدابير المقررة لألحداث الجانحين‬


‫أعطى المشرع الجزائري لقاضي األحداث سلطة واسعة إلتخاذ التدبير المناسب مع‬
‫شخصية الطفل‪،‬كما نجد في المقابل أنه يمكن أن بقاءه في المؤسسة أصبح غير ضروري‪،‬‬
‫فيقوم بتغييره بتدبير آخر يتناسب و مصلحته‪،‬من هنا أتت سلطة القاضي في التعديل و‬
‫التغيير و مراجعة األحكام سواء من تلقاء نفسه‪،‬أو بناء على طلب من جهات معينة(الفرع‬
‫األول) ‪،‬و يعتمد القاضي للقيام بمهامه على أسس إلختيار أفضل تدبير و المناسب‬
‫للحدث(الفرع الثاني)‪.‬‬
‫الفرع األول‪:‬تعديل و مراجعة التدابير‬
‫نصت المادة ‪ 96‬من قانون رقم ‪ 12-15‬المتعلق بحماية الطفل أن المراجعة والتعديل‬
‫هو حق أصيل ممنوح لقاضي األحداث وهي ينفرد بها(أوال)‪،‬إال أنه قد يتلقى هذا األخير‬
‫طلبات من جهات محددة في ذات القانون من أجل تغيير التدبير المقرر و المطبق‬
‫سابقا(ثانيا)‪.‬‬

‫‪ - 174‬بلقاسم سويقات‪ ،‬الحماية الجزائية للطفل في القانون الجزائري‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.47‬‬
‫‪79‬‬
‫أوال‪ :‬المراجعة التلقائية من قاضي األحداث‬
‫يعتبر قاضي األحداث من أهم رجال القضاء‪ ،‬و أهم جهة يسند إليها مهمة التعامل مع‬
‫الطفل‪،‬فعين من بين القضاة الذين يتم إختيارهم بالنسبة لكفاءتهم في اإلهتمام بفئة األطفال‪ ،‬و‬
‫ذلك بقرار وزاري من وزير العدل و حافظ األختام‪.‬‬
‫ذلك وفق المادة ‪ 03‬من القانون األساسي للقضاة رقم ‪ 11-04‬التي تنص"يعين القضاة‬
‫بموجب مرسوم رئاسي بناءا على إقتراح من وزير العدل‪175"....‬‬

‫يكون مهام قاضي األحداث في تحليل و دراسة شخصية الطفل الذي يرافقه تحقيق‬
‫إجتماعي‪،‬زد الوثائق الطبية و النفسية والعقلية و مراقبة سلوكات الطفل‪،‬كما له سلطة إنزال‬
‫و مراجعة التدبير‪ 176‬الذي يمكن أن يكون في أي مرحلة مراحل تنفيذه أو بناءا على طلب‬
‫من طرف أخر محدد قانونا و هم النيابة العامة‪،‬مندوب حرية المراقبة و الطفل نفسه إضافة‬
‫لوليه‪.‬‬
‫يعتبر توجيه الطلب من طرف هؤالء األشخاص ليس بمثابة مراجعة في حد ذاتها ألن‬
‫قاضي األحداث هو من يملك سلطة التغيير أو التعديل‪ 177.‬و نفس الفكرة نصت عليها المادة‬
‫‪ 96‬من قانون حماية الطفل"يمكن لقاضي األحداث تغيير أو مراجعة تدابير الحماية و‬
‫التهذيب في أي وقت بناء على طلب من النيابة العامة أو بناء على تقرير مصالح المفتوح‬
‫أو من تلقاء نفسه‪،‬مهما كانت الجهة القضائية التي أمرت بها‪".‬‬
‫بالرجوع للقواعد النموذجية الدنيا إلدارة شؤون األحداث نصت المادة ‪ 23‬منها‪":‬تشمل‬
‫هذه التدابير سلطة تعديل األوامر حسبما تراه السلطة المختصة مناسبا من وقت إلى أخر‬
‫شريطة أن يقرر هذا التعديل وفقا للمباديء الواردة في هذه القواعد‪".‬‬
‫من خالل هذ ه القاعدة يتبين أن المراجعة تكون على أساس تطور حالة الطفل و‬
‫شخصيته و هذا بعدما تم إثبات فشل التدبير األول في تحقيق الهدف المرجو وأنه غير‬
‫‪178‬‬
‫مناسب أو غير مالئم للحدث‪.‬‬

‫‪ - 175‬القانون العضوي رقم (‪ )11-04‬مؤرخ في ‪ 06‬سبتمبر ‪ 2004‬المتضمن القانون األساسي للقضاة‪،‬ج‪.‬ر‪،‬عدد ‪ 57‬صادرة في‬
‫‪ 08‬أكتوبر ‪.2004‬‬

‫‪ - 176‬أفروخ عبد الحفيظ ‪،‬مرجع سابق ‪،‬ص ‪.37‬‬

‫‪ - 177‬ميهوبي المية‪،‬مرجع سابق‪،‬ص ‪.50‬‬

‫‪ - 178‬خليفي ياسين‪،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.53‬‬


‫‪80‬‬
‫يستطيع قاضي األحداث أن يغير من هذا التدبير الذي أقره بتدبير أخر من تلقاء نفسه و‬
‫حتى من دون إخطار محكمة األحداث‪ ،‬مثال ذلك تغير تدبير الوضع بتدبير التسليم إلى‬
‫العائلة لكن هناك إستثناءات منها على سبيل المثال تغير تدبير الوضع بإحدى المؤسسات‬
‫لسبب أن العائلة غير قادرة على تربية طفلها و توفير الحماية و الرعاية له‪،‬في هذه الحالة‬
‫يستوجب على قاضي األحداث إخطار قسم األحداث بذلك التغيير و هذا لسبب إعادة تشكيل‬
‫‪179‬‬
‫محكمة األحداث مجددا‪،‬كما يشمل تغيير تدبيال الوضع من مؤسسة إلى مؤسسة أخرى‪.‬‬
‫نفس الشيء بالنسبة للمشرع الفرنسي الذي نص في المادة ‪ 28‬على أن المراجعة تكون‬
‫‪180‬‬
‫تلقائية من قبل قاضي األطفال‪.‬‬
‫بالرجوع إلى المادة ‪ 96‬من قانون حماية األطفال نصت على اآلتي‪...":‬غير أنه يتعين‬
‫على قاضي األحداث أن يرفع األمر لقسم األحداث إذا كان هناك محل إلتخاذ تدبير من‬
‫تدابير الوضع في شأن الطفل الذي سلم لممثله الشرعي أو لشخص أو عائلة جديرين‬
‫بالثقة‪181".‬‬

‫من خالل هذه المادة نستنتج أن محكمة األحداث لها سلطة التغيير و مراجعة التدبير‬
‫المقررة لألطفال‪،‬إذا ما رأت أن تدبير تسليم الطفل لوالديه أو وصيه أو الشخص الذي تولى‬
‫حضانته غير جدير بذلك أو أن الوسط العائلي غير مالئم له من أجل تأهيله إلعادة إدماجه‬
‫في الوسط اإلجتماعي أو أن الوالدين لم يقوما بالرقابة لتجنيب الطفل من الوقوع في شباك‬
‫‪182‬‬
‫الجريمة‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬مراجعة التدابير على أساس الطلب‬
‫منح القانون حق مطالبة بمراجعة التدبير الذي قرره قاضي األحداث على الطفل‬
‫الجانح لجهات أخرى‪،‬و التي تتمثل في ولي الطفل ‪،‬النيابة العامة‪،‬الجهات المختصة‬
‫بالمراقبة ‪،‬أو الطفل و هذا ما نصت عليه المادة ‪ 96‬من قانون حماية الطفل"يمكن لقاضي‬
‫األحداث تغيير أو مراجعة تدابير الحماية أو التهذيب في أي وقت بناء على طلب النيابة‬
‫العامة أو بناء على تقرير مصالح الوسط المفتوح‪ ".‬كما نصت المادة ‪ 96‬من قانون حماية‬
‫الطفل أنه‪":‬يجوز للممثل الشرعي تقديم طلب إرجاع الطفل إلى رعايته إذا مضى على‬
‫تنفيذ الحكم الذي قضى بتسليم الطفل أو وضعه خارج أسرته ستة أشهر على األقل‪،‬و ذلك‬

‫‪ - 179‬فيضل العيش‪،‬مرجع سابق‪،‬ص ‪.303‬‬


‫‪180‬‬ ‫‪0‬‬
‫‪-Voire art 20de l’ordonnance n 45-174 relative à l’enfance déliquante ,op,cit.-‬‬
‫‪ - 181‬قانون رقم (‪ )12-15‬المتعلق بحماية الطفل‪.‬‬
‫‪ - 182‬حميش كمال‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.60‬‬
‫‪81‬‬
‫بعد إثبات أهليته لتربية الطفل و ثبوت تحسن سلوك هذا األخير‪.‬كما يمكن أن يطلب‬
‫إرجاعه إلى ممثله الشرعي‪183"....‬‬

‫بالنسبة للمشرع الفرنسي نص في المادة ‪ 27‬التي تتضمن‪" :‬أن تدابير الحماية و‬


‫المساعدة يمكن مراجعتها في أي وقت كأصل و إستثناء لمدة عام أو أقل‪،‬إذ يمكن للوالدين‬
‫أو الولي أو الطفل أن يقدموا طلب تغيير أو مراجعة الذي نفذ خارج الوسط العائلي و‬
‫إعادته إلى محيطه العائلي‪ ،‬و هذا في حالة قدرتهم على إعادة التربية‪ ،‬و في حالة الرفض‬
‫ال يمكن تجديد الطلب إال بعد مرور عام‪184".‬‬

‫الفرع الثاني‪:‬أسس مراجعة التدابير‬


‫يستوجب على قاضي األحداث األخذ بعين اإلعتبار بعض من األسس التي يعتمد عليها‬
‫أثناء تغيير تدبير ما نقطتين مهمتين‪ :‬سن الطفل(أوال)‪ ،‬و المسألة الثانية هي المسائل‬
‫العارضة أثناء تنفيذ التدبير(ثانيا)‪.‬‬
‫أوال‪ :‬سن الطفل‬
‫يعتبر سن الطفل نقطة مهمة على قاضي األحداث أن يأخذها بعين اإلعتبار أثناء‬
‫مراجعة التدبير‪،‬و بالرجوع لقانون المدني وفق المادة ‪ 40‬منه التي حددت سن الرشد المدني‬
‫ب ‪ 19‬سنة و عليه ال يجب تجاوزه في كل حال من األحوال‪ ،‬مثال ذلك إذا كان سن الطفل‬
‫يتجاوز ‪ 16‬سنة و ذو مستوى دراسي يسمح له بالمزاولة إال أن عائلته غير قادرة على‬
‫مراقبة و متابعة إصالحه فإن على قاضي األحداث مراعاة هذه الظروف و أخذها بعين‬
‫اإلعتبار و هو ما نصت عليه المادة ‪ 484‬من قانون اإلجراءات الجزائية‪ ، 185‬و ما أكدته‬
‫المادة ‪ 97‬فقرة ‪ 3‬من قانون حماية الطفل نصت على ما يلي‪...":‬يؤخذ بعين اإلعتبار سن‬
‫الطفل عند تغيير التدبير أو مراجعته ‪.‬‬
‫و في حالة رفض الطلب‪،‬ال يمكن تجديده إال بعد إنقضاء ثالثة أشهر من تاريخ‬
‫الرفض‪186".‬‬

‫‪ -183‬قانون رقم (‪ )12-15‬المتعلق بحماية الطفل‪.‬‬

‫‪184‬‬
‫‪- Voire l’art 27 de l’ordonnance n045-174 relative à l’enfance délinquante , op,cit.‬‬
‫‪ -185‬حاج علي بدر الدين‪ ،‬الحماية الجنائية للطفل في القانون الجزائري‪ ،‬مذكر ماجستير‪ ،‬كلية الحقوق و العلوم السياسية‪،‬جامعة أبو‬
‫بكر بلقايد‪ ،‬تلمسان‪ ،2010 ،‬ص ‪.187‬‬

‫‪ - 186‬قانون رقم (‪ )12-15‬المتعلق بحماية الطفل‪.‬‬

‫‪82‬‬
‫ثانيا‪ :‬المسائل العارضة‬
‫أشار المشرع الجزائري في المادة ‪ 98‬من قانون حماية الطفل على المسائل العارضة‪،‬‬
‫و دعاوى تغيير التدابير‪ ،‬و لكن لم يعرف معنى المسائل العارضة(‪،)1‬إنما إكتفى بتحديد‬
‫جهة اإلختصاص للنظر في المسائل العارضة(‪.)2‬‬

‫‪-1‬تعريف المسائل العارضة‬

‫ذكر المشرع الجزائري المسائل العارضة دون تقديم تعريفا عليها و لم يذكر أمثلة‪،‬أو‬
‫حتى حاالت على هذه المسائل‪ ،‬فإنما ترك ذلك لسلطة قاضي األحداث في تقدير المسألة‬
‫العارضة‪ .‬لكن تم تعريفه في التطبيق القضائي على أنه‪":‬كل الظروف الجديدة التي تظهر‬
‫أثناء تنفيذ التدابير المتخذة من قبل قاضي األحداث‪،‬و ظهور هذه المسائل العارضة تجعل‬
‫قاضي األحداث يعيد النظر في التدبير األصلي‪،‬و من أمثلة ذلك طلب أولياء الطفل إعادة‬
‫طفلهم إلى محيط األسرة رغبة منهم في العناية و التكفل به بعد أن تم وضعه في أحد‬
‫سلَّم له في إطار‬
‫المراكز أو المؤسسات من قبل قاضي األحداث‪ ،‬أو أن يكون ولي الطفل ال ُم َ‬
‫تنفيذ تدبير التسليم قد أصابه مكروه مثل الوفاة أو حالة تعرض الحدث الذي وضع في‬
‫‪187‬‬
‫المركز إلى إعتداء يؤثر عليه سلبيا من الناحية النفسية‪.‬‬
‫‪-2‬الجهة المختصة بالنظر في المسائل العارضة‬

‫خول لها القانون بالنظر‬


‫حددت المادة ‪ 98‬من قانون حماية الطفل الجهات القضائية التي َّ‬
‫في هذه المسائل‪،‬هذا نصها‪":‬يكون مختصا إقليميا بالفصل في جميع المسائل العارضة و‬
‫طلبات تغيير التدابير المتخذة في شأن الطفل‪.‬‬
‫‪-1‬قاضي األحداث أو قسم األحداث الذي فصل في النزاع أصال‪.‬‬

‫‪-2‬قاضي األحداث أو قسم األحداث الذي يقع بدائرة إختصاصه موطن الممثل الشرعي‬
‫للطفل أو موطن صاحب العمل أو المركز الذي وضع الطفل فيه بأمر من القضاء و ذلك‬
‫بتفويض من قاضي األحداث أو قسم األحداث الذي فصل أصال في النزاع‪.‬‬
‫‪ -3‬قاضي األحداث أو قسم األحداث الذي يقع بدائرة إختصاصه مكان وضع الطفل أو حبسه‬
‫و ذلك بتفويض من قاضي األحداث أو قسم األحداث الذي فصل أصال في النزاع‪.‬‬
‫غير أنه‪،‬إذا كانت القضية تقتضي السرعة‪،‬يمكن قاضي األحداث الذي يقع في دائرة‬
‫إختصاصه مكان وضع الطفل أو حبسه أن يأمر باتخاذ التدابير المؤقتة المناسبة‪188".‬‬

‫‪ - 187‬ميهوبي المية‪،‬مرجع سابق‪،‬ص ‪.50‬‬


‫‪83‬‬
‫نستنتج من هذه المادة أن اإلختصاص يسند لقاضي األحداث أو قسم األحداث الذي‬
‫فصل في القضية سابقا‪،‬كما يمكن لهؤالء تفويض المسألة لقاضي األحداث أو قسم األحداث‬
‫الذي يقع بدائرة إختصاصه الممثل الشرعي للطفل‪،‬أو موطن صاحب العمل‪،‬أو المركز الذي‬
‫وضع فيه‪ 189.‬مثال‪:‬إذا حكم قاضي األحداث بمحكمة وهران بوضع الطفل في مركز إلعادة‬
‫ا لتربية بوالية باتنة لمدة سنتين‪،‬ثم ظهر األب خالل تنفيذ التدبير على أساس أنه كان يبحث‬
‫عن إبنه إلسترجاعه و مكان إقامته في بلدية قاوس بباتنة في هذه الحالة يحق لقاضي‬
‫األحداث بقوة القانون إعادة النظر في القضية التي فصل فيها قبال و أيضا قسم األحداث‬
‫على أن يقدم الولي الضمانات الملموسة‪ ،‬كما يمكن له رفض الطلب أو تفويضه لقاضي‬
‫‪190‬‬
‫األحداث بمحكمة باتنة موطن الولي‪.‬‬
‫كما منحت ذات المادة لقاضي األحداث الذي يقع في دائرة إختصاصه مكان وضع‬
‫الطفل أو حبسه أن يأمر باتخاذ التدابير المؤقتة المناسبة ألن القضية تستوجب سرعة‬
‫‪191‬‬
‫التدخل‪.‬‬
‫المطلب الثاني‪:‬أماكن استقبال و إيواء األحداث (مكان تنفيذ الجزاء الجنائي)‬
‫لقد تم اإلشارة في المبحث األول من الفصل الثاني للتدابير القضائية إلبعاد الطفل عن‬
‫وسطه العائلي‪ ،‬و ذلك من خالل تدبير الوضع في مؤسسات إصالحية أو مراكز طبية‬
‫التابعة لوزارة التضامن الوطني‪،‬و بدورها تنقسم لنوعين هما‪:‬مراكز الحماية و‬
‫المالحظة(الفرع األول)‪،‬و مراكز إصالح و إدماج(الفرع الثاني)‪.‬‬
‫الفرع األول‪:‬مراكز الحماية و المالحظة‬
‫نص المشرع الجزائري على مراكز لوضع الطفل إذا كانت حالته غامضة‪،‬استوجب‬
‫وضعه داخل مصالح الوسط المفتوح من أجل مالحظته(أوال)‪،‬كما نص القانون الخاص‬
‫بحماية الطفل رقم ‪ 12-15‬في مادته ‪ 85‬على وضعه في مراكز من أجل حمايته من‬
‫الجنوح(ثانيا)‪.‬‬
‫المفتوح‪192‬‬ ‫أوال‪ :‬مصالح المالحظة و التربية في الوسط‬
‫نشأت هذه المصالح كمؤسسات إجتماعية في عام ‪،1966‬الهدف منها مالحظة و تربية‬

‫‪ - 188‬القانون المتعلق بحماية الطفل رقم (‪ )12-15‬الصادر في جويلية ‪.2015‬‬


‫‪ - 189‬حاج علي بدر الدين‪،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.187‬‬

‫‪ - 190‬أفروخ عبد الحفيظ‪،‬مرجع سابق‪،‬ص ‪.138‬‬


‫‪ - 191‬حاج علي بدر الدين‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.187‬‬
‫‪ - 192‬المصالح المالحظة و التربية في الوسط المفتوح (‪Services d’observation en milieu ouvre (SOEMO‬‬
‫‪84‬‬
‫و إعادة إدماج األطفال البالغين في السن ما بين ‪ 08‬إلى ‪ 18‬سنة الذي هم في خطر‬

‫إجتماعي و الجانحين الموضوعين تحت رعاية نظام الحرية المراقبة من طرف محاكم‬
‫األحداث‪ 193.‬لقد نصت المواد من ‪ 21‬إلى غاية ‪ 31‬من قانون ‪ 12-15‬المتعلق بحماية‬
‫الطفل‪،‬نصت على هذه المصالح التي تعنى بالمالحظة و التربية في الوسط المفتوح و‬
‫عرفتها على أنها مصلحة تابعة للوالية التي تكون تحت وصاية مديريات النشاط اإلجتماعي‬
‫حاليا‪،‬تأخذ على عاتقها حماية األحداث ذوي الخطر أو األطفال الجانحين‪،‬فهي مؤسسة‬
‫تربوية في الوسط المدني اإلجتماعي المفتوح بقصد اإلدماج و التكفل باألحداث المعرضين‬
‫‪194‬‬
‫لخطر الجنوح أو الجانحين‪.‬‬
‫تواجد هذه المصالح يكون على مستوى كل والية من واليات القطر الجزائري و هذا ما‬
‫نصت عليه المادة ‪ 21‬فقرة ‪ 2‬من قانون رقم ‪ 12-15‬المتعلق بحماية الطفل كالتي‪...":‬تنشأ‬
‫مصالح الوسط المفتوح بواقع مصلحة واحدة بكل والية‪،‬غير أنه يمكن في الواليات ذات‬
‫الكثافة السكانية الكبيرة إنشاء عدة مصالح‪195".‬‬

‫فالمراك ز المتخصصة لحماية يجوز لها التعاون في العمل التربوي للعالج البعدي‬
‫لمصالح األحداث من ذلك أن األحداث الذين يكونون بحاجة إلى عناية أكثر و الذين سبق‬
‫لهم و أن تم وضعهم بمركز إعادة التربية فإما أن يحال على مركز للحماية أو مصلحة من‬
‫مصالح المالحظة في الوسط المفتوح و تتميز هذه األخيرة بقدرة مالحظة الحدث في الوسط‬
‫‪196‬‬
‫الطبيعي بين عائلته‪.‬‬
‫وفقا للمادة ‪ 21‬فقرة ‪ 3‬تتشكل مصالح الوسط المفتوح من موظفين مختصين السيما‬
‫‪197‬‬
‫المربين و مساعدين اجتماعين و أخصائيين اجتماعين وأخصائيين حقوقيين‪.‬‬
‫تختص مصالح الوسط المفتوح بما يلي‪:‬‬
‫‪ -‬السهر على تربية األحداث و مراقبتهم بكل دقة في األسرة أو في المدرسة أو في الوسط‬
‫المهني وفق المادة ‪ 35‬فقرة ‪ 02‬من قانون رقم ‪ 12-15‬المتعلق بحماية الطفل‪.‬‬

‫‪ - 193‬علي مانع‪،‬جنوح األحداث و التعثر اإلجتماعي في الجزائر المعاصرة‪،‬ديوان المطبوعات الجامعية‪،‬الجزائر‪،2002،‬ص ‪.209‬‬

‫‪ - 194‬بن شيخ النوي‪،‬و لقيب سعد‪ ،‬مرجع سابق ‪،‬ص ‪.05‬‬

‫‪ - 195‬قانون رقم (‪ )12-15‬المتعلق بحماية الطفل‪.‬‬

‫‪ - 196‬عبد المالك السايح‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.155‬‬


‫‪- 197‬المادة ‪ 21‬فقرة ‪ 03‬من قانون رقم (‪ )12-15‬المتعلق بحماية الطفل‪.‬‬
‫‪85‬‬
‫‪ -‬التنسيق و التعاون مع مراكز الحماية و إعادة التربية و لجنة العمل التربوي و مصالح‬
‫األمن‪.‬‬
‫‪-‬إجراء أبحاث و تحقيقات في إطار الوقاية من عدم توافق و إدماج األطفال في مجتمعهم‪.‬‬
‫‪-‬السهر على استغالل األطفال ألوقاتهم أحسن استغالل و هم في الوسط المفتوح‪.‬‬
‫‪-‬تقديم المساعدة الضرورية لألسرة و ذلك بالتنسيق مع الهيئات المكلفة بالحماية اإلجتماعية‬
‫ثانيا‪ :‬مراكز الحماية‬
‫حسب المادة ‪ 85‬الفقرة ‪ 02‬من قانون ‪ 12-15‬الخاص بحماية الطفل تنقسم مراكز‬
‫الحماية إلى قسمين هما‪:‬مؤسسة معتمدة مكلفة بمساعدة الطفولة(‪،)1‬مدرسة داخلية صالحة‬
‫إليواء األطفال في سن الدراسة(‪.)2‬‬

‫‪-1‬مؤسسة معتمدة مكلفة بمساعدة الطفولة‪:‬‬

‫نص المشرع الجزائري على تدبير التسليم المادة ‪ 85‬في فقرتها ‪ 2‬من قانون ‪12-15‬‬

‫المتعلق بحماية الطفل هذا نصها "‪...‬تسليمه لممثله الشرعي أو لشخص أو عائلة جديرين‬
‫بالثقة‪-.‬وضعه في مؤسسة معتمدة مكلفة بمساعدة الطفولة‪".....‬‬
‫معني هذه المادة هو أنه يلجأ إلى هذا التدبير في حالة الطفل تستدعي مساعدته مهما كان‬
‫‪198‬‬
‫نوعها إما مادية أو معنوية‪.‬‬
‫كما سلف الذكر أن هذا التدبير هو مهم جدا ألنه يخضع الحدث لبرنامج تقويمي متكامل‬
‫يتسع لكل جوانب حياته بالرغم من أنه يحد من حرية الحدث‪ ،‬إال أنه ال ينطوي على إيالم‬
‫مقصود‪ 199.‬فالهدف الرئيسي من هذا التدبير هو إبعاد الحدث الجانح عن محيطه األسري و‬
‫اإلجتماعي و وضعه في وسط مالئم‪،‬خصوصا إن كانت وضعيته المادية و النفسية في حالة‬
‫‪200‬‬
‫متدهورة‪.‬‬
‫‪-2‬مدرسة داخلية صالحة إليواء األطفال في سن الدراسة‪:‬‬

‫نصت على هذا التدبير المادة ‪ 85‬فقرة ‪ 03‬من قانون ‪ 12-15‬المتعلق بحماية الطفل‬
‫كاآلتي‪-.....":‬وضعه في مدرسة داخلية صالحة إليواء األطفال في سن الدراسة ‪".‬‬
‫‪ - 198‬شهيرة بولحية‪ ،‬اإلجراءات و التدابير الخاصة المقررة لألحداث"مجلة المنتدى القانوني"‪ ،‬العدد السادس‪ ،‬جامعة خيضر‪،‬‬
‫بسكرة‪ ،2009 ،‬ص ‪.220‬‬

‫‪ - 199‬راهم فريد‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.67‬‬


‫‪ - 200‬بلقاسم سويقات‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.48‬‬
‫‪86‬‬
‫الهدف من وضع الحدث في مدرسة داخلية هو ضمان تمدرس الطفل المجرم الذي ال يكون‬
‫‪201‬‬
‫لتدبير التسليم و حرية المراقبة أي نتيجة إيجابية في إصالح الحدث الجانح‪.‬‬
‫أصبحت المدارس الداخلية قليلة السيما في المدن و الحواضر الكبيرة‪ ،‬و لعله كان‬
‫األفضل للمشرع الجزائري لو نص على وضعه في مؤسسة تكوين مهني ألن معاهد و‬
‫‪202‬‬
‫مراكز التكوين المهني في معظمها تحتوي على إقامات داخلية‪.‬‬
‫في القانون ‪ 12-15‬المتعلق بحماية الطفل استغنى المشرع الجزائري على هذه المؤسسات‬
‫منها مؤسسة معدة للتهذيب أو التكوين‪ ،‬التي كانت واردة في قانون اإلجراءات الجزائية في‬
‫مادتها ‪ 444‬ضمن فقراتها ‪ 03‬و ‪.04‬‬

‫الفرع الثاني‪:‬مراكز اإلصالح و اإلدماج‬


‫يعني اإلصالح و اإلدماج اجتماعيا هو إعادة الطفل فردا صالحا‪ ،‬و يستلزم لذلك إنشاء‬
‫العديد من مراكز متخصصة لهذا الغرض‪،‬فالمشرع الجزائري قد نص في المادة ‪ 116‬من‬
‫قانون ‪ 12-15‬المتعلق بحماية الطفل في فقراتها ‪ 03‬و ‪ 04‬على نوعين من مركزين‬
‫لإلصالح و اإلدماج هما‪:‬المراكز المتخصصة في حماية األطفال الجانحين(أوال)‪،‬و المراكز‬
‫المتعددة الخدمات لوقاية الشباب(ثانيا)‪.‬‬
‫أوال‪ :‬المراكز المتخصصة في حماية األحداث الجانحين‬
‫حسب المادة ‪ 08‬من األمر ‪،64-75‬فإن المراكز المتخصصة إلعادة التربية التي‬
‫ألغيت وفقا للمادة ‪ 116‬من قانون ‪ 12-15‬المتعلق بحماية الطفل‪،‬فأصبحت تسمى بالمراكز‬
‫المتخصصة في حماية األحداث الجانحين‪ ،‬و هي مخصصة إليواء األحداث الذين لم يكملوا‬
‫‪ 18‬سنة من عمره بقصد إعادة تربيتهم‪.‬‬

‫فاإلختالف الوارد بين المراكز المتخصصة في حماية األحداث الجانحين و مراكز‬


‫إعادة التربية و إدما ج األحداث التابعة لوزارة العدل و المخصصة لألحداث الجانحين الذين‬
‫يقضون عقوبات سالبة للحرية وفقا للمادتين ‪ 16‬و ‪ 28‬من قانون تنظيم السجون و إعادة‬
‫إدماج اإلجتماعي للمحبوسين‪،‬و تعتبر هذه المراكز مخصصة إلستقبال األحداث الذين يقل‬
‫عمرهم عن ‪ 13‬سنة و المحكوم عليهم بالحبس المؤقت أو المحكوم عليهم بعقوبة سالبة‬

‫للحرية بالمقابل نجد المراكز المتخصصة إلعادة التربية التابعة لوزارة التضامن الوطني‬

‫‪ - 201‬شهيرة بولحية‪،‬اإلجراءات و التدابير الخاصة المقررة لألحداث‪،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.220‬‬


‫‪ - 202‬محمد توفيق قديري‪،‬اتجاه المشرع الجزائري للحد من تسليط العقوبة على الحدث الجاني‪ ،‬مداخلة الملتقى الوطني حول جنوح الحدث‪ ،‬قراءة‬
‫في واقع و أفاق الظاهرة و عالجها‪،‬كلية الحقوق و العلوم السياسية‪،‬جامعة باتنة‪،‬يومي ‪ 04‬و ‪ 05‬ماي ‪،2016 ،‬ص ‪.5‬‬
‫‪87‬‬
‫و األسرة و قضايا المرأة حاليا فهي مراكز إيواء لألحداث ليست مؤسسات عقابية‪،‬بل‬
‫مخصصة إليواء األحداث الذين لم يتموا ‪ 18‬سنة لغرض إعادة تربيتهم‪،‬الذين كانوا‬
‫‪203‬‬
‫موضوع أحد التدابير المنصوص عليها في قانون ‪ 12-15‬السالف الذكر‪.‬‬

‫تستقبل هذه المراكز إال األحداث الجانحين دون األحداث في حالة الخطر‪،‬و ذلك بناءا‬
‫على قرار صادر من محكمة األحداث أو قاضي األحداث‪،‬كما ال يمكنه إيواء غير األصحاء‬
‫بدنيا أو عقليا وفق ما نصت عليه المادة ‪ 8‬فقرة ‪ 02‬من قانون إنشاء المراكز المتخصصة‬
‫"المرسوم التنفيذي رقم ‪ 165-12‬الصادر بتاريخ ‪ 05‬أفريل ‪ 2012‬المتضمن تعديل القانون‬
‫‪204‬‬
‫األساسي النموذجي للمؤسسات المتخصصة في حماية الطفولة و المراهقة‪.‬‬
‫لكن في المادة ‪ 116‬من قانون رقم ‪ 12-15‬المتعلق بحماية الطفل‪ ،‬أضاف المشرع داخل‬
‫هذه المراكز أجنحة خاصة باألطفال المعوقين‪.‬‬
‫تتكون هذه المراكز من ثالثة مصالح و هي مصالح المالحظة‪،‬مصلحة إعادة‬
‫التربية‪،‬مصلحة العالج البعدي‪.‬‬
‫‪-1‬مصلحة المالحظة‪:‬‬

‫مصلحة داخلية في المركز تهتم بدراسة شخصية الحدث‪،‬و ما يطرأ على سلوكه من‬
‫تصرفات سيئة و ذلك بواسطة المالحظة المباشرة و المستمرة و بمختلف الفحوص‪،‬‬
‫التحقيقات التي يجريها المندوبين معه و مع عائلته‪،‬و يبقى الحدث موضوع المالحظة في‬
‫هذه المصلحة لمدة أدناها ‪ 3‬أشهر و أقصاها ‪ 06‬أشهر‪،‬و بإنتهاء هذه المدة يرسل التقرير‬
‫إلى قاضي األحداث و يضم التدبير النهائي الذي يقترحه مندوب المنتمي لهذه المصلحة الذي‬
‫يقدمه لقاضي األحداث يوم المحاكمة‪.‬‬
‫‪-2‬مصلحة إعادة التربية‪:‬‬

‫يرتكز مهامها في تزويد الحدث بالتربية األخالقية و الوطنية و الرياضية فضال عن‬
‫التكوين المدرسي و المهني المكثف‪،‬من أجل إعادة التأهيل اإلجتماعية‪ ،‬و ال يوضع الحدث‬
‫في هذه المصلحة إال بعد أن يتقرر في حقه التدبير النهائي بعد قضائه مدة معينة في مصلحة‬
‫المالحظة‪ ،‬و يتم دمجه إجتماعيا وفقا لمقرر البرامج الرسمية المعدة من الوزارات المعينة‬

‫‪ - 203‬الشيخ النوي و لقيب سعد‪،‬مرجع سابق‪،‬ص ‪.06‬‬


‫‪ - 204‬عبد المالك السايح‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.148‬‬

‫‪88‬‬
‫حسب الحالة مثل وزارة التربية الوطنية و التكوين المهني‪،‬و هذا بالتنسيق مع مصلحة‬
‫المالحظة وفقا ألوامر قاضي األحداث التي ترفع له التقارير بشكل دوري على ‪ 03‬أشهر‬
‫‪205‬‬
‫على األقل لمتابعة وضع الحدث و تطوره‪.‬‬
‫‪-3‬مصلحة العالج البعدي‪:‬‬

‫يعتبر جهاز للمعالجة و المتابعة البعدية و التي يأتي عملها بعد عمل مصلحة‬
‫المالحظة‪،‬و عمل مصلحة إعادة التربية‪،‬و تعمل هذه المصلحة على دمج الحدث‬
‫إجتماعيا‪،‬فهي تعمل في تربيتهم خارجيا بعد أخذ رأي لجنة العمل التربوي الموجودة بكل‬
‫مركز متخصص في حماية الطفولة‪،‬و هذه اللجنة تقوم بدراسة تطور شخصية الحدث ‪،‬‬
‫فتتكفل بالسهر على تطبيق برامج المعاملة الخاصة باألحداث و تربيتهم و لها أن‬
‫تقترح على قاضي األحداث الذي رئيس المصلحة في أي وقت إعادة النظر في التدابير التي‬
‫سبق له أن حكم به‪،‬إال أن تشكيلة هذه اللجنة و كيفيات سيرها إال أن يصدر تنظيم‬
‫لتحديدها‪.206‬‬
‫ثانيا‪ :‬المراكز المتعددة الخدمات لوقاية الشباب‬
‫لقد أشار المشرع الجزائري لنوع جديد من المراكز اإلختصاصية لم يشير إليها قبل عام‬
‫‪ ،1975‬فألول مرة يتقرر ضم المراكز المتخصصة و المصالح المختلفة المكلفة بإعادة‬
‫التربية و الشبيبة المنحرفة في مؤسسة واحدة‪ ،‬أي هي عبارة عن مراكز مجتمعة تحتوي‬
‫على جميع المراكز السابقة من مصلحة التربية و المالحظة في الوسط المفتوح و المراكز‬
‫المتخصصة إلعادة التربية و مراكز حماية األحداث في حالة خطر‪ ،‬فهي شاملة لخواص‬
‫‪207‬‬
‫باقي المراكز‪.‬‬
‫نصت عليها المادة ‪ 25‬من األمر ‪ ،64-75‬حيث أنه كلما إقتضت األوضاع جمع من‬
‫مراكز إعادة التربية و مركز المتخصص في الحماية و مصلحة المالحظة و التربية في‬
‫الوسط المفتوح فإنه يتم ضمها على بعضها ضمن مؤسسة واحدة تسمى المركز المتعدد‬
‫‪208‬‬
‫الخدمات لوقاية الشبيبة‪.‬‬

‫‪ - 205‬عبد المالك السايح‪،‬المرجع نفسه‪.149،‬‬


‫‪ - 206‬راجع المادة ‪ 118‬الفقرات ‪ 1،2،3،4‬من قانون رقم (‪ )12-15‬المتعلق بحماية الطفل‪.‬‬
‫‪ - 207‬الشيخ النوي و لقيب سعد‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.07‬‬

‫‪ - 208‬أفروخ عبد الحفيظ‪،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.55‬‬

‫‪89‬‬
‫يتمتع هذا المركز بالشخصية المعنوية و اإلستقالل المالي و بعد من المؤسسات ذات‬
‫الطابع اإلداري‪ ،‬و في هذا المركز توجد ثالثة مصالح‪ ،‬مصلحة المالحظة‪ ،‬مصلحة إعادة‬
‫التربية‪ ،‬و مصلحة العالج البعدي‪ ،‬مجتمعة يستقبل كل األحداث المقيمة بالمركز دون تفرقة‬
‫بين الجانح و غير الجانح‪.‬‬
‫لقد تم تقرير إنشاء هذا النوع من المراكز في المناطق النائية‪ ،‬و التي ال يوجد بها نسبة‬
‫كبيرة من األحداث‪ ،‬أي أن المعيار في إنشائها كثافة السكان و بالتالي فإن نسبة اإلجرام و‬
‫على سبيل المثال‪ :‬أنه بعض المناطق من الصحراء أو المناطق النائية ال يشترط إنشاء كل‬
‫أنواع الثالثة من المركز و المصالح السالفة الذكر‪ ،‬بل يمكن اإلكتفاء بهذا النوع من‬
‫المراكز‪.‬‬
‫جاء في المرسوم التنفيذي رقم ‪ 165-12‬الصادر بتاريخ ‪ 05‬أفريل ‪ 2012‬المتضمن‬
‫تعديل القانون األساسي النموذجي للمؤسسات المتخصصة في حماية الطفولة و المراهقة‬
‫على خمسة مراكز من هذا النوع المتثملة في ‪:‬‬
‫‪-‬المركز المتعدد الخدمات لوقاية الشبيبة بوالية بشار‪.‬‬
‫‪-‬المركز المتعدد الخدمات لوقاية الشبيبة بوالية تبسة‪.‬‬
‫‪-‬المركز المتعدد الخدمات لوقاية الشبيبة بوالية ورقلة‪.‬‬
‫‪-‬المركز المتعدد الخدمات لوقاية الشبيبة بوالية إليزي‪.‬‬
‫‪209‬‬
‫‪-‬المركز المتعدد الخدمات لوقاية الشبية بوالية خنشلة‪.‬‬

‫‪ - 209‬المرسوم التنفيذي رقم ‪ 165-12‬الصادر بتاريخ ‪ 05‬أفريل ‪ 2012‬المتضمن تعديل القانون األساسي النموذجي للمؤسسات‬
‫المتخصصة في حماية الطفولة و المراهقة‪،‬ج‪.‬ر‪.‬عدد ‪ ،21‬صادر في ‪ 11‬أفريل ‪.2012‬‬

‫‪90‬‬
‫خاتم ة‬

‫حاولت من خالل هذه المذكرة معرفت مختلف األليات و القواعد الحمايت الخاصت‬
‫باألطفال سواء األطفال الذين هم في حالت الخطر ‪ ،‬و األطفال الجانحين التي تعرف بشكل‬
‫شااع التداةير التي هي عبارة عن نظام و نهج تربوي إجتماعي ظهر في أواخر القرون‬
‫الوسطى‪،‬و المالحظ أن هذا النظام لم يتم تعريفه بطريقت واضحت من طرف فقهاء و علماء‬
‫القانون ‪ ،‬و إشتد الخالف ةينهم في تعريف الطفل ‪ ،‬أو الحدث‪ ،‬أو القاصر كما إختلفوا في‬
‫تحديد مراحل الطفولت و تمييزها من حيث التكليف و المسؤوليت الجزاايت ‪ ،‬فهناك من حددها‬
‫بالسن األقمى و األدنى ‪ ،‬و هناك من حددها بالحد األقمى دون الحد األدنى‪ ،‬و المتفق‬
‫عليه هو أن الطفل هو الشخص الذي لم يبلغ السن الثامنت عشر كاملت ‪،‬بالمقاةل نجد أن‬
‫المشرع الجزااري عرف الطفل أخذا معيار المسؤوليت الجزاايت ‪ ،‬حيث يكون الطفل محال‬
‫للمتابعت الجزاايت إذا لم يبلغ سن العاشرة سنت من عمره‪ ،‬و حدد سن مرحلت التمييز ما ةين‬
‫‪ 10‬سنوات إلى ‪ 13‬سنت ‪ ،‬و األطفال الذين هم في سن ما ةين ‪ 10‬سنوات إلى ‪ 18‬سنت‬
‫يخضعون لقواعد التهذيب ‪ ،‬و رغم إختالفها إال أنها تمب في مضمون واحد و هدف واحد‬
‫الذي يتمثل في اإلصالح و التهذيب‪.‬‬

‫المالحظ هو إهتمام التشريعات الحديثت بفئت من األطفال التي تكون في حالت خطر حيث‬
‫سنت لها بعض أليات الحمايت اإلجتماعيت‪ ،‬و لكن هناك تضارب و إختالف ةين هذه‬
‫التشريعات فيما يخص تحديد الحاالت التي يكون فيها الطفل في حالت الخطر ‪ ،‬و كما هو‬
‫ظاهر المشرع الجزااري لم يحدد بشكل صريح و واضح حاالت الخطورة التي تدفع بالطفل‬
‫إلرتكاب الجريمت‪.‬‬

‫أولى المشرع الجزااري اإلهتمام األوسع لألطفال الجانحين‪ ،‬و ذلك من خالل سن الطفل‬
‫الجانح كمعيار مهم في تحديد األليت المالامت له‪ ،‬و التي توافق سنه الزمني و نضجه العقلي‬

‫‪91‬‬
‫حل له في حالت أن إبقاء الطفل في الوسط‬
‫فجعل وضعه في المراكز المتخممت كأخر ّ‬
‫العاالي لم يجدي أي نفع بعد تسليمه‪ ،‬أو توبيخه‪ ،‬أو إخضاعه لنظام الحريت المراقبت ‪.‬‬

‫أعطى قانون رقم (‪ )12-15‬المتعلق بحمايت الطفولت لقاضي األحداث سلطات واسعت في‬
‫تحديد األليت أو القاعدة المناسبت للطفل و التي تتماشى و سنه الزمني ‪ ،‬و تنفيذه لها يعتبر‬
‫تطبيقا لسياست جزاايت معاصرة‪.‬‬

‫في كل األحوال نقول ان المشرع الجزااري قد نجح في مسايرة التشريعات الحديثت‪ ،‬كما‬
‫نجح إلى حد كبير في حمايت الطفل الجانح و ذلك من خالل محاولت إدماجه و إصالحه ال‬
‫تسليط عليه عقوبت ‪ ،‬لكن عند تحليل بعض المواد التي نص عليه قانون (‪ )12-15‬المتعلق‬
‫بحمايت الطفل لحظت بعض النقااص و الثغرات التي تجعل صعوبت في تطبيقها لذلك أقترح‬
‫األتي ‪:‬‬

‫‪-‬تحديد بشكل واضح و دقيق بعض الممطلحات القانونيت التي نمت عليها بعض المواد‬
‫في القانون رقم (‪ )12-15‬المتعلق بحمايت الطفل حتى ال تحمل التأويل‪.‬‬

‫‪-‬تحديد سلطت قاضي األحداث بشكل واضح حتى ال تبقى السلطت في يده لتقدير الحالت‬

‫‪-‬تحديد بعض التعريفات بشكل مبسط و واضح و دقيق للممطلحات القانونيت مثل المساال‬
‫العارضت ‪ ،‬كما لم يتم تعريف الطفل في حالت خطر‪ ،‬و إنما تعرض لحاالت الخطر المشار‬
‫إليها القانون رقم (‪ )12-15‬المتعلق بحمايت الطفولت لم يتم تعريف تدةير التسليم و التوبيخ‪،‬‬
‫لم يعرف المشرع الجزااري الحمايت اإلجتماعيت ةنوعيها ‪....‬إلخ‪.‬‬

‫‪ -‬القيام بحملت توعويت ألولياء األطفال فهم األساس في توجيه الطفل إما إلصالحه‪ ،‬أو في‬
‫إنحرافه‪.‬‬

‫‪92‬‬
‫‪-‬تنظيم ةرامج تربويت و وقاايت و ملتقيات من طرف أشخاص متخممين و ذوي خبرة في‬
‫مجال جنوح األطفال‪ ،‬و ذلك من أجل حمايته من تكرار إرتكاب أفعال مخالفت للقانون‪.‬‬

‫‪-‬محاولت توعيت المجتمع بضرورة قبول و إدماج الطفل الجانح‪ ،‬و ذلك من أجل إبعاده عن‬
‫نظرة التحقير و المهانت ‪ ،‬و ذلك لحمايته من العودة لمخالفت القانون‪.‬‬

‫‪-‬تأسيس لمدارس داخليت إليواء األطفال في حالت خطر‪ ،‬و األطفل الجانحين مسطرين لهم‬
‫ةرنامج تربوي خاص إلصالحهم و تعويدهم مستقبال على اإلدماج إجتماعيا‪.‬‬

‫‪-‬توعيت األساتذة و التربويين بأهميت تربيت الطفل و ذلك لضمان إستم ارريته في المدرست من‬
‫خالل تقديم لهم المساعدة من طرف األخماايين اإلجتماعيين و النفسيين‪.‬‬

‫‪-‬نشر فكرة الثقافت القانونيت بمفت عامت و بمفت خاصت ما يتعلق بحقوق الطفل من خالل‬
‫إشهار بقانون رقم(‪ )12-15‬المتعلق بحمايت الطفل‪.‬‬

‫‪93‬‬
‫‪-‬القران الكريم ‪.‬‬
‫قائمة المراجع‪:‬‬
‫أوال‪ :‬باللغة العربية‬
‫‪ - I‬المعاجم ‪:‬‬
‫‪-1‬ابن منظور‪ ،‬لسان العرب‪،‬الطبعة األولى‪ ،‬المجلد الرابع‪ ،‬دار المعارف‪ ،‬د‪.‬س‪.‬ن‪.‬‬

‫‪-2‬ابن منظور‪ ،‬لسان العرب‪،‬مجلد سابع‪،‬دار الكتب العلمية‪،‬لبنان‪1424،‬ه الموافق ‪2003‬م‪.‬‬

‫‪-3‬محمد الدين بن يعقوب الفيروز أبادي‪،‬القاموس المحيط‪ ،‬دار الحديث‪،‬د‪.‬س‪.‬ن‪.‬‬

‫‪-4‬مجمع اللغة العربية‪ ،‬المعجم الوجيز‪،‬طبعة خاصة بوزارة التربية العلمية‪1994،‬م‪.‬‬

‫‪-5‬مجمع اللغة العربية‪،‬المعجم الوسيط‪ ،‬مكتبة الشروق الدولية‪،‬الطبعة الرابعة‪2003،‬م‬

‫‪ – II‬الكتب ‪:‬‬
‫‪-01‬عبد الرحمان خلفي‪ ،‬القانون الجنائي العام‪ ،‬دار بلقيس‪ ،‬الجزائر‪.2016 ،‬‬

‫‪-02‬أسامة أحمد شتات‪ ،‬قوانين الطفل و األحداث و التشرد و اإلشتباه و التسول و الدعارة و‬
‫شرب الخمر‪ ،‬د‪.‬ط‪ ،‬دار الكتب القانونية‪ ،‬مصر‪.2003 ،‬‬

‫‪-03‬عبد القادر قواسميه‪ ،‬جنوح األحداث في التشريع الجزائري‪ ،‬المؤسسة الوطنية للكتاب‬
‫الجزائي‪ ،‬د‪.‬م‪.‬ن‪.1992 ،‬‬

‫‪ -04‬إبراهيم حرب محسين‪ ،‬إجراءات مالحقة األحداث الجانحين في مرحلة ما قبل المحاكمة‬
‫استدالال و تحقيقا‪ ،‬دار الثقافة للنشر و التوزيع‪ ،‬األردن‪.1999 ،‬‬

‫‪ -05‬محمد علي جعفر‪ ،‬األحداث المنحرفون دراسة مقارنة‪،‬الطبعة الثالثة‪ ،‬المؤسسة الجامعية‬
‫للدراسات و النشر و التوزيع‪ ،‬د‪.‬م‪.‬ن‪.1996 ،‬‬

‫‪-06‬محمد علي جعفر‪ ،‬حماية األحداث المخالفين للقانون و المعرضين لخطر االنحراف‬
‫دراسة مقارنة‪ ،‬المؤسسة الجامعية للدراسات و النشر و التوزيع‪،‬بيروت‪.2000 ،‬‬

‫‪94‬‬
‫‪-07‬حسني ناصر‪ ،‬تشريعات حماية الطفولة"حقوق الطفل في التشريع الدستوري‪-‬الدولي‪-‬‬
‫الجنائي‪-‬و التشريع االجتماع‪-‬و قواعد األحوال الشخصية"‪ ،‬منشأة المعارف للتوزيع‬
‫اإلسكندرية‪ ،‬مصر‪ ،‬د‪.‬س‪.‬ن‪.‬‬
‫‪-08‬عبد الفتا ح بيومي حجازي‪ ،‬المعاملة الجنائية و االجتماعية لألطفال"دراسة متعمقة في‬
‫قانون الطفل المصري مقارنة بقانون األحداث اإلماراتي"‪ ،‬دار الكتب القانونية‪ ،‬مصر‪،‬‬
‫‪.2007‬‬

‫‪ -09‬علي بن سليمان بن إبراهيم الحناكي‪ ،‬الواقع اإلجتماعي لألسر األحداث العائدين إلى‬
‫االنحراف‪ ،‬مركز الدراسات و البحوث‪ ،‬جامعة نايف العربية للعلوم األمنية‪ ،‬الرياض‪،‬‬
‫‪.2006‬‬

‫‪-10‬تماضر زهري حسون‪ ،‬جرائم األحداث الذكور في الوطن العربي‪ ،‬دار النشر في‬
‫المركز العربي للدراسات األمنية و التدريب‪ ،‬الرياض‪.1994 ،‬‬

‫‪-11‬محمد بن صالح بن علي العلوي‪ ،‬خطاب النبي صلى هللا عليه و سلم للطفل المسلم‪ ،‬دار‬
‫القلم‪.‬‬
‫‪-12‬نسرين عبد الحميد نبيه‪ ،‬المؤسسات العقابية و إجرام األحداث‪ ،‬الناشر الوفاء القانونية‪،‬‬
‫اإلسكندرية‪.2009 ،‬‬

‫‪ -13‬فوزية عبد الستار‪ ،‬مبادىء علم اإلجرام و علم العقاب‪ ،‬الطبعة الخامسة‪ ،‬دار النهضة‬
‫العربية‪ ،‬بيروت‪.1985 ،‬‬

‫‪-14‬رمسيس بهنام‪ ،‬علم تفسير اإلجرام‪ ،‬منشأة المعارف‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،‬د‪.‬س‪.‬ن‪.‬‬

‫‪ -15‬علي عبد القادر القهوجي و فتوح عبد هللا الشاذلي‪ ،‬علم اإلجرام و علم العقاب‪ ،‬د‪.‬م‪.‬ن‪،‬‬
‫‪.2003‬‬

‫‪ -16‬دردوس مكي‪ ،‬الموجز في علم اإلجرام‪ ،‬ديوان المطبوعات الجامعية‪ ،‬بن عكنون‪،‬‬
‫الجزائر‪ ،‬د‪.‬س‪.‬ن‪.‬‬
‫‪-17‬عبد الرحمان عيسوي‪ ،‬دراسة في تفسير الجريمة و الوقاية منها‪ ،‬دار النهضة العربية‪،‬‬
‫بيروت‪.1992 ،‬‬

‫‪95‬‬
‫‪-18‬عبد الرحمان ابن خلدون‪ ،‬مقدمة ابن خلدون"المسمى ديوان المبتدأ و الخبر في تاريخ‬
‫العرب و البربر و من عاصرهم من ذوي الشأن األكبر"‪ ،‬دار الفكر للنشر و التوزيع‪،‬‬
‫بيروت‪ ،‬لبنان‪.2007 ،‬‬

‫ي اإلجرام و العقاب‪ ،‬الطبعة الثامنة‪ ،‬دار الجيل‬


‫‪-19‬رؤوف عبيد‪ ،‬أصول علم ّ‬
‫للطباعة‪،‬جمهورية مصر العربية‪.1989 ،‬‬

‫‪ -20‬سليمان عبد المنعم‪ ،‬أصول علم اإلجرام القانوني" إشكاليات تأصيل علم اإلجرام التحليل‬
‫النفسي لعوامل اإلجرام"‪ ،‬دار الجامعة الجديدة للنشر‪ ،‬اإلسكندرية‪.2001 ،‬‬

‫‪-21‬رضا أحمد المزعني‪ ،‬الظروف و العوامل و المؤثرات المؤدية لإلنحراف‪ ،‬الندوة‬


‫العالمية لألطفال و اإلنحراف‪ ،‬جامعة نايف العربية للعلوم األمنية‪.2008،‬‬

‫‪-22‬مصطفى إبراهيم الزلمي‪،‬موانع المسؤولية الجنائية في الشريعة اإلسالمية و التشريعات‬


‫الجزائية العربية‪ ،‬نشر إحسان للنشر و التوزيع‪ ،‬الطبعة األولى‪1435،‬ه الموافق ل ‪2014‬م‪.‬‬

‫‪-23‬علي مانع‪ ،‬عوامل جنوح األحداث في الجزائر"نتائج دراسة ميدانية"‪ ،‬ديوان‬


‫المطبوعات الجامعية‪ ،‬الجزائر‪.2002 ،‬‬

‫‪-24‬علي مانع‪ ،‬جنوح األحداث و التعثر اإلجتماعي في الجزائر المعاصرة‪ ،‬ديوان‬


‫المطبوعات الجامعية‪ ،‬الجزائر‪.2002 ،‬‬

‫‪-25‬غسان رباح‪ ،‬حقوق الحدث المخالف للقانون أو المعرض لخطر اإلنحراف‪ ،‬الطبعة‬
‫الثانية‪ ،‬منشورات الحلبي الحقوقية‪ ،‬بيروت‪ ،‬لبنان‪.2005 ،‬‬

‫‪-26‬فتيحة كركوش‪ ،‬ظاهرة إنحراف األحداث في الجزائر‪ ،‬ديوان المطبوعات الجامعية‪،‬‬


‫الجزائر‪.2011 ،‬‬

‫‪-27‬محمد عبد حسين‪ ،‬علم النفس الجنائي‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬دار الراية للنشر و التوزيع‪،‬‬
‫عمان‪.2010 ،‬‬

‫‪-28‬موسى بودهان‪،‬الدساتير الجزائرية(‪ ،)1996-1989-1976-1963‬تعديل نوفمبر‬


‫‪ ،2008‬كليك للنشر‪ ،‬الطبعة األولى‪.2008،‬‬

‫‪-29‬عبد هللا اوهايبيه‪ ،‬شرح قانون اإلجراءات الجزائية الجزائري" التحري و التحقيق"‪ ،‬دار‬
‫هومه للطبع و النشر و التوزيع‪ ،‬الجزائر‪.2005 ،‬‬

‫‪96‬‬
‫‪-30‬معراج جديدي‪ ،‬الوجيز في اإلجراءات الجزائية" تعديالت ‪ ،"2004/11/10‬الجزائر‪،‬‬
‫‪.2005‬‬

‫‪-31‬محمود سليمان موسى‪ ،‬قانون الطفولة الجانحة و المعاملة الجنائية لألحداث‪ ،‬دراسة‬
‫مقارنة في التشريعات الوطنية و القانون الدولي‪ ،‬منشأة المعارف اإلسكندرية‪ ،‬مصر‪،‬‬
‫‪.2006‬‬

‫‪-32‬محمود شريف بسيوني‪ ،‬الوثائق الدولية المعنية بحقوق اإلنسان‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬المجلد‬
‫األول‪ ،‬دار الشروق‪،‬القاهرة‪-‬مصر‪ 1423 ،‬ه الموافق ل ‪.2003‬‬

‫‪-33‬عزيز صبحي‪،‬دور األب في تربية األبناء‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬مؤسسة اقرأ‪،‬القاهرة‪،‬‬


‫‪.2009‬‬

‫‪-34‬حسن الجوخدا ر‪ ،‬قانون األحداث الجانحين‪ ،‬مكتبة الثقافة للنشر و التوزيع‪ ،‬عمان‪،‬‬
‫‪.1992‬‬

‫‪-35‬براء منذر عبد اللطيف‪ ،‬السياسة الجنائية في قانون رعاية األحداث"دراسة مقارنة"‪،‬‬
‫دار الحامد للنشر و التوزيع‪ ،‬األردن‪.2009 ،‬‬

‫‪-36‬زينب أحمد عوين‪ ،‬قضاء األحداث"دراسة مقارنة"‪ ،‬الطبعة الرابعة‪ ،‬اإلصدار الثاني‪،‬‬
‫دار الثقافة للنشر و التوزيع‪ ،‬األردن‪.2009 ،‬‬

‫‪ -37‬طارق الديراوي‪ ،‬مراجعة قانونية بشأن المعاملة العقابية لألحداث في التشريع‬


‫الفلسطيني‪ ،‬د‪.‬م‪.‬ن‪.2011 ،‬‬

‫‪-38‬حسين طاهري‪ ،‬الوجيز في شرح قانون اإلجراءات الجزائية‪ ،‬الطبعة الثانية‪ ،‬دار‬
‫المحمدية العامة‪ ،‬الجزائر‪.1999 ،‬‬

‫‪-39‬فضيل العيش‪ ،‬شرح قانون اإلجراءات الجزائية‪ ،‬طبعة منقحة و مزيدة‪ ،‬د‪.‬د‪.‬ن‪،‬‬
‫الجزائر‪.2008 ،‬‬

‫‪-40‬السايح عبد المالك‪ ،‬المعاملة العقابية و التربوية لألحداث في ضوء التشريع الجزائري و‬
‫القانون المقارن‪ ،‬موفم للنشر‪ ،‬الجزائر‪.2014 ،‬‬

‫‪-41‬مسلم ابن الحجاج أبو الحسن القريشي النيسابوري‪ ،‬صحيح مسلم"كتاب البر و الصلة و‬
‫أداب‪،‬باب فضل من يموت له فيحتسبه"‪ ،‬رقم الحديث ‪ 103/2635‬الطبعة األولى‪ ،‬عالم‬
‫المعرفة‪ 2014 ،‬م‬
‫‪97‬‬
‫‪-42‬أخرجه أحاب الحديث في مصنفاتهم‪،‬اإلمام ابن خزيمة في صحيحه برقم‬
‫‪ ،110/10033‬و ابن حبان في صحيحه برقم ‪ ،356/1‬د‪.‬م‪.‬ن‪ ،‬د‪.‬س‪.‬ن‪.‬‬

‫‪-43‬شارلس فالنتاين‪،‬الطفل السوري و بعض انحرافاته‪"،‬ترجمة الدكتور عبد العالي‬


‫الجسماني" الدار العربية‪ ،‬د‪.‬س‪.‬ن‪.‬‬
‫‪ -44‬نبيل صقر و صابر جميلة‪ ،‬األحداث في التشريع الجزائري‪،‬دار الهدى للطباعة و النشر‬
‫و التوزيع‪ ،‬الجزائر‪.2008 ،‬‬

‫‪-45‬الشحات إبراهيم محمد منصور‪ ،‬حقوق الطفل و أثاره بين الشريعة اإلسالمية و القوانين‬
‫الوضعية‪ ،‬الدار الجديدة‪.2011 ،‬‬

‫‪ -46‬إسماعيل عبد الفتاح عبد الكافي‪ ،‬حقوق الطفل"نظرة تحليلية وثائقية عن حقوق الطفل‬
‫العربي و المسلم في العالم المعاصر"‪ ،‬مركز اإلسكندرية للكتاب‪ ،‬مصر‪.2005 ،‬‬

‫‪-47‬فتوح عبد هللا الشاذلي‪ ،‬قواعد األمم المتحدة لتنظيم قضاة األحداث" دراسة تأصيلية‬
‫مقارنة بقوانين األحداث"‪ ،‬دار المطبوعات الجامعية‪ ،‬اإلسكندرية‪.2006 ،‬‬

‫‪-48‬مولود ديدان‪ ،‬حقوق الطفل"يتضمن اآلليات الدولية المصادقة عليها من طرف الجزائر‬
‫بخصوص حقوق الطفل"‪ ،‬دار بلقيس‪ ،‬د‪.‬س‪.‬ن‪.‬‬

‫‪ – III‬رسائل الدكتوراه و مذكرات الماجستير‪:‬‬


‫أ ‪ -‬رسالة الدكتوراه‪:‬‬
‫*عبد الرحمان حاج إبراهيم‪ ،‬إجراءات التقاضي في جرائم األحداث‪ ،‬أطروحة الدكتوراه‪،‬‬
‫كلية الحقوق و العلوم السياسية‪ ،‬جامعة الجزائر‪.20015 ،‬‬

‫ب ‪ -‬مذكرات الماجستير‪:‬‬
‫‪-01‬محمد رشيد قراشة‪ ،‬التدابير اإلصالحية لألحداث الجانحين‪ ،‬مذكرة ماجستير‪ ،‬كلية‬
‫الحقوق و العلوم السياسية‪ ،‬جامعة بن يوسف بن خدة‪ ،‬الجزائر‪.2012 ،‬‬

‫‪-02‬مريم زيتوني‪ ،‬انحراف األحداث و العقوبات و التدابير المقررة لهم‪ ،‬رسالة‬


‫ماجستير‪،‬كلية الحقوق و العلوم السياسية‪ ،‬جامعة الجزائر‪.1979 ،‬‬

‫‪-03‬زوانتي بلحسن‪ ،‬جناح األحداث دراسة مقارنة بين الشريعة اإلسالمية و التشريع‪،‬‬
‫مذكرة ماجستير‪ ،‬كلية الحقوق و العلوم السياسية‪ ،‬جامعة قصدي مرباح‪ ،‬ورقلة‪.2004 ،‬‬
‫‪98‬‬
‫‪-04‬فاطمة الزهراء حميمد‪ ،‬شخصية الحدث الجانح‪ ،‬مذكرة ماجستير‪ ،‬كلية العلوم اإلنسانية‬
‫و اإلجتماعية‪ ،‬جامعة أبي بكر بلقايد‪ ،‬تلمسان‪.2011 ،‬‬

‫‪-5‬عمامرة مباركة‪،‬اإلهمال العائلي و عالقته بالسلوك اإلجرامي لألحداث‪ ،‬مذكرة ماجستير‪،‬‬


‫كلية الحقوق‪ ،‬جامعة الحاج لخضر‪،‬باتنة‪.2001 ،‬‬

‫‪-06‬عميمر يمينة‪ ،‬حماية الحدث الجانح في قانون اإلجراءات الجزائية‪ ،‬مذكرة‬


‫ماجستير‪،‬كلية الحقوق و العلوم السياسية‪ ،‬جامعة بن يوسف بن خدة‪ ،‬الجزائر‪.2009 ،‬‬

‫‪-07‬بلخير سديد‪ ،‬الحماية الجنائية للرابطة األسرية في الفقه اإلسالمي و القانون الجزائري‪،‬‬
‫مذكرة ماجستير‪ ،‬كلية الحقوق اإلجتماعية و العلوم اإلسالمية‪ ،‬جامعة الحاج لخضر‪،‬باتنة‪،‬‬
‫‪.2006‬‬

‫‪-08‬راهم فريد‪ ،‬تدابير األمن في قانون العقوبات و قانون اإلجراءات الجزائية الجزائري‪،‬‬
‫مذكرة ماجستير‪ ،‬كلية العلوم القانونية و السياسية‪ ،‬جامعة باجي مختار‪ ،‬عنابة‪.2006 ،‬‬

‫‪-09‬حاج علي بدر الدين‪ ،‬الحماية الجنائية للطفل في القانون الجزائري‪ ،‬مذكرة ماجستير‪،‬‬
‫كلية الحقوق و العلوم السياسية‪ ،‬جامعة أبو بكر بلقايد‪ ،‬تلمسان‪.2010 ،‬‬

‫‪-10‬أفروخ عبد الحفيظ‪ ،‬السياسة الجزائية تجاه األحداث‪ ،‬مذكرة ماجستير‪ ،‬كلية الحقوق‬
‫العلوم السياسية‪ ،‬جامعة منتوري‪ ،‬قسنطينة‪.2011 ،‬‬

‫‪-11‬بلقاسم سويقات‪ ،‬الحماية الجزائية للطفل في القانون الجزائري‪ ،‬مذكرة ماجستير‪ ،‬كلية‬
‫الحقوق و العلوم السياسية‪ ،‬جامعة قاصدي مرباح‪ ،‬ورقلة‪.2011 ،‬‬

‫‪ – IV‬مذكرات المدرسة العليا للقضاة‪:‬‬


‫‪-1‬خليفي ياسين‪ ،‬أحكام معاملة الحدث خالل مراحل الدعوى العمومية و في مرحلة تنفيذ‬
‫الحكم‪ ،‬مذكرة تخرج لنيل إجازة المدرسة العليا للقضاء‪ ،‬مجلس قضاء باتنة‪.2006 ،‬‬

‫‪-2‬حميش كامل‪ ،‬الحماية القانونية للطفل في التشريع الجزائري‪ ،‬مذكرة لنيل إجازة المدرسة‬
‫العليا للقضاء‪.2002،‬‬

‫‪-3‬ميهوبي المية‪ ،‬معاملة الحدث الجانح في القضاء الجزائري"دراسة مقارنة"‪ ،‬مذكرة لنيل‬
‫إجازة مدرسة العليا للقضاء‪ ،‬الدفعة الثانية عشر‪.2010،‬‬

‫‪99‬‬
‫‪ – V‬مقاالت و أبحاث‪:‬‬
‫أ ‪ -‬مقاالت‪:‬‬
‫‪ -1‬عبد القادر عثماني‪ ،‬الطفل في اإلسالم‪ ،‬مجلة الدراسات اإلسالمية‪ ،‬منشورات المجلس‬
‫األعلى‪ ،‬العدد الثاني عشر‪ ،‬الجزائر ‪1428‬ه الموافق ‪2007‬م‪ ،‬ص ص ‪.59-58‬‬

‫‪-2‬خليفة إبراهيم عودة التميمي‪ ،‬العنف األسري و عالقته بجنوح األحداث‪ ،‬العدد األول‪،‬‬
‫مجلة العلوم القانونية و السياسية‪ ،‬كلية الحقوق‪ ،‬جامعة الديالى‪ ،‬د‪.‬س‪.‬ن‪ ،‬ص ص ‪.46-1‬‬

‫‪-3‬العربي بختي‪ ،‬التكوين العقلي و أثره في جنوح األحداث‪ ،‬مجلة الفكر‪ ،‬العدد الثامن‪،‬‬
‫جامعة مسيلة‪ ،‬د‪.‬س‪.‬ن‪ ،‬ص ‪.62‬‬

‫‪-4‬سفيان بودفار‪ ،‬الطفل و األنترنت"مزايا و مخاطر"‪ ،‬مجلة الشرطة‪ ،‬العدد ‪ ،126‬الصادر‬


‫في مارس ‪ ،2015‬ص ص ‪.91-90‬‬

‫‪ -5‬شهيرة بولحية‪ ،‬اإلجراءات و التدابير الخاصة المقررة لألحداث‪ ،‬مجلة المنتدى القانوني‪،‬‬
‫العدد السادس‪ ،‬جامعة خيضر‪ ،‬بسكرة‪.2009 ،‬‬

‫‪ -6‬المجلة النقدية للقانون و العلوم السياسية "مجلة سياسية تصدر عن كلية الحقوق"‪ ،‬العدد‬
‫‪ ،02‬كلية الحقوق جامعة مولود معمري‪ ،‬تيزي وزو‪.2008 ،‬‬

‫ب ‪ -‬أبحاث‪:‬‬
‫‪-1‬محمد توفيق قديري ‪ ،‬اتجاه المشرع الجزائري للحد من تسليط العقوبة على الحدث‬
‫الجاني‪ ،‬مداخلة الملتقى الوطني حول جنوح الحدث‪ ،‬قراءة في واقع و أفاق الظاهرة و‬
‫عالجها‪ ،‬كلية الحقوق و العلوم السياسية‪ ،‬جامعة باتنة‪ 04 ،‬و‪ 05‬ماي ‪.2016‬‬

‫‪-2‬بن شيخ النوي و لقيب السعد‪ ،‬مداخلة حول دور مؤسسات و مراكز قطاع التضامن‬
‫الوطني في رعاية األحداث الجانحين بين النصوص القانونية و التطبيق العملي‪ 29 ،‬أفريل‬
‫‪. dz.batna-univ.www ،2016‬‬

‫‪100‬‬
‫‪ -VI‬النصوص القانونية‬
‫أ ‪ -‬تقنينات‪:‬‬
‫‪-1‬أحسن بوسقيعة‪ ،‬قانون اإلجراءات الجزائية"يتضمن تعديالت إلى غاية ‪10‬‬
‫نوفمبر ‪ ،"2004‬برتي للنشر‪ ،‬الجزائر‪.2006-2005 ،‬‬
‫‪-2‬أحسن بوسقيعة‪ ،‬قانون العقوبات في ضوء الممارسة القضائية"النص الكامل‬
‫للقانون و تعديالته إلى غاية ‪ 25‬فبراير ‪ 2009‬مدعم باإلجتهاد القضائي ملحق‬
‫القانون المتعلق بالتهريب و القانون المتعلق بالفساد"‪،‬برتي للنشر‪ ،‬الجزائر‪،‬‬
‫‪.2012-2011‬‬
‫‪-3‬القانون المدني في ضوء الممارسة القضائية" النص الكامل للقانون و تعديالته‬
‫إلى غاية ‪ 13‬مايو ‪ 2007‬مدعم باإلجتهاد القضائي"‪ ،‬برتي للنشر‪ ،‬الجزائر‪،‬‬
‫‪.2012-2011‬‬
‫‪-4‬قانون الجنسية الجزائرية"معدل و متمم باألمر ‪ 01-05‬مؤرخ في ‪ 27‬فبراير‬
‫‪ ،"2005‬الطبعة الخامسة‪ ،‬برتي للنشر‪ ،‬الجزائر‪.2010 ،‬‬
‫‪ -5‬قانون األسرة"معدل و متمم باألمر ‪ 02-05‬مؤرخ في ‪ 27‬فبراير ‪،"2005‬‬
‫الطبعة الخامسة‪ ،‬برتي للنشر‪ ،‬الجزائر‪.2010 ،‬‬
‫‪-6‬قانون الحالة المدنية"أمر رقم ‪ 20-70‬مؤرخ في ذي الحجة عام ‪1389‬ه‬
‫الموافق لفبراير ‪ ،"1970‬الطبعة الخامسة‪ ،‬برتي للنشر‪ ،‬الجزائر‪.2010 ،‬‬
‫‪-7‬مولود ديدان‪ ،‬مدونة العمل‪،‬دار بلقيس للنشر‪ ،‬الجزائر‪.2015 ،‬‬
‫‪-8‬مولود ديدان‪ ،‬قانون اإلجراءات الجزائية"مرفق بالقانون رقم ‪ 12-15‬مؤرخ‬
‫في ‪ 15‬يوليو سنة ‪ ،2015‬يتعلق بحماية الطفل"‪،‬دار بلقيس‪ ،‬دار البيضاء‪-‬‬
‫الجزائر‪.2015،‬‬
‫ب ‪ -‬النصوص التشريعية‪:‬‬

‫‪101‬‬
‫‪-1‬أمر ‪ 156-66‬مؤرخ في ‪ 08‬جوان ‪ 1966‬يتضمن قانون العقوبات‪ ،‬ج‪.‬ر‪ .‬عدد ‪49‬‬
‫صادرة في ‪ 11‬جوان ‪ 1966‬المعدل و المتمم‪.‬‬

‫‪-2‬أمر رقم ‪ 01-14‬مؤرخ في ‪ 04‬فيفري ‪ 2014‬يتضمن تعديل األمر رقم ‪156-66‬‬


‫المؤرخ في ‪ 08‬جوان ‪ 1966‬المتضمن قانون العقوبات الجزائري‪ ،‬ج‪.‬ر‪ .‬عدد ‪ 07‬الصادرة‬
‫في ‪ 16‬فيفري ‪.2014‬‬

‫‪-3‬قانون رقم ‪ 12-15‬مؤرخ في ‪ 15‬جويلية ‪ 2015‬المتعلق بحماية الطفل‪ ،‬ج‪.‬ر‪ .‬عدد ‪39‬‬
‫صادرة في ‪ 19‬جويلية ‪.2015‬‬

‫ج ‪ -‬النصوص التنظيمية‪:‬‬
‫‪ -1‬القانون العضوي رقم ‪ 11-04‬مؤرخ في ‪ 06‬سبتمبر ‪ 2004‬المتضمن القانون‬
‫األساسي للقضاة‪ ،‬ج‪.‬ر‪ .‬عدد ‪ 57‬صادرة في ‪ 08‬أكتوبر ‪.2004‬‬
‫‪-2‬المرسوم التنفيذي رقم ‪ 165-12‬الصادر بتاريخ ‪ 05‬أفريل ‪ 2012‬المتضمن‬
‫تعديل القانون األساسي النموذجي للمؤسسات المتخصصة في حماية الطفولة و‬
‫المراهقة‪ ،‬ج‪.‬ر‪ .‬عدد ‪ ،21‬صدرة بتاريخ ‪ 11‬أفريل ‪.2012‬‬
‫القوانين األجنبية‪:‬‬
‫*قانون األحداث الجانحين السوري رقم ‪ ،18‬المعدل بمرسوم التشريع رقم ‪52‬‬
‫للعام ‪ 2003‬المؤرخ في ‪ 25‬أوت ‪.2016‬‬
‫‪http:/www.syrianbar.2003,orglinde.php.‬‬
‫الوثائق الدولية‪:‬‬
‫*القواعد النموذجية إلدارة شؤون األحداث"قواعد بكين"‪ ،‬المعتمدة من الجمعية‬
‫العامة لألمم المتحدة بقرار رقم ‪ ،33-40‬الصدر بتاريخ ‪ 29‬نوفمبر ‪1985‬‬
‫‪org.ohchr.www‬‬

‫‪102‬‬
:‫ثانيا باللغة الفرنسية‬
A)-Ouvrages :
1 - BUREAU DES ETUDES ET DES RECHERCHES, Dictionnaire
General linguistique Technique et Scientifique, 2eme Edition, Dar Al-
Kotob Al –Ilmiyah, 2004.
2 - ELIZABETH A.MARTIN ,Oxford Dictionnaire of law , Fifth
Edition, Oxford Universitypress,2001.

B) LOIS :
1-Ordonnance n°45-174 du février 1945 relative à L’enfance
deliquante. Version consolidée au 12 Aout2016.
http/ :www.Regifrance. gov.fr

103
‫غـــــــــــــــــــــــهد س‬
‫لقت ل ة ‪05 .............................................................................................................‬‬

‫بل ن ‪11 .....................................................‬‬


‫ضفف و ألنا ةال ثما ي ةالقام ممن ةالمقدذ‬
‫الف سفاألوك‪:‬لفه ملال‬

‫ضفف ‪12 .......................................................................................‬‬


‫المب ثباألوك‪ :‬لفه ملال‬

‫ضفف ‪12 .....................................................................................‬‬


‫باألوك‪ :‬تعدي فال‬
‫ضك‬‫الم‬

‫ضاحن ةالّكغ مي ة ‪13 .....................................................................‬‬


‫ضفف لكال‬
‫الفدعاألوك ‪ :‬تع دي فال‬

‫ضط مذالخديع ةاأل سال لن ة ‪14 ...........................................................‬‬


‫ضفف غى ل‬
‫الفدعالبامى ‪:‬تعدي فال‬

‫ضفف ‪18 ..............................................................................‬‬


‫الفدعالبالب ‪:‬الئعدي فالقام ممىلك‬

‫ضفف غىالقام م مالتولى ‪19 .............................................................................‬‬


‫أوإل ‪:‬تعدي فال‬

‫ؤو ماألحتات (ف م‬
‫اعت بكنك ‪19 ................................ :)1985‬‬ ‫بس‬‫ضم مدجن ة ألداذ‬
‫اعتال‬
‫ضفف غىالق م‬
‫‪- 1‬تعدي فال‬

‫ضفف غى إتفافن ة حق مفال‬


‫ضفف ‪19 ..........................................................................‬‬ ‫‪- 2‬تعدي فال‬

‫اعتاأل لظالمئ ثتب بخأ م حما ي ةاألحتاتالم تدِّّديك لك حديئ هظ ‪20 ...............................‬‬
‫‪- 3‬تعدي فال ثتت غى ف م‬

‫امنكالتاخكن ة ‪21 ...........................................................................‬‬


‫تامنا ‪:‬تعدي فال ثتت غىالق م‬

‫مننذ و ِّّسكالُّدست ‪21 .................................................‬‬ ‫ِّ‬


‫لحكالئ ِّّ‬
‫ضفف ّ‬
‫‪- 1‬المعناذالقائظ عك ى أ سا س اك معال‬

‫ِّ‬
‫لحك ‪22 ..............................‬‬ ‫ضفف ابك مغ ن ِّّسكا ُّ‬
‫لدست دو م إسئ د‬
‫ت أدم ى غىا ّ‬
‫اط حّ‬ ‫‪- 2‬المعناذالقائظ عك ى تعدي فال‬

‫صفاك ‪24 .............................................................................‬‬


‫ضن ياأل‬
‫بالبامى ‪ :‬لعايند ت س‬
‫ضك‬‫الم‬

‫ض د‪24 .................................................................................‬‬
‫ضفف غى حال ةالج‬
‫الفدعاألوك‪:‬ال‬

‫ض د ‪24 .................................................................................‬‬
‫ضفف غى حال ةالج‬
‫أوإل‪ :‬تعدي فال‬

‫ض د ‪27 ........................................................................................‬‬
‫تامنا‪:‬حاإل ةالئعدصلكج‬

‫‪- 1‬الئخديعا ةالمقاذم ة ‪27 .............................................................................................‬‬

‫أ)غىالئخديعالم سدي ‪27 .............................................................................................‬‬

‫ا)غىالئخديعالفدمحى ‪28 ............................................................................................‬‬


‫‪104‬‬
‫ث)غىالئخديعاألم تكن ذي ‪28 ...........................................................................................‬‬

‫د)غى تخديعال مإل يا ةالمئ ثتباأل لديكن ة ‪29 .............................................................................‬‬

‫‪- 2‬الئخديعال تاذئ دي ‪30 ...............................................................................................‬‬

‫صفاك ‪31 ........................................................................................‬‬


‫ض مجاأل‬
‫الفدعالبامى‪ :‬ج‬

‫صفاك‪31 ..........................................................................................‬‬
‫ض مجاأل‬
‫أوإل‪ :‬تعدي ف ج‬

‫ضففال َت ِّام ج ‪31 ...................................................................................‬‬


‫‪- 1‬الئعدي فالكغ ميلك‬

‫ض مج ‪33 .......................................................................................‬‬
‫‪- 2‬الئعدي فالقام ممىلك ُت‬

‫مج ‪36 ...............................................................................‬‬


‫ض ّ‬‫ا لفالمحاعتب عك ىال ُتُ‬
‫تامنا‪:‬الع م‬

‫ضطدي ةالبنمل مجن ة ‪36 ..............................................................................................‬‬


‫‪- 1‬ال‬

‫ضفحن ة ‪38 ...............................................................................................‬‬


‫ضط دي ةال‬
‫‪- 2‬ال‬

‫ضط دي ةاألجئماعن ة ‪39 ............................................................................................‬‬


‫‪- 3‬ال‬

‫ضط دي ةالئ كا لكن ة (األ سئعتاداألجاد لى) ‪42 ...........................................................................‬‬


‫‪)4‬ال‬

‫ضفف ‪42 .....................................................‬‬


‫المب ثبالبامى‪:‬األلنا ةالقام ممن ةالمكدس ة لك أجف حما ي ةال‬

‫لنا ةال ثما ي ة غىالئخديعال تاذئدي ‪41 ...................................................................‬‬


‫باألوك‪:‬أ َّ‬
‫ضك‬‫الم‬

‫لنا ةال ثماَّ ي ة غى (الت سئ مذ ‪ -‬فام م مالعق م با ة ‪-‬القام م مالمتمى) ‪41 ........................................‬‬
‫الفدعاألوك ‪:‬أ َّ‬

‫أوإل‪ :‬غىالت سئ مذ ‪41 ..................................................................................................‬‬

‫تامنا‪ :‬غى فام م مالعق م با ة ‪42 .........................................................................................‬‬

‫ضفف غىال ثناب والحال ل ةالبتمن ة ‪42 .......................................................‬‬


‫قال‬
‫ضائن ةل ث‬
‫‪- 1‬ال ثما ي ةال ت‬

‫ضفف و مفحنئ ن ‪43 ........................................................................‬‬


‫ضائن ةل س ث ةال‬
‫‪- 2‬ال ثما ي ةال ت‬

‫ضفف و أخالف ن ‪44 ........................................................................‬‬


‫ضائن ةلعدصال‬
‫‪- 3‬ال ثما ي ةال ت‬

‫تالبا‪ :‬غىالقام م مالمتمى ‪45 ...........................................................................................‬‬

‫‪- 1‬إتبا ةال ثق مفالمتمن ةلك ت‬


‫ضنك ‪45 ...................................................................................‬‬

‫صك ‪45 .................................................................................................‬‬


‫‪- 2‬إتبا ةالم م‬

‫‪105‬‬
‫‪- 3‬ت ثتيتاأل هكن ة ‪45 ..................................................................................................‬‬

‫ؤولن ة ‪45 ..............................................................................................‬‬


‫‪- 4‬ت ثتيتالمح‬

‫اكالمتمن ة ‪-‬عالفا ةالعمف) ‪46 .............................‬‬


‫ب ‪-‬األح م‬ ‫لنا ةال ثماَّ ي ة غى فام م م(ال ت‬
‫ضحن ة ‪-‬األ سد‬ ‫الفدعالبامى‪:‬أ َّ‬

‫أوإل‪:‬فام م مال ت‬
‫ضحن ة ‪46 ...............................................................................................‬‬

‫ب ‪46 ..............................................................................‬‬
‫ضح‬‫ضحن ةال تاذئدي ة بال‬
‫‪- 1‬إقئحا اال ت‬

‫ضحن ةال تاذئدي ة بال مإلدب ‪46 ..............................................................................‬‬


‫‪- 2‬إقئحا اال ت‬

‫تامنا‪:‬فام م ماأل سد‬


‫ب ‪47 .................................................................................................‬‬

‫ضفف‪47 ............................................................................................ :‬‬


‫بال‬
‫‪- 1‬تب م ة مح‬

‫ضعالئبِّّ‬
‫ضى ‪47 ...................................................................................................‬‬ ‫‪ -2‬ل‬

‫قال ث شام ة والئد بن ة ‪47 .......................................................................................‬‬


‫‪- 3‬ح‬

‫تالبا‪:‬فام م مال ثال ةالمتمن ة ‪48 .........................................................................................‬‬

‫ضفف ‪48 .................................................................................‬‬


‫‪- 1‬وج م االئبكنع عك وإلدبال‬

‫ضا ء ‪48 ..................................................................................‬‬


‫ضا ءاأل سما ءلكق‬
‫‪- 2‬وج م ا إع‬

‫اذ بعا‪:‬فام م م عالفا ةالعمف ‪48 .........................................................................................‬‬

‫ضفمل ة عك ى ص مءالقام م م ذفظ( ‪49 ............................................. )12- 15‬‬


‫بالبامى‪ :‬ألنا ة حماَّ ي ةال‬
‫ضك‬‫الم‬

‫ضد) ‪49 .................................................................‬‬


‫صفاك غى خ‬
‫الفدعاألوك‪:‬ال ثما ي ةاألجئماعن ة (األ‬

‫ضى ‪50 .....................................................................‬‬


‫ص‬‫أوإل‪:‬ال ثما ي ةاألجئماعن ة عك ىالمحئ مظال م‬

‫ضفمل ة ‪51 ..................................................................................‬‬


‫ضن ةلك‬
‫ص‬‫‪- 1‬تعدي فالهنئ ةال م‬

‫ضى ‪51 .........................................................................................‬‬


‫ص‬‫‪ - 2‬لهالالمف مصال م‬

‫ضى ‪52 ..................................................................‬‬


‫ص‬‫اعتاألجادئن ةالمكك ي اهاالمف مصال م‬
‫‪- 3‬الق م‬

‫ضاذ ‪52 .........................................................................................................‬‬


‫أ)األخ‬

‫ضاذ ‪52 .................................................................................................‬‬


‫ا)ت ث ميفاألخ‬

‫تامنا‪:‬ال ثما ي ةاألجئماعن ة عك ىالمحئ مظالم ثكى ‪52 ....................................................................‬‬

‫‪106‬‬
‫‪- 1‬الئعدي ف بم سالجال مسطالمفئ مج ‪52 ................................................................................‬‬

‫‪- 2‬دوذها ‪52 ........................................................................................................‬‬

‫ضاذ ‪53 ..........................................................................................................‬‬


‫أ)األخ‬

‫ق ‪53 ........................................................................................................‬‬
‫ا)الئ ثقن‬

‫ث)الئتااند ‪53 .........................................................................................................‬‬

‫د)األجاد ءا ة ‪54 .......................................................................................................‬‬

‫الفدعالبامى‪:‬ال ثماَّ ي ةالق شائن ة ‪54 ......................................................................................‬‬

‫أوإل‪:‬تتخف فاصىاألحتات‪55 ...........................................................................................‬‬

‫‪- 1‬إجاد ءا ةالئتخف ‪55 ................................................................................................‬‬

‫ق) ‪55 ................................................................................‬‬


‫ضا ءالئ ثقن‬
‫ؤفئ ة (أت‬
‫‪- 2‬الئتااندالم‬

‫ق ‪56 ...................................................................................‬‬
‫‪- 3‬الئتااندالمئجثب بعتالئ ثقن‬

‫‪ - 4‬لكج س ‪57 .........................................................................................................‬‬

‫صفاك ص ثا يا بع ضال تادئظ ‪58 ....................................................................‬‬


‫تامنا‪ :‬ألنا ة حما ي ةاأل‬

‫صفاكال تام ثنك ‪59 ...................................................................‬‬


‫اعتالجا ش ة باأل‬
‫الف سفالبامى‪:‬الق م‬

‫صفاكال تام ثنك عك ى ص مء فام م م ذفظ ( ‪60 ............ )12- 15‬‬


‫ق و ل ثاقم ةاأل‬
‫المب ثباألوك‪:‬ال تها ةالمككف ة بالئ ثقن‬

‫ق ‪61 ......................................................................................‬‬
‫باألوك‪ :‬لدحك ةالئ ثقن‬
‫ضك‬‫الم‬

‫الفدعاألوك‪:‬غىالئ ث دي ‪62 ............................................................................................‬‬

‫أوإل‪:‬تعدي فالئ ثدي عكال تديم ة ‪62 ....................................................................................‬‬

‫ضفمل ة ذفظ( ‪63 ............................................. )12- 15‬‬ ‫تامنا‪:‬إجاد ءا ةالئ ث دي غى فام م مالمئعك‬
‫ق ب ثما ي ةال‬

‫ضط د ‪63 .......................................................................................‬‬


‫‪- 1‬غى لدحك ةال ئ مفن يلك‬

‫ض ة ‪63 ...............................................................................‬‬
‫صفاك أفف لك ‪ 13‬س‬
‫‪-‬غى حال ةاأل‬

‫ض ة عك ىاألفف ‪.63 ..................................................................‬‬


‫ا سك ‪ 13‬س‬
‫صفاك اكغ م‬
‫‪-‬غى حال ةاأل‬

‫‪ - 2‬غى لدحك ةالحماع ‪63 ............................................................................................‬‬

‫‪107‬‬
‫‪ - 3‬غى لدحك ة ت ث ديد ل ث شدالحماع‪64 ...............................................................................‬‬

‫قالقام م م ذفظ( ‪)12- 15‬الجا ص ب ثما ي ةال‬


‫ضفف ‪64 ..‬‬ ‫ضففالمئهظ بالفعفاألجاد لى وغ‬
‫ق لك حال ةال‬
‫الفدعالبامى‪ :‬غىالئ ثقن‬

‫ق ‪64 ................................................................................................‬‬
‫أوإل‪:‬تعدي فالئ ثقن‬

‫قالقام م مال تاذئ ديالجا ص ب ثما ي ةال‬


‫ضفف ذفظ( ‪65 .....................................)12- 15‬‬ ‫ق وغ‬
‫تامنا‪:‬حاإل ةالئ ثقن‬

‫ضففال تامجالثي إليئا بع جاذئنا ‪65 .........................................................................‬‬


‫‪- 1‬حال ةال‬

‫ب ‪65 ...........................................................‬‬‫ضففال تامجلئتااندال ثما ي ة والئهثي‬


‫‪- 2‬حال ة خ ش معال‬

‫‪-‬الئحكنظ ‪65 .........................................................................................................‬‬

‫ؤسح ة عقاان ة ‪67 .............................................................‬‬


‫ضففال تامجالثيي مصع غى ل‬
‫‪- 3‬حال ةال‬

‫بالبامى ‪ :‬لدحك ةال ثكظ ‪67 ......................................................................................‬‬


‫ضك‬‫الم‬

‫ضففال تامج غىال مسطالعائكى ‪67 ...............................................‬‬


‫الفدعاألوك ‪:‬الئتااندالق شائن ة ألبقا ءال‬

‫ضففال تامج ‪67 ....................................................................................‬‬


‫أوإل‪ :‬لدحك ة تحكنظال‬

‫‪- 1‬تعدي ف تتاندالئحكنظ ‪68 ...........................................................................................‬‬

‫ضفف ‪68 ..................................................................................‬‬


‫‪- 2‬ال تها ةالئى يحكظ إلنهاال‬

‫م َئ َحّكِّ ّظال‬
‫ضفف ‪69 ........................................................................................‬‬ ‫ؤولن ةال ُ‬
‫‪ - 3‬لح‬

‫تامنا‪:‬تتاندالئ م بنح ‪70 .................................................................................................‬‬

‫‪- 1‬تعدي فالئ م بنح ‪70 .................................................................................................‬‬

‫ضففالم سدي ‪70 .........................................................................................‬‬


‫أ)غى فام م مال‬

‫ا)غى فام م ماألحتاتالع د‬


‫افى ‪71 ......................................................................................‬‬

‫ث)غى فام م ماألحتاتال تام ثنكلتول ةاأل لااذ ةالعد بن ة‪71 ...............................................................‬‬

‫قالئ م بنح‪71 ............................................................................................‬‬


‫ضبن‬
‫ضاف ت‬
‫‪- 2‬م‬

‫افب ة ‪73 ...........................................................................................‬‬


‫تالبا‪:‬تتاند حدي ةالم د‬

‫افب ة ‪73 .......................................................................................‬‬


‫‪- 1‬مخأب تتاند حدي ةالم د‬

‫افب ة ‪73 ...........................................................................................‬‬


‫‪- 2‬تعدي ف ح دي ةالم د‬

‫‪108‬‬
‫افب ة غىالقام م مال تاذئدي ‪74 .......................................................................‬‬
‫‪ - 3‬تتاند حدي ةالم د‬

‫ضتو االتائظ ‪75 ...................................................................................................‬‬


‫أ)الم‬

‫ض مع ‪75 ................................................................................................‬‬
‫ضتو االمئ‬
‫ا)الم‬

‫ضفف عكال مسطالعائكى ‪76 .....................................................‬‬


‫الفدعالبامى ‪:‬الئتااندالق شائن ة أل بعادال‬
‫أوإل‪:‬تعدي ف تتاندال مصع ‪76 ...........................................................................................‬‬

‫‪ - 1‬غىالقام م مالم سدي ‪76 ...........................................................................................‬‬

‫‪- 2‬غىالقام م مالح مذي ‪77 ...........................................................................................‬‬

‫‪- 3‬غىالقام م مالف دمحى ‪78 ............................................................................................‬‬

‫اقذ خا ش ة باألحتات ‪78 .......................................................................‬‬


‫ؤسحا ة و ل د‬
‫تامنا‪ :‬مخأب ل‬

‫تالبا‪ :‬تتانداأل بعاد غى طف فام م م ‪(.12- 15‬أحكال تتاندال مصع) ‪79 ...................................................‬‬

‫صفاكال تام ثنك‪80 ....................................................................‬‬


‫بلأل‬
‫المب ثبالبامى‪:‬الئتااندالمقَّد ذ‬

‫بلألحتاتال تام ثنك ‪80 ..............................................................‬‬


‫ضفنثالئتااندالمقدذ‬
‫باألوك‪:‬ت‬
‫ضك‬‫الم‬

‫اجع ةالئتااند ‪81 ................................................................................‬‬


‫الفدعاألوك‪:‬تعتيف و ل د‬

‫اجع ةالئكقائن ة لك فاصىاألحتات ‪81 ..........................................................................‬‬


‫أوإل‪:‬الم د‬

‫ب ‪82 ...........................................................................‬‬
‫ضك‬‫اجع ةالئتااند عك ى أ سا سال‬
‫تامنا‪ :‬ل د‬

‫اجع ةالئتااند ‪83 .................................................................................‬‬


‫الفدعالبامى‪:‬أ س ر ل د‬

‫ضفف ‪83 ....................................................................................................‬‬


‫أوإل‪ :‬سكال‬

‫تامنا‪:‬المحائفالعاذص ة ‪84 .............................................................................................‬‬

‫‪- 1‬تعدي فالمحائفالعا ذص ة ‪84 ........................................................................................‬‬

‫ضطد غىالمحائفالعا ذص ة‪84 ....................................................................‬‬


‫‪- 2‬ال ته ةالمجئ س ة بال‬

‫ضائى) ‪85 .........................................‬‬


‫ضفنثال تاذ ءال ت‬
‫ا ءاألحتات ( لكا م ت‬
‫بالبامى‪:‬أ لاقكا سئقباك و إي م‬
‫ضك‬‫الم‬

‫اقذال ثما ي ة والمالحط ة ‪85 .............................................................................‬‬


‫الفدعاألوك‪ :‬ل د‬

‫أوإل‪ :‬ل سالجالمالحط ة والئد بن ة غىال مسطالمفئ مج ‪86 ................................................................‬‬

‫اقذال ثما ي ة ‪87 ...............................................................................................‬‬


‫تامنا‪ :‬ل د‬
‫‪109‬‬
‫ضفمل ة‪87 ....................................................................... :‬‬
‫ؤسح ة لعئمتب لككف ة بمحاعتبال‬
‫‪ -1‬ل‬

‫صفاك غى سكالتاذ س ة ‪88 ...........................................................‬‬


‫ا ءاأل‬
‫‪ - 2‬لتذس ة داخكن ة شال ث ة ألي م‬

‫اقذاأل شالج واألد لاث ‪88 ..............................................................................‬‬


‫الفدعالبامى‪ :‬ل د‬

‫اقذالمئج س س ة غى حما ي ةاألحتاتال تام ثنك ‪89 ..............................................................‬‬


‫أوإل‪:‬الم د‬

‫‪ - 1‬ل سك ث ةالمالحط ة ‪90 ..............................................................................................‬‬

‫‪ - 2‬ل سك ث ة إعادبالئد بن ة ‪90 ...........................................................................................‬‬

‫‪ - 3‬ل سك ث ةالعالثالبعتي ‪90 ..........................................................................................‬‬

‫اقذالمئعتدبالجت لا ةل مفا ي ةالخبا ا ‪91 ......................................................................‬‬


‫تامنا‪:‬الم د‬

‫خاتم ة ‪92 .............................................................................................................‬‬

‫اجع ‪98 .....................................................................................................‬‬


‫فائم ةالم د‬

‫الفهد س‪106 ...........................................................................................................‬‬

‫‪110‬‬

You might also like