‫‪-1-‬‬

‫ﺣﻘﻮﻕ ﺍﳌﺮﺃﺓ ﺍﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ‬

‫ﻋﻼﻣﺎﺕ ﻣﻀﻴﺌﺔ ﰲ ﺃﺣﻜﺎﻡ ﺍﻟﻘﻀﺎء‬

‫ﺍﻟﻌﺮﺑﻲ )ﺍﻟﻴﻤﻦ(‬
 ‫‪-2-‬‬

‫ﺣﻘﻮﻕ ﺍﳌﺮﺃﺓ ﺍﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ‬

‫ﻋﻼﻣﺎﺕ ﻣﻀﻴﺌﺔ ﰲ ﺃﺣﻜﺎﻡ ﺍﻟﻘﻀﺎء ﺍﻟﻌﺮﺑﻲ )ﺍﻟﻴﻤﻦ(‬

‫ﺗﺗﻛون اﻟدراﺳﺔ ﻣن ﺛﻼﺛﺔ أﻗﺳﺎم ‪:‬‬

‫‪ -‬اﻟﻘﺳم اﻷوﻝ ‪ :‬اﻟﻣدﺧﻝ اﻟﻌﺎم ﻟﻠدراﺳﺔ ‪.‬‬
‫‪ -‬اﻟﻘﺳم اﻟﺛﺎﻧﻲ ‪ :‬ﺗﺣﻠﻳﻝ اﻷﺣﻛﺎم واﻟﻘ اررات اﻟﻘﺿﺎﺋﻳﺔ ‪.‬‬
‫‪ -‬اﻟﻘﺳم اﻟﺛﺎﻟث ‪ :‬اﻟﺧﺎﺗﻣﺔ واﻟﺗوﺻﻳﺎت ‪.‬‬
‫اﻟﻣرﻓﻘﺎت واﻟﻣﻠﺣﻘﺎت ﺑﺎﻟﺑﺣث)‪. (1‬‬
‫وﺑﻳﺎن ذﻟك ﺗﻔﺻﻳﻼً ﻋﻠﻰ اﻟﻧﺣو اﻵﺗﻲ ‪:‬‬
‫ﺍﻟﻘﺴﻢ ﺍﻷﻭﻝ‬

‫ﺍﳌﺪﺧﻞ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻟﻠﺪﺭﺍﺳﺔ‬

‫وﻳﺷﺗﻣﻝ ﻫذا اﻟﻘﺳم ﻋﻠﻰ اﻟﺗﻌرﻳف ﺑﺎﻟدراﺳﺔ وﺑﻳـﺎن أﻫـداﻓﻬﺎ ‪ ,‬واﻟﺗﻧظـﻳم اﻟﻘﺿـﺎﺋﻲ اﻟﻣﻌﻣـوﻝ ﺑـﻪ ﻓـﻲ اﻟـﻳﻣن‬
‫وﻛذا ﺑﻳﺎن ﻣﻧﻬﺟﻳﺔ اﻟدراﺳﺔ ‪ ,‬واﻟﺻﻌوﺑﺎت واﻟﻣﻌوﻗﺎت اﻟﺗﻲ ظﻬرت ﻓﻲ أﺛﻧﺎء إﻋداد اﻟدراﺳﺔ‪.‬‬

‫أوالً‪ :‬إطار الدراسة ‪:‬‬

‫وﻓ ــﻲ ﻫ ــذا اﻹط ــﺎر ﺳ ــوف ﻧ ــذﻛر اﻟﺗﻌرﻳ ــف ﺑﺎﻟد ارﺳ ــﺔ وأﻫ ــداﻓﻬﺎ ﺣﻳ ــث ﺗﺳ ــﺗﻬدف اﻟد ارﺳ ــﺔ اﻟوﻗ ــوف ﻋﻠ ــﻰ‬
‫اﻷﺣﻛــﺎم اﻟﻘﺿــﺎﺋﻳﺔ اﻟﻧوﻋﻳــﺔ ﻓــﻲ ﻣﺟــﺎﻝ ﺣﻣﺎﻳــﺔ وﺿــﻣﺎن ﺣﻘــوق اﻟﻣ ـرأة اﻹﻧﺳــﺎﻧﻳﺔ ﺑــﺎﻟﻳﻣن‪ ،‬ﻓــﻲ اﻟﻣﻳــﺎدﻳن‬
‫اﻟﺳﻳﺎﺳﻳﺔ واﻻﻗﺗﺻﺎدﻳﺔ واﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻳﺔ واﻟﺛﻘﺎﻓﻳﺔ واﻟﻣدﻧﻳﺔ وﻓﻲ أي ﻣﻳدان آﺧر؛ وﻣن ﺑﻳن ﻫذﻩ اﻟﺣﻘوق‪:‬‬
‫‪ -‬اﻟﺣق ﻓﻲ اﻟﺣﻳﺎة ‪.‬‬
‫‪ -‬اﻟﺣق ﻓﻲ اﻟﻣﺳﺎواة‪.‬‬
‫‪ -‬اﻟﺣق ﻓﻲ اﻟﺣرﻳﺔ واﻷﻣن اﻹﻧﺳﺎﻧﻲ‪.‬‬
‫‪ -‬اﻟﺣق ﻓﻲ اﻟﺗﻣﺗّﻊ اﻟﻣﺗﻛﺎﻓﺊ ﺑﺣﻣﺎﻳﺔ اﻟﻘﺎﻧون‪.‬‬
‫‪ -‬اﻟﺣق ﻓﻲ ﻋدم اﻟﺗﻌرض ﻷي ﺷﻛﻝ ﻣن أﺷﻛﺎﻝ اﻟﺗﻣﻳﻳز‪.‬‬
‫‪ -‬اﻟﺣق ﻓﻲ أﻋﻠﻰ ﻣﺳﺗوى ﻣﻣﻛن ﻣن اﻟﺻﺣﺔ اﻟﺑدﻧﻳﺔ واﻟﻌﻘﻠﻳﺔ‪.‬‬

‫‪ ( 1‬تم إعداد ھذه الدراسة وفقا ً للشروط والترتيب والتبويب المذكور في اإلطار المرجعي للدراسة الذي تم إقراره في اجتماع الخبراء بالقاھرة بتاريخ‬
‫‪2010/6/9‬م ‪.‬‬
 ‫‪-3-‬‬

‫ﺗﺗﻧﺎوﻝ اﻟدراﺳﺔ اﻟﺗﺣﻠﻳﻠﻳﺔ اﻷﺣﻛﺎم و اﻟﻘ اررات اﻟﻘﺿﺎﺋﻳﺔ اﻟﺻﺎدرة ﻋن‪:‬‬

‫‪ -‬اﻟﻘﺿﺎء اﻟدﺳﺗوري‪.‬‬
‫‪ -‬اﻟﻘﺿﺎء اﻟﻌﺎدي‪.‬‬
‫‪ -‬اﻟﻘﺿﺎء اﻹداري‪.‬‬
‫‪ -‬ﻗﺿﺎء اﻷﺣواﻝ اﻟﺷﺧﺻﻳﺔ‪.‬‬

‫ثانيا ً‪ :‬التنظيم القضائي المعمول به في اليمن ‪:‬‬

‫ﻛــﻲ ﻳﻛ ــون اﻟﻣط ــﺎﻟﻊ ﻟﻬ ــذﻩ اﻟد ارﺳ ــﺔ ﻋﻠــﻰ ﺑﻳﻧ ــﻪ ﻣ ــن اﻷﻣ ــر ﻓﺳ ــوف ﻧﺗﻧــﺎوﻝ ﻓ ــﻲ ﻫ ــذا اﻟﻣوﺿ ــﻊ درﺟ ــﺎت‬
‫اﻟﺗﻘﺎﺿﻲ وﻋدد اﻟﻘﺿﺎة اﻟذﻳن ﺗﺗﺷﻛﻝ ﻣـﻧﻬم اﻟﻣﺣـﺎﻛم وطرﻳﻘـﺔ ﺗﻌﻳـﻳن اﻟﻘﺿـﺎة واﻷﺟﻬـزة اﻟﻣﻌﺎوﻧـﺔ ﻟﻠﻘﺿـﺎة‬
‫وﻋﻼﻗﺔ اﻟﻣرأة اﻟﻳﻣﻧﻳﺔ ﺑﺎﻟﻘﺿﺎء وذﻟك ﻋﻠﻰ اﻟﻧﺣو اﻵﺗﻲ‪:‬‬
‫‪ -1‬درجات التقاضي في اليمن‪:‬‬
‫ﻧظــﺎم اﻟﺗﻘﺎﺿــﻲ ﺑــﺎﻟﻳﻣن ﻳــﺗم ﻋﻠــﻰ ﺛــﻼث درﺟــﺎت )ﻣﺣﻛﻣــﺔ اﺑﺗداﺋﻳ ـﺔ ﺛــم ﻣﺣﻛﻣــﺔ اﺳــﺗﺋﻧﺎف ﺛــم ﻣﺣﻛﻣــﺔ‬
‫ﻋﻠﻳﺎ]اﻟﻧﻘض[( واﻟﻣﺣﺎﻛم اﻻﺑﺗداﺋﻳﺔ ﺗﺗﻛون ﻣن ﻋدة ﻗﺿﺎة ﺟزﺋﻳﻳن أﻓراد ﻛﻝ واﺣد ﻣﻧﻬم ﻣﺗﺧﺻـص ﺑﻧـوع‬
‫ﻣﻌــﻳن ﻣــن اﻟﻘﺿــﺎﻳﺎ ﻓﻬﻧــﺎك ﻗــﺎض ﺷﺧﺻــﻲ وﻫﻧــﺎك ﻗــﺎض ﻣــدﻧﻲ وﻫﻧــﺎك ﻗــﺎض ﺟ ازﺋــﻲ ﻳﺧــﺗص ﺑﺎﻟﻔﺻــﻝ‬
‫ﻓ ـ ـ ـ ــﻲ اﻟﺟـ ـ ـ ـ ـراﺋم اﻟﺟﺳ ـ ـ ـ ــﻳﻣﺔ وﻫﻧ ـ ـ ـ ــﺎك ﻗ ـ ـ ـ ــﺎض ﺟ ازﺋ ـ ـ ـ ــﻲ أﺧ ـ ـ ـ ــر ﻳﺧ ـ ـ ـ ــﺗص ﺑ ـ ـ ـ ــﺎﻟﺟراﺋم ﻏﻳ ـ ـ ـ ــر اﻟﺟﺳ ـ ـ ـ ــﻳﻣﺔ ‪,‬‬
‫وﻫﻧــﺎك ﻗــﺎض إداري ﻳﺧــﺗص ﺑﺎﻟﻔﺻــﻝ ﻓــﻲ اﻟﻣﻧﺎزﻋــﺎت اﻟﺗــﻲ ﺗﺛــور ﺑــﻳن اﻷﻓـراد واﻟﺳــﻠطﺔ اﻟﻌﺎﻣــﺔ وﻳﻧﺧــرط‬
‫ﻫـؤﻻء اﻟﻘﺿـﺎة اﻟﺟزﺋﻳـون اﻻﺑﺗــداﺋﻳون ﺿـﻣن ﻣﺣـﺎﻛم اﺑﺗداﺋﻳــﺔ ﻟﻬـﺎ اﺧﺗﺻـﺎص ﻣﻛــﺎﻧﻲ ﺟﻐ ارﻓـﻲ ﻣﻌـﻳن ﻳــﺗم‬
‫ﺗﺣدﻳدﻩ ﺑﺣﺳب ﻋدد اﻟﺳﻛﺎن وﻣﺳﺎﺣﺔ اﻟﻣﻛﺎن وأﻏﻠب اﻟﻣﺣـﺎﻛم اﻻﺑﺗداﺋﻳـﺔ ﺑـﺎﻟﻳﻣن اﺧﺗﺻﺎﺻـﻬﺎ اﻟﻘﺿـﺎﺋﻲ‬
‫ﻋﺎم ﻳﺗم ﺑواﺳطﺔ اﻟﻘﺿﺎة اﻟﺟزﺋﻳﻳن اﻟﺳﺎﻟف ذﻛرﻫم ﺿﻣن ﻣﻧطﻘﺔ ﺟﻐراﻓﻳﺔ ﻣﺣددة ‪ ,‬إﻻ أن ﻫﻧﺎك ﻣﺣﺎﻛم‬
‫ﻣﺗﺧﺻﺻــﺔ ﻧوﻋﻳـﺎً ﺑﻘﺿــﺎﻳﺎ ﻧوﻋﻳــﺔ ﻣﻌﻳﻧــﺔ ﻣﺛــﻝ ﻣﺣــﺎﻛم اﻷﻣـواﻝ اﻟﻌﺎﻣــﺔ اﻻﺑﺗداﺋﻳــﺔ وﻋــددﻫﺎ )‪ (7‬واﻟﻣﺣــﺎﻛم‬
‫اﻟﺟزاﺋﻳــﺔ اﻻﺑﺗداﺋﻳــﺔ اﻟﻣﺗﺧﺻﺻــﺔ ﺑﻘﺿــﺎﻳﺎ اﻹرﻫــﺎب واﻟﺗﺧرﻳــب واﻻﺧﺗطــﺎف وﺗﺷــﻛﻳﻝ اﻟﻌﺻــﺎﺑﺎت ‪ ,‬وﻋــدد‬
‫ﻫــذﻩ اﻟﻣﺣــﺎﻛم اﻟﺟزاﺋﻳــﺔ اﻟﻣﺗﺧﺻﺻــﺔ)‪ (5‬واﻟﻣﺣـﺎﻛم اﻟﺗﺟﺎرﻳــﺔ اﻻﺑﺗداﺋﻳــﺔ وﻋــددﻫﺎ )‪ (5‬واﻟﻠﺟــﺎن اﻟﺗﺣﻛﻳﻣﻳــﺔ‬
‫اﻟﻌﻣﺎﻟﻳﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﻔﺻﻝ ﻓﻲ ﻗﺿﺎﻳﺎ اﻟﻌﻣﻝ واﻟﻌﻣﺎﻝ واﻟﺗـﻲ ﺗﻌـد أﺣﻛﺎﻣﻬـﺎ ﺑﻣﺛﺎﺑـﺔ أﺣﻛـﺎم اﺑﺗداﺋﻳـﺔ وﻋـددﻫﺎ)‪(8‬‬
‫ﻣﺣ ــﺎﻛم اﺑﺗداﺋﻳ ــﺔ ﻣﺗﺧﺻﺻ ــﺔ ﺑﻘﺿ ــﺎﻳﺎ اﻟﺿـ ـراﺋب وﻋ ــددﻫﺎ )‪ (2‬وﻣ ــؤﺧ اًر ﺗ ــم إﻧﺷ ــﺎء ﻣﺣﻛﻣﺗ ــﻳن إدارﻳﺗ ــﻳن‬
‫اﺑﺗداﺋﻳﺗﻳن ﻓﻲ ﻛﻝ ﻣن اﻟﻌﺎﺻﻣﺔ ﺻﻧﻌﺎء وﻋدن وﻫﻣـﺎ اﻟﻣـدﻳﻧﺗﺎن اﻟﻠﺗـﺎن ﺗـزداد ﺑﻬﻣـﺎ اﻟﻘﺿـﺎﻳﺎ واﻟﻣﻧﺎزﻋـﺎت‬
‫اﻹدارﻳﺔ ‪ ,‬وﻫﻧﺎك دراﺳﺎت ﺗﺟري ﺣﺎﻟﻳـﺎً ﻟﺟـدوى إﻧﺷـﺎء ﻣﺣﻛﻣﺗـﻳن اﺑﺗـداﺋﻳﺗﻳن ﻓـﻲ ﻛـﻝ ﻣـن ﺻـﻧﻌﺎء وﻋـدن‬
‫ﻟﻠﻧظر ﻓﻲ ﻗﺿﺎﻳﺎ اﻷﺳرة ﻛﺎﻟزواج واﻟﻔﺳﺦ واﻟﺧﻠﻊ واﻟوﻻﻳﺔ‪.....‬وﻏﻳر ذﻟك ‪.‬‬
 ‫‪-4-‬‬

‫ٕواذا ﻛــﺎن اﻟﻔﺻــﻝ ﻓــﻲ اﻟﻣﻧﺎزﻋــﺎت أﻣــﺎم اﻟﻣﺣــﺎﻛم اﻻﺑﺗداﺋﻳــﺔ ﻳــﺗم ﺑواﺳــطﺔ ﻗﺿــﺎة ﻣﺗﺧﺻﺻـﻳن أو ﺑواﺳــطﺔ‬
‫ﻣﺣ ــﺎﻛم أو ﻟﺟ ــﺎن ﻗﺿ ــﺎﺋﻳﺔ ﻣﺗﺧﺻﺻ ــﺔ ﻓﻬﻧ ــﺎك اﻟﻣﺣ ــﺎﻛم اﻻﺳ ــﺗﺋﻧﺎﻓﻳﺔ ﻋﻠ ــﻰ ﻣﺳ ــﺗوى اﻟﻌﺎﺻ ــﻣﺔ وﻛﺎﻓ ــﺔ‬
‫ﻣﺣﺎﻓظﺎت اﻟﺟﻣﻬورﻳﺔ وﺗﺗﻛون ﻫذﻩ اﻟﻣﺣﺎﻛم ﻣن ُﺷﻌب ﻣﺗﺧﺻﺻﺔ ﻛﻝ ﺷـﻌﺑﺔ ﻣﻧﻬـﺎ ﺗﺧـﺗص ﺑﻧـوع ﻣﻌـﻳن‬
‫ﻣــن اﻟﻘﺿــﺎﻳﺎ ‪ ,‬ﻓﻬﻧــﺎك ﻓــﻲ ﻛــﻝ ﻣﺣﻛﻣــﺔ اﺳــﺗﺋﻧﺎف ﺷــﻌﺑﺔ ﻣدﻧﻳــﺔ ﺗﺧــﺗص ﺑﺎﻟﻘﺿــﺎﻳﺎ اﻟﻣدﻧﻳــﺔ وﻫﻧــﺎك ﺷــﻌﺑﺔ‬
‫ﺗﺟﺎرﻳـﺔ ﺗﺧـﺗص ﺑـﺎﻟﻧظر ﻓـﻲ اﻟطﻌـون اﻟﺗﺟﺎرﻳـﺔ وﻫﻧـﺎك ﺷـﻌﺑﺔ أﺣـواﻝ ﺷﺧﺻـﻳﺔ ﺗﺗـوﻟﻰ اﻟﻧظـر ﻓـﻲ طﻌـون‬
‫اﻷﺣـواﻝ اﻟﺷﺧﺻــﻳﺔ وﻫﻧــﺎك ﺷــﻌﺑﺔ ﺟزاﺋﻳــﺔ ﺗﺗــوﻟﻰ اﻟﻧظــر ﻓــﻲ اﻟطﻌــون اﻟﺟزاﺋﻳــﺔ ‪ ,‬وﻳﺧﺗﻠــف ﻋــدد اﻟﺷــﻌب‬
‫اﻟﺗﻲ ﺗﺗﻛون ﻣﻧﻬﺎ ﻣﺣﻛﻣـﺔ اﻻﺳـﺗﺋﻧﺎف ﺑﺣﺳـب ﻋـدد ﺳـﻛﺎن اﻟﻣﺣﺎﻓظـﺔ وﻋـدد اﻟطﻌـون اﻟﺗـﻲ ﺗـرد إﻟـﻰ ﻫـذﻩ‬
‫اﻟﻣﺣـﺎﻛم ‪ ,‬ﻓﻬﻧــﺎك ﻣﺣــﺎﻛم اﺳـﺗﺋﻧﺎف ﻳــﺗم ﻓﻳﻬــﺎ ﺗﺷــﻛﻳﻝ أﻛﺛـر ﻣــن ﺷــﻌﺑﺔ ﻣدﻧﻳـﺔ أو ﺟزاﺋﻳــﺔ أو ﻏﻳرﻫــﺎ وذﻟــك‬
‫ﻓﻲ اﻟﻣﺣﺎﻓظﺎت اﻟﻛﺛﻳﻔﺔ اﻟﺳﻛﺎن واﻟﻛﺛﻳرة اﻟﻘﺿﺎﻳﺎ ‪ ,‬وﻫﻧـﺎك ﻣﺣـﺎﻛم اﺳـﺗﺋﻧﺎف ﻓـﻲ ﻣﺣﺎﻓظـﺎت أﺧـرى ﻗﻠﻳﻠـﺔ‬
‫اﻟﻘﺿﺎﻳﺎ واﻟﺳﻛﺎن ﺗﺧـﺗص ﻓﻳﻬـﺎ اﻟﺷـﻌﺑﺔ اﻟواﺣـدة ﺑﻧظـر أﻛﺛـر ﻣـن ﻧـوع ﻣـن اﻟﻘﺿـﺎﻳﺎ ‪ ,‬ﺣﻳـث ﻳـﺗم ﻓـﻲ ﺗﻠـك‬
‫اﻟﻣﺣﺎﻓظﺎت ﺗﺷﻛﻳﻝ ﺷﻌﺑﺔ واﺣدة ﻓﻲ ﻣﺣﻛﻣﺔ اﻻﺳﺗﺋﻧﺎف ﻟﻧظر اﻟﻘﺿﺎﻳﺎ اﻟﻣدﻧﻳﺔ واﻟﺷﺧﺻﻳﺔ ﻣﻌﺎً ‪.‬‬
‫واﻟﺷــﻌﺑﺔ اﻻﺳــﺗﺋﻧﺎﻓﻳﺔ اﻟواﺣــدة ﻓــﻲ اﻟــﻳﻣن ﺗﺗﻛــون ﻣــن ﻫﻳﺋــﺔ ﻣﻛوﻧــﺔ ﻣــن ﺛﻼﺛــﺔ ﻗﺿــﺎة ﻳﺟــب أن ﺗــﺗم ﻛﺎﻓــﺔ‬
‫إﺟراءات اﻟﺗﻘﺎﺿﻲ أﻣﺎﻣﻬم وﺑﻧظرﻫم وﺑﺣﺿورﻫم ﺟﻣﻳﻌﺎً ‪ ,‬وﺗﺗﻛون اﻟﺷـﻌﺑﺔ اﻻﺳـﺗﺋﻧﺎﻓﻳﺔ ﻣـن ﺛﻼﺛـﺔ ﻗﺿـﺎة‬
‫ﺣﺗﻰ ﻳﺗﺳﻧﻰ ﻟﻬؤﻻء اﻟﻘﺿﺎة إﻟﻐﺎء اﺟﺗﻬﺎد وﻗﺿﺎء اﻟﻘﺎﺿﻲ اﻻﺑﺗداﺋﻲ اﻟﻔرد ‪ ,‬إذ ﻻ ﻳﺟوز ﻟﻠﻘﺎﺿـﻲ اﻟﻔـرد‬
‫ﻧﻘ ــض ﻗﺿ ــﺎء وﺣﻛ ــم اﻟﻘﺎﺿ ــﻲ اﻟﻔ ــرد ‪ ,‬وﻳﺗﺣ ــدد اﻻﺧﺗﺻ ــﺎص اﻟﻣﻛ ــﺎﻧﻲ ﻟﻛ ــﻝ ﻣﺣﻛﻣ ــﺔ اﺳ ــﺗﺋﻧﺎف ﺿ ــﻣن‬
‫اﻟﻧطﺎق اﻟﺟﻐراﻓﻲ ﻟﻠﻣﺣﺎﻓظﺔ ‪ ,‬إﻻ أﻧﻪ ﻓﻲ أﺣواﻝ ﻧـﺎدرة ﻳـﺗم ﺗﺷـﻛﻳﻝ ﻣﺣﻛﻣـﺔ اﺳـﺗﺋﻧﺎف واﺣـدة ﻟﻣﺣـﺎﻓظﺗﻳن‬
‫ﻣﻌﺎً ﻛﻣﺎ ﻫو اﻟﺣﺎﻝ اﻵن ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻣﺣﻛﻣﺔ اﺳﺗﺋﻧﺎف ﻣﺣﺎﻓظﺗﻲ ﺻﻧﻌﺎء واﻟﺟوف ‪.‬‬
‫أﻣــﺎ اﻟﻣﺣﻛﻣــﺔ اﻟﻌﻠﻳــﺎ ﺑــﺎﻟﻳﻣن )ﻣﺣﻛﻣــﺔ اﻟــﻧﻘض( ﻓﻣﻘرﻫــﺎ اﻟﻌﺎﺻــﻣﺔ ﺻــﻧﻌﺎء وﻫــﻲ ﻣﺣﻛﻣــﺔ ﻗــﺎﻧون وﺗﺧــﺗص‬
‫ﺑﺎﻟرﻗﺎﺑﺔ ﻋﻠﻰ ﺳﻼﻣﺔ ﺗطﺑﻳق اﻟﻣﺣﺎﻛم اﻷدﻧـﻰ ﻟﻠﻘـﺎﻧون وﻋـدم ﻣﺧﺎﻟﻔﺗـﻪ ‪ ,‬وﺗﺗﻛـون ﻫـذﻩ اﻟﻣﺣﻛﻣـﺔ ﻣـن ﻋـدة‬
‫دواﺋر ﺗﺧﺗص ﻛﻝ داﺋرة ﺑﻧظر ﻧوع ﻣن اﻟطﻌون ‪ ,‬وﺗﺗﻛون ﻛـﻝ داﺋـرة ﻣـن ﺧﻣﺳـﺔ ﻗﺿـﺎة وﻳـﺗم ﺗﺑرﻳـر ﻫـذا‬
‫اﻟﻌــدد )‪ 5‬ﻗﺿــﺎة( ﺣﺗــﻰ ﻳﺣــق ﻟﻠﻘﺿــﺎة اﻟﺧﻣﺳــﺔ ﻧﻘــض اﺟﺗﻬــﺎد أو ﺣﻛــم ﻗﺿــﺎة اﻻﺳــﺗﺋﻧﺎف )‪ 3‬ﻗﺿــﺎة(‬
‫ﻓﻳﺟوز ﻟﻠﻌدد اﻷﻛﺑر ﻣن اﻟﻘﺿﺎة ﻧﻘض اﺟﺗﻬﺎد وﻗﺿﺎء اﻟﻌدد اﻷﻗﻝ ﻣن اﻟﻘﺿﺎة واﻟﻌﻛس ﻏﻳر ﺻﺣﻳﺢ‪.‬‬
‫وﻳﻌﺗﻣـد ﻗﺿــﺎء دواﺋـر اﻟﻣﺣﻛﻣــﺔ اﻟﻌﻠﻳـﺎ ﻋﻠــﻰ اﻟﺗﺧﺻـص ‪ ,‬ﻓﺎﻟــدواﺋر اﻟﺗـﻲ ﺗﺗﺷــﻛﻝ ﻣﻧﻬـﺎ اﻟﻣﺣﻛﻣــﺔ ﺗﺧــﺗص‬
‫ﻛــﻝ داﺋ ـرة ﻣﻧﻬــﺎ ﺑﻧــوع ﻣﻌــﻳن ﻣــن اﻟطﻌــون ﻓﻬﻧــﺎك داﺋ ـرة ﻣدﻧﻳــﺔ وﻫﻧــﺎك داﺋ ـرة ﺟزاﺋﻳــﺔ وﻫﻧــﺎك داﺋ ـرة أﺣ ـواﻝ‬
‫ﺷﺧﺻﻳﺔ وﻫﻧﺎك داﺋرة ﺗﺟﺎرﻳﺔ وﻫﻧﺎك داﺋرة إدارﻳﺔ وﻫﻛذا ‪.‬‬
 ‫‪-5-‬‬

‫وﻓﻲ أﺣﻳﺎن ﻛﺛﻳرة ﻳﺗم ﻓﻲ اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﻌﻠﻳﺎ ﺗﺷﻛﻳﻝ أﻛﺛر ﻣن داﺋرة ﻟﻧظـر ﻧـوع ﻣﻌـﻳن ﻣـن اﻟطﻌـون ﺑﺣﺳـب‬
‫ﻛﺛـرة اﻟطﻌــون اﻟﺗــﻲ ﺗرﻓــﻊ إﻟــﻰ اﻟﻣﺣﻛﻣــﺔ اﻟﻌﻠﻳــﺎ ﻓﻣــﺛﻼً ﺗــم ﺗﺷــﻛﻳﻝ أﻛﺛــر ﻣــن ﺛــﻼث دواﺋــر ﻣدﻧﻳــﺔ )اﻟــداﺋرة‬
‫اﻟﻣدﻧﻳﺔ ]أ[ اﻟداﺋرة اﻟﻣدﻧﻳﺔ ]ب[ اﻟداﺋرة اﻟﻣدﻧﻳﺔ ]ج[ ( ﻟﻠﻧظر ﻓﻲ اﻟطﻌون اﻟﻣدﻧﻳـﺔ وﻛـذﻟك اﻟﺣـﺎﻝ ﺑﺎﻟﻧﺳـﺑﺔ‬
‫ﻟﻠطﻌون اﻟﺟزاﺋﻳﺔ وﻫﻠم ﺟ ار ‪.‬‬
‫‪ -2‬طريقة تعيين القضاة باليمن واستقالل القضاء ‪:‬‬
‫ﻻ ﻳــﺗم ﺗﻌﻳــﻳن أي ﻗﺎﺿــﻲ ﺑــﺎﻟﻳﻣن إﻻ إذا ﻛــﺎن ﺣﺎﺻـﻼً ﻋﻠــﻰ ﻟﻳﺳــﺎﻧس ﺣﻘــوق أو ﺷـرﻳﻌﺔ وﻗــﺎﻧون إﺿــﺎﻓﺔ‬
‫إﻟ ــﻰ ﺣﺻ ــوﻟﻪ ﻋﻠ ــﻰ ﺷ ــﻬﺎدة اﻟد ارﺳ ــﺎت اﻟﻌﻠﻳ ــﺎ ﺑﺎﻟﻣﻌﻬ ــد اﻟﻌ ــﺎﻟﻲ ﻟﻠﻘﺿ ــﺎء اﻟﺗ ــﻲ ﺗﻌ ــﺎدﻝ اﻟﻣﺎﺟﺳ ــﺗﻳر وﻣ ــدة‬
‫اﻟدراﺳﺔ ﻓﻲ ﻣﻌﻬد اﻟﻘﺿﺎء ﺛـﻼث ﺳـﻧوات ﻣﺗﺻـﻠﺔ ﻳـدرس ﻓـﻲ أﺛﻧﺎﺋﻬـﺎ طﺎﻟـب اﻟﻘﺿـﺎء اﻟﻣﻘـررات اﻟﺷـرﻋﻳﺔ‬
‫واﻟﻘﺎﻧوﻧﻳــﺔ اﻟﺗــﻲ ﻳﺣﺗــﺎج إﻟﻳﻬــﺎ اﻟﻘﺎﺿــﻲ ﻓــﻲ ﻋﻣﻠــﻪ إﺿــﺎﻓﺔ إﻟــﻰ ﺗــدرﻳب ﻋﻣﻠــﻲ ﻣﻳــداﻧﻲ ﻳــﺗم ﻓــﻲ اﻟﻣﺣــﺎﻛم‬
‫واﻟﺟﻬــﺎت ذات اﻟﺻــﻠﺔ ﺑﺎﻟﻘﺿــﺎء ‪ ,‬واﻟﻘــﺎﻧون اﻟﻳﻣﻧــﻲ ﻳﺟﻳــز ﻟﻠﻣ ـرأة اﻻﺷــﺗﻐﺎﻝ ﺑﺎﻟﻘﺿــﺎء ﻓﻬﻧــﺎك ﻗﺎﺿــﻳﺎت‬
‫ﻳﻌﻣﻠــن ﻓــﻲ ﻛﺎﻓــﺔ درﺟــﺎت اﻟﺗﻘﺎﺿــﻲ ﻓﻬﻧــﺎك ﻗﺎﺿــﻳﺎت ﻓــﻲ اﻟﻣﺣﻛﻣــﺔ اﻟﻌﻠﻳــﺎ وﻣﺣــﺎﻛم اﻻﺳــﺗﺋﻧﺎف واﻟﻣﺣــﺎﻛم‬
‫اﻻﺑﺗداﺋﻳﺔ ‪ ,‬واﻟﻘﺿﺎء ﻓﻲ اﻟﻳﻣن ﻣﺳﺗﻘﻝ ﻻ ﺳﻠطﺎن ﻋﻠﻳﻪ واﻟﻘﺿـﺎة ﻣﺳـﺗﻘﻠون ﺑﻣوﺟـب أﺣﻛـﺎم اﻟدﺳـﺗور وﻻ‬
‫ﺗوﺟد ﻓﻲ اﻟـﻳﻣن ﻣﺣـﺎﻛم دﺳـﺗورﻳﺔ ﻋﻠـﻰ ﻏـرار اﻟﻘﺿـﺎء اﻟدﺳـﺗوري ﻓـﻲ ﺑﻌـض اﻟـدوﻝ اﻟﻌرﺑﻳـﺔ وﻟﻛـن ﺗوﺟـد‬
‫ﺿــﻣن دواﺋــر اﻟﻣﺣﻛﻣــﺔ اﻟﻌﻠﻳــﺎ ) اﻟــﻧﻘض ( داﺋـرة دﺳــﺗورﻳﺔ ﺗﺗــوﻟﻰ اﻟﻔﺻــﻝ ﻓــﻲ اﻟــدﻋﺎوى واﻟــدﻓوع اﻟﻣﺗﻌﻠﻘــﺔ‬
‫ﺑﻌدم دﺳﺗورﻳﺔ اﻟﻧﺻوص اﻟﻘﺎﻧوﻧﻳﺔ إذا ﻣﺎ ﺧﺎﻟﻔت اﻟدﺳﺗور ‪.‬‬
‫‪ -3‬األجھزة الرديفة بالقضاء والمعاونة له‪:‬‬
‫ﺗوﺟــد ﺑــﺎﻟﻳﻣن ﻧﻘﺎﺑــﺔ ﻟﻠﻣﺣــﺎﻣﻳن ﻗوﻳــﺔ وﻓﺎﻋﻠــﺔ ﻳﺗ ارﻓــﻊ أﻋﺿــﺎؤﻫﺎ ﻓــﻲ ﻛــﻝ ﻧﻳﺎﺑــﺎت وﻣﺣــﺎﻛم اﻟــﻳﻣن وﻳﻘوﻣــون‬
‫ﺑﺎﻟﺗراﻓﻊ ﻧﻳﺎﺑﺔ ﻋـن اﻟﺧﺻـوم وﺗﻣﺛـﻳﻠﻬم أﻣـﺎم اﻟﺟﻬـﺎت اﻟﻘﺿـﺎﺋﻳﺔ وﺗﺑﺻـﻳر اﻟﺧﺻـوم ﺑﺣﻘـوﻗﻬم واﻹﺟـراءات‬
‫اﻟــﻼزم ﻋﻠــﻳﻬم إﺗﺑﺎﻋﻬــﺎ ﻟﻠوﺻــوﻝ إﻟــﻰ ﺗﻠــك اﻟﺣﻘــوق ‪ ,‬إﻻ أن اﻟﻘــﺎﻧون ﻻ ﻳﻠــزم اﻟﺧﺻــوم ﺑﺗوﻛﻳــﻝ ﻣﺣــﺎﻣﻳن‬
‫ـدء ﻣــن اﻟﻣﺣﻛﻣــﺔ اﻻﺑﺗداﺋﻳــﺔ‬
‫ﻋــﻧﻬم ‪ ,‬إذ ﻳﺣــق ﻟﻠﺧﺻــوم أن ﻳﺑﺎﺷــروا إﺟ ـراءات اﻟﺗﻘﺎﺿــﻲ ﻛﺎﻓــﺔ ﺑﺄﻧﻔﺳــﻬم ﺑـ َ‬
‫وﺣﺗﻰ اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﻌﻠﻳﺎ وﻣن ﻏﻳر ﺣﺎﺟﺔ إﻟﻰ ﺗوﻛﻳﻝ ﻣﺣﺎﻣﻳن ﻋﻧﻬم ‪.‬‬
‫ﻛﻣــﺎ ﺗوﺟــد ﺑــﺎﻟﻳﻣن ﻧﻳﺎﺑــﺔ ﻋﺎﻣــﺔ ﺗﻘــوم ﺑﺗﻣﺛﻳــﻝ اﻟﻣﺟﺗﻣــﻊ ﻋﺎﻣــﺔ ﻓــﻲ ﺗﺣرﻳــك إﺟـراءات اﻟــدﻋوى اﻟﺟزاﺋﻳــﺔ ﻓــﻲ‬
‫ﻣواﺟﻬﺔ اﻟﻣﺗﻬﻣﻳن ﻛﻣﺎ أﻧﻬﺎ ﺗﻘوم ﺑﺎﻹﺷراف ﻋﻠﻰ ﺗﻧﻔﻳذ اﻷﺣﻛﺎم اﻟﺟزاﺋﻳﺔ ‪ ,‬واﻟدﺳﺗور اﻟﻳﻣﻧﻲ ﻳـﻧص ﻋﻠـﻰ‬
‫أن اﻟﻧﻳﺎﺑــﺔ اﻟﻌﺎﻣــﺔ ﺟﻬــﺎز ﻣــن أﺟﻬ ـزة اﻟﺳــﻠطﺔ اﻟﻘﺿــﺎﺋﻳﺔ ‪ ,‬وﺗﺟﻣــﻊ اﻟﻧﻳﺎﺑــﺔ اﻟﻌﺎﻣــﺔ ﺑــﺎﻟﻳﻣن ﺑــﻳن ﺳــﻠطﺗﻲ‬
‫ﻣ ــن‬ ‫اﻟﺗﺣﻘﻳ ــق واﻹدﻋ ــﺎء ‪ ,‬وﺗﺑﺎﺷ ــر اﻟﻧﻳﺎﺑ ــﺔ اﻟﻌﺎﻣ ــﺔ ﺻ ــﻼﺣﻳﺎﺗﻬﺎ وﻓﻘـ ـﺎً ﻟﺗﻘﺳ ــﻳﻣﺎت ﺗﻘﺗ ــرب ﻛﺛﻳ ــر‬
‫ﺗﻘﺳــﻳﻣﺎت اﻟﻣﺣــﺎﻛم اﻟﺳــﺎﻟف ذﻛرﻫــﺎ ‪ ,‬ﻓﻬﻧــﺎك ﻧﻳﺎﺑــﺎت اﺑﺗداﺋﻳــﺔ ﻛﻣــﺎ أن ﻫﻧــﺎك ﻧﻳﺎﺑــﺎت اﺳــﺗﺋﻧﺎف ﻛﻣــﺎ ﻫﻧــﺎك‬
 ‫‪-6-‬‬

‫ﻧﻳﺎﺑـ ــﺔ ﻧﻘـ ــض إﺿـ ــﺎﻓﺔ إﻟـ ــﻰ ﻧﻳﺎﺑـ ــﺎت ﻣﺗﺧﺻﺻـ ــﺔ ﻧوﻋﻳ ـ ـﺎً ﻛﻧﻳﺎﺑـ ــﺎت اﻷﻣ ـ ـواﻝ اﻟﻌﺎﻣـ ــﺔ واﻟﻧﻳﺎﺑـ ــﺎت اﻟﺟزاﺋﻳـ ــﺔ‬
‫اﻟﻣﺗﺧﺻﺻﺔ ‪ ...‬وﻫﻛذا‪.‬‬
‫‪ -4‬عالقة المرأة بالقضاء في اليمن‪:‬‬
‫ﻣن اﻟﻣﻬم ﻟﻠﻐﺎﻳـﺔ اﻹﺷـﺎرة ﻫﻧـﺎ ﺑﺈﻳﺟـﺎز إﻟـﻰ ﻋﻼﻗـﺔ اﻟﻣـرأة اﻟﻳﻣﻧﻳـﺔ ﺑﺎﻟﻘﺿـﺎء وظـروف اﻟﻣـرأة اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻳـﺔ‬
‫واﻟﺛﻘﺎﻓﻳــﺔ ﻓــﻲ ﻫــذا اﻟﺷــﺄن ‪ ,‬ﻛــﻲ ﻳﻛــون اﻟﻘــﺎرئ واﻟﻣطــﺎﻟﻊ ﻋﻠــﻰ ﺑﻳﻧــﻪ ﻣــن اﻷﻣــر ﻋﻧــد اﻟﻣطﺎﻟﻌــﺔ ﻟﺗﺣﻠﻳــﻝ‬
‫اﻷﺣﻛــﺎم واﻟﻘ ـ اررات اﻟﻘﺿــﺎﺋﻳﺔ ﺑــﺎﻟﻳﻣن ﺑﺷــﺄن ﺣﻘــوق اﻟﻣ ـرأة وﻛــﻲ ﻳﻘــدر اﻟﻣطــﺎﻟﻊ ﻟﻠد ارﺳــﺔ أﻫﻣﻳــﺔ وﺟــدوى‬
‫اﻷﺣﻛﺎم اﻟﻘﺿﺎﺋﻳﺔ وﻣدى ﺗﻘرﻳرﻫﺎ ﻟﺣﻘوق اﻟﻧﺳوة وﺣﻣﺎﻳﺗﻬﺎ ‪ ,‬وﻻ ﻳﺗﺳﻊ اﻟﻣﺟـﺎﻝ ﻫﻧـﺎ ﻟﺳـرد ﻛﺎﻓـﺔ اﻟظـروف‬
‫واﻟﻌواﻣﻝ اﻟﺗﻲ ﺗﺣدد ﻋﻼﻗﺔ اﻟﻣرأة ﺑﺎﻟﻘﺿﺎء ‪ ,‬وﻟذﻟك ﺳﻧﺷﻳر إﺷﺎرات ﻣوﺟزة إﻟﻰ ﻫذﻩ اﻟظروف واﻟﻌواﻣﻝ‬
‫وذﻟك ﻋﻠﻰ اﻟوﺟﻪ اﻵﺗﻲ ‪-:‬‬
‫أ( ﺗﻌﺎﻧﻲ اﻟﻣرأة اﻟﻳﻣﻧﻳﺔ ﻣن أﻣﻳﺔ ﺗﺻﻝ إﻟﻰ أﻛﺛر ﻣـن ‪ %70‬ﻓﻠـم ﺗﻠﺗﺣـق اﻟﻣـرأة ﺑـﺎﻟﺗﻌﻠﻳم اﻟﻧظـﺎﻣﻲ إﻻ‬
‫ﺑﻌــد ﻗﻳــﺎم اﻟﺛ ــورة ﻋــﺎم ‪1962‬م ‪ ,‬وﻫ ــذا اﻟﻌﺎﻣــﻝ ﻳﺣــوﻝ دون ﻣﻌرﻓ ــﺔ ووﻋــﻲ أﻏﻠ ــب اﻟﻧﺳــﺎء ﺑﺄﺑﺳ ــط‬
‫ﺣﻘوﻗﻬن وذﻟك ﻳﻔﺿﻲ ﺑدورﻩ إﻟﻰ ﻋدم ﻣطﺎﻟﺑﺔ أﻏﻠب اﻟﻧﺳﺎء ﺑﺣﻘوﻗﻬن ﺑطرﻳﻘﺔ ودﻳﺔ أو ﻗﺿﺎﺋﻳﺔ‪.‬‬
‫ب( ﻳﺳود ﻓﻲ اﻟﻳﻣن ﻣﻔﻬوم اﺟﺗﻣﺎﻋﻲ ﺷـﺎﺋﻊ ﻣﻔـﺎدﻩ إن اﻟﻣـرأة اﻟﺻـﺎﻟﺣﺔ واﻟﻣﻘﺑوﻟـﺔ اﺟﺗﻣﺎﻋﻳـﺎً ﻫـﻲ اﻟﻣـرأة‬
‫اﻟﺗـ ـ ـ ــﻲ ﻻ ﺗﻧﺎﺻـ ـ ـ ــب أﻫﻠﻬـ ـ ـ ــﺎ اﻟﻌـ ـ ـ ــداء واﻟﺗـ ـ ـ ــﻲ ﻻ ﺗﻧـ ـ ـ ــﺎزﻋﻬم أو ﺗﺧﺎﺻـ ـ ـ ــﻣﻬم ﻟﻠﻣطﺎﻟﺑـ ـ ـ ــﺔ ﺑﺣﻘوﻗﻬـ ـ ـ ــﺎ‪,‬‬
‫وأن اﻟﻧزاع واﻟﺧﺻﺎم واﻟدﻋﺎوي اﻟﺗﻲ ﺗرﻓﻌﻬﺎ اﻟﻣرأة ﺗﺧﻝ ﺑﺎﻟﺣﻳﺎء واﻟﺧﺟﻝ اﻟذي ﻳﻔﺗـرض أن ﺗﺗﺣﻠـﻰ‬
‫ﺑــﻪ اﻟﻣـرأة اﻟﺻــﺎﻟﺣﺔ‪ ,‬وﻫــذا اﻟﻌﺎﻣــﻝ ﻳــؤﺛر ﺑــدورﻩ ﻋﻠــﻰ ﻟﺟــوء اﻟﻣـرأة إﻟــﻰ اﻟﻘﺿــﺎء ﻟﻠﻣطﺎﻟﺑــﺔ ﺑﺣﻘوﻗﻬــﺎ‬
‫اﻟﻣﺧﺗﻠﻔﺔ ‪.‬‬
‫ج( ﻛﺛﻳــر ﻣــن اﻟﻧﺳــﺎء ﻟــﻳس ﻟﻬــن ﻣﺻــدر داﺋـم وﻣﺳــﺗﻘﻝ ﻟﻠــدﺧﻝ ﻳﻣﻛــﻧﻬن ﻣــن اﻟﻣطﺎﻟﺑــﺔ ﺑﺣﻘــوﻗﻬن ودﻓــﻊ‬
‫اﻟﻣﺻﺎرﻳف اﻟﻘﺿﺎﺋﻳﺔ وﺗﺳدﻳد أﺗﻌﺎب اﻟﻣﺣﺎﻣﺎة وﻏﻳرﻫﺎ ﻓﻲ ﺳﺑﻳﻝ اﻟﻣطﺎﻟﺑﺔ ﺑﺣﻘوﻗﻬن‪.‬‬
‫د( ﺗﺗﺣرج أﺷد اﻟﺣـرج ﻛـﻝ اﻟﺟﻬـﺎت اﻟﻣﺗﻌﺎﻣﻠـﺔ ﻣـﻊ ﻗﺿـﺎﻳﺎ اﻟﻧﺳـﺎء ﻋﻧـدﻣﺎ ُﻳطﻠـب ﻣﻧﻬـﺎ اﻟﺣﺻـوﻝ ﻋﻠـﻰ‬
‫ﻧﺳــﺦ أو ﺻــور ﻣــن اﻷﺣﻛــﺎم اﻟﻘﺿــﺎﺋﻳﺔ أو أي ﺑﻳﺎﻧــﺎت وﻣﻌﻠوﻣــﺎت ﻋــن ﺗﻠــك اﻟﻘﺿــﺎﻳﺎ ﻻﺳــﻳﻣﺎ ﻓــﻲ‬
‫اﻟﻘﺿﺎﻳﺎ اﻟﺟﻧﺎﺋﻳﺔ ‪ ,‬ﺣﻳـث ﺗﺧﺷـﻰ ﺗﻠـك اﻟﺟﻬـﺎت ﻣـن اﺳـﺗﻐﻼﻝ ﺗﻠـك اﻟﺑﻳﺎﻧـﺎت واﻟﻣﻌﻠوﻣـﺎت واﻷﺣﻛـﺎم‬
‫ﻓﻲ اﻟﺗﺷﻬﻳر ﺑﺎﻟﻧﺳﺎء أو ﺑﺎﻟﻘﺑﺎﺋﻝ واﻟﻌﺷﺎﺋر اﻟﺗﻲ ﺗﻧﺗﻣﻲ إﻟﻳﻬـﺎ اﻟﻣـرأة ﻻﺳـﻳﻣﺎ ﻓـﻲ اﻟﻘﺿـﺎﻳﺎ اﻟﺟﻧﺎﺋﻳـﺔ‬
‫ﺳواء ﻛﺎﻧت اﻟﻣرأة ﻣﺗﻬﻣﺔ أو ﺿﺣﻳﺔ ‪ ,‬وﻫذﻩ ﻣﺳﺄﻟﺔ ﻳﺗﻌﺎﻣﻝ ﻣﻌﻬﺎ اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ اﻟﻳﻣﻧﻲ ﺑﺣﺳﺎﺳﻳﺔ ﺑﺎﻟﻐﺔ‬
‫ﺟداً وﻳﻧﺑﻐﻲ ﻣراﻋﺎﺗﻬﺎ ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟدراﺳﺔ وﻓﻲ ﻏﻳرﻫﺎ ﻣن اﻟدراﺳﺎت اﻟﻣﺷﺎﺑﻬﺔ ‪.‬‬

‫ثالثا ً ‪ :‬منھجية الدراسة‪:‬‬

 ‫‪-7-‬‬

‫وﺳﻧﺷﻳر ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟﻣﻧﻬﺟﻳﺔ إﻟﻰ ﻣﻌﺎﻳﻳر اﺧﺗﻳﺎر اﻷﺣﻛﺎم ﻣﺣﻝ اﻟدراﺳﺔ واﻟﺗﻲ ﺗُﻌد ﻋﻼﻣﺎت ﻣﺿﻳﺋﺔ‬
‫إﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ أﺳﻠوب اﻟﺑﺣث‪ ,‬وذﻟك ﻋﻠﻰ اﻟﻧﺣو اﻵﺗﻲ‪:‬‬
‫أ( معايير اختيار األحكام المضيئة محل الدراسة ‪:‬‬
‫ﺗــم اﺧﺗﻳــﺎر اﻷﺣﻛــﺎم اﻟﻣﺿــﻳﺋﺔ ﻣﺣــﻝ اﻟد ارﺳــﺔ ﻋﻠــﻰ أﺳــﺎس اﻟﻣﻌــﺎﻳﻳر اﻟـواردة ﻓــﻲ اﻟﺻــﻔﺣﺔ اﻟﺧﺎﻣﺳــﺔ ﻣــن‬
‫اﻹطــﺎر اﻟﻣرﺟﻌــﻲ ﻟﻠد ارﺳــﺔ واﻟﺗــﻲ ﻗــﺎم ﺑﺈﻗرارﻫــﺎ واﻋﺗﻣﺎدﻫــﺎ اﺟﺗﻣــﺎع ﻟﺟﻧــﺔ ﺧﺑ ـراء اﻟد ارﺳــﺔ ﻓــﻲ اﺟﺗﻣــﺎﻋﻬم‬
‫ﺑﻣدﻳﻧﺔ اﻟﻘﺎﻫرة ﺑﺗﺎرﻳﺦ ‪2010/6/9‬م وﻫذﻩ اﻟﻣﻌﺎﻳﻳر ﻫﻲ ‪:‬‬
‫‪ -1‬أن ﺗﺗﻧــﺎوﻝ اﻷﺣﻛــﺎم ﻣﺣــﻝ اﻟد ارﺳــﺔ ﺣﻘــوق اﻟﻣ ـرأة اﻹﻧﺳــﺎﻧﻳﺔ ﻓــﻲ ﻣﺧﺗﻠــف ﻧ ـواﺣﻲ ﺣﻳﺎﺗﻬــﺎ وﻓــﻲ‬
‫ﻣﺟﻣﻝ اﻟﻣﻳﺎدﻳن اﻟﺳﻳﺎﺳﻳﺔ واﻻﻗﺗﺻﺎدﻳﺔ واﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻳﺔ واﻟﺛﻘﺎﻓﻳﺔ واﻟﻣدﻧﻳﺔ ‪ ...‬اﻟﺦ‪.‬‬
‫‪ -2‬أن ﺗﻛون إﺣﻛﺎﻣﺎً ﻧﻬﺎﺋﻳﺔ وﺑﺎﺗﺔ ‪.‬‬
‫‪ -3‬أن ﺗﻛون أﺣﻛﺎﻣﺎً ﻧوﻋﻳﺔ ﺷﻛﻠت اﺧﺗﻼﻓﺎً إﻳﺟﺎﺑﻳﺎً ﻣﻊ اﺟﺗﻬـﺎدات ﺳـﺎﺑﻘﺔ أو أرﺳـت اﺟﺗﻬـﺎداً ﺟدﻳـداً‬
‫أو ﻛرﺳــت أرﻳ ـﺎً ﻓﻘﻬﻳ ـﺎً ﺟدﻳــداً أو ﻣﺑــدأً ﻗﺎﻧوﻧﻳ ـﺎً ﻣﻌﻳﻧ ـﺎً أو ﻛﺎﻧــت اﻟــداﻓﻊ إﻟــﻰ إﺻــدار ﺗﺷ ـرﻳﻊ أو‬
‫ﺗﻌدﻳﻝ أو إﻟﻐﺎء ﻧص ﻗﺎﺋم أو ﻏﻳر ذﻟك ‪.‬‬
‫وطﺑﻘﺎً ﻟﻠﻣﻌﺎﻳﻳر اﻟﺳﺎﻟف ذﻛرﻫﺎ ﻓﻘد ﺗم اﺧﺗﻳﺎر اﻷﺣﻛﺎم واﻟﻘ اررات اﻟﻣﺿﻳﺋﺔ ﻣوﺿوع ﻫذﻩ اﻟدراﺳﺔ‪.‬‬
‫ب( أسلوب البحث والدراسة‪:‬‬
‫اﻋﺗﻣدت ﻫذﻩ اﻟدراﺳﺔ ﻋﻠﻰ اﻷﺳﻠوب اﻵﺗﻲ ‪:‬‬
‫‪ -1‬ﺟﻣﻊ أﻛﺑر ﻗدر ﻣن اﻷﺣﻛﺎم واﻟﻘ اررات اﻟﻘﺿﺎﺋﻳﺔ اﻟﻧﻬﺎﺋﻳﺔ أو اﻟﺑﺎﺗﺔ اﻟﺗﻲ ﻳﻛون اﻟﻣﺣﻛوم ﻟﻪ ﻓﻳﻬـﺎ‬
‫اﻣ ـرأة وﺗرﺗﻳــب وﺗﺻــﻧﻳف ﻫــذﻩ اﻷﺣﻛــﺎم ﻧوﻋﻳ ـﺎً ﺛــم ﻣطﺎﻟﻌــﺔ ﻛــﻝ ﻫــذﻩ اﻷﺣﻛــﺎم ود ارﺳــﺗﻬﺎ د ارﺳــﺔ‬
‫ﻣﺗﺄﻧﻳــﺔ ﻟﻣﻌرﻓــﺔ وﻗﺎﺋﻌﻬــﺎ وﺣﻳﺛﻳﺎﺗﻬــﺎ واﻟﺗﺄﻛــد ﻋﻣــﺎ إذا ﻛﺎﻧــت ﻧﻬﺎﺋﻳــﺔ أو ﺑﺎﺗــﺔ وﻋﻣــﺎ إذا ﻛﺎﻧــت ﻗــد‬
‫أرﺳت ﻣﺑﺎدئ أو ﻗواﻋد ﻗﺿﺎﺋﻳﺔ ﺟدﻳدة أو ﻛرﺳت اﺟﺗﻬﺎدات ﻓﻘﻬﻳـﺔ إﻳﺟﺎﺑﻳـﻪ ﺗﺧـﺎﻟف اﺟﺗﻬـﺎدات‬
‫ﺳﺎﺑﻘﺔ أو ﻛرﺳت اﺟﺗﻬﺎداً ﻓﻘﻬﻳﺎً ﺟدﻳداً ‪.‬‬
‫‪ -2‬اﺧﺗﻳﺎر اﻷﺣﻛﺎم واﻟﻘ اررات ﻣﺣﻝ اﻟدراﺳﺔ طﺑﻘﺎً ﻟﻠﻣﻌﺎﻳﻳر اﻟﺳﺎﻟف ذﻛرﻫﺎ ﺑﻌـد اﻟد ارﺳـﺔ واﻟﺗﻣﺣـﻳص‬
‫ﻟﻛﺎﻓﺔ اﻷﺣﻛﺎم اﻟﺗﻲ ﺗم ﺟﻣﻌﻬﺎ‪.‬‬
‫‪ -3‬وﺻــف اﻷﺣﻛــﺎم واﻟﻘ ـ اررات ﻣوﺿــوع اﻟد ارﺳــﺔ ﻓــﻲ اﻟﺑطﺎﻗــﺎت اﻟﻣﻌــدة ﻟﻬــذا اﻟﻐــرض وﺣﺳــﺑﻣﺎ ﻫــو‬
‫ﻣﺑــﻳن ﻓــﻲ ﺗﻠــك اﻟﺑطﺎﻗــﺎت اﻟوﺻــﻔﻳﺔ اﻟﻣرﻓﻘــﺔ ‪ ,‬وﺗرﺗﻳــب وﺗﺻــﻧﻳف ﻫــذﻩ اﻟﺑطﺎﻗــﺎت ﺑﺣﺳــب ﻧــوع‬
‫اﻟﺣق اﻟذي ﻗﺿت ﺑﻪ ﺗﻠك اﻷﺣﻛﺎم واﻟﻘ اررات ‪.‬‬
 ‫‪-8-‬‬

‫‪ -4‬ﺗﺣﻠﻳــﻝ اﻷﺣﻛــﺎم واﻟﻘـ اررات اﻟﻘﺿــﺎﺋﻳﺔ ﻣــن ﻣﻧطﻠــق ﺣﻘــوق اﻟﻣـرأة اﻹﻧﺳــﺎﻧﻳﺔ وﻣﺑــدأ اﻟﻣﺳــﺎواة وﻋــدم‬
‫اﻟﺗﻣﻳﻳز ﺿدﻫﺎ وﻟﻳس ﻣن ﻣﻧطﻠق ﺗﻘﻧﻲ ﺑﺣت‪.‬‬
‫رابعا ً ‪ :‬صعوبات ومعوقات الدراسة ‪:‬‬
‫ﻓﻲ أﺛﻧﺎء إﻋداد ﻫذﻩ اﻟدراﺳﺔ ظﻬرت ﺑﻌض اﻟﺻﻌوﺑﺎت أﻫﻣﻬﺎ ﻣﺎ ﻳﺄﺗﻲ‪:‬‬
‫‪ -1‬ﺻ ــﻌوﺑﺔ اﻟﺣﺻ ــوﻝ ﻋﻠ ــﻰ ﺑﻌ ــض اﻷﺣﻛ ــﺎم إذ أن اﻟﻘ ــﺎﻧون اﻟﻧﺎﻓ ــذ ﺑ ــﺎﻟﻳﻣن ﻳﻣﻧ ــﻊ ﻏﻳ ــر أطـ ـراف‬
‫اﻟﺧﺻــوﻣﺔ ﻣــن اﻟﺣﺻــوﻝ ﻋﻠــﻰ ﻧﺳــﺦ أو ﺻــور ﻣــن اﻷﺣﻛــﺎم ‪ ,‬وﺗﺑﻌ ـﺎً ﻟــذﻟك ﻓﻘــد ﻛﺎﺑــد اﻟﺑﺎﺣــث‬
‫وﻓرﻳ ــق اﻟﺑﺣ ــث اﻟﻣﻌ ــﺎون ﺻ ــﻌوﺑﺎت ﺟﻣ ــﺔ ﻓ ــﻲ ﺟﻣ ــﻊ ﺑﻌ ــض اﻷﺣﻛ ــﺎم ﻣﺣ ــﻝ اﻟد ارﺳ ــﺔ وﻣﺗﺎﺑﻌ ــﺔ‬
‫اﻟﺣﺻوﻝ ﻋﻠﻰ ﻧﺳﺦ ﻣﻧﻬﺎ‪.‬‬
‫‪ -2‬ﻋدم اﻟﺣﺻوﻝ ﻋﻠـﻰ ﺑﻌـض اﻟﺑﻳﺎﻧـﺎت اﻟﺧﺎﺻـﺔ ﺑﺎﻟﻧﺳـﺎء اﻟﻣﺣﻛـوم ﻟﻬـن ﺣﺳـﺑﻣﺎ ورد ﻓـﻲ ﺑطﺎﻗـﺎت‬
‫وﺻــف اﻷﺣﻛــﺎم ﻻﺳــﻳﻣﺎ أن اﻷﺣﻛــﺎم واﻟﺳ ـﺟﻼت ﻻ ﺗﺗﺿــﻣن ﻛﺎﻓــﺔ اﻟوﻗــﺎﺋﻊ واﻟﺗﻔﺎﺻــﻳﻝ اﻟدﻗﻳﻘــﺔ‬
‫اﻟﻣطﻠوﺑــﺔ ﻓــﻲ ﺑطﺎﻗــﺎت وﺻــف اﻷﺣﻛــﺎم ‪ ,‬ﺣﻳــث ﺗﺻــﺎغ اﻟﺑﻳﺎﻧــﺎت ﻓــﻲ دﻳﺑﺎﺟــﺔ اﻷﺣﻛــﺎم ﺑطرﻳﻘــﺔ‬
‫إﺟﻣﺎﻟﻳﺔ وﻟـﻳس ﺗﻔﺻـﻳﻠﻳﺔ ‪ ,‬ﻓﻘـد ﺗﺿـﻣﻧت ﺑطﺎﻗـﺎت وﺻـف اﻷﺣﻛـﺎم ﻣﻌﻠوﻣـﺎت ﻛﺛﻳـرة ﻋـن اﻟﻧﺳـﺎء‬
‫اﻟﻣﺣﻛوم ﻟﻬن )اﻟﻣرأة اﻟﻣﻌﻧﻳﺔ ﺑﺎﻟدﻋوى( ﻛﺣﺎﻟﺗﻬـﺎ اﻟﻌﺎﺋﻠﻳـﺔ ووﺿـﻌﻬﺎ اﻟﻣﻬﻧـﻲ ‪ ,‬ﻓـﻲ ﺣـﻳن أن ﻛـﻝ‬
‫ﻫــذﻩ اﻟﻣﻌﻠوﻣــﺎت واﻟﺑﻳﺎﻧــﺎت اﻟﺷﺧﺻــﻳﺔ ﻻ ﻳــﺗم ذﻛرﻫــﺎ ﺿــﻣن ﺑﻳﺎﻧــﺎت اﻷﺣﻛــﺎم أو وﻗــﺎﺋﻊ اﻷﺣﻛــﺎم‬
‫وأﺳﺑﺎﺑﻬﺎ وﻣﻧطوﻗﻬﺎ أو ﻓﻲ ﺳﺟﻼت اﻷﺣﻛﺎم ‪.‬‬
‫‪ -3‬ﻋدم ﻗﻳﺎم ﺑﻌض اﻟﻣﺣﺎﻛم ﺑطﺑﺎﻋﺔ اﻷﺣﻛﺎم ﻓﺿﻼً ﻋن ﻋـدم ﻓﻬرﺳـﺔ اﻷﺣﻛـﺎم اﻟﺻـﺎدرة ﻗﺑـﻝ ﻋـﺎم‬
‫‪1999‬م وﺻﻌوﺑﺔ اﻟﺣﺻوﻝ ﻋﻠﻰ اﻟﺳﺟﻼت اﻟﺗﻲ ﺗﺗﺿﻣن ﺑﻳﺎﻧﺎت ﻋن ﺗﻠك اﻷﺣﻛﺎم ‪.‬‬
‫‪ -4‬ﻋدم اﻟﺗﻧﺎﺳب ﺑﻳن ﻋدد اﻷﺣﻛـﺎم اﻟﺗـﻲ ﺗﻧطﺑـق ﻋﻠﻳﻬـﺎ ﻣﻌـﺎﻳﻳر اﻟد ارﺳـﺔ ﻣـن ﺣﻳـث اﻟﻘﻠـﺔ واﻟﻛﺛـرة ‪,‬‬
‫ﻓﻣﻊ أن اﻷﺣﻛﺎم اﻟﺗﻲ ﺗـم ﺟﻣﻌﻬـﺎ ﻛﺛﻳـرة ﺟـداً ﺗﺗﻧـﺎوﻝ ﻛﺎﻓـﺔ اﻟﺣﻘـوق اﻹﻧﺳـﺎﻧﻳﺔ ﻟﻠﻣـرأة إﻻ أﻧـﻪ ﺑﻌـد‬
‫اﻟد ارﺳــﺔ واﻟﺗــدﻗﻳق ﻓــﻲ ﺗﻠــك اﻷﺣﻛــﺎم اﻟﺗــﻲ ﺗــم ﺟﻣﻌﻬــﺎ ﻟﻼﺧﺗﻳــﺎر ﻣﻧﻬــﺎ طﺑﻘـﺎً ﻟﻣﻌــﺎﻳﻳر اﻟد ارﺳــﺔ ﻓﻘــد‬
‫ظﻬر أن أﻏﻠب اﻷﺣﻛﺎم اﻟﺗـﻲ ﺗﻧطﺑـق ﻋﻠﻳﻬـﺎ اﻟﻣﻌـﺎﻳﻳر اﻟﻣﻌﺗﻣـدة ﻓـﻲ اﻟد ارﺳـﺔ أﻏﻠﺑﻬـﺎ ﻓـﻲ ﻣﺟـﺎﻝ‬
‫اﻷﺣواﻝ اﻟﺷﺧﺻﻳﺔ ﺑﺎﻟﻣﻘﺎرﻧﺔ ﻣﻊ ﻏﻳرﻫﺎ ‪.‬‬
‫‪ -5‬ﺗــداﺧﻝ اﻷﺣﻛــﺎم اﻟﺗــﻲ ﺗﻧطﺑــق ﻋﻠﻳﻬــﺎ اﻟﻣﻌــﺎﻳﻳر اﻟﻣﻌﺗﻣــدة ﻓــﻲ اﻟد ارﺳــﺔ ‪ ,‬ﻓــﺑﻌض ﻫــذﻩ اﻷﺣﻛــﺎم‬
‫ﻳﺗﻧــﺎوﻝ أﻛﺛــر ﻣــن ﺣــق ﻟﻠﻣــرأة ﻓﺿ ـﻼً ﻋــن أﻧــﻪ ﻳرﺳــﻲ أﻛﺛــر ﻣــن ﻣﺑــدأ واﺣــدا وﻓــﻲ اﻟوﻗــت ذاﺗــﻪ‬
‫ﻳﺗرﺗــب ﻋﻠــﻰ ﻫــذا اﻟﺣﻛــم ﺗﻌــدﻳﻝ ﻧــص ﻗــﺎﻧوﻧﻲ ‪ ,‬إﺿــﺎﻓﺔ إﻟــﻰ أن ﺑﻌــض اﻷﺣﻛــﺎم ذات اﻟطــﺎﺑﻊ‬
‫اﻟﻣدﻧﻲ ﺻدرت ﻣن اﻟﻘﺿﺎء اﻟﺷﺧﺻﻲ واﻟﻌﻛس ﺻﺣﻳﺢ أﻳﺿﺎً ‪.‬‬
 ‫‪-9-‬‬

‫‪ -6‬ﺗــداﺧﻝ ﺗﻘﺳــﻳﻣﺎت اﻷﺣﻛــﺎم اﻟﺗــﻲ ﺗــم ﺗﺣﻠﻳﻠﻬــﺎ طﺑﻘ ـﺎً ﻟﻠﺗﻘﺳــﻳﻣﺎت اﻟ ـواردة ﻓــﻲ ص‪ , 9‬ﻣــن اﻹط ـﺎر‬
‫اﻟﻣرﺟﻌـﻲ ﻟﻠد ارﺳـﺔ ‪ ,‬ﻓﻣـﺛﻼً ورد ﻓـﻲ اﻟﺗﻘﺳـﻳﻣﺎت اﻟﺣﻘـوق اﻟﻣدﻧﻳـﺔ واﻟﺣﻘـوق اﻻﻗﺗﺻـﺎدﻳﺔ واﻟﺣﻘــوق‬
‫اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻳﺔ ‪ ...‬اﻟﺦ ‪ ,‬وﻋﻧد اﻟﺗطﺑﻳق اﻟﻌﻣﻠﻲ ﻟﻬذﻩ اﻟﺗﻘﺳﻳﻣﺎت وﺟدﻧﺎ أﻧﻬـﺎ ﺗﺗـداﺧﻝ ﻛﺛﻳـ اًر ﻻﺳـﻳﻣﺎ‬
‫اﻟﺗداﺧﻝ ﺑﻳن اﻟﺣﻘوق اﻟﻣدﻧﻳﺔ واﻟﺣﻘوق اﻻﻗﺗﺻﺎدﻳﺔ واﻟﺗداﺧﻝ ﺑﻳن اﻟﺣﻘوق اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻳﺔ واﻷﺣواﻝ‬
‫اﻟﺷﺧﺻﻳﺔ ‪.‬‬
‫‪ -7‬ﻟ ــم ﺗﻘ ــم اﻟﻣﺣﻛﻣ ــﺔ اﻟﻌﻠﻳ ــﺎ ﺑ ــﺎﻟﻳﻣن )ﻣﺣﻛﻣ ــﺔ اﻟ ــﻧﻘض( ﺑﺎﺳ ــﺗﺧﻼص اﻟﻘواﻋ ــد واﻟﻣﺑ ــﺎدئ اﻟﻘﺎﻧوﻧﻳ ــﺔ‬
‫ـدء ﻣــن اﻷﺣﻛــﺎم اﻟﺻــﺎدرة ﻋــﺎم ‪1999‬م وﻣﻌﻠــوم أﻧــﻪ ﻻ ﻳطﻠــق ﻣﺻــطﻠﺢ اﻟﻣﺑــدأ‬ ‫واﻟﻘﺿــﺎﺋﻳﺔ إﻻ ﺑـ ً‬
‫واﻟﻘﺎﻋـ ــدة اﻟﻘﺿـ ــﺎﺋﻳﺔ إﻻ ﻋﻠـ ــﻰ ﺗﻠـ ــك اﻟﺗـ ــﻲ ﺗرﺳـ ــﻳﻬﺎ أﺣﻛـ ــﺎم اﻟﻣﺣﻛﻣـ ــﺔ اﻟﻌﻠﻳـ ــﺎ ‪ ,‬ﻛﻣـ ــﺎ أن اﻟﻘواﻋـ ــد‬
‫ـدء ﻣـن ﻋـﺎم ‪1999‬م ‪,‬‬
‫اﻟﻘﺿﺎﺋﻳﺔ واﻟﻣﺑـﺎدئ اﻟﻘﺎﻧوﻧﻳـﺔ اﻟﺗـﻲ أرﺳـﺗﻬﺎ اﻟﻣﺣﻛﻣـﺔ اﻟﻌﻠﻳـﺎ ﻟـم ﻳـﺗم ﻧﺷـرﻫﺎ إﻻ ﺑ ً‬
‫وﻗﺑﻝ ذﻟك ﻟم ﺗﻘم اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ ﺑﻧﺷر أﻳﺔ أﺣﻛﺎم أو ﻣﺑﺎدئ ‪.‬‬
‫‪ -8‬اﻷﺣﻛﺎم اﻟﺗﻲ ﻧﺷرﺗﻬﺎ اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﻌﻠﻳﺎ ﺑﺎﻟﻳﻣن )اﻟـﻧﻘض( ﻟـﻳس ﻓﻳﻬـﺎ ﻣـﺎ ﻳـدﻝ ﻋﻠـﻰ ﻛـون اﻟﻣﺣﻛـوم ﻟـﻪ أو‬
‫ﻋﻠﻳــﻪ اﻣ ـرأة ﺣﻳــث اﺳــﺗﻠزم ذﻟــك اﻟﺑﺣــث ﻋــن ﺗﻔﺎﺻــﻳﻝ ﻫــذﻩ اﻷﺣﻛــﺎم ﺑﻣــﺎ ﻓــﻲ ذﻟــك ﻣﻌرﻓــﺔ ﻣــﺎ إذا ﻛــﺎن‬
‫اﻟﻣﺣﻛوم ﻟﻪ اﻣرأة وذﻟك ﻋن طرﻳق اﻟرﺟوع إﻟﻰ اﻟﻧﺳﺦ اﻷﺻـﻠﻳﺔ ﻟﻸﺣﻛـﺎم اﻟﻣﻧﺷـورة ﻟﻣﻌرﻓـﺔ اﻟﺗﻔﺎﺻـﻳﻝ‬
‫‪ ,‬وﻗد ﺷﻛﻝ ذﻟك ﺻﻌوﺑﺔ ﻣن أﺑرز ﺻﻌوﺑﺎت ﻫذﻩ اﻟدراﺳﺔ ‪.‬‬
‫‪ -9‬ﻓـﻲ أﺛﻧــﺎء إﻋــداد ﻫــذﻩ اﻟد ارﺳــﺔ ﺗـم ﺟﻣــﻊ ﻋــدد ﻫﺎﺋــﻝ ﻣــن اﻷﺣﻛـﺎم اﻟﺗــﻲ ﺻــدرت ﻟﺻــﺎﻟﺢ اﻟﻣـرأة ‪,‬‬
‫وﻗــد اﺳ ــﺗﻐرﻗت ﻋﻣﻠﻳــﺔ اﻟد ارﺳ ــﺔ واﻟﺗﻣﺣ ــﻳص ﻟﻬــﺎ وﻗﺗـ ـﺎً طــوﻳﻼً ﻟ ــم ﻳﻛ ــن ﻣﺗوﻗﻌ ـﺎً وذﻟ ــك ﻻﺧﺗﻳ ــﺎر‬
‫اﻷﺣﻛــﺎم اﻟﺗــﻲ ﺗﻧطﺑــق ﻋﻠﻳﻬــﺎ اﻟﻣﻌــﺎﻳﻳر اﻟﻣﻌﺗﻣــدة ﻓــﻲ اﻟد ارﺳــﺔ ‪ ,‬ﺣﻳــث اﻗﺗﺿــﻰ اﻷﻣــر ﻣطﺎﻟﻌــﺔ‬
‫ود ارﺳ ــﺔ ﻛ ــﻝ اﻷﺣﻛ ــﺎم اﻟﺗ ــﻲ ﺗ ــم ﺟﻣﻌﻬ ــﺎ وﻫ ــﻲ ﻛﺛﻳـ ـرة ﺟ ــداً وأﻏﻠ ــب ﻫ ــذﻩ اﻷﺣﻛ ــﺎم ﺗﺷ ــﺗﻣﻝ ﻋﻠ ــﻰ‬
‫ﺻــﻔﺣﺎت ﻛﺛﻳ ـرة ﻻﺳــﻳﻣﺎ اﻷﺣﻛــﺎم اﻟﺻــﺎدرة ﻋــن اﻟﻣﺣــﺎﻛم اﻻﺑﺗداﺋﻳــﺔ – ﻛﻣــﺎ أن ﻧﺗﻳﺟــﺔ اﻟد ارﺳــﺔ‬
‫ﻷﻏﻠب ﻫذﻩ اﻷﺣﻛـﺎم ﻛﺎﻧـت ﺗﻔﺿـﻲ ﻏﺎﻟﺑـﺎً إﻟـﻰ ﻧﺗﻳﺟـﺔ ﺳـﻠﺑﻳﺔ وﻫـﻲ ﻋـدم اﻧطﺑـﺎق اﻟﻣﻌـﺎﻳﻳر ﻋﻠـﻰ‬
‫اﻟﻐﺎﻟﺑﻳﺔ اﻟﻌظﻣـﻰ ﻣـن ﻫـذﻩ اﻷﺣﻛـﺎم ‪ ,‬واﻟﺧﻼﺻـﺔ أن اﻟﻣﻌـﺎﻳﻳر اﻟﻣﻌﺗﻣـدة ﻓـﻲ اﻟد ارﺳـﺔ ﻻ ﺗﻧطﺑـق‬
‫ﺑﻌـد‬ ‫إﻻ ﻋﻠﻰ ﻗﻠﺔ ﻗﻠﻳﻠﺔ وﻧﺎدرة ﻣن اﻷﺣﻛﺎم وﻫﻲ اﻷﺣﻛﺎم اﻟﺗﻲ ﺗم اﺧﺗﻳﺎرﻫﺎ ﻓﻲ ﻫـذا اﻟﺑﺣـث‬
‫اﻟدراﺳﺔ واﻟﺗدﻗﻳق ﻓﻲ أﻛﺛر ﻣن ﺳﺑﻌﺔ آﻻف ﺣﻛم ‪ ,‬وﻗد اﺳﺗﻐرق ذﻟك ﻣن اﻟﺑﺎﺣث ُﺟﻬداً ﻣﺿﻧﻳﺎً‬
‫ووﻗﺗﺎً طوﻳﻼً ﺟداً‪.‬‬
‫‪ -10‬ﺑﻌ ــد اﺧﺗﻳ ــﺎر اﻷﺣﻛ ــﺎم اﻟﺗ ــﻲ ﺗﻧطﺑ ــق ﻋﻠﻳﻬ ــﺎ اﻟﻣﻌ ــﺎﻳﻳر اﻟﻣﻌﺗﻣ ــدة ﻓ ــﻲ اﻟد ارﺳ ــﺔ وﺟ ــدﻧﺎ ﻛﺛﻳـ ـ اًر ﻣ ــن‬
‫اﻷﺣﻛﺎم ﺗرﺳﻰ ﻣﺑدأً أو رأﻳﺎً واﺣداً أو ﻳﺗرﺗب ﻋﻠﻳﻬﺎ ﺗﻌدﻳﻝ ﻧص واﺣد أي أﻧﻬﺎ ﻣﻛررﻩ ﻣن ﺣﻳـث‬
 ‫‪- 10 -‬‬

‫إرﺳﺎﺋﻬﺎ ﻟﻠﻣﺑﺎدئ أو ﺗﻛرﻳﺳﻬﺎ ﻟﻶراء اﻟﻔﻘﻬﻳﺔ اﻟﺟدﻳـدة أو ﻛﺎﻧـت ﻫـذﻩ اﻷﺣﻛـﺎم ﺳـﺑﺑﺎً ﻟﺗﻌـدﻳﻝ ﻧـص‬
‫ﻗﺎﻧوﻧﻲ واﺣد ‪ ,‬وﻟذﻟك اﺧﺗرﻧﺎ ﺗﺣﻠﻳﻝ أﻫم ﻫذﻩ اﻷﺣﻛﺎم ﻓﻘط وﻟم ﻧﻘم ﺑﺗﺣﻠﻳـﻝ ﺟﻣﻳـﻊ ﻫـذﻩ اﻷﺣﻛـﺎم‬
‫ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟدراﺳﺔ ﺧﺷﻳﺔ اﻹطﺎﻟﺔ واﻟﺗﻛرار‪.‬‬
 ‫‪- 11 -‬‬

‫ﺍﻟﻘﺴﻢ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ‬

‫ﲢﻠﻴﻞ ﺍﻷﺣﻜﺎﻡ ﻭﺍﻟﻘﺮﺍﺭﺍﺕ ﺍﻟﻘﻀﺎﺋﻴﺔ ﻭﺍﻟﻨﺘﺎﺋﺞ ﺍﳌﺴﺘﺨﻠﺼﺔ ﻣﻨﻬﺎ‬

‫ﻟﻣﺎ ﻛﺎﻧـت ﻫـذﻩ اﻷﺣﻛـﺎم ﻗـد ﺻـدرت ﻓـﻲ ﻣﺟـﺎﻻت ﺣﻘوﻗﻳـﺔ ﺷـﺗﻰ ﻛـﺎﻷﺣواﻝ اﻟﺷﺧﺻـﻳﺔ واﻟﺣﻘـوق اﻟﻣدﻧﻳـﺔ‬
‫واﻟﺣﻘوق اﻻﻗﺗﺻﺎدﻳﺔ وﻏﻳرﻫﺎ ‪ ,‬ﻟذﻟك ﻓﺳوف ﻳﺗم ﺗﻘﺳﻳم ﺗﺣﻠﻳﻝ اﻷﺣﻛﺎم واﻟﻘـ اررات طﺑﻘـﺎً ﻟﻠﻘﺿـﺎة واﻟ ُﺷـﻌب‬
‫واﻟــدواﺋر اﻟﺗــﻲ أﺻــدرﺗﻬﺎ ‪ ,‬ﻓﻣــﺎ ﻛــﺎن ﺻــﺎدر ﻋــن اﻟﻘﺿــﺎء اﻟﺷﺧﺻــﻲ ﻣــن أﺣﻛــﺎم ﻓﺳــوف ﻳــﺗم ﺗﺣﻠﻳﻠﻬــﺎ‬
‫واﻟﺗﻌﻠﻳق ﻋﻠﻳﻬـﺎ ﺿـﻣن اﻷﺣـواﻝ اﻟﺷﺧﺻـﻳﺔ وﻣـﺎ ﻛـﺎن ﻣـن اﻷﺣﻛـﺎم ﺻـﺎد اًر ﻋـن اﻟﻘﺿـﺎء اﻟﻣـدﻧﻲ ﻓﺳـوف‬
‫ﻳﺗم ﺗﻧﺎوﻟﻪ ﺿﻣن اﻟﺣﻘوق اﻟﻣدﻧﻳﺔ وﻫﻛذا ‪ ,‬وﻧﻧوﻩ ﺑداﻳﺔً إﻟﻰ ﺗداﺧﻝ اﻷﺣﻛﺎم ﻣن ﺣﻳث ﺣﻘوق اﻟﻣـرأة اﻟﺗـﻲ‬
‫ﺗﻧﺎوﻟﺗﻬﺎ ﻓﻛﺛﻳر ﻣن اﻷﺣﻛﺎم ﻛﺎﻧـت ﺗﺗﻧـﺎوﻝ أﻛﺛـر ﻣـن ﺣـق ﻟﻠﻣـرأة ﻓﺑﻌﺿـﻬﺎ ﻳﺗﻧـﺎوﻝ ﺣـق اﻟﻣـرأة ﻓـﻲ اﻹرث‬
‫وﻓﻲ اﻟوﻗت ﻧﻔﺳﻪ ﻳﺗﻧﺎوﻝ ﺣﻘوﻗﻬﺎ اﻟﻣدﻧﻳﺔ واﻹدارﻳﺔ وﻫﻛذا ‪ ,‬وﻟذﻟك ﻓﻘد اﻋﺗﻣـدﻧﺎ ﻓـﻲ ﺗﻘﺳـﻳم ﻫـذﻩ اﻷﺣﻛـﺎم‬
‫ﻋﻧد اﻟﺗﻌﻠﻳق ﻋﻠﻳﻬـﺎ ﻋﻠـﻰ اﻟﺟﻬـﺔ اﻟﺗـﻲ أﺻـدرت اﻟﺣﻛـم ﻓـﺈذا ﻛﺎﻧـت اﻟﺟﻬـﺔ اﻟﺗـﻲ أﺻـدرت اﻟﺣﻛـم ﻣﺣﻛﻣـﺔ‬
‫ﺷﺧﺻــﻳﺔ أو ﻗﺎﺿــﻲ ﺷﺧﺻــﻲ ﻓﻘــد ﺗﻧﺎوﻟﻧﺎﻫــﺎ ﺿــﻣن اﻟﺣﻘــوق اﻟﺷﺧﺻــﻳﺔ وﻫﻛــذا‪ ,‬ﻣــﻊ اﻟﺗﻧوﻳــﻪ ﺑداﻳــﺔ ﺑــﺄن‬
‫اﻟدراﺳﺔ واﻟﺗدﻗﻳق ﻟﻸﺣﻛﺎم اﻟﺗﻲ ﺗم ﺟﻣﻌﻬـﺎ وﻫـﻲ ﻛﺛﻳـرة ﺟـداً ﻗـد أظﻬـرت أن اﻷﺣﻛـﺎم اﻟﺗـﻲ ﺗﻧطﺑـق ﻋﻠﻳﻬـﺎ‬
‫اﻟﻣﻌﺎﻳﻳر اﻟﻣﻌﺗﻣدة ﻓﻲ اﻟدراﺳﺔ ﻻﺧﺗﻳﺎر اﻷﺣﻛﺎم أﻏﻠﺑﻬﺎ ﻓﻲ ﻣﺳﺎﺋﻝ اﻷﺣواﻝ اﻟﺷﺧﺻﻳﺔ ﺑـﻝ أن اﻟﻣﻌـﺎﻳﻳر‬
‫اﻟﻣﻌﺗﻣدة ﻟم ﺗﻧطﺑق ﻋﻠﻰ ﺟﻣﻳﻊ اﻷﺣﻛﺎم اﻟﺗﻲ ﺗم ﺟﻣﻌﻬﺎ ﻓﻲ ﺑﻌض اﻟﻣﺟﺎﻻت ﻛﺎﻟﺣﻘوق اﻟﺳﻳﺎﺳﻳﺔ‪.‬‬

‫ﻣوزﻋﺔ ﻛﺎﻵﺗﻲ‪:‬‬
‫ﻟذﻟك‪ ،‬ﺗﺗﻧﺎوﻝ ﻫذﻩ اﻟدراﺳﺔ ﺗﺣﻠﻳﻝ ﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻣن اﻷﺣﻛﺎم )‪ 31‬ﺣﻛﻣﺎً( ّ‬

‫ﺟدوﻝ رﻗم ‪1‬‬

‫ﺗوزع اﻷﺣﻛﺎم ﺑﺣﺳب ﺗﺎرﻳﺦ ﺻدورﻫﺎ‬
‫ّ‬

‫ﻋدد اﻷﺣﻛﺎم‬ ‫اﻟﻔﺗرة اﻟزﻣﻧﻳﺔ‬

‫‪% 29‬‬ ‫‪9‬‬ ‫ﻣن ‪ 1990‬إﻟﻰ ‪2000‬‬
‫‪% 71‬‬ ‫‪22‬‬ ‫ﻣن ‪ 2001‬أﻟﻰ ‪2010‬‬
‫‪%100‬‬ ‫‪31‬‬ ‫اﻟﻣﺟﻣوع‬
 ‫‪- 12 -‬‬

‫وﻣن اﺳﺗﻘراء اﻟﺟدوﻝ اﻟﺳﺎﺑق ﻧﻼﺣظ ﻋدم اﻟﺗﻧﺎﺳب ﺑﻳن ﻋدد اﻷﺣﻛﺎم ﻓﻲ اﻟﻔﺗرﺗﻳن اﻟزﻣﻧﻳﺗﻳن اﻟﻣﺷﺎر‬
‫ﺑدء ﻣن ﻋﺎم‬
‫إﻟﻳﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﺟدوﻝ وﻳرﺟﻊ ذﻟك إﻟﻰ أن اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﻌﻠﻳﺎ ﺑﺎﻟﻳﻣن ﻟم ﺗﻘم ﺑﻧﺷر أﺣﻛﺎﻣﻬﺎ إﻻ ً‬
‫‪1999‬م إﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ ﻋدم ﻓﻬرﺳﺔ وﺗرﺗﻳب اﻷﺣﻛﺎم اﻟﻘﺿﺎﺋﻳﺔ ﺧﻼﻝ اﻟﻔﺗرﺗﻳن ﻣﺎ ﺑﻳن ‪ 1990‬م‬
‫و‪2000‬م وﻣن ﺛم ﺗﻌذر اﻟﺑﺣث ﻋن اﻟﻣزﻳد ﻣن اﻷﺣﻛﺎم اﻟﻘﺿﺎﺋﻳﺔ ﺧﻼﻝ ﺗﻠك اﻟﻔﺗرة ‪.‬‬

‫ﺟدوﻝ رﻗم ‪2‬‬

‫ﺗوزع اﻷﺣﻛﺎم ﺑﺣﺳب اﻟﺟﻬﺔ اﻟﻘﺿﺎﺋﻳﺔ اﻟﺻﺎدرة ﻋﻧﻬﺎ‬
‫ّ‬

‫اﻟﻧﺳﺑﺔ اﻟﻣﺋوﻳﺔ‬ ‫ﻋدد اﻷﺣﻛﺎم‬ ‫اﻟﺟﻬﺔ اﻟﻘﺿﺎﺋﻳﺔ‬

‫‪%0‬‬ ‫=‬ ‫اﻟﻘﺿﺎء اﻟدﺳﺗوري‬
‫‪% 19,4‬‬ ‫‪6‬‬ ‫اﻟﻘﺿﺎء اﻟﻌﺎدي‬
‫‪%0‬‬ ‫=‬ ‫اﻟﻘﺿﺎء اﻹداري‬
‫‪% 80,6‬‬ ‫‪25‬‬ ‫ﻗﺿﺎء اﻷﺣواﻝ اﻟﺷﺧﺻﻳﺔ‬
‫‪% 100‬‬ ‫‪31‬‬ ‫اﻟﻣﺟﻣوع‬

‫وﻣن اﺳﺗﻘراء اﻟﺑﻳﺎﻧﺎت اﻟواردة طﻲ اﻟﺟدوﻝ اﻟﺳﺎﺑق ﻧﺟد أن اﻷﺣﻛﺎم ﺗﺗوزع ﻣﺎ ﺑﻳن ﻗﺿﺎء اﻷﺣواﻝ‬
‫اﻟﺷﺧﺻﻳﺔ وﺑﻧﺳﺑﺔ ﻋﺎﻟﻳﺔ ﺛم ﻓﻲ ﻣﺟﺎﻝ اﻟﻘﺿﺎء اﻟﻌﺎدي وﺑﻧﺳﺑﺔ ﺗﺻﻝ إﻟﻰ رﺑﻊ اﻷﺣﻛﺎم ﻓﻲ ﺣﻳن ﻻ‬
‫وﺟود ﻷﺣﻛﺎم ﻓﻲ ﻣﺟﺎﻝ اﻟﻘﺿﺎء اﻹداري واﻟﻘﺿﺎء اﻟدﺳﺗوري وﻳرﺟﻊ ذﻟك إﻟﻰ ﻋدم وﺟود ﻗﺿﺎء‬
‫دﺳﺗوري وﻗﺿﺎء إداري ﻋﻠﻰ ﻏرار ﻣﺎ ﻫو ﻣوﺟود ﻓﻲ ﺑﻌض اﻟدوﻝ اﻟﻌرﺑﻳﺔ‪ ،‬وﻳرﺟﻊ ﺳﺑب ارﺗﻔﺎع ﻧﺳﺑﺔ‬
‫اﻷﺣﻛﺎم ﻓﻲ ﻗﺿﺎء اﻷﺣوﻝ اﻟﺷﺧﺻﻳﺔ إﻟﻰ أن ﻛﺛﻳر ﻣن ﻫذﻩ اﻷﺣﻛﺎم ﻣوﺿوﻋﻬﺎ ﻣدﻧﻲ أي ﻋﺎدي‬
‫وﻟﻛﻧﻬﺎ ﺻﺎدرة ﻋن ﻗﺿﺎء اﻷﺣوﻝ اﻟﺷﺧﺻﻳﺔ إﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ ﻛﺛرة ﻗﺿﺎﻳﺎ اﻷﺣوﻝ اﻟﺷﺧﺻﻳﺔ أو ﻣﺳﺎﺋﻝ‬
‫اﻷﺣواﻝ اﻟﺷﺧﺻﻳﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﻛون اﻟﻣرأة طرﻓﺎ ﻓﻳﻬﺎ‪.‬‬
 ‫‪- 13 -‬‬

‫ﺟدوﻝ رﻗم ‪3‬‬

‫ﺗوزع اﻷﺣﻛﺎم ﺑﺣﺳب درﺟﺎت اﻟﺗﻘﺎﺿﻲ‬
‫ّ‬

‫اﻟﻧﺳﺑﺔ اﻟﻣﺋوﻳﺔ‬ ‫ﻋدد اﻷﺣﻛﺎم‬ ‫درﺟﺔ اﻟﺗﻘﺎﺿﻲ‬

‫‪% 51,7‬‬ ‫‪16‬‬ ‫اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﻌﻠﻳﺎ)اﻟﻧﻘض(‬
‫‪% 16,1‬‬ ‫‪5‬‬ ‫اﻟﻣﺣﺎﻛم اﻻﺳﺗﺋﻧﺎﻓﻳﺔ‬
‫‪% 32,2‬‬ ‫‪10‬‬ ‫اﻟﻣﺣﺎﻛم اﻻﺑﺗداﺋﻳﺔ‬
‫‪% 100‬‬ ‫‪31‬‬ ‫اﻟﻣﺟﻣوع‬
‫وﻣن اﺳﺗﻘراء ﺑﻳﺎﻧﺎت اﻟﺟدوﻝ اﻟﺳﺎﺑق ﻧﺟد أن ﻧﺳﺑﺔ اﻷﺣﻛﺎم اﻟﺻﺎدرة ﻋن اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﻌﻠﻳﺎ )اﻟﻧﻘض(‬
‫ﻫﻲ اﻟﻧﺳﺑﺔ اﻷﻛﺑر وﻳرﺟﻊ ذﻟك إﻟﻰ ﻧﺷر ﻫذﻩ اﻷﺣﻛﺎم ﻓﺿﻼً ﻋن أن أﺣﻛﺎم اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﻌﻠﻳﺎ ﻫﻲ‬
‫وﺣدﻫﺎ اﻟﺗﻲ ﺗﻛرس اﻟﻣﺑﺎدئ أو اﻟﻘواﻋد اﻟﻘﺿﺎﺋﻳﺔ‪ ،‬وﺗﺄﺗﻲ ﻓﻲ اﻟﻣرﺗﺑﺔ اﻟﺛﺎﻧﻳﺔ اﻷﺣﻛﺎم اﻟﺻﺎدرة ﻋن‬
‫اﻟﻣﺣﺎﻛم اﻻﺑﺗداﺋﻳﺔ وﻋددﻫﺎ أﻛﺑر ﻣن اﻷﺣﻛﺎم اﻟﺻﺎدرة ﻋن ﻣﺣﺎﻛم اﻻﺳﺗﺋﻧﺎف ﻷن ﻋدد اﻟﻣﺣﺎﻛم‬
‫اﻻﺑﺗداﺋﻳﺔ ﻛﺑر ﺟداً ﻣﻘﺎرﻧﺔ ﺑﻌدد اﻟﻣﺣﺎﻛم اﻻﺳﺗﺋﻧﺎﻓﻳﺔ‪.‬‬

‫ﺟدوﻝ رﻗم ‪4‬‬

‫ﺗوزع اﻷﺣﻛﺎم ﺑﺣﺳب ﻣوﺿوﻋﻬﺎ‬
‫ّ‬

‫اﻟﻧﺳﺑﺔ اﻟﻣﺋوﻳﺔ‬ ‫ﻋدد اﻷﺣﻛﺎم‬ ‫ﻣوﺿوع اﻟﺣﻛم‬

‫‪% 80,65‬‬ ‫‪25‬‬ ‫أﺣﻛﺎم ﻓﻲ اﻷﺣواﻝ اﻟﺷﺧﺻﻳﺔ‬
‫‪% 12,9‬‬ ‫‪4‬‬ ‫أﺣﻛﺎم ﻣدﻧﻳﺔ‬
‫‪% 6,45‬‬ ‫‪2‬‬ ‫أﺣﻛﺎم ﻋﻣﺎﻟﻳﺔ‬
‫‪%100‬‬ ‫‪31‬‬ ‫اﻟﻣﺟﻣوع‬
‫وﻋﻧد اﺳﺗﻘراء اﻟﺑﻳﺎﻧﺎت اﻟﺗﻲ ﺗﺿﻣﻧﻬﺎ اﻟﺟدوﻝ اﻟﺳﺎﺑق ﻧﺟد أن اﻷﺣﻛﺎم اﻟﺗﻲ ﻣوﺿوﻋﻬﺎ اﻷﺣواﻝ‬
‫اﻟﺷﺧﺻﻳﺔ ﺗﺣﺗﻝ اﻟﻧﺳﺑﺔ اﻟﻌظﻣﻰ وﻗد ﺳﺑق أن ذﻛرﻧﺎ أن ذﻟك ﻳرﺟﻊ إﻟﻰ ﻛﺛرة ﻣﺳﺎﺋﻝ اﻷﺣوﻝ‬
‫اﻟﺷﺧﺻﻳﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﻛون اﻟﻣرأة طرﻓﺎً ﻓﻳﻬﺎ ﻓﺿﻼً ﻋن ﺗداﺧﻝ ﺑﻌض اﻟﻣﺳﺎﺋﻝ اﻷﺧرى ﻣﻊ ﻣﺳﺎﺋﻝ اﻷﺣواﻝ‬
‫اﻟﺷﺧﺻﻳﺔ وﺗﺣدﻳد اﻟﻣﺳﺎﺋﻝ اﻟﻣدﻧﻳﺔ ‪.‬‬
 ‫‪- 14 -‬‬

‫ً‬
‫ﺃﻭﻻ ‪:‬‬

‫ﲢﻠﻴﻞ ﺍﻷﺣﻜﺎﻡ ﻭﺍﻟﻘﺮﺍﺭﺍﺕ ﺍﻟﻘﻀﺎﺋﻴﺔ ﰲ ﳎﺎﻝ ﺍﻷﺣﻮﺍﻝ ﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺔ‬

‫ﺗﺗﻧ ــوع اﻷﺣﻛ ــﺎم واﻟﻘـ ـ اررات اﻟﻘﺿ ــﺎﺋﻳﺔ ﻓ ــﻲ ﻣﺟ ــﺎﻝ اﻷﺣـ ـواﻝ اﻟﺷﺧﺻ ــﻳﺔ ﺑﺣﺳ ــب ﺗﻧ ــوع ﻣﺳ ــﺎﺋﻝ اﻷﺣـ ـواﻝ‬
‫اﻟﺷﺧﺻــﻳﺔ اﻟﺗــﻲ ﺗﺷــﺗﻣﻝ ﻋﻠــﻰ ﻗﺿــﺎﻳﺎ اﻟــزواج واﻟطــﻼق واﻟﻔﺳــﺦ واﻟﺗطﻠﻳــق واﻟظﻬــﺎر واﻟﻧﻔﻘــﺔ واﻟﺣﺿــﺎﻧﺔ‬
‫واﻟﻛﻔﺎﻟﺔ واﻟوﻻﻳﺔ واﻹرث واﻟوﺻﻳﺔ واﻟﻘﺳﻣﺔ واﻟوﻗف واﻟﻣﻬر واﻟﻌدة وﻏﻳرﻫﺎ ‪.‬‬
‫وﻓﻲ أﺛﻧﺎء ﻣرﺣﻠﺔ ﺟﻣﻊ اﻷﺣﻛﺎم ﻟﻼﺧﺗﻳﺎر ﻣﻧﻬﺎ طﺑﻘﺎً ﻟﻠﻣﻌﺎﻳﻳر اﻟﻣﻌﺗﻣدة ﻓﻲ اﻟدراﺳﺔ واﻟﺳﺎﺑق ذﻛرﻫـﺎ ﻓﻘـد‬
‫ﺗم ﺟﻣﻊ ﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻛﺑﻳرة ﺟـداً ﻣـن اﻷﺣﻛـﺎم ﻓـﻲ ﻣﺳـﺎﺋﻝ اﻷﺣـواﻝ اﻟﺷﺧﺻـﻳﺔ وﻫـﻲ أﻛﺑـر ﻣﺟﻣوﻋـﺔ ﻳﺗﺳـﻧﻰ‬
‫ﻟﻠﺑﺎﺣث ﺟﻣﻌﻬﺎ ‪.‬‬
‫وﺳــوف ﻧﻘﺗﺻــر ﻋﻠــﻰ اﻟﺗﻌﻠﻳــق واﻟﺗﺣﻠﻳــﻝ ﻟﻸﺣﻛــﺎم واﻟﻘ ـ اررات اﻟﻣﺧﺗــﺎرة اﻟﺗــﻲ ﺗﺗﺿــﻣن ﻋﻼﻣــﺎت ﻣﺿــﻳﺋﺔ‬
‫طﺑﻘﺎً ﻟﻣﻌﺎﻳﻳر اﺧﺗﻳﺎر اﻷﺣﻛﺎم ‪ ,‬ﻋﻠﻣﺎً ﺑﺄن ﻋﻣﻠﻳﺔ اﻻﺧﺗﻳﺎر ﻟﻸﺣﻛﺎم طﺑﻘﺎً ﻟﺗﻠك اﻟﻣﻌﺎﻳﻳر ﻗد أﺳﻔرت ﻋـن‬
‫اﺧﺗﻳــﺎر أﺣﻛــﺎم ﺗﻛــررت اﻟﻣﺑــﺎدئ واﻵراء اﻟﻔﻘﻬﻳــﺔ اﻟﺟدﻳــدة اﻟﺗــﻲ أرﺳــﺗﻬﺎ وﻛــذﻟك اﻟﺣــﺎﻝ ﺑﺎﻟﻧﺳــﺑﺔ ﻟﻸﺣﻛــﺎم‬
‫اﻟﺗــﻲ ﻛﺎﻧــت ﺳــﺑﺑﺎً ﻓــﻲ ﺗﻌــدﻳﻝ ﺑﻌــض اﻟﻧﺻــوص اﻟﻘﺎﻧوﻧﻳــﺔ ‪ ,‬وﻟــذﻟك اﻗﺗﺻـرﻧﺎ ﻓــﻲ اﻟﺗﺣﻠﻳــﻝ واﻟﺗﻌﻠﻳــق ﻋﻠــﻰ‬
‫أﻫم ﻫذﻩ اﻷﺣﻛﺎم اﻟﺗﻲ أرﺳت ﻣﺑدأً ﺟدﻳداً أو رأﻳﺎً ﻓﻘﻬﻳﺎً ﺟدﻳداً أو ﺗرﺗب ﻋﻠﻳﻬﺎ ﺗﻌدﻳﻝ ﻧص ﻓـﻲ اﻟﻘـﺎﻧون‬
‫وﻟم ﻧﺗﻧﺎوﻝ ﺑﺎﻟﺗﺣﻠﻳـﻝ واﻟﺗﻌﻠﻳـق ﻛـﻝ ﻫـذﻩ اﻷﺣﻛـﺎم ﺧﺷـﻳﺔ اﻟﺗﻛـرار واﻹطﺎﻟـﺔ ‪ ,‬ﻋﻠﻣـﺎً ﺑـﺄن ﻫﻧـﺎك ﺗـداﺧﻝ ﻓـﻲ‬
‫اﻟــﻳﻣن ﻓﻳﻣــﺎ ﺑــﻳن اﻟﻘﺿــﺎء اﻟﻣــدﻧﻲ وﻗﺿ ـﺎء اﻷﺣ ـواﻝ اﻟﺷﺧﺻــﻳﺔ ‪ ,‬وﺳــوف ﻧﻼﺣــظ ذﻟــك ﻋﻧــدﻣﺎ ﻧﻌــرض‬
‫وﻧﺣﻠــﻝ اﻟﺣﻛــم رﻗــم )‪ (4‬اﻟــذي أرﺳــﺎ ﻗﺎﻋــدة وﻣﺑــدأً ﻫﺎﻣـﺎً ﻓﻳﻣــﺎ ﻳﺗﻌﻠــق ﺑﺑﻳــﻊ اﻟﻧﺳــﺎء ﻷﻗــﺎرﺑﻬن ‪ ,‬وﺳــﻧﻌرض‬
‫اﻷﺣﻛﺎم واﻟﻘ اررات اﻟﺻﺎدرة ﻋن اﻟﻘﺿﺎء اﻟﺷﺧﺻﻲ وﻧﺣﻠﻠﻬﺎ وﻧﻌﻠق ﻋﻠﻳﻬﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﻧﺣو اﻵﺗﻲ ‪:‬‬
‫‪ (1‬اﻟﺣﻛم اﻟﺻﺎدر ﻋـن داﺋـرة اﻷﺣـواﻝ اﻟﺷﺧﺻـﻳﺔ ﺑﺎﻟﻣﺣﻛﻣـﺔ اﻟﻌﻠﻳـﺎ )اﻟـﻧﻘض( ﻓـﻲ ﺟﻠﺳـﺗﻬﺎ اﻟﻣﻧﻌﻘـدة‬
‫ﺑﺗﺎرﻳﺦ‪1999/10/10‬م ‪ ,‬ﻓﻲ اﻟطﻌن ﺑﺎﻟﻧﻘض رﻗم )‪ (372‬ﻟﺳﻧﺔ‪1420‬ﻫـ واﻟذي أرﺳﺎ ﻣﺑـدأً ﻋﺎﻣـﺎً‬
‫ﻣﻔﺎدﻩ )أن اﻟوﻗف اﻟﺧﺎص ﻟذرﻳﺔ اﻟواﻗف ﻳﻛون اﺳﺗﺣﻘﺎق اﻟذﻛر واﻷﻧﺛﻰ ﻓﻳﻪ ﻋﻠﻰ ﺣد ﺳواء( ‪:‬‬
‫ﺣﺗﻰ ﻳﺗم ﻓﻬم اﻟﻣﺑدأ اﻟذي أرﺳـﺎﻩ ﻫـذا اﻟﺣﻛـم اﻟﻌظـﻳم ﻓﻣـن اﻟﻣﻬـم ﻟﻠﻐﺎﻳـﺔ اﻹﺷـﺎرة إﻟـﻰ أﻧـﻪ ﺳـﺎدت ﻓـﻲ‬
‫اﻟﻳﻣن ظﺎﻫرة اﻻﺣﺗﻳﺎﻝ ﻋﻠﻰ ﺣق اﻟﻧﺳﺎء ﻓﻲ اﻟﻣﻳراث ﻋن طرﻳق ﻗﻳﺎم اﻟﻣورث ﺑوﻗف أﻣواﻟﻪ ﻛﻠﻬﺎ أو‬
‫ﺑﻌﺿﻬﺎ ﻋﻠﻰ ذرﻳﺗﻪ ﻣن اﻟذﻛور ﻓﻘط ﺧوﻓﺎً ﻣن ﺧروج ﻫذﻩ اﻷﻣواﻝ إﻟﻰ ﻏﻳر أﻓراد أﺳرﺗﻪ ﻋن طرﻳق‬
‫زواج اﻟﻧﺳــﺎء اﻟوارﺛــﺎت ﻣــن رﺟــﺎﻝ ﺧــﺎرج أﺳ ـرة اﻟواﻗــف ‪ ,‬وﻳﺗﺧــذ ﻫــذا اﻟوﻗــف ﻣﺳــﻣﻳﺎت ﻛﺛﻳ ـرة أﺑرزﻫــﺎ‬
‫)وﻗــف ﻗ ـراءة اﻟﻘ ـرآن( وﻳﺳــﻣﻰ ﻓــﻲ اﻟــﻳﻣن )وﻗــف اﻟــدرس( أو )وﻗــف اﻟﻘ ـراءة( ﺣﻳــث ﻳﻘــوم اﻟﻣــورث‬
 ‫‪- 15 -‬‬

‫ﺑﺗﺣرﻳر وﺛﻳﻘﺔ وﻗف ﺧﺎص ﺗﻧص ﻋﻠﻰ أن اﻟوارث ﻗد ﺟﻌﻝ ﻛـﻝ أو ﺑﻌـض ﻣﺎﻟـﻪ وﻗﻔـﺎً ﺧﺎﺻـﺎً ﻷوﻻدﻩ‬
‫اﻟذﻛور ﺑﺎﻟﺗﺳﺎوي ﻓﻳﻣﺎ ﺑﻳﻧﻬم وﻻ ﻳﺟوز ﺑﻳﻊ ﻫـذﻩ اﻷﻣـواﻝ ﺣﺗـﻰ ﻳـرث اﷲ اﻷرض وﻣـن ﻋﻠﻳﻬـﺎ وﺗـؤوﻝ‬
‫إﻟﻰ اﻷوﻻد اﻟذﻛور ﻋﺎﺋدات وأرﺑﺎح ﻫذﻩ اﻷﻣواﻝ اﻟﻣوﻗوﻓﺔ ﻣﻘﺎﺑﻝ أن ﻳﻘوم اﻷوﻻد اﻟذﻛور ﺑﻘراءة ﺟزء‬
‫ﻣــن اﻟﻘـران ﻛــﻝ ﻳــوم أو ﺳــورة ﻣــن اﻟﺳــور )ﻏﺎﻟﺑـﺎً ﺳــورة ﻳــس أو ﺗﺑــﺎرك أو اﻹﺧــﻼص( ٕواﻫــداء ﺛـواب‬
‫اﻟﻘراءة إﻟﻰ روح اﻟﻣورث )اﻟواﻗف( ‪ ,‬وﻳﻧص اﻟﻣـورث )اﻟواﻗـف( ﻓـﻲ وﺛﻳﻘـﺔ اﻟوﻗـف اﻟﺧـﺎص ﻋﻠـﻰ أن‬
‫أﺣــد أوﻻدﻩ اﻟــذﻛور وﻏﺎﻟﺑـﺎً ﻣــﺎ ﻳﻛــون أﻛﺑــر اﻟــذﻛور ﺳــﻧﺎً وﻳﺳــﻣﻰ ﻓــﻲ اﻟــﻳﻣن )اﻷرﺷــد( ﻫــو اﻟﻧــﺎظر أو‬
‫اﻟﻣــدﻳر ﻟﻬــذا اﻟوﻗــف اﻟﺧــﺎص واﻟــذي ﻳﺗــوﻟﻰ إدارة اﻷﻣ ـواﻝ اﻟﻣوﻗوﻓــﺔ وﺟﺑﺎﻳــﺔ ﺣﺎﺻــﻼﺗﻬﺎ وﻋﺎﺋــداﺗﻬﺎ‬
‫وﺗوزﻳﻌﻬــﺎ ﻋﻠــﻰ اﻷوﻻد اﻟــذﻛور ﻓﻘــط ﺗﻧﻔﻳــذاً ﻟوﺛﻳﻘــﺔ اﻟواﻗــف ‪ ,‬وﻳــﺗم اﺳــﺗﺑﻌﺎد اﻟﻧﺳــﺎء اﻟوارﺛــﺎت ﻣــن ﻫــذا‬
‫اﻟوﻗف وﻻ ﻳﺣﺻﻠن ﻋﻠﻰ أي ﻣن ﻋﺎﺋدات وﺣﺎﺻﻼت ﺗﻠك اﻷﻣواﻝ اﻟﻣوﻗوﻓﺔ ﻋﻠﻰ أﺳﺎس أن اﻟﻧﺳﺎء‬
‫ﻓــﻲ اﻟﻐﺎﻟــب أُﻣﻳــﺎت ﻻ ﻳﻘــدرن ﻋﻠــﻰ ﻗ ـراءة اﻟﻘ ـران أو ﻓــﻲ أﺣﻳــﺎن ﻣﻌﻳﻧــﺔ ﻳﻛــن ﻏﻳــر طــﺎﻫرات )أﺛﻧــﺎء‬
‫اﻟﺣﻳض واﻟﻧﻔﺎس واﻟﻧزﻳف( وﻻ ﻳﺟوز ﻟﻬن ﻋﻧدﺋذ ﻣس اﻟﻣﺻﺣف أو ﻗراءة اﻟﻘران ‪.‬‬
‫وﻳﻘدر ﺑﻌض اﻟﺑﺎﺣﺛﻳن ﻫذﻩ اﻷوﻗﺎف ﺑﺎﻟﻳﻣن ﺑـ ‪ %30‬ﻣن اﻷراﺿﻲ اﻟزراﻋﻳﺔ ﺑﺎﻟﻳﻣن‪.‬‬
‫وﻏﺎﻟﺑـﺎً ﻣــﺎ ﺗﻛــرس أﺣﻛــﺎم اﻟﻘﺿــﺎء ظــﺎﻫرة اﻻﺣﺗﻳــﺎﻝ ﻋﻠــﻰ ﻣﻳـراث اﻟﻧﺳــﺎء اﻟﻣﺷــﺎر إﻟﻳﻬــﺎ ﺳــﺎﺑﻘﺎً ﺑذرﻳﻌــﺔ‬
‫ﺗطﺑﻳق اﻟﻘﺎﻋدة اﻟﻔﻘﻬﻳﺔ اﻟﺗـﻲ ﺗﻘﺿـﻲ ﺑـﺄن )ﻋﺑـﺎرة اﻟواﻗـف ﻛـﻧص اﻟﺷـﺎرع( أي أﻧـﻪ ﻳﺟـب اﺣﺗـ ارم إرادة‬
‫اﻟواﻗف وﻣﺷﻳﺋﺗﻪ ﻛﻣﺎ ﺗُﺣﺗرم اﻟﻧﺻوص اﻟﺷرﻋﻳﺔ‪.‬‬
‫إﻻ أن اﻟﺣﻛم اﻟذي ﻧﺣن ﺑﺻدد ﺗﺣﻠﻳﻠﻪ واﻟﺗﻌﻠﻳق ﻋﻠﻳﻪ ﻗد ﺧرج ﻋن اﻟﻣـﺄﻟوف اﻟظـﺎﻟم ﻟﻠﻧﺳـﺎء وﺧـﺎﻟف‬
‫ﻫذﻩ اﻟظﺎﻫرة اﻟﺳﻳﺋﺔ وﺗﺣداﻫﺎ ﻓﻛﺎن ﺑﺣق ﻋﻼﻣﺔ ﻣﺿﻳﺋﺔ وﻓﺎرﻗﺔ ﻓـﻲ ﺟﺑـﻳن اﻟﻘﺿـﺎء اﻟﻳﻣﻧـﻲ ﻓـﻲ ﻫـذا‬
‫اﻟﺷﺄن ‪ ,‬وﺳوف ﻧﻘﺗﺻر ﻓﻲ ﺗﻌﻠﻳﻘﻧـﺎ ﻋﻠـﻰ ﻫـذا اﻟﺣﻛـم وﻏﻳـرﻩ ﻣـن اﻷﺣﻛـﺎم ﻓـﻲ ﻣﻧطﻠـق ﺣﻘـوق اﻟﻣـرأة‬
‫اﻹﻧﺳــﺎﻧﻳﺔ وﻣﺑــدأ اﻟﻣﺳــﺎواة وﻋــدم اﻟﺗﻣﻳﻳــز ﺿــدﻫﺎ ﺣﻳــث ﺳــﻳﺗم اﻟﺗرﻛﻳــز ﻋﻠــﻰ ﻫــذا اﻟﺟﺎﻧــب ﻓﻘــط وﻟــن‬
‫ﻳﻛـون اﻟﺗﻌﻠﻳـق أو اﻟﺗﺣﻠﻳــﻝ ﻟﻠﺣﻛـم ﻣــن ﻣﻧطﻠـق ﺗﻘﻧــﻲ ﺑﺣـت طﺑﻘـﺎً ﻟﻣــﺎ ﻳﺷـﺗرطﻪ اﻹطــﺎر اﻟﻣرﺟﻌـﻲ ﻓــﻲ‬
‫ﻫذا اﻟﺷﺄن ‪.‬‬
‫وﺧﻼﺻﺔ اﻟـدﻋوى اﻟﺗـﻲ ﻓﺻـﻝ ﻓﻳﻬـﺎ ﻫـذا اﻟﺣﻛـم ﻣﺣـﻝ ﺗﺣﻠﻳﻠﻧـﺎ وﺗﻌﻠﻳﻘﻧـﺎ ﺧﻼﺻـﺗﻬﺎ أن اﻟورﺛـﺔ اﻟـذﻛور‬
‫ﺗﻣﺳﻛوا أﻣﺎم اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ اﻻﺑﺗداﺋﻳﺔ اﻟﻣﺧﺗﺻﺔ ﺑوﺛﻳﻘـﺔ اﻟوﻗـف اﻟﺧـﺎص اﻟﺻـﺎدرة ﻋـن اﻟﻣـورث )اﻟواﻗـف(‬
‫واﻟﺗﻲ ﻧﺻت ﻋﻠﻰ أن ﻋﺎﺋدات أﻣواﻟﻪ اﻟﻣوﻗوﻓﺔ ﻋﻠﻰ ذرﻳﺗﻪ ﺣﻘﺎً ﺧﺎﻟﺻﺎً ﻟورﺛﺗﻪ اﻟذﻛور ﻓﻘط ﺑﺎﻋﺗﺑـﺎر‬
‫ﻫــذا اﻟوﻗــف ﻣــن أوﻗــﺎف )ﻗ ـراءة اﻟﻘــ ارن أو اﻟــدرس( اﻟﺷــﺎﺋﻌﺔ ﻓــﻲ اﻟــﻳﻣن ‪ ,‬إﻻ أن اﻟﻧﺳــﺎء اﻟوارﺛــﺎت‬
‫اﻟﻣــدﻋﻳﺎت ﺗﻣﺳــﻛن أﻣــﺎم اﻟﻣﺣﻛﻣــﺔ ﺑﺣﻘﻬــن اﻟﺷــرﻋﻲ واﻟدﺳــﺗوري واﻟﻘــﺎﻧوﻧﻲ ﻓــﻲ ﻧﺻــﻳﺑﻬن ﻣــن ﻏــﻼﻝ‬
 ‫‪- 16 -‬‬

‫اﻟوﻗف اﻟذري اﻟﺧﺎص ﺑﺎﻋﺗﺑﺎرﻫن ﻣن ذرﻳﺔ اﻟواﻗف ‪ ,‬وﺑﻌد اﻷﺧذ واﻟرد ﻓﻳﻣﺎ ﺑـﻳن اﻟورﺛـﺔ ﻣـن اﻟـذﻛور‬
‫واﻹﻧﺎث ﺣﻛﻣت اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ اﻻﺑﺗداﺋﻳﺔ اﻟﻣﺧﺗﺻـﺔ ﺑﺄﺣﻘﻳـﺔ اﻟﻧﺳـﺎء ﻣـن ذرﻳـﺔ اﻟواﻗـف ﺑﻧﺻـﻳﺑﻬن اﻟﺷـرﻋﻲ‬
‫ﻣــن ﻏــﻼﻝ وﻋﺎﺋــدات اﻷﻣـواﻝ اﻟﻣوﻗوﻓــﺔ واﻟﻣﺳــﻣﺎة ﺑوﻗــف ﻗـراءة اﻟﻘـران ‪ ,‬إﻻ أن اﻟﻣﺣﻛﻣــﺔ اﻻﺳــﺗﺋﻧﺎﻓﻳﺔ‬
‫ﻟــم ﺗؤﻳــد ﻫــذا اﻟﺣﻛــم ﺣﻳــث أﻟﻐﺗــﻪ ‪ ,‬ﻓﻣــﺎ ﻛــﺎن ﻣــن أوﻟﺋــك اﻟﻧﺳــوة إﻻ أن ﻗﻣــن ﺑــﺎﻟطﻌن ﺑــﺎﻟﻧﻘض ﻓــﻲ‬
‫اﻟﺣﻛ ــم اﻻﺳ ــﺗﺋﻧﺎﻓﻲ أﻣ ــﺎم اﻟﻣﺣﻛﻣ ــﺔ اﻟﻌﻠﻳ ــﺎ )اﻟ ــﻧﻘض( داﺋـ ـرة اﻷﺣـ ـواﻝ اﻟﺷﺧﺻ ــﻳﺔ ﺑ ــﺎﻟطﻌن ﺑ ــﺎﻟﻧﻘض‬
‫اﻟﺷﺧﺻﻲ رﻗم )‪(372‬ﻟﺳﻧﺔ‪1420‬ﻫـ ‪.‬‬
‫وﻋﻧــد ﻧظــر داﺋ ـرة اﻷﺣ ـواﻝ اﻟﺷﺧﺻــﻳﺔ ﺑﺎﻟﻣﺣﻛﻣــﺔ اﻟﻌﻠﻳــﺎ ﻓــﻲ ذﻟــك اﻟطﻌــن وﺑﻌــد اﻟﻣداوﻟــﺔ واﻟد ارﺳــﺔ‬
‫ﻷوراق اﻟﻘﺿـ ــﻳﺔ ﺗوﺻـ ــﻠت إﻟـ ــﻰ اﻟﺣﻛـ ــم ﺑﺗـ ــﺎرﻳﺦ‪1999/10/10‬م ﺑﺄﺣﻘﻳـ ــﺔ اﻟﻧﺳـ ــﺎء اﻟطﺎﻋﻧـ ــﺎت ﻓـ ــﻲ‬
‫ﻧﺻــﻳﺑﻬن ﻣــن ﻋﺎﺋــدات اﻷﻣـواﻝ اﻟﻣوﻗوﻓــﺔ ﻟﻐــرض ﻗـراءة اﻟﻘـران ‪ ,‬وﻫــو اﻟﺣﻛــم ﻣﺣــﻝ ﺗﻌﻠﻳﻘﻧــﺎ ‪ ,‬ﺑــﻝ أن‬
‫اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﻌﻠﻳﺎ ﻗد أرﺳت ﺑﺣﺳب ﻣﺎ ورد ﻓﻲ ﺣﻳﺛﻳﺎت اﻟﺣﻛم ﻣﺑدأً ﻋﺎﻣﺎً اﺳﺗﻘر ﻋﻠﻳﻪ اﻟﻘﺿﺎء اﻟﻳﻣﻧﻲ‬
‫ﻣﻧذ‪1999‬م ‪ ,‬وﻣوﺟز ﻫذا اﻟﻣﺑدأ ﺣﺳﺑﻣﺎ اﺳﺗﺧﻠﺻﺗﻪ اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﻌﻠﻳﺎ ﻣن ﻫذا اﻟﺣﻛم ﻫو أن )اﻟوﻗـف‬
‫اﻟــذري اﻟﺧــﺎص ﻳﻛــون اﺳــﺗﺣﻘﺎق اﻟــذﻛر واﻷﻧﺛــﻰ ﻓﻳــﻪ ﻋﻠــﻰ اﻟﺳـواء ( وﻷﻫﻣﻳــﺔ ﻫــذا اﻟﻣﺑــدأ أو اﻟﻘﺎﻋــدة‬
‫ﻓﻘــد ﻗﺎﻣــت اﻟﻣﺣﻛﻣــﺔ اﻟﻌﻠﻳــﺎ ﺑﻧﺷـرﻩ ﺿــﻣن اﻟﻣﺑــﺎدئ واﻟﻘواﻋــد اﻟﻘﺿــﺎﺋﻳﺔ اﻟﺗــﻲ ﺗﻧﺷــرﻫﺎ اﻟﻣﺣﻛﻣــﺔ اﻟﻌﻠﻳــﺎ‬
‫وذﻟك ﻓﻲ اﻟﻌدد اﻷوﻝ اﻟﺟزء اﻟﺛﺎﻧﻲ اﻟﺻﺎدر ﻋن اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﻌﻠﻳﺎ ﻋﺎم ‪2004‬م ﺻـ‪ 356‬ﺣﺳﺑﻣﺎ ﻫو‬
‫ﻣﺑﻳن ﻓﻲ اﻟﻣرﻓﻘﺎت ‪.‬‬
‫وﻟــذﻟك ﻓﻬــذا اﻟﺣﻛــم ﻳﻌــد ﻋﻼﻣـﺔً ﻣﺿــﻳﺋﺔً ﻓــﻲ ﻣﺟــﺎﻝ اﻟﺣﻔــﺎظ ﻋﻠــﻰ ﺣﻘــوق اﻟﻣـرأة اﻹﻧﺳــﺎﻧﻳﺔ وﺗﻛ ـرﻳس‬
‫ﻣﺑدأ اﻟﻣﺳﺎواة وﻋدم اﻟﺗﻣﻳﻳز ﺿدﻫﺎ ‪.‬‬
‫ﻫــذا اﻟﻣﺑــدأ اﻟــذي أرﺳــﺎﻩ ﻫــذا اﻟﺣﻛــم ﻳواﻓــق اﻟﻣــﺎدة )‪ (23‬ﻣــن اﻟدﺳــﺗور اﻟﺗــﻲ ﺗــﻧص ﻋﻠــﻰ أن ) ﺣــق‬
‫اﻹرث ﻣﻛﻔ ــوﻝ طﺑﻘـ ـﺎً ﻷﺣﻛ ــﺎم اﻟﺷـ ـرﻳﻌﺔ اﻹﺳ ــﻼﻣﻳﺔ وﻳﺻ ــدر ﺑ ــﻪ ﻗ ــﺎﻧون ( وﻛـ ـذا اﻟﻣ ــﺎدة )‪ (31‬ﻣ ــن‬
‫اﻟدﺳﺗور اﻟﺗﻲ ﺗﻧص ﻋﻠﻰ أن )اﻟﻧﺳﺎء ﺷـﻘﺎﺋق اﻟرﺟـﺎﻝ وﻟﻬـن ﻣـن اﻟﺣﻘـوق وﻋﻠـﻳﻬن ﻣـن اﻟواﺟﺑـﺎت ﻣـﺎ‬
‫ﺗﻛﻔﻠـﻪ وﺗوﺟﺑــﻪ اﻟﺷـرﻳﻌﺔ وﻳــﻧص ﻋﻠﻳـﻪ اﻟﻘــﺎﻧون( ﻓﺿـﻼً ﻋــن أن اﻟﻣﺑـدأ أو اﻟﻘﺎﻋــدة اﻟﻣﺷــﺎر إﻟﻳﻬــﺎ اﻟﺗــﻲ‬
‫أرﺳﺎﻫﺎ ﻫذا اﻟﺣﻛم ﺗواﻓق اﻻﺗﻔﺎﻗﻳﺎت اﻟدوﻟﻳﺔ اﻟﺗﻲ ﺗوﺟب اﻟﻣﺳﺎواة ﺑﻳن اﻟرﺟﺎﻝ واﻟﻧﺳﺎء ‪.‬‬
‫وﻟﻛــﻝ ﻣــﺎ ﺗﻘــدم ﻓــﺎﻟﺣﻛم ﻣﺣــﻝ ﺗﻌﻠﻳﻘﻧــﺎ ﻳﻌــد ﻋﻼﻣــﺔ ﻣﺿــﻳﺋﺔ ﻓــﻲ ﻣﺟــﺎﻝ ﺣﻘــوق اﻟﻣـرأة اﻹﻧﺳــﺎﻧﻳﺔ وﻣﺑــدأ‬
‫اﻟﻣﺳﺎواة وﻋدم اﻟﺗﻣﻳﻳز ﺿدﻫﺎ طﺑﻘﺎً ﻟﻠﻣﻌﺎﻳﻳر اﻟﻣﻌﺗﻣدة ﻓﻲ ﻫـذﻩ اﻟد ارﺳـﺔ ﻻﺧﺗﻳـﺎر اﻷﺣﻛـﺎم اﻟﺗـﻲ ﺗﻌـد‬
‫ﻋﻼﻣﺎت ﻣﺿﻳﺋﺔ‪.‬‬
 ‫‪- 17 -‬‬

‫‪ (2‬اﻟﺣﻛــــم اﻟﺻــــﺎدر ﻋــــن داﺋــــرة اﻷﺣــــواﻝ اﻟﺷﺧﺻــــﻳﺔ ﺑﺎﻟﻣﺣﻛﻣــــﺔ اﻟﻌﻠﻳــــﺎ ﻓــــﻲ ﺟﻠﺳــــﺗﻬﺎ اﻟﻣﻧﻌﻘــــدة‬
‫ﺑﺗﺎرﻳﺦ‪2002/5/4‬م وذﻟك ﻓﻲ اﻟطﻌن ﺑﺎﻟﻧﻘض اﻟﺷﺧﺻﻲ رﻗم )‪ (137‬ﻟﺳﻧﺔ‪1422‬ﻫـ واﻟذي أرﺳـﺎ‬
‫ﻣﺑدأ ﻣﻔﺎدﻩ )أن اﻹﺟﺣﺎف اﻟﻣودي إﻟﻰ ﺣرﻣﺎن اﻟﻧﺳﺎء ﻣن ﺣﻘوﻗﻬن ﻳﺑطﻝ اﻻﺗﻔﺎق ﻋﻠﻰ ذﻟك( ‪:‬‬
‫وﺧﻼﺻﺔ وﻗﺎﺋﻊ وﺣﻳﺛﻳﺎت ﻫذا اﻟﺣﻛم أن أﺣـدى اﻟﻧﺳـﺎء وﻫـﻲ )اﻟﺣـرة ‪ .....‬ﺑﻧـت ﻋﻣـر ﻣﺣﻣـد ( ﻗـد‬
‫ﺗﻘـدﻣت أﻣــﺎم اﻟﻣﺣﻛﻣـﺔ اﻻﺑﺗداﺋﻳــﺔ اﻟﻣﺧﺗﺻـﺔ ﺑــدﻋوى ﻗﺳـﻣﺔ طﺎﻟﺑــت ﻓﻳﻬـﺎ ﺑﻘﺳــﻣﺔ ﺗرﻛـﺔ واﻟــدﻫﺎ وأﺧﻳﻬــﺎ‬
‫اﻟﺷــﻬﻳد )‪ (..............‬ﻋﻠــﻰ ﺟﻣﻳــﻊ اﻟورﺛــﺔ طﺑﻘـﺎً ﻷﺣﻛــﺎم اﻟﻣﻳـراث ﻓــﻲ اﻟﺷـرﻳﻌﺔ اﻹﺳــﻼﻣﻳﺔ ‪ ,‬ﻓﻣــﺎ‬
‫ﻛﺎن ﻣـن أﺧـوة اﻟﻣدﻋﻳـﺔ اﻟـذﻛور إﻻ أن أﺑـرزوا أﻣـﺎم اﻟﻣﺣﻛﻣـﺔ اﺗﻔﺎﻗﻳـﺔ ﺻـﻠﺢ ﻓﻳﻣـﺎ ﺑـﻳن اﻟورﺛـﺔ ﺟﻣﻳﻌـﺎً‬
‫ﺑﻣــن ﻓــﻳﻬم أﺧــﺗﻬم اﻟﻣدﻋﻳــﺔ ﺣﻳــث ﺗﺿــﻣﻧت ﺗﻠــك اﻻﺗﻔﺎﻗﻳــﺔ ﺗ ارﺿــﻲ اﻟورﺛــﺔ ﺟﻣﻳﻌ ـﺎً ﻋﻠــﻰ ﻗﺳــﻣﺔ ﺗرﻛــﺔ‬
‫واﻟــدﻫم وﻣﻌــﺎش أﺧــﻳﻬم اﻟﺷــﻬﻳد ‪ ,‬وﻗــد ﻧﺻــت ﺗﻠــك اﻻﺗﻔﺎﻗﻳــﺔ ﻋﻠــﻰ أن ﻧﺻــﻳب اﻷﺧــت اﻟﻣدﻋﻳــﺔ أﻗــﻝ‬
‫ﺑﻛﺛﻳــر ﻣــن اﻟﻧﺻــﻳب اﻟﻣﻘــرر ﻟﻬــﺎ ﺷــرﻋﺎً وﻗﺎﻧوﻧـﺎً ‪ ,‬ﺣﻳــث ﺗﻣﺳــك اﻷﺧــوة اﻟــذﻛور أﻣــﺎم اﻟﻣﺣﻛﻣــﺔ ﺑﺗﻠــك‬
‫اﻻﺗﻔﺎﻗﻳﺔ ﻋﻠﻰ أﺳﺎس أﻧﻬﺎ ﺣﺎﺳﻣﺔ ﻷي ﺧﻼف وﻻ ﻳﺣق ﻷي ﻣن اﻟﻣوﻗﻌﻳن ﻋﻠﻰ ﺗﻠك اﻻﺗﻔﺎﻗﻳﺔ ﺑﻣـن‬
‫ﻓــﻳﻬم اﻷﺧــت اﻟﻣدﻋﻳــﺔ اﻟﺗﺣﻠــﻝ ﻣــن ﺑﻧــود ﺗﻠــك اﻻﺗﻔﺎﻗﻳــﺔ اﻟﺗــﻲ اﺗﻔــق ﻋﻠﻳﻬــﺎ ﺟﻣﻳــﻊ اﻟورﺛــﺔ ذﻛــو اًر ٕواﻧﺎﺛـﺎً‬
‫طواﻋﻳـــﺔ واﺧﺗﻳـ ــﺎ اًر ﻋﻣـ ـﻼً ﺑﻘﺎﻋـ ــدة )اﻟﻌﻘـــد ﺷ ـ ـرﻳﻌﺔ اﻟﻣﺗﻌﺎﻗـــدﻳن( ﺣﻳـ ــث أن اﻻﻟﺗ ازﻣـــﺎت اﻟﺗـ ــﻲ ﺗﻘررﻫـ ــﺎ‬
‫اﻻﺗﻔﺎﻗﻳﺎت طﺑﻘﺎً ﻟﻬذﻩ اﻟﻘﺎﻋدة ﻣﻠزﻣـﺔ وﻳﺟـب ﻋﻠـﻰ اﻟﻣﺗﻌﺎﻗـدﻳن اﻟوﻓـﺎء ﺑﻬـﺎ واﺣﺗراﻣﻬـﺎ ﻛﻣـﺎ أن اﻟﻘﺳـﻣﺔ‬
‫ﺑﻳن اﻟورﺛـﺔ ﻗـد ﺗﻣـت ﻋﻠـﻰ أﺳـﺎس ﻫـذﻩ اﻻﺗﻔﺎﻗﻳـﺔ ‪ ,‬ﺣﻳـث ردت اﻟﻣدﻋﻳـﺔ ﻋﻠـﻰ اﺣﺗﺟـﺎج أﺧوﺗﻬـﺎ ﺑﺗﻠـك‬
‫اﻻﺗﻔﺎﻗﻳﺔ ﺑﺄﻧﻬﺎ ﻻ ﺗﻌﻠم ﺑﺄن ﺗﻠك اﻻﺗﻔﺎﻗﻳﺔ ﺗﺣرﻣﻬﺎ ﻣن ﺣﻘوﻗﻬﺎ اﻟﻣﻘررة ﺷرﻋﺎً وﻗﺎﻧوﻧﺎً ‪ ,‬وﺑﻌـد اﻟﻣداوﻟـﺔ‬
‫ﺣﻛﻣت اﻟﻣﺣﻛﻣـﺔ اﻻﺑﺗداﺋﻳـﺔ اﻟﻣﺧﺗﺻـﺔ ﺑـرﻓض دﻋـوى اﻟﻣدﻋﻳـﺔ ﺑﺣﺟـﺔ أن ﻗـﺎﻧون اﻹﺛﺑـﺎت ﻳـﻧص ﻓـﻲ‬
‫أو وارﺛــﻪ ﻓــﻲ ﻗﺳــﻣﺔ ﻣﺳــﺗوﻓﻳﺔ ﺷــروط‬ ‫اﻟﻣــﺎدة )‪ (16‬ﻋﻠــﻰ أﻧــﻪ )ﻻ ﺗﺳــﻣﻊ اﻟــدﻋوى ﻣــن اﻟﻣﻘﺎﺳــم‬
‫ﺻــﺣﺗﻬﺎ إﻻ ﻣــن اﻟﻘﺎﺻــر ﺑﻌــد ﺑﻠوﻏــﻪ واﻟﻐﺎﺋــب ﺑﻌــد ﺣﺿــورﻩ وﺑﺷــرط أن ﻻ ﺗﻣﺿــﻲ ﺳــﻧﺔ ﻣــن وﻗ ـت‬
‫اﻟﺑﻠوغ أو اﻟﺣﺿور ( واﻟﻣدﻋﻳﺔ ﻟم ﺗﻛن ﻏﺎﺋﺑﺔ أو ﻗﺎﺻرة ﺣﻳن اﻟﻘﺳﻣﺔ ‪.‬‬
‫إﻻ أن اﻟﻣدﻋﻳــﺔ ﻟــم ﺗﻳــﺄس ﻣــن اﻟﻣطﺎﻟﺑــﺔ ﺑﺣﻘﻬــﺎ اﻟﺷــرﻋﻲ واﻟﻘــﺎﻧوﻧﻲ ﻓــﻲ اﻹرث ﺣﻳــث طﻌﻧــت ﺑــﺎﻟﺣﻛم‬
‫اﻻﺑﺗــداﺋﻲ أﻣــﺎم ﻣﺣﻛﻣــﺔ اﻻﺳــﺗﺋﻧﺎف اﻟﻣﺧﺗﺻــﺔ اﻟﺗــﻲ اﻗﺗﻔــت آﺛــﺎر اﻟﻣﺣﻛﻣــﺔ اﻻﺑﺗداﺋﻳــﺔ وأﻳــدت اﻟﺣﻛــم‬
‫اﻻﺑﺗــداﺋﻲ ﺑﻛــﻝ ﻓﻘ ارﺗــﻪ ‪ ,‬وﺑﺈﺻ ـرار وﻋﻧــﺎد ﻗﺎﻣــت اﻟﻣدﻋﻳــﺔ ﺑــﺎﻟطﻌن ﺑــﺎﻟﻧﻘض ﻓــﻲ اﻟﺣﻛــم اﻻﺳــﺗﺋﻧﺎﻓﻲ‬
‫اﻟﻣؤﻳــد ﻟﻠﺣﻛــم اﻻﺑﺗــداﺋﻲ وذﻟــك أﻣــﺎم اﻟــداﺋرة اﻟﺷﺧﺻــﻳﺔ ﺑﺎﻟﻣﺣﻛﻣــﺔ اﻟﻌﻠﻳــﺎ اﻟﺗــﻲ ﺣﻛﻣــت ﺑﻌــد اﻟﻣداوﻟــﺔ‬
‫واﻟد ارﺳــﺔ ﺑﺈﻟﻐــﺎء وﻧﻘــض اﻟﺣﻛــم اﻻﺳــﺗﺋﻧﺎﻓﻲ اﻟﻣؤﻳــد ﻟﻠﺣﻛــم اﻻﺑﺗــداﺋﻲ ٕواﺑطــﺎﻝ اﺗﻔﺎﻗﻳــﺔ اﻟﻘﺳــﻣﺔ اﻟﺗــﻲ‬
‫أﺟﺣﻔــت ﺑﺣــق اﻟﻣ ـرأة وﺣﺻــر ﻛﺎﻣــﻝ اﻟﺗرﻛــﺔ ٕواﻋــﺎدة ﻗﺳــﻣﺗﻬﺎ ﺑــﻳن ﺟﻣﻳــﻊ اﻟورﺛــﺔ ﺣﺳــب اﻟﻔ ـراﺋض‬
 ‫‪- 18 -‬‬

‫اﻟﺷرﻋﻳﺔ ٕواﻟﺣﺎق اﻟﻔراﺋض ﺑﺄﻫﻠﻬﺎ وﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻣﻌﺎش اﻟﺷﻬﻳد ﻓﻳﺗم ﺗطﺑﻳق ﻗـﺎﻧون اﻟﻣﻌﺎﺷـﺎت واﻟﺗﺄﻣﻳﻧـﺎت‬
‫ﺑﺷﺄﻧﻪ ﺣﺳﺑﻣﺎ ورد ﻓﻲ ﺣﻛم داﺋرة اﻷﺣواﻝ اﻟﺷﺧﺻﻳﺔ ﺑﺎﻟﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﻌﻠﻳﺎ اﻟﻣرﻓق وﻟم ﻳﻛﺗف ﻫذا اﻟﺣﻛـم‬
‫ﺑذﻟك ٕواﻧﻣﺎ أرﺳﺎ ﻫذا اﻟﺣﻛم ﻣﺑدأً ﻋﺎﻣﺎً أو ﻗﺎﻋدة ﻗﺿﺎﺋﻳﺔ ﻋﺎﻣﺔ ﻣﻔﺎدﻫﺎ أن )اﻹﺟﺣـﺎف اﻟﻣـؤدي إﻟـﻰ‬
‫ﺣرﻣﺎن اﻟﻧﺳﺎء ﻣن ﺣﻘوﻗﻬن ﻳﺑطﻝ اﻻﺗﻔﺎق ﻋﻠﻰ ذﻟك ( وﻗد ﻧﺷرت اﻟﻣﺣﻛﻣـﺔ اﻟﻌﻠﻳـﺎ ﻫـذا اﻟﻣﺑـدأ أو‬
‫اﻟﻘﺎﻋ ــدة ﺿ ــﻣن اﻟﻘواﻋ ــد واﻟﻣﺑ ــﺎدئ اﻟﻘﺿ ــﺎﺋﻳﺔ اﻟﻣﻧﺷ ــورة ﻓ ــﻲ اﻟﻌ ــدد اﻟﺛ ــﺎﻧﻲ اﻟﺟ ــزء اﻟﺛ ــﺎﻧﻲ ﺻ ـ ـ‪446‬‬
‫اﻟﺻﺎدر ﻋن اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﻌﻠﻳـﺎ ﻋـﺎم ‪2005‬م ‪ ,‬وﻟﻛـﻝ ﻣـﺎ ﺗﻘـدم ﻓﻬـذا اﻟﺣﻛـم ﻳﻌـد ﻋﻼﻣـﺔ ﻣﺿـﻳﺋﺔ ﺣﻳـث‬
‫ﻳﻛﻔﻝ ﺣﻣﺎﻳﺔ ﺣﻘوق اﻟﻣرأة ﻣن اﻻﺗﻔﺎﻗﻳﺎت اﻟﺟﺎﺋرة اﻟﺗﻲ ﺗﻔﺿﻲ إﻟﻰ ﺣرﻣﺎن اﻟﻣـرأة ﻣـن ﻛﺎﻣـﻝ ﺣﻘوﻗﻬـﺎ‬
‫أو ﺑﻌﺿﻬﺎ ﻻﺳﻳﻣﺎ ﻓـﻲ اﻟـﻳﻣن ‪ ,‬ﺣﻳـث ﻳﺣـرص اﻟﻛﺛﻳـر ﻣـن اﻟرﺟـﺎﻝ ﻋﻠـﻰ اﻻﺣﺗﻳـﺎﻝ واﻟﺗوﺳـﻝ ﺑوﺳـﺎﺋﻝ‬
‫ﻛﺛﻳـرة ﻣﻧﻬــﺎ اﻻﺗﻔﺎﻗﻳــﺎت اﻟﺟــﺎﺋرة ﻟﺣرﻣــﺎن اﻟﻣـرأة ﻣــن ﺣﻘوﻗﻬــﺎ ﻣﺳــﺗﻐﻠﻳن اﻟﻌواﻣــﻝ اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻳــﺔ واﻟﺛﻘﺎﻓﻳــﺔ‬
‫واﻻﻗﺗﺻﺎدﻳﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﻌﺎﻧﻲ ﻣﻧﻬﺎ اﻟﻣرأة واﻟﺳﺎﻟف ذﻛرﻫﺎ ﻓﻲ اﻟﻣدﺧﻝ اﻟﻌﺎم ﻟﻠدراﺳﺔ ‪.‬‬
‫وﻻ رﻳــب أن ﻫــذا اﻟﻣﺑــدأ أو ﺗﻠــك اﻟﻘﺎﻋــدة ﺗواﻓــق اﻟدﺳــﺗور وأﺣﻛــﺎم اﻟﺷــرع واﻟﻘــﺎﻧون اﻟﺗــﻲ ﺗﻘــرر وﺗــﻧظم‬
‫اﻟﻣوارﻳث وﻻ ﺷك أن ﻫذﻩ اﻷﺣﻛﺎم ﻣن اﻟﻧظﺎم اﻟﻌﺎم اﻟذي ﻻ ﻳﺟوز ﻟﻸﻓراد اﻻﺗﻔﺎق ﻋﻠﻰ ﻣﺧﺎﻟﻔﺗﻬﺎ ‪,‬‬
‫وﻟذﻟك ﻓﻼ وﺟﻪ ﻟﻠﺗﻣﺳك ﺑﻘﺎﻋدة )اﻟﻌﻘد ﺷرﻳﻌﺔ اﻟﻣﺗﻌﺎﻗدﻳن( ﻟﺣرﻣﺎن اﻟﻣرأة أو اﻻﻧﺗﻘﺎص ﻣن ﺣﻘوﻗﻬـﺎ‬
‫اﻟﺷرﻋﻳﺔ واﻟﻘﺎﻧوﻧﻳﺔ ‪.‬‬
‫ﻛﻣﺎ أن ﻫذا اﻟﻣﺑدأ أو اﻟﻘﺎﻋدة ﺗواﻓـق اﻻﺗﻔﺎﻗﻳـﺎت واﻟﻣواﺛﻳـق اﻟدوﻟﻳـﺔ اﻟﺗـﻲ ﺗﻛﻔـﻝ اﻟﻣﺳـﺎواة ﺑـﻳن اﻟرﺟـﺎﻝ‬
‫واﻟﻧﺳﺎء ﻓﻲ اﻟﺣﻘوق واﻟواﺟﺑﺎت‪.‬‬

‫‪ (3‬اﻟﺣﻛم اﻟﺻﺎدر ﻋـن داﺋـرة اﻷﺣـواﻝ اﻟﺷﺧﺻـﻳﺔ ﺑﺎﻟﻣﺣﻛﻣـﺔ اﻟﻌﻠﻳـﺎ ﻓـﻲ ﺟﻠﺳـﺔ ‪1999/11/17‬م ﻓـﻲ‬
‫اﻟطﻌن ﺑﺎﻟﻧﻘض اﻟﺷﺧﺻﻲ رﻗم )‪ (472‬ﻟﺳﻧﺔ‪1420‬ﻫـ ‪ ,‬اﻟذي أرﺳﺎ ﻣﺑدأ ﻣﻔﺎدﻩ )ﻓﺳﺎد ﻋﻘد اﻟﺑﻳـﻊ‬
‫ﻣن اﻟﻧﺳﺎء ﻷﻗﺎرﺑﻬن ﻣﺎ ﻟم ﻳﺗم ﺗﻘدﻳر ﺛﻣـن اﻟﻣﺑﻳـﻊ ﻣـن ﻗﺑـﻝ ﺧﺑﻳـرﻳن ﻋـدﻟﻳن وأن ﺗﺗﺳـﻠم اﻟﻧﺳـﺎء‬
‫ﺑﺎﻟﻔﻌﻝ اﻟﺛﻣن اﻟﺣﻘﻳﻘﻲ( ‪:‬‬
‫ﺳــﺑق اﻟﻘــوﻝ ﺑــﺄن ﺑﻌــض اﻟرﺟــﺎﻝ ﻣــن أﻗــﺎرب اﻟﻧﺳــﺎء ﺑــﺎﻟﻳﻣن ﻳﺳــﺗﻐﻠون اﻟﻌواﻣــﻝ اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻳــﺔ واﻟﺛﻘﺎﻓﻳــﺔ‬
‫واﻻﻗﺗﺻﺎدﻳﺔ اﻟﻣؤﺛرة ﻋﻠـﻰ ﻗرﻳﺑـﺎﺗﻬم ﻣـن اﻟﻧﺳـﺎء ﻓـﻲ ﻣﺻـﺎدرة ﺣﻘـوق ﺗﻠـك اﻟﻧﺳـوة أو اﻻﻧﺗﻘـﺎص ﻣﻧﻬـﺎ‬
‫ﺑوﺳــﺎﺋﻝ ﻛﺛﻳـرة ﻛــﺈﺣراج اﻟﻣـرأة ﻋﻠــﻰ ﺑﻳــﻊ ﺣﻘوﻗﻬــﺎ أو أﻛـراﻩ اﻟﻣـرأة ﻋﻠــﻰ اﻟﺑﻳــﻊ ﺑﺳــﻌر زﻫﻳــد أو ﺗﺳــﻣﻳﺔ‬
‫اﻟﺛﻣن دون ﺗﺳﻠﻳم اﻟﺛﻣن ﺑﺎﻟﻔﻌﻝ إﻟﻰ اﻟﻣرأة ‪.‬‬
 ‫‪- 19 -‬‬

‫وﻟﻣــﺎ ﺷــﺎﻋت ﻫــذﻩ اﻟظــﺎﻫرة واﻧﺗﺷــرت ﺑــﻳن أﻗــﺎرب اﻟﻧﺳــﺎء ﺑــﺎﻟﻳﻣن ﻓﻘــد ﺗــدﺧﻝ اﻟﻘﺿــﺎء ﻟﻠﺣــد ﻣــن ﻫــذﻩ‬
‫اﻟظﺎﻫرة اﻟﺟﺎﺋرة ﺣﻳث أرﺳت اﻟﻣﺣﻛﻣـﺔ اﻟﻌﻠﻳـﺎ ﻣﺑـدأً أو ﻗﺎﻋـدة ﻗﺿـﺎﺋﻳﺔ ﻣﻔﺎدﻫـﺎ )ﻓﺳـﺎد ﻋﻘـد اﻟﺑﻳـﻊ ﻣـن‬
‫اﻟﻧﺳــﺎء ﻷﻗــﺎرﺑﻬن اﻟرﺟــﺎﻝ ﻣــﺎ ﻟــم ﻳــﺗم ﺗﻘــدﻳر ﺛﻣــن اﻟﻣﺑﻳــﻊ ﻣــن ﻗﺑــﻝ ﺧﺑﻳـرﻳن ﻋــدﻟﻳن وأن ﺗﺗﺳــﻠم اﻟﻧﺳــﺎء‬
‫ﺑﺎﻟﻔﻌﻝ اﻟﺛﻣن اﻟﺣﻘﻳﻘﻲ(‪.‬‬
‫وﺧﻼﺻﺔ وﻗﺎﺋﻊ اﻟﺣﻛم اﻟذي ﻧﺣن ﺑﺻدد ﺗﺣﻠﻳﻠﻪ واﻟﺗﻌﻠﻳق ﻋﻠﻳﻪ ﻫو أن أﺧﺗﻳن ﻗد رﻓﻌﺗـﺎ دﻋـوى أﻣـﺎم‬
‫اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ اﻻﺑﺗداﺋﻳﺔ اﻟﻣﺧﺗﺻﺔ طﻠﺑﺗﺎ ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟدﻋوى إﻟزام إﺧواﻧﻬﻣﺎ اﻟـذﻛور ﺑﺗﺳـﻠﻳم أ ارﺿـﻲ زراﻋﻳـﺔ‬
‫ﻛﺎﻧت ﻗد اﻧﺗﻘﻠت إﻟﻰ اﻷﺧﺗﻳن اﻟﻣدﻋﻳﺗﻳن أرﺛﺎً ﻣن واﻟـدﻫﻣﺎ اﻟﻣﺗـوﻓﻰ ﻓﺄﺟـﺎب اﻷﺧـوة اﻟـذﻛور اﻟﻣـدﻋﻰ‬
‫ﻋﻠﻳﻬم ﺑﺄن أﺧﺗﻳﻬﻣـﺎ ﻗـد ﺑﺎﻋﺗـﺎ ﺗﻠـك اﻷ ارﺿـﻲ إﻟـﻳﻬم وأﻧـﻪ ﻟـم ﻳﻌـد ﻟﻸﺧﺗـﻳن اﻟﻣـدﻋﻳﺗﻳن أي ﺣـق ﺑﺷـﺄن‬
‫ﺗﻠك اﻷرض اﻟﺗﻲ آﻟت إﻟﻳﻬم ﺑﺎﻟﺑﻳﻊ ﻣن اﻷﺧﺗﻳن‪ ,‬ﻓﻠم ﺗﻧﻛر اﻷﺧﺗـﺎن واﻗﻌـﺔ اﻟﺑﻳـﻊ ٕواﻧﻣـﺎ أﻓﺎدﺗـﺎ ﺑﺄﻧﻬﻣـﺎ‬
‫ﻟــم ﺗﻌﻠﻣــﺎ ﺑــﺎﻟﺛﻣن اﻟﺣﻘﻳﻘــﻲ ﻟﻸ ارﺿــﻲ ﻋﻧــد اﻟﺑﻳــﻊ وأﻧﻬﻣــﺎ ﻗــد ﺗﺣرﺟﺗــﺎ ﻋــن ﻣطﺎﻟﺑــﺔ إﺧ ـواﻧﻬن ﺑــﺎﻟﺛﻣن‬
‫اﻟﺣﻘﻳﻘﻲ ﻓﺿﻼً ﻋن ﺧوﻓﻬﻣﺎ ﻣن أﺧواﻧﻬن اﻟذﻛور اﻟﻣـدﻋﻰ ﻋﻠـﻳﻬم ‪ ,‬وﻗـد ﻗﺿـت اﻟﻣﺣﻛﻣـﺔ اﻻﺑﺗداﺋﻳـﺔ‬
‫ﺑ ـرﻓض دﻋــوى اﻷﺧﺗــﻳن ﻷن ﺑﻳــﻊ اﻷﺧﺗــﻳن ﻹﺧ ـواﻧﻬن اﻟــذﻛور ﺻــﺣﻳﺢ ﺗ ـواﻓرت ﻓﻳــﻪ ﻛﺎﻓــﺔ اﻟﺷــروط‬
‫اﻟﻣﻌﺗﺑرة ﺷرﻋﺎً وﻗﺎﻧوﻧﺎً ﻓﻲ ﻋﻘد اﻟﺑﻳﻊ ‪ ,‬ﻓﻠم ﺗﻘﺑﻝ اﻷﺧﺗﺎن ﺑﻬـذا اﻟﺣﻛـم ﺣﻳـث ﻗﺎﻣـت اﻷﺧﺗـﺎن ﺑـﺎﻟطﻌن‬
‫ﺑﺎﻻﺳﺗﺋﻧﺎف أﻣﺎم ﻣﺣﻛﻣﺔ اﻻﺳﺗﺋﻧﺎف اﻟﻣﺧﺗﺻﺔ اﻟﺗﻲ ﺗوﺻـﻠت ﺑﻌـد اﻟﻣراﻓﻌـﺔ واﻟد ارﺳـﺔ واﻟﻣداوﻟـﺔ إﻟـﻰ‬
‫اﻟﺣﻛم ﺑﺈﻟﻐﺎء اﻟﺣﻛم اﻻﺑﺗداﺋﻲ ‪ ,‬ﻓﻣﺎ ﻛﺎن ﻣن اﻷﺧوة اﻟذﻛور اﻟﻣﺣﻛوم ﻋﻠـﻳﻬم إﻻ أن ﺗﻘـدﻣوا ﺑـﺎﻟطﻌن‬
‫ﺑــﺎﻟﻧﻘض ﻓــﻲ اﻟﺣﻛــم اﻻﺳــﺗﺋﻧﺎﻓﻲ أﻣــﺎم داﺋ ـرة اﻷﺣ ـواﻝ اﻟﺷﺧﺻــﻳﺔ ﺑﺎﻟﻣﺣﻛﻣــﺔ اﻟﻌﻠﻳــﺎ اﻟﺗــﻲ ﻗــررت ﺑﻌــد‬
‫اﻟدراﺳﺔ واﻟﻣداوﻟﺔ ﺗﺄﻳﻳد اﻟﺣﻛم اﻻﺳﺗﺋﻧﺎﻓﻲ ﻷن ﻣوﺿـوع اﻟﻧـزاع ﻫـو ﺑﻳـﻊ اﻟﻧﺳـﺎء ﻷﻗـﺎرﺑﻬن وﻟـم ﺗﺗـوﻓر‬
‫ﻓﻳـﻪ ﺷــروط اﻟﺻــﺣﺔ ﻓــﻲ ﻫــذا اﻟﺑـﺎب وﻫـﻲ ﺗﻘــوﻳم اﻟﻣﺑﻳــﻊ ﺑواﺳــطﺔ ﻋـدﻟﻳن ﺧﺑﻳـرﻳن وﻟــم ﻳﺛﺑــت ﻗﺑﺿــﻬن‬
‫ﻟﻠﺛﻣن ﺑﺎﻟﻔﻌﻝ ﻟذﻟك ﻓﻬو ﺑﻳﻊ ﻓﺎﺳد‪ ,‬إﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ ﻫذا اﻟﺣﻛم ﻓﻘد ذﻛرت اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﻌﻠﻳﺎ ﻓﻲ ﺣﻛـم أﺧـر‬
‫ﻓــﻲ اﻟطﻌــن رﻗــم )‪ (452‬ﻟﺳــﻧﺔ‪1420‬ﻫ ـ ﺑــﺄن ﺑﻳــﻊ اﻟﻧﺳــﺎء ﻷﻗــﺎرﺑﻬن ﺗﺗطــرق إﻟﻳــﻪ اﻻﺣﺗﻣــﺎﻻت اﻟﻛﺛﻳـرة‬
‫ﻣن ﺧوف وﺣﻳﺎء اﻟﻧﺳﺎء واﻟﺗﻲ ﺗﺑطﻝ اﻻﺳﺗدﻻﻝ ﺑﻬذا اﻟﺑﻳﻊ ‪.‬‬
‫وﻷﻫﻣﻳﺔ ﻫذا اﻟﺣﻛـم وﺗﻘرﻳـرﻩ ﻟﻠﻣﺑـدأ أو اﻟﻘﺎﻋـدة اﻟﺳـﺎﻟف ذﻛرﻫـﺎ ﻓﻘـد ﻗﺎﻣـت اﻟﻣﺣﻛﻣـﺔ اﻟﻌﻠﻳـﺎ ﺑﻧﺷـر ﻫـذا‬
‫اﻟﻣﺑــدأ أو اﻟﻘﺎﻋــدة اﻟﺗــﻲ ﺗﺑــﻳن ﺣﻛــم ﺑﻳــﻊ اﻟﻧﺳــﺎء ﻷﻗــﺎرﺑﻬن ﺿــﻣن اﻟﻣﺑــﺎدئ واﻟﻘواﻋــد اﻟﻘﺿــﺎﺋﻳﺔ اﻟﺗــﻲ‬
‫ﻧﺷـ ـرﺗﻬﺎ اﻟﻣﺣﻛﻣ ــﺔ اﻟﻌﻠﻳ ــﺎ ﻓ ــﻲ اﻟﻌ ــدد اﻷوﻝ اﻟﺟ ــزء اﻟﺛ ــﺎﻧﻲ ﺻ ـ ـ‪ 386‬اﻟﺻ ــﺎدر ﻋ ــن اﻟﻣﺣﻛﻣ ــﺔ اﻟﻌﻠﻳ ــﺎ‬
‫)اﻟﻧﻘض( ﻋﺎم ‪2004‬م ‪.‬‬
 ‫‪- 20 -‬‬

‫وﺗﺑﻌﺎً ﻟذﻟك ﻓﻘد أرﺳﺎ ﻫذا اﻟﺣﻛم ﻣﺣﻝ ﺗﻌﻠﻳﻘﻧﺎ ﻣﺑدأً أو ﻗﺎﻋدةً ﻟم ﻳﻛن ﻟﻪ وﺟود وﻫﻲ ﻓﺳﺎد ﻋﻘـد اﻟﺑﻳـﻊ‬
‫ﻣن اﻟﻧﺳﺎء ﻷﻗﺎرﺑﻬن ﻣﺎ ﻟم ﻳﺗم ﺗﻘدﻳر ﺛﻣن اﻟﻣﺑﻳﻊ ﻣن ﻗﺑﻝ ﺧﺑﻳرﻳن ﻋـدﻟﻳن وأن ﺗﺗﺳـﻠم اﻟﻧﺳـوة ﺑﺎﻟﻔﻌـﻝ‬
‫اﻟﺛﻣن اﻟﺣﻘﻳﻘﻲ ﻣن أﻗﺎرﺑﻬن ‪ ,‬وﻟذﻟك ﻓﻬذا اﻟﺣﻛم ﻳﻌد ﺑﺣق ﻋﻼﻣـﺔ ﻣﺿـﻳﺋﺔ وﻣﺷـرﻗﺔ ﻓـﻲ ﻣﺟـﺎﻝ ﻣﻧـﻊ‬
‫اﻻﺣﺗﻳﺎﻝ ﻋﻠﻰ ﺣﻘوق اﻟﻧﺳﺎء اﻟﺷرﻋﻳﺔ واﻟﻘﺎﻧوﻧﻳﺔ ‪.‬‬
‫وﺗﻧطﺑــق ﻋﻠــﻰ ﻫــذا اﻟﺣﻛــم اﻟﻣﻌــﺎﻳﻳر اﻟﻣﻌﺗﻣــدة ﻓــﻲ اﻟد ارﺳــﺔ ﻻﺧﺗﻳــﺎر اﻷﺣﻛــﺎم اﻟﺗــﻲ ﺗﻌــد ﻋﻼﻣــﺎت‬
‫ﻣﺿﻳﺋﺔ‪.‬‬

‫‪ (4‬اﻟﺣﻛم اﻟﺻﺎدر ﻋن داﺋرة اﻷﺣواﻝ اﻟﺷﺧﺻـﻳﺔ ﺑﺎﻟﻣﺣﻛﻣـﺔ اﻟﻌﻠﻳـﺎ )ﺑـﺎﻟﻧﻘض( ﻓـﻲ ﺟﻠﺳـﺗﻬﺎ اﻟﻣﻧﻌﻘـدة‬
‫ﺑﺗﺎرﻳﺦ‪1999/11/4‬م ﻓﻲ اﻟطﻌن ﺑﺎﻟﻧﻘض اﻟﺷﺧﺻﻲ رﻗم )‪ (445‬ﻟﺳﻧﺔ‪1420‬ﻫـ اﻟذي أرﺳﺎ ﻣﺑـدأ‬
‫أو ﻗﺎﻋدة ﻗﺿﺎﺋﻳﺔ ﻣﻔﺎدﻫﺎ )إن اﻟﺗزام اﻟزوج ﻟزوﺟﺗﻪ ﺑﺈﺳﻛﺎﻧﻬﺎ ﻓﻲ ﻣﻛﺎن ﻣﻌﻳن ﻳﺟـب ﻋﻠـﻰ اﻟـزوج‬
‫اﻟوﻓﺎء ﺑﻪ(‪:‬‬
‫وﺧﻼﺻﺔ وﻗﺎﺋﻊ ﻫـذا اﻟﺣﻛـم أن اﻣـرأة ﺷـﺎﺑﺔ ﻛﺎﻧـت ﺗﻘـﻳم ﻣـﻊ ﻋﺎﺋﻠﺗﻬـﺎ ﻓـﻲ ﻣﻧطﻘـﺔ رﻳﻔﻳـﺔ وﻛﺎﻧـت ﺗﻌﻣـﻝ‬
‫ﻣﻊ ﻋﺎﺋﻠﺗﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﻔﻼﺣﺔ ‪ ,‬ﻓﺄراد ﺷﺎب ﻣن ﺷﺑﺎن ﺗﻠك اﻟﻘرﻳﺔ اﻟزواج ﺑﻬـﺎ ﻓﻘﺑﻠـت ذﻟـك وﻋﻧـد إﺑـرام ﻋﻘـد‬
‫اﻟ ــزواج اﺷ ــﺗرطت اﻟزوﺟ ــﺔ أن ﻳﻧﺗﻘ ــﻝ ﺑﻬ ــﺎ اﻟ ــزوج وﻳﻘ ــﻳم ﻣﻌﻬ ــﺎ ﻓ ــﻲ اﻟﻌﺎﺻ ــﻣﺔ ﺻ ــﻧﻌﺎء ﻛ ــﻲ ﺗواﺻ ــﻝ‬
‫ﺗﻌﻠﻳﻣﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﺟﺎﻣﻌﺔ وﻛﻲ ﺗﺳﺗﻔﻳد ﻣن اﻟﺧدﻣﺎت اﻷﺧرى اﻟﻣﺗوﻓرة ﻓﻲ اﻟﻌﺎﺻـﻣﺔ واﻟﺗـﻲ ﻻ ﺗﺗـوﻓر ﻓـﻲ‬
‫اﻟﻘرﻳــﺔ ﻓﻘﺑــﻝ اﻟــزوج ﻫــذا اﻟﺷــرط وﺗــم إﺛﺑــﺎت ﻫــذا اﻟﺷــرط ﺑظــﺎﻫر وﺛﻳﻘــﺔ اﻟــزواج ‪ ,‬وﺑﺎﻟﻔﻌــﻝ ﺗــم زﻓــﺎف‬
‫اﻟزوﺟــﺔ إﻟــﻰ زوﺟﻬــﺎ ﻓــﻲ اﻟﻘرﻳــﺔ وﺑﻌــدﻫﺎ طﺎﻟﺑــت اﻟزوﺟــﺔ زوﺟﻬــﺎ ﺑﺎﻻﻧﺗﻘــﺎﻝ ﻣﻌــﻪ ﻣــن اﻟﻘرﻳــﺔ واﻹﻗﺎﻣــﺔ‬
‫ﺑﻣدﻳﻧﺔ ﺻﻧﻌﺎء وﻟﻛﻧﻪ ظﻝ ﻳﻣﺎطﻝ اﻟزوﺟﺔ ﻓﻲ اﻟوﻓﺎء ﺑﺎﻟﺷرط ﺑذرﻳﻌﺔ أﻧـﻪ ﻻ زاﻝ ﻳﺑﺣـث ﻋـن اﻟﺳـﻛن‬
‫اﻟﻣﻧﺎﺳب ﻓﻲ ﻣدﻳﻧﺔ ﺻﻧﻌﺎء ‪ ,‬واﺳﺗﻣرت ﻣﻣﺎطﻠﺔ اﻟزوج ﻟﻔﺗـرة طوﻳﻠـﺔ ﻓﻠـم ﺗﺟـد اﻟزوﺟـﺔ ﻣـن ﺳـﺑﻳﻝ إﻻ‬
‫اﻟﻠﺟوء إﻟﻰ اﻟﻘﺿﺎء ﺣﻳث ﺗﻘدﻣت ﺑدﻋوى طﻠﺑت ﻓﻳﻬﺎ ﻣن اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ اﻻﺑﺗداﺋﻳﺔ اﻟﻣﺧﺗﺻﺔ إﻟزام اﻟـزوج‬
‫ﺑﺎﻟوﻓــﺎء ﺑﺎﻟﺷــرط ٕواﺳــﻛﺎﻧﻬﺎ ﺑﻣدﻳﻧــﺔ ﺻــﻧﻌﺎء ﺧﻼﻓـﺎً ﻟﻛﺛﻳــر ﻣــن اﻟﻧﺳــﺎء ﺑــﺎﻟﻳﻣن اﻟﻼﺗــﻲ ﻳﻣــﻧﻌﻬن اﻟﺣﻳــﺎء‬
‫واﻟﺧﺟﻝ ﻣن اﻟﻠﺟوء إﻟﻰ اﻟﻘﺿﺎء ﻟﻠﻣطﺎﻟﺑﺔ ﺑﺣﻘوﻗﻬن ‪ ,‬وﻋﻧدﻣﺎ ﻧظرت اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ اﻻﺑﺗداﺋﻳﺔ ﻓﻲ دﻋوى‬
‫اﻟزوﺟﺔ ﺣﻛﻣت ﺑﻌد اﻟﻣراﻓﻌﺔ واﻟﻣداﻓﻌﺔ واﻟﻣداوﻟﺔ واﻟد ارﺳـﺔ ﺑـﺄن اﻟزوﺟـﺔ ﻳﻧﺑﻐـﻲ ﻋﻠﻳﻬـﺎ أن ﺗﻘـﻳم ﺣﻳـث‬
‫ﺗﻘﻳم ﻋﺎﺋﻠﺔ اﻟزوج ﻣﺛﻠﻬﺎ ﻓﻲ ذﻟك ﻣﺛﻝ ﻏﻳرﻫﺎ ﻣن اﻟزوﺟـﺎت ﻓـﻲ اﻟﻘرﻳـﺔ وأن ﻫـذا ﻋـرف ﻣـن اﻷﻋـراف‬
‫اﻟﻣﺳﺗﻘرة واﻟﺳﺎﺋدة ﺑﺎﻟﻣﻧطﻘﺔ ﻋﻣـﻼً ﺑﺎﻟﻘﺎﻋـدة اﻟﺷـرﻋﻳﺔ اﻟﺗـﻲ ﺗﻘﺿـﻲ ﺑـﺄن )اﻟﻣﻌـروف ﻋرﻓـﺎً ﻛﺎﻟﻣﺷـروط‬
‫ﺷرطﺎً(‪.‬‬
 ‫‪- 21 -‬‬

‫وﻟﻛن اﻟزوﺟﺔ ﻟم ﺗُﺳﻠم ﺑﻬذا اﻟﺣﻛم ﻓﻣﺎ ﻛﺎن ﻣﻧﻬﺎ إﻻ اﻟطﻌـن ﺑﺎﻻﺳـﺗﺋﻧﺎف ﺑﻬـذا اﻟﺣﻛـم أﻣـﺎم اﻟﻣﺣﻛﻣـﺔ‬
‫اﻻﺳﺗﺋﻧﺎﻓﻳﺔ اﻟﻣﺧﺗﺻﺔ اﻟﺗﻲ اﻗﺗﻧﻌت ﺑﺎﻷﺳﺑﺎب واﻷﺳﺎﻧﻳد اﻟﺗﻲ ﺳﺎﻗﺗﻬﺎ اﻟزوﺟﺔ ﻓـﻲ ﻋرﻳﺿـﺔ اﺳـﺗﺋﻧﺎﻓﻬﺎ‬
‫وﻣن أﻫﻣﻬﺎ أن أﺣﻛﺎم وﻧﺻوص اﻟﺷرع واﻟﻘﺎﻧون ﺗوﺟب اﻟوﻓﺎء ﺑﺎﻟﺷروط وأن اﺷﺗراطﻬﺎ ﻟﻺﻗﺎﻣـﺔ ﻓـﻲ‬
‫ﻣدﻳﻧﺔ ﺻﻧﻌﺎء ﻻ ﻳﺧـﺎﻟف ﻋﻘـد اﻟـزواج وﻻ ﻳﺧـﺎﻟف ﻣﻘﺗﺿـﻰ ﻣـن ﻣﻘﺗﺿـﻳﺎﺗﻪ وأن اﻟﻌـرف ﻻ ُﻳﻌﻣـﻝ ﺑـﻪ‬
‫إﻻ ﻋﻧ ــد ﺳ ــﻛوت اﻟﻣﺗﻌﺎﻗ ــدﻳن ﻋ ــن ﺗﻧظ ــﻳم ﻣﺳ ــﺄﻟﺔ ﻣ ــﺎ ‪ ,‬أﻣ ــﺎ ﻓ ــﻲ ﻫ ــذﻩ اﻟﺣﺎﻟ ــﺔ ﻓﻘ ــد ﺻ ــرﺣت اﻟزوﺟ ــﺔ‬
‫ﺑﺷرطﻬﺎ وﻗد ﻗﺑﻝ اﻟزوج ذﻟك وﺗم إﺛﺑﺎت ﻫذا اﻟﺷرط ﻓـﻲ ﻋﻘـد اﻟـزواج وأن ﻗﺑوﻟﻬـﺎ ﺑـﺎﻟزواج ﻛـﺎن ﻋﻠـﻰ‬
‫أﺳــﺎس ﻫــذا اﻟﺷــرط ‪ ,‬وﺑﻌــد اﻟد ارﺳــﺔ واﻟﻣداوﻟــﺔ ﻟﻠطﻌــن ﻣــن ﻗﺑــﻝ ﻣﺣﻛﻣــﺔ اﻻﺳــﺗﺋﻧﺎف ﺣﻛﻣــت ﻣﺣﻛﻣــﺔ‬
‫ـﺎء‬
‫اﻻﺳﺗﺋﻧﺎف ﺑﻘﺑوﻝ طﻌن اﻟزوﺟﺔ ﺷﻛﻼً وﻣوﺿوﻋﺎً ٕواﻟزام اﻟزوج ﺑﺈﺳـﻛﺎن زوﺟﺗـﻪ ﺑﻣدﻳﻧـﺔ ﺻـﻧﻌﺎء وﻓ ً‬
‫ﺑﺎﻟﺷرط اﻟذي اﺷﺗرطت ﻋﻠﻳﻪ اﻟزوﺟﺔ ﻋﻧد ﻋﻘد اﻟزوج طﺎﻟﻣﺎ وﻫـذا اﻟﺷـرط ﻳواﻓـق اﻟﺷـرع واﻟﻘـﺎﻧون وﻻ‬
‫ﻳﺧــﺎﻟف ﻣﻘﺗﺿــﻰ ﻋﻘــد اﻟــزواج وﻋﻣ ـﻼً ﺑﻘوﻟ ـﻪ ﺻــﻠﻰ اﷲ ﻋﻠﻳــﻪ وﺳــﻠم ) اﻟﻣؤﻣﻧــون ﻋﻧــد ﺷــروطﻬم إﻻ‬
‫ﺷرطﺎً ﺣرم ﺣﻼﻻً أو أﺣﻝ ﺣ ارﻣـﺎً ( وﺷـرط اﻟزوﺟـﺔ اﻹﻗﺎﻣـﺔ ﺑﻣدﻳﻧـﺔ ﺻـﻧﻌﺎء ﻻ ﻳﺣـﻝ ﺣ ارﻣـﺎً ﻛﻣـﺎ أﻧـﻪ‬
‫ﻻ ﻳﺣرم ﺣﻼﻻً ‪.‬‬
‫وﻋﻧدﻣﺎ ﻧطﻘت ﻣﺣﻛﻣﺔ اﻻﺳﺗﺋﻧﺎف ﺑﻬذا اﻟﺣﻛم ﺟن ﺟﻧـون اﻟـزوج وﻗـﺎم ﺑـﺎﻟطﻌن ﺑـﺎﻟﻧﻘض ﺑﻬـذا اﻟﺣﻛـم‬
‫أﻣﺎم اﻟداﺋرة اﻟﺷﺧﺻﻳﺔ ﺑﺎﻟﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﻌﻠﻳﺎ اﻟﺗﻲ ﻗررت ﺑﻌد اﻟﻣداوﻟﺔ ٕواﻣﻌﺎن اﻟﻧظر واﻟﺗﺄﻣﻝ ﺗﺄﻳﻳد اﻟﺣﻛم‬
‫اﻷﺳﺗﺋﻧﺎﻓﻲ ‪ ,‬وﻟم ﺗﻛﺗف اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﻌﻠﻳﺎ ﺑذﻟك ﺑﻝ أرﺳت اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﻌﻠﻳﺎ ﺑﺣﻛﻣﻬﺎ ﻫذا ﻣﺑدأً أو ﻗﺎﻋدة‬
‫ﻗﺿﺎﺋﻳﺔ ﺟدﻳدة ﺑﻳﻧت ﺣﻛم اﺷﺗراط اﻟزوﺟﺔ ﻋﻠﻰ زوﺟﻬﺎ اﻹﻗﺎﻣﺔ ﻓﻲ ﻣﻛﺎن ﻣﻌـﻳن ﺗﻌﻳﻧـﻪ اﻟزوﺟـﺔ ﻋﻧـد‬
‫إﺑرام ﻋﻘد اﻟزواج وأﻧﻪ ﻳﺟب ﻋﻠﻰ اﻟزوج اﻟوﻓـﺎء ﺑﻬـذا اﻟﺷـرط ‪ ,‬ﻋﻠﻣـﺎً ﺑـﺄن ﻗـﺎﻧون اﻷﺣـواﻝ اﻟﺷﺧﺻـﻳﺔ‬
‫اﻟﻳﻣﻧﻲ ﻟم ﻳﻧص ﺻراﺣﺔ ﻋﻠﻰ وﺟوب وﻓﺎء اﻟزوج ﺑﺎﻟﺷروط اﻟﺗﻲ ﺗﺷـﺗرطﻬﺎ ﻋﻠﻳـﻪ اﻟزوﺟـﺔ ﻋﻧـد إﺑـرام‬
‫ﻋﻘــد اﻟــزواج وﻟــذﻟك ﻗﺎﻣــت اﻟﻣﺣﻛﻣــﺔ اﻟﻌﻠﻳــﺎ ﺑﻧﺷــر ﻫــذا اﻟﻣﺑــدأ أو اﻟﻘﺎﻋــدة اﻟﻘﺿــﺎﺋﻳﺔ ﺿــﻣن اﻟﻘواﻋــد‬
‫اﻟﻘﺿــﺎﺋﻳﺔ اﻟﻣﺳﺗﺧﻠﺻــﺔ ﻣــن ﻗﺑــﻝ اﻟﻣﺣﻛﻣــﺔ اﻟﻌﻠﻳــﺎ وذﻟــك ﻓــﻲ اﻟﻌــدد اﻷوﻝ اﻟﺟــزء اﻟﺛــﺎﻧﻲ ﻣــن اﻟﻘواﻋــد‬
‫اﻟﻘﺿﺎﺋﻳﺔ اﻟﺻﺎدر ﻋن اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﻌﻠﻳﺎ ﻋﺎم ‪2004‬م ص ‪.370‬‬
‫وﻟﻛــﻝ ﻣــﺎ ﺗﻘــدم ﻓﻬــذا اﻟﺣﻛــم ﻣﺣــﻝ ﺗﻌﻠﻳﻘﻧــﺎ ُﻳﻌــد ﻋﻼﻣــﺔ ﻣﺿــﻳﺋﺔ ﻓــﻲ ﺳــﺑﻳﻝ ﺗﻣﻛــﻳن اﻟﻣ ـرأة ﻣــن ﺣﻘﻬــﺎ‬
‫اﻟﺷــرﻋﻲ واﻟﻘــﺎﻧوﻧﻲ ﻓــﻲ ﺣﻳــﺎة أﻓﺿــﻝ واﻹﻗﺎﻣــﺔ ﻓــﻲ ظــروف أﻓﺿــﻝ ﺗﻣﻛﻧﻬــﺎ ﻣــن ﻣﻣﺎرﺳــﺔ ﺣﻘوﻗﻬــﺎ ﻓــﻲ‬
‫اﻟﺗﻌﻠــﻳم واﻟﻌﻣــﻝ ﻓــﻲ ﻋﻣــﻝ ﻳﻧﺎﺳــب ﻗــدراﺗﻬﺎ ‪ ,‬وﻫــذﻩ اﻟﺣﻘــوق ﻳﻛﻔﻠﻬــﺎ ﻟﻠﻣـرأة اﻟدﺳــﺗور واﻟﻘـواﻧﻳن اﻟوطﻧﻳــﺔ‬
‫واﻟﻣواﺛﻳق واﻻﺗﻔﺎﻗﻳﺎت اﻟدوﻟﻳﺔ ﻛﻣﺎ أن ﻫذا اﻟﻣﺑـدأ ﻋـﺎم ﺗﺳـﺗﻔﻳد ﻣﻧـﻪ اﻟﻧﺳـﺎء ﻓـﻲ وﺟـوب وﻓـﺎء اﻷزواج‬
 ‫‪- 22 -‬‬

‫ﺑﺎﻟﺷ ــروط اﻟﺗ ــﻲ ﺗﺷ ــﺗرطﻬﺎ اﻟﻧﺳ ــﺎء ﻋﻧ ــد اﻟ ــزواج ‪ ,‬وﻟ ــذﻟك ﻛﻠ ــﻪ ﺗﻧطﺑ ــق ﻋﻠ ــﻰ ﻫ ــذا اﻟﺣﻛ ــم اﻟﻣﻌ ــﺎﻳﻳر‬
‫اﻟﻣﻌﺗﻣدة ﻓﻲ اﻟدراﺳﺔ ﻻﺧﺗﻳﺎر اﻷﺣﻛﺎم اﻟﺗﻲ ﺗُﻌد ﻋﻼﻣﺎت ﻣﺿﻳﺋﺔ ‪.‬‬
 ‫‪- 23 -‬‬

‫‪ (5‬اﻟﺣﻛــم اﻟﺻــﺎدر ﻋــن داﺋــرة اﻷﺣ ـواﻝ اﻟﺷﺧﺻــﻳﺔ ﺑﺎﻟﻣﺣﻛﻣــﺔ اﻟﻌﻠﻳــﺎ ﺑﺗــﺎرﻳﺦ ‪1999/10/24‬م ﻓــﻲ‬
‫اﻟطﻌن ﺑـﺎﻟﻧﻘض اﻟﺷﺧﺻـﻲ رﻗـم)‪ (410‬ﻟﺳـﻧﺔ ‪1420‬ﻫــ اﻟـذي أرﺳـﺎ اﻟﻣﺑـدأ أو اﻟﻘﺎﻋـدة اﻟﻘﺿـﺎﺋﻳﺔ‬
‫اﻟﺗﻲ ﻣﻔﺎدﻫﺎ أن ) ﺑﻳﻊ اﻷم ﻋن اﺑﻧﻬﺎ اﻟﻘﺎﺻر ﻓﻲ ﺳﻧﻳن اﻟﻣﺟﺎﻋﺔ ﺟﺎﺋز ( ‪:‬‬
‫ﺗﺗﻠﺧص وﻗﺎﺋﻊ وﺣﻳﺛﻳﺎت ﻫذا اﻟﺣﻛم ﻓﻲ أن أﺣدى اﻷﻣﻬﺎت ﻗﺎﻣـت ﻓـﻲ أﺛﻧـﺎء ﻣﺟﺎﻋـﺔ ﺣـدﺛت ﺑـﺎﻟﻳﻣن‬
‫ﺑﺑﻳــﻊ ﺑﻌــض اﻷ ارﺿــﻲ اﻟﻣﻣﻠوﻛــﺔ ﻷﺑﻧﻬــﺎ اﻟﻘﺎﺻــر ﻛــﻲ ﺗﻘــوم ﺑﺎﻹﻧﻔــﺎق ﻋﻠــﻰ أﺑﻧﻬــﺎ اﻟﻘﺎﺻــر ﻣــن ﻏﻳـران‬
‫ﺗﺄذن ﻟﻬﺎ اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﻣﺧﺗﺻﺔ ﺑذﻟك أو ﺗﺟﻳز اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ ﺗﺻرف اﻷم وﻣن ﻏﻳر أن ﺗﻧﺻﺑﻬﺎ اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ‬
‫وﺻ ــﻳﺔ ﻋﻠ ــﻰ أﺑﻧﻬ ــﺎ اﻟﻘﺎﺻ ــر ‪ ،‬وﺑﻌ ــد أن ﺑﻠ ــﻎ اﻻﺑ ــن اﻟﻘﺎﺻ ــر اﻟرﺷ ــد ﺗﻘ ــدم ﺑ ــدﻋوى أﻣ ــﺎم اﻟﻣﺣﻛﻣ ــﺔ‬
‫اﻻﺑﺗداﺋﻳﺔ طﺎﻟﺑﺎً إﺑطﺎﻝ ﺗﺻرف أﻣﻪ ﻟﻌدم وﺟود إذن ﻣن اﻟﻣﺣﻛﻣـﺔ ﻟـﻸم ﺑﺑﻳـﻊ ﻋﻘـﺎر اﻟﻘﺎﺻـر وطﻠـب‬
‫أﻳﺿﺎً اﺳﺗﻌﺎدة اﻷراﺿﻲ اﻟﻣﺑﺎﻋﺔ ﻣـن اﻟﻣﺷـﺗري ٕواﻋـﺎدة اﻟﻘﺳـﻣﺔ ﻟﺗرﻛـﺔ واﻟـدﻩ ﻟﻌـدم ﺗﻧﺻـﻳب اﻟﻣﺣﻛﻣـﺔ‬
‫ﻷﻣـﻪ وﺻــﻳﺔً ﻋﻠﻳــﻪ وﻟﻌــدم إذن اﻟﻣﺣﻛﻣــﺔ ﺑــﺈﺟراء اﻟﻘﺳــﻣﺔ ﺑــﻳن اﻟورﺛــﺔ اﻟــذﻳن ﻣـن ﺿــﻣﻧﻬم ﻗﺻــﺎر ﻣــن‬
‫ﺟﻣﻠ ــﺗﻬم اﻷﺑ ــن اﻟﻣ ــدﻋﻲ واﺳ ــﺗﻧد اﻻﺑ ــن ﻓ ــﻲ دﻋـ ـواﻩ إﻟ ــﻰ أﺣﻛ ــﺎم اﻟﻘ ــﺎﻧون اﻟﻣ ــدﻧﻲ وﻗ ــﺎﻧون اﻷﺣـ ـواﻝ‬
‫اﻟﺷﺧﺻ ــﻳﺔ اﻟﺗ ــﻲ ﺗﺷ ــﺗرط ﺗﻧﺻ ــﻳب اﻷم ﻹدارة ﻣ ــﺎﻝ اﻟﻘﺎﺻ ــر ٕواذن اﻟﻣﺣﻛﻣ ــﺔ ﻟ ــﻸم ﺑﺎﻟﺗﺻ ــرف وﻗ ــد‬
‫ﺣﻛﻣــت اﻟﻣﺣﻛﻣــﺔ اﻻﺑﺗداﺋﻳــﺔ ﺑﻘﺑــوﻝ دﻋــوى اﻻﺑــن ﺷــﻛﻼً وﻣوﺿــوﻋﺎً ﺣﻳــث ﻗﺿــﻰ اﻟﺣﻛــم اﻻﺑﺗــداﺋﻲ‬
‫ﺑﺈﻋـﺎدة ﻗﺳــﻣﺔ ﺗرﻛــﺔ واﻟــد اﻟﻣـدﻋﻲ ٕواﺑطــﺎﻝ ﺑﻳــﻊ اﻷم ﻟﻌﻘــﺎر أﺑﻧﻬــﺎ ﺣﻳﻧﻣــﺎ ﻛــﺎن ﻗﺎﺻـ اًر‪ ،‬وﻧظـ اًر ﻟﺗﺿــرر‬
‫اﻷم ﻣن ﻫذا اﻟﺣﻛم ﺣﻳث ﺳﻳﺗرﺗب ﻋﻠﻰ ﺗﻧﻔﻳذ ﻫذا اﻟﺣﻛم رﺟوع اﻟﻣﺷـﺗري ﻋﻠﻳﻬـﺎ وﻛـذا ﺗﻛﺑـدﻫﺎ ﻟﻛﺎﻓـﺔ‬
‫اﻷﺿرار واﻟﻣﺻﺎرﻳف واﻟﺗﻌوﻳﺿـﺎت اﻟﻣﺗرﺗﺑـﺔ ﻋﻠـﻰ إﺑطـﺎﻝ اﻟﻘﺳـﻣﺔ واﻟﺑﻳـﻊ ‪ ,‬ﻟـذﻟك ﻓﻠـم ﺗﻣﻠـك اﻷم إﻻ‬
‫اﻟطﻌـ ــن ﺑﺎﻻﺳـ ــﺗﺋﻧﺎف ﺑـ ــﺎﻟﺣﻛم اﻻﺑﺗـ ــداﺋﻲ أﻣـ ــﺎم اﻟﻣﺣﻛﻣـ ــﺔ اﻷﺳـ ــﺗﺋﻧﺎﻓﻳﺔ اﻟﻣﺧﺗﺻـ ــﺔ إﻻ أن ﻣﺣﻛﻣـ ــﺔ‬
‫اﻻﺳ ــﺗﺋﻧﺎف اﻗﺗﻔ ــت ﺧط ــﻰ اﻟﻣﺣﻛﻣـــﺔ اﻻﺑﺗداﺋﻳ ــﺔ ﺣﻳ ــث ﺣﻛﻣ ــت ﻣﺣﻛﻣـــﺔ اﻻﺳ ــﺗﺋﻧﺎف ﺑﺗﺄﻳﻳ ــد اﻟﺣﻛـــم‬
‫اﻻﺑﺗداﺋﻲ ‪ ،‬وﺑﺈﺻرار وﻋﻧﺎد ﻗﺎﻣت اﻷم ﺑﺎﻟطﻌن ﺑﺎﻟﻧﻘض ﻓﻲ اﻟﺣﻛـم اﻷﺳـﺗﺋﻧﺎﻓﻲ أﻣـﺎم داﺋـرة اﻷﺣـواﻝ‬
‫اﻟﺷﺧﺻ ــﻳﺔ ﺑﺎﻟﻣﺣﻛﻣ ــﺔ اﻟﻌﻠﻳ ــﺎ اﻟﺗ ــﻲ ﻗﺑﻠ ــت اﻟطﻌ ــن وﺣﻛﻣ ــت ﺑﻌ ــد اﻟد ارﺳ ــﺔ واﻟﻣداوﻟ ــﺔ ﺑ ــﻧﻘض اﻟﺣﻛ ــم‬
‫اﻻﺳﺗﺋﻧﺎﻓﻲ اﻟﻣطﻌون ﻓﻳﻪ ﻓﻳﻣﺎ ﻳﺗﻌﻠق ﺑﻣﺎ ﻗﺿت ﺑﻪ ﻣﺣﻛﻣﺗﺎ اﻟﻣوﺿوع ﺑﺈﺑطـﺎﻝ ﻋﻘـد ﺑﻳـﻊ اﻷم ﻟﻌﻘـﺎر‬
‫اﻟﻘﺎﺻــر ﺣﻳــث ﻗــررت اﻟﻣﺣﻛﻣــﺔ اﻟﻌﻠﻳــﺎ ) اﻟــﻧﻘض ( ﺻــﺣﺔ ذﻟــك اﻟﺑﻳــﻊ اﻟــذي ﺗــم ﻓــﻲ أﺛﻧــﺎء اﻟﻣﺟﺎﻋــﺔ‬
‫ﻋﻠــﻰ وﺟــﻪ اﻻﺳــﺗﺛﻧﺎء ﻣــن اﻟﻧﺻــوص اﻟﻘﺎﻧوﻧﻳــﺔ اﻟﺗــﻲ ﺗوﺟــب ﺗﻧﺻــﻳب اﻟوﺻــﻲ أو اﻟــوﻟﻲ ﻹدارة ﻣــﺎﻝ‬
‫اﻟﻘﺎﺻر وﺣﺻوﻝ اﻟوﻟﻲ أو اﻟوﺻﻲ ﻋﻠﻰ أذن ﺑﺎﻟﺑﻳﻊ ﻷﻣواﻝ اﻟﻘﺎﺻر ‪.‬‬
‫وﻗــد أرﺳــﻰ ﻫــذا اﻟﺣﻛــم ﻣﺣــﻝ ﺗﻌﻠﻳﻘﻧــﺎ ﻣﺑــدأ ﻋﺎﻣـﺎً ﻣﻔــﺎدﻩ أن )ﺑﻳــﻊ اﻷم ﻟﻣــﺎﻝ أﺑﻧﻬــﺎ اﻟﻘﺎﺻــر ﻓــﻲ ﺳــﻧﻳن‬
‫اﻟﻣﺟﺎﻋﺔ ﺟﺎﺋز( وﺻﺎر ﻫذا اﻟﻣﺑدأ ﻣن اﻟﻘواﻋد اﻟﻣﺳﺗﻘرة ﻓـﻲ اﻟﻘﺿـﺎء اﻟﻳﻣﻧـﻲ ‪ ,‬وﻗـد ﻗﺎﻣـت اﻟﻣﺣﻛﻣـﺔ‬
 ‫‪- 24 -‬‬

‫اﻟﻌﻠﻳﺎ ﺑﺎﻟﻳﻣن ﺑﻧﺷر ﻫذا اﻟﻣﺑدأ أو اﻟﻘﺎﻋدة ﺿﻣن اﻟﻣﺑﺎدئ واﻟﻘواﻋد اﻟﻘﺿﺎﺋﻳﺔ اﻟﺻﺎدرة ﻋـن اﻟﻣﺣﻛﻣـﺔ‬
‫اﻟﻌﻠﻳﺎ اﻟﻣﻧﺷورة ﻓﻲ اﻟﻌدد اﻷوﻝ اﻟﺟزء اﻟﺛﺎﻧﻲ واﻟﺻﺎدر ﻋن اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﻌﻠﻳﺎ ﻋﺎم ‪2004‬م ﺻـ‪.363‬‬
‫ـﺗﺛﻧﺎء ﻣـ ـن‬
‫واﻟﻣﺑ ــدأ أو اﻟﻘﺎﻋ ــدة اﻟﺗ ــﻲ أرﺳ ــﺎﻫﺎ ﻫ ــذا اﻟﺣﻛ ــم ﻗﺎﻋ ــدة ﻫﺎﻣ ــﺔ ﻋﺎﻣ ــﺔ واﺳ ــﺗﺛﻧﺎﺋﻳﺔ ﺗ ــﺄﺗﻲ اﺳ ـ ً‬
‫اﻟﻧﺻوص اﻟﻘﺎﻧوﻧﻳﺔ اﻟﺻرﻳﺣﺔ ﻓﻲ اﻟﻘـﺎﻧون اﻟﻣـدﻧﻲ وﻗـﺎﻧون اﻷﺣـواﻝ اﻟﺷﺧﺻـﻳﺔ اﻟﺗـﻲ ﺗـﻧص ﺻـراﺣﺔ‬
‫وﺑطرﻳﻘﺔ واﺿﺣﺔ ﻋﻠﻰ وﺟوب ﺗﻧﺻﻳب اﻟوﺻﻲ وﺣﺻوﻝ اﻟـوﻟﻲ أو اﻟوﺻـﻲ ﻋﻠـﻰ إذن ﻣﺳـﺑق ﻣـن‬
‫اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﻣﺧﺗﺻﺔ ﺑﺎﻟﺗﺻرف ﻓـﻲ أﻣـواﻝ اﻟﻘﺎﺻـر ‪ ،‬وأﺳـﺎس ﻫـذا اﻟﻣﺑـدأ أو اﻟﻘﺎﻋـدة اﻟﻘﺿـﺎﺋﻳﺔ اﻟﺗـﻲ‬
‫أرﺳ ــﺎﻫﺎ ﻫ ــذا اﻟﺣﻛ ــم ﻗﺎﻋ ــدة )اﻟﺿ ــرورات ﺗﺑ ــﻳﺢ اﻟﻣﺣظ ــورات ( ﻓﺎﻷﺻ ــﻝ اﻟﻌ ــﺎم ﻫ ــو ﺣظ ــر ﺗﺻ ــرف‬
‫اﻷوﻟﻳﺎء واﻷوﺻﻳﺎء ﻓﻲ ﻋﻘـﺎرات وأﻣـواﻝ اﻟﻘﺻـﺎر اﻟﺗـﻲ ﻳـدﻳروﻧﻬﺎ إﻻ ﺑـﺄذن اﻟﻣﺣﻛﻣـﺔ إﻻ أﻧـﻪ ﻳﺳـﺗﺛﻧﻰ‬
‫ﻣن اﻷﺻﻝ اﻟﻌـﺎم ﺣـﺎﻻت اﻟﺿـرورة ﻛﺎﻟﻣﺟﺎﻋـﺔ وﻏﻳرﻫـﺎ إذ ﻳﺟـوز ﻋﻧـد ﺗﺣﻘـق اﻟﺿـرورة أن ﻳﺗﺻـرف‬
‫اﻟــوﻟﻲ واﻟوﺻــﻲ ﻓــﻲ أﻣ ـواﻝ اﻟﻘﺻــﺎر ﻣــن ﻏﻳــر أذن ﻣــن اﻟﻣﺣﻛﻣــﺔ ﻋﻣ ـﻼً ﺑﻘﺎﻋــدة )اﻟﺿــرورات ﺗﺑــﻳﺢ‬
‫اﻟﻣﺣظورات( ‪.‬‬
‫وﻻ رﻳب أن ﻫذا اﻟﻣﺑـدأ أو اﻟﻘﺎﻋـدة اﻟﻘﺿـﺎﺋﻳﺔ واﻟﺣﻛـم اﻟـذي ﺗﺿـﻣﻧﻬﺎ ﻗـد ﻛﻔـﻝ ﺣـق اﻣـرأة ) اﻷم ( إذ‬
‫ﻟــو ﻟــم ﻳﻛــن اﻟﺣﻛــم ﻛــذﻟك وﺗــم إﺑطــﺎﻝ اﻟﺑﻳــﻊ اﻟــذي أﺑرﻣﺗــﻪ اﻷم ﻟﻛﺎﻧــت اﻷم ﺿــﺎﻣﻧﺔ ﺿــﻣﺎن اﻟــدرك‬
‫اﻟﺷرﻋﻲ واﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ ﻟﻛﻝ اﻵﺛﺎر اﻟﻣﺗرﺗﺑﺔ ﻋﻠﻰ إﺑطﺎﻝ اﻟﺑﻳﻊ وﻣﻧﻬﺎ ﻗﻳـﺎم اﻟﻣﺷـﺗري ﺑـﺎﻟرﺟوع ﻋﻠﻳﻬـﺎ ﻟـدﻓﻊ‬
‫ﻛﺎﻓــﺔ اﻟﺗﻌوﻳﺿــﺎت واﻟﻣﺧﺎﺳــﻳر واﻟﻣﺻــﺎرﻳف طﺑﻘـﺎً ﻟﻠﻘواﻋــد اﻟﻌﺎﻣــﺔ ﻓــﻲ ﻫــذا اﻟﺷــﺄن ‪ ,‬ﻓﺿـﻼً ﻋــن ﻫــذﻩ‬
‫اﻷم اﻟﺗــﻲ داﻓﻌــت ﺑﻘــوة ٕواﺻـرار ﺣﺗــﻰ وﺻــﻠت إﻟــﻰ اﻟﻣﺣﻛﻣــﺔ اﻟﻌﻠﻳــﺎ ﻗــد ﻛﺎﻧــت ﺳــﺑﺑﺎً ﻓــﻲ إرﺳــﺎء ﻫــذا‬
‫اﻟﻣﺑدأ أو اﻟﻘﺎﻋدة اﻟﺗﻲ ﺳﻳﺳﺗﻔﻳد ﻣﻧﻬﺎ ﺣﺗﻣﺎ اﻟﻧﺳﺎء واﻟرﺟﺎﻝ ‪ ,‬ﻻﺳﻳﻣﺎ اﻟﻧﺳﺎء ﻓﻲ اﻟﻳﻣن اﻟﻼﺗﻲ ﻳﻘﻣـن‬
‫ﻛﺛﻳ اًر ﺑﺎﻟﻔﻌﻝ ﺑﺄﻋﻣﺎﻝ اﻟوﻻﻳﺔ واﻟوﺻﺎﻳﺔ ﻋﻠﻰ أﻣواﻝ أﺑﻧﺎﺋﻬن اﻟﻘﺻﺎر ﻣن ﻏﻳـر أن ﻳـﺗم ﺗﻧﺻـﻳﺑﻬن ﻣـن‬
‫ﻗﺑﻝ اﻟﻣﺣﺎﻛم ﻟﻠﻘﻳﺎم ﺑﺄﻋﻣـﺎﻝ اﻟوﻻﻳـﺔ واﻟوﺻـﺎﻳﺔ ﻋﻠـﻰ أﻣـواﻝ أﺑﻧـﺎﺋﻬن اﻟﻘﺻـﺎر ‪ ,‬ﺣﻳـث ﺳـﺑق ﻟﻧـﺎ اﻟﻘـوﻝ‬
‫ﺑــﺄن اﻟﻛﺛ ـرة اﻟﻐﺎﻟﺑــﺔ ﻣــن ﻧﺳــﺎء اﻟــﻳﻣن ﻻ ﻳﻘﻣــن ﺑــﺎﻟﻠﺟوء إﻟــﻰ اﻟﻘﺿــﺎء ﻟﻼﻋﺗﺑــﺎرات اﻟﺗــﻲ ذﻛرﻧﺎﻫــﺎ ﻓــﻲ‬
‫اﻟﻘﺳم اﻷوﻝ ﻣن اﻟدراﺳﺔ‪.‬‬
 ‫‪- 25 -‬‬

‫‪ (6‬اﻟﺣﻛــم اﻟﺻــﺎدر ﻋــن داﺋــرة اﻷﺣ ـواﻝ اﻟﺷﺧﺻــﻳﺔ ﺑﺎﻟﻣﺣﻛﻣــﺔ اﻟﻌﻠﻳــﺎ ﻓــﻲ ﺟﻠﺳــﺗﻬﺎ اﻟﻣﻧﻌﻘــدة ﺑﺗــﺎرﻳﺦ‬
‫‪1999/9/21‬م ﻓﻲ اﻟطﻌن ﺑﺎﻟﻧﻘض اﻟﺷﺧﺻﻲ رﻗم )‪ (330‬ﻟﺳـﻧﺔ ‪1420‬ﻫــ واﻟـذي أرﺳـﺎ ﻣﺑـدأ أو‬
‫ﻗﺎﻋدة ﻣﻔﺎدﻫﺎ ) ﺟواز وﺻﻳﺔ اﻟﺟدة ﻷوﻻد إﺑﻧﻬﺎ ﺑﺛﻠث ﺗرﻛﺗﻬﺎ ﺗﻌوﻳﺿﺎً ﻟﻬم ﻋﻣﺎ ﻓﺎﺗﻬم ﻣن وﺻﻳﺔ‬
‫ﺟدﻫم ( ‪:‬‬
‫وﺧﻼﺻ ــﺔ وﻗ ــﺎﺋﻊ وﺣﻳﺛﻳ ــﺎت ﻫ ــذا اﻟﺣﻛ ــم أن اﻣـ ـرأة أوﺻ ــت ﻷوﻻد أﺑﻧﻬ ــﺎ ذﻛ ــو اًر ٕواﻧﺎﺛـ ـﺎً ﺑﺛﻠ ــث ﺗرﻛﺗﻬ ــﺎ‬
‫ﺗﻌوﻳﺿﺎً ﻟﻬم ﻋﻣﺎ ﻓﺎﺗﻬم ﻣن وﺻﻳﺔ ﺟدﻫم ‪ ،‬وﻗد ﺗﻣت اﻟﻘﺳـﻣﺔ ﺑﺎﻟﻔﻌـﻝ ﺑـﻳن اﻟورﺛـﺔ ﻋﻠـﻰ أﺳـﺎس ﻫـذﻩ‬
‫اﻟوﺻ ــﻳﺔ وﻏﻳرﻫ ــﺎ ‪ ،‬وﺑﻌدﺋ ــذ أﺧﺗﻠ ــف اﻟورﺛ ــﺔ ﺣﻳ ــث ﺗﻘ ــدم ﺑﻌﺿ ــﻬم ﺑ ــدﻋوى أﻣ ــﺎم اﻟﻣﺣﻛﻣ ــﺔ اﻻﺑﺗداﺋﻳ ــﺔ‬
‫اﻟﻣﺧﺗﺻــﺔ ﻣطــﺎﻟﺑﻳن ﻓــﻲ دﻋـواﻫم ﺑﺈﻋــﺎدة اﻟﻘﺳــﻣﺔ ﻟﺗرﻛــﺔ ) اﻟﺟــدة ( ٕواﺑطــﺎﻝ اﻟوﺻــﻳﺔ ﻣــن اﻟﺟــدة إﻟــﻰ‬
‫أوﻻد أﺑﻧﻬــﺎ ﺑﺎﻋﺗﺑــﺎر أوﻻد اﻻﺑــن ﻣــن اﻟورﺛــﺔ واﻟﻘﺎﻋــدة اﻟﺷــرﻋﻳﺔ اﻟﻣﻌﺗﺑ ـرة ﺗــﻧص ﻋﻠــﻰ أﻧــﻪ )ﻻ وﺻــﻳﺔ‬
‫ﻟــوارث( وﻗ ــد طﺎﻟ ــت اﻹﺟـ ـراءات ﻓ ــﻲ ﻫ ــذﻩ اﻟﻘﺿ ــﻳﺔ وﺗ ــداوﻟﺗﻬﺎ أﻳ ــدي ﻗﺿ ــﺎة ﻛﺛﻳـ ـرﻳن أﻣ ــﺎم اﻟﻣﺣﻛﻣ ــﺔ‬
‫اﻻﺑﺗداﺋﻳــﺔ اﻟــذﻳن ﺗﻬﻳﺑ ـوا ﻋــن اﻟﻔﺻــﻝ ﻓــﻲ ﻫــذﻩ اﻟــدﻋوى ﺣﺳــﺑﻣﺎ ورد ﻓــﻲ اﻟﺣﻛــم اﻟﻣرﻓــق‪ ,‬وﺑﻌــد وﻗــت‬
‫طوﻳﻝ ﺗم اﻟﻔﺻﻝ ﻓﻲ اﻟدﻋوى ﺑﻌدم ﻗﺑوﻝ دﻋوى إﺑطﺎﻝ وﺻﻳﺔ اﻟﺟدة ٕواﻋﺎدة اﻟﻘﺳﻣﺔ ﻓﻲ ﺿـوء ذﻟـك‬
‫‪ ،‬إﻻ أن اﻟﻣ ــدﻋﻳن ﻟ ــم ﻳﻘﺑﻠـ ـوا ﻫ ــذا اﻟﺣﻛ ــم ﺣﻳ ــث ﻗ ــﺎﻣوا ﺑ ــﺎﻟطﻌن ﺑﺎﻻﺳ ــﺗﺋﻧﺎف ﻓ ــﻲ ﻫ ــذا اﻟﺣﻛ ــم أﻣ ــﺎم‬
‫اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ اﻻﺳﺗﺋﻧﺎﻓﻳﺔ اﻟﻣﺧﺗﺻﺔ اﻟﺗﻲ ﺣﻛﻣت ﺑﺈﻟﻐﺎء اﻟﺣﻛـم اﻻﺑﺗـداﺋﻲ ﺑﺣﺟـﺔ أن اﻟﻘﺳـﻣﺔ ﻟـم ﺗﺳـﺗﻛﻣﻝ‬
‫ﻓﻠ ــم ﻳﻛ ــن أﻣ ــﺎم اﻟورﺛ ــﺔ اﻵﺧـ ـرﻳن إﻻ اﻟطﻌ ــن ﺑ ــﺎﻟﻧﻘض ﻓـ ـﻲ اﻟﺣﻛ ــم اﻷﺳ ــﺗﺋﻧﺎﻓﻲ أﻣ ــﺎم داﺋـ ـرة اﻷﺣـ ـواﻝ‬
‫اﻟﺷﺧﺻــﻳﺔ ﺑﺎﻟﻣﺣﻛﻣــﺔ اﻟﻌﻠﻳــﺎ واﻟﺗــﻲ ﻗــررت ﻧﻘــض اﻟﺣﻛــم اﻷﺳــﺗﺋﻧﺎﻓﻲ اﻟﻣطﻌــون ﻓﻳــﻪ واﻋﺗﻣــﺎد اﻟﺣﻛــم‬
‫اﻻﺑﺗــداﺋﻲ ٕواﻟ ـزام أط ـراف اﻟﻘﺿــﻳﺔ ﺑﺎﻟﻌﻣــﻝ ﺑﻣوﺟﺑــﻪ وأﻗــرت اﻟﻣﺣﻛﻣــﺔ اﻟﻌﻠﻳــﺎ ﻣﺑــدأ ﺟ ـواز اﻟوﺻــﻳﺔ ﻣــن‬
‫اﻟﺟدة ﻷوﻻد أﺑﻧﻬﺎ‪.‬‬
‫واﺳﺗﺧﻠﺻت اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﻌﻠﻳﺎ وأرﺳت ﻓﻲ ﺣﻛﻣﻬـﺎ اﻟﺳـﺎﺑق ذﻛـرﻩ ﻣﺑـدأ أو ﻗﺎﻋـدة ﻗﺿـﺎﺋﻳﺔ وﻫـﻲ )ﺟـواز‬
‫وﺻﻳﺔ اﻟﺟدة ﻟﺛﻠث ﺗرﻛﺗﻬﺎ ﻷوﻻد أﺑﻧﻬﺎ ﺗﻌوﻳﺿﺎً ﻟﻬم ﻋﻣﺎ ﻓﺎﺗﻬم ﻣن وﺻﻳﺔ ﺟدﻫم ( ﺑﻝ أن اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ‬
‫اﻟﻌﻠﻳﺎ ﻗﺎﻣت ﺑﻧﺷر ﻫذا اﻟﻣﺑدأ أو اﻟﻘﺎﻋدة ﺿﻣن اﻟﻣﺑﺎدئ واﻟﻘواﻋـد اﻟﻘﺿـﺎﺋﻳﺔ اﻟﺻـﺎدرة ﻋـن اﻟﻣﺣﻛﻣـﺔ‬
‫اﻟﻌﻠﻳﺎ وذﻟك ﻓﻲ اﻟﻌدد اﻷوﻝ اﻟﺟزء اﻟﺛﺎﻧﻲ اﻟﺻﺎدر ﻋن اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﻌﻠﻳﺎ ﻋﺎم ‪2004‬م ص‪. 365‬‬
‫وﻣﻌﻠــوم أن ﺣــق اﻟﻣ ـرأة ﻓــﻲ اﻟﺗﺻــرف ﻓــﻲ أﻣواﻟﻬــﺎ ﻣــن أﻫــم اﻟﺣﻘــوق ) ﺣــق اﻟﻣﻠﻛﻳــﺔ ( وﻣــن أﻫــم‬
‫ﻣظﺎﻫر ﺣق اﻟﻣﻠﻛﻳﺔ ﺣق اﻟﻣﺎﻟك ﻓـﻲ اﻟﺗﺻـرف ﻓـﻲ أﻣﻼﻛـﻪ ﻛﻳﻔﻣـﺎ ﻳﺷـﺎء وﻻ ﻳﺟـوز ﺗﻘﻳﻳـد ﺣرﻳﺗـﻪ ﻓـﻲ‬
‫اﻟﺗﺻرف ﻓﻲ أﻣﻼﻛﻪ إﻻ ﻓﻲ اﻟﺣدود اﻟﺗﻲ ﻳﻘررﻫﺎ اﻟﻘﺎﻧون ‪ ،‬وﻣن ﻫذا اﻟﻣﻧطﻠق ﻓﻘـد ﺟـﺎء ﻫـذا اﻟﺣﻛـم‬
 ‫‪- 26 -‬‬

‫ﻣﺣـ ـ ــﻝ ﺗﻌﻠﻳﻘﻧـ ـ ــﺎ اﻧﺗﺻـ ـ ــﺎ اًر ﻟﺣـ ـ ــق اﻟﻣ ـ ـ ـرأة ﻓـ ـ ــﻲ اﻟﺗﺻـ ـ ــرف ﻓـ ـ ــﻲ أﻣﻼﻛﻬـ ـ ــﺎ ﺑﺎﻟطرﻳﻘـ ـ ــﺔ اﻟﺗـ ـ ــﻲ ﺗ ارﻫـ ـ ــﺎ ‪,‬‬
‫وﺗﺑﻌﺎً ﻟذﻟك ﻓﻬذا اﻟﺣﻛم ﻳﻌد ﻋﻼﻣﺔ ﻣﺿﻳﺋﺔ ﻓﻲ ﻧطﺎق ﺗﻛرﻳس ﺣق اﻟﻣرأة ﻓﻲ اﻟﺗﺻرف ﻓﻲ أﻣﻼﻛﻬـﺎ‬
‫طﺑﻘﺎً ﻟﻠﻧﺻوص اﻟﺷرﻋﻳﺔ واﻟﻘﺎﻧوﻧﻳﺔ ‪ ،‬وﻣن ﻫذا اﻟﻣﻧطﻠق ﻓﺈن ﻣﻌﺎﻳﻳر اﺧﺗﻳـﺎر اﻷﺣﻛـﺎم اﻟﻣﻌﺗﻣـدة ﻓـﻲ‬
‫ﻫذﻩ اﻟدراﺳﺔ ﺗﻧطﺑق ﻋﻠﻰ ﻫذا اﻟﺣﻛم ‪.‬‬

‫‪ (7‬اﻟﺣﻛــم اﻟﺻــﺎدر ﻋــن داﺋــرة اﻷﺣ ـواﻝ اﻟﺷﺧﺻــﻳﺔ ﺑﺎﻟﻣﺣﻛﻣــﺔ اﻟﻌﻠﻳــﺎ ﻓــﻲ ﺟﻠﺳــﺗﻬﺎ اﻟﻣﻧﻌﻘــدة ﺑﺗــﺎرﻳﺦ‬
‫‪1999/9/1‬م ﻓﻲ اﻟطﻌـن ﺑـﺎﻟﻧﻘض اﻟﺷﺧﺻـﻲ رﻗـم )‪ (294‬ﻟﺳـﻧﺔ‪1420‬ﻫــ ‪ ,‬اﻟـذي أرﺳـﺎ ﻣﺑـدأ أو‬
‫ﻗﺎﻋدة ﻗﺿﺎﺋﻳﺔ ﻣﻔﺎدﻫﺎ أن )اﻟطﻼق اﻟﻣﺑﻧﻲ ﻋﻠﻰ ﻋوض ﻳﻛون ﺧﻠﻌﺎً( ‪:‬‬
‫وﺧﻼﺻﺔ وﻗـﺎﺋﻊ وﺣﻳﺛﻳـﺎت ﻫـذا اﻟﺣﻛـم أن زوﺟـﺔ ذاﻗـت اﻷﻣـرﻳن ﻣـن زوﺟﻬـﺎ وﻛرﻫـت زوﺟﻬـﺎ ﻛراﻫﻳـﺔ‬
‫ﺷــدﻳدة وﻧﻔــرت ﻣﻧــﻪ ﻧﻔــو اًر ﺷــدﻳداً ‪ ,‬وﻗﺑــﻝ أن ﺗﻠﺟــﺄ إﻟــﻰ اﻟﻘﺿــﺎء طﻠﺑــت ﻫــذﻩ اﻟزوﺟــﺔ ﻣــن زوﺟﻬــﺎ أن‬
‫ﻳطﻠﻘﻬــﺎ إﻻ أن اﻟــزوج رﻓــض ذﻟــك ‪ ,‬ﻓﻣــﺎ ﻛــﺎن ﻣــن اﻟزوﺟــﺔ إﻻ أن ﺗﻘــدﻣت ﺑــدﻋوى أﻣــﺎم اﻟﻣﺣﻛﻣــﺔ‬
‫اﻻﺑﺗداﺋﻳﺔ اﻟﻣﺧﺗﺻﺔ ﺣﻳث طﻠﺑت اﻟزوﺟﺔ ﻣن اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ ﻓﺳﺦ ﻋﻘد زواﺟﻬﺎ ﻣن زوﺟﻬـﺎ اﻟـذي ﺗﺑﻐﺿـﻪ‬
‫ﺑﺳــﺑب ﺗﺻ ـرﻓﺎﺗﻪ اﻟﺗــﻲ ﺗﺿــررت ﻣﻧﻬــﺎ اﻟﻣ ـرأة أﺷــد اﻟﺿــرر ‪ ،‬إﻻ أن اﻟزوﺟــﺔ اﻟﺗﻌﻳﺳــﺔ ﻋﺟــزت ﻋــن‬
‫إﺛﺑــﺎت ﻛراﻫﻳﺗﻬــﺎ ﻟﻠــزوج ﺣﺳــﺑﻣﺎ ورد ﻓــﻲ اﻟﺣﻛــم ﻣﺣــﻝ ﺗﻌﻠﻳﻘﻧــﺎ وطﺑﻘـﺎً ﻟﻠﻣــﺎدة )‪ (54‬ﻣــن اﻟﻘــﺎﻧون اﻟﺗــﻲ‬
‫ﺗﺷــﺗرط ﻟﻠﻔﺳــﺦ ﺛﺑــوت اﻟﻛراﻫﻳــﺔ ‪ ،‬وﺑﻌــد اﻷﺧــذ واﻟــرد ﺑــﻳن اﻟــزوﺟﻳن ﻋرﺿــت اﻟﻣﺣﻛﻣــﺔ ﻋﻠــﻰ اﻟــزوج‬
‫طــﻼق زوﺟﺗــﻪ ﻣﻘﺎﺑــﻝ أن ﺗــدﻓﻊ اﻟزوﺟــﺔ ﻟﻠــزوج ﻣﺑﻠــﻎ ﻣﺎﺋــﺔ أﻟــف ﷼ ‪ ,‬وﺑﺎﻟﻔﻌــﻝ ﻗــﺎم اﻟــزوج ﺑطــﻼق‬
‫زوﺟﺗﻪ ﻣﻘﺎﺑﻝ اﻟﻣﺑﻠـﻎ اﻟﻣـذﻛور ‪ ,‬وﺑﻌـد ذﻟـك ﺣﻛﻣـت اﻟﻣﺣﻛﻣـﺔ اﻻﺑﺗداﺋﻳـﺔ ﺑوﻗـوع اﻟطـﻼق طﻠﻘـﺔ واﺣـدة‬
‫واﻋﺗﺑــرت اﻟﻣﺣﻛﻣــﺔ ذﻟــك اﻟطــﻼق طﻼﻗ ـﺎً رﺟﻌﻳ ـﺎً ‪ ،‬وﻣﻌﻠــوم أﻧــﻪ ﻓــﻲ اﻟطــﻼق اﻟرﺟﻌــﻲ ﻳﺣــق ﻟﻠــزوج‬
‫اﻟﻣطﻠــق أن ﻳ ارﺟــﻊ ﻣطﻠﻘﺗــﻪ اﻟرﺟﻌﻳــﺔ ﺧــﻼﻝ ﻋــدﺗﻬﺎ ﻛوﻧﻬــﺎ ﻻ ازﻟــت زوﺟــﺔ ﺣﻛﻣ ـﺎً ‪ ,‬وﻟــذﻟك طﻌﻧــت‬
‫اﻟزوﺟﺔ اﻟﻣطﻠﻘﺔ ﺑﺎﻻﺳﺗﺋﻧﺎف ﻓﻲ ذﻟك اﻟﺣﻛم أﻣﺎم ﻣﺣﻛﻣﺔ اﻻﺳـﺗﺋﻧﺎف اﻟﻣﺧﺗﺻـﺔ ﺣﻳـث أﻋـﺎد اﻟطﻌـن‬
‫ﺑﺎﻻﺳﺗﺋﻧﺎف طرح اﻟﻧزاع أﻣﺎﻣﻬﺎ ﻛﺎﻣﻼً وﻗد ﺣﻛﻣت ﻣﺣﻛﻣﺔ اﻻﺳﺗﺋﻧﺎف ﺑﻌد اﻟدراﺳﺔ واﻟﻣداوﻟﺔ ﺑﺛﺑوت‬
‫ﻛراﻫﻳﺔ اﻟزوﺟﺔ ﻟزوﺟﻬﺎ وﻣن ﺛم ﻗررت ﻣﺣﻛﻣـﺔ اﻻﺳـﺗﺋﻧﺎف اﻋﺗﺑـﺎر ﻣـﺎ ﻗﺎﻣـت ﺑـﻪ ﻣﺣﻛﻣـﺔ أوﻝ درﺟـﺔ‬
‫ﻓﺳ ــﺧﺎً ﻟﻛراﻫﻳ ــﺔ اﻟزوﺟ ــﺔ ﻟزوﺟﻬ ــﺎ وﻓﻘـ ـﺎً ﻟﻠﻣ ــﺎدة )‪ (54‬ﻣ ــن ﻗ ــﺎﻧون اﻷﺣـ ـواﻝ اﻟﺷﺧﺻ ــﻳﺔ وﻟ ــﻳس طﻼﻗـ ـﺎً‬
‫ﺣﺳــﺑﻣﺎ ورد ﻓــﻲ ﻣﻧطــوق اﻟﺣﻛــم اﻻﺑﺗــداﺋﻲ اﻟﻣطﻌــون ﻓﻳــﻪ ‪ ,‬ﻓﻘــﺎم اﻟــزوج ﺑــﺎﻟطﻌن ﺑــﺎﻟﻧﻘض ﺑــﺎﻟﺣﻛم‬
 ‫‪- 27 -‬‬

‫اﻻﺳﺗﺋﻧﺎﻓﻲ اﻟﻣﺷـﺎر إﻟﻳـﻪ وذﻟـك أﻣـﺎم اﻟـداﺋرة اﻟﺷﺧﺻـﻳﺔ ﺑﺎﻟﻣﺣﻛﻣـﺔ اﻟﻌﻠﻳـﺎ اﻟﺗـﻲ أﺻـدرت ﺑﻌـد اﻟد ارﺳـﺔ‬
‫واﻟﻣداوﻟﺔ ﺣﻛﻣﻬﺎ ﻣﺣﻝ ﺗﻌﻠﻳﻘﻧﺎ واﻟـذي ﻗﺿـﻰ ﺑـﺄن ﻣـﺎ ﺗـم ﺑـﻳن اﻟـزوﺟﻳن أﻣـﺎم اﻟﻣﺣﻛﻣـﺔ اﻻﺑﺗداﺋﻳـﺔ ﻫـو‬
‫طــﻼق ﺧﻠﻌــﻲ – ﺑــﻝ أن ﻫــذا اﻟﺣﻛــم ﻗــد أرﺳــﺎ ﻣﺑــدأ أو ﻗﺎﻋــدة ﻋﺎﻣــﺔ ﻗﺿــﺎﺋﻳﺔ ﻣﻔﺎدﻫــﺎ أن ﻛــﻝ طــﻼق‬
‫ﻣﻘﺎﺑــﻝ ﻣــﺎﻝ ﻫــو طــﻼق ُﺧﻠﻌــﻲ – وﺑﻣوﺟــب ﻫــذا اﻟﻧــوع ﻣــن اﻟطــﻼق ﻻ ﻳﺣــق ﻟﻠــزوج اﻟﻣطﻠــق إرﺟــﺎع‬
‫زوﺟﺗــﻪ اﻟﻣطﻠﻘــﺔ إﻟــﻰ ﺣظﻳ ـرة اﻟزوﺟﻳــﺔ ﺑﺎﻋﺗﺑــﺎر أن ﻫــذا اﻟطــﻼق ﺑــﺎﺋن ﺑﻳﻧوﻧــﺔ ﺻــﻐرى وﻟــﻳس طﻼﻗ ـﺎً‬
‫رﺟﻌﻳ ـﺎً ‪ٕ ,‬واﻻ ﻟﻣــﺎ ﻛــﺎن ﻟﻠﻣــﺎﻝ اﻟــذي ﺗدﻓﻌــﻪ اﻟزوﺟــﺔ إﻟــﻰ زوﺟﻬــﺎ ﻧظﻳــر اﻟﺗﺣﻠــﻝ ﻣــن زواج ﻓﺎﺷــﻝ أﻳــﺔ‬
‫ﺟــدوى أو ﻓﺎﺋــدة طﺎﻟﻣــﺎ واﻟــزوج ﻳﺳــﺗطﻳﻊ إرﺟﺎﻋﻬــﺎ إﻟــﻰ ﺟﺣــﻳم اﻟزوﺟﻳــﺔ اﻟــذي دﻓﻌــت اﻟزوﺟــﺔ اﻟﻣــﺎﻝ‬
‫اﻟﻧﻔﻳس ﻟﻠﻔرار ﻣﻧﻪ ‪.‬‬
‫وﻣن ﻫذا اﻟﻣﻧطﻠق ﻓﺈن اﻟﺣﻛم ﻣﺣﻝ ﺗﻌﻠﻳﻘﻧﺎ ﻗد ﻛﻔﻝ ﺣـق اﻟزوﺟـﺔ اﻟﻣظﻠوﻣـﺔ ﻓـﻲ اﻟﻬـروب ﻣـن ﺟﺣـﻳم‬
‫زوﺟﻳــﺔ ﻋﺎﻧــت ﻣﻧــﻪ اﻷﻣ ـرﻳن ﻫــذا ﻣــن ﻧﺎﺣﻳــﺔ وﻣــن ﻧﺎﺣﻳــﺔ ﺛﺎﻧﻳــﺔ ﻓــﺈن ﻫــذا اﻟﺣﻛــم ﻗــد ﺣــﺎﻝ دون ﻗﻳــﺎم‬
‫اﻟزوج ﺑﺈرﺟﺎع اﻟزوﺟﺔ إﻟﻰ ﻫذا اﻟﺟﺣﻳم ﻛرة أﺧرى ‪ ,‬وﻣن ﻧﺎﺣﻳﺔ ﺛﺎﻟﺛﺔ ﻓﺈن ﻫذا اﻟﺣﻛـم ﻗـد أرﺳـﺎ ﻣﺑـدأً‬
‫أو ﻗﺎﻋدة ﻋﺎﻣﺔ ﻗﺿﺎﺋﻳﺔ ﺗﺳﺗﻔﻳد ﻣﻧﻬﺎ ﻛﺎﻓﺔ اﻟﻧﺳﺎء ﻓﻲ اﻟﻳﻣن اﻟﻼﺗﻲ ﻗد ﻳﻘودﻫن ﺣظﻬن اﻟﻌﺎﺛر ﻟـدﻓﻊ‬
‫اﻟﻣﺎﻝ ﻣﻘﺎﺑﻝ إطﻼﻗﻬن ﻣن زﻳﺟﺎت ﻓﺎﺷﻠﺔ ﻻ ﻳـردن اﻟﺑﻘـﺎء ﻓﻳﻬـﺎ ﺣﻳـث ﻻ ﻳﻣﻛـن ﻟـﻸزواج اﻟـذﻳن طﻠﻘـوا‬
‫زوﺟﺎﺗﻬم ﻣﻘﺎﺑﻝ ﻣﺎﻝ إﻋﺎدﺗﻬن إﻟﻰ اﻟﺣﻳﺎة اﻟزوﺟﻳـﺔ ﺑﺎﻋﺗﺑـﺎر ﻫـذا اﻟطـﻼق طﻼﻗـﺎً ﺑﺎﺋﻧـﺎً وﻟـو ﻛـﺎن ﻟﻣـرة‬
‫واﺣدة ﻓﻘط ﺑﻣوﺟب ﻫذا اﻟﻣﺑدأ أو اﻟﻘﺎﻋدة اﻟﻌﺎﻣﺔ اﻟﻬﺎﻣﺔ اﻟﺗﻲ أرﺳﺎﻫﺎ ﻫذا اﻟﺣﻛم‪.‬‬
‫وﻟﻌﻣوﻣﻳــﺔ وأﻫﻣﻳــﺔ ﻫــذا اﻟﻣﺑــدأ أو اﻟﻘﺎﻋــدة ﻓﻘــد ﻗﺎﻣــت اﻟﻣﺣﻛﻣــﺔ اﻟﻌﻠﻳــﺎ ﺑﻧﺷــر ﻫــذا اﻟﻣﺑــدأ أو اﻟﻘﺎﻋــدة‬
‫اﻟﻌﺎﻣــﺔ اﻟﻘﺿــﺎﺋﻳﺔ ﺿــﻣن اﻟﻣﺑــﺎدئ واﻟﻘواﻋــد اﻟﻘﺿــﺎﺋﻳﺔ اﻟﺻــﺎدرة ﻋــن اﻟﻣﺣﻛﻣــﺔ اﻟﻌﻠﻳــﺎ ﺿــﻣن اﻟﻌــدد‬
‫اﻷوﻝ اﻟﺟــزء اﻟﺛــﺎﻧﻲ ﻣــن اﻟﻣﺑــﺎدئ واﻟﻘواﻋــد اﻟﻘﺿــﺎﺋﻳﺔ اﻟﺻــﺎدر ﻋــن اﻟﻣﺣﻛﻣــﺔ اﻟﻌﻠﻳــﺎ ﻋــﺎم ‪2004‬م‬
‫ص‪. 314‬‬
‫وﻟﻛﻝ ﻣﺎ ﺗﻘدم ﻓﻬـذا اﻟﺣﻛـم ﻣﺣـﻝ ﺗﻌﻠﻳﻘﻧـﺎ وطﺑﻘـﺎً ﻟﻠﻣﻌـﺎﻳﻳر اﻟﻣﻌﺗﻣـدة ﻓـﻲ اﻟد ارﺳـﺔ ُﻳﻌـد ﻋﻼﻣـﺔ ﻣﺿـﻳﺋﺔ‬
‫وﻣﺷرﻗﺔ ﻓﻲ ﺗﻛرﻳﺳﻪ ﻟﺣق اﻟﻣرأة ﻓﻲ ﺗﻘرﻳر ﻣﺻﻳر ﺣﻳﺎﺗﻬﺎ اﻟزوﺟﻳﺔ اﻟﻔﺎﺷﻠﺔ أو اﻟظﺎﻟﻣﺔ ﻻﺳﻳﻣﺎ وﻫـذا‬
‫اﻟﺣق ﺗﻛﻔﻠﻪ اﻟﻘواﻧﻳن اﻟوطﻧﻳﺔ واﻻﺗﻔﺎﻗﻳﺎت واﻟﻣواﺛﻳق اﻟدوﻟﻳﺔ ‪.‬‬
 ‫‪- 28 -‬‬

‫‪ (8‬اﻟﻘـرار اﻟﺻــﺎدر ﻋــن داﺋــرة اﻷﺣـواﻝ اﻟﺷﺧﺻــﻳﺔ ﺑﺎﻟﻣﺣﻛﻣــﺔ اﻟﻌﻠﻳــﺎ رﻗــم )‪ (350‬ﻟﺳــﻧﺔ‪1420‬ﻫـــ ﻓــﻲ‬
‫ﺟﻠﺳــــــﺗﻬﺎ ﺑﺗــــــﺎرﻳﺦ‪1999/10/3‬م واﻟــــــذي أرﺳــــــﺎ ﻣﺑــــــدأ ﻋﺎﻣــــــﺎً أو ﻗﺎﻋــــــدة ﻋﺎﻣــــــﺔ ﻗﺿــــــﺎﺋﻳﺔ‬
‫ﻣﻔﺎدﻫﺎ ) أﻧﻪ إذا ﻟـم ﻳﻣﻛـن رﺟـوع اﻟزوﺟـﺔ إﻟـﻰ اﻟﺣﻳـﺎة اﻟزوﺟﻳـﺔ ﺑوﺟـﻪ ﻣـن وﺟـﻪ اﻹﺻـﻼح ﻓﻌﻠـﻰ‬
‫اﻟزوﺟــﺔ ﻋﻧدﺋــذ ﺗﻌــوﻳض اﻟــزوج ﻋﻣــﺎ دﻓــﻊ ﻣﻬـ ارً وﻧﺻــف اﻟﺷــرط اﻟﻣــدﻓوع ﻣﻘﺎﺑــﻝ اﻧﺗﻬــﺎء ﻋﻼﻗﺗﻬــﺎ‬
‫اﻟزوﺟﻳﺔ ﺑزوﺟﻬﺎ ( ‪:‬‬
‫وﺧﻼﺻﺔ وﻗﺎﺋﻊ ﻫذا اﻟﻘرار أن زوج ﻣن اﻷزواج ﻗﺎم ﺑطﻼق زوﺟﺗﻪ ﺣﻳث أﺧﺗﻠف اﻟزوﺟـﺎن ﻓـﻲ ﻧـوع‬
‫ﻫذا اﻟطﻼق ‪ ,‬ﻓﺎﻟزوج ﻳـرى أن اﻟطـﻼق اﻟـذي أوﻗﻌـﻪ ﻫـو طـﻼق رﺟﻌـﻲ ﻳﺣـق ﻟـﻪ إرﺟـﺎع زوﺟﺗـﻪ ﻓـﻲ‬
‫أﺛﻧــﺎء اﻟﻌــدة ‪ ,‬ﻓــﻲ ﺣــﻳن ﺗــرى اﻟزوﺟــﺔ أن اﻟطــﻼق ﺑــﺎﺋن ﻻ ﻳﺣــق ﻟﻠــزوج إرﺟﺎﻋﻬــﺎ إﻟــﻰ اﻟزوﺟﻳــﺔ ﻓــﻲ‬
‫أﺛﻧــﺎء اﻟﻌــدة أو ﻓــﻲ ﻏﻳ ـرﻩ ‪ ,‬وﻟــذﻟك اﻣﺗﻧﻌــت اﻟﻣ ـرأة ﻋــن اﻟرﺟــوع إﻟــﻰ ﻣﻧــزﻝ اﻟزوﺟﻳــﺔ ‪ ,‬ﻓﻣــﺎ ﻛــﺎن ﻣــن‬
‫اﻟــزوج إﻻ أن ﺗﻘــدم ﺑــدﻋوى أﻣــﺎم اﻟﻣﺣﻛﻣــﺔ اﻻﺑﺗداﺋﻳــﺔ اﻟﻣﺧﺗﺻــﺔ طﺎﻟﺑ ـﺎً إﻟ ـزام اﻟزوﺟــﺔ ﺑــﺎﻟرﺟوع إﻟــﻰ‬
‫ﻣﻧزﻝ اﻟزوﺟﻳﺔ ﺑﺎﻋﺗﺑﺎر اﻟطﻼق اﻟذي وﻗﻊ طﻼﻗﺎً رﺟﻌﻳﺎً ﺣﺳب زﻋﻣﻪ ‪ ,‬وﻗد ردت اﻟزوﺟﺔ ﻋﻠـﻰ ﻫـذﻩ‬
‫اﻟــدﻋوى ﺑــﺄن اﻟطــﻼق اﻟــذي وﻗــﻊ ﻫــو طــﻼق ﺑــﺎﺋن ﻷن إرﺟﺎﻋﻬــﺎ اﻟــذي أدﻋــﺎﻩ زوﺟﻬــﺎ ﻗــد ﻛــﺎن ﺑﻌــد‬
‫ﻓـ ـوات اﻟﻌ ــدة ‪ ,‬وﺑﻌ ــد اﻟﻣداوﻟ ــﺔ واﻟد ارﺳ ــﺔ ﺣﻛﻣ ــت اﻟﻣﺣﻛﻣ ــﺔ اﻻﺑﺗداﺋﻳ ــﺔ ﻋ ــﺎم ‪1996‬م ﻟﺻ ــﺎﻟﺢ اﻟ ــزوج‬
‫واﻋﺗﺑــرت اﻟطــﻼق اﻟــذي وﻗــﻊ طﻼﻗ ـﺎً رﺟﻌﻳ ـﺎً ﻷن اﻟﻘــوﻝ ﻓــﻲ اﻟطــﻼق ﻫ ـو ﻟﻠرﺟــﻝ ﺑﺎﻋﺗﺑــﺎرﻩ ﻫــو اﻟــذي‬
‫ﻳﻣﻠــك ﺣــق اﻟط ــﻼق ﻋﻣ ـﻼً ﺑﻘﺎﻋــدة )اﻟﻘ ــوﻝ ﻟﻣــن ﻳﻣﻠــك اﻟﺣ ــق ( ﻓﻣــﺎ ﻛــﺎن ﻣ ــن اﻟزوﺟــﺔ إﻻ اﻟطﻌ ــن‬
‫ﺑﺎﻻﺳﺗﺋﻧﺎف أﻣﺎم ﻣﺣﻛﻣـﺔ اﻻﺳـﺗﺋﻧﺎف اﻟﻣﺧﺗﺻـﺔ واﻟﺗـﻲ ﺣﻛﻣـت ﻋـﺎم ‪1998‬م ﺑﻌـد اﻟﻣداوﻟـﺔ واﻟد ارﺳـﺔ‬
‫ﻷوراق اﻟﻘﺿــﻳﺔ ﺑﻔﺳــﺦ اﻟــزواج ﻟﺛﺑــوت ﻛراﻫﻳــﺔ اﻟزوﺟــﺔ ﻟزوﺟﻬــﺎ ‪ ,‬ﻓﻠــم ﻳﻘﺑــﻝ اﻟــزوج ﺑــذﻟك ﺣﻳــث ﻗــﺎم‬
‫ﺑــﺎﻟطﻌن ﺑــﺎﻟﻧﻘض ﺑــﺎﻟﺣﻛم اﻻﺳــﺗﺋﻧﺎﻓﻲ وذﻟــك أﻣــﺎم داﺋ ـرة اﻷﺣ ـواﻝ اﻟﺷﺧﺻــﻳﺔ ﺑﺎﻟﻣﺣﻛﻣــﺔ اﻟﻌﻠﻳــﺎ اﻟﺗــﻲ‬
‫ﺣﻛﻣت ﺑﺄن ﺗﻘوم اﻟزوﺟﺔ ﺑﺗﻌوﻳض اﻟزوج ﻋﻣﺎ دﻓﻊ ﻣﻬ اًر وﻧﺻف اﻟﺷرط اﻟﻣـدﻓوع ﻣﻘﺎﺑـﻝ ﺗﺣﻠﻠﻬـﺎ ﻣـن‬
‫ﻋﻘدة اﻟزوﺟﻳﺔ ‪ ,‬وﻟم ﻳﻛﺗف اﻟﺣﻛم ﻣﺣﻝ ﺗﻌﻠﻳﻘﻧﺎ ﺑﺗﺣرﻳر ﻫـذﻩ اﻟزوﺟـﺔ ﻣـن أﺳـر اﻟﺣﻳـﺎة اﻟزوﺟﻳـﺔ اﻟﺗـﻲ‬
‫ﻟــم ﺗطﻘﻬــﺎ ٕواﻧﻣــﺎ أرﺳــﺎ ﻫــذا اﻟﺣﻛــم ﻣﺑــدأ وﻗﺎﻋــدة ﻋﺎﻣــﺔ ﻗﺿــﺎﺋﻳﺔ ﺑﺎﻟﻧﺳــﺑﺔ ﻟﻛﺎﻓــﺔ اﻟزوﺟــﺎت اﻟﻼﺗــﻲ ﻗــد‬
‫ﻳﺗﻌرﺿــن ﻣﺳــﺗﻘﺑﻼً ﻟﻣــﺎ ﺗﻌرﺿــت ﻟــﻪ ﻫــذﻩ اﻟزوﺟــﺔ ﺣﻳــث ﺗﺳــﺗطﻳﻊ أي زوﺟــﺔ ﺑﻣوﺟــب ﻫــذا اﻟﻣﺑــدأ أو‬
‫اﻟﻘﺎﻋــدة اﻟﻌﺎﻣــﺔ أن ﺗُﻌﻳــد ﻟزوﺟﻬــﺎ اﻟﻣﻬــر اﻟــذي دﻓﻌــﻪ إﻟﻳﻬــﺎ وﻧﺻــف اﻟﺷــرط ‪ ,‬ﻛــﻲ ﺗﺗﺣــرر ﺑﺳــﻬوﻟﺔ‬
‫وﻳﺳر ﻣن ﺣﻳﺎة زوﺟﻳﺔ ﻻ ﺗطﻳﻘﻬﺎ أو ﻻ ﺗرﻳد اﻟﺑﻘﺎء ﻓﻳﻬﺎ ‪.‬‬
‫ﺣﻳــث اﺳﺗﺧﻠﺻــت اﻟﻣﺣﻛﻣــﺔ اﻟﻌﻠﻳــﺎ ﻣــن اﻟﺣﻛــم ﻣﺣــﻝ ﺗﻌﻠﻳﻘﻧــﺎ ﻣﺑــدأ ﻋﺎﻣ ـﺎً أو ﻗﺎﻋــدة ﻣﻔﺎدﻫــﺎ )إذا ﻟــم‬
‫ﻳﻣﻛن رﺟـوع اﻟزوﺟـﺔ إﻟـﻰ اﻟﺣﻳـﺎة اﻟزوﺟﻳـﺔ ﺑوﺟـﻪ ﻣـن وﺟـوﻩ اﻹﺻـﻼح ﻓﻌﻠـﻰ اﻟزوﺟـﺔ ﻋﻧدﺋـذ ﺗﻌـوﻳض‬
 ‫‪- 29 -‬‬

‫اﻟزوج ﻋﻣﺎ دﻓﻊ ﻣﻬ اًر ‪ ,‬وﻧﺻف اﻟﺷرط اﻟﻣدﻓوع ﻣﻘﺎﺑﻝ ﺗﺣﻠﻠﻬﺎ ﻣن ﻋﻘد اﻟزوﺟﻳﺔ( وﻷﻫﻣﻳﺔ ﻫذا اﻟﻣﺑـدأ‬
‫أو اﻟﻘﺎﻋــدة وﻋﻣوﻣﻳﺗﻬ ــﺎ ﻓﻘ ــد ﻗﺎﻣــت اﻟﻣﺣﻛﻣ ــﺔ اﻟﻌﻠﻳ ــﺎ ﺑﻧﺷــر ﻫ ــذا اﻟﻣﺑ ــدأ أو اﻟﻘﺎﻋــدة ﺿ ــﻣن اﻟﻣﺑ ــﺎدئ‬
‫واﻟﻘواﻋـد اﻟﻘﺿــﺎﺋﻳﺔ اﻟﻣﻧﺷــورة ﻓــﻲ اﻟﻌــدد اﻷوﻝ اﻟﺟــزء اﻟﺛــﺎﻧﻲ ص‪ 352‬اﻟﺻــﺎدر ﻋــن اﻟﻣﺣﻛﻣــﺔ اﻟﻌﻠﻳــﺎ‬
‫ﻋﺎم ‪2004‬م ‪ ,‬ﺣﺳﺑﻣﺎ ﻫو ﻣﺑﻳن ﻓﻲ ﻣرﻓﻘﺎت اﻟدراﺳﺔ ‪.‬‬
‫وﻟﻛﻝ ﻣﺎ ﺗﻘدم ﻓﺎﻟﺣﻛم ﻣﺣﻝ ﺗﻌﻠﻳﻘﻧـﺎ ﻳﻌـد ﻋﻼﻣـﺔ ﻣﺿـﻳﺋﺔ ﻓـﻲ ﺗﻛرﻳﺳـﻪ ﻟﺣـق اﻟﻣـرأة ﻓـﻲ ﺗﻘرﻳـر ﻣﺻـﻳر‬
‫ﺣﻳﺎﺗﻬﺎ اﻟزوﺟﻳـﺔ ‪ ,‬وﺗﻧطﺑـق ﻋﻠـﻰ ﻫـذا اﻟﺣﻛـم اﻟﻣﻌـﺎﻳﻳر اﻟﻣﻌﺗﻣـدة ﻓـﻲ اﻟد ارﺳـﺔ ﻻﺧﺗﻳـﺎر اﻷﺣﻛـﺎم اﻟﺗـﻲ‬
‫ﺗُﻌد ﻋﻼﻣﺎت ﻣﺿﻳﺋﺔ ﻻﺳـﻳﻣﺎ وأن اﻟزوﺟـﺔ ﺗﺳـﺗطﻳﻊ ﺑﻣوﺟـب ﻫـذا اﻟﻣﺑـدأ اﻟﺗﺣﻠـﻝ ﻣـن اﻟﺣﻳـﺎة اﻟزوﺟﻳـﺔ‬
‫اﻟﺗ ـ ـ ــﻲ ﻻ ﺗطﻳﻘﻬ ـ ـ ــﺎ ﺑﻛ ـ ـ ــﻝ ﺳ ـ ـ ــﻬوﻟﺔ وﻳﺳ ـ ـ ــر وﻣ ـ ـ ــن ﻏﻳ ـ ـ ــر ﺳ ـ ـ ــﺑب ﻷن اﻟﻣﺑ ـ ـ ــدأ ﻋ ـ ـ ــﺎم ﺣﻳﻧﻣ ـ ـ ــﺎ ﻧ ـ ـ ــص‬
‫ﺻراﺣﺔ ﻋﻠﻰ أﻧﻪ ) إذا ﺗﻌذر رﺟوع اﻟزوﺟﺔ ﺑﺄي وﺟﻪ ( ‪.‬‬

‫‪ (9‬ﻗرار اﻟداﺋرة اﻟﺷﺧﺻﻳﺔ ﺑﺎﻟﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﻌﻠﻳﺎ ﻓﻲ ﺟﻠﺳﺗﻬﺎ اﻟﻣﻧﻌﻘدة ﺑﺗﺎرﻳﺦ ‪2002/4/20‬م ﻓـﻲ اﻟطﻌـن‬
‫ﺑﺎﻟﻧﻘض اﻟﺷﺧﺻﻲ رﻗم )‪ (89‬ﻟﺳﻧﺔ‪1423‬ﻫــ ‪ ,‬اﻟـذي أرﺳـﺎ ﻣﺑـدأ ﻋﺎﻣـﺎً أو ﻗﺎﻋـدة ﻋﺎﻣـﺔ ﻗﺿـﺎﺋﻳﺔ‬
‫ﻣﻔﺎدﻫﺎ أﻧﻪ )ﻳﺷﺗرط ﻓﻲ ﻋﻘود اﻟﻧﻛﺎح رﺿـﺎء اﻟﻣـرأة ﻷن اﻟﻘﺎﻋـدة اﻟﺷـرﻋﻳﺔ ﺗﻘﺿـﻲ ﺑـﺄن ﻛـﻝ ﻋﻘـد‬
‫ﺑﻧﻲ ﻋﻠﻰ أﻛراﻩ اﻟزوﺟﺔ ﻻ ﻳﻌﻣﻝ ﺑﻪ ﺷرﻋﺎً (‪:‬‬
‫وﺧﻼﺻــﺔ وﻗــﺎﺋﻊ وﺣﻳﺛﻳــﺎت ﻫــذا اﻟﺣﻛــم أن رﺟ ـﻼً ﺗﻘــدم أﻣــﺎم اﻟﻣﺣﻛﻣــﺔ اﻻﺑﺗداﺋﻳــﺔ اﻟﻣﺧﺗﺻــﺔ ﺑــدﻋوى‬
‫ﻣﻔﺎدﻫﺎ ﺑﺄﻧﻪ ﻗد ﺗزوج ﺑﺎﻣرأة ﺣﻳث ﺗم إﺑرام ﻋﻘـد اﻟـزواج ﺑرﺿـﺎء اﻟﻣـرأة واﺧﺗﻳﺎرﻫـﺎ وﺗﻧﻔﻳـذاً ﻟـذﻟك اﻟﻌﻘـد‬
‫ﻓﻘد ﻗﺎم ﻫذا اﻟرﺟـﻝ ﺑﺗﺳـﻠﻳم اﻟﻣﺑـﺎﻟﻎ اﻟﺗـﻲ اﺷـﺗرطﻬﺎ واﻟـد اﻟﻣﻌﻘـود ﻋﻠﻳﻬـﺎ ‪ ,‬وﻗـد ردت اﻟﻣـرأة ﻋﻠـﻰ ﺗﻠـك‬
‫اﻟدﻋوى ﺑﻌدم رﺿﺎﺋﻬﺎ ﺑﻬذا اﻟزواج ‪ ,‬وﺑﻌد دراﺳﺔ اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ ﻷوراق اﻟﻘﺿـﻳﺔ واﺳﺗﻔﺻـﺎﻟﻬﺎ ﻟﻠﻣـرأة ﺗﺄﻛـد‬
‫ـﺎء ﻋﻠــﻰ ذﻟــك ﺣﻛﻣــت اﻟﻣﺣﻛﻣــﺔ ﺑﻌــدم ﺻــﺣﺔ ﻋﻘــد‬
‫ﻟﻠﻣﺣﻛﻣــﺔ ﻋــدم رﺿــﺎ اﻟﻣ ـرأة ﺑــذﻟك اﻟــزواج ‪ ,‬وﺑﻧـ ً‬
‫اﻟزواج اﻟﺳﺎﻟف ذﻛرﻩ ‪ ,‬ﻓﻠم ﻳﻘﻧﻊ اﻟرﺟﻝ ﺑﻬـذا اﻟﺣﻛـم ﺣﻳـث ﻗـﺎم ﺑـﺎﻟطﻌن ﻓﻳـﻪ أﻣـﺎم ﻣﺣﻛﻣـﺔ اﻻﺳـﺗﺋﻧﺎف‬
‫اﻟﺗــﻲ ﺗﺄﻛــد ﻟﻬــﺎ ﺑﻌــد اﻟد ارﺳــﺔ واﻟﺗﻣﺣــﻳص ﻟﻠﻘﺿــﻳﺔ وﺑﻌــد اﻟﻣداوﻟــﺔ ﺑــﺄن اﻟﺣﻛــم اﻻﺑﺗــداﺋﻲ ﻳﺗﻔــق وواﻗــﻊ‬
‫اﻟﺣﺎﻝ وﻳطﺎﺑق أﺣﻛﺎم اﻟﻘﺎﻧون وﻟـذﻟك ﺣﻛﻣـت ﻣﺣﻛﻣـﺔ اﻻﺳـﺗﺋﻧﺎف ﺑﺗـﺎرﻳﺦ‪2000/7/3‬م ﺑﺗﺄﻳﻳـد اﻟﺣﻛـم‬
‫اﻻﺑﺗــداﺋﻲ ‪ ,‬ﻓﻣــﺎ ﻛــﺎن ﻣــن اﻟرﺟــﻝ إﻻ أن ﻗــﺎم ﺑــﺎﻟطﻌن ﺑــﺎﻟﻧﻘض ﻓــﻲ اﻟﺣﻛــم اﻻﺳــﺗﺋﻧﺎﻓﻲ أﻣــﺎم اﻟــداﺋرة‬
‫اﻟﺷﺧﺻﻳﺔ ﺑﺎﻟﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﻌﻠﻳﺎ واﻟﺗﻲ ﺣﻛﻣت ﺑدورﻫﺎ ﺑﺗﺎرﻳﺦ‪2002/4/20‬م ﺑـرﻓض طﻌﻧـﻪ وﺗﺄﻳﻳـد اﻟﺣﻛـم‬
‫اﻻﺳﺗﺋﻧﺎﻓﻲ اﻟﻣؤﻳد ﻟﻠﺣﻛم اﻻﺑﺗداﺋﻲ ‪ ,‬وﻟم ﺗﻛﺗف اﻟداﺋرة ﺑذﻟك ﺑﻝ أﻧﻬﺎ ﻗد أرﺳـت وﻛرﺳـت ﻣﺑـدأ ﻋﺎﻣـﺎً‬
 ‫‪- 30 -‬‬

‫أو ﻗﺎﻋــدة ﻗﺿــﺎﺋﻳﺔ ﻋﺎﻣــﺔ ﻣﻔﺎدﻫــﺎ ) أﻧــﻪ ﻳﺷــﺗرط ﻓــﻲ ﻋﻘــود اﻟﻧﻛــﺎح رﺿــﺎ اﻟﻣـرأة وأن اﻟﻘﺎﻋــدة اﻟﺷــرﻋﻳﺔ‬
‫ﺗﻘﺿﻲ ﺑﺄن ﻛﻝ ﻋﻘد ﺑﻧﻲ ﻋﻠﻰ إﻛراﻩ اﻟزوج أو اﻟزوﺟﺔ ﻻ ُﻳﻌﻣﻝ ﺑﻪ ﺷرﻋﺎً(‪.‬‬
‫وﻳﻛﺗﺳب ﻫذا اﻟﺣﻛم وﻫذا اﻟﻣﺑدأ أﻫﻣﻳﺔ ﺑﺎﻟﻐﺔ ﻟﻠﻐﺎﻳـﺔ ﻓـﻲ اﻟﻣﺟﺗﻣـﻊ اﻟﻳﻣﻧـﻲ اﻟـذي ﻳﺳـود ﻓﻳـﻪ ﻋـرف ﻻ‬
‫ﻳﻬﺗم ﻛﺛﻳ اًر ﺑرﺿﺎء اﻟﻣرأة واﺧﺗﻳﺎرﻫﺎ ﻟﺷرﻳك ﺣﻳﺎﺗﻬﺎ ﻷﻧﻬﺎ ﻏﻳر ﻣؤﻫﻠـﻪ ﻟـذﻟك وأن اﻷﻫـﻝ ﻫـم ﺧﻳـر ﻣـن‬
‫ﻳﻘرر ذﻟك ﻷﻧﻬم اﻷدرى ﺑﺎﻟزوج اﻟﻣﻧﺎﺳب ﻟﻠﻣـرأة ‪ ,‬ﻛﻣـﺎ أن اﻟﻣﺑـدأ أو اﻟﻘﺎﻋـدة اﻟﻌﺎﻣـﺔ اﻟﻘﺿـﺎﺋﻳﺔ اﻟﺗـﻲ‬
‫أرﺳﺎﻫﺎ ﻫذا اﻟﺣﻛم ﻣﻔﻳدة ﻟﻠﻐﺎﻳﺔ ﻟﻠﻧﺳﺎء ﻋﺎﻣﺔ اﻟﻠواﺗﻲ ﻗد ﻳﺗم إﻛـراﻫﻬن ﻋﻠـﻰ اﻟـزواج ﻣﺳـﺗﻘﺑﻼً‪ ,‬وﻟـذﻟك‬
‫ﻓﻬــذا اﻟﺣﻛــم ﻳﻌــد ﻋﻼﻣ ـﺔً ﻣﺿــﻳﺋﺔ ﻓــﻲ ﺳــﺑﻳﻝ ﺗﻘرﻳــر وﺗﻛ ـرﻳس ﺣــق اﻟﻣ ـرأة ﻓــﻲ اﺧﺗﻳــﺎر ﺷ ـرﻳك ﺣﻳﺎﺗﻬــﺎ‬
‫ﺣﻳث ﺗﻧطﺑق ﻋﻠﻰ ﻫذا اﻟﺣﻛم اﻟﻣﻌﺎﻳﻳر اﻟﻣﻌﺗﻣدة ﻻﺧﺗﻳﺎر اﻷﺣﻛﺎم اﻟﺗﻲ ﺗﻌد ﻋﻼﻣﺎت ﻣﺿﻳﺋﺔ ‪.‬‬

‫‪ (10‬اﻟﺣﻛــم اﻻﺑﺗــداﺋﻲ اﻟﻧﻬــﺎﺋﻲ اﻟــذي ﻟــم ُﻳطﻌــن ﺑــﻪ واﻟﺻــﺎدر ﻋــن ﻣﺣﻛﻣــﺔ ﻏــرب اﻟﻌﺎﺻــﻣﺔ ﺻــﻧﻌﺎء‬
‫ﺑﺗــﺎرﻳﺦ‪2008/4/15‬م واﻟــذي ﻛــﺎن اﻟﺳــﺑب اﻟــداﻓﻊ إﻟــﻰ ﺗﻌــدﻳﻝ اﻟﻣــﺎدة )‪ (15‬ﻣــن ﻗــﺎﻧون اﻷﺣـواﻝ‬
‫اﻟﺷﺧﺻﻳﺔ ﺑﺷﺄن ﺗﺣدﻳد ﺳن اﻟزواج ‪  :‬‬
‫وﺧﻼﺻﺔ وﻗﺎﺋﻊ وﺣﻳﺛﻳـﺎت ﻫـذا اﻟﺣﻛـم وﺗداﻋﻳﺎﺗـﻪ أن ﻗﺿـﻳﺔ ﺗطﻠﻳـق اﻟﻘﺎﺻـرة )ن‪.‬ع‪.‬م‪.‬أ( اﻟﺑﺎﻟﻐـﺔ ﻣـن‬
‫اﻟﻌﻣر )ﺛﻣﺎن ﺳﻧوات( ﻣن زوﺟﻬﺎ )ف‪.‬ع‪.‬ن‪.‬س( اﻟﺑـﺎﻟﻎ ﻣـن اﻟﻌﻣـر )‪30‬ﺳـﻧﺔ( ﻗـد اﺳـﺗﺄﺛرت ﺑﺎﻫﺗﻣـﺎم‬
‫وﺳﺎﺋﻝ اﻷﻋﻼم اﻟﻳﻣﻧﻳﺔ واﻟﻌرﺑﻳـﺔ واﻟدوﻟﻳـﺔ وﺗﺣوﻟـت ﻫـذﻩ اﻟﻘﺿـﻳﺔ إﻟـﻰ ﻗﺿـﻳﺔ رأي ﻋـﺎم ﺷـﻐﻠت اﻟـرأي‬
‫اﻟﻌﺎم اﻟﻣﺣﻠﻲ واﻟﻌرﺑﻲ واﻟدوﻟﻲ‪ ,‬إﻟﻰ درﺟﺔ أن اﻟﺻﺑﻳﺔ اﻟﻘﺎﺻرة ﻛﺎﻧت ﻣـن ﺿـﻣن ﻋﺷـر ﺷﺧﺻـﻳﺎت‬
‫ﻧﺳــوﻳﻪ ﻋﺎﻟﻣﻳــﺔ ﺗــم ﺗﻛـرﻳﻣﻬن ﻓــﻲ واﺷــﻧطن ﻋــﺎم‪2008‬م ﺑﺣﺿــور وزﻳـرة اﻟﺧﺎرﺟﻳــﺔ اﻷﻣرﻳﻛﻳــﺔ اﻟﺳــﺎﺑﻘﺔ‬
‫)ﻣﺎدﻟﻳن أوﻟﺑراﻳت( ﺣﺳﺑﻣﺎ ﻫو ﻣﺑﻳن ﺑﻣرﻓﻘﺎت اﻟدراﺳﺔ ‪.‬‬
‫وﻗد ارﺗﺑطت ﻫذﻩ اﻟﻘﺿﻳﺔ ارﺗﺑﺎطﺎً ﺟدﻟﻳﺎً وﺗﻌﻠﻘـت ﺑﺎﻟﺟـدﻝ واﻟﺳـﺟﺎﻝ اﻟﺟـﺎري ﻓـﻲ اﻟـﻳﻣن ﺑﺷـﺄن ﺗﺣدﻳـد‬
‫ﺳن اﻟزواج واﻟذي دارت رﺣﺎﻩ ﺑﻳن اﻟﻔﻘﻬﺎء ورﺟﺎﻝ اﻟﻘﺎﻧون واﻟﻘﺿـﺎء واﻟﺳﻳﺎﺳـﺔ وﻓـﻲ ﻣﺟـﺎﻟس اﻟﻧـواب‬
‫واﻟﺷورى واﻟـوزراء واﻟﻣﺣﺎﻓـﻝ اﻟﻌﺎﻣـﺔ واﻟﺧﺎﺻـﺔ ‪ ,‬واﻧﻌﻘـدت واﻧﺗظﻣـت ﻟﺗﻧـﺎوﻝ ﻫـذا اﻟﻣوﺿـوع ﻋﺷـرات‬
‫اﻟﻧــدوات واﻟــورش واﻟﻠﻘــﺎءات واﻟﺑ ـراﻣﺞ اﻟﻔﻘﻬﻳــﺔ واﻟﻘﺎﻧوﻧﻳــﺔ واﻟطﺑﻳــﺔ ‪ ,‬وﻛﺎﻧــت ﻗﺿــﻳﺔ ﺗطﻠﻳــق اﻟﻘﺎﺻ ـرة‬
‫)ن‪.‬ع‪.‬م‪.‬أ( ﺷﺎﻫد ﻣن أﻫم اﻟﺷـواﻫد اﻟﺗـﻲ أﺳـﺗدﻝ ﺑﻬـﺎ اﻟـذاﻫﺑون إﻟـﻰ ﺟـواز ﺗﺣدﻳـد ﺳـن اﻟـزواج ﺣﻳـث‬
‫ظﻬــرت اﻟﻘﺎﺻـرة )ن‪.‬ع‪.‬م‪.‬أ( ﻋﻠــﻰ ﺷﺎﺷــﺎت اﻟﻔﺿــﺎﺋﻳﺎت وﺻــﻔﺣﺎت اﻟﺟ ارﺋــد ﺗﺣﻛــﻲ ﺗﺟرﺑﺗﻬــﺎ اﻟﻣؤﻟﻣــﺔ‬
‫واﻟﻣرﻳ ـرة ﻓــﻲ زواج ﻏﻳــر ﻣﺗﻛــﺎف ﻓﻛﺎﻧــت ﺧﻳــر دﻟﻳــﻝ وﺷــﺎﻫد ﻋﻠــﻰ ﻣﺧــﺎطر وأﺿ ـرار اﻟــزواج اﻟﻣﺑﻛــر‬
‫ﻟﻠﻔﺗﻳﺎت ‪.‬‬
 ‫‪- 31 -‬‬

‫ﺗﻧﺣــدر اﻟﻘﺎﺻ ـرة )ن‪.‬ع‪.‬م‪.‬أ( ﻣــن أﺳ ـرة ﻓﻘﻳ ـرة ﻣﻌدﻣــﺔ ﻏﻳــر ﻣﺗﻌﻠﻣــﺔ ﺗﻘــﻳم ﻓــﻲ ﺣــﻲ ﺷــﻌﺑﻲ ﺑﺎﻟﻌﺎﺻــﻣﺔ‬
‫اﻟﻳﻣﻧﻳﺔ ﺻﻧﻌﺎء )ﺣﻲ اﻟﻘﺎع( ‪.‬‬
‫واﻟرﺟﻝ اﻟذي ﺗزوج اﻟﻘﺎﺻرة ﻏﻳر ﻣﺗﻌﻠم ﻳﻘﻳم ﻓﻲ ﻣﺣﺎﻓظﺔ ﺣﺟﺔ اﻟواﻗﻌﺔ ﺷﻣﺎﻝ ﻏرﺑﻲ اﻟﻳﻣن ‪.‬‬
‫وﻓــﻲ أواﺋــﻝ ﻋــﺎم ‪2008‬م ﻗــﺎم واﻟــد اﻟﻘﺎﺻـرة اﻟﻣﺷــﺎر إﻟﻳﻬــﺎ ﺑﻌﻘــد زواﺟﻬــﺎ ﺑﺎﻟﺷــﺧص اﻟﻣﺷــﺎر إﻟﻳــﻪ ﻣــن‬
‫ﻏﻳــر ﻋﻠــم أو ﻣواﻓﻘــﺔ اﻟﻘﺎﺻـرة ‪ ,‬ﺣﻳــث ﺗــم زﻓﺎﻓﻬــﺎ ﻣــن ﻣدﻳﻧــﺔ ﺻــﻧﻌﺎء إﻟــﻰ ﻣدﻳﻧــﺔ ﺣﺟــﺔ ‪ ,‬ﻓﻘــﺎم اﻟــزوج‬
‫اﻟﻣﺷﺎر إﻟﻳـﻪ ﺣﻳﻧﺋـذ ﺑﺎﻟـدﺧوﻝ ﺑﻬـﺎ وﻣﻌﺎﺷـرﺗﻬﺎ وﺗرﺗـب ﻋﻠـﻰ ذﻟـك أﺿـرار ﻣﺎدﻳـﺔ وﻧﻔﺳـﻳﺔ ﺑﺎﻟﻐـﺔ ﻟﺣﻘـت‬
‫ﺑﺎﻟطﻔﻠﺔ اﻟﻘﺎﺻرة ٕواﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ ذﻟك ﻓﻘد ﻗﺎم اﻟزوج ﺑﺿرﺑﻬﺎ وﺷﺗﻣﻬﺎ ﺣﺳﺑﻣﺎ ورد ﻓﻲ دﻋواﻫﺎ ‪.‬‬
‫وﻧظ ـ اًر ﻟﻸﺿ ـرار اﻟﺑدﻧﻳــﺔ واﻟﻧﻔﺳــﻳﺔ اﻟﺗــﻲ ﻟﺣﻘــت ﺑﺎﻟﻘﺎﺻ ـرة اﻟﻣﺷــﺎر إﻟﻳﻬــﺎ ﺣﺎوﻟــت اﻟﺻــﻐﻳرة اﻟــذﻫﺎب‬
‫ﺑﻣﻔردﻫـﺎ إﻟـﻰ ﻣﺣﻛﻣـﺔ ﻏـرب ﺻـﻧﻌﺎء اﻟﻘرﻳﺑـﺔ ﻣـن اﻟﺣـﻲ اﻟـذي ﺗﻘـﻳم ﻓﻳـﻪ أﺳـرﺗﻬﺎ ﺣﻳـث ﺑﺛـت اﻟﺻـﻐﻳرة‬
‫ﻫﻣوﻣﻬ ــﺎ وﺷ ــﺟوﻧﻬﺎ إﻟ ــﻰ اﻟﻣﺣﺎﻣﻳ ــﺔ )ش‪.‬ن( اﻟﺗ ــﻲ ﻗﺎﺑﻠﺗﻬ ــﺎ اﻟﺻ ــﻐﻳرة ﺑﺎﻟﺻ ــدﻓﺔ ﻓ ــﻲ أروﻗ ــﺔ اﻟﻣﺣﻛﻣ ــﺔ‬
‫اﻟﻣﺷﺎر إﻟﻳﻬﺎ ‪.‬‬
‫وﻗﺑــﻝ رﻓــﻊ دﻋــوى ﺗطﻠﻳــق اﻟﻘﺎﺻـرة اﻟﺳــﺎﻟف ذﻛرﻫــﺎ ﺛــﺎرت ﻣﺳــﺎﺋﻝ ﺷــرﻋﻳﺔ وﻗﺎﻧوﻧﻳــﺔ واﺟﺗﻣﺎﻋﻳــﺔ ﺷــﺗﻰ‬
‫ﺗﻧﺎوﻟﺗﻬــﺎ ﻛﺎﻓــﺔ اﻷوﺳــﺎط اﻟﻣﺗﺧﺻﺻــﺔ واﻟﻣﻬﺗﻣــﺔ ﻛــﻝ ﻓــﻲ اﺧﺗﺻﺎﺻــﻪ ﻣﺛــﻝ ﻣﺳــﺄﻟﺔ ﻣــدى ﺟـواز زواج‬
‫اﻟﺻﻐﻳر وﻣدى ﺟواز إﺟﺑﺎرﻩ ﻋﻠﻰ اﻟزواج وﻣﺳﺄﻟﺔ رﺿﺎ اﻟﺻﻐﻳر ﺑﺎﻟزواج وﺷروط اﻟزواج ﺑﺎﻟﺻـﻐﻳر‬
‫– واﻷﺿ ـرار اﻟﺗــﻲ ﺗﻠﺣــق ﺑﺎﻟﺻــﻐﻳر ﺑﺳــﺑب اﻟــزواج ‪ ,‬وﻣــﺎ إذا ﻛﺎﻧــت ﻣــن أﺳــﺑﺎب ﻓﺳــﺦ اﻟــزواج –‬
‫وﻣدى ﺟواز ﻗﺑوﻝ دﻋوى اﻟﺻﻐﻳر وطﻠﺑـﻪ ﻓﺳـﺦ اﻟـزواج أو اﻟﺗطﻠﻳـق – وﻫـﻝ ُﻳﻌﺗـد ﺑﺎﻟوﻛﺎﻟـﺔ اﻟﺻـﺎدرة‬
‫ﻣن اﻟﺻﻐﻳر ﻟﻠﻣﺣﺎﻣﻲ ﺑرﻓﻊ دﻋوى اﻟﻔﺳﺦ أو اﻟﺗطﻠﻳق ؟ وﻫﻝ ﻳﺟوز رﻓﻊ اﻟدﻋوى أو ﻗﺑوﻟﻬـﺎ ﺑﺎﻟﻔﺳـﺦ‬
‫ﻣــن ﻏﻳــر ﻣواﻓﻘــﺔ وﻟــﻲ اﻟﺻــﻐﻳر‪ ...‬وﻏﻳــر ذﻟــك ﻣــن اﻟﻣﺳــﺎﺋﻝ اﻟﺧﻼﻓﻳــﺔ اﻟﺗــﻲ ﺧﺎﺿــت ﻓﻳﻬــﺎ ﻛﺎﻓــﺔ‬
‫اﻷوﺳــﺎط اﻟﻣﻬﺗﻣــﺔ واﻟﻣﻌﻧﻳــﺔ ﻛــﻝ ﻓﻳﻣــﺎ ﻳﺧﺻــﻪ وﻟــم ﺗــدور ﻫــذﻩ اﻟﺧﻼﻓــﺎت ﻓــﻲ اﻟﻛـواﻟﻳس ٕواﻧﻣــﺎ ﺗﻧﺎﻗﻠﺗﻬــﺎ‬
‫وﺳﺎﺋﻝ اﻷﻋﻼم ﺣﺳﺑﻣﺎ ﻫو ﻣﺑﻳن ﺑﺎﻟﻣرﻓﻘﺎت ‪.‬‬
‫وﻓ ــﻲ ﺿ ــوء اﻟﻣﺳ ــﺎﺋﻝ اﻟﺧﻼﻓﻳ ــﺔ اﻟﻣﺷ ــﺎر إﻟﻳﻬ ــﺎ ﻓ ــﻲ اﻟﺑﻧ ــد اﻟﺳ ــﺎﺑق ﻗﺑﻠ ــت اﻟﻣﺣﻛﻣ ــﺔ اﻟﺳ ــﺎﻟف ذﻛرﻫ ــﺎ‬
‫ﺑﺗﺎرﻳﺦ‪2008/4/15‬م اﻟدﻋوى ‪ ,‬وﺧﻼﺻـﺔ اﻟـدﻋوى ﺣﺳـﺑﻣﺎ ورد ﻓـﻲ اﻟﺣﻛـم ﺣرﻓﻳـﺎً )ﺗﻘـدﻣت اﻟﻣدﻋﻳـﺔ‬
‫ﺑــدﻋواﻫﺎ ﺑﺗــﺎرﻳﺦ‪2008/4/15‬م ﺑواﺳــطﺔ اﻟﻣﺣﺎﻣﻳــﺔ)ش‪.‬ن( وﺗﺗﺣﺻــﻝ وﻗﺎﺋﻌﻬــﺎ ﺑﺄﻧــﻪ ﻣﻧــذ أﻛﺛــر ﻣــن‬
‫ﺷـﻬرﻳن ﻗــﺎم واﻟـد اﻟﻣدﻋﻳــﺔ ﺑﺗزوﻳﺟﻬـﺎ ﻣــن اﻟﻣــدﻋﻰ ﻋﻠﻳـﻪ دون ﻋﻠﻣﻬــﺎ وﻣواﻓﻘﺗﻬـﺎ وﻫــﻲ طﻔﻠـﻪ ﺗﺑﻠــﻎ ﻣــن‬
‫اﻟﻌﻣــر ‪ 8‬ﺳــﻧوات ﺗﻘرﻳﺑ ـﺎً وﺑﻌــد ﻋﻘــد اﻟــزواج زﻓــت إﻟــﻰ اﻟﻣــدﻋﻰ ﻋﻠﻳــﻪ ﻓــﻲ ﻣدﻳﻧــﺔ ﺣﺟــﺔ ﺣﻳــث ﻗــﺎم‬
‫ﺑﻣﺑﺎﺷـرﺗﻬﺎ وﻫــﻲ ﻣــﺎ ازﻟــت طﻔﻠــﻪ ﻻ ﺗﻌــﻲ ﺣﻘوﻗﻬــﺎ وﻣﺳــﺋوﻟﻳﺎﺗﻬﺎ ﻛزوﺟــﺔ وﻗــﺎم اﻟﻣــدﻋﻰ ﻋﻠﻳــﻪ ﺑﺿـرﺑﻬﺎ‬
 ‫‪- 32 -‬‬

‫وﺷﺗﻣﻬﺎ وطﻠﺑت اﻟطﻔﻠﺔ اﻟزوﺟﺔ ﻓﻲ ﺧﺗﺎم دﻋواﻫﺎ ﻓﺳﺦ ﻋﻘد ﻧﻛﺎﺣﻬﺎ ﻣن اﻟﻣدﻋﻰ ﻋﻠﻳـﻪ ٕواﻟ ازﻣـﻪ ﺑـدﻓﻊ‬
‫ﻣﺑﻠــﻎ ﻣﻠﻳــون ﷼ ﺗﻌوﻳﺿ ـﺎً ﻟﻬــﺎ ﻋــن اﻷﺿ ـرار اﻟﻣﺎدﻳ ـﺔ واﻟﻧﻔﺳــﻳﺔ اﻟﺗــﻲ ﻟﺣﻘــت ﺑﻬــﺎ وﺗﺣﻣﻳﻠــﻪ ﻣﺧﺎﺳــﻳر‬
‫اﻟﺗﻘﺎﺿــﻲ( وﻗــد ﺳــﺎرت اﻟﻣﺣﻛﻣــﺔ ﻓــﻲ إﺟ ـراءات ﻧظــر اﻟــدﻋوى ﺣﻳــث ورد ﺿــﻣن وﻗــﺎﺋﻊ اﻟﺣﻛــم أﻧــﻪ‬
‫)ﺑﺟﻠﺳ ــﺔ‪2008/4/15‬م ﺗﺑ ــﻳن ﺣﺿ ــور اﻟﻣدﻋﻳ ــﺔ )ن‪.‬ع‪.‬م‪.‬أ( ﻣ ــﻊ ﻣﺣﺎﻣﻳﺗﻬ ــﺎ )ش‪.‬ن( ﻋوﻧـ ـﺎً ﻗﺿ ــﺎﺋﻳﺎً‬
‫وﺣﺿر واﻟد اﻟﻣدﻋﻳﺔ )ع‪.‬م‪.‬أ( ﻛﻣﺎ ﺣﺿر اﻟﻣدﻋﻰ ﻋﻠﻳﻪ)ف‪.‬ع‪.‬ن‪.‬س( ﻓﺗم ﻣواﺟﻬﺗﻪ ﺑﺎﻟدﻋوى وﺑﻌـد‬
‫ﺳــﻣﺎع اﻟﻣــدﻋﻰ ﻋﻠﻳــﻪ ﻟﻠــدﻋوى رد ﺑﻘوﻟــﻪ أﻧــﻪ ﺗــزوج ﺑﺎﻟﻣدﻋﻳــﺔ ﺑرﺿــﺎﻫﺎ وﻣواﻓﻘﺗﻬــﺎ ودﺧــﻝ ﺑﻬــﺎ وﻟﻛﻧــﻪ‬
‫أﻧﻛر ﻗﻳﺎﻣﻪ ﺑﺿرﺑﻬﺎ أو إﺟﺑﺎرﻫﺎ وأﻓﺎد واﻟد اﻟﻣدﻋﻳﺔ ﺑﺄﻧﻪ ﻗﺎم ﺑﺎﻟﻌﻘد ﺑﺎﺑﻧﺗﻪ ﻟﻠﻣـدﻋﻰ ﻋﻠﻳـﻪ وأن ﻋﻣرﻫـﺎ‬
‫ﺛﻼﺛﺔ ﻋﺷر ﻋﺎﻣﺎً وأﺿﺎف ﺑﺄﻧﻪ ﻟم ﻳﺳﺗﻠم أي ﻣﺑﻠـﻎ ﻣـن اﻟﻣـدﻋﻰ ﻋﻠﻳـﻪ وأﻧـﻪ ﻗـﺎم ﺑﺗزوﻳﺟﻬـﺎ ﺧوﻓـﺎً ﻣـن‬
‫اﻟﻣدﻋو )م‪.‬ص‪.‬ح( واﻟذي ﺳﺑق ﻟﻪ ﺑﺄن ﻗﺎم ﺑﺄﺧذ إﺣدى ﺑﻧﺎﺗﻪ‪ ,‬وﻗد ﺳﺄﻟت اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ واﻟد اﻟﻣدﻋﻳﺔ –‬
‫ﻫــﻝ ﺗــم إﺟـراء زﻓــﺎف ؟ ﻓﺄﺟــﺎب ﺑــﻧﻌم ‪ ,‬وﻋﻘــب ذﻟــك ﺳــﺄﻟت اﻟﻣﺣﻛﻣــﺔ اﻟﻣــدﻋﻰ ﻋﻠﻳــﻪ ﻋــن اﻟﻣــدة اﻟﺗــﻲ‬
‫أﻣﺿ ــﺎﻫﺎ ﻣ ــﻊ اﻟﻣدﻋﻳ ــﺔ ﻓﺄﺟ ــﺎب ﺑﺄﻧ ــﻪ أﺳ ــﺗﻣر ﻣ ــﻊ اﻟﻣدﻋﻳ ــﺔ ﺷ ــﻬرﻳن وأﺿ ــﺎف ﺑﺄﻧ ــﻪ ﻣﺳ ــﺗﻌد ﻟط ــﻼق‬
‫اﻟﻣدﻋﻳــﺔ إذا ﻛﺎﻧــت ﻻ ﺗرﻏــب ﺑــﻪ زوﺟ ـﺎً ﻟﻬــﺎ وطﻠــب ﻋﻘــد ﺟﻠﺳــﻪ ﺳ ـرﻳﺔ ﺑﻳﻧﻬﻣــﺎ ﻟــذﻟك وﻧظ ـ اًر ﻟطﺑﻳﻌــﺔ‬
‫اﻟﻘﺿﻳﺔ ﻓﻘـد ﻗـررت اﻟﻣﺣﻛﻣـﺔ ﺗﺣوﻳـﻝ اﻟﺟﻠﺳـﺔ إﻟـﻰ ﺳـرﻳﺔ وﻓـﻲ اﻟﺟﻠﺳـﺔ اﻟﺳـرﻳﺔ أﻓـﺎدت اﻟﻣدﻋﻳـﺔ ﺑﺄﻧﻬـﺎ‬
‫ﻛﺎﻧــت ﻣواﻓﻘــﺔ ﻋﻠــﻰ اﻟــزواج ﻓــﻲ ﺑداﻳــﺔ اﻷﻣــر وﺗــم إﺟـراء ﻣ ارﺳــﻳم اﻟزﻓــﺎف وﺑﻌــدﻫﺎ أﻗﺎﻣــت ﻣــﻊ زوﺟﻬـﺎ‬
‫اﻟﻣدﻋﻰ ﻋﻠﻳﻪ ودﺧـﻝ ﺑﻬـﺎ وﻟﻛﻧﻬـﺎ ﻟـم ﺗﻌـد ﺗرﻏـب ﺑـﻪ زوﺟـﺎً ﻟﻬـﺎ وﺑﻌـد ﺳـﻣﺎع اﻟﻣـدﻋﻰ ﻋﻠﻳـﻪ ﻟـذﻟك ﻗـﺎم‬
‫ﺑﺗطﻠﻳﻘﻬــﺎ ﺑرﺿــﺎﻩ واﺧﺗﻳــﺎرﻩ ﺑﻌــد أن ﻗﺎﻣــت اﻟﻣﺣﺎﻣﻳــﺔ )ش‪.‬ن( ﺑــدﻓﻊ ﻣﺑﻠــﻎ ﺧﻣﺳــﻳن أﻟــف ﷼ ﻟﻠــزوج‬
‫اﻟﻣدﻋﻰ ﻋﻠﻳﻪ اﻟذي اﺳﺗﻠم اﻟﻣﺑﻠـﻎ ﻓـﻲ اﻟﺟﻠﺳـﺔ ﻣﻘﺎﺑـﻝ طـﻼق اﻟﻣدﻋﻳـﺔ وﺑﻌـد ذﻟـك طﻠﺑـت اﻟﻣدﻋﻳـﺔ أن‬
‫ﺗﻘــﻳم ﻓــﻲ ﻣﻧــزﻝ ﺧﺎﻟﻬــﺎ اﻟــذي ﻛــﺎن ﺣﺎﺿـ اًر ﺑﺎﻟﺟﻠﺳــﺔ وﻫــو )ش‪.‬س‪.‬أ( ﻓواﻓــق واﻟــد اﻟﻣدﻋﻳــﺔ ﻋﻠــﻰ ذﻟــك‬
‫وأﺿــﺎﻓت ﻣﺣﺎﻣﻳــﺔ اﻟﻣدﻋﻳــﺔ ﺑﺄﻧﻬــﺎ ﺳــﺗﻘوم ﺑﺎﻟﺑﺣــث ﻋــن ﻓﺎﻋــﻝ ﺧﻳــر ﻟﻣﺳــﺎﻋدة أﺳ ـرة اﻟﻣدﻋﻳــﺔ وﺗﺣــت‬
‫أﺷـراف اﻟﻣﺣﻛﻣـﺔ ‪ ,‬وﻋﻠﻳــﻪ ﻗـررت اﻟﻣﺣﻛﻣــﺔ ﺣﺟـز اﻟﻘﺿــﻳﺔ ﻟﻠﺣﻛـم واﻟﻧطــق ﺑـﻪ ﻓــﻲ اﻟﺟﻠﺳـﺔ وﻗــد ورد‬
‫ﺿﻣن أﺳﺑﺎب اﻟﺣﻛم وﻣﻧطوﻗﺔ أﻧﻪ )ﺣﻳـث ﺗﺑـﻳن ﻟﻠﻣﺣﻛﻣـﺔ ﻣـن ﺧـﻼﻝ ﻣـﺎ ذﻛـرﻩ اﻷطـراف ﻗﻳـﺎم راﺑطـﺔ‬
‫اﻟزوﺟﻳ ــﺔ ﺑـــﻳن اﻟﻣدﻋﻳـــﺔ )ن‪.‬ع‪.‬أ( و)ف‪.‬س( وﺣﻳـــث أن واﻟـــد اﻟﻣدﻋﻳ ــﺔ ﻫـــو ﻣـــن ﺗـــوﻟﻰ اﻟﻌﻘـــد ﺑﻬـــﺎ‬
‫ﻟـ)ف‪.‬س( وﻧظ اًر ﻟﻘﻳﺎم اﻟزوج )ف‪.‬س( ﺑطﻼق زوﺟﺗﻪ )ن‪.‬ع‪.‬أ( ﻣﻘﺎﺑﻝ اﺳﺗﻼﻣﻪ ﻟﻣﺑﻠﻎ ﺧﻣﺳـﻳن أﻟـف‬
‫﷼ ﻣن اﻟﻣﺣﺎﻣﻳـﺔ )ش‪.‬ن( وﺑﻬـذا ﻓـﺈن اﻟﻌﻼﻗـﺔ اﻟزوﺟﻳـﺔ ﺑﻳﻧﻬﻣـﺎ ﺗﻌﺗﺑـر ﻣﻧﺗﻬﻳـﺔ ﺑﻣوﺟـب ﻣـﺎ ﻫـو ﻣﺑـﻳن‬
‫ﻓــﻲ اﻟﺟﻠﺳــﺔ وﺑﺣﺿــور واﻟــد )ن‪.‬ع‪.‬أ( اﻟــذي ﻳﻌﺗﺑــر اﻟــوﻟﻲ اﻟﺷــرﻋﻲ‪ ,‬وﻋﻠﻳــﻪ ﻓﻘــد ﺣﻛﻣــت اﻟﻣﺣﻛﻣــﺔ‬
‫اﺳـ ــﺗﻧﺎداً ﻟﻧﺻـ ــوص اﻟﻣ ـ ـواد )‪ ( 83 , 74 , 73 , 72‬ﻣـ ــن ﻗـ ــﺎﻧون اﻷﺣ ـ ـواﻝ اﻟﺷﺧﺻـ ــﻳﺔ رﻗـ ــم )‪(20‬‬
 ‫‪- 33 -‬‬

‫ﻟﺳ ـ ــﻧﺔ‪1992‬م وﺗﻌدﻳﻼﺗ ـ ــﻪ ﺑﺎﻟﻘ ـ ــﺎﻧون رﻗ ـ ــم )‪ (27‬ﻟﺳ ـ ــﻧﺔ ‪1998‬م ﺑﺛﺑ ـ ــوت ط ـ ــﻼق )ف‪.‬ع‪.‬ن‪.‬س( ﻟ ـ ـ ـ‬
‫)ن‪.‬ع‪.‬م‪.‬أ( ﻣﻊ ﻣراﻋﺎة ﻣﺎ ﺟﺎء ﻓﻲ ﻧص اﻟﻣﺎدة )‪ (82‬ﺑﺷﺄن اﻟﻌدة ‪.‬‬
‫ﻣﺎ ذﻛرﻧﺎﻩ ﺳﺎﺑﻘﺎً ﻫﻲ ﻛﺎﻓﺔ وﻗﺎﺋﻊ وأﺳﺑﺎب اﻟﺣﻛـم وﻣﻧطوﻗـﺔ ﺑﻠﻔظـﻪ وﻧﺻـﻪ ‪ ,‬وﻫﻧـﺎك ﻣﻼﺣظـﺎت ﻛﺛﻳـرة‬
‫ﺗظﻬر ﻋﻧد اﺳﺗﻘراء اﻟﺣﻛم وﺗﺣﻠﻳﻠﻪ واﻟﺗﻌﻠﻳق ﻋﻠﻳﻪ وﻣن أﻫﻣﻬﺎ ‪-:‬‬
‫‪ -1‬ﺗﺎرﻳﺦ ﺗﻘدﻳم اﻟدﻋوى ﻫو ﺗﺎرﻳﺦ اﻟﻧطق ﺑﺎﻟﺣﻛم ‪ ,‬وﻟذﻟك ﻓﻬذا اﻟﺣﻛم رﺑﻣﺎ ﻳﻛـون ﻣـن أﺳـرع اﻷﺣﻛـﺎم ‪,‬‬
‫وﻫﻧﺎك أﺳﺑﺎب ﺗﻘف وراء اﻟﺳرﻋﺔ ﻓﻲ اﻟﺣﻛم ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟﻘﺿﻳﺔ ﻣن أﻫﻣﻬﺎ ﺗﻧﺎوﻝ وﺳﺎﺋﻝ اﻷﻋﻼم ﻟﻬـذﻩ‬
‫اﻟﻘﺿــﻳﺔ ٕواﻓراطﻬــﺎ ﻓــﻲ ﺗﻧــﺎوﻝ ﻛﺎﻓــﺔ ﺗﻔﺎﺻــﻳﻝ وﺟزﺋﻳــﺎت ﻫــذﻩ اﻟﻘﺿــﻳﺔ وﺗﺣوﻳﻠﻬــﺎ إﻟــﻰ ﻗﺿــﻳﺔ رأي ﻋــﺎم‬
‫ﻗﺑﻝ ﻗﺑوﻝ اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ ﻟﻠدﻋوى واﻟﻔﺻﻝ ﻓﻳﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﻫذا اﻟﻧﺣو ‪.‬‬
‫‪ -2‬ﻗﺑﻠــت اﻟﻣﺣﻛﻣــﺔ اﻟــدﻋوى ﻣــن اﻟﻘﺎﺻ ـرة ﺑواﺳــطﺔ ﻣﺣﺎﻣﻳﺗﻬــﺎ اﻟﻣﺗﺑرﻋــﺔ ﻟﻠﺗ ارﻓــﻊ ﻋﻧﻬــﺎ دون أن ﺗﺗﻌــرض‬
‫اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ ﻷﻫﻠﻳﺔ اﻟﻘﺎﺻرة واﻟوﻻﻳﺔ ﻋﻠﻳﻬﺎ واﻟﻣﻣﺛﻝ اﻟﺷرﻋﻲ واﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ ﻟﻬﺎ ﻣﻊ أن اﻟﺣﻛم ﻗـد أﺷـﺎر إﻟـﻰ‬
‫أن واﻟــد اﻟﻣدﻋﻳــﺔ ﻛــﺎن ﺣﺎﺿ ـ اًر أﻣــﺎم اﻟﻣﺣﻛﻣــﺔ ﺣــﻳن ﺗﻘــدﻳم اﻟــدﻋوى وﺣــﻳن اﻟﻧطــق ﺑــﺎﻟﺣﻛم ﻓﻳﻬــﺎ ‪,‬‬
‫وﻣﻌﻠوم ﺷرﻋﺎً وﻗﺎﻧوﻧـﺎً أن إﻳﺟـﺎب اﻟﺻـﻐﻳر وﻗﺑوﻟـﻪ ﻻ ﻳﻌﺗـد ﺑـﻪ ﺳـواء ﻓـﻲ اﻟـزواج أو اﻟوﻛﺎﻟـﺔ ﺑﻣـﺎ ﻓـﻲ‬
‫ذﻟك ﺗوﻛﻳﻝ اﻟﻣﺣﺎﻣﻳن ‪.‬‬
‫‪ -3‬وردت وﻗــﺎﺋﻊ اﻟﺣﻛــم وأﺳــﺑﺎﺑﻪ ﺑﺻــﻳﻐﺔ ﻣــوﺟزة ﻣﻘﺗﺿــﺑﺔ ﺣﻳــث ﻻ ﺗزﻳــد ﺻــﻔﺣﺎت اﻟﺣﻛــم ﻋﻠــﻰ ﺛــﻼث‬
‫ﺻــﻔﺣﺎت ﻣﺧطوطــﺔ ﺑﺧــط وﻻ ﻳﺳــﺗطﻳﻊ اﻟوﻗــوف ﻋﻠــﻰ دﻗــﺎﺋق اﻟﺣﻛــم وﺗﻔﺎﺻــﻳﻠﻪ إﻻ اﻟﻣﺗــﺎﺑﻊ ﻟوﺳــﺎﺋﻝ‬
‫اﻹﻋــﻼم اﻟﺗــﻲ ﺗﻧﺎﻗﻠــت ﻫــذﻩ اﻟــدﻗﺎﺋق واﻟﺗﻔﺎﺻــﻳﻝ وأﺑﺎﻧــت ﺑﺟــﻼء ﻋــن وﺟﻬــﺎت اﻟﻧظــر اﻟﻣﺧﺗﻠﻔــﺔ ﺑﺷــﺄن‬
‫ﻫذﻩ اﻟﻘﺿﻳﺔ‪.‬‬
‫‪ -4‬اﻟدﻋوى اﻟﻣﻘدﻣﺔ ﻟﻠﻣﺣﻛﻣﺔ ﻛﺎﻧت اﻟﻣدﻋﻳﺔ ﺗطﻠب ﻓﻳﻬﺎ ﻣن اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ ﻓﺳﺦ ﻋﻘـد ﻧﻛﺎﺣﻬـﺎ ﻟﺻـﻐر ﺳـﻧﻬﺎ‬
‫وﻹﺿرار اﻟﻣدﻋﻰ ﻋﻠﻳﻪ واﻟﻘﺎﻧون اﻟﻳﻣﻧﻲ اﻟﻧﺎﻓذ ﻻ ﻳﺟﻳز ﻟﻠﺻﻐﻳر ﻓﺳـﺦ ﻋﻘـد ﻧﻛﺎﺣـﻪ إﻻ ﺑﻌـد أن ﻳﺑﻠـﻎ‬
‫وﻫو ﻣﺎ ﻳﺳﻣﻰ ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻳﻣﻧﻲ ) ﺧﻳﺎر اﻟﺑﻠوغ( واﻟﺛﺎﺑت أن اﻟﻣدﻋﻳﺔ ﻟـم ﺗﻛـن ﺑﺎﻟﻐـﺔ ﺣـﻳن ﺗﻘـدﻳﻣﻬﺎ‬
‫ﻟﻠدﻋوى ‪ ,‬ﻛذﻟك اﻟﻔﺳﺦ ﻟﻠﺿرر ﻻ وﺟود ﻟﻪ ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻳﻣﻧﻲ وﻋوﺿﺎً ﻋﻧﻪ ﻫﻧـﺎك اﻟﻔﺳـﺦ ﻟﻠﻛراﻫﻳـﺔ‬
‫وﻫو ﻳﻘﺎﺑﻝ اﻟﺧﻠﻊ اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻣﺻري ‪.‬‬
‫‪ -5‬ﺗﻌﺎﻣﻝ اﻟﺣﻛم ﻣﻊ دﻋـوى اﻟﻔﺳـﺦ اﻟﻣﻘدﻣـﺔ إﻟـﻰ اﻟﻣﺣﻛﻣـﺔ ﻋﻠـﻰ أﻧﻬـﺎ دﻋـوى ﺧﻠـﻊ وﻟﻳﺳـت دﻋـوى ﻓﺳـﺦ‬
‫وﻫذا ظﺎﻫر ﻣن ﺧﻼﻝ اﺳﺗﻧﺎد اﻟﺣﻛم إﻟﻰ اﻟﻧﺻوص اﻟﻘﺎﻧوﻧﻳﺔ اﻟﺧﺎﺻﺔ ﺑﺎﻟﺧﻠﻊ ‪.‬‬
‫‪ -6‬اﻟﻣﺗﺎﺑﻊ ﻟﻠﻘﺿﻳﺔ ﻓﻲ وﺳﺎﺋﻝ اﻷﻋﻼم اﻟﻣﺧﺗﻠﻔﺔ ﻳظﻬر ﻟﻪ ﻋدم اﻟﺗﻧﺎﺳب ﺑـﻳن ﺣﺟـم اﻟﺣﻛـم وﺑـﻳن ﻧطـﺎق‬
‫اﻟﻘﺿﻳﺔ وأﺛرﻫﺎ واﻻﻫﺗﻣﺎم اﻟذي ﺣﺿت ﺑﻪ اﻟﻘﺿﻳﺔ ‪.‬‬
 ‫‪- 34 -‬‬

‫‪ -7‬ﻟــم ﻳﻘــم أي ﻣــن أط ـراف اﻟﺣﻛــم ﻣﺣــﻝ ﺗﻌﻠﻳﻘﻧــﺎ ﺧــﻼﻝ اﻟﻣــدة اﻟﻣﺣــددة ﻗﺎﻧوﻧ ـﺎً ﺑــﺎﻟطﻌن ﻓــﻲ ﻫــذا اﻟﺣﻛــم‬
‫وﺗﺑﻌﺎً ﻟذﻟك ﻓﻘد ﺻﺎر ﻫذا اﻟﺣﻛم ﻧﻬﺎﺋﻳﺎً ‪.‬‬
‫‪ -8‬ﻣــﻊ ﻛــﻝ اﻟﺗﻌﻠﻳﻘــﺎت اﻟﺗــﻲ ذﻛرﻧﺎﻫــﺎ ﺳــﺎﺑﻘﺎً ﻋــن ﻫــذا اﻟﺣﻛــم ﻣﺣــﻝ ﺗﻌﻠﻳﻘﻧــﺎ إﻻ أن ﻫــذا اﻟﺣﻛــم ﻗــد ﻛــﺎن‬
‫اﻟﺳﺑب اﻟداﻓﻊ واﻟﻣؤﺛر ﻓﻲ اﻗﺗـراح ﺗﻌـدﻳﻝ اﻟﻣـﺎدة )‪ (15‬ﻣـن ﻗـﺎﻧون اﻷﺣـواﻝ اﻟﺷﺧﺻـﻳﺔ اﻟﻧﺎﻓـذ ﺑـﺎﻟﻳﻣن‬
‫واﻟﻣﺗﻌﻠﻘــﺔ ﺑﺳــن اﻟــزواج ﺑﺣﻳــث ﺗــﻧص ﻫــذﻩ اﻟﻣــﺎدة اﻟﻣﻌدﻟــﺔ ﺻـراﺣﺔ ﻋﻠــﻰ ﺗﺣدﻳــد ﺳــن واﺿــﺢ ﻟﻠــزواج‬
‫وﻣﻌﺎﻗﺑــﺔ اﻟــوﻟﻲ إذا أﺑــرم ﻋﻘــد زواج اﻟﻘﺻــﺎر وﻛــذا ﻣﻌﺎﻗﺑــﺔ )اﻷﻣــﻳن أو اﻟﻣــﺄذون( اﻟــذي ﻳﺣــرر ﻋﻘــد‬
‫زواج اﻟﻘﺻﺎر ﻓﻘد ﺻﺎرت ﻫذﻩ اﻟﻣﺎدة ﺑﻌد اﻟﺗﻌدﻳﻝ ﺗﻧص ﻋﻠﻰ ) أـ ﻻ ﻳﺟوز ﺗزوﻳﺞ اﻟطﻔﻝ اﻟـذي ﻟـم‬
‫ﻳﺗم اﻟﺛﺎﻣﻧﺔ ﻋﺷرة ﻣن ﻋﻣرﻩ ذﻛ اًر ﻛﺎن أو أﻧﺛﻰ ﻣﺎ ﻟم ﻳﻛن ﻓﻲ ذﻟك ﻣﺻﻠﺣﺔ ﻟﻠطﻔﻝ ﻳﻘرﻫﺎ اﻟﻘﺎﺿﻲ ‪.‬‬
‫ـ ب ـ ﻳﻌﺎﻗب ﺑﺎﻟﺣﺑس ﻣدة ﻻ ﺗزﻳد ﻋﻠﻰ ﺳﻧﺔ أو ﺑﻐراﻣﺔ ﻻ ﺗزﻳد ﻋﻠﻰ ﻣﺎﺋﺔ أﻟف ﷼ ﻛﻝ ﺷـﺧص ﺧوﻟـﻪ‬
‫اﻟﻘﺎﻧون ﺳﻠطﺔ ﻋﻘد اﻟزواج ﻓرﺿﻰ ﺑﻪ وﻫو ﻳﻌﻠم أن أﺣد طرﻓﻳﻪ ﻟم ﻳﺗم اﻟﺳن اﻟﻣﺣددة ﻓﻲ اﻟﻔﻘرة )أ( ﻣـن‬
‫ﻫذﻩ اﻟﻣﺎدة ‪.‬‬
‫ـ ج ـ ﻳﻌﺎﻗب ﺑﺎﻟﺣﺑس ﻣدة ﻻ ﺗزﻳد ﻋﻠﻰ ﺳﺗﺔ أﺷﻬر أو ﺑﻐراﻣﺔ ﻻ ﺗزﻳـد ﻋﻠـﻰ ﺧﻣﺳـﻳن أﻟـف ﷼ ﻛـﻝ ﻣـن‬
‫أﺑرم اﻟﻌﻘد أو ﺷﻬد ﻋﻠﻳﻪ وﻫـو ﻳﻌﻠـم أن أﺣـد طرﻓـﻲ اﻟﻌﻘـد ﻟـم ﻳـﺗم اﻟﺳـن اﻟﻣﺣـددة ﻓـﻲ اﻟﻔﻘـرة )أ( ﻣـن ﻫـذﻩ‬
‫اﻟﻣﺎدة ( وﻻ زاﻟت ﻫذﻩ اﻟﻣﺎدة اﻟﻣﻌدﻟﺔ ﻣﻧظورة أﻣﺎم اﻟﺑرﻟﻣﺎن ‪.‬‬
‫وﻗـد ﻛـﺎن ﻫــذا اﻟﺣﻛـم ﻣﺣــﻝ ﺗﻌﻠﻳﻘﻧـﺎ ﻣــن أﻫـم اﻷﺳـﻠﺣﺔ اﻟﺗــﻲ أﺷـﻬرﻫﺎ أﻧﺻــﺎر ﺗﺣدﻳـد ﺳــن اﻟـزواج ﺑــﺎﻟﻳﻣن‬
‫ﻓﻲ وﺟوﻩ ﺧﺻوﻣﻬم اﻟراﻓﺿﻳن ﻟﺗﺣدﻳد ﺳن اﻟزواج ﺣﺳﺑﻣﺎ ﻫو ﻣﺑﻳن ﺑﻣرﻓﻘﺎت اﻟدراﺳﺔ‪.‬‬
‫وﻟﻛﻝ ﻣﺎ ﺗﻘدم ﻓﺈن ﻫذا اﻟﺣﻛم ﻳﻌـد ﺑﺣـق ﻋﻼﻣـﺔ ﻣﺿـﻳﺋﺔ وﻣﺷـرﻗﺔ ﻓـﻲ ﺣﻣﺎﻳـﺔ ﺣـق اﻟﻣـرأة ﻓـﻲ اﻟﺣﻳـﺎة‬
‫ﻓــﻲ ﻣواﺟﻬــﺔ اﻷﺧطــﺎر اﻟﻣﺣــدق ﺑﻬــﺎ إذا ﻣــﺎ ﺗزوﺟــت ﻗﺑــﻝ ﺑﻠوﻏﻬــﺎ ﺳــن اﻟــزواج ﻷﻧــﻪ اﻟﺳــﺑب اﻟﺑﺎﻋــث‬
‫ﻋﻠﻰ ﺗﻌدﻳﻝ ﻗﺎﻧون اﻷﺣواﻝ اﻟﺷﺧﺻﻳﺔ واﻟﻧص ﻓﻳﻪ ﻋﻠﻰ ﺗﺣدﻳد ﺳن آﻣن ﻟﻠزواج ‪.‬‬

‫‪ (11‬اﻟﻘ ـرار اﻟﺻــﺎدر ﻋــن داﺋــرة اﻷﺣ ـواﻝ اﻟﺷﺧﺻــﻳﺔ ﺑﺎﻟﻣﺣﻛﻣــﺔ اﻟﻌﻠﻳــﺎ ﻓــﻲ ﺟﻠﺳــﺗﻬﺎ اﻟﻣﻧﻌﻘــدة ﺑﺗــﺎرﻳﺦ‬
‫‪1999/7/22‬م ﻓــﻲ اﻟطﻌــن ﺑــﺎﻟﻧﻘض رﻗــم )‪ (218‬ﻟﺳــﻧﺔ ‪ 1420‬ﻫــــ اﻟــذي أرﺳــﺎ ﻣﺑــدأ ﻋﺎﻣ ـﺎً أو‬
‫ﻗﺎﻋدة ﻗﺿﺎﺋﻳﺔ ﻋﺎﻣﺔ ﻣﻔﺎدﻫﺎ أن )ﻧﻔﻘﺔ اﻟﻌدة واﻟوﻻدة ﻻزﻣﺗﺎن ﻟﻠﻣـرأة ﺳـواء ﻛﺎﻧـت اﻟﻣـرأة ﻣطﻳﻌـﺔ‬
‫أو ﻧﺎﺷزة وﻛذا ﺗﺟب ﻧﻔﻘﺔ اﻟطﻔﻝ وأﺟرﻩ اﻟﺣﺿﺎﻧﺔ ﻋﻠﻰ اﻷب( ‪:‬‬
‫وﻣﻠﺧص وﻗﺎﺋﻊ ﻫذا اﻟﻘـرار وﺣﻳﺛﻳﺎﺗـﻪ أن زوﺟـﺔ ﻏـﺎدرت ﺑﻳـت اﻟزوﺟﻳـﺔ وﻫـﻲ ﺣﺎﻣـﻝ ﻟﺧﻼﻓـﺎت ﻧﺷـﺑت‬
‫ﻓﻳﻣﺎ ﺑﻳﻧﻬﺎ وﺑﻳن زوﺟﻬﺎ ﻓﻣﺎ ﻛﺎن ﻣن اﻟزوج وﺑﻌد ﺣﻳن إﻻ أن ﻗﺎم ﺑطـﻼق زوﺟﺗـﻪ واﻣﺗﻧـﻊ ﺗﻣﺎﻣـﺎً ﻋـن‬
 ‫‪- 35 -‬‬

‫دﻓــﻊ أي ﻧﻔﻘــﺎت ﻟزوﺟﺗــﻪ ﺑﻣــﺎ ﻓــﻲ ذﻟــك ﻧﻔﻘــﺔ ﻋــدة اﻟزوﺟــﺔ وﻣﺻــﺎرﻳف وﻻدﺗﻬــﺎ وﻧﻔﻘــﺔ اﻟطﻔــﻝ اﻟﻣوﻟــود‬
‫وأﺟرة اﻟﺣﺿـﺎﻧﺔ‪ ,‬وﻟـذﻟك ﺗﻘـدﻣت اﻟزوﺟـﺔ ﺑـدﻋواﻫﺎ أﻣـﺎم اﻟﻣﺣﻛﻣـﺔ اﻻﺑﺗداﺋﻳـﺔ اﻟﻣﺧﺗﺻـﺔ ﻣطﺎﻟﺑـﺔ ﺑﻧﻔﻘـﺔ‬
‫ﻣﺎ ﻗﺑﻝ اﻟطﻼق وﻧﻔﻘﺔ اﻟﻌدة وﻣﺻﺎرﻳف اﻟوﻻدة وﻧﻔﻘﺔ اﻟطﻔﻝ اﻟﻣوﻟود وأﺟرة ﺣﺿﺎﻧﺗﻬﺎ ﻟﻠطﻔﻝ إﺿـﺎﻓﺔ‬
‫إﻟــﻰ ﻣﻬرﻫــﺎ اﻟﻣؤﺟــﻝ ‪ ,‬وﻓــﻲ ﻣواﺟﻬــﺔ ﻫــذﻩ اﻟــدﻋوى ﻗــﺎم اﻟــزوج ﺑــﺎﻟرد ﻋﻠﻳﻬــﺎ ﺑــﺄن اﻟزوﺟــﺔ ﻛﺎﻧــت ﻧﺎﺷـ اًز‬
‫وﻛـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎن ﻧﺷـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــوزﻫﺎ ﻫـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــذا ﺳـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺑﺑﺎً ﻟطﻼﻗـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻪ ﻟﻬـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎ وأن اﻟﻣ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـرأة اﻟﻧﺎﺷـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــر‬
‫ﻻ ﺗﺳــﺗﺣق أﻳـﺔ ﻧﻔﻘــﺔ طﺑﻘـﺎً ﻟﻠﻘــﺎﻧون‪ ,‬وﺑﻌــد اﻟﻣراﻓﻌــﺔ واﻟﻣداﻓﻌــﺔ واﻟد ارﺳــﺔ ﺣﻛﻣــت اﻟﻣﺣﻛﻣــﺔ اﻻﺑﺗداﺋﻳــﺔ‬
‫ﺑﻌدم أﺣﻘﻳﺔ اﻟزوﺟﺔ اﻟﻣطﻠﻘﺔ ﻷﻳﺔ ﻧﻔﻘﺔ ﻛوﻧﻬﺎ ﻧﺎﺷ اًز ﻷن اﻟﻧﺷوز ﻳﺳﻘط اﻟﻧﻔﻘﺔ طﺑﻘﺎً ﻷﺣﻛﺎم اﻟﻘﺎﻧون ‪,‬‬
‫وﺧﻼﻝ اﻟﻣﻳﻌﺎد اﻟﻣﺣدد ﻗﺎﻧوﻧﺎً ﻟﻠطﻌن ﻗﺎﻣت اﻟزوﺟـﺔ ﺑـﺎﻟطﻌن ﺑﺎﻻﺳـﺗﺋﻧﺎف ﻓـﻲ اﻟﺣﻛـم اﻻﺑﺗـداﺋﻲ أﻣـﺎم‬
‫ﻣﺣﻛﻣﺔ اﻻﺳﺗﺋﻧﺎف اﻟﻣﺧﺗﺻﺔ اﻟﺗﻲ ﻗﺿت ﺑﺄﺣﻘﻳﺔ اﻟزوﺟﺔ ﻟﻧﻔﻘﺔ ﻋدﺗﻬﺎ وﻣﺻـﺎرﻳف اﻟـوﻻدة وﺗﻛﺎﻟﻳﻔﻬـﺎ‬
‫وﻧﻔﻘﺔ اﻟطﻔﻝ اﻟﻣوﻟود وأﺟرة اﻟﺣﺿﺎﻧﺔ وﻋدم أﺣﻘﻳﺗﻬﺎ ﻟﻧﻔﻘﺔ ﻣﺎ ﻗﺑﻝ اﻟطﻼق‪ ,‬وﻟـم ﻳﻘﺑـﻝ اﻟـزوج اﻟﻣطﻠـق‬
‫ﻫــذا اﻟﺣﻛــم ﺣﻳــث ﻗــﺎم ﺑــﺎﻟطﻌن ﺑــﺎﻟﻧﻘض ﻓــﻲ اﻟﺣﻛــم اﻻﺳــﺗﺋﻧﺎﻓﻲ أﻣــﺎم اﻟــداﺋرة اﻟﺷﺧﺻــﻳﺔ ﺑﺎﻟﻣﺣﻛﻣــﺔ‬
‫اﻟﻌﻠﻳــﺎ اﻟﺗــﻲ أﺻــدرت ﺣﻛﻣﻬــﺎ ﻣﺣــﻝ ﺗﻌﻠﻳﻘﻧــﺎ و اﻟــذي ﻗﺿــﻰ ﺑﺗﺄﻳﻳــد اﻟﺣﻛــم اﻻﺳــﺗﺋﻧﺎﻓﻲ وأﺣﻘﻳــﺔ اﻟزوﺟــﺔ‬
‫اﻟﻣطﻠﻘﺔ ﻟﻧﻔﻘﺔ اﻟﻌدة وﻣﺻﺎرﻳف اﻟوﻻدة وﺗﻛﺎﻟﻳﻔﻬﺎ وﻧﻔﻘـﺔ طﻔﻠﻬـﺎ اﻟﻣوﻟـود وأﺟـرة ﺣﺿـﺎﻧﺗﻪ وﻓﺿـﻼً ﻋـن‬
‫ذﻟك ﻓﻘد ﻗﺎﻣـت اﻟﻣﺣﻛﻣـﺔ اﻟﻌﻠﻳـﺎ ﺑﺈرﺳـﺎء ﻣﺑـدأ ﻋﺎﻣـﺎً أو ﻗﺎﻋـدة ﻋﺎﻣـﺔ ﻗﺿـﺎﺋﻳﺔ ﺗﺑـﻳن اﻟﻔـرق ﺑـﻳن اﻟﻧﻔﻘـﺔ‬
‫اﻟﺗــﻲ ﻳﺳــﻘطﻬﺎ اﻟﻧﺷــوز وﺗﻠــك اﻟﺗــﻲ ﻻ ﻳﺳــﻘطﻬﺎ وﻣﻔــﺎد ﻫــذﻩ اﻟﻘﺎﻋــدة )أن اﻟﻧﺷــوز ﻻ ﻳﺳــﻘط ﻧﻔﻘــﺔ اﻟﻌــدة‬
‫واﻟوﻻدة ﻷﻧﻬﻣﺎ ﻻزﻣﺗﺎن ﺳواء ﻛﺎﻧت اﻟﻣرأة ﻣطﻳﻌﺔ أو ﻧﺎﺷزة وﻛذا ﻻ ﻳﺳـﻘط اﻟﻧﺷـوز ﻧﻔﻘـﺔ اﻟطﻔـﻝ أو‬
‫أﺟـ ـرة اﻟﺣﺿ ــﺎﻧﺔ( وﻳﻛﺗﺳ ــب ﻫ ــذا اﻟﻣﺑ ــدأ أﻫﻣﻳﺗ ــﻪ ﻛ ــون اﻟﻧﺻ ــوص اﻟﻘﺎﻧوﻧﻳ ــﺔ ﻻ ﺗﺑ ــﻳن اﻟﻧﻔﻘ ــﺎت اﻟﺗ ــﻲ‬
‫ﻳﺳﻘطﻬﺎ اﻟﻧﺷوز وﺗﻠك اﻟﺗﻲ ﻻ ﻳﺳﻘطﻬﺎ‪.‬‬
‫وﻷﻫﻣﻳﺔ ﻫذا اﻟﻣﺑدأ اﻟﻌﺎم أو اﻟﻘﺎﻋدة وﻋﻣوﻣﻳﺗﻬﺎ ﻟﻛﺎﻓﺔ اﻟﻧﺳﺎء اﻟﻧﺎﺷزات ﻣﺳﺗﻘﺑﻼً ﻓﻘد ﻗﺎﻣت اﻟﻣﺣﻛﻣـﺔ‬
‫اﻟﻌﻠﻳــﺎ ﺑﻧﺷــر ﻫــذا اﻟﻣﺑــدأ أو اﻟﻘﺎﻋــدة ﺿــﻣن اﻟﻘواﻋــد واﻟﻣﺑــﺎدئ اﻟﻘﺿــﺎﺋﻳﺔ اﻟﻣﻧﺷــورة ﻓــﻲ اﻟﻌــدد اﻷوﻝ‬
‫اﻟﺟزء اﻟﺛﺎﻧﻲ اﻟﺻﺎدر ﻋن اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﻌﻠﻳﺎ ﻋﺎم ‪2004‬م ﺻـ‪. 287‬‬
‫وﻻ رﻳب أن اﻟﻧﻔﻘﺎت واﻟﻣﺻﺎرﻳف اﻟﻣﺷﺎر إﻟﻳﻬﺎ ﻓﻲ ﻫذا اﻟﻣﺑدأ أو اﻟﻘﺎﻋدة اﻟﻘﺿﺎﺋﻳﺔ اﻟﺳﺎﺑﻘﺔ ﻣن أﻫم‬
‫ﺣﻘوق اﻟﻣرأة‪.‬‬
‫وﻟذﻟك ﻛﻠﻪ ﻓﻼ ﺷك أن ﻫذا اﻟﺣﻛم ﻣﺣﻝ ﺗﻌﻠﻳﻘﻧﺎ ﻳﻌد ﻋﻼﻣﺔ ﻣﺿﻳﺋﺔ ﻓﻲ ﺳﺑﻳﻝ ﺗﻛرﻳس ﺣﻘـوق اﻟﻣـرأة‬
‫وﺣﻣﺎﻳﺗﻬﺎ وﺗﻧطﺑق ﻋﻠﻳﻪ اﻟﻣﻌﺎﻳﻳر اﻟﻣﻌﺗﻣدة ﻓﻲ اﻟدراﺳﺔ ﻻﺧﺗﻳﺎر اﻷﺣﻛﺎم اﻟﺗﻲ ﺗﻌد ﻋﻼﻣﺎت ﻣﺿـﻳﺋﺔ‬
‫‪.‬‬
 ‫‪- 36 -‬‬

‫‪ (12‬اﻟﻘ ـرار اﻟﺻــﺎدر ﻋــن داﺋــرة اﻷﺣ ـواﻝ اﻟﺷﺧﺻــﻳﺔ ﺑﺎﻟﻣﺣﻛﻣــﺔ اﻟﻌﻠﻳــﺎ ﻓــﻲ ﺟﻠﺳــﺗﻬﺎ اﻟﻣﻧﻌﻘــدة ﺑﺗــﺎرﻳﺦ‬
‫‪1999/11/22‬م ﻓــﻲ اﻟطﻌــن ﺑــﺎﻟﻧﻘض رﻗــم )‪ (489‬ﻟﺳــﻧﺔ ‪1420‬ﻫــــ واﻟــذي أرﺳــﺎ ﻣﺑــدأً ﻋﺎﻣ ـﺎً أو‬
‫ﻗﺎﻋدة ﻗﺿﺎﺋﻳﺔ ﻋﺎﻣﺔ ﻣﻔﺎدﻫﺎ )أن ﻟﻸم ﺣـق ﺣﺿـﺎﻧﺔ ﻣـن ﻫـو ﺑﺣﺎﺟـﺔ إﻟـﻰ اﻟﺣﺿـﺎﻧﺔ ﻣـن أوﻻدﻫـﺎ‬
‫ﻛﻣﺎ أن ﻟﻬﺎ اﻟﺣق ﻓﻲ ﻛﻔﺎﻟﺔ ﻣن ﺷب ﻋن اﻟطوق ﻷﻧﻬﺎ أﺣن اﻟﻧﺎس ﻋﻠﻰ أوﻻدﻫﺎ وأرأﻓﻬم ﺑﻬم(‪:‬‬
‫وﺧﻼﺻﺔ وﻗﺎﺋﻊ ﻫذا اﻟﺣﻛم أن أﺣد اﻷزواج ﻛـﺎن ﻗـد أﺧﺗﻠـف ﻣـﻊ زوﺟﺗـﻪ ﻓطﻠﻘﻬـﺎ وﻧـزع ﻣﻧﻬـﺎ أوﻻدﻫـﺎ‬
‫اﻟﺧﻣﺳﺔ اﻟﻘﺻر ‪ ,‬ﻓﻣـﺎ ﻛـﺎن ﻣـن اﻟزوﺟـﺔ إﻻ أن ﺗﻘـدﻣت ﺑـدﻋوى أﻣـﺎم اﻟﻣﺣﻛﻣـﺔ اﻻﺑﺗداﺋﻳـﺔ اﻟﻣﺧﺗﺻـﺔ‬
‫ﻣطﺎﻟﺑــﺔ ﻣــن اﻟﻣﺣﻛﻣــﺔ ﺗﻣﻛﻳﻧﻬــﺎ ﻣــن ﺣﻘﻬــﺎ اﻟﻘــﺎﻧوﻧﻲ ﻓــﻲ ﺣﺿــﺎﻧﺔ أوﻻدﻫــﺎ اﻟﻘﺎﺻ ـرﻳن ‪ ,‬وﻗــد ﺣﻛﻣــت‬
‫اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ ﺑﺎن ﻋﻠﻰ اﻟزوج إﻋﺎدة اﻷوﻻد إﻟﻰ أﻣﻬم ﻟﺣﺿﺎﻧﺗﻬم‪ ,‬ﻓﻠم ﻳﻘﺑﻝ اﻟـزوج ﻫـذا اﻟﺣﻛـم ﺣﻳـث ﻗـﺎم‬
‫ﺑــﺎﻟطﻌن ﺑــﺎﻟﺣﻛم أﻣــﺎم ﻣﺣﻛﻣــﺔ اﻻﺳــﺗﺋﻧﺎف واﺳــﺗﻧد ﻓــﻲ طﻌﻧــﻪ إﻟــﻰ ﻋــدم ﺗــوﻓر ﺷــروط اﻟﺣﺿــﺎﻧﺔ ﻓــﻲ‬
‫اﻟزوﺟﺔ وأﻓﺎد ﺑﺄن أم اﻷوﻻد ﻏﻳر ﺻﺎﻟﺣﺔ ﻟﺣﺿﺎﻧﺔ أوﻻدﻫـﺎ وﺑﻌـد اﻟد ارﺳـﺔ واﻟﻣداوﻟـﺔ ﺣﻛﻣـت ﻣﺣﻛﻣـﺔ‬
‫اﻻﺳﺗﺋﻧﺎف ﺑرﻓض اﺳﺗﺋﻧﺎف اﻟزوج وﻣن ﺛم ﺗﺄﻳﻳد اﻟﺣﻛم أﻻﺳﺗﺋﻧﺎﻓﻲ‪.‬‬
‫وﻓــﻲ ﻣواﺟﻬــﺔ ﻫــذا اﻟﺣﻛــم ﻗــﺎم اﻟــزوج اﻟﻣﺣﻛــوم ﻋﻠﻳــﻪ ﺑــﺎﻟطﻌن ﺑــﺎﻟﻧﻘض ﻓــﻲ اﻟﺣﻛــم اﻻﺳــﺗﺋﻧﺎﻓﻲ أﻣــﺎم‬
‫داﺋ ـرة اﻷﺣ ـواﻝ اﻟﺷﺧﺻــﻳﺔ ﺑﺎﻟﻣﺣﻛﻣــﺔ اﻟﻌﻠﻳــﺎ اﻟﺗــﻲ وﻗﻔــت أﻣــﺎم ﻫــذا اﻟطﻌــن وﺑﻌــد اﻟد ارﺳــﺔ واﻟﻣداوﻟــﺔ‬
‫ﺧﻠﺻت اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﻌﻠﻳﺎ إﻟﻰ ﺗﺄﻳﻳد اﻟﺣﻛـم اﻻﺳـﺗﺋﻧﺎﻓﻲ‪ ,‬إﺿـﺎﻓﺔ إﻟـﻰ أن اﻟﻣﺣﻛﻣـﺔ ﻗﺎﻣـت ﺑﺈرﺳـﺎء ﻣﺑـدأً‬
‫ﻋﺎﻣﺎً أو ﻗﺎﻋدة ﻋﺎﻣﺔ ﻗﺿﺎﺋﻳﺔ ﺗﺳﺗﻔﻳد ﻣﻧﻬﺎ ﻛﺎﻓـﺔ اﻟﻧﺳـﺎء ﻣﺳـﺗﻘﺑﻼً وﻣﻔـﺎد ﻫـذﻩ اﻟﻘﺎﻋـدة )أن ﻟـﻸم ﺣـق‬
‫ﺣﺿﺎﻧﺔ ﻣن ﻫو ﺑﺣﺎﺟﺔ إﻟﻰ اﻟﺣﺿﺎﻧﺔ ﻣن أوﻻدﻫـﺎ وﻛﻔﺎﻟـﺔ ﻣـن ﺷـب ﻋـن اﻟطـوق ﻷﻧﻬـﺎ أﺣـن اﻟﻧـﺎس‬
‫ﻋﻠــﻰ أوﻻدﻫــﺎ وأرأﻓﻬــم ﺑﻬــم( وﻗــد ﻗﺎﻣــت اﻟﻣﺣﻛﻣــﺔ اﻟﻌﻠﻳــﺎ ﺑﻧﺷــر ﻫــذا اﻟﻣﺑــدأ أو اﻟﻘﺎﻋــدة اﻟﻌﺎﻣــﺔ اﻟﻬﺎﻣــﺔ‬
‫ﺿــﻣن اﻟﻣﺑــﺎدئ واﻟﻘواﻋــد اﻟﻘﺿــﺎﺋﻳﺔ اﻟﺗــﻲ أرﺳــﺗﻬﺎ وﻗﺎﻣــت اﻟﻣﺣﻛﻣــﺔ ﺑﻧﺷــرﻫﺎ ﻓــﻲ اﻟﻌــدد اﻷوﻝ اﻟﺟــزء‬
‫اﻟﺛﺎﻧﻲ ص‪393‬ـ اﻟذي ﺻدر ﻋن اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﻌﻠﻳﺎ ﻋﺎم ‪2004‬م‪.‬‬
‫وﻫــذا اﻟﺣﻛــم ﻣﺣــﻝ ﺗﻌﻠﻳﻘﻧــﺎ واﻟﻣﺑــدأ أو اﻟﻘﺎﻋــدة اﻟﻘﺿــﺎﺋﻳﺔ اﻟﺗــﻲ أرﺳــﺎﻫﺎ ﺗﻛﺗﺳــب أﻫﻣﻳــﺔ ﺑﺎﻟﻐــﺔ ‪ ,‬ﻷن‬
‫ﻗﺎﻧون اﻷﺣواﻝ اﻟﺷﺧﺻﻳﺔ ﻳﻧص ﻋﻠﻰ أن اﻟﺣﺿﺎﻧﺔ ﺣق ﻟﻠﺻﻐﻳر ‪ ,‬وﻟذﻟك ﻳﺗﻌﻠـﻝ ﺑﻬـذا اﻟـﻧص ﻛﺛﻳـر‬
‫ﻣــن اﻟﻘﺿــﺎة وﻏﻳــرﻫم ﻓــﻲ ﺣرﻣــﺎن اﻟﻧﺳــﺎء اﻟﻣطﻠﻘــﺎت أو اﻷ ارﻣــﻝ ﻣــن ﺣﺿــﺎﻧﺔ أوﻻدﻫــن ﻷﺗﻔــﻪ ﺳــﺑب‬
‫ﺑذرﻳﻌﺔ ﻋدم ﺗواﻓر ﺷروط اﻟﺣﺿﺎﻧﺔ أو اﻧﺗﻔﺎء ﺷروط اﻟﺣﺿﺎﻧﺔ ‪ ,‬إﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ أن ﻫذا اﻟﺣﻛـم واﻟﻣﺑـدأ‬
 ‫‪- 37 -‬‬

‫واﻟﻘﺎﻋــدة اﻟﺗــﻲ أرﺳــﺎﻫﺎ ﺑﺷــﺄن ﺗﻘرﻳــر ﺣــق اﻷم ﻓــﻲ ﻛﻔﺎﻟــﺔ أوﻻدﻫــﺎ ﺑﻌــد اﻧﻘﺿــﺎء ﺳــن اﻟﺣﺿــﺎﻧﺔ ﻓﻬــذﻩ‬
‫اﻟﻣﺗﺑــﻊ ﻗﺑــﻝ ﺗﻘرﻳــر ﻫــذا اﻟﻣﺑــدأ واﻟﻘﺎﻋــدة‬
‫اﻟﻘﺎﻋــدة ﺻ ـرﻳﺣﺔ ﻓــﻲ أﺣﻘﻳــﺔ اﻷم ﻓــﻲ ﻛﻔﺎﻟــﺔ أوﻻدﻫــﺎ ‪ ,‬ﻻن ُ‬
‫اﻟﻌﺎﻣﺔ واﻟﻬﺎﻣﺔ ﻫو أن اﻟﺻﻐﻳر ﺑﻌد اﻧﻘﺿﺎء ﺳن اﻟﺣﺿﺎﻧﺔ ﻳﻛون ﻟﻪ اﻟﺧﻳـﺎر ﻓـﻲ ﻛﻔﺎﻟـﺔ أﺑﻳـﻪ أو أﻣـﻪ‬
‫طﺑﻘﺎً ﻷﺣﻛﺎم ﻗﺎﻧون اﻷﺣواﻝ اﻟﺷﺧﺻﻳﺔ ‪.‬‬
‫وﻟﻛﻝ ﻣﺎ ﺗﻘدم ﻓﺎن ﻫذا اﻟﺣﻛم اﻟﻬﺎم ﻳﻌد ﺑﺣق ﻋﻼﻣﺔ ﻣﺿـﻳﺋﺔ ﻓـﻲ ﺳـﺑﻳﻝ ﺗﻘرﻳـر وﺗﻛـرﻳس ﺣـق اﻟﻣـرأة‬
‫ﻓﻲ اﻷﻣوﻣﺔ وﻫو ﺣق ﺷرﻋﻲ وطﺑﻳﻌﻲ وﻗـﺎﻧوﻧﻲ ‪ ,‬وﺗﻧطﺑـق ﻋﻠـﻰ ﻫـذا اﻟﺣﻛـم اﻟﻣﻌـﺎﻳﻳر اﻟﻣﻌﺗﻣـدة ﻓـﻲ‬
‫اﻟدراﺳﺔ ﻻﺧﺗﻳﺎر اﻷﺣﻛﺎم اﻟﺗﻲ ﺗﻌد ﻋﻼﻣﺎت ﻣﺿﻳﺋﺔ ‪.‬‬

‫‪ (13‬اﻟﺣﻛــم اﻻﺑﺗــداﺋﻲ اﻟﻧﻬــﺎﺋﻲ اﻟﺻــﺎدر ﻋــن اﻟﻘﺎﺿــﻲ اﻟﺷﺧﺻــﻲ ﺑﻣﺣﻛﻣــﺔ ﺷــرق اﻟﻌﺎﺻــﻣﺔ ﺻــﻧﻌﺎء‬
‫ﺑﺗﺎرﻳﺦ ‪2008/2/13‬م واﻟذي ﻗﺿﻲ ﺑﻔﺳﺦ زواج اﻟﻣواطﻧـﺔ اﻟﻳﻣﻧﻳـﺔ ‪ .....‬ﻣـن زوﺟﻬـﺎ اﻟﺳـﻌودي‬
‫اﻟﺟﻧﺳﻳﺔ ‪ ......‬ﻟﻐﻳﺎﺑﻪ واﻧﻘطﺎﻋﻪ وﻋدم إﻧﻔﺎﻗـﻪ ﻋﻠـﻰ زوﺟﺗـﻪ ‪ ،‬واﻟـذي ﺗرﺗـب ﻋﻠﻳـﻪ اﻗﺗـراح ﺗﻌـدﻳﻝ‬
‫اﻟﻣﺎدة )‪ (33‬ﻣن ﻗﺎﻧون اﻟﻣراﻓﻌﺎت ﺑﺷﺄن اﻟﻣوطن ﻟﺗﻣﻛﻳن اﻟزوﺟﺎت ﻣن رﻓﻊ دﻋـوى اﻟﻔﺳـﺦ أﻣـﺎم‬
‫اﺳﺗﺛﻧﺎء ﻣن اﻟﻘواﻋـد اﻟﻌﺎﻣـﺔ اﻟﺗـﻲ ﺗوﺟـب رﻓـﻊ‬
‫ً‬ ‫ﻣﺣﻛﻣﺔ ﻣوطﻧﻬﺎ اﻟذي ﺗﻘﻳم ﻓﻳﻪ )ﻣوطن اﻟﻣدﻋﻲ(‬
‫اﻟدﻋوى أﻣﺎم ﻣﺣﻛﻣﺔ ﻣوطن )اﻟﻣدﻋﻰ ﻋﻠﻳﻪ(‪:‬‬
‫وﺧﻼﺻﺔ ﻫذا اﻟﺣﻛم أن ﻣواطن ﺳـﻌودي ﺗـزوج ﻋـﺎم ‪2005‬م ﻣـن اﻣـرأة ﻳﻣﻧﻳـﺔ ﺗﻘـﻳم ﺷـرق اﻟﻌﺎﺻـﻣﺔ‬
‫اﻟﻳﻣﻧﻳــﺔ ﺿــﻣن ﻧطــﺎق اﻻﺧﺗﺻــﺎص اﻟﻣﻛــﺎﻧﻲ ﻟﻣﺣﻛﻣــﺔ ﺷــرق اﻟﻌﺎﺻــﻣﺔ ﺣﻳــث أﺻــطﺣﺑﻬﺎ إﻟــﻰ ﻣدﻳﻧــﺔ‬
‫اﻟرﻳ ـ ــﺎض وأﻗ ـ ــﺎم ﻣﻌﻬ ـ ــﺎ ﻫﻧ ـ ــﺎك ﻟﻣ ـ ــدة ﺷ ـ ــﻬرﻳن ﺛ ـ ــم ﻋ ـ ــﺎد ﻣﻌﻬ ـ ــﺎ إﻟ ـ ــﻰ ﺻ ـ ــﻧﻌﺎء ﺣﻳ ـ ــث أﻗ ـ ــﺎم ﻣﻌﻬ ـ ــﺎ‬
‫ﻓﻲ ﻣﻧزﻝ أﺑﻳﻬﺎ ﺑﺻﻧﻌﺎء ﻟﻣـدة أرﺑﻌـﺔ أﺷـﻬر ﺛـم ﻏـﺎدر ﺻـﻧﻌﺎء وﻫﺟـر زوﺟﺗـﻪ وﻟـم ﻳﻌـد إﻟﻳﻬـﺎ ﻗـط وﻟـم‬
‫ﻳﻧﻔــق ﻋﻠــﻰ زوﺟﺗــﻪ أو ﻳﺗﺻــﻝ ﺑﻬــﺎ ﻣﻧــذ ﻫﺟرﻫــﺎ – وﻟــذﻟك ﻗﺎﻣــت اﻟزوﺟــﺔ اﻟﻳﻣﻧﻳــﺔ ﺑرﻓــﻊ دﻋواﻫــﺎ أﻣــﺎم‬
‫اﻟﻣﺣﻛﻣــﺔ اﻟﻳﻣﻧﻳــﺔ وﻫــﻲ ﻣﺣﻛﻣــﺔ ﺷــرق اﻟﻌﺎﺻــﻣﺔ ﺻــﻧﻌﺎء اﻻﺑﺗداﺋﻳــﺔ واﻟﺗــﻲ ﻳﻘــﻊ ﺿــﻣن اﺧﺗﺻﺎﺻــﻬﺎ‬
‫اﻟﻣﻛــﺎﻧﻲ ﻣﺣــﻝ إﻗﺎﻣــﺔ اﻟزوﺟــﺔ – ﻣــﻊ أن ﻧﺻــوص ﻗــﺎﻧون اﻟﻣراﻓﻌــﺎت اﻟﻧﺎﻓــذ ﺗﻘــرر أن اﻻﺧﺗﺻــﺎص‬
‫اﻟﻣﻛ ـ ــﺎﻧﻲ ﺑﻧظ ـ ــر اﻟ ـ ــدﻋﺎوي ﻫ ـ ــو ﻣ ـ ــوطن اﻟﻣ ـ ــدﻋﻰ ﻋﻠﻳ ـ ــﻪ وﻟ ـ ــﻳس ﻣ ـ ــوطن اﻟﻣ ـ ــدﻋﻲ ‪ ,‬وﻻ ﻳﺳ ـ ــﺗﺛﻧﻰ‬
‫ﻣن ذﻟك إﻻ دﻋﺎوى اﻟﻧﻔﻘﺔ اﻟﺗﻲ ﺗرﻓﻌﻬﺎ اﻟزوﺟﺔ ﺿد زوﺟﻬﺎ أو ﻣـن ﺗﻠزﻣـﻪ اﻟﻧﻔﻘـﺔ ﻋﻠﻳﻬـﺎ ‪ ,‬وﻣـﻊ ذﻟـك‬
‫ﻓﻘد ﻗﺑﻠت ﻣﺣﻛﻣﺔ ﺷرق اﻟﻌﺎﺻﻣﺔ ﻧظر ﻫذﻩ اﻟدﻋوى اﻟﺗﻲ طﻠﺑت ﻓﻳﻬﺎ اﻟزوﺟـﺔ اﻟﻳﻣﻧﻳـﺔ ﻣـن اﻟﻣﺣﻛﻣـﺔ‬
‫ﻓﺳــﺦ ﻋﻘــد زواﺟﻬــﺎ ﻣــن زوﺟﻬــﺎ اﻟﺳــﻌودي اﻟﻣﻘــﻳم ﻓــﻲ اﻟرﻳــﺎض ﺑﺎﻟﺳــﻌودﻳﺔ ﻟﻐﻳﺎﺑــﻪ ﻋﻧﻬــﺎ ﻟﻣــدة ﺳــﻧﺗﻳن‬
‫وﻋدم إﻧﻔﺎﻗﻪ ﻋﻠﻳﻬﺎ وﻷﻧﻪ ﻋﻧﻳن ﻋﺎﺟز ﻋن اﻟﻣﻌﺎﺷرة‪ ,‬وﻫذﻩ اﻟـدﻋوى ﻟﻳﺳـت دﻋـوى ﻧﻔﻘـﺔ ٕواﻧﻣـﺎ دﻋـوى‬
 ‫‪- 38 -‬‬

‫ﻓﺳﺦ – وﻗـد ﻧظـرت ﻫـذﻩ اﻟﻣﺣﻛﻣـﺔ ﻫـذﻩ اﻟﻘﺿـﻳﺔ ﺑﻌـد أن أﻋﻠﻧـت اﻟـزوج اﻟﺳـﻌودي إﻟـﻰ ﻣوطﻧـﻪ ﻋﺑـر‬
‫اﻟﻘﻧـ ـوات اﻟدﺑﻠوﻣﺎﺳ ــﻳﺔ وﺑﻌ ــد أن ﻗﺎﻣ ــت اﻟﻣﺣﻛﻣ ــﺔ ﺑﻧﺷ ــر إﻋ ــﻼن ﻓ ــﻲ أﻛﺑ ــر ﺻ ــﺣﻳﻔﺔ ﺑ ــﺎﻟﻳﻣن ﺗطﺎﻟﺑ ــﻪ‬
‫ﺑﺎﻟﺣﺿور إﻟﻰ ﻣﻘر اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ ﺑﺻﻧﻌﺎء ﻟﻠرد ﻋﻠﻰ دﻋوى اﻟﻔﺳﺦ اﻟﻣرﻓوﻋﺔ ﻣن زوﺟﺗﻪ اﻟﻣدﻋﻳﺔ طﺎﻟﺑﺔ‬
‫اﻟﻔﺳــﺦ ‪ ,‬إﻻ أﻧــﻪ ﻟــم ﻳﺣﺿــر وﻟــم ﻳــرد ﻋﻠــﻰ دﻋــوى اﻟﻔﺳــﺦ‪ ,‬ﻓﻘﺎﻣــت اﻟﻣﺣﻛﻣــﺔ اﻟﻳﻣﻧﻳــﺔ ﺑﺎﻟﺗﻧﺻــﻳب ﻋــن‬
‫اﻟﻣــدﻋﻰ ﻋﻠﻳــﻪ وﺗﻣــت اﻹﺟ ـراءات ﻓــﻲ ﻣواﺟﻬــﺔ اﻟﻣﺣــﺎﻣﻲ اﻟﻣﻧﺻــب ‪,‬ﺣﻳــث ﻗﺎﻣــت اﻟزوﺟــﺔ اﻟﻣدﻋﻳــﺔ‬
‫ﺑﺈﺛﺑﺎت دﻋواﻫﺎ ﻋن طرﻳق ﺗﻘدﻳم اﻷدﻟﺔ اﻟﻘﺎﻧوﻧﻳﺔ ﻋﻠﻰ ﺻﺣﺔ دﻋواﻫﺎ‪ ,‬ﺣﻳـث ﺧﻠﺻـت اﻟﻣﺣﻛﻣـﺔ ﺑﻌـد‬
‫اﻟدراﺳﺔ واﻟﺗﻣﺣـﻳص إﻟـﻰ اﻟﺣﻛـم ﺑﺗـﺎرﻳﺦ ‪2008/2/13‬م ‪ ,‬ﺑﻔﺳـﺦ زواج اﻟﻣواطﻧـﺔ اﻟﻳﻣﻧﻳـﺔ ﻣـن زوﺟﻬـﺎ‬
‫اﻟﺳــﻌودي وأن ﻋﻠﻳﻬـﺎ أن ﺗﻌﺗــد اﻟﻌــدة اﻟﺷــرﻋﻳﺔ ﻣــن ﺗــﺎرﻳﺦ ﺻــﻳرورة اﻟﺣﻛــم ﻧﻬﺎﺋﻳـﺎً ‪ ,‬وﻛــذا ﻗﺿــﻰ ﻫــذا‬
‫اﻟﺣﻛم ﺑﺈﺑﻼغ اﻟزوج اﻟﺳﻌودي اﻟﻣﺣﻛوم ﻋﻠﻳﻪ ﺑﻧﺳﺧﺔ ﻣن اﻟﺣﻛم ﺣﺗﻰ ﻳﺗﺳـﻧﻰ ﻟـﻪ اﻟطﻌـن ﺑـﺎﻟﺣﻛم إذا‬
‫ﻣــﺎ أراد ذﻟــك وﺑﻌــد أن ﺻــدر ﻫــذا اﻟﺣﻛــم ﺑﺗــﺎرﻳﺦ‪2008/2/13‬م ﻟــم ﻳــﺗم اﻟطﻌــن ﺑــﺎﻟﺣﻛم ﺧــﻼﻝ اﻟﻣــدة‬
‫اﻟﻣﺣددة ﻗﺎﻧوﻧﺎً ﻟﻠطﻌن )‪ 60‬ﻳوﻣﺎً( ﻓﺻﺎر ﻫذا اﻟﺣﻛم ﻧﻬﺎﺋﻳﺎً‪.‬‬
‫وﻣﻊ إن ﻫذا اﻟﺣﻛم ﺻـﺎدر ﻋـن ﻣﺣﻛﻣـﺔ اﺑﺗداﺋﻳـﺔ إﻻ أﻧـﻪ أﺣـدث ﺗـﺄﺛﻳ اًر ﻋﻣﻳﻘـﺎً وﻟﻔـت اﻧﺗﺑـﺎﻩ اﻟﻣﻌﻧﻳـﻳن‬
‫إﻟﻰ أﺣﻛﺎم اﻟﻣوطن اﻟﻣﻧﺻوص ﻋﻠﻳﻬـﺎ ﻓـﻲ ﻗـﺎﻧون اﻟﻣراﻓﻌـﺎت اﻟﺗـﻲ ﺗﺗﺷـدد ﻛﺛﻳـ اًر ﻓـﻲ ﺗطﺑﻳـق اﻟﻘﺎﻋـدة‬
‫اﻟﻘﺎﻧوﻧﻳــﺔ اﻟﻌﺎﻣــﺔ اﻟﺗــﻲ ﺗﻘﺿــﻲ )ﺑوﺟــوب رﻓــﻊ اﻟــدﻋوى ﻓــﻲ ﻣــوطن اﻟﻣــدﻋﻰ ﻋﻠﻳــﻪ( وﻗﺻــر اﻻﺳــﺗﺛﻧﺎء‬
‫ﻣن ﻫذﻩ اﻟﻘﺎﻋدة ﻋﻠﻰ دﻋﺎوى اﻟﻧﻔﻘﺔ اﻟﺗﻲ ﻳﺣق ﻟﻠزوﺟﺔ أن ﺗرﻓﻌﻬﺎ ﺿـد زوﺟﻬـﺎ أو ﻣـن ﺗﻠزﻣـﻪ اﻟﻧﻔﻘـﺔ‬
‫اء ﻣوطﻧﻬــﺎ أو ﻣــوطن اﻟﻣــدﻋﻲ ﻋﻠﻳــﻪ( ﻓﺑﻌــد‬‫ﻓــﻲ أي ﻣــوطن ﺗﺧﺗــﺎرﻩ اﻟزوﺟ ـﺔ أو اﻟﻣ ـرأة اﻟﻣدﻋﻳــﺔ )ﺳ ـو ً‬
‫اﻟﺿــﺟﺔ اﻟﺗــﻲ أﺛﺎرﻫــﺎ ﻫــذا اﻟﺣﻛــم اﻟﺷــﺟﺎع ﻓﻘــد أدرك اﻟﻣﻬﺗﻣــون واﻟﻣﻌﻧﻳــون أن اﻻﺳــﺗﺛﻧﺎء ﻣــن ﻗﺎﻋــدة‬
‫)رﻓــﻊ اﻟــدﻋوى ﻓــﻲ ﻣــوطن اﻟﻣــدﻋﻰ ﻋﻠﻳــﻪ( ﻳﺟــب أن ﻳﺗﺳــﻊ ﻛــﻲ ﻳﺷــﻣﻝ دﻋــﺎوى اﻟﻔﺳــﺦ وﻏﻳرﻫــﺎ ﻣــن‬
‫اﻟــدﻋﺎوى اﻟﺗــﻲ ﺗرﻓﻌﻬــﺎ اﻟﻣ ـرأة ﻋﺎﻣــﺔ ﻻﺳــﻳﻣﺎ وأن ﻫــذا اﻟﺣﻛــم ﻗــد ﺻــدر ﺑﻌــد أن ﺷــﺎﻋت واﻧﺗﺷــرت‬
‫ظﺎﻫرة اﻟزواج اﻟﺳﻳﺎﺣﻲ ﻓﻲ ﺑﻌض أﻧﺣﺎء اﻟﻳﻣن ﺣﻳث ﻳﻘوم ﺑﻌـض اﻷﺷـﺧﺎص )ﻳﻣﻧﻳـون وﺧﻠﻳﺟﻳـون(‬
‫ﺑﺎﻟزواج ﻣن ﻧﺳﺎء ﻳﻣﻧﻳﺎت ﻟﺑﺿﻌﺔ أﻳﺎم أو ﻟﺑﺿﻌﺔ أﺳﺎﺑﻳﻊ أو ﻟﺑﺿﻌﺔ أﺷﻬر ﺛم ﻳﺗرﻛوﻫن وﻳﻬﺟروﻫن‬
‫ﻣــن ﻏﻳــر ﻣﻌﺎﺷ ـرة أو طــﻼق أو ﻧﻔﻘــﺔ ﻓــﻳﻛن ﻣﻌﻠﻘــﺎت ﻓﻠﺳــن ﻣطﻠﻘــﺎت وﻻ ﻣﺗزوﺟــﺎت‪ ,‬وﻻ ﻳﺳــﺗطﻌن‬
‫طﻠـب اﻟﻔﺳــﺦ ﻓــﻲ ﻣـواطن اﻷزواج اﻟﻬــﺎﺟرﻳن ﻟﻬــن – إﻣـﺎ ﻟﻔﻘــر ﻫــؤﻻء اﻟﻧﺳــوة ﺣﻳــث أن اﻟﻔﻘﻳـرات ﻫــن‬
‫اﻟﻠواﺗﻲ ﻳﻘﻌن ﺿﺣﻳﺎت اﻟزواج اﻟﺳﻳﺎﺣﻲ ﻛﻣﺎ أن اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ اﻟﻳﻣﻧﻲ اﻟﻣﺣﺎﻓظ ﻳﻣﻧـﻊ اﻟﻣـرأة ﻣـن اﻻﻧﺗﻘـﺎﻝ‬
‫ﻣن ﻣﻛﺎن إﻗﺎﻣﺗﻬﺎ أو إﻗﺎﻣـﺔ ﻋﺎﺋﻠﺗﻬـﺎ إﻟـﻰ ﻣـواطن اﻷزواج ﻟﻣﻘﺎﺿـﺎﺗﻬم ﻛﻣـﺎ أن ﺑﻌـض ﻫـؤﻻء اﻷزواج‬
‫اﻟﻬﺎﺟرﻳن ﻟزوﺟﺎﺗﻬم ﻻ ﺗﻌرف ﻣواطﻧﻬم ‪.‬‬
 ‫‪- 39 -‬‬

‫وﻟــذﻟك ﻛــﺎن ﻫــذا اﻟﺣﻛــم اﻟﻬــﺎم واﻟﺷــﺟﺎع اﻟﺑﺎﻋــث ﻋﻠــﻰ ﺗﻌــدﻳﻝ أﺣﻛــﺎم اﻟﻣــوطن ﻓــﻲ ﻗــﺎﻧون اﻟﻣراﻓﻌــﺎت‬
‫اﻟﻳﻣﻧﻲ ‪ ,‬ﻓﻌﻠﻰ أﺛر ﻫذا اﻟﺣﻛم ﺗﻌﺎﻟت اﻷﺻوات وارﺗﻔﻌت ﻟﺗﻌدﻳﻝ أﺣﻛﺎم اﻟﻣوطن اﻟﻣﻧﺻوص ﻋﻠﻳﻬﺎ‬
‫ﻓﻲ اﻟﻣﺎدة )‪ (33‬ﻣن ﻗﺎﻧون اﻟﻣراﻓﻌﺎت ﺑﺣﻳث ﺗﺗﺿﻣن اﻟﻔﻘرة اﻵﺗﻳﺔ )وﻳﻛون ﻣﻛﺎن إﺑرام ﻋﻘـد اﻟـزواج‬
‫أو ﻣﻘر ﺑﻳت اﻟزوﺟﻳﺔ أو أﺧر ﻣوطن ﻟﻠزوج ﻣوطﻧـﺎً ﻟـﻪ ﻓـﻲ اﻟﻣﺳـﺎﺋﻝ اﻟﻣﺗﻌﻠﻘـﺔ ﺑﺎﻟزوﺟﻳـﺔ أﻳـﺎً ﻛﺎﻧـت (‬
‫وﻫذا اﻟﺗﻌدﻳﻝ ﺗم رﻓﻌﻪ ﺑﺎﻟﻔﻌﻝ ﻣن ﻗﺑﻝ اﻟﻠﺟﻧﺔ اﻟوطﻧﻳﺔ ﻟﻠﻣرأة إﻟﻰ و ازرة اﻟﺷﺋون اﻟﻘﺎﻧوﻧﻳﺔ اﻟﺗﻲ واﻓﻘت‬
‫ﻋﻠﻳﻪ وأﺣﺎﻟﺗﻪ ﺑدورﻫﺎ إﻟﻰ رﺋﺎﺳﺔ اﻟوزراء اﻟﺗﻲ أﺣﺎﻟﺗﻪ ﺑدورﻫﺎ إﻟﻰ و ازرة اﻟﻌدﻝ ﻻﺳﺗﻛﻣﺎﻝ اﻹﺟراءات‬
‫واﻟﺗوﻗﻌﺎت ﺟﻣﻳﻌﻬﺎ ﺗذﻫب إﻟﻰ أﻧﻪ ﻣن ﺷﺑﻪ اﻟﻣؤﻛد إﻗرار ﻫذا اﻟﺗﻌدﻳﻝ‪.‬‬
‫وﻟﻛــﻝ ﻣــﺎ ﺗﻘــدم ﻓﻬــذا اﻟﺣﻛــم اﻻﺑﺗــداﺋﻲ اﻟﻧﻬــﺎﺋﻲ ﻳﻌــد ﻋﻼﻣ ـﺔ ﻣﺿــﻳﺋﺔ ﻓــﻲ ﺗﻛرﻳﺳــﻪ وﺗﺳــﻬﻳﻠﻪ ﻟﻣﺑﺎﺷ ـرة‬
‫اﻟﻣرأة ﻟﺣﻘﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﺗﻘﺎﺿﻲ ﻟﻠوﺻـوﻝ إﻟـﻰ ﺣﻘوﻗﻬـﺎ ﻛﺎﻓـﺔ اﻟﻣﺗرﺗﺑـﺔ ﻋﻠـﻰ اﻟـزواج ‪ ,‬وﻟـذﻟك ﺗﻧطﺑـق ﻋﻠﻳـﻪ‬
‫اﻟﻣﻌﺎﻳﻳر اﻟﻣﻌﺗﻣدة ﻓﻲ اﻟدراﺳﺔ ﻻﺧﺗﻳﺎر اﻷﺣﻛﺎم اﻟﺗﻲ ﺗﻌد ﻋﻼﻣﺎت ﻣﺿﻳﺋﺔ ‪.‬‬

‫‪ (14‬اﻟﺣﻛــــم اﻟﺻــــﺎدر ﻋــــن اﻟــــداﺋرة اﻟﺷﺧﺻــــﻳﺔ ﺑﺎﻟﻣﺣﻛﻣــــﺔ اﻟﻌﻠﻳــــﺎ ﻓــــﻲ ﺟﻠﺳــــﺗﻬﺎ اﻟﻣﻧﻌﻘــــدة ﺑﺗــــﺎرﻳﺦ‬
‫‪2002/12/11‬م اﻟذي أرﺳﻰ ﻣﺑدأ )ﺣق اﻷم ﻓﻲ اﻟﺣﺿﺎﻧﺔ ﻻ ﻳﺳﻘط ﺑﺗﻧﺎزﻟﻬﺎ ﻋﻧﻪ(‪:‬‬
‫وﺧﻼﺻــﺔ وﻗــﺎﺋﻊ ﻫــذﻩ اﻟﺣﻛــم أن زوج ﻫﺟــر زوﺟﺗــﻪ ﻣــدة أرﺑــﻊ ﺳــﻧوات ﺣﻳــث ﺗــدﺧﻝ أﻗــﺎرب اﻟــزوﺟﻳن‬
‫ﻟﻣﻌﺎﻟﺟﺔ اﻷﻣر ﺣﻳث ﺗوﺻﻠوا إﻟﻰ أن ﻳﻘوم اﻟزوج ﺑطﻼق زوﺟﺗﻪ اﻟﻣﻬﺟورة ﻣﻘﺎﺑﻝ أن ﺗﺗﻧﺎزﻝ اﻟزوﺟﺔ‬
‫ﻋــن ﺣﻘﻬــﺎ ﻓــﻲ ﺣﺿــﺎﻧﺔ اﺑﻧﺗﻬــﺎ ‪ ,‬وﺑﺎﻟﻔﻌــﻝ ﻗــﺎم اﻟــزوج ﺑطــﻼق زوﺟﺗ ـﻪ ﻣﻘﺎﺑــﻝ ﺗﻧﺎزﻟﻬــﺎ ﻋــن ﺣﻘﻬــﺎ ﻓــﻲ‬
‫ﺣﺿﺎﻧﺔ اﺑﻧﺗﻬﺎ اﻟﺻﻐﻳرة – إﻻ أن اﻷم اﻟﻣﺳﻛﻳﻧﺔ ﻟم ﺗﺻﺑر ﻋﻠﻰ ﻓراق ﻓﻠذة ﻛﺑدﻫﺎ وﻟم ﺗﺳـﺗطﻳﻊ ﻛـﺑﺢ‬
‫ﺟﻣــﺎح ﻋﺎطﻔــﺔ اﻷﻣوﻣــﺔ اﻟﺟﻳﺎﺷــﺔ – ﻓﻣــﺎ ﻟﺑﺛــت اﻷم إﻻ أن ﺗﻘــدﻣت ﺑــدﻋوى أﻣــﺎم اﻟﻣﺣﻛﻣــﺔ اﻻﺑﺗداﺋﻳــﺔ‬
‫اﻟﻣﺧﺗﺻــﺔ طﺎﻟﺑــﺔ ﻣــن اﻟﻣﺣﻛﻣــﺔ إﻟ ـزام اﻷب ﺑﺗﺳــﻠﻳم اﻟﺑﻧــت إﻟﻳﻬــﺎ ﻟﺣﺿــﺎﻧﺗﻬﺎ ‪ ,‬وﻣــن ﺟﻬﺗــﻪ ﻗــﺎم اﻷب‬
‫ﺑﺎﻟرد ﻋﻠﻰ دﻋوى اﻷم ﻣﺗﻣﺳﻛﺎً ﺑﺎﻟﺗﻧﺎزﻝ اﻟﺻﺎدر ﻣﻧﻬﺎ ﻋن اﻟﺣﺿﺎﻧﺔ وأﻧﻪ ﺗﻧﺎزﻝ ﻗـﺎﻧوﻧﻲ ورﺳـﻣﻲ ﻟـﻪ‬
‫ﺣﺟﻳﺗــﻪ وﻻ ﻳﻧﺑﻐــﻲ إﻫــدارﻩ أو ﺗﺟﺎﻫﻠــﻪ ‪ ,‬وﺑﻌــد اﻷﺧــذ واﻟــرد واﻟد ارﺳــﺔ ﺗوﺻــﻠت اﻟﻣﺣﻛﻣــﺔ اﻻﺑﺗداﺋﻳــﺔ‬
‫ﺑﺗــﺎرﻳﺦ ‪2002/4/16‬م إﻟــﻰ اﻟﺣﻛــم ﺑﻘﺑــوﻝ دﻋــوى اﻷم ٕواﻟﻐــﺎء ﺗﻧﺎزﻟﻬــﺎ ﻋــن ﺣﺿــﺎﻧﺗﻬﺎ ﻻﺑﻧﺗﻬــﺎ ٕواﻟ ـزام‬
‫اﻷب ﺑﺗﺳــﻠﻳم اﻟﺑﻧــت إﻟــﻰ اﻷم اﻟﻣدﻋﻳــﺔ ﻟﺣﺿــﺎﻧﺗﻬﺎ ورﻋﺎﻳﺗﻬــﺎ وﺣﻣﺎﻳﺗﻬــﺎ وﺗﻌﻠﻳﻣﻬــﺎ ﺣﺗــﻰ ﺗﻧﺗﻬــﻲ ﻣــدة‬
‫اﻟﺣﺿﺎﻧﺔ )‪12‬ﺳﻧﺔ(‪.‬‬
‫وﻋﻧ ــد ﺻ ــدور ﻫ ــذا اﻟﺣﻛ ــم ﻟ ــم ﻳﻘﺑﻠ ــﻪ اﻷب ﺣﻳ ــث ﻗ ــﺎم ﺑ ــﺎﻟطﻌن ﺑ ــﺎﻟﺣﻛم أﻣ ــﺎم ﻣﺣﻛﻣ ــﺔ اﻻﺳ ــﺗﺋﻧﺎف‬
‫اﻟﻣﺧﺗﺻﺔ وﻣن ﺟﻬﺗﻬﺎ ﻗﺎﻣت اﻷم ﺑﺎﻟرد ﻋﻠﻰ طﻌن اﻷب وﺳﺎرت ﻣﺣﻛﻣﺔ اﻻﺳﺗﺋﻧﺎف ﻓﻲ إﺟراءاﺗﻬـﺎ‬
 ‫‪- 40 -‬‬

‫ﻟﻧظــر اﻟطﻌــن ﺣﺗــﻰ اﻧﺗﻬــت إﻟــﻰ إﺻــدار ﺣﻛﻣﻬــﺎ ﺑﺗــﺎرﻳﺦ ‪2002/8/18‬م واﻟــذي ﻗﺿــﻰ ﺑﺗﺄﻳﻳـد اﻟﺣﻛــم‬
‫اﻻﺑﺗــداﺋﻲ ﺑﺟﻣﻳــﻊ ﻓﻘ ارﺗــﻪ ‪ ,‬إﻻ أن اﻷب اﻟﻣﺣﻛــوم ﻋﻠﻳــﻪ ﻟــم ﻳﺳﺗﺳــﻠم ﻟــذﻟك ﻓﻘــﺎم ﺑــﺎﻟطﻌن ﺑــﺎﻟﻧﻘض ﻓــﻲ‬
‫اﻟﺣﻛــم اﻻﺳــﺗﺋﻧﺎﻓﻲ أﻣــﺎم اﻟــداﺋرة اﻟﺷﺧﺻــﻳﺔ ﺑﺎﻟﻣﺣﻛﻣــﺔ اﻟﻌﻠﻳــﺎ اﻟﺗــﻲ ﺣﻛﻣــت ﺑﺗــﺎرﻳﺦ ‪2002/12/11‬م‬
‫ﺑﺗﺄﻳﻳد اﻟﺣﻛم اﻻﺳﺗﺋﻧﺎﻓﻲ اﻟﻣؤﻳد ﻟﻠﺣﻛم اﻻﺑﺗـداﺋﻲ ‪ ,‬وﻟـم ﺗﻛﺗـف اﻟﻣﺣﻛﻣـﺔ اﻟﻌﻠﻳـﺎ ﺑـذﻟك ﺑـﻝ أﻧﻬـﺎ أرﺳـت‬
‫ﻣﺑدأً ﻋﺎﻣﺎً وﻫو )أن ﺣق اﻷم ﻓﻲ اﻟﺣﺿﺎﻧﺔ ﻻ ﻳﺳﻘط ﺑﺗﻧﺎزﻟﻬﺎ(‪.‬‬
‫وﻫــذا اﻟﻣﺑــدأ اﻟــذي أرﺳــﺗﻪ اﻟﻣﺣﻛﻣــﺔ اﻟﻌﻠﻳــﺎ ﻓــﻲ ﺣﻛﻣﻬــﺎ اﻟــذي ﻧﺣــن ﺑﺻــدد اﻟﺗﻌﻠﻳــق ﻋﻠﻳــﻪ ﺗﺳــﺗﻔﻳد ﻣﻧــﻪ‬
‫اﻷﻣﻬــﺎت ﻋﺎﻣـﺔً ﻻﺳــﻳﻣﺎ وأﻧــﻪ ﻣــن اﻟﺷــﺎﺋﻊ ﺟــداً ﻓــﻲ اﻟــﻳﻣن ﺗﻧــﺎزﻝ اﻷﻣﻬــﺎت ﻋــن ﺣﻘﻬــن ﻓــﻲ اﻟﺣﺿــﺎﻧﺔ‬
‫ﺣﻳــث ﻳﻠﺟــﺄ ﺑﻌــض اﻵﺑــﺎء ﻋﻧــد اﻟﺧﻼﻓــﺎت اﻟزوﺟﻳــﺔ اﻟﺗــﻲ ﺗﻧﺗﻬــﻲ إﻟــﻰ اﻟطــﻼق أو اﻟﺧﻠــﻊ ﺑﻣﺳــﺎوﻣﺔ‬
‫اﻟزوﺟﺎت اﻷﻣﻬـﺎت ﻋﻠـﻰ إﺳـﻘﺎط ﻛﺎﻓـﺔ ﺣﻘـوﻗﻬن وﻣـن أﻫﻣﻬـﺎ ﺣـق اﻷم ﻓـﻲ ﺣﺿـﺎﻧﺔ ﺻـﻐﺎرﻫﺎ ﺑـﻝ أن‬
‫ﻫﻧــﺎك أﺣﻛــﺎم ﻗﺿــﺎﺋﻳﺔ ﺻــﺎدرة ﻋــن ﺑﻌــض اﻟﻣﺣــﺎﻛم اﻻﺑﺗداﺋﻳــﺔ وﻏﻳرﻫــﺎ ﺗﻌﺗﻣــد اﻟﺗﺻــﺎﻟﺢ واﻟــذي ﻳﻛــون‬
‫ﻣن ﺿﻣن ﺑﻧودﻩ ﺗﻧﺎزﻝ اﻷم ﻋن ﺣﺿﺎﻧﺔ وﻟدﻫﺎ ﻣﻘﺎﺑﻝ ﻓﺳﺦ ﻧﻛﺎﺣﻬﺎ أو طﻼق اﻟزوج ﻟﻬﺎ‪.‬‬
‫وﺑﻌ ــد ﺻ ــدور ﻫ ــذا اﻟﺣﻛ ــم اﻟﻬ ــﺎم ﺻ ــرن اﻟﻧﺳ ــﺎء ﻳﺗﻣﺳ ــﻛن ﺑ ــﻪ وﻳﺣـ ـﺗﺟن ﺑ ــﻪ أﻣ ــﺎم اﻟﻣﺣ ــﺎﻛم ﻟ ــدﺣض‬
‫اﻟﺗﻧﺎزﻻت اﻟﺗﻲ ﺗُﻔرض ﻋﻠﻳﻬن ﻋن ﺣﻘوﻗﻬن اﻟﺷـرﻋﻳﺔ واﻟﻘﺎﻧوﻧﻳـﺔ وﻣﻧﻬـﺎ اﻟﺣـق ﻓـﻲ اﻟﺣﺿـﺎﻧﺔ ‪ ,‬ﻋﻠـﻰ‬
‫أﺳــﺎس أن ﻫــذا اﻟﺣﻛــم ﻳﻔﺻــﺢ ﻋــن ﻣوﻗــف اﻟﻣﺣﻛﻣــﺔ اﻟﻌﻠﻳــﺎ ﻓــﻲ اﻟــﻳﻣن ﻣــن ﻫــذﻩ اﻟﺗﻧــﺎزﻻت ‪ ,‬ﻻﺳــﻳﻣﺎ‬
‫واﻟﻣﺣﺎﻛم اﻻﺑﺗداﺋﻳـﺔ واﻻﺳـﺗﺋﻧﺎﻓﻳﺔ ﺗﺣـرص ﺣرﺻـﺎً ﺷـدﻳداً ﻋﻠـﻰ اﻟﻘﺿـﺎء وﻓـق اﻟﻣﺑـﺎدئ واﻟﻘواﻋـد اﻟﺗـﻲ‬
‫ﺗﻘررﻫﺎ اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﻌﻠﻳﺎ ‪ ,‬ﻷن اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﻌﻠﻳﺎ ﺗﺻدر ﺗﻌﻠﻳﻣﺎت ﻣﻧﺗظﻣﺔ )ﺗﻌﺎﻣﻳم( ﺗﺑﻳن ﺣﺎﻻت ﻧﻘض‬
‫اﻷﺣﻛــﺎم اﻟﻘﺿــﺎﺋﻳﺔ اﻟﺻــﺎدرة ﻋــن اﻟﻣﺣــﺎﻛم اﻟﻣﺧﺗﻠﻔــﺔ وﺗطﻠــب اﻟﻣﺣﻛﻣــﺔ اﻟﻌﻠﻳــﺎ ﻣــن اﻟﻣﺣــﺎﻛم اﻷدﻧــﻰ‬
‫ﻣراﻋﺎة ﻫذﻩ اﻟﺣﺎﻻت ﻓﻲ اﻷﺣﻛﺎم ٕواﻻ ﻛﺎﻧت ﻋرﺿﺔ ﻟﻠﻧﻘض ‪.‬‬
‫وﻟﻛﻝ ﻣﺎ ﺗﻘدم ﻓﻬذا اﻟﺣﻛم ﻳﻌد ﺑﺣق ﻋﻼﻣﺔ ﻣﺿﻳﺋﺔ ﻓـﻲ ﺳـﺑﻳﻝ ﺗﻛـرﻳس وﺗرﺳـﻳﺦ ﺣـق اﻟﻣـرأة ﻛـﺄم ﻟﻬـﺎ‬
‫ﻏرﻳزﺗﻬــﺎ وﻋﺎطﻔﺗﻬــﺎ اﻟﺗــﻲ ﺗظﻬــر ﻓــﻲ ﻟــذﺗﻬﺎ وﺳــﻌﺎدﺗﻬﺎ ﺑﺣﺿــﺎﻧﺔ ﺻــﻐﺎرﻫﺎ ‪ ,‬وﺗﺑﻌ ـﺎً ﺗﻧطﺑــق ﻋﻠــﻰ ﻫــذا‬
‫اﻟﺣﻛم اﻟﻣﻌﺎﻳﻳر اﻟﻣﻌﺗﻣدة ﻓﻲ اﻟدراﺳﺔ ﻻﺧﺗﻳﺎر اﻷﺣﻛﺎم اﻟﺗﻲ ﺗﻌد ﻋﻼﻣﺎت ﻣﺿﻳﺋﺔ ‪.‬‬
 ‫‪- 41 -‬‬

‫‪ (15‬اﻟﺣﻛــــم اﻟﺻــــﺎدر ﻋــــن اﻟــــداﺋرة اﻟﺷﺧﺻــــﻳﺔ ﺑﺎﻟﻣﺣﻛﻣــــﺔ اﻟﻌﻠﻳــــﺎ ﻓــــﻲ ﺟﻠﺳــــﺗﻬﺎ اﻟﻣﻧﻌﻘــــدة ﺑﺗــــﺎرﻳﺦ‬
‫‪2004/12/26‬م ﻟﻧظر اﻟطﻌـن ﺑـﺎﻟﻧﻘض رﻗـم )‪ (21319‬ﻟﺳـﻧﺔ ‪1425‬ﻫــ ﺣﻳـث ﻛـﺎن ﻫـذا اﻟﺣﻛـم‬
‫اﻟﺳﺑب اﻟﺑﺎﻋث ﻻﻗﺗراح ﺗﻌدﻳﻝ اﻟﻣﺎدة )‪ (54‬ﻣن ﻗﺎﻧون اﻷﺣواﻝ اﻟﺷﺧﺻﻳﺔ‪:‬‬
‫وﺧﻼﺻﺔ وﻗﺎﺋﻊ ﻫذا اﻟﺣﻛم أن اﻣرأة ﺗﻘدﻣت ﺑـدﻋوى أﻣـﺎم اﻟﻣﺣﻛﻣـﺔ اﻻﺑﺗداﺋﻳـﺔ اﻟﻣﺧﺗﺻـﺔ ﻣﻔﺎدﻫـﺎ أن‬
‫زوﺟﻬــﺎ ﻛــﺎن ﻳﺳــﻲء ﻣﻌﺎﻣﻠﺗﻬــﺎ وﻳﻌﺗــدي ﻋﻠﻳﻬــﺎ ﺑﺎﻟﺿــرب واﻹﻫﺎﻧــﺔ وأﻧــﻪ ﻛــﺎن ﻳﺣﺑﺳــﻬﺎ ﻓــﻲ اﻟﺑﻳــت ﻣــن‬
‫أوﻝ اﻟﻧﻬﺎر ﺣﺗﻰ ﻣﻧﺗﺻف اﻟﻠﻳﻝ ﻣن دون زاد وﻣﺎء وﺑﻌد ذﻟك ﺗرﻛﻬﺎ وﻫﺟرﻫﺎ ﻓﻲ ﻣﻧزﻝ واﻟـدﻫﺎ ﻟﻣـدة‬
‫ﺳــﻧﺗﻳن وﻧﺻــف ﺑــدون ﻧﻔﻘــﺔ أو ﻣﻌﺎﺷ ـرة ﻟــذﻟك ﻓﻘــد أﺻــﺑﺣت ﻻ ﺗطﻳــق اﻟﻌــﻳش ﻣﻌــﻪ ﺣﻳــث ﺻــﺎرت‬
‫ﺗﻛرﻫــﻪ‪ ,‬وأﻧﻬــﺎ ﻟــذﻟك ﺗطﻠــب ﻣــن اﻟﻣﺣﻛﻣــﺔ ﻓﺳــﺦ ﻋﻘــد ﻧﻛﺎﺣﻬــﺎ ﻣﻧــﻪ‪ ,‬وﺑﻌــد ﻧظــر اﻟﻣﺣﻛﻣــﺔ ﻟﻠــدﻋوى‬
‫وأدﻟﺗﻬــﺎ ﺧﻠﺻــت إﻟــﻰ اﻟﺣﻛــم ﺑﻘﺑــوﻝ دﻋــوى اﻟزوﺟــﺔ وﺻــﺣﺔ ﻓﺳــﺦ ﻋﻘــد ﻧﻛــﺎح اﻟﻣدﻋﻳــﺔ ﻣــن ﻋﺻــﻣﺔ‬
‫اﻟﻣدﻋﻰ ﻋﻠﻳﻪ ﻟﺣﺻوﻝ اﻟﺑﻐﺿﺎء واﻟﻛراﻫﻳﺔ واﻋﺗﺑﺎر ﻛﻝ ﻣﺎ ﻟﻠﻣدﻋﻳﺔ ﻣن ﺣﻘـوق ﺳـﺎﺑﻘﺔ وﻻﺣﻘـﺔ ﺑذﻣـﺔ‬
‫اﻟﻣ ــدﻋﻰ ﻋﻠﻳ ــﻪ ﻻﻏﻳ ــﻪ ﻟﺣﺻ ــوﻝ اﻟﻔﺳ ــﺦ ٕواﻟـ ـزام اﻟﻣدﻋﻳ ــﺔ ﺑـ ـدﻓﻊ ﻣﺑﻠ ــﻎ ﻣﺎﺋ ــﺔ وﺧﻣﺳ ــﻳن أﻟ ــف ﷼ إﻟ ــﻰ‬
‫اﻟﻣدﻋﻰ ﻋﻠﻳﻪ ﻋوﺿﺎً ﻋن اﻟﻣﻬـر اﻟـذي دﻓﻌـﻪ إﻟـﻰ اﻟﻣدﻋﻳـﺔ ﻋﻧـد زواﺟـﻪ ﺑﻬـﺎ‪ ,‬وﻗـد أﺳـﺗﻧد ﻫـذا اﻟﺣﻛـم‬
‫إﻟــﻰ اﻟﻣــﺎدة )‪ (54‬ﻣــن ﻗــﺎﻧون اﻷﺣ ـواﻝ اﻟﺷﺧﺻــﻳﺔ اﻟﺗــﻲ ﺗــﻧص ﻋﻠــﻰ أﻧــﻪ )إذا طﻠﺑــت اﻟﻣ ـرأة اﻟﺣﻛــم‬
‫ﺑﺎﻟﻔﺳﺦ ﻟﻠﻛراﻫﻳـﺔ وﺟـب ﻋﻠـﻰ اﻟﻘﺎﺿـﻲ أن ﻳﺗﺣـرى اﻟﺳـﺑب ﻓـﺄن ﺛﺑـت ﻟـﻪ ﻋ ّـﻳن ﺣﻛﻣـﺎً ﻣـن أﻫـﻝ اﻟـزوج‬
‫وﺣﻛﻣ ـﺎً ﻣــن أﻫﻠﻬــﺎ ﻟﻺﺻ ـﻼح ﺑﻳﻧﻬﻣــﺎ ٕواﻻ أﻣــر اﻟــزوج ﺑــﺎﻟطﻼق ﻓــﺈن أﻣﺗﻧــﻊ ﺣﻛــم ﺑﺎﻟﻔﺳــﺦ وﻋﻠﻳﻬــﺎ أن‬
‫ﺗرﺟﻊ اﻟﻣﻬر(‪.‬‬
‫ﻓﻠــم ﻳﻘﺑــﻝ اﻟــزوج ذﻟــك اﻟﺣﻛــم ﺣﻳــث طﻌــن ﺑــﻪ أﻣــﺎم ﻣﺣﻛﻣــﺔ اﻻﺳــﺗﺋﻧﺎف اﻟﻣﺧﺗﺻــﺔ وﺑﻌــد أن ﻧظــرت‬
‫ﻣﺣﻛﻣﺔ اﻻﺳﺗﺋﻧﺎف ﻓـﻲ اﻟﻘﺿـﻳﺔ ﺣﻛﻣـت ﺑﺗﺄﻳﻳـد اﻟﺣﻛـم اﻻﺑﺗـداﺋﻲ‪ ,‬ﻓﻣـﺎ ﻛـﺎن ﻣـن اﻟـزوج إﻻ أن ﻳطﻌـن‬
‫ﺑــﺎﻟﻧﻘض أﻣــﺎم اﻟــداﺋرة اﻟﺷﺧﺻــﻳﺔ ﺑﺎﻟﻣﺣﻛﻣــﺔ اﻟﻌﻠﻳــﺎ واﻟﺗــﻲ ﺣﻛﻣــت ﺑﺗﺄﻳﻳــد اﻟﺣﻛــم اﻻﺳــﺗﺋﻧﺎﻓﻲ اﻟﻣؤﻳــد‬
‫ﻟﻠﺣﻛم اﻻﺑﺗداﺋﻲ‪.‬‬
‫وﻣﻊ أن اﻟﺣﻛم اﻟـذي ﻧﺣـن ﺑﺻـدد ﺗﺣﻠﻳﻠـﻪ واﻟﺗﻌﻠﻳـق ﻋﻠﻳـﻪ ﻟـم ﻳرﺳـﻲ ﻣﺑـدأ أو ﻳﻘـرر ﻗﺎﻋـدة إﻻ أﻧـﻪ ﻗـد‬
‫ﻟﻔت اﻻﻧﺗﺑﺎﻩ وأﺛﺎر اﻻﻫﺗﻣﺎم ﻟـدى اﻟﻣﻌﻧﻳـﻳن واﻟﻣﻬﺗﻣـﻳن إﻟـﻰ اﻟظﻠـم واﻟﺟـور اﻟـذي ﻳﺣﻳـق ﺑـﺎﻟﻣرأة ﺟـراء‬
‫ﺗطﺑﻳق اﻟﻣﺎدة )‪ (54‬ﻣن ﻗﺎﻧون اﻷﺣواﻝ اﻟﺷﺧﺻﻳﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﻧظم ﻣﺎ ﻳﺳﻣﻰ ﻓﻲ اﻟﻳﻣن ﺑﺎﻟﻔﺳﺦ ﻟﻠﻛراﻫﻳﺔ‬
‫‪.‬‬
 ‫‪- 42 -‬‬

‫ﻓﻬذا اﻟﻧص اﻟﺟﺎﺋر ﻳﻘرر ﻋﻠﻰ اﻧﻪ ﻳﺟب ﻋﻠﻰ اﻟزوﺟﺔ ﻓﻲ ﻛﻝ اﻷﺣواﻝ أن ﺗﻌﻳد اﻟﻣﻬر ﻟزوﺟﻬﺎ ﻋﻧد‬
‫ﻓﺳﺦ زواﺟﻬﺎ ﻣﻧﻪ ﺣﺗﻰ وﻟو ﻛﺎن اﻟزوج ﻗد ﺗﻌﻣد اﻹﺳـﺎءة إﻟﻳﻬـﺎ ﻟـدﻓﻊ اﻟزوﺟـﺔ ﻟﻠﻣطﺎﻟﺑـﺔ ﺑﺎﻟﻔﺳـﺦ وﻣـن‬
‫ﺛم اﺳﺗﻌﺎدة اﻟﻣﻬر وﻗد ﺣدث ﻫذا ﻓﻲ ﻗﺿﺎﻳﺎ ﻛﺛﻳرة‪.‬‬
‫وﻋﻧد ﺻـدور ﻫـذا اﻟﺣﻛـم ﻓﻘـد ﺗﻧﺎوﻟـت ﻫـذا اﻟﺣﻛـم د ارﺳـﺎت وﻣﻘـﺎﻻت وﻛﺗـب أﺛـﺎرت اﻻﻫﺗﻣـﺎم ﺑﺈﻫـدار‬
‫اﻟﻣــﺎدة )‪ (54‬أﺣ ـواﻝ ﺷﺧﺻــﻳﺔ ﻛﺣــق اﻟﻣ ـرأة ﻓــﻲ اﻟﻣﻬــر وﻫــو ﺣــق ﺷــرﻋﻲ وﻗــﺎﻧوﻧﻲ ﺗﺳــﺗﺣﻘﻪ اﻟﻣ ـرأة‬
‫وﺑﻧﺎء ﻋﻠﻰ ذﻟك ﻓﻘـد ﺗـم اﻗﺗـراح ﺗﻌـدﻳﻝ اﻟﻣـﺎدة اﻟﺳـﺎﻟف‬
‫ً‬ ‫ﻛﺎﻣﻼً ﺑﺎﻟدﺧوﻝ وﺗﺳﺗﺣق ﻧﺻﻔﻪ ﻗﺑﻝ اﻟدﺧوﻝ‪,‬‬
‫ذﻛرﻫﺎ‪ ،‬وﺑﺎﻟﻔﻌﻝ ﻗﺎﻣت اﻟﻠﺟﻧﺔ اﻟوطﻧﻳﺔ ﻟﻠﻣرأة ﺑـﺎﻗﺗراح ﺗﻌـدﻳﻝ ﻫـذﻩ اﻟﻣـﺎدة ورﻓـﻊ اﻟﻣﻘﺗـرح إﻟـﻰ اﻟﺟﻬـﺎت‬
‫اﻟﻣﺧﺗﺻــﺔ ﻻﺳــﺗﻛﻣﺎﻝ إﺟ ـراءات اﻟﺗﻌــدﻳﻝ ‪ ،‬وﻣــن اﻟﻣﺗوﻗــﻊ إﻗ ـرار وﻣﺻــﺎدﻗﺔ اﻟﺟﻬــﺎت اﻟﻣﺧﺗﺻــﺔ ﻟﻬــذا‬
‫اﻟﺗﻌدﻳﻝ‪.‬‬
‫وﻟــذﻟك ﻓﻘــد ﻛــﺎن ﻫــذا اﻟﺣﻛــم ﺑﺎﻋﺛـﺎً ﻋﻠــﻰ اﻗﺗـراح ﺗﻌــدﻳﻝ اﻟــﻧص اﻟﺳــﺎﻟف ذﻛـرﻩ ﻣﻣــﺎ ﻳﺟﻌــﻝ ﻫــذا اﻟﺣﻛــم‬
‫ﻋﻼﻣــﺔ ﻣﺿــﻳﺋﺔ ﻓــﻲ ﺳــﺑﻳﻝ ﺗﻘرﻳــر وﺗرﺳــﻳﺦ ﺣــق اﻟﻣـرأة ﺑــﺎﻟﻣﻬر وﺗﺑﻌـﺎً ﻟــذﻟك ﺗﻧطﺑــق ﻋﻠــﻰ ﻫــذا اﻟﺣﻛــم‬
‫اﻟﻣﻌﺎﻳﻳر اﻟﻣﻌﺗﻣدة ﻓﻲ اﻟدراﺳﺔ ﻻﺧﺗﻳﺎر اﻷﺣﻛﺎم اﻟﺗﻲ ﺗﻌد ﻋﻼﻣﺎت ﻣﺿﻳﺋﺔ ‪.‬‬

‫‪ (16‬اﻟﺣﻛم اﻻﺑﺗداﺋﻲ اﻟﻧﻬﺎﺋﻲ اﻟﺻﺎدر ﻋن ﻗﺎﺿﻲ اﻷﺣواﻝ اﻟﺷﺧﺻﻳﺔ ﺑﻣﺣﻛﻣﺔ ﻏرب اﻟﻌﺎﺻﻣﺔ ﺻﻧﻌﺎء‬
‫اﻟﺻﺎدر ﺑﺗـﺎرﻳﺦ‪2008/11/10‬م اﻟـذي ﻛـﺎن اﻟﺑﺎﻋـث ﻻﻗﺗـراح ﺗﻌـدﻳﻝ اﻟـﻧص اﻟﻣﺗﻌﻠـق ﺑﺎﻟوﻻﻳـﺔ ﻓـﻲ‬
‫اﻟزواج وذﻟك ﻓﻲ ﻗﺎﻧون اﻷﺣواﻝ اﻟﺷﺧﺻﻳﺔ‪:‬‬
‫ﻣن اﻟﻣﻬم ﻟﻠﻐﺎﻳـﺔ ﻗﺑـﻝ اﻟﺗﻌﻠﻳـق ﻋﻠـﻰ اﻟﺣﻛـم اﻟﻣﺷـﺎر إﻟﻳـﻪ وﺗﺣﻠﻳﻠـﻪ اﻟﻘـوﻝ ﺑـﺄن اﻟـوﻟﻲ ﻓـﻲ ﻋﻘـد اﻟـزواج‬
‫)ﻻ‬ ‫طﺑﻘﺎً ﻟﻠﻘﺎﻧون اﻟﻳﻣﻧﻲ رﻛن ﻣـن أرﻛـﺎن ﻫـذا اﻟﻌﻘـد ﻻ ﺗﻘـوم ﻟـﻪ ﻗﺎﺋﻣـﺔ ﺑدوﻧـﻪ ﻋﻣـﻼً ﺑﻘـوﻝ اﻟﻧﺑـﻲ ‪‬‬
‫ﻧﻛــﺎح إﻻ ﺑــوﻟﻲ وﺷــﺎﻫدي ﻋــدﻝ( وﻋﻠــﻰ ﻫــذا اﻷﺳــﺎس ﻓــﻼ ﺗﺳــﺗطﻳﻊ اﻟﻣ ـرأة ﻓــﻲ اﻟــﻳﻣن أن ﺗﺑــرم ﻋﻘــد‬
‫زواﺟﻬﺎ ﺑﻧﻔﺳﻬﺎ ‪ ,‬أﻣﺎ ﺑﺷﺄن اﻟﺣﻛم اﻟذي ﻧﺣـن ﺑﺻـدد اﻟﺗﻌﻠﻳـق ﻋﻠﻳـﻪ ﻓﺧﻼﺻـﺗﻪ أن رﺟـﻝ أراد اﻟـزواج‬
‫ﺑــﺎﻣرأة ﺣﻳــث طﻠــب ﻣــن وﻟﻳﻬــﺎ اﻷﻗــرب ﻟﻬــﺎ ﺷــرﻋﺎً وﻫــو أﺧوﻫــﺎ ﺑﻌــد وﻓــﺎة واﻟــدﻫﺎ ‪ ,‬إﻻ أن ﻫــذا اﻷخ‬
‫رﻓــض إﺑ ـرام ﻋﻘــد زواج أﺧﺗــﻪ ‪ ,‬ﻓﻠــم ﺗﺳﺗﺳــﻠم اﻷﺧــت ﻟﻣﺷــﻳﺋﺔ أﺧﻳﻬــﺎ ‪ ,‬ﺣﻳــث ﻗﺎﻣــت اﻷﺧــت ﺑﺗﻘــدﻳم‬
‫دﻋــوى أﻣــﺎم اﻟﻣﺣﻛﻣــﺔ اﻻﺑﺗداﺋﻳــﺔ اﻟﻣﺧﺗﺻــﺔ ﻣطﺎﻟﺑــﺔ ﺑﻧــزع وﻻﻳــﺔ ﺗزوﻳﺟﻬــﺎ ﻣــن أﺧﻳﻬــﺎ ﻷﻧ ـﻪ ﻳ ـرﻓض‬
‫ﺗزوﻳﺟﻬﺎ ﻣن اﻟﺷﺧص اﻟذي ﺗﻘـدم ﻟﻠـزواج ﺑﻬـﺎ ﻣـﻊ أﻧﻬـﺎ ﺗرﻏـب ﺑـﺎﻟزواج ﻣـن ذﻟـك اﻟرﺟـﻝ ﻛﻣـﺎ ذﻛـرت‬
‫اﻷﺧت ﻓﻲ دﻋواﻫﺎ ﻷن وﻟﻳﻬـﺎ أﺧﺎﻫـﺎ ﻳﺳـﺎوﻣﻬﺎ ﻋﻠـﻰ اﻟﺗﻧـﺎزﻝ ﻋـن ﻧﺻـﻳﺑﻬﺎ ﻣـن ﺗرﻛـﺔ واﻟـدﻫﻣﺎ ﻣﻘﺎﺑـﻝ‬
‫إﺑرام ﻋﻘـد زواﺟﻬـﺎ ﺑـذﻟك اﻟﺷـﺧص‪ ,‬وﻫـذﻩ اﻟـدﻋوى ﻏرﻳﺑـﺔ وﺷـﺟﺎﻋﺔ ﻓـﻲ اﻟـﻳﻣن‪ ,‬ﻓـﺎﻟﻣﺟﺗﻣﻊ اﻟﻳﻣﻧـﻲ ﻻ‬
 ‫‪- 43 -‬‬

‫ﻳﺳﺗﺣﺳــن دﻋــﺎوى ﻛﻬــذﻩ وﻻ ﻳﻧظــر اﻟﻣﺟﺗﻣــﻊ ﺑــﺎﺣﺗرام ﻟﻠﻣـرأة اﻟﺗــﻲ ﺗطﻠــب ﻣــن أﻫﻠﻬــﺎ اﻟــزواج ﺑﺷــﺧص‬
‫ﺻـراﺣﺔ ﻓﻣـﺎ ﺑـﺎﻟﻛم ﺑـدﻋوى ﺗرﻓﻌﻬـﺎ اﻟﻣـرأة إﻟـﻰ اﻟﻣﺣﻛﻣــﺔ طﺎﻟﺑـﺔ ﻣﻧﻬـﺎ ﻋـزﻝ أﺧﻳﻬــﺎ ﻣـن وﻻﻳـﺔ اﻟﺗــزوﻳﺞ‬
‫ٕواﺑرام ﻋﻘد زواﺟﻬﺎ ﺑﺷﺧص ﻣﻌﻳن ﺣﺳﺑﻣﺎ ﻫو ظﺎﻫر ﻓﻲ اﻟﺣﻛم ﻣﺣﻝ ﺗﻌﻠﻳﻘﻧﺎ‪.‬‬
‫وﺑﻌــد ذﻟــك ﻗﺎﻣــت اﻟﻣﺣﻛﻣــﺔ ﺑــﺈﻋﻼن اﻷخ اﻟــوﻟﻲ ﻟﻠﺣﺿــور إﻟــﻰ اﻟﻣﺣﻛﻣــﺔ ﻟﻠــرد ﻋﻠــﻰ اﻟــدﻋوى ﺣﻳــث‬
‫أﻓﺎد اﻟوﻟﻲ ﺑﺄﻧﻪ ﻟم ﻳرﻓض إﺑرام اﻟﻌﻘـد ٕواﻧﻣـﺎ ﻫـو ﺑﺻـدد اﻟﺳـؤاﻝ ﻋـن اﻟرﺟـﻝ اﻟـذي ﺗرﻳـد أﺧﺗـﻪ اﻟـزواج‬
‫ﺑﻪ ‪ ,‬وﻋﻧدﻣﺎ ﺗﺄﻛدت اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ ﻣن ﺻﺣﺔ اﻟدﻋوى أﻣﻬﻠت اﻟوﻟﻲ أﺳﺑوﻋﺎً واﺣداً ﻟﻠﺳؤاﻝ ﻋن اﻟﺧﺎطـب‬
‫وﺑﻌ ــدﻫﺎ ﻗ ــررت اﻟﻣﺣﻛﻣ ــﺔ إﻟـ ـزام اﻟﻣ ــدﻋﻰ ﻋﻠﻳ ــﻪ اﻟ ــوﻟﻲ ﺑ ــﺈﺟراء ﻋﻘ ــد زواج أﺧﺗ ــﻪ وﺑﻧظ ــر أﻣ ــﻳن ﺳ ــر‬
‫اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ ‪ ,‬ﻋﻠﻰ أن ﻳﺗم ﻋﻘد اﻟزواج ﻓﻲ ﻣﻧـزﻝ اﻟﻣـدﻋﻰ ﻋﻠﻳـﻪ إﻻ اﻧـﻪ ﻟـم ﻳﻘـم ﺑـذﻟك ﻓﻛﻠﻔﺗـﻪ اﻟﻣﺣﻛﻣـﺔ‬
‫ﺑﺎﻟﻣﺛوﻝ أﻣﺎﻣﻬﺎ ﻣرة أﺧرى ﺣﻳث واﻓق ﻋﻠﻰ إﺟـراء ﻋﻘـد اﻟـزواج ﻓـﻲ إﺛﻧـﺎء ﺟﻠﺳـﺔ اﻟﻣﺣﻛﻣـﺔ وﺑﻣوﺟـب‬
‫ذﻟك ﻗررت اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ اﻧﺗﻬﺎء اﻟﻘﺿﻳﺔ ﻓﺻﺎر ﻫذا اﻟﺣﻛم ﻧﻬﺎﺋﻳﺎً‪.‬‬
‫وﻣــﻊ أن ﻫــذا اﻟﺣﻛــم اﺑﺗــداﺋﻳﺎً وﻣــﻊ أن اﻟﻘﺿــﻳﺔ ﻗــد اﻧﺗﻬــت ﻋﻠــﻰ اﻟﻧﺣــو اﻟﺳــﺎﺑق ذﻛ ـرﻩ ‪ ,‬إﻻ أن ﻫــذا‬
‫اﻟﺣﻛـ ــم ﺳـ ــﻠط اﻟﺿـ ــوء ﻋﻠـ ــﻰ أﺣﻛـ ــﺎم اﻟوﻻﻳـ ــﺔ ﻓـ ــﻲ اﻟـ ــزواج اﻟﻣﻧﺻـ ــوص ﻋﻠﻳﻬـ ــﺎ ﻓـ ــﻲ ﻗـ ــﺎﻧون اﻷﺣ ـ ـواﻝ‬
‫اﻟﺷﺧﺻ ــﻳﺔ وﻋﻠ ــﻰ اﺳ ــﺗﻐﻼﻝ ﺑﻌ ــض اﻷوﻟﻳ ــﺎء ﻟﻌﻣوﻣﻳ ــﺔ وﺗﺟرﻳ ــد اﻟﻧﺻ ــوص اﻟﻧﺎظﻣـ ـﺔ ﻷﺣﻛ ــﺎم وﻻﻳ ــﺔ‬
‫اﻟﺗزوﻳﺞ ‪ ,‬ﻓﺿﻼً ﻋن اﻧﻌدام اﻟﺿواﺑط اﻟﻛﺎﻓﻳﺔ واﻟﻣﻧﺎﺳﺑﺔ ﻟﻠﺣﻳﻠوﻟﺔ دون ﺗﻌﺳف اﻷوﻟﻳﺎء ﻓـﻲ ﺗطﺑﻳـق‬
‫ﻫذﻩ اﻟﻧﺻوص‪ ,‬ﻓﻘد ﻗرع ﻫذا اﻟﺣﻛم اﻟﺟرس ﻋﺎﻟﻳﺎً ﻓﻲ أذان اﻟﻣﻌﻧﻳﻳن ﻟﻺﺻﻐﺎء ﻟﻠﻣﺷـﺎﻛﻝ واﻟﻘﺿـﺎﻳﺎ‬
‫اﻟﺗــﻲ ﺗظﻬــر ﻓــﻲ أﺛﻧــﺎء ﺗطﺑﻳــق ﺗﻠــك اﻟﻧﺻــوص واﻟﺗﺟــﺎوزات اﻟﺗــﻲ ﺗــﺗم ﻋﻧدﺋــذ‪ ,‬وﻗــد أﺗــﻰ ﻫــذا اﻟﺣﻛــم‬
‫ﺛﻣــﺎرﻩ ‪ ,‬ﺣﻳــث ﻗﺎﻣــت اﻟﺟﻬــﺎت اﻟﻣﺧﺗﺻــﺔ ﺑــﺎﻗﺗراح ﺗﻌــدﻳﻼت ﻋﻠــﻰ أﺣﻛــﺎم اﻟوﻻﻳــﺔ ﻓــﻲ ﻋﻘــد اﻟــزواج‬
‫ﺣﺳﺑﻣﺎ ﻫو ﻣﺑﻳن ﻓﻲ ﻣرﻓﻘﺎت اﻟدراﺳﺔ وﻗد ﻗﺎﻣت اﻟﻠﺟﻧﺔ اﻟوطﻧﻳﺔ ﺑﺈﺣﺎﻟﺔ ﻣﻘﺗرﺣﺎت اﻟﺗﻌدﻳﻝ ﻫـذﻩ إﻟـﻰ‬
‫اﻟﺟﻬﺎت اﻟﻣﺧﺗﺻﺔ ﻟﻠﻣواﻓﻘﺔ ﻋﻠﻳﻬﺎ ‪.‬‬
‫وﻟﻛﻝ ﻣﺎ ﺗﻘدم ﻓﻬذا اﻟﺣﻛم ﻋﻼﻣﺔ ﻣﺿﻳﺋﺔ وﻣﺷرﻗﺔ ﻓﻲ ﻣﺟﺎﻝ ﺗﻘرﻳر وﺣﻣﺎﻳﺔ ﺣق اﻟﻣرأة ﻓﻲ اﻻرﺗﺑﺎط‬
‫ﺑﻣن ﺗرﻳد وأن ﻟﻬﺎ أن ﺗﺣدد ﺷرﻳك ﺣﻳﺎﺗﻬﺎ ‪ ,‬وﺣﺎﻝ ﻫذا اﻟﺣﻛم دون اﺳﺗﻐﻼﻝ ﺑﻌض اﻷوﻟﻳﺎء ﻷﺣﻛـﺎم‬
‫وﻻﻳﺔ اﻟﺗزوﻳﺞ ﻷﻏراض ﺷﺧﺻﻳﺔ ﻟﻠوﻟﻲ ‪.‬‬

‫‪ (17‬اﻟﺣﻛـــم اﻻﺑﺗـــداﺋﻲ اﻟﻧﻬـــﺎﺋﻲ اﻟﺻـــﺎدر ﻋـــن ﻗﺎﺿـــﻲ اﻷﺣـــواﻝ اﻟﺷﺧﺻـــﻳﺔ ﺑﻣﺣﻛﻣـــﺔ ﻏـــرب ﺻـــﻧﻌﺎء‬
‫ﺑﺗــﺎرﻳﺦ‪2009/4/5‬م واﻟــذي ﻛــرس رأﻳـﺎً ﻓﻘﻬﻳ ـﺎً ﺟدﻳــداً ﺑﺷــﺄن ﻧــزع اﻟوﻻﻳــﺔ ﻓــﻲ اﻟــزواج ﻣــن اﻟــوﻟﻲ‬
‫اﻟﻌﺎﺿﻝ إﻟﻰ اﻟوﻟﻲ اﻟذي ﻳﻠﻳﻪ ‪:‬‬
 ‫‪- 44 -‬‬

‫ﻣــن اﻟﻣﻌﻠــوم أن ﻗــﺎﻧون اﻷﺣـواﻝ اﻟﺷﺧﺻــﻳﺔ ﻓــﻲ اﻟــﻳﻣن ﻳــﻧص ﻋﻠــﻰ أن اﻟــوﻟﻲ رﻛــن ﻣــن أرﻛــﺎن ﻋﻘــد‬
‫اﻟزواج ﻻ ﺗﻘوم ﻗﺎﺋﻣﺔ ﻟﻬذا اﻟﻌﻘد إذا ﺗﺧﻠف ﻫذا اﻟرﻛن ‪ ,‬وﻫذا ﻫو رأي ﺟﻣﻬور اﻟﻔﻘﻬـﺎء ﻋـدا اﻟﺣﻧﻔﻳـﺔ‬
‫اﻟــذﻳن ﻻ ﻳﺷــﺗرطون اﻟــوﻟﻲ إذ ﻳﺟــوز ﻟﻠﻣـرأة أن ﺗــزوج ﻧﻔﺳــﻬﺎ وﻓﻘـﺎً ﻟﻣــذﻫب اﻟﺣﻧﻔﻳــﺔ ﺧﻼﻓـﺎً ﻟﻣــﺎ ذﻫــب‬
‫إﻟﻳﻪ ﺟﻣﻬور اﻟﻔﻘﻬﺎء اﻟذﻳن ﻳﺟﻌﻠون اﻟوﻟﻲ رﻛن ﻣن أرﻛﺎن ﻋﻘد اﻟزواج وﺣﺟـﺔ اﻟﺟﻣﻬـور ﻓـﻲ اﺷـﺗراط‬
‫اﻟوﻟﻲ ﻗوﻝ اﻟﻧﺑﻲ ‪)‬ﻻ ﻧﻛﺎح إﻻ ﺑوﻟﻲ وﺷـﺎﻫدي ﻋـدﻝ( ﻓـﻲ ﺣـﻳن ﻳﺳـﺗﻧد اﻟﺣﻧﻔﻳـﺔ ﻓـﻲ ﻗـوﻟﻬم ﺑﺟـواز‬
‫أن ﺗزوج اﻟﻣرأة ﻧﻔﺳﻬﺎ إﻟﻰ ﻧﺻوص ﺷرﻋﻳﺔ ﻛﺛﻳرة أﺑرزﻫـﺎ ﻗوﻟـﻪ ﺗﻌـﺎﻟﻰ )وأن طﻠﻘﻬـﺎ ﻓـﻼ ﺗﺣـﻝ ﻟـﻪ ﻣـن‬
‫ﺑﻌد ﺣﺗـﻰ ﺗـﻧﻛﺢ زوﺟـﺎً ﻏﻳـرﻩ( وﻛـذا ﻗوﻟـﻪ ﺗﻌـﺎﻟﻰ )وﻻ ﺗﻌﺿـﻠوﻫن أن ﻳـﻧﻛﺣن أزواﺟﻬـن( واﻵﻳـﺎت ﻣﺛـﻝ‬
‫ﻫــذﻩ ﻛﺛﻳ ـرة ﻓــﻲ اﻟﻘ ـران ‪ ,‬ﻓﻬــذﻩ اﻵﻳــﺎت وﻧظﻳراﺗﻬــﺎ ﻓــﻲ اﻟﻘ ـران اﻟﻛ ـرﻳم ﺗﻧﺳــب ﻓﻌــﻝ اﻟﻧﻛــﺎح إﻟــﻰ اﻟﻣ ـرأة‬
‫وﻟﻳس إﻟﻰ اﻟوﻟﻲ ‪ ,‬وذﻟك دﻟﻳﻝ ﻋﻠﻰ ﺟواز أن ﺗزوج اﻟﻣرأة ﻧﻔﺳﻬﺎ ﻋﻠﻰ رأي اﻟﺣﻧﻔﻳﺔ ‪.‬‬
‫إﻻ أن اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻳﻣﻧﻲ ﻻ ﻳﺄﺧذ ﺑﻘوﻝ اﻟﺣﻧﻔﻳﺔ ٕواﻧﻣﺎ ﻳﺄﺧذ ﺑﻘوﻝ اﻟﺟﻣﻬور ﻛﻣـﺎ ﺳـﺑق أن ذﻛرﻧـﺎ ‪ ،‬وﻣـﻊ‬
‫أن اﻟﻘ ــﺎﻧون اﻟﻳﻣﻧ ــﻲ ﻳﺟﻳ ــز ﻟﻠﻣـ ـرأة أن ﺗﻠﺟ ــﺄ إﻟ ــﻰ اﻟﻘﺿ ــﺎء إذا ﻋﺿ ــﻝ )اﻣﺗﻧ ــﻊ( وﻟﻳﻬ ــﺎ اﻷﻗ ــرب ﻋـ ـن‬
‫زواﺟﻬــﺎ ﺑــﺎﻟزوج اﻟﺻــﺎﻟﺢ إﻻ أن اﻟواﻗــﻊ اﻟﻌﻣﻠــﻲ ﻳﺷــﻬد أن اﻟﻣ ـرأة ﻻ ﺗﻠﺟــﺄ إﻟــﻰ ﻫــذا اﻟﺧﻳــﺎر إﻻ ﻓــﻲ‬
‫ﺣﺎﻻت ﻧﺎدرة ﺟداً وﻣن ﺿﻣن ﻫذﻩ اﻟﺣﺎﻻت اﻟﺣﺎﻟﺔ ﻣﺣﻝ اﻟﺣﻛم اﻟذي ﻧﺣـن ﺑﺻـدد ﺗﺣﻠﻳﻠـﻪ واﻟﺗﻌﻠﻳـق‬
‫ﻋﻠﻳــﻪ ﻧظـ ـ اًر ﻟﻠظ ــروف اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻳ ــﺔ واﻟﺛﻘﺎﻓﻳــﺔ اﻟﺳ ــﺎﺋدة اﻟﻣﺣﻳط ــﺔ ﺑ ــﺎﻟﻣرأة ﻓــﻲ اﻟ ــﻳﻣن واﻟﺗ ــﻲ ﺗﺣ ــد ﻣـ ـن‬
‫اﺳﺗﻌﻣﺎﻝ اﻟﻣرأة ﻟﻬذا اﻟﺧﻳﺎر ﻏﻳر اﻟﻣرﻏوب ﻓﻳﻪ اﺟﺗﻣﺎﻋﻳﺎً وﺛﻘﺎﻓﻳﺎً ‪.‬‬
‫وﺧﻼﺻﺔ وﻗﺎﺋﻊ وﺣﻳﺛﻳﺎت اﻟﺣﻛم ﻣوﺿﻊ ﺗﻌﻠﻳﻘﻧﺎ أن اﻣرأة ﺑﺎﻟﻐﺔ ﻋﺎﻗﻠـﺔ أراد رﺟـﻝ ﻛـفء اﻟـزواج ﻣﻧﻬـﺎ‬
‫ﺣﻳـ ـ ـ ـ ـ ـ ــث ﺗﻘـ ـ ـ ـ ـ ـ ــدم إﻟـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻰ وﻟﻳﻬـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎ اﻷﻗـ ـ ـ ـ ـ ـ ــرب ﺷـ ـ ـ ـ ـ ـ ــرﻋﺎً وﻫـ ـ ـ ـ ـ ـ ــو ﻋﻣﻬـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎ ﺑﻌـ ـ ـ ـ ـ ـ ــد وﻓـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎة أﺑﻳﻬـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎ ‪,‬‬
‫إﻻ أن اﻟــوﻟﻲ اﻟﻌــم اﻣﺗﻧــﻊ ﻋــن زواﺟﻬــﺎ ﻓﺻــﺎر ﻋﺎﺿـﻼً ‪ ،‬ﻓﻣــﺎ ﻛــﺎن ﻣــن ﻫــذﻩ اﻟﻣـرأة اﻟﺷــﺟﺎﻋﺔ إﻻ أن‬
‫ﺗﻘ ــدﻣت ﺑ ــدﻋوى إﻟ ــﻰ اﻟﻣﺣﻛﻣ ــﺔ اﻟﻣﺧﺗﺻ ــﺔ طﻠﺑ ــت ﻓﻳﻬ ــﺎ ﻋزﻟ ــﻪ ‪ ،‬وﻗ ــدﻣت ﻫ ــذﻩ اﻟﻣـ ـرأة ﻛﺎﻓ ــﺔ اﻷدﻟ ــﺔ‬
‫واﻟﺑـراﻫﻳن اﻟﺷــرﻋﻳﺔ واﻟﻘﺎﻧوﻧﻳــﺔ ﻋﻠــﻰ ﺻــﺣﺔ دﻋواﻫــﺎ ‪ ,‬وﺑﻌــد د ارﺳــﺔ اﻟﻣﺣﻛﻣــﺔ ﻷوراق اﻟﻘﺿــﻳﺔ ﺣﻛﻣــت‬
‫ﺑﺗﺎرﻳﺦ‪2009/4/5‬م ﺑﻘﺑوﻝ دﻋوى اﻟﻣرأة اﻟﻣدﻋﻳﺔ وﻧﻘﻝ وﻻﻳﺔ ﺗزوﻳﺟﻬﺎ ﻣن ﻋﻣﻬﺎ اﻟﻌﺎﺿﻝ )اﻟﻣﻣﺗﻧﻊ(‬
‫إﻟ ـ ـ ـ ـ ــﻰ إﺑ ـ ـ ـ ـ ــن ﻋﻣﻬ ـ ـ ـ ـ ــﺎ اﻟ ـ ـ ـ ـ ــذي ﻳرﻳ ـ ـ ـ ـ ــد اﻟ ـ ـ ـ ـ ــزواج ﺑﻬ ـ ـ ـ ـ ــﺎ ﻛ ـ ـ ـ ـ ــﻲ ﻳﻛ ـ ـ ـ ـ ــون وﻟﻳـ ـ ـ ـ ـ ـﺎً ﻟﻬ ـ ـ ـ ـ ــﺎ ﻓ ـ ـ ـ ـ ــﻲ إﺑـ ـ ـ ـ ـ ـرام‬
‫ﻋﻘ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــد اﻟ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــزواج ﺑﺣﻳ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــث ﻳ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــزوج ﻫ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــذا اﻟرﺟ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻝ ﻧﻔﺳ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻪ ﺑﺎﺑﻧ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺔ ﻋﻣ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻪ اﻟﻣدﻋﻳ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺔ ‪،‬‬
‫وطﺑﻘ ـﺎً ﻟﻬــذا اﻟﺣﻛــم ﻓﻘــد ﺟﻣــﻊ إﺑــن اﻟﻌــم ﺑــﻳن ﺻــﻔﺗﻳن اﻷوﻟــﻰ اﻟــزوج اﻟﻣﻌﻘــود ﻟــﻪ ‪ ,‬واﻟﺛﺎﻧﻳــﺔ ‪ :‬اﻟــوﻟﻲ‬
‫ـت ﻧﻔﺳــﻲ ﻣــن إﺑﻧــﺔ ﻋﻣــﻲ ﻓﻼﻧــﺔ ‪....‬‬
‫اﻟﻌﺎﻗــد ‪ ,‬وﺑﺣﻳــث ﻳــﺗم إﺑـرام ﻋﻘــد اﻟــزواج ﺑﻘــوﻝ أﺑــن اﻟﻌــم )زوﺟـ ُ‬
‫ﻋﻠ ــﻰ ﻣﺣﻛ ــم اﻟﻛﺗ ــﺎب اﻟﻌزﻳ ــز وﺳ ــﻧﺔ اﻟﻧﺑ ــﻲ ﺻ ــﻠﻰ ‪ ‬واﻟﻣﻬ ــر اﻟﻣﺗ ارﺿ ــﻰ ﻋﻠﻳ ــﻪ ( وﺑﺣﻳ ــث ﻳﺻ ــدر‬
 ‫‪- 45 -‬‬

‫اﻹﻳﺟﺎب واﻟﻘﺑوﻝ ﻓﻲ ﻋﻘد اﻟزواج ﻣن ﺷﺧص واﺣد ﺟﻣﻊ ﺑﻳن ﺻـﻔﺔ اﻟـزوج اﻟﻣﻌﻘـود ﻟـﻪ وﺻـﻔﺔ وﻟـﻲ‬
‫اﻟﻣرأة اﻟذي ﻳﻧوب ﻋﻧﻬﺎ ﻓﻲ إﺑرام ﻋﻘد اﻟزواج ‪.‬‬
‫وﻻ رﻳــب أن ﻫــذا اﻟﺣﻛــم اﻟﺷــﺟﺎع ﻗــد ﻟﺑــﻰ رﻏﺑــﺔ اﻟﻣـرأة اﻟﻣدﻋﻳــﺔ وﻣﻘﺻــودﻫﺎ وﻋﻠــﻰ ﻧﺣــو أﻓﺿــﻝ ﻣﻣــﺎ‬
‫ﻛﺎﻧت ﺗرﻳد ﻓﻲ دﻋواﻫﺎ ‪.‬‬
‫وﻣﺳﺄﻟﺔ ﺟﻣﻊ اﻟﺷﺧص اﻟواﺣد ﺑﻳن اﻟوﻻﻳﺔ أو اﻟوﻛﺎﻟﺔ ﻋن اﻟﻐﻳـر واﻟﺗﺻـرف ﺑﻣوﺟـب ﻫـذﻩ اﻟوﻻﻳـﺔ أو‬
‫اﻟوﻛﺎﻟــﺔ ﻟﻧﻔﺳــﻪ ﻣﺣــﻝ ﺧــﻼف ﺑــﻳن ﻓﻘﻬــﺎء اﻟﺷ ـرﻳﻌﺔ واﻟﻘــﺎﻧون وﻻ ﻣﺟــﺎﻝ ﻟﻌــرض ﻫــذا اﻟﺧــﻼف اﻟواﺳــﻊ‬
‫واﻟﻣﺗﺷــﻌب ﻓــﻲ ﻫــذﻩ اﻟد ارﺳــﺔ ‪ ،‬وﻟﻛــن ﻣــﺎ ﻳﻌﻧﻳﻧــﺎ ﻓــﻲ ﻫــذا اﻟﺷــﺄن أن ﻫــذا اﻟﺣﻛــم ﻗــد ﻛــرس أرﻳـﺎً ﻓﻘﻬﻳـﺎً‬
‫ﺟدﻳداً ﻛﻔﻝ وﺣﺎﻓظ ﻓﻳﻪ ﻋﻠﻰ ﺣق ﻫذﻩ اﻟﻣرأة اﻟﻣدﻋﻳﺔ ﻓﻲ اﺧﺗﻳـﺎر ﺷـرﻳك ﺣﻳﺎﺗﻬـﺎ ‪ ،‬ﺑـﻝ أن اﻟﺣﻛـم ﻟـم‬
‫ﻳﺣرص ﺣﺗﻰ ﻋﻠﻰ اﻻﺳﺗﻣﺎع إﻟـﻰ ﺣﺟـﺞ وأﺳـﺎﻧﻳد اﻟـوﻟﻲ اﻟﻌﺎﺿـﻝ ﻣﻌﺗﺑـ اًر ﻓـﻲ ذﻟـك أن اﻟﻣـرأة اﻟﺑﺎﻟﻐـﺔ‬
‫ﺣـ ـرة ﻓ ــﻲ اﺧﺗﻳ ــﺎر ﺷـ ـرﻳك ﺣﻳﺎﺗﻬ ــﺎ ﺑﺻ ــرف اﻟﻧظ ــر ﻋ ــن اﻟﺣﺟ ــﺞ واﻷﺳ ــﺎﻧﻳد اﻟﺗ ــﻲ ﻳﺗﻌ ــذر ﺑﻬ ــﺎ اﻟ ــوﻟﻲ‬
‫اﻟﻌﺎﺿــﻝ ‪ ,‬وﻟــم ﻳــﺗم اﻟطﻌــن ﺑﻬــذا اﻟﺣﻛــم اﻻﺑﺗــداﺋﻲ ﻓﺻــﺎر ﻧﻬﺎﺋﻳـﺎً ﺑــﻝ ﺗــم ﺗﻧﻔﻳــذ ﻫــذا اﻟﺣﻛــم وﺑﻣوﺟــب‬
‫ذﻟك ﺗزوج إﺑن اﻟﻌم ﺑﺈﺑﻧﺔ ﻋﻣﻪ ﺟﺎﻣﻌﺎً ﺑﻳن ﺻﻔﺗﻲ اﻟوﻟﻲ واﻟزوج ‪.‬‬
‫وﻟﻛــﻝ ﻣــﺎ ﺗﻘــدم ﻓﻬــذا اﻟﺣﻛــم ﻳﻌــد ﻋﻼﻣــﺔ ﻣﺿــﻳﺋﺔ ﻓــﻲ ﺳــﺑﻳﻝ ﺣﻣﺎﻳــﺔ وﺿــﻣﺎن ﺣــق اﻟﻣـرأة ﻓــﻲ اﺧﺗﻳــﺎر‬
‫ﺷرﻳك ﺣﻳﺎﺗﻬﺎ ﺣﻳث ﺗﻧطﺑق ﻋﻠـﻰ ﻫـذا اﻟﺣﻛـم اﻟﻣﻌـﺎﻳﻳر اﻟﻣﺣـددة ﻓـﻲ اﻟد ارﺳـﺔ ﻻﺧﺗﻳـﺎر اﻷﺣﻛـﺎم اﻟﺗـﻲ‬
‫ﺗﻌد ﻋﻼﻣﺎت ﻣﺿﻳﺋﺔ ‪.‬‬

‫‪ (18‬اﻟﺣﻛـــم اﻻﺑﺗـــداﺋﻲ اﻟﻧﻬـــﺎﺋﻲ اﻟﺻـــﺎدر ﻋـــن ﻗﺎﺿـــﻲ اﻷﺣـــواﻝ اﻟﺷﺧﺻـــﻳﺔ ﺑﻣﺣﻛﻣـــﺔ ﻏـــرب ﺻـــﻧﻌﺎء‬
‫ﺑﺗﺎرﻳﺦ‪2009/5/4‬م ﺑﺷﺄن وﻻﻳﺔ اﻟزواج واﻟذي ﻛرس رأﻳﺎً ﻓﻘﻬﻳـﺎً ﺟدﻳـداً ﺑﺷـﺄن ﻗﺑـوﻝ طﻠـب اﻟﻣـرأة‬
‫اﻷﺟﻧﺑﻳﺔ ﻟوﻻﻳﺔ اﻟﻘﺿﺎء اﻟﻳﻣﻧﻲ ﻓـﻲ ﺗزوﻳﺟﻬـﺎ ﻣﻣـن ﺗرﻏـب اﻟـزواج ﺑـﻪ ﻓـﻲ اﻹﻗﻠـﻳم اﻟﻳﻣﻧـﻲ إذا ﻣـﺎ‬
‫أدﻋت أﻣﺎم اﻟﻘﺿﺎء اﻟﻳﻣﻧﻲ ﺑﻌدم وﺟود وﻟﻲ ﻟﻬﺎ ﻓﻲ ﺑﻠدﻫﺎ اﻟذي ﺗﺣﻣﻝ ﺟﻧﺳﻳﺗﻪ‪:‬‬
‫وﺧﻼﺻﺔ وﻗﺎﺋﻊ وﺣﻳﺛﻳﺎت ﻫذا اﻟﺣﻛم اﻟﻬﺎم أن اﻣـرأة ﻣﻐرﺑﻳـﺔ ﺗﻘـﻳم وﺗﻌﻣـﻝ ﻓـﻲ اﻟـﻳﻣن ﺗﻘـدﻣت ﺑـدﻋوى‬
‫أﻣﺎم اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ اﻻﺑﺗداﺋﻳﺔ اﻟﻣﺧﺗﺻﺔ ﻣﻔﺎدﻫـﺎ أن أﺣـد اﻟﻣـواطﻧﻳن اﻟﻳﻣﻧﻳـﻳن ﻗـد ﺗﻘـدم إﻟﻳﻬـﺎ طﺎﻟﺑـﺎً اﻟـزواج‬
‫ﻣﻧﻬﺎ وأﻧﻬﺎ ﺗرﻏب ﻓﻲ ذﻟك إﻻ أﻧﻪ ﻻ وﻟـﻲ ﻟﻬـﺎ ﺳـواء ﻓـﻲ ﺑﻠـدﻫﺎ اﻷﺻـﻠﻲ )اﻟﻣﻐـرب( أو اﻟـﻳﻣن ﺣﻳـث‬
‫ﺗﻘــﻳم ﻛــون واﻟــدﻫﺎ ﻣﺗوﻓﻳ ـﺎً وأﻧــﻪ ﻻ ُﻋﺻــﺑﺔ ﻟﻬــﺎ ﻣــن اﻟــذﻛور ‪ ,‬وﺑﻌــد أن اﺳــﺗدﻟت اﻟﻣ ـرأة ﻋﻠــﻰ ﺻــﺣﺔ‬
‫دﻋواﻫﺎ ﺑﺷﻬود إﺛﺑﺎت ﻣن اﻟﻣواطﻧﻳﻳن اﻟﻳﻣﻧﻳﻳن اﻟﻣﺟﺎورﻳن ﻟﻣﻧزﻟﻬﺎ اﻟذي ﺗﻘﻳم ﻓﻳﻪ ﻣـﻊ واﻟـدﺗﻬﺎ وأﺧﺗﻬـﺎ‬
‫ﺑــﺎﻟﻳﻣن – ﺣﻛﻣــت اﻟﻣﺣﻛﻣــﺔ ﺑﺗــﺎرﻳﺦ‪2009/5/4‬م ﺑﻘﺑــوﻝ دﻋــوى اﻟﻣدﻋﻳــﺔ وﺛﺑــوت اﻟوﻻﻳــﺔ ﻟﻠﻣﺣﻛﻣــﺔ‬
 ‫‪- 46 -‬‬

‫ذاﺗﻬﺎ ﻓﻲ إﺟراء ﻋﻘد ﻧﻛﺎح اﻟﻣدﻋﻳـﺔ وﺗﻛﻠﻳـف أﺣـد ﻗﺿـﺎة اﻟﻣﺣﻛﻣـﺔ ﺑـﺈﺟراء ﻋﻘـد ﻧﻛـﺎح اﻟﻣدﻋﻳـﺔ ﺑﻣـن‬
‫ﺗرﻏب اﻟزواج ﺑﻪ ﺣﺳﺑﻣﺎ ورد ﻓﻲ ﻣﻧطوق اﻟﺣﻛم اﻟﻣﺷﺎر إﻟﻳﻪ ‪.‬‬
‫وﻋﻧد اﻟﺗﺄﻣﻝ ﻓﻲ اﻟﺣﻛم اﻟذي ﻧﺣن ﺑﺻدد ﺗﺣﻠﻳﻠﻪ واﻟﺗﻌﻠﻳق ﻋﻠﻳﻪ ﻧﺟد أﻧﻪ ﻗد ﺗﺳﺎﻫﻝ ﻛﺛﻳ اًر ﻓﻲ إﺛﺑـﺎت‬
‫اﻧﻌــدام اﻟــوﻟﻲ اﻟﺷــرﻋﻲ ﻟﻠﻣدﻋﻳــﺔ ﺑوﺳــﺎﺋﻝ إﺛﺑــﺎت ﺗﻘﻠﻳدﻳ ـﺔ )ﺷــﺎﻫدان ﻳﻣﻧﻳــﺎن( وذﻟــك ﺑﻐــرض ﺗﻣﻛــﻳن‬
‫اﻟﻣـرأة ﻣــن اﺧﺗﻳــﺎر ﺷـرﻳك ﺣﻳﺎﺗﻬــﺎ ‪ ,‬ﻷن اﻟﻬــدف ﻣــن ﺗﺷـرﻳﻊ اﻟﻘـواﻧﻳن واﻷﻧظﻣــﺔ ﻫــو ﺗﻧظــﻳم وﺗﺳــﻬﻳﻝ‬
‫وﺗﻣﻛﻳن اﻷﻓراد ﻣن ﻣﺑﺎﺷـرة ﺣﻘـوﻗﻬم اﻟﻣﻛﻔوﻟـﺔ ﺷـرﻋﺎً وﻗﺎﻧوﻧـﺎً ﺗطﺑﻳﻘـﺎً ﻟﻠﻘﺎﻋـدة )اﻟﺣـق ﻳﻌﻠـوا وﻻ ﻳﻌﻠـﻰ‬
‫ﻋﻠﻳــﻪ( وﻣــﺎ ذﻫــب إﻟﻳــﻪ ﻫــذا اﻟﺣﻛــم رأي ﻓﻘﻬــﻲ ﺟدﻳــد ﻟــﻪ أﺳﺎﺳــﻪ اﻟﻣﺗــﻳن ﻓــﻲ ﻗواﻋــد وﻣﺑــﺎدئ اﻟدﺳــﺗور‬
‫اﻟﺗﻲ ﺗﻛﻔﻝ ﻫذﻩ اﻟﺣﻘوق وﺗﻘرر ﺑﺄن ﻋﻠﻰ ﻛﺎﻓﺔ اﻟﺟﻬﺎت واﻟﺳﻠطﺎت ﺗﺣﻘﻳﻘﻬﺎ واﺣﺗراﻣﻬﺎ وﺣﻣﺎﻳﺗﻬﺎ ‪.‬‬
‫وﻋﻧد إﻣﻌﺎن اﻟﻧظر ﻓﻲ ﻫذا اﻟﺣﻛم ﻣوﺿﻊ ﺗﻌﻠﻳﻘﻧﺎ ﻧﺟد أﻧﻪ ﻗـد اﺗﺟـﻪ إﻟـﻰ ﺗﻛـرﻳس ﻫـذا اﻟـرأي اﻟﻔﻘﻬـﻲ‬
‫ﻫــذﻩ‬ ‫اﻟﺟدﻳــد – وﻟــم ﻳﺄﺧــذ ﺑﻣــﺎ ﻫــو ﻣــﺄﻟوف وﻣﻌﺗــﺎد ﻓــﻲ اﻟﻣﺣ ـﺎﻛم اﻟﻣﺧﺗﻠﻔــﺔ ﻋﻧــد ﺗﺻــدﻳﻬﺎ ﻟﻣﺛــﻝ‬
‫اﻟﻘﺿﻳﺔ – ﺣﻳث ﺗﺗﺑﻊ اﻟﻣﺣﺎﻛم ﻋﺎدة ﻓﻲ ﻣﺛﻝ ﻫذﻩ اﻟﺣﺎﻟﺔ ﻣﺧﺎطﺑـﺔ اﻟﺟﻬـﺎت اﻟرﺳـﻣﻳﺔ اﻟﻣﺧﺗﺻـﺔ ﻓـﻲ‬
‫اﻟدوﻟــﺔ اﻟﺗــﻲ ﺗﺣﻣــﻝ اﻟﻣدﻋﻳــﺔ طﺎﻟﺑــﺔ اﻟوﻻﻳــﺔ ﺟﻧﺳــﻳﺗﻬﺎ ‪ ,‬ﻷن ﻫــذﻩ اﻟدوﻟــﺔ ﻫــﻲ اﻷﻗــدر واﻷﺟــدر ﻋﻠــﻰ‬
‫إﺛﺑﺎت ﻣﺎ إذا ﻛﺎن ﻟﻠﻣدﻋﻳﺔ وﻟﻳﺎً ﺷرﻋﻳﺎً أم ﻻ ‪ ،‬ﻓﺎﻟدوﻟﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺣﻣﻝ طﺎﻟﺑﺔ اﻟوﻻﻳﺔ ﺟﻧﺳﻳﺗﻬﺎ ﻫـﻲ اﻟﺗـﻲ‬
‫ﺗﺣﺗﻔظ ﺑﺎﻟﺳﺟﻼت واﻟﻣﺳﺗﻧدات اﻟرﺳﻣﻳﺔ اﻟﺛﺑوﺗﻳﺔ ‪ ،‬ﻛﻣﺎ ﺗﺗوﻓر ﻟـدﻳﻬﺎ ﻛﺎﻓـﺔ اﻟﺑﻳﺎﻧـﺎت واﻟﻣﻌﻠوﻣـﺎت ﻋـن‬
‫اﻟﻣدﻋﻳﺔ ﻓﻲ ﻫذا اﻟﺷـﺄن ‪ ،‬وﻻﺷـك أن اﻟﻣﺣﻛﻣـﺔ اﻟﺗـﻲ أﺻـدرت ﻫـذا اﻟﺣﻛـم اﻟـذي ﻧﻌﻠـق ﻋﻠﻳـﻪ وﻧﺣﻠﻠـﻪ‬
‫ﺗــدرك ﻳﻘﻳﻧـﺎً ﻫــذا اﻟﻣــﻧﻬﺞ اﻟﻣــﺄﻟوف واﻟﻣﻌﺗــﺎد اﻟــذي ﺗﺗﺑﻌــﻪ اﻟﻣﺣــﺎﻛم اﻷﺧــرى إﻻ أﻧــﻪ وﻣــﻊ ذﻟــك ﻗــررت‬
‫اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ ﻓﻲ ﻫذا اﻟﺣﻛم اﻟﻔرﻳد أن ﺗﺄﺧذ ﺑﺎﻟرأي اﻟﻔﻘﻬﻲ اﻟﺟدﻳد ‪ ,‬وﻣﻣﺎ ﻳﺟدر ذﻛرﻩ أن ﻫذا اﻟﺣﻛـم ﻟـم‬
‫ﻳﺗم اﻟطﻌن ﺑﻪ ﻓﺻﺎر ﻧﻬﺎﺋﻳﺎً ‪ ,‬ﺑﻝ أﻧـﻪ ﻣـن اﻟﺛﺎﺑـت ﺗﻣـﺎم ﺗﻧﻔﻳـذ ﻫـذا اﻟﺣﻛـم ﺑـزواج اﻟﻣدﻋﻳـﺔ ﺑﺎﻟﺷـﺧص‬
‫اﻟذي ﺗرﻏب اﻟزواج ﺑﻪ وذﻟك ﺑﻣوﺟب ﻫذا اﻟﺣﻛم ‪.‬‬
‫وﻻ رﻳــب أن ﻫــذا اﻟ ـرأي ﻳﻛﻔــﻝ ﻟﻠﻣ ـرأة ﺑﻳﺳــر وﺳــﻬوﻟﺔ اﻟــزواج ﻣــن اﻟرﺟــﻝ اﻟــذي اﺧﺗﺎرﺗــﻪ ﻛــﻲ ﻳﻛــون‬
‫ﺷرﻳﻛﺎً ﻟﺣﻳﺎﺗﻬﺎ ‪ ،‬وﻣن ﻫذا اﻟﻣﻧطﻠق وﻋﻠﻰ ﻫـذا اﻷﺳـﺎس ﻓﻬـذا اﻟﺣﻛـم ﻳﻌـد ﺑﺣـق ﻋﻼﻣـﺔ ﻣﺿـﻳﺋﺔ ﻓـﻲ‬
‫ﺳــﺑﻳﻝ ﺗﻣﻛــﻳن اﻟﻣ ـرأة ﻣــن ﺣﻘﻬــﺎ ﻓــﻲ اﺧﺗﻳــﺎر ﺷ ـرﻳك ﺣﻳﺎﺗﻬــﺎ ﺑﻳﺳــر وﺳــﻬوﻟﺔ وﺳــرﻋﺔ ‪ ،‬وﻟــذﻟك ﺗﻧطﺑــق‬
‫ﻋﻠــﻰ ﻫــذا اﻟﺣﻛــم اﻟﻣﻌــﺎﻳﻳر اﻟﻣﻌﺗﻣــدة ﻓــﻲ اﻹطــﺎر اﻟﻣرﺟﻌــﻲ ﻟﻠد ارﺳــﺔ ﻻﺧﺗﻳــﺎر اﻷﺣﻛــﺎم اﻟﺗــﻲ ﺗﻌــد‬
‫ﻋﻼﻣﺎت ﻣﺿﻳﺋﺔ ‪.‬‬
 ‫‪- 47 -‬‬

‫‪ (19‬اﻟﺣﻛـــم اﻻﺑﺗـــداﺋﻲ اﻟﻧﻬـــﺎﺋﻲ اﻟﺻـــﺎدر ﻋـــن ﻗﺎﺿـــﻲ اﻷﺣـــواﻝ اﻟﺷﺧﺻـــﻳﺔ ﺑﻣﺣﻛﻣـــﺔ ﻏـــرب ﺻـــﻧﻌﺎء‬
‫ﺑﺗﺎرﻳﺦ‪2008/5/5‬م ﻓﻲ اﻟﻘﺿـﻳﺔ اﻟﺷﺧﺻـﻳﺔ رﻗـم )‪ (96‬ﻟﺳـﻧﺔ‪1429‬ﻫــ ‪ ،‬اﻟـذي ﻛـرس رأﻳـﺎً ﻓﻘﻬﻳـﺎً‬
‫ﺟدﻳداً ﺑﺈﺛﺑﺎت ﻏﻳﺎب اﻟزوج وﺗرﺗﻳب آﺛﺎر ﺣﺎﻟﺔ ﻏﻳﺎب اﻟزوج اﻟﺗﻲ ﺗطﻠﺑﻬﺎ اﻟزوﺟـﺔ ﻓﻘـط دون ﺑﻘﻳـﺔ‬
‫اﻵﺛﺎر اﻟﻣﺗرﺗﺑﺔ ﻋﻠﻰ ﺣﺎﻟﺔ ﻏﻳﺎب اﻟزوج‪:‬‬
‫ﺗــﺗﻠﺧص وﻗــﺎﺋﻊ وﺣﻳﺛﻳــﺎت ﻫــذا اﻟﺣﻛــم ﻓــﻲ أن اﻣـرأة ﺗﺣﻣــﻝ ﺟﻧﺳــﻳﺔ ﺟﻣﻬورﻳــﺔ أذرﺑﻳﺟــﺎن ﻣﺗزوﺟــﺔ ﻣــن‬
‫ﻳﻣﻧــﻲ وﺗﻘــﻳم ﻣﻌــﻪ ﻓــﻲ اﻟﻌﺎﺻــﻣﺔ اﻟﻳﻣﻧﻳــﺔ وﻗــد أﻧﺟﺑــت ﻣــن زوﺟﻬــﺎ اﻟﻳﻣﻧــﻲ إﺑ ـن ٕواﺑﻧــﻪ وﺑﻌدﺋــذ اﺧﺗﻔــﻰ‬
‫اﻟــزوج وﻟــم ﺗﻌﻠــم اﻟزوﺟــﺔ ﻣﺻــﻳرﻩ وﻟــذﻟك ﺗﻘــدﻣت ﻫــذﻩ اﻟزوﺟــﺔ ﻋــﺎم‪2008‬م إﻟــﻰ اﻟﻣﺣﻛﻣــﺔ اﻟﻣﺧﺗﺻــﺔ‬
‫ﺑﺻﻧﻌﺎء ﻣدﻋﻳﺔ ﺑﺄن زوﺟﻬﺎ اﻟﻳﻣﻧﻲ ﻗد اﺧﺗﻔﻰ ﻣﻧذ‪2003‬م وﻗد ﺑﺣﺛت ﻋﻧـﻪ ﻫـﻲ وزﻣـﻼؤﻩ ﻓـﻲ اﻟﻌﻣـﻝ‬
‫وأﺻدﻗﺎؤﻩ ﻓﻲ ﻛﻝ ﻣﻛﺎن وﻟـم ﻳـﺗم اﻟﻌﺛـور ﻋﻠﻳـﻪ واﻧﻘطﻌـت أﺧﺑـﺎرﻩ ﻧﻬﺎﺋﻳـﺎً وأن اﻟﺟﻬـﺔ اﻟﺗـﻲ ﻛـﺎن ﻳﻌﻣـﻝ‬
‫ﺑﻬــﺎ اﻟــزوج رﻓﺿــت ﺗﺳــﻠﻳم ﻣرﺗﺑــﺎت اﻟــزوج اﻟﻣﻔﻘــود ﻣﻧــذ ذﻟــك اﻟﺗــﺎرﻳﺦ)‪2003‬م( وأﻓــﺎدت ﺗﻠــك اﻟﺟﻬــﺔ‬
‫ﺑﺄﻧﻬﺎ ﻟن ﺗﺻرف ﻣرﺗﺑﺎت اﻟزوج اﻟﻣﻔﻘود ﻟزوﺟﺗﻪ إﻻ ﺑﻣوﺟب ﺣﻛم ﻳﺛﺑت ﻓﻘداﻧﻪ أو ﻏﻳﺎﺑـﻪ ‪ ،‬وﻟﻠﺗـدﻟﻳﻝ‬
‫ﻋﻠﻰ ﺻﺣﺔ دﻋواﻫﺎ ﻗـدﻣت اﻟزوﺟـﺔ اﻟﻣدﻋﻳـﺔ ﻛﺎﻓـﺔ اﻷدﻟـﺔ واﻟﺑـراﻫﻳن اﻟﺗـﻲ ﺗﻘطـﻊ ﻓـﻲ دﻻﻟﺗﻬـﺎ ﺑﺻـﺣﺔ‬
‫ﺗﻠ ــك اﻟ ــدﻋوى ‪ ،‬وﺑﻌ ــد أن درﺳ ــت اﻟﻣﺣﻛﻣ ــﺔ ﻛﺎﻓ ــﺔ أوراق اﻟﻘﺿ ــﻳﺔ وﺗﺄﻛ ــد ﻟﻠﻣﺣﻛﻣ ــﺔ ﺻ ــﺣﺔ اﻟ ــدﻋوى‬
‫وﺳﻼﻣﺔ أدﻟﺔ إﺛﺑﺎﺗﻬﺎ ﺣﻛﻣت اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ ﺑﺗﺎرﻳﺦ‪2008/5/5‬م ﺑﺣﻛـم ﻗﺿـﻰ ﻓـﻲ ﻣﻧطوﻗـﻪ ﺑﺛﺑـوت ﻏﻳـﺎب‬
‫زوج اﻟﻣدﻋﻳﺔ وأﻧﻪ ﻻ ﻳﺟوز ﻟﻠزوﺟﺔ اﻟﺑﻳﻊ واﻟﺗﺻرف ﻓﻳﻣﺎ ﻳﺧص زوﺟﻬﺎ إﻻ ﺑﺄذن اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ ووﺟـوب‬
‫اﺳﺗﺣﻘﺎق اﻟﻣدﻋﻳﺔ ووﻟدﻳﻬﺎ ﻟﻣﻌﺎش زوﺟﻬﺎ اﻟﻐﺎﺋب ‪.‬‬
‫وﻋﻧد اﻟﺗﺄﻣﻝ ﻓﻲ ﺣﻳﺛﻳﺎت ﻫذا اﻟﺣﻛم ﻓﻲ ﺿوء اﻟﻧﺻوص اﻟﻘﺎﻧوﻧﻳﺔ اﻟﺗـﻲ ﺗﺑـﻳن أﺣﻛـﺎم اﻟـزوج اﻟﻐﺎﺋـب‬
‫واﻟﻣﻔﻘــود وأراء اﻟﻔﻘﻬــﺎء ﻓــﻲ ﻫــذا اﻟﺷــﺄن ﻧﺟــد أن اﻟﻔﻘﻬــﺎء ﻳﻔرﻗــون ﺑــﻳن اﻟﻐﺎﺋــب واﻟﻣﻔﻘــود ﺑــﺎﻟﻘوﻝ أن‬
‫اﻟﻣﻔﻘود ﻫو ﻣن اﻧﻘطﻌت أﺧﺑﺎرﻩ وﻻ ﺗُﻌﻠـم ﺣﻳﺎﺗـﻪ ﻣـن ﻣﻣﺎﺗـﻪ ‪ ,‬ﻓـﻲ ﺣـﻳن أن اﻟﻐﺎﺋـب ﻫـو اﻟـذي ﺣﻳﺎﺗـﻪ‬
‫ﻣﺗﻳﻘﻧﺔ وﻟﻛﻧﻪ ﻏﻳر ﻣوﺟود ﻓﻲ ﻣﻧزﻝ اﻟزوﺟﻳﺔ وﻗد ﻳﻛون ﻏﻳﺎﺑﻪ داﺧﻝ اﻟوطن ﻓﻲ ﻣوطن ﻏﻳر ﻣﻌﻠـوم‬
‫ﻛﻣﺎ ﻗد ﻳﻛون ﻏﻳﺎﺑﻪ ﺧﺎرج اﻟوطن وﻟـو ﻓـﻲ ﻣـوطن ﻣﻌﻠـوم – ٕواﺟـراءات اﻟﺣﻛـم ﺑﻔﻘـدان اﻟـزوج طوﻳﻠـﺔ‬
‫ﺟداً وﻣﻌﻘدة ﻣﻘﺎرﻧﺔ ﺑﺎﻟﺣﻛم ﺑﻐﻳﺎب اﻟزوج – وﻟذﻟك اﺗﺟﻪ اﻟﺣﻛم ﻣﺣﻝ ﺗﻌﻠﻳﻘﻧﺎ إﻟـﻰ اﻋﺗﺑـﺎر اﻟـزوج ﻓـﻲ‬
‫ﻫذﻩ اﻟﻘﺿﻳﺔ ﻏﺎﺋﺑﺎً وﻟﻳس ﻣﻔﻘوداً ﻣ ارﻋـﺎة ﻟﺣـﺎﻝ اﻟزوﺟـﺔ اﻟﻣدﻋﻳـﺔ اﻟﻣﻐﻠوﺑـﺔ ﻋﻠـﻰ أﻣرﻫـﺎ وﺗﻘـدﻳ اًر ﻟﺣـﺎﻝ‬
‫أوﻻدﻫﺎ اﻟﻘﺻر ‪.‬‬
‫وﻣﻌﻠوم أﻧﻪ ﻳﺗرﺗب ﻋﻠﻰ ﻏﻳﺎب اﻟزوج ﻓﺳﺦ ﻧﻛﺎح زواﺟﻪ وﺗﻧﺻﻳب ﻣن ﻳﺗـوﻟﻰ إدارة أﻣـواﻝ اﻟﻐﺎﺋـب ‪،‬‬
‫إﻻ أن اﻟﺣﻛــم اﻟــذي ﻧﺣــن ﺑﺻـدد اﻟﺗﻌﻠﻳــق ﻋﻠﻳــﻪ ﻗــد اﻗﺗﺻــر ﻋﻠــﻰ ﺗرﺗﻳــب اﻷﺛــر اﻟــذي طﻠﺑﺗــﻪ اﻟزوﺟــﺔ‬
 ‫‪- 48 -‬‬

‫ﻓﻘط وﻫو ﻓﻘط ﺗﻣﻛﻳﻧﻬﺎ وأوﻻدﻫﺎ ﻣن اﺳـﺗﻼم ﻣﻌـﺎش اﻟـزوج اﻟﻐﺎﺋـب واﻟﺗﺻـرف ﻓﻳـﻪ ﻻﺳـﻳﻣﺎ وأﻧـﻪ ﻟـﻳس‬
‫ﻫﻧﺎك دﺧﻝ ﻟﻠزوﺟﺔ أو أوﻻدﻫﺎ ﻏﻳر ﻫذا اﻟﻣﻌﺎش ‪ ,‬ﻛﻣﺎ أن ﻫـذا اﻟﺣﻛـم ﻗـد أﺧـذ ﺑﺎﻟﻣﺻـﻠﺣﺔ اﻟﻔﺿـﻠﻰ‬
‫ﻟﻠزوﺟــﺔ ﺣﻳــث أﻋﺗﺑــر اﻟــزوج ﻏﺎﺋﺑ ـﺎً وﻟــﻳس ﻣﻔﻘــوداً ‪ ,‬ﻷن إﺟ ـراءات إﺛﺑــﺎت ﻓﻘــدان اﻟــزوج ﻏﺎﻳــﺔ ﻓــﻲ‬
‫اﻟﺗﻌﻘﻳد ﻓﻲ ﺣﻳن إﺟراءات إﺛﺑﺎت اﻟﻐﻳﺎب ﺳﻬﻠﺔ وﻳﺳﻳرة ‪.‬‬
‫وﻫــذا اﻟ ـرأي اﻟﻔﻘﻬــﻲ اﻟــذي ﻛرﺳــﻪ ﻫــذا اﻟﺣﻛــم ﺟدﻳــد ﺣﻳــث أن اﻟ ـرأي اﻟﻔﻘﻬــﻲ اﻟﺗﻘﻠﻳــدي ﻓــﻲ ﻣﺛــﻝ ﻫــذﻩ‬
‫اﻟﻘﺿﻳﺔ ﻫو اﻟﻘوﻝ ﺑـﺄن اﻟﺣﻛـم اﻟﻘﺿـﺎﺋﻲ أو اﻟـﻧص اﻟﻘـﺎﻧوﻧﻲ أو اﻟﻌﻘـد ﻳﻘﺗﺻـر ﻋﻠـﻰ إﺣـداث اﻟﻣرﻛـز‬
‫اﻟﻘــﺎﻧوﻧﻲ ﻓﻘــط أﻣــﺎ اﻵﺛــﺎر اﻟﻣﺗرﺗﺑــﺔ ﻋﻠﻳــﻪ ﻓﻬــﻲ ﺗﺗرﺗــب ﻋﻠﻳــﻪ ﻛﺎﻣﻠــﺔ ﺑﻘــوة اﻟﻘــﺎﻧون ‪ ,‬وﻻ ﻣﺟــﺎﻝ ﻟﺗﻌــدﻳﻝ‬
‫ﻫذﻩ اﻵﺛﺎر أو ﺗﻌطﻳﻠﻬﺎ ﻛﻠﻳﺎً أو ﺟزﺋﻳﺎً ﻫذا ﻣن ﻧﺎﺣﻳﺔ أوﻟﻰ ‪ ,‬وﻣن ﻧﺎﺣﻳﺔ ﺛﺎﻧﻳﺔ ﻓﻘد ﻛرس ﻫذا اﻟﺣﻛـم‬
‫رأﻳﺎً ﻓﻘﻬﻳﺎً ﺟدﻳداً وﻫو اﻷﺧذ ﺑﺎﻟﻣﺻﻠﺣﺔ اﻟﻔﺿﻠﻰ ﻟﻠزوﺟﺔ ‪ ,‬ﻓﺎﻷﻓﺿﻝ ﻟﻠزوﺟﺔ ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟﺣﺎﻟﺔ اﻋﺗﺑـﺎر‬
‫زوﺟﻬــﺎ ﻏﺎﺋﺑ ـﺎً وﻟــﻳس ﻣﻔﻘــوداً ‪ ,‬وﻫــذا رأي ﻓﻘﻬــﻲ ﺟدﻳــد ﻳﺧــﺎﻟف اﻟ ـرأي اﻟﻔﻘﻬــﻲ اﻟﺗﻘﻠﻳــدي اﻟــذي ﻳﺿــﻊ‬
‫ﺗﻔرﻗﺔ ﺣدﻳﺔ ﺑـﻳن اﻟﻐﺎﺋـب واﻟﻣﻔﻘـود وﻳﻘﻳـد اﻟﺳـﻠطﺔ اﻟﺗﻘدﻳرﻳـﺔ ﻟﻘﺎﺿـﻲ اﻟﻣوﺿـوع‪ ,‬وﻟـم ﻳـﺗم اﻟطﻌـن ﺑﻬـذا‬
‫اﻟﺣﻛــم اﻟــذي ﻧﺣﻠﻠــﻪ وﻧﻌﻠــق ﻋﻠﻳــﻪ ‪ ,‬وﺗﺑﻌ ـﺎً ﻟــذﻟك ﻓﻘــد ﺻــﺎر ﺣﻛﻣ ـﺎً ﻧﻬﺎﺋﻳ ـﺎً وﺑﺎﻟﻔﻌــﻝ ﻓﻘــد ﺗــم ﺗﻧﻔﻳــذ ﻫــذا‬
‫اﻟﺣﻛم ﺣﻳث ﻗﺎﻣت اﻟﺟﻬﺔ اﻟﺗﻲ ﻛﺎن ﻳﻌﻣﻝ ﺑﻬﺎ اﻟزوج ﺑﺗﺳﻠﻳم رواﺗب اﻟزوج اﻟﻐﺎﺋب إﻟﻰ اﻟزوﺟﺔ ‪.‬‬
‫وﻣــن ﻫــذا اﻟﻣﻧطﻠــق وﻋﻠــﻰ ﻫــذا اﻷﺳــﺎس ﻓــﺈن ﻫــذا اﻟﺣﻛــم ﻳﻌــد ﺑﺣــق ﻋﻼﻣــﺔ ﻣﺿــﻳﺋﺔ ﺗﻧطﺑــق ﻋﻠﻳــﻪ‬
‫اﻟﻣﻌﺎﻳﻳر اﻟﻣﻌﺗﻣدة ﻓﻲ اﻟدراﺳﺔ ﻻﺧﺗﻳﺎر اﻷﺣﻛﺎم اﻟﺗﻲ ﺗﻌد ﻋﻼﻣﺎت ﻣﺿﻳﺋﺔ‪.‬‬

‫‪ (20‬اﻟﺣﻛم اﻻﺑﺗداﺋﻲ اﻟﻧﻬﺎﺋﻲ اﻟﺻﺎدر ﻋن ﻗﺎﺿﻲ اﻷﺣواﻝ اﻟﺷﺧﺻﻳﺔ ﺑﻣﺣﻛﻣﺔ ﻏرب اﻟﻌﺎﺻﻣﺔ ﺻﻧﻌﺎء‬
‫ﺑﺗﺎرﻳﺦ‪2009/10/28‬م ﻓﻲ اﻟﻘﺿﻳﺔ اﻟﺷﺧﺻﻳﺔ رﻗم )‪(65‬ﻟﺳﻧﺔ‪1430‬ﻫـ ‪ ،‬واﻟذي ﻛرس رأﻳﺎً ﻓﻘﻬﻳﺎً‬
‫ﺟدﻳداً ﻣﻔﺎدﻩ )إذا ﻋﺟزت اﻟﻣرأة طﺎﻟﺑﺔ اﻟﻔﺳﺦ ﻋن إﺛﺑﺎت دﻋواﻫﺎ ﻋـن طرﻳـق اﻟﺷـﻬﺎدة أو ﻏﻳرﻫـﺎ‬
‫أو إذا ﻟم ﺗطﻣﺋن اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ إﻟﻰ أدﻟﺔ اﻹﺛﺑﺎت اﻟﻣﻘدﻣﺔ ﻣن اﻟﻣدﻋﻳﺔ أو ﻟﻌدم ﻛﻔﺎﻳﺗﻬﺎ ﻓﻌﻧدﺋذ ﻳﺣـق‬
‫ﻟﻠﻣﺣﻛﻣﺔ أن ﺗطﻠب ﻣن اﻟزوﺟﺔ إﻛﻣﺎﻝ ﻫذﻩ اﻷدﻟﺔ ﺑﺄداء اﻟﻣدﻋﻳﺔ اﻟﻳﻣﻳن اﻟﻣﺗﻣﻣﺔ( ‪:‬‬
‫ﻏﺎﻟﺑـﺎً ﻣــﺎ ﺗﻌﺟــز اﻟﻣـرأة اﻟﻣدﻋﻳــﺔ ﻋــن إﺛﺑــﺎت دﻋواﻫــﺎ ﺑﻔﺳــﺦ ﻧﻛﺎﺣﻬــﺎ ‪ ,‬ﻷن أﻏﻠــب اﻷﺳــﺑﺎب اﻟﻣوﺟﺑــﺔ‬
‫ﻟﻠﻔﺳــﺦ ﺧﻔﻳــﺔ ﻻ ﻳطﻠــﻊ ﻋﻠﻳﻬــﺎ اﻷﺷــﺧﺎص أو اﻟﺟﻬــﺎت ﻷﻧﻬــﺎ ﻣــن اﻟﻣﺳــﺎﺋﻝ اﻟﺷﺧﺻــﻳﺔ ﺑــﺎﻟزوﺟﻳن ‪,‬‬
‫وﺗﺷدد اﻟﻘﺿﺎء ﻓﻲ اﻹﺛﺑﺎت ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟﻣﺳﺎﺋﻝ طﺑﻘﺎً ﻟﻠﻘواﻋد اﻟﻌﺎﻣـﺔ ﻓـﻲ اﻹﺛﺑـﺎت ﻳﻔﺿـﻲ إﻟـﻰ ﺗﻌطﻳـﻝ‬
‫ﺣﻘوق اﻟﻣرأة وﻻﺳﻳﻣﺎ واﻟﻣرأة ﻫﻲ اﻟطرف اﻷوﻟﻰ ﺑﺎﻟرﻋﺎﻳﺔ ‪.‬‬
 ‫‪- 49 -‬‬

‫ﻛﻣــﺎ أن اﻟﻳﻣــﻳن اﻟﻣﺗﻣﻣــﺔ ﻧــوع ﻣــن أﻧـواع اﻟﻳﻣــﻳن اﻟﺗــﻲ اﺧﺗﻠــف ﻓﻘﻬــﺎء اﻟﺷـرﻳﻌﺔ واﻟﻘــﺎﻧون ﺑﺷــﺄن ﺟـواز‬
‫اﻷﺧذ ﺑﻬﺎ ﻋﺎﻣـﺔ ‪ ،‬ﻓﻬﻧـﺎك ﻣـن اﻟﻔﻘﻬـﺎء ﻣـن ﻻ ﻳﺟﻳـز اﻷﺧـذ ﺑﻬـﺎ ﻋﺎﻣـﺔ وﻣـﻧﻬم ﻣـن ﻳـذﻫب إﻟـﻰ ﺟـواز‬
‫اﻷﺧذ ﺑﻬـﺎ ﻓـﻲ ﺑﻌـض اﻟﻣﺳـﺎﺋﻝ دون ﻏﻳرﻫـﺎ – واﻟـذاﻫﺑون إﻟـﻰ ﺟـواز اﻷﺧـذ ﺑﻬـﺎ ﻓـﻲ ﺑﻌـض اﻟﻣﺳـﺎﺋﻝ‬
‫اﺧﺗﻠﻔوا ﻓﻲ ﻧطﺎق اﻟﻣﺳﺎﺋﻝ اﻟﺗﻲ ﻳﺟوز ﻓﻳﻬﺎ اﻟﻠﺟـوء إﻟـﻰ اﻟﻳﻣـﻳن اﻟﻣﺗﻣﻣـﺔ ‪ ،‬وﻋﻠـﻰ ﻫـذا اﻷﺳـﺎس ﻓـﺈن‬
‫اﻟﻠﺟــوء إﻟــﻰ اﻟﻳﻣــﻳن اﻟﻣﺗﻣﻣــﺔ ﻓــﻲ ﻣﺳــﺎﺋﻝ اﻷﺣـواﻝ اﻟﺷﺧﺻــﻳﺔ ﻣﺣــﻝ ﻧظــر ‪ ،‬وﻟــذﻟك ﻓــﺈن أﺧــذ اﻟﺣﻛــم‬
‫ﻣﺣــﻝ ﺗﻌﻠﻳﻘﻧــﺎ ﺑــﺎﻟﻳﻣﻳن اﻟﻣﺗﻣﻣــﺔ واﺳــﺗﻧﺎد اﻟﺣﻛــم ﻋﻠــﻰ اﻟﻳﻣــﻳن اﻟﻣﺗﻣﻣــﺔ ﻳﻌــد ﺗﻛرﻳﺳـﺎً ﻟـرأي ﻓﻘﻬــﻲ ﺟدﻳــد‬
‫ﻳﻣﻛن اﻟﻣرأة اﻟﻣدﻋﻳﺔ ﻣن إﺛﺑﺎت ﺣﻘوﻗﻬﺎ وﻳﻣﻛن اﻟﻣرأة ﻣن اﻟﺣﺻوﻝ ﻋﻠﻰ ﻫذﻩ اﻟﺣﻘوق ‪.‬‬
‫وﻫــذﻩ اﻟﻣﻘدﻣــﺔ ﻛــﺎن ﻻ ﺑــد ﻣﻧﻬــﺎ ﻛﻣــدﺧﻝ ﻟﺗﺣﻠﻳــﻝ اﻟﺣﻛــم اﻟــذي ﻧﺣــن ﺑﺻــدد اﻟﺗﻌﻠﻳــق ﻋﻠﻳــﻪ وﺗﺣﻠﻳﻠــﻪ ‪،‬‬
‫وﺧﻼﺻــﺔ وﻗــﺎﺋﻊ وﺣﻳﺛﻳــﺎت ﻫــذا اﻟﺣﻛــم أن أﻣ ـراﻩ أﺛﻳوﺑﻳــﺔ ﺗزوﺟــت ﻣــن رﺟــﻝ ﻳﻣﻧــﻲ وﺗــم إﺑ ـرام ﻋﻘــد‬
‫اﻟــزواج ﺑﻳﻧﻬﻣــﺎ ﻓــﻲ أﺛﻳوﺑﻳــﺎ ﺑﺗــﺎرﻳﺦ‪2005/10/2‬م ﺣﻳــث ﻗــﺎم اﻟــزوج اﻟﻳﻣﻧــﻲ ﺑﺎﻟﺳـﻔر ﻣﻌﻬــﺎ ﻣــن أﺛﻳوﺑﻳــﺎ‬
‫إﻟــﻰ اﻟــﻳﻣن ﺣﻳــث أﻗﺎﻣــﺎ ﻓــﻲ ﻣدﻳﻧــﺔ ﺻــﻧﻌﺎء وﻓــﻲ ﺷــﻬر أﻛﺗــوﺑر ‪2007‬م ﻫﺟــر اﻟــزوج زوﺟﺗــﻪ وﺗرﻛﻬــﺎ‬
‫ﺑــدون ﻧﻔﻘــﺔ أو ﻣﻌﺎﺷ ـرة واﻧﻘطﻌــت أﺧﺑــﺎرﻩ ﺗﻣﺎﻣ ـﺎً وﻗــد ﺑﺣﺛــت ﻋﻧــﻪ اﻟزوﺟــﺔ ﻓــﻲ ﻛــﻝ ﻣﻛــﺎن ﻓﻠــم ﺗﺟــدﻩ‬
‫وﻋﻧدﺋذ ﻟم ﺗﺟد اﻟزوﺟﺔ ﻣن ﻣﻧﺎص ﺳوى اﻟﻠﺟوء إﻟﻰ اﻟﻘﺿـﺎء ‪ ,‬ﺣﻳـث ﺗﻘـدﻣت ﺑـدﻋواﻫﺎ إﻟـﻰ ﻣﺣﻛﻣـﺔ‬
‫ﻏــرب اﻟﻌﺎﺻــﻣﺔ ﺻــﻧﻌﺎء طﺎﻟﺑــﺔ اﻟﺣﻛــم ﺑﻔﺳــﺦ ﻧﻛﺎﺣﻬــﺎ ﻟﻐﻳﺑــﺔ اﻟــزوج ﻋﻧﻬــﺎ وﻋــدم إﻧﻔﺎﻗــﻪ ﻋﻠﻳﻬــﺎ ﻟﻣــدة‬
‫ﺳﻧﺗﻳن ٕواﻟزاﻣﻪ ﺑدﻓﻊ ﻧﻔﻘﺗﻬﺎ اﻟﺳﺎﺑﻘﺔ وﻣﻬرﻫﺎ ﺣﺳﺑﻣﺎ ورد ﻓﻲ اﻟـدﻋوى اﻟﻣﺷـﺎر إﻟﻳﻬـﺎ ‪ ،‬وﻟﻐـرض إﺛﺑـﺎت‬
‫ﺻـﺣﺔ دﻋواﻫـﺎ أﺣﺿـرت اﻟزوﺟـﺔ اﻟﻣدﻋﻳـﺔ ﺷـﻬود إﺛﺑـﺎت ﻏﻳـﺎب زوﺟﻬـﺎ وﻋـدم إﻧﻔﺎﻗـﻪ ﻋﻠﻳﻬـﺎ ‪ ,‬إﻻ أن‬
‫ﻫــؤﻻء اﻟﺷــﻬود أﻓــﺎدوا ﺑــﺄﻧﻬم ﺳــﻣﻌوا ﺑﻐﻳــﺎب اﻟــزوج وﻋــدم إﻧﻔﺎﻗــﻪ ﻋﻠﻳﻬــﺎ وﻟﻛــﻧﻬم ﻟــم ﻳﺷــﺎﻫدوا ذﻟــك ‪,‬‬
‫وﻋﻧدﺋــذ ﻟــم ﺗطﻣــﺋن اﻟﻣﺣﻛﻣــﺔ ﻟﺗﻠــك اﻟﺷــﻬﺎدات ﻷن اﻟﺷــﻬﺎدات ﻳﻧﺑﻐــﻲ أن ﺗﻘــوم ﻋﻠــﻰ ﻣﺷــﺎﻫدة اﻟﺷــﺎﻫد‬
‫وﻣﻌﺎﻳﻧﺗﻪ ﻟﻠواﻗﻌﺔ أو اﻷﻣر اﻟذي ﻳﺷﻬد ﻋﻠﻳﻪ طﺑﻘﺎً ﻟﻠﻘواﻋـد اﻟﻌﺎﻣـﺔ ‪ ،‬وﺑـدﻻً ﻣـن أن ﺗـرﻓض اﻟﻣﺣﻛﻣـﺔ‬
‫دﻋوى اﻟزوﺟـﺔ ﻟﻌـدم اطﻣﺋﻧـﺎن اﻟﻣﺣﻛﻣـﺔ ﻟﺗﻠـك اﻟﺷـﻬﺎدات طﻠﺑـت اﻟﻣﺣﻛﻣـﺔ ﻣـن اﻟزوﺟـﺔ إﻛﻣـﺎﻝ ﻧﻘـص‬
‫ﺗﻠك اﻷدﻟﺔ ٕواﺗﻣﺎﻣﻬﺎ ﺑﺎﻟﻳﻣﻳن اﻟﻣﺗﻣﻣـﺔ ‪ ،‬وﺗﺑﻌـﺎً ﻟـذﻟك ﻓﻘـد اﻋﺗﺑـرت اﻟﻣﺣﻛﻣـﺔ ﺗﻠـك اﻟﺷـﻬﺎدات ﺷـﻬﺎدات‬
‫ﻧﺎﻗﺻــﺔ ﺣﻳــث اﺳــﺗﻛﻣﻠﺗﻬﺎ اﻟﻣﺣﻛﻣــﺔ ﺑــﺎﻟﻳﻣﻳن اﻟﻣﺗﻣﻣــﺔ ﻓــﻲ ﺣــﻳن أن اﻟﺷــﻬﺎدات ﺗﻠــك ﻟــم ﺗﻛــن ﺷــﻬﺎدات‬
‫ﺑﺎﻟﻣﻌﻧﻰ اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ ‪ ,‬وأﻗﺻﻰ ﻣﺎ ﻳﻣﻛن أن ﻳﻘﺎﻝ ﻋﻧﻬﺎ أﻧﻬﺎ ﻣﺟرد ﻗراﺋن ‪.‬‬
‫ـﺎء ﻋﻠــﻰ ﻣــﺎ ﺗﻘــدم ﻓــﺈن ﻫــذا اﻟﺣﻛــم ﻗــد ﻛــرس أرﻳ ـﺎً ﻓﻘﻬﻳ ـﺎً ﺟدﻳــداً ﻳــذﻫب إﻟــﻰ ﺟ ـواز إﻛﻣــﺎﻝ اﻷدﻟــﺔ‬
‫وﺑﻧـ ً‬
‫اﻟﻧﺎﻗﺻﺔ ﺑﺎﻟﻳﻣﻳن اﻟﻣﺗﻣﻣﺔ ﻣﺗﻰ اﻗﺗﻧﻌت اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ ﺑذﻟك ‪ ,‬وﻣﻣﺎ ﻳﺟـدر ذﻛـرﻩ ﺑﺷـﺄن ﻫـذا اﻟﺣﻛـم أﻧـﻪ ﻟـم‬
‫ﻳﺗم اﻟطﻌن ﺑﻪ ﻓﻲ اﻟﻣﻳﻌﺎد اﻟﻣﻘرر ﻗﺎﻧوﻧﺎً وﺗﺑﻌﺎً ﻟذﻟك ﻓﻘد ﺻﺎر ﻫذا اﻟﺣﻛم ﻧﻬﺎﺋﻳﺎً ‪.‬‬
 ‫‪- 50 -‬‬

‫ووﻓﻘﺎً ﻟﻠﻣﻌﺎﻳﻳر اﻟﻣﻌﺗﻣدة ﻓﻲ اﻟدراﺳﺔ ﻻﺧﺗﻳﺎر اﻷﺣﻛﺎم اﻟﺗﻲ ﺗﻌد ﻋﻼﻣـﺎت ﻣﺿـﻳﺋﺔ ﻓـﺈن اﻟﺣﻛـم ﻣﺣـﻝ‬
‫ﺗﻌﻠﻳﻘﻧﺎ ﻳﻌد ﻋﻼﻣﺔ ﻣﺿﻳﺋﺔ ﻓﻲ ﺳﺑﻳﻝ ﺗﻛرﻳس ﺣق اﻟﻣرأة ﻓﻲ إﺛﺑﺎت دﻋواﻫﺎ ﺑواﺳطﺔ اﻟﻳﻣـﻳن اﻟﻣﺗﻣﻣـﺔ‬
‫ﻋﻧدﻣﺎ ﺗﻛون اﻷدﻟﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺳﺗدﻝ ﺑﻬﺎ اﻟﻣرأة ﻋﻠﻰ دﻋواﻫﺎ ﻏﻳر ﻛﺎﻓﻳﺔ ﻟﻠﺣﻛم ﻟﻬﺎ ﺑﺣﻘﻬﺎ‪.‬‬

‫‪ (21‬اﻟﺣﻛـــــم اﻻﺑﺗـــــداﺋﻲ اﻟﻧﻬـــــﺎﺋﻲ اﻟﺻـــــﺎدر ﻋـــــن ﻣﺣﻛﻣـــــﺔ رﻳـــــدة اﻻﺑﺗداﺋﻳـــــﺔ ﺑﻣﺣﺎﻓظـــــﺔ ﻋﻣـــــران‬
‫ﺑﺗﺎرﻳﺦ‪2007/11/24‬م ﺑﺈﺷﻬﺎر إﺳﻼم ﻣواطﻧﺔ ﻳﻣﻧﻳﺔ ﻛﺎﻧت ﺗﻌﺗﻧـق اﻟـدﻳن اﻟﻳﻬـودي واﻟـذي ﻛـرس‬
‫رأﻳـﺎً ﻓﻘﻬﻳـﺎً ﺟدﻳــداً ﻣﻔــﺎدﻩ )ﺟـواز ﻟﺟــوء اﻷﺷــﺧﺎص إﻟــﻰ اﻟﻘﺿــﺎء إذا أﺣﺟﻣــت اﻟﺟﻬــﺎت اﻟﻣﺧﺗﺻــﺔ‬
‫ﻗﺎﻧوﻧﺎً ﻋن إﺷﻬﺎر اﻟﺗﺻرﻓﺎت ﻛﺈﺷﻬﺎر اﻹﺳﻼم( ‪:‬‬
‫وﻫذا اﻟﺣﻛم ﻣن أﺣﻛﺎم اﻷﺣواﻝ اﻟﺷﺧﺻﻳﺔ ﺣﻳث أﻧﻪ إﺛﺑﺎت ﻟﺣﺎﻟﺔ ﻣن اﻷﺣواﻝ اﻟﺷﺧﺻﻳﺔ وﺧﻼﺻﺔ‬
‫وﻗﺎﺋﻊ وﺣﻳﺛﻳﺎت ﻫذا اﻟﺣﻛم أن ﻣواطﻧﺔ ﻳﻣﻧﻳﺔ ﻣـن اﻷﻗﻠﻳـﺔ اﻟﻳﻬودﻳـﺔ ﻏـﺎدرت اﻟـﻳﻣن ﻟﻠد ارﺳـﺔ اﻟﺟﺎﻣﻌﻳـﺔ‬
‫ﻓــﻲ اﻟوﻻﻳــﺎت اﻟﻣﺗﺣــدة اﻷﻣرﻳﻛﻳــﺔ وﺑﻌــد أن اﺳــﺗﻛﻣﻠت د ارﺳــﺗﻬﺎ ﻋــﺎدت إﻟــﻰ ﺑﻠــدﺗﻬﺎ )رﻳــدة( ﺑــﺎﻟﻳﻣن ‪،‬‬
‫وﺣﻳﻧﻬــﺎ ﻛﺎﻧــت ﻗــد طﺎﻟﻌــت ﻛﺗﺑـﺎً ﻛﺛﻳـرة ﻛوﻧﻬــﺎ ﻣﺗﻌﻠﻣــﺔ وﻣــن ﻫــذﻩ اﻟﻛﺗــب اﻟﺗــﻲ طﺎﻟﻌﺗﻬــﺎ ﻛﺗــب اﻹﺳــﻼم‬
‫ﻓــﺄرادت أن ﺗﺳــﻠم ‪ ,‬وﻋﻧدﺋــذ ﻗﺎﻣــت ﻗﺎﺋﻣــﺔ اﻷﻗﻠﻳــﺔ اﻟﻳﻬودﻳــﺔ ﺑــﺎﻟﻳﻣن واﺗﺑﻌــت ﻛﺎﻓــﺔ اﻟوﺳــﺎﺋﻝ وﻣﺎرﺳــت‬
‫ﻛﺎﻓــﺔ اﻟﺿــﻐوط ﻟﻠﺣﻳﻠوﻟــﺔ دون إﺳــﻼم ﺗﻠــك اﻟﺷــﺎﺑﺔ وﻣــن ذﻟــك اﺣﺗﺟﺎزﻫــﺎ وﺗﻘﻳﻳــد ﺣرﻳﺗﻬــﺎ ﻓــﻲ ﻣﻧــزﻝ‬
‫أﺳرﺗﻬﺎ وﻗد ﺷﻐﻠت ﻫذﻩ اﻟﻘﺿﻳﺔ اﻟرأي اﻟﻌﺎم اﻟذي اﻫﺗم ﺑﻬـﺎ وﺗﺎﺑﻌﻬـﺎ ‪ ،‬وﻟـم ﺗﻔﻠـﺢ اﻟﺿـﻐوط واﻟوﺳـﺎﺋﻝ‬
‫أﻣــﺎم إﺻـرار وﻋﻧــﺎد اﻟﻣواطﻧــﺔ اﻟﻳﻬودﻳــﺔ ‪ ،‬ﻛﺎﻧــت اﻟﻣواطﻧــﺔ اﻟﻣﺷــﺎر إﻟﻳﻬــﺎ ﻗــد أﺳــﻠﻣت ﺑﺎﻟﻔﻌــﻝ إﻻ أﻧﻬــﺎ‬
‫أرادت إﺷﻬﺎر إﺳﻼﻣﻬﺎ ٕواﻋﻼﻧﻪ ﻟﺗرﺗﻳب اﻵﺛـﺎر اﻟﻘﺎﻧوﻧﻳـﺔ واﻟﺷـرﻋﻳﺔ ﻋﻠﻳـﻪ إﻻ أن ﺟﻬـﺎت وﺷﺧﺻـﻳﺎت‬
‫ﻋدة ﺧذﻟﺗﻬﺎ ﻓﺄﺣﺟﻣت ﻋن إﺷﻬﺎر إﺳﻼﻣﻬﺎ ﻧﺗﻳﺟﺔ ﻟﺗﻠك اﻟﺿﻐوط ‪.‬‬
‫ﻓﻣ ــﺎ ﻛ ــﺎن ﻣ ــن ﻫ ــذﻩ اﻟﻣواطﻧ ــﺔ إﻻ أن ﺗﻘ ــدﻣت أﻣ ــﺎم اﻟﻣﺣﻛﻣ ــﺔ اﻻﺑﺗداﺋﻳ ــﺔ اﻟﻣﺧﺗﺻ ــﺔ ﻣﻛﺎﻧﻳـ ـﺎً ﺑ ــدﻋوى‬
‫ﺑﺗــﺎرﻳﺦ‪2007/11/20‬م ﺧﻼﺻــﺗﻬﺎ أﻧﻬــﺎ ﻣواطﻧــﺔ ﻳﻣﻧﻳــﺔ ﺗــدﻳن ﺑﺎﻟــدﻳن اﻟﻳﻬــودي وﺗرﻏــب ﻓــﻲ ﺗﻐﻳﻳــر‬
‫دﻳﻧﻬــﺎ ﻣــن اﻟﻳﻬودﻳــﺔ إﻟــﻰ اﻹﺳــﻼم وﺗرﻳــد إﺷــﻬﺎر إﺳــﻼﻣﻬﺎ ‪ ,‬وﻟــم ﺗــذﻋن اﻟﻣﺣﻛﻣــﺔ ﻟﻠﺿــﻐوط ﺣﻳــث‬
‫ﺗﺄﻛدت ﻣن ﻫوﻳﺔ وﺟﻧﺳـﻳﺔ ودﻳﺎﻧـﺔ اﻟﻣدﻋﻳـﺔ وﺑﻌدﺋـذ ﺣﻛﻣـت اﻟﻣﺣﻛﻣـﺔ ﺑﺗـﺎرﻳﺦ‪2007/11/24‬م ﺑﻘﺑـوﻝ‬
‫دﻋوى اﻟﻣدﻋﻳﺔ ٕواﺷﻬﺎر إﺳﻼﻣﻬﺎ واﻟﺗﻘرﻳر ﺑﺄن اﻟﻣدﻋﻳﺔ ﻗد ﺻﺎرت ﻣﺳﻠﻣﺔ ودﺧﻠت ﻓﻲ دﻳن اﻹﺳـﻼم‬
‫اﻟﺣﻧﻳـــف وﺷـ ــﻬدت أن )ﻻ إﻟـ ــﻪ إﻻ اﷲ وأن ﻣﺣﻣـــداً رﺳـ ــوﻝ اﷲ ( وأن ﻟﻠﻣﺣﻛـ ــوم ﻟﻬـــﺎ ﻛﺎﻓـ ــﺔ اﻟﺣﻘـ ــوق‬
‫اﻟﺷرﻋﻳﺔ ﻟﻠﻣﺳﻠﻣﺔ ﻓـﻲ اﻟﺷـرع اﻹﺳـﻼﻣﻲ وﻗـواﻧﻳن اﻟﺟﻣﻬورﻳـﺔ اﻟﻳﻣﻧﻳـﺔ وﻗﺿـﻰ اﻟﺣﻛـم ﺑـﺈﺑﻼغ اﻟﺟﻬـﺎت‬
‫اﻟﻣﺧﺗﺻﺔ ﻓﻲ اﻟﺟﻬﺎز اﻟﺣﻛوﻣﻲ ﺑﺻورة ﻣن ﻫذا اﻟﺣﻛم ﺣﺳﺑﻣﺎ ورد ﻓﻲ ﻣﻧطوق اﻟﺣﻛم اﻟﻣرﻓق ‪.‬‬
 ‫‪- 51 -‬‬

‫وﻗد اﺳﺗﻧد اﻟﺣﻛم ﻓﻲ ﺣﻳﺛﻳﺎﺗـﻪ إﻟـﻰ ﺛﺑـوت ﺳـن اﻟﻣدﻋﻳـﺔ وﺟﻧﺳـﻳﺗﻬﺎ اﻟﻳﻣﻧﻳـﺔ ﺑﻣوﺟـب اﻟﺷـﻬﺎدة اﻟرﺳـﻣﻳﺔ‬
‫اﻟﺗﻲ ﺗدﻝ ﻋﻠﻰ أن اﻟﻣدﻋﻳﺔ ﺗﺑﻠﻎ ﻣن اﻟﻌﻣر ﺛﻣﺎﻧﻳﺔ ﻋﺷر ﻋﺎﻣﺎً وأﻧﻬﺎ ﻛﺎﻣﻠﺔ اﻷﻫﻠﻳـﺔ ﻟﻣﺑﺎﺷـرة ﺣﻘوﻗﻬـﺎ‬
‫اﻟﻣدﻧﻳﺔ ﺣﻳث أن ﺳن اﻟﺧﻣس ﻋﺷـرة ﺳـﻧﺔ ﻫـو ﺳـن اﻷﻫﻠﻳـﺔ اﻟﻣدﻧﻳـﺔ طﺑﻘـﺎً ﻟﻠﻣـﺎدة )‪ (50‬ﻣـن اﻟﻘـﺎﻧون‬
‫اﻟﻣــدﻧﻲ ‪ ,‬وﺣﻳــث أن اﻟﻣدﻋﻳــﺔ ﻗــد أﻓــﺎدت ﺑﺄﻧﻬــﺎ أﺳــﻠﻣت ﺑﻣﺣــض إرادﺗﻬــﺎ دون ﺿــﻐط أو إﺟﺑــﺎر أو‬
‫أﻛـراﻩ ﻣــن أﺣــد ﻓﺈﻧﻬــﺎ ﺑــذﻟك ﻗــد أﻓﺻــﺣت ﻋــن إرادﺗﻬــﺎ ﺑﺎﺧﺗﻳــﺎر اﻟــدﻳن اﻟــذي ﺗرﻳــد اﻻﻧﺗﻘــﺎﻝ إﻟﻳــﻪ ﻋﻣـﻼً‬
‫ﺑــﻧص اﻟﻣــﺎدة )‪ (148‬ﻣــن اﻟﻘــﺎﻧون اﻟﻣــدﻧﻲ واﻟﻣــﺎدة )‪ (19‬ﻣــن اﻹﻋــﻼن اﻟﻌــﺎﻟﻣﻲ ﻟﺣﻘــوق اﻹﻧﺳــﺎن‬
‫ﺣﺳﺑﻣﺎ ورد ﻓﻲ ﺣﻳﺛﻳﺎت اﻟﺣﻛم اﻟﻣرﻓق ‪.‬‬
‫وﻣــﻊ أن ﻫــذا اﻟﺣﻛــم ﻗــد ﺻــدر ﻣــن ﻣﺣﻛﻣــﺔ اﺑﺗداﺋﻳــﺔ إﻻ أﻧــﻪ ﻗــد ﻛــرس أرﻳـﺎً ﻓﻘﻬﻳـﺎً ﺟدﻳــداً وﻫــو ﺟـواز‬
‫ﻟﺟوء اﻟﻣرأة إﻟﻰ اﻟﻘﺿﺎء ﻹﺷﻬﺎر إﺳﻼﻣﻬﺎ – إذا رﻓﺿت اﻟﺟﻬﺎت اﻟﻣﺧﺗﺻﺔ اﻟﻘﻳﺎم ﺑﻬذا اﻹﺷﻬﺎر –‬
‫ﻓﻣن اﻟﻣﻌﻠوم ﻓﻲ اﻟﻔﻘﻪ اﻹﺳﻼﻣﻲ أﻧﻪ ﻻ ﻳﺷﺗرط إﺷﻬﺎر اﻹﺳـﻼم أو ﺻـدور ﺷـﻬﺎدة ﺑـذﻟك – ﻛﻣـﺎ أن‬
‫و ازرة اﻷوﻗﺎف ﻫﻲ اﻟﺗﻲ ﺗﻘوم ﺑﺈﺻدار ﺷﻬﺎدات ﺑﺈﺷﻬﺎر إﺳﻼم اﻷﺷﺧﺎص ‪.‬‬
‫وﻣن اﻟﻣؤﻛد أﻧﻪ ﻟم ﻳﺗم اﻟطﻌن ﺑﻬذا اﻟﺣﻛم وﺗﺑﻌﺎً ﻟذﻟك ﻓﻘد ﺻﺎر ﻧﻬﺎﺋﻳﺎً ‪ ,‬واﻟﻣﺗﺄﻣﻝ ﻟﻬـذا اﻟﺣﻛـم ﻳﺟـد‬
‫اﻧــﻪ ﻗــد ﻛــرس أرﻳـﺎً ﻓﻘﻬﻳـﺎً ﺟدﻳــداً ﻣﻔــﺎدﻩ )ﺟـواز اﻟﻠﺟــوء إﻟــﻰ اﻟﻘﺿــﺎء إذا أﺣﺟﻣــت اﻟﺟﻬــﺎت اﻟﻣﺧﺗﺻــﺔ‬
‫ﻋن إﺷﻬﺎر اﻟﺗﺻرﻓﺎت ﻛﺈﺷﻬﺎر اﻹﺳﻼم( ‪.‬‬
‫وﻣن ﻫذا اﻟﻣﻧطﻠق ﻓﺈن ﻫذا اﻟﺣﻛم ﻳﻌد ﻋﻼﻣﺔ ﻣﺿﻳﺋﺔ وﻓﻘﺎً ﻟﻠﻣﻌﺎﻳﻳر اﻟﻣﻌﺗﻣدة ﻓﻲ اﻟد ارﺳـﺔ ﻻﺧﺗﻳـﺎر‬
‫اﻷﺣﻛﺎم اﻟﺗﻲ ﺗﻌد ﻋﻼﻣﺎت ﻣﺿﻳﺋﺔ ‪.‬‬
 ‫‪- 52 -‬‬

‫‪ (22‬اﻟﺣﻛـــــم اﻻﺑﺗـــــداﺋﻲ اﻟﻧﻬـــــﺎﺋﻲ اﻟﺻـــــﺎدر ﻋـــــن ﻣﺣﻛﻣـــــﺔ رﻳـــــدة اﻻﺑﺗداﺋﻳـــــﺔ ﺑﻣﺣﺎﻓظـــــﺔ ﻋﻣـــــران‬
‫ﺑﻧﺎء ﻋﻠﻰ طﻠﺑﻬﺎ ﻣن رﺟﻝ ﺗرﻏـب ﺑـﺎﻟزواج ﺑـﻪ‬
‫ﺑﺗﺎرﻳﺦ‪2007/11/28‬م ﺑزواج اﻣرأة أﺳﻠﻣت ﺣدﻳﺛﺎً ً‬
‫ﻟﻌدم وﺟود وﻟﻲ ﺷرﻋﻲ ﻟﻬﺎ ﻛوﻧﻬﺎ أﺳﻠﻣت ﺣدﻳﺛﺎً وﻻ زاﻝ ﺟﻣﻳﻊ أﻗﺎرﺑﻬﺎ ﻳـدﻳﻧون ﺑﺎﻟـدﻳن اﻟﻳﻬـودي‬
‫وﻗد ﺗﺧﻠو ﻋﻧﻬﺎ ‪ ,‬وﻗد ﻛرس ﻫذا اﻟﺣﻛم رأﻳﺎً ﻓﻘﻬﻳﺎً ﺟدﻳداً ﻣﻔﺎدﻩ )ﺟواز اﺷـﺗراط اﻟﻘﺎﺿـﻲ ﺑﺎﻋﺗﺑـﺎرﻩ‬
‫وﻟﻳﺎً ﻟﻣن ﻻ وﻟﻲ ﻟﻬﺎ اﺷﺗراطﻪ ﻋﻠﻰ اﻟزوج اﻹﻧﻔﺎق واﻟﺣﻔظ واﻟﺻون ﻟﻠﻣرأة اﻟﻣﻌﻘود ﻋﻠﻳﻬﺎ وطﻠب‬
‫اﻟﻛﻔﻼء ﻣن اﻟزواج ﻛﻲ ﻳﻛﻔﻠوا وﻓﺎء اﻟزوج ﻓﻲ ﺗﻧﻔﻳذ اﻟﺷروط اﻟﺗﻲ ﻳﺷﺗرطﻬﺎ ﻋﻠﻳﻪ اﻟﻘﺎﺿﻲ(‪:‬‬
‫وﺧﻼﺻﺔ وﻗﺎﺋﻊ وﺣﻳﺛﻳﺎت ﻫذا اﻟﺣﻛم أن اﻟﻣواطﻧﺔ اﻟﺗﻲ ﻛﺎﻧت ﻳﻬودﻳﺔ ﺑﻌد أن أﺳﻠﻣت أرادت اﻟزواج‬
‫ﺑﻣواطن ﻳﻣﻧﻲ وﻋﻧدﺋذ ﻟم ﺗﺟد وﻟﻳﺎً ﻳﺗوﻟﻰ إﺑرام ﻋﻘد ﻧﻛﺎﺣﻬﺎ ‪ ,‬ﻷن ﻗﺎﻧون اﻷﺣواﻝ اﻟﺷﺧﺻﻳﺔ اﻟﻳﻣﻧﻲ‬
‫)ﻻ ﻧﻛـﺎح إﻻ ﺑــوﻟﻲ وﺷــﺎﻫدي ﻋــدﻝ( ﻛﻣــﺎ‬ ‫ﻳﺷـﺗرط اﻟــوﻟﻲ ﻹﺑـرام ﻋﻘــد اﻟـزواج ﻋﻣـﻼً ﺑﻘوﻟــﻪ اﻟﻧﺑــﻲ ‪‬‬
‫أن ﺟﻣﻳﻊ أﻗﺎرب اﻟﻣـرأة اﻟراﻏﺑـﺔ ﺑـﺎﻟزواج ﻻ ازﻟـوا ﻳـدﻳﻧون ﺑﺎﻟـدﻳن اﻟﻳﻬـودي – وﻟـذﻟك ﻓﻘـد ﺗﻘـدﻣت ﻫـذﻩ‬
‫اﻟﻣ ـرأة ﺑــدﻋوى إﻟــﻰ اﻟﻣﺣﻛﻣــﺔ اﻻﺑﺗداﺋﻳــﺔ اﻟﻣﺧﺗﺻــﺔ طﺎﻟﺑــﺔ ﻣــن اﻟﻣﺣﻛﻣــﺔ ﺗزوﻳﺟﻬــﺎ ﺑﺎﻟﺷــﺧص اﻟــذي‬
‫ﺗرﻏب ﺑﺎﻟزواج ﻣﻧﻪ ﺑﺎﻋﺗﺑـﺎر اﻟﻘﺎﺿـﻲ وﻟﻳـﺎً ﻋﻣـن ﻻ وﻟـﻲ ﻟـﻪ ‪ ,‬وﺑﻌـد أن ﺗﺛﺑﺗـت اﻟﻣﺣﻛﻣـﺔ ﻣـن ﺻـﺣﺔ‬
‫اﻟدﻋوى وﺳﻼﻣﺗﻬﺎ وﻣن ﺗﺧﻠﻲ أﻗﺎرب اﻟﻣـرأة ﻋﻧﻬـﺎ ﺣﻛﻣـت اﻟﻣﺣﻛﻣـﺔ ﺑﺗـﺎرﻳﺦ‪2007/11/28‬م ﺑﺛﺑـوت‬
‫وﻻﻳــﺔ اﻟﻣﺣﻛﻣــﺔ ﻓــﻲ ﺗــزوﻳﺞ اﻟﻣدﻋﻳــﺔ ﺣﻳــث ﻛﻠﻔــت اﻷﻣــﻳن اﻟﺷــرﻋﻲ اﻟﻣﺧــﺗص )اﻟﻣــﺄﻣون( ﺑﺎﺳــﺗﻛﻣﺎﻝ‬
‫إﺟ ـراءات ﻋﻘــد اﻟــزواج ‪ ,‬وﻟــم ﺗﻛﺗــف اﻟﻣﺣﻛﻣــﺔ ﺑــذﻟك ‪ ,‬ﺑــﻝ أﻧﻬــﺎ ﻗــد ﻛرﺳــت أرﻳ ـﺎً ﻓﻘﻬﻳ ـﺎً ﺟدﻳــداً ﻣﻔــﺎدﻩ‬
‫)ﺟ ـواز اﺷــﺗراط اﻟﻘﺎﺿــﻲ ﻣــن ﺗﻠﻘــﺎء ﻧﻔﺳــﻪ ﺑﺎﻋﺗﺑــﺎرﻩ وﻟﻳ ـﺎً ﻋﻣــن ﻻ وﻟــﻲ ﻟﻬــﺎ اﺷــﺗراطﻪ ﻋﻠــﻰ اﻟــزواج‬
‫اﻹﻧﻔﺎق واﻟﺣﻔظ واﻟﺻون ﻟﻠزوﺟﺔ اﻟﻣﻌﻘود ﻋﻠﻳﻬﺎ إﺿﺎﻓﺔ إﻟـﻰ ﺗﻛﻠﻳـف اﻟـزوج ﺑﺈﺣﺿـﺎر ﻛﻔـﻼء ﻳﻛﻔﻠـون‬
‫ﻗﻳﺎﻣﻪ وﺗﻧﻔﻳـذﻩ ﺑﺎﻟﺷـروط اﻟﺗـﻲ اﺷـﺗرطﻬﺎ ﻋﻠﻳـﻪ اﻟﻘﺎﺿـﻲ( وﻫـذا اﻟـرأي اﻟﻔﻘﻬـﻲ ﺟدﻳـد وﺟـدﻳر ﺑﺎﻻﻫﺗﻣـﺎم‬
‫ﻷن اﻟﻘﺎﺿﻲ ﺑﺻﻔﺗﻪ اﻟﻘﺿﺎﺋﻳﺔ ﻻ ﻳﺟـوز ﻟـﻪ أن ﻳﺣﻛـم ﺑﻣـﺎ ﻟـم ﻳطﻠﺑـﻪ اﻟﺧﺻـوم – واﻟﻣدﻋﻳـﺔ ﻓـﻲ ﻫـذا‬
‫اﻟﺣﻛم ﻟم ﺗطﻠب ﻣن اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ أن ﺗﺷﺗرط ﻋﻠﻰ اﻟزوج ﺗﻠك اﻟﺷروط ‪ ,‬ﻛﻣﺎ أن اﻟﻣدﻋﻳﺔ ﻟم ﺗطﻠب ﻣن‬
‫اﻟزوج إﺣﺿﺎر أوﻟﺋك اﻟﻛﻔﻼء – ﻟﻛن اﻟﻘﺎﺿﻲ ﻓـﻲ ﻫـذا اﻟﺣﻛـم اﺳﺗﺣﺿـر وﻻﻳﺗـﻪ ﻓـﻲ اﻟﺗـزوﻳﺞ وﻛﺄﻧـﻪ‬
‫واﻟـد اﻟﻣـرأة ﺣﻳـث اﺷــﺗرط ﻋﻠـﻰ اﻟـزوج ﻗدرﺗــﻪ ﻋﻠـﻰ اﻟﻣﻌﺎﺷـرة واﻷﻧﻔـﺎق واﻟﺣﻔــظ واﻟﺻـون ﻟﻠﻣـرأة وﻋــدم‬
‫ﺗﻌﻳﻳرﻫــﺎ أو ﺗﺑﻛﻳﺗﻬــﺎ ﻣﺳــﺗﻘﺑﻼً ﺑﺄﻧﻬــﺎ ﻛﺎﻧــت ﻳﻬودﻳــﺔ اﻟــدﻳن ‪ ,‬وﻟــم ﻳﻛﺗــف اﻟﻘﺎﺿــﻲ ﺑــذﻟك ﺑــﻝ أﻧــﻪ ﻗــﺎم‬
‫ﺑﺗﻛﻠﻳــف اﻟــزوج ﺑﺈﺣﺿــﺎر ﻛﻔــﻼء ﺿــﻣﺎﻧﺎً ﻟوﻓﺎﺋــﻪ ﺑﺗﻠــك اﻟﺷــروط ﻻﺳــﻳﻣﺎ وﻗــد ﺗﺧﻠــت ﻋــن ﻫــذﻩ اﻟﻣ ـرأة‬
‫أﺳرﺗﻬﺎ اﻟﻳﻬودﻳﺔ وأﻗﺎرﺑﻬﺎ اﻟﻳﻬود وﻻ ﻗرﻳب ﻟﻬﺎ ﻣن اﻟﻣﺳﻠﻣﻳن‪ ,‬وﺗﺑﻌﺎً ﻟذﻟك ﻓﻬﻲ أﺣوج ﻣﺎ ﺗﻛـون ﻟـوﻟﻲ‬
‫ﻗـوي ﻳــداﻓﻊ ﻋﻧﻬــﺎ وﻳﺷــﺗرط ﻟﺻــﺎﻟﺣﻬﺎ اﻟﺷــروط اﻟﺗــﻲ ﺗﻛﻔــﻝ ﻋــدم اﺳــﺗﻐﻼﻝ اﻟــزوج ﻟوﺿــﻌﻬﺎ اﻟﺿــﻌﻳف‬
 ‫‪- 53 -‬‬

‫ﻣﺳﺗﻘﺑﻼً واﻟﺣﻔﺎظ ﻋﻠـﻰ ﺣﻘوﻗﻬـﺎ ﻓـﻲ اﻹﻧﻔـﺎق وﻏﻳرﻫـﺎ ﻣـن اﻟﺗﻔـرﻳط أو اﻻﺳـﺗﻐﻼﻝ ‪ ,‬وﻣﻣـﺎ ﻳﺟـدر ذﻛـرﻩ‬
‫ﻓﻲ ﻫذا اﻟﺷﺄن أن ﻫذا اﻟﺣﻛم ﻟـم ﻳـﺗم اﻟطﻌـن ﺑـﻪ ﻓـﻲ اﻟﻣﻳﻌـﺎد اﻟﻣﻘـرر ﻗﺎﻧوﻧـﺎً وﻟـذﻟك ﻓﻘـد ﺻـﺎر ﺣﻛﻣـﺎً‬
‫ﻧﻬﺎﺋﻳﺎً ﺑﻝ أﻧﻪ ﻗد ﺗم ﺗﻧﻔﻳذ ﻫذا اﻟﺣﻛم وﺗم زواج ﻫذﻩ اﻟﻣرأة ﺑﻣوﺟب ﻫذا اﻟﺣﻛم ‪.‬‬
‫وﻣــن ﻫــذا اﻟﻣﻧطﻠــق وﻋﻠــﻰ ﻫــذا اﻷﺳــﺎس ﻓــﺈن ﻫــذا اﻟﺣﻛــم ﻳﻌــد ﺑﺣــق ﻋﻼﻣــﺔ ﻣﺿــﻳﺋﺔ وﻓﻘ ـﺎً ﻟﻠﻣﻌــﺎﻳﻳر‬
‫اﻟﻣﻌﺗﻣدة ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟدراﺳﺔ ﻻﺧﺗﻳﺎر اﻷﺣﻛﺎم واﻟﻘ اررات اﻟﺗﻲ ﺗﻌد ﻋﻼﻣﺎت ﻣﺿﻳﺋﺔ‪.‬‬

‫‪ (23‬اﻟﺣﻛـــم اﻻﺑﺗـــداﺋﻲ اﻟﻧﻬـــﺎﺋﻲ اﻟﺻـــﺎدر ﻋـــن ﻣﺣﻛﻣـــﺔ رﻳـــدة اﻻﺑﺗداﺋﻳـــﺔ ﺑﻣﺣﺎﻓظـــﺔ ﻋﻣـــران ﺑﺗـــﺎرﻳﺦ‬
‫‪2008/7/16‬م اﻟذي ﻗﺿﻰ ﺑﻔﺳﺦ ﻋﻘد زواج ﻣواطﻧﺔ ﻳﻣﻧﻳﺔ ﻳﻬودﻳﺔ ﻣـن زوﺟﻬـﺎ اﻟﻳﻬـودي اﻟـذي‬
‫رﻓض طﻼﻗﻬﺎ وﺟﻌﻠﻬﺎ ﻣﻌﻠﻘﺔ ﻷﻛﺛر ﻣن اﺛﻧﺗﻳن وﻋﺷرﻳن ﺳﻧﺔ وﺑﻌد أن ظﻠت ﻫذﻩ اﻟﻘﺿﻳﺔ ﻋﺎﻟﻘـﺔ‬
‫ﻛﻝ ﺗﻠك اﻟﻔﺗرة اﻟطوﻳﻠﺔ وﺑﻌد أن ﺣﺎوﻝ ﺣﺳﻣﻬﺎ ﻛﺑﺎر ﻣﺷﺎﺋﺦ اﻟﻌﺷﺎﺋر ﺑﺎﻟﻳﻣن وﻛﺑﺎر رﺟـﺎﻝ اﻟدوﻟـﺔ‬
‫دون ﺟدوى ‪ ,‬وﻗد ﻛرس ﻫذا اﻟﺣﻛم رأﻳﺎً ﻓﻘﻬﻳـﺎً ﺟدﻳـداً ﻣﻔـﺎدﻩ )ﺗطﺑﻳـق ﻗـﺎﻧون اﻷﺣـواﻝ اﻟﺷﺧﺻـﻳﺔ‬
‫ﻋﻠﻰ ﻏﻳر اﻟﻣﺳﻠﻣﻳن ﻣﺗﻰ ﻛﺎن أﺻﻠﺢ ﻟﻠﻣرأة ( ‪:‬‬
‫وﺧﻼﺻــﺔ وﻗــﺎﺋﻊ ﻫــذا اﻟﺣﻛــم وأﺳــﺑﺎﺑﻪ أن ﻣواطﻧــﺔ ﻳﻣﻧﻳــﺔ ﻣــن اﻷﻗﻠﻳــﺔ اﻟﻳﻬودﻳــﺔ ﺗﻘــدﻣت ﺑــدﻋوى أﻣــﺎم‬
‫اﻟﻣﺣﻛﻣــﺔ اﻻﺑﺗداﺋﻳــﺔ اﻟﻣﺧﺗﺻــﺔ ﺑﺗــﺎرﻳﺦ ‪2008/3/30‬م ﻣدﻋﻳــﺔ ﺑــﺄن واﻟــدﻫﺎ ﻗــد ﻗــﺎم ﺑﺗزوﻳﺟﻬــﺎ وﻫــﻲ‬
‫ﺻﻐﻳرة اﻟﺳن ﻗﺎﺻرة ﻟم ﺗﺑﻠـﻎ وذﻟـك ﺑرﺟـﻝ ﻳﻬـودي ﻣـن طﺎﺋﻔﺗﻬـﺎ ‪ ,‬ﺣﻳـث ﻣﻛﺛـت ﻣﻌـﻪ ﺣـواﻟﻲ ﺷـﻬرﻳن‬
‫ﻓــﻲ ﺑﻳﺗــﻪ ﺛــم ﻋــﺎدت إﻟــﻰ ﺑﻳــت أﺑﻳﻬــﺎ ﻟﻛراﻫﻳﺗﻬــﺎ ﻟزوﺟﻬــﺎ وﻗــد أﺟﺑرﻫــﺎ أﻫﻠﻬــﺎ ﻣـ ار اًر وﺗﻛـ ار اًر ﻋﻠــﻰ اﻟﻌــودة‬
‫إﻟــﻰ ﺑﻳــت اﻟزوﺟﻳــﺔ ﺣﻳــث ﻛﺎﻧــت ﺗﻌــود ﻣــن ﻏﻳــر رﺿــﺎﻫﺎ وﻟﻛﻧﻬــﺎ ﻟــم ﺗﻛــن ﺗطﻳــق اﻟﻌــﻳش ﻣــﻊ زوﺟﻬــﺎ‬
‫ﻓﻛﺎﻧت ﻻ ﺗﻠﺑث ﻓﻲ ﻣﻧزﻟـﻪ ﻓـﻲ ﻛـﻝ ﻣـرة إﻻ ﺑﺿـﻌﺔ أﻳـﺎم ﺛـم ﺗﻌـود إﻟـﻰ ﺑﻳـت أﺑﻳﻬـﺎ ‪ ,‬وﻗـد ﺣـﺎوﻝ ﻛﺑـﺎر‬
‫ﻣﺷــﺎﺋﺦ اﻟﻘﺑﺎﺋــﻝ ﺑــﺎﻟﻳﻣن اﻹﺻــﻼح ﺑــﻳن اﻟــزوﺟﻳن وﻛــذا ﻛﺑــﺎر رﺟــﺎﻝ اﻟدوﻟــﺔ وﻟﻛــن دون ﺟــدوى ‪ ,‬ﻣﻣــﺎ‬
‫دﻓﻌﻬﺎ إﻟـﻰ اﻟﻠﺟـوء إﻟـﻰ اﻟﻘﺿـﺎء طﺎﻟﺑـﺔ ﻟﻠﻌـدﻝ واﻹﻧﺻـﺎف ‪ ,‬ﺣﻳـث طﻠﺑـت ﻓـﻲ دﻋواﻫـﺎ ﻣـن اﻟﻣﺣﻛﻣـﺔ‬
‫ﻓﺳﺦ ﻋﻘد زواﺟﻬﺎ ﺑﺳﺑب اﻟﻛراﻫﻳﺔ وﻓﻘﺎً ﻟﻧص اﻟﻣﺎدة )‪ (54‬ﻣـن ﻗـﺎﻧون اﻷﺣـواﻝ اﻟﺷﺧﺻـﻳﺔ اﻟﻣﻌﻣـوﻝ‬
‫ﺑــﻪ ﻓﻳﻣــﺎ ﺑــﻳن اﻷزواج اﻟﻣﺳــﻠﻣﻳن وﻗــدﻣت إﻟــﻰ اﻟﻣﺣﻛﻣــﺔ ﻧﺻــوص ﻣــن اﻟﺗــوراة وﺷــرﺣﻬﺎ ﻣﺳــﺗدﻟﺔ ﺑﻬــﺎ‬
‫ﻋﻠﻰ ﺟواز ﻓﺳﺦ اﻟزواج ﻓﻲ اﻟدﻳﺎﻧﺔ اﻟﻳﻬودﻳﺔ ‪ ,‬وﻗد رد اﻟزوج اﻟﻳﻬودي اﻟﻣـدﻋﻰ ﻋﻠﻳـﻪ ﺑـﺄن اﻟﻔﺳـﺦ ﻻ‬
‫وﺟود ﻟﻪ ﻓﻲ اﻟدﻳﺎﻧﺔ اﻟﻳﻬودﻳﺔ وﻟﻳس ﻓﻳﻬﺎ إﻻ اﻟطﻼق وﻫو ﻟن ﻳطﻠـق ﻫـذﻩ اﻟزوﺟـﺔ ﻣﻬﻣـﺎ ﻛـﺎن اﻷﻣـر‬
‫وﺳﻳﺑﻘﻳﻬﺎ ﻣﻌﻠﻘﺔ ﻻ ﻫﻲ ﻣطﻠﻘﺔ وﻻ ذات زوج وﻗد أﻗر اﻟزوج ﺑﺎﻟدﻋوى وﻟم ﻳﻧﻛرﻫﺎ ‪.‬‬
 ‫‪- 54 -‬‬

‫وﺑﻌ ـ ـ ـ ــد اﻟﻣراﻓﻌ ـ ـ ـ ــﺔ واﻟﻣداﻓﻌ ـ ـ ـ ــﺔ واﻟﻣداوﻟ ـ ـ ـ ــﺔ ﻓ ـ ـ ـ ــﻲ ﻫ ـ ـ ـ ــذﻩ اﻟﻘﺿـ ـ ـ ـ ـﻳﺔ ﺣﻛﻣ ـ ـ ـ ــت اﻟﻣﺣﻛﻣ ـ ـ ـ ــﺔ اﻻﺑﺗداﺋﻳ ـ ـ ـ ــﺔ‬
‫ﺑﺗــﺎرﻳﺦ‪2008/7/16‬م ﺑﻔﺳــﺦ ﻧﻛــﺎح اﻟﻣدﻋﻳــﺔ ﻣــن ﻋﺻــﻣﺔ زوﺟﻬــﺎ وذﻟــك ﻟﺛﺑــوت اﻟﻛراﻫﻳــﺔ واﻹﺿ ـرار‬
‫ﺑﻬــﺎ ﻋﻣ ـﻼً ﺑــﻧص اﻟﻣــﺎدة )‪ (54‬ﻣــن ﻗــﺎﻧون اﻷﺣ ـواﻝ اﻟﺷﺧﺻــﻳﺔ وأن ﻋﻠــﻰ اﻟزوﺟــﺔ أن ﺗﻌﺗــد ﺑﺛﻼﺛــﺔ‬
‫أطﻬ ــﺎر ﻣ ــن ﺗ ــﺎرﻳﺦ اﻟﻧط ــق ﺑﻬ ــذا اﻟﺣﻛ ــم واﻧﻘﺿ ــﺎء ﺣ ــق اﻟزوﺟ ــﺔ ﻓ ــﻲ إرﺟ ــﺎع اﻟﻣﻬ ــر ﻹﻗـ ـ ارر اﻟ ــزوج‬
‫ﺑﺎﺳﺗﻼﻣﻪ ﻟﻠﻣﻬر )اﻟذﻫب( وﺑﺄن ﻻ ﺷﻲ ﻟﻠﻣدﻋﻳﺔ ﻓﻲ اﻟﻧﻔﻘﺔ ﻟﻛوﻧﻬﺎ ﻣﻔﺳـوﺧﺔ ﻟﻠﻛراﻫﻳـﺔ وﺑـﺄن ﻟﻠﻣدﻋﻳـﺔ‬
‫اﻟﺣق ﻓﻲ أن ﺗﺗزوج ﺑﻣن ﻳﺗﻘـدم ﻟﻬـﺎ ﻓـور ﺻـﻳرورة ﻫـذا اﻟﺣﻛـم ﻧﻬﺎﺋﻳـﺎً ‪ ,‬وﻣﻣـﺎ ﻳﺟـدر ذﻛـرﻩ أﻧـﻪ ﻟـم ﻳـﺗم‬
‫اﻟطﻌن ﺑﻬذا اﻟﺣﻛم ﺣﻳث ﺻﺎر ﻧﻬﺎﺋﻳﺎً ‪.‬‬
‫وﻋﻧد اﻟﺗﺄﻣﻝ ٕواﻣﻌﺎن اﻟﻧظر ﻓﻲ ﺣﻳﺛﻳﺎت وأﺳﺑﺎب ﻫذا اﻟﺣﻛم ﻧﺟد أن اﻟدﻋوى اﻟﻣﺳﺗﻌﺻﻳﺔ ﻗد ﺷﻐﻠت‬
‫ﺣﻳـ ـ اًز ﻛﺑﻳـ ـ اًر ﻣ ــن اﻫﺗﻣ ــﺎم اﻟﻣﺟﺗﻣ ــﻊ اﻟﻳﻣﻧ ــﻲ ﻣﺳ ــﻠﻣﻳن وﻳﻬ ــود اﻟ ــذﻳن ﺗﻌ ــﺎطﻔوا ﻛﺛﻳـ ـ اًر ﻣ ــﻊ ﻫ ــذﻩ اﻟزوﺟ ــﺔ‬
‫اﻟﻣﺳﻛﻳﻧﺔ اﻟﻣﻐﻠوﺑﺔ ﻋﻠﻰ أﻣرﻫﺎ اﻟﺗﻲ ظﻠت ﻣﻌﻠﻘﺔ ﻷﻛﺛر ﻣن )‪22‬ﺳﻧﺔ( وﻛـذﻟك ﺣظﻳـت ﻫـذﻩ اﻟﻘﺿـﻳﺔ‬
‫ﺑﺎﻫﺗﻣــﺎم اﻟﺣﻛوﻣــﺔ اﻟﻳﻣﻧﻳــﺔ ﺣﻳــث ﺣــﺎوﻝ ﺑﻌــض ﻛﺑــﺎر رﺟــﺎﻝ اﻟدوﻟــﺔ ﻣﻌﺎﻟﺟــﺔ ﻫــذﻩ اﻟﻘﺿــﻳﺔ وﻛــذا ﻛﺑــﺎر‬
‫ﻣﺷﺎﺋﺦ اﻟﻘﺑﺎﺋﻝ ﻓﻲ اﻟﻳﻣن إﻻ أن ﻣﺣﺎوﻻﺗﻬم ﻛﺎﻧـت ﺗﺑـوء ﺑﺎﻟﻔﺷـﻝ ﺑﺳـﺑب ﺗﻌﻧـت اﻟـزوج ورﻓﺿـﻪ طـﻼق‬
‫اﻟزوﺟــﺔ اﻟﻣﺳــﻛﻳﻧﺔ واﺳــﺗﻐﻼﻝ اﻟــزوج ﻋــدم ﺟـواز اﻟﻔﺳــﺦ ﻟﻠﻛراﻫﻳــﺔ ﻓــﻲ اﻟــدﻳن اﻟﻳﻬــودي اﻟــذي ﻳــدﻳن ﺑــﻪ‬
‫اﻟزوﺟﺎن ﺣﻳث ﻛﺎن اﻟزوج ﻳـردد أﻣـﺎم اﻟﺟﻣﻳـﻊ ﺑـﺄن ﻓﺳـﺦ اﻟـزواج ﻟﻠﻛراﻫﻳـﺔ ﻣﺧـﺎﻟف ﻟﻠﺷـرﻳﻌﺔ اﻟﻳﻬودﻳـﺔ‬
‫وﻻ ﻳﺟوز اﻟﻔﺳﺦ ﻟﻬذا اﻟﺳﺑب ‪ ,‬وأن اﻟﻔﺳﺦ ﺳﻳﻛون ﻓرﺿﺎً ﻷﺣﻛﺎم اﻟﺷرﻳﻌﺔ اﻹﺳﻼﻣﻳﺔ ﻋﻠﻰ ﻳﻬـودﻳﻳن‬
‫وذﻟك ﻻ ﻳﺟوز ‪ ,‬وﻋﻧدﺋذ ﻛﺎﻧت ﻣﺣﺎوﻻت اﻟﺧﻳرﻳن ﻟﻔﺳﺦ ﻫذا اﻟزواج اﻟظﺎﻟم ﻟﻠزوﺟﺔ ﺗﺑوء ﺑﺎﻟﻔﺷﻝ ‪.‬‬
‫وﻣـﻊ ﻫـذا وذاك ﻓﻘـد ﺣﻛﻣـت اﻟﻣﺣﻛﻣـﺔ ﺑﻔﺳـﺦ اﻟــزواج ﻟﻛراﻫﻳـﺔ اﻟزوﺟـﺔ ﻟﻠـزوج واﺳـﺗﻧدت اﻟﻣﺣﻛﻣـﺔ ﻓــﻲ‬
‫ذﻟــك إﻟــﻰ اﻟﻣــﺎدة )‪ (54‬ﻣــن ﻗــﺎﻧون اﻷﺣ ـواﻝ اﻟﺷﺧﺻــﻳﺔ ﺑﺎﻋﺗﺑــﺎرﻩ اﻟﻘــﺎﻧون اﻟــوطﻧﻲ اﻟواﺟــب اﻟﺗطﺑﻳــق‬
‫ﻋﻠﻰ ﻛﻝ اﻟﻣواطﻧﻳن اﻟﻳﻣﻧﻳﻳن ﺑﻣـن ﻓـﻳﻬم اﻟـزوﺟﻳن اﻟﻳﻬـودﻳﻳن ‪ ,‬وﻫـذا رأي ﻓﻘﻬـﻲ ﺟدﻳـد ﻳﺧـﺎﻟف اﻟـرأي‬
‫اﻟﻔﻘﻬــﻲ اﻟﻣﻌﻣــوﻝ ﺑﻬــﺎ ﺑﺎﻟﻧﺳــﺑﺔ ﻟﻠﻣ ـواطﻧﻳﻳن ﻏﻳــر اﻟﻣﺳــﻠﻣﻳن اﻟــذﻳن ﻳﻌﻳﺷــون ﻓــﻲ ﺑــﻼد اﻹﺳــﻼم ﺣﻳــث‬
‫ﻳذﻫب اﻟـرأي اﻟﻔﻘﻬـﻲ اﻟﺳـﺎﺋد إﻟـﻰ أن اﻷﺣﻛـﺎم اﻟﻣﻠﻳـﺔ ﻟﻠـدﻳﺎﻧﺎت اﻷﺧـرى ﻫـﻲ اﻟواﺟﺑـﺔ اﻟﺗطﺑﻳـق ﻋﻠـﻳﻬم‬
‫ﺑﺎﻋﺗﺑﺎرﻫﺎ أﺣﻛﺎم ﻣﻠﻳﺔ وﺷﺧﺻﻳﺔ ‪.‬‬
‫وﺗﺑﻌﺎً ﻟذﻟك ﻓﻬذا اﻟﺣﻛم ﻣﻊ ﻛوﻧﻪ اﺑﺗداﺋﻳﺎً إﻻ أﻧﻪ ﻗد ﻛرس رأﻳﺎً ﻓﻘﻬﻳـﺎً ﺟدﻳـداً ﻳﺣﻔـظ ﺣـق اﻟﻧﺳـﺎء ﻏﻳـر‬
‫اﻟﻣﺳـ ـﻠﻣﺎت ﻓ ــﻲ ﺗﻘرﻳ ــر ﻣﺻ ــﻳر زﻳﺟ ــﺎﺗﻬن اﻟﻔﺎﺷ ــﻠﺔ واﻹﻓ ــﻼت ﻣ ــن ﺑـ ـراﺛن اﻷزواج اﻟﻣﺿ ــﺎرﻳن اﻟ ــذﻳن‬
‫ﻳﺗﻌﻣدون ﺗﻌﻠﻳق اﻟزوﺟﺎت ﺑﺣﻳث ﻻ ﻳﻛن زوﺟﺎت ﺣﻘﻳﻘﺎت وﻻ ﻣطﻠﻘﺎت ‪.‬‬
 ‫‪- 55 -‬‬

‫وﻟذﻟك ﻓﻬذا اﻟﺣﻛم ﻳﻌـد ﻋﻼﻣـﺔ ﻣﺿـﻳﺋﺔ وﻓﻘـﺎً ﻟﻠﻣﻌـﺎﻳﻳر اﻟﻣﻌﺗﻣـدة ﻓـﻲ اﻟد ارﺳـﺔ ﻻﺧﺗﻳـﺎر اﻷﺣﻛـﺎم اﻟﺗـﻲ‬
‫ﺗﻌد ﻋﻼﻣﺎت ﻣﺿﻳﺋﺔ ‪.‬‬
 ‫‪- 56 -‬‬

‫‪ (24‬اﻟﺣﻛــــم أﻻﺳــــﺗﺋﻧﺎﻓﻲ اﻟﻧﻬــــﺎﺋﻲ اﻟﺻــــﺎدر ﻋــــن ﻣﺣﻛﻣــــﺔ اﺳــــﺗﺋﻧﺎف ﻣﺣــــﺎﻓظﺗﻲ ﺻــــﻧﻌﺎء واﻟﺟــــوف‬
‫ﺑﺗــﺎرﻳﺦ‪2009/3/28‬م اﻟــذي ﻛــرس رأﻳ ـﺎً ﻓﻘﻬﻳ ـﺎً ﺟدﻳــداً ﻣﻔــﺎدﻩ )أن ﻋــدم ﻣﺗﺎﺑﻌــﺔ اﻟﻣ ـرأة ﻹﺟ ـراءات‬
‫دﻋواﻫــﺎ ﻟﻠﻣطﺎﻟﺑــﺔ ﺑﺣﻘوﻗﻬــﺎ اﻟﻣﺗرﺗﺑــﺔ ﻋﻠــﻰ اﻟﻌﻼﻗــﺔ اﻟزوﺟﻳــﺔ ﻻ ﻳﻌطــﻲ ﻟﻠﻣﺣﻛﻣــﺔ اﻟﺣــق ﻓــﻲ أن‬
‫ﺗﺗﺟﺎﻫﻝ ﺣﻘوق اﻟﻣـرأة اﻟﺗـﻲ ﺗطﺎﻟﺑﻬـﺎ ﻓـﻲ دﻋواﻫـﺎ( ﻛﻣـﺎ ﻛـرس ﻫـذا اﻟﺣﻛـم رأﻳـﺎً ﻓﻘﻬﻳـﺎً ﺟدﻳـداً أﺧـر‬
‫ﻣﻔــﺎدﻩ )ﺟـواز ﻗﺑــوﻝ اﻟﻣﺣﻛﻣــﺔ واﻋﺗﻣﺎدﻫــﺎ ﻋﻠــﻰ إﻓــﺎدة اﻟﺻــﻐﻳرة ﻟﻠﺗﺄﻛــد ﻣــن رﺿــﺎﺋﻬﺎ ﺑــﺎﻟزواج ﻣــن‬
‫ﻋدﻣﻪ إذا ﻛﺎن ﻓﻲ ذﻟك ﻣﺻﻠﺣﺔ ﻟﻠﺻﻐﻳرة(‪:‬‬
‫وﺧﻼﺻﺔ وﻗﺎﺋﻊ وﺣﻳﺛﻳﺎت ﻫذا اﻟﺣﻛـم أن اﻣـرأة ﺗﻘـدﻣت ﺑـدﻋواﻫﺎ أﻣـﺎم اﻟﻣﺣﻛﻣـﺔ اﻻﺑﺗداﺋﻳـﺔ اﻟﻣﺧﺗﺻـﺔ‬
‫ﻣدﻋﻳﺔ ﺑﺄﻧﻬﺎ ﻣرﺿت ﻣرﺿﺎً ﺷدﻳداً ﻓﻲ ﺑﻳت اﻟزوﺟﻳﺔ وﻗد رﻓض زوﺟﻬﺎ ﺣﻳﻧﺋـذ أن ﻳﻌﺎﻟﺟﻬـﺎ ‪ ,‬ﻟـذﻟك‬
‫ﻓﻘــد ﺗﺣﺎﻣﻠــت ﻋﻠــﻰ ﻧﻔﺳــﻬﺎ وﻏــﺎدرت ﻣﻧــزﻝ اﻟزوﺟﻳــﺔ ذاﻫﺑــﺔ إﻟــﻰ ﺑﻳــت أﺑﻳﻬــﺎ ﻛــﻲ ﻳﺗــوﻟﻰ ﻋﻼﺟﻬــﺎ ‪,‬‬
‫وﺑﺎﻟﺗــﺎﻟﻲ ﻗــﺎم أﺑوﻫــﺎ ﺑﻌﻼﺟﻬــﺎ واﻹﻧﻔــﺎق ﻋﻠﻳﻬــﺎ ‪ ,‬وﻷﻧﻬــﺎ ﻛﺎﻧــت ﺣــﺎﻣﻼً ﻓــﻲ ﺗﻠــك اﻷﺛﻧــﺎء ﻓﻘــد وﺿــﻌت‬
‫ﺣﻣﻠﻬﺎ ﻓﻲ ﺑﻳـت أﺑﻳﻬـﺎ اﻟـذي ﺗﻛﺑـد ﻋـﻼج وﻣﺻـﺎرﻳف اﻟـوﻻدة ‪ ,‬وﻓـﻲ ﻫـذﻩ اﻷﺛﻧـﺎء ﻗـﺎم اﻟـزوج ﺑطﻼﻗﻬـﺎ‬
‫ﺗﻬرﺑﺎً ﻣن ﺗﻛﺎﻟﻳف اﻟﻌﻼج واﻟوﻻدة واﻟﻧﻔﻘﺔ وﻛذا ﺗﻬرﺑﺎً ﻣن ﺗﻧﻔﻳذ اﺗﻔﺎق ﺳﺎﺑق ﺑـﻳن أﺑﻳﻬـﺎ وﺑـﻳن ﻣطﻠﻘﻬـﺎ‬
‫ﻛﺎن ﻳﻘﺿﻲ ﺑزواج أﺧت اﻟﻣطﻠق اﻟﻣدﻋﻰ ﻋﻠﻳـﻪ )ﻋﻣرﻫـﺎ ﺛﻣـﺎن ﺳـﻧوات( ﺑـﺄخ اﻟﻣطﻠﻘـﺔ ‪ ,‬وﻓـﻲ ﺳـﻳﺎق‬
‫رد اﻟﻣطﻠــق ﻋﻠــﻰ دﻋــوى ﻣطﻠﻘﺗــﻪ أﻗــر ﺑﻛــﻝ ﻣــﺎ ورد ﻓــﻲ اﻟــدﻋوى ‪ ,‬وﻣــﻊ ذﻟــك ﻓﻘــد ﺣﻛﻣــت اﻟﻣﺣﻛﻣــﺔ‬
‫اﻻﺑﺗداﺋﻳــﺔ ﺑﺗــﺎرﻳﺦ ‪2008/3/1‬م ﺑﻌــدم ﻗﺑــوﻝ دﻋــوى اﻟﻣطﻠﻘــﺔ ﻷن اﻟزوﺟــﺔ ﻟــم ﺗـواﻟﻲ اﻹﺟـراءات أﻣــﺎم‬
‫اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ وﻟم ﺗواﺻﻝ ﺗﻠك اﻹﺟراءات ﺣﺳﺑﻣﺎ ورد ﻓﻲ ﺣﻳﺛﻳﺎت ذﻟك اﻟﺣﻛم‪ -‬ﻟذﻟك ﻓﻘد طﻌﻧـت اﻟﻣـرأة‬
‫اﻟﻣطﻠﻘــﺔ ﻓ ـﻲ ذﻟــك اﻟﺣﻛــم أﻣــﺎم ﻣﺣﻛﻣــﺔ اﻻﺳــﺗﺋﻧﺎف اﻟﻣﺧﺗﺻــﺔ اﻟﺗــﻲ ﺣﻛﻣــت ﺑﺗــﺎرﻳﺦ ‪2009/3/28‬م‬
‫وﺑﻌد اﻷﺧذ واﻟرد واﻟﻣراﻓﻌﺔ واﻟﻣداﻓﻌﺔ واﻟدراﺳﺔ واﻟﻣداوﻟﺔ ﺣﻛﻣت اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ اﻻﺳﺗﺋﻧﺎﻓﻳﻪ ﺑﺈﻟﻐـﺎء اﻟﺣﻛـم‬
‫اﻻﺑﺗداﺋﻲ ﺑدﻻَ ﻋﻧﻪ ﺣﻛﻣـت ﺑﺄﻧـﻪ ﻳﺟـب ﻋﻠـﻰ اﻟرﺟـﻝ اﻟﻣطﻠـق أن ﻳـدﻓﻊ ﻧﻔﻘـﺔ ﻣطﻠﻘﺗـﻪ ﻋـن ﻣـدة اﻟﺳـﺗﺔ‬
‫اﻷﺷــﻬر اﻟﺳــﺎﺑﻘﺔ ﻟﻠطــﻼق وﻧﻔﻘــﺔ اﻟﻌــدة وﻛــذا ﻧﻔﻘــﺔ طﻔﻠﺗــﻪ وذﻟــك ﺑﻣﺑﻠــﻎ إﺟﻣــﺎﻟﻲ ﻗــدرﻩ ﺗﺳــﻌﺔ وﺗﺳــﻌون‬
‫أﻟــف ﷼ ﻳﻣﻧــﻲ وﻛــذا ﻳﺟــب ﻋﻠــﻰ اﻟﻣطﻠــق أن ﻳﺳــﻠم ﻟﻣطﻠﻘﺗــﻪ ﺗﻛــﺎﻟﻳف ﻋــﻼج ﻣطﻠﻘﺗــﻪ ﺑﻌــد اﻟــوﻻدة‬
‫وﻛ ــذﻟك ﻣﺑﻠ ــﻎ ﻣﺎﺋ ــﺔ وﺛﻣﺎﻧﻳ ــﺔ وﻋﺷ ــرون أﻟ ــف ﷼ ﻳﻣﻧ ــﻲ وﺑﺎﻹﺿ ــﺎﻓﺔ إﻟ ــﻰ ذﻟ ــك ﻓﻘ ــد ﻗﺿ ــﻰ اﻟﺣﻛ ــم‬
‫أﻻﺳــﺗﺋﻧﺎﻓﻲ ﺑــﺑطﻼن اﻻﺗﻔــﺎق اﻟﻣﺑــرم ﻓﻳﻣــﺎ ﺑــﻳن واﻟــد اﻟﻣطﻠﻘــﺔ واﻟﻣطﻠــق واﻟــذي ﻗﺿــﻰ ﺑﺗــزوﻳﺞ أﺧــت‬
‫اﻟﻣطﻠق اﻟﺻﻐﻳرة )‪ 8‬ﺳﻧﻳن( ﺑﺄخ اﻟﻣطﻠﻘﺔ‪.‬‬
‫وﻗــد ﻛــرس ﻫــذا اﻟﺣﻛــم ﻓــﻲ ﺣﻳﺛﻳﺎﺗ ـﻪ وﻣﻧطوﻗ ـﻪ أرﻳ ـﺎً ﻓﻘﻬﻳ ـﺎً ﺟدﻳــداً ﻣﻔــﺎدﻩ )ﻋــدم اﺷــﺗراط ﻣ ـواﻻة اﻟﻣ ـرأة‬
‫وﻣﺗﺎﺑﻌﺗﻬــﺎ ﻹﺟ ـراءات اﻟﻣﺣﻛﻣــﺔ طﺎﻟﻣــﺎ وﺣﻘــوق اﻟﻣ ـرأة اﻟﻣدﻋﻳــﺔ ﺛﺎﺑﺗــﺔ( وﻫــذا اﻟ ـرأي اﻟﻔﻘﻬــﻲ ﺟدﻳــد ﺗــم‬
 ‫‪- 57 -‬‬

‫ﺗﻛرﻳﺳﻪ ﻓﻲ ﻫذا اﻟﺣﻛم ﺧﻼﻓﺎً ﻟﻠرأي اﻟﻔﻘﻬﻲ اﻟﺳﺎﺋد اﻟذي ﻳﺷـﺗرط إﺻـرار اﻟﻣـدﻋﻲ ﻋﻠـﻰ دﻋـواﻩ ﺣﺗـﻰ‬
‫ﻓﻘﻝ ﺑﺎب اﻟﻣراﻓﻌﺔ ‪ -‬ﻛﻣﺎ أن ﻫذا اﻟﺣﻛم ﻗد ﻛرس رأﻳﺎً ﻓﻘﻬﻳﺎً ﺟدﻳداً ﻓﻳﻣـﺎ ﻳﺗﻌﻠـق ﺑﺎﻷﺧـذ ﺑﻘـوﻝ اﻟطﻔﻠـﺔ‬
‫اﻟﺻﻐﻳرة واﻻﻋﺗﻣﺎد ﻋﻠﻳﻪ ﻣن ﺣﻳـث اﻟرﺿـﺎ ﺑـﺎﻟزواج ﻣـن ﻋدﻣـﻪ ‪ ,‬ﻓـﻲ ﺣـﻳن أن اﻟـرأي اﻟﻔﻘﻬـﻲ اﻟﺳـﺎﺋد‬
‫اء ﻛﺎﻧــت اﻟﻌﺑــﺎرة إﻳﺟﺎﺑ ـﺎً أو ﻗﺑــوﻻً ﻛــون اﻟﺻــﻐﻳر ﻟــﻳس أﻫ ـﻼً ﻟﻠﻘﺑــوﻝ أو‬
‫ﻻ ﻳﻌﺗــد ﺑﻌﺑــﺎرة اﻟﺻــﻐﻳر ﺳ ـو ً‬
‫اﻹﻳﺟﺎب أو اﻟﺷﻬﺎدة ‪ ,‬وﺑﻣﺎ أن ﻫذا اﻟﺣﻛم ﻗد ﻛرس ﻫـذﻳن اﻟـرأﻳﻳن اﻟﻔﻘﻬـﻳن اﻟﺟدﻳـدﻳن‪ ,‬وﺑﻣـﺎ أن ﻫـذا‬
‫اﻟﺣﻛم ﻗد ﺻﺎر ﻧﻬﺎﺋﻳﺎً ﺑﻌدم اﻟطﻌن ﺑـﻪ ﺑـﺎﻟﻧﻘض ‪ ,‬وﺑﻣـﺎ أن اﻟﻣﻌـﺎﻳﻳر اﻟﻣﻌﺗﻣـدة ﻓـﻲ اﻟد ارﺳـﺔ ﻻﺧﺗﻳـﺎر‬
‫اﻷﺣﻛــﺎم اﻟﺗــﻲ ﺗﻌــد ﻣﺿــﻳﺋﺔ ﻗــد اﻋﺗﺑــرت اﻷﺣﻛــﺎم اﻟﺗــﻲ ﺗﻛــرس اﻵراء اﻟﻔﻘﻬﻳــﺔ اﻟﺟدﻳــدة ﻣــن اﻷﺣﻛــﺎم‬
‫اﻟﻣﺿﻳﺋﺔ ﻟذﻟك ﻓﺈن ﻫذا اﻟﺣﻛم ﻳﻌد ﻣن اﻷﺣﻛﺎم اﻟﺗﻲ ﺗﻌد ﻋﻼﻣﺎت ﻣﺿﻳﺋﺔ ‪.‬‬
‫‪ (25‬اﻟﺣﻛم اﻻﺳﺗﺋﻧﺎﻓﻲ اﻟﻧﻬﺎﺋﻲ اﻟﺻﺎدر ﻋن ﻣﺣﻛﻣﺔ اﺳﺗﺋﻧﺎف ﺗﻌز ﺑﺗﺎرﻳﺦ ‪2009/2/2‬م واﻟذي ﻛـرس‬
‫رأﻳﺎً ﻓﻘﻬﻳﺎً ﺟدﻳداً ﻣﻔﺎدﻩ ) ﻣﺟرد ﻋـدم إﻧﻔـﺎق اﻟـزوج ﻋﻠـﻰ زوﺟﺗـﻪ دﻟﻳـﻝ ﻋﻠـﻰ ﺗﻣـردﻩ ﻋـن اﻷﻧﻔـﺎق‬
‫وﺗﻣردﻩ ﻋن اﻟﻛﺳب ( ‪:‬‬
‫وﺧﻼﺻــﺔ وﻗــﺎﺋﻊ وﺣﻳﺛﻳــﺎت ﻫــذا اﻟﺣﻛــم وﺧﻠﻔﻳﺎﺗــﻪ أن ﻗــﺎﻧون اﻷﺣ ـواﻝ اﻟﺷﺧﺻــﻳﺔ اﻟﻳﻣﻧــﻲ ﻳــﻧص ﻋﻠــﻰ‬
‫ﺳﺑب ﻓرﻳد ﻳﺣق ﻟﻠزوﺟﺔ ﻋﻧد ﺗﺣﻘق ﻫذا اﻟﺳـﺑب أن ﺗطﻠـب ﻣـن اﻟﻣﺣﻛﻣـﺔ ﻓﺳـﺦ ﻋﻘـد ﻧﻛﺎﺣﻬـﺎ ‪ ,‬وﻫـذا‬
‫اﻟﺳــﺑب ﻫــو ﺗﻣــرد اﻟــزوج ﻋــن اﻷﻧﻔــﺎق أو ﺗﻣــردﻩ ﻋــن اﻟﻛﺳ ـب ﺣﻳــث ﻧﺻــت اﻟﻣــﺎدة )‪ (50‬ﻋﻠــﻰ أﻧــﻪ‬
‫)ﻟزوﺟــﺔ اﻟﻣﺗﻣــرد ﻋــن اﻷﻧﻔــﺎق ﻓــﻲ ﺣﺎﻟــﺔ اﻷﻳﺳــﺎر اﻟﻔﺳــﺦ إذا ﺗﻌــذر اﺳــﺗﻳﻔﺎء ﺣﻘﻬــﺎ ﻓــﻲ اﻟﻧﻔﻘــﺔ ﻣﻧــﻪ أو‬
‫ﻣن ﻣﺎﻟﻪ( وﻧﺻت اﻟﻣﺎدة )‪ (51‬ﻋﻠﻰ أﻧﻪ ) ﻟزوﺟـﺔ اﻟﻣﻌﺳـر ﻋـن اﻷﻧﻔـﺎق اﻟﻣﺗﻣـرد ﻋـن اﻟﻛﺳـب وﻫـو‬
‫ﻗﺎدر ﻋﻠﻳﻪ أو اﻟﻌﺎﺟز ﻋﻧﻪ اﻟﻔﺳﺦ إذا أﻣﺗﻧﻊ ﻋن اﻟطﻼق ( واﻟـرأي اﻟﻔﻘﻬـﻲ اﻟﺳـﺎﺋد ﻓـﻲ اﻟـﻳﻣن ﻳـذﻫب‬
‫أن طﻠــب اﻟزوﺟــﺔ ﻓﺳــﺦ ﻧﻛﺎﺣﻬــﺎ ﻟﺗﻣــرد زوﺟﻬــﺎ ﻋــن اﻷﻧﻔــﺎق ﻋﻠﻳﻬــﺎ ﻓــﻲ ﺣﺎﻟــﺔ اﻷﻳﺳــﺎر ﻳﻘﺗﺿــﻲ ﻣــن‬
‫اﻟزوﺟــﺔ إﺛﺑــﺎت أﻣ ـرﻳن اﻷوﻝ ﺗﻣــرد اﻟــزوج ﻋــن اﻷﻧﻔــﺎق ﻋﻠﻳﻬــﺎ ‪ ,‬واﻟﺛــﺎﻧﻲ إﺛﺑــﺎت أن زوﺟﻬــﺎ ﻣوﺳ ـ اًر‬
‫وﻳﺗﻌــذر ﻫــذا اﻹﺛﺑــﺎت ﻋﻠــﻰ ﻛﺛﻳــر ﻣــن اﻟزوﺟــﺎت ﻫــذا ﻣــن ﻧﺎﺣﻳــﺔ ‪ ،‬وﻛــذﻟك اﻟﺣــﺎﻝ ﺑﺎﻟﻧﺳــﺑﺔ ﻟزوﺟــﺔ‬
‫اﻟﻣﻌﺳر ﻋن اﻷﻧﻔـﺎق اﻟﻣﺗﻣـرد ﻋـن اﻟﻛﺳـب وﻫـو ﻗـﺎدر ﻋﻠﻳـﻪ ﺣﺳـﺑﻣﺎ ورد ﻓـﻲ اﻟﻣـﺎدة )‪ (51‬ﺣﻳـث أن‬
‫اﻟزوﺟﺔ إذا أرادت ﻓﺳـﺦ ﻋﻘـد ﻧﻛﺎﺣﻬـﺎ ﻓـﻲ ﻫـذﻩ اﻟﺣﺎﻟـﺔ ﻓـﻼ ﺗﻘﺑـﻝ دﻋواﻫـﺎ وﻻ ﻳﺳـﺗﺟﺎب ﻟطﻠﺑﻬـﺎ إﻻ إذا‬
‫أﺛﺑﺗــت أﻣـرﻳن اﻷوﻝ إﺛﺑــﺎت ﺗﻣــرد اﻟــزوج ﻋــن اﻟﻛﺳــب ‪ ,‬واﻟﺛــﺎﻧﻲ إﺛﺑــﺎت أن اﻟــزوج ﻗــﺎدر ﻋﻠــﻰ اﻟﻌﻣــﻝ‬
‫وﻫذا اﻹﺛﺑﺎت ﻣﺗﻌذر أﻳﺿﺎً ﻋﻠﻰ ﻛﺛﻳر ﻣن اﻟﻧﺳﺎء ‪.‬‬
‫واﻟﺣﻛــم اﻟــذي ﻧﺣــن ﺑﺻــدد ﺗﺣﻠﻳﻠــﻪ واﻟﺗﻌﻠﻳــق ﻋﻠﻳــﻪ ﻟــم ﻳﺄﺧــذ ﺑــﺎﻟرأي اﻟﻔﻘﻬــﻲ اﻟﺳــﺎﺋد ﻓــﻲ ﻓﻬــم اﻟﻧﺻــﻳن‬
‫اﻟﻘﺎﻧوﻧﻳﻳن اﻟﺳﺎﻟف ذﻛرﻫﻣﺎ )‪ (50،51‬أﺣواﻝ ﺷﺧﺻﻳﺔ إذ أن ﻫـذا اﻟﺣﻛـم ﻗـد ﻛـرس أرﻳـﺎً ﻓﻘﻬﻳـﺎً ﺟدﻳـداً‬
 ‫‪- 58 -‬‬

‫ﻣﻔﺎدﻩ )أن ﻣﺟرد ﻋدم أﻧﻔﺎق اﻟزوج ﻋﻠﻰ زوﺟﺗﻪ دﻟﻳﻝ ﻋﻠﻰ ﺗﻣـردﻩ ﻋـن اﻷﻧﻔـﺎق وﺗﻣـردﻩ ﻋـن اﻟﻛﺳـب‬
‫وﻫــو ﻗــﺎدر ﻋﻠــﻰ اﻟﻌﻣــﻝ( وﻫــذا اﻟ ـرأي اﻟﻔﻘﻬــﻲ اﻟﺟدﻳــد ﺟﻌــﻝ ﻋــدم اﻷﻧﻔــﺎق دﻟﻳــﻝ ﻗــﺎطﻊ ﻋﻠــﻰ ﺗﻣــرد‬
‫اﻷزواج ﻋــن اﻷﻧﻔــﺎق وﻓــﻲ اﻟوﻗــت ذاﺗــﻪ دﻟﻳــﻝ ﻗــﺎطﻊ ﻋﻠـﻰ ﺗﻣــرد اﻟــزوج ﻋــن اﻟﻛﺳــب ﻣــﻊ ﻗدرﺗــﻪ ﻋﻠــﻰ‬
‫اﻟﻌﻣﻝ – وﻫذا اﻟرأي اﻟﻔﻘﻬﻲ اﻟﺟدﻳد ﻣﻔﻳد ﻟﻠﻐﺎﻳﺔ ﻟﻠزوﺟﺎت إذ أﻧﻪ ﻳﻌﻔﻳﻬن ﻣن ﻋب إﺛﺑﺎت ﺗﻣرد ﻋن‬
‫اﻷﻧﻔــﺎق ٕواﺛﺑــﺎت إﻳﺳــﺎر اﻷزواج وﻛــذا إﺛﺑــﺎت ﺗﻣــرد اﻷزواج ﻋــن اﻷﻧﻔــﺎق وﺗﻣــردﻫم ﻋــن اﻟﻛﺳــب ﻣــﻊ‬
‫ﻗدرﺗﻬم ﻋﻠﻰ اﻟﻌﻣﻝ ‪.‬‬
‫وﻣــن ﻫــذا اﻟﻣﻧطﻠــق وﻋﻠــﻰ ﻫــذا اﻷﺳــﺎس ﺗظﻬــر ﺑﺟــﻼء ﺗــﺎم إﺿــﺎءة ﻫــذا اﻟﺣﻛــم وﺑزوﻏــﻪ – ﺣﻳــث‬
‫ﺗﻘدﻣت إﺣـدى اﻟزوﺟـﺎت إﻟـﻰ اﻟﻣﺣﻛﻣـﺔ اﻻﺑﺗداﺋﻳـﺔ اﻟﻣﺧﺗﺻـﺔ ﺑـدﻋوى طﻠﺑـت ﻓﻳﻬـﺎ ﻓﺳـﺦ ﻋﻘـد ﻧﻛﺎﺣﻬـﺎ‬
‫ﻣــن زوﺟﻬــﺎ اﻟﻣﺗﻣــرد ﻋــن اﻷﻧﻔــﺎق ﻋﻠﻳﻬــﺎ ﻟﻣــدة أرﺑــﻊ ﺳــﻧﻳن وﻟﺗﻣــرد اﻟــزوج ﻋــن اﻟﻛﺳــب ﻣــﻊ أﻧــﻪ ﻗــﺎدر‬
‫ﻋﻠﻰ اﻟﻌﻣﻝ ‪ ,‬وﺑﻌد اﻷﺧذ واﻟرد ﻓﻳﻣﺎ ﺑـﻳن اﻟزوﺟـﺔ اﻟﻣدﻋﻳـﺔ وزوﺟﻬـﺎ اﻟﻣـدﻋﻰ ﻋﻠﻳـﻪ وﻟﻌﺟـز اﻟزوﺟـﺔ‬
‫اﻟﺗﻌﻳﺳــﺔ ﻋــن إﺛﺑــﺎت ﺗﻣــرد اﻟــزوج ﻋــن اﻷﻧﻔــﺎق ٕواﻳﺳــﺎرﻩ وﺗﻣــردﻩ ﻋــن اﻟﻛﺳــب ﻣــﻊ ﻗدرﺗــﻪ ﻋﻠــﻰ اﻟﻌﻣــﻝ‬
‫ﻟذﻟك ﺣﻛﻣت اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ اﻻﺑﺗداﺋﻳﺔ ﺑﺗﺎرﻳﺦ‪2008/3/3‬م ﺑﻌدم ﺗوﻓر أﺳﺑﺎب اﻟﻔﺳﺦ ﻓﻲ دﻋـوى اﻟﻣدﻋﻳـﺔ‬
‫ﻟﻌدم اﻟدﻟﻳﻝ ﻋﻠﻳﻪ ﻣن ﻗﺑﻝ اﻟزوﺟﺔ ﺣﺳﺑﻣﺎ ورد ﻓﻲ ﻣﻧطوق اﻟﺣﻛم ‪ ,‬إﻻ أن اﻟزوﺟﺔ اﻟﺑﺎﺋﺳـﺔ ﻟـم ﺗﻘـﻧط‬
‫ﻣ ـ ــن ذﻟ ـ ــك ﺣﻳ ـ ــث ﻗﺎﻣ ـ ــت ﺑ ـ ــﺎﻟطﻌن ﻓ ـ ــﻲ اﻟﺣﻛ ـ ــم اﻻﺑﺗ ـ ــداﺋﻲ أﻣ ـ ــﺎم ﻣﺣﻛﻣ ـ ــﺔ اﻻﺳ ـ ــﺗﺋﻧﺎف اﻟﻣﺧﺗﺻ ـ ــﺔ‬
‫ﺑﺗـ ــﺎرﻳﺦ‪2008/3/26‬م وﺑﻌـ ــد اﻟﻣراﻓﻌـ ــﺔ واﻟﻣداﻓﻌـ ــﺔ واﻷﺧـ ــذ واﻟـ ــرد ﺑـ ــﻳن اﻟزوﺟـ ــﺔ اﻟﻣﺳـ ــﺗﺄﻧﻔﺔ وزوﺟﻬـ ــﺎ‬
‫اﻟﻣﺳﺗﺄﻧف ﺿدﻩ وﺑﻌد دراﺳﺔ اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ اﻻﺳﺗﺋﻧﺎﻓﻳﺔ ﻟﻣﻠف اﻟﻘﺿﻳﺔ ‪ ,‬وﺑﻌـد اﻟﻣداوﻟـﺔ ﺣﻛﻣـت اﻟﻣﺣﻛﻣـﺔ‬
‫ﺑﺗﺎرﻳﺦ ‪2009/2/2‬م ﺑﻘﺑوﻝ دﻋوى اﻟﻔﺳﺦ اﻟﻣرﻓوﻋﺔ ﻣن اﻟزوﺟﺔ اﻟﻣﺳﺗﺄﻧﻔﺔ ﻟﺛﺑوت ﻋـدم إﻧﻔـﺎق اﻟـزوج‬
‫ﻋﻠـﻰ زوﺟﺗــﻪ ‪ ,‬وأن ذﻟـك دﻟﻳــﻝ ﻛـ ٍ‬
‫ـﺎف ﻋﻠـﻰ ﺗﻣــرد اﻟـزوج ﻋــن اﻷﻧﻔــﺎق وﺗﻣـردﻩ ﻋــن اﻟﻛﺳـب ﻣــﻊ ﻗدرﺗــﻪ‬
‫ﻋﻠﻰ اﻟﻌﻣﻝ ‪ ,‬وﻫـذا ﻛﻣـﺎ أﺷـرﻧﺎ ﺳـﺎﺑﻘﺎً أرﻳـﺎً ﻓﻘﻬﻳـﺎً ﺟدﻳـداً ﻳﺧـﺎﻟف اﻟـرأي اﻟﻔﻘﻬـﻲ اﻟﺳـﺎﺋد وﻟﻣـﺎ ﻛـﺎن ﻫـذا‬
‫اﻟﺣﻛـم ﻗـد ﺻـدر وﻟـم ﻳـﺗم اﻟطﻌـن ﺑـﻪ ﺑـﺎﻟﻧﻘض ﺧـﻼﻝ اﻟﻣـدة اﻟﻣﻘـررة ﻗﺎﻧوﻧـﺎً ‪ ,‬ﻟﻣـﺎ ﻛـﺎن ﻫـذا اﻟﺣﻛـم ﻗـد‬
‫ﻛــرس أرﻳ ـﺎً ﻓﻘﻬﻳ ـﺎً ﺟدﻳــداً اﺳــﺗﻔﺎدت ﻣﻧــﻪ اﻟﻣ ـرأة طﺎﻟﺑــﺔ اﻟﻔﺳــﺦ وﺗﺳــﺗﻔﻳد ﻣﻧــﻪ اﻟﻧﺳــﺎء اﻷﺧرﻳــﺎت ‪ ,‬وﻟﻣــﺎ‬
‫ﻛﺎﻧت اﻟﻣﻌﺎﻳﻳر اﻟﻣﻌﺗﻣدة ﻓﻲ اﻟدراﺳﺔ ﻻﺧﺗﻳﺎر اﻷﺣﻛﺎم اﻟﻣﺿﻳﺋﺔ ﺗﻧص ﻋﻠﻰ أن اﻟﺣﻛم اﻟـذي ﻳﻛـرس‬
‫أرﻳ ـﺎً ﻓﻘﻬﻳ ـﺎً ﺟدﻳــداً ﻳﻌــد ﻋﻼﻣــﺔ ﻣﺿــﻳﺋﺔ ‪ ,‬ﻟــذﻟك ﻛﻠــﻪ ﻓﻬــذا اﻟﺣﻛــم ﻣﺣــﻝ ﺗﺣﻠﻳﻠﻧــﺎ وﺗﻌﻠﻳﻘﻧــﺎ ﻳﻌــد ﻋﻼﻣــﺔ‬
‫ﻣﺿﻳﺋﺔ ‪.‬‬
 ‫‪- 59 -‬‬

‫ً‬
‫ﺛﺎﻧﻴﺎ ‪:‬‬

‫ﲢﻠﻴـﻞ ﺍﻷﺣﻜـﺎﻡ ﻭﺍﻟﻘﺮﺍﺭﺍﺕ ﺍﻟﻘﻀﺎﺋﻴﺔ ﰲ ﳎـــﺎﻝ ﺍﳊﻘــﻮﻕ ﺍﳌﺪﻧﻴﺔ ‪:‬‬

‫اﻟﺣﻘــوق اﻟﻣدﻧﻳــﺔ ﻫــﻲ اﻟﺣﻘــوق اﻟﻣﻧﺻــوص ﻋﻠﻳﻬــﺎ ﻓــﻲ اﻟﻘــﺎﻧون اﻟﻣــدﻧﻲ وﻫــﻲ ﻛﺛﻳـرة وﻣﺗﻧوﻋــﺔ ‪ ,‬واﻷﺣﻛــﺎم‬
‫اﻟﻣدﻧﻳﺔ ﻫﻲ اﻷﺣﻛﺎم اﻟﺻﺎدرة ﻋن اﻟﻘﺿﺎء اﻟﻣدﻧﻲ ﺳواء ﻛﺎﻧـت ﺻـﺎدرة ﻋـن اﻟﻘﺎﺿـﻲ اﻟﻣـدﻧﻲ اﻻﺑﺗـداﺋﻲ‬
‫أو اﻟﺷﻌﺑﺔ اﻟﻣدﻧﻳﺔ اﻻﺳﺗﺋﻧﺎﻓﻳﺔ أو اﻟداﺋرة اﻟﻣدﻧﻳﺔ ﺑﺎﻟﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﻌﻠﻳﺎ )ﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﻧﻘض(‪.‬‬
‫وﻫﻧﺎك ﺗداﺧﻝ ﻓﻲ اﻟﻳﻣن ﻓﻳﻣﺎ ﺑﻳن اﻟﻣدﻧﻲ واﻟﺷﺧﺻﻲ ‪ ,‬ﻻن اﻟﻘﺳﻣﺔ اﻟرﺿﺎﺋﻳﺔ واﻟﻘﺿﺎﺋﻳﺔ ﻧظم أﺣﻛﺎﻣﻬـﺎ‬
‫ٕواﺟراءاﺗﻬ ــﺎ اﻟﻘ ــﺎﻧون اﻟﻣ ــدﻧﻲ ﻓ ــﻲ ﺣ ــﻳن أن اﻟﻘﺎﺿ ــﻲ اﻟﻣﺧ ــﺗص ﺑ ــﺈﺟراء اﻟﻘﺳ ــﻣﺔ اﻟﻘﺿ ــﺎﺋﻳﺔ ﻫ ــو ﻗﺎﺿ ــﻲ‬
‫اﻷﺣواﻝ اﻟﺷﺧﺻﻳﺔ وﻟﻳس اﻟﻘﺎﺿﻲ اﻟﻣدﻧﻲ‪.‬‬
‫وﻗــد ﻻﺣظﻧــﺎ أن ﺑﻌــض اﻷﺣﻛــﺎم اﻟﺗــﻲ ﺳــﺑق ﻟﻧــﺎ ﻋرﺿــﻬﺎ وﺗﺣﻠﻳﻠﻬــﺎ ﺿــﻣن اﻷﺣﻛــﺎم اﻟﺷﺧﺻــﻳﺔ ﻫــﻲ ﻣـن‬
‫ﻗﺑﻳﻝ اﻷﺣﻛـﺎم اﻟﻣدﻧﻳـﺔ ﻷﻧﻬـﺎ ﺗﻧﺎوﻟـت ﻣﺳـﺎﺋﻝ ﻣدﻧﻳـﺔ ﻛﺣﻛـم ﺑﻳـﻊ اﻟﻧﺳـﺎء ﻷﻗـﺎرﺑﻬن اﻟـذي ﺳـﺑق ﻟﻧـﺎ ﻋرﺿـﻪ‬
‫وﺗﺣﻠﻳﻠــﻪ ﺿــﻣن اﻷﺣﻛــﺎم اﻟﻘﺿــﺎﺋﻳﺔ اﻟﺷﺧﺻــﻳﺔ ‪ ,‬وﻫــذا ﻳﻔﺳــر ﺳــﺑب ﻛﺛ ـرة اﻷﺣﻛــﺎم اﻟﺷﺧﺻــﻳﺔ اﻟﺳــﺎﺑق‬
‫ﻋرﺿﻬﺎ وﻗﻠﺔ اﻷﺣﻛﺎم اﻟﻣدﻧﻳﺔ اﻟﺗﻲ ﺳﻧﻌرﺿﻬﺎ وﻧﺣﻠﻠﻬﺎ ﻓﻲ ﻫذا اﻟﻣوﺿﻊ ﺿﻣن اﻟﺣﻘوق اﻟﻣدﻧﻳﺔ‪.‬‬
‫وﻹ ازﻟــﺔ اﻟﺗــداﺧﻝ ﻓﻳﻣــﺎ ﺑــﻳن اﻟﻘﺿــﺎء اﻟﺷﺧﺻــﻲ واﻟﻘﺿــﺎء اﻟﻣــدﻧﻲ واﻷﺣﻛــﺎم اﻟﺷﺧﺻــﻳﺔ واﻟﻣدﻧﻳــﺔ ﻓــﻲ ﻫــذﻩ‬
‫اﻟدراﺳﺔ ﻓﻘد اﺗﺑﻌﻧﺎ ﻣﻌﻳﺎ اًر ﻋﻠﻣﻳﺎً وﻋﻣﻠﻳﺎً واﺿـﺣﺎً وﻫـو اﻋﺗﺑـﺎر اﻷﺣﻛـﺎم اﻟﺻـﺎدرة ﻋـن اﻟﻘﺿـﺎء اﻟﺷﺧﺻـﻲ‬
‫أﺣﻛﺎﻣﺎً ﺷﺧﺻﻳﺔ وﻟو ﺗﺿـﻣﻧت ﻣـو ًاد ﻣدﻳﻧـﺔ واﻷﺣﻛـﺎم اﻟﺻـﺎدرة ﻋـن اﻟﻘﺿـﺎء اﻟﻣـدﻧﻲ أﺣﻛﺎﻣـﺎً ﻣدﻧﻳـﺔ وﻟـو‬
‫ﺗﻌرﺿت ﻟﻣواد ﺷﺧﺻﻳﺔ وﻫﻛذا اﻟﺣﺎﻝ ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻸﺣﻛﺎم اﻷﺧرى ﻛﻣﺎ ﺳﻧرى ﻓﻳﻣﺎ ﺑﻌد‪.‬‬
‫وﻣﻊ ﻛﺛرة اﻷﺣﻛﺎم اﻟﻣدﻧﻳﺔ اﻟﺗﻲ ﺗم ﺟﻣﻌﻬﺎ ﻓـﻲ أﺛﻧـﺎء ﻣرﺣﻠـﺔ اﻟﻣﺳـﺢ واﻟﺟﻣـﻊ ﻟﻸﺣﻛـﺎم واﻟﺗـﻲ ﻛـﺎن اﻟﺣﻛـم‬
‫ﻓﻳﻬــﺎ ﻟﺻــﺎﻟﺢ اﻟﻣ ـرأة إﻻ إﻧﻧــﺎ ﻟــم ﻧﺟــد ﻣﻧﻬــﺎ إﻻ إﺣﻛﺎﻣ ـﺎً ﻗﻠﻳﻠــﺔ ﺟــداً ﺗﻧطﺑــق ﻋﻠﻳﻬــﺎ اﻟﻣﻌــﺎﻳﻳر اﻟﻣﻌﺗﻣــدة ﻓــﻲ‬
‫اﻟد ارﺳــﺔ ﻻﺧﺗﻳــﺎر اﻷﺣﻛــﺎم اﻟﺗــﻲ ﺗﻌــد ﻋﻼﻣــﺎت ﻣﺿــﻳﺋﺔ‪ ,‬وﺳــﻧﻌرض وﻧﺣﻠــﻝ ﻫــذﻩ اﻷﺣﻛــﺎم وﻧﻌﻠــق ﻋﻠﻳﻬــﺎ‬
‫ﻋﻠﻰ اﻟﻧﺣو اﻵﺗﻲ‪-:‬‬
‫‪ (1‬اﻟﺣﻛــم اﻟﺻــﺎدر ﻋــن اﻟــداﺋرة اﻟﻣدﻧﻳــﺔ ﺑﺎﻟﻣﺣﻛﻣــﺔ اﻟﻌﻠﻳــﺎ )اﻟــﻧﻘض( ﻓــﻲ ﺟﻠﺳــﺗﻬﺎ اﻟﻣﻧﻌﻘــدة ﺑﺗــﺎرﻳﺦ‬
‫‪2001/10/4‬م ﻓﻲ اﻟطﻌن اﻟﻣدﻧﻲ ﺑﺎﻟﻧﻘض رﻗـم )‪ (110‬ﻟﺳـﻧﺔ ‪1422‬ﻫـــ اﻟـذي أرﺳـﺎ ﻣﺑـدأ ﻋﺎﻣـﺎً‬
‫أو ﻗﺎﻋدة ﻋﺎﻣﺔ ﻣﻔﺎدﻫـﺎ أن )ﺗﻧـﺎزﻝ اﻟﻧﺳـﺎء ﻷﻗـﺎرﺑﻬن ﻋـن ﻧﺻـﻳﺑﻬن ﻣـن اﻹرث ﺑﺎطـﻝ ﻟﻌـدم ذﻛـر‬
‫اﻟﻌوض وﻷن ﺗﺻرﻓﺎت اﻟﻧﺳﺎء ﻷﻗﺎرﺑﻬن ﻣﺣﻝ ﻧظـر ﺣﺗـﻰ ﻟـو ﺗـم ذﻛـر اﻟﻌـوض ﻟﻣـﺎ ﻓـﻲ ذﻟـك ﻣـن‬
‫ﺷﺑﻬﺔ اﻟﺧوف واﻟﺣﻳﺎء(‪:‬‬
 ‫‪- 60 -‬‬

‫وﺧﻼﺻﺔ وﻗﺎﺋﻊ وﺣﻳﺛﻳﺎت ﻫذا اﻟﺣﻛم اﻟﻬﺎم أن إﺣدى اﻟﻧﺳـﺎء ﺗﻧﺎزﻟـت ﻟﻌﻣﻬـﺎ ﻋﻣـﺎ ﻳﺧﺻـﻬﺎ إرﺛـﺎ ﻣـن‬
‫ﺗرﻛﺔ أﺑﻳﻬﺎ ‪ ,‬وﻟم ﻳﻛن ﻫذا اﻟﺗﻧﺎزﻝ ﻋن طﻳﺑﺔ ﻧﻔس وﻟذﻟك ﺷﻌرت اﻟﻣرأة اﻟﻣﺗﻧﺎزﻟﺔ ﺑـﺎﻟظﻠم اﻟـذي ﺣـﺎق‬
‫ﺑﻬﺎ ﻧﺗﻳﺟﺔ ذﻟك اﻟﺗﻧﺎزﻝ وﺷﻌرت ﺑﺣﺎﺟﺗﻬﺎ اﻟﻣﺎﺳﺔ ﻟﻧﺻﻳﺑﻬﺎ ﻣن ﺗرﻛﺔ واﻟدﻫﺎ واﻟـذي ﺳـﺑق ﻟﻬـﺎ اﻟﺗﻧـﺎزﻝ‬
‫ﻋﻧ ــﻪ ﻟﻌﻣﻬ ــﺎ ‪ ,‬وﺑﻌ ــد أن طﺎﻟﺑ ــت ﻋﻣﻬ ــﺎ ﻣـ ـ ار اًر ﺑﺗﺳ ــﻠﻳﻣﻬﺎ ﻧﺻ ــﻳﺑﻬﺎ ﻣ ــن ﺗرﻛ ــﺔ أﺑﻳﻬ ــﺎ وﻟ ــم ﺗﻔﻠ ــﺢ ﺗﻠ ــك‬
‫اﻟﻣطﺎﻟﺑﺎت‪ ,‬ﻗﺎﻣت ﻫذﻩ اﻟﻣرأة ﺑﺗﻘدﻳم دﻋوى أﻣﺎم اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ اﻻﺑﺗداﺋﻳﺔ اﻟﻣﺧﺗﺻﺔ ﻣطﺎﻟﺑﺔ ﺑﻧﺻﻳﺑﻬﺎ ﻓـﻲ‬
‫ـرد اﻟﻣﺗﻧـﺎزﻝ ﻟـﻪ ﻋﻠـﻰ اﻟـدﻋوى ﺑـﺄن اﻟﻣدﻋﻳـﺔ اﻟﺑﺎﻟﻐـﺔ‬
‫اﻹرث ﻣن ﺗرﻛﺔ واﻟـدﻫﺎ طﺑﻘـﺎً ﻷﺣﻛـﺎم اﻟﺷـرﻳﻌﺔ ﻓ ّ‬
‫اﻟﻌﺎﻗﻠﺔ اﻟراﺷدة ﻗد ﺗﻧﺎزﻟت ﻟﻪ ﺻراﺣﺔ وطواﻋﻳﺔ واﺧﺗﻳﺎ اًر ﻋن ﻧﺻﻳﺑﻬﺎ ﻣن ﺗرﻛﺔ واﻟدﻫﺎ ﻟﻌدم ﺣﺎﺟﺗﻬـﺎ‬
‫إﻟﻳﻪ وﻗد ﻣﺿت ﻣدة ﻋﻠﻰ ﻫذا اﻟﺗﻧﺎزﻝ وأﻧﻪ ﻳﻧﺑﻐﻲ ﻋﻠﻰ اﻟﻣدﻋﻳﺔ اﺣﺗرام اﻟﺗﺻرف اﻟذي ﺻدر ﻣﻧﻬـﺎ‬
‫وأﻧﻪ ﻳﻧﺑﻐﻲ ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﺣﻔﺎظ ﻋﻠﻰ اﺳﺗﻘرار اﻟﻣراﻛز اﻟﻘﺎﻧوﻧﻳﺔ اﻟﻣﺗرﺗﺑﺔ ﻋﻠﻰ ذﻟك اﻟﺗﻧـﺎزﻝ‪ ,‬وﺑﻌـد‬
‫اﻟد ارﺳ ــﺔ واﻟﻣراﻓﻌ ــﺔ واﻟﻣداﻓﻌ ــﺔ ﺣﻛﻣ ــت اﻟﻣﺣﻛﻣ ــﺔ اﻻﺑﺗداﺋﻳ ــﺔ ﺑـ ـرﻓض دﻋ ــوى اﻟﻣدﻋﻳ ــﺔ ﻟﺛﺑ ــوت ﺻ ــﺣﺔ‬
‫اﻟﺗﻧــﺎزﻝ اﻟﺻــﺎدر ﻣﻧﻬــﺎ ﻟﻌﻣﻬــﺎ‪ ,‬ﻓﻣــﺎ ﻛــﺎن ﻣــن اﻟﻣدﻋﻳــﺔ إﻻ أن ﻗﺎﻣــت ﺑــﺎﻟطﻌن ﻓــﻲ ﻫــذا اﻟﺣﻛــم أﻣــﺎم‬
‫ﻣﺣﻛﻣــﺔ اﻻﺳــﺗﺋﻧﺎف اﻟﻣﺧﺗﺻــﺔ واﻟﺗــﻲ ﺣﻛﻣــت ﺑﻌــد اﻟد ارﺳــﺔ واﻟﻣداوﻟــﺔ ﺑﻌــدم ﺻــﺣﺔ ﺗﻧــﺎزﻝ اﻟﻣـرأة ﻋـن‬
‫ﻧﺻـﻳﺑﻬﺎ ﻣــن اﻹرث ﻣــن ﺗرﻛـﺔ أﺑﻳﻬــﺎ‪ ,‬ﻓﻠــم ﻳﻘﺑــﻝ اﻟﻣﺗﻧـﺎزﻝ ﻟــﻪ ﺑﻬــذا اﻟﺣﻛــم ﺣﻳـث ﻗــﺎم ﺑــﺎﻟطﻌن ﺑــﺎﻟﻧﻘض‬
‫ﻓﻲ ﻫذا اﻟﺣﻛم أﻣﺎم اﻟداﺋرة اﻟﻣدﻧﻳـﺔ ﺑﺎﻟﻣﺣﻛﻣـﺔ اﻟﻌﻠﻳـﺎ اﻟﺗـﻲ ﺣﻛﻣـت ﺑﻌـد اﻟد ارﺳـﺔ واﻟﺗﻣﺣـﻳص ﻷوراق‬
‫اﻟﻘﺿــﻳﺔ ﺑﺗﺄﻳﻳــد اﻟﺣﻛــم اﻻﺳــﺗﺋﻧﺎﻓﻲ اﻟــذي ﻗﺿــﻰ ﺑﻌــدم ﺻــﺣﺔ ﺗﻧــﺎزﻝ اﻟﻣ ـرأة ﻋــن ﻧﺻــﻳﺑﻬﺎ ﻣــن اﻹرث‬
‫ﻟﻌﻣﻬﺎ وﻋﻠﻠت اﻟداﺋرة ﺣﻛﻣﻬﺎ ﺑﻌدم ﺻﺣﺔ اﻟﺗﻧﺎزﻝ ﻷن وﺛﻳﻘﺔ اﻟﺗﻧﺎزﻝ ﻟم ُﻳـذﻛر ﻓﻳﻬـﺎ ﻣﻘﺎﺑـﻝ اﻟﺗﻧـﺎزﻝ أو‬
‫ﻣﺎ ﻳﺳﻣﻰ ﺑﺎﻟﻌوض إﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ أن ﺗﻧـﺎزﻝ اﻟﻧﺳـﺎء ﻷﻗـﺎرﺑﻬن ﻣﺣـﻝ ﻧظـر ﻟﻣـﺎ ﻳﺷـوب ﻓـﻲ اﻟﻐﺎﻟـب ﻫـذا‬
‫اﻟﺗﻧﺎزﻝ ﻣن ﺷﺑﻬﺔ ﺧوف اﻟﻧﺳﺎء وﺣﻳﺎﺋﻬن‪.‬‬
‫وﻗد أرﺳﻰ ﻫذا اﻟﺣﻛم اﻟﻬﺎم ﻣﺑدأً ﻋﺎﻣﺎً وﻗﺎﻋدة ﻫﺎﻣﺔ وﻋﺎﻣﺔ ﻣﻔﺎدﻫﺎ) ﻋـدم ﺻـﺣﺔ ﺗﻧـﺎزﻝ اﻟﻧﺳـﺎء ﻋـن‬
‫ﺣﻘﻬــن ﻟﻸﻗــﺎرب ﺑــدون ﻋــوض وﻟﻣــﺎ ﻳﺷــوب ﻫــذا اﻟﺗﻧــﺎزﻝ ﻣــن ﺧــوف وﺣﻳــﺎء ﻳــؤﺛر ﻋﻠــﻰ ﺻــﺣﺔ ﻫــذا‬
‫اﻟﺗﻧﺎزﻝ( وﻗد ﻗﺎﻣت اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﻌﻠﻳﺎ ﺑﺎﻟﻳﻣن )ﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﻧﻘض( ﺑﻧﺷر ﻫذا اﻟﻣﺑدأ اﻟﻬﺎم أو ﻫـذﻩ اﻟﻘﺎﻋـدة‬
‫اﻟﻬﺎﻣــﺔ واﻟﻌﺎﻣــﺔ وذﻟــك ﺿــﻣن اﻟﻣﺑــﺎدئ واﻟﻘواﻋــد اﻟﻘﺿــﺎﺋﻳﺔ اﻟﻣﻧﺷــورة ﻓــﻲ اﻟﻌــدد اﻟﺛــﺎﻧﻲ اﻟﺟــزء اﻷوﻝ‬
‫ﺻـ‪ 236‬اﻟﺻﺎدر ﻋن اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﻌﻠﻳﺎ ﻋﺎم‪2005‬م ‪.‬‬
‫وﻻﺷــك أن ﻫــذا اﻟﻣﺑــدأ أو اﻟﻘﺎﻋــدة اﻟﻬﺎﻣــﺔ ﻗــد ارﻋــت اﻟظــروف اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻳــﺔ واﻷﺳ ـرﻳﺔ ﻟﻠﻣ ـرأة اﻟﻳﻣﻧﻳــﺔ‬
‫ووﻓـرت اﻟﺣﻣﺎﻳـﺔ اﻟﻣﻧﺎﺳـﺑﺔ ﻟﺣﻘـوق اﻟﻣـرأة ﻋﺎﻣـﺔ ﻓﻠـم ﺗﺟـز ﺗﻧـﺎزﻝ اﻟﻧﺳــﺎء ﺑـدون ﻋـوض ﻷﻗـﺎرﺑﻬن ﻋــن‬
‫أي ﺣق ﻣن ﺣﻘوﻗﻬن وﻟﻳس اﻟﺣق ﻓﻲ اﻹرث ﻓﻘط‪.‬‬
 ‫‪- 61 -‬‬

‫وﻳﻛﺗﺳــب ﻫــذا اﻟﻣﺑــدأ أو اﻟﻘﺎﻋــدة أﻫﻣﻳﺗﻬــﺎ ﻣــن ﻧﺎﺣﻳــﺔ أﺧــرى وﻫــﻲ أن اﻟﻘــﺎﻧون اﻟﻧﺎﻓــذ ﻳﻌﺗــد ﺑﺎﻟﺗﻧــﺎزﻝ‬
‫ﻋﺎﻣﺔ طﺎﻟﻣﺎ وأن ﻫذا اﻟﺗﻧﺎزﻝ ﻗد ﺻدر ﻣن اﻟﻣﺗﻧﺎزﻝ طواﻋﻳﺔً واﺧﺗﻳـﺎ اًر ﺑﺻـرف اﻟﻧظـر ﻋﻣـﺎ إذا ﻛـﺎن‬
‫اﻟﻣﺗﻧــﺎزﻝ رﺟ ـﻼً أم اﻣـرأة ‪ ,‬ﻓــﻲ ﺣــﻳن اﺳــﺗﺛﻧت ﻫــذﻩ اﻟﻘﺎﻋــدة اﻟﻌظﻳﻣــﺔ ﺗﻧــﺎزﻝ اﻟﻣ ـرأة ﻣــن ذﻟــك اﻷﺻــﻝ‬
‫اﻟﻌﺎم‪.‬‬
‫وﻟﻛﻝ ﻣﺎ ﺗﻘدم ﻓﺎن اﻟﺣﻛم ﻣﺣﻝ ﺗﻌﻠﻳﻘﻧﺎ ﻳﻌد ﻋﻼﻣﺔ ﻣﺿﻳﺋﺔ وﻣﺷرﻗﺔ ﻓﻲ ﺳﺑﻳﻝ ﺗﻘرﻳـر وﺣﻣﺎﻳـﺔ ﺣﻘـوق‬
‫اﻟﻣرأة ﻛﺎﻓﺔ وﻟذﻟك ﺗﻧطﺑق ﻋﻠﻳﻪ اﻟﻣﻌﺎﻳﻳر اﻟﻣﻌﺗﻣدة ﻓﻲ اﻟدراﺳﺔ ﻻﺧﺗﻳﺎر اﻷﺣﻛـﺎم اﻟﺗـﻲ ﺗﻌـد ﻋﻼﻣـﺎت‬
‫ﻣﺿﻳﺋﺔ‪.‬‬

‫‪ (2‬اﻟﺣﻛــم اﻻﺳــﺗﺋﻧﺎﻓﻲ اﻟﻧﻬــﺎﺋﻲ اﻟﺻــﺎدر ﻋــن ﻣﺣﻛﻣــﺔ اﺳــﺗﺋﻧﺎف ﺗﻌــز ﺑﺗــﺎرﻳﺦ ‪2008/5/26‬م اﻟــذي‬
‫ﻛرس رأﻳـﺎً ﻓﻘﻬﻳـﺎً ﺟدﻳـداً ﻣﻔـﺎدﻩ أن ) ﻟﻠﻣﺣﻛﻣـﺔ أن ﺗﺳـﺗﺧﻠص ﻣـن وﻗـﺎﺋﻊ اﻟـدﻋوى ﻣـﺎ ﻳﻔﻳـد طﻠـب‬
‫اﻟﻣدﻋﻳــﺔ اﻟﺷــﻔﻌﺔ وﻟــذﻟك ﻻ ﻳﺷــﺗرط ﺗﻠﻔظﻬــﺎ ﺑطﻠــب اﻟﺷــﻔﻌﺔ ﺑــﺎﻟﻠﻔظ اﻟﻣﻧﺻــوص ﻋﻠﻳــﻪ ﺷــرﻋﺎً أو‬
‫ﻗﺎﻧوﻧﺎً (‪:‬‬
‫ذﻛرﻧﺎ ﻓﻳﻣـﺎ ﺳـﺑق أن ﺑﻌـض اﻟرﺟـﺎﻝ ﻳﺗوﺳـﻠون ﺑوﺳـﺎﺋﻝ ﻛﻳدﻳـﺔ ﻛﺛﻳـرة ﻟﻼﺳـﺗﻳﻼء ﻋﻠـﻰ ﺣﻘـوق ﻗرﻳﺑـﺎﺗﻬم‬
‫ﻣن اﻟﻧﺳﺎء ﻓﻲ اﻹرث أو ﻏﻳرﻩ ‪ ,‬ﻣﺳﺗﻐﻠﻳن ﺑﻌض اﻟظروف اﻟﺛﻘﺎﻓﻳﺔ واﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻳـﺔ واﻻﻗﺗﺻـﺎدﻳﺔ اﻟﺗـﻲ‬
‫ﺗﻌﻳق اﻟﻣرأة ﻋن اﻟدﻓﺎع ﻋن ﺣﻘوﻗﻬﺎ اﻟﺷرﻋﻳﺔ واﻟﻘﺎﻧوﻧﻳﺔ ‪.‬‬
‫وﺧﻼﺻ ــﺔ وﻗ ــﺎﺋﻊ وﺣﻳﺛﻳ ــﺎت ﻫ ــذا اﻟﺣﻛ ــم أن اﻣـ ـرأة ﻳﻣﻧﻳ ــﺔ ﺗزوﺟ ــت ﻣ ــن ﻣـ ـواطن ﻣﻘ ــﻳم ﺑﻣدﻳﻧ ــﺔ ﺟ ــدة‬
‫ﺑﺎﻟﺳﻌودﻳﺔ ﺣﻳث أﻗﺎﻣت ﻣﻌﻪ ﻫﻧﺎك ‪ ،‬وﻗد ﺗرﻛت ﻫذﻩ اﻟﻣـرأة ﻗﺑـﻝ ﺳـﻔرﻫﺎ إﻟـﻰ ﺟـدﻩ ﺑﺎﻟﺳـﻌودﻳﺔ ﺗرﻛـت‬
‫أﻣواﻻً ﻛﺛﻳرة ﻓﻲ ﺑﻠدﺗﻬﺎ ﺑـﺎﻟﻳﻣن ورﺛﺗﻬـﺎ ﻣـن ﺑﻌـد أﻣﻬـﺎ ‪ ,‬وﺑﻌـض ﻫـذﻩ اﻷﻣـواﻝ ﻣﻔـر اًز ﺑﺎﺳـم ﺗﻠـك اﻟﻣـرأة‬
‫وﺧﺎﺻﺎً ﺑﻬﺎ وﺑﻌض ﻫذﻩ اﻷﻣواﻝ ﻻ زاﻝ ﻣﻣﻠوﻛﺎً ﻋﻠﻰ اﻟﺷـﻳوع ﻓﻳﻣـﺎ ﺑـﻳن اﻟﻣـرأة وأﺧواﻟﻬـﺎ أﺧـوة أﻣﻬـﺎ‪،‬‬
‫وﻧظ ـ اًر ﻹﻗﺎﻣــﺔ ﺗﻠــك اﻟﻣ ـرأة ﺑﺎﻟﺳــﻌودﻳﺔ إﻗﺎﻣــﺔ داﺋﻣــﺔ ﻓﻘــد اﺳــﺗﻐﻝ أﺧ ـواﻝ ﻫــذﻩ اﻟﻣ ـرأة ذﻟــك ﺣﻳــث ﻗــﺎﻣوا‬
‫ﺑﺎﻟﺑﻳﻊ إﻟﻰ اﻟﻐﻳر ﻟﺑﻌض اﻷﻣـواﻝ اﻟﺷـﺎﺋﻌﺔ ﻓﻳﻣـﺎ ﺑﻳـﻧﻬم وﺑـﻳن اﻟﻣـرأة اﻟﻣﻘﻳﻣـﺔ ﻓـﻲ اﻟﺳـﻌودﻳﺔ ‪ٕ ،‬واﺿـﺎﻓﺔ‬
‫إﻟــﻰ ذﻟــك ﻓﻘــد ﻗــﺎم ﻫــذا اﻟﻣﺷــﺗري ﺑﺎﻻﺳــﺗﻳﻼء ﻋﻠــﻰ أﻣ ـواﻝ أﺧــرى ﻣﻔــرزة ﺧﺎﺻــﺔ ﺑــﺎﻟﻣرأة ‪ ،‬وﺑﻌــد أن‬
‫ﻋﻠﻣ ــت اﻟﻣـ ـرأة ﺑﻘﻳ ــﺎم أﺧواﻟﻬ ــﺎ ﺑﺑﻳ ــﻊ ﻧﺻ ــﻳﺑﻬم ﻣ ــن اﻟﻣ ــﺎﻝ اﻟﺷ ــﺎﺋﻊ إﻟ ــﻰ اﻟﻐﻳ ــر ﻗﺎﻣ ــت اﻟﻣـ ـرأة ﺑواﺳ ــطﺔ‬
‫ﻣﺣﺎﻣﻳﻬــﺎ ﺑ ــﺎﻟﻳﻣن ﺑرﻓــﻊ دﻋ ــوى أﻣ ــﺎم اﻟﻣﺣﻛﻣــﺔ اﻻﺑﺗداﺋﻳ ــﺔ اﻟﻣﺧﺗﺻــﺔ طﻠﺑ ــت ﻓ ــﻲ ﻫــذﻩ اﻟ ــدﻋوى ﻣ ــن‬
‫اﻟﻣﺣﻛﻣــﺔ اﻟﺣﻛــم ﻟﻬــﺎ ﺑﺷــﻔﻌﺔ اﻷﻣ ـواﻝ اﻟﺗــﻲ ﺑﺎﻋﻬــﺎ أﺧواﻟﻬــﺎ إﻟــﻰ اﻟﻐﻳــر وﻛــذا إﻟ ـزام اﻟﻣﺷــﺗري ﺑﺈﻋــﺎدة‬
‫أﻣواﻟﻬ ــﺎ اﻟﻣﻔ ــرزة اﻟﺧﺎﺻ ــﺔ ﺑﻬ ــﺎ اﻟﺗ ــﻲ ﻏﺻ ــﺑﻬﺎ إﺿ ــﺎﻓﺔ إﻟ ــﻰ ﻏ ــﻼﻝ وﻋﺎﺋ ــدات ﻫ ــذﻩ اﻷﻣـ ـواﻝ ‪ ,‬وﺑﻌ ــد‬
 ‫‪- 62 -‬‬

‫اﻟﻣداﻓﻌــﺔ واﻟﻣراﻓﻌــﺔ واﻟﻣداوﻟــﺔ ﺣﻛﻣــت اﻟﻣﺣﻛﻣــﺔ ﺑﺗــﺎرﻳﺦ‪2006/7/15‬م ﻓﻳﻣــﺎ ﻳﺗﻌﻠــق ﺑــدﻋوى اﻟﻐﺻــب‬
‫ﺑﺄﺣﻘﻳــﺔ اﻟﻣـرأة ﻟﻸﻣـواﻝ اﻟﻣﻔــرزة اﻟﺧﺎﺻــﺔ اﻟﺛﺎﺑﺗــﺔ ﻣﻠﻛﻳﺗﻬــﺎ ﻟﻠﻣـرأة طﺑﻘـﺎً ﻟﻠﻣﺳــﺗﻧدات اﻟﺷــرﻋﻳﺔ واﻟﻘﺎﻧوﻧﻳــﺔ‬
‫وﻋدم ﺗﻌرض اﻟﺧﺎﻝ ﻟﻬﺎ ‪ ,‬إﻻ أن اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ ﻟم ﺗﺣﻛم ﺑوﺟوب إﻋﺎدة اﻟﻐﺎﺿب ﻷﻣـواﻝ اﻟﻣـرأة ﻟﻠﻐـﻼت‬
‫اﻟﻧﺎﺗﺟﺔ ﻋن اﻟﻔﺗرة اﻟﺳﺎﺑﻘﺔ ﻟﻠﺣﻛم ﺧﻼﻝ ﻓﺗرة ﻏﺻﺑﻪ ﻟﺗﻠك اﻷﻣواﻝ ‪ ,‬أﻣﺎ ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟدﻋوى اﻟﺷـﻔﻌﺔ ﻓﻘـد‬
‫ﺣﻛﻣت اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ اﻻﺑﺗداﺋﻳﺔ ﻓﻲ اﻟﺣﻛم اﻟﻣﺷﺎر إﻟﻳﻪ ﺑرﻓض دﻋوى اﻟﻣرأة اﻟﺷـﻔﻌﺔ ﺑﺣﺟـﺔ أن اﻟﻣـرأة ﻟـم‬
‫ﺗﺗﻠﻔظ ﺑﺎﻷﻟﻔﺎظ اﻟﻣﻘررة ﺷرﻋﺎً وﻗﺎﻧوﻧـﺎً ﻟطﻠـب اﻟﺷـﻔﻌﺔ ﻓﺿـﻼً ﻋـن أن طﻠـب اﻟﻣـرأة ﻟﻠﺷـﻔﻌﺔ ﻗـد ﺗـم ﺑﻌـد‬
‫اﻟﻣﻳﻌــﺎد اﻟﻣﺣــدد ﻗﺎﻧوﻧ ـﺎً ﻹﺑــداء اﻟﺷــﻔﻌﺔ ‪ ،‬وﻣــﻊ أن ﻫــذا اﻟﺣﻛــم ﻗــد اﺳــﺗﺟﺎب ﺑﺻــورة ﺟزﺋﻳــﺔ ﻟــﺑﻌض‬
‫طﻠﺑﺎت اﻟﻣرأة وﻫو إﻋﺎدة أﻋﻳﺎن أﻣواﻟﻬﺎ اﻟﻣﻐﺻوﺑﺔ إﻻ أﻧﻪ ﻟم ﻳﻘض ﺑﺈﻋﺎدة ﻏﻼت ﺗﻠك اﻷﻣواﻝ ﻓـﻲ‬
‫أﺛﻧــﺎء ﻓﺗـرة اﻟﻐﺻــب وﻛــذا ﻟــم ﻳﻘــض ﺑﻘﺑــوﻝ طﻠــب اﻟﻣـرأة ﻟﻠﺷــﻔﻌﺔ ‪ ,‬ﻟــذﻟك ﻓﻘــد طﻌﻧــت اﻟﻣـرأة ﻓــﻲ ﻫــذا‬
‫اﻟﺣﻛــم ﺑﺗــﺎرﻳﺦ ‪2006/8/27‬م أﻣــﺎم ﻣﺣﻛﻣــﺔ اﻻﺳــﺗﺋﻧﺎف اﻟﻣﺧﺗﺻــﺔ ﺣﻳــث طﻠﺑــت اﻟﻣـرأة ﻣــن ﻣﺣﻛﻣــﺔ‬
‫اﻻﺳــﺗﺋﻧﺎف اﻟﺣﻛــم ﻟﻬــﺎ ﺑﺈﻋــﺎدة ﻏــﻼﻝ وﻋﺎﺋــدات اﻷرض ﻓــﻲ أﺛﻧــﺎء ﻓﺗ ـرة اﻟﻐﺻــب وﻛــذا ﻗﺑــوﻝ طﻠﺑﻬــﺎ‬
‫ﻟﻠﺷﻔﻌﺔ ﻓﻲ اﻷراﺿﻲ اﻟﺷﺎﺋﻌﺔ اﻟﺗـﻲ ﺑﺎﻋﻬـﺎ ﺧﺎﻟﻬـﺎ إﻟـﻰ اﻟﻐﻳـر ﻷن ﻛﺎﻓـﺔ ﻗـراﺋن اﻟﺣـﺎﻝ ﺗـدﻝ ﻋﻠـﻰ أﻧﻬـﺎ‬
‫ﻗد طﻠﺑـت اﻟﺷـﻔﻌﺔ ﻓـﻲ اﻟﻣﻳﻌـﺎد اﻟﻣﺣـدد ﻗﺎﻧوﻧـﺎً وﻟـو أﻧﻬـﺎ ﻟـم ﺗﺻـرح أو ﺗـﺗﻠﻔظ ﺑﺎﻷﻟﻔـﺎظ اﻟﻣﻘـررة ﻟطﻠـب‬
‫اﻟﺷ ــﻔﻌﺔ ‪ ،‬وﺑﻌ ــد اﻟﻣداﻓﻌ ــﺔ واﻟﻣراﻓﻌ ــﺔ واﻟﻣداوﻟ ــﺔ ﺣﻛﻣ ــت ﻣﺣﻛﻣ ــﺔ اﻻﺳ ــﺗﺋﻧﺎف ﺑﺗ ــﺎرﻳﺦ‪2008/5/26‬م‬
‫ﺑﺎﺳﺗﺣﻘﺎق اﻟﻣرأة ﻟﻠﺷﻔﻌﺔ اﻟﺷرﻋﻳﺔ إﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ إﻟزام ﻏرﻳﻣﻬﺎ ﺑﺗﺳﻠﻳم ﻏﻼت اﻷرض إﻟﻰ اﻟﻣرأة ‪.‬‬
‫وﻗد ﻛرس ﻫذا اﻟﺣﻛم رأﻳﺎً ﻓﻘﻬﻳﺎً ﺟدﻳداً ﺣﺳﺑﻣﺎ ورد ﻓﻲ ﺣﻳﺛﻳـﺎت اﻟﺣﻛـم ﻣﻔـﺎد ﻫـذا اﻟـرأي اﻟﻔﻘﻬـﻲ أﻧـﻪ‬
‫)ﻟﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﻣوﺿوع أن ﺗﺳﺗﺧﻠص ﻣن وﻗﺎﺋﻊ اﻟﺣﺎﻝ ﻣﺎ ﻳﻔﻳد طﻠب اﻟﻣدﻋﻳﺔ اﻟﺷﻔﻌﺔ وﻟذﻟك ﻻ ﻳﺷﺗرط‬
‫ﺗﻠﻔظﻬــﺎ ﺑطﻠــب اﻟﺷــﻔﻌﺔ ﺑــﺎﻟﻠﻔظ اﻟﻣﻧﺻــوص ﻋﻠﻳــﻪ ﻓــﻲ اﻟﻘــﺎﻧون – ﻛﻣــﺎ ﻳﺟــب ﻋﻠــﻰ اﻟﻐﺎﺻــب إﻋــﺎدة‬
‫ﻏﻼﻝ اﻷﻋﻳﺎن اﻟﻣﻐﺻوﺑﺔ ﻛﺎﻣﻠـﺔ ( وﻫـذا اﻟـرأي اﻟﻔﻘﻬـﻲ اﻟﺟدﻳـد ﻳﺧـﺎﻟف اﻟﻘﺎﻋـدة اﻟﻣﻘـررة ﻓـﻲ اﻟﻘـﺎﻧون‬
‫اﻟﻣدﻧﻲ وﻫـﻲ ﻗﺎﻋـدة )اﻟﺧـراج ﺑﺎﻟﺿـﻣﺎن( اﻟﺗـﻲ ﺗﻌﻧـﻲ أن اﻟﺣـﺎﺋز ﻟﻠﻌـﻳن أو اﻟﻐﺎﺻـب ﻟﻠﻌـﻳن ﻻ ﻳﺟـب‬
‫ﻋﻠﻳ ــﻪ إﻋ ــﺎدة ﻏ ــﻼﻝ وﻋﺎﺋ ــدات اﻟﻌ ــﻳن اﻟﻣﻐﺻ ــوﺑﺔ ﻷﻧ ــﻪ ﺿ ــﺎﻣن ﻟﻠﻌ ــﻳن وﻣﻠﺗ ــزم ﺑﺣﻔظﻬ ــﺎ وﺻ ــﻳﺎﻧﺗﻬﺎ‬
‫واﻹﻧﻔﺎق ﻋﻠﻳﻬﺎ وﺗﺑﻌﺎً ﻟذﻟك ﻓﻬو اﻷﺣق ﺑﻌﺎﺋدات اﻟﻌﻳن وﻏﻼﻟﻬﺎ ‪.‬‬
‫وﺑﻣﺎ أن ﻫـذا اﻟﺣﻛـم ﻗـد ﻛـرس أرﻳـﺎً ﻓﻘﻬﻳـﺎً ﺟدﻳـداً ﻋﻠـﻰ اﻟﻧﺣـو اﻟﺳـﺎﺑق ﺑﻳﺎﻧـﻪ‪ -‬وﺑﻣـﺎ أن ﻫـذا اﻟﺣﻛـم ﻟـم‬
‫ﻳﺗم اﻟطﻌن ﺑﻪ ﺑﺎﻟﻧﻘض ﺣﻳث ﺻﺎر ﻧﻬﺎﺋﻳﺎً‪ ,‬ﻟذﻟك ﻓﺈن ﻫذا اﻟﺣﻛم ﻳﻌد ﻋﻼﻣﺔ ﻣﺿﻳﺋﺔ طﺑﻘـﺎً ﻟﻠﻣﻌـﺎﻳﻳر‬
‫اﻟﻣﻌﺗﻣدة ﻓﻲ اﻟدراﺳﺔ ﻻﺧﺗﻳﺎر اﻷﺣﻛﺎم واﻟﻘ اررات اﻟﺗﻲ ﺗﻌد ﻋﻼﻣﺎت ﻣﺿﻳﺋﺔ‪.‬‬
 ‫‪- 63 -‬‬

‫‪ (3‬اﻟﺣﻛــــــم أﻻﺳــــــﺗﺋﻧﺎﻓﻲ اﻟﺻــــــﺎدر ﻋــــــن اﻟﺷــــــﻌﺑﺔ اﻟﻣدﻧﻳــــــﺔ اﻷوﻟــــــﻰ ﺑﻣﺣﻛﻣــــــﺔ اﺳــــــﺗﺋﻧﺎف ﺗﻌــــــز‬
‫ﺑﺗﺎرﻳﺦ‪2008/2/24‬م اﻟذي ﻛرس رأﻳﺎً ﻓﻘﻬﻳـﺎً ﺟدﻳـداً ﻣﻔـﺎدﻩ )ﺟـواز إﺛﺑـﺎت اﺳـﺗﻼم اﻟﻣﺣﻛـوم ﻋﻠﻳـﻪ‬
‫ﻟﻧﺳﺧﺔ ﻣن ﺣﻛم اﻟﻣﺣﻛم ﺑﺷﻬﺎدة ﺷﺎﻫد واﺣد(‪:‬‬
‫ﻣــن اﻟﻣﻬــم ﻟﻠﻐﺎﻳــﺔ اﻹﺷــﺎرة وﻧﺣــن ﺑﺻــدد اﻟﺗﻌﻠﻳــق ﻋﻠــﻰ ﻫــذا اﻟﺣﻛــم وﺗﺣﻠﻳﻠــﻪ إﻟــﻰ أن ﻗــﺎﻧون اﻟﺗﺣﻛــﻳم‬
‫اﻟﻳﻣﻧﻲ ﻳﻧص ﻋﻠﻰ أﻧـﻪ ﻳﺟـب ﻋﻠـﻰ اﻟﻣﺣﻛـم أن ﻳﻧطـق ﺑﺣﻛﻣـﻪ ﻓـﻲ ﻣواﺟﻬـﺔ اﻟﻣﺣﻛﻣـﻳن ﺣﺗـﻰ ﻳﺗﺳـﻧﻰ‬
‫ﻟﻬم ﻗﺑوﻝ اﻟﺣﻛم أو اﻟطﻌن ﺑﻪ ﺑدﻋوى اﻟﺑطﻼن ‪ ,‬ﻛذﻟك ﻳـﻧص ﻗـﺎﻧون اﻟﺗﺣﻛـﻳم ﻋﻠـﻰ أﻧـﻪ ﻳﺟـب ﻋﻠـﻰ‬
‫اﻟﻣﺣﻛم أن ﻳﻘوم ﺑﺈﻳـداع اﻟﺣﻛـم اﻟـذي ﻳﺻـدرﻩ ﻟـدى ﻣﺣﻛﻣـﺔ اﻻﺳـﺗﺋﻧﺎف اﻟﻣﺧﺗﺻـﺔ ﻣﻛﺎﻧﻳـﺎً ﺧـﻼﻝ ﻣـدة‬
‫أﻗﺻﺎﻫﺎ ﺛﻼﺛون ﻳوﻣﺎً ﻣن ﺗﺎرﻳﺦ اﻟﻧطق ﺑﺎﻟﺣﻛم ‪ ,‬ﻛﻣﺎ أن ﻗﺎﻧون اﻟﻣراﻓﻌﺎت اﻟﻧﺎﻓذ ﺑﺎﻟﻳﻣن ﻳﻧص ﻋﻠـﻰ‬
‫أن إﻋــﻼن اﻷﺣﻛــﺎم أو اﻷوراق اﻟﻘﺿــﺎﺋﻳﺔ اﻷﺧــرى ﻳــﺗم ﺑواﺳــطﺔ اﻟﻣﺣﺿ ـرﻳن أو أﻗﺳــﺎم اﻟﺷــرطﺔ أو‬
‫ﻋﻘﺎﻝ اﻟﺣـﺎرات ‪ ,‬وﻣﻳﻌـﺎد اﻟطﻌـن ﺑﺎﻷﺣﻛـﺎم اﻟﻣدﻧﻳـﺔ واﻟﺷﺧﺻـﻳﺔ واﻟﺗﺟﺎرﻳـﺔ أو اﻹدﻋـﺎء ﺑـﺑطﻼن ﺣﻛـم‬
‫اﻟﻣﺣﻛم ﺑﺎﻟﻳﻣن ﻳﺣﺗﺳب ﻣن ﺗﺎرﻳﺦ اﺳﺗﻼم اﻟﻣﺣﻛوم ﻋﻠﻳﻪ ﻟﻧﺳﺧﺔ اﻟﺣﻛـم ‪ ,‬وﻫﻧـﺎك ﺟـدﻝ ﻓﻘﻬـﻲ ﺑﺷـﺄن‬
‫اﻹﻋــﻼن ﺑﻐﻳــر اﻟوﺳــﺎﺋﻝ اﻟﻣﺣــددة ﻛــﺎﻹﻋﻼن ﻋﺑــر اﻟﺑرﻳــد أو إﺛﺑــﺎت اﻹﻋــﻼن ﺑﺎﻟﺷــﻬﺎدة وﻏﻳرﻫــﺎ ﻣــن‬
‫وﺳﺎﺋﻝ اﻹﺛﺑﺎت ‪ ,‬واﻟﺣﻛم اﻟـذي ﻧﺣـن ﺑﺻـدد اﻟﺗﻌﻠﻳـق ﻋﻠﻳـﻪ ﻗـد ﻛـرس أرﻳـﺎً ﻓﻘﻬﻳـﺎً ﺟدﻳـداً ﻣﻔـﺎدﻩ )ﺟـواز‬
‫إﺛﺑــﺎت إﻋــﻼن اﻟﻣﺣﻛــوم ﻋﻠﻳ ـﻪ ﺑﻧﺳــﺧﺔ اﻟﺣﻛــم ﺑﺷــﻬﺎدة ﺷــﺎﻫد واﺣــد ﻗﻳﺎﺳ ـﺎً ﻋﻠــﻰ اﻹﻋــﻼن ﺑواﺳــطﺔ‬
‫ﻣﺣﺿ ــر اﻟﻣﺣﻛﻣ ــﺔ وﻫ ــو ﺷ ــﺧص واﺣ ــد وﻟ ــم ﺗطﻠ ــب اﻟﻣﺣﻛﻣ ــﺔ اﻟﻳﻣ ــﻳن ﻣ ــن اﻟﻣـ ـرأة اﻟﻣدﻋﻳ ــﺔ )اﻟ ــﻳﻣن‬
‫اﻟﻣﺗﻣﻣﺔ( ﻛﻣﺎ ﻫو اﻟﺣﺎﻝ ﻋﻧد اﻹﺛﺑﺎت ﺑﺷﻬﺎدة ﺷﺎﻫد واﺣد(‪.‬‬
‫وﺧﻼﺻﺔ اﻟﺣﻛم اﻟذي ﻧﺣن ﺑﺻـدد اﻟﺗﻌﻠﻳـق ﻋﻠﻳـﻪ أن أرﻣﻠـﺔ ﻳﻣﻧﻳـﺔ ﻛﺎﻧـت زوﺟـﺔ ﻟرﺟـﻝ ﺑرﻳطـﺎﻧﻲ ﻣـن‬
‫أﺻﻝ ﻳﻣﻧﻲ ﻣﺗوﻓﻲ ﻓﻲ ﺑرﻳطﺎﻧﻳﺎ ﻟﻪ ﻣﻌﺎﺷﺎت وﻣﺳـﺗﺣﻘﺎت أﺧـرى ﺗﻘـوم اﻟﺣﻛوﻣـﺔ اﻟﺑرﻳطﺎﻧﻳـﺔ ﺑﺈرﺳـﺎﻟﻬﺎ‬
‫إﻟــﻰ أرﻣﻠﺗــﻪ ﻓــﻲ اﻟــﻳﻣن ﺑﺎﻧﺗظــﺎم وﻗــد ﻓوﺿــت ﻫــذﻩ اﻷرﻣﻠــﺔ زوج اﺑﻧﺗﻬــﺎ وﻛــﻳﻼً ﻋﻧﻬــﺎ ﻓـﻲ اﺳــﺗﻼم ﻫــذﻩ‬
‫اﻟﻣﺳﺗﺣﻘﺎت اﻟـذي اﺳـﺗوﻟﻰ ﻋﻠـﻰ ﻫـذﻩ اﻟﻣﺳـﺗﺣﻘﺎت إﺿـﺎﻓﺔ إﻟـﻰ أﻣـواﻝ أﺧـرى ﺗﺧـص اﻷرﻣﻠـﺔ ﺣﺳـﺑﻣﺎ‬
‫ورد ﻓــﻲ دﻋواﻫــﺎ – وﻟﻛــون اﻟوﻛﻳــﻝ ﻫــو زوج اﺑﻧــﺔ اﻷرﻣﻠــﺔ ﻓﻘــد اﺧﺗــﺎرت اﻷرﻣﻠــﺔ وﻛــذا وﻛﻳﻠﻬــﺎ زوج‬
‫اﻻﺑﻧـ ـﺔ ﺗﺳ ــوﻳﺔ اﻟﻣوﺿ ــوع ﻋ ــن طرﻳ ــق اﻟﺗﺣﻛ ــﻳم ﺣﻳ ــث ﻗ ــﺎم اﻟطرﻓ ــﺎن ﺑﺗﻔ ــوﻳض ﻣﺣﻛ ــم واﺣ ــد ﻋﻧﻬﻣ ــﺎ‬
‫وﺑﺎﻟﻔﻌــﻝ ﻗــﺎم اﻟﻣﺣﻛــم ﺑﺗــﺎرﻳﺦ ‪2005/6/12‬م ‪ ,‬ﺑــﺎﻟﻧطق ﺑﺣﻛﻣــﻪ ﺣﻳــث ﻗﺿــﻰ ﻫــذا اﻟﺣﻛــم ﺑــﺈﻟزام زوج‬
‫اﻻﺑﻧــﺔ ﺑــﺄن ﻳﺳــدد ﻟﻸرﻣﻠــﺔ أم زوﺟﺗــﻪ اﻟﻣﺑــﺎﻟﻎ اﻟﺗــﻲ ﺣــرر ﺑﻬــﺎ ﺳــﻧداً وأن ﻳﺳــﻠﻣﻬﺎ أﺻــﻝ اﻟﺗوﻛﻳــﻝ وﻛــذا‬
‫اﻟﺷ ــﻬﺎدة وﺑطﺎﻗﺗﻬ ــﺎ وﺧﺗﻣﻬ ــﺎ واﻟﻣﺳ ــﺗﻧدات اﻟﺗ ــﻲ ﺑواﺳ ــطﺗﻬﺎ ﺗﺳ ــﺗطﻳﻊ اﻟﻣـ ـرأة اﻟﻣدﻋﻳ ــﺔ اﺳ ــﺗﻼم ﻣﻌ ــﺎش‬
‫وﻣﺳﺗﺣﻘﺎت زوﺟﻬﺎ ﻣﺑﺎﺷرة ‪ ,‬إﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ إﻟزام زوج اﻻﺑﻧـﺔ ﺑﺗﺳـﻠﻳم اﻷرﻣﻠـﺔ اﻟﻣدﻋﻳـﺔ طـﺎﺑق واﺣـد ﻣـن‬
 ‫‪- 64 -‬‬

‫اﻟﻌﻣــﺎرة اﻟﺗــﻲ ﺑﻧﺎﻫــﺎ ﺑــﺑﻌض ﻣﺳــﺗﺣﻘﺎت اﻷرﻣﻠــﺔ ‪ ,‬وﺑﻌــد أن ﻧطــق اﻟﻣﺣﻛــم ﺑﺣﻛﻣــﻪ وﺣــرر اﻟﺣﻛــم ﺑﻌــد‬
‫ذﻟــك ﻗــﺎم اﻟﻣﺣﻛــم ﺑﺗﻛﻠﻳــف ﺷﺧﺻ ـﺎَ ﻋﺎدﻳ ـﺎً )ﻟــﻳس ﻣﺣﺿ ـ اًر( ﻛــﻲ ﻳﺗــوﻟﻰ إﻋــﻼن زوج اﻻﺑﻧــﺔ ﺑــﺎﻟﺣﻛم‬
‫وﺑﺎﻟﻔﻌﻝ ﻗﺎم ﻫذا اﻟﺷﺧص ﺑﺈﻋﻼن زوج اﻻﺑﻧﺔ ﺣﺳﺑﻣﺎ ورد ﻓـﻲ ﺷـﻬﺎدة ﻫـذا اﻟﺷـﺧص أﻣـﺎم اﻟﻣﺣﻛﻣـﺔ‬
‫وﻟم ﻳﻘم زوج اﻻﺑﻧﺔ ﺑﺎﻟطﻌن ﻓـﻲ ﺣﻛـم اﻟﻣﺣﻛـم )دﻋـوى اﻟـﺑطﻼن( ﺧـﻼﻝ اﻟﻣـدة اﻟﻣﺣـددة ﻗﺎﻧوﻧـﺎً ﺣﻳـث‬
‫ﺻﺎر ﻫذا اﻟﺣﻛم ﻧﻬﺎﺋﻳﺎً طﺑﻘﺎً ﻟﻠﻘﺎﻧون ‪.‬‬
‫ﻣر اًر ﻣطﺎﻟﺑﺔ زوج اﺑﻧﺗﻬـﺎ ﺑﺗﻧﻔﻳـذ‬
‫وﻗﺑﻝ ﻟﺟوء اﻷرﻣﻠﺔ إﻟﻰ اﻟﻘﺿﺎء ﻟﺗﻧﻔﻳذ ﺣﻛم اﻟﻣﺣﻛم ﺣﺎوﻟت اﻷرﻣﻠﺔ ا‬
‫ﺣﻛــم اﻟﻣﺣﻛــم إﻻ أن زوج اﻻﺑﻧــﺔ ﻟــم ﻳــذﻋن ﻟﺻــوت اﻟﺣــق ‪ ,‬ﻓﻣــﺎ ﻛــﺎن ﻣــن اﻷرﻣﻠــﺔ إﻻ أن ﺗﻘــدﻣت‬
‫ﺑﺗ ــﺎرﻳﺦ ‪2005/11/29‬م ﺑطﻠ ــب ﺗﻧﻔﻳ ــذ ﺣﻛ ــم اﻟﻣﺣﻛ ــم أﻣ ــﺎم ﻣﺣﻛﻣ ــﺔ اﻻﺳ ــﺗﺋﻧﺎف ‪ ,‬وﻫ ــﻲ اﻟﻣﺣﻛﻣ ــﺔ‬
‫اﻟﻣﺧﺗﺻــﺔ طﺑﻘ ـﺎً ﻟﻘــﺎﻧون اﻟﺗﺣﻛــﻳم وﻗــﺎﻧون اﻟﻣراﻓﻌــﺎت ﺑﺗﻧﻔﻳــذ أﺣﻛــﺎم اﻟﻣﺣﻛﻣ ـﻳن ‪ ,‬وﻋﻧدﺋــذ زﻋــم زوج‬
‫اﻻﺑﻧـﺔ ﺑﺄﻧــﻪ ﻟــم ﻳﻌﻠــم ﺑﻬــذا اﻟﺣﻛــم وﻟــم ُﻳﻌﻠــن ﺑـﻪ إﻻ ﻋﻧــدﻣﺎ ﺗﻘــدﻣت اﻷرﻣﻠــﺔ ﺑطﻠــب اﻟﺗﻧﻔﻳــذ وﺗﺑﻌـﺎً ﻟــذﻟك‬
‫ﻓﻼ ﻳﺟوز ﺗﻧﻔﻳذ ﻫذا اﻟﺣﻛم ﻛوﻧﻪ ﻏﻳر ﻧﻬﺎﺋﻳﺎً ﺣﻳث ﺗﻘدم زوج اﻻﺑﻧﺔ ﺑطﻌـن أﻣـﺎم ﻣﺣﻛﻣـﺔ اﻻﺳـﺗﺋﻧﺎف‬
‫ﺑﺣﻛــم اﻟﻣﺣﻛــم )دﻋــوى ﺑطــﻼن ﺣﻛــم اﻟﻣﺣﻛــم( ﻓــدﻓﻌت اﻷرﻣﻠــﺔ أﻣــﺎم اﻟﻣﺣﻛﻣــﺔ ﺑﻌــدم ﻗﺑــوﻝ دﻋــوى‬
‫ﺑط ــﻼن ﺣﻛ ــم اﻟﻣﺣﻛ ــم ﻟﺗﻘ ــدﻳﻣﻬﺎ ﺑﻌ ــد ﻓـ ـوات ﻣﻳﻌ ــﺎد ﺗﻘ ــدﻳﻣﻬﺎ طﺑﻘـ ـﺎً ﻟﻠﻘ ــﺎﻧون ‪ ,‬وأﺑ ــرزت اﻷرﻣﻠ ــﺔ أﻣ ــﺎم‬
‫اﻟﻣﺣﻛﻣــﺔ ﻣــﺎ ﻳﻔﻳــد اﺳــﺗﻼم زوج اﻻﺑﻧــﺔ ﻟﻧﺳــﺧﺔ اﻟﺣﻛــم ﺣﻳــث ﺗــم إﺛﺑــﺎت ذﻟــك اﻻﺳــﺗﻼم ﺧﻠــف ﻧﺳــﺧﺔ‬
‫اﻟﺣﻛم ﻓﺄﻧﻛر زوج اﻻﺑﻧﺔ أن ﻳﻛون اﻟﺧط ﺧطﻪ أو اﻟﺗوﻗﻳﻊ ﺑﺎﻻﺳﺗﻼم ﻫو ﺗوﻗﻳﻌﻪ‪.‬‬
‫وﺑدﻻً ﻣن أن ﺗﻬدر اﻟﻣﺣﻛﻣـﺔ اﻹﻋـﻼن اﻟـذي ﺗـم ﻟـزوج اﻹﺑﻧـﻪ ﻣـن ﻗﺑـﻝ ﺷـﺧص ﻏﻳـر ﻣﺧـﺗص وﺑـدﻻً‬
‫ﻣن أن ﺗﺣﻳﻝ ﺗﺄﺷﻳرة زوج اﻹﺑﻧﻪ اﻟﺗﻲ ﺗﻔﻳد اﺳﺗﻼﻣﻪ ﻟﻧﺳﺧﺔ اﻟﺣﻛـم واﻟﺗـﻲ أﻧﻛـر زوج اﻹﺑﻧـﻪ ﺻـدورﻫﺎ‬
‫ﻣﻧــﻪ وذﻟــك إﻟــﻰ اﻟﻣﻌﻣــﻝ اﻟﺟﻧــﺎﺋﻲ ﻟﻠﻣﺿــﺎﻫﺎة طﺑﻘـﺎً ﻟﻠـرأي اﻟﻔﻘﻬــﻲ اﻟﺳــﺎﺋد ‪ ,‬ﺑــدﻻً ﻣــن ذﻟــك ﻛﻠــﻪ ﻗﺎﻣـت‬
‫اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ ﻓﻲ ﺳﺑﻳﻝ ﺗﻣﻛﻳن اﻷرﻣﻠﺔ ﻣن ﺣﻘوﻗﻬـﺎ ﻣـن ﻗﺑـوﻝ ﺷـﻬﺎدة اﻟﺷـﺧص اﻟـذي ﺗـوﻟﻰ إﻋـﻼن زوج‬
‫اﻹﺑﻧﻪ ﺑﻧﺳﺧﺔ ﻣن اﻟﺣﻛم ‪ ,‬ﺣﻳث ﺷﻬد ﻫـذا اﻟﺷـﺧص ﺑـﺄن اﻟﻣﺣﻛـم ﻛﻠﻔـﺔ ﺑـﺈﻋﻼن زوج اﻹﺑﻧـﻪ ﺑﻧﺳـﺧﺔ‬
‫ﻣــن اﻟﺣﻛــم وﺑﺎﻟﻔﻌــﻝ ﻗــﺎم ﺑﺎﻻﻧﺗﻘــﺎﻝ إﻟــﻰ زوج اﻹﺑﻧــﻪ اﻟــذي ﻗــﺎم ﺑﺎﺳــﺗﻼم ﻧﺳــﺧﺔ ﻣــن اﻟﺣﻛــم وﻗــﺎم زوج‬
‫اﻹﺑﻧﻪ ﺑﺎﻟﺗﺄﺷﻳر ﺧﻠف ﻧﺳﺧﺔ أﺧرى ﺑﻣﺎ ﻳﻔﻳد اﺳـﺗﻼﻣﻪ ﻟﻠﺣﻛـم ‪ ,‬وﻣـﻊ أن اﻟـرأي اﻟﻔﻘﻬـﻲ اﻟﺳـﺎﺋد أﻧـﻪ ﻻ‬
‫ﻳﺟ ــوز ﻟﻠﺷ ــﺧص أن ﻳﺷ ــﻬد ﻋﻠ ــﻰ ﻓﻌ ــﻝ ﻧﻔﺳ ــﻪ ﻓﻘ ــد ﻗﺑﻠ ــت اﻟﻣﺣﻛﻣ ــﺔ ﻓ ــﻲ ﻫ ــذا اﻟﺣﻛ ــم أن ﻳﺷ ــﻬد ﻫ ــذا‬
‫اﻟﺷﺧص ﻋﻠﻰ ﺗﻣﺎم اﻹﻋﻼن اﻟذي ﻗﺎم ﺑـﻪ ﻫـذا اﻟﺷـﺧص ﻧﻔﺳـﻪ ﻣ ارﻋـﺎة وﺣﻔظـﺎً ﻟﺣـق اﻷرﻣﻠـﺔ طﺎﻟﺑـﺔ‬
‫اﻟﺗﻧﻔﻳذ ‪ ,‬وﻫذا ﻻ رﻳب ﺗﻛرﻳس ﻟرأي ﻓﻘﻬﻲ ﺟدﻳد‪.‬‬
 ‫‪- 65 -‬‬

‫وﻟﻣــﺎ ﻛــﺎن ﻫــذا اﻟﺣﻛــم ﻗــد ﺻــﺎر ﻧﻬﺎﺋﻳـﺎً ﻻ ﻳﺟــوز اﻟطﻌــن ﺑــﻪ ﺑــﺎﻟﻧﻘض طﺑﻘـﺎً ﻟﻘــﺎﻧون اﻟﻣراﻓﻌــﺎت اﻟــذي‬
‫ﻳﻧص ﻋﻠﻰ ﻋدم ﺟواز اﻟطﻌن ﺑﺎﻟﻧﻘض ﻓـﻲ ﻣﻧﺎزﻋـﺎت اﻟﺗﻧﻔﻳـذ ‪ ،‬وﻟﻣـﺎ ﻛـﺎن ﻫـذا اﻟﺣﻛـم ﻗـد ﻛـرس أرﻳـﺎً‬
‫ﻓﻘﻬﻳﺎً ﺟدﻳداً ﻋﻠﻰ اﻟﻧﺣو اﻟﺳﺎﺑق ﺑﻳﺎﻧﻪ ‪ ،‬وﻟﻣﺎ ﻛﺎﻧت اﻟﻣﻌﺎﻳﻳر اﻟﻣﻌﺗﻣدة ﻓﻲ اﻟدراﺳﺔ ﻻﺧﺗﻳﺎر اﻷﺣﻛﺎم‬
‫اﻟﺗﻲ ﺗﻌد ﻣﺿﻳﺋﺔ ﺗﻘﺿﻲ ﺑﺄن اﻟﺣﻛم أو اﻟﻘـرار اﻟﻘﺿـﺎﺋﻲ اﻟـذي ﻳﻛـرس أرﻳـﺎً ﻓﻘﻬﻳـﺎً ﺟدﻳـداً ﻳﻌـد ﻋﻼﻣـﺔ‬
‫ﻣﺿﻳﺋﺔ ‪ ،‬ﻟذﻟك ﻛﻠﻪ ﻓﺎﻟﺣﻛم اﻟذي ﻋﻠﻘﻧﺎ ﻋﻠﻳﻪ وﺣﻠﻠﻧﺎﻩ ﻓﻳﻣﺎ ﺳﺑق ﻳﻌد ﻋﻼﻣﺔ ﻣﺿﻳﺋﺔ ‪.‬‬

‫‪ (4‬اﻟﺣﻛــم اﻟﺻــﺎدر ﻋــن اﻟــداﺋرة اﻟﻣدﻧﻳــﺔ )ﻫـــ( ﺑﺎﻟﻣﺣﻛﻣــﺔ اﻟﻌﻠﻳــﺎ ﺑﺗــﺎرﻳﺦ ‪2009/12/23‬م ﻓــﻲ اﻟطﻌــن‬
‫ﺑـــﺎﻟﻧﻘض اﻟﻣـــدﻧﻲ رﻗـــم )‪-38367‬ك( واﻟـــذي أرﺳـــﺎ ﻣﺑـــدأ ﻣﻔـــﺎدﻩ ) أن ﻋـــدم ﻣﻧﺎﻗﺷـــﺔ ﻣﺣﻛﻣـــﺔ‬
‫اﻻﺳﺗﺋﻧﺎف ﻷدﻟﺔ اﻟﻣـرأة اﻟطﺎﻋﻧـﺔ واﻟﻣﺳـﺗﻧدات اﻟﺗـﻲ أﺑرزﺗﻬـﺎ أﻣـﺎم اﻟﻣﺣﻛﻣـﺔ ﻳﺟﻌـﻝ ﺣﻛﻣﻬـﺎ ﻣﻌﻳﺑـﺎً‬
‫ﻣﻣﺎ ﻳﺳﺗوﺟب ﻧﻘﺿﻪ ( ‪:‬‬
‫وﺧﻼﺻـ ـﺔ وﻗ ــﺎﺋﻊ ﻫ ــذا اﻟﺣﻛ ــم وﺣﻳﺛﻳﺎﺗ ــﻪ أن اﻣـ ـرأة ﺗﻘ ــدﻣت ﺑ ــدﻋواﻫﺎ ﺑﺗ ــﺎرﻳﺦ ‪2003/12/22‬م أﻣ ــﺎم‬
‫اﻟﻣﺣﻛﻣــﺔ اﻻﺑﺗداﺋﻳــﺔ اﻟﻣﺧﺗﺻــﺔ ﻣﻔﺎدﻫــﺎ أﻧﻬــﺎ ﻗﺎﻣــت ﺑﺷـراء ﻣﺳــﺎﺣﺔ ﻣــن اﻷرض ﻟﻐــرض اﻟﺑﻧــﺎء ﻋﻠﻳﻬــﺎ‬
‫وﺗم اﻟﺷراء ﺻﺣﻳﺣﺎً ﺗواﻓرت ﻓﻳﻪ ﻛﺎﻓﺔ أرﻛﺎن وﺷروط ﻋﻘد اﻟﺑﻳﻊ وﺑﻌد اﺳﺗﻳﻔﺎء ﻛﺎﻓﺔ إﺟراءات اﻟﺷراء‬
‫ﻟﻸرض ﻗﺎﻣت ﺗﻠك اﻟﻣرأة ﺑﺈﻧﺷﺎء ﺳور ﻳﺣﻳط ﺑﺎﻷرض اﻟﺗـﻲ أﺷـﺗرﺗﻬﺎ وﺑﻌـد ﺗﻣـﺎم ﺑﻧـﺎء اﻟﺳـور ‪ ,‬أﻗـدم‬
‫ﺷﺧﺻــﺎن ﻋﻠــﻰ ﺗﻬــدﻳم اﻟﺳــور اﻟــذي أﻗﺎﻣﺗــﻪ ﺗﻠــك اﻟﻣ ـرأة وزﻋــم اﻟﺷﺧﺻــﺎن ﺑــﺄن ﺗﻠــك اﻷرض اﻟﺗــﻲ‬
‫أﺷــﺗرﺗﻬﺎ ﺗﻠــك اﻟﻣ ـرأة ﻫــﻲ ﻣﻠــك ﺧــﺎﻟص ﻟﻬﻣــﺎ ‪ ,‬وﺑﻌــد اﻟﻣراﻓﻌــﺔ واﻟﻣداﻓﻌــﺔ واﻵﺧــذ واﻟــرد ﺑــﻳن اﻟﻣ ـرأة‬
‫اﻟﻣدﻋﻳﺔ وﺧﺻﻣﻳﻬﺎ ﺣﻛﻣـت اﻟﻣﺣﻛﻣـﺔ اﻻﺑﺗداﺋﻳـﺔ ﺑﺗـﺎرﻳﺦ ‪2005/5/26‬م ﺑﺄﻧـﻪ ﻳﻧﺑﻐـﻲ أن ﺗـﺗم ﻣﺳـﺎﺣﺔ‬
‫اﻷرض اﻟﻣﺗﻧــﺎزع ﻋﻠﻳﻬــﺎ واﻷ ارﺿــﻲ اﻟﻣﺟــﺎورة ﻟﻬﻣــﺎ ﻟﻣﻌرﻓــﺔ ﻋﻣــﺎ إذا ﻛــﺎن اﻟﺑــﺎﺋﻊ إﻟــﻰ اﻟﻣ ـرأة ﻣﺎﻟﻛ ـﺎً‬
‫ﻟﻸرض اﻟﻣﺑﺎﻋﺔ ﻋﻧد اﻟﺗﺻـرف ﺑﻬـﺎ ‪ ,‬وﻷن اﻟﻣﺣﻛﻣـﺔ اﻻﺑﺗداﺋﻳـﺔ ﻟـم ﺗﻧـﺎﻗش أو ﺗﻧظـر ﻓـﻲ اﻟﻣﺳـﺗﻧدات‬
‫واﻷﺳﺎﻧﻳد اﻟﺗﻲ ﺗﺗﻣﺳك اﻟﻣـرأة اﻟﻣدﻋﻳـﺔ ﻓﻣـﺎ ﻛـﺎن ﻣﻧﻬـﺎ إﻻ أن ﺗطﻌـن ﺑـﺎﻟﺣﻛم اﻻﺑﺗـداﺋﻲ أﻣـﺎم ﻣﺣﻛﻣـﺔ‬
‫اﻻﺳــﺗﺋﻧﺎف اﻟﻣﺧﺗﺻــﺔ اﻟﺗــﻲ ﺣﻛﻣــت ﺑﺗــﺎرﻳﺦ ‪2006/4/16‬م ﺑﻌــد اﻟﻣراﻓﻌــﺔ واﻟﻣداوﻟــﺔ ﺑﺗﺄﻳﻳــد اﻟﺣﻛــم‬
‫اﻻﺑﺗداﺋﻲ ﻣن دون أن ﺗﻧﺎﻗش اﻟﻣﺳﺗﻧدات واﻷدﻟﺔ اﻟﺗﻲ أﺑرزﺗﻬـﺎ اﻟﻣـرأة اﻟﻣدﻋﻳـﺔ اﻟﻣﻐﻠوﺑـﺔ ﻋﻠـﻰ أﻣرﻫـﺎ‬
‫– وﺑﻛﻝ إﺻرار وﻋﻧﺎد ﻣن اﻟﻣرأة اﻟﻣظﻠوﻣﺔ ﻗﺎﻣـت ﺑـﺎﻟطﻌن ﺑـﺎﻟﻧﻘض أﻣـﺎم اﻟـداﺋرة اﻟﻣدﻧﻳـﺔ ﺑﺎﻟﻣﺣﻛﻣـﺔ‬
‫اﻟﻌﻠﻳــﺎ اﻟﺗــﻲ ﺣﻛﻣــت ﺑــﻧﻘض اﻟﺣﻛــم أﻻﺳــﺗﺋﻧﺎﻓﻲ اﻟﻣؤﻳــد ﻟﻠﺣﻛــم اﻻﺑﺗــداﺋﻲ وأﻟزﻣــت ﻣﺣﻛﻣــﺔ اﻻﺳــﺗﺋﻧﺎف‬
‫ﺑﺎﻟﻔﺻــﻝ ﻓــﻲ اﻟﻣﺳــﺗﻧدات واﻷﺳــﺎﻧﻳد اﻟﻣﻘدﻣــﺔ ﻣــن اﻟﻣـرأة وﻟﻬــذﻩ اﻟﻐﺎﻳــﺔ أﻋــﺎدت اﻟﻣﺣﻛﻣــﺔ اﻟﻌﻠﻳــﺎ ﻣﻠــف‬
‫اﻟﻘﺿــﻳﺔ إﻟــﻰ ﻣﺣﻛﻣــﺔ اﻻﺳــﺗﺋﻧﺎف اﻟﻣﺧﺗﺻــﺔ اﻟﺗــﻲ ﻟــم ﺗﻠﺗﻔــت ﻣ ـرة أﺧــرى إﻟــﻰ ﻣﻧﺎﻗﺷــﺔ اﻟﻣﺳــﺗﻧدات‬
 ‫‪- 66 -‬‬

‫واﻷدﻟﺔ اﻟﺗﻲ ﺣﺷدﺗﻬﺎ اﻟﻣرأة ﻟﻼﺳﺗدﻻﻝ ﺑﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺻـﺣﺔ دﻋواﻫـﺎ – إﻻ أن اﻟﻣـرأة اﻟﺣدﻳدﻳـﺔ ﻟـم ﺗﻳـﺄس‬
‫ﺣﻳث طﻌﻧت ﺑﺎﻟﻧﻘض ﻟﻠﻣرة اﻟﺛﺎﻧﻳﺔ أﻣﺎم اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﻌﻠﻳﺎ اﻟﺗﻲ ﻧﻘﺿت أﻳﺿﺎً اﻟﺣﻛـم أﻻﺳـﺗﺋﻧﺎﻓﻲ ﻟﻠﻣـرة‬
‫اﻟﺛﺎﻧﻳــﺔ ﻓــﻲ ﻫــذا اﻟﺣﻛــم اﻟــذي ﻧﺣــن ﺑﺻــدد اﻟﺗﻌﻠﻳــق ﻋﻠﻳــﻪ – وﻓــﻲ ﻫــذﻩ اﻟﻣ ـرة ﻟــم ﻳﻛﺗﻔ ـﻲ ﻫــذا اﻟﺣﻛــم‬
‫ﺑﻧﻘض اﻟﺣﻛم أﻻﺳﺗﺋﻧﺎﻓﻲ ٕواﻧﻣﺎ إرﺳـﺎء ﻫـذا اﻟﺣﻛـم ﻣﺑـدأ ﻋﺎﻣـﺎً اﺳـﺗﻔﺎدت ﻣﻧـﻪ اﻟﻣـرأة اﻟطﺎﻋﻧـﺔ وﺳـوف‬
‫ﺗﺳﺗﻔﻳد ﻣﻧﻪ ﻣﺳﺗﻘﺑﻼً اﻟﻧﺳﺎء واﻟرﺟﺎﻝ وﻫـذا اﻟﻣﺑـدأ ﻣﻔـﺎدﻩ )أن ﻋـدم ﻣﻧﺎﻗﺷـﺔ ﻣﺣﻛﻣـﺔ اﻻﺳـﺗﺋﻧﺎف ﻷدﻟـﺔ‬
‫اﻟﻣرأة اﻟطﺎﻋﻧﺔ واﻟﻣﺳﺗﻧدات اﻟﺗﻲ أﺑرزﺗﻬﺎ أﻣﺎم اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ ﻳﺟﻌﻝ ﺣﻛﻣﻬﺎ ﻣﻌﻳﺑﺎً ﻣﻣﺎ ﻳﺳﺗوﺟب ﻧﻘﺿـﻪ (‬
‫‪.‬‬
‫وﻟﻣﺎ ﻛﺎن ﻫذا اﻟﺣﻛم ﺑﺎﺗﺎً ﻻ ﻳﺟوز اﻟطﻌن ﺑﻪ ‪ ،‬وﻟﻣﺎ ﻛﺎن ﻫذا اﻟﺣﻛم ﻗـد أرﺳـﺎ اﻟﻣﺑـدأ اﻟﺳـﺎﺑق ﺑﻳﺎﻧـﻪ‪،‬‬
‫وﻟﻣﺎ ﻛﺎﻧت اﻟﻣﻌﺎﻳﻳر اﻟﻣﻌﺗﻣـدة ﻓـﻲ اﻟد ارﺳـﺔ ﻻﺧﺗﻳـﺎر اﻷﺣﻛـﺎم اﻟﺗـﻲ ﺗﻌـد ﻋﻼﻣـﺎت ﻣﺿـﻳﺋﺔ ﻗـد ﻧﺻـت‬
‫ﻋﻠﻰ أن اﻟﺣﻛم اﻟذي ﻳرﺳـﻲ ﻣﺑـدأ ﻳﻌـد ﻣـن اﻟﻌﻼﻣـﺎت اﻟﻣﺿـﻳﺋﺔ ‪ ,‬ﻟـذﻟك ﻓـﺈن ﻫـذا اﻟﺣﻛـم ﻳﻌـد ﻋﻼﻣـﺔ‬
‫ﻣﺿﻳﺋﺔ ‪.‬‬
 ‫‪- 67 -‬‬

‫ً‬
‫ﺛﺎﻟﺜﺎ‪:‬‬

‫ﲢﻠﻴﻞ ﺍﻷﺣﻜﺎﻡ ﻭﺍﻟﻘﺮﺍﺭﺍﺕ ﺍﻟﻘﻀـﺎﺋﻴﺔ ﺑﺸﺄﻥ ﺍﳊﻘﻮﻕ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺔ ﻟﻠﻤﺮﺃﺓ ‪:‬‬

‫ﻣﺻــطﻠﺢ اﻟﺣﻘــوق اﻻﻗﺗﺻــﺎدﻳﺔ ﻟﻠﻣ ـرأة ورد ﻓــﻲ ﺻـ ـ‪9‬ـ ـ ﻣــن اﻹطــﺎر اﻟﻣرﺟﻌــﻲ ﻟﻠد ارﺳــﺔ وﻟــم ﻳــﺗم ﺗﻌرﻳــف‬
‫اﻟﻣﻘﺻود ﺑﺎﻟﺣﻘوق اﻻﻗﺗﺻﺎدﻳﺔ ﻓﻲ اﻹطﺎر اﻟﻣرﺟﻌﻲ‪ ,‬وﻟذﻟك ﻓﻘد رﺟﻌﻧـﺎ إﻟـﻰ اﻟﻘواﻋـد اﻟﻌﺎﻣـﺔ ﻓـﻲ ﻣﻌرﻓـﺔ‬
‫ﻣﻛوﻧــﺎت اﻟﺣﻘــوق اﻻﻗﺗﺻــﺎدﻳﺔ وﻣــﺎ إذا ﻛــﺎن ﺣــق اﻟﻣ ـرأة ﻓــﻲ اﻟﻌﻣــﻝ وﺣﻘﻬــﺎ ﻓــﻲ ﺗﻘﺎﺿــﻲ اﻷﺟــر ﻣﻘﺎﺑــﻝ‬
‫اﻟﻌﻣﻝ اﻟذي ﻗﺎﻣت ﺑﻪ ﻣن ﺿﻣن ﺗﻠك اﻟﺣﻘوق ‪ ,‬وﺣﻳـث ﺗﺄﻛـد ﻟﻧـﺎ أن اﻟﻘواﻋـد اﻟﻌﺎﻣـﺔ ﺗﻘﺿـﻲ ﺑـﺎن اﻟﻌﻣـﻝ‬
‫ﻧﺷــﺎط ﻣــن أﻫــم اﻷﻧﺷــطﺔ اﻻﻗﺗﺻــﺎدﻳﺔ ‪ ,‬ﺑــﻝ اﻧــﻪ ﻋﻧﺻــر ﻣـن أﻫــم ﻋﻧﺎﺻــر اﻟﻧﺷــﺎط اﻻﻗﺗﺻــﺎدي ‪ ,‬وﺗﺑﻌـﺎً‬
‫ﻟــذﻟك ﻓﺣــق اﻟﻌﻣــﻝ ﻳﻧــدرج ﺿــﻣن اﻟﺣﻘــوق اﻻﻗﺗﺻــﺎدﻳﺔ ‪ ,‬وﻣــن ﻫــذا اﻟﻣﻧطﻠــق ﻓﻘــد ﻋزﻣﻧــﺎ ﻋﻠــﻰ ﺗﺣﻠﻳــﻝ‬
‫اﻷﺣﻛﺎم واﻟﻘ اررات اﻟﺻﺎدرة ﻣن اﻟﻘﺿﺎء اﻟﻌﻣﺎﻟﻲ ﺗطﺑﻳﻘﺎً ﻟﻘﺎﻧون اﻟﻌﻣﻝ ﺿﻣن اﻟﺣﻘوق اﻻﻗﺗﺻﺎدﻳﺔ‪.‬‬
‫وﻧؤﻛــد ﺑﺄﻧﻧــﺎ ﻗــد ﺟﻣﻌﻧــﺎ أﺣﻛﺎﻣ ـﺎً ﻋﻣﺎﻟﻳــﺔ ﻛﺛﻳ ـرة ﺟــداً إﻻ أﻧــﻪ ﻋﻧــد اﻟد ارﺳــﺔ واﻟﺗﻣﺣــﻳص ﻟﺗﻠــك اﻷﺣﻛــﺎم ﻟــم‬
‫ﺗﻧطﺑــق اﻟﻣﻌــﺎﻳﻳر اﻟﻣﻘــررة ﻓــﻲ اﻟد ارﺳــﺔ ﻻﺧﺗﻳــﺎر اﻷﺣﻛــﺎم اﻟﺗــﻲ ﺗﻌــد ﻋﻼﻣــﺎت ﻣﺿــﻳﺋﺔ إﻻ ﻋﻠــﻰ اﻷﺣﻛــﺎم‬
‫واﻟﻘ اررات اﻟﺗﻲ ﻧﺗﻧﺎوﻟﻬﺎ ﻓﻳﻣﺎ ﻳﺄﺗﻲ‪-:‬‬
‫‪ (1‬اﻟﺣﻛــم اﻻﺑﺗــداﺋﻲ اﻟﻧﻬــﺎﺋﻲ اﻟﺻــﺎدر ﻋــن اﻟﻠﺟﻧــﺔ اﻟﺗﺣﻛﻳﻣﻳــﺔ اﻟﻌﻣﺎﻟﻳــﺔ اﻻﺑﺗداﺋﻳــﺔ ﻟﺷــﻣﺎﻝ اﻟﻌﺎﺻــﻣﺔ‬
‫ﺻــﻧﻌﺎء ﺑﺗــﺎرﻳﺦ ‪2009/11/14‬م و اﻟــذي ﻛــرس رأﻳ ـﺎً ﻓﻘﻬﻳ ـﺎً ﺟدﻳــداً وﻫــو أﻧــﻪ )ﻻ ﻳﻧﺑﻐــﻲ اﻟﺗﻌــذر‬
‫ﺑﻘواﻧﻳن وﻧظم اﻷﺟور اﻟﻧﺎﻓذة ﻓﻲ و ازرات اﻟدوﻟﺔ وﻣﺻﺎﻟﺣﻬﺎ ﻟﻼﻧﺗﻘﺎص ﻣن أﺟور وﺣﻘـوق اﻟﻣـرأة‬
‫اﻟﻌﺎﻣﻠﺔ اﻷﺟﻧﺑﻳﺔ اﻟﻣﻧﺻوص ﻋﻠﻳﻬﺎ ﻓﻲ ﻋﻘد اﻟﻌﻣﻝ اﻟﻣﺑرم ﻓﻳﻣﺎ ﺑﻳﻧﻬﺎ وﺑﻳن اﻟدوﻟﺔ(‪:‬‬
‫وﺧﻼﺻﺔ وﻗﺎﺋﻊ وﺣﻳﺛﻳﺎت ﻫذا اﻟﺣﻛم أن ﻣﻬﻧدﺳـﺔ ﻋراﻗﻳـﺔ اﻟﺟﻧﺳـﻳﺔ ﺗﻌﺎﻗـدت ﺧـﻼﻝ اﻟﻔﺗـرة ﻣـن ﻋـﺎم‬
‫‪1978‬م وﺣﺗ ــﻰ ‪2008‬م ﻣـــﻊ أﺣـــدى اﻟـــو ازرات ﺑﻣوﺟ ــب ﻋﻘـــد ﻋﻣـــﻝ ﺣـــدد ﻓ ــﻲ ﺑﻧـــودﻩ أﺟـــور ﻫـــذﻩ‬
‫اﻟﻣﻬﻧدﺳﺔ وﺣﻘوﻗﻬﺎ ﻣﻘﺎﺑﻝ اﻷﻋﻣﺎﻝ اﻟﺗﻲ ﺗﻘوم ﺑﻬـﺎ اﻟﻣﻬﻧدﺳـﺔ طﺑﻘـﺎً ﻟﻠﻌﻘـد ‪ ,‬وﻗـد ﻛﺎﻧـت أﺟـور وﺣﻘـوق‬
‫ﻫــذﻩ اﻟﻣﻬﻧدﺳــﺔ اﻟﻌراﻗﻳــﺔ أﻛﺛــر ﻣــن اﻟﺣﻘــوق واﻷﺟــور واﻻﻣﺗﻳــﺎزات اﻟﻣﺳــﺗﺣﻘﺔ ﻟﻧظراﺋﻬــﺎ ﻣــن اﻟﻳﻣﻧﻳــﻳن‬
‫اﻟﻣ ــوظﻔﻳن ﺑﺎﻟدوﻟ ــﺔ طﺑﻘـ ـﺎً ﻟﻘـ ـواﻧﻳن وﻧظ ــم اﻷﺟ ــور وﻣرﺗﺑ ــﺎت ﻣ ــوظﻔﻲ اﻟدوﻟ ــﺔ اﻟﻧﺎﻓ ــذة ﺑ ــﺎﻟﻳﻣن‪ ,‬وﺑﻌ ــد‬
‫اﻧﻘﺿــﺎء ﺛﻼﺛــﻳن ﺳــﻧﺔ ﻣــن ﻧﻔــﺎذ ﻋﻘــد اﻟﻌﻣــﻝ أرادت اﻟــو ازرة اﻟﺗــﻲ ﺗﻌﺎﻗــدت ﻣﻌﻬــﺎ اﻟﻣﻬﻧدﺳــﺔ اﻟﻌراﻗﻳــﺔ‬
‫اﻻﻧﺗﻘﺎص ﻣن أﺟور وﺣﻘوق ﻫذﻩ اﻟﻣرأة اﻟﻌﺎﻣﻠﺔ ﺑﺣﺟـﺔ أن اﻟـو ازرة اﻟﻣﻌﻧﻳـﺔ ﺑﺎﻟوظﻳﻔـﺔ اﻟﻌﺎﻣـﺔ ﺑـﺎﻟﻳﻣن)‬
‫و ازرة اﻟﺧدﻣــﺔ اﻟﻣدﻧﻳــﺔ( ﻗــد أﺻــدرت ﻓﺗــوى ﻣﻔﺎدﻫــﺎ ﻋــدم اﺳــﺗﺣﻘﺎق اﻟﻌﺎﻣﻠــﺔ اﻟﻌراﻗﻳــﺔ ﻟــﺑﻌض اﻟﺣﻘــوق‬
 ‫‪- 68 -‬‬

‫اﻟﻣﻧﺻوص ﻋﻠﻳﻬـﺎ ﻓـﻲ ﻋﻘـد اﻟﻌﻣـﻝ اﻟﻣﺑـرم ﻣﻌﻬـﺎ وأن ﻗـواﻧﻳن وﻧظـم اﻟﺗوظﻳـف واﻷﺟـور ﻫـﻲ اﻟواﺟﺑـﺔ‬
‫اﻟﺗطﺑﻳق ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟﺣﺎﻟﺔ وﻟﻳس ﻋﻘد اﻟﻌﻣﻝ‪.‬‬
‫ﻓﻣﺎ ﻛﺎن ﻣن اﻟﻌﺎﻣﻠﺔ اﻟﻌراﻗﻳﺔ إﻻ أن رﻓﻌت دﻋوى أﻣـﺎم اﻟﻠﺟﻧـﺔ اﻟﺗﺣﻛﻣﻳـﺔ اﻟﻌﻣﺎﻟﻳـﺔ اﻻﺑﺗداﺋﻳـﺔ ﻟﺷـﻣﺎﻝ‬
‫اﻟﻌﺎﺻﻣﺔ ﺻـﻧﻌﺎء )وﻫـﻲ ﺑﻣﺛﺎﺑـﺔ ﻣﺣﻛﻣـﺔ اﺑﺗداﺋﻳـﺔ( واﻟﺗـﻲ ﺑﺎﺷـرت إﺟراءاﺗﻬـﺎ ﻓـﻲ ﻧظـر ﻫـذﻩ اﻟﻘﺿـﻳﺔ‪,‬‬
‫وﺑﻌـ ـ ـ ــد اﻟﻣراﻓﻌـ ـ ـ ــﺔ واﻟد ارﺳـ ـ ـ ــﺔ واﻟﻣداوﻟـ ـ ـ ــﺔ ﺧﻠﺻـ ـ ـ ــت اﻟﻠﺟﻧـ ـ ـ ــﺔ اﻟﺗﺣﻛﻳﻣﻳـ ـ ـ ــﺔ اﻟﻌﻣﺎﻟﻳـ ـ ـ ــﺔ إﻟـ ـ ـ ــﻰ اﻟﺣﻛـ ـ ـ ــم‬
‫ﺑﺗﺎرﻳﺦ‪2009/10/14‬م ﺑرﻓض دﻓوع اﻟو ازرة اﻟﺗﻲ ﺗﻌﺎﻗدت ﻣﻌﻬﺎ اﻟﻌﺎﻣﻠﺔ واﻟﺗﻲ أرادت اﻻﻧﺗﻘﺎص ﻣـن‬
‫ﺣــق اﻟﻣـرأة اﻟﻌﺎﻣﻠــﺔ اﻷﺟﻧﺑﻳــﺔ اﻟﻣﻧﺻــوص ﻋﻠﻳﻬــﺎ ﻓــﻲ ﻋﻘــد اﻟﻌﻣــﻝ وﻛــذا اﻟﺣﻛــم ﻋﻠــﻰ اﻟــو ازرة اﻟﻣــدﻋﻰ‬
‫ﻋﻠﻳﻬﺎ ﺑدﻓﻊ ﻛﺎﻓﺔ اﻷﺟور واﻟﺣﻘوق اﻟﻣﻧﺻوص ﻋﻠﻳﻬﺎ ﻓﻲ ﻋﻘد اﻟﻌﻣﻝ وﻛذا اﻟﺣﻛم ﺑﺗﻌـوﻳض اﻟﻌﺎﻣﻠـﺔ‬
‫ﻋن اﻹﺿرار واﻟﻣﺧﺎﺳﻳر اﻟﺗﻲ ﺗﻛﺑدﺗﻬﺎ ‪ ,‬وﻟم ﻳﻘﺗﺻر اﻟﺣﻛم ﻋﻠﻰ ذﻟـك ﺑـﻝ أﻧـﻪ ﻗـد أﺗﺟـﻪ ﺑﺣـق إﻟـﻰ‬
‫ﺗﻛرﻳس رأﻳﺎً ﻓﻘﻬﻳﺎً ﺟدﻳداً وﻫو أﻧﻪ ) ﻻ ﻳﻧﺑﻐﻲ اﻟﺗﻌـذر ﺑﻘـواﻧﻳن وﻧظـم اﻷﺟـور اﻟﻧﺎﻓـذة ﻋﻠـﻰ اﻟﻣـوظﻔﻳن‬
‫ﻓــﻲ و ازرات اﻟدوﻟــﺔ وﻣﺻــﺎﻟﺣﻬﺎ ﻟﻼﻧﺗﻘــﺎص ﻣــن أﺟــور وﺣﻘــوق اﻟﻣ ـرأة اﻟﻌﺎﻣﻠــﺔ اﻷﺟﻧﺑﻳــﺔ اﻟﻣﻧﺻــوص‬
‫ﻋﻠﻳﻬــﺎ ﻓــﻲ ﻋﻘــد اﻟﻌﻣــﻝ اﻟﻣﺑــرم ﻓﻳﻣــﺎ ﺑــﻳن ﺗﻠــك اﻟﻌﺎﻣﻠــﺔ و اﻟدوﻟــﺔ( ﻻن ﻋﻘــد اﻟﻌﻣــﻝ ﻣــن اﻟﻌﻘــود اﻟﺗــﻲ‬
‫ﻧظﻣﻬــﺎ ﻗــﺎﻧون اﻟﻌﻣــﻝ ﺑﻧﺻــوص آﻣ ـرة وﺧﺎﺻــﺔ ﺗﻛــون ﻣﻘدﻣــﺔ ﻋﻧــد اﻟﺗطﺑﻳــق ﻋﻠــﻰ اﻟﻘ ـواﻧﻳن اﻟﻌﺎﻣــﺔ‬
‫ﻟﻠوظــﺎﺋف واﻷﺟــور ﻋﻣـﻼً ﺑﻘﺎﻋــدة )اﻟﻘــﺎﻧون اﻟﺧــﺎص ﻣﻘــدم ﻋﻠــﻰ اﻟﻘــﺎﻧون اﻟﻌــﺎم ﻓــﻲ اﻟﺗطﺑﻳــق( ﻓﺿـﻼً‬
‫ﻋ ــن أن اﻟﻘﺎﻋ ــدة اﻟﻘﺎﻧوﻧﻳ ــﺔ ﺗﻘ ــرر أن اﻟﻌﻘ ــد ﺷـ ـرﻳﻌﺔ اﻟﻣﺗﻌﺎﻗ ــدﻳن وﻳﻧﺑﻐ ــﻲ اﺣﺗ ارﻣ ــﻪ ﺣﺳ ــﺑﻣﺎ ورد ﻓ ــﻲ‬
‫ﻣﻧطوق اﻟﺣﻛم ﻣﺣﻝ ﺗﻌﻠﻳﻘﻧﺎ‪.‬‬
‫وﺑﻣـﺎ أن أي ﻣـن أطـراف اﻟﺧﺻـوﻣﺔ ﻟـم ﻳطﻌـن ﻓـﻲ اﻟﺣﻛـم اﻟﺳـﺎﻟف ذﻛـرﻩ ﻓﻘـد ﺻـﺎر ﻧﻬﺎﺋﻳـﺎً‪ ,‬وﺑﻣـﺎ أن‬
‫ﻫــذا اﻟﺣﻛــم ﻗــد ﻛــرس أرﻳ ـﺎً ﻓﻘﻬﻳ ـﺎً ﺟدﻳــداً ﻋﻠــﻰ اﻟﻧﺣــو اﻟﺳــﺎﻟف ﺑﻳﺎﻧــﻪ‪ ,‬ﻟــذﻟك ﺗﻧطﺑــق ﻋﻠ ـﻰ ﻫــذا اﻟﺣﻛــم‬
‫اﻟﻣﻌــﺎﻳﻳر اﻟﻣﻌﺗﻣــدة ﻓــﻲ اﻟد ارﺳــﺔ ﺑﺷــﺄن اﺧﺗﻳــﺎر اﻷﺣﻛــﺎم اﻟﺗــﻲ ﺗﻌــد ﻋﻼﻣــﺎت ﻣﺿــﻳﺋﺔ‪ ,‬وﻟــذﻟك ﻓﻬــذا‬
‫اﻟﺣﻛم ﻳﻌد ﻋﻼﻣﺔ ﻣﺿﻳﺋﺔ ﻓﻲ ﺗﻛرﻳس وﺗﺛﺑﻳت ﺣﻘوق اﻟﻣرأة اﻟﻌﺎﻣﻠﺔ ﻟدى اﻟدوﻟـﺔ ﺑﻣوﺟـب ﻋﻘـد ﻋﻣـﻝ‬
‫ﺳواء ﻛﺎﻧت ﻫذﻩ اﻟﻣرأة أﺟﻧﺑﻳﺔ أم ﻏﻳر أﺟﻧﺑﻳﺔ‪.‬‬
 ‫‪- 69 -‬‬

‫‪ (2‬اﻟﺣﻛــم اﻻﺳــﺗﺋﻧﺎﻓﻲ اﻟﻧﻬــﺎﺋﻲ اﻟﺻــﺎدر ﻋــن اﻟﺷــﻌﺑﺔ اﻟﻣدﻧﻳــﺔ ﺑﻣﺣﻛﻣــﺔ اﺳــﺗﺋﻧﺎف ﻣﺣﺎﻓظــﺔ ﺗﻌــز ﻓــﻲ‬
‫ﺟﻠﺳــﺗﻬﺎ اﻟﻣﻧﻌﻘــدة ﺑﺗــﺎرﻳﺦ‪2009/5/16‬م اﻟــذي ﻛــرس رأﻳ ـﺎً ﻓﻘﻬﻳ ـﺎً ﺟدﻳــداً ﺑﺷــﺄن اﻟﺑــدﻝ اﻟﻧﻘــدي‬
‫ﻟﻺﺟﺎزة اﻟﺗﻲ ﻟم ﺗﺗﻣﻛن اﻟﻣرأة اﻟﻌﺎﻣﻠﺔ ﻣن اﺳﺗﻐﻼﻟﻬﺎ ﺣﻳث ذﻫب ﻫذا اﻟﺣﻛم إﻟﻰ أﻧﻪ ﻳﺟب ﺻـرف‬
‫اﻟﺑدﻝ اﻟﻧﻘدي ﻟﻠﻣرأة ﻋوﺿﺎً ﻋن اﻹﺟﺎزة اﻟﺳﻧوﻳﺔ اﻟﺗﻲ ﻟم ﺗﺗﻣﻛن اﻟﻣرأة اﻟﻌﺎﻣﻠﺔ ﻣن اﺳﺗﻐﻼﻟﻬﺎ‪:‬‬
‫وﺧﻼﺻ ــﺔ وﻗ ــﺎﺋﻊ وﺣﻳﺛﻳ ــﺎت ﻫ ــذا اﻟﺣﻛ ــم وﺧﻠﻔﻳﺎﺗ ــﻪ أن ﻗ ــﺎﻧون اﻟﻌﻣ ــﻝ اﻟﻳﻣﻧ ــﻲ اﻟﻧﺎﻓ ــذ ﻳﻣﻧ ــﻊ ﺻـ ـراﺣﺔ‬
‫اﻟﻌ ــﺎﻣﻼت واﻟﻌﻣ ــﺎﻝ ﻣ ــن اﻟﻣطﺎﻟﺑ ــﺔ ﺑﻣﻘﺎﺑ ــﻝ ﻧﻘ ــدي ﺑ ــدﻻً ﻋ ــن اﻹﺟ ــﺎزات اﻟﺳ ــﻧوﻳﺔ اﻟﺗ ــﻲ ﻟ ــم ﺗﺳ ــﺗﻐﻠﻬﺎ‬
‫اﻟﻌﺎﻣﻼت واﻟﻌﻣﺎﻝ ﺣﻳث ﺗـﻧص اﻟﻣـﺎدة )‪ (79‬ﻣـن ﻗـﺎﻧون اﻟﻌﻣـﻝ اﻟﻳﻣﻧـﻲ ﻋﻠـﻰ أﻧـﻪ )ﻻ ﻳﺟـوز ﻟﻠﻌﺎﻣـﻝ‬
‫أن ﻳﺗﻧـﺎزﻝ ﻋـن إﺟﺎزﺗـﻪ اﻟﺳــﻧوﻳﺔ ﻣﻘﺎﺑـﻝ ﺗﻌـوﻳض ﻧﻘــدي( وﻫﻧـﺎك ﺧـﻼف ﻓﻘﻬـﻲ ﻓــﻲ اﻟـﻳﻣن ﻋﻠـﻰ أﺷــدﻩ‬
‫ﺑــﻳن رﺟــﺎﻝ اﻟﻔﻘــﻪ واﻟﻘﺿــﺎء ﺑﺷــﺄن ﻧطــﺎق ﻫــذا اﻟﺣظــر ﻫــﻝ ﻳﻣﺗــد إﻟــﻰ ﻣــﺎ ﺑﻌــد اﻧﺗﻬــﺎء ﻋﻼﻗــﺔ اﻟﻌﺎﻣﻠــﺔ‬
‫ﺑﺎﻟﺟﻬــﺔ اﻟﺗــﻲ ﺗﻌﻣــﻝ ﺑﻬــﺎ وﻫــﻝ ﻳﺣــق ﻟﻠﻌﺎﻣﻠــﺔ واﻟﻌﺎﻣــﻝ ﺑﺎﻟﻣطﺎﻟﺑــﺔ ﺑﺎﻟﻣﻘﺎﺑــﻝ اﻟﻧﻘــدي ﻋــن اﻹﺟــﺎزة ﺑﻌــد‬
‫اﺳﺗﺣﻘﺎﻗﻪ ﻟﻺﺟﺎزة وﻋـدم اﺳـﺗﻐﻼﻟﻪ ﻟﻬـﺎ ٕواذا ﻟـم ﻳﻠزﻣـﻪ رب اﻟﻌﻣـﻝ ﺑﺄﺧـذ اﻹﺟـﺎزة ؟ ﻓـﺎﻟرأي اﻟﺳـﺎﺋد ﻓـﻲ‬
‫اﻟﻔﻘﻪ ﻳذﻫب إﻟﻰ أن اﻟﺣظر ﻋﺎم ﻳﻣﺗد إﻟﻰ ﻛﻝ اﻟﺣﺎﻻت اﻟﻣﺷﺎر إﻟﻳﻬﺎ وأﻧﻪ وﻓﻘﺎً ﻟﻬـذا اﻟـرأي ﻻ ﻳﺣـق‬
‫ﻟﻠﻌﺎﻣﻠﺔ اﻟﻣطﺎﻟﺑﺔ ﺑﻬـذا اﻟﺑـدﻝ ﻗﺑـﻝ ﺣﻠـوﻝ ﻣﻳﻌـﺎد اﻹﺟـﺎزة أو ﺑﻌـدﻩ ‪ ,‬ﻛﻣـﺎ ﻻ ﻳﺟـوز ﻟﻬـﺎ ذﻟـك ﻓـﻲ أﺛﻧـﺎء‬
‫اء ﻛﺎﻧــت اﻟﺟﻬــﺔ ﻗــد أﺧطرﺗﻬــﺎ ﺑﺄﺧــذ اﻷﺟــﺎزة أم ﻻ‪ ,‬ﻷن‬
‫ﻋﻣﻠﻬــﺎ أو ﺑﻌــد اﻧﺗﻬــﺎء ﻋﻣﻠﻬــﺎ ﻣــﻊ اﻟﺟﻬــﺔ ﺳـو ً‬
‫اﻟﺣظــر ﻓــﻲ اﻟﻘــﺎﻧون ﻋــﺎم ﻓــﻲ ﻛــﻝ اﻟﺣــﺎﻻت وﻻ ﻳﺟــوز ﺗﺧﺻــﻳص اﻟﺣظــر أو ﺣﺻ ـرﻩ ﺑﻐﻳــر ﻧــص‬
‫ﻗــﺎﻧوﻧﻲ ﻣﺧﺻــص ﻓــﻲ ﺣــﻳن ﻳــذﻫب رأي ﻓﻘﻬــﻲ ﺟدﻳــد إﻟــﻰ أن اﻟﺣظــر ﻗﺎﺻــر ﻋﻠــﻰ ﻣطﺎﻟﺑــﺔ اﻟﻌﺎﻣﻠــﺔ‬
‫ﺑﺎﻟﺑدﻝ اﻟﻧﻘدي ﻟﻺﺟﺎزة ﻋﻧد ﺣﻠوﻝ اﻹﺟﺎزة وﺗﻣﻛﻳن ﺟﻬﺔ اﻟﻌﻣﻝ ﻟﻠﻌﺎﻣﻠـﺔ ﺣﻳﻧﺋـذ ﻣـن اﺳـﺗﻐﻼﻝ اﻹﺟـﺎزة‬
‫ﻋﻳﻧ ـﺎً‪ ,‬أﻣــﺎ ﻓــﻲ ﻏﻳــر ﻫــذﻩ اﻟﺣﺎﻟــﺔ ﻓﻳﺣــق ﻟﻠﻌﺎﻣﻠــﺔ إذا اﻧﺗﻬــت ﻋﻼﻗﺗﻬــﺎ ﺑﺟﻬــﺔ اﻟﻌﻣــﻝ ﻷي ﺳــﺑب أن‬
‫ﺗطﺎﻟــب ﺑﺑــدﻝ ﻧﻘــدي ﻋوﺿ ـﺎً ﻋــن اﻹﺟــﺎزة وﻛــذﻟك اﻟﺣــﺎﻝ إذا ﻣــﺎ اﻗﺗﺿــت ﻣﺻــﻠﺣﺔ ﺟﻬ ـﺔ اﻟﻌﻣــﻝ أن‬
‫ﺗﻌﻣــﻝ اﻟﻣـرأة ﻓــﻲ أﺛﻧــﺎء إﺟﺎزﺗﻬــﺎ وﻛــذا ﻓــﻲ ﻛــﻝ ﺣﺎﻟــﺔ ﻻ ﺗُﺧطــر ﺟﻬــﺔ اﻟﻌﻣــﻝ اﻟﻌﺎﻣﻠــﺔ ﺑﺄﺧــذ أﺟﺎزﺗﻬــﺎ ‪,‬‬
‫ﻓﻔــﻲ ﻛــﻝ ﻫــذﻩ اﻟﺣــﺎﻻت ﻳﺣــق ﻟﻠﻣــرأة اﻟﻣطﺎﻟﺑــﺔ ﺑﺑــدﻝ اﻹﺟــﺎزة ‪ ,‬ﻷن ﺣظــر اﻟﻘــﺎﻧون ﻟﻠﺑــدﻝ اﻟﻧﻘــدي‬
‫ﻟﻺﺟﺎزة ﻻ ﻳﺷﻣﻝ ﺗﻠك اﻟﺣﺎﻻت‪ ,‬ﻛﻣﺎ أن اﻟﺷك ﻳﺟب أن ﻳﻔﺳر ﻟﻣﺻﻠﺣﺔ اﻟﻌﺎﻣﻠﺔ أو اﻟﻌﺎﻣﻝ‪.‬‬
‫وﻋﻠﻰ ﺧﻠﻔﻳﺔ ﻫذا اﻟﺧﻼف اﻟﻔﻘﻬﻲ ﺑﺷﺄن اﻟﺑدﻝ اﻟﻧﻘدي ﻟﻺﺟﺎزة اﻟﺳﻧوﻳﺔ ﻟﻠﻌﺎﻣﻝ ﺗﻘدﻣت اﻣـرأة ﻋﺎﻣﻠـﺔ‬
‫إﻟــﻰ اﻟﻠﺟﻧــﺔ اﻟﺗﺣﻛﻳﻣﻳــﺔ اﻟﻌﻣﺎﻟﻳــﺔ اﻟﻣﺧﺗﺻــﺔ ﺑﻣﺣﺎﻓظــﺔ ﺗﻌــز ) وﻫــﻲ ﺑﻣﺛﺎﺑــﺔ ﻣﺣﻛﻣــﺔ اﺑﺗداﺋﻳــﺔ( ﺣﻳــث‬
‫طﺎﻟﺑت اﻟﻌﺎﻣﻠﺔ ﻓﻲ دﻋواﻫﺎ ﻣن اﻟﺟﻬﺔ اﻟﺗﻲ ﻛﺎﻧت ﺗﻌﻣﻝ ﺑﻬﺎ واﻟﺗﻲ ﻓﺻﻠﺗﻬﺎ ﻓﻳﻣﺎ ﺑﻌـد أن ﺗـدﻓﻊ إﻟﻳﻬـﺎ‬
‫ﻛﺎﻓﺔ ﺣﻘوﻗﻬﺎ ﺑﻣﺎ ﻓﻲ ذﻟك ﺑدﻝ اﻹﺟﺎزات اﻟﺗﻲ ﻟم ﺗﺳﺗﻐﻠﻬﺎ اﻟﻌﺎﻣﻠﺔ اﻟﻣﻔﺻوﻟﺔ ﺗﻌﺳﻔﻳﺎً‪.‬‬
 ‫‪- 70 -‬‬

‫واﻟﻣداوﻟﺔ‬ ‫وﺑﻌد اﻟﻣراﻓﻌﺔ واﻟﻣداﻓﻌﺔ ﻓﻳﻣﺎ ﺑﻳن اﻟﻌﺎﻣﻠﺔ واﻟﺟﻬﺔ اﻟﺗﻲ ﻓﺻﻠﺗﻬﺎ وﺑﻌد اﻟدراﺳﺔ‬
‫ﺣﻛﻣ ــت اﻟﻠﺟﻧ ــﺔ ﺑﺗ ــﺎرﻳﺦ ‪2007/4/8‬م ‪ ,‬ﺑ ــﺎن )ﺗﺳ ــﺗﺣق اﻟﻌﺎﻣﻠ ــﺔ اﻟﻣدﻋﻳ ــﺔ ﻣﻘﺎﺑ ــﻝ اﻹﺟ ــﺎزة اﻟﺳـ ـﻧوﻳﺔ‬
‫ﺑﺣﺳــب رﺻــﻳدﻫﺎ ﻣــن اﻹﺟــﺎزات اﻟﺳــﻧوﻳﺔ ﻟــدى اﻟﻣــدﻋﻰ ﻋﻠﻳــﻪ( ﻓﻠــم ﻳﻘﺗﻧــﻊ رب اﻟﻌﻣــﻝ اﻟﻣﺣﻛــوم ﻋﻠﻳــﻪ‬
‫ﺑﻬذا اﻟﺣﻛم ﻓﻣﺎ ﻛـﺎن ﻣﻧـﻪ إﻻ أن ﻗـﺎم ﺑـﺎﻟطﻌن ﺑـﺎﻟﺣﻛم ﺑﺎﻟﻣﺷـﺎر إﻟﻳـﻪ أﻣـﺎم اﻟﺷـﻌﺑﺔ اﻟﻣدﻧﻳـﺔ اﻟﻣﺧﺗﺻـﺔ‬
‫ﺑﻣﺣﻛﻣﺔ اﺳﺗﺋﻧﺎف ﺗﻌـز اﻟﺗـﻲ ﺣﻛﻣـت ﺑﻌـد اﻟد ارﺳـﺔ واﻟﻣداوﻟـﺔ ﺑﺗﺄﻳﻳـد اﻟﺣﻛـم اﻻﺑﺗـداﺋﻲ وﺗﻛـرﻳس اﻟـرأي‬
‫اﻟﻔﻘﻬــﻲ اﻟﺟدﻳــد اﻟــذي ﻳﺟﻳــز اﻟﺣﻛــم ﻟﻠﻌﺎﻣــﻝ ﺑﺎﻟﺑــدﻝ اﻟﻧﻘــدي ﻟﻺﺟــﺎزات اﻟﺳــﻧوﻳﺔ ﻏﻳــر اﻟﻣﺳــﺗﻐﻠﺔ ﻋﻧــد‬
‫اﻧﺗﻬــﺎء ﻋﻼﻗــﺔ ﻋﻣﻠﻬــﺎ ﺑﺎﻟﺟﻬــﺔ ‪ ,‬وﺑﻌدﺋــذ أﺧــذت ﻣﺣــﺎﻛم أﺧــرى ﺑﻬــذا اﻟ ـرأي اﻟﺟدﻳــد وﻣــن ذﻟــك اﻟﺣﻛــم‬
‫اﻟﺻﺎدر ﻋن اﻟﻠﺟﻧﺔ اﻟﺗﺣﻛﻳﻣﻳﺔ اﻟﻌﻣﺎﻟﻳﺔ ﻟﺷﻣﺎﻝ ﻣدﻳﻧﺔ ﺻﻧﻌﺎء ﺑﺗﺎرﻳﺦ‪2009/10/11‬م واﻟذي ﻗﺿﻰ‬
‫ﻓــﻲ ﻣﻧطوﻗــﺔ ﺑــﺄن ) ﺗﺳــﺗﺣق اﻟﻌﺎﻣﻠــﺔ اﻟﻣدﻋﻳــﺔ ﻣرﺗــب ﺷــﻬر وﻧﺻــف ﻋــن ﻛــﻝ ﺳــﻧﺔ ﺧدﻣــﺔ ﻣﻘﺎﺑــﻝ‬
‫اﻹﺟﺎزات اﻟﺳﻧوﻳﺔ اﻟﻐﻳر ﻣﺳﺗﻐﻠﺔ وﺑواﻗﻊ ﻳوﻣﻳن وﻧﺻف ﻋن ﻛﻝ ﺷﻬر(‪.‬‬
‫وﻋﻧــد اﻟﺗﺄﻣــﻝ ﻓﻳﻣــﺎ ﻗﺿــﻰ ﺑ ـﻪ اﻟﺣﻛــم ﻣﺣــﻝ ﺗﻌﻠﻳﻘﻧــﺎ ﻳظﻬــر ﺑﺟــﻼء ووﺿــوح أﻧــﻪ ﻗــد ﻛــرس أرﻳ ـﺎً ﻓﻘﻬﻳ ـﺎً‬
‫ﺟدﻳداً ﻳﺣﻔظ ﺣق اﻟﻣرأة ﻓﻲ اﻹﺟﺎزة ﻋﻳﻧﺎً أو ﺑدﻟﻬﺎ اﻟﻧﻘدي ﻣن اﻟﺿﻳﺎع ‪.‬‬
‫وﻟﻛﻝ ﻣﺎ ﺗﻘدم ﻓﺎن ﻫـذا اﻟﺣﻛـم ﻳﻌـد ﻋﻼﻣـﺔ ﻣﺿـﻳﺋﺔ ﻓـﻲ ﺳـﺑﻳﻝ اﻟﺣﻔـﺎظ ﻋﻠـﻰ ﺣـق اﻟﻣـرأة اﻟﻌﺎﻣﻠـﺔ ﻓـﻲ‬
‫إﺟﺎزﺗﻬــﺎ اﻟﺳــﻧوﻳﺔ أو ﺑــدﻟﻬﺎ اﻟﻧﻘــدي ‪ ,‬وﺗﺑﻌ ـﺎً ﻟــذﻟك ﺗﻧطﺑــق ﻋﻠــﻰ ﻫــذا اﻟﺣﻛــم اﻟﻣﻌــﺎﻳﻳر اﻟﻣﻌﺗﻣــدة ﻓــﻲ‬
‫اﻟدراﺳﺔ ﻻﺧﺗﻳﺎر اﻷﺣﻛﺎم اﻟﺗﻲ ﺗﻌد ﻋﻼﻣﺔ ﻣﺿﻳﺋﺔ ‪.‬‬

‫ﺟدوﻝ رﻗم )‪(5‬‬

‫ﺗوزع اﻷﺣﻛﺎم ﺑﺣﺳب ﻛوﻧﻬﺎ ﻣﻧﺷورة أو ﻏﻳر ﻣﻧﺷورة‬

‫ّ‬

‫اﻟﻧﺳﺑﺔ اﻟﻣﺋوﻳﺔ‬ ‫ﻋدد اﻷﺣﻛﺎم‬ ‫أﺣﻛﺎم ﻣﻧﺷورة‪ /‬ﻏﻳر ﻣﻧﺷورة‬

‫‪% 35,5‬‬ ‫‪11‬‬ ‫أﺣﻛﺎم ﻣﻧﺷورة‬

‫‪% 64,5‬‬ ‫‪20‬‬ ‫أﺣﻛﺎم ﻏﻳر ﻣﻧﺷورة‬

 ‫‪- 71 -‬‬

‫‪%100‬‬ ‫‪31‬‬ ‫اﻟﻣﺟﻣوع‬

‫وﻣن ﺧﻼﻝ اﺳﺗﻘراء اﻟﺑﻳﺎﻧﺎت اﻟﻣﺛﺑﺗﺔ ﻓﻲ اﻟﺟدوﻝ اﻟﺳﺎﺑق ﻧﺟد أن اﻟﻧﺳﺑﺔ اﻟﻐﺎﻟﺑﺔ ﻣن اﻷﺣﻛﺎم ﻟم ﺗﻛن ﻣﻧﺷورة‬

‫)‪ (%64,5‬ﻷﻧﻬﺎ إﻣﺎ أﺣﻛﺎم اﺑﺗداﺋﻳﺔ واﺳﺗﺋﻧﺎﻓﻳﺔ ﻧﻬﺎﺋﻳﺔ وﻫذﻩ ﻻ ﻳﺗم ﻧﺷرﻫﺎ ﻓﻲ اﻟﻳﻣن ﺣﻳث أﻧﻪ ﻣن اﻟﻣﺗﺑﻊ ﻓﻲ اﻟﻳﻣن‬

‫أﻻ ﻳﺗم ﻧﺷر اﻷﺣﻛﺎم إﻻ إذا ﻛﺎﻧت ﺻﺎدرة ﻋن اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﻌﻠﻳﺎ )اﻟﻧﻘض( وﺗﺗﺿﻣن ﻣﺑﺎدئ أو ﻗواﻋد ﻗﺿﺎﺋﻳﺔ ﻣﻊ أﻧﻪ‬

‫ﻳﺗم أﺣﻳﺎﻧﺎً ﻋدم ﻧﺷر أﺣﻛﺎم اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﻌﻠﻳﺎ ﻣﻊ أﻧﻬﺎ ﺗﺗﺿﻣن ﻣﺑﺎدئ أو ﻗواﻋد ﻗﺿﺎﺋﻳﺔ ‪ ،‬أﻣﺎ اﻷﺣﻛﺎم اﻻﺑﺗداﺋﻳﺔ‬

‫واﻹﺳﺗﺋﻧﺎﻓﻳﺔ وﻟو ﻛﺎﻧت ﻧﻬﺎﺋﻳﺔ وﻟو ﻛرﺳت أراء ﻓﻘﻬﻳﺔ ﺟدﻳدة ﻓﻼ ﻳﺗم ﻧﺷرﻫﺎ ﻓﻲ اﻟﻳﻣن ﺣﺗﻰ اﻵن ‪.‬‬

‫ﺟدوﻝ رﻗم ‪6‬‬

‫اﻟﻣﻌﻧﻳﺔ ﺑﺎﻟدﻋوى‬
‫ّ‬ ‫ﺗوزع اﻷﺣﻛﺎم ﺑﺣﺳب ﺟﻧﺳﻳﺔ اﻟﻣرأة‬
‫ّ‬

‫اﻟﻧﺳﺑﺔ اﻟﻣﺋوﻳﺔ‬ ‫ﻋدد اﻷﺣﻛﺎم‬ ‫اﻟﻣﻌﻧﻳﺔ ﺑﺎﻟدﻋوى‬

‫ّ‬ ‫ﺟﻧﺳﻳﺔ اﻟﻣرأة‬

‫‪%87‬‬ ‫‪27‬‬ ‫ﻳﻣﻧﻳﺔ‬

‫‪%13‬‬ ‫‪4‬‬ ‫ﻏﻳر ﻳﻣﻧﻳﺔ‬

‫‪%100‬‬ ‫‪31‬‬ ‫اﻟﻣﺟﻣوع‬

‫ﻣن ﺧﻼﻝ ﻣطﺎﻟﻌﺔ اﻟﺟدوﻝ اﻟﺳﺎﺑق ﻳظﻬر ﺑﺟﻼء ﺗﺎم أن اﻟﻧﺳﺑﺔ اﻟﻐﺎﻟﺑﺔ ﻣن اﻟﻧﺳﺎء اﻟﻣﻌﻧﻳﺎت ﺑﺎﻷﺣﻛﺎم ﻫن ﻣن‬

‫اﻟﻳﻣﻧﻳﺎت )‪ (%87‬ﻷن ﻫذﻩ اﻷﺣﻛﺎم ﻗد ﺻدرت ﻣن اﻟﻘﺿﺎء اﻟﻳﻣﻧﻲ ﺑﺎﻟﻳﻣن وﻣن اﻻﻋﺗﻳﺎدي أن ﺗﻛون اﻟﻐﺎﻟﺑﻳﺔ‬

‫اﻟﺳﺎﺣﻘﺔ ﻣن اﻟﻧﺳﺎء اﻟﻣدﻋﻳﺎت أﻣﺎم اﻟﻘﺿﺎء اﻟﻳﻣﻧﻲ ﻫن ﻣن اﻟﻧﺳﺎء اﻟﻳﻣﻧﻳﺎت ‪.‬‬

 ‫‪- 72 -‬‬

‫ﺟدوﻝ رﻗم ‪7‬‬

‫اﻟﻣﻌﻧﻳﺔ ﺑﺎﻟدﻋوى‬
‫ّ‬ ‫ﺗوزع اﻷﺣﻛﺎم ﺑﺣﺳب اﻟﺣﺎﻟﺔ اﻟﻌﺎﺋﻠﻳﺔ ﻟﻠﻣرأة‬
‫ّ‬

‫اﻟﻧﺳﺑﺔ اﻟﻣﺋوﻳﺔ‬ ‫ﻋدد اﻷﺣﻛﺎم‬ ‫اﻟﻣﻌﻧﻳﺔ ﺑﺎﻟدﻋوى‬

‫ّ‬ ‫اﻟﺣﺎﻟﺔ اﻟﻌﺎﺋﻠﻳﺔ ﻟﻠﻠﻣرأة‬

‫‪%17‬‬ ‫‪5‬‬ ‫ﻋزﺑﺎء‬

‫‪%7‬‬ ‫‪2‬‬ ‫ﻣﺗزوﺟﺔ‬

‫‪%7‬‬ ‫‪2‬‬ ‫ﻣﺗزوﺟﺔ أم‬

‫‪%17‬‬ ‫‪5‬‬ ‫ﻣطﻠﻘﺔ‬

‫‪%10‬‬ ‫‪3‬‬ ‫أرﻣﻠﺔ‬

‫‪%26‬‬ ‫‪8‬‬ ‫ﻣﻔﺳوخ ﻧﻛﺎﺣﻬﺎ‬

‫‪%1719‬‬ ‫‪56‬‬ ‫ﻏﻳر ﻣﺣدد‬

‫وﻣن ﻣطﺎﻟﻌﺔ اﻟﺟدوﻝ اﻟﺳﺎﺑق ﻧﻼﺣظ أن اﻟﻧﺳﺎء اﻟﻣﻔﺳوخ ﻧﻛﺎﺣﻬن ﻟﺗﺣﻘق أﺳﺑﺎب ﻓﺳﺦ اﻟزواج ﻳﺣﺗﻠن أﻋﻠﻰ ﻧﺳﺑﺔ‬

‫)‪ (%26‬ﺑﺳﺑب ﺗﻌدد وﺗﻧوع أﺳﺑﺎب اﻟﻔﺳﺦ ﻓﻲ ﺣﻳن ﺗﺄﺗﻲ ﻧﺳﺑﺔ اﻟﻧﺳﺎء اﻟﺗﻲ ﻟم ﺗﺗﺣدد ﻓﻲ اﻷﺣﻛﺎم ﺣﺎﻟﺗﻬن اﻟﻌﺎﺋﻠﻳﺔ‬

‫ﻣرﺗﻔﻌﺔ )‪ (%1719‬ﻣﻣﺎ ﻳوﺟب اﻟﺗوﺻﻳﺔ ﺑﺗﺿﻣﻳن اﻷﺣﻛﺎم اﻟﻘﺿﺎﺋﻳﺔ اﻟﺑﻳﺎﻧﺎت اﻟﻼزﻣﺔ ﻋن اﻟﺣﺎﻟﺔ اﻟﻌﺎﺋﻠﻳﺔ ﻟﻠﻧﺳﺎء‪.‬‬

‫ﺟدوﻝ رﻗم ‪8‬‬

‫اﻟﻣﻌﻧﻳﺔ ﺑﺎﻟدﻋوى‬
‫ّ‬ ‫ﺗوزع اﻷﺣﻛﺎم ﺑﺣﺳب اﻟوﺿﻊ اﻟﻣﻬﻧﻲ ﻟﻠﻣرأة‬
‫ّ‬

‫اﻟﻧﺳﺑﺔ اﻟﻣﺋوﻳﺔ‬ ‫ﻋدد اﻷﺣﻛﺎم‬ ‫اﻟﻣﻌﻧﻳﺔ ﺑﺎﻟدﻋوى‬

‫ّ‬ ‫اﻟوﺿﻊ اﻟﻣﻬﻧﻲ ﻟﻠﻠﻣرأة‬

‫‪%0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫ﻣﻬﻧﺔ ﺣرة‬

 ‫‪- 73 -‬‬

‫‪% 3,3‬‬ ‫‪1‬‬ ‫ﻋﺎﻣﻠﺔ ﺑﺄﺟر‬

‫‪% 16‬‬ ‫‪5‬‬ ‫ﻣوظﻔﺔ‬

‫‪% 3,3‬‬ ‫‪1‬‬ ‫رّﺑﺔ أﺳرة‬

‫‪% 6,4‬‬ ‫‪2‬‬ ‫طﺎﻟﺑﺔ‬

‫‪% 71‬‬ ‫‪22‬‬ ‫ﻏﻳر ﻣﺣدد‬

‫‪% 100‬‬ ‫‪31‬‬ ‫اﻟﻣﺟﻣوع‬

‫وﻣن ﺧﻼﻝ ﻣطﺎﻟﻌﺔ ﺑﻳﺎﻧﺎت اﻟﺟدوﻝ اﻟﺳﺎﺑق ﺗظﻬر اﻟﻧﺳﺑﺔ اﻟﻬﺎﺋﻠﺔ ﻣن اﻷﺣﻛﺎم اﻟﺗﻲ ﻻ ﺗﺣدد اﻟﺣﺎﻟﺔ اﻟﻣﻬﻧﻳﺔ ﻟﻠﻣرأة‬

‫وذﻟك ﻳؤﻳد ﺗوﺻﻳﺗﻧﺎ ﺑﺄﻫﻣﻳﺔ ﻣﺧﺎطﺑﺔ اﻟﺟﻬﺎت اﻟﻣﻌﻧﻳﺔ ﻟﺗﺿﻣﻳن اﻷﺣﻛﺎم اﻟﺑﻳﺎﻧﺎت اﻟﻼزﻣﺔ ﻋن اﻟﻧﺳﺎء اﻟﻣﺗﻘﺎﺿﻳﺎت‬

‫ﻛﻣﻬﻧﺔ اﻟﻣرأة وﺳﻧﻬﺎ وﺣﺎﻟﺗﻬﺎ اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻳﺔ وﻣﺳﺗواﻫﺎ اﻟﻌﻠﻣﻲ ‪ ...‬وﻏﻳرﻩ ‪.‬‬

‫ﺟدوﻝ رﻗم ‪9‬‬

‫ﺗوزع اﻷﺣﻛﺎم ﺑﺣﺳب اﻟﻧﺻوص أو اﻟﻣﺑﺎدئ اﻟﺗﻲ اﺳﺗﻧدت إﻟﻳﻪ اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ‬

‫ّ‬

‫اﻟﻧﺳﺑﺔ اﻟﻣﺋوﻳﺔ‬ ‫ﻋدد اﻷﺣﻛﺎم‬ ‫اﻟﻧﺻوص أو اﻟﻣﺑﺎدئ اﻟﺗﻲ اﺳﺗﻧدت إﻟﻳﻬﺎ اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ‬

‫‪1‬‬ ‫ﻧص دﺳﺗوري‬

‫‪0‬‬ ‫ﻗواﻋد وﻣﺑﺎدئ دوﻟﻳﺔ‬

‫‪3‬‬ ‫ﺗﺷرﻳﻊ ﻋﺎدي)ﻗواﻧﻳن‪ ،‬أﻧظﻣﺔ‪(...،‬‬

 ‫‪- 74 -‬‬

‫‪24‬‬ ‫أﺳﺎﻧﻳد ﺷرﻋﻳﺔ أو ﻓﻘﻬﻳﺔ‬

‫‪7‬‬ ‫اﻟﻣﺑﺎدئ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠﻘﺎﻧون‬

‫‪12‬‬ ‫ﻣﺑﺎدئ اﻟﻌدﻝ واﻹﻧﺻﺎف‬

‫وﻋﻧد ﻣطﺎﻟﻌﺔ ﺑﻳﺎﻧﺎت اﻟﺟدوﻝ اﻟﺳﺎﺑق ﻧﺟد أن اﻟﺣﻛم اﻟواﺣد ﻛﺎن ﻳﺳﺗﻧد إﻟﻰ أﻛﺛر ﻣن ﻧص أو ﻣﺑدأ ﻓﻛﺛﻳر ﻣن‬

‫اﻷﺣﻛﺎم ﻛﺎن ﻳﺳﺗﻧد ﻓﻲ آن واﺣد إﻟﻰ أﺳﺎﻧﻳد ﻓﻘﻬﻳﺔ وﻣﺑﺎدئ اﻟﻌدﻝ وﻣﺑﺎدئ اﻟﻘﺎﻧون ﻣﻣﺎ ﻋذر ﻋﻠﻳﻧﺎ اﺣﺗﺳﺎب اﻟﻧﺳﺑﺔ‬

‫اﻟﻣﺋوﻳﺔ ‪ ،‬وﻟﻛن ﻣن ﻣطﺎﻟﻌﺔ ﺑﻳﺎﻧﺎت اﻟﺟدوﻝ اﻟﺳﺎﺑق ﻳظﻬر أن ﻏﺎﻟﺑﻳﺔ اﻷﺣﻛﺎم اﻟﻌظﻣﻰ ﻛﺎﻧت ﺗﺳﺗﻧد إﻟﻰ اﻷﺳﺎﻧﻳد‬

‫اﻟﺷرﻋﻳﺔ واﻟﻔﻘﻬﻳﺔ ﻻﺳﻳﻣﺎ ﻋﻧدﻣﺎ ﺗﻛرس رأﻳﺎً ﻓﻘﻬﻳﺎً ﺟدﻳداً ‪.‬‬

‫ﺟدوﻝ رﻗم ‪10‬‬

‫ﺗوزع اﻷﺣﻛﺎم ﺑﺣﺳب اﻷﺛر اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ واﻟﻌﻣﻠﻲ ﻟﻠﺣﻛم‬

‫ّ‬

‫اﻟﻧﺳﺑﺔ اﻟﻣﺋوﻳﺔ‬ ‫ﻋدد اﻷﺣﻛﺎم‬ ‫اﻷﺛر اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ واﻟﻌﻣﻠﻲ ﻟﻠﺣﻛم‬

‫‪%0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫أرﺳﻰ اﺟﺗﻬﺎدًا ﺟدﻳداً‬

‫‪%42‬‬ ‫‪13‬‬ ‫ﻛرس رأﻳﺎً ﻓﻘﻬﻳﺎً ﺟدﻳدًا‬

‫ّ‬

‫‪%45,2‬‬ ‫‪14‬‬ ‫ﻣﻌﻳﻧﺎ‬

‫ﻛرس ﻣﺑدأ ﻗﺎﻧوﻧﻳﺎً ّ‬
‫ّ‬

‫‪%9,6‬‬ ‫‪3‬‬ ‫ﻛﺎن اﻟداﻓﻊ إﻟﻰ إﺻدار ﺗﺷرﻳﻊ ﺟدﻳد‬

‫أو ﺗﻌدﻳﻝ أو إﻟﻐﺎء ﻧص ﻗﺎﺋم‬

 ‫‪- 75 -‬‬

‫‪%3,2‬‬ ‫‪1‬‬ ‫اﻟدﻋوة إﻟﻰ ﺗﻌدﻳﻝ ﻗﺎﻧون‬

‫‪%100‬‬ ‫‪31‬‬ ‫اﻟﻣﺟﻣوع‬

‫وﻣن ﺧﻼﻝ ﻣطﺎﻟﻌﺔ ﺑﻳﺎﻧﺎت اﻟﺟدوﻝ اﻟﺳﺎﺑق ﻳظﻬر أن اﻟﻐﺎﻟﺑﻳﺔ اﻟﻌظﻣﻰ ﻣن اﻷﺣﻛﺎم )‪ (%87,2‬ﻫﻲ اﻟﺗﻲ ﻛرﺳت‬

‫آراء ﻓﻘﻬﻳﺔ ﺟدﻳدة أو أرﺳت ﻣﺑدأً ﻗﺎﻧوﻧﻳﺎً ﻷن أﻏﻠب اﻷﺣﻛﺎم اﻟﻣﺧﺗﺎرة ﻫﻲ ﻣن أﺣﻛﺎم اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﻌﻠﻳﺎ )اﻟﻧﻘض( اﻟﺗﻲ‬

‫ﻣن وظﺎﺋﻔﻬﺎ إرﺳﺎء اﻟﻣﺑﺎدئ اﻟﻘﺎﻧوﻧﻳﺔ واﻟﻘواﻋد اﻟﻘﺿﺎﺋﻳﺔ ‪.‬‬

‫ﺍﻟﻘﺴﻢ ﺍﻟﺜﺎﻟﺚ‬

‫ﺍﳋﺎﲤـــﺔ ﻭﺍﻟﺘﻮﺻﻴــــﺎﺕ‬

‫اﻟﺣﻣد ﷲ اﻟذي ﺑﻧﻌﻣﺗﻪ ﺗﺗم اﻟﺻﺎﻟﺣﺎت اﻟذي وﻓﻘﻧﺎ إﻟﻰ إﻋداد ﻫذﻩ اﻟدراﺳﺔ اﻟﻘطرﻳﺔ واﻟﺧﺎﺻﺔ )ﺑـﺎﻟﻳﻣن(‬
‫واﻻﻧﺗﻬﺎء ﻣﻧﻬﺎ ‪ ,‬ﺣﻳث ﺗﻣﻛﻧﺎ ﻓﻲ أﺛﻧـﺎء أﻋـداد اﻟد ارﺳـﺔ ﻣـن اﻟوﺻـوﻝ إﻟـﻰ ﻧﺗـﺎﺋﺞ وﺗوﺻـﻳﺎت ﻛﺛﻳـرة ‪ ,‬ﻛﻣـﺎ‬
‫ﺟﻣﻌﻧــﺎ ﺧــﻼﻝ اﻟد ارﺳــﺔ ﻋــدة ﻣرﻓﻘــﺎت وﻣﻠﺣﻘــﺎت ‪ ,‬ﺣﻳــث ﺳــﻧﻘوم ﺑﻌــرض ﻧﺗــﺎﺋﺞ اﻟد ارﺳــﺔ )أوﻻً( ﺛــم ﻧﻌــرض‬
‫)ﺛﺎﻧﻳﺎً( ﺑﻌض ﺗوﺻﻳﺎت اﻟدراﺳﺔ أﻣﺎ )ﺛﺎﻟﺛﺎً( ﻓﺳوف ﻧﻘوم ﺑﻌرض ﻣرﻓﻘﺎت وﻣﻠﺣﻘﺎت اﻟدراﺳﺔ ‪.‬‬

‫أوالً ‪ :‬نـتــائـــــج الـدراســـــة ‪:‬‬

‫ﻋﻧــد أﻣﻌــﺎن اﻟﻧظــر ﻓــﻲ ﻣﺣﺗوﻳــﺎت اﻟد ارﺳــﺔ ﻳﺟــد اﻟﻣطــﺎﻟﻊ ﻟﻠد ارﺳــﺔ أﻧﻬــﺎ ﻗــد ﺗوﺻــﻠت إﻟــﻰ ﻧﺗــﺎﺋﺞ ﻛﺛﻳـرة ﺗــم‬
‫إﺛﺑﺎﺗﻬﺎ ﻓﻲ ﻣواﺿﻌﻬﺎ ﻣن اﻟدراﺳﺔ‪ ,‬وﺳوف ﻧﻛﺗﻔﻲ ﻫﻧﺎ ﺑﺎﻹﺷﺎرة ﺑﺈﻳﺟﺎز إﻟﻰ أﻫم ﻫذﻩ اﻟﻧﺗﺎﺋﺞ وذﻟـك ﻋﻠـﻰ‬
‫اﻟﻧﺣو اﻵﺗﻲ‪:‬‬
‫‪ -1‬ﺗــم إﻋــداد ﻫــذﻩ اﻟد ارﺳــﺔ ﻋﻠــﻰ وﻓــق اﻹطــﺎر اﻟﻣرﺟﻌــﻲ ﻟﻠد ارﺳــﺔ اﻟــذي أﻗ ـرﻩ اﺟﺗﻣــﺎع ﻟﺟﻧ ـﺔ ﺧﺑ ـراء‬
‫اﻟد ارﺳـ ــﺔ اﻟﻣﻧﻌﻘـ ــد ﻓـ ــﻲ اﻟﻘـ ــﺎﻫرة ﺑﺗـ ــﺎرﻳﺦ‪2010/6/9‬م ﺑﻣـ ــﺎ ﻓـ ــﻲ ذﻟـ ــك ﺗرﺗﻳـ ــب وﺗﺑوﻳـ ــب اﻟد ارﺳـ ــﺔ‬
‫وﺗﻘﺳــﻳﻣﺎﺗﻬﺎ واﺳــﺗﻌﻣﺎﻝ اﻟﻣﺻــطﻠﺣﺎت اﻟ ـواردة ﻓــﻲ اﻟد ارﺳــﺔ ‪ ,‬وﻛــذا ﺗــم ﻓــﻲ ﻫــذﻩ اﻟد ارﺳــﺔ ﺗطﺑﻳــق‬
 ‫‪- 76 -‬‬

‫اﻟﻣﻌــﺎﻳﻳر اﻟﻣﻌﺗﻣــدة ﻓــﻲ اﻹطــﺎر اﻟﻣرﺟﻌــﻲ ﻻﺧﺗﻳــﺎر اﻷﺣﻛــﺎم اﻟﺗــﻲ ﺗﻌــد ﻋﻼﻣــﺔ ﻣﺿــﻳﺋﺔ واﻟﺗــﻲ ﺗــم‬
‫ﺗﺣﻠﻳﻠﻬﺎ واﻟﺗﻌﻠﻳق ﻋﻠﻳﻬﺎ ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟدراﺳﺔ ‪.‬‬
‫‪ -2‬ﻟﻠﻣﺟﺗﻣــﻊ اﻟﻳﻣﻧــﻲ ﺧﺻوﺻــﻳﺎﺗﻪ اﻟﺗــﻲ ﻳﻧﺑﻐــﻲ ﻣراﻋﺎﺗﻬــﺎ ‪ ,‬وﻣــن ذﻟــك اﻟوﺿــﻊ اﻻﺟﺗﻣــﺎﻋﻲ واﻟﺛﻘــﺎﻓﻲ‬
‫واﻻﻗﺗﺻﺎدي ﻟﻠﻣرأة ‪ ,‬ﺣﻳث ﺗرزح ﻧﺳﺑﺔ ﻛﺑﻳرة ﻣن اﻟﻧﺳﺎء ﻓﻲ ظﻼم اﻷﻣﻳـﺔ إﺿـﺎﻓﺔ إﻟـﻰ ﻣﻌـﺎﻧﺗﻬن‬
‫ﻣــن اﻟﻔﻘــر ﻓﺿ ـﻼً ﻋــن اﻟﻌــﺎدات واﻟﺗﻘﺎﻟﻳــد اﻟﺗــﻲ ﺗﻌﻳــق اﻟﻣـرأة ﻣــن اﻟﺣﺻــوﻝ ﻋﻠ ـﻰ ﺑﻌــض ﺣﻘوﻗﻬــﺎ‬
‫وﻣن ذﻟك ﺣﻘﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﻠﺟوء إﻟﻰ اﻟﻘﺿﺎء ﻟﻠﻣطﺎﻟﺑﺔ ﺑﺣﻘوﻗﻬﺎ اﻟﺷرﻋﻳﺔ اﻟدﺳﺗورﻳﺔ واﻟﻘﺎﻧوﻧﻳﺔ ‪.‬‬
‫‪ -3‬اﻟﺗﺣدﻳث واﻟﺗطوﻳر ﻷﺟﻬزة اﻟﻘﺿﺎء ﺑﺎﻟﻳﻣن ﻟم ﻳـﺗم إﻻ ﻣـؤﺧ اًر ﻣﻘﺎرﻧـﺔ ﺑﺄﻏﻠﺑﻳـﺔ اﻷﻗﺿـﻳﺔ اﻟﻌرﺑﻳـﺔ ‪,‬‬
‫واﻟﻘﺿــﺎء اﻟﻳﻣﻧــﻲ ﻳﺟﺎﻫــد وﻳﺳــﻌﻰ ﻟﻠﺣــﺎق ﺑرﻛــب اﻟﻘﺿــﺎء اﻟﻌرﺑــﻲ اﻟﻣﺗﻘــدم إﻻ أﻧــﻪ ﺗﻌــوزﻩ اﻟﺧﺑـرات‬
‫واﻷﻣﻛﺎﻧﻳﺎت اﻟﻛﺎﻓﻳﺔ ‪ ,‬وﻳظﻬر ذﻟك ﻓﻲ ﻗﻠﺔ ﻋﻧﺎﻳﺔ اﻟﻘﺿﺎء اﻟﻳﻣﻧﻲ ﺑﻧﺷر اﻷﺣﻛﺎم ﻟﻼﺳﺗﻔﺎدة ﻣﻧﻬﺎ‬
‫ـدء ﻣـن‬‫ﻓﻲ اﻹﻏـراض اﻟﺑﺣﺛﻳـﺔ واﻟﻌﻠﻣﻳـﺔ ‪ ,‬إذ ﻟـم ﻳـﺗم ﻧﺷـر أﺣﻛـﺎم اﻟﻣﺣﻛﻣـﺔ اﻟﻌﻠﻳـﺎ )اﻟـﻧﻘض( إﻻ ﺑ ً‬
‫اﻷﺣﻛــﺎم اﻟﺻــﺎدرة ﻋــﺎم ‪1999‬م ‪ ,‬ﻛﻣــﺎ أن ﺗرﺗﻳــب وﻓﻬرﺳــﺔ اﻷﺣﻛــﺎم وﺗﺣرﻳرﻫــﺎ ﻳــﺗم ﺑطــرق ﺑداﺋﻳــﺔ‬
‫ﻟﻠﻐﺎﻳﺔ إﺿﺎﻓﺔ إﻟـﻰ اﻟـروﺗﻳن اﻹداري اﻟـذي ﻳﻛﺑـﻝ اﻹدارة اﻟﻘﺿـﺎﺋﻳﺔ ﺑﺣﻳـث ﻳﺗﻌـذر ﻋﻠـﻰ ﻛﺛﻳـر ﻣـن‬
‫اﻟﺑ ــﺎﺣﺛﻳن اﻟوﺻ ــوﻝ إﻟ ــﻰ اﻷﺣﻛ ــﺎم وﺑﻳﺎﻧﺎﺗﻬ ــﺎ ﺑﻳﺳ ــر وﺳ ــﻬوﻟﺔ ‪ ,‬وﻫﻧ ــﺎك ﻣﺣ ــﺎوﻻت ﺟ ــﺎدة ﻟﻼرﺗﻘ ــﺎء‬
‫ﺑﺎﻟﻘﺿﺎء اﻟﻳﻣﻧﻲ وﺗطوﻳرﻩ ‪.‬‬
‫‪ -4‬ﺗﺷﺎرك اﻟﻣرأة اﻟﻳﻣﻧﻳـﺔ ﺑﻔﺎﻋﻠﻳـﺔ وﻧﺷـﺎط ﻓـﻲ أﺟﻬـزة اﻟﺳـﻠطﺔ اﻟﻘﺿـﺎﺋﻳﺔ اﻟﻣﺧﺗﻠﻔـﺔ وﻛـذا ﻓـﻲ اﻟﺟﻬـﺎت‬
‫ذات اﻟﺻﻠﺔ ﺑﺎﻟﻘﺿﺎء )دﻳوان و ازرة اﻟﻌدﻝ – ﻛﻠﻳﺎت اﻟﺷرﻳﻌﺔ واﻟﻘﺎﻧون – اﻟﻣﻌﻬـد اﻟﻌـﺎﻟﻲ ﻟﻠﻘﺿـﺎء‬
‫– اﻟﻣﺣ ـ ــﺎﻛم واﻟﻧﻳﺎﺑ ـ ــﺎت اﻟﻌﺎﻣ ـ ــﺔ اﻟﻣﺧﺗﻠﻔ ـ ــﺔ – ﻧﻘﺎﺑ ـ ــﺔ اﻟﻣﺣ ـ ــﺎﻣﻳن – ﻣﻧظﻣ ـ ــﺎت اﻟﻣﺟﺗﻣ ـ ــﻊ اﻟﻣ ـ ــدﻧﻲ‬
‫اﻟﺣﻘوﻗﻳﺔ( ‪.‬‬
‫ﺷــﻣﻠت ﻋﻣﻠﻳــﺔ اﻟﻣﺳــﺢ واﻟﺟﻣــﻊ ﻟﻸﺣﻛــﺎم أﻛﺛــر ﻣــن ﺳــﺑﻌﺔ آﻻف ﺣﻛــم ﻣــن ﻣﺧﺗﻠــف اﻟﻣﺣــﺎﻛم وﻣﺧﺗﻠــف‬

‫درﺟﺎت اﻟﺗﻘﺎﺿﻲ ‪ ,‬وﺑﻌد اﻟدراﺳﺔ واﻟﺗﻣﺣﻳص ﻟﻛﻝ ﻫـذﻩ اﻷﺣﻛـﺎم وﺟـدﻧﺎ أن اﻷﺣﻛـﺎم اﻟﺗـﻲ ﺗﻧطﺑـق ﻋﻠﻳﻬـﺎ‬

‫اﻟﻣﻌــﺎﻳﻳر اﻟﻣﻌﺗﻣــدة ﻓــﻲ اﻟد ارﺳــﺔ ﻻﺧﺗﻳــﺎر اﻷﺣﻛــﺎم اﻟﺗــﻲ ﺗﻌــد ﻋﻼﻣــﺎت ﻣﺿــﻳﺋﺔ ﻫــﻲ )‪ (31‬ﺣﻛﻣـﺎً ‪ ,‬وﻫــﻲ‬

‫اﻷﺣﻛﺎم اﻟﺗﻲ ﻗﻣﻧﺎ ﺑﺗﺣﻠﻳﻠﻬﺎ واﻟﺗﻌﻠﻳق ﻋﻠﻳﻬﺎ ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟدراﺳﺔ ‪.‬‬

‫ثانيا ً‪ :‬توصيـــات الـدراســـــة ‪:‬‬

‫ﻣن ﺧﻼﻝ اﺳﺗﻌراض ﻫذﻩ اﻟدراﺳﺔ ﺗﺧﻠص ﻫذﻩ اﻟدراﺳﺔ إﻟﻰ اﻟﺗوﺻﻳﺎت اﻵﺗﻳﺔ ‪-:‬‬
 ‫‪- 77 -‬‬

‫‪ -1‬ﻟﺿ ــﻣﺎن ﺗﺛﺑﻳ ــت وﺗﻌﻣ ــﻳم اﻟﻣﺑ ــﺎدئ واﻵراء اﻟﻔﻘﻬﻳ ــﺔ اﻟﺟدﻳ ــدة اﻟﺗ ــﻲ أرﺳ ــﺗﻬﺎ أو ﻛرﺳ ــﺗﻬﺎ اﻷﺣﻛ ــﺎم‬
‫اﻟﻘﺿــﺎﺋﻳﺔ ﺑﺷــﺄن ﺗﺣﻘﻳــق ﺣﻘــوق اﻟﻣ ـرأة اﻟﻣﺧﺗﻠﻔــﺔ أو ﺣﻣﺎﻳﺗﻬــﺎ وﺻــوﻧﻬﺎ ‪ ,‬ﻧوﺻــﻲ ﺑﺗﺛﺑﻳــت ﻫــذﻩ‬
‫اﻟﻣﺑــﺎدئ واﻵراء ﻋــن طرﻳــق ﺗﺿــﻣﻳﻧﻬﺎ ﻓــﻲ اﻟﻘـواﻧﻳن اﻟﻣﺧﺗﻠﻔــﺔ ﺣﺗــﻰ ﺗﻛــون ﻫــذﻩ اﻟﻣﺑــﺎدئ واﻵراء‬
‫ﻣﻠزﻣﺔ وﻋﺎﻣﺔ وﺛﺎﺑﺗﺔ ‪.‬‬
‫‪ -2‬ﺣــث اﻟﻣﺣــﺎﻛم اﻟﻣﺧﺗﻠﻔــﺔ ﻋﻠــﻰ ﺗﺿــﻣﻳن ﺳــﺟﻼت اﻷﺣﻛــﺎم ودﻳﺑﺎﺟــﺎت اﻷﺣﻛــﺎم ﻣــﺎ ﻳﻔﻳــد ﺑﻳﺎﻧــﺎت‬
‫اﻟﻧوع اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ ﻋن )اﻟﻣرأة( ﺣﺗﻰ ﺗﺗﻣﻛن اﻟﺟﻬﺎت اﻟﻣﻌﻧﻳـﺔ ﺑـﺎﻟﻣرأة واﻟﺑـﺎﺣﺛون واﻟﻣﻬﺗﻣـون ﻣـن‬
‫اﻟوﺻوﻝ إﻟﻰ اﻟﺑﻳﺎﻧﺎت واﻟﻣﻌﻠوﻣﺎت واﻷﺣﻛﺎم ذات اﻟﺻﻠﺔ ﺑﺎﻟﻣرأة ﺑﺳﻬوﻟﺔ وﻳﺳر ‪.‬‬
‫‪ -3‬ﻳﻧﺑﻐ ــﻲ ﻋﻠ ــﻰ اﻟﺟﻬ ــﺎت اﻟﻣﻌﻧﻳ ــﺔ ﺑ ــﺎﻟﻣرأة ﺟﻣ ــﻊ ﻛﺎﻓ ــﺔ اﻟﺑﻳﺎﻧ ــﺎت واﻟﻣﻌﻠوﻣ ــﺎت واﻹﺣﺻ ــﺎﺋﻳﺎت ﻋ ــن‬
‫اﻷﺣﻛــﺎم ذات اﻟﺻــﻠﺔ ﺑــﺎﻟﻣرأة ‪ ,‬ﻛﻣــﺎ ﻳﻧﺑﻐــﻲ ﻋﻠــﻰ ﻫــذﻩ اﻟﺟﻬــﺎت ﺗﻧظــﻳم وﺗرﺗﻳــب وﻓﻬرﺳــﺔ ﺗﻠــك‬
‫اﻟﺑﻳﺎﻧﺎت واﻟﻣﻌﻠوﻣﺎت ﺣﺗﻰ ﻳﺳﻬﻝ اﻟرﺟوع إﻟﻳﻬﺎ واﻻﺳﺗﻔﺎدة ﻣﻧﻬﺎ ‪.‬‬
‫‪ -4‬ﻣراﻋﺎة ﺧﺻوﺻﻳﺎت ﺑﻌض اﻟﺑﻠدان اﻟﻌرﺑﻳـﺔ اﻟﺗـﻲ ﻟـم ﺗﻧـﻝ اﻟﻣـرأة ﻓﻳﻬـﺎ ﺣﻘوﻗﻬـﺎ ﻛﺎﻣﻠـﺔ ‪ ,‬وﺗﺷـﺟﻳﻊ‬
‫اﻷﺣﻛــﺎم اﻟﻘﺿــﺎﺋﻳﺔ ﻓــﻲ ﻫــذﻩ اﻟﺑﻠــدان اﻟﺗــﻲ ﺗﺣــﺎوﻝ إرﺳــﺎء اﻟﻣﺑــﺎدئ وﺗﻛ ـرﻳس اﻵراء ﻓــﻲ ﺳــﺑﻳﻝ‬
‫ﺗﻣﻛﻳن اﻟﻣرأة ﻣن ﺣﻘوﻗﻬﺎ وﺣﻣﺎﻳﺔ ﺣﻘوﻗﻬﺎ ﻓﻲ ﺗﻠك اﻟﺑﻠدان ‪.‬‬
‫‪ -5‬ﻧﺷر اﻟدراﺳﺔ اﻟﻘوﻣﻳﺔ وﻛـذا اﻟد ارﺳـﺎت اﻟﻘطرﻳـﺔ اﻟﺗـﻲ ﺗﻧﻔـذﻫﺎ ﻣﻧظﻣـﺔ اﻟﻣـرأة اﻟﻌرﺑﻳـﺔ واﻟﺗوﺳـﻊ ﻓـﻲ‬
‫ﻧﺷــر ﻫــذﻩ اﻟد ارﺳــﺎت ﻋــن طرﻳــق ﻛﺎﻓــﺔ وﺳــﺎﺋﻝ اﻟﻧﺷــر اﻟواﺳــﻌﺔ اﻻﻧﺗﺷــﺎر ‪ ,‬ﺣﺗــﻰ ﺗﻛــون ﻟﻬــذﻩ‬
‫اﻟد ارﺳــﺎت اﻷﺛــر واﻟﺗــﺄﺛﻳر اﻟواﺳــﻊ واﻟﻣﺟــدي ‪ ,‬وﺣﺗــﻰ ﺗﺗﺣﻘــق اﻟﻐﺎﻳــﺎت واﻷﻫــداف اﻟﻣرﺟــوة ﻣــن‬
‫إﻋداد ﻫذﻩ اﻟدراﺳﺎت ‪.‬‬
‫‪ -6‬دراﺳﺔ اﻟﻣﻌوﻗﺎت اﻟﺗﻲ ﺗﺣوﻝ دون ﻟﺟوء اﻟﻣرأة إﻟﻰ اﻟﻘﺿﺎء ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ دراﺳﺔ اﻟوﺳﺎﺋﻝ اﻟﺗﻲ‬
‫ﺗﻛﻔﻝ ﻓﺎﻋﻠﻳﺔ وﻧﺟﺎﻋﺔ اﻹﺟراءات اﻟﺗﻲ ﺗﺗﺑﻌﻬـﺎ اﻟﻣـرأة ﻟﻠﻣطﺎﻟﺑـﺔ ﺑﺣﻘوﻗﻬـﺎ أﻣـﺎم اﻟﻘﺿـﺎء ﺑﻣـﺎ ﻳﻛﻔـﻝ‬
‫وﻣﺎﻝ أﻗﻝ ‪ ,‬ﻓﻬذﻩ اﻟدراﺳﺔ ﻻ ﺗﻘﻝ أﻫﻣﻳﺔ ﻋن دراﺳﺔ اﻷﺣﻛـﺎم‬ ‫وﺻوﻟﻬﺎ إﻟﻰ ﺣﻘوﻗﻬﺎ ﺑﺟﻬد ووﻗت ٍ‬
‫اﻟﻣﺿﻳﺋﺔ ‪.‬‬
‫‪ -7‬دراﺳﺔ أﺳﺑﺎب إﺧﻔﺎق اﻟﻣرأة ﻓﻲ اﻟوﺻوﻝ إﻟﻰ ﺣﻘوﻗﻬﺎ ﻋن طرﻳق اﻟﻘﺿﺎء ‪ ,‬ﻓﻬذﻩ اﻟدراﺳﺔ ﻫﺎﻣﺔ‬
‫ﻟﻠﻐﺎﻳﺔ ﻓﻲ ﺳﺑﻳﻝ ﺗﻔﻌﻳﻝ ﻟﺟـوء اﻟﻣـرأة إﻟـﻰ اﻟﻘﺿـﺎء ‪ ,‬وﺣﺗـﻰ ﻳﻛـون ﻟﺗﻘﺎﺿـﻲ اﻟﻣـرأة ﺟـدوى وﻓﺎﺋـدة‬
‫أﻛﺛر‪.‬‬
‫‪ -8‬إزاﻟﺔ اﻟﺗداﺧﻝ اﻟـذي ﺣـدث ﻓﻳﻣـﺎ ﺑـﻳن ﺗﻘﺳـﻳﻣﺎت ﺣﻘـوق اﻟﻣـرأة وﺗﻘﺳـﻳم اﻷﺣﻛـﺎم اﻟﻣﺿـﻳﺋﺔ ﺑﺣﺳـب‬
‫ﻫ ــذا اﻟﺗﻘﺳ ــﻳم اﻟﻣﺗ ــداﺧﻝ اﻟ ــذي ورد ﻓ ــﻲ ص‪ , 9‬ﻣ ــن اﻹط ــﺎر اﻟﻣرﺟﻌ ــﻲ اﻟ ــذي ﻗﺳ ــم اﻷﺣﻛ ــﺎم‬
 ‫‪- 78 -‬‬

‫اﻟﻣﺿ ــﻳﺋﺔ )أوﻻً ‪:‬ﻓ ــﻲ اﻷﺣـ ـواﻝ اﻟﺷﺧﺻ ــﻳﺔ ‪ ,‬ﺛﺎﻧﻳـ ـﺎً‪ :‬ﻓ ــﻲ اﻟﺣﻘ ــوق اﻟﻣدﻧﻳ ــﺔ ‪ ,‬ﺛﺎﻟﺛـ ـﺎً‪ :‬ﻓ ــﻲ اﻟﺣﻘ ــوق‬
‫اﻟﺳﻳﺎﺳ ـ ـ ــﻳﺔ ‪ ,‬راﺑﻌـ ـ ـ ـﺎً‪ :‬ﻓ ـ ـ ــﻲ اﻟﺣﻘ ـ ـ ــوق اﻻﻗﺗﺻ ـ ـ ــﺎدﻳﺔ ‪ ,‬ﺧﺎﻣﺳـ ـ ـ ـﺎً‪ :‬ﻓ ـ ـ ــﻲ اﻟﺣﻘ ـ ـ ــوق اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻳ ـ ـ ــﺔ ‪,‬‬
‫ﺳﺎدﺳـ ـﺎً‪ :‬ﻓ ــﻲ اﻟﺣﻘ ــوق اﻟﺛﻘﺎﻓﻳ ــﺔ( ﻓﻌﻧ ــد اﻟﺗطﺑﻳ ــق اﻟﻌﻣﻠ ــﻲ ﻟﻬ ــذا اﻟﺗﻘﺳ ــﻳم وﺟ ــدﻧﺎ أن ﻫ ــذا اﻟﺗﻘﺳ ــﻳم‬
‫ﻣﺗــداﺧﻝ ﺣﻳــث ﺗﺗــداﺧﻝ أﺣﻛــﺎم اﻷﺣ ـواﻝ اﻟﺷﺧﺻــﻳﺔ ﻣــﻊ اﻟﺣﻘــوق اﻟﻣدﻧﻳــﺔ ﻻﺳــﻳﻣﺎ ﻓــﻲ ﻣﺳــﺎﺋﻝ‬
‫اﻟﻣﻳـراث واﻟوﺻــﻳﺔ واﻟوﻗــف ‪ ,‬وﻛــذا ﺗﺗــداﺧﻝ اﻟﺣﻘــوق اﻻﻗﺗﺻــﺎدﻳﺔ ﻣــﻊ اﻷﺣـواﻝ اﻟﺷﺧﺻــﻳﺔ ﺣﻳــث‬
‫أن ﻛﺛﻳر ﻣن ﻣﺳﺎﺋﻝ اﻷﺣواﻝ اﻟﺷﺧﺻﻳﺔ ﺗﻌد ﻓﻲ ﺣﻘﻳﻘﺗﻬﺎ وﺟوﻫرﻫـﺎ ﺣﻘوﻗـﺎً اﻗﺗﺻـﺎدﻳﺔ ﻛـﺎﻟﻣﻳراث‬
‫واﻟوﻗـ ــف واﻟوﺻـ ــﻳﺔ واﻟﻬﺑـ ــﺔ واﻟﻧﻔﻘـ ــﺔ ‪ ,‬وﻣـ ــن ﺟﻬـ ــﺔ ﺛﺎﻧﻳـ ــﺔ ﺗﺗـ ــداﺧﻝ ﻛﺛﻳـ ــر ﻣـ ــن ﻣﺳـ ــﺎﺋﻝ اﻷﺣ ـ ـواﻝ‬
‫اﻟﺷﺧﺻـ ــﻳﺔ ﻣـ ــﻊ اﻟﺣﻘـ ــوق اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻳـ ــﺔ ﻛـ ــﺎﻟزواج واﻟﺣﺿـ ــﺎﻧﺔ وﺣﺳـ ــن اﻟﻣﻌﺎﺷ ـ ـرة ﻟﻠﻣ ـ ـراة وﺣﺳـ ــن‬
‫ﻣﻌﺎﻣﻠﺗﻬــﺎ واﻟﻛﻔــﺎءة ﺑــﻳن اﻟــزوﺟﻳن واﻟﻬﺟــر ﻟﻠزوﺟــﺎت وﻏﻳرﻫــﺎ ‪ ,‬ﻛــذﻟك ﺗﺗــداﺧﻝ اﻟﺣﻘــوق اﻟﻣدﻧﻳــﺔ‬
‫ﺑﺎﻟﺣﻘوق اﻻﻗﺗﺻﺎدﻳﺔ ﻓﺎﻟﺑﻳﻊ واﻟﺷراء واﻟﺷﻔﻌﺔ واﻟﺗﻌوﻳض وﻏﻳرﻫﺎ وﺳﺎﺋﻝ ﻣدﻧﻳﺔ أو ﺣﻘـوق ﻣدﻧﻳـﺔ‬
‫ﺣﺳﺑﻣﺎ ورد ﻓﻲ اﻟﺗﻘﺳﻳم ﻣﺣﻝ ﻧﻘدﻧﺎ ‪ ,‬ﻓﻲ ﺣﻳن أﻧﻬﺎ ﻓﻲ اﻟوﻗت ذاﺗـﻪ ﺣﻘـوق اﻗﺗﺻـﺎدﻳﺔ ‪ ,‬وﻛـذﻟك‬
‫اﻟﺣﺎﻝ ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﺑﻘﻳﺔ اﻟﺗﻘﺳﻳﻣﺎت اﻟﺗﻲ ﺗﺗداﺧﻝ ﻣﻊ ﺑﻌﺿﻬﺎ ‪ ,‬وﻟذﻟك ﻧوﺻﻲ ﺑﺈزاﻟﺔ ﻫذا اﻟﺗﻌـﺎرض‬
‫واﻋﺗﻣــﺎد اﻟﺗﻘﺳــﻳم اﻟﻧــوﻋﻲ ﻟﻸﺣﻛــﺎم ﺑﺣﺳــب اﻟﻘﺿــﺎء اﻟــذي ﻳﺻــدر ﻋﻧــﻪ اﻟﺣﻛــم ‪ ,‬ﻓﻳﻛــون اﻟﺣــق‬
‫ﺷﺧﺻــﻳﺎً إذا ﻛــﺎن اﻟﺣﻛــم ﻗــد ﺻــدر ﻋــن اﻟﻘﺎﺿــﻲ اﻟﺷﺧﺻــﻲ وﻳﻛــون اﻟﺣــق ﻣــدﻳﻧﺎً إذا اﻟﺣﻛــم‬
‫ﺑــﺎﻟﺣق ﻗــد ﺻــدر ﻋــن اﻟﻘﺎﺿــﻲ اﻟﻣــدﻧﻲ وﻳﻛــون اﻟﺣــق ﻋﻣﺎﻟﻳـﺎً إذا اﻟﺣﻛــم ﺑــﺎﻟﺣق ﻗــد ﺻــدر ﻋــن‬
‫اﻟﻘﺿــﺎء اﻟﻌﻣــﺎﻟﻲ ‪ ,‬وﻛــذﻟك اﻟﺣــﺎﻝ ﻟﺑﻘﻳــﺔ اﻟﺣﻘــوق ‪ ...‬ﻓﻬــذا اﻟﺗﻘﺳــﻳم اﻟﻧــوﻋﻲ أﺿــﺑط وأدق ﻣــن‬
‫اﻟﺗﻘﺳﻳم اﻟﻣﺗداﺧﻝ اﻟﻣﻧﺗﻘد واﻟوارد ﻓﻲ اﻹطﺎر اﻟﻣرﺟﻌﻲ‪.‬‬
 ‫‪- 79 -‬‬

‫ثالثا ً‪ :‬الملحقات والمرفقـــات بالـدراســـــة ‪:‬‬

‫ﺗﺗﻛــون ﻣﻠﺣﻘــﺎت وﻣرﻓﻘــﺎت اﻟدراﺳــﺔ ﻣــن ﻧﺳــﺦ ﻣــن اﻷﺣﻛــﺎم واﻟﻘ ـ اررات اﻟﻘﺿــﺎﺋﻳﺔ اﻟﺗــﻲ ﺗــم ﺗﺣﻠﻳﻠﻬــﺎ‬
‫واﻟﺗﻌﻠﻳق ﻋﻠﻳﻬﺎ ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟدراﺳﺔ ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ ﺑطﺎﻗﺎت وﺻف اﻷﺣﻛﺎم اﻟﺗﻲ ﺗم ﺗﺣﻠﻳﻠﻬﺎ ﻓﻲ اﻟدراﺳﺔ‬
‫ـﺎء ﻋﻠــﻰ ﺑﻌــض اﻷﺣﻛــﺎم واﻟﻘـ اررات اﻟﻘﺿــﺎﺋﻳﺔ اﻟﺗــﻲ ﺗــم‬
‫وﻛــذا اﻟﻧﺻــوص اﻟﻘﺎﻧوﻧﻳــﺔ اﻟﻣﻘﺗــرح ﺗﻌــدﻳﻠﻬﺎ ﺑﻧـ ً‬
‫ﺗﺣﻠﻳﻠﻬﺎ ﻓﻲ اﻟدراﺳﺔ ‪ ,‬وﻛذا ﺑﻌض ﻣﺎ ﺗﻧﺎوﻟﺗﻪ وﺳﺎﺋﻝ اﻷﻋﻼم ﻋن ﺑﻌـض اﻷﺣﻛـﺎم واﻟﻘـ اررات اﻟﺗـﻲ ﺗـم‬
‫ﺗﺣﻠﻳﻠﻬـﺎ ‪ ,‬وﻗـد ﻗﻣﻧـﺎ ﺑﺗـرﻗﻳم ﻧﺳـﺦ اﻷﺣﻛـﺎم اﻟﻣرﻓﻘــﺔ ﺑﺗـرﻗﻳم ﻣﺗﺳﻠﺳـﻝ ﻣـن رﻗـم )‪ (1‬وﺣﺗـﻰ رﻗــم )‪(31‬‬
‫وﻛذا ﻗﻣﻧﺎ ﺑوﺿﻊ ﻣرﻓﻘﺎت وﻣﻠﺣﻘﺎت ﻧﺳـﺧﺔ ﻛـﻝ ﺣﻛـم ﻋﻠـﻰ ﺣـدة ﺣﺗـﻰ ُﻳﺳـﻬﻝ اﻟرﺟـوع إﻟﻳﻬـﺎ ‪ ,‬وﺑﻳـﺎن‬
‫ذﻟك ﻋﻠﻰ اﻟﻧﺣو اﻵﺗﻲ ‪:‬‬
‫‪ .1‬ﻧﺳﺧﺔ ﻣن اﻟﺣﻛم اﻟﺻﺎدر ﻋن داﺋرة اﻷﺣواﻝ اﻟﺷﺧﺻﻳﺔ ﺑﺎﻟﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﻌﻠﻳﺎ )اﻟـﻧﻘض( ﻓـﻲ ﺟﻠﺳـﺗﻬﺎ‬
‫اﻟﻣﻧﻌﻘدة ﺑﺗﺎرﻳﺦ‪1999/10/10‬م ‪ ,‬ﻓـﻲ اﻟطﻌـن ﺑـﺎﻟﻧﻘض رﻗـم )‪ (372‬ﻟﺳـﻧﺔ‪1420‬ﻫ ـ واﻟـذي أرﺳـﺎ‬
‫ﻣﺑـدأً ﻋﺎﻣـﺎً ﻣﻔــﺎدﻩ ) أن اﻟوﻗـف اﻟﺧــﺎص ﻟذرﻳـﺔ اﻟواﻗــف ﻳﻛـون اﺳــﺗﺣﻘﺎق اﻟـذﻛر واﻷﻧﺛــﻰ ﻓﻳـﻪ ﻋﻠــﻰ‬
‫وﻣﻠﺣق ﺑﻧﺳﺧﺔ ﻫذا اﻟﺣﻛم ﺑطﺎﻗﺔ وﺻف ﻫذا اﻟﺣﻛم ﺑرﻗم )‪.(1-1‬‬ ‫ﺣد ﺳواء ( ُ‬
‫‪ .2‬ﻧﺳﺧﺔ ﻣن اﻟﺣﻛم اﻟﺻﺎدر ﻋن داﺋرة اﻷﺣـواﻝ اﻟﺷﺧﺻـﻳﺔ ﺑﺎﻟﻣﺣﻛﻣـﺔ اﻟﻌﻠﻳـﺎ ﻓـﻲ ﺟﻠﺳـﺗﻬﺎ اﻟﻣﻧﻌﻘـدة‬
‫ﺑﺗــﺎرﻳﺦ‪2002/5/4‬م وذﻟــك ﻓــﻲ اﻟطﻌــن ﺑــﺎﻟﻧﻘض اﻟﺷﺧﺻــﻲ رﻗــم )‪ (137‬ﻟﺳــﻧﺔ‪1422‬ﻫـ ـ واﻟــذي‬
‫أرﺳـﺎ ﻣﺑـدأ ﻣﻔـﺎدﻩ )أن اﻹﺟﺣــﺎف اﻟﻣـودي إﻟـﻰ ﺣرﻣــﺎن اﻟﻧﺳـﺎء ﻣـن ﺣﻘــوﻗﻬن ﻳﺑطـﻝ اﻻﺗﻔـﺎق ﻋﻠــﻰ‬
‫وﻣﻠﺣق ﺑﻧﺳﺧﺔ ﻫذا اﻟﺣﻛم ﺑطﺎﻗﺔ وﺻف ﻫذا اﻟﺣﻛم ﺑرﻗم )‪.(1-2‬‬ ‫ذﻟك( ُ‬
‫‪ .3‬ﻧﺳـ ــﺧﺔ ﻣـ ــن اﻟﺣﻛـ ــم اﻟﺻـ ــﺎدر ﻋـ ــن داﺋ ـ ـرة اﻷﺣ ـ ـواﻝ اﻟﺷﺧﺻـ ــﻳﺔ ﺑﺎﻟﻣﺣﻛﻣـ ــﺔ اﻟﻌﻠﻳـ ــﺎ ﻓـ ــﻲ ﺟﻠﺳـ ــﺔ‬
‫‪1999/11/17‬م ﻓﻲ اﻟطﻌن ﺑـﺎﻟﻧﻘض اﻟﺷﺧﺻـﻲ رﻗـم )‪ (472‬ﻟﺳـﻧﺔ‪1420‬ﻫ ـ ‪ ,‬اﻟـذي أرﺳـﺎ ﻣﺑـدأ‬
‫ﻣﻔــﺎدﻩ )ﻓﺳــﺎد ﻋﻘــد اﻟﺑﻳــﻊ ﻣــن اﻟﻧﺳــﺎء ﻷﻗــﺎرﺑﻬن ﻣــﺎ ﻟــم ﻳــﺗم ﺗﻘــدﻳر ﺛﻣــن اﻟﻣﺑﻳــﻊ ﻣــن ﻗﺑــﻝ ﺧﺑﻳ ـرﻳن‬
‫وﻣﻠﺣق ﺑﻧﺳﺧﺔ ﻫذا اﻟﺣﻛم ﺑطﺎﻗﺔ وﺻف ﻫذا‬
‫ﻋدﻟﻳن وأن ﺗﺗﺳﻠم اﻟﻧﺳﺎء ﺑﺎﻟﻔﻌﻝ اﻟﺛﻣن اﻟﺣﻘﻳﻘﻲ( ُ‬
‫اﻟﺣﻛم ﺑرﻗم )‪.(1-3‬‬
‫‪ .4‬ﻧﺳﺧﺔ ﻣن اﻟﺣﻛم اﻟﺻﺎدر ﻋن داﺋرة اﻷﺣواﻝ اﻟﺷﺧﺻﻳﺔ ﺑﺎﻟﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﻌﻠﻳﺎ )اﻟـﻧﻘض( ﻓـﻲ ﺟﻠﺳـﺗﻬﺎ‬
‫اﻟﻣﻧﻌﻘدة ﺑﺗﺎرﻳﺦ‪1999/11/4‬م ﻓﻲ اﻟطﻌن ﺑﺎﻟﻧﻘض اﻟﺷﺧﺻﻲ رﻗـم )‪ (445‬ﻟﺳـﻧﺔ‪1420‬ﻫ ـ اﻟـذي‬
‫أرﺳﺎ ﻣﺑدأ أو ﻗﺎﻋدة ﻗﺿـﺎﺋﻳﺔ ﻣﻔﺎدﻫـﺎ )إن اﻟﺗـزام اﻟـزوج ﻟزوﺟﺗـﻪ ﺑﺈﺳـﻛﺎﻧﻬﺎ ﻓـﻲ ﻣﻛـﺎن ﻣﻌـﻳن ﻳﺟـب‬
‫وﻣﻠﺣق ﺑﻧﺳﺧﺔ ﻫذا اﻟﺣﻛم ﺑطﺎﻗﺔ وﺻف ﻫذا اﻟﺣﻛم ﺑرﻗم )‪.(1-4‬‬
‫ﻋﻠﻰ اﻟزوج اﻟوﻓﺎء ﺑﻪ( ُ‬
 ‫‪- 80 -‬‬

‫‪ .5‬ﻧﺳﺧﺔ ﻣن اﻟﺣﻛم اﻟﺻﺎدر ﻋن داﺋرة اﻷﺣـواﻝ اﻟﺷﺧﺻـﻳﺔ ﺑﺎﻟﻣﺣﻛﻣـﺔ اﻟﻌﻠﻳـﺎ ﻓـﻲ ﺟﻠﺳـﺗﻬﺎ اﻟﻣﻧﻌﻘـدة‬
‫ﺑﺗﺎرﻳﺦ ‪1999/10/24‬م ‪ ,‬ﻓﻲ اﻟطﻌن ﺑﺎﻟﻧﻘض اﻟﺷﺧﺻﻲ رﻗم)‪ (410‬ﻟﺳﻧﺔ ‪1420‬ﻫـ اﻟذي أرﺳﺎ‬
‫اﻟﻣﺑدأ أو اﻟﻘﺎﻋدة اﻟﻘﺿـﺎﺋﻳﺔ اﻟﺗـﻲ ﻣﻔﺎدﻫـﺎ أن ) ﺑﻳـﻊ اﻷم ﻋـن اﺑﻧﻬـﺎ اﻟﻘﺎﺻـر ﻓـﻲ ﺳـﻧﻳن اﻟﻣﺟﺎﻋـﺔ‬
‫وﻣﻠﺣق ﺑﻧﺳﺧﺔ ﻫذا اﻟﺣﻛم ﺑطﺎﻗﺔ وﺻف ﻫذا اﻟﺣﻛم ﺑرﻗم )‪.(1-5‬‬ ‫ﺟﺎﺋز ( ُ‬
‫‪ .6‬ﻧﺳﺧﺔ ﻣن اﻟﺣﻛم اﻟﺻﺎدر ﻋن داﺋرة اﻷﺣـواﻝ اﻟﺷﺧﺻـﻳﺔ ﺑﺎﻟﻣﺣﻛﻣـﺔ اﻟﻌﻠﻳـﺎ ﻓـﻲ ﺟﻠﺳـﺗﻬﺎ اﻟﻣﻧﻌﻘـدة‬
‫ﺑﺗﺎرﻳﺦ ‪1999/9/21‬م ﻓﻲ اﻟطﻌن ﺑﺎﻟﻧﻘض اﻟﺷﺧﺻـﻲ رﻗـم )‪ (330‬ﻟﺳـﻧﺔ ‪1420‬ﻫ ـ واﻟـذي أرﺳـﺎ‬
‫ﻣﺑدأ أو ﻗﺎﻋدة ﻣﻔﺎدﻫﺎ ) ﺟـواز وﺻـﻳﺔ اﻟﺟـدة ﻷوﻻد إﺑﻧﻬـﺎ ﺑﺛﻠـث ﺗرﻛﺗﻬـﺎ ﺗﻌوﻳﺿـﺎً ﻟﻬـم ﻋﻣـﺎ ﻓـﺎﺗﻬم‬
‫وﻣﻠﺣــــــق ﺑﻧﺳــــــﺧﺔ ﻫــــــذا اﻟﺣﻛــــــم ﺑطﺎﻗــــــﺔ وﺻــــــف ﻫــــــذا اﻟﺣﻛــــــم‬
‫ﻣـ ـ ــن وﺻـ ـ ــﻳﺔ ﺟـ ـ ــدﻫم ( ُ‬
‫ﺑرﻗم )‪.(1-6‬‬
‫‪ .7‬ﻧﺳﺧﺔ ﻣن اﻟﺣﻛم اﻟﺻﺎدر ﻋن داﺋرة اﻷﺣـواﻝ اﻟﺷﺧﺻـﻳﺔ ﺑﺎﻟﻣﺣﻛﻣـﺔ اﻟﻌﻠﻳـﺎ ﻓـﻲ ﺟﻠﺳـﺗﻬﺎ اﻟﻣﻧﻌﻘـدة‬
‫ﺑﺗــﺎرﻳﺦ ‪1999/9/1‬م ﻓــﻲ اﻟطﻌــن ﺑــﺎﻟﻧﻘض اﻟﺷﺧﺻــﻲ رﻗــم )‪ (294‬ﻟﺳــﻧﺔ‪1420‬ﻫ ـ ‪ ,‬اﻟــذي أرﺳــﺎ‬
‫وﻣﻠﺣـق ﺑﻧﺳـﺧﺔ‬
‫ﻣﺑدأ أو ﻗﺎﻋدة ﻗﺿﺎﺋﻳﺔ ﻣﻔﺎدﻫﺎ أن )اﻟطﻼق اﻟﻣﺑﻧﻲ ﻋﻠـﻰ ﻋـوض ﻳﻛـون ﺧﻠﻌـﺎً( ُ‬
‫ﻫذا اﻟﺣﻛم ﺑطﺎﻗﺔ وﺻف ﻫذا اﻟﺣﻛم ﺑرﻗم )‪.(1-7‬‬
‫‪ .8‬ﻧﺳـ ــﺧﺔ ﻣـ ــن اﻟﻘ ـ ـرار اﻟﺻـ ــﺎدر ﻋـ ــن داﺋ ـ ـرة اﻷﺣ ـ ـواﻝ اﻟﺷﺧﺻـ ــﻳﺔ ﺑﺎﻟﻣﺣﻛﻣـ ــﺔ اﻟﻌﻠﻳـ ــﺎ رﻗـ ــم )‪(350‬‬
‫ﻟﺳ ــﻧﺔ‪1420‬ﻫ ـ ـ ﻓ ــﻲ ﺟﻠﺳ ــﺗﻬﺎ ﺑﺗ ــﺎرﻳﺦ‪1999/10/3‬م واﻟ ــذي أرﺳ ــﺎ ﻣﺑ ــدأ ﻋﺎﻣـ ـﺎً أو ﻗﺎﻋ ــدة ﻋﺎﻣ ــﺔ‬
‫ﻗﺿﺎﺋﻳﺔ ﻣﻔﺎدﻫﺎ ) أﻧﻪ إذا ﻟم ﻳﻣﻛن رﺟوع اﻟزوﺟﺔ إﻟﻰ اﻟﺣﻳﺎة اﻟزوﺟﻳﺔ ﺑوﺟـﻪ ﻣـن وﺟـﻪ اﻹﺻـﻼح‬
‫ﻓﻌﻠــﻰ اﻟزوﺟــﺔ ﻋﻧدﺋــذ ﺗﻌــوﻳض اﻟــزوج ﻋﻣــﺎ دﻓــﻊ ﻣﻬ ـ اًر وﻧﺻــف اﻟﺷــرط اﻟﻣــدﻓوع ﻣﻘﺎﺑــﻝ اﻧﺗﻬــﺎء‬
‫وﻣﻠﺣق ﺑﻧﺳﺧﺔ ﻫذا اﻟﻘرار ﺑطﺎﻗﺔ وﺻف ﻫذا اﻟﻘرار ﺑرﻗم )‪.(1-8‬‬ ‫ﻋﻼﻗﺗﻬﺎ اﻟزوﺟﻳﺔ ﺑزوﺟﻬﺎ ( ُ‬
‫‪ .9‬ﻧﺳﺧﺔ ﻣن ﻗرار اﻟداﺋرة اﻟﺷﺧﺻﻳﺔ ﺑﺎﻟﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﻌﻠﻳﺎ ﻓﻲ ﺟﻠﺳـﺗﻬﺎ اﻟﻣﻧﻌﻘـدة ﺑﺗـﺎرﻳﺦ ‪2002/4/20‬م‬
‫ﻓــﻲ اﻟطﻌــن ﺑــﺎﻟﻧﻘض اﻟﺷﺧﺻــﻲ رﻗــم )‪ (89‬ﻟﺳــﻧﺔ‪1423‬ﻫـ ـ ‪ ,‬اﻟــذي أرﺳــﺎ ﻣﺑــدأ ﻋﺎﻣ ـﺎً أو ﻗﺎﻋــدة‬
‫ﻋﺎﻣﺔ ﻗﺿﺎﺋﻳﺔ ﻣﻔﺎدﻫﺎ أﻧﻪ )ﻳﺷﺗرط ﻓﻲ ﻋﻘود اﻟﻧﻛﺎح رﺿﺎء اﻟﻣـرأة ﻷن اﻟﻘﺎﻋـدة اﻟﺷـرﻋﻳﺔ ﺗﻘﺿـﻲ‬
‫وﻣﻠﺣـق ﺑﻧﺳـﺧﺔ ﻫـذا اﻟﻘـرار ﺑطﺎﻗـﺔ‬
‫ﺑﺄن ﻛﻝ ﻋﻘد ﺑﻧﻲ ﻋﻠـﻰ أﻛـراﻩ اﻟزوﺟـﺔ ﻻ ﻳﻌﻣـﻝ ﺑـﻪ ﺷـرﻋﺎً ( ُ‬
‫وﺻف ﻫذا اﻟﻘرار ﺑرﻗم )‪.(1-9‬‬
‫‪ .10‬ﻧﺳﺧﺔ ﻣن اﻟﺣﻛم اﻻﺑﺗداﺋﻲ اﻟﻧﻬـﺎﺋﻲ اﻟـذي ﻟـم ُﻳطﻌـن ﺑـﻪ واﻟﺻـﺎدر ﻋـن ﻣﺣﻛﻣـﺔ ﻏـرب اﻟﻌﺎﺻـﻣﺔ‬
‫ﺻــﻧﻌﺎء ﺑﺗــﺎرﻳﺦ‪2008/4/15‬م واﻟــذي ﻛــﺎن اﻟﺳــﺑب اﻟــداﻓﻊ إﻟــﻰ ﺗﻌــدﻳﻝ اﻟﻣــﺎدة )‪ (15‬ﻣــن ﻗــﺎﻧون‬
‫وﻣﻠﺣق ﺑﻧﺳـﺧﺔ ﻫـذا اﻟﺣﻛـم ﺑطﺎﻗـﺔ وﺻـف ﻫـذا‬
‫اﻷﺣواﻝ اﻟﺷﺧﺻﻳﺔ ﺑﺷﺄن ﺗﺣدﻳد ﺳن اﻟزواج ‪ُ ,‬‬
 ‫‪- 81 -‬‬

‫اﻟﺣﻛم ﺑرﻗم )‪ (1-10‬وﻣﻠﺣق ﺑذﻟك ﻣﺎ ﺗﻧﺎوﻟﺗﻪ وﺳﺎﺋﻝ اﻷﻋﻼم اﻟﻣﺧﺗﻠﻔﺔ ﻋن اﻟطﻔﻠﺔ اﻟﻣﺣﻛوم‬
‫ﻟﻬــﺎ ﺑــﺎﻟطﻼق اﻟﺗــﻲ طﻠﺑــت ﻣــن اﻟﻘﺿــﺎء إﻧﻬــﺎء اﻟﻌﻼﻗــﺔ اﻟزوﺟﻳــﺔ اﻟﺗــﻲ أﺟﺑرﻫــﺎ واﻟــدﻫﺎ ﻋﻠــﻰ‬
‫اﻻرﺗﺑﺎط ﺑﻬﺎ وﻫذﻩ اﻟﻣﻠﺣﻘﺎت ﺑـرﻗم )‪ (2-10‬وﻣﻠﺣـق ﻛـذﻟك ﻣﺷـروع ﺗﻌـدﻳﻝ اﻟﻣـﺎدة )‪ (15‬ﻣـن‬
‫ﻗـﺎﻧون اﻷﺣـواﻝ اﻟﺷﺧﺻـﻳﺔ اﻟﺗــﻲ ﻟـم ﺗﻛــن ﺗﺣـدد ﺳــن اﻟـزواج – ﺣﻳــث ﻛـﺎن ﻫــذا اﻟﺣﻛـم ﺑﺎﻋﺛـﺎً‬
‫ﻋﻠــﻰ ﺗﻌــدﻳﻝ اﻟﻣــﺎدة )‪ (15‬ﺑﺣﻳــث ﺗﺗﺿــﻣن ﻫــذﻩ اﻟﻣــﺎدة ﺗﻌــدﻳﻝ ﺳــن اﻟــزواج وﻫــذﻩ اﻟﺗﻌــدﻳﻼت‬
‫ﻣﻠﺣﻘﺔ ﺑﻧﺳﺧﺔ ﻫذا اﻟﺣﻛم وذﻟك ﺑرﻗم )‪. (3-10‬‬
‫‪ .11‬ﻧﺳﺧﺔ ﻣن اﻟﻘرار اﻟﺻﺎدر ﻋن داﺋـرة اﻷﺣـواﻝ اﻟﺷﺧﺻـﻳﺔ ﺑﺎﻟﻣﺣﻛﻣـﺔ اﻟﻌﻠﻳـﺎ ﻓـﻲ ﺟﻠﺳـﺗﻬﺎ اﻟﻣﻧﻌﻘـدة‬
‫ﺑﺗﺎرﻳﺦ ‪1999/7/22‬م ﻓﻲ اﻟطﻌن ﺑﺎﻟﻧﻘض رﻗم )‪ (218‬ﻟﺳﻧﺔ ‪ 1420‬ﻫـ ـ اﻟـذي أرﺳـﺎ ﻣﺑـدأ ﻋﺎﻣـﺎً‬
‫أو ﻗﺎﻋــدة ﻗﺿــﺎﺋﻳﺔ ﻋﺎﻣــﺔ ﻣﻔﺎدﻫــﺎ أن )ﻧﻔﻘــﺔ اﻟﻌــدة واﻟــوﻻدة ﻻزﻣﺗــﺎن ﻟﻠﻣــرأة ﺳ ـواء ﻛﺎﻧــت اﻟﻣــرأة‬
‫وﻣﻠﺣــق ﺑﻧﺳــﺧﺔ ﻫــذا‬
‫ﻣطﻳﻌــﺔ أو ﻧﺎﺷ ـزة وﻛــذا ﺗﺟــب ﻧﻔﻘــﺔ اﻟطﻔــﻝ وأﺟ ـرﻩ اﻟﺣﺿــﺎﻧﺔ ﻋﻠــﻰ اﻷب ُ‬
‫اﻟﻘرار ﺑطﺎﻗﺔ وﺻف ﻫذا اﻟﻘرار ﺑرﻗم )‪.(1-11‬‬
‫‪ .12‬ﻧﺳﺧﺔ ﻣن اﻟﻘرار اﻟﺻﺎدر ﻋن داﺋـرة اﻷﺣـواﻝ اﻟﺷﺧﺻـﻳﺔ ﺑﺎﻟﻣﺣﻛﻣـﺔ اﻟﻌﻠﻳـﺎ ﻓـﻲ ﺟﻠﺳـﺗﻬﺎ اﻟﻣﻧﻌﻘـدة‬
‫ﺑﺗــﺎرﻳﺦ ‪1999/11/22‬م ﻓــﻲ اﻟطﻌــن ﺑــﺎﻟﻧﻘض رﻗــم )‪ (489‬ﻟﺳــﻧﺔ ‪1420‬ﻫ ـ ـ واﻟــذي أرﺳــﺎ ﻣﺑــدأً‬
‫ﻋﺎﻣﺎً أو ﻗﺎﻋدة ﻗﺿﺎﺋﻳﺔ ﻋﺎﻣﺔ ﻣﻔﺎدﻫﺎ )أن ﻟﻸم ﺣق ﺣﺿﺎﻧﺔ ﻣن ﻫو ﺑﺣﺎﺟﺔ إﻟـﻰ اﻟﺣﺿـﺎﻧﺔ ﻣـن‬
‫أوﻻدﻫــﺎ ﻛﻣــﺎ أن ﻟﻬــﺎ اﻟﺣــق ﻓــﻲ ﻛﻔﺎﻟــﺔ ﻣــن ﺷــب ﻋــن اﻟطــوق ﻷﻧﻬــﺎ أﺣــن اﻟﻧــﺎس ﻋﻠــﻰ أوﻻدﻫــﺎ‬
‫وﻣﻠﺣـــــــــق ﺑﻧﺳـــــــــﺧﺔ ﻫـــــــــذا اﻟﻘـــــــــرار ﺑطﺎﻗـــــــــﺔ وﺻـــــــــف ﻫـــــــــذا اﻟﻘـــــــــرار‬
‫وأرأﻓﻬـ ـ ـ ــم ﺑﻬـ ـ ـ ــم( ُ‬
‫ﺑرﻗم )‪.(1-12‬‬
‫‪ .13‬ﻧﺳﺧﺔ ﻣن اﻟﺣﻛم اﻻﺑﺗداﺋﻲ اﻟﻧﻬـﺎﺋﻲ اﻟﺻـﺎدر ﻋـن اﻟﻘﺎﺿـﻲ اﻟﺷﺧﺻـﻲ ﺑﻣﺣﻛﻣـﺔ ﺷـرق اﻟﻌﺎﺻـﻣﺔ‬
‫ﺻــﻧﻌﺎء ﺑﺗــﺎرﻳﺦ ‪2008/2/13‬م واﻟــذي ﻗﺿــﻲ ﺑﻔﺳــﺦ زواج اﻟﻣواطﻧــﺔ اﻟﻳﻣﻧﻳــﺔ ‪ .....‬ﻣــن زوﺟﻬــﺎ‬
‫اﻟﺳــﻌودي اﻟﺟﻧﺳــﻳﺔ ‪ ......‬ﻟﻐﻳﺎﺑــﻪ واﻧﻘطﺎﻋــﻪ وﻋــدم إﻧﻔﺎﻗــﻪ ﻋﻠــﻰ زوﺟﺗــﻪ ‪ ،‬واﻟــذي ﺗرﺗــب ﻋﻠﻳــﻪ‬
‫اﻗﺗ ـراح ﺗﻌــدﻳﻝ اﻟﻣــﺎدة )‪ (33‬ﻣــن ﻗــﺎﻧون اﻟﻣراﻓﻌــﺎت ﺑﺷــﺄن اﻟﻣــوطن ﻟﺗﻣﻛــﻳن اﻟزوﺟــﺎت ﻣــن رﻓــﻊ‬
‫اﺳﺗﺛﻧﺎء ﻣن اﻟﻘواﻋد اﻟﻌﺎﻣﺔ‬
‫ً‬ ‫دﻋوى اﻟﻔﺳﺦ أﻣﺎم ﻣﺣﻛﻣﺔ ﻣوطﻧﻬﺎ اﻟذي ﺗﻘﻳم ﻓﻳﻪ )ﻣوطن اﻟﻣدﻋﻲ(‬
‫وﻣﻠﺣــق ﺑﻧﺳــﺧﺔ ﻫــذا اﻟﺣﻛــم‬
‫اﻟﺗــﻲ ﺗوﺟــب رﻓــﻊ اﻟــدﻋوى أﻣــﺎم ﻣﺣﻛﻣــﺔ ﻣــوطن )اﻟﻣــدﻋﻰ ﻋﻠﻳــﻪ( ُ‬
‫ﺑطﺎﻗﺔ وﺻف ﻫذا اﻟﺣﻛم ﺑرﻗم )‪(1-13‬وﻣﻠﺣق ﺑذﻟك أﻳﺿـﺎً ﻣﺷـروع ﺗﻌـدﻳﻝ اﻟﻣـﺎدة )‪ (33‬ﻣـن‬
‫ﻗﺎﻧون اﻟﻣراﻓﻌﺎت وذﻟك ﺑرﻗم )‪(2-13‬‬
 ‫‪- 82 -‬‬

‫‪ .14‬ﻧﺳﺧﺔ ﻣن اﻟﺣﻛم اﻟﺻﺎدر ﻋن اﻟـداﺋرة اﻟﺷﺧﺻـﻳﺔ ﺑﺎﻟﻣﺣﻛﻣـﺔ اﻟﻌﻠﻳـﺎ ﻓـﻲ ﺟﻠﺳـﺗﻬﺎ اﻟﻣﻧﻌﻘـدة ﺑﺗـﺎرﻳﺦ‬
‫وﻣﻠﺣــق‬
‫‪2002/12/11‬م اﻟــذي أرﺳــﻰ ﻣﺑــدأ )ﺣــق اﻷم ﻓــﻲ اﻟﺣﺿــﺎﻧﺔ ﻻ ﻳﺳــﻘط ﺑﺗﻧﺎزﻟﻬــﺎ ﻋﻧــﻪ( ُ‬
‫ﺑﻧﺳﺧﺔ ﻫذا اﻟﺣﻛم ﺑطﺎﻗﺔ وﺻف ﻫذا اﻟﺣﻛم ﺑـرﻗم )‪ .(1-14‬وﻣﻠﺣـق ﺑـذﻟك أﻳﺿـﺎً ﻧﺳـﺦ ﻣـن‬
‫اﻷﺣﻛﺎم اﻟﺗﻲ ﻛﺎﻧت ﺗﻌﺗد ﺑﺗﻧﺎزﻝ اﻷم ﻋن اﻟﺣﺿﺎﻧﺔ ﻣﻘﺎﺑﻝ طﻼق اﻟـزوج ﻟﻬـﺎ – وﻫـذﻩ اﻷﺣﻛـﺎم‬
‫ﻣﻠﺣﻘﺔ ﺑرﻗم )‪. (2-14‬‬
‫‪ .15‬ﻧﺳﺧﺔ ﻣن اﻟﺣﻛم اﻟﺻﺎدر ﻋن اﻟـداﺋرة اﻟﺷﺧﺻـﻳﺔ ﺑﺎﻟﻣﺣﻛﻣـﺔ اﻟﻌﻠﻳـﺎ ﻓـﻲ ﺟﻠﺳـﺗﻬﺎ اﻟﻣﻧﻌﻘـدة ﺑﺗـﺎرﻳﺦ‬
‫‪2004/12/26‬م ﻟﻧظر اﻟطﻌن ﺑﺎﻟﻧﻘض رﻗم )‪ (21319‬ﻟﺳﻧﺔ ‪1425‬ﻫـ ﺣﻳـث ﻛـﺎن ﻫـذا اﻟﺣﻛـم‬
‫وﻣﻠﺣــق ﺑﻧﺳــﺧﺔ‬‫اﻟﺳــﺑب اﻟﺑﺎﻋــث ﻻﻗﺗـراح ﺗﻌــدﻳﻝ اﻟﻣــﺎدة )‪ (54‬ﻣــن ﻗــﺎﻧون اﻷﺣـواﻝ اﻟﺷﺧﺻــﻳﺔ( ُ‬
‫ﻫــذا اﻟﺣﻛــم ﺑطﺎﻗــﺔ وﺻــف ﻫــذا اﻟﺣﻛــم ﺑــرﻗم )‪ .(1-15‬وﻛــذا ﻣﻠﺣــق ﺑــذﻟك ﻣﻘﺗرﺣــﺎت ﺑﺗﻌــدﻳﻝ‬
‫اﻟﻣﺎدة )‪ (54‬وﻫذا اﻟﻣﻠﺣق ﺑرﻗم )‪. (2-15‬‬
‫‪ .16‬ﻧﺳــﺧﺔ ﻣــن اﻟﺣﻛــم اﻻﺑﺗــداﺋﻲ اﻟﻧﻬــﺎﺋﻲ اﻟﺻــﺎدر ﻋــن ﻗﺎﺿــﻲ اﻷﺣـواﻝ اﻟﺷﺧﺻــﻳﺔ ﺑﻣﺣﻛﻣــﺔ ﻏــرب‬
‫اﻟﻌﺎﺻــﻣﺔ ﺻــﻧﻌﺎء اﻟﺻــﺎدر ﺑﺗــﺎرﻳﺦ‪2008/11/10‬م اﻟــذي ﻛــﺎن اﻟﺑﺎﻋــث ﻟﺗﻌــدﻳﻝ اﻟــﻧص اﻟﻣﺗﻌﻠــق‬
‫وﻣﻠﺣــق ﺑﻧﺳــﺧﺔ ﻫــذا اﻟﺣﻛــم ﺑطﺎﻗــﺔ‬
‫ﺑﺎﻟوﻻﻳــﺔ ﻓــﻲ اﻟــزواج وذﻟــك ﻓــﻲ ﻗــﺎﻧون اﻷﺣــواﻝ اﻟﺷﺧﺻــﻳﺔ( ُ‬
‫وﺻف ﻫذا اﻟﺣﻛم ﺑرﻗم )‪.(1-16‬‬
‫‪ .17‬ﻧﺳــﺧﺔ ﻣــن اﻟﺣﻛــم اﻻﺑﺗــداﺋﻲ اﻟﻧﻬــﺎﺋﻲ اﻟﺻــﺎدر ﻋــن ﻗﺎﺿــﻲ اﻷﺣـواﻝ اﻟﺷﺧﺻــﻳﺔ ﺑﻣﺣﻛﻣــﺔ ﻏــرب‬
‫ﺻـﻧﻌﺎء ﺑﺗـﺎرﻳﺦ‪2009/4/5‬م واﻟــذي ﻛـرس أرﻳـﺎً ﻓﻘﻬﻳـﺎً ﺟدﻳــداً ﺑﺷـﺄن )ﻧــزع اﻟوﻻﻳـﺔ ﻓــﻲ اﻟـزواج ﻣــن‬
‫وﻣﻠﺣـق ﺑﻧﺳـﺧﺔ ﻫـذا اﻟﺣﻛـم ﺑطﺎﻗـﺔ وﺻـف ﻫـذا اﻟﺣﻛـم‬
‫اﻟوﻟﻲ اﻟﻌﺎﺿـﻝ إﻟـﻰ اﻟـوﻟﻲ اﻟـذي ﻳﻠﻳـﻪ( ُ‬
‫ﺑرﻗم )‪.(1-17‬‬
‫‪ .18‬ﻧﺳــﺧﺔ ﻣــن اﻟﺣﻛــم اﻻﺑﺗــداﺋﻲ اﻟﻧﻬــﺎﺋﻲ اﻟﺻــﺎدر ﻋــن ﻗﺎﺿــﻲ اﻷﺣـواﻝ اﻟﺷﺧﺻــﻳﺔ ﺑﻣﺣﻛﻣــﺔ ﻏــرب‬
‫ﺻــﻧﻌﺎء ﺑﺗــﺎرﻳﺦ‪2009/5/4‬م ﺑﺷــﺄن وﻻﻳــﺔ اﻟــزواج واﻟــذي ﻛــرس أرﻳ ـﺎً ﻓﻘﻬﻳ ـﺎً ﺟدﻳــداً ﺑﺷــﺄن )ﻗﺑــوﻝ‬
‫طﻠــب اﻟﻣ ـرأة اﻷﺟﻧﺑﻳــﺔ ﻟوﻻﻳــﺔ اﻟﻘﺿــﺎء اﻟﻳﻣﻧــﻲ ﻓــﻲ ﺗزوﻳﺟﻬــﺎ ﻣﻣــن ﺗرﻏــب اﻟــزواج ﺑــﻪ ﻓــﻲ اﻹﻗﻠــﻳم‬
‫اﻟﻳﻣﻧﻲ إذا ﻣﺎ أدﻋت أﻣﺎم اﻟﻘﺿﺎء اﻟﻳﻣﻧﻲ ﺑﻌدم وﺟود وﻟﻲ ﻟﻬﺎ ﻓـﻲ ﺑﻠـدﻫﺎ اﻟـذي ﺗﺣﻣـﻝ ﺟﻧﺳـﻳﺗﻪ(‬
‫وﻣﻠﺣق ﺑﻧﺳﺧﺔ ﻫذا اﻟﺣﻛم ﺑطﺎﻗﺔ وﺻف ﻫذا اﻟﺣﻛم ﺑرﻗم )‪.(1-18‬‬ ‫ُ‬
‫‪ .19‬ﻧﺳــﺧﺔ ﻣــن اﻟﺣﻛــم اﻻﺑﺗــداﺋﻲ اﻟﻧﻬــﺎﺋﻲ اﻟﺻــﺎدر ﻋــن ﻗﺎﺿــﻲ اﻷﺣـواﻝ اﻟﺷﺧﺻــﻳﺔ ﺑﻣﺣﻛﻣــﺔ ﻏــرب‬
‫ﺻﻧﻌﺎء ﺑﺗﺎرﻳﺦ‪2008/5/5‬م ﻓﻲ اﻟﻘﺿﻳﺔ اﻟﺷﺧﺻﻳﺔ رﻗم )‪ (96‬ﻟﺳﻧﺔ‪1429‬ﻫـ ‪ ،‬اﻟذي ﻛرس أرﻳـﺎً‬
‫ﻓﻘﻬﻳـﺎً ﺟدﻳــداً )ﺑﺈﺛﺑــﺎت ﻏﻳــﺎب اﻟــزوج وﺗرﺗﻳــب آﺛــﺎر ﺣﺎﻟــﺔ ﻏﻳــﺎب اﻟــزوج اﻟﺗــﻲ ﺗطﻠﺑﻬــﺎ اﻟزوﺟــﺔ ﻓﻘــط‬
 ‫‪- 83 -‬‬

‫وﻣﻠﺣق ﺑﻧﺳﺧﺔ ﻫذا اﻟﺣﻛـم ﺑطﺎﻗـﺔ وﺻـف‬

‫دون ﺑﻘﻳﺔ اﻵﺛﺎر اﻟﻣﺗرﺗﺑﺔ ﻋﻠﻰ ﺣﺎﻟﺔ ﻏﻳﺎب اﻟـزوج ( ُ‬
‫ﻫذا اﻟﺣﻛم ﺑرﻗم )‪.(1-19‬‬
‫‪ .20‬ﻧﺳــﺧﺔ ﻣــن اﻟﺣﻛــم اﻻﺑﺗــداﺋﻲ اﻟﻧﻬــﺎﺋﻲ اﻟﺻــﺎدر ﻋــن ﻗﺎﺿــﻲ اﻷﺣـواﻝ اﻟﺷﺧﺻــﻳﺔ ﺑﻣﺣﻛﻣــﺔ ﻏــرب‬
‫اﻟﻌﺎﺻــﻣﺔ ﺻــﻧﻌﺎء ﺑﺗــﺎرﻳﺦ‪2009/10/28‬م ﻓــﻲ اﻟﻘﺿــﻳﺔ اﻟﺷﺧﺻــﻳﺔ رﻗــم )‪(65‬ﻟﺳــﻧﺔ‪1430‬ﻫـ ـ ‪،‬‬
‫واﻟــذي ﻛــرس أرﻳـﺎً ﻓﻘﻬﻳـﺎً ﺟدﻳــداً ﻣﻔــﺎدﻩ )إذا ﻋﺟــزت اﻟﻣـرأة طﺎﻟﺑــﺔ اﻟﻔﺳــﺦ ﻋــن إﺛﺑــﺎت دﻋواﻫــﺎ ﻋــن‬
‫طرﻳق اﻟﺷﻬﺎدة أو ﻏﻳرﻫﺎ أو إذا ﻟم ﺗطﻣﺋن اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ إﻟﻰ أدﻟﺔ اﻹﺛﺑـﺎت اﻟﻣﻘدﻣـﺔ ﻣـن اﻟﻣدﻋﻳـﺔ أو‬
‫ﻟﻌــدم ﻛﻔﺎﻳﺗﻬــﺎ ﻓﻌﻧدﺋــذ ﻳﺣــق ﻟﻠﻣﺣﻛﻣــﺔ أن ﺗطﻠــب ﻣــن اﻟزوﺟــﺔ إﻛﻣــﺎﻝ ﻫــذﻩ اﻷدﻟــﺔ ﺑــﺄداء اﻟﻳﻣــﻳن‬
‫وﻣﻠﺣق ﺑﻧﺳﺧﺔ ﻫذا اﻟﺣﻛم ﺑطﺎﻗﺔ وﺻف ﻫذا اﻟﺣﻛم ﺑرﻗم )‪.(1-20‬‬ ‫اﻟﻣﺗﻣﻣﺔ( ُ‬
‫‪ .21‬ﻧﺳــﺧﺔ ﻣــن اﻟﺣﻛــم اﻻﺑﺗــداﺋﻲ اﻟﻧﻬــﺎﺋﻲ اﻟﺻــﺎدر ﻋــن ﻣﺣﻛﻣــﺔ رﻳــدة اﻻﺑﺗداﺋﻳــﺔ ﺑﻣﺣﺎﻓظــﺔ ﻋﻣ ـران‬
‫ﺑﺗﺎرﻳﺦ‪2007/11/24‬م ﺑﺈﺷﻬﺎر إﺳﻼم ﻣواطﻧﺔ ﻳﻣﻧﻳﺔ ﻛﺎﻧت ﺗﻌﺗﻧق اﻟـدﻳن اﻟﻳﻬـودي واﻟـذي ﻛـرس‬
‫أرﻳـﺎً ﻓﻘﻬﻳـﺎً ﺟدﻳــداً ﻣﻔــﺎدﻩ )ﺟـواز ﻟﺟــوء اﻷﺷــﺧﺎص إﻟــﻰ اﻟﻘﺿــﺎء إذا أﺣﺟﻣــت اﻟﺟﻬــﺎت اﻟﻣﺧﺗﺻــﺔ‬
‫وﻣﻠﺣق ﺑﻧﺳﺧﺔ ﻫذا اﻟﺣﻛم ﺑطﺎﻗﺔ وﺻـف ﻫـذا‬
‫ﻗﺎﻧوﻧﺎً ﻋن إﺷﻬﺎر اﻟﺗﺻرﻓﺎت ﻛﺈﺷﻬﺎر اﻹﺳـﻼم( ُ‬
‫اﻟﺣﻛم ﺑرﻗم )‪.(1-21‬‬
‫‪ .22‬ﻧﺳــﺧﺔ ﻣــن اﻟﺣﻛــم اﻻﺑﺗــداﺋﻲ اﻟﻧﻬــﺎﺋﻲ اﻟﺻــﺎدر ﻋــن ﻣﺣﻛﻣــﺔ رﻳــدة اﻻﺑﺗداﺋﻳــﺔ ﺑﻣﺣﺎﻓظــﺔ ﻋﻣ ـران‬
‫ﺑﻧﺎء ﻋﻠﻰ طﻠﺑﻬﺎ ﻣن رﺟﻝ ﺗرﻏب ﺑﺎﻟزواج ﺑﻪ‬ ‫ﺑﺗﺎرﻳﺦ‪2007/11/28‬م ﺑزواج اﻣرأة أﺳﻠﻣت ﺣدﻳﺛﺎً ً‬
‫ﻟﻌدم وﺟود وﻟﻲ ﺷرﻋﻲ ﻟﻬﺎ ﻛوﻧﻬﺎ أﺳﻠﻣت ﺣدﻳﺛﺎً وﻻ زاﻝ ﺟﻣﻳـﻊ أﻗﺎرﺑﻬـﺎ ﻳـدﻳﻧون ﺑﺎﻟـدﻳن اﻟﻳﻬـودي‬
‫وﻗد ﺗﺧﻠو ﻋﻧﻬﺎ ‪ ,‬وﻗد ﻛرس ﻫذا اﻟﺣﻛم رأﻳﺎً ﻓﻘﻬﻳﺎً ﺟدﻳداً ﻣﻔﺎدﻩ )ﺟواز اﺷـﺗراط اﻟﻘﺎﺿـﻲ ﺑﺎﻋﺗﺑـﺎرﻩ‬
‫وﻟﻳ ـﺎً ﻟﻣــن ﻻ وﻟــﻲ ﻟﻬــﺎ اﺷــﺗراطﻪ ﻋﻠــﻰ اﻟــزوج اﻹﻧﻔــﺎق واﻟﺣﻔــظ واﻟﺻــون ﻟﻠﻣ ـرأة اﻟﻣﻌﻘــود ﻋﻠﻳﻬــﺎ‬
‫وطﻠــب اﻟﻛﻔــﻼء ﻣــن اﻟــزواج ﻛــﻲ ﻳﻛﻔﻠ ـوا وﻓــﺎء اﻟــزوج ﻓــﻲ ﺗﻧﻔﻳــذ اﻟﺷــروط اﻟﺗــﻲ ﻳﺷــﺗرطﻬﺎ ﻋﻠﻳــﻪ‬
‫وﻣﻠﺣق ﺑﻧﺳﺧﺔ ﻫذا اﻟﺣﻛم ﺑطﺎﻗﺔ وﺻف ﻫذا اﻟﺣﻛم ﺑرﻗم )‪.(1-22‬‬ ‫اﻟﻘﺎﺿﻲ( ُ‬
‫‪ .23‬ﻧﺳــﺧﺔ ﻣــن اﻟﺣﻛــم اﻻﺑﺗــداﺋﻲ اﻟﻧﻬــﺎﺋﻲ اﻟﺻــﺎدر ﻋــن ﻣﺣﻛﻣــﺔ رﻳــدة اﻻﺑﺗداﺋﻳــﺔ ﺑﻣﺣﺎﻓظــﺔ ﻋﻣ ـران‬
‫ﺑﺗﺎرﻳﺦ ‪2008/7/16‬م اﻟذي ﻗﺿﻰ ﺑﻔﺳﺦ ﻋﻘد زواج ﻣواطﻧﺔ ﻳﻣﻧﻳﺔ ﻳﻬودﻳﺔ ﻣن زوﺟﻬﺎ اﻟﻳﻬودي‬
‫اﻟذي رﻓض طﻼﻗﻬﺎ وﺟﻌﻠﻬﺎ ﻣﻌﻠﻘﺔ ﻷﻛﺛر ﻣن اﺛﻧﺗﻳن وﻋﺷرﻳن ﺳﻧﺔ وﺑﻌد أن ظﻠت ﻫـذﻩ اﻟﻘﺿـﻳﺔ‬
‫ﻋﺎﻟﻘﺔ ﻛﻝ ﺗﻠك اﻟﻔﺗرة اﻟطوﻳﻠﺔ وﺑﻌد أن ﺣﺎوﻝ ﺣﺳﻣﻬﺎ ﻛﺑﺎر ﻣﺷﺎﺋﺦ اﻟﻌﺷﺎﺋر ﺑﺎﻟﻳﻣن وﻛﺑﺎر رﺟﺎﻝ‬
‫اﻟدوﻟــﺔ دون ﺟــدوى ‪ ,‬وﻗــد ﻛــرس ﻫــذا اﻟﺣﻛــم أرﻳ ـﺎً ﻓﻘﻬﻳ ـﺎً ﺟدﻳــداً ﻣﻔــﺎدﻩ )ﺗطﺑﻳــق ﻗــﺎﻧون اﻷﺣ ـواﻝ‬
 ‫‪- 84 -‬‬

‫وﻣﻠﺣـق ﺑﻧﺳـﺧﺔ ﻫـذا اﻟﺣﻛـم ﺑطﺎﻗـﺔ‬

‫اﻟﺷﺧﺻﻳﺔ ﻋﻠﻰ ﻏﻳـر اﻟﻣﺳـﻠﻣﻳن ﻣﺗـﻰ ﻛـﺎن أﺻـﻠﺢ ﻟﻠﻣـرأة ( ُ‬
‫وﺻف ﻫذا اﻟﺣﻛم ﺑرﻗم )‪.(1-23‬‬
‫‪ .24‬ﻧﺳ ــﺧﺔ ﻣ ــن اﻟﺣﻛ ــم أﻻﺳ ــﺗﺋﻧﺎﻓﻲ اﻟﻧﻬ ــﺎﺋﻲ اﻟﺻ ــﺎدر ﻋ ــن ﻣﺣﻛﻣ ــﺔ اﺳ ــﺗﺋﻧﺎف ﻣﺣ ــﺎﻓظﺗﻲ ﺻ ــﻧﻌﺎء‬
‫واﻟﺟــوف ﺑﺗــﺎرﻳﺦ‪2009/3/28‬م اﻟــذي ﻛــرس أرﻳ ـﺎً ﻓﻘﻬﻳ ـﺎً ﺟدﻳــداً ﻣﻔــﺎدﻩ )أن ﻋــدم ﻣﺗﺎﺑﻌــﺔ اﻟﻣــرأة‬
‫ﻹﺟراءات دﻋواﻫـﺎ ﻟﻠﻣطﺎﻟﺑـﺔ ﺑﺣﻘوﻗﻬـﺎ اﻟﻣﺗرﺗﺑـﺔ ﻋﻠـﻰ اﻟﻌﻼﻗـﺔ اﻟزوﺟﻳـﺔ ﻻ ﻳﻌطـﻲ ﻟﻠﻣﺣﻛﻣـﺔ اﻟﺣـق‬
‫ﻓﻲ أن ﺗﺗﺟﺎﻫﻝ ﺣﻘوق اﻟﻣرأة اﻟﺗﻲ ﺗطﺎﻟﺑﻬﺎ ﻓﻲ دﻋواﻫﺎ( ﻛﻣـﺎ ﻛـرس ﻫـذا اﻟﺣﻛـم أرﻳـﺎً ﻓﻘﻬﻳـﺎً ﺟدﻳـداً‬
‫أﺧـر ﻣﻔــﺎدﻩ )ﺟـواز ﻗﺑــوﻝ اﻟﻣﺣﻛﻣــﺔ واﻋﺗﻣﺎدﻫــﺎ ﻋﻠــﻰ إﻓــﺎدة اﻟﺻــﻐﻳرة ﻟﻠﺗﺄﻛــد ﻣــن رﺿــﺎﺋﻬﺎ ﺑــﺎﻟزواج‬

‫ﻣن ﻋدﻣﻪ إذا ﻛﺎن ﻓﻲ ذﻟك ﻣﺻﻠﺣﺔ ﻟﻠﺻـﻐﻳرة( ُ‬

‫وﻣﻠﺣق ﺑﻧﺳﺧﺔ ﻫذا اﻟﺣﻛم ﺑطﺎﻗـﺔ وﺻـف ﻫـذا‬
‫اﻟﺣﻛم ﺑرﻗم )‪.(1-24‬‬
‫‪ .25‬ﻧﺳﺧﺔ ﻣن اﻟﺣﻛم اﻻﺳﺗﺋﻧﺎﻓﻲ اﻟﻧﻬﺎﺋﻲ اﻟﺻﺎدر ﻋن ﻣﺣﻛﻣﺔ اﺳـﺗﺋﻧﺎف ﺗﻌـز ﺑﺗـﺎرﻳﺦ ‪2009/2/2‬م‬
‫واﻟـذي ﻛـرس أرﻳـﺎً ﻓﻘﻬﻳـﺎً ﺟدﻳـداً ﻣﻔـﺎدﻩ ) ﻣﺟـرد ﻋـدم إﻧﻔـﺎق اﻟـزوج ﻋﻠـﻰ زوﺟﺗـﻪ دﻟﻳـﻝ ﻋﻠـﻰ ﺗﻣــردﻩ‬

‫ﻋــن اﻷﻧﻔــﺎق وﺗﻣــردﻩ ﻋــن اﻟﻛﺳــب ( ُ‬

‫وﻣﻠﺣــق ﺑﻧﺳــﺧﺔ ﻫــذا اﻟﺣﻛــم ﺑطﺎﻗــﺔ وﺻــف ﻫــذا اﻟﺣﻛــم‬
‫ﺑرﻗم)‪.(1-25‬‬
‫‪ .26‬ﻧﺳﺧﺔ ﻣن اﻟﺣﻛم اﻟﺻﺎدر ﻋـن اﻟـداﺋرة اﻟﻣدﻧﻳـﺔ ﺑﺎﻟﻣﺣﻛﻣـﺔ اﻟﻌﻠﻳـﺎ )اﻟـﻧﻘض( ﻓـﻲ ﺟﻠﺳـﺗﻬﺎ اﻟﻣﻧﻌﻘـدة‬
‫ﺑﺗﺎرﻳﺦ ‪2001/10/4‬م ﻓﻲ اﻟطﻌن اﻟﻣدﻧﻲ ﺑﺎﻟﻧﻘض رﻗم )‪ (110‬ﻟﺳﻧﺔ ‪1422‬ﻫ ـ اﻟذي أرﺳﺎ ﻣﺑـدأ‬
‫ﻋﺎﻣﺎً أو ﻗﺎﻋدة ﻋﺎﻣﺔ ﻣﻔﺎدﻫﺎ أن )ﺗﻧﺎزﻝ اﻟﻧﺳـﺎء ﻷﻗـﺎرﺑﻬن ﻋـن ﻧﺻـﻳﺑﻬن ﻣـن اﻹرث ﺑﺎطـﻝ ﻟﻌـدم‬
‫ذﻛــر اﻟﻌــوض وﻷن ﺗﺻـرﻓﺎت اﻟﻧﺳــﺎء ﻷﻗــﺎرﺑﻬن ﻣﺣــﻝ ﻧظــر ﺣﺗــﻰ ﻟــو ﺗــم ذﻛــر اﻟﻌــوض ﻟﻣــﺎ ﻓــﻲ‬
‫وﻣﻠﺣـق ﺑﻧﺳـﺧﺔ ﻫـذا اﻟﺣﻛـم ﺑطﺎﻗـﺔ وﺻـف ﻫـذا اﻟﺣﻛـم ﺑـرﻗم‬
‫ذﻟك ﻣن ﺷـﺑﻬﺔ اﻟﺧـوف واﻟﺣﻳـﺎء( ُ‬
‫)‪.(1-26‬‬
‫‪ .27‬ﻧﺳـ ـ ــﺧﺔ ﻣـ ـ ــن اﻟﺣﻛـ ـ ــم اﻻﺳـ ـ ــﺗﺋﻧﺎﻓﻲ اﻟﻧﻬـ ـ ــﺎﺋﻲ اﻟﺻـ ـ ــﺎدر ﻋـ ـ ــن ﻣﺣﻛﻣـ ـ ــﺔ اﺳـ ـ ــﺗﺋﻧﺎف ﺗﻌـ ـ ــز ﺑﺗـ ـ ــﺎرﻳﺦ‬
‫‪2008/5/26‬م اﻟــذي ﻛــرس أرﻳ ـﺎً ﻓﻘﻬﻳ ـﺎً ﺟدﻳــداً ﻣﻔــﺎدﻩ أن ) ﻟﻠﻣﺣﻛﻣــﺔ أن ﺗﺳــﺗﺧﻠص ﻣــن وﻗــﺎﺋﻊ‬
‫اﻟـ ــدﻋوى ﻣـ ــﺎ ﻳﻔﻳـ ــد طﻠـ ــب اﻟﻣدﻋﻳـ ــﺔ اﻟﺷـ ــﻔﻌﺔ وﻟـ ــذﻟك ﻻ ﻳﺷـ ــﺗرط ﺗﻠﻔظﻬـ ــﺎ ﺑطﻠـ ــب اﻟﺷـ ــﻔﻌﺔ ﺑـ ــﺎﻟﻠﻔظ‬
‫وﻣﻠﺣق ﺑﻧﺳﺧﺔ ﻫذا اﻟﺣﻛم ﺑطﺎﻗﺔ وﺻف ﻫذا اﻟﺣﻛـم ﺑـرﻗم‬
‫اﻟﻣﻧﺻوص ﻋﻠﻳﻪ ﺷرﻋﺎً أو ﻗﺎﻧوﻧﺎً ( ُ‬
‫)‪.(1-27‬‬
‫‪ .28‬ﻧﺳــﺧﺔ ﻣــن اﻟﺣﻛــم أﻻﺳــﺗﺋﻧﺎﻓﻲ اﻟﺻــﺎدر ﻋــن اﻟﺷــﻌﺑﺔ اﻟﻣدﻧﻳــﺔ اﻷوﻟــﻰ ﺑﻣﺣﻛﻣــﺔ اﺳــﺗﺋﻧﺎف ﺗﻌــز‬
‫ﺑﺗﺎرﻳﺦ‪2008/2/24‬م اﻟذي ﻛـرس أرﻳـﺎً ﻓﻘﻬﻳـﺎً ﺟدﻳـداً ﻣﻔـﺎدﻩ )ﺟـواز إﺛﺑـﺎت اﺳـﺗﻼم اﻟﻣﺣﻛـوم ﻋﻠﻳـﻪ‬
 ‫‪- 85 -‬‬

‫ﻟﻧﺳﺧﺔ ﻣن ﺣﻛم اﻟﻣﺣﻛم ﺑﺷﻬﺎدة ﺷﺎﻫد واﺣد وﺟواز إﻋﻼن ﺧﺻم اﻟﻣرأة ﺑواﺳـطﺔ ﻏﻳـر ُﻣﺣﺿـر‬
‫وﻣﻠﺣق ﺑﻧﺳﺧﺔ ﻫذا اﻟﺣﻛم ﺑطﺎﻗﺔ وﺻف ﻫذا اﻟﺣﻛم ﺑرﻗم )‪.(1-28‬‬ ‫اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ( ُ‬
‫‪ .29‬ﻧﺳــﺧﺔ ﻣــن اﻟﺣﻛــم اﻟﺻــﺎدر ﻋــن اﻟــداﺋرة اﻟﻣدﻧﻳــﺔ )ﻫ ـ( ﺑﺎﻟﻣﺣﻛﻣــﺔ اﻟﻌﻠﻳــﺎ ﺑﺗــﺎرﻳﺦ ‪2009/12/23‬م‬
‫ﻓــﻲ اﻟطﻌــن ﺑــﺎﻟﻧﻘض اﻟﻣــدﻧﻲ رﻗــم )‪-38367‬ك( واﻟــذي أرﺳــﺎ ﻣﺑــدأ ﻣﻔــﺎدﻩ ) أن ﻋــدم ﻣﻧﺎﻗﺷــﺔ‬
‫ﻣﺣﻛﻣﺔ اﻻﺳﺗﺋﻧﺎف ﻷدﻟﺔ اﻟﻣرأة اﻟطﺎﻋﻧﺔ واﻟﻣﺳﺗﻧدات اﻟﺗﻲ أﺑرزﺗﻬﺎ أﻣﺎم اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ ﻳﺟﻌـﻝ ﺣﻛﻣﻬـﺎ‬
‫وﻣﻠﺣق ﺑﻧﺳﺧﺔ ﻫذا اﻟﺣﻛم ﺑطﺎﻗﺔ وﺻف ﻫـذا اﻟﺣﻛـم ﺑـرﻗم )‪-29‬‬
‫ﻣﻌﻳﺑﺎً ﻣﻣﺎ ﻳﺳﺗوﺟب ﻧﻘﺿﻪ( ُ‬
‫‪.(1‬‬
‫‪ .30‬ﻧﺳـﺧﺔ ﻣــن اﻟﺣﻛــم اﻻﺑﺗــداﺋﻲ اﻟﻧﻬـﺎﺋﻲ اﻟﺻــﺎدر ﻋــن اﻟﻠﺟﻧــﺔ اﻟﺗﺣﻛﻳﻣﻳـﺔ اﻟﻌﻣﺎﻟﻳــﺔ اﻻﺑﺗداﺋﻳــﺔ ﻟﺷــﻣﺎﻝ‬
‫اﻟﻌﺎﺻﻣﺔ ﺻﻧﻌﺎء ﺑﺗﺎرﻳﺦ ‪2009/11/14‬م و اﻟذي ﻛـرس أرﻳـﺎً ﻓﻘﻬﻳـﺎً ﺟدﻳـداً وﻫـو أﻧـﻪ )ﻻ ﻳﻧﺑﻐـﻲ‬
‫اﻟﺗﻌ ــذر ﺑﻘـ ـواﻧﻳن وﻧظ ــم اﻷﺟ ــور اﻟﻧﺎﻓ ــذة ﻓ ــﻲ و ازرات اﻟدوﻟ ــﺔ وﻣﺻ ــﺎﻟﺣﻬﺎ ﻟﻼﻧﺗﻘ ــﺎص ﻣ ــن أﺟ ــور‬
‫وﺣﻘــوق اﻟﻣ ـرأة اﻟﻌﺎﻣﻠــﺔ اﻷﺟﻧﺑﻳــﺔ اﻟﻣﻧﺻــوص ﻋﻠﻳﻬــﺎ ﻓــﻲ ﻋﻘــد اﻟﻌﻣــﻝ اﻟﻣﺑــرم ﻓﻳﻣــﺎ ﺑﻳﻧﻬــﺎ وﺑــﻳن‬
‫وﻣﻠﺣق ﺑﻧﺳﺧﺔ ﻫذا اﻟﺣﻛم ﺑطﺎﻗﺔ وﺻف ﻫذا اﻟﺣﻛم ﺑرﻗم )‪.(1-30‬‬ ‫اﻟدوﻟﺔ( ُ‬
‫‪ .31‬ﻧﺳﺧﺔ ﻣن اﻟﺣﻛم اﻻﺳﺗﺋﻧﺎﻓﻲ اﻟﻧﻬـﺎﺋﻲ اﻟﺻـﺎدر ﻋـن اﻟﺷـﻌﺑﺔ اﻟﻣدﻧﻳـﺔ ﺑﻣﺣﻛﻣـﺔ اﺳـﺗﺋﻧﺎف ﻣﺣﺎﻓظـﺔ‬
‫ﺗﻌــز ﻓــﻲ ﺟﻠﺳــﺗﻬﺎ اﻟﻣﻧﻌﻘــدة ﺑﺗــﺎرﻳﺦ‪2009/5/16‬م اﻟــذي ﻛــرس أرﻳ ـﺎً ﻓﻘﻬﻳ ـﺎً ﺟدﻳــداً ﺑﺷــﺄن )ﺟ ـواز‬
‫اﻟﺣﻛم ﺑﺎﻟﺑدﻝ اﻟﻧﻘدي ﻟﻺﺟﺎزة اﻟﺳﻧوﻳﺔ اﻟﺗﻲ ﻟم ﺗـﺗﻣﻛن اﻟﻣـرأة اﻟﻌﺎﻣﻠـﺔ ﻣـن اﺳـﺗﻐﻼﻟﻬﺎ ﺣﻳـث ذﻫـب‬
‫ﻫــذا اﻟﺣﻛــم إﻟــﻰ أﻧــﻪ ﻳﺟــب ﺻــرف اﻟﺑــدﻝ اﻟﻧﻘــدي ﻟﻠﻣ ـرأة ﻋوﺿ ـﺎً ﻋــن اﻹﺟــﺎزة اﻟﺳــﻧوﻳﺔ اﻟﺗــﻲ ﻟــم‬
‫وﻣﻠﺣــق ﺑﻧﺳــﺧﺔ ﻫــذا اﻟﺣﻛــم ﺑطﺎﻗــﺔ وﺻــف ﻫــذا اﻟﺣﻛــم‬
‫ﺗــﺗﻣﻛن اﻟﻣـرأة اﻟﻌﺎﻣﻠــﺔ ﻣــن اﺳــﺗﻐﻼﻟﻬﺎ( ُ‬
‫ﺑرﻗم )‪.(1-31‬‬