You are on page 1of 57

‫اﻟﺟﻣﮭورﯾﺔ اﻟﺟزاﺋرﯾﺔ اﻟدﯾﻣﻘراطﯾﺔ اﻟﺷﻌﺑﯾﺔ‬

‫وزارة اﻟﺗﻌﻠﯾم اﻟﻌﺎﻟﻲ واﻟﺑﺣث اﻟﻌﻠﻣﻲ‬


‫ﺟﺎﻣﻌﺔ ﻣﺣﻣد ﺑوﺿﯾﺎف ‪ -‬اﻟﻣﺳﯾﻠﺔ‬

‫ﻣﯾدان‪ :‬اﻟﺣـﻘـــــوق و اﻟﻌﻠـــــــوم اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ‬ ‫ﻛـﻠﯾﺔ اﻟﺣـﻘـــــوق و اﻟﻌﻠـــــــوم اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ‬


‫ﻓرع‪ :‬اﻟﺣﻘــــــــوق‬ ‫ﻗﺳم‪ :‬اﻟﺣﻘوق‬
‫ﺗﺧﺻص‪ :‬ﻗﺎﻧون اداري‬ ‫رﻗم‪.......................................... :‬‬

‫ﻣﺬﻛﺮة ﻣﻘﺪﻣﺔ ﻟﻨﯿﻞ ﺷﮭﺎدة اﻟﻤﺎﺳﺘﺮ أﻛﺎدﯾﻤــﻲ‬


‫إﻋﺪاد اﻟﻄﺎﻟﺐ)ة(‪ :‬ﻣﺮزاﻗﺔ ﺑﻜﺮي‬

‫ﺗﺤﺖ ﻋﻨﻮان‬

‫اﻟﺗﻧظﯾم اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ اﻟﺟزاﺋري ﺑﯾن اﻷﺣﺎدﯾﺔ واﻻزدواﺟﯾﺔ‬

‫ﻟﺠﻨﺔ اﻟﻤﻨﺎﻗﺸﺔ‪:‬‬

‫رﺋﯿﺴـــﺎ‬ ‫ﺟﺎﻣﻌﺔ اﻟﻤﺴﯿﻠﺔ‬ ‫د‪ .‬ﺑﺮﻛﺎت ﻣﺤﻤﺪ‬


‫ﻣﺸﺮﻓﺎ و ﻣﻘﺮرا‬ ‫ﺟﺎﻣﻌﺔ اﻟﻤﺴﯿﻠﺔ‬ ‫د‪ .‬ﻟﺠﻠﻂ ﻓﻮاز‬
‫ﻣﻨﺎﻗﺸﺎ‬ ‫ﺟﺎﻣﻌﺔ اﻟﻤﺴﯿﻠﺔ‬ ‫د‪ .‬ذﺑﯿﺢ ﺣﺎﺗﻢ‬

‫اﻟﺴﻨﺔ اﻟﺠﺎﻣﻌﯿﺔ‪2018/2017 :‬‬


‫‪‬ﻭ‪‬ﻣ‪‬ﺎ ﺃُﻭﺗ‪‬ﻴﺘُﻢ‪ ‬ﻣ‪‬ﻦ‪ ‬ﺍﻟْﻌ‪‬ﻠْﻢِ ﺇِﻻ ﻗَﻠ‪‬ﻴﻼ‪...‬‬

‫ﺍﻵﻳﺔ ‪ 85‬ﻣﻦ ﺳﻮﺭﺓ ﺍﻹﺳﺮﺍﺀ‬


‫ﺷﻜﺮ ﻭﻋﺮﻓﺎﻥ‬
‫ﺍﳊﻤﺪ ‪ ‬ﺍﻟﺬﻱ ﻫﺪﺍﻧﺎ ﳍﺬﺍ ﻭﻣﺎ ﻛﻨﺎ ﻟﻨﻬﺘﺪﻱ ﻟﻮﻻ ﺃﻥ ﻫﺪﺍﻧﺎ ﺍ‪‬‬

‫ﻻ ﻳﺴﻌﻨﺎ ﺑﻌﺪ ﺍﲤﺎﻡ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺒﺤﺚ ﺍﻷﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﺍﳌﺘﻮﺍﺿﻊ‪ ،‬ﺇﻻ ﺃﻥ ﺍﺗﻘﺪﻡ ﺑﻮﺍﻓﺮ ﺍﻟﺸﻜﺮ ﻭﻋﻈﻴﻢ‬

‫ﺍﻻﻣﺘﻨﺎﻥ ﺇﱃ ﺃﺳﺘﺎﺫﻱ ﺍﻟﻔﺎﺿﻞ ﺍﻟﺪﻛﺘﻮﺭ "ﳉﻠﻂ ﻓﻮﺍﺯ" ﻋﻠﻰ ﺍﺷﺮﺍﻓﻪ‬

‫ﻋﻠﻰ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺒﺤﺚ ﻭﻋﻠﻰ ﺗﻮﺟﻴﻬﺎﺗﻪ‬

‫ﻓﺠﺰﺍﻩ ﺍ‪ ‬ﻋﻨﺎ ﻛﻞ ﺍﳋﲑ ﻭﻟﻪ ﻣﲏ ﻛﻞ ﺍﻻﺣﱰﺍﻡ ﻭﺍﻟﺘﻘﺪﻳﺮ‬

‫ﻛﻤﺎ ﺍﺗﻘﺪﻡ ﺑﺎﻟﺸﻜﺮ ﻭﺍﻟﺘﻘﺪﻳﺮ ﺇﱃ ﻛﺎﻓﺔ ﻋﻤﺎﻝ ﻭﻣﻮﻇﻔﻲ ﻛﻠﻴﺔ ﻭﻣﻜﺘﺒﺔ ﺍﳊﻘﻮﻕ ﻭﺍﻟﻌﻠﻮﻡ‬

‫ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﳉﺎﻣﻌﺔ ﺍﳌﺴﻴﻠﺔ ﻋﻠﻰ ﺭﺣﺎﺑﺔ ﺻﺪﺭﻫﻢ ﻭﺣﺴﻦ ﻣﻌﺎﻣﻠﺘﻬﻢ‬

‫ﻭﺃﺧﺺ ﺑﺎﻟﺬﻛﺮ ﻭﺍﱄ ﻧﻔﻴﺴﺔ ﻭﻳﻮﺳﻔﻲ ﺍﺑﺘﺴﺎﻡ‬


‫ﺍﻹﻫﺪﺍﺀ‬
‫ﺇﱃ ﺍﻟﻮﺍﻟﺪﻳﻦ ﺍﻟﻜﺮﳝﲔ‬

‫ﺣﻔﻈﻬﻤﺎ ﺍ‪ ‬ﻭﺭﻋﺎﳘﺎ‬

‫ﺇﱃ ﻛﻞ ﺃﻓﺮﺍﺩ ﻋﺎﺋﻠﱵ‬

‫ﺇﺧﻮﺗﻲ ﻭﺃﺧﻮﺍﺗﻲ‬

‫ﺇﱃ ﻣﻦ ﺫﻟﻞ ﺍﻟﺼﻌﺎﺏ ﻭﺳﻬﻠﻬﺎ ﺯﻭﺟﻲ ﻭﺳﻨﺪﻱ ﰲ ﺍﳊﻴﺎﺓ‬

‫ﺇﱃ ﻋﺎﺋﻠﺔ ﺯﻭﺟﻲ ﺍﻷﺏ ﻭﺍﻷﺧﻮﺓ ﻭﺍﻷﺧﻮﺍﺕ‬

‫ﺇﱃ ﻛﻞ ﺍﻷﻫﻞ ﻭﺍﻷﻗﺎﺭﺏ ﻣﻦ ﻗﺮﻳﺐ ﻭﻣﻦ ﺑﻌﻴﺪ‬

‫ﻣـ ــﺮزاﻗﺔ‬
‫ﻣﻘــــــــــــــدﻣــــــــــــــﺔ‬
‫ﻣﻘﺪﻣﺔ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ‬

‫إن اﻟﻌداﻟﺔ أﺻﺑﺣت ﻓﻲ اﻟوﻗت اﻟﺣﺎﻟﻲ أﺳﺎس وﻋﻣﺎد دوﻟﺔ اﻟﻘﺎﻧون وﻫﻲ اﻟﺿﺎﻣﻧﺔ ﻟﻠﺣﻘوق‬
‫واﻟﺣرﯾﺎت ﻓﻘد ﻛﺎﻧت وﻻزاﻟت ﻣﺣل اﻫﺗﻣﺎم اﻟدوﻟﺔ واﻟﻣﺷرع واﻟﺑﺎﺣﺛﯾن‪ ،‬وﯾﻌﺗﺑر ﻣرﻓق اﻟﻘﺿﺎء اﻟرﻛﯾزة‬
‫اﻷﺳﺎﺳﯾﺔ ﻟﺗﺣﻘﯾق اﻟﻌداﻟﺔ ﺑﯾن اﻷﻓراد واﺳﺗﻘرار ﻣﻌﺎﻣﻼﺗﻬم‪ ،‬واﻟﻘﺿﺎء اﻟﻌﺎم ﺗﻣﺎرﺳﻪ اﻟدوﻟﺔ ﻋن‬
‫طرﯾق ﺳﻠطﺔ ﻣﺧﺗﺻﺔ ﻫﻲ اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ وﻣن أﻫم وأﺑرز واﺟﺑﺎﺗﻬﺎ اﻷﺳﺎﺳﯾﺔ اﻟﻔﺻل ﻓﻲ‬
‫اﻟﻣﻧﺎزﻋﺎت اﻟﺗﻲ ﺗﻧﺷﺄ ﺑﯾن اﻷﻓراد ورد اﻻﻋﺗداء ﻋﻠﯾﻬم‪.‬‬

‫ﯾﺷﻣل اﻟﺗﻧظﯾم اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ ﻣﺟﻣوﻋﺔ اﻟﻘواﻋد اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ اﻟﻣﻧظﻣﺔ ﻟﺳﻠطﺔ اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ ﺑﺷﻛل ﻋﺎم‬
‫واﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﺎﻟﺟﻬﺎت اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ ﻋﻠﻲ اﺧﺗﻼف أﻧواﻋﻬﺎ ودرﺟﺎﺗﻬﺎ وﺗﺷﻛﯾﻼﺗﻬﺎ‪ ،‬وﻛذﻟك اﻟﺷروط‬
‫اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﺎﻹطﺎر اﻟﺑﺷري واﻟﻬﯾﻛﻠﻲ ﻟﻣرﻓق اﻟﻘﺿﺎء‪.‬‬

‫وﯾﻧﻘﺳم اﻟﺗﻧظﯾم اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ ﺑﺻﻔﺔ ﻋﺎﻣﺔ إﻟﻰ ﻧظﺎﻣﯾن ﻗﺿﺎﺋﯾﯾن ﻣﺧﺗﻠﻔﯾن ﻣن ﻋدة ﺟواﻧب‬
‫ﻫﻣﺎ اﻟﺗﻧظﯾم اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ اﻟﻣوﺣد واﻟذي ارﺗﺑط ﺑﺎﻟدول اﻻﻧﺟﻠوﺳﻛﺳوﻧﯾﺔ )إﻧﺟﻠﺗ ار وأﻣرﯾﻛﺎ(ﺣﯾث ﯾﺳﻧد‬
‫ﻓﯾﻪ اﺧﺗﺻﺎص اﻟﻧظر ﻓﻲ ﺟﻣﯾﻊ اﻟدﻋﺎوى واﻟﻣﻧﺎزﻋﺎت إﻟﻰ ﺟﻬﺔ ﻗﺿﺎﺋﯾﺔ واﺣدة وﻫﻲ اﻟﻘﺿﺎء‬
‫اﻟﻌﺎدي‪.‬‬

‫ﻋﻠﻲ ﻋﻛس ذﻟك ﻧﺟد اﻟﺗﻧظﯾم اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ اﻟﻣزدوج و اﻟذي ظﻬر ﻓﻲ اﻟﻘرن اﻟﺛﺎﻣن ﻋﺷر‬
‫ﺑﻔرﻧﺳﺎ وﺑﻌد ﺻراﻋﺎت ﻛﺛﯾرة ﺗم اﻟﻔﺻل ﺑﯾن ﺟﻬﺗﯾن اﻟﻘﺿﺎء اﻟﻌﺎدي واﻹداري وﻫذا ﺑﻔﺿل‬
‫اﺳﻬﺎﻣﺎت ﻣﺟﻠس اﻟدوﻟﺔ اﻟﻔرﻧﺳﻲ واﻟدور اﻟﻣﻧوط اﻟذي ﻗﺎم ﺑﻪ‪.‬‬

‫إن ﺗﺣدﯾد طﺑﯾﻌﺔ اﻟﺗﻧظﯾم اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ اﻟﺟزاﺋري ﺑﯾن ﻓﻛرﺗﻲ اﻟوﺣدة واﻻزدواﺟﯾﺔ ﻟﯾس ﺑﺎﻷﻣر‬
‫اﻟﺳﻬل ﺧﺎﺻﺔ أن اﻟﺑﻼد ﻛﺎﻧت ﺗﻌرف ﻋدم اﺳﺗﻘرار ﻋﻠﻰ ﻣﺳﺗوى ﺟﻣﯾﻊ اﻷوﺿﺎع‪.‬‬

‫ﻟﻘد ﻣر اﻟﺗﻧظﯾم اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ اﻟﺟزاﺋري ﺑﻌدة ﻣﺣطﺎت أﺳﺎﺳﯾﺔ ﺑﻌد اﻻﺳﺗﻘﻼل ﺧﺎﺻﺔ ﺳﻧﺔ‬
‫‪ 1965‬واﻟذي ﻛرس ﻓﯾﻪ اﻟﻣﺷرع ﻧظﺎم وﺣدة اﻟﻘﺿﺎء و ذﻟك ﻧﺗﯾﺟﺔ ﻋدة ﻋواﻣل و ظروف اﻣﻼﻫﺎ‬
‫اﻟواﻗﻊ اﻟﻣﻌﺎش إن ﻟم ﻧﻘل ﻛﺎن ﺣﺗﻣﯾﺔ و ﺧﯾﺎر ﻻ ﺑدﯾل ﻋﻧﻪ ﻓﻲ ﻣرﺣﻠﺔ ﻻﺣﻘﺔ و ﺑﺻدور دﺳﺗور‬
‫‪ 1996‬ﺗﺑﻧﻰ اﻟﻣﺷرع اﻟﺟزاﺋري ﻟﻧظﺎم اﻻزدواﺟﯾﺔ اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ‪ ،‬وﻛﺎن ذﻟك ﺑﺳﺑب اﻟﺗﻐﯾرات اﻟﺗﻲ طرأت‬
‫ﻋﻠﻲ اﻟﻣﺟﻣﻊ اﻟﺟزاﺋري ﻣﻬد ﻟﻬﺎ دﺳﺗور ‪ . 1989‬اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﺎﻟﺟﺎﻧب اﻟﺳﯾﺎﺳﻲ واﻻﻗﺗﺻﺎدي‪ ،‬ﻣﻣﺎ‬

‫‪1‬‬
‫ﻣﻘﺪﻣﺔ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ‬

‫أدى ﺑﺎﻟﻣﺷرع اﻟﺟزاﺋري إﻟﻰ وﺿﻊ ﺣد ﻟﻠﺗﻧظﯾم اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ اﻟﻣوﺣد ﻧﺗﯾﺟﺔ اﻟﻣﺳﺎوئ واﻟﻌﯾوب اﻟﺗﻲ‬
‫ﻟﺣﻘت ﺑﻪ‪.‬‬

‫ﺗﻌود أﺳﺑﺎب اﺧﺗﯾﺎري ﻟﻬذا اﻟﻣوﺿوع ﻷﺳﺑﺎب ذاﺗﯾﺔ وأﺧرى ﻣوﺿوﻋﯾﺔ ﺗﻛﻣن ﻓﻲ اﻷﺳﺑﺎب‬
‫اﻟذاﺗﯾﺔ ﻓﻲ اﻫﺗﻣﺎﻣﻲ ورﻏﺑﺗﻲ ﻓﻲ اﻟﺑﺣث ﻓﻲ ﻣﺟﺎل طﺑﯾﻌﺔ اﻟﺗﻧظﯾم اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ اﻟﺟزاﺋري ﺳواء ﻓﻲ‬
‫ﻣرﺣﻠﺔ اﻟوﺣدة أو ﺑﺗﺑﻧﯾﻪ ﻟﻼزدواﺟﯾﺔ‪.‬‬

‫أﻣﺎ اﻷﺳﺑﺎب اﻟﻣوﺿوﻋﯾﺔ ﻓﺗﻌود إﻟﻰ ﻣﺎ ﻛﺗب ﻓﻲ ﻣوﺿوع اﻟﺗﻧظﯾم اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ اﻟﺟزاﺋري‬
‫واﻟذي ﻛﺎن ﺑﺻورة ﻣﺣدودة ﺟدا أو ﻣﻘﺗﺻرة ﻋﻠﻲ ﺟﺎﻧب دون اﻵﺧر ﻣﻣﺎ ﯾﻌطﻲ اﻟﺑﺣث ﻓﻲ ﻫذا‬
‫اﻟﻣوﺿوع ﻓرﺻﺔ ﻟﺗﺳﻠﯾط اﻟﺿوء وﻣﺣﺎوﻟﺔ دراﺳﺔ اﻟﺟواﻧب اﻟﺗﻲ ﯾﺛﯾرﻫﺎ ﻫذا اﻟﻣوﺿوع‪.‬‬

‫و ﯾﻌﺗﺑر ﻫذا اﻟﺑﺣث ﺟدﯾر ﺑﺎﻟدراﺳﺔ ﻟﻣﺎ ﻟﻪ ﻣن أﻫﻣﯾﺔ ﺳواء ﻣن اﻟﻧﺎﺣﯾﺔ اﻟﻌﻠﻣﯾﺔ أو اﻟﻌﻣﻠﯾﺔ‬
‫أﯾن ﺗﻛﻣن أﻫﻣﯾﺔ اﻟﻣوﺿوع ﻓﻲ اﻟﻧﻘﺎط اﻟﺗﺎﻟﯾﺔ‪:‬‬

‫‪ -‬ﺗﻌﻠق ﻣوﺿوع اﻟﺑﺣث ﺑطﺑﯾﻌﺔ اﻟﺗﻧظﯾم اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ اﻟﺟزاﺋري واﻟذي ﯾﻌﺗﺑر رﻛﯾزة أﺳﺎﺳﯾﺔ‬
‫ﺗﺳﻌﻰ إﻟﯾﻪ اﻟدول ﻹﻗﺎﻣﺔ دوﻟﺔ اﻟﻘﺎﻧون‪.‬‬
‫‪ -‬ﺗﻧوع اﻷﻧظﻣﺔ اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ واﺧﺗﻼﻓﻬﺎ ﻓﻬﻧﺎك اﻟﺗﻧظﯾم اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ اﻟﻣوﺣد واﻟﻣزدوج وﺣﺗﻰ‬
‫اﻟﻣﺧﺗﻠط ﻓﺄﯾﻬم ﻛﻔﯾل ﺑﺣﻣﺎﯾﺔ ﺣﻘوق وﺣرﯾﺎت اﻷﻓراد‪.‬‬
‫‪ -‬إﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ أن ﻫذا اﻟﻣوﺿوع ﻣن اﻟﻧﺎﺣﯾﺔ اﻟﻌﻠﻣﯾﺔ ﻟﻪ أﻫﻣﯾﺔ ﺑﺎﻟﻐﺔ ﺗﺗﻣﺛل ﻓﻲ ﻣدى ﻓﻌﺎﻟﯾﺔ‬
‫اﻷﻧظﻣﺔ اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ ﻋﻠﻰ اﺧﺗﻼف أﻧواﻋﻬﺎ‪.‬‬
‫أﻣﺎ ﻫدف اﻟﺑﺣث ﻓﺗﻣﺛل ﻓﻲ ﺗوﺿﯾﺢ طﺑﯾﻌﺔ اﻟﺗﻧظﯾم اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ اﻟﺟزاﺋري ﻣﻧذ اﻻﺳﺗﻘﻼل إﻟﻰ‬
‫ﯾوﻣﻧﺎ‪ ،‬ﻫذا ٕواﺑراز ﻣﺧﺗﻠف اﻟﻣراﺣل اﻟﺗﻲ ﻣر ﺑﻬﺎ‪ ،‬وأي اﻟﻧظﺎﻣﯾن ﻛﻔﯾل ﺑﺣﻣﺎﯾﺔ ﺣﻘوق وﺣرﯾﺎت‬
‫اﻷﻓراد ﻣن ﺟﻬﺔ‪ ،‬وﻣن ﺟﻬﺔ أﺧرى ﻣﺻﺎﻟﺢ اﻹدارة اﻟﻌﺎﻣﺔ ﺑﺎﻋﺗﺑﺎرﻫﺎ ﺻﺎﺣﺑﺔ ﺳﻠطﺔ ﻋﺎﻣﺔ‪ ،‬وﻛذﻟك‬
‫أي اﻟﻧظﺎﻣﯾن ﯾﺣﻘق ﻣزاﯾﺎ أﻛﺛر وذﻟك ﻣن ﺧﻼل ﺗﻘدﯾر ﻟﻛﻼ اﻟﻧظﺎﻣﯾن‪.‬‬
‫وﻋﻠﯾﻪ ﺗﺗﻣﺣور إﺷﻛﺎﻟﯾﺔ اﻟدراﺳﯾﺔ ﻓﻲ ‪:‬‬
‫‪ -‬ﻣﺎ ﻫﻲ طﺑﯾﻌﺔ اﻟﻧظﺎم اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ اﻟﺟزاﺋري؟‬

‫‪2‬‬
‫ﻣﻘﺪﻣﺔ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ‬

‫ﻫذﻩ اﻹﺷﻛﺎﻟﯾﺔ ﺗرﺗﺑت ﻋﻠﯾﻬﺎ ﺟﻣﻠﺔ ﻣن اﻟﺗﺳﺎؤﻻت اﻟﻔرﻋﯾﺔ ﯾﻣﻛن إﺟﻣﺎﻟﻬﺎ ﻓﯾﻣﺎ ﯾﻠﻲ‪:‬‬

‫‪ -‬ﻫل ﯾﻣﻛن اﻟﻘول أن اﻟﺗﻧظﯾم اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ اﻟﺟزاﺋري ﺗﻌدي اﻷﺣﺎدﯾﺔ واﻻزدواﺟﯾﺔ؟‬


‫‪ -‬أي اﻟﻧظﺎﻣﯾن ﯾﻛرس دوﻟﺔ اﻟﺣق واﻟﻘﺎﻧون ؟‬
‫‪ -‬ﻫل وﻓق اﻟﻣﺷرع ﻓﻲ ﺗﻛرﯾﺳﻪ ﻟﻼزدواﺟﯾﺔ اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ؟‬

‫وﻟﻺﺟﺎﺑﺔ ﻋﻠﻰ اﻹﺷﻛﺎﻟﯾﺔ اﻟﻣطروﺣﺔ اﻗﺗﺿت ﻣﻧﺎ اﻟدراﺳﺔ اﻟﻣزح ﺑﯾن ﺑﻌض اﻟﻣﻧﺎﻫﺞ‬
‫اﻟﻌﻠﻣﯾﺔ ﻓﻲ إطﺎر ﻣﺎ ﯾﺳﻣﻲ ﺑﺎﻟﺗﻛﺎﻣل اﻟﻣﻧﻬﺟﻲ ﺣﯾث اﻋﺗﻣدت ﻋﻠﻰ اﻟﻣﻧﻬﺞ اﻟوﺻﻔﻲ ﺑﺻﻔﺔ‬
‫أﺳﺎﺳﯾﺔ ﻣﻊ اﻻﺳﺗﻌﺎﻧﺔ ﺑﺎﻟﻣﻧﻬﺞ اﻟﺗﺣﻠﯾﻠﻲ‪.‬‬

‫ﻛﻣﺎ ارﺗﺄﯾت اﺗﺑﺎع اﻟﺧطﺔ اﻟﺗﺎﻟﯾﺔ ﻟﻣﻌﺎﻟﺟﺔ اﻟﻣوﺿوع‪:‬‬

‫اﻟﻔﺻل اﻷول‪ :‬اﻟﻧظﺎم اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ اﻟﻣوﺣد‬

‫اﻟﻣﺑﺣث اﻷول‪ :‬ﻣﺎﻫﯾﺔ اﻟﺗﻧظﯾم اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ اﻟﻣوﺣد‬

‫اﻟﻣﺑﺣث اﻟﺛﺎﻧﻲ‪ :‬أﺳس اﻟﺗﻧظﯾم اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ اﻟﻣوﺣد وﺗﻘدﯾرﻩ‬

‫اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ‪ :‬ﻧﺣو ﻧظﺎم ﻗﺿﺎﺋﻲ ﻣزدوج‬

‫اﻟﻣﺑﺣث اﻷول‪ :‬ﻣﺎﻫﯾﺔ اﻟﺗﻧظﯾم اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ اﻟﻣزدوج‬

‫اﻟﻣﺑﺣث اﻟﺛﺎﻧﻲ‪ :‬أﺳس اﻟﺗﻧظﯾم اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ اﻟﻣزدوج وﺗﻘدﯾرﻩ‬

‫‪3‬‬
‫اﻟﻔﺻل اﻷول‬

‫اﻟﻧظﺎم اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ اﻟﻣوﺣد‬


‫اﻟﻔﺼﻞ اﻷول ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ اﻟﻨﻈﺎم اﻟﻘﻀﺎﺋﻲ اﻟﻤﻮﺣﺪ‬

‫ﻧظ ار ﻟﻼﺧﺗﻼف اﻟﺣﺎﺻل ﺑﯾن اﻟدول‪ ،‬ﻓﺈﻧﻬﺎ ﻟم ﺗﻧﺗﻬﺞ ﻧظﺎﻣﺎ ﻗﺿﺎﺋﯾﺎ واﺣدا ﻟﻠﻧظر ﻓﻲ‬
‫اﻟدﻋﺎوى واﻟﻣﻧﺎزﻋﺎت اﻹدارﯾﺔ‪ ،‬إذ ﺗﻧوع اﻟﺗﻧظﯾم اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ ﺑﺣﺳب طﺑﯾﻌﺔ وظروف ﻛل ﻣﺟﺗﻣﻊ‬
‫ﻓﻧﺟد ﻣﺛﻼ اﻟدول اﻻﻧﺟﻠوﺳﻛﺳوﻧﯾﺔ ) إﻧﺟﻠﺗ ار وأﻣرﯾﻛﺎ(‪ ،‬ارﺗﺑطت ﺑﺎﻟﺗﻧظﯾم اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ اﻟﻣوﺣد‪ ،‬رﻏم أن‬
‫ﻫذا اﻷﺧﯾر ﻋرف ﻓﻲ ﺟﻣﯾﻊ أﻧﺣﺎء اﻟﻌﺎﻟم‪ ،‬وﻗد ﻛﺎن ﯾﻌرف ﻋﻠﯾﻪ )اﻟﺗﻧظﯾم اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ اﻟﻣوﺣد( ﺑﺄﻧﻪ‬
‫أﻛﺛر ﺻراﻣﺔ‪ ،‬إﻻ أﻧﻪ وﻧﺗﯾﺟﺔ ﻟﻠﺗطورات اﻟﺣﺎﺻﻠﺔ وﻛذا اﻟﺗﻌدﯾﻼت اﻟﺗﻲ أدﺧﻠت ﻋﻠﯾﻪ‪ ،‬ﺟﻌﻠﺗﻪ أﻛﺛر‬
‫ﻣروﻧﺔ‪ ،‬وﯾﻣﻛن اﻟﻘول أن اﻟﺳﻣﺔ اﻟﺑﺎرزة ﻋﻠﻰ اﻟﺗﻧظﯾم اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ اﻟﻣوﺣد ﻣن ﺧﻼل ﻣﻔﻬوﻣﻪ‪ ،‬أن‬
‫ﺟﻣﯾﻊ اﻟدﻋﺎوى واﻟﻣﻧﺎزﻋﺎت ﻟدﯾﻬﺎ ﺟﻬﺔ واﺣدة ﻣﺧﺗﺻﺔ ﻫو اﻟﻘﺿﺎء اﻟﻌﺎدي‪ ،‬وﻫو ﻣﺎ دﻓﻊ ﺑﺎﻟﻛﺛﯾر‬
‫ﻣن اﻟدول اﻟﺗﻲ ﺗﺑﻧﺗﻪ ﻣﻧﻬﺎ اﻟﺟزاﺋر‪ ،‬ﻣﻊ اﻟﻌﻠم أن ﻣﻼﻣﺢ اﻟﺗﻧظﯾم اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ اﻟﻣوﺣد ﺑدأت ﺗظﻬر‬
‫ﺳﻧﺔ ‪ 1963‬ﺣﯾث ﺷﻬدت إﻧﺷﺎء اﻟﻣﺟﻠس اﻷﻋﻠﻰ اﻟذي ﺣل ﻣﺣل ﻛل ﻣن ﻣﺟﻠس اﻟدوﻟﺔ وﻣﺣﻛﻣﺔ‬
‫اﻟﻧﻘض اﻟﻔرﻧﺳﯾﯾن وﺗرﺳﺧت ﺑوادر ﻫذا اﻟﻧظﺎم ﺑﻌد اﻹﺻﻼح اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ أي ﺑﻌد ﺳﻧﺔ ‪ 1965‬ﺗﺎرﯾﺦ‬
‫ﺗﺣوﯾل اﺧﺗﺻﺎﺻﺎت اﻟﻣﺣﺎﻛم اﻹدارﯾﺔ ﻟﻠﻣﺟﺎﻟس اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ‪.‬‬

‫اﺳﺗﻧﺎدا ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ذﻛر ﺳﻧﺣﺎول ﻣن ﺧﻼل ﻫذا اﻟﻔﺻل إﻋطﺎء ﺗوﺿﯾﺢ أﻛﺛر ﻟﻠﺗﻧظﯾم‬
‫اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ اﻟﻣوﺣد ﻣن ﺧﻼل دراﺳﺔ ﻣﺎﻫﯾﺔ اﻟﺗﻧظﯾم اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ اﻟﻣوﺣد )ﻣﺑﺣث أول( ﺛم ﻧﺗطرق إﻟﻰ‬
‫اﻷﺳس اﻟﺗﻲ ﯾﻘوم ﻋﻠﯾﻬﺎ اﻟﺗﻧظﯾم اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ اﻟﻣوﺣد و ﺗﻘدﯾرﻩ )ﻣﺑﺣث ﺛﺎﻧﻲ(‪.‬‬

‫‪5‬‬
‫اﻟﻔﺼﻞ اﻷول ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ اﻟﻨﻈﺎم اﻟﻘﻀﺎﺋﻲ اﻟﻤﻮﺣﺪ‬

‫اﻟﻣﺑﺣث اﻷول‪ :‬ﻣﺎﻫﯾﺔ اﻟﺗﻧظﯾم اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ اﻟﻣوﺣد‬


‫ﻻ ﯾﻣﻛن اﻟﺣدﯾث ﻋن ﺗﻧظﯾم ﻗﺿﺎﺋﻲ ﻣوﺣد‪ ،‬دون ذﻛر ﻟﻠدول اﻷﻧﺟﻠوﺳﻛﺳوﻧﯾﺔ‪ ،‬ﻷﻧﻬﺎ‬
‫ﺗﻌﺗﺑر اﻟﻣﻬد اﻷول اﻟذي وﻟد ﻓﯾﻪ اﻟﺗﻧظﯾم اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ اﻟﻣوﺣد‪ ،‬واﻟذي ﻣن ﺧﻼﻟﻪ ﺑرزت ﻣﻌﺎﻟﻣﻪ أﻛﺛر‬
‫وﺗطور ﺑﻔﺿﻠﻬﺎ‪ ،‬إﻟﻰ ﺟﺎﻧب اﻟدول اﻷﻧﺟﻠوﺳﻛﺳوﻧﯾﺔ ﻓﻘد ﻋرف اﻟﺗﻧظﯾم اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ اﻟﻣوﺣد أﯾﺿﺎ ﻓﻲ‬
‫ﻋدة دول أﺧرى‪ ،‬أوروﺑﯾﺔ و أﻓرﯾﻘﯾﺔ و ﺣﺗﻰ ﻋرﺑﯾﺔ ﻣﻧﻬﺎ اﻟﺟزاﺋر‪.‬‬

‫و ﺳﻧﺣﺎول ﻓﻲ ﻫذا اﻟﻣﺑﺣث إﻋطﺎء ﺗﻌرﯾف ﻟﻠﺗﻧظﯾم اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ اﻟﻣوﺣد )ﻣطﻠب أول(‪ ،‬و ﻛذا‬
‫ﻧﺷﺄة و ﺗطور اﻟﺗﻧظﯾم اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ اﻟﻣوﺣد )ﻣطﻠب ﺛﺎﻧﻲ(‪ ،‬وﺧﺻﺎﺋص اﻟﺗﻧظﯾم اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ اﻟﻣوﺣد‬
‫)ﻣطﻠب ﺛﺎﻟث(‪.‬‬

‫اﻟﻣطﻠب اﻷول‪ :‬ﺗﻌرﯾف اﻟﺗﻧظﯾم اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ اﻟﻣوﺣد‬

‫ﯾﻘﺻد ﺑﻧظﺎم اﻟﻘﺿﺎء اﻟﻣوﺣد ذﻟك اﻟﺗﻧظﯾم اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ اﻟذي ﺗﺗوﻟﻰ ﻓﯾﻪ اﻟﻣﺣﺎﻛم اﻟﻧظﺎﻣﯾﺔ‬
‫اﻟﻌﺎدﯾﺔ ﻣﻬﻣﺔ اﻟﻔﺻل ﺑﺟﻣﯾﻊ اﻟﻣﻧﺎزﻋﺎت اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ ﺳواء ﻛﺎﻧت ﻧﺎﺷﺋﺔ ﺑﯾن اﻷﻓراد اﻟﻌﺎدﯾﯾن‬
‫)أﺷﺧﺎص اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺧﺎص( أم ﻛﺎﻧت ﺑﯾن اﻷﻓراد اﻟﻌﺎدﯾﯾن و ﺑﯾن اﻹدارة اﻟﻌﺎﻣﺔ‪.‬‬

‫وﺑذا ﯾﺗﻣﯾز اﻟﻧظﺎم اﻟﻣوﺣد ﺑوﺟود ﺟﻬﺔ ﻗﺿﺎﺋﯾﺔ واﺣدة ﻓﻲ اﻟدوﻟﺔ ﻫﻲ ﺟﻬﺔ اﻟﻘﺿﺎء اﻟﻌﺎدي‬
‫‪1‬‬
‫ﺗﺗوﻟﻰ اﻟﻔﺻل ﻓﻲ ﻛﺎﻓﺔ أﻧواع اﻟﻣﻧﺎزﻋﺎت اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ‪.‬‬

‫وﻛذﻟك ﻋرﻓﻪ اﻷﺳﺗﺎذ ﻣﺳﻌود ﺷﯾﻬوب ﺑﻘوﻟﻪ‪" :‬ﻧظﺎم اﻟﻘﺿﺎء اﻟﻣوﺣد ﻫو ذﻟك اﻟﻧظﺎم اﻟذي‬
‫ﯾوﺟد ﻓﯾﻪ ﻗﺿﺎء واﺣد‪ ،‬ﻫو اﻟﻘﺿﺎء اﻟﻌﺎدي ﯾﺧﺗص ﺑﺎﻟﻔﺻل ﻓﻲ ﻣﻧﺎزﻋﺎت اﻹدارة اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻛﻣﺎ‬
‫ﯾﺧﺗص ﻓﻲ ﻧﻔس اﻟوﻗت ﺑﺎﻟﻔﺻل ﻓﻲ اﻟﻣﻧﺎزﻋﺎت اﻟﺗﻲ ﺗﺛور ﺑﯾن أﺷﺧﺎص اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺧﺎص‪ ،‬أن‬
‫اﻷﻣر ﯾﺗﻌﻠق ﺑﺎﻟدول اﻷﻧﺟﻠوﺳﻛﺳوﻧﯾﺔ‪ ،‬ﺣﯾث ﺗوﺟد اﻹدارة ﻓﻲ ﻫذا اﻟﻧظﺎم ﻓﻲ وﺿﻌﯾﺔ ﺗﺳﺎوي ﻣﻊ‬

‫‪1‬‬
‫ﻣﺣﻣد وﻟﯾد اﻟﻌﺑﺎدي‪ ،‬اﻟﻘﺿﺎء اﻹداري ) اﻟﻘﺿﺎء اﻹداري ﻓﻲ اﻷﻧظﻣﺔ اﻟﻣﻘﺎرﻧﺔ(‪ ،‬اﻟﺟزء اﻷول‪ ،‬اﻟطﺑﻌﺔ اﻷوﻟﻰ‪ ،‬اﻟوراق ﻟﻠﻧﺷر و‬
‫اﻟﺗوزﯾﻊ‪ ،‬اﻷردن‪ ،2008 ،‬ص ‪.107‬‬
‫‪6‬‬
‫اﻟﻔﺼﻞ اﻷول ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ اﻟﻨﻈﺎم اﻟﻘﻀﺎﺋﻲ اﻟﻤﻮﺣﺪ‬

‫اﻷﻓراد أﻣﺎم اﻟﻣﺣﺎﻛم اﻟﻌﺎدﯾﺔ ﺑﺣﯾث ﺗﺧﺿﻊ ﻷواﻣر اﻟﻘﺎﺿﻲ‪ ،‬و ﻟطﻠب اﻟرﺧﺻﺔ اﻟﻣﺳﺑﻘﺔ‪ ،‬ﻟﺗﻧﻔﯾذ‬
‫‪1‬‬
‫اﻷﻋﻣﺎل اﻟﺗﻲ ﻻ ﯾﺟﯾزﻫﺎ ﻟﻬﺎ اﻟﻘﺎﻧون ﺻراﺣﺔ"‪.‬‬

‫اﻟﻣطﻠب اﻟﺛﺎﻧﻲ‪ :‬اﻟﺗطور اﻟﺗﺎرﯾﺧﻲ ﻟﻠﺗﻧظﯾم اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ اﻟﻣوﺣد‬

‫ﻧﺷﺄ اﻟﺗﻧظﯾم اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ اﻟﻣوﺣد ﻓﻲ اﻟدول اﻷﻧﺟﻠوﺳﻛﺳوﻧﯾﺔ‪ ،‬وﯾرﺟﻊ أﺻل ﻫذا اﻟﺗﻧظﯾم إﻟﻰ‬
‫ﻋدة ﻣراﺣل ﻣﺧﺗﻠﻔﺔ ﻛﺎن ﻟﻬﺎ دور ﺑﺎرز وأﺛر ﻛﺑﯾر ﻓﻲ ﺗطورﻩ‪ ،‬ورﻏم اﻟﺻﻌوﺑﺎت اﻟﺗﻲ ﺗﻌرض ﻟﻬﺎ‬
‫ﻫذا اﻟﺗﻧظﯾم‪ ،‬إﻻ أن ﻛل ﻣرﺣﻠﺔ ﺳﺎﻫﻣت ﺑﺎﻟﻘدر اﻟﻛﺎﻓﻲ ﻓﻲ إرﺳﺎء ﻗواﻋدﻩ‪ ،‬وﻟﺗوﺿﯾﺢ أﻛﺛر‬
‫ﺳﻧﺗطرق إﻟﻰ ﻧﺷﺄة و ﺗطور اﻟﺗﻧظﯾم اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ اﻟﻣوﺣد ﻓﻲ اﻧﺟﻠﺗ ار )ﻓرع اﻷول( واﻟﺟزاﺋر )ﻓرع‬
‫ﺛﺎﻧﻲ(‪.‬‬

‫اﻟﻔرع اﻷول‪ :‬ﻧﺷﺄة و ﺗطور اﻟﺗﻧظﯾم اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ اﻟﻣوﺣد ﻓﻲ إﻧﺟﻠﺗ ار‬

‫ﻣر اﻟﺗﻧظﯾم اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ اﻟﻣوﺣد ﻓﻲ اﻧﺟﻠﺗرا‪ ،‬ﺑﻌدة ﻣراﺣل اﺑﺗداء ﻣن اﻟﺣﻛم اﻟﻣﻠﻛﻲ إﻟﻰ ﻣرﺣﻠﺔ‬
‫ﻗﺑل اﻟﺣرب اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ اﻷوﻟﻰ إﻟﻰ ﺑﻌد اﻟﺣرب اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ اﻷوﻟﻰ ﻧذﻛر ﻣﻧﻬﺎ‪:‬‬

‫أوﻻ‪ :‬اﻟﻣرﺣﻠﺔ اﻷوﻟﻰ‬

‫ﻛﺎﻧت ﻫذﻩ اﻟﻣرﺣﻠﺔ ﻗﺑل إﻋﻼن "ﻣﯾﺛﺎق اﻟﺣﻘوق" و ﻛﺎن اﻟﺣﻛم اﻟﻣﻠﻛﻲ اﻟﻣطﻠق و اﻟﻣﺳﺗﺑد‬
‫ﻫو اﻟﺳﺎﺋد‪ ،‬إﻟﻰ ﺟﺎﻧب ذﻟك وﺟود ﻣﺎ ﯾﻌرف ﺑﺎﻟﻣﺟﺎﻟس اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ اﻟﻣﻠﻛﯾﺔ‪ ،‬و ﻛﺎﻧت ﻫذﻩ اﻷﺧﯾرة‬
‫ﻛذﻟك ﺑﯾد اﻟﻣﻠك ﻣن أﺟل ﺗﺣﻘﯾق أﻏراﺿﻪ اﻟﺷﺧﺻﯾﺔ‪ ،‬ﺣﺗﻰ و إن ﻛﺎﻧت ﻓوق اﻟﻘﺎﻧون وﻓﯾﻬﺎ‬
‫ﻣﺳﺎس ﺑﺣﻘوق اﻷﻓراد و ﺣرﯾﺎﺗﻬم‪.‬‬

‫و ﻋﻠﻰ اﻟﻌﻛس ﻣن ذﻟك‪ ،‬ﻓﻘد اﻋﺗﺑر اﻟﻘﺎﺿﻲ اﻟﻌﺎدي ﻫو ﺣﺎﻣﻲ ﺗﻠك اﻟﺣﻘوق و اﻟﺣرﯾﺎت‬
‫‪2‬‬
‫وﻫو اﻟﻣداﻓﻊ ﻋﻧﻬﺎ‪ ،‬ﻣﻣﺎ أﻛﺳﺑﻪ اﺣﺗرام و ﺛﻘﺔ اﻟﻣواطﻧﯾن‪.‬‬

‫‪1‬ﻣﺳﻌود ﺷﯾﻬوب‪ ،‬اﻟﻣﺑﺎدئ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠﻣﻧﺎزﻋﺎت اﻹدارﯾﺔ‪ ،‬اﻟﺟزء اﻷول‪ ،‬دﯾوان اﻟﻣطﺑوﻋﺎت اﻟﺟﺎﻣﻌﯾﺔ‪ ،‬اﻟﺟزاﺋر‪ ،‬ﺳﻧﺔ ‪ ،1999‬ص‬
‫‪.27‬‬
‫‪2‬‬
‫ﻣﺣﻣد اﻟﺻﻐﯾر ﺑﻌﻠﻲ‪ ،‬اﻟﻧظﺎم اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ اﻹداري اﻟﺟزاﺋري‪ ،‬دار اﻟﻌﻠوم ﻟﻠﻧﺷر و اﻟﺗوزﯾﻊ‪ ،‬ﻋﻧﺎﺑﺔ‪ ،2009 ،‬ص ‪.17‬‬
‫‪7‬‬
‫اﻟﻔﺼﻞ اﻷول ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ اﻟﻨﻈﺎم اﻟﻘﻀﺎﺋﻲ اﻟﻤﻮﺣﺪ‬

‫ﺛﺎﻧﯾﺎ‪ :‬اﻟﻣرﺣﻠﺔ اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ‬

‫ﻗﺑل اﻟﺣرب اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ اﻷوﻟﻰ ﻧﺟد اﻟﻘﺿﺎء اﻟﻌﺎدي ﻟﻪ دور ﻛﺑﯾر ﻓﻲ ﺗﺟﺳﯾد دوﻟﺔ اﻟﻘﺎﻧون‬
‫وﺻﯾﺎﻧﺔ ﻣﺑدأ اﻟﻣﺷروﻋﯾﺔ‪ ،‬و ﻛذا ﺣﻣﺎﯾﺔ ﺣﻘوق و ﺣرﯾﺎت اﻷﻓراد ﻣن ﺗﻌﺳف اﻹدارة‪.‬‬

‫وأﺑرز ﻣﺣطﺔ ﻓﻠﻲ ﻫذﻩ اﻟﻣرﺣﻠﺔ ﻫو اﻋﺗﻧﺎق ﻣﺑدأ اﻟﻔﺻل ﺑﯾن اﻟﺳﻠطﺎت ﻣن اﻟﻧﺎﺣﯾﺔ‬
‫اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ‪.‬‬

‫ﺛﺎﻟﺛﺎ‪ :‬اﻟﻣرﺣﻠﺔ اﻟﺛﺎﻟﺛﺔ‬

‫ﺑﻌد اﻟﺣرب اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ‪ ،‬و ﻣﺎ ﻧﺗﺞ ﻋﻧﻬﺎ ﻣن أزﻣﺎت ﻓﻲ ﻣﺧﺗﻠف اﻟﺟواﻧب‪ ،‬ازداد ﺗدﺧل‬
‫اﻹدارة اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻓﻲ اﻟﻌدﯾد ﻣن اﻟﻣﺟﺎﻻت‪ ،‬ﻣﺿﯾﻘﺔ ﺑذﻟك ﻋﻠﻰ اﻟﻣذﻫب اﻟﻔردي‪ ،‬ﻣﻣﺎ اﺳﺗدﻋﻰ‬
‫اﺳﺗﺣداث أﺟﻬزة و ﻫﯾﺋﺎت ﻣﺗﺧﺻﺻﺔ ﻟﻣﻌﺎﻟﺟﺔ و ﺣل اﻟﻘﺿﺎﯾﺎ و اﻟﻣﻧﺎزﻋﺎت اﻟﺗﻲ ﺗﻛون اﻹدارة‬
‫‪1‬‬
‫طرﻓﺎ ﻓﯾﻬﺎ‪.‬‬

‫رﻏم اﻟﻣراﺣل اﻟﻣﺗﻧوﻋﺔ و اﻟﻣﺧﺗﻠﻔﺔ إﻻ أن ﻛل ﻣرﺣﻠﺔ ﻛﺎﻧت ﻣﻛﻣﻠﺔ ﻟﻸﺧرى و ﻟو ﺑﺟزء‬


‫ﺳﺎﻫم ﻓﻲ ﺗطور اﻟﺗﻧظﯾم اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ اﻟﻣوﺣد ﻓﻲ إﻧﺟﻠﺗرا‪.‬‬

‫اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻧﻲ‪ :‬ﻧﺷﺄة و ﺗطور اﻟﺗﻧظﯾم اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ اﻟﻣوﺣد ﻓﻲ اﻟﺟزاﺋر‬

‫ﻋرف اﻟﺗﻧظﯾم اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ اﻟﻣوﺣد ﻓﻲ اﻟﺟزاﺋر ﺗطور ﻫﺎﻣﺎ و ﻣﺗﻣﯾ از ﺑﻌد اﻻﺳﺗﻘﻼل‪ ،‬ﺧﺎﺻﺔ‬
‫ﻓﻲ ﺳﻧﺔ ‪ ،1965‬إذ ﺗﺑﻧﻰ اﻟﺷرع ﺻراﺣﺔ ﻫذا اﻟﺗﻧظﯾم وﻗد ﻣر ﺑﻌدة ﻣراﺣل وﻣﺣطﺎت أﺳﺎﺳﯾﺔ‬
‫أﻫﻣﻬﺎ‪:‬‬

‫أوﻻ‪ :‬اﻟﻣرﺣﻠﺔ اﻷوﻟﻰ )‪(1965-1962‬‬

‫ﻋﻘب اﺳﺗرﺟﺎع اﻟﺳﯾﺎدة اﻟوطﻧﯾﺔ‪ ،‬ﺗم اﻹﺑﻘﺎء ﻋﻠﻰ ﺗطﺑﯾق اﻟﺗﺷرﯾﻊ اﻟﻔرﻧﺳﻲ إﻻ ﻣﺎ ﯾﺗﻌﺎرض‬
‫ﻣﻊ اﻟﺳﯾﺎدة اﻟوطﻧﯾﺔ‪ ،‬ﻧظ ار ﻟﻠﻣﺷﺎﻛل اﻟﺛﻘﺎﻓﯾﺔ واﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ واﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ وﻣﺎ ﺧﻠﻔﻪ اﻻﺳﺗﻌﻣﺎر‬
‫اﻟﻔرﻧﺳﻲ ﻋﻠﻰ ﺟﻣﯾﻊ اﻟﻣﺳﺗوﯾﺎت‪ ،‬وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﺗﺟﻧب اﻟﻌﯾش ﻓﻲ ﻓراغ ﻗﺎﻧوﻧﻲ ﻋﻠﻰ ﺟﻣﯾﻊ اﻟﻣﺳﺗوﯾﺎت‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫ﻣﺣﻣد اﻟﺻﻐﯾر ﺑﻌﻠﻲ‪ ،‬ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق‪ ،‬ص‪ -‬ص ‪.18-17‬‬
‫‪8‬‬
‫اﻟﻔﺼﻞ اﻷول ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ اﻟﻨﻈﺎم اﻟﻘﻀﺎﺋﻲ اﻟﻤﻮﺣﺪ‬

‫ﻓﻲ ﺳﻧﺔ ‪ 1963‬ﺗم إﻧﺷﺎء اﻟﻣﺟﻠس اﻷﻋﻠﻰ و ﯾﻌﺗﺑر ﻣﺣﻛﻣﺔ ﻧﻘض‪ ،‬إﻟﻰ ﺟﺎﻧب ذﻟك ﺗم‬
‫اﻹﺑﻘﺎء ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺣﺎﻛم اﻹدارﯾﺔ اﻟﺛﻼث اﻟﻣوﺟودة ﻓﻲ اﻟﺟزاﺋر و ﻗﺳﻧطﯾﻧﺔ ووﻫران‪.‬‬

‫وأﻫم ﻣﺎ ﻣﯾز ﻫذﻩ اﻟﻣرﺣﻠﺔ ﻫو أن ﻫﻧﺎك ازدواﺟﯾﺔ ﺧﺎﺻﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﺳﺗوى اﻟﻘﺎﻋدة‪ ،‬ﺣﯾث أن‬
‫اﻟﻣﺷرع ﻓﺻل ﺑﯾن ﻣﻧﺎزﻋﺎت اﻟﻘﺿﺎء اﻟﻌﺎدي‪ ،‬و اﻟﺗﻲ ﺗﺗوﻟﻰ اﻟﻔﺻل ﻓﯾﻬﺎ اﻟﻣﺣﺎﻛم ﺑﺣﻛم ﻗﺎﺑل‬
‫ﻟﻼﺳﺗﺋﻧﺎف أﻣﺎم اﻟﻣﺟﺎﻟس اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ ﺛم أﻣﺎم اﻟﻣﺟﻠس اﻷﻋﻠﻰ ﺑﺎﻋﺗﺑﺎرﻩ ﻣﺣﻛﻣﺔ ﻧﻘض‪.‬‬

‫ﺑﯾﻧﻣﺎ اﻟﻣﻧﺎزﻋﺎت اﻹدارﯾﺔ‪ ،‬ﻓﺗﻔﺻل ﻓﯾﻬﺎ اﻟﻣﺣﺎﻛم اﻹدارﯾﺔ اﻟﺛﻼث ﺑﺣﻛم ﻗﺎﺑل ﻟﻠطﻌن أﻣﺎم‬
‫‪1‬‬
‫اﻟﻣﺟﻠس اﻷﻋﻠﻰ و ﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﺗﺣﻘق ﻧظﺎم وﺣدة اﻟﻘﺿﺎء ﻋﻠﻰ ﻣﺳﺗوى أﻋﻠﻰ اﻟﻬرم اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ‪.‬‬
‫ﺛﺎﻧﯾﺎ‪ :‬اﻹﺻﻼح اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ ﻟﺳﻧﺔ ‪1965‬‬
‫ﻟﻘد ﻛﺎن ﻟﻸﻣر اﻟﺻﺎدر ﻓﻲ ‪ 10‬ﺟوﯾﻠﯾﺔ ‪ 1965‬ﺑﺎﻟﻎ اﻷﺛر ﻓﻲ دﺧول اﻟﺑﻼد ﻣرﺣﻠﺔ اﻟﺗﻐﯾﯾر‬
‫اﻟﺟذري ﻋﻠﻰ ﻣﺳﺗوى اﻟﻬﯾﺎﻛل واﻹﺟراءات وﻋﻠﻰ ﻣﺳﺗوى اﻟﻧظﺎم اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ واﻟﻘﺿﺎﺋﻲ ﻋﺎﻣﺔ وﻫذا ﻣﺎ‬
‫ﻧﺻت ﻋﻠﯾﻪ اﻟﻣﺎدة ‪ 03‬ﻣﻧﻪ‪.‬‬
‫إن اﻟﺧﻠل اﻟذي ﻋرﻓﺗﻪ ﺧﺎﺻﺔ ﻫﯾﺎﻛل اﻟﻘﺿﺎء اﻹداري ﻓﻲ ذﻟك اﻟوﻗت اﺿطرت اﻟﺳﻠطﺔ‬
‫اﻟﺗﻧﻔﯾذﯾﺔ إﻟﻰ إﺻدار ﻧﺻوص ﺗﻧظﯾﻣﯾﺔ ﻓﻲ ﺷﻛل ﻣراﺳﯾم ﺳﻧﺔ ‪ 1964‬ﻟﺗﻌﺗرف ﺑﻣوﺟﺑﻬﺎ ﻟرﺋﯾس‬
‫اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ اﻹدارﯾﺔ ﺑﺳﻠطﺔ اﻟﻔﺻل اﻟﻣﻧﻔرد ﻓﻲ ﺑﻌض اﻟﻣﻧﺎزﻋﺎت ﻛﻣﻧﺎزﻋﺎت اﻟﺿراﺋب وﻣﺧﺎﻟﻔﺎت‬
‫اﻟطرق اﻟﻛﺑرى وﻣﻧﺎزﻋﺎت اﻟﻘﺿﺎء اﻟﻛﺎﻣل‪ ،‬وﻫذا ﺳﻌﯾﺎ ﻣﻧﻬﺎ ﻟﺗﺑﺳﯾط اﻟﺟﺎﻧب اﻹﺟراﺋﻲ‪.‬‬
‫ﺑﻌد ذﻟك ﺟﺎء ﻣﯾﺛﺎق اﻟﺟزاﺋر اﻟﺻﺎدر ﻋﺎم ‪ 1964‬ﻟﯾﻌﻠن رﺳﻣﯾﺎ ﻋن اﺻﻼﺣﺎت ﺟذرﯾﺔ‬
‫‪2‬‬
‫وﻋﻣﯾﻘﺔ ﻟﺗﺧﻠص ﻣن رواﺳب اﻟﺗﺷرﯾﻊ اﻟﻣوروث‪.‬‬
‫ﺛﺎﻟﺛﺎ‪ :‬ﺗوﺳﯾﻊ اﻟﻐرﻓﺔ اﻹدارﯾﺔ ﻟﺳﻧﺔ ‪1986‬‬
‫ﺑﻬدف ﺗﻘرﯾب اﻟﻌداﻟﺔ ﻣن اﻟﻣﺗﻘﺎﺿﯾن وﺑﺎﻟﻧظر ﻟﻠﻣﺳﺎوئ اﻟﻣﺗرﺗﺑﺔ ﻋﻠﻰ ﺗطﺑﯾق ﻧظﺎم اﻟﻐرف‬
‫اﻟﺟﻬوﯾﺔ اﻟﺛﻼﺛﺔ )اﻟﺟزاﺋر‪ ،‬ﻗﺳﻧطﯾﻧﺔ‪ ،‬وﻫران(‪ ،‬ﺛم رﻓﻊ ﻋدد اﻟﻐرف اﻹدارﯾﺔ ﻣن ﺛﻼﺛﺔ إﻟﻰ ﻋﺷرﯾن‬
‫‪3‬‬
‫ﻏرﻓﺔ‪ ،‬رﻏم ذﻟك ﺑﻘﻲ ‪ 11‬ﻣﺣﻠﯾﺎ ﻗﺿﺎﺋﯾﺎ دون ﻏرﻓﺔ إدارﯾﺔ‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫ﻋﻣﺎر ﺑوﺿﯾﺎف‪ ،‬اﻟﻘﺿﺎء اﻹداري ﻓﻲ اﻟﺟزاﺋر‪ ،‬طﺑﻌﺔ ﺛﺎﻧﯾﺔ‪ ،‬ﺟﺳور ﻟﻠﻧﺷر و اﻟﺗوزﯾﻊ‪ ،‬اﻟﺟزاﺋر‪ ،2008 ،‬ص ‪.56‬‬
‫‪2‬‬
‫ﻣرﺟﻊ ﻧﻔﺳﻪ‪ ،‬ص‪ -‬ص ‪.60-59‬‬
‫‪3‬‬
‫ﻣرﺟﻊ ﻧﻔﺳﻪ‪ ،‬ص‪ -‬ص ‪.74-73‬‬
‫‪9‬‬
‫اﻟﻔﺼﻞ اﻷول ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ اﻟﻨﻈﺎم اﻟﻘﻀﺎﺋﻲ اﻟﻤﻮﺣﺪ‬

‫راﺑﻌﺎ‪ :‬اﻹﺻﻼح اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ ﻟﺳﻧﺔ ‪1990‬‬

‫أﻫم ﻣﺎ ﯾﻣﯾز ﻫذا اﻹﺻﻼح ﻟﺳﻧﺔ ‪ 1990‬أﻧﻪ ﺟﺎء ﻟﯾﺻﻧف اﻟﻣﻧﺎزﻋﺎت اﻹدارﯾﺔ إﻟﻰ ﺛﻼﺛﺔ‬
‫أﺻﻧﺎف‪ ،‬ﻣﻧﺎزﻋﺎت ﺗﺧﺿﻊ ﻟﻠﻐرف اﻹدارﯾﺔ اﻟﻣﺣﻠﯾﺔ اﻟﻣوﺟودة ﻋﻠﻰ ﻣﺳﺗوى ﺟﻣﯾﻊ اﻟﻣﺟﺎﻟس‬
‫اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ‪ ،‬و ﻏرف إدارﯾﺔ ﺟﻬوﯾﺔ ﻣوﺟودة ﻓﻲ ﻛل ﻣن اﻟﺟزاﺋر و وﻫران و ﻗﺳﻧطﯾﻧﺔ و ﺑﺷﺎر‬
‫ﺗﻧظر ﻓﻲ ﻧوع ﻣﺣدد ﻣن اﻟﻣﻧﺎزﻋﺎت‪ ،‬و ﻏرﻓﺔ إدارﯾﺔ ﺑﺎﻟﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﻌﻠﯾﺎ ﺗﻣﺎرس ﻣﻬﻣﺔ ﻣﺣﻛﻣﺔ ﻧﻘض‬
‫و اﺳﺗﺋﻧﺎف ﻓﻲ ذات اﻟوﻗت‪ ،‬وﻣﺎ ﯾﻼﺣظ ﻋﻠﻰ اﻻﺻﻼح اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ ﻟﺳﻧﺔ ‪ 1990‬ﻧﺟدﻩ ﻗد ﺟﺳد‬
‫أﻛﺛر ﻣﺑدأ ﺗﻘرﯾب اﻟﻘﺿﺎء ﻣن اﻟﻣﺗﻘﺎﺿﯾن ﺧﺎﺻﺔ أﻧﻪ وﺳﻊ ﻣن ﻧطﺎق اﻟﻐرف اﻹدارﯾﺔ‪ ،‬ﺛم أﻧﻪ‬
‫‪1‬‬
‫أﺣدث ﺗﻐﯾﯾ ار ﻋﻠﻰ ﻣﺳﺗوى اﻻﺧﺗﺻﺎص اﻟﻧوﻋﻲ ﺑﻬدف اﻟﺗﯾﺳﯾر ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺗﻘﺎﺿﯾن‪.‬‬

‫و ﻣﺎ ﯾﻣﻛن ﻗوﻟﻪ‪ ،‬ﻋن ﻣﺧﺗﻠف ﻣراﺣل ﺗطور اﻟﺗﻧظﯾم اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ اﻟﺟزاﺋري اﻟﻣوﺣد و رﻏم‬
‫اﻟظروف و اﻟﺻﻌﺎب اﻟﺗﻲ ﻣر ﺑﻬﺎ اﻟﺗﻧظﯾم‪ ،‬وﻛﺎن ﯾﻌﺗﻣد ﻋﻠﻰ ﻗواﻧﯾن ﻣوروﺛﺔ ﻋن اﻟﻣﺳﺗﻌﻣر‬
‫اﻟﻔرﻧﺳﻲ‪ ،‬ﻟﻛن و ﻣن ﺧﻼل اﻻﺻﻼﺣﺎت اﻟﻣﺗﻧوﻋﺔ و اﻟﻣﺗﺗﺎﻟﯾﺔ اﺳﺗطﺎع ﺗﻛﯾف اﻟﺗﻧظﯾم ﻗﺿﺎﺋﻲ‬
‫اﻷﺣﺎدي ﺑﻣﺎ ﯾﺗﻼءم ﻣﻊ ﻣﺗطﻠﺑﺎت اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ اﻟﺟزاﺋري‪.‬‬

‫اﻟﻣطﻠب اﻟﺛﺎﻟث‪ :‬ﺧﺻﺎﺋص اﻟﺗﻧظﯾم اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ اﻟﻣوﺣد‬

‫ﻟﻠﺗﻧظﯾم اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ اﻟﻣوﺣد ﻣﻣﯾزات ﺗﺟﻌﻠﻪ ﻣﺧﺗﻠﻔﺎ‪ ،‬ﺳواء ﻣﺎ ﺗﻌﻠق ﺑﺎﻟﺟﻬﺎز اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ‬
‫ووﺣدﺗﻪ‪ ،‬إﻟﻰ وﺣدة اﻟﻘواﻋد اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ اﻹﺟراﺋﯾﺔ وﻛذﻟك وﺣدة اﻟﻘﺎﺿﻲ ووﺣدة اﻟﻘواﻋد اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ‬
‫اﻟﻣوﺿوﻋﯾﺔ‪.‬‬

‫اﻟﻔرع اﻷول‪ :‬وﺣدة اﻟﺟﻬﺎز اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ‬

‫ﯾﻐﻠب ﻋﻠﻰ ﻧظﺎم وﺣدة اﻟﻘﺿﺎء وﺟود ﻫﯾﻛل ﻗﺿﺎﺋﻲ واﺣد وﻫﯾﺋﺔ ﻗﺿﺎﺋﯾﺔ واﺣدة ﻋﻠﻰ‬
‫ﻣﺳﺗوى ﻛل اﻟدرﺟﺎت اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ‪ ،‬ﯾﻧظران ﻓﻲ ﻛل اﻟﺧﺻوﻣﺎت اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ ﻣﻬﻣﺎ ﻛﺎن ﻧوﻋﻬﺎ وﻣﻬﻣﺎ‬
‫ﻛﺎﻧت طﺑﯾﻌﺗﻬﺎ‪ ،‬ﻓﻌﻠﻰ ﺧﻼف اﻷﻧظﻣﺔ اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ اﻟﻣزدوﺟﺔ ﻓﺈن اﻟﻧظﺎم اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ اﻟﻣوﺣد ﻻ ﯾﻌرف‬

‫‪1‬‬
‫ﻋﻣﺎر ﺑوﺿﯾﺎف‪ ،‬ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق‪ ،‬ص‪ -‬ص ‪.80 -77‬‬
‫‪10‬‬
‫اﻟﻔﺼﻞ اﻷول ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ اﻟﻨﻈﺎم اﻟﻘﻀﺎﺋﻲ اﻟﻤﻮﺣﺪ‬

‫ﺗﺧﺻﺻﺎ ﻓﻲ ﺟﻬﺎزﻩ اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ ﺑﯾن اﻟﻣﻧﺎزﻋﺎت اﻹدارﯾﺔ واﻟﻌﺎدﯾﺔ إذ ﯾﺟﻌل ﻫذﻩ اﻟﻣﻧﺎزﻋﺎت ﻣن‬
‫اﺧﺗﺻﺎص ﻗﺎض واﺣد ﻫو اﻟﻘﺎﺿﻲ اﻟﻌﺎدي‪.‬‬

‫ﻓﺗﺧﺿﻊ ﺑﻣوﺟب ﻫذا اﻟﻧظﺎم اﻟﻣﻧﺎزﻋﺎت اﻹدارﯾﺔ واﻟدﻋﺎوي اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ اﻟﻌﺎدﯾﺔ ﻓﻲ اﻟدوﻟﺔ‬
‫ﻟﻧظﺎم ﻗﺿﺎﺋﻲ ﻣوﺣد ﺗﺧﺗص ﺑﻪ ﺟﻬﺎت اﻟﻘﺿﺎء اﻟﻌﺎدي اﻟﺗﻲ ﺗﻧظر ﻓﻲ ﻛل اﻟدﻋﺎوى ﻣﻬﻣﺎ ﻛﺎﻧت‬
‫طﺑﯾﻌﺗﻬﺎ وﺻﻔﺎت أطراﻓﻬﺎ دون أن ﻧﺳﺗﺛﻧﻲ ﻣﻧﻬﺎ ﻣﻧﺎزﻋﺎت ودﻋﺎوى اﻟﺟﻬﺎت اﻹدارﯾﺔ ﻷي ﺳﺑب‬
‫ﻣن اﻷﺳﺑﺎب‪.‬‬

‫وﯾﺑﻘﻰ ﺗوزﯾﻊ اﻟﻌﻣل اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ ﻋﻠﻰ ﻣﺳﺗوى اﻟﺟﻬﺎز اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ اﻟواﺣد ﺑﯾن ﻓروع أو أﻗﺳﺎم أو‬
‫ﻏرف ﻻ ﯾﻣس ﺑطﺑﯾﻌﺔ اﻟﻧظﺎم أو ﺑوﺣدﺗﻪ‪ ،‬إذ ﻻ ﯾﻌﺗﺑر ذﻟك ﺗوزﯾﻌﺎ ﻟﻼﺧﺗﺻﺎص اﻟﺗوﻋﻲ ﻓﻲ‬
‫اﻟﻔﺻل ﻓﻲ اﻟﻘﺿﺎﯾﺎ ﺑﯾن ﻫذﻩ اﻷﻗﺳﺎم أو اﻟﻔروع أو اﻟﻐرف ٕواﻧﻣﺎ ﯾﻌﺗﺑر ﻣﺟرد ﺗﻧظﯾم داﺧﻠﻲ ٕواداري‬
‫‪1‬‬
‫ﻟﻠﻌﻣل اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ ﻏﺎﯾﺗﻪ ﺣﺳن ﺳﯾر اﻟﻌﻣل اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ وﻟﯾس اﻟﻣﺳﺎس ﺑوﺣدة اﻟﻧظﺎم اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ‪.‬‬

‫اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻧﻲ‪ :‬وﺣدة اﻟﻘواﻋد اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ اﻹﺟراﺋﯾﺔ‬

‫ﯾﺗﻣﯾز اﻟﻧظﺎم اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ اﻟﻣوﺣد ﺑوﺣدة ﻓﻲ اﻟﻘواﻋد اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ اﻹﺟراﺋﯾﺔ واﻟﺷﻛﻠﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺧﺿﻊ‬
‫ﻟﻬﺎ اﻟﺧﺻوﻣﺔ اﻟﺗﻲ ﺗطرح ﻋﻠﻰ اﻟﺟﻬﺎز اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ‪ ،‬ﺧﻼﻓﺎ ﻟﻣﺎ ﻫو ﻋﻠﯾﻪ اﻟﺣﺎل ﻓﻲ اﻟﻧظﺎم اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ‬
‫اﻟﻣزدوج‪ ،‬ﻓﻼ ﯾﻔرق ﻫذا اﻟﻧظﺎم ﺑﯾن اﻟﺧﺻوﻣﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺛور ﺑﯾن اﻷﺷﺧﺎص اﻟﻌﺎدﯾﺔ وﺗﻠك اﻟﺗﻲ ﺗﻛون‬
‫اﻹدارة طرﻓﺎ ﻓﯾﻬﺎ وﻣﺎ ﺗﺗرﺗب ﻋﻠﯾﻪ ﻣن ﻧﺗﺎﺋﺞ ﻣﺧﺗﻠﻔﺔ ﺗﻔرض اﯾﺟﺎد ﻗﺎﻧوﻧﯾﯾن إﺟراﺋﯾﯾن اﻷول ﺧﺎص‬
‫ﺑﺎﻟﺧﺻوﻣﺎت اﻟﻌﺎدﯾﺔ واﻟﺛﺎﻧﻲ ﺧﺎص ﺑﺎﻟﺧﺻوﻣﺎت اﻹدارﯾﺔ‪.‬‬

‫إن اﻟﺧﺻوﻣﺔ اﻟﻌﺎدﯾﺔ ﺗﺗﺻف ﺑوﺟود طرﻓﯾن ﻻ ﯾﺗﻣﯾز أﺣدﻫﻣﺎ ﻋن اﻵﺧر ﻓﯾﻬﺎ‪ ،‬ﻓﻲ اﻟوﻗت‬
‫اﻟذي ﺗﺗﺻف ﻓﯾﻪ اﻟﺧﺻوﻣﺔ اﻹدارﯾﺔ ﺑوﺟود ﺷﺧص ﻋﺎدي طرﻓﺎ ﻓﯾﻬﺎ وآﺧر ﺷﺧص ﻣن أﺷﺧﺎص‬
‫اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻌﺎم ﯾﺗوﻓر ﻋﻠﻰ اﻣﺗﯾﺎزات اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ‪ ،‬اﻷﻣر اﻟذي ﯾؤﺛر ﻛذﻟك ﻋﻠﻰ اﻟﻘواﻋد اﻹﺟراﺋﯾﺔ‬
‫‪2‬‬
‫اﻟﺗﻲ ﺗﺣﻛم ﻫذﻩ اﻟﺧﺻوﻣﺔ‪.‬‬

‫رﺑﺎح ﻋﺑد اﻟﻘﺎدر‪ ،‬اﻟﻧظﺎم اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ اﻟﺟزاﺋري ﺑﯾن اﻟوﺣدة واﻻزدواﺟﯾﺔ‪ ،‬أطروﺣﺔ ﻣﺎﺟﺳﺗﯾر‪ ،‬ﺟﺎﻣﻌﺔ اﻟﺟزاﺋر ‪ ،1‬ﻛﻠﯾﺔ اﻟﺣﻘوق‪،‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪ ،2010-2009‬ص‪ -‬ص ‪.8-7‬‬


‫‪ 2‬ﻣرﺟﻊ ﻧﻔﺳﻪ‪ ،‬ص ‪.9‬‬
‫‪11‬‬
‫اﻟﻔﺼﻞ اﻷول ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ اﻟﻨﻈﺎم اﻟﻘﻀﺎﺋﻲ اﻟﻤﻮﺣﺪ‬

‫اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻟث‪ :‬وﺣدة اﻟﻘﺎﺿﻲ‬

‫ﺗﺧﺿﻊ ﻛل اﻟﻧزاﻋﺎت ﻓﻲ اﻟﻧظﺎم اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ اﻟﻣوﺣد ﻟﻘﺎﺿﻲ واﺣد‪ ،‬ﻓﻼ ﺗﺗﻣﯾز اﻟﻧزاﻋﺎت‬
‫اﻹدارﯾﺔ ﻋن اﻟﻧزاﻋﺎت اﻟﻌﺎدﯾﺔ ﺑوﺟود ﻗﺎﺿﻲ إداري ﯾﺧﺻص ﻟﻠﻔﺻل ﻓﯾﻬﺎ‪ ،‬وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﻓﺈن اﻹدارة‬
‫ﺗﺧﺿﻊ ﻋﻧد طرح ﻧزاﻋﺎﺗﻬﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﻘﺿﺎء ﻟﻧﻔس اﻟﻘﺎﺿﻲ اﻟذي ﯾﻔﺻل ﻓﻲ ﺑﻘﯾﺔ اﻟﻧزاﻋﺎت‪.‬‬

‫ٕواذا ﺣدث ﻋﻠﻰ ﻣﺳﺗوى اﻟﺟﻬﺎز اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ ﻗﺳم أو ﻏرﻓﺔ ﻣﺧﺻﺻﯾن ﻟﻧظر اﻟﻧزاﻋﺎت اﻟﺗﻲ‬
‫ﺗﻛون اﻹدارة طرﻓﺎ ﻓﯾﻬﺎ‪ ،‬ﻓﺗﺳﻧد ﻫذﻩ اﻟﻣﻬﺎم ﻷي ﻗﺎض ﯾﻔﺻل ﻓﯾﻬﺎ‪ ،‬وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﻧﻛون أﻣﺎم ﻗﺎض‬
‫ﯾﻔﺻل ﻓﻲ اﻟﻧزاﻋﺎت اﻟﺗﻲ ﺗﻛون اﻹدارة طرﻓﺎ ﻓﯾﻬﺎ وﻟﯾس ﻗﺎض إداري ﯾﻔﺻل ﻓﻲ اﻟﻧزاﻋﺎت‬
‫اﻹدارﯾﺔ‪.‬‬

‫اﻟﻔرع اﻟراﺑﻊ‪ :‬وﺣدة اﻟﻘواﻋد اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ اﻟﻣوﺿوﻋﯾﺔ‬

‫ﯾﺗﻣﯾز اﻟﻧظﺎم اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ اﻟﻣوﺣد ﺑوﺟود ﻗﺎﻧون واﺣد ﺗﺧﺿﻊ ﻟﻪ ﻛل اﻟﻧزاﻋﺎت‪ ،‬ﻓﻼ ﯾوﺟد‬
‫ﻗﺎﻧون ﺧﺎص ﺑﺎﻟﻧزاﻋﺎت اﻟﺗﻲ ﺗﻛون اﻹدارة طرﻓﺎ ﻓﯾﻬﺎ وﻗﺎﻧون ﺧﺎص ﺑﺎﻟﻧزاﻋﺎت اﻟﺗﻲ ﺗﺛور ﺑﯾن‬
‫اﻷﻓراد‪ ،‬وﻫذا ﻟﻐﯾﺎب اﻟﺗﺑرﯾرات واﻟﺧﻠﻔﯾﺎت اﻟﺗﻲ ﺗﻔرض وﺟود ﻫذﯾن اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾن وﻣن أﻫﻣﻬﺎ ﺗوﻓﯾر‬
‫اﻣﺗﯾﺎزات ﻟﻠﺟﻬﺔ اﻹدارﯾﺔ‪.‬‬

‫إن اﻟﻧظﺎم اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ اﻟﻣوﺣد ﻻ ﯾﻌﺗرف ﺑوﺟود ﻟﻠﻘﺎﻧون اﻟﻌﺎم إﻟﻰ ﺟﺎﻧب اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺧﺎص‬
‫ﻓﻼ ﺗﺧﺿﻊ اﻹدارة ﻟﻘﺎﻧون ﺧﺎص ﺑﻬﺎ ﯾﺗوﻓر ﻋﻠﻰ اﻣﺗﯾﺎ ازت ﻟﺻﺎﻟﺣﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺣﺳﺎب ﺣﻘوق اﻷﻓراد‬
‫واﻟﻘواﻋد اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ اﻟﻣطﺑﻘﺔ ﻓﻲ ظل اﻟﻧظﺎم اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ اﻟﻣوﺣد ﻋﻠﻰ اﻹدارة واﻷﻓراد ﻫﻲ ﻗواﻋد‬
‫واﺣدة‪.‬‬

‫إن اﻟﻘﺿﺎء ﻓﻲ ﻫذا اﻟﻧظﺎم ﯾﺳﻬر ﻋﻠﻰ ﺗطﺑﯾق ﻧﻔس اﻟﻘواﻋد اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺳري ﻋﻠﻰ‬
‫اﻟﻣﻧﺎزﻋﺎت اﻟﻌﺎدﯾﺔ اﻟﻘﺎﺋﻣﺔ ﺑﯾن اﻷﻓراد‪ ،‬ﻋﻧد ﻓﺻﻠﻪ ﻓﻲ اﻟﻣﻧﺎزﻋﺎت اﻟﺗﻲ ﺗﻛون اﻹدارة اﻟﻌﺎﻣﺔ طرﻓﺎ‬
‫ﻓﯾﻬﺎ ﻓﻬو ﻻ ﯾطﺑق ﻗواﻋد أﺧرى ﻣﺗﻣﯾزة وﻣﻐﺎﯾرة ﻟﻠﻘواﻋد اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ اﻟﻌﺎدﯾﺔ اﻟﻣطﺑق أﺻﻼ ﻋﻠﻰ‬
‫‪1‬‬
‫اﻷﻓراد‪.‬‬

‫‪ 1‬رﺑﺎح ﻋﺑد اﻟﻘﺎدر‪ ،‬ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق‪ ،‬ص‪-‬ص ‪.12 -11‬‬


‫‪12‬‬
‫اﻟﻔﺼﻞ اﻷول ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ اﻟﻨﻈﺎم اﻟﻘﻀﺎﺋﻲ اﻟﻤﻮﺣﺪ‬

‫اﻟﻣﺑﺣث اﻟﺛﺎﻧﻲ‪ :‬أﺳس اﻟﺗﻧظﯾم اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ اﻟﻣوﺣد و ﺗﻘدﯾرﻩ‬


‫اﻟﺗﻧظﯾم اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ اﻟﻣوﺣد‪ ،‬ﻛﺑﺎﻗﻲ اﻟﻧظم اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ اﻷﺧرى ﻟﻪ ﻋدة أﺳس ﻣﺗﻧوﻋﺔ وﻣﺧﺗﻠﻔﺔ‬
‫ﻓﻲ وﻗت واﺣد‪ ،‬ﻣﻌظﻣﻬﺎ ﻛﺎﻧت اﻟرﻛﯾزة اﻷﺳﺎﺳﯾﺔ ﻓﻲ إرﺳﺎء ﻗواﻋد ﻫذا اﻟﺗﻧظﯾم وﺗطوﯾرﻩ‪ ،‬ورﻏم‬
‫اﻟرواج اﻟذي ﻟﻘﯾﻪ ﻫذا اﻟﺗﻧظﯾم ووﺻوﻟﻪ إﻟﻰ اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ ﻧظ ار ﻟﻠﻣزاﯾﺎ اﻟﺗﻲ ﯾﺗﻣﺗﻊ ﺑﻬﺎ‪ ،‬إﻻ أﻧﻪ ﻟم ﯾﻌﻣر‬
‫طوﯾﻼ ﺧﺎﺻﺔ ﻣن ﻗﺑل اﻟدول اﻟﺗﻲ ﺗﺑﻧﺗﻪ‪.‬‬
‫وﺳﻧﺗﻧﺎول ﻓﻲ ﻫذا اﻟﻣﺑﺣث أﻫم اﻷﺳس اﻟﺗﻲ ﯾﻘوم ﻋﻠﯾﻬﺎ اﻟﺗﻧظﯾم اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ اﻟﻣوﺣد )ﻣطﻠب‬
‫أول(‪ ،‬و ﻛذا ﺗﻘدﯾر أو ﺗﻘﯾﯾم اﻟﺗﻧظﯾم اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ اﻟﻣوﺣد )ﻣطﻠب ﺛﺎﻧﻲ(‪.‬‬
‫اﻟﻣطﻠب اﻷول‪ :‬أﺳس اﻟﺗﻧظﯾم اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ اﻟﻣوﺣد‬
‫ﻟﻠﺗﻧظﯾم اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ اﻟﻣوﺣد أﺳس ﻫذﻩ اﻷﺧﯾرة ﻣرﺗﺑطﺔ ارﺗﺑﺎطﺎ وﺛﯾﻘﺎ ﺑﺎﻟظروف اﻟﻣﺣﯾطﺔ‬
‫ﺑﺎﻟﺑﯾﺋﺔ أو اﻟدوﻟﺔ ﻓﻲ ﺣد ذاﺗﻬﺎ‪ ،‬ﻓﻣﺛﻼ ﻧﺟد ﻓﻲ إﻧﺟﻠﺗ ار اﻷﺳﺎس اﻟﺗﺎرﯾﺧﻲ ﯾﺧﺗﻠف ﻋﻧﻪ ﻓﻲ اﻟﺟزاﺋر‬
‫و ﻛذﻟك اﻟﺳﯾﺎﺳﻲ و اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ و اﻟﻌﻠﻣﻲ‪ ،‬و ﺳﻧﺗطرق ﻓﻲ ﻫذا اﻟﻣطﻠب إﻟﻰ أﺳس اﻟﺗﻧظﯾم اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ‬
‫اﻟﻣوﺣد ﻓﻲ اﻧﺟﻠﺗ ار )ﻓرع أول(‪ ،‬ﺛم أﺳس اﻟﺗﻧظﯾم اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ اﻟﻣوﺣد ﻓﻲ اﻟﺟزاﺋر )ﻓرع ﺛﺎﻧﻲ(‪.‬‬
‫اﻟﻔرع اﻷول‪ :‬أﺳس اﻟﺗﻧظﯾم اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ اﻟﻣوﺣد ﻓﻲ إﻧﺟﻠﺗ ار‬
‫ﯾرﺗﻛز اﻟﺗﻧظﯾم اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ اﻟﻣوﺣد ﻓﻲ إﻧﺟﻠﺗ ار ﻋﻠﻰ أﺳس ﻣﻧﻬﺎ ﻣﺎ ﻫو ﻣرﺗﺑط ﺑﺎﻟﺟﺎﻧب‬
‫اﻟﺗﺎرﯾﺧﻲ وﻣﻧﻬﺎ ﻣﺎ ﻫو ﺳﯾﺎﺳﻲ وﻛذﻟك اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ وﺣﺗﻰ اﻟﻌﻠﻣﻲ ﻧذﻛر ﻣﻧﻬﺎ‪:‬‬
‫أوﻻ‪ :‬اﻷﺳﺎس اﻟﺗﺎرﯾﺧﻲ‬
‫ﯾﺗﻣﺛل اﻷﺳﺎس اﻟﺗﺎرﯾﺧﻲ ﻹﻧﺟﻠﺗ ار ﻓﻲ اﻟدور اﻟﻛﺑﯾر اﻟذي ﻟﻌﺑﻪ اﻟﻘﺿﺎء ﻓﻲ ﻣواﺟﻬﺔ اﻟﻣﻠك‬
‫واﻟﺣد ﻣن ﺗﻌﺳﻔﻪ واﺳﺗﺑدادﻩ‪ ،‬و ﻛﺎن ﻣن أﻫم أوﻟوﯾﺎت اﻟﻘﺿﺎء ﻫو دﻓﺎع ﻋن ﺣﻘوق و ﺣرﯾﺎت‬
‫اﻷﻓراد‪ ،‬وﻗد ﺧﻠﻔت ﻣواﻗف اﻟﻘﺿﺎء اﻟﻌﺎدي اﻟﻣﺷرﻓﺔ واﻟﺟرﯾﺋﺔ‪ ،‬ﻋواﻣل اﻟﺛﻘﺔ واﻟﻣﺻداﻗﯾﺔ واﻟﺗﻘدﯾر‬
‫ﻓﻲ ذﻫﻧﯾﺔ اﻟرأي اﻟﻌﺎم‪ ،‬وﺗﻘوى وﺗدﻋم ﻣوﻗف اﻟﻘﺿﺎء اﻹﻧﺟﻠﯾزي ﺑﻌد ﻗﯾﺎم ﺛورة ‪ 1688‬وﺗﻘرﯾر ﻣﺑدأ‬
‫اﻟﻔﺻل ﺑﯾن اﻟﺳﻠطﺎت وﻣﺑدأ اﺳﺗﻘﻼﻟﯾﺔ اﻟﻘﺿﺎء‪ ،‬وﺗدﻋﯾم ﻫذا اﻟﻣﺑدأ ﺑﺎﻟﻌدﯾد ﻣن اﻟﺿﻣﺎﻧﺎت‬
‫‪1‬‬
‫اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ واﻟدﺳﺗورﯾﺔ واﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ واﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ ﻓﺎزداد ﻣوﻗف اﻟﻧظﺎم اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ إﻗداﻣﺎ ورﺳوﺧﺎ وﻗوة ﻓﻲ‬
‫اﻟدﻓﺎع ﻋن ﻓﻛرة اﻟدوﻟﺔ اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ وﻣﺑدأ اﻟﺷرﻋﯾﺔ وﺳﯾﺎدة اﻟﻘﺎﻧون‪ ،‬وﻓﻲ ﺗﺄﻛﯾد ﺣﻣﺎﯾﺔ ﺣﻘوق وﺣرﯾﺎت‬

‫‪1‬‬
‫ﻋواﺑدي ﻋﻣﺎر‪ ،‬اﻟﻧظرﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠﻣﻧﺎزﻋﺎت اﻹدارﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﻧظﺎم اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ اﻟﺟزاﺋري‪ ،‬ﺟزء أول‪ ،‬طﺑﻌﺔ ﺛﺎﻧﯾﺔ‪ ،‬دﯾوان اﻟﻣطﺑوﻋﺎت‬
‫اﻟﺟﺎﻣﻌﯾﺔ‪ ،‬اﻟﺟزاﺋر‪ ،2003 ،‬ص ‪-‬ص‪.37-36‬‬
‫‪13‬‬
‫اﻟﻔﺼﻞ اﻷول ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ اﻟﻨﻈﺎم اﻟﻘﻀﺎﺋﻲ اﻟﻤﻮﺣﺪ‬

‫اﻹﻧﺳﺎن‪ ،‬واﻟﻣواطن ﻣن أﯾﺔ ﻣﺣﺎوﻻت اﻻﻋﺗداء واﻟﺗﻐول ﻋﻠﯾﻬﺎ ﻣن طرف اﻟﺳﻠطﺎت اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻓﻲ‬
‫اﻟدوﻟﺔ‪ ،‬ﺣﺗﻰ ﻓﻲ ظل اﻟظروف اﻻﺳﺗﺛﻧﺎﺋﯾﺔ ﻣﺛل ﺣﺎﻟﺔ اﻟﺣرب‪.‬‬
‫ﺛﺎﻧﯾﺎ‪ :‬اﻷﺳﺎس اﻟﺳﯾﺎﺳﻲ‬

‫أﻣﺎ اﻷﺳﺎس اﻟﺳﯾﺎﺳﻲ ﻓﯾﺗﻣﺛل ﻓﻲ اﻟﺗﻔﺳﯾر اﻟواﻗﻌﻲ ﻟﻣﺑدأ اﻟﻔﺻل ﺑﯾن اﻟﺳﻠطﺎت اﻟذي ﻧﺎدى‬
‫ﺑﻪ ﻣﻧﺗﺳﻛﯾو اﻷﻣر اﻟذي ﯾﺟﻌل اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ ﺗﻣﺎرس وظﯾﻔﺗﻬﺎ اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ ﺑﻛل ﻣﻘوﻣﺎﺗﻬﺎ و‬
‫ﻋﻧﺎﺻرﻫﺎ‪ ،1‬ﻣﻬﻣﺎ ﻛﺎﻧت طﺑﯾﻌﺔ وﺻﻔﺔ اﻷطراف اﻟﻌﻣﻠﯾﺔ اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ‪ ،‬أي ﺳواء ﻛﺎﻧت اﻟﻌﻣﻠﯾﺔ‬
‫اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ ﻗﺎﺋﻣﺔ ﺑﯾن اﻷﻓ ارد اﻟﻌﺎدﯾﯾن أو ﺑﯾﻧﻬم وﺑﯾن اﻟﺳﻠطﺎت اﻟﻌﺎﻣﺔ‪.‬‬

‫ﺛﺎﻟﺛﺎ‪ :‬اﻷﺳﺎس اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ‬

‫ﺗﺟﺳد ﻫذا اﻷﺳﺎس ﻟﻠﺑﻠدان اﻻﻧﺟﻠوﺳﻛﺳوﻧﯾﺔ ﻓﻲ ﻓﻛرة أن ﻋﻣﻠﯾﺔ اﻟﺗطﺑﯾق اﻟﺳﻠﯾم واﻟﺻﺣﯾﺢ‬
‫ﻟﻛﻠﻼ ﻣن ﻣﺑدأ اﻟﻣﺳﺎواة أﻣﺎم اﻟﻘﺎﻧون‪ ،‬وﻣﺑدا اﻟﺷرﻋﯾﺔ وﺳﯾﺎدة اﻟﻘﺎﻧون ﺗﻘﺗﺿﻲ وﺗﺣﺗم ﺗﺑﻧﻲ وﺗطﺑﯾق‬
‫‪2‬‬
‫اﻟﺗﻧظﯾم اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ اﻟﻣوﺣد ﺣﺗﻰ ﯾﺧﺿﻊ اﻟﺟﻣﯾﻊ ﻟﻘﺿﺎء واﺣد ﻫو اﻟﻘﺿﺎء اﻟﻌﺎدي‪.‬‬

‫راﺑﻌﺎ‪ :‬اﻷﺳﺎس اﻟﻌﻠﻣﻲ‬

‫ﯾﺗﻣﺛل ﻓﻲ ﺗطﺑﯾق ﻧظﺎم ﻗﺿﺎﺋﻲ واﺣد و ﻣوﺣد‪ ،‬ﯾﺧﺿﻊ ﻟﻪ اﻟﻛﺎﻓﺔ ﺳواء ﺣﻛﺎﻣﺎ أو‬
‫ﻣﺣﻛوﻣﯾن‪ ،‬و ﻻ ﯾوﺟد ﻓرق ﺑﯾن اﻟدﻋﺎوى و اﻟﻣﻧﺎزﻋﺎت و ﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﺗطﺑق ﻋﻠﯾﻬﺎ أﺣﻛﺎم اﻟﻘﺎﻧون‬
‫اﻟﻌﺎدي‪ ،‬ﻛل ﻫذا ﯾؤدي إﻟﻰ إﻛﺳﺎب اﻟﻌﻣﻠﯾﺎت اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ ﻣزاﯾﺎ اﻟﺑﺳﺎطﺔ و اﻟوﺿوح و اﻟﺳﻬوﻟﺔ ﻓﻲ‬
‫‪3‬‬
‫اﻟﺗطﺑﯾق واﻟﻣﻣﺎرﺳﺔ ﻣن طرف اﻟﺟﻣﯾﻊ ﻗﺿﺎة و ﻣﺗﻘﺎﺿﯾن‪.‬‬

‫وﻣﺎ ﯾﻣﻛن ﻗوﻟﻪ ﻋن اﻷﺳس اﻟﺗﻲ ﻗﺎم ﻋﻠﯾﻬﺎ اﻟﺗﻧظﯾم اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ اﻟﻣوﺣد ﻓﻲ إﻧﺟﻠﺗرا‪ ،‬أن ﻛل‬
‫أﺳﺎس ﺳﺎﻫم ﺑﺎﻟﻘدر اﻟﻛﺎﻓﻲ ﻓﻲ إرﺳﺎء وﺗطوﯾر اﻟﺗﻧظﯾم اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ اﻟﻣوﺣد‪ ،‬ﻣن ﺧﻼل ﻣوﻗف‬
‫اﻟﻘﺿﺎء وﻣواﺟﻬﺗﻪ ﻻﺳﺗﺑداد اﻟﻣﻠك‪ ،‬إﻟﻰ اﻟﺗﻔﺳﯾر اﻟﻣﻧطﻘﻲ و اﻟﺻﺎﺋب ﻟﻣﺑدأ اﻟﻔﺻل ﺑﯾن اﻟﺳﻠطﺎت‬
‫إﻟﻰ ﻓﻛرة اﻟﻣﺳﺎواة و اﻟﺷرﻋﯾﺔ‪ ،‬وﺻوﻻ إﻟﻰ ﻧظﺎم ﺑﺳﯾط وواﺿﺢ ﻟﻠﻘﺿﺎة و ﻟﻸﻓراد ﻋﻠﻰ ﺣد ﺳواء‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫ﻋواﺑدي ﻋﻣﺎر‪ ،‬ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق‪ ،‬ص ‪.38‬‬
‫‪2‬‬
‫ﻣرﺟﻊ ﻧﻔﺳﻪ‪ ،‬ص ‪.39‬‬
‫‪3‬‬
‫ﻣرﺟﻊ ﻧﻔﺳﻪ‪ ،‬ص ‪.40‬‬
‫‪14‬‬
‫اﻟﻔﺼﻞ اﻷول ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ اﻟﻨﻈﺎم اﻟﻘﻀﺎﺋﻲ اﻟﻤﻮﺣﺪ‬

‫اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻧﻲ‪ :‬أﺳس اﻟﺗﻧظﯾم اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ اﻟﻣوﺣد ﻓﻲ اﻟﺟزاﺋر‬


‫ﯾﻘوم اﻟﺗﻧظﯾم اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ اﻟﻣوﺣد ﻓﻲ اﻟﺟزاﺋر ﻋﻠﻰ أﺳس ﻣﺧﺗﻠﻔﺔ‪ ،‬ﻣﻧﻬﺎ ﻣﺎ ﯾﺗﻌﻠق ﺑﺎﻟﺟﺎﻧب‬
‫اﻟﺗﺎرﯾﺧﻲ‪ ،‬وآﺧر ﺳﯾﺎﺳﻲ‪ ،‬وﻛذﻟك اﻟواﻗﻌﻲ وﺣﺗﻰ اﻟﻌﻠﻣﻲ اﻟﺗطﺑﯾﻘﻲ وذﻟك ﻣن ﺧﻼل‪:‬‬
‫أوﻻ‪ :‬اﻷﺳﺎس اﻟﺗﺎرﯾﺧﻲ‬
‫ﯾﺗﻣﺛل اﻷﺳﺎس واﻟﻌﺎﻣل اﻟﺗﺎرﯾﺧﻲ ﻻﻋﺗﻧﺎق اﻟدوﻟﺔ اﻟﺟزاﺋرﯾﺔ اﻟﻣﺳﺗﻘﻠﺔ ﻟﺗﻧظﯾم اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ‬
‫اﻟﻣوﺣد ﻓﻲ اﻟوﺿﻌﯾﺔ اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ واﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ واﻟﺗﻧظﯾﻣﯾﺔ واﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ اﻟﻣﻌﻘدة واﻟﺻﻌﺑﺔ اﻟﺗﻲ وﺟدت‬
‫ﻧﻔﺳﻬﺎ ﻓﯾﻬﺎ ﻋﻘب اﻻﺳﺗﻘﻼل واﺳﺗﻌﺎدة اﻟﺳﯾﺎدة اﻟوطﻧﯾﺔ‪ ،‬ﺣﯾث ﻛﺎن اﻟﻧﺷﺎط اﻻﻗﺗﺻﺎدي اﻟﻣﺷﻠول‬
‫واﻟﻌﺟز اﻟﻣﺎﻟﻲ واﻟزراﻋﺔ اﻟﻣﺧرﺑﺔ وﻧظﺎم اﻟﺗﺟﺎرة اﻟﻣﻧﻌدم‪...‬اﻟﺦ‪.‬‬
‫ﻓﺿﻼ ﻋن ظﺎﻫرة ﺷﻠل اﻟﻧظﺎم اﻹداري واﻟﻘﺿﺎﺋﻲ واﻟﺛﻘﺎﻓﻲ ﺑﺳﺑب اﻟﻬروب اﻟﺟﻣﺎﻋﻲ‬
‫واﻟﻛﺑﯾر ﻟﻸﻏﻠب إطﺎرات ورﺟﺎل اﻷﻋﻣﺎل اﻷورﺑﯾﯾن ﺑﺻﻔﺔ ﻋﺎﻣﺔ واﻟﻔرﻧﺳﯾﯾن ﺑﺻﻔﺔ ﺧﺎﺻﺔ‪ ،‬ﺣﯾث‬
‫ﺳﺑب ذﻟك ﺗوﻗف ﻛﺎﻓﺔ اﻟﻣؤﺳﺳﺎت واﻷﺟﻬزة اﻹدارﯾﺔ واﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ ﻋن اﻟﺳﯾر اﻟﺣﺳن وأﻣﺎم ﻫذﻩ‬
‫‪1‬‬
‫اﻟوﺿﻌﯾﺔ ﻛﺎن ﻋﻠﻰ اﻟﺟزاﺋر أن ﺗﺗﺑﻧﻰ وﺗطﺑق أﺑﺳط وأﺳﻬل وأوﺿﺢ اﻟﻧظم واﻷﺳﺎﻟﯾب‪.‬‬
‫ﺛﺎﻧﯾﺎ‪ :‬اﻷﺳﺎس اﻟﺳﯾﺎﺳﻲ‬
‫ﻛﺎﻧت طﺑﯾﻌﺔ اﻟﻧظﺎم اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ واﻻﻗﺗﺻﺎدي واﻟﺳﯾﺎﺳﻲ اﻟذي ﺗﺑﻧﺗﻪ اﻟﺛورة واﻟدوﻟﺔ اﻟﺟزاﺋرﯾﺔ‬
‫ﺑﻌد اﻻﺳﺗﻘﻼل واﺳﺗﻌﺎدة اﻟﺳﯾﺎدة اﻟوطﻧﯾﺔ ﻟﻘﯾﺎدة وﺗﻧظﯾم ٕوادارة اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ اﻟﺟزاﺋري‪ ،‬وﺗﻧظﯾم وﺗﺳﯾﯾر‬
‫ﻣؤﺳﺳﺎت اﻟدوﻟﺔ ﺗؤﺳس وﺗﺑرر ﺗطﺑﯾق اﻟﺗﻧظﯾم اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ اﻟﻣوﺣد‪ ،‬ﺑل ﯾﺣﺗم ذﻟك ﺗطﺑﯾﻘﺎ واﻧﺳﺟﺎﻣﺎ‬
‫ﻣﻊ ﻣﺑﺎدئ وﻗﯾم اﻟﻧظﺎم اﻟﺳﯾﺎﺳﻲ اﻟﻣﺗﺑﻧﻰ واﻟﻣﺧﺗﺎر‪ ،‬ﻓﺎﻟﻧظﺎم اﻟﺳﯾﺎﺳﻲ واﻻﻗﺗﺻﺎدي اﻟﺟزاﺋري‬
‫واﻟﻘﺎﺋم ﻋﻠﻰ أﺳس اﻻﺷﺗراﻛﯾﺔ اﻟﺛورﯾﺔ اﻟﻌﻠﻣﯾﺔ‪ ،‬وﻧظﺎم اﻟﺣزب اﻟواﺣد وﻣﺑدأ وﺣدة اﻟﺳﻠطﺔ ﻛل ﻫذﻩ‬
‫‪2‬‬
‫اﻟﻌواﻣل ﺳﺎﻫﻣت ﻓﻲ اﻋﺗﻧﺎق اﻟﺟزاﺋر وﺗطﺑﯾﻘﻬﺎ ﻟﻠﺗﻧظﯾم اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ اﻟﻣوﺣد‪.‬‬

‫ﺛﺎﻟﺛﺎ‪ :‬اﻷﺳﺎس اﻟواﻗﻌﻲ‬

‫ﻫﻧﺎك واﻗﻊ و ﻣﻧطق ﯾﺣﺗم أن ﯾﻛون اﻟﺗﻧظﯾم اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ اﻟﺟزاﺋري ﻗﺎﺋم ﻋﻠﻰ ﻣﺑدأ اﻟوﺣدة‬
‫اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ‪ ،‬وأن ﯾﻛون ﻧظﺎﻣﺎ ﻗﺿﺎﺋﯾﺎ ﻣرﻧﺎ وواﻗﻌﯾﺎ ﻻﺳﺗﯾﻌﺎب و اﺳﺗﻐراق ﻋﻣﻠﯾﺔ اﻟﻧظر و اﻟﻔﺻل‬

‫‪1‬‬
‫ﻋواﺑدي ﻋﻣﺎر‪ ،‬ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق‪ ،‬ص‪ -‬ص ‪.177-175‬‬
‫‪2‬‬
‫ﻣرﺟﻊ ﻧﻔﺳﻪ‪ ،‬ص‪ -‬ص ‪.179-178‬‬
‫‪15‬‬
‫اﻟﻔﺼﻞ اﻷول ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ اﻟﻨﻈﺎم اﻟﻘﻀﺎﺋﻲ اﻟﻤﻮﺣﺪ‬

‫ﻓﻲ اﻟدﻋﺎوى و اﻟﻣﻧﺎزﻋﺎت اﻹدارﯾﺔ ذات اﻟطﺑﯾﻌﺔ اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ و اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ اﻟﺧﺎﺻﺔ واﻻﺳﺗﺛﻧﺎﺋﯾﺔ وﻏﯾر‬
‫‪1‬‬
‫اﻟﻣﺄﻟوﻓﺔ ﻓﻲ دﻋﺎوى و ﻣﻧﺎزﻋﺎت اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺧﺎص و اﻟﻘﺿﺎء اﻟﻌﺎدي‪.‬‬

‫راﺑﻌﺎ‪ :‬اﻷﺳﺎس اﻟﻌﻠﻣﻲ‬

‫أﻣﺎ ﻣﺑررات ﺗطﺑﯾق ﻫذا اﻷﺳﺎس ﻓﺗﺗﻣﺛل ﻓﻲ اﻟﻣؤﺳﺳﺎت و أﺟﻬزة ﻣرﻓق اﻟﻌداﻟﺔ اﻟﺣدﯾﺛﺔ‬
‫اﻟﻌﻬد‪ ،‬و ﻛذﻟك ﻧﻘص اﻹطﺎرات اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ )اﻟﺟﺎﻧب اﻟﺑﺷري(‪ ،‬ﻟذﻟك ﺣﺗم ﻋﻠﻰ اﻟدوﻟﺔ اﻟﺟزاﺋرﯾﺔ أن‬
‫ﺗﺗﺑﻧﻰ ﺗﻧظﯾم ﻗﺿﺎﺋﻲ ﻣوﺣد ﺳﻬل و ﺑﺳﯾط‪ ،‬ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ ﻣﺎ ﯾﺣﻘﻘﻪ ﻫذا اﻟﺗﻧظﯾم ﻣن ﻣزاﯾﺎ‬
‫‪2‬‬
‫اﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ و ﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﻗﻠﺔ اﻟﻣﺻﺎرﯾف )واﻟﺗﻛﺎﻟﯾف( ﻋﻠﻰ اﻟدوﻟﺔ وﻋﻠﻰ اﻟﻣواطن‪.‬‬

‫ﻣﻣﺎ ﺳﺑق ذﻛرﻩ‪ ،‬ﯾﻣﻛﻧﻧﺎ اﻟﻘول أن ﻫذﻩ اﻷﺳس و ﻋﻠﻰ اﺧﺗﻼﻓﻬﺎ ﻫﻲ اﻟﺗﻲ دﻓﻌت ﺑﺎﻟﻣﺷرع‬
‫اﻟﺟزاﺋري وﻓرﺿت ﻋﻠﯾﻪ اﻟﺗﻧظﯾم اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ اﻟﻣوﺣد‪ ،‬وﺳﺎﻫﻣت ﺑﺷﻛل ﻛﺑﯾر ﻓﻲ ﺗﺑﻧﻲ اﻟﺟزاﺋر‬
‫ﻟﻠﺗﻧظﯾم اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ اﻟﻣوﺣد‪.‬‬

‫اﻟﻣطﻠب اﻟﺛﺎﻧﻲ‪ :‬ﺗﻘدﯾر اﻟﺗﻧظﯾم اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ اﻟﻣوﺣد‬

‫أﺛﺎر اﻟﺗﻧظﯾم اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ اﻟﻣوﺣد ﺟدل ﻓﻘﻬﻲ ﻛﺑﯾر ﺑﯾن ﻣؤﯾد ﻟﻬذا اﻟﺗﻧظﯾم و اﻹﺷﺎدة ﺑﺎﻟﻣزاﯾﺎ‬
‫اﻟﺗﻲ ﺣﻘﻘﻬﺎ وﺟﺳدﻫﺎ ﻋﻠﻰ أرض اﻟواﻗﻊ‪ ،‬و ﺑﯾن ﻣﻧﺗﻘد ﻟﻬذا اﻟﺗﻧظﯾم و اﻟﻌﯾوب اﻟﺗﻲ ﺑدأت ﺗظﻬر‬
‫ﻋﻠﯾﻪ‪ ،‬أدت ﺑﻣﻌظم اﻟدول إﻟﻰ ﻫﺟرﻩ واﻟﺑﺣث ﻋن ﺗﻧظﯾم آﺧر ﯾﻛون ﺑدﯾﻼ ﻋﻧﻪ‪ ،‬اﺳﺗﻧﺎدا ﻋﻠﻰ ﻣﺎ‬
‫ذﻛر ﺳﻧﺗﻧﺎول ﻓﻲ ﻫذا اﻟﻣطﻠب أﻫم اﻟﻣزاﯾﺎ اﻟﺗﻲ ﯾﺗﻣﺗﻊ ﺑﻬﺎ اﻟﺗﻧظﯾم اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ اﻟﻣوﺣد )ﻓرع أول(‬
‫وﻛذا اﻟﻣﺳﺎوئ )ﻓرع ﺛﺎﻧﻲ(‪.‬‬

‫اﻟﻔرع اﻷول‪ :‬ﻣزاﯾﺎ اﻟﺗﻧظﯾم اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ اﻟﻣوﺣد‬

‫ﯾﻧطوي اﻟﺗﻧظﯾم اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ اﻟﻣوﺣد ﻋﻠﻰ اﻟﻌدﯾد ﻣن اﻟﻣزاﯾﺎ ﻣﻧﻬﺎ ﻣﺎ ﻫو ﻣﺗﻌﻠق ﺑﺎﻟﻘﺿﺎة‬
‫واﻟﻣﺗﻘﺎﺿﯾن ﻋﻠﻰ ﺣد ﺳواء‪ ،‬و ﻣﻧﻬﺎ ﻣﺎ ﻫو ﻣرﺗﺑط ﺑﺎﻟﻣﺑﺎدئ اﻟﺗﻲ ﯾﻘوم ﻋﻠﯾﻬﺎ‪ ،‬ﻣﺛل ﻣﺑدأ اﻟﻣﺳﺎواة‬
‫و ﻣن ﻫذﻩ اﻟﻣزاﯾﺎ ﻧذﻛر ﻋﻠﻰ ﺳﺑﯾل اﻟﻣﺛﺎل ﻻ اﻟﺣﺻر‪:‬‬

‫‪1‬‬
‫ﻋواﺑدي ﻋﻣﺎر‪ ،‬ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق‪ ،‬ص ‪ -‬ص ‪.180-179‬‬
‫‪2‬‬
‫ﻣرﺟﻊ ﻧﻔﺳﻪ‪ ،‬ص ‪.181‬‬
‫‪16‬‬
‫اﻟﻔﺼﻞ اﻷول ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ اﻟﻨﻈﺎم اﻟﻘﻀﺎﺋﻲ اﻟﻤﻮﺣﺪ‬

‫أوﻻ‪ :‬اﻟﺳﻬوﻟﺔ و اﻟوﺿوح‬

‫و اﻟﻣﻘﺻود ﺑﻪ ﺳﻬوﻟﺗﻪ ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠﻣﺗﻘﺎﺿﯾن ﻓﻲ ﺗﺣدﯾد اﻟﺟﻬﺔ اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﻧظر ﻓﻲ‬
‫اﻟدﻋوى‪ ،‬ﻛﻣﺎ أن اﻹﺷﻛﺎل اﻟذي ﯾطرح ﻓﻲ ﺗوزﯾﻊ اﻻﺧﺗﺻﺎص ﻻ ﻧﺟدﻩ‪ ،‬ﻷﻧﻪ ﻟدﯾﻧﺎ ﺟﻬﺔ ﻗﺿﺎﺋﯾﺔ‬
‫‪1‬‬
‫وﺣﯾدة ﻣﺧﺗﺻﺔ وﻫﻲ ﺟﻬﺔ اﻟﻘﺿﺎء اﻟﻌﺎدي‪.‬‬

‫و ﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﯾﻣﻛن اﻟﻘول‪ ،‬ﺣﺗﻰ أن ﺗﻧﺎزع اﻻﺧﺗﺻﺎص ﻓﻲ اﻟﺗﻧظﯾم اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ اﻟﻣوﺣد ﻻ ﺗطرح‬
‫ﻷﻧﻪ ﻧظﺎم ﻗﺿﺎﺋﻲ ﯾﺗﺳم ﺑﺎﻟﺑﺳﺎطﺔ ﻓﻲ ﺟﻣﯾﻊ اﻟﺟواﻧب و ﻗﺻد اﻟﺗﯾﺳﯾر ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺗﻘﺎﺿﯾن ﺑﻌﯾدا ﻋن‬
‫‪2‬‬
‫اﻟﺗﻌﻘﯾد‪.‬‬

‫ﺛﺎﻧﯾﺎ‪ :‬ﺗوﺟﯾﻪ أواﻣر ﻟﻺدارة‬


‫أي أن اﻹدارة ﺗﻌﺎﻣل ﻛﻣﺎ ﯾﻌﺎﻣل اﻷﻓراد‪ ،‬ﺑﺣﯾث ﻻ ﺗظﻬر اﻹدارة ﻛﺳﻠطﺔ ﻋﺎﻣﺔ ﺗﻣﺗﻠك ﻣﺎ‬
‫ﯾﻌرف ﺑﺎﻣﺗﯾﺎزات اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ‪ ،‬وﺑﺈﻣﻛﺎن اﻟﻘﺎﺿﻲ أن ﯾﺻدر أﻣر إﻟﻰ اﻹدارة‪ ،‬و ﺑﺈﻣﻛﺎﻧﻪ أن‬
‫ﯾﺣل ﻗ اررﻩ ﻣﺣل ﻗرار اﻹدارة‪ ،3‬ﺑﯾﻧﻣﺎ ﻻ ﯾﺟوز ﻟﻠﻘﺎﺿﻲ اﻹداري ﻓﻲ اﻟﻧظﺎم اﻟﻔرﻧﺳﻲ اﻟﻣزدوج ﺗوﺟﯾﻪ‬
‫‪4‬‬
‫اﻷواﻣر ﻟﻺدارة وذﻟك ﺑﺳﺑب ﻣﺑدأ اﻟﻔﺻل ﺑﯾن اﻟﺳﻠطﺔ اﻹدارﯾﺔ واﻟﺳﻠطﺔ اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ‪.‬‬
‫ﺛﺎﻟﺛﺎ‪ :‬اﻟﻣﺳﺎواة ﺑﯾن ﻣرﻛز اﻷﻓراد وﻣرﻛز اﻹدارة‬
‫ﻟﻠﻣﺗﻘﺎﺿﻲ ﻓﻲ ﻧظﺎم اﻟﻘﺿﺎء اﻟﻣوﺣد ﺣظوظ ﻛﺑﯾرة ﻟﻠﺣﺻول ﻋﻠﻰ اﻟﻌدل واﻻﻧﺻﺎف‪ ،‬ﻷن‬
‫اﻟﻘﺎﺿﻲ اﻟﻌﺎدي داﺋﻣﺎ ﺷدﯾد ﻓﻲ ﻣواﺟﻬﺗﻪ ﻟﻺدارة وﻻ ﺗﻬﻣﻪ طﺑﯾﻌﺔ ﻧﺷﺎطﻬﺎ اﻟﻣرﺗﺑط ﺑﺎﻟﻣﺻﻠﺣﺔ‬
‫اﻟﻌﺎﻣﺔ اﻟﺗﻲ ﻛﺛﯾ ار ﻣﺎ ﻛﺎﻧت أﺳﺎﺳﺎ ﻟﺗﻣﯾﯾز اﻹدارة وﺗﻣﻛﯾﻧﻬﺎ ﻣن اﻣﺗﯾﺎزات إﺟراﺋﯾﺔ وﻣوﺿوﻋﯾﺔ أﻣﺎم‬
‫اﻟﻘﺿﺎء اﻹداري‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫ﻋﻠﻲ ﺧطﺎر ﺷطﻧﺎوي‪ ،‬ﻣوﺳوﻋﺔ اﻟﻘﺿﺎء اﻹداري‪ ،‬اﻟﺟزء اﻷول‪ ،‬اﻟطﺑﻌﺔ اﻷوﻟﻰ‪ ،‬دار اﻟﺛﻘﺎﻓﺔ ﻟﻠﻧﺷر و اﻟﺗوزﯾﻊ‪ ،‬اﻷردن‪،2008 ،‬‬
‫ص ‪.160‬‬
‫‪2‬‬
‫ﻋﻠﻲ ﺳﻌد ﻋﻣران‪ ،‬اﻟﻘﺿﺎء اﻹداري‪ ،‬اﻟطﺑﻌﺔ اﻷوﻟﻰ‪ ،‬دار اﻟرﺿوان ﻟﻠﻧﺷر و اﻟﺗوزﯾﻊ‪ ،‬ﻋﻣﺎن‪ ،2016 ،‬ص ‪.90‬‬
‫‪3‬‬
‫ﻋﺑد اﻟﻘﺎدر ﻋدو‪ ،‬اﻟﻣﻧﺎزﻋﺎت اﻹدارﯾﺔ‪ ،‬دار ﻫوﻣﺔ‪ ،‬اﻟﺟزاﺋر‪ ،2012 ،‬ص ‪.44‬‬
‫‪ 4‬ﻣﺳﻌود ﺷﯾﻬوب‪ ،‬ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق‪ ،‬ص‪.58‬‬
‫‪17‬‬
‫اﻟﻔﺼﻞ اﻷول ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ اﻟﻨﻈﺎم اﻟﻘﻀﺎﺋﻲ اﻟﻤﻮﺣﺪ‬

‫إن اﻟﻘﺎﺿﻲ اﻟﻌﺎدي ﺷدﯾد اﻟﺗﻣﺳك ﺑﻔﻛرة ﻣﺳﺎواة اﻟﻣﺗﻘﺎﺿﯾن‪ ،‬ﻓﺎﻹدارة واﻟﻔرد طرﻓﯾن‬
‫‪1‬‬
‫ﻣﺗﺳﺎوﯾﯾن ﻓﻲ اﻟدﻋوى‪.‬‬

‫اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻧﻲ‪ :‬ﻋﯾوب اﻟﺗﻧظﯾم اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ اﻟﻣوﺣد‬

‫ﻧﺗﯾﺟﺔ ﻣوﺟﺔ اﻻﻧﻔﺗﺎح اﻟﺗﻲ ﺷﻬدﻫﺎ اﻟﻌﺎﻟم و ﺑﺗزاﯾد ﻋدد اﻟﻬﯾﺋﺎت و اﻟﻣؤﺳﺳﺎت‪ ،‬و اﻟﺗﻲ‬
‫ﻋﺟز اﻟﺗﻧظﯾم اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ اﻟﻣوﺣد ﻋﻠﻰ اﺳﺗﯾﻌﺎﺑﻬﺎ ذﻫﺑت اﻟﻛﺛﯾر ﻣن اﻟدول ﻟﻠﺑﺣث ﻋن ﺑدﯾل ﻟﻬذا‬
‫اﻟﺗﻧظﯾم‪ ،‬و ذﻟك ﺑﺳﺑب اﻟﻣﺳﺎوئ اﻟﺗﻲ أﺧذت ﻋﻠﯾﻪ ﻧذﻛر ﻣﻧﻬﺎ‪:‬‬

‫أوﻻ‪ :‬إن اﻟﺗﻧظﯾم اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ اﻟﻣوﺣد ﻻ ﯾوﻓر اﻟﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ و اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ اﻟﻛﺎﻓﯾﺔ ﻟﺣﻘوق وﺣرﯾﺎت‬
‫اﻷﻓراد‪ ،‬و ذﻟك ﻟﻌدم اﺣﺗرام اﻟﺗﻧظﯾم اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ اﻟﻣوﺣد ﻟﻣﺑدأ اﻟﺗﺧﺻص و ﺗﻘﺳﯾم اﻟﻌﻣل‪ ،‬وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ‬
‫ﺗﻔﺷﻲ ظﺎﻫرة اﻟﺑﯾروﻗراطﯾﺔ اﻹدارﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﺣﯾﺎة اﻟﻌﺎﻣﺔ‪ ،‬اﻷﻣر ﯾﺟﻌل ﺟﻬﺎت اﻟﻘﺿﺎء اﻟﻌﺎدي‬
‫ﻷﺳﺑﺎب ﻣوﺿوﻋﯾﺔ وواﻗﻌﯾﺔ و ﺳﯾﺎﺳﯾﺔ ﺗﻌﺟز ﻓﻲ أﻏﻠب اﻟظروف و اﻷﺣوال ﻋﻠﻰ ﺗﺣﻘﯾق ﺗﻠك‬
‫‪2‬‬
‫اﻟﺣﻣﺎﯾﺔ‪.‬‬

‫ﺛﺎﻧﯾﺎ‪ :‬ﻟم ﯾﺣﻘق اﻟﺗﻧظﯾم اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ اﻟﻣوﺣد اﻟﻔﻌﺎﻟﯾﺔ اﻟﻛﺎﻓﯾﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﺳﺗوى اﻟﺟﻬﺎز اﻹداري‪ ،‬و ذﻟك‬
‫ﻣن ﺧﻼل ﺗﺣﻣﯾل اﻟﻣوظﻔﯾن ﻋبء أﺧطﺎﺋﻬم و ﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﯾﻧﻘص ﻣن روح اﻟﻣﺛﺎﺑرة و اﻟﺣﻣﺎس ﻟدى‬
‫اﻟﻣوظﻔﯾن ﻓﻲ أداء اﻟﻌﻣل ﻫذا ﻣن ﺟﻬﺔ‪.‬‬

‫و ﻣن ﺟﻬﺔ أﺧرى ﻓﺈن اﻷﻓراد اﻟﻣﺗﺿررﯾن ﻻ ﯾﺣﺻﻠون ﻋﻠﻰ ﺗﻌوﯾض ﻛﺎﻓﻲ ﻧﺗﯾﺟﺔ ﻹﻋﺳﺎر‬
‫‪3‬‬
‫اﻟﻣوظﻔﯾن و ﻗﻠﺔ إﻣﻛﺎﻧﯾﺎﺗﻬم ﺑﺎﻟﻣﻘﺎرﻧﺔ ﻣﻊ إﻣﻛﺎﻧﯾﺎت اﻟدوﻟﺔ‪.‬‬

‫ﺛﺎﻟﺛﺎ‪ :‬اﻟﺗﻧظﯾم اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ اﻟﻣوﺣد ﻏﯾر ﻣﻧطﻘﻲ و ﺑﻌﯾد ﻋن اﻟواﻗﻊ ﻣن ﺧﻼل ﺗﺟﺎﻫﻠﻪ ﻟﻣﺗطﻠﺑﺎت‬
‫اﻟﻣﺻﻠﺣﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ‪ ،‬و ﻛذا اﻣﺗﯾﺎزات و ﺳﻠطﺎت اﻹدارة اﻟﻌﺎﻣﺔ ﺑﺎﻋﺗﺑﺎرﻫﺎ ﺳﻠطﺔ ﻋﺎﻣﺔ‪ ،‬وﺑﺎﻋﺗﺑﺎرﻫﺎ‬
‫‪4‬‬
‫ﺗﺳﺗﻬدف داﺋﻣﺎ ﺿﻣﺎن ﺣﺳن ﺗﺣﻘﯾق اﻟﻣﺻﻠﺣﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﺑﺎﻧﺗظﺎم وﺑﺎطراد وﺑرﺷﺎدة‪.‬‬

‫‪ 1‬ﻣﺳﻌود ﺷﯾﻬوب‪ ،‬ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق‪ ،‬ص ‪.57‬‬


‫‪2‬‬
‫ﻋواﺑدي ﻋﻣﺎر‪ ،‬ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق‪ ،‬ص ‪.44‬‬
‫‪3‬‬
‫ﻋﻠﻲ ﺧطﺎر ﺷطﻧﺎوي‪ ،‬ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق‪ ،‬ص ‪.160‬‬
‫‪4‬‬
‫ﻋواﺑدي ﻋﻣﺎر‪ ،‬ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق‪ ،‬ص ‪.44‬‬
‫‪18‬‬
‫اﻟﻔﺼﻞ اﻷول ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ اﻟﻨﻈﺎم اﻟﻘﻀﺎﺋﻲ اﻟﻤﻮﺣﺪ‬

‫راﺑﻌﺎ‪ :‬ﻋدم ﻓﻬم ﺧﺻﺎﺋص اﻟﻧﺷﺎط اﻹداري وﻣﺗطﻠﺑﺎﺗﻪ أدى ﺑﺎﻟﻘﺿﺎة اﻟﻌﺎدﯾن إﻣﺎ إﻟﻰ اﻟﺗردد وﻋدم‬
‫اﻟﺟرأة ﻓﻲ اﻟﺣﻛم ﻋﻠﻰ اﻹدارة‪ٕ ،‬واﻣﺎ إﻟﻰ ﻧﺗﯾﺟﺔ ﻋﻛﺳﯾﺔ ﻫﻲ اﻟﺗدﺧل اﻟﺳﺎﻓر ﻓﻲ ﻧﺷﺎط اﻹدارة‬
‫اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻛﻣﺎ ﺣدث ﻓﻲ ﻓرﻧﺳﺎ ﻓﻲ ﻋﻬد اﻟﺑرﻟﻣﺎﻧﺎت اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ‪ ،‬وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ إﻋﺎﻗﺔ اﻹدارة ﻋن إﻧﺟﺎز‬
‫اﻟﻣﺷﺎرﯾﻊ‪ ،‬وﻫذا أﻣر ﯾﻧﺎﻗض أﻫداف اﻹدارة اﻟﺗﻧﻔﯾذﯾﺔ اﻟﻣدﻋوة إﻟﻰ ﺗدﺧﻼت واﺳﻌﺔ ﻟﻣﺟﺎﺑﻬﺔ‬
‫‪1‬‬
‫اﻟﺗﺧﻠف ﻓﻲ اﻟدول اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ‪.‬‬

‫ﺧﺎﻣﺳﺎ‪ :‬إن ﻣﯾزة اﻟﺑﺳﺎطﺔ واﻟوﺿوح واﻟﺳﻬوﻟﺔ اﻟﻣﺷﺎر إﻟﯾﻬﺎ ﺳﺎﺑﻘﺎ‪ ،‬ووﺣدة اﻟﻧظﺎم ﻓﻲ اﻟدول‬
‫اﻷﻧﺟﻠوﺳﻛﺳوﻧﯾﺔ ﺑدأت ﺗﺿﻣﺣل‪ ،‬ﻷﻧﻪ ﺑظﻬور اﻟﻬﯾﺋﺎت اﻟﺣدﯾﺛﺔ اﻟﻣﻛﻠﻔﺔ ﺑﺎﻟﻌداﻟﺔ اﻹدارﯾﺔ أﺻﺑﺢ‬
‫اﻟﻧظﺎم ﻣﻌﻘد إﻟﻰ ﺣد ﻣﺎ‪ ،‬ﻓﻬذﻩ اﻟﻬﯾﺋﺎت ﻟﯾﺳت ﻣوﺣدة‪ ،‬إﻧﻬﺎ ﻣﻧظﻣﺔ ﺑﺷﻛل ﻣﻐﺎﯾر ﻋن ﺑﻌﺿﻬﺎ‬
‫اﻟﺑﻌض وﺗﺗﻧوع وﺗﺗﻌدد ﺣﺳب ﻣﺧﺗﻠف اﻷﻧﺷطﺔ اﻹدارﯾﺔ اﻟﻛﺛﯾرة وﺧﺎﺻﺔ اﻟﻔﻧﯾﺔ ﻣﻧﻬﺎ‪ ،‬وﻻ ﯾﺣﻛم ﻫذﻩ‬
‫‪2‬‬
‫اﻟﻬﯾﺋﺎت أدﻧﻰ ﺗﻧﺳﯾق ﻓﯾﻣﺎ ﺑﯾﻧﻬﺎ‪.‬‬

‫‪ 1‬ﻣﺳﻌود ﺷﯾﻬوب‪ ،‬ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق‪ ،‬ص ‪.60‬‬


‫‪ 2‬ﻣرﺟﻊ ﻧﻔﺳﻪ‪ ،‬ص ‪.60‬‬
‫‪19‬‬
‫اﻟﻔﺼﻞ اﻷول ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ اﻟﻨﻈﺎم اﻟﻘﻀﺎﺋﻲ اﻟﻤﻮﺣﺪ‬

‫ﺧﻼﺻﺔ اﻟﻔﺻل‪:‬‬

‫ﺗم اﻟﺗطرق ﻣن ﺧﻼل ﻫذا اﻟﻔﺻل إﻟﻰ ﻣﺎﻫﯾﺔ اﻟﺗﻧظﯾم اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ اﻟﻣوﺣد و ﻛذا ﻧﺷﺄة و‬
‫ﺗطور ﻫذا اﻟﺗﻧظﯾم ﻓﻲ ﻛل ﻣن إﻧﺟﻠﺗ ار و اﻟﺟزاﺋر و أﺳس و ﺗﻘدﯾر ﻫذا اﻟﺗﻧظﯾم‪ ،‬و أﻫم ﻣﺎ ﯾﻣﯾز‬
‫اﻟﺗﻧظﯾم اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ اﻟﻣوﺣد ﻫو وﺟود ﻫرم ﻗﺿﺎﺋﻲ واﺣد وﺧﺿوع اﻻدارة واﻷﻓراد ﻟﻧﻔس اﻟﺟﻬﺔ‬
‫اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ ‪.‬‬

‫ﻏﯾر أﻧﻧﻲ وﺧﻼل دراﺳﺗﻲ ﻟﻬذا اﻟﺗﻧظﯾم ﻻﺣظت أﻧﻪ ﺗﻧظﯾم واﺣد‪ ،‬ﯾﺣﻣل ﻧﻔس اﻟﻣﻔﻬوم ﻟﻛن‬
‫ﻫﻧﺎك اﺧﺗﻼف ﻣن ﺣﯾث اﻟﻧﺷﺄة وﻛذا اﻻﺳس اﻟﺗﻲ ﯾﻘوم ﻋﻠﯾﻬﺎ اﻟﺗﻧظﯾم اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ اﻟﻣوﺣد وﯾرﺟﻊ‬
‫ذﻟك اﻟﻰ طﺑﯾﻌﺔ ﻛل دوﻟﺔ‪ ،‬ﻓﻣﺛﻼ ﻧﺷﺄﺗﻪ ﻓﻲ إﻧﺟﻠﺗ ار ﺗﺧﺗﻠف ﻋن اﻟﺟزاﺋر ﻣن ﺧﻼل‪:‬‬

‫أن اﻟﺗﻧظﯾم اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ اﻟﻣوﺣد ﻓﻲ إﻧﺟﻠﺗ ار ﻧﺷﺄ ﻧﺗﯾﺟﺔ ﻗﻧﺎﻋﺎت ﺗرﺳﺧت ﻟدى اﻷﻓراد واﻟﺛﻘﺔ‬
‫واﻻﺣﺗرام اﻟﺗﻲ اﻛﺗﺳﺑﻬﺎ اﻟﻘﺿﺎء اﻟﻌﺎدي وﻣواﺟﻬﺗﻪ ﻟﻧظﺎم اﻟﻣﻠك اﻟﻣﺳﺗﺑد وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ اﻋﺗﺑر )اﻟﻘﺿﺎء‬
‫اﻟﻌﺎدي( اﻟﺣﺎﻣﻲ ﻟﺣﻘوق وﺣرﯾﺎت اﻷﻓراد ‪.‬‬

‫ﺑﯾﻧﻣﺎ ﻓﻲ اﻟﺟزاﺋر و ﻧﺗﯾﺟﺔ اﻟظروف اﻟﺻﻌﺑﺔ ﻏداة اﻻﺳﺗﻘﻼل ﻓﺈﻧﻪ ﻛﺎن ﺣﺗﻣﯾﺔ ﻻ ﺑد ﻣﻧﻬﺎ‬
‫و ﻟﯾس ﻟﻬﺎ ﺧﯾﺎر آﺧر ﻋن ﻫذا اﻟﺗﻧظﯾم ﻧظ ار ﻟﻣﺎ ﯾﺗﻣﯾز ﺑﻪ ﻣن اﻟوﺿوح و اﻟﺑﺳﺎطﺔ‪ ،‬وﺣﺗﻰ اﻟﻣزاﯾﺎ‬
‫اﻟﺗﻲ ﯾﺣﻘﻘﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﺟﺎﻧب اﻻﻗﺗﺻﺎدي وﻗﻠﺔ اﻟﺗﻛﺎﻟﯾف ﺑﺎﻟﻣﻘﺎرﻧﺔ ﻣﻊ اﻷﻧظﻣﺔ اﻷﺧرى‪.‬‬

‫‪20‬‬
‫اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ‬

‫ﻧﺣو ﻧظﺎم ﻗﺿﺎﺋﻲ ﻣزدوج‬


‫اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎﻧﻲ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ﻧﺤﻮ ﻧﻈﺎم ﻗﻀﺎﺋﻲ ﻣﺰدوج‬

‫ﺑﺳﺑب ﻓﺷل اﻟﺗﻧظﯾم اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ اﻟﻣوﺣد‪ ،‬ﻓﻲ ﻛﺛﯾر ﻣن اﻟدول اﻟﺗﻲ ﺗﺑﻧﺗﻪ‪ ،‬وزﯾﺎدة اﻟوﻋﻲ ﻟدى‬
‫اﻟﺟﻣﺎﻫﯾر وﻣطﺎﻟﺑﺗﻬم ﺑﺎﻟﺣرﯾﺔ و اﻟﻌدل ﻧﺗﯾﺟﺔ اﻟﺗطور اﻟﻣﻠﺣوظ اﻟذي ﻋرﻓﺗﻪ اﻷﻧظﻣﺔ اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ‪،‬‬
‫وازدﯾﺎد ﺗدﺧل اﻟﻘﺿﺎء اﻟﻌﺎدي ﻓﻲ ﺷؤون اﻹدارة و ﻣﻣﺎرﺳﺗﻪ اﻟرﻗﺎﺑﺔ ﻋﻠﯾﻬﺎ‪ ،‬أدى إﻟﻰ ﺿرورة إﯾﺟﺎد‬
‫ﺟﻬﺔ ﻗﺿﺎﺋﯾﺔ إدارﯾﺔ ﻣﺧﺗﺻﺔ ﺑﺎﻟﻧظر و اﻟﻔﺻل ﻓﻲ اﻟﻣﻧﺎزﻋﺎت اﻹدارﯾﺔ‪ ،‬و ﺗﻛون ﻣﺳﺗﻘﻠﺔ اﺳﺗﻘﻼل‬
‫وظﯾﻔﯾﺎ وﻋﺿوﯾﺎ ﻋن اﻟﻘﺿﺎء اﻟﻌﺎدي‪.‬‬

‫وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﺗﺳﺎﻫم اﻟﺟﻬﺔ اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ اﻹدارﯾﺔ ﻓﻲ ﺗﺧﻔﯾف اﻟﻌبء وﺗراﻛم اﻟﻣﻠﻔﺎت ﻋﻠﻰ ﺟﻬﺔ‬
‫واﺣدة ﻫذا ﻣن ﺟﻬﺔ‪ ،‬وﻣن ﺟﻬﺔ أﺧرى ﻓﻲ إرﺳﺎء ﻗواﻋد اﻟﻣﺷروﻋﯾﺔ واﻟدﯾﻣﻘراطﯾﺔ ﻋﻠﻰ ﺣد ﺳواء‬

‫وﯾﻌود اﻟﻔﺻل ﻓﻲ ظﻬور اﻟﺗﻧظﯾم اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ اﻟﻣزدوج اﻟﻰ ﻓرﻧﺳﺎ ﺑﺎﻋﺗﺑﺎرﻫﺎ ﺑﻠد اﻟﺣﻘوق‬
‫واﻟﺣرﯾﺎت‪ ،‬وﻛذا اﺳﻬﺎﻣﺎت ﻣﺟﻠس اﻟدوﻟﺔ اﻟﻔرﻧﺳﻲ ﻓﻲ اﺛراء اﻟﻣﻧظوﻣﺔ اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ ‪ ،‬وﻻ ﻧﻧﺳﻰ اﻟدور‬
‫اﻟﻬﺎم واﻟﺑﺎرز ﻟرﺟﺎل اﻟﺛورة اﻟﻔرﻧﺳﯾﺔ ‪.‬‬

‫أن اﻟﻣﺷرع ﺧطﻰ ﺧطوة ﺛﺎﻧﯾﺔ ﺑﺗﺑﻧﯾﻪ ﻟﻧظﺎم اﻻزدواﺟﯾﺔ اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ وذﻟك وﻓق ﻣﺎ ﺗﻘﺗﺿﯾﻪ‬
‫ﻣﺗطﻠﺑﺎت اﻟﺣﯾﺎة‪ ،‬وﻟﺗوﺿﯾﺢ ﻫذا اﻟﻧظﺎم أﻛﺛر ﯾﻘﺗﺿﻲ ﻣﻧﺎ دراﺳﺔ ﻣﺎﻫﯾﺔ اﻟﺗﻧظﯾم اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ اﻟﻣزدوج‬
‫)ﻣﺑﺣث أول(‪ ،‬ﺛم ﻧﺗطرق إﻟﻰ اﻷﺳس اﻟﺗﻲ ﯾﻘوم ﻋﻠﯾﻬﺎ اﻟﺗﻧظﯾم اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ اﻟﻣزدوج و ﺗﻘدﯾرﻩ )ﻣﺑﺣث‬
‫ﺛﺎﻧﻲ(‪.‬‬

‫‪22‬‬
‫اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎﻧﻲ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ﻧﺤﻮ ﻧﻈﺎم ﻗﻀﺎﺋﻲ ﻣﺰدوج‬

‫اﻟﻣﺑﺣث اﻷول‪ :‬ﻣﺎﻫﯾﺔ اﻟﺗﻧظﯾم اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ اﻟﻣزدوج‬


‫إن اﻟﻔﺻل ﺑﯾن دﻋﺎوى اﻷﻓراد‪ ،‬وﻣﻧﺎزﻋﺎت اﻹدارة و واﻗﻊ ﻓرض ﻧﻔﺳﻪ‪ ،‬ﻧﺗﯾﺟﺔ اﻟﺗﻐﯾرات‬
‫اﻟﺣﺎﺻﻠﺔ ﻓﻲ ﻛﺎﻓﺔ اﻟﻣﺟﺎﻻت اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ وﺣﺗﻰ اﻟﺛﻘﺎﻓﯾﺔ وﺗﺧﺻﯾص ﺟﻬﺔ ﻗﺿﺎﺋﯾﺔ ﻋﺎدﯾﺔ‬
‫و أﺧرى إدارﯾﺔ‪ ،‬و ذﻟك ﻟﻠﺣد ﻣن ﻣﻣﺎرﺳﺎت اﻟﻘﺿﺎء اﻟﻌﺎدي و ﺗدﺧﻠﻪ ﻓﻲ ﺷؤون اﻹدارة‪ ،‬ﺑﺎﻋﺗﺑﺎر‬
‫اﻻدارة ﺳﻠطﺔ ﻋﺎﻣﺔ ﻟﻬﺎ اﻣﺗﯾﺎزات ﺗﺗﻣﺗﻊ ﺑﻬﺎ وﺗﻣﯾزﻫﺎ ﻋن ﺑﺎﻗﻲ اﻻﻓراد‪.‬‬

‫ﻣن ﺧﻼل ﻣﺎ ذﻛر‪ ،‬ﻧﺗﻧﺎول ﻓﻲ ﻫذا اﻟﻣﺑﺣث ﺗﻌرﯾف ﻟﻠﺗﻧظﯾم اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ اﻟﻣزدوج )ﻣطﻠب‬
‫أول(‪ ،‬و ﻧﺷﺄة و ﺗطور اﻟﺗﻧظﯾم اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ اﻟﻣزدوج )ﻣطﻠب ﺛﺎﻧﻲ(‪ ،‬وﺧﺻﺎﺋص اﻟﺗﻧظﯾم اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ‬
‫اﻟﻣزدوج )ﻣطﻠب ﺛﺎﻟﺛﺎ(‪.‬‬

‫اﻟﻣطﻠب اﻷول‪ :‬ﺗﻌرﯾف اﻟﺗﻧظﯾم اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ اﻟﻣزدوج‬

‫ﻫو ذﻟك اﻟﻧظﺎم اﻟذي ﯾوﺟد ﻓﯾﻪ ﻫرﻣﺎن ﻗﺿﺎﺋﯾﺎن )ﻋﺎدي و إداري( ﯾﻔﺻﻼن ﻓﻲ اﻟﻧزاﻋﺎت‬
‫اﻟﻣرﻓوﻋﺔ إﻟﯾﻬﻣﺎ ﺑﺣﺳب طﺑﯾﻌﺗﻬﺎ ﺗطﺑﯾﻘﺎ ﻟﻠﻘﺎﻧون اﻟﺧﺎص أو اﻟﻌﺎم‪ ،‬ﻣوﺿوﻋﺎ ٕواﺟراء‪ ،‬وﺗﺗوﺳطﻬﻣﺎ‬
‫‪1‬‬
‫ﺟﻬﺔ ﻗﺿﺎﺋﯾﺔ ﺗﻔﺻل ﻓﻲ ﺗﻧﺎزع اﻻﺧﺗﺻﺎص ﺑﯾﻧﻬﻣﺎ‪.‬‬

‫و ﯾﻘﺻد ﻛذﻟك ﺑﻧظﺎم اﻟﻘﺿﺎء اﻟﻣزدوج وﺟود ﺟﻬﺗﯾن ﻗﺿﺎﺋﯾﺗﯾن ﻣﺳﺗﻘﻠﺗﯾن ﻓﻲ اﻟدوﻟﺔ‪ ،‬ﺗﺗوﻟﻰ‬
‫اﻷوﻟﻰ وﻫﻲ ﺟﻬﺔ اﻟﻘﺿﺎء اﻻﻋﺗﯾﺎدي اﻟﻔﺻل ﻓﻲ اﻟﻣﻧﺎزﻋﺎت اﻟﻧﺎﺷﺋﺔ ﺑﯾن اﻷﻓراد ﻣﻊ ﺑﻌﺿﻬم‬
‫اﻟﺑﻌض أو ﺑﯾﻧﻬم وﺑﯾن اﻹدارة إذا ظﻬرت ﻓﻲ اﻟﻌﻼﻗﺎت اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ ﺑﺎﻋﺗﺑﺎرﻫﺎ ﻓردا ﻋﺎدﯾﺎ‪ ،‬أﻣﺎ اﻟﺟﻬﺔ‬
‫اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ ﻓﻬﻲ ﺟﻬﺔ اﻟﻘﺿﺎء اﻹداري و اﻟﺗﻲ ﺗﺧﺗص ﺑﺎﻟﻔﺻل ﻓﻲ اﻟﻣﻧﺎزﻋﺎت اﻹدارﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺛور ﺑﯾن‬
‫‪2‬‬
‫ﺟﻬﺎت اﻹدارة‪ ،‬أو ﺗﻠك اﻟﺗﻲ ﺗﺛور ﺑﯾﻧﻬﺎ و ﺑﯾن اﻷﻓراد ﺑوﺻﻔﻬﺎ ﺳﻠطﺔ ﻋﺎﻣﺔ‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫ﺑوﺣﻣﯾدة ﻋطﺎء اﷲ‪ ،‬اﻟوﺟﯾز ﻓﻲ اﻟﻘﺿﺎء اﻹداري‪ ،‬اﻟطﺑﻌﺔ اﻟﺛﺎﻟﺛﺔ‪ ،‬دار ﻫوﻣﺔ‪ ،‬اﻟﺟزاﺋر‪ ،2014 ،‬ص ‪.22‬‬
‫‪2‬‬
‫ﻋﻠﻲ ﺳﻌد ﻋﻣران‪ ،‬ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق‪ ،‬ص ‪.91‬‬

‫‪23‬‬
‫اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎﻧﻲ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ﻧﺤﻮ ﻧﻈﺎم ﻗﻀﺎﺋﻲ ﻣﺰدوج‬

‫اﻟﻣطﻠب اﻟﺛﺎﻧﻲ‪ :‬اﻟﺗطور اﻟﺗﺎرﯾﺧﻲ ﻟﻠﺗﻧظﯾم اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ اﻟﻣزدوج‬

‫ﯾﻌود ظﻬور اﻟﺗﻧظﯾم اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ اﻟﻣزدوج إﻟﻰ ﻓرﻧﺳﺎ‪ ،‬و ذﻟك ﺑﺳﺑب اﻷوﺿﺎع اﻟﺗﻲ ﻛﺎﻧت‬
‫ﺗﻣر ﺑﻬﺎ‪ ،‬ﻓﻣﻧﻬﺎ ﻣﺎ ﻫو ﻣرﺗﺑط ﺑﻔﺷل اﻟﺗﻧظﯾم اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ اﻟﻣوﺣد آﻧذاك‪ ،‬وﻛذا اﻟدور اﻟﻬﺎم ﻟرﺟﺎل‬
‫اﻟﺛورة اﻟﻔرﻧﺳﯾﺔ ﻓﻲ إرﺳﺎء رﻛﺎﺋز اﻟﺗﻧظﯾم اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ اﻟﻣزدوج ﻫذا ﻣن ﺟﻬﺔ‪ ،‬وﻣن ﺟﻬﺔ أﺧرى‬
‫اﺳﻬﺎﻣﺎت ﻣﺟﻠس اﻟدوﻟﺔ اﻟﻔرﻧﺳﻲ ﻓﻲ إﺛراء اﻟﻣﻧظوﻣﺔ اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ‪.‬‬

‫وﺑﺎﻋﺗﺑﺎر ﻓرﻧﺳﺎ دوﻟﺔ اﺳﺗﻌﻣﺎرﯾﺔ‪ ،‬ﻓﺈن ﻣﺳﺗﻌﻣراﺗﻬﺎ ﺗﺄﺛرت ﺑﻬﺎ‪ ،‬ﻣﻧﻬﺎ اﻟﺟزاﺋر و اﻟذي ﺗﺟﺳد‬
‫ﻣن ﺧﻼل دﺳﺗور ‪ ،1996‬أن اﻷﻣر ﯾﺗطﻠب دراﺳﺔ ﻧﺷﺄة و ﺗطور اﻟﺗﻧظﯾم اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ اﻟﻣزدوج ﻓﻲ‬
‫ﻓرﻧﺳﺎ )ﻓرع أول(‪ ،‬وﻛذﻟك ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠﺟزاﺋر )ﻓرع ﺛﺎﻧﻲ(‪.‬‬

‫اﻟﻔرع اﻷول‪ :‬ﻧﺷﺄة و ﺗطور اﻟﺗﻧظﯾم اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ اﻟﻣزدوج ﻓﻲ ﻓرﻧﺳﺎ‬

‫إن اﻟﺣدﯾث ﻋن ﺗطور اﻟﺗﻧظﯾم اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ اﻟﻣزدوج ﻓﻲ ﻓرﻧﺳﺎ‪ ،‬ﯾﻘودﻧﺎ إﻟﻰ ذﻛر ﻟﻠﻣراﺣل‬
‫اﻟﻣﺗﺗﺎﻟﯾﺔ‪ ،‬و اﻟﺗﻲ ﺳﺎﻫﻣت ﺑﻘدر ﻛﺑﯾر ﻓﻲ دﻋم ﻗواﻋد و أﺳس ﻫذا اﻟﺗﻧظﯾم‪ ،‬ﻧذﻛر ﻣﻧﻬﺎ‪:‬‬

‫أوﻻ‪ :‬ﻣرﺣﻠﺔ اﻹدارة اﻟﻘﺎﺿﯾﺔ‬

‫ﻛﺎﻧت ﻫذﻩ اﻟﻣرﺣﻠﺔ ﺑﻌد اﻟﺛورة اﻟﻔرﻧﺳﯾﺔ‪ ،‬ﺣﯾث أﺻﺑﺣت اﻹدارة ﻫﻲ اﻟﻣﺧﺗﺻﺔ ﺑﺎﻟﻔﺻل ﻓﻲ‬
‫اﻟﻣﻧﺎزﻋﺎت اﻹدارﯾﺔ ﻋن طرﯾق ﻣوظﻔﯾﻬﺎ‪ ،‬ﻓﺎﻟﻣﻧﺎزﻋﺎت اﻹدارﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﻛون اﻻدارة اﻟﻣرﻛزﯾﺔ طرﻓﺎ‬
‫ﻓﯾﻬﺎ‪ ،‬ﺗﺣﺎل ﻣﺑﺎﺷرة ﻋﻠﻰ اﻟﻣﻠك‪ ،‬أﻣﺎ اﻟﻣﻧﺎزﻋﺎت اﻟﺗﻲ ﺗﻛون اﻻدارة اﻟﻣﺣﻠﯾﺔ طرﻓﺎ ﻓﯾﻬﺎ ﺗﺧﺗص ﺑﻬﺎ‬
‫ﻣﺣﺎﻛم اﻻﻗﺎﻟﯾم وﻣن ﻫذا اﺟﺗﻣﻊ ﺑﺎﻹدارة ﺻﻔﺔ اﻟﺧﺻم واﻟﺣﻛم‪ ،‬ﻟذﻟك ﺳﻣﯾت ﻫذﻩ اﻟﻣرﺣﻠﺔ ﺑﻣرﺣﻠﺔ‬
‫اﻻدارة اﻟﻘﺎﺿﯾﺔ‪.‬‬

‫إن ﻫذا اﻟوﺿﻊ ﻛﺎن ﻧﺗﯾﺟﺔ ﻟﻠﺛورة اﻟﻔرﻧﺳﯾﺔ‪ ،‬وﻛذﻟك ﺑﺳﺑب اﻟﺗﻔﺳﯾر اﻟﺧﺎص و اﻟﺧﺎطﺊ‬
‫ﻟﻣﺑدأ اﻟﻔﺻل ﺑﯾن اﻟﺳﻠطﺎت اﻟذي ﻧﺎدى ﺑﻪ ﻣوﻧﺗﺳﻛﯾو واﻟذي ﻣﻔﺎدﻩ ﻋدم ﺗدﺧل اﻟﻘﺎﺿﻲ ﻓﻲ ﺷؤون‬
‫‪1‬‬
‫اﻹدارة‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫ﻣﺣﻣد اﻟﺻﻐﯾر ﺑﻌﻠﻲ‪ ،‬ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق‪ ،‬ص ‪.21‬‬

‫‪24‬‬
‫اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎﻧﻲ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ﻧﺤﻮ ﻧﻈﺎم ﻗﻀﺎﺋﻲ ﻣﺰدوج‬

‫ﺛﺎﻧﯾﺎ‪ :‬ﻣرﺣﻠﺔ اﻟﻘﺿﺎء )اﻟﻌداﻟﺔ( اﻟﻣﺣﺟوز‬


‫ﺑﺎﻋﺗﺑﺎر ﻣﺟﻠس اﻟدوﻟﺔ ﻫﯾﺋﺔ ﻗﺿﺎﺋﯾﺔ إدارﯾﺔ ﻋﻠﯾﺎ‪ ،‬ﻟﻛن دورﻩ اﻗﺗﺻر ﻋﻠﻰ ﺗﻘدﯾم اﻗﺗراﺣﺎت‬
‫ﻟﻺدارة و اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﺎﻟﻣﻧﺎزﻋﺎت اﻹدارﯾﺔ اﻟﻣطروﺣﺔ ﻋﻠﯾﻪ‪ ،‬ﻟﻛن اﻟﻘرار اﻟﻧﻬﺎﺋﻲ ﺣول ﻫذﻩ اﻟﻣﻧﺎزﻋﺔ‬
‫‪1‬‬
‫ﯾﻌود ﻟرﺋﯾس اﻟدوﻟﺔ‪ ،‬وﻗد اﻣﺗدت ﻫذﻩ اﻟﻣرﺣﻠﺔ إﻟﻰ ﻏﺎﯾﺔ ﺳﻧﺔ ‪.1872‬‬
‫ﺛﺎﻟﺛﺎ‪ :‬ﻣرﺣﻠﺔ اﻟﻘﺿﺎء )اﻟﻌداﻟﺔ( اﻟﻣﻔوض‬
‫ﺑدأت ﻫذﻩ اﻟﻣرﺣﻠﺔ ﺑﺻدور ﻗﺎﻧون ‪ ،1872‬اﻟذي اﻋﺗرف ﻟﻣﺟﻠس اﻟدوﻟﺔ ﺑﺎﺧﺗﺻﺎﺻﺎت‬
‫ﻗﺿﺎﺋﯾﺔ إﻟﻰ ﺟﺎﻧب اﺧﺗﺻﺎﺻﻪ اﻻﺳﺗﺷﺎري‪ ،‬ﻟﻛن ﻫذا اﻻﺧﺗﺻﺎص ﻟم ﯾﻛن ﻛﻠﯾﺎ‪ ،‬ﺑﺣﯾث ﻛﺎﻧت‬
‫اﻟدﻋﺎوى اﻹدارﯾﺔ ﺗرﻓﻊ أﻣﺎم اﻟوزﯾر اﻟﻣﻌﻧﻲ ﻛدرﺟﺔ أوﻟﻰ )اﻟوزﯾر اﻟﻘﺎﺿﻲ(‪ ،‬ﺛم ﯾﻧظر ﻣﺟﻠس‬
‫اﻟدوﻟﺔ ﻓﻲ اﻟﻘرار ﻛﺟﻬﺔ اﺳﺗﺋﻧﺎف‪ ،‬و ﺑﻘﻲ اﻟوﺿﻊ ﻋﻠﻰ ﺣﺎﻟﻪ إﻟﻰ ﻏﺎﯾﺔ ﻗرار ﻛﺎدو* اﻟﺻﺎدر‬
‫ﺑﻣﺟﻠس اﻟدوﻟﺔ ﺑﺗﺎرﯾﺦ ‪ 1889/12/12‬و ﺑﻬذا ﺗﺣﻘق اﻟﻔﺻل ﺑﯾن اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ و اﻟﺳﻠطﺔ‬
‫‪2‬‬
‫اﻹدارﯾﺔ‪.‬‬
‫اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻧﻲ‪ :‬ﺗطور اﻟﺗﻧظﯾم اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ اﻟﻣزدوج ﻓﻲ اﻟﺟزاﺋر‬

‫إن اﻟﺣدﯾث ﻋن ﺗطور اﻟﺗﻧظﯾم اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ اﻟﻣزدوج ﻓﻲ اﻟﺟزاﺋر ﯾوﺟب ﻋﻠﯾﻧﺎ اﻟرﺟوع إﻟﻰ‬
‫اﻟﻣﻼﻣﺢ اﻷوﻟﻰ ﻟظﻬور ﻫذا اﻟﺗﻧظﯾم وذﻟك ﻣن ﺧﻼل ﻣرﺣﻠﺗﯾن ﻫﻣﺎ‪:‬‬

‫‪1‬‬
‫ﺧﻠوﻓﻲ رﺷﯾد‪ ،‬ﻗﺎﻧون اﻟﻣﻧﺎزﻋﺎت اﻹدارﯾﺔ‪ ،‬اﻟطﺑﻌﺔ اﻟﺛﺎﻟﺛﺔ‪ ،‬دﯾوان اﻟﻣطﺑوﻋﺎت اﻟﺟﺎﻣﻌﯾﺔ‪ ،‬اﻟﺟزاﺋر‪ ،2007 ،‬ص ‪.51-50‬‬
‫*‬
‫اﻟﺳﯾد ﻛﺎدو ﻛﺎن ﻣدﯾ ار ﻟﻠطرﻗﺎت و اﻟﻣﯾﺎﻩ ﻟﻣدﯾﻧﺔ ﻣرﺳﯾﻠﯾﺎ ﻋﻧدﻣﺎ ﺗﻘرر إﻧﻬﺎء ﻫذﻩ اﻟوظﯾﻔﺔ وطﻠب اﻟﺑﻠدﯾﺔ ﺑﺎﻟﺗﻌوﯾض رﻓﺿت ذﻟك‬
‫ﻓﻘدم طﻌن أﻣﺎم ﻣﺟﻠس اﻟدوﻟﺔ رﻏم ﻋدم وﺟود أي ﻧص ﯾﺳﻣﺢ ﺑذﻟك‪ ،‬و ﻣﻊ ذﻟك ﺻرح ﻣﺟﻠس اﻟدوﻟﺔ اﻻﺧﺗﺻﺎص ﺑﺎﻟﻔﺻل ﻓﻲ‬
‫اﻟطﻌن دون ﺗوﺿﯾﺢ اﻟﺳﻧد أو اﻟﻣﺑدأ اﻟذي اﻋﺗﻣد ﻋﻠﯾﻪ‪ ،‬و ﻟﻛﻧﻪ ﯾﺑدو أﻧﻪ اﻋﺗﻣد ﻋﻠﻰ ﻓﻛرة أن ﻛل ﻗرار إداري ﯾﺟب أن ﯾﻛون ﻗﺎﺑﻼ‬
‫ﻟﻠﻣﻧﺎزﻋﺔ أﻣﺎم ﻗﺎﺿﻲ‪.‬‬
‫ﻣﺗوﻓرة ﻋﻠﻰ ﻣوﻗﻊ ﻣﻧﺗدى ﻣﺣﺎﻣﻲ ﺳورﯾﺎ‪ ، https://www.damascubar.com ،‬أطﻠﻊ ﻋﻠﯾﻪ ﺑﺗﺎرﯾﺦ ‪ 2018/04/02‬ﻋﻠﻰ اﻟﺳﺎﻋﺔ‬
‫‪.08:27‬‬
‫‪2‬‬
‫ﺧﻠوﻓﻲ رﺷﯾد‪ ،‬ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق‪ ،‬ص ‪.51‬‬

‫‪25‬‬
‫اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎﻧﻲ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ﻧﺤﻮ ﻧﻈﺎم ﻗﻀﺎﺋﻲ ﻣﺰدوج‬
‫‪1‬‬
‫أوﻻ‪ :‬دﺳﺗور ‪1989‬‬

‫ﺑﻌد اﻟﻣﺻﺎدﻗﺔ ﻋﻠﻰ دﺳﺗور ﻓﺑراﯾر ‪ 1989‬وﺑﻣﺎ أرﺳﺎﻩ ﻣن ﻣﺑﺎدئ ﺟدﯾدة أﻫﻣﻬﺎ اﻟﺗﻌددﯾﺔ‬
‫اﻟﺣزﺑﯾﺔ وﺣق اﻻﺿراب ﻓﻲ اﻟﻘطﺎع اﻟﻌﺎم‪ ،‬واﻻﺳﺗﻐﻧﺎء ﻋن اﻻﺷﺗراﻛﯾﺔ اﯾدﯾوﻟوﺟﯾﺎ وأﺳﻠوﺑﺎ وﻣﻧﻬﺟﺎ‬
‫ﺷﻬدت اﻟدوﻟﺔ ﺛورة ﻋﻠﻰ اﻟﺻﻌﯾد اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ ﻓﺻدر ﻗﺎﻧون اﻟﺟﻣﻌﯾﺎت ذات اﻟطﺎﺑﻊ اﻟﺳﯾﺎﺳﻲ وﻗﺎﻧون‬
‫ﻋﻼﻗﺎت اﻟﻌﻣل اﻟﻔردﯾﺔ واﻟﺟﻣﺎﻋﯾﺔ وﻋدل ﻗﺎﻧون اﻻﻧﺗﺧﺎﺑﺎت وﺻدر ﻗﺎﻧون اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر وﻗﺎﻧون‬
‫ﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﻣﺳﺗﻬﻠك‪ ،‬وﻗﺎﻧون اﻟﺑﻠدﯾﺔ وﻗﺎﻧون اﻟوﻻﯾﺔ وﺗﺷرﯾﻌﺎت أﺧرى وﺗﻧظﯾﻣﺎت ﻛﺛﯾرة‪.‬‬
‫ﺑﺎﻟﻣوازاة ﻣﻊ ذﻟك ﻣﺳت ﯾد اﻟﻣﺷرع ﻗﺎﻧون اﻹﺟراءات اﻟﻣدﻧﯾﺔ ﻣرة أﺧرى وﺗﺣدﯾدا ﻧص‬
‫اﻟﻣﺎدة اﻟﺳﺎﺑﻌﺔ وذﻟك ﺑﻣوﺟب اﻟﻘﺎﻧون ‪ 23/90‬اﻟﻣؤرخ ﻓﻲ ‪ 18‬أوت ‪ 1990‬وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﯾﻌﺗﺑر دﺳﺗور‬
‫‪ 1989‬ﻣرﺣﻠﺔ ﺟدﯾدة ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺳﺗوى اﻟﺳﯾﺎﺳﻲ ﻟﻠدوﻟﺔ اﻟﺟزاﺋرﯾﺔ‪ ،‬وذﻟك ﺑﺈﻗ اررﻩ ﻟﻠﺗﻌددﯾﺔ اﻟﺣزﺑﯾﺔ ﻣﻣﺎ‬
‫‪2‬‬
‫ﺷﻛل اﻧﻔﺗﺎح ﻋﻠﻰ ﻛﺎﻓﺔ اﻟﻣﺳﺗوﯾﺎت اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ واﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ واﻟﺛﻘﺎﻓﯾﺔ واﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ‪.‬‬
‫‪3‬‬
‫ﺛﺎﻧﯾﺎ‪ :‬دﺳﺗور ‪1996‬‬

‫ﺑﺻدور دﺳﺗور ‪ 1996‬واﻟذي ﯾﻌﺗﺑر ﻛذﻟك ﻣن أﻫم اﻟﻣﺣطﺎت وذﻟك ﺑﺗﺑﻧﯾﻪ ﻟﻧظﺎم‬
‫اﻻزدواﺟﯾﺔ اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ وﺗﺟﺳد ذﻟك ﻣن ﺧﻼل ﻧص اﻟﻣﺎدة ‪ 152‬ﻣﻧﻪ‪ ،‬ﺣﯾث ﺗﺿﻣﻧت ﻫذﻩ اﻟﻣﺎدة‬
‫اﻹﺑﻘﺎء ﻋﻠﻰ ﺑﻌض اﻟﺟﻬﺎت اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ ﻣﺛل اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﻌﻠﯾﺎ واﻟﻣﺟﺎﻟس اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ‪ ،‬ﺑﯾﻧﻣﺎ ﺗم اﻟﺗﺄﺳﯾس‬
‫ﻛذﻟك ﻟﺟﻬﺎت ﻗﺿﺎﺋﯾﺔ أﺧرى ﺗﻣﺛﻠت ﻓﻲ ﻣﺟﻠس اﻟدوﻟﺔ واﻟﻣﺣﺎﻛم اﻹدارﯾﺔ وﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﺗﻧﺎزع‪ ،‬وﻛذﻟك‬
‫ﺗﺿﻣﻧت اﻟﻣﺎدة ‪ 152‬ﺗﺣدﯾد اﻟدور اﻟﻣﻧوط ﺑﻣﺟﻠس اﻟدوﻟﺔ‪ ،‬وﻓﻲ اﻷﺧﯾر أﺷﺎرت إﻟﻰ اﻟﺗﺷﻛﯾﻠﺔ‬
‫‪4‬‬
‫اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠﻧظﺎﻣﯾن اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﯾن اﻟﻌﺎدي واﻹداري‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫ﻣرﺳوم رﺋﺎﺳﻲ رﻗم ‪ 18-89‬اﻟﻣؤرخ ﻓﻲ ‪ 1989-02-28‬واﻟﻣﺗﺿﻣن إﺻدار دﺳﺗور اﻟﺟﻣﻬورﯾﺔ اﻟﺟزاﺋرﯾﺔ‪ ،‬اﻟﺟرﯾدة اﻟرﺳﻣﯾﺔ‬
‫اﻟﻌدد ‪ ،09‬ﺑﺗﺎرﯾﺦ ‪.1989-03-01‬‬
‫‪2‬‬
‫ﻋﻣﺎر ﺑوﺿﯾﺎف‪ ،‬ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق‪ ،‬ص ‪.76‬‬
‫ﻣرﺳوم رﺋﺎﺳﻲ رﻗم ‪ 438-96‬اﻟﻣؤرخ ﻓﻲ ‪ 1996-12-07‬واﻟﻣﺗﺿﻣن إﺻدار دﺳﺗور اﻟﺟﻣﻬورﯾﺔ اﻟﺟزاﺋرﯾﺔ‪ ،‬اﻟﺟرﯾدة اﻟرﺳﻣﯾﺔ‬ ‫‪3‬‬

‫اﻟﻌدد ‪ ،76‬ﺑﺗﺎرﯾﺦ ‪ ،1996-12-08‬اﻟﻣﻌدل واﻟﻣﺗﻣم ﺑﺎﻟﻘﺎﻧون رﻗم ‪ 19-08‬اﻟﻣؤرخ ﻓﻲ ‪ 2008-11-15‬اﻟﻣﺗﺿﻣن اﻟﺗﻌدﯾل‬


‫اﻟدﺳﺗوري‪ ،‬اﻟﺟرﯾدة اﻟرﺳﻣﯾﺔ اﻟﻌدد ‪ 63‬ﺑﺗﺎرﯾﺦ ‪ 2008-11-16‬ﻣﻌدل وﻣﺗﻣم ﺑﺎﻟﻘﺎﻧون رﻗم ‪ 01/16‬اﻟﻣؤرخ ﻓﻲ ‪ 06‬ﻣﺎرس ‪2016‬‬
‫ﯾﺗﺿﻣن اﻟﺗﻌدﯾل اﻟدﺳﺗوري‪ ،‬اﻟﺟرﯾدة اﻟرﺳﻣﯾﺔ اﻟﻌدد ‪ ،14‬ﺑﺗﺎرﯾﺦ ‪ 07‬ﻣﺎرس ‪.2016‬‬
‫‪4‬‬
‫ﺧﻠوﻓﻲ رﺷﯾد‪ ،‬ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق‪ ،‬ص‪-‬ص ‪.163-161‬‬

‫‪26‬‬
‫اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎﻧﻲ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ﻧﺤﻮ ﻧﻈﺎم ﻗﻀﺎﺋﻲ ﻣﺰدوج‬

‫اﻟﻣطﻠب اﻟﺛﺎﻟث‪ :‬ﺧﺻﺎﺋص اﻟﺗﻧظﯾم اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ اﻟﻣزدوج‬


‫ﯾﻘوم ﻧظﺎم اﻻزدواﺟﯾﺔ اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ ﻋﻠﻰ ﻋدة ﻋﻧﺎﺻر أﺳﺎﺳﯾﺔ‪ ،‬ﻣﻧﻬﺎ ﻣﺎ ﺗﻌﻠق ﺑﺎﻟﺟﺎﻧب‬
‫‪1‬‬
‫اﻟﺗﻧظﯾﻣﻲ ﻟﻪ‪ ،‬وﻣﻧﻬﺎ ﻣﺎ ﻫو ﻣرﺗﺑط ﺑﺎﺧﺗﺻﺎﺻﻪ وﺗﺗﻣﺛل ﻫذﻩ اﻟﻌﻧﺎﺻر ﻓﻲ‪:‬‬

‫اﻟﻔرع اﻷول‪ :‬وﺟود ﺟﻬﺎزﯾن ﻗﺿﺎﺋﯾﯾن‬

‫إن اﻟﻧظﺎم اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ اﻟﻣزدوج ﺑﺎﺷﺗﻣﺎل ﺟﻬﺎزﻩ اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ ﻋﻠﻰ ﺟﻬﺎزﯾن ﻗﺿﺎﺋﯾﯾن‪ ،‬ﯾﺗﺷﻛل‬
‫اﻷول ﻣن اﻟﺟﻬﺎت اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ اﻟﻌﺎدﯾﺔ أو اﻟﻣدﻧﯾﺔ ﺑﺎﻟﻣﻔﻬوم اﻟواﺳﻊ و ﯾﺧﺗص ﺑﻧظر اﻟﻧزاﻋﺎت اﻟﺗﻲ‬
‫ﺗﺛور ﺑﯾن اﻷﻓراد اﻟﻌﺎدﯾﯾن و ﻣﻧﻬﺎ اﻟﻧزاﻋﺎت اﻟﻣدﻧﯾﺔ‪ ،‬اﻟﻌﻘﺎرﯾﺔ‪ ،‬اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ و اﻟﺑﺣرﯾﺔ‪ ،‬اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ‪،‬‬
‫اﻻﺳﺗﻌﺟﺎﻟﯾﺔ و ﻧزاﻋﺎت ﺷؤون اﻷﺳرة‪.‬‬

‫أﻣﺎ اﻟﺟﻬﺎز اﻟﺛﺎﻧﻲ و ﻫو اﻟﺟﻬﺎز اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ اﻹداري‪ ،‬ﻓﯾﺗﺷﻛل ﻣن اﻟﺟﻬﺎت اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ‬


‫اﻹدارﯾﺔ و ﻫﻲ اﻟﺟﻬﺎت اﻟﺗﻲ ﺗﺧﺗص ﺑﺎﻟﻔﺻل ﻓﻲ اﻟﺧﺻوﻣﺎت اﻹدارﯾﺔ اﻟﻣﺧﺗﻠﻔﺔ ﻣﻬﻣﺎ ﻛﺎﻧت‬
‫طﺑﯾﻌﺔ اﻟﻣﻌﺎﯾﯾر اﻟﻣﺳﺗﻧد ﻋﻠﯾﻬﺎ ﻟﺿﺑط اﺧﺗﺻﺎﺻﺎﺗﻬﺎ‪ ،‬ﻓﺗﻌد ﺑذﻟك ﺟﻬﺎت اﻟﻘﺿﺎء اﻹداري ﻣﺳﺗﻘﻠﺔ‬
‫‪2‬‬
‫ﺗﻣﺎﻣﺎ ﻋن ﻣﺣﺎﻛم اﻟﻘﺿﺎء اﻟﻌﺎدي‪ ،‬و ذﻟك ﻋﻠﻰ ﻣﺧﺗﻠف ﻣﺳﺗوﯾﺎت اﻟﺗﻘﺎﺿﻲ‪.‬‬
‫اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻧﻲ‪ :‬وﺟود ﻗﺎﺿﻲ إداري‬
‫ﯾﺧﺗص ﺑﺎﻟﻔﺻل ﻓﻲ اﻟﺧﺻوﻣﺎت ﻟﻠﻧظﺎم اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ اﻟﻣزدوج ﻗﺎﺿﯾﺎن‪ ،‬ﻗﺎﺿﻲ ﻋﺎدي ﯾﺗوﻟﻰ‬
‫اﻟﻔﺻل ﻓﻲ اﻟﺧﺻوﻣﺎت اﻟﻌﺎدﯾﺔ وآﺧر إداري ﯾﺗوﻟﻰ اﻟﻔﺻل ﻓﻲ اﻟﺧﺻوﻣﺎت اﻹدارﯾﺔ‪ ،‬ﯾﺗﻣﺗﻊ‬
‫اﻟﻘﺎﺿﻲ اﻹداري ﺑﺗﻛوﯾن إداري و ﺛﻘﺎﻓﺔ إدارﯾﺔ ﺗؤﻫﻠﻪ ﻟﻠﻔﺻل ﻓﻲ ﻫذا اﻟﻧوع ﻣن اﻟﻧزاﻋﺎت واﻟﻣوازﻧﺔ‬
‫ﻓﯾﻬﺎ ﺑﯾن ﻓﻛرﺗﻲ اﻟﻣﺣﺎﻓظﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺻﻠﺣﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ و اﻟﺣﻘوق اﻟﺧﺎﺻﺔ ﻟﻸﻓراد‪ ،‬إﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ إﻗﺎﻣﺔ‬
‫اﻟﺗوازن ﻓﻲ اﻟﺧﺻوﻣﺔ ﺑﯾن ﻣرﻛزﯾن ﻣﺗﺑﺎﯾﻧﯾن أﺣدﻫﻣﺎ ﺗﺣﺗﻠﻪ اﻹدارة ﺑﻣﺎ ﺗﺗﻣﺗﻊ ﺑﻪ ﻣن اﻣﺗﯾﺎزات‬
‫‪3‬‬
‫اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ و اﻵﺧر ﯾﺣﺗﻠﻪ اﻟﺷﺧص اﻟﻌﺎدي‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫ﺧﻠوﻓﻲ رﺷﯾد‪ ،‬ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق‪ ،‬ص ‪.40‬‬
‫‪2‬‬
‫رﺑﺎح ﻋﺑد اﻟﻘﺎدر‪ ،‬ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق‪ ،‬ص ‪.49‬‬
‫‪3‬‬
‫ﻣرﺟﻊ ﻧﻔﺳﻪ‪ ،‬ص‪ -‬ص ‪.52-51‬‬

‫‪27‬‬
‫اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎﻧﻲ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ﻧﺤﻮ ﻧﻈﺎم ﻗﻀﺎﺋﻲ ﻣﺰدوج‬

‫اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻟث‪ :‬وﺟود ﺟﻬﺔ ﺗﻧﺎزع اﻻﺧﺗﺻﺎص‬

‫ﯾؤدي وﺟود ﻫرﻣﯾن ﻗﺿﺎﺋﯾﯾن ﻣﻧﻔﺻﻠﯾن و ﻣﺟﺎل اﺧﺗﺻﺎص ﻏﯾر ﻣﺣدد ﺑﯾﻧﻬﻣﺎ إﻟﻰ‬
‫ﻧزاﻋﺎت ﺗدور ﺣول اﺧﺗﺻﺎﺻﻬﻣﺎ اﻟﻧوﻋﻲ‪ ،‬و ﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ و ﻟﺗﺟﻧب اﻟﻧﺗﺎﺋﺞ اﻟﻣﺗرﺗﺑﺔ ﻋن ﻫذﻩ اﻟﺧﻼﻓﺎت‬
‫ﺗوﺟد ﻫﯾﺋﺔ ﻗﺿﺎﺋﯾﺔ ﺗﻔﺻل أﺳﺎﺳﺎ ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟﻣﺳﺎﺋل ﺗﺳﻣﻰ ﺑﺻﻔﺔ ﻋﺎﻣﺔ ﺑﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﺗﻧﺎزع‪ 1،‬ﯾﺳﻧد‬
‫ﻟﻬﺎ اﺧﺗﺻﺎص اﻟﻔﺻل ﻓﻲ ﻗﺿﺎﯾﺎ اﻟﺗﻧﺎزع اﻟﺗﻲ ﺗﺛور ﺑﯾن ﻫذﯾن اﻟﺟﻬﺎزﯾن اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﯾن ﺳواء ﻛﺎن‬
‫ﺗﻧﺎزﻋﺎ إﯾﺟﺎﺑﯾﺎ ﻋﻧدﻣﺎ ﺗﺗﻣﺳك اﻟﺟﻬﺗﺎن ﺑﺎﺧﺗﺻﺎﺻﻬﻣﺎ‪ ،‬أو ﺳﻠﺑﯾﺎ ﻋﻧدﻣﺎ ﺗﻣﺗﻧﻊ اﻟﺟﻬﺗﺎن ﻋن اﻟﻔﺻل‬
‫ﻓﻲ ﻧﻔس اﻟﻧزاع‪ ،‬وﻻ ﺗﻔﺻل ﻓﻲ ﻣﺳﺎﺋل اﻟﺗﻧﺎزع ﻋﻠﻰ ﻣﺳﺗوى اﻟﻧظﺎم اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ اﻟﻣوﺣد ﺟﻬﺔ ﻗﺿﺎﺋﯾﺔ‬
‫ﺧﺎرﺟﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺟﻬﺎز اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ اﻟواﺣد‪ ،‬إذ ﺗﻔﺻل ﻓﯾﻬﺎ ﺟﻬﺔ ﻗﺿﺎﺋﯾﺔ ﺗﺎﺑﻌﺔ ﻟﻧﻔس اﻟﺟﻬﺎز‬
‫‪2‬‬
‫اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ‪.‬‬
‫اﻟﻔرع اﻟراﺑﻊ‪ :‬ازدواﺟﯾﺔ اﻟﻘﺎﻧون‬
‫ﺗﺗﺣﻘق اﻻزدواﺟﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﺗﻘﺳﯾم ﺑﯾن اﻟﻔروع اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ و ﺧﺎﺻﺔ ﻓﻲ اﻟﺗﻘﺳﯾم اﻷﺳﺎﺳﻲ ﺑﯾن‬
‫ﻓروع اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻌﺎم و ﻓروع اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺧﺎص‪ ،‬وﯾﻧﺟم ﻋن ﻫذا اﻟﺗﻘﺳﯾم ﺗطﺑﯾق اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻌﺎم ﺑﺻﻔﺔ‬
‫ﻧزﻋﺎت اﻹدارﯾﺔ وﯾطﺑق اﻟﻘﺎﺿﻲ اﻟﻌﺎدي اﻟﻘﺎﻧون‬
‫ﻣﺑدﺋﯾﺔ ﻣن طرف اﻟﻘﺎﺿﻲ اﻹداري ﻋﻠﻰ اﻟ ا‬
‫‪3‬‬
‫اﻟﺧﺎص ﻓﻲ اﻟﻧزاﻋﺎت ﻏﯾر اﻹدارﯾﺔ‪.‬‬
‫ﯾﺗﻣﯾز اﻟﻧظﺎم اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ اﻟﻣزدوج إذن ﺑوﺟود ازدواﺟﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﻘواﻋد اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ اﻟﻣوﺿوﻋﯾﺔ‬
‫ﻗواﻋد ﻗﺎﻧوﻧﯾﺔ إدارﯾﺔ ﺗﺷﻛل ﻣﺟﻣوﻋﺔ اﻟﻘواﻋد اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺷﻛل ﻓروع اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻌﺎم‪ ،‬ﺗﺣﻛم‬
‫اﻟﻧﺷﺎطﺎت اﻹدارﯾﺔ واﻟﻧزاﻋﺎت اﻟﻣﺗرﺗﺑﺔ ﻋﻠﯾﻬﺎ وﻗواﻋد ﻗﺎﻧوﻧﯾﺔ أﺧرى ﺗﺷﻛل ﺑﻘﯾﺔ اﻟﻘواﻋد اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ‬
‫‪4‬‬
‫اﻟﺗﻲ ﺗﺷﻛل ﻓروع اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺧﺎص‪ ،‬وﺗﺣﻛم اﻟﻌﻼﻗﺎت ﺑﯾن اﻷﻓراد أو اﻟﻧزاﻋﺎت اﻟﻣﺗرﺗﺑﺔ ﻋﻠﯾﻬﺎ‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫ﺧﻠوﻓﻲ رﺷﯾد‪ ،‬ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق‪ ،‬ص‪ -‬ص ‪.42-41‬‬
‫رﺑﺎح ﻋﺑد اﻟﻘﺎدر‪ ،‬ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق‪ ،‬ص ‪.50‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪3‬‬
‫ﺧﻠوﻓﻲ رﺷﯾد‪ ،‬ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق‪ ،‬ص ‪.42‬‬
‫‪ 4‬رﺑﺎح ﻋﺑد اﻟﻘﺎدر‪ ،‬ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق‪ ،‬ص‪ -‬ص ‪.51-50‬‬

‫‪28‬‬
‫اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎﻧﻲ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ﻧﺤﻮ ﻧﻈﺎم ﻗﻀﺎﺋﻲ ﻣﺰدوج‬

‫اﻟﻔرع اﻟﺧﺎﻣس‪ :‬ازدواﺟﯾﺔ اﻟﻘواﻋد اﻹﺟراﺋﯾﺔ‬

‫أن ﺗوﻓر اﻟﻣﻧﺎزﻋﺔ اﻹدارﯾﺔ ﻋﻠﻰ طرف ﻣﺗﻣﯾز ﻓﯾﻬﺎ ﻫو اﻟﺟﻬﺔ اﻹدارﯾﺔ وﺧﺿوﻋﻬﺎ‬
‫ﻟﻧﺻوص ﻗﺎﻧوﻧﯾﺔ ﻣوﺿوﻋﯾﺔ ﺧﺎﺻﺔ‪ ،‬ﻓرض ﻓﻲ آﺧر اﻟﻣطﺎف ﺳن ﻧﺻوص إﺟراﺋﯾﺔ إدارﯾﺔ‬
‫ﺧﺎﺻﺔ ﺑﻬﺎ و إﺳﻧﺎد اﻟﻌﺿو اﻟﻣﻘرر ﻓﯾﻬﺎ ﺳﻠطﺎت ﻗد ﻻ ﯾﺗوﻓر ﻋﻠﯾﻬﺎ اﻟﻘﺎﺿﻲ اﻟﻌﺎدي‪.‬‬
‫ﯾﺗﺳم اﻟﻧظﺎم اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ اﻟﻣزدوج إذن ﺑوﺟود ﻗﺎﻧون إﺟراﺋﻲ ﺧﺎص ﯾﺳري ﻋﻠﻰ اﻟﺧﺻوﻣﺔ‬
‫اﻹدارﯾﺔ‪ ،‬أﻏﻠﺑﯾﺔ ﻣﻘﺗﺿﯾﺎﺗﻪ ﻣﻘﻧﻧﺔ ﻓﻲ ﻗﺎﻧون اﻹﺟراءات اﻹدارﯾﺔ و اﻟﻣﺗﺑﻘﻲ ﻣن ﻫذﻩ اﻟﻣﻘﺗﺿﯾﺎت‬
‫‪1‬‬
‫اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﺑﻌض اﻟﻣﻧﺎزﻋﺎت اﻹدارﯾﺔ اﻟﺧﺎﺻﺔ وارد ﻓﻲ اﻟﻧﺻوص اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﻧظﻣﻬﺎ‪.‬‬
‫اﻟﻣﺑﺣث اﻟﺛﺎﻧﻲ‪ :‬أﺳس اﻟﺗﻧظﯾم اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ اﻟﻣزدوج و ﺗﻘدﯾرﻩ‬
‫ﻟﻠﺗﻧظﯾم اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ اﻟﻣزدوج أﺳس ﻣﺧﺗﻠﻔﺔ وﻫﻲ ﻣﻘﺗرﻧﺔ ﺑﺎﻷوﺿﺎع ﺳواءا اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ‬
‫أو اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ أو اﻟﺛﻘﺎﻓﯾﺔ ﻟﻛل دوﻟﺔ‪ ،‬وﻗد ﺳﺎﻫﻣت ﻛﻠﻬﺎ ﻓﻲ إﺑراز ﻣﻌﺎﻟم اﻟﺗﻧظﯾم اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ اﻟﻣزدوج‬
‫وﺗطوﯾرﻩ‪ ،‬ورﻏم أن ﻫذ اﻟﺗﻧظﯾم ﻟﻘﻲ ﺻدى ﻓﻲ أﻏﻠب دول اﻟﻌﺎﻟم ﻧظ ار ﻟﻠﻣزاﯾﺎ اﻟﺗﻲ ﻛرﺳﻬﺎ ﻋﻠﻰ‬
‫أرض اﻟواﻗﻊ‪ ،‬أﻫﻣﻬﺎ اﻟﻔﺻل ﺑﯾن ﺟﻬﺗﻲ اﻟﻘﺿﺎء اﻟﻌﺎدي واﻻداري‪ ،‬إﻻ أن ﻫﻧﺎك ﺑﻌض اﻟﻔﻘﻬﺎء‬
‫اﻧﺗﻘدوﻩ ﻟﻣﺎ ﻓﯾﻪ ﻣن ﻋﯾوب‪.‬‬

‫اﺳﺗﻧﺎدا ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ذﻛر‪ ،‬ﺳﻧﺗطرق ﻓﻲ ﻫذا اﻟﻣﺑﺣث إﻟﻰ أﺳس اﻟﺗﻧظﯾم اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ اﻟﻣزدوج‬
‫)ﻣطﻠب أول( ﺛم إﻟﻰ ﺗﻘدﯾرﻩ ﻫذا اﻟﺗﻧظﯾم )ﻣطﻠب ﺛﺎﻧﻲ(‪.‬‬
‫اﻟﻣطﻠب اﻷول‪ :‬أﺳس اﻟﺗﻧظﯾم اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ اﻟﻣزدوج‬
‫ﺗﺧﺗﻠف أﺳس اﻟﺗﻧظﯾم اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ اﻟﻣزدوج ﻣن ﻣﺟﺗﻣﻊ ﻵﺧر‪ ،‬و ﻫﻲ ﻣرﺗﺑطﺔ ارﺗﺑﺎطﺎ وﺛﯾﻘﺎ‬
‫ﺑطﺑﯾﻌﺔ وظروف ﻛل ﻣﺟﺗﻣﻊ‪ ،‬ﻓﻧﺟد ﻣﺛﻼ أﺳس اﻟﺗﻧظﯾم اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ اﻟﺟزاﺋري اﻟﻣزدوج ﯾﺧﺗﻠف ﻋن‬
‫اﻟﻔرﻧﺳﻲ رﻏم أن اﻟﺗﻧظﯾم واﺣد‪ ،‬وﻋﻠﯾﻪ ﺳﻧﺗﻧﺎول ﻓﻲ ﻫذا اﻟﻣطﻠب أﺳس اﻟﺗﻧظﯾم اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ اﻟﻣزدوج‬
‫ﻓﻲ ﻓرﻧﺳﺎ )ﻓرع أول(‪ ،‬وﻛذا أﺳس اﻟﺗﻧظﯾم اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ اﻟﻣزدوج ﻓﻲ اﻟﺟزاﺋر )ﻓرع ﺛﺎﻧﻲ(‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫رﺑﺎح ﻋﺑد اﻟﻘﺎدر‪ ،‬ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق‪ ،‬ص ‪.51‬‬

‫‪29‬‬
‫اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎﻧﻲ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ﻧﺤﻮ ﻧﻈﺎم ﻗﻀﺎﺋﻲ ﻣﺰدوج‬

‫اﻟﻔرع اﻷول‪ :‬أﺳس اﻟﺗﻧظﯾم اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ اﻟﻣزدوج ﻓﻲ ﻓرﻧﺳﺎ‬

‫ﻫﻧﺎك ﻋدة أﺳس‪ ،‬ﻣﻧﻬﺎ ﻣﺎ ﻫو ﻣرﺗﺑط ﺑﺎﻟﺛورة اﻟﻔرﻧﺳﯾﺔ‪ ،‬و ﻣﻧﻬﺎ ﻣﺎ ﻫو ﺳﯾﺎﺳﻲ‪ ،‬و ﻣﻧﻬﺎ ﻣﺎ‬
‫ﻫو ﻣﻧطﻘﻲ و ﺣﺗﻰ اﻟﻌﻠﻣﻲ و اﻟﺗﻘﻧﻲ‪.‬‬

‫أوﻻ‪ :‬اﻷﺳﺎس اﻟﺗﺎرﯾﺧﻲ‬

‫طرﺣت ﻣﺳﺄﻟﺔ اﻻزدواﺟﯾﺔ اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ ﺑﺻﻔﺔ ﻣوﺿوﻋﯾﺔ أﺛﻧﺎء اﻟﺛورة اﻟﻔرﻧﺳﯾﺔ ﺳﻧﺔ ‪1789‬‬
‫وﺧﺎﺻﺔ ﻣوﺿوع اﻟﻔﺻل ﻓﻲ اﻟﻧزاﻋﺎت اﻟﺗﻲ ﺗﻛون اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﺗﻧﻔﯾذﯾﺔ طرﻓﺎ ﻓﯾﻬﺎ‪ ،‬وﻗد ﺗﺣﻔظ اﻟﺛوار‬
‫اﻟﻔرﻧﺳﯾﯾن ﻋن اﺧﺗﺻﺎص اﻟﻘﺿﺎء اﻟﻌﺎدي ﻓﻲ اﻟﻔﺻل ﻓﻲ اﻟﻧزاﻋﺎت اﻹدارﯾﺔ و ﯾرﺟﻊ ﻫذا اﻟﺗﺣﻔظ‬
‫إﻟﻰ أﺳﺑﺎب ﺗﺎرﯾﺧﯾﺔ ﺳﺑﻘت ﺛورة ‪ 1789‬و اﻟﻣﺗﻣﺛﻠﺔ ﻓﻲ ﻣوﻗف اﻟﻘﺿﺎء اﻟﻌﺎدي ﺗﺟﺎﻩ اﻹدارة ﻓﻛﺎن‬
‫اﻟﻘﺿﺎء اﻟﻌﺎدي ﯾﺷﻛل ﻋﺎﺋﻘﺎ ﻛﺑﯾ ار ﻟﻛل اﻟﻣﺣﺎوﻻت اﻹﺻﻼﺣﯾﺔ اﻟﻣﻠﻛﯾﺔ‪ ،‬ﻓﻘرر اﻟﺛوار اﻟﻔرﻧﺳﯾﯾن‬
‫‪1‬‬
‫ﺗﺄﺳﯾس ﻗﺎﺿﻲ ﻣﺧﺗص ﻓﻲ اﻟﻣﻧﺎزﻋﺎت اﻹدارﯾﺔ‪.‬‬

‫ﺛﺎﻧﯾﺎ‪ :‬اﻷﺳﺎس اﻟﺳﯾﺎﺳﻲ‬

‫ﯾﺗﻣﺛل اﻷﺳﺎس اﻟﺳﯾﺎﺳﻲ ﻓﻲ ﻣﻧطق وﻣﺿﻣون اﻟﺗﻔﺳﯾر اﻟﺧﺎص اﻟﺟﺎﻣد واﻟﻣطﻠق اﻟﺧﺎطﺊ‬
‫اﻟذي ﻓﺳر ﺑﻪ رﺟﺎل اﻟﺛورة اﻟﻔرﻧﺳﯾﺔ ﻣﺑدا اﻟﻔﺻل ﺑﯾن اﻟﺳﻠطﺎت‪ ،‬ﺣﯾث أﻋطﻰ رﺟﺎل اﻟﺛورة‬
‫اﻟﻔرﻧﺳﯾﺔ ﻣﺑدأ اﻟﻔﺻل ﺑﯾن اﻟﺳﻠطﺎت اﻟذي ﻧﺎدى ﺑﻪ ﻣﻧﺗﺳﻛﯾو واﻟذي ﻛﺎن ﻣطﺑﻘﺎ ﻓﻲ ذﻟك اﻟوﻗت ﻓﻲ‬
‫ﻛل ﻣن أﻣرﯾﻛﺎ وأﻧﺟﻠﺗر ﺗﻔﺳﯾ ار ﺧﺎطﺋﺎ ﯾﺗﺳم ﺑﺎﻟﺟﻣود واﻻطﻼق اﻷﻣر اﻟذي أدى إﻟﻰ ﻣﺑدأ اﻟﻔﺻل‬
‫ﺑﯾن اﻹدارة اﻟﻌﺎﻣﺔ واﻟﺳﻠطﺔ اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ ﻓﺻﻼ ﺟﺎﻣدا وﻣطﻠﻘﺎ وﺗﺎﻣﺎ‪.‬‬

‫ﺑﯾﻧﻣﺎ اﻟﺗﻔﺳﯾر اﻟﻣرن واﻟواﻗﻌﻲ واﻟﺳﻠﯾم اﻟﻣﺗﻔق ﻋﻠﯾﻪ ﻫو أن ﻣﺑدأ اﻟﻔﺻل ﺑﯾن اﻟﺳﻠطﺎت‬
‫وﺗطﺑﯾﻘﻪ ﻓﻲ اﻟﻧظم اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ واﻟدﺳﺗورﯾﺔ اﻟﺣدﯾﺛﺔ اﻟﻣﻌﺎﺻرة‪ ،‬ﻫو اﻻﺳﺗﻘﻼل اﻟﻌﺿوي ﺑﯾن اﻟﺳﻠطﺎت‬

‫‪1‬‬
‫زواﯾد اﻟطﯾب و طوﺷﺎن ﺧدﯾﺟﺔ‪ ،‬اﻻزدواﺟﯾﺔ اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ دراﺳﺔ ﻣﻘﺎرﻧﺔ ﺑﯾن اﻟﺟزاﺋر و ﻓرﻧﺳﺎ‪ ،‬ﻣذﻛرة ﻣﺎﺳﺗر‪ ،‬ﺟﺎﻣﻌﺔ ﻋﺑد اﻟرﺣﻣن‬
‫ﻣﯾرة ﺑﺟﺎﯾﺔ‪ ،‬ﻛﻠﯾﺔ اﻟﺣﻘوق و اﻟﻌﻠوم اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ‪ ،‬ﻗﺳم اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻌﺎم‪ ،2014-2013 ،‬ص ‪.13‬‬

‫‪30‬‬
‫اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎﻧﻲ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ﻧﺤﻮ ﻧﻈﺎم ﻗﻀﺎﺋﻲ ﻣﺰدوج‬

‫اﻟﺛﻼﺛﺔ اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﺗﺷرﯾﻌﯾﺔ‪ ،‬اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ واﻟﺗﻧﻔﯾذﯾﺔ واﻟﺗﺧﺻص اﻟوظﯾﻔﻲ اﻟﻣوﺿوﻋﻲ ﻣﻊ وﺟود ﻧوع‬
‫‪1‬‬
‫ﻣن اﻟﺗﻌﺎون ﺑﯾن ﻫذﻩ اﻟﺳﻠطﺎت‪.‬‬

‫ﺛﺎﻟﺛﺎ‪ :‬اﻷﺳﺎس اﻟﻣﻧطﻘﻲ‬

‫ﯾﺗﻣﺛل اﻷﺳﺎس اﻟﻣﻧطﻘﻲ ﻓﻲ ﻣﺑرر ﻣﻧطﻘﻲ وواﻗﻌﻲ‪ ،‬و ﺗﻔﺳﯾر ذﻟك أن اﻷﻋﻣﺎل اﻹدارﯾﺔ‬
‫واﻟﻌﻼﻗﺎت اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ اﻹدارﯾﺔ و اﻟﻣﻧﺎزﻋﺎت اﻹدارﯾﺔ اﻟﻧﺎﺟﻣﺔ ﻋﻧﻬﺎ‪ ،‬ﻧظ ار ﻟﺗﺄﺳﯾﺳﻬﺎ ﻋﻠﻰ أﺳﺎس ﻓﻛرة‬
‫اﻟﻣرﻓق اﻟﻌﺎم و اﻟﻣﺑﺎدئ اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺣﻛم ﺳﯾر اﻟﻣراﻓق اﻟﻌﺎﻣﺔ )ﺣﺳن ﺳﯾر اﻟﻣراﻓق‬
‫اﻟﻌﺎﻣﺔ ﺑﺎﻧﺗظﺎم ٕواطراد‪ ،‬وﻣﺑدأ ﻗﺎﺑﻠﯾﺔ اﻟﻣراﻓق اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠﺗﻐﯾﯾر واﻟﺗﺑدل‪ ،‬و ﻣﺑدأ اﻟﻣﺳﺎواة أﻣﺎم اﻟﻣراﻓق‬
‫‪2‬‬
‫اﻟﻌﺎﻣﺔ(‪.‬‬

‫راﺑﻌﺎ‪ :‬اﻷﺳﺎس اﻟﻌﻠﻣﻲ‬


‫ﺑرر ﻓﻘﻬﺎء ﻧظﺎم ازدواﺟﯾﺔ اﻟﻘﺿﺎء ﻫذا اﻟﻧظﺎم ﺑﺣﻛم وﺟود ﻗﺎﻧون ﻣﺗﻣﯾز ﯾﺄﺧذ ﺑﻌﯾن‬
‫اﻻﻋﺗﺑﺎر ﻣﺗطﻠﺑﺎت اﻟﻧﺷﺎط اﻹداري‪ ،‬و ﺣﻣﺎﯾﺔ ﺣﻘوق و ﺣرﯾﺎت اﻷﺷﺧﺎص و ﻫو اﻟﻘﺎﻧون اﻹداري‬
‫ﻗﺎﻧون ﻣﺻدرﻩ اﻟﻘﺿﺎء اﻹداري اﻟذي ﻓرض ﻧﻔﺳﻪ ﻛﻘﺎﺿﻲ ﻣﺗﺧﺻص دون ﺳواﻩ ﻓﻲ ﺗﻔﺳﯾر‬
‫اﻟﻘﺎﻧون و ﺗطﺑﯾﻘﻪ و ﺗطوﯾرﻩ‪ ،‬و ﻫﻛذا أﺻﺑﺢ اﻟﻣﺑرر اﻟﺗﻘﻧﻲ و اﻟﻌﻠﻣﻲ اﻟﻣﺑرر اﻟﺣﺎﻟﻲ‪ ،‬ﻟﻠﺑﻘﺎء ﻋﻠﻰ‬
‫‪3‬‬
‫ﻧظﺎم ازدواﺟﯾﺔ اﻟﻘﺿﺎء‪.‬‬
‫اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻧﻲ‪ :‬أﺳس اﻟﺗﻧظﯾم اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ اﻟﻣزدوج ﻓﻲ اﻟﺟزاﺋر‬
‫ﯾﺳﺗﻣد اﻟﺗﻧظﯾم اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ اﻟﺟزاﺋري اﻟﻣزدوج ﺑﺻﻔﺔ ﺧﺎﺻﺔ أﺳﺳﻪ ﻣن ﻋدة ﺟواﻧب ﻣﻧﻬﺎ ﻣﺎ‬
‫ﻫو دﺳﺗوري و اﻵﺧر ﺗﺷرﯾﻌﻲ وﺣﺗﻰ اﻟﺗﻧظﯾﻣﻲ‪.‬‬
‫أوﻻ‪ :‬اﻷﺳﺎس اﻟدﺳﺗوري‬
‫إن اﻟدارس ﻟﻠﺗﻧظﯾم اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ اﻟﺟزاﺋري ﻓﻲ ﻋﻬد اﻻﺳﺗﻘﻼل‪ ،‬و ﺑﺎﻟذات ﺑﺻدور دﺳﺗور‬
‫‪ 1996‬ﯾﻛون أول ﻧص ﯾﻛرس ﻧظﺎم اﻻزدواﺟﯾﺔ اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﺟزاﺋر ﻓﻲ ﻋﻬد اﻻﺳﺗﻘﻼل‬

‫‪ 1‬ﻋواﺑدي ﻋﻣﺎر‪ ،‬ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق‪ ،‬ص‪ -‬ص ‪.63-62‬‬


‫‪2‬‬
‫ﻣرﺟﻊ ﻧﻔﺳﻪ‪ ،‬ص ‪.64‬‬
‫‪3‬‬
‫ﻋواﺑدي ﻋﻣﺎر‪ ،‬ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق‪ ،‬ص ‪.65‬‬

‫‪31‬‬
‫اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎﻧﻲ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ﻧﺤﻮ ﻧﻈﺎم ﻗﻀﺎﺋﻲ ﻣﺰدوج‬

‫وﺑﺎﻟرﺟوع إﻟﻰ اﻟﻣﺎدة ‪ 152‬ﻣن دﺳﺗور ‪ 1996‬ﻓﺈﻧﻬﺎ ﺗﺷﯾر إﻟﻰ ﻫﯾﺋﺎت ﻗﺿﺎﺋﯾﺔ إدارﯾﺔ ﯾﺗرأﺳﻬﺎ‬
‫ﻣﺟﻠس اﻟدوﻟﺔ‪ ،‬إﻟﻰ ﺟﺎﻧب ﺟﻬﺎز ﻗﺿﺎﺋﻲ ﻋﺎدي ﺗﺗرأﺳﻪ اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﻌﻠﯾﺎ‪ ،‬ووﺟود ﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﺗﻧﺎزع‬
‫‪1‬‬
‫ﻛﺟﻬﺔ ﺗﻧظر ﻓﻲ ﻣﺳﺎﺋل ﺗﻧﺎزع اﻻﺧﺗﺻﺎص ﺑﯾن ﻫذﯾن اﻟﺟﻬﺎزﯾن‪.‬‬
‫ﺛﺎﻧﯾﺎ‪ :‬اﻷﺳﺎس اﻟﺗﺷرﯾﻌﻲ‬
‫ﯾﺗﻣﺛل اﻷﺳﺎس اﻟﺗﺷرﯾﻌﻲ ﻓﻲ اﻟﻘواﻧﯾن اﻟﻌﺿوﯾﺔ رﻗم ‪ ،201-98‬ورﻗم ‪ 302-98‬اﻟﻣؤرﺧﯾن‬
‫ﻓﻲ ‪ 1998-05-30‬وﯾﺗﻌﻠق اﻷول ﺑﺎﺧﺗﺻﺎص ﻣﺟﻠس اﻟدوﻟﺔ ﺗﻧظﯾﻣﻪ وﻋﻣﻠﻪ‪ ،‬واﻟﺛﺎﻧﻲ ﺑﺎﻟﻣﺣﺎﻛم‬

‫اﻹدارﯾﺔ‪ ،‬واﻟﻘﺎﻧون اﻟﻌﺿوي رﻗم ‪ 403-98‬اﻟﻣﺗﻌﻠق ﺑﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﺗﻧﺎزع ﺗﻧظﯾﻣﻬﺎ وﻋﻣﻠﻬﺎ‪.‬‬


‫‪5‬‬
‫إﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ اﻟﻘواﻧﯾن اﻟﻌﺿوﯾﺔ اﻟﺳﺎﺑﻘﺔ‪ ،‬ﻓﻘد أﺻدر اﻟﻣﺷرع اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻌﺿوي رﻗم ‪11-05‬‬
‫اﻟﻣؤرخ ﻓﻲ ‪ 17‬ﯾوﻟﯾو ‪ 2005‬اﻟﻣﺗﻌﻠق ﺑﺎﻟﺗﻧظﯾم اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ‪ ،‬وزﯾﺎدة ﻋﻠﻰ اﻟﻧﺻوص اﻟﺳﺎﺑﻘﺔ اﻹﺷﺎرة‬
‫إﻟﯾﻬﺎ ﯾﻌﺗﺑر اﻟﻘﺎﻧون رﻗم ‪ 09-08‬اﻟﻣؤرخ ﻓﻲ ‪ 2008/02/25‬اﻟﻣﺗﺿﻣن ﻗﺎﻧون اﻹﺟراءات اﻟﻣدﻧﯾﺔ‬
‫‪6‬‬
‫واﻹدارﯾﺔ ﻗﺎﻧوﻧﺎ ﻣﻧﺢ ﻹﺟراءات اﻟﺧﺻوﻣﺔ اﻹدارﯾﺔ ﺑﻌد ﺳﻧﺔ ‪ 1996‬طﺎﺑﻌﻬﺎ اﻟﻣﻣﯾز‪.‬‬
‫ﺛﺎﻟﺛﺎ‪ :‬اﻷﺳﺎس اﻟﺗﻧظﯾﻣﻲ‬

‫ﺗطﺑﯾﻘﺎ ﻟﻠﻘﺎﻧون اﻟﻌﺿوي رﻗم ‪ 01-98‬ﺻدرت اﻟﺗﻧظﯾﻣﺎت )اﻟﻣراﺳﯾم( اﻵﺗﯾﺔ‪:‬‬

‫‪1‬‬
‫رﺑﺎح ﻋﺑد اﻟﻘﺎدر‪ ،‬ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق‪ ،‬ص ‪.52‬‬
‫‪2‬‬
‫ﻗﺎﻧون ﻋﺿوي رﻗم ‪ 01-98‬اﻟﻣؤرخ ﻓﻲ ‪ 1998-05-30‬ﯾﺗﻌﻠق ﺑﺎﺧﺗﺻﺎﺻﺎت ﻣﺟﻠس اﻟدوﻟﺔ ﺗﻧظﯾﻣﻪ و ﻋﻣﻠﻪ‪ ،‬اﻟﺟرﯾدة‬
‫اﻟرﺳﻣﯾﺔ اﻟﻌدد ‪ ،37‬ﺑﺗﺎرﯾﺦ ‪ 01‬ﺟوان ‪.1998‬‬
‫‪3‬‬
‫ﻗﺎﻧون ﻋﺿوي رﻗم ‪ 02-98‬اﻟﻣؤرخ ﻓﻲ ‪ 1998-05-30‬ﯾﺗﻌﻠق ﺑﺎﻟﻣﺣﺎﻛم اﻹدارﯾﺔ‪ ،‬اﻟﺟرﯾدة اﻟرﺳﻣﯾﺔ اﻟﻌدد ‪ ،37‬ﺑﺗﺎرﯾﺦ‬
‫‪ 01‬ﺟوان ‪.1998‬‬
‫‪4‬‬
‫ﻗﺎﻧون ﻋﺿوي رﻗم ‪ 03-98‬اﻟﻣؤرخ ﻓﻲ ‪ 1998-06-03‬ﯾﺗﻌﻠق ﺑﺎﺧﺗﺻﺎﺻﺎت ﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﺗﻧﺎزع و ﺗﻧظﯾﻣﻬﺎ و ﻋﻣﻠﻬﺎ‪ ،‬اﻟﺟرﯾدة‬
‫اﻟرﺳﻣﯾﺔ اﻟﻌدد ‪ 39‬ﺑﺗﺎرﯾﺦ ‪ 07‬ﯾوﻧﯾو ‪.1998‬‬
‫‪5‬‬
‫ﻗﺎﻧون ﻋﺿوي رﻗم ‪ 11-05‬اﻟﻣؤرخ ﻓﻲ ‪ 17‬ﯾوﻟﯾو ‪ 2005‬ﯾﺗﻌﻠق ﺑﺎﻟﺗﻧظﯾم اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ‪ ،‬اﻟﺟرﯾدة اﻟرﺳﻣﯾﺔ اﻟﻌدد ‪ ،51‬ﺑﺗﺎرﯾﺦ‬
‫‪ 20‬ﯾوﻟﯾو ‪ .2005‬واﻟﻣﻌدل ﺑﺎﻟﻘﺎﻧون اﻟﻌﺿوي رﻗم ‪ 06-17‬اﻟﻣؤرخ ﻓﻲ ‪ 27‬ﻣﺎرس ‪ 2017‬اﻟﺟرﯾدة اﻟرﺳﻣﯾﺔ اﻟﻌدد ‪ ،20‬ﺑﺗﺎرﯾﺦ‬
‫‪.2017/03/29‬‬
‫‪6‬‬
‫رﺑﺎح ﻋﺑد اﻟﻘﺎدر‪ ،‬ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق‪ ،‬ص ‪.55‬‬

‫‪32‬‬
‫اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎﻧﻲ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ﻧﺤﻮ ﻧﻈﺎم ﻗﻀﺎﺋﻲ ﻣﺰدوج‬

‫اﻟﻣرﺳوم اﻟرﺋﺎﺳﻲ ‪ 1187-98‬اﻟﻣؤرخ ﻓﻲ ‪ 30‬ﻣﺎي ‪ 1998‬اﻟﻣﺗﺿﻣن ﺗﻌﯾﯾن أﻋﺿﺎء‬


‫ﻣﺟﻠس اﻟدوﻟﺔ و اﻟﻣرﺳوم رﻗم ‪ 2261-98‬اﻟﻣؤرخ ﻓﻲ ‪ 29‬أوت ‪ 1998‬اﻟﻣﺣدد ﻟﻸﺷﻛﺎل‬
‫واﻟﻛﯾﻔﯾﺎت اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﺎﻻﺳﺗﺷﺎرة ﻟدى ﻣﺟﻠس اﻟدوﻟﺔ‪.‬‬

‫و ﻛذا اﻟﻣرﺳوم اﻟﺗﻧﻔﯾذي رﻗم ‪ 3322-98‬اﻟﻣؤرخ ﻓﻲ ‪ 13‬أﻛﺗوﺑر ‪ 1998‬اﻟﻣﺣدد ﺗﺻﻧﯾف‬


‫وظﯾﻔﺗﻪ اﻷﻣﯾن اﻟﻌﺎم ﻟﻣﺟﻠس اﻟدوﻟﺔ‪.‬‬

‫و ﻛذﻟك اﻟﻣرﺳوم اﻟﺗﻧﻔﯾذي رﻗم ‪ 4165-03‬اﻟﻣؤرخ ﻓﻲ ‪ 09‬أﻓرﯾل ‪ 2003‬و اﻟذي ﯾﺣدد‬


‫ﺷروط وﻛﯾﻔﯾﺎت ﺗﻌﯾﯾن ﻣﺳﺗﺷﺎري اﻟدوﻟﺔ ﻓﻲ ﻣﻬﻣﺔ ﻏﯾر ﻋﺎدﯾﺔ ﻟدى ﻣﺟﻠس اﻟدوﻟﺔ‪.‬‬
‫‪5‬‬
‫أﻣﺎ ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠﻘﺎﻧون اﻟﻌﺿوي رﻗم ‪ 02-98‬ﻓﺻدر اﻟﻣرﺳوم اﻟﺗﻧﻔﯾذي رﻗم ‪356-98‬‬
‫اﻟﻣؤرخ ﻓﻲ ‪ 14‬ﻧوﻓﻣﺑر ‪ 1998‬و اﻟذي ﯾﺣدد ﻛﯾﻔﯾﺎت ﺗطﺑﯾق أﺣﻛﺎم اﻟﻘﺎﻧون رﻗم ‪.02-98‬‬

‫اﻟﻣطﻠب اﻟﺛﺎﻧﻲ‪ :‬ﺗﻘدﯾر اﻟﺗﻧظﯾم اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ اﻟﻣزدوج‬

‫ﻟم ﯾﺗﻔق ﻓﻘﻬﺎء اﻟﻘﺎﻧون اﻹداري ﺣول اﻟﻘﯾﻣﺔ اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ ﻟﻧظﺎم اﻻزدواﺟﯾﺔ ﻓﻲ ﻣدى ﻧﺟﺎﻋﺗﻪ‬
‫وﻣﺳﺎﯾرﺗﻪ ﻟﺗطورات اﻟﻘﺎﻧون اﻹداري‪ ،‬و ﻟﻬذا اﻧﻘﺳم اﻟﻔﻘﻪ إﻟﻰ ﻣؤﯾد وﻣﻌﺎرض‪ ،‬ﺑﻌﺿﻬم ﯾرون أﻧﻪ‬
‫اﻟﻧظﺎم اﻟذي ﻟطﺎﻟﻣﺎ أﺛﺑت ﻧﺟﺎﺣﻪ ﻓﻲ اﻟﻔﺻل ﺑﯾن اﻟوظﯾﻔﺔ اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ اﻟﻌﺎدﯾﺔ و اﻟوظﯾﻔﺔ اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ‬
‫اﻹدارﯾﺔ و إرﺳﺎء ﻣﺑدأ اﻟﻔﺻل ﺑﯾن اﻟﺳﻠطﺎت‪ ،‬و آﺧرون ﯾﻧﺗﻘدون ﺑطء اﻹﺟراءات ﻓﻲ ﻫذا اﻟﻧظﺎم‬

‫‪1‬‬
‫اﻟﻣرﺳوم اﻟرﺋﺎﺳﻲ رﻗم ‪ 187-98‬اﻟﻣؤرخ ﻓﻲ ‪ 30‬ﻣﺎي ‪ 1998‬اﻟﻣﺗﺿﻣن ﺗﻌﯾﯾن أﻋﺿﺎء ﻣﺟﻠس اﻟدوﻟﺔ‪ ،‬اﻟﺟرﯾدة اﻟرﺳﻣﯾﺔ اﻟﻌدد‬
‫‪ ،44‬ﺑﺗﺎرﯾﺦ ‪ 17‬ﯾوﻟﯾو ‪.1998‬‬
‫‪2‬‬
‫اﻟﻣرﺳوم اﻟﺗﻧﻔﯾذي رﻗم ‪ 261-98‬اﻟﻣؤرخ ﻓﻲ ‪ 29‬أوت ‪ 1998‬ﯾﺗﻌﻠق ﺑﺎﻷﺷﻛﺎل و اﻟﻛﯾﻔﯾﺎت اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﺎﻻﺳﺗﺷﺎرة ﻟدى ﻣﺟﻠس‬
‫اﻟدوﻟﺔ‪ ،‬اﻟﺟرﯾدة اﻟرﺳﻣﯾﺔ اﻟﻌدد ‪ ،64‬ﺑﺗﺎرﯾﺦ ‪ 30‬أوت ‪.1998‬‬
‫‪3‬‬
‫اﻟﻣرﺳوم اﻟﺗﻧﻔﯾذي رﻗم ‪ 322-98‬اﻟﻣؤرخ ﻓﻲ ‪ 13‬أﻛﺗوﺑر ‪ 1998‬اﻟﻣﺣدد ﺗﺻﻧﯾف وظﯾﻔﺔ اﻷﻣﯾن اﻟﻌﺎم ﻟﻣﺟﻠس اﻟدوﻟﺔ‪ ،‬اﻟﺟرﯾدة‬
‫اﻟرﺳﻣﯾﺔ اﻟﻌدد ‪ ،77‬ﺑﺗﺎرﯾﺦ ‪ 14‬أﻛﺗوﺑر ‪.1998‬‬
‫‪4‬‬
‫اﻟﻣرﺳوم اﻟﺗﻧﻔﯾذي رﻗم ‪ 165-03‬اﻟﻣؤرخ ﻓﻲ ‪ 09‬أﺑرﯾل ‪ 2003‬اﻟﻣﺗﻌﻠق ﺑﺗﺣدﯾد ﺷروط و ﻛﯾﻔﯾﺎت ﺗﻌﯾﯾن ﻣﺳﺗﺷﺎري اﻟدوﻟﺔ ﻓﻲ‬
‫ﻣﻬﻣﺔ ﻏﯾر ﻋﺎدﯾﺔ ﻟدى ﻣﺟﻠس اﻟدوﻟﺔ‪ ،‬اﻟﺟرﯾدة اﻟرﺳﻣﯾﺔ اﻟﻌدد ‪ 26‬ﺑﺗﺎرﯾﺦ ‪ 13‬أﺑرﯾل ‪2003‬‬
‫‪5‬‬
‫اﻟﻣرﺳوم اﻟﺗﻧﻔﯾذي رﻗم ‪ 356-98‬اﻟﻣؤرخ ﻓﻲ ‪ 14‬ﻧوﻓﻣﺑر ‪ 1998‬و اﻟﻣﺗﻌﻠق ﺑﺗﺣدﯾد ﻛﯾﻔﯾﺎت ﺗطﺑﯾق أﺣﻛﺎم اﻟﻘﺎﻧون ‪،02-98‬‬
‫اﻟﺟرﯾدة اﻟرﺳﻣﯾﺔ اﻟﻌدد ‪ ،85‬ﺑﺗﺎرﯾﺦ ‪ 15‬ﻧوﻓﻣﺑر ‪.1998‬‬

‫‪33‬‬
‫اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎﻧﻲ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ﻧﺤﻮ ﻧﻈﺎم ﻗﻀﺎﺋﻲ ﻣﺰدوج‬

‫وﻋدم دﻗﺔ ﻗواﻋد ﺗوزﯾﻊ اﻻﺧﺗﺻﺎص‪ ،‬و ﻋﻠﻰ اﻟﻌﻣوم ﻓﺈن ﻧظﺎم اﻻزدواﺟﯾﺔ اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ ﻛﺄي ﻧظﺎم‬
‫‪1‬‬
‫آﺧر ﻟﻪ ﻣزاﯾﺎ و ﻋﯾوب‪.‬‬

‫اﻟﻔرع اﻷول‪ :‬ﻣزاﯾﺎ اﻟﺗﻧظﯾم اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ اﻟﻣزدوج‬

‫ﻧظﺎم اﻻزدواﺟﯾﺔ اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ ﻟﻪ ﺟﻣﻠﺔ ﻣن اﻟﻣزاﯾﺎ ﻣن اﻟﺻﻌوﺑﺔ ﺑﻣﻛﺎن اﻧﻛﺎرﻫﺎ و ذﻟك ﻣن‬
‫ﺧﻼل‪:‬‬

‫أوﻻ‪ :‬ﻫذا اﻟﻧظﺎم ﯾﺿﻣن وﺟود ﻗﺿﺎء إداري ﻣﺗﺧﺻص وﻣﺳﺗﻘل ﯾﺗﻔق وطﺑﯾﻌﺔ اﻟﻌﻼﻗﺎت اﻟﺗﻲ ﺗﻘوم‬
‫ﺑﯾن اﻷﻓراد و اﻹدارة و اﻟﺗﻲ ﺗﺧﺗﻠف ﻋن ﺗﻠك اﻟﺗﻲ ﺗﻘوم ﺑﯾن اﻷﻓراد ﻓﻲ ﻧطﺎق اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺧﺎص‬
‫ﻓﻣﺛل ﻫﻛذا ﻗﺿﺎء ﻣﺗﺧﺻص ﻓﻲ اﻟﻣﺳﺎﺋل اﻹدارﯾﺔ ﯾﻌﻣل ﻋﻠﻰ إﻧﺷﺎء و ﺗطﺑﯾق اﻟﻘواﻋد اﻟﺗﻲ‬
‫‪2‬‬
‫ﺗﺗﻧﺎﺳب ﻣﻊ طﺑﯾﻌﺔ اﻟرواﺑط اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ اﻹدارﯾﺔ‪.‬‬

‫إن ﺗﺧﺻص اﻟﻘﺿﺎة ﻓﻲ اﻟﻧظﺎم اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ اﻟﻣزدوج ﯾؤدي ﺑﺎﻟﻘﺿﺎة إﻟﻰ اﻟﻔﻬم اﻟﻌﻣﯾق‬
‫ﻟﻣﺷﺎﻛل وﻧﺷﺎط اﻹدارة واﻟﻣﻬﺎم اﻟﻣﻧوطﺔ ﺑﻬﺎ‪ ،‬وﻫو ﻣﺎ ﯾﻧﻌﻛس ﺑﺎﻹﯾﺟﺎب ﻋﻠﻰ ﻣﺳﺗوى اﻷﺣﻛﺎم‬
‫وﻫﻛذا ﺑﻔﻌل اﻟﺗﺧﺻص أﺛﺑﺗت ﻫﯾﺋﺎت اﻟﻘﺿﺎء اﻹداري ﻓﻲ ﻓرﻧﺳﺎ ﻛﻔﺎءﺗﻬﺎ اﻟﻌﺎﻟﯾﺔ إﻟﻰ درﺟﺔ أن‬
‫‪3‬‬
‫ﻧظرﯾﺎت اﻟﻘﺎﻧون اﻹداري ﻛﺎﻧت ﻓﻲ أﻏﻠﺑﻬﺎ إن ﻟم ﻧﻘل ﻛﻠﻬﺎ ﻣن ﺻﻧﻊ ﻫذا اﻟﻘﺿﺎء‪.‬‬

‫ﺛﺎﻧﯾﺎ‪ :‬ﯾراﻋﻲ ﻫذا اﻟﻧظﺎم ﻣرﻛز اﻹدارة‪ ،‬إذ ﻻ ﺗﻌد طرﻓﺎ ﻋﺎدﯾﺎ ﻓﻲ اﻟﺧﺻوﻣﺔ‪ ،‬ﺑﺣﯾث ﺗﺗﻣﺗﻊ ﺑﺎﻟﻛﺛﯾر‬
‫ﻣن اﻻﻣﺗﯾﺎزات اﻟﺳﻠطوﯾﺔ ﻛﺳﻠطﺔ إﺻدار ﻗ اررات ﻧﺎﻓذة‪ ،‬و ﺳﻠطﺔ ﺗﻌدﯾل اﻟﻌﻘود اﻹدارﯾﺔ‪ ،‬وﺳﻠطﺔ‬
‫ﻧزع اﻟﻣﻠﻛﯾﺔ ﻟﻠﻣﻧﻔﻌﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ و اﻟﻣﻼﺣظ أن اﻻﻋﺗراف ﻟﻠﻘﺿﺎء اﻹداري ﻓﻲ ﻛل ﻣن اﻟﺗﺷرﯾﻌﯾن‬
‫اﻟﻔرﻧﺳﻲ و اﻟﺟزاﺋري ﺑﺳﻠطﺔ ﺗوﺟﯾﻪ أواﻣر إﻟﻰ اﻹدارة ﻟﺿﻣﺎن ﺗﻧﻔﯾذ اﻷﺣﻛﺎم اﻹدارﯾﺔ‪ ،‬وﺳﻠطﺔ‬

‫‪1‬‬
‫زواﯾد اﻟطﯾب‪ ،‬و طوﺷﺎن ﺧدﯾﺟﺔ‪ ،‬ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق‪ ،‬ص ‪.76‬‬
‫‪2‬‬
‫ﻋﻠﻲ ﺳﻌد ﻋﻣران‪ ،‬ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق‪ ،‬ص ‪.101‬‬
‫‪ 3‬ﻣﺳﻌود ﺷﯾﻬوب‪ ،‬ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق‪ ،‬ص‪.173‬‬

‫‪34‬‬
‫اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎﻧﻲ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ﻧﺤﻮ ﻧﻈﺎم ﻗﻀﺎﺋﻲ ﻣﺰدوج‬

‫اﻟﺣﻛم ﻋﻠﯾﻬﺎ ﺑﻐراﻣﺔ ﺗﻬدﯾدﯾﺔ ﻗد أﺿﻌف ﺑﻌض اﻟﺷﻲء ﻣن ﻣراﻛز اﻹدارة ﻛﺧﺻم ﻣﺗﻣﯾز أﻣﺎم‬
‫‪1‬‬
‫اﻟﻘﺿﺎء‪.‬‬

‫ﺛﺎﻟﺛﺎ‪ :‬ﻋن طرﯾق اﻟﻘﺿﺎء اﻹداري ﯾﻣﻛن اﻟﺗوﻓﯾق ﺑﯾن اﻟﻣﺻﻠﺣﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ وﻣﺎ ﯾﺟب ﻟﺗﺣﻘﯾﻘﻬﺎ ﻣن‬
‫ﺗﻣﺗﻊ اﻹدارة ﺑﻘدر ﻣن اﻻﺳﺗﻘﻼل وﺣرﯾﺔ اﻟﺗﻘدﯾر‪ ،‬و ﺑﯾن ﻣﺻﺎﻟﺢ اﻷﻓراد و اﻟﻣﺗﻣﺛﻠﺔ ﻓﻲ ﺣﻣﺎﯾﺔ‬
‫ﺣﻘوﻗﻬم و ﺣرﯾﺎﺗﻬم‪ ،‬و ذﻟك ﻣن ﺧﻼل ﺗﺄﻛﯾد ﻣﺑدأ اﻟﻣﺷروﻋﯾﺔ اﻟذي ﯾوﺟب ﻋﻠﻰ اﻹدارة أن ﺗﻌﻣل‬
‫‪2‬‬
‫ﻓﻲ ظﻠﻪ دون أن ﺗﺗﺟﺎوز ﻧطﺎﻗﻪ‪.‬‬

‫راﺑﻌﺎ‪ :‬ﻋﻠﻰ اﻟرﻏم ﻣن أن ﻧظﺎم اﻟﻘﺿﺎء اﻟﻣزدوج ﻛﻣﺎ ﻋرﺿﻧﺎﻩ ﯾﺗﺳم –ﻓﻲ رأﯾﻧﺎ‪ -‬ﺑﻧوع ﻣن‬
‫اﻹﺟراءات اﻟطوﯾﻠﺔ واﻟﻣﻌﻘدة ﻣﻘﺎرﻧﺔ ﻣﻊ ﻣﺎ ﯾﺟب أن ﯾﻛون‪ ،‬ﻓﺈن ﺑﻌﺿﻬم ﯾﺻﻔﻪ ﺑﺎﻟﻧظﺎم ذو‬
‫اﻹﺟراءات اﻟﺑﺳﯾطﺔ واﻷﻗل ﺗﻛﻠﻔﺔ واﻷﻛﺛر ﺳرﻋﺔ ﻣﻘﺎرﻧﺔ ﻣﻊ إﺟراءات اﻟﻘﺿﺎء اﻟﻣوﺣد‪.‬‬

‫ﺧﺎﻣﺳﺎ‪ :‬وﺟود ﻗﺿﺎء إداري ﺧﺎص ﺑﺎﻹدارة ﯾﻌﻧﻲ ﺗﺧﻔﯾف اﻟﻌبء ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺣﺎﻛم اﻟﻌﺎدﯾﺔ اﻟﺗﻲ‬
‫ﺗﻌرف ﺗراﻛم ﻓﻲ ﺣﺟم اﻟﻘﺿﺎﯾﺎ وﺑطء ﻣﻠﺣوظ ﻓﻲ اﻟﻔﺻل ﻓﯾﻬﺎ‪ ،‬وﺳﯾزداد ﻫذا اﻟﺗراﻛم ﺣدة وذﻟك‬
‫اﻟﺑطء ﺛﻘﻼ ﻛﻠﻣﺎ ﻛﺎن اﻟﻧظﺎم اﻟﻣوﺣد ﻷن ﻧﻔس اﻟﻬﯾﺋﺎت ﺗﺳﻧد ﻟﻬﺎ ﺣﯾﻧﻬﺎ ﻧوﻋﺎن ﻣن اﻟﻣﻧﺎزﻋﺎت‬
‫‪3‬‬
‫)اﻟﻣدﻧﯾﺔ واﻹدارﯾﺔ(‪.‬‬

‫اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻧﻲ‪ :‬ﻋﯾوب اﻟﺗﻧظﯾم اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ اﻟﻣزدوج‬

‫وﺟﻪ ﻟﻧظﺎم ازدواﺟﯾﺔ اﻟﻘﺿﺎء ﻋدة اﻧﺗﻘﺎدات ﻣن طرف ﺧﺻوم ﻫذا اﻟﻧظﺎم‪ ،‬و ﻻ ﺳﯾﻣﺎ‬
‫أﻧﺻﺎر ﻧظﺎم وﺣدة اﻟﻘﺿﺎء و اﻟﻘﺎﻧون‪ ،‬و ﻣن أﻫم اﻻﻧﺗﻘﺎدات اﻟﺗﻲ ﺳﺟﻠت ﻫﻲ‪:‬‬
‫أوﻻ‪ :‬ﺑطء و ﺗراﻛم اﻟﻔﺻل ﻓﻲ اﻟﻘﺿﺎﯾﺎ ﺑﻔﻌل اﻹﺟراءات اﻟﻛﺗﺎﺑﯾﺔ اﻟطوﯾﻠﺔ ﻣن ﺟﻬﺔ و ﻛﺛرة اﻟﻘﺿﺎﯾﺎ‬
‫ﻣن ﺟﻬﺔ ﺛﺎﻧﯾﺔ ﺑﺣﯾث أﻧﻪ ﻣﺎ زاﻟت اﻹﺟراءات اﻹدارﯾﺔ طوﯾﻠﺔ و ﻣﻌﻘدة ﻣﻘﺎرﻧﺔ ﻣﻊ اﻟﻣﺑﺎدئ‬
‫اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﺣق اﻟﻔرد ﻓﻲ ﻋداﻟﺔ ﺳرﯾﻌﺔ ﺑﺳﯾطﺔ و أﻗل ﺗﻛﻠﻔﺔ‪ ،‬و ﺣﺗﻰ إذا ﺻﺢ ﻣﺎ ﯾراﻩ اﻟﺑﻌض ﻣن‬

‫‪1‬‬
‫ﻋﺑد اﻟﻘﺎدر ﻋدو‪ ،‬ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق‪ ،‬ص ‪.47‬‬
‫‪2‬‬
‫ﻋﻠﻲ ﺳﻌد ﻋﻣران‪ ،‬ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق‪ ،‬ص ‪.101‬‬
‫‪ 3‬ﻣﺳﻌود ﺷﯾﻬوب‪ ،‬ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق‪ ،‬ص‪.174‬‬

‫‪35‬‬
‫اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎﻧﻲ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ﻧﺤﻮ ﻧﻈﺎم ﻗﻀﺎﺋﻲ ﻣﺰدوج‬

‫إن اﻹﺟ ارءات اﻹدارﯾﺔ ﻫﻲ اﻷﻛﺛر ﺑﺳﺎطﺔ و ﺳرﻋﺔ ﻣن اﻹﺟراءات اﻟﻣدﻧﯾﺔ ﻓﻲ ﻓرﻧﺳﺎ أو ﻣن‬
‫إﺟراءات ﻧظﺎم اﻟﻘﺿﺎء اﻟﻣوﺣد ﻓﻲ اﻟدول اﻷﻧﺟﻠوﺳﻛﺳوﻧﯾﺔ‪ ،‬ﻓﺈﻧﻬﺎ ﺗﺑﻘﻰ دون اﻟﻬدف اﻟﻣﻧﺷود ﻷن‬
‫‪1‬‬
‫اﻷﻓراد ﻣﺎ زاﻟوا ﯾﻠﻘون ﺻﻌوﺑﺔ إﺟراﺋﯾﺔ ﻓﻲ ﻣﻘﺎﺿﺎة اﻹدارة‪.‬‬

‫ﺛﺎﻧﯾﺎ‪ :‬ﻛﻣﺎ أﺧذ ﻋﻠﻰ ﻧظﺎم اﻻزدواﺟﯾﺔ اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ‪ ،‬أﻧﻪ ﻧظﺎم ﻗﺿﺎﺋﻲ ﻣﻌﻘد و ﻏﺎﻣض وﺻﻌب‬
‫اﻟﺗطﺑﯾق‪ ،‬ﺣﯾث ﯾؤدي اﻋﺗﻧﺎﻗﻪ و ﺗطﺑﯾﻘﻪ إﻟﻰ إﺛﺎرة ووﺟود ﻣﺷﺎﻛل ﻗﺿﺎﺋﯾﺔ و ﻗﺎﻧوﻧﯾﺔ ﻋوﯾﺻﺔ‬
‫اﻟﺣل‪ ،‬ﻣﺛل ﻣﺷﻛﻠﺔ اﻟﺗﻧﺎزع ﻓﻲ اﻻﺧﺗﺻﺎص اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ ﺑﯾن ﺟﻬﺎت اﻟﻘﺿﺎء اﻹداري وﺟﻬﺎت اﻟﻘﺿﺎء‬
‫‪2‬‬
‫اﻟﻌﺎدي ﺗﻧﺎزﻋﺎ ﺳﻠﺑﯾﺎ أو إﯾﺟﺎﺑﯾﺎ‪ ،‬و ﺻدور أﺣﻛﺎم ﻣﺗﻧﺎﻗﺿﺔ‪.‬‬

‫ﻛﻣﺎ ﯾﻘﺎل أﯾﺿﺎ أن ﺗطﺑﯾق ﻗواﻋد ﻗﺎﻧوﻧﯾﺔ ﻋﺎدﯾﺔ ﻋﻠﻰ اﻹدارة ﻛطرف ﻓﻲ اﻟﻧزاع ﻓﯾﻪ ﻣﺣﺎﺑﺎة‬
‫ﻟﻺدارة و اﻋﺗداء ﻋﻠﻰ ﻣﺑدأ اﻟﻣﺳﺎواة أﻣﺎم اﻟﻘﺿﺎء أو اﻟﻘﺎﻧون‪ ،‬و ﺑﻬذا وﺟب إﻧﺷﺎء ﻗﺿﺎء‬
‫ﻣﺗﺧﺻص ﻣﻠم ﺑﻛﺎﻓﺔ ظروف اﻟﻣﻧﺎزﻋﺎت اﻟﺗﻲ ﯾﻔﺻل ﻓﯾﻬﺎ‪ ،‬ﻛﻣﺎ أن اﻟﻘﺿﺎء اﻹداري أﺛﺑت أﻧﻪ ﻻ‬
‫ﯾﺣﺎﺑﻲ اﻹدارة و إﻧﻣﺎ ﯾﻌﻣل ﻋﻠﻰ اﻟﺣﻔﺎظ ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺻﺎﻟﺢ اﻟﻌﺎﻣﺔ و ﺣﻣﺎﯾﺔ ﺣﻘوق اﻷﻓراد وﺣرﯾﺎﺗﻬم‬
‫‪3‬‬
‫ﺿد ﺗﻌﺳﻔﺎﺗﻬﺎ‪.‬‬

‫ﺛﺎﻟﺛﺎ‪ :‬ﻣﺎزاﻟت اﻹﺟراءات اﻹدارﯾﺔ طوﯾﻠﺔ وﻣﻌﻘدة ﻣﻘﺎرﻧﺔ ﻣﻊ اﻟﻣﺑﺎدئ اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﺣق اﻟﻔرد ﻓﻲ ﻋداﻟﺔ‬
‫ﺳرﯾﻌﺔ وﺑﺳﯾطﺔ وأﻗل ﺗﻛﻠﻔﺔ‪ ،‬وﺣﺗﻰ إذا ﺻﺢ ﻣﺎ ﯾراﻩ اﻟﺑﻌض ﻣن أن اﻹﺟراءات اﻹدارﯾﺔ ﻫﻲ أﻛﺛر‬
‫ﺑﺳﺎطﺔ وﺳرﻋﺔ ﻣن اﻹﺟراءات اﻟﻣدﻧﯾﺔ ﻓﻲ ﻓرﻧﺳﺎ أو ﻣن إﺟراءات ﻧظﺎم اﻟﻘﺿﺎء اﻟﻣوﺣد ﻓﻲ اﻟدول‬
‫اﻷﻧﺟﻠوﺳﻛﺳوﻧﯾﺔ‪ ،‬ﻓﺈﻧﻬﺎ ﺗﺑﻘﻰ اﻟﻬدف اﻟﻣﻧﺷود ﻷن اﻷﻓراد ﻣﺎزاﻟوا ﯾﻠﻘون ﺻﻌوﺑﺎت إﺟراﺋﯾﺔ ﺟﻣﺔ ﻓﻲ‬
‫‪4‬‬
‫ﻣﻘﺎﺿﺎة اﻹدارة‪ ،‬اﻷﻣر اﻟذي ﯾﻔرض ﻋﻠﯾﻬم اﻟﻠﺟوء إﻟﻰ ﺧدﻣﺎت اﻟﻣﺣﺎﻣﯾن‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫زواﯾد اﻟطﯾب و طوﺷﺎن ﺧدﯾﺟﺔ‪ ،‬ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق‪ ،‬ص ‪.78‬‬
‫‪2‬‬
‫ﻋواﺑدي ﻋﻣﺎر‪ ،‬ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق‪ ،‬ص ‪.67‬‬
‫‪3‬‬
‫زواﯾد اﻟطﯾب و طوﺷﺎن ﺧدﯾﺟﺔ‪ ،‬ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق‪ ،‬ص ‪.79‬‬
‫‪ 4‬ﻣﺳﻌود ﺷﯾﻬوب‪ ،‬ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق‪ ،‬ص‪.175‬‬

‫‪36‬‬
‫اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎﻧﻲ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ﻧﺤﻮ ﻧﻈﺎم ﻗﻀﺎﺋﻲ ﻣﺰدوج‬

‫ﺧﻼﺻﺔ اﻟﻔﺻل‪:‬‬

‫ﺗطرﻗﻧﺎ ﻓﻲ ﻫذا اﻟﻔﺻل اﻟﻰ ﻣﺎﻫﯾﺔ اﻟﺗﻧظﯾم اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ اﻟﻣزدوج‪ ،‬واﻟﻣراﺣل اﻟﺗﻲ ﻣرﺑﻬﺎ‪ ،‬ﺳواء‬
‫ﻓﻲ اﻟدوﻟﺔ اﻷم ﻓرﻧﺳﺎ‪ ،‬أو اﻟدول اﻟﺗﻲ ﺗﺑﻧﺗﻪ وﻫﻲ ﻋدﯾدة ﻣﻧﻬﺎ اﻟﺟزاﺋر‪ ،‬ﻛذﻟك اﺳس اﻟﺗﻧظﯾم‬
‫اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ اﻟﻣزدوج و ﺗﻘدﯾرﻩ‪ ،‬ورﻏم اﻟﺻﻌوﺑﺎت اﻟﺗﻲ واﺟﻬت اﻟﺗﻧظﯾم ﻓﻲ ﻓرﻧﺳﺎ ﻓﻲ ﺑداﯾﺔ اﻷﻣر‪ ،‬إﻻ‬
‫أﻧﻪ ﺗطور وازدﻫر ﺑﻔﺿل ﻣﺟﻬودات اﻟﺛوار اﻟﻔرﻧﺳﯾن وﻋدة ﻋواﻣل أﺧرى‪ ،‬وﺻوﻻ اﻟﻰ اﻟدور اﻟﻬﺎم‬
‫اﻟذي ﻟﻌﺑﻪ ﻣﺟﻠس اﻟدوﻟﺔ اﻟﻔرﻧﺳﻲ ﻓﻲ ارﺳﺎء أﺳس وأرﻛﺎن ﻫذا اﻟﺗﻧظﯾم‪.‬‬

‫ﺑﯾﻧﻣﺎ ﻓﻲ اﻟﺟزاﺋر وﺑﺻدور دﺳﺗور ‪ 1996‬واﻟذي ﯾﻌد اﻟﻠﺑﻧﺔ اﻻﺳﺎﺳﯾﺔ ﺑﺷﻧﻲ ﻧظﺎم‬
‫اﻻزدواﺟﯾﺔ‪ ،‬وﻟم ﯾﻛن ذﻟك وﻟﯾد اﻟﺻدﻓﺔ وأﻧﻬﺎ ﻛﺎن ﻧﺗﯾﺟﺔ ظروف ﺳﺎﻋدت ﻋﻠﻰ ذﻟك أﻫﻣﻬﺎ ﺗزاﯾد‬
‫ﺣﺟم اﻟﻣﻧﺎزﻋﺎت اﻹدارﯾﺔ‪ ،‬وﺗوﻓر اﻟﺟﺎﻧب اﻟﺑﺷري ﻣن إطﺎرات وﻗﺿﺎة ﻓﻲ ﻣرﻓق اﻟﻘﺿﺎء‪ ،‬وأﻫم‬
‫ﺳﺑب ﻫو ﺗﻐﯾر طﺑﯾﻌﺔ اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ اﻟﺟزاﺋري ﺧﺎﺻﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺳﺗوى اﻟﺛﻘﺎﻓﻲ واﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ واﻟﺳﯾﺎﺳﻲ‪.‬‬

‫رﻏم اﻟﻣﺟﻬودات اﻟﻣﺑذوﻟﺔ ﻣن طرف اﻟﻣﺷرع اﻟﺟزاﺋري‪ ،‬إﻻ أن ﺗﻛرﯾس اﻻزدواﺟﯾﺔ‬


‫اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ ﺑﻘﯾت ﻧﺳﺑﯾﺔ وﺗﻌﺗﺑر ازدواﺟﯾﺔ ﻫﯾﻛﻠﯾﺔ وﻓﻘط‪ ،‬ﻻ ﺗرﻗﻲ إﻟﻰ اﻻزدواﺟﯾﺔ اﻟﻣﺣﻘﻘﺔ واﻟﻣﻛرﺳﺔ‬
‫ﻓﻲ ﻓرﻧﺳﺎ‪.‬‬

‫‪37‬‬
‫اﻟﺧــــــــــﺎﺗﻣـــــــــــــﺔ‬
‫اﻟﺨﺎﺗﻤ ـ ـ ـ ـ ــﺔ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ‬

‫اﻗﺗرن اﻟﺗﻧظﯾم اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ اﻟﻣوﺣد ﺑﺎﻟدول اﻷﻧﺟﻠوﺳﻛﺳوﻧﯾﺔ واﻟذي ﯾﺳﻧد ﻓﯾﻪ إﺧﺗﺻﺎص اﻟﻧظر‬
‫ﻓﻲ اﻟدﻋوى أو اﻟﻣﻧﺎزﻋﺔ إﻟﻰ ﺟﻬﺔ ﻗﺿﺎﺋﯾﺔ واﺣدة ‪ ،‬وﻟذا ﯾﺗﻣﯾز اﻟﺗﻧظﯾم اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ اﻟﻣوﺣد ﺑﺟﻣﻠﺔ‬
‫ﻣن اﻟﺧﺻﺎﺋص أﻫﻣﻬﺎ وﺣدة اﻟﺟﻬﺎز اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ‪ ،‬وﺣدة اﻟﻘﺎﺿﻲ ‪،‬وﺣدة اﻟﻘواﻋد اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ ‪،‬وﻫﻧﺎك‬
‫ﺟﻣﻠﺔ ﻣن اﻷﺳس اﻟﻣﺧﺗﻠﻔﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﻘوم ﻋﻠﯾﻬﺎ اﻟﺗﻧظﯾم اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ اﻟﻣوﺣد وﻟﻪ ﻋدة ﻣزاﯾﺎ ﻏﯾر أﻧﻪ ﻻ‬
‫ﯾﺧﻠو ﻣن اﻟﻌﯾوب‪،‬وﻋﻠﻰ ﻋﻛس ذﻟك ﻧﺟد اﻟﺗﻧظﯾم اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ اﻟﻣزدوج واﻟذي اﻗﺗرن ﻫو اﻵﺧر ظﻬورﻩ‬
‫ﺑﻔرﻧﺳﺎ اﯾن ﯾﺗم اﻟﻧظر ﻓﻲ اﻟدﻋوى إﻟﻰ ﺟﻬﺔ اﻟﻘﺿﺎء اﻟﻌﺎدي‪ ،‬ﺑﯾﻧﻣﺎ اﻟﻣﻧﺎزﻋﺔ إﻟﻰ ﺟﻬﺔ اﻟﻘﺿﺎء‬
‫اﻹداري وﯾﺗﻣﯾز اﻟﺗﻧظﯾم اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ اﻟﻣزدوج ﺑﺟﻣﻠﺔ ﻣن اﻟﺧﺻﺎﺋص أﻫﻣﻬﺎ وﺟود ﺟﻬﺎزﯾن ﻗﺿﺎﺋﯾﯾن‪،‬‬
‫وﻗﺎﺿﻲ إداري‪ ،‬ووﺟود ﺟﻬﺔ ﺗﻧﺎزع اﻹﺧﺗﺻﺎص‪ ،‬وﯾﻘوم ﻛذﻟك اﻟﺗﻧظﯾم اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ اﻟﻣزدوج ﻋﻠﻰ ﻋدة‬
‫أﺳس ﻣﺧﺗﻠﻔﺔ وﻟﻪ ﻋدة ﻣزاﯾﺎ ‪،‬ﻏﯾر أﻧﻪ ﻛذﻟك ﻻ ﯾﺧﻠو ﻣن اﻟﻌﯾوب ‪.‬‬

‫إن ﺗﺣدﯾد طﺑﯾﻌﺔ اﻟﺗﻧظﯾم اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ اﻟﺟزاﺋري ﺑﯾن ﻓﻛرﺗﻲ اﻟوﺣدة واﻻزدواﺟﯾﺔ ﻓرض ﻣن‬
‫وﺟﻬﺔ ﻧظرﻧﺎ اﻟﺗطرق إﻟﻰ ﻣﺎﻫﯾﺔ اﻟﺗﻧظﯾم اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ اﻟﻣوﺣد واﻟﻣزدوج‪ ،‬وﻛذﻟك اﻷﺳس اﻟﺗﻲ ﯾﻘوم‬
‫ﻋﻠﯾﻬﺎ ﻛل ﺗﻧظﯾم وﺗﻘدﯾرﻩ‪ ،‬وذﻟك ﻟﻠﺗﻌرف ﻋﻠﻰ ﻣوﻗﻊ اﻟﺗﻧظﯾم اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ اﻟﺟزاﺋري ﺑﯾﻧﻬﻣﺎ‪.‬‬

‫ﺑﺣﺻول اﻟﺟزاﺋر ﻋﻠﻰ اﺳﺗﻘﻼﻟﻬﺎ ﻟﺳﻧﺔ ‪ 1962‬وﺟدت ﻧﻔﺳﻬﺎ ﻓﻲ ﻣرﺣﻠﺔ ﻓراغ ﻗﺎﻧوﻧﻲ ﻛﺑﯾر‬
‫وﻛﺎﻧت ﻣﺟﺑرة ﻋﻠﻰ اﻟﻌﻣل ﺑﺎﻟﻘواﻧﯾن اﻟﻔرﻧﺳﯾﺔ إﻻ ﻣﺎ ﯾﺗﻌﺎرض ﻣﻊ ﺳﯾﺎدﺗﻬﺎ اﻟوطﻧﯾﺔ‪ ،‬إﻟﻰ ﻏﺎﯾﺔ‬
‫‪ 1965‬واﺗﺳﻣت ﻫذﻩ اﻟﻔﺗرة ﺑﺎﻹﺻﻼح اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ‪ ،‬واﻟذي ﺑﻣوﺟﺑﻪ ﺗم ﺗﺑﻧﻲ ﻧظﺎم اﻟوﺣدة اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ‬
‫ظﻠت اﻟﺟزاﺋر ﻋﻠﻰ ﻧﻔس اﻟوﺿﻊ إﻟﻰ ﻏﺎﯾﺔ ﺻدور ‪ ، 1996‬اﻟذي ﺗﻠﺗﻪ ﻋدة ﻗواﻧﯾن ﻋﺿوﯾﺔ‪ ،‬إذ‬
‫أﻋﺗﺑر ذﻟك إﻋﻼن ﺻرﯾﺢ ﻟﺗﺑﻧﻲ ﻧظﺎم اﻻزدواﺟﯾﺔ اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﺟزاﺋر و ﺑﻘﺎء اﻟﻌﻣل ﺑﻬذا اﻟﺗﻧظﯾم‬
‫اﻟﻲ ﯾوﻣﻧﺎ ﻫذا وﻣن اﻟﻧﺗﺎﺋﺞ اﻟﺗﻲ ﯾﻣﻛن اﺳﺗﺧﻼﺻﻬﺎ ﻣﺎ ﯾﻠﻲ‪:‬‬

‫‪ -‬ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﺗﻧظﯾم اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ اﻟﻣوﺟد وﺧﻼل اﻟﺗطرق إﻟﯾﻪ وﺟدت اﺧﺗﻼف ﻛﺑﯾر ﺑﯾن اﻟﺟزاﺋر‬
‫ٕواﻧﺟﻠﺗ ار ‪ ،‬ﻓﻬذﻩ اﻻﺧﯾرة ﻧﺷﺄ اﻟﺗﻧظﯾم وﺗطور وﻛﺎن ﻋن ﻗﻧﺎﻋﺔ ﻧﺎﺑﻌﺔ ﻣن اﻻﻓراد واﻟدوﻟﺔ‬
‫ﻛﻛل‪ ،‬وﻓﻲ اﻟﺟزاﺋر ﻓﺈن اﻟﺗﻧظﯾم اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ اﻟﻣوﺣد اﺧذت ﺑﻪ‪ ،‬وﻛﺎن ﻣﻔروض وﻣﺣﺗم ﻋﻠﯾﻬﺎ‬
‫وﺧﯾﺎر ﻻ ﺑدﯾل ﻋﻧﻪ ‪.‬‬

‫‪40‬‬
‫اﻟﺨﺎﺗﻤ ـ ـ ـ ـ ــﺔ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ‬

‫‪ -‬أﻣﺎ ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﺗﻧظﯾم اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ اﻟﻣزدوج ﻓﻛﺎن ﺧﯾﺎر ﻣن اﻟدوﻟﺔ اﻟﺟزاﺋرﯾﺔ ﺑﺻﻔﺔ ﻋﺎﻣﺔ‬
‫واﻟﻣﺷرع ﺑﺻﻔﺔ ﺧﺎﺻﺔ‪ ،‬إﻻ أﻧﻧﺎ ﻟم ﺗﺗوﺻل إﻟﻰ ازدواﺟﯾﺔ ﺣﻘﯾﻘﯾﺔ ﻣﺛل ﻓرﻧﺳﺎ‪ ،‬ﻟﻛن ﻣﺎ‬
‫ﯾﻣﻛن ﻗوﻟﻪ أن اﻟﻣﺷرع اﻟﺟزاﺋري أﺣﺳن ﺑﺎﺧﺗﯾﺎرﻩ ﻟﻠﺗﻧظﯾم اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ اﻟﻣزدوج‪.‬‬
‫‪ -‬إن اﻷﻣر أﺻﺑﺢ ﻻ ﯾﺗﻌﻠق ﺑطﺑﯾﻌﺔ اﻟﻧظﺎم اﻟﻣﺗﺑﻧﻰ ﺑﻘدر ﻣﺎ ﻫو ﻣرﺗﺑط ﺑﺎﻟوﺻول إﻟﻰ‬
‫ﻣﻧظوﻣﺔ ﻗﺎﻧوﻧﯾﺔ ﺗواﻛب اﻟدول اﻟﻣﻌﺎﺻرة ٕواﻟﻰ ﻣوازﻧﺔ ﺑﯾن ﻣﺻﻠﺣﺔ اﻷﻓراد ﻣن ﺟﻬﺔ‪،‬‬
‫وﻣﺻﺎﻟﺢ اﻹدارة اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻣن ﺟﻬﺔ أﺧرى‪ ،‬وﻫذا ﻣﺎ ﺗﺳﻌﻰ إﻟﯾﻪ اﻟدوﻟﺔ اﻟﺟزاﺋرﯾﺔ ﺑﺻﻔﺔ‬
‫ﻋﺎﻣﺔ‪ ،‬واﻟﻣﺷرع ﺑﺻﻔﺔ ﺧﺎﺻﺔ‪.‬‬
‫‪ -‬أن ﺳﻌﻲ اﻟﻣﺷرع اﻟﺟزاﺋري إﻟﻰ إﻗﺎﻣﺔ دوﻟﺔ اﻟﻘﺎﻧون وﻫذا ﻣﺎ ﺗﺟﺳد ﻣن ﺧﻼل اﻟﺗوﺟﻬﺎت‬
‫اﻟﺟدﯾدة ﺑﺻدور اﻟﻘﺎﻧون رﻗم ‪ 11-05‬واﻟذي ﺗﺿﻣن اﻟﻌدﯾد ﻣن اﻟﻣﺑﺎدئ أﻫﻣﻬﺎ إﻧﺷﺎء‬
‫ﻗﺿﺎء ﻣﺗﺧﺻص اﻟﻬدف ﻣﻧﻪ إراﺣﺔ اﻟﻣواطن ٕوارﺳﺎء اﻟﻌداﻟﺔ واﻟﻣﺳﺎواة أﻣﺎم اﻟﻘﺿﺎء ‪.‬‬

‫وﻛذﻟك اﻟﻘﺎﻧون رﻗم ‪ 17-07‬و ﻣن أﻫم ﻣﺎ ﺟﺎء ﺑﻪ ﻫذﻩ اﻟﺗﻌدﯾل ﻫو اﺳﺗﺣداث ﻣﺣﻛﻣﺔ‬
‫اﻟﺟﻧﺎﯾﺎت اﻻﺳﺗﺋﻧﺎﻓﯾﺔ وذﻟك إﻋﻣﺎﻻ ﻟﻣﺑدا اﻟﺗﻘﺎﺿﻲ ﻋﻠﻰ درﺟﺗﯾن وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ اﻟﻘ اررات اﻟﺻﺎدرة ﻓﻲ‬
‫ﻣواد اﻟﺟﻧﺎﯾﺎت واﻟﺟﻧﺢ واﻟﻣﺧﺎﻟﻔﺎت اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﻬﺎ أﺻﺑﺣت ﺗﺻدر ﺑﺻﻔﺔ اﺑﺗداﺋﯾﺔ ﻗﺎﺑﻠﺔ ﻟﻼﺳﺗﺋﻧﺎف‬
‫أﻣﺎم ﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﺟﻧﺎﯾﺎت اﻻﺳﺗﺋﻧﺎﻓﯾﺔ ﺧﻼل ‪ 10‬اﯾﺎم ﻣن اﻟﯾوم اﻟﻣواﻟﻲ ﻟﻠﻧطق ﺑﺎﻟﺣﻛم و ‪ 08‬أﯾﺎم‬
‫ﻟﻠطﻌن ﺑﺎﻟﻧﻘض‪.‬‬

‫ﻛﻣﺎ ﺗم اﻟﺗطرق ﻟﺗﺷﻛﯾﻠﺔ ﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﺟﻧﺎﯾﺎت اﻻﺑﺗداﺋﯾﺔ واﻻﺳﺗﺋﻧﺎﻓﯾﺔ ﻓﺑﻌدﻣﺎ ﻛﺎﻧت ﺗﺗﻛون ﻣن‬
‫ﻗﺎﺿﻲ وﻣﺳﺗﺷﺎرﯾن وﻣﺣﻠﻔﯾن أﺻﺑﺣت ﺗﺗﻛون ﻣن ‪ 03‬ﻗﺿﺎة و ‪ 04‬ﻣﺣﻠﻔﯾن وﻫو ﻣﺎ ﻛﺎن ﻣﻌﻣوﻻ‬
‫ﺑﻪ ﻗﺑل ‪ 1995‬واﻹﺷﻛﺎل اﻟذي ﯾطرح ﻫو ﺑﺧﺻوص اﻟﻣﺣﻠﻔﯾن ﺑﺎﻋﺗﺑﺎر أن اﻷﻏﻠﺑﯾﺔ ﻟﻬم دور ﻛﺑﯾر‬
‫ﻓﻲ إﺻدار اﻷﺣﻛﺎم‪.‬‬

‫ﺑﻧﺎءا ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﺳﺑق ﻣﺎ ﯾﻣﻛن ﺗﻘدﯾﻣﻪ ﻣن اﻗﺗراﺣﺎت ‪:‬‬


‫‪ -‬ﺗﻔﻌﯾل ﻧظﺎم اﻻزدواﺟﯾﺔ اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ أﻛﺛر ﻣن ﺧﻼل ﻫﯾﻛل اﻟﻘﺿﺎء اﻹداري وأن ﯾﻛون ﻟﻪ‬
‫ﺛﻼث ﻣﺳﺗوﯾﺎت ﻟﻠﺗﻘﺎﺿﻲ ﻣﺣﺎﻛم إدارﯾﺔ اﺑﺗداﺋﯾﺔ‪ ،‬ﻣﺣﺎﻛم اﺳﺗﺋﻧﺎﻓﯾﺔ ﺟﻬوﯾﺔ ﻛدرﺟﺔ‬
‫ﺛﺎﻧﯾﺔ‪ ،‬وﯾﺑﻘﻲ ﻣﺟﻠس اﻟدوﻟﺔ ﻓﻲ ﻗﻣﺔ اﻟﻬرم‪ ،‬وذﻟك ﺑﺎﻟﻣوازاة ﻣﻊ ﻫﯾﻛل اﻟﻘﺿﺎء اﻟﻌﺎدي‪.‬‬

‫‪41‬‬
‫اﻟﺨﺎﺗﻤ ـ ـ ـ ـ ــﺔ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ‬

‫‪ -‬دﻋم ﺗﺧﺻص وﺗﻛوﯾن اﻟﻘﺿﺎة ﻓﻲ اﻟداﺧل وﺣﺗﻰ ﺑﺎﻟﺧﺎرج ﻧظ ار ﻟﻣﺎ ﯾﺗﺳم ﺑﻪ ﻫذا‬
‫اﻟﺗﺧﺻص ﻣن أﻫﻣﯾﺔ‪ ،‬وﻛذﻟك اﺳﺗﺟﺎﺑﺔ ﻟﻠﻣﺗطﻠﺑﺎت اﻟﺣدﯾﺛﺔ‪.‬‬

‫‪42‬‬
‫ﻗﺎﺋﻣــــﺔ اﻟﻣﺻـــــﺎدر واﻟﻣراﺟـــــﻊ‬
‫ﻗﺎﺋﻤﺔ اﻟﻤﺼﺎدر واﻟﻤﺮاﺟﻊ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ‬

‫أوﻻ ‪ :‬اﻟﻧﺻوص اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ‬

‫أ‪ -‬اﻟدﺳﺗور‪:‬‬
‫‪ -‬دﺳﺗور اﻟﺟﻣﻬورﯾﺔ اﻟﺟزاﺋرﯾﺔ اﻟدﯾﻣﻘراطﯾﺔ اﻟﺷﻌﺑﯾﺔ ‪،‬اﻟﻣﻧﺷور ﺑﻣرﺳوم رﺋﺎﺳﻲ رﻗم ‪18-89‬‬
‫اﻟﻣؤرخ ﻓﻲ ‪ ، 1989-02-28‬اﻟﺟرﯾدة اﻟرﺳﻣﯾﺔ اﻟﻌدد ‪ ،09‬ﺑﺗﺎرﯾﺦ ‪.1989-03-01‬‬
‫‪ -‬دﺳﺗور اﻟﺟﻣﻬورﯾﺔ اﻟﺟزاﺋرﯾﺔ اﻟدﯾﻣﻘراطﯾﺔ اﻟﺷﻌﺑﯾﺔ ‪،‬اﻟﻣﻧﺷور ﺑﻣرﺳوم رﺋﺎﺳﻲ رﻗم ‪438-96‬‬
‫اﻟﻣؤرخ ﻓﻲ ‪ ، 1996-12-07‬اﻟﺟرﯾدة اﻟرﺳﻣﯾﺔ اﻟﻌدد ‪ ،76‬ﺑﺗﺎرﯾﺦ ‪،1996-12-08‬‬
‫اﻟﻣﻌدل واﻟﻣﺗﻣم ﺑﺎﻟﻘﺎﻧون رﻗم ‪ 19-08‬اﻟﻣؤرخ ﻓﻲ ‪ 2008-11-15‬اﻟﻣﺗﺿﻣن اﻟﺗﻌدﯾل‬
‫اﻟدﺳﺗوري‪ ،‬اﻟﺟرﯾدة اﻟرﺳﻣﯾﺔ اﻟﻌدد ‪ 63‬ﺑﺗﺎرﯾﺦ ‪ 2008-11-16‬ﻣﻌدل وﻣﺗﻣم ﺑﺎﻟﻘﺎﻧون رﻗم‬
‫‪ 01/16‬اﻟﻣؤرخ ﻓﻲ ‪ 06‬ﻣﺎرس ‪ 2016‬ﯾﺗﺿﻣن اﻟﺗﻌدﯾل اﻟدﺳﺗوري‪ ،‬اﻟﺟرﯾدة اﻟرﺳﻣﯾﺔ اﻟﻌدد‬
‫‪ ،14‬ﺑﺗﺎرﯾﺦ ‪ 07‬ﻣﺎرس ‪.2016‬‬

‫ب – اﻟﻧﺻوص اﻟﺗﺷرﯾﻌﯾﺔ ‪:‬‬

‫‪ -‬ﻗﺎﻧون ﻋﺿوي رﻗم ‪ 01-98‬اﻟﻣؤرخ ﻓﻲ ‪ 1998-05-30‬ﯾﺗﻌﻠق ﺑﺎﺧﺗﺻﺎﺻﺎت ﻣﺟﻠس‬


‫اﻟدوﻟﺔ ﺗﻧظﯾﻣﯾﺔ و ﻋﻣﻠﻪ‪ ،‬اﻟﺟرﯾدة اﻟرﺳﻣﯾﺔ‪ ،‬اﻟﻌدد ‪ ، 37‬ﺑﺗﺎرﯾﺦ ‪.1998-06-01‬‬
‫‪ -‬ﻗﺎﻧون ﻋﺿوي رﻗم ‪ 02-98‬اﻟﻣؤرخ ﻓﻲ ‪ 1998-05-30‬ﯾﺗﻌﻠق اﻟﻣﺣﺎﻛم اﻹدارﯾﺔ اﻟﺟرﯾدة‬
‫اﻟرﺳﻣﯾﺔ‪ ،‬اﻟﻌدد ‪ ،37‬ﺑﺗﺎرﯾﺦ ‪.1998-06-01‬‬
‫‪ -‬ﻗﺎﻧون ﻋﺿوي رﻗم ‪ 03-98‬اﻟﻣؤرخ ﻓﻲ ‪ 1998-06-03‬ﯾﺗﻌﻠق ﺑﺎﺧﺗﺻﺎﺻﺎت ﻣﺣﻛﻣﺔ‬
‫اﻟﺗﻧﺎزع و ﺗﻧظﯾﻣﻬﺎ و ﻋﻣﻠﻬﺎ‪ ،‬اﻟﺟرﯾدة اﻟرﺳﻣﯾﺔ‪ ،‬اﻟﻌدد ‪ ،39‬ﺑﺗﺎرﯾﺦ ‪ 07‬ﯾوﻧﯾو‪.1998‬‬
‫‪ -‬ﻗﺎﻧون ﻋﺿوي رﻗم ‪ 11-05‬اﻟﻣؤرخ ﻓﻲ ‪ 17‬ﯾوﻟﯾو ‪ 2005‬ﺑﺗﻌﻠق ﺑﺎﻟﺗﻧظﯾم اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ‪،‬‬
‫اﻟﺟرﯾدة اﻟرﺳﻣﯾﺔ‪ ،‬اﻟﻌدد ‪ 51‬اﻟﻣﻌدل ﺑﺎﻟﻘﺎﻧون اﻟﻌﺿوي رﻗم ‪ 06-17‬اﻟﻣؤرخ ﻓﻲ ‪27‬‬
‫ﻣﺎرس ‪ ،2017‬اﻟﺟرﯾدة اﻟرﺳﻣﯾﺔ‪ ،‬اﻟﻌدد ‪ ،20‬ﺑﺗﺎرﯾﺦ ‪ 29‬ﻣﺎرس ‪.2017‬‬

‫ﺟـ ‪ -‬اﻟﻣراﺳﯾم ‪:‬‬

‫‪ -‬اﻟﻣرﺳوم اﻟرﺋﺎﺳﻲ رﻗم ‪ 187-98‬اﻟﻣؤرخ ﻓﻲ ‪ 30‬ﻣﺎي ‪ 1998‬اﻟﻣﺗﺿﻣن ﺗﻌﯾﯾن اﻋﺿﺎء‬


‫ﻣﺟﻠس اﻟدوﻟﺔ‪ ،‬اﻟﺟرﯾدة اﻟرﺳﻣﯾﺔ‪ ،‬اﻟﻌدد ‪ ، 44‬ﺑﺗﺎرﯾﺦ ‪ 17‬ﯾوﻟﯾو ‪.1998‬‬

‫‪43‬‬
‫ﻗﺎﺋﻤﺔ اﻟﻤﺼﺎدر واﻟﻤﺮاﺟﻊ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ‬

‫‪ -‬اﻟﻣرﺳوم اﻟﺗﻧﻔﯾذي رﻗم ‪ 261-98‬اﻟﻣؤرخ ﻓﻲ ‪ 29‬أوت ‪ 1998‬ﯾﺗﻌﻠق ﺑﺎﻹﺷﻛﺎل و اﻟﻛﯾﻔﯾﺎت‬


‫اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﺎﻻﺳﺗﺷﺎرة ﻟدى ﻣﺟﻠس اﻟدوﻟﺔ‪ ،‬اﻟﺟرﯾدة اﻟرﺳﻣﯾﺔ اﻟﻌدد ‪ ،64‬ﺑﺗﺎرﯾﺦ ‪ 30‬أوت‬
‫‪.1998‬‬
‫‪ -‬اﻟﻣرﺳوم اﻟﺗﻧﻔﯾذي رﻗم ‪ 322-98‬اﻟﻣؤرخ ﻓﻲ ‪ 13‬أﻛﺗوﺑر ‪ 1998‬اﻟﻣﺣدد ﺗﺻﻧﯾف وظﯾﻔﺔ‬
‫اﻻﻣﯾن اﻟﻌﺎم ﻟﻣﺟﻠس اﻟدوﻟﺔ‪ ،‬اﻟﺟرﯾدة اﻟرﺳﻣﯾﺔ‪ ،‬اﻟﻌدد ‪ ، 77‬ﺑﺗﺎرﯾﺦ ‪ 14‬أﻛﺗوﺑر ‪.1998‬‬
‫‪ -‬اﻟﻣرﺳوم اﻟﺗﻧﻔﯾذي رﻗم ‪ 356-98‬اﻟﻣؤرخ ﻓﻲ ‪ 14‬ﻧوﻓﻣﺑر ‪ 1998‬واﻟﻣﺗﻌﻠق ﺑﺗﺣدﯾد ﻛﯾﻔﯾﺎت‬
‫ﺗطﺑﯾق اﺣﻛﺎم اﻟﻘﺎﻧون ‪ ،02-98‬اﻟﺟرﯾدة اﻟرﺳﻣﯾﺔ اﻟﻌدد ‪ ،85‬ﺑﺗﺎرﯾﺦ ‪ 15‬ﻧوﻓﻣﺑر ‪.1998‬‬
‫‪ -‬اﻟﻣرﺳوم اﻟﺗﻧﻔﯾذي رﻗم ‪ 165-03‬اﻟﻣؤرخ ﻓﻲ ‪09‬أﺑرﯾل ‪ 2003‬اﻟﻣﺗﻌﻠق ﺑﺗﺣدﯾد ﺷروط و‬
‫ﻛﯾﻔﯾﺎت ﺗﻌﯾﯾن ﻣﺳﺗﺷﺎر اﻟدوﻟﺔ ﻓﻲ ﻣﻬﻣﺔ ﻏﯾر ﻋﺎدﯾﺔ ﻟدي ﻣﺟﻠس اﻟدوﻟﺔ‪ ،‬اﻟﺟرﯾدة اﻟرﺳﻣﯾﺔ‪،‬‬
‫اﻟﻌدد ‪ ، 26‬ﺑﺗﺎرﯾﺦ ‪ 13‬أﻓرﯾل ‪.2003‬‬

‫ﺛﺎﻧﯾﺎ‪ :‬اﻟﻛﺗب‬

‫‪ -1‬ﺑوﺣﻣﯾدة ﻋطﺎء اﷲ‪ ،‬اﻟوﺟﯾز ﻓﻲ اﻟﻘﺿﺎء اﻹداري‪ ،‬اﻟطﺑﻌﺔ اﻟﺛﺎﻟﺛﺔ‪ ،‬دار ﻫوﻣﺔ‪،‬‬
‫اﻟﺟزاﺋر‪. 2014 ،‬‬
‫‪ -2‬ﺧﻠوﻓﻲ رﺷﯾد‪ ،‬ﻗﺎﻧون اﻟﻣﻧﺎزﻋﺎت اﻹدارﯾﺔ‪ ،‬اﻟطﺑﻌﺔ اﻟﺛﺎﻟﺛﺔ‪ ،‬دﯾوان اﻟﻣطﺑوﻋﺎت اﻟﺟﺎﻣﻌﯾﺔ‪،‬‬
‫اﻟﺟزاﺋر‪.2007 ،‬‬
‫‪ -3‬ﻣﺳﻌود ﺷﯾﻬوب‪ ،‬اﻟﻣﺑﺎدئ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠﻣﻧﺎزﻋﺎت اﻹدارﯾﺔ‪ ،‬اﻟﺟزء اﻻول‪ ،‬دﯾوان اﻟﻣطﺑوﻋﺎت‬
‫اﻟﺟﺎﻣﻌﯾﺔ‪ ،‬اﻟﺟزاﺋر‪. 1999 ،‬‬
‫‪ -4‬ﻣﺣﻣد وﻟﯾد اﻟﻌﺑﺎدي‪ ،‬اﻟﻘﺿﺎء اﻹداري ) اﻟﻘﺿﺎء اﻹداري ﻓﻲ اﻷﻧظﻣﺔ اﻟﻣﻘﺎرﻧﺔ ( اﻟﺟزء‬
‫اﻷول‪ ،‬اﻟطﺑﻌﺔ اﻻوﻟﻲ‪ ،‬اﻟوراق ﻟﻠﻧﺷر و اﻟﺗوزﯾﻊ‪ ،‬اﻻردن‪. 2008 ،‬‬
‫‪ -5‬ﻣﺣﻣد اﻟﺻﻐﯾر ﺑﻌﻠﻲ‪ ،‬اﻟﻧظﺎم اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ اﻹداري اﻟﺟزاﺋري‪ ،‬دار اﻟﻌﻠوم ﻟﻠﻧﺷر واﻟﺗوزﯾﻊ‪،‬‬
‫ﻋﻧﺎﺑﺔ‪. 2009 ،‬‬
‫‪ -6‬ﻋواﺑدي ﻋﻣﺎر‪ ،‬اﻟﻧظرﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠﻣﻧﺎزﻋﺎت اﻹدارﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﻧظﺎم اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ اﻟﺟزاﺋري‪،‬‬
‫اﻟﺟزء اﻷول‪ ،‬اﻟطﺑﻌﺔ اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ‪ ،‬دﯾوان اﻟﻣطﺑوﻋﺎت اﻟﺟﺎﻣﻌﯾﺔ‪ ،‬اﻟﺟزاﺋر‪2003 ،‬‬

‫‪44‬‬
‫ﻗﺎﺋﻤﺔ اﻟﻤﺼﺎدر واﻟﻤﺮاﺟﻊ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ‬

‫‪ -7‬ﻋﻣﺎر ﺑوﺿﯾﺎف‪ ،‬اﻟﻘﺿﺎء اﻹداري ﻓﻲ اﻟﺟزاﺋر‪ ،‬اﻟطﺑﻌﺔ اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ‪ ،‬ﺟﺳور ﻟﻠﻧﺷر واﻟﺗوزﯾﻊ‪،‬‬
‫اﻟﺟزاﺋر‪. 2008 ،‬‬
‫‪ -8‬ﻋﻠﻲ ﺧطﺎر ﺷطﻧﺎوي‪ ،‬ﻣوﺳوﻋﺔ اﻟﻘﺿﺎء اﻹداري‪ ،‬اﻟﺟزء اﻻول‪ ،‬اﻟطﺑﻌﺔ اﻷوﻟﻲ‪ ،‬دار‬
‫اﻟﺛﻔﺎﻓﺔ ﻟﻠﻧﺷر و اﻟﺗوزﯾﻊ‪ ،‬اﻻردن‪. 2008 ،‬‬
‫‪ -9‬ﻋﺑد اﻟﻘﺎدر ﻋدو‪ ،‬اﻟﻣﻧﺎزﻋﺎت اﻹدارﯾﺔ‪ ،‬دار ﻫوﻣﺔ‪ ،‬اﻟﺟزاﺋر‪. 2012 ،‬‬
‫‪ -10‬ﻋﻠﻲ ﺳﻌد ﻋﻣران‪ ،‬اﻟﻘﺿﺎء اﻹداري‪ ،‬اﻟطﺑﻌﺔ اﻻوﻟﻰ‪ ،‬دار اﻟرﺿوان ﻟﻠﻧﺷر‬
‫واﻟﺗوزﯾﻊ‪ ،‬ﻋﻣﺎن‪. 2016 ،‬‬

‫ﺛﺎﻟﺛﺎ ‪ :‬اﻟﻣذﻛرات و اﻷطروﺣﺎت اﻟﺟﺎﻣﻌﯾﺔ‬

‫‪ -1‬رﺑﺎح ﻋﺑد اﻟﻘﺎدر‪ ،‬اﻟﻧظﺎم اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ اﻟﺟزاﺋري ﺑﯾن اﻟوﺣدة واﻻزدواﺟﯾﺔ‪ ،‬أطروﺣﺔ ﻣﺎﺟﺳﺗﯾر‪،‬‬
‫ﺟﺎﻣﻌﺔ اﻟﺟزاﺋر ‪ ،1‬ﻛﻠﯾﺔ اﻟﺣﻘوق ‪. 2010 – 2009‬‬
‫‪ -2‬زواﯾد اﻟطﯾب و طوﺷﺎن ﺧدﯾﺟﺔ‪ ،‬اﻻزدواﺟﯾﺔ اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ دراﺳﺔ ﻣﻘﺎرﻧﺔ ﺑﯾن اﻟﺟ ازﺋر وﻓرﻧﺳﺎ‪،‬‬
‫ﻣذﻛرة ﻣﺎﺳﺗر‪ ،‬ﺟﺎﻣﻌﺔ ﻋﺑد اﻟرﺣﻣن ﻣﯾرة‪ ،‬ﺑﺟﺎﯾﺔ‪ ،‬ﻛﻠﯾﺔ اﻟﺣﻘوق واﻟﻌﻠوم اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ‪ ،‬ﻗﺳم‬
‫اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻌﺎم ‪. 2014 – 2013‬‬

‫راﺑﻌﺎ‪ :‬اﻟوﺛﯾﻘﺔ اﻻﻟﻛﺗروﻧﯾﺔ‬

‫‪https; // www.damascusbar‬‬ ‫‪ -1‬ﻣوﻗﻊ ﻣﻧﺗدي ﻣﺣﺎﻣﻲ ﺳورﯾﺎ ‪:‬‬


‫اطﻠﻊ ﻋﻠﯾﻪ ﺑﺗﺎرﯾﺦ ‪ ،2018/04/02‬ﻋﻠﻲ اﻟﺳﺎﻋﺔ ‪. 08:27‬‬

‫‪45‬‬
‫ﻓﻬــــــــــرس اﻟﻣﺣﺗـــــــــوﯾـــــــﺎت‬
‫ﻓﻬﺮس اﻟﻤﺤﺘﻮﻳﺎت ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ‬

‫اﻟﺻﻔﺣﺔ‬ ‫اﻟﻣﺣﺗوﯾﺎت‬
‫ﺷﻛر وﻋرﻓﺎن‬
‫‪3-1‬‬ ‫ﻣﻘدﻣﺔ‬
‫اﻟﻔﺻل اﻷول ‪ :‬اﻟﻧظﺎم اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ اﻟﻣوﺣد‬
‫‪6‬‬ ‫اﻟﻣﺑﺣث اﻷول‪ :‬ﻣﺎﻫﯾﺔ اﻟﺗﻧظﯾم اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ اﻟﻣوﺣد‬
‫‪6‬‬ ‫اﻟﻣطﻠب اﻷول‪ :‬ﺗﻌرﯾف اﻟﺗﻧظﯾم اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ اﻟﻣوﺣد‬
‫‪7‬‬ ‫اﻟﻣطﻠب اﻟﺛﺎﻧﻲ‪ :‬اﻟﺗطور اﻟﺗﺎرﯾﺧﻲ ﻟﻠﺗﻧظﯾم اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ اﻟﻣوﺣد‬
‫‪7‬‬ ‫اﻟﻔرع اﻷول‪ :‬ﻧﺷﺄة و ﺗطور اﻟﺗﻧظﯾم اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ اﻟﻣوﺣد ﻓﻲ إﻧﺟﻠﺗ ار‬
‫‪7‬‬ ‫أوﻻ‪ :‬اﻟﻣرﺣﻠﺔ اﻷوﻟﻰ‬
‫‪8‬‬ ‫ﺛﺎﻧﯾﺎ‪ :‬اﻟﻣرﺣﻠﺔ اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ‬
‫‪8‬‬ ‫ﺛﺎﻟﺛﺎ‪ :‬اﻟﻣرﺣﻠﺔ اﻟﺛﺎﻟﺛﺔ‬
‫‪8‬‬ ‫اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻧﻲ‪ :‬ﻧﺷﺄة و ﺗطور اﻟﺗﻧظﯾم اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ اﻟﻣوﺣد ﻓﻲ اﻟﺟزاﺋر‬
‫‪8‬‬ ‫أوﻻ‪ :‬اﻟﻣرﺣﻠﺔ اﻷوﻟﻰ ‪1965-1962‬‬
‫‪9‬‬ ‫ﺛﺎﻧﯾﺎ‪ :‬اﻹﺻﻼح اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ ﺳﻧﺔ ‪1965‬‬
‫‪9‬‬ ‫ﺛﺎﻟﺛﺎ‪ :‬ﺗوﺳﯾﻊ اﻟﻐرﻓﺔ اﻹدارﯾﺔ ﺳﻧﺔ ‪1986‬‬
‫‪10‬‬ ‫راﺑﻌﺎ‪ :‬اﻻﺻﻼح اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ ﻟﺳﻧﺔ ‪1990‬‬
‫‪10‬‬ ‫اﻟﻣطﻠب اﻟﺛﺎﻟث‪ :‬ﺧﺻﺎﺋص اﻟﺗﻧظﯾم اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ اﻟﻣوﺣد‬
‫‪10‬‬ ‫اﻟﻔرع اﻷول‪ :‬وﺣدة اﻟﺟﻬﺎز اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ‬
‫‪11‬‬ ‫اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻧﻲ‪ :‬وﺣدة اﻟﻘواﻋد اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ اﻹﺟراﺋﯾﺔ‬
‫‪12‬‬ ‫اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻟث‪ :‬وﺣدة اﻟﻘﺎﺿﻲ‬
‫‪12‬‬ ‫اﻟﻔرع اﻟراﺑﻊ‪ :‬وﺣدة اﻟﻘواﻋد اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ اﻟﻣوﺿوﻋﯾﺔ‬
‫‪13‬‬ ‫اﻟﻣﺑﺣث اﻟﺛﺎﻧﻲ‪ :‬أﺳس اﻟﺗﻧظﯾم اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ اﻟﻣوﺣد و ﺗﻘدﯾرﻩ‬
‫‪13‬‬ ‫اﻟﻣطﻠب اﻷول‪ :‬أﺳس اﻟﺗﻧظﯾم اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ اﻟﻣوﺣد‬
‫‪13‬‬ ‫اﻟﻔرع اﻷول‪ :‬أﺳس اﻟﺗﻧظﯾم اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ اﻟﻣوﺣد ﻓﻲ إﻧﺟﻠﺗ ار‬

‫‪47‬‬
‫ﻓﻬﺮس اﻟﻤﺤﺘﻮﻳﺎت ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ‬

‫‪13‬‬ ‫أوﻻ‪ :‬اﻷﺳﺎس اﻟﺗﺎرﯾﺧﻲ‬


‫‪14‬‬ ‫ﺛﺎﻧﯾﺎ‪ :‬اﻷﺳﺎس اﻟﺳﯾﺎﺳﻲ‬
‫‪14‬‬ ‫ﺛﺎﻟﺛﺎ‪ :‬اﻷﺳﺎس اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ‬
‫‪14‬‬ ‫راﺑﻌﺎ‪ :‬اﻷﺳﺎس اﻟﻌﻠﻣﻲ‬
‫‪15‬‬ ‫اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻧﻲ‪ :‬أﺳس اﻟﺗﻧظﯾم اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ اﻟﻣوﺣد ﻓﻲ اﻟﺟزاﺋر‬
‫‪15‬‬ ‫أوﻻ‪ :‬اﻷﺳﺎس اﻟﺗﺎرﯾﺧﻲ‬
‫‪15‬‬ ‫ﺛﺎﻧﯾﺎ‪ :‬اﻷﺳﺎس اﻟﺳﯾﺎﺳﻲ‬
‫‪15‬‬ ‫ﺛﺎﻟﺛﺎ‪ :‬اﻷﺳﺎس اﻟواﻗﻌﻲ‬
‫‪16‬‬ ‫راﺑﻌﺎ‪ :‬اﻷﺳﺎس اﻟﻌﻠﻣﻲ‬
‫‪16‬‬ ‫اﻟﻣطﻠب اﻟﺛﺎﻧﻲ‪ :‬ﺗﻘدﯾر اﻟﺗﻧظﯾم اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ اﻟﻣوﺣد‬
‫‪16‬‬ ‫اﻟﻔرع اﻷول‪ :‬ﻣزاﯾﺎ اﻟﺗﻧظﯾم اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ اﻟﻣوﺣد‬
‫‪17‬‬ ‫أوﻻ‪ :‬اﻟﺳﻬوﻟﺔ واﻟوﺿوح‬
‫‪17‬‬ ‫ﺛﺎﻧﯾﺎ‪ :‬ﺗوﺟﯾﻪ أواﻣر ﻟﻺدارة‬
‫‪17‬‬ ‫ﺛﺎﻟﺛﺎ‪ :‬اﻟﻣﺳﺎواة ﺑﯾن ﻣرﻛز اﻷﻓراد وﺑﯾن ﻣرﻛز اﻹدارة‬
‫‪18‬‬ ‫اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻧﻲ‪ :‬ﻋﯾوب اﻟﺗﻧظﯾم اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ اﻟﻣوﺣد‬
‫‪20‬‬ ‫ﺧﻼﺻﺔ اﻟﻔﺻل‬
‫اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ‪ :‬ﻧﺣو ﻧظﺎم ﻗﺿﺎﺋﻲ ﻣزدوج‬
‫‪23‬‬ ‫اﻟﻣﺑﺣث اﻷول‪ :‬ﻣﺎﻫﯾﺔ اﻟﺗﻧظﯾم اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ اﻟﻣزدوج‬
‫‪23‬‬ ‫اﻟﻣطﻠب اﻷول‪ :‬ﺗﻌرﯾف اﻟﺗﻧظﯾم اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ اﻟﻣزدوج‬
‫‪24‬‬ ‫اﻟﻣطﻠب اﻟﺛﺎﻧﻲ‪ :‬اﻟﺗطور اﻟﺗﺎرﯾﺧﻲ ﻟﻠﺗﻧظﯾم اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ اﻟﻣزدوج‬
‫‪24‬‬ ‫اﻟﻔرع اﻷول‪ :‬ﻧﺷﺄة و ﺗطور اﻟﺗﻧظﯾم اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ اﻟﻣزدوج ﻓﻲ ﻓرﻧﺳﺎ‬
‫‪24‬‬ ‫أوﻻ‪ :‬ﻣرﺣﻠﺔ اﻻدارة اﻟﻘﺎﺿﯾﺔ‬
‫‪25‬‬ ‫ﺛﺎﻧﯾﺎ‪ :‬ﻣرﺣﻠﺔ اﻟﻘﺿﺎء اﻟﻣﺣﺟوز‬
‫‪25‬‬ ‫ﺛﺎﻟﺛﺎ‪ :‬ﻣرﺣﻠﺔ اﻟﻘﺿﺎء اﻟﻣﻔوض‬

‫‪48‬‬
‫ﻓﻬﺮس اﻟﻤﺤﺘﻮﻳﺎت ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ‬

‫‪25‬‬ ‫اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻧﻲ‪ :‬ﺗطور اﻟﺗﻧظﯾم اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ اﻟﻣزدوج ﻓﻲ اﻟﺟزاﺋر‬


‫‪26‬‬ ‫أوﻻ‪ :‬دﺳﺗور ‪1989‬‬
‫‪26‬‬ ‫ﺛﺎﻧﯾﺎ‪ :‬دﺳﺗور ‪1996‬‬
‫‪27‬‬ ‫اﻟﻣطﻠب اﻟﺛﺎﻟث‪ :‬ﺧﺻﺎﺋص اﻟﺗﻧظﯾم اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ اﻟﻣزدوج‬

‫‪27‬‬ ‫اﻟﻔرع اﻷول‪ :‬وﺟود ﺟﻬﺎزﯾن ﻗﺿﺎﺋﯾﯾن‬

‫‪27‬‬ ‫اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻧﻲ‪ :‬وﺟود ﻗﺎﺿﻲ إداري‬


‫‪28‬‬ ‫اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻟث‪ :‬وﺟود ﺟﻬﺔ ﺗﻧﺎزع اﻻﺧﺗﺻﺎص‬
‫‪28‬‬ ‫اﻟﻔرع اﻟراﺑﻊ‪ :‬ازدواﺟﯾﺔ اﻟﻘﺎﻧون‬
‫‪29‬‬ ‫اﻟﻔرع اﻟﺧﺎﻣس‪ :‬ازدواﺟﯾﺔ اﻟﻘواﻋد اﻹﺟراﺋﯾﺔ‬
‫‪30‬‬ ‫اﻟﻣﺑﺣث اﻟﺛﺎﻧﻲ‪ :‬أﺳس اﻟﺗﻧظﯾم اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ اﻟﻣزدوج و ﺗﻘدﯾرﻩ‬
‫‪30‬‬ ‫اﻟﻣطﻠب اﻷول‪ :‬أﺳس اﻟﺗﻧظﯾم اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ اﻟﻣزدوج‬
‫‪30‬‬ ‫اﻟﻔرع اﻷول‪ :‬أﺳس اﻟﺗﻧظﯾم اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ اﻟﻣزدوج ﻓﻲ ﻓرﻧﺳﺎ‬
‫‪30‬‬ ‫أوﻻ‪ :‬اﻷﺳﺎس اﻟﺗﺎرﯾﺧﻲ‬
‫‪31‬‬ ‫ﺛﺎﻧﯾﺎ‪ :‬اﻷﺳﺎس اﻟﺳﯾﺎﺳﻲ‬
‫‪31‬‬ ‫ﺛﺎﻟﺛﺎ‪ :‬اﻷﺳﺎس اﻟﻣﻧطﻘﻲ‬
‫‪32‬‬ ‫راﺑﻌﺎ‪ :‬اﻷﺳﺎس اﻟﻌﻠﻣﻲ‬
‫‪32‬‬ ‫اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻧﻲ‪ :‬أﺳس اﻟﺗﻧظﯾم اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ اﻟﻣزدوج ﻓﻲ اﻟﺟزاﺋر‬
‫‪32‬‬ ‫أوﻻ‪ :‬اﻷﺳﺎس اﻟدﺳﺗوري‬
‫‪32‬‬ ‫ﺛﺎﻧﯾﺎ‪ :‬اﻷﺳﺎس اﻟﺗﺷرﯾﻌﻲ‬
‫‪33‬‬ ‫ﺛﺎﻟﺛﺎ‪ :‬اﻷﺳﺎس اﻟﺗﻧظﯾﻣﻲ‬
‫‪34‬‬ ‫اﻟﻣطﻠب اﻟﺛﺎﻧﻲ‪ :‬ﺗﻘدﯾر اﻟﺗﻧظﯾم اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ اﻟﻣزدوج‬
‫‪34‬‬ ‫اﻟﻔرع اﻷول‪ :‬ﻣزاﯾﺎ اﻟﺗﻧظﯾم اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ اﻟﻣزدوج‬
‫‪36‬‬ ‫اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻧﻲ‪ :‬ﻋﯾوب اﻟﺗﻧظﯾم اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ اﻟﻣزدوج‬
‫‪38‬‬ ‫ﺧﻼﺻﺔ اﻟﻔﺻل‬

‫‪49‬‬
‫ﻓﻬﺮس اﻟﻤﺤﺘﻮﻳﺎت ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ‬

‫‪40‬‬ ‫اﻟﺧﺎﺗﻣﺔ‬
‫‪43‬‬ ‫ﻗﺎﺋﻣﺔ اﻟﻣﺻﺎدر واﻟﻣراﺟﻊ‬
‫‪47‬‬ ‫ﻓﻬرس اﻟﻣﺣﺗوﯾﺎت‬

‫‪50‬‬

‫اﻟﻣﻠﺧص‬
،‫ﯾﺷﻣل اﻟﺗﻧظﯾم اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ ﻣﺟﻣوﻋﺔ اﻟﻘواﻋد اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ اﻟﻣﻧظﻣﺔ ﻟﻠﺳﻠطﺔ اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ ﺑﺷﻛل ﻋﺎم‬
‫ واﻟﺗﻧظﯾم‬،‫وﯾﻧﻘﺳم اﻟﻰ ﻧظﺎﻣﯾن ﻫﻣﺎ اﻟﺗﻧظﯾم اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ اﻟﻣوﺣد واﻟذي ارﺗﺑط ﺑﺎﻟدول اﻻﻧﺟﻠوﺳﻛﺳوﻧﯾﺔ‬
.‫اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ اﻟﻣزدوج واﻟذي ارﺗﺑط ﻫو اﻵﺧر ﺑﻔرﻧﺳﺎ‬
‫ ﻟﯾس ﺑﺎﻷﻣر‬،‫إن ﺗﺣدﯾد طﺑﯾﻌﺔ اﻟﺗﻧظﯾم اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ اﻟﺟزاﺋري ﺑﯾن ﻓﻛرﺗﻲ اﻟوﺣدة واﻻزدواﺟﯾﺔ‬
‫ ﺗﺑﻧﻰ ﺻراﺣﺔ اﻟﺗﻧظﯾم‬1965 ‫اﻟﺳﻬل ﺧﺎﺻﺔ أن اﻟﻣﺷرع اﻟﺟزاﺋري ﺑﻌد اﻻﺳﺗﻘﻼل وﺑﺎﻟﺿﺑط ﺳﻧﺔ‬
‫ ﺣﯾث ﺗم‬،1996 ‫ وﺑﻘﺎﺋﻪ ﻋﻠﯾﻪ اﻟﻰ ﻏﺎﯾﺔ ﺻدور دﺳﺗور‬،‫اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ اﻟﻣوﺣد وذﻟك ﻟﻌدة أﺳﺑﺎب‬
‫اﻹﻋﻼن ﻟﺗﺑﻧﻲ ﻧظﺎم اﻻزدواﺟﯾﺔ وﻋﻣل اﻟﻣﺷرع ﻋﻠﻰ ﺗﻛرﯾﺳﻬﺎ ﺧﺎﺻﺔ ﺑﻌد ﺻدور اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻌﺿوي‬
‫ واﻟذي ﻋدل ﻫو‬،‫ واﻟذي ﺣﻣل ﻓﻲ طﯾﺎﺗﻪ ﻋدة ﺗوﺟﻬﺎت ﺟدﯾدة‬11-05 ‫اﻟﻣﺗﻌﻠق ﺑﺎﻟﺗﻧظﯾم اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ‬
. 06-17 ‫اﻵﺧر ﺑﺎﻟﻘﺎﻧون اﻟﻌﺿوي‬
‫إن اﻷﻣر أﺻﺑﺢ ﻻ ﯾﺗﻌﻠق ﺑطﺑﯾﻌﺔ اﻟﻧظﺎم اﻟﻣﺗﺑﻧﻰ ﺑﻘدر ﻣﺎ ﻫو ﻣرﺗﺑط ﺑﺎﻟوﺻول إﻟﻰ‬
‫ وﻣﺻﺎﻟﺢ‬،‫ﻣﻧظوﻣﺔ ﻗﺎﻧوﻧﯾﺔ ﺗواﻛب اﻟدول اﻟﻣﻌﺎﺻرة ٕواﻟﻰ ﻣوازﻧﺔ ﺑﯾن ﻣﺻﻠﺣﺔ اﻷﻓراد ﻣن ﺟﻬﺔ‬
‫ واﻟﻣﺷرع ﺑﺻﻔﺔ‬،‫ وﻫذا ﻣﺎ ﺗﺳﻌﻰ إﻟﯾﻪ اﻟدوﻟﺔ اﻟﺟزاﺋرﯾﺔ ﺑﺻﻔﺔ ﻋﺎﻣﺔ‬،‫اﻹدارة اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻣن ﺟﻬﺔ أﺧرى‬
.‫ﺧﺎﺻﺔ‬

Summary
The judicial system includes a set of legal rules regulating the judiciary in
general, and is divided into two systems: the unified judicial organization, which is
associated with the Anglo-Saxon states, and the dual judicial organization, which
is also associated with France.
Determining the nature of the Algerian judicial system between the ideas of
unity and duality is not easy, especially since the Algerian legislator after
independence and in 1965 explicitly adopted the unified judicial system for several
reasons and remained until the promulgation of the 1996 Constitution, where it
was announced to adopt the system of duplication and the legislator to consecrate
it Especially following the promulgation of the Organic Law on Judicial
Organization 05.11, which brought with it several new orientations, which was
also amended by organic law 17-06.
It is not about the nature of the adopted system as it is related to access to a
legal system that is compatible with contemporary countries and to balance
between the interests of individuals on the one hand and the interests of public
administration on the other. This is what the Algerian state in general and the
legislator in particular seek.

You might also like