You are on page 1of 37

‫‪3‬‬

‫أرشيف ملتقى أهل الحديث ‪)395 / 82( - 3 -‬‬

‫ـ[أبو عمر السمرقندي]ـــــ[‪ 06:56 ,02-11-07‬ص]ـ‬

‫ما كان أصله فصيحا ً من ألفاظ العامة !‬


‫بسم هللا الرحمن الرحيم‬
‫الحمدهلل رب العــالمين والصــالة والســالم على أشــرف المرســلين ‪ ،‬محمد‬
‫وعلى آله وصحبه أجمعين ‪ ..‬أما بعد‬
‫• قال أبو عمر السمرقندي ‪ -‬عامله هللا بلطفه الخفي ‪: -‬‬
‫في هـــذا الفِقـــرة محاولة متواضـــعة من كاتبها إلعـــادة ألفـــاظ عربية إلى‬
‫أصولها ؛ مما قد شاع بين العامة من ألفاظ يظنها بعض النــاس من أخطــائهم ‪،‬‬
‫والتحقيق أنَّه ليس كذلك ‪.‬‬
‫وأنا هنا معتن أكثر بلهجة أهل مكة ‪ -‬حرسـها هللا ‪ -‬الدارجة في ذا الزمـان‬
‫؛ بل قبله ‪ْ ،‬إذ قد باتت هذه اللهجة شبه ريح ؛ حتى ال تكــاد تجد من يتكلَّم بها ؛‬
‫إالَّ القليل من بقايا ذاك العهد الــذي عفا عليه الــزمن ‪ ...‬وهي معروفة للقاصي‬
‫والداني بألفاظها الفخمة القوية !‬
‫وأنا ال أدعو إلى إحيائها كفعل المستشـــــــرقين ‪ -‬حاشا هلل ‪ -‬وال أدافع عن‬
‫أخطائها الشنيعة ؛ لكني أدعو إلى تهذيبها وتوجيهها ‪.‬‬
‫أن كالم العامة منه ما هو دخيل من‬ ‫وأقطع االســتطراد فــأقول ‪ :‬المقصــود َّ‬
‫لغات األعاجم ثم ُعرِّب ‪.‬‬
‫ومنه ما أصله عرب ٌي فصيح لكن دخله النحت أو التحريف مع الزمن ‪.‬‬
‫ومنه ما هو من كالم العرب ؛ لكنه استنكر لكونه ذائعا ً بينهم ‪.‬‬
‫====================================‬
‫فنبدأ على بركة هللا ‪:‬‬
‫‪ -1‬قال أبو عمر ‪ :‬يقول أهل مكة وبعض األعاجم ‪ ( :‬رأيت كذا وكــذا نفر‬
‫) من الناس ؟!‬
‫• وهذا ليس غلطا ً محض ـا ً ‪ :‬ففي القــاموس المحيط (‪ (( : )2/206‬النفر ‪:‬‬
‫الناس كلهم ‪ ،‬وما دون العشرة من الرجال )) ‪.‬‬
‫• وقـــال الحريـــري في درَّة الغـــواص (ص‪ (( : )234/‬ويقولـــون ‪ :‬هم‬
‫‪3‬‬
‫عشرون نفراً ‪ ،‬وثالثون نفراً ؛ فيوهمون فيه ‪.‬‬
‫ألن نفر إنما يقع على الثالثة من الرجال إلى العشرة ؛ فيقال‪ :‬هم ثالثة نفر‬ ‫َّ‬
‫‪ ،‬وهؤالء عشرة نفر‪ ،‬ولم يُ ْس َمع عن العرب استعمال النفر فيما جاوز العشــرة‬
‫بحال)) ‪.‬‬
‫• قلت ‪ :‬فقـول األعـاجم ومن حكى قــولهم على سـبيل التخطئة ‪ ( :‬هـؤالء‬
‫ثالثة نفر ) إلى ( عشـــرة ) ليس فيه غلط ؛ إنما الغلط ما جـــاوز العشـــرة ‪•.‬‬
‫ويؤيد ما نقلته ويش ُّده حديث ابن مسـعود رضي هللا عنه عند مسـلم (‪)1676‬ـ ‪:‬‬
‫(( ال يحل دم رجل مســـلم ‪ ...‬إالَّ ثالثة نفـــر)) ‪ ،‬وحـــديث ابن عمر رضي هللا‬
‫عنه عند مســــــلم (‪ (( : )2743‬بينما ثالثة نفر يتمشــــــون )) ‪ ،‬وغيرهما من‬
‫األحاديث ‪.‬‬
‫=====================================‬
‫‪ -2‬قال أبو عمر ‪ :‬يقول أهل مكة ومن نحا نحوهم ‪ :‬فالن َدسَّ كذا وكــذا ‪،‬‬
‫وخـ رِّج المدســوس ‪ ..‬الخ ‪ ،‬اشــتقاقاتهم لهــذه‬ ‫وال ت ُد ُس ْه ‪ ،‬ومن دسَّ كــذا وكــذا ‪َ ،‬‬
‫الكليمة الدالة على مصدر ( دسَّ ) أي ‪ :‬خبَّأ ‪.‬‬
‫• قال في القاموس المحيط (‪ (( : )2/313‬الدسُّ ‪ :‬اإلخفاءـ ‪ ،‬ودفن الشــيء‬
‫في الشيء )) ‪.‬‬
‫======================================‬
‫‪ -3‬قال أبو عمر ‪ :‬يقــول أهل مكة ‪ :‬ال تــدعس كــذا وكــذا ‪ ،‬وفالن دعسه ‪،‬‬
‫واألمر الفالني مدعوس ‪ ..‬الخ اشتقاقاتهم لهذه الكليمة الــتي مصــدرها ( دعس‬
‫) بمعنى ‪ :‬دهس ووطيء على كذا ‪.‬‬
‫• قال في القاموس (‪ (( : )2/313‬الدعس ‪ :‬شدة الوطء )) ‪.‬‬
‫=====================================‬
‫‪ -4‬قال أبو عمر ‪ :‬يقــول أهل مكة ‪ :‬فالن طــاح من المكــان الفالني ‪ ،‬وهو‬
‫يطيح وطيَّحه ‪ ...‬الخ اشــتقاقاتهم لهــذه الكليمة الــتي أصل مصــدرها ( طــاح )‬
‫بمعنى ‪ :‬سقط ‪.‬‬
‫• قــال في القــاموس (‪ (( : )1/478‬طــاح يطــوح ويطيح ‪ :‬هلك وأشــرف‬
‫على الهالك ‪ ،‬وذهب وسقط وتاه في األرض )) ‪.‬‬
‫======================================‬
‫‪ -5‬قال أبو عمر ‪ :‬يقول أهل مكة ‪ ( :‬ال تَتب ْهلَل ‪ ،‬أو ‪ :‬بال ب ْهلَلَة ! ) بمعــنى‬
‫‪ :‬بِال سخرية أو استخفاف أومزح أو ‪...‬‬
‫• ولعل األصل في اشتقاق الكلمة ( البهلول ) !‬
‫‪3‬‬
‫• قــال في القــاموس (‪ (( : )3/497‬البُهلــول ‪ :‬كسُرْ ُســور ‪ :‬الضــحَّاكـ ‪،‬‬
‫والسي ِّد الجامع )) ‪.‬‬
‫• قــال أبو عمر ‪ :‬والمقصــود من كالمه ههنا قوله ‪ ( :‬الضــحَّاكـ ) ‪ ،‬فهو‬
‫بالضم بُهلُول ‪ ،‬وليس بالفتح ( بَهلول ) ؛ كما هو ذائع عند العامة ‪.‬‬
‫فمن يقــول لك ال تتبهلل أو بال بهللة ؛ فلعلَّه يقصد ‪ -‬والعهــدة عليه ‪ -‬أن ال‬
‫تتشبَّه بفعل البهاليل من الذين يتصنَّعون حركات تضحك الناس ‪.‬‬
‫نسأل هللا العافية والسالمة !‬
‫======================================‬
‫‪ -6‬قــال أبو عمر الســمرقندي ‪ :‬ومما هو شــائع عنــدهم ؛ لكنه من بــاب‬
‫النحت ‪:‬‬
‫• قول أهل مكة ‪ ( :‬إ ْي ْشبَك يا فالن ؟ ) ؛ يعني ‪ :‬ماذا بك ؟‬
‫بك ‪.‬‬
‫• واألصل فيها ‪ :‬أيُّ شي ٍء َ‬
‫• ويقولون ‪ ( :‬إيْشْ ب ُْو ؟ ) ؛ يعني ‪ :‬أيُّ شي ٍء ب ِه ؟‬
‫• ومن النحت أيضا ً قولهم ‪ ( :‬علَشان كذا وكذا ) ‪.‬‬
‫ويوافقهم أهل مصر ؛ لكنهم يحذفون منها الالم ؛ فيقولون ‪ :‬ع َشان ‪.‬‬
‫• قلت ‪ :‬األصل فيها ‪ :‬على شأن كذا وكذا !‬
‫• ويقول أهل نجد ‪َ ( :‬س ْم ) ؛ بمعنى أبشر أو ْأ ُمر أو تفضَّل ‪...‬‬
‫• واألصل كما سمعته من احد األساتذة والعهدة عليه ‪ :‬سمعا ً وطاعة !‬
‫• قــال أبو عمر ‪ :‬والنحت بــاب واسع ؛ ولم أقف على من نصَّ على هــذه‬
‫الكليماتـ التي زعمتها منحوتة وأعدتها ألصلها ‪ ،‬وباهلل التوفيق ‪.‬‬
‫ـ[أبو خالد السلمي]ــــــــ[ـ‪ 11:21 ,02-11-07‬م]ـ‬
‫ومن فصيح لغة أهل نجد ( عيّى ) بمعنى رفض‬
‫ففي المعلقة ‪ :‬عيّت جوابا وما بالربع من أحد‬

‫• قال أبو عمر السمرقندي ‪:‬‬


‫‪ -10‬قــال محمد العــدناني في ‪ :‬معجم األغالط اللغوية المعاصــرة (‪)41‬ـ ‪:‬‬
‫(( ـ ‪ -118‬إ ْي َو ْه ‪ :‬حين تسأل الناس ‪ :‬هل تص َّدقتم على الفقراءـ ؟ يجيبون ‪َ :‬أ ْي ـ َوه‬
‫‪ ،‬والصواب ‪ :‬إيوه ‪ ،‬وهي مؤلفة من ‪:‬‬
‫(أ) ‪ :‬من حرف الجوابـ ( إي ) ؛ ومعناه ‪ :‬نعم ‪.‬‬
‫يو ‪.‬‬
‫(ب) ‪ :‬ومن واو القسم ؛ الباقية بعد حذف المقسم به ؛ فتصبح ‪ِ :‬إ َ‬
‫‪3‬‬
‫(ج) ‪ :‬وتزاد عليها بعد ذلك هاء السكت ؛ فتصير ‪ :‬إيوه ْ ‪.‬‬
‫وهي ليست عامية كما يظنها الكثيرون )) انتهى نقل المراد منه ‪.‬‬
‫• قال أبو عمر ‪ :‬الذي غلَّطه العدناني ‪ ،‬وهو ( أيوه ) بفتح الهمــزة = هي‬
‫لغة أهل مصر اليوم ‪ ،‬وأما كسر الهمزة فيها ‪ -‬وهي المص ـ َّوبة ‪ -‬فهي لغة أهل‬
‫مكة إلى اآلن ؛ لكنهم على طريقــتين ؛ فمنهم من ينطق هــاء الســكت ؛ فيقــول‬
‫إيو ) ‪.‬‬
‫( إيوه ) ‪ ،‬ومنهم من يحذفها ؛ فيقول ( َ‬

‫ومن القلب للحـــروف الـــذي يعمله العامة في مصر ‪ ،‬والبائـــدون من اهل‬


‫مكة = قلبهم الذال المعجمة التي هي أخت الدال إلى زاي ‪.‬‬
‫فيقولـون ‪ :‬الـزين ؛ ويقصـدون ‪ :‬الـذين ‪ ،‬ويقولـون ‪ :‬لمـازا ؟ ‪ ،‬ويعنـون ‪:‬‬
‫لماذا ؟‬
‫ولعل العلَّة في هــذا ما تق ـ َّدم من كــون الــذال المعجمة من الحــروف الــتي‬
‫ينطق بها بكلفة ؛ وذلك بإخراج طرف اللسان ؟! ‪:‬‬
‫• قال أبو عمر السمرقندي ‪:‬‬
‫مسـكوك ‪ ،‬ويقــول بعضــهم ‪:‬‬ ‫ك البــاب ‪ ،‬والبــاب ْ‬ ‫‪ -11‬يقــول الم ِّكيُــون ‪ُ :‬سـ َّ‬
‫الباب ُم َس َّكر ‪ ،‬و َس ِّكر الباب ؛ أي ‪ :‬أغلق الباب ‪ ،‬وهو مغلق ‪.‬‬
‫• ولكالمهم أصل ؛ أما السك ‪ :‬فقد قال في القــاموس المحيط (‪)3/446‬ـ ‪:‬‬
‫السـ ُّك ‪ :‬المســمار ‪ ...‬وسـ ُّد الشــيء ‪ ،‬واصــطالم األذنين ‪ ،‬وتضــبيب البــاب‬ ‫(( َّ‬
‫بالحديد )) ‪.‬‬
‫• وأما السكر ‪ :‬فقال في القــاموس أيضـا ً (‪ (( : )1/73‬السـ ْك ُر ‪ :‬المل ُء ‪...‬‬
‫وس ُّد النهر ‪ ،‬وبالكسر ‪ :‬االسم منه ‪ ،‬وما ُس َّد به النهر ‪. )) ...‬‬
‫• قال أبو عمر ‪ :‬وعلى هذا أحد التفسيرين في قوله تعالى ‪ ( :‬إنما ُس ِّكرت‬
‫أبصارنا ) ؛ بمعنى ‪ُ :‬س َّدت ‪.‬‬
‫ـ[خالد الوايلي]ــــــــ[ـ‪ 12:28 ,02-11-09‬ص]ـ‬
‫(الموص)‪ :‬غسل ليّن ‪..‬والدلك باليد ‪568‬‬
‫( ربضت الشاة)‪ :‬بركت ‪577‬‬
‫(الرضّ ) ‪ :‬ال ّدق ‪578‬‬
‫( بط الجرح) ‪ :‬شقّه ‪593‬‬
‫(غطه بالماء)‪ :‬غطسه ‪611‬‬
‫(فرشط )‪ :‬قعد ففتح مابين رجليه ‪612‬‬
‫( لبط به األرض) ‪ :‬ضرب ‪616‬‬
‫(مطّه)‪ :‬م ّده ‪615‬‬
‫‪3‬‬
‫( معط السيف) ‪ :‬استلّه ‪619‬‬
‫(الورطة)‪ :‬الهلكة وكل أر تعسر النجاة منه ‪622‬‬
‫( دلع لسانه)‪ :‬أخرجه ‪644‬‬
‫(الرّبع)‪ :‬جماعة الناس ‪646‬‬
‫(الرصع) ‪:‬الضرب باليد ‪649‬‬
‫( ساعت اإلبل تسوع) ‪ :‬تخلت بال راع ‪658‬‬
‫(الصرقعة) ‪ :‬الفرقعة ‪663‬‬
‫(ماع الشيء)‪ :‬جرى على وجه األرض ‪688‬‬
‫( كسفت حاله)‪ :‬ساءت ‪764‬‬
‫( لقفه)‪ :‬تناوله بسرعة ‪768‬‬
‫( النحافة)‪ :‬قليل اللحم خلقة ال هزاالً ‪769‬‬
‫(بخق العين)‪ :‬فقأها ‪779‬‬
‫‪ -12‬ويقــول أهل مكة عن المكــان ( المســتودع ) الــذي توضع فيه األمتعة‬
‫الزوائد وغير ذلك مما ال يصــلح وضــعه في الــدار ؛ كالبهــائم وألمتعة القديمة‬
‫ونحوها من األمور = يس ُّمون ذلك المكان ‪ ( :‬حوشا ً ) ‪.‬‬
‫• قال أبو عمر ‪ :‬ولعل الكلمة مـأخوذة من أصـله األول ؛ وهو الجمع ؛ إذ‬
‫هذا المكان تجمع فيه الحوائج ‪.‬‬
‫‪ -13‬قال أبوعمر ‪ :‬وأهل مصر يقولون ‪ :‬انحاش فالن من كــذا ؛ يعنــون ‪:‬‬
‫هرب ‪.‬‬
‫• ولهذا أصل ؛ قال في اللسان ‪ (( :‬وانحاش عنه ؛ أي ‪ :‬نفر )) ‪.‬‬
‫‪--------------------------------‬‬
‫وزي َّْك ‪ ،‬وزي ُْو ‪ ،‬زيَّهم ؛ يعنــون على هيئة‬ ‫‪ -14‬يقول أهل مكة ‪َ :‬زيْ ِك َدا ‪َ ،‬‬
‫كذا ‪ ،‬وعلى هيئتك وعلى هيئت ِه وهيئتهم ‪.‬‬
‫• قال الشاعر أحمد قنديل في قصيد ٍة له ‪:‬‬
‫ق)‬‫يمشي ينقِّ ُز ‪ ،‬وجهه برَّا ُ‬
‫ْ‬ ‫( كم واح ٍد زي ِّْي وزيَّك مفلسا ً ••••‬
‫• قـال أبو عمر ‪ :‬وللكلمة أصل ‪ :‬قــال في القــاموس وبنحـوه في اللســان ‪:‬‬
‫(( الزي ‪ :‬بالكسر ‪ :‬الهيئة ‪ ،‬ج ‪ :‬أزياء )) ‪.‬‬
‫‪ -15‬استطراد وتعليق ‪ :‬قال أبو عمر ‪:‬‬
‫قول أحمد قنديل ( ينقِّز ) معناه عند أهل مكة ‪ :‬يثب ويقفز إلى األعلى ‪.‬‬
‫• وله أصل في كالم العـــرب ؛ ففي اللســـان ‪ (( :‬نقز ينقز و ينقز نقـــزا‬
‫ونقزانا ونقازا ‪ :‬وثب صعداً )) ‪.‬‬
‫‪------------------------------‬‬
‫‪3‬‬
‫وسـيِّب ُْو يا فالن ؛ يعنــون ‪:‬‬
‫ـاب الشــيء ‪ ،‬يسـيِّبُهُ ‪َ ،‬‬ ‫‪ -16‬يقــول أهل مكة ‪ :‬سـ َ‬
‫تركه ويتركه واتركه ‪.‬‬
‫• قـــال أبو عمر ‪ :‬وللكلمة أصل في كالم العـــرب ؛ قـــال في اللســـان ‪:‬‬
‫(( وسيَّب الشيء ‪ :‬تركه ‪ ،‬سيَّب الدابة أو الناقة أو الشــيء ‪ :‬تركه يســيب حيث‬
‫شاء ‪ ،‬وكل دابة تركتها وسومها فهي سائبة ‪. )) ...‬‬
‫• قال أبو عمر ‪ :‬أما قولهم ( َسيِّب ُْو ) فالواو أصلها ضــمة مشــبعة من هــاء‬
‫الضــمير في قوله ‪ ( :‬ســيِّبْه ) ‪ ،‬وقد تقــ َّدم كثــيراً ذكر إشــباع أهل مكة للهــاء‬
‫المضمومة ونطقها واواً ‪.‬‬
‫‪------------------------------‬‬
‫ـر ُج معه ؛ يعنــون ‪:‬‬ ‫ـر ُج معه ‪ ،‬وِإ ْهـ ِ‬‫‪ -17‬يقول أهل مكة ‪ :‬هَ َر َج فالن ‪ ،‬ويَ ْهـ ِ‬
‫تكلَّ َم ويتكلَّم وتكلَّ ْم كثيراً ‪.‬‬
‫• قال أبو عمر ‪ :‬ولها ‪ :‬أصل ؛ قال في اللسان ‪ (( :‬وأصل الهــرج الكـثرة‬
‫في الشيء ‪ ...‬والهرج ‪ :‬كثرة الكذب ‪ ،‬وكــثرة النــوم ‪ ،‬وهــرج القــوم يهرجــون‬
‫في الحــديث ‪ :‬إذا أفضــوا به ‪ ،‬فــأكثروا وهــرج النــوم يهرجه أكــثره )) ‪ ،‬وفي‬
‫القاموس ‪ (( :‬و [ هرج ] في الحديث ‪ :‬أفاض فأكثر ‪ ،‬أوخلط فيه )) ‪.‬‬
‫‪----------------------------‬‬
‫‪ -18‬يقــــول أهل مكة ‪َ :‬زلَّيْت عليك أو عليه ‪ ،‬وهو يــــزل عليه أو عليك ‪:‬‬
‫بمعنى ‪ :‬يمرُّ عليه وعليك ‪.‬‬
‫• قـــال أبو عمر ‪ :‬وللكلمة أصل ‪ :‬قـــال في اللســـان ‪ (( :‬زل يـــزل زليال‬
‫وزلوالً ‪ :‬إذا م َّر م َّراً سريعا ً ‪ ،‬وغالم زلزل وقلقل ‪ :‬إذا كان خفيفـا ً ‪ ،‬زل المــاء‬
‫في حلقه يــزل زلــوال ذهب ‪ ،‬ومــاء زالل وزليل ‪ :‬ســريع الــنزول والمر في‬
‫الحلق )) ‪.‬‬
‫‪ -19‬يقـــول أهل مكة ‪َ ( :‬أ ْســـتَنَّ ْه يا فالن ‪ ،‬وهو ُم ْســـتَنِّي ‪ ،‬وال تســـتنِّي ) ؛‬
‫يعنون ‪ :‬انتظر يا فالن ‪ ،‬وهو ينتظر ‪ ،‬وال تنتظر ‪.‬‬
‫• وكذا يقوله أهل مصر ؛ ولكنهم يكسرون همزته ‪ ،‬واألصــوب في نطق‬
‫الكلمة معهم ‪.‬‬
‫• وقد اعتاد أهل مكة على فتح همزة أفعــال األمر ؛ مثل قــولهم ‪ََ :‬أجْ لِس ‪،‬‬
‫وَأ ْقعد ‪ ،‬وَأسمع ؛ بفتح الهمزة في أوائلها كلها ؛ على نطق أفعال المضارع في‬
‫لغة العرب الفصيحة التي نزل بها القرآن ‪.‬‬
‫• وكذا لحنهم بإلحاقهم حرف العلَّة مع جزم الفعل في قولهم ‪ ( :‬ال تســتني‬
‫) الصواب ‪ :‬ال تستنِّ ؛ مجزومة بحذف الياء ‪.‬‬
‫‪3‬‬
‫• قال أبو عمر ‪ :‬وعلى ك ٍّل فالكلمة لها أص ـ ٌل ؛ من التــأنِّي ؛ وهو الــترفُّق‬
‫والتم ُّكث واالنتظار ‪.‬‬
‫• وهي على زنة ‪ِ ( :‬إ ْستَ ْف ِعل ) ؛ والهاء للسكت ‪.‬‬
‫• قــال في اللســان ‪ [ (( :‬عن ] ابن األعــرابي ‪ :‬تــأنى إذا رفق ‪ ،‬وآنيت و‬
‫أنيت بمعنى واحد ‪.‬‬
‫وفي حديث غزوة حــنين ‪ ( :‬اختــاروا إحــدى الطــائفتين ‪ :‬إما المــال ‪ ،‬وإما‬
‫الســبي ‪ ،‬وقد كنت اسـتأنيت بكم ) أي ‪ :‬انتظــرت ‪ ،‬وتربَّصت ؛ يقــال ‪ :‬آنيت و‬
‫أنيت و تأنيت و استأنيت ‪.‬‬
‫[ وعن ] الليث ‪ :‬يقال ‪ :‬اســتأنيت بفالن أي ‪ :‬لم أعجله ‪ ،‬ويقــال ‪ :‬اســتأن‬
‫في أمرك ؛ أي ‪ :‬ال تعجل ‪ ،‬وأنشد ‪:‬‬
‫استأن تظفر في أمورك كلها **** وإذا عزمت على الهوى فتوكل‬
‫و األناة ‪ :‬التؤدة ؛ ويقال ‪ :‬ال تؤن فرصتك ؛ أي ‪ :‬ال تؤخرها إذا أمكنتك ‪.‬‬
‫وكل شيء أخرته فقد آنيته ‪.‬‬
‫[ وعن ] الجـوهري ‪ :‬آنـاه يؤنيه إينـاء ؛ أي ‪ :‬أ َّخره وحبسه وأبطـأه ‪ ،‬قـال‬
‫الكميت ‪:‬‬
‫ومرضـــوفة لم تـــؤن في الطبخ طاهيـــا ً **** عجلت إلى محورها حين‬
‫غرغرا‬
‫وتأنى في األمر أي ‪ :‬ترفَّق وتنَّظر ‪ ،‬و اســتأنى به أي ‪ :‬انتظر به ؛ يقــال ‪:‬‬
‫استؤني به حوالً ‪. )) ...‬‬
‫===============================‬
‫َّ‬
‫جــف‬ ‫‪ -20‬يقــول أهل مكة ‪ :‬نشف الشــيء ينشف وهو ناشف ؛ يعنــون ‪:‬‬
‫ويبس ‪.‬‬
‫• قال أبو عمر ‪ :‬وللكلمة أص ٌل في كالم العرب ‪:‬‬
‫• قال في اللسان ‪ (( :‬نشف ‪ :‬نشف الماء ‪ :‬يبس ‪ ،‬ونشفته األرض نشــفا ً ‪،‬‬
‫واالسم ‪ :‬النشف ‪ ،‬ونشف الماء ينشفه نشفا ً ‪ ،‬و نشفه ‪ :‬أخذه من غدير أو غيره‬
‫بخرقة أو غيرها ‪.‬‬
‫[ عن ] ابن السكيت ‪ :‬النشف مصدر ؛ نشف الحوض الماء ينشــفه نشــفا ً ‪،‬‬
‫ونشف الثوب العرق بالكسر ينشفه نشفا ً ‪ :‬شربه ‪ ،‬وتنشفه كذلك )) ‪.‬‬
‫• ويقول أهل مكة عن البخيل ‪ :‬ناشف ؛ يعنون نه ال يظفر منه بقطرة ‪.‬‬
‫والنشـاف ؛ كشــداد ‪ :‬من يأخذ حــرف الجردقة ‪،‬‬ ‫َّ‬ ‫• قــال في القــاموس ‪(( :‬‬
‫فيغمسه في رأس القدر ‪ ،‬ويأكله دون أصحابه )) ‪.‬‬
‫‪3‬‬
‫===============================‬
‫‪ -21‬يقــــول أهل مكة عن نــــوع من األواني القديمة ‪ ،‬المســــتخدمة لغسل‬
‫الثياب ‪ :‬طشت ‪ ،‬أو طست ‪.‬‬
‫• قــال في العين ‪ (( :‬الطــاء مع الســين ‪ :‬طست ‪ :‬الطست مؤنثة ‪ ،‬وهي‬
‫أعجمية ‪ ،‬و الطسُّ تعريبها ‪ ،‬والجمع طساس وطســوس ‪ ،‬وقد يقــال ‪ :‬طســوت‬
‫)) ‪.‬‬
‫• زاد في اللسان ‪ (( :‬الطست ‪ :‬من آنية الصفر أنثى ‪ ،‬وقد تذ َّكر ‪.‬‬
‫[ عن ] الجوهري ‪ :‬الطست ‪ :‬الطسُّ بلغة طيىء ؛ أبدل من إحدى السينين‬
‫تــاء لالســتثقال ‪ ،‬فــإذا جمعت أو صــغرت رددت الســين ؛ ألنك فصــلت بينهما‬
‫بألف ‪ ،‬أو ياء فقلت ‪ :‬طساس وطسيس )) ‪.‬‬
‫• وكــذا في القــاموس المحيط بنحــوه ‪ ،‬وزاد ‪ (( :‬وحكي بالشــين المعجمة‬
‫)) ‪.‬‬
‫• وكذا مثله في المعرَّب للجواليقي ص (‪)437‬ـ ‪ ،‬وفيه ‪ (( :‬أبو عبيد عن‬
‫أبي عبيــدة ‪ :‬ومما دخل في كالم العــرب ‪ :‬الطست والتــور والطــاجن ؛ وهي‬
‫فرسية كلها )) ‪.‬‬
‫• وبنحوه في تهذيب اللغة واللسان في موضع غير الذي تقدم النقل منه ‪.‬‬
‫وشله ؛ يعنون ‪ :‬احمله ‪.‬‬ ‫‪ -22‬يقول أهل مكة ‪ :‬شال فالن كذا ويشيله ْ‬
‫ت‬‫• قال أبو عمر ‪ :‬ولهذا أص ٌل في كالم العرب ؛ قال في اللسان ‪ُ (( :‬ش ـ ْل ُ‬
‫به شوالً من باب ( قال ) ‪ :‬رفعته ‪ ،‬يتعدى بالحرف على األفصح ‪.‬‬
‫وأشلته باأللف ‪ ،‬ويتعدى بنفسه ؛ لغة ‪.‬‬
‫ويستعمل الثالثي مطاوعا ً أيضا ؛ فيقال ‪ :‬شلته فشال ‪.‬‬
‫و شالت الناقة بذنبها شوالً عند اللقاحـ ‪ :‬رفعته ‪ ،‬فهي شــائل ؛ بغــير هــاء ؛‬
‫ألنه وصف مختص ‪ ،‬والجمع شول ؛ مثل ‪ :‬راكع و ركع ‪.‬‬
‫و أشالته لغة ‪ ،‬وشال الميزان يشول ‪ :‬إذا خفت إحدى كفتيه فارتفعت )) ‪.‬‬
‫‪ -23‬يقول أهل مكة ‪ :‬فقع فالن البيض ‪ ،‬يعنون ‪ :‬شقَّه أو كسره ‪،‬‬
‫• قال في القاموس ‪ (( :‬وانفقع ‪ :‬انشق )) ‪.‬‬
‫‪ -24‬يقول أهل مكة ‪ :‬صقع فالن فالنا ً على رأه ؛ يعنون ‪ :‬ضربه ‪.‬‬
‫• قال في اللسان ‪ (( :‬صقعه يصــقعه صــقعا ً ضــربه ببسط كفه ‪ ،‬و صــقع‬
‫رأسه عاله بأي شيء كان )) ‪.‬‬
‫• وقال في القاموس المحيط ‪ (( :‬صقعه ؛ كمنعه ‪ :‬ضربه ‪ ،‬أو على رأسه‬
‫؛ كصوقعه )) ‪.‬‬
‫‪3‬‬
‫‪ -25‬يستعمل أهل مكة ( زحلق ) واشتقاقاتها في الداللة على االنزالق ‪.‬‬
‫• قال أبو عمر ‪ :‬وله أصل في كالم العرب ‪:‬‬
‫• قال في اللسان ‪ (( :‬زحلق ‪ ،‬الزحلوقة آثار تزلج الصبيان من فــوق إلى‬
‫أسفل ‪.‬‬
‫وقال يعقوب ‪ :‬هي آثار تزلج الصبيان من فوق طين ‪ ،‬أو رمل إلى أسفل ‪.‬‬
‫قال الكميت ‪:‬‬
‫ووصلهن الصبا إن كنت فاعله ••• وفي مقام الصبا زحلوقة زلل‬
‫يقول ‪ :‬مقام الصبا بمنزلة الزحلوقة ‪.‬‬
‫وتزحلقوا على المكان تزلقوا عليه بأستاههم ‪.‬‬
‫المزحلق األملس ‪.‬‬
‫[ وقال ] الجوهري ‪ :‬الزحاليق لغة في الزحــاليفـ الواحــدة زحلوقة ؛ قــال‬
‫عامر بن مالك مالعب األسنة ‪:‬‬
‫لما رأيت ضرارا في ململمة ••• كأنما حافتاهاـ حافتا نيق‬
‫يممته الرمح شزرا ثم قلت له ••• هذي المروءة ال لعب الزحاليق‬
‫يعني ‪ :‬ضرار بن عمرو الضبي ‪.‬‬
‫الزحلقة كالدحرجة )) ‪.‬‬
‫سرى ؛ يعنون‬ ‫ْري يا فالن ‪ ،‬وأنا سريت ‪ ،‬وفالن َ‬ ‫‪ -26‬يقول أهل مكة ‪ :‬أس ِ‬
‫مشى ليالً ‪ ،‬وقد يوسع بعضهم فيقولها للمشي نهاراً ‪.‬‬
‫• قال أبو عمر ‪ :‬ولهذا أصل ‪:‬‬
‫• قال في القاموس المحيط ‪ (( :‬ســرى يســري ســرى ومســرى وســرية ‪-‬‬
‫ويضم ‪ -‬وســراية ‪ ،‬وأســرى واســترى وســرى به وأســراه ‪ ،‬وبه ‪ ،‬و ( أســرى‬
‫بعبده ليالً ) ‪ :‬تأكيد ‪ ،‬أو معناه ‪ :‬سيَّره ‪ ،‬والسرَّاء ‪ -‬كشداد ‪ : -‬الكثــير الســرى ‪،‬‬
‫والسارية ‪ :‬السحاب يسري ليالً ‪ ،‬و[ الجمع ] ‪ :‬سوار )) ‪.‬‬
‫• وأما ما يطلقه أهل مكة من هذه الكلمة على النهار = فله وجهٌ أيضا ً ‪.‬‬

‫• قـــــال أبو عمر الســـــمرقندي ‪ :‬ههنا الكالم على الكسكسة والكشكشة‬


‫وغيرها من اللغاتـ ‪:‬‬
‫• قال السيوطي في المزهر في علوم اللغة وأنواعها (‪: )176-1/175‬ـ ((‬
‫النــوع الحـادي عشر ‪ :‬معرفة الـردىء المـذموم من اللغــات ‪ :‬هو أقبح اللغــات‬
‫وأنزلها درجة ‪.‬‬
‫‪3‬‬
‫قــال الفــراء ‪ :‬كــانت العــرب تحضر الموسم في كل عــام وتحج الــبيت في‬
‫الجاهلية ‪ ،‬وقريش يسمعون لغات العرب ؛ فما استحسنوه من لغاتهم تكلَّموا به‬
‫؛ فصـــاروا أفصح العـــرب ‪ ،‬وخلت لغتهم من مستبشع اللغـــات ‪ ،‬ومســـتقبح‬
‫األلفـــاظ ؛ من ذلك الكشكشة ‪ ،‬وهي في ربيعة ومضر ‪ ،‬يجعلـــون بعد كـــاف‬
‫الخطابـ في المؤنث شــينا ً ‪ ،‬فيقولــون ‪ :‬رأيتكش ‪ ،‬وبكش وعليكش ؛ فمنهم من‬
‫يثبتها حالة الوقف فقط ؛ وهو األشهر ‪ ،‬ومنهم من يثبتها في الوصل أيضا ً ‪.‬‬
‫• ومنهم من يجعلها مكان الكاف ويكسرها في الوصل ويسكنها في الوقف‬
‫؛ فيقول ‪ :‬منش وعليش ‪.‬‬
‫• ومن ذلك ( الكسكسة ) ‪ ،‬وهي في ربيعة ومضر ؛ يجعلــون بعد الكــاف‬
‫أو مكانها في المذكر سينا ً ‪ -‬على ما تقدم ‪ -‬وقصدوا بذلك الفرق بينهما ‪.‬‬
‫• ومن ذلك ( العنعنة ) وهي في كثـــير من العـــرب في لغة قيس وتميم ؛‬
‫تجعل الهمــزة المبــدوء بها عينـا ً ؛ فيقولــون في أنك عنك ‪ ،‬وفي أســلم عســلم ‪،‬‬
‫وفي أذن عذن ‪.‬‬
‫• ومن ذلك ( الفحفحة ) في لغة هذيل ؛ يجعلون الحاء عينا ً ‪.‬‬
‫• ومن ذلك ( الوكم ) في لغة ربيعة وهم قــوم من كلب ؛ يقولــون ‪ :‬عليكم‬
‫وبكم ؛ حيث كان قبل الكاف ياء أو كسرة ‪.‬‬
‫• ومن ذلك ( الــوهم ) في لغة كلب ؛ يقولــون ‪ :‬منهم وعنهم وبينهم ‪ ،‬وإن‬
‫لم يكن قبل الهاء ياء وال كسرة ‪.‬‬
‫• ومن ذلك ( العجعجة ) في لغة قضاعة ؛ يجعلون الياء المشـ َّددة جيمـا ً ‪،‬‬
‫يقولون في تميمي تميمج ‪.‬‬
‫• ومن ذلك ( االســـتنطاء ) في لغة ســـعد بن بكر وهـــذيل واألزد وقيس‬
‫واألنصار ؛ تجعل العين الساكنة نونا ً إذا جاورت الطاء ؛ كأنطي في أعطي ‪.‬‬
‫• ومن ذلك ( الوتم ) في لغة اليمن تجعل السين تاء ؛ كالنات في الناس ‪.‬‬
‫• ومن ذلك ( الشنشنة ) في لغة اليمن تجعل الكاف شــينا ً مطلقـا ً ؛ كلــبيش‬
‫اللهم لبيش ‪ ،‬أي لبيك ‪.‬‬
‫• ومن العرب من يجعل الكاف جيما ً ؛ كالجعبة يريد الكعبة ‪.‬‬
‫وقال ابن فارس في فقه اللغة ‪ :‬باب اللغات المذمومة ‪ ..‬فــذكر منها العنعنة‬
‫والكشكشة والكسكسة والحــرف الــذي بين القــاف والكــاف في لغة تميم والــذي‬
‫بين الجيم والكــاف في لغة اليمن وإبــدال اليــاء جيما في اإلضــافة نحو غالمج‬
‫وفي النسب نحو بصرج وكوفج ‪.‬‬
‫‪3‬‬
‫ومن ذلك الخرم ‪ :‬وهو زيادة حرف الكالم ال الــذي في العــروض ؛ كقوله‬
‫‪ -‬من الوافر ‪ ( : -‬وال للما بهم أبدا دواء ) ‪ ،‬وقوله ‪ ( :‬وصــالياتـ ككما يــؤثفين‬
‫)‪.‬‬
‫قال وهذا قبيح ال يزيد الكالم قوة بل يقبحه ‪.‬‬
‫• وذكر الثعــــالبي في فقه اللغة من ذلك ( اللخلخانية ) تعـــرض في لغة‬
‫أعراب الشحر وعمان كقولهم ‪ ( :‬مشا هللا كان ) ؛ يريدون ‪ :‬ما شاء هللا كان ‪.‬‬
‫• و( الطمطمانية ) ‪ :‬تعرض في لغة حمير ؛ كقــولهم ‪ ( :‬طــاب ا ْمهَــواء )‬
‫أي ‪ :‬طاب الهواء )) ‪.‬‬
‫وسيأتي ذكر أمثلة كثير ٍة من كالم عرب أهل العصر مما له صلة باللغــات‬
‫المتقدِّم ذكرها ؛ بحول هللا وق َّوته ‪:‬‬
‫ألن الــبرد تقــدم ذكر االمتنــان بوقايته صــريحا ً في قوله ‪ ( :‬ومن‬ ‫وقيل ‪َّ :‬‬
‫أصــوافها وأوبارها وأشــعارها ) ‪ ،‬وفي قوله ‪ ( :‬وجعل لكم من الجبــالـ أكنان ـا ً‬
‫) ‪ ،‬وفي قوله تعالى ‪ ( :‬واالنعام خلقها لكم فيها دفء ) ‪.‬‬
‫ومن أمثلة هـذا النـوع ‪ ( :‬بيـدك الخـير ) أي ‪ :‬والشر ‪ ،‬وإنما خصَّ الخـير‬
‫بالذكر ألنه مطلــوب العبــاد ومرغــوبهم ‪ ،‬أو ألنه أكــثر وجــوداً في العــالم ‪ ،‬أو‬
‫ألن إضافة الشرِّ إلى هللا ليس من باب اآلداب كما قال ‪ ( :‬والشر ليس إليك ) ‪،‬‬ ‫َّ‬
‫ومنها ‪ ( :‬وله ما سكن في الليل والنهــار ) أي ‪ :‬وما تحــرك ‪ ،‬وخص الســكون‬
‫بالــذكر ألنه أغلب الحــالين على المخلــوق من الحيــوان والجمــاد ‪ ،‬وألن كل‬
‫متحرك يصير إلى السكون ‪.‬‬
‫ومنها ‪ ( :‬الــذين يؤمنــون بــالغيب ) ‪ ،‬أي ‪ :‬والشــهادة ؛ ألن اإليمــان بكل‬
‫منهما واجب ‪ ،‬وآثر الغيب ألنه أمــدح ‪ ،‬وألنه يســتلزم اإليمــان بالشــهادة من‬
‫غير عكس ‪.‬‬
‫ومنها ‪ ( :‬ورب المشارق ) أي ‪ :‬والمغارب ‪.‬‬
‫ومنها ‪ ( :‬هدى للمتقين ) أي ‪ :‬وللكافرين ‪ ،‬قاله ابن األنباري ‪.‬‬
‫ويؤي ُده قوله ‪ ( :‬هدى للنــاس ومنها إن امــرؤ هلك ليس له ولد أي وال والد‬
‫بدليل أنه أوجب لألخت النصف وإنما يكون ذلك مع فقد األب ألنه يسقطها ‪.‬‬
‫النوع الثالثـ ما يسمى بـ( االحتباك ) ‪ ،‬وهو من ألطف األنواع وأبــدعها ‪،‬‬
‫وقــ َّل من تنبَّه له ‪ ،‬أو نبَّه عليه من أهل فنِّ البالغة ‪ ،‬ولم أره في شــرح بديعية‬
‫األعمى لرفيقه األندلسي ‪ ،‬وذكره الزركشي في البرهان ‪ ،‬ولم يس ِّمه هذا االسم‬
‫‪ ،‬بل س َّماه ‪ ( :‬الحذف المقابلي ) ‪.‬‬
‫وأفرده بالتصنيف من أهل العصر العالمة ‪ :‬برهان الدين البقاعي ‪.‬‬
‫قــال األندلسي في شــرح البديعية ‪ :‬من أنــواع البــديع ‪ ( :‬االحتبــاك ) وهو‬
‫نوع عزيز وهو أن يحذف من األول ما أثبت نظــيره في الثــاني ‪ ،‬ومن الثــاني‬
‫‪3‬‬
‫ما أثبت نظيره في األول ‪.‬‬
‫كقوله تعالى ‪ ( :‬ومثل الذين كفروا كمثل الذي ينعق ) اآلية ‪.‬‬
‫التقدير ‪ :‬ومثل األنبياء والكفار كمثل الذي ينعق والذي ينعق به ‪.‬‬
‫فحذف من األول ( األنبياء ) لداللة الذي ينعق عليه ‪ ،‬ومن الثــاني ‪ :‬الــذي‬
‫ينعق به ‪ ،‬لداللة الذين كفروا عليه )‪.‬‬
‫وقوله ‪ ( :‬وأدخل يــدك في جيبك تخــرج بيضــاء ) التقــدير ‪ :‬تــدخل غــير‬
‫بيضاء وأخرجها تخرج بيضاء ‪ ،‬فحذف من األول غير بيضاء ‪ ،‬ومن الثاني ‪:‬‬
‫وأخرجها ‪.‬‬
‫وقــال الزركشي ‪ :‬هو أن يجتمع في الكالم متقــابالن فيحــذف من كل واحد‬
‫منهما مقابله لداللة اآلخر عليه كقوله تعــالى أم يقولــون افــتراه قل إن افتريته‬
‫فعلي إجرامي وأنا بريء مما تجرمون التقدير إن افتريته فعلي إجــرامي وأنتم‬
‫برآء منه وعليكم إجرامكم وأنا بريء مما تجرمون ‪.‬‬
‫وقوله ‪ ( :‬ويعــذب المنــافقين إن شــاء أو يتــوب عليهم ) التقــدير ‪ :‬ويعــذب‬
‫المنافقين إن شاء فال يتوب عليهم أو يتوب عليهم فال يعذبهم ‪. )) ...‬‬
‫أرشيف ملتقى أهل الحديث ‪)395 / 82( - 3 -‬‬

‫ـ[أبو عمر السمرقندي]ــــــــ[‪ 06:56 ,02-11-07‬ص]ـ‬


‫ما كان أصله فصيحا ً من ألفاظ العامة !‬
‫بسم هللا الــرحمن الــرحيم ‪ ،‬الحمدهلل رب العــالمين والصــالة والســالم على‬
‫أشرف المرسلين ‪ ،‬محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ‪ ..‬أما بعد‬
‫• قال أبو عمر السمرقندي ‪ -‬عامله هللا بلطفه الخفي ‪: -‬‬
‫في هـــذا الفِقـــرة محاولة متواضـــعة من كاتبها إلعـــادة ألفـــاظ عربية إلى‬
‫أصولها ؛ مما قد شاع بين العامة من ألفاظ يظنها بعض النــاس من أخطــائهم ‪،‬‬
‫والتحقيق أنَّه ليس كذلك ‪.‬‬
‫وأنا هنا معتن أكثر بلهجة أهل مكة ‪ -‬حرسـها هللا ‪ -‬الدارجة في ذا الزمـان‬
‫؛ بل قبله ‪ْ ،‬إذ قد باتت هذه اللهجة شبه ريح ؛ حتى ال تكــاد تجد من يتكلَّم بها ؛‬
‫إالَّ القليل من بقايا ذاك العهد الــذي عفا عليه الــزمن ‪ ...‬وهي معروفة للقاصي‬
‫والداني بألفاظها الفخمة القوية !‬
‫وأنا ال أدعو إلى إحيائها كفعل المستشـــــــرقين ‪ -‬حاشا هلل ‪ -‬وال أدافع عن‬
‫أخطائها الشنيعة ؛ لكني أدعو إلى تهذيبها وتوجيهها ‪.‬‬
‫أن كالم العامة منه ما هو دخيل من‬ ‫وأقطع االســتطراد فــأقول ‪ :‬المقصــود َّ‬
‫لغات األعاجم ثم ُعرِّب ‪.‬‬
‫ومنه ما أصله عرب ٌي فصيح لكن دخله النحت أو التحريف مع الزمن ‪.‬‬
‫‪3‬‬
‫ومنه ما هو من كالم العرب ؛ لكنه استنكر لكونه ذائعا ً بينهم ‪.‬‬
‫====================================‬
‫فنبدأ على بركة هللا ‪:‬‬
‫‪ -1‬قال أبو عمر ‪ :‬يقول أهل مكة وبعض األعاجم ‪ ( :‬رأيت كذا وكــذا نفر‬
‫) من الناس ؟!‬
‫• وهذا ليس غلطا ً محض ـا ً ‪ :‬ففي القــاموس المحيط (‪ (( : )2/206‬النفر ‪:‬‬
‫الناس كلهم ‪ ،‬وما دون العشرة من الرجال )) ‪.‬‬
‫• وقـــال الحريـــري في درَّة الغـــواص (ص‪ (( : )234/‬ويقولـــون ‪ :‬هم‬
‫عشرون نفراً ‪ ،‬وثالثون نفراً ؛ فيوهمون فيه ‪.‬‬
‫ألن نفر إنما يقع على الثالثة من الرجــال إلى العشــرة ؛ فيقــال ‪ :‬هم ثالثة‬ ‫َّ‬
‫نفر ‪ ،‬وهـؤالء عشـرة نفر ‪ ،‬ولم ي ُْسـ َمع عن العــرب اسـتعمال النفر فيما جــاوز‬
‫العشرة بحال )) ‪.‬‬
‫• قلت ‪ :‬فقـول األعـاجم ومن حكى قــولهم على سـبيل التخطئة ‪ ( :‬هـؤالء‬
‫ثالثة نفر ) إلى ( عشـــرة ) ليس فيه غلط ؛ إنما الغلط ما جـــاوز العشـــرة ‪•.‬‬
‫ويؤيد ما نقلته ويش ُّده حديث ابن مسـعود رضي هللا عنه عند مسـلم (‪)1676‬ـ ‪:‬‬
‫(( ال يحل دم رجل مســـلم ‪ ...‬إالَّ ثالثة نفـــر)) ‪ ،‬وحـــديث ابن عمر رضي هللا‬
‫عنه عند مســــــلم (‪ (( : )2743‬بينما ثالثة نفر يتمشــــــون )) ‪ ،‬وغيرهما من‬
‫األحاديث ‪.‬‬
‫=====================================‬
‫‪ -2‬قال أبو عمر ‪ :‬يقول أهل مكة ومن نحا نحوهم ‪ :‬فالن َدسَّ كذا وكــذا ‪،‬‬
‫وخـ رِّج المدســوس ‪ ..‬الخ ‪ ،‬اشــتقاقاتهم لهــذه‬ ‫وال ت ُد ُس ْه ‪ ،‬ومن دسَّ كــذا وكــذا ‪َ ،‬‬
‫الكليمة الدالة على مصدر ( دسَّ ) أي ‪ :‬خبَّأ ‪.‬‬
‫• قال في القاموس المحيط (‪ (( : )2/313‬الدسُّ ‪ :‬اإلخفاءـ ‪ ،‬ودفن الشــيء‬
‫في الشيء )) ‪.‬‬
‫======================================‬
‫‪ -3‬قال أبو عمر ‪ :‬يقــول أهل مكة ‪ :‬ال تــدعس كــذا وكــذا ‪ ،‬وفالن دعسه ‪،‬‬
‫واألمر الفالني مدعوس ‪ ..‬الخ اشتقاقاتهم لهذه الكليمة الــتي مصــدرها ( دعس‬
‫) بمعنى ‪ :‬دهس ووطيء على كذا ‪.‬‬
‫• قال في القاموس (‪ (( : )2/313‬الدعس ‪ :‬شدة الوطء )) ‪.‬‬
‫=====================================‬
‫‪ -4‬قال أبو عمر ‪ :‬يقــول أهل مكة ‪ :‬فالن طــاح من المكــان الفالني ‪ ،‬وهو‬
‫يطيح وطيَّحه ‪ ...‬الخ اشــتقاقاتهم لهــذه الكليمة الــتي أصل مصــدرها ( طــاح )‬
‫‪3‬‬
‫بمعنى ‪ :‬سقط ‪.‬‬
‫• قــال في القــاموس (‪ (( : )1/478‬طــاح يطــوح ويطيح ‪ :‬هلك وأشــرف‬
‫على الهالك ‪ ،‬وذهب وسقط وتاه في األرض )) ‪.‬‬
‫======================================‬
‫‪ -5‬قال أبو عمر ‪ :‬يقول أهل مكة ‪ ( :‬ال تَتب ْهلَل ‪ ،‬أو ‪ :‬بال ب ْهلَلَة ! ) بمعــنى‬
‫‪ :‬بِال سخرية أو استخفاف أومزح أو ‪...‬‬
‫• ولعل األصل في اشتقاق الكلمة ( البهلول ) !‬
‫• قــال في القــاموس (‪ (( : )3/497‬البُهلــول ‪ :‬كسُرْ ُســور ‪ :‬الضــحَّاكـ ‪،‬‬
‫والسي ِّد الجامع )) ‪.‬‬
‫• قــال أبو عمر ‪ :‬والمقصــود من كالمه ههنا قوله ‪ ( :‬الضــحَّاكـ ) ‪ ،‬فهو‬
‫بالضم بُهلُول ‪ ،‬وليس بالفتح ( بَهلول ) ؛ كما هو ذائع عند العامة ‪.‬‬
‫فمن يقــول لك ال تتبهلل أو بال بهللة ؛ فلعلَّه يقصد ‪ -‬والعهــدة عليه ‪ -‬أن ال‬
‫تتشبَّه بفعل البهاليل من الذين يتصنَّعون حركات تضحك الناس ‪.‬‬
‫نسأل هللا العافية والسالمة !‬
‫======================================‬
‫‪ -6‬قــال أبو عمر الســمرقندي ‪ :‬ومما هو شــائع عنــدهم ؛ لكنه من بــاب‬
‫النحت ‪:‬‬
‫• قول أهل مكة ‪ ( :‬إ ْي ْشبَك يا فالن ؟ ) ؛ يعني ‪ :‬ماذا بك ؟‬
‫بك ‪.‬‬
‫• واألصل فيها ‪ :‬أيُّ شي ٍء َ‬
‫• ويقولون ‪ ( :‬إيْشْ ب ُْو ؟ ) ؛ يعني ‪ :‬أيُّ شي ٍء ب ِه ؟‬
‫• ومن النحت أيضا ً قولهم ‪ ( :‬علَشان كذا وكذا ) ‪.‬‬
‫ويوافقهم أهل مصر ؛ لكنهم يحذفون منها الالم ؛ فيقولون ‪ :‬ع َشان ‪.‬‬
‫• قلت ‪ :‬األصل فيها ‪ :‬على شأن كذا وكذا !‬
‫• ويقول أهل نجد ‪َ ( :‬س ْم ) ؛ بمعنى أبشر أو ْأ ُمر أو تفضَّل ‪...‬‬
‫• واألصل كما سمعته من احد األساتذة والعهدة عليه ‪ :‬سمعا ً وطاعة !‬
‫• قــال أبو عمر ‪ :‬والنحت بــاب واسع ؛ ولم أقف على من نصَّ على هــذه‬
‫الكليماتـ التي زعمتها منحوتة وأعدتها ألصلها ‪ ،‬وباهلل التوفيق ‪.‬‬
‫أرشيف ملتقى أهل الحديث ‪)412 / 82( - 3 -‬‬
‫• فقد قال في اللسان ‪ (( :‬سراة كل شيء ‪ :‬أعاله وظهره ووسطه ‪ ،‬وأنشد‬
‫‪3‬‬
‫ابن بري لحميد بن ثور ‪:‬‬
‫سراة الضحى ما رمن حتى تفصدت ••• جباه العذارى زعفرانا و َع ْن َدما‬
‫ومنه الحديث ‪ :‬فمسح سراة البعير وذفراه ‪.‬‬
‫سراة النهار وغيره ‪ :‬ارتفاعه ‪ ،‬وقيل ‪ :‬وسطه ‪ ،‬قال البريق الهذلي ‪:‬‬
‫مقيما عند قبر أبي سباع ••• سراة الليل عندك والنهار‬
‫فجعل لليل سراة ‪ ،‬والجمع سروات وال يكسر ‪.‬‬
‫التهذيب ‪ :‬سراة النهار وقت ارتفاع الشمس في السماء ؛ يقال ‪ :‬أتيته سراة‬
‫الضحى ‪ ،‬سراة النهار ‪ ،‬سراة الطريق ‪ :‬متنه ومعظمه )) ‪.‬‬
‫• قال أبو عمر السمرقندي ‪ :‬وفرق بين سراة النهار ‪ ،‬وبين السرى بالليل‬
‫‪.‬‬
‫• ومن األول ( السرى بالليل ) الشاهد النحوي المشهور ‪:‬‬
‫سرينا ونجم قد أضاء فمذ بدا ••• محيَّاك أخفى ضوؤه كل شارق‬

‫=====================================‬

‫‪ -27‬يقــول أهل مكة وغــيرهم من العــرب ‪-‬لمن أرادو معرفة قصــده في‬
‫الموسم ‪ -‬سائلين ‪ :‬حاج أو داج ؟‬
‫• بمعنى ‪ :‬هل أنت حاج ‪ ،‬أو مشتغ ٌل بغير الحج ؟‬
‫• قال أبو عمر ‪ :‬ولهذا أصل ‪:‬‬
‫• فقد أخــرج الفــاكهي في أخبــار مكة (‪ )4/283‬وبنحــوه ابن أبي شــيبة (‬
‫‪ )3/415‬ط دار الكتب العلمية ؛ كالهما من طريق ابن عيينة عن عمـــــرو بن‬
‫دينار عن طلق بن حبيب قال ‪ :‬ســأل عمر بن الخطــاب رضي هللا عنه زيد بن‬
‫صوحان ؛ فقــال أين منزلك ؟ ‪ ،‬قــال ‪ :‬في الشق األيسر ‪ ،‬قــال عمر رضي هللا‬
‫عنه ‪ :‬الــــداج ؟! فال تنزله ! قــــال ســــفيان ‪ :‬ثم يقــــول عمر رضي هللا عنه ‪:‬‬
‫ومنزلي في منزل الداج ‪.‬‬
‫• هذا لفظ الفاكهي ‪ ،‬وإسناد هذا الخبر مرسل ‪.‬‬
‫• ففي المراسيل البن أبي حاتم (ص‪ : )101/‬قال أبو زرعة ‪ (( :‬طلق بن‬
‫حـــبيب عن عمر مرسل )) ‪ ،‬وانظر أيضـــا ً ‪ :‬تحفة التحصـــيل (ص‪)160/‬ـ ‪،‬‬
‫وجامع التحصيل (ص‪. )202/‬‬
‫‪3‬‬
‫• وأخرج الفاكهي في أخبار مكة (‪)4/284‬ـ ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا محمد بن يحيى‬
‫قال ثنا سفيان عن يحيى بن سعيد عن سعيد بن المسيب قال ‪ ( :‬الداج ‪ :‬التجــار‬
‫الذين يأتون للتجارة ) ‪.‬‬
‫• قال أبو عمر السمرقندي ‪ :‬هذا إسناد ظاهره الصحة ‪.‬‬
‫• وأخرج الطبري في تفسيره ‪)2/284( :‬ـ ‪ ،‬وبنحوه الفــاكهي في أخبــار‬
‫مكة (‪)284-4/283‬ـ ؛ كالهما بسنيدهما من طريق سفيان الثوري عن محمد‬
‫بن سوقة قال ‪ :‬سمعت سعيد بن جبير يقول ‪ ( :‬كان بعض الحاجـ يسمون الداج‬
‫؛ فكانوا ينزلون في الشق األيسر من منى ‪.‬‬
‫وكان الحاج ينزلون عند مسجد منى ؛ فكانوا ال يتجــرون ‪ ،‬حــتى نــزلت ‪:‬‬
‫(( ليس عليكم جناح أن تبتغوا فضالً من ربكم )) فحجوا ) ‪.‬‬
‫• قال أبو عمر ‪ :‬وهذا إسناد ظاهره الصحة ‪.‬‬
‫• قال في لسان العرب (‪ (( : )2/264‬قال ابن السـكيت ‪ :‬ال يقـال يـدجون‬
‫حتى يكونوا جماعة وال يقال ذلك للواحد وهم الداجة ‪.‬‬
‫وفي الحديث ‪ :‬قــال لرجل أين نــزلت قــال ‪ :‬بالشق األيسر من مــنى قــال ‪:‬‬
‫ذاك منزل الداج فال تنزله ‪.‬‬
‫وأقبل الحاج والداج ‪ :‬الـذين يحجــون ‪ ،‬والــداج ‪ :‬الــذين معهم من األجـراء‬
‫والمكــارين واألعــوان ونحــوهم ؛ ألنهم يــدجون على األرض ‪ ،‬أي ‪ :‬يــدبون‬
‫ويسعون في السفر ‪.‬‬
‫وهــذان اللفظــان وإن كانا مفــردين فــالمراد بهما الجمع ؛ كقوله تعــالى ‪:‬‬
‫(( مستكبرين به سامرا تهجرون )) ‪.‬‬
‫وقيل ‪ :‬هم الذين يدبون في آثارهم من التجار وغيرهم ‪.‬‬
‫وفي حـــــديث ابن عمر ‪ :‬رأى قوما في الحج لهم هيئة أنكرها ؛ فقـــــال ‪:‬‬
‫( هؤالء الداج ‪ ،‬وليسوا بالحاجـ ) ‪.‬‬
‫الجـــوهري ‪ :‬وأما الحـــديث ( ما تـــركت من حاجة وال داجة إال أتيت ) =‬
‫فهو مخفف اتباع للحاجة ‪.‬‬
‫قــال ابن بــري ‪ :‬ذكر الجــوهري هــذا في فصل ( دجج ) وهم منه ! ؛ ألن‬
‫الداجة أصلها ( دوجة ) ؛كما أن حاجة أصلها ( حوجة ) ‪ ،‬وحكمها حكمها ‪.‬‬
‫وإنما ذكر الجوهري الداجة في فصل ( دجج ) ألنه توهمها من ( الداجة )‬
‫‪ :‬الجماعة الذين يـدجون على األرض ؛ أي ‪ :‬يـدبون في الســير ‪ ،‬وليست هــذه‬
‫اللفظة من معنى الحاجة في شيء ‪.‬‬
‫ابن األثــير وفي الحــديث قــال لرجل ‪ :‬ما تــركت حاجة وال داجَّة ؛ قــال ‪:‬‬
‫وهكذا جاء في رواية بالتشديد ‪.‬‬
‫‪3‬‬
‫قال الخطابي ‪ :‬الحاجة القاصدون البيت ‪ ،‬والداجة الراجعون ‪ ،‬والمشــهور‬
‫هو بالتخفيف ‪.‬‬
‫وأراد بالحاجة الصغيرة وبالداجة الكبيرة وهو مذكور في موضعه ‪.‬‬
‫وفي كالم بعضهم ‪ :‬أما وحواج بيت هللا ودواجه ألفعلن كذا وكذا ‪.‬‬
‫وقال أبو عبيد في حديث ابن عمر ‪ ( :‬هؤالء الداج وليسوا بالحاجـ ) ؛ قال‬
‫‪ ( :‬هم الذين يكونون مع الحاجـ مثل األجراء والجمالين والخــدم وما أشــبههم ‪،‬‬
‫وقيل ‪ :‬إنما قيل لهم داج ؛ ألنهم يدجون على األرض ‪ ،‬والدججان هو ‪ :‬الدبيب‬
‫في السير ‪ ،‬وأنشد ‪:‬‬
‫باتت تداعي قربا أفايجا ••• تدعو بذاك الدججان الدارجا‬
‫قال أبو عبيد ‪ :‬فأراد ابن عمر أن هؤالء ال حج لهم ‪ ،‬وليس عندهم شيء ‪،‬‬
‫إال أنهم يسيرون ويدجون ‪ ،‬وال حج لهم ‪.‬‬
‫أبو زيد ‪ :‬الداج ‪ :‬التباع والجمالون ‪ ،‬والحاجـ ‪ :‬أصــحابـ النيــات ‪ ،‬والــزاج‬
‫المراؤون )) ‪.‬‬
‫• قال أبو عمر ‪ :‬نسأل هللا تعــالى أن يجعلنا ‪ -‬أبــداً ‪ -‬حجاج ـاًـ ‪ ،‬وال يجعلنا‬
‫من الصنف اآلخر ‪ ،،،‬آمين ‪.‬‬

‫ُ‬
‫أكلت ال َعيْش بـــاإلدام ) ‪،‬‬ ‫‪ -28‬يقـــول أهل مكة وغـــيرهم من العـــرب ‪( :‬‬
‫فيستعملون كلمتي ‪ ( :‬عيش ‪ ،‬وإدام ) ‪.‬‬
‫ولهما أص ٌل من كالم العرب ‪:‬‬

‫@ قــال ابن منظــور في لســان العــرب (‪ (( : )6/322‬والتعيش ‪ :‬تكلف‬


‫أسباب المعيشة ‪ ،‬والمتعيش ‪ :‬ذو البلغة من العيش ؛ يقــال ‪ :‬إنهم ليتعيشــون إذا‬
‫كانت لهم بلغة من العيش ‪.‬‬
‫ويقال ‪ :‬عيش بني فالن ( اللبن ) ؛ إذا كانوا يعيشون به ‪.‬‬
‫وعيش آل فالن الخبز والحب ‪ ،‬وعيشهم التمر ‪.‬‬
‫وربما سموا الخبز عيشا ً ‪.‬‬
‫والعائش ‪ :‬ذو الحالة الحسنة ‪.‬‬
‫و العيش ‪ :‬الطعام ؛ يمانية ‪.‬‬
‫والعيش ‪ :‬المطعم والمشرب ‪ ،‬وما تكون به الحياة )) ‪.‬‬

‫@ وأما اإلدام ؛ فعند البخـــاري رضي هللا عنه في صـــحيحه الجـــامع (‬


‫‪)3820‬ـ ؛ بســنده عن أبي هريــرة رضي هللا عنه قــال ‪ (( :‬أتى جبريل النــبي‬
‫صلى هللا عليه وسلم ؛ فقال ‪ :‬يا رسول هللا هذه خديجة قد أتت معها إناء فيه ((‬
‫‪3‬‬
‫إدام )) أو طعام أو شراب ؛ فإذا هي أتتك فاقرأ عليها السالم من ربها ومــني ‪،‬‬
‫ب ‪ ،‬ال صخب فيه وال نصب )) ‪.‬‬ ‫وبشرها ببيت في الجنة من قص ٍ‬

‫@ وعنــده رضي هللا عنه أيضــا ً في صــحيحه الجــامع (‪ )6687‬كتــاب‬


‫األيمان والنذور ‪ ،‬قال ‪ :‬باب إذا حلف أن ال يأتدم فأكل تمرا بخبز ‪ ،‬وما يكون‬
‫من األدم ‪ ،‬ثم ســاق ببســنده عن عائشة رضي هللا عنها قــالت ‪ (( :‬ما شــبع آل‬
‫محمد صلى هللا عليه وسلم من خبز بر مأدوم ثالثة أيام ؛ حتى لحق باهلل )) ‪.‬‬

‫@ وقــال ابن منظــور في لســان العــرب (‪ [ (( : )12/9‬قــال الجــوهري‬


‫‪ ... ] :‬واإلدام ‪ :‬معـــروف ؛ ما يؤتـــدم به مع الخـــبز ‪ ...‬والجمع آدمة ‪ ،‬وجمع‬
‫األدم ‪ :‬آدام ‪ ،‬وقد ائتدم به ‪ ،‬وأدم الخبز يأ ِدمه ‪ -‬بالكسر ‪ -‬أدما ‪ :‬خلطه باألدم ‪.‬‬
‫وقال غيره ‪ :‬أدم الخبز باللحم وأنشد ابن بري ‪:‬‬
‫إذا ما الخبز تأدمه بلحم *** فذاك أمانة هللا الثريد‬
‫وقال آخر ‪ :‬تطبخه ضروعها وتأدمه‬
‫قال ‪ :‬وشاهد اإلدام قول الشاعر ‪:‬‬
‫األبيضان أبردا عظامي *** الماء والفث بال إدام ))‬
‫‪ - 29/30/31‬يقول أهل مكة ‪:‬‬
‫( منتا ) ( اللِّي ) ( س َّويت ) كذا وكذا ؟‬
‫‪ #‬يعونون ‪ :‬ألست أنت الذي فعلت كذا وكذا ؟‬
‫@ قال أبو عمر ‪ :‬وهو نحت ؛ من ( ما أنت ) ‪ ،‬و ( الذي ) ‪.‬‬
‫ٌ‬
‫نحت !‬ ‫فـ( الِّلي ) بعد إعادة ألصله ( الذي ) ؛‬
‫وأما س َّويت بمعنى ‪ :‬فعلته حتى جعلته مستويا ً ‪ ،‬وله أصل ‪:‬‬
‫قــال في القــاموس المحيط ‪ (( :‬وسـ َّواه تســويةً وأســواه ‪ :‬أي ‪ :‬جعله ســويا ً‬
‫)) ‪.‬‬

‫=======================================‬
‫=====‬

‫@ قال شاعر الحجازـ حمزة شحاتة رحمه هللا ‪:‬‬


‫والشغف‬
‫ِ‬ ‫منتا اللِّي ضيَّعت الشباب سدى *** في الفن والحب بين الغي‬
‫‪ -32‬يطلق أهل مكة وغــــيرهم ‪ -‬كمصر وغيرها من بالد العــــرب ‪ -‬اسم‬
‫( حارة ) على الحي من األحياء ‪ ،‬وله أص ٌل ‪:‬‬
‫‪3‬‬
‫• قال في لسان العــرب (‪ (( : )4/225‬والحــارة ‪ :‬كل محلة دنت منــازلهم‬
‫فهم أهل حارة )) ‪.‬‬
‫• قال الشاعر أحمد قنديل في قصيدة له ‪:‬‬
‫ونبَّشت في كل الحوائر باحثا ً **** ووصيت كل الناس عربا ً وأعجما‬
‫‪ -33‬يقول أهل مكة وغيرهم من العرب ‪ (( :‬تفع ُل كذا وكمان كذا )) ‪.‬‬
‫ومعناه ‪ :‬تفعل كذا وأيضا ً كذا ‪.‬‬
‫قال أبو عمر ‪ :‬ولع َّل كلمة ( كمان ) منحوتة ‪ ،‬من ( كما أنك ‪. ) ...‬‬
‫فلع َّل أصلها يكون هكذا ‪ :‬تفعل كذا ؛ كما أنك تفعل كذا ‪.‬‬
‫روقنا ‪ ،‬ر ِّوقونا ‪:‬‬ ‫روقيني ‪ِّ ،‬‬ ‫روقني ‪ِّ ،‬‬‫‪ِّ - 34‬‬
‫@ يقــول أهل مكة لمن طلبــوا منه أن يــتركهم وحــالهم دون إزعــاج أو‬
‫(روقني ) ‪ ،‬أو ( روقنا ) ‪.‬‬ ‫تعكير ‪ِّ :‬‬
‫روقيني ) ‪.‬‬ ‫ولخطاب األنثى ‪ِّ ( :‬‬
‫روقونا ) ‪.‬‬ ‫ولخطاب الجماعة ‪ِّ ( :‬‬
‫تنبيه ‪ :‬ولكنهم ال ينطقون القاف المقلقة من مخرجها المعروف عند العرب‬
‫‪ ،‬بل على صفة بين الكاف والقاف ‪ ،‬على نطق اإلنجليز لكلمة ( ‪. ) go‬‬
‫أن إبــدالهم القــاف بهــذا الحــرف أو غــيره أن له أصـالً بابـا ً عند‬ ‫وقد تقـ َّدم َّ‬
‫العرب ؛ وهو اإلبدال ‪.‬‬
‫بصرف النظر عن موافقته للقياس أو عدمه ‪ ،‬وصحته أو عدمه ‪.‬‬
‫أن معنى قولهم ( ر ِّوقني يا فالن ) أو ( ر ِّوقنا )‬ ‫@ والمقصود مما سبق ‪َّ :‬‬
‫أي ‪ :‬اجعلني رائقا ً ‪ ،‬أو اجعلنا ‪ :‬رائقين !‬
‫ي وتزعجني ‪.‬‬ ‫أي ‪ :‬صافي الذهن والحال ‪ ،‬ال تع ِّكر عل َّ‬
‫من الروق ؛ وهو الصفاء ‪.‬‬
‫@ وللكلمة أص ٌل عند العرب ‪:‬‬
‫@ قال في اللسان (‪ " : )10/135‬راق الشيء إذا صفا ‪ ،‬ويكون للواحد ؛‬
‫يقال ‪ :‬غالم َر ْوقة ‪ ،‬وغلمان َر ْوقة ‪.‬‬
‫‪ ...‬والراووق ‪ :‬المصفاة وربما سموا الباطية راووقا ‪.‬‬
‫[ عن ] الليث ‪ :‬الــراووق نــاجود الشــراب الــذي يــروق به ؛ فيصــفى ‪،‬‬
‫والشراب يتروق منه من غير عصر ‪.‬‬
‫وراق الشراب والماء يروقان روقا و تروقا ‪ :‬صفوا ‪.‬‬
‫و ر َّوقه هو ترويقا ً ‪.‬‬
‫واستعار دكين الراووق للشباب ؛ فقال ‪:‬‬
‫أسقى براووق الشباب الخاضلـ " ‪.‬‬
‫‪ -35‬رطن ‪ ،‬يرطن ‪ ،‬ال ترطن ‪:‬‬
‫‪3‬‬
‫@ يقول أهل مكة ‪ :‬الترطن يا فالن ‪ ،‬وفالن جلس يرطن ‪.‬‬
‫يعنون ‪ :‬ال تتكلم هذراً كثيراً ‪.‬‬
‫ثم صار بعضهم يوسِّع في اطالقها على كل من كثر كالمه ولغطه ‪.‬‬
‫‪ -‬وللكلمة أص ٌل في كالم العرب ‪.‬‬
‫‪ -‬قــال ابن منظــور في اللســان (‪ " : )13/181‬رطن العجمي ‪ ،‬يــرطن ‪،‬‬
‫رطنا ً ‪ :‬تكلم بلغته ‪.‬‬
‫والرطانة ‪ ،‬والرطانة ‪ ،‬والمراطنة ‪ :‬التكلم بالعجمية ‪.‬‬
‫وقد تراطنا ؛ تقول ‪ :‬رأيت أعجميين يتراطنان ‪.‬‬
‫وهو كالم ال يفهمه العرب ‪.‬‬
‫قال الشاعر ‪ * * * ..................... :‬كما تراطن في حافاتهاـ الروم‬
‫ويقال ‪ :‬ما رطيناك هذه ؟ ؛ أي ‪ :‬ما كالمك ؟‬
‫وما رطيناك ‪ -‬بالتخفيف ‪ -‬أيضا ً ‪.‬‬
‫وتقول ‪ :‬رطنت له رطانة ‪ ،‬وراطنته ‪ :‬إذا كلمته بالعجمية ‪.‬‬
‫وتراطن القوم فيما بينهم ‪.‬‬
‫وقال طرفة بن العبد ‪:‬‬
‫فأثار فارطهم غطاطا جثما * * * أصواتهم كتراطن الفرس‬
‫‪. " ...‬‬
‫ـ[النقّاد]ــــــــ[‪ 03:42 ,04-09-27‬م]ـ‬
‫وتقول العامة لعصرنا ‪ :‬فالن بَ َّكاش ‪ ..‬وهذا بَ َكش ‪..‬‬
‫وأحسبها فصيحة ‪ ,‬وأنها مقلوب « البَ ْشك » ‪..‬‬
‫ْشــــكه بَ ْشــــ ًكا ‪ :‬تَخرَّصه كاذبًا ‪...‬‬
‫ك الكال َم يَب ُ‬ ‫ففي « اللســــان » ‪ « :‬وبَ َشــــ َ‬
‫والبَ َّشاك ‪ :‬الك َّذاب ‪. » ...‬‬
‫فهي من بـــاب « جبذ وجـــذب » و « اضـــمحل وامضـــحل » و « طمس‬
‫وطسم » وأشباهها ‪.‬‬

‫‪َ - 37‬خرْ َمان ‪:‬‬


‫فالن خرمان شاي ‪ ،‬أو قهوة ‪ ،‬أو ‪ ...‬غير ذلك ) ‪.‬‬ ‫ٌ‬ ‫‪ -‬يقول أهل مكة ‪( :‬‬
‫‪ -‬يعنون ‪ :‬إنه يحبُّه حبَّا ً فوق العادة والمألوف ‪.‬‬
‫وهو بمعنى قولهم اآلخر ‪ :‬فالن يموت في الشاي ‪ ،‬أو في كذا ‪ ،‬أي‪ :‬يفــني‬
‫نفسه ألجله من ش َّدة حبِّه له وشوقه إليه ‪.‬‬
‫‪ -‬قال أبو عمر ‪ :‬وله أصل ‪ ،‬قال الفيروزأبادي ‪:‬‬
‫فالن عنَّا ‪ -‬مبنيَّا ً للمفعــول ‪ : -‬مــات ‪ ،‬واخترمته المنيَّة ‪ :‬أخذته ‪،‬‬
‫ٌ‬ ‫(( اختُ ِرم‬
‫والقوم ‪ :‬استأصلتهم واقتطعتهم ‪ ،‬كتخرَّمتهم ))‪.‬‬
‫‪3‬‬
‫‪ -‬قال أبو عمر ‪ :‬ثم بدا لي بعد قليل احتما ٌل آخر ‪:‬‬
‫‪ -‬وهو أقوى من المتقدِّم ‪ ،‬وهو أن يكون أصله من ‪ ((:‬قَـ َ‬
‫ـر َم )) ‪ ،‬بمعــنى ‪:‬‬
‫ش َّدة الشهوة إلى الشيء ‪.‬‬
‫‪ -‬وله أصل في لغة العرب ‪:‬‬
‫ـر ُم ‪ :‬بالتحريك ‪ :‬ش ـ َّدةُ الشــهوة إلى اللحم ‪ ،‬وفي‬
‫‪ -‬قــال في اللســان ‪ (( :‬القَـ َ‬
‫المحكم ‪ :‬قرم يقرم قرما ً ‪ ،‬فهو قرم ‪ :‬اشتهاه ‪.‬‬
‫ثم كثُر حتى قالوا مثالً بذلك ‪ :‬قرمت إلى لقائك ))‪.‬‬

‫‪ -‬فتكون الصــلة بين ( خرمــان ) و ( قرمــان ) على هــذا االحتمــال عالقة‬


‫إبدا ٍل ‪ ،‬فأبدلت الخاءـ مكان القاف ‪.‬‬
‫وقد تق َّدمت له نظائر في اللغة ‪.‬‬
‫لو جمعنا الكلمات في الباب لجــاء عنــدنا مجلـ ٌد ضــخم ‪ ,, ......‬هنــاك كلمة‬
‫موس ـده )) كلم ـةٌ يقولها أهل‬
‫ّ‬ ‫لكن ال أدري أسبقني أحد بــذكرها ام ال وهي ‪(( :‬‬
‫البحرين وبعض أهل قطر ‪ ,‬وهي مــأخوذة من الوســادة ‪ -‬بكسر الــواو ‪ -‬وذكر‬
‫الفيروزآبادي بأن لها أصل فلتراجع ‪.‬‬
‫(‪: )38‬طاجن ‪ ،‬مطجَّن ‪:‬‬
‫‪ -‬يقول أهل مكة وغــيرهم من العــرب في الطعــام المطبــوخ على مــاعون‬
‫مقلي ) ‪ ،‬مطبوخ‬
‫ٌّ‬ ‫القلي ‪ ( :‬مطجَّن ) ‪ ،‬فيقولون ‪ :‬بيض مطج ٌَّن ‪ ،‬يعنون ‪ :‬أنه (‬
‫على المقالة والزيت ‪.‬‬
‫ويس ُّمون المقالة نفسها ‪ ( :‬طاجن ) ‪.‬‬

‫‪ -‬وللكلمة أص ٌل دخي ٌل‍قدي ٌم ‪:‬‬


‫‪ -‬قــال في اللســان ‪ (( :‬طجن ‪ :‬الطــاجن ‪ :‬ال ِم ْقلَى ‪ ،‬وهو بالفارسـيَّة ‪ :‬تابــه‪،‬‬
‫ك عليه ‪ :‬دخي ٌل ‪.‬‬ ‫والطجن ‪ :‬قَ ْل ُو َ‬
‫الثالثي الصحيح‪ ،‬ووجدناها مستعملةً‬ ‫ِّ‬ ‫قال الليث ‪ُ :‬أه ِملَت الجيم والطاء في‬
‫‪ ،‬بعضهم عربية وبعضها معرَّبةً ‪ ،‬فمن المعرَّب قولهم ‪ :‬طجنة ‪ :‬بلد معــروف‬
‫‪ ،‬وقولهم للطــابق الـذي يقلى عليه ‪ :‬الطــاجن ‪ ،‬وقليَّةٌ مط َّجنَـةٌ ‪ ،‬والعامة تقـول‪:‬‬
‫مطنجنةٌ ‪.‬‬
‫[ وقــال ] الجــوهري ‪ :‬الطيجن والطــاجن ‪ :‬يُقلى فيه ‪ ،‬وكالهما مع ـرَّبٌ ؛‬
‫ألن الطاء والجيم ال يجتمعان في أصل كالم العرب)) ‪.‬‬ ‫َّ‬
‫(‪ ( : )40 ، 39‬بَ َّر ْه ‪ -‬برَّاني ) ‪ ،‬و ( ُج َّو ْه ‪ُ -‬ج َّواني ) ‪:‬‬
‫‪ -‬يقول أهل مكة وغيرهم من العرب في التعبير عن الخارجـ والــداخل من‬
‫فالن ب َّر ْه الدار ) ‪ ،‬أو (هو ج َّوه الدار) ‪ ،‬يعنــون ‪ :‬أنه داخل الــدار أو‬ ‫ٌ‬ ‫الناس ‪( :‬‬
‫‪3‬‬
‫خارجها‪.‬ـ‬
‫ويقولون ‪ :‬أدخل الشيء الفالني أو أخرجه ‪ُ ( :‬ج َّوه ) أو ( برَّه ) ‪.‬‬

‫‪ -‬وللكلمتين أص ٌل ‪:‬‬
‫‪ -‬أما برَّه ‪:‬فقد قال في اللسان ‪[ (( :‬قال في التهذيب] ‪ :‬ومن كالم سليمان ‪:‬‬
‫جوانيته ب َّر هللا برَّانيَّته ) ‪ ،‬المعنى ‪ :‬من أصلح سريرته أصــلح هللا‬ ‫( من أصلح ُّ‬
‫عالنيَّته‪.‬‬
‫ـامض ‪ ،‬والــبرُّ ‪ :‬المتن الظــاهر ‪،‬‬ ‫ٍ‬ ‫بطن غـ‬
‫ٍ‬ ‫فالجو ‪ :‬كل‬‫ُّ‬ ‫ُأ ِخ َذ من ال َج ِّو والبَرِّ ‪،‬‬
‫فهاتان الكلمتان على النسبة إليهما باأللف والنـون ‪ ،‬وورد ‪ :‬من أصـلح ُج َّوانيَّهُ‬
‫أصلح هللا برَّانيَّهُ‪.‬‬
‫قالوا‪ :‬البرَّاني ‪ :‬العالنية ‪ ،‬واأللف والنون من زيادات النسب ‪ ،‬كما قـالوا ‪:‬‬
‫في صنعاء ‪ :‬صنعاني ‪.‬‬
‫فالن براً ‪ ،‬إذا خ َرج إلى البرِّ والصحراءـ ‪.‬‬ ‫ٌ‬ ‫خرج‬ ‫وأصله من قولهم ‪َ :‬‬
‫وليس من قديم الكالم وفصيحه ‪. )) .‬‬
‫ــــــــــــــــ‬
‫إن لكــلِّ امــري ٍء‬ ‫‪ -‬وأما ج َّوه ‪ :‬فقد قال في اللســان ‪ :‬وفي حــديث ســليمان ‪َّ :‬‬
‫ج َّوانيَّا ً وبرَّانيَّا ً ‪ ،‬فمن أصلح ج َّوانيَّهُ أصلح هللا برَّانيَّهُ ‪.‬‬
‫قــال ابن األثــير ‪ :‬أي‪ :‬باطنـا ً وظــاهراً وسـ َّراً وعالنيـةً ‪ ،‬وعــنى بج َّوانيه ‪:‬‬
‫ت ‪ ،‬وهو داخله ‪ ،‬وزيادة‬ ‫جو البي ِ‬ ‫سرَّه ‪ ،‬وببرَّانيَّهُ ‪ :‬عالنيتُهُ ‪ ،‬وهو منسوبٌ إلى ِّ‬
‫األلف والنون للتأكيد !‬
‫و َج ُّو ك ِّل شي ٍء ‪ :‬بطنَه وداخلَه ‪.‬‬
‫‪ -‬وهو ال ُج َّوةُ أيضا ً ‪ ،‬وأنشد بيت أبي ُذَؤ يب ‪:‬‬
‫ـضاح الخــزاعي حــازت رنقَـهُ‬ ‫ِ‬ ‫ت كأنَّــ * * * ــ‬ ‫ـرا ِ‬ ‫يجــري ب ُج َّوتِـ ِه مـوج الفُـ َ‬
‫الرِّ ي ُح‬
‫‪ -‬قال ‪ :‬وج َّوتهُ ‪ :‬بطن ذلك الشيء ‪.‬‬
‫‪ -‬وقال آخر ‪:‬‬
‫ت‬ ‫ُ‬
‫شـــوان في جُـــ َّو ِة البـــاغو ِ‬ ‫صـــا ً وراكبُها * * * نَ‬ ‫شخ َ‬ ‫حولَها ْ‬ ‫ليست تـــرى ْ‬
‫مخ ُمو ُر‬
‫(‪ : )41‬بَرْ بَ َرة ‪ ،‬يُبَرْ بِر ‪ ،‬ال تُبَرْ بِر ‪:‬‬
‫‪ -‬يعبِّر عــرب مكة عن كــثرة الكالم والــثرثرة ‪ ( :‬بَرْ بَــرْ ة ) ‪ ،‬ويقولــون ‪:‬‬
‫فالن يُبَرْ بِر ‪ ،‬وال تُبَرْ بِر يا فالن ‪.‬‬
‫أي ‪ :‬ال تكثر الكالم ‪ ،‬إذا كان ثرثاراً ‪ ،‬كثير الكالم أوالهذي به ‪.‬‬
‫‪ -‬وللكلمة أصل ‪:‬‬
‫‪3‬‬
‫ــرةُ ‪ :‬كــثرة الكالم والجلَبَــةُ باللســان ‪ ،‬وقيل ‪:‬‬ ‫‪ -‬قــال في اللســان ‪ ( :‬البَرْ بَ َ‬
‫الصياحـ ‪ ،‬ورج ٌل بَرْ بَارٌ‪ :‬إذا كان كذلك ‪ ،‬وقد بَرْ بَر‪ :‬إذا هَ َذى‪.‬‬
‫[قال] الفـرَّاء ‪ :‬الــبرْ بريُّ ‪ :‬الكثــير الكالم بال منفعـ ٍة ‪ ،‬وقد بَرْ بَـ َر في كالمه‬
‫ب ‪ ،‬وقد بَرْ بَ ـ َر ‪ :‬مثل‬ ‫ـوت وكال ٌم من غض ـ ٍ‬ ‫ـرةُ ‪ :‬الصـ ُ‬ ‫ـرةً إذا أكــثر ‪ ،‬والبَرْ بَـ َ‬‫بَرْ بَـ َ‬
‫ثرثر ‪ ،‬فهو ثرثار ‪. ) ...‬‬ ‫َ‬
‫(‪ : )42‬بَ ْزر ‪:‬‬
‫‪ -‬يعبِّر عـــرب مكة ( وغـــيرهم من العـــرب ‪ ،‬كنجد وغيرها ) عن الطفل‬
‫والولد الصغير بالـ( بَ ْزر ) ‪.‬‬
‫ويقولون ‪ :‬فالن ( بَ ْزر ) ‪.‬‬
‫أي ‪ :‬طفل صغير ‪ ،‬إذا كان تصرُّ فاته كتصرفاته ‪ ،‬أو عقله كعقله‍!‬
‫‪ -‬وللكلمة أصل ‪:‬‬
‫‪ -‬قال في اللسان ‪ ( :‬والم ْب ُزور ‪ :‬الرجل الكثر الولد ‪ ،‬يقال ‪ :‬ما أكثر بَـ ْ‬
‫ـز ِر ِه‬
‫أي ‪ :‬ولده ‪.‬‬
‫والبزراء ‪ :‬المرأة الكثيرة الولد ‪ ... ،‬و البَ ْز ُر ‪ :‬األوالد ))‪.‬‬
‫وللكلمة أصل في كالم العـــرب ‪ ،‬لكنها بتحريك الـــراء ال ســـكونها ‪ ،‬كما‬
‫ينطقها العامة ‪.‬‬
‫فالعامة تنطقها ( ُورْ ع ) ‪ ،‬وفي األصل ( ُو ِرع) ‪.‬‬
‫والو ِرع ‪ ،‬بالتحريك أيضا ً ‪ :‬الجبان ‪.‬‬ ‫‪ -‬قال الزبيدي في التاج ‪َ (( :‬‬
‫قال الليث‪ :‬سمي به إلحجامه ونكوصه ‪ ،‬ومثله قول ابن دريد ‪.‬‬
‫قال ذو اإلصبع العدواني‪:‬‬
‫إن تزعما أنـــــني كـــــبرت فلم * * * ألف بخيال نكسا وال ورعا وقـــــال‬
‫األعشى‪:‬‬
‫أنضيتها بعدما طال الهباب بها * * * تؤم هوذة ال نكسا وال ورعا ‪ -‬وفي‬
‫الصحاح ‪ :‬قال ابن السكيت ‪ :‬وأصــحابنا يــذهبون بــالورع إلى الجبــان ‪ ،‬وليس‬
‫كذلك ‪.‬‬
‫وإنما الورع ‪ :‬الصغير الضعيف الذي ال غناء عنده ‪.‬‬
‫وقيل‪ :‬هو الصغير الضعيف من المال وغيره ‪ ،‬كالرأي ‪ ،‬والعقل ‪ ،‬والبدن‬
‫‪ ،‬ف َع َّمهُ ‪.‬‬
‫قلت‪ :‬ويشهد لما ذهب إليه الليث وابن دريد قول الراجز ‪:‬‬
‫ال هيبــان قلبه منــان * * * وال نخيب ورع جبــان فهــذه كلها من صــفات‬
‫الجبان‪.‬‬
‫ضع ‪ ،‬و َك ُر َم ‪.‬‬ ‫[و] الفعل منهما ‪ -‬أي من الجبان والصغير ‪َ : -‬و َُرع ‪َ ،‬‬
‫كو َ‬
‫وعلى األخير اقتصر الجوهري والصاغاني ‪.‬‬
‫‪3‬‬
‫ضـ َع ‪ ،‬الــذي‬‫وفي اللســان‪ :‬وأرى يــرع بــالفتح لغة فيه ‪ ،‬إشــارة إلى أنه ك َو َ‬
‫ق َّدمه المصنف )) ‪.‬‬
‫(‪ : )43‬بَحْ بَ َحة ‪ ،‬يَتَبَحْ بَح ‪:‬‬
‫‪ -‬يعبِّر عرب مكة عن الوسع والتوسُّع في النفقة بالـ( بَحْ بَ َحة ) ‪.‬‬
‫يقولون ‪ :‬فالن يَتَبَحْ بَحْ ‪ ،‬وال تَتَبَحْ بَح يا فالن ‪.‬‬
‫أي ‪ :‬هو يتو َّس ُع في النفقة ويفرط فيها ‪ ،‬وال تتوسَّع فيه ‪.‬‬
‫‪ -‬وللكلمة أصل ‪:‬‬
‫‪ -‬قــال في اللســان ‪ [ (( :‬قــال ] الفــرَّاء ‪ :‬البَحْ بَ ِح ُّي ‪ :‬الواســ ُع في النفقــ ِة ‪،‬‬
‫الواس ُع في المنزل ‪.‬‬
‫واسع )) ‪.‬‬
‫ٍ‬ ‫وتبحْ بَ َح في المجد ‪ :‬أي ‪ :‬أنه في مج ٍد‬
‫(‪َ : )44‬عرْ بَ ِجي ! ‪:‬‬
‫‪ -‬يقـــول أهل مكة عن بعض النـــاس حـــال ســـبِّه أو تعيـــيره بســـو ٍء ‪ ( :‬يا‬
‫َعرْ بَ ِجي ) أجارني هللا والقارئين ‪.‬‬
‫‪ -‬يعنون به ‪ :‬صاحب الفحش البذيء ‪.‬‬
‫‪ -‬وللكلمة أص ٌل في كالم العرب ‪:‬‬
‫‪ -‬قـــال ابن منظـــور في اللســـان ‪... (( :‬اإلعـــراب والتعـــريب ‪ :‬الفُحْ شُ ‪،‬‬
‫والتعــريبُ ‪ ،‬واإل ْعـ َرابُ ‪ ،‬واإلعرابـةُ ‪ ،‬وال ِ َعرابَـةُ ‪ -‬بــالفتح والكسر ‪ : -‬ما قب َح‬
‫ش‪.‬‬‫ب الرج ُل ‪ :‬تكلَّ َم بالفُحْ ِ‬ ‫من الكالم ‪ ،‬وأ ْع َر َ‬
‫‪ ...‬االستعراب ‪ :‬اإلفحاشُ في القول ‪ . )) ...‬انتهى المقصود منه باختصار‬
‫‪.‬‬

‫‪ -‬قـــــال أبو عمر ‪ :‬بقي الكالم على ما لحق آخـــــره الكلمة ‪ ،‬وهي لفظة ‪:‬‬
‫(( جي )) ‪.‬‬
‫فهــذه زيــادةٌ تركيـةٌ قائمـةٌ مقــام يــاء النسب عند العــرب ‪ ،‬وقد دخلت على‬
‫كالم العرب زمن حكم العثمانيين األتراك لبالد المسلمين ‪.‬‬
‫ومن نظائره ‪ :‬القهوجي ‪ ،‬والجوهرجي ‪ ،‬والمكوجي ‪ ...‬الخ ‪.‬‬
‫‪ -‬أنواع الحذف عند أهل البديع ‪-‬‬
‫قــال الشــيخ جالل الــدين الســيوطي رحمه هللا في اإلتقــان (‪ )2/829‬ت ‪:‬‬
‫البُغا ‪ (( :‬في أنواع الحذف ‪:‬‬
‫الحذف على أنواع ‪:‬‬
‫أحدها ما يسمى بـ( االقتطاع ) ‪ ،‬وهو ‪ :‬حذف بعض حروف الكلمة ‪.‬‬
‫وأنكر ابن األثير ورود هذا النوع في القرآن ‪.‬‬
‫و ُر َّد بأن بعضهم جعل منه فواتح السور ‪ ،‬على القول بــأن كل حــرف منها‬
‫‪3‬‬
‫من اسم من أسمائه ‪ ،‬كما تقدم ‪.‬‬
‫وادعى بعضهم أن الباء في ‪ ( :‬وامسحوا برءوســكم ) أول كلمة ( بعض )‬
‫‪ ،‬ثم حذف الباقي ‪.‬‬
‫ومنه قــراءة بعضــهم ‪ ( :‬ونــادوا يا مــال ) بــالترخيم ‪ ،‬ولما ســمعها بعض‬
‫السلف قال ‪ ( :‬ما أغنى أهل النار عن الترخيم !‬
‫وأجاب بعضهم ‪ :‬بأنهم لشدة ما هم عجزوا عن إتمام الكلمة ‪.‬‬
‫ويدخل في هذا النوع ‪ :‬حذف همزة أنا في قوله ‪ ( :‬لكنَّا هو هللا ربي ) ؛ إذ‬
‫دغ َمت النون في النون ‪.‬‬ ‫األصل ( لكن أنا ) ‪ُ ،‬ح ِذفَت همزة ( أنا ) تخفيفا ً ‪ ،‬وُأ ِ‬
‫ومثله ما قــــرئ ‪ ( :‬ويمسك الســــماء أن تقع علَّرْ ض ) ‪ ( .‬بِ َما ُأ ْن ِزلَّيْك ) ‪،‬‬
‫( فمن تعجل في يومين فلَ ْث َم عليه ) ‪ ( ،‬إنها لَحْ َدى الكبر ) ‪.‬‬
‫النــوع الثــاني ‪ :‬ما يســمى بـــ( االكتفــاء ) ‪ ،‬وهو ‪ :‬أن يقتضي المقــام ذكر‬
‫شيئين بينهما تالزم وارتباط فيكتفي بأحدهما عن اآلخر لنكتة ‪ ،‬ويختص غالبا ً‬
‫باالرتباط العطفي ‪ ،‬كقوله ‪ ( :‬سرابيل تقيكم الحر )‪ ،‬أي ‪ :‬والبرد ‪.‬‬
‫ألن الخطــابـ للعــرب ‪ ،‬وبالدهم حــارة ‪ ،‬والوقاية‬ ‫وخصـص الحر بالــذكر َّ‬ ‫َّ‬
‫عندهم من الحرِّ أهم ؛ ألنه أشد عندهم من البرد ‪.‬‬
‫ق‪:‬‬ ‫(‪ : )45‬ال ُح ُّ‬
‫‪ -‬أخــبرني أحد األخــوة ‪ -‬على وجه التنــ ُّدر بكالم العامــة‪ -‬أنه رأى رجالً‬
‫شيخا ً كبيراً من أهل مكة األقدمين يخاصم آخر وهو يقول له ‪ :‬أخرج خــر َجت‬
‫عيونك من ( ُحقُّها ) ‪.‬‬
‫• يعني ‪ :‬خرجت من أصلها ومكانها !‬
‫‪ -‬وللكلمة أص ٌل ‪:‬‬
‫ب ‪...‬‬ ‫• قال في القــاموس المحيط ‪ (( :‬وال ُحقَّة ‪ -‬بالضم ‪ : -‬وعــا ٌء من خشـ ٍ‬
‫والجُحْ ُر من األرض )) ‪.‬‬
‫ق عينه ‪ ،‬وســقط فالن على‬ ‫• وقـال ابن منظــور ‪ (( :‬ويقــال ‪ :‬أصـبت حــا َّ‬
‫ق رأسه ‪ ،‬أي‪ :‬وسط رأسه ‪. ))...‬‬ ‫حا ِّ‬
‫ــــــــــــــــ‬
‫(‪ : )46‬الخرَّاط ‪:‬‬
‫الكذاب المكثر منه ‪ :‬خرَّاط ‪.‬‬ ‫‪ -‬يقول أهل مكة عن َّ‬
‫كذاب كثير الكذب ‪.‬‬ ‫• يعني ‪ :‬أنَّه َّ‬
‫‪ -‬وللكلمة أص ٌل ‪:‬‬
‫• إذ لع َّل ذلك من جهة اإلبدال ‪ :‬حيث أبدلت الصاد مكــان الطــاء ‪ ،‬فأصل‬
‫الكلمة ( خرَّاص ) ‪ ،‬فصارت العامة تنطقها ‪ ( :‬خرَّاط ) ‪.‬‬
‫‪3‬‬
‫ص يخــرُصُ ‪ -‬بالضم ‪ -‬خرْ ص ـا ً‬ ‫• قــال ابن منظــور في اللســان ‪َ ( :‬خـ َر َ‬
‫َّص ‪ :‬أي كـــذب ‪ ،‬ورجل خـــرَّاصٌ ‪ :‬كـــ َّذاب ‪ ،‬وفي التنزيل ‪( :‬قُتِ َ‬
‫ـــل‬ ‫َ‬
‫وتخـــ ر َ‬
‫َّاصون) قال ال َّزجَّاج ‪َّ :‬‬
‫الكذابون ‪. )...‬‬ ‫َ‬ ‫الخر‬
‫ــــــــــــــــ‬
‫(‪ : )47‬طازج ‪ /‬طازه ‪:‬‬
‫‪ -‬يقول أهل مكة عن الشيء الطريِّ ‪َ :‬‬
‫ط َ‬
‫ازه أو طازج ‪.‬‬
‫• يعني ‪ :‬أنَّه جديد طريٌّ بكر ‪.‬‬
‫‪ -‬وللكلمة أص ٌل دخي ٌل ‪:‬‬
‫• قال الزبيدي في تاج العروس‪ ( :‬الطازج‪ :‬الطري ‪ ،‬معرَّبُ تَا َزه‪.‬‬
‫• قــال ابن األثــير في حــديث الشــعبي‪ :‬قــال ألبي الزنــاد‪( :‬تأتينا بهــذه‬
‫األحـــاديث قســـية وتأخـــذها منا طازجـــة)‪ ،‬القســـية‪ :‬الرديئـــة‪ ،‬والطازجة من‬
‫الحديث‪ :‬الصحيح الجيد النقي الخالص )‪.‬‬
‫• فقولهم ‪ ( :‬طازه ) عو ٌد منهم على األصل الفارسي قبل تعريبه‪.‬‬

‫‪ -‬ذكر كـــوركيس عـــ َّواد في كتابه ( أشـــتات لغوية ) بعض الفوائد مما له‬
‫صلةٌ بما تق َّدم من الدواخل على اللغة العربية ‪ ،‬ومن ذلك ‪:‬‬
‫‪ -1‬ما انتهى من األسماء بالتاء الطويلة على الصيغة التركية ‪:‬‬
‫ٌ‬
‫تســـميات‬ ‫‪ -‬قـــال (ص‪ " : )46-45/‬األصل في معظم هـــذه األســـماء أنها‬
‫عربية ‪ ،‬وتقتضي قواعد اإلمالء العـــربي أن تكتب بالتـــاء المربوطة ‪ ،‬إالَّ أن‬
‫األتراك العثمانيين درجوا في الماضي على أن يستعيضوا عن التاء المربوطة‬
‫بالتاء الويلة ‪ ،‬وهذا أم ٌر تأباه اللغة العربية ‪.‬‬
‫وحين أراد العرب إطالق هذه التسميات على أبنائهم اقتفوا خطوات الترك‬
‫في االستعاضة عن التاء المربوطة بالتاء الطويلة ‪ ،‬ومن األمثلة على ذلك ‪:‬‬
‫(أ) ‪ :‬إسمت ‪ ،‬إلفت ‪( /‬ب) ‪ :‬بهجت ‪( /‬ث) ‪ :‬ثروت ‪( /‬ج) ‪ :‬جــودت ‪( /‬ح)‬
‫حص ـت ‪ِ ،‬حكمت ‪( /‬خ) ‪ :‬خــيرت ‪( /‬د) ‪ :‬دولت ‪( /‬ر) ‪:‬‬ ‫َّ‬ ‫‪ :‬حــالت ‪ِ ،‬حشــمت ‪،‬‬
‫رأفت ‪ ،‬رحمت ‪ِ ،‬رفعت ‪( /‬ز) ‪ :‬زينت ‪( /‬س) ‪ :‬ســــيرت ‪( /‬ش) ‪ :‬شــــوكت ‪/‬‬
‫(ص) ‪ :‬صبغت ‪ ،‬صفوت ‪ ،‬صنعت ‪( /‬ط) ‪ :‬طلعت ‪( /‬ع) ‪ِ :‬ع َّزت ‪ِ ،‬عصــمت‬
‫‪ِ ،‬عفَّت ‪( /‬ف) ‪ :‬فِكرت ‪( /‬ق) ‪ :‬قِســمت ‪( /‬ك) ‪ :‬كتبت ‪( /‬م) ‪َ :‬مــدحت ‪ [ .‬كــذا‬
‫ضبطها بفتح أولها ‪ ،‬والمعروف عند العامة بكسرها‍! ]‬
‫(ن) ‪ :‬نجْ دت ‪ ،‬نَزهت ‪ ،‬نَشأت ‪ ،‬نَصرت ‪ ،‬نِع َمت ‪( /‬هـ) ‪ :‬هدايت ‪ِ ،‬هرْ يَت‬
‫‪ ،‬هَيْبت ‪.‬‬
‫‪3‬‬
‫ـ[المسيطير]ــــــــ[ـ‪ 12:12 ,04-11-17‬م]ـ‬
‫وجــدت كتبا بعنــوان ( من غــريب األلفــاظ المســتعمل في قلب الجزيــرة‬
‫العربية ) للدكتور عبدالعزيز الفيصل األســتاذ المشــارك في كلية اللغة العربية‬
‫‪ -‬جامعة اإلمام محمد بن سعود اإلسالمية ‪.‬‬

‫لعلي أنقل ماتيسر منه ومايناسب ‪:‬‬


‫‪ -1‬قول (ماله أصل والفصل )الزال الناس يتداولون هــذا المثل فــإذا رأوا‬
‫رجال ال يترفع عن شئ قالوا عنه ‪ :‬ال أصل له وال فصل ‪ ،‬واألصل الحسب ‪،‬‬
‫والفصل اللســــان والنطق ‪ (.‬اللســــان "أصــــل"ـ ومجمع األمثــــال للميــــداني‬
‫‪. ) 2/250‬‬

‫‪( -2‬ع ّي يجيب) هذا تعبير شائع ‪ ،‬ويقصد به اإلمتنــاع عن الجــوابـ ‪ ،‬وقد‬
‫قال النابغة ‪:‬‬
‫وقفت فيها أصيال أسائلها***عي ْ‬
‫ّت جوابا وما بالرَّبع من أحد‬ ‫ُ‬

‫‪ ( -3‬بَتَ َل ) يقال ‪ :‬بتل في سيره أي اســتمر ‪ ،‬وقد ورد في اللســان ‪( :‬انبتل‬


‫في السير مضى وجد ) ‪.‬‬

‫س ) يقال بربس الصبي ماء البئر فهي بئر ُمبَرْ بسة ‪ ،‬وذلك الماء‬ ‫‪ ( -4‬بَرْ بَ َ‬
‫ُمبربس ‪ ،‬وتقول للصبي ال تبربس الماء أي التفســده ‪ ،‬ومــاء بــرابيس عكر قد‬
‫أفسده من نزل به ‪.‬‬
‫وقد ورد في السان " البرباس البئر العميقة " ‪.‬‬

‫‪ ( -5‬بَرْ طَ َم ) يقال جاء الرجل ُمبَرْ ِطما إذا كان العبوس يعلو شـفتيه ‪ ،‬ومن‬
‫شواهد اللسان ‪:‬‬
‫مبرط ٌم بَرط َمةَ الغضبان *** بشفة ٍليست على أسنان‬
‫والـبرْ ِطم ‪ :‬بكسر الطـاء وفتحها ‪ -‬والبرطـام الشـفة ‪ ،‬ويجمع الـبرطم على‬
‫براطم ‪ ،‬تقول رأيت رجال ضخم الــبرطم أي ضــخم الشــفة ‪ ،‬وتشــققت بــراطم‬
‫القوم من العطش ‪.‬‬
‫ـراطم الرجل الضــخم الشــفة ‪ ،‬وشــفة بِرْ طَــام‬
‫وفي اللســان " البرطــام والبُـ ِ‬
‫ضخمة " ‪.‬‬
‫‪3‬‬
‫الصحيح]ــــــــ[‪ 11:10 ,04-11-22‬ص]ـ‬
‫َ‬ ‫ـ[الفه َم‬
‫نقول في تخاطبنا للرجل الكريم الموسع على أهله‪:‬‬
‫‪ -‬بَحْ بُوح‬

‫ونقول فالن عايش ( َمب َْحبْح ) إذا كان ذا ســعة ويســار ‪ ،‬وال يخفى أصــلها‬
‫العربي‪.‬‬
‫‪ -‬بَحلق‬
‫نقول للرجل إذا أمعن ألحد النظر( يِبحلق) فيه‪ ،‬ذكر الزبيدي في مستدرك‬
‫التـــاج‪ :‬بحلق عينيـــه‪ :‬إذا قلبهمـــا‪ -‬عاميـــة‪ .‬ويؤكد البعض أنها عربية أصـــلها‬
‫حملق‪ ،‬أبدلت الميم باء فصارت حبلق‪ ،‬ثم حدث قلب مكاني فأصبحتـ بحلق‪.‬‬

‫وأما األمير شكيب أرسالن ‪ -‬رحمه هللا ‪ -‬فيرى أن أصلها بالهاء‪ ،‬ورد في‬
‫اللغـــة‪ :‬جـــاء بِهلّقا أي مواجهة ال يســـتتر‪ ،‬والبحلقة العامية بمعناهـــا‪ :‬النظر‬
‫مواجهة بدون استتار‪.‬‬

‫وذهب أحمد رضا وأنيس فريحة‪ :‬إلى أن فصيح الكلمة حملق‪.‬‬

‫‪ -‬بدري و بكري‬

‫نقــول في كالمنــا‪ :‬الخريف بــدري هــذه الســنة‪ ،‬نعــني جــاء أول الــوقت لم‬
‫يتــأخر‪ ،‬وفي المعــاجم البــدري من الغيث ما جــاء قبل الشــتاء‪ ،‬ويســمي النــاس‬
‫عنــدنا أول أبنــائهم أحيانا بــدري‪ ،‬ألنه جــاء أول‪ .‬ونقــول في بعض المنــاطق‪:‬‬
‫جيت بـدري أي قبل الموعـد‪ ،‬وفي منــاطق أخــرى يقولــون‪ :‬جيت بكــري‪ ،‬وال‬
‫يخفى أن أصل الكلمتين من المبادرة ومن البكور‪.‬‬

‫برّاح‬

‫نقول للرجل الذي ينــادي لإلعالن عن دخــول رمضــان‪ ،‬أو على أمر عــام‬
‫آخر مما ينبغي إظهــاره للعمــوم ( بــرّاح ) يســمى المنــادي بالمشــرق‪ ،‬وهــذا‬
‫مأخوذ من برح الخفاءـ بمعنى زال‪.‬‬

‫ـ[المسيطير]ــــــــ[ـ‪ 08:22 ,04-11-24‬م]ـ‬


‫ايضا ‪:‬‬
‫‪3‬‬
‫‪( -6‬ال ُج ْفرة) ‪ :‬هي الحفرة الواسعة وجعها ِجفار ‪ ،‬قال ذو الرمة ‪:‬‬
‫كل ُج ْفر ٍة *** زفي ُر القواصي نَحْ بُها و ُس َعالُها‬ ‫َكثير لِما يَ ْت َ‬
‫ركن في ِ‬
‫(جفِس) ‪ :‬يقــال فالن جفس ال تقربه فهو اليعــرف المــزاح ‪ ،‬والجفاسة‬ ‫‪َ -7‬‬
‫الغلظة والجفــوة في النفس والعمل ‪ ،‬وفي اللســان " وفي النــوادر فالن ِج ْفس‬
‫وجفِس أي ضخم جاف " ‪.‬‬ ‫َ‬
‫‪( -8‬حثــاريب) ‪ :‬هي بقية المــاء المختلط بــالطين والحصى ‪ ،‬يقــال مــافي‬
‫البئر إال حثاريب ‪.‬‬
‫ش) ‪ :‬يقال حربش فالن يحربش حربشة إذا حرك شيئا له صوت‬ ‫(حرْ بَ َ‬
‫‪َ -9‬‬
‫من آنية وماشابهها ‪ ،‬ولعلهم أرادوا بتلك الحركة أنها تشبه صوت األفعى ‪.‬‬
‫‪( -10‬الحس) ‪ :‬الحس الصــوت الخفي ‪ ،‬والعبــارة المشــهورة (ماله حس‬
‫وال رس) سائرة على كل لسان ‪ ،‬فالحس الصوت الخفي ‪ ،‬والرس أول الخــبر‬
‫‪ ،‬وقد قال األفوه األودي ‪:‬‬
‫ْس‬
‫***حسٌ ومافيه له من ر َسي ِ‬
‫ِ‬ ‫ب َم ْه َم ٍه ما ألنيس به‬

‫ـ[أبو عمر السمرقندي]ــــــــ[‪ 11:54 ,04-11-29‬م]ـ‬


‫(‪ : )48‬خبص األمر ‪:‬‬
‫‪ -‬يقول أهل مكة ‪ :‬فالن خبص األمر الفالني ‪ ،‬أي خطله حتى أفسهده‪.‬‬
‫‪ -‬وللكلمة أصل‪:‬‬
‫ص ـهُ ‪َ :‬خلَطَ ـهُ ‪ ،‬ومنه ‪ :‬الخــبيص ‪،‬‬ ‫ص ـه ُ ْ‬
‫يخبِ ُ‬ ‫@ قــال في القــاموس ‪ (( :‬خبَ َ‬
‫المعمول من التمر والسمن ))‪.‬‬

‫الع ْفش ‪:‬‬


‫(‪ِ : )49‬‬
‫‪ -‬يقول أهل مكة ‪ :‬فالن عفش ‪ ،‬أي ‪ :‬جافي جلف ‪.‬‬
‫‪ -‬وللكلمة أص ٌل ( مع صرف النظر عن خطأ الفرع ) ‪:‬‬
‫@ قال في القاموس ‪ (( :‬العف ْن َجش ‪ :‬الجافي ))‪.‬‬

‫(‪ : )50‬عفَّش ال َع ْفش ‪:‬‬


‫‪ -‬يقول أهل مكة ‪ :‬فالن عفَّش مالبسه وأوانيه ‪ ،‬أي جمعها ‪.‬‬
‫‪ -‬وللكلمة أصل‪:‬‬
‫@ قال في القاموس ‪ (( :‬عف َشهُ يعفِ ُشهُ ‪َ :‬ج َم َعهُ )) ‪.‬‬
‫= قلت‪ :‬ومنه يطلقون على المتاع ‪ (( :‬ال َع ْفش )) ؛ ألنه يجمع ‪.‬‬
‫‪3‬‬
‫‪ -‬وصلى هللا على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ‪-‬‬

‫قال الشيخ أبو عمر السمرقندي وفقه هللا ‪:‬‬


‫( (‪ : )46‬الخرَّاط ‪:‬‬
‫الكذاب المكثر منه ‪ :‬خرَّاط ‪.‬‬ ‫يقول أهل مكة عن َّ‬
‫كذاب كثير الكذب ‪.‬‬ ‫• يعني ‪ :‬أنَّه َّ‬
‫وللكلمة أص ٌل ‪:‬‬
‫• إذ لع َّل ذلك من جهة اإلبدال ‪ :‬حيث أبدلت الصاد مكــان الطــاء ‪ ،‬فأصل‬
‫الكلمة ( خرَّاص ) ‪ ،‬فصارت العامة تنطقها ‪ ( :‬خرَّاط ) ‪.‬‬
‫ص يخــرُصُ ‪ -‬بالضم ‪ -‬خرْ ص ـا ً‬ ‫• قــال ابن منظــور في اللســان ‪َ ( :‬خـ َر َ‬
‫ـــل‬ ‫َّ‬
‫كـــذاب ‪ ،‬وفي التنزيل ‪( :‬قُتِ َ‬ ‫َّص ‪ :‬أي كـــذب ‪ ،‬ورجل خـــرَّاصٌ ‪:‬‬ ‫َ‬
‫وتخـــ ر َ‬
‫َّاصون) قال ال َّزجَّاج ‪ :‬الك َّذابون ‪. )...‬‬
‫َ‬ ‫الخر‬
‫‪..............‬‬
‫أقول ‪ :‬هذه الكلمة جارية على ألسنة كثير من النــاس في كثــير من البلــدان‬
‫اإلسالمية بالمعنى الذي ذكر الشيخ أبو عمر ( • يعني ‪ :‬أنَّه ك َّذاب كثير الكذب‬
‫‪).‬‬
‫و أقول ‪ :‬لعل أصلها ما في القاموس ‪ :‬الخــروط ‪ :‬من يتخــرط في األمــور‬
‫جهال ‪.‬‬
‫و هذا بعض المعنى الــذي يريــده كثــير من العــوام ال ســيما عنــدنا في بالد‬
‫المغـــرب ‪ ،‬فهم يقولـــون لمن تكلم بكالم ال يظهر صـــدقه و موافقه للواقع ‪ :‬ال‬
‫تخرط علينا ‪.‬‬
‫بل صــرح الزبيــدي في شــرح القــاموس بــذلك فقــال ( ‪- 19/246/2‬ط‬
‫الكويت ) ‪ ( :‬و الخرَّاط ‪ :‬الكذاب ‪ ،‬و قد خرط خرطا ‪ ،‬و هو مجاز )‪.‬‬

‫(‪ : )51‬غويط ‪ -‬غويطة ‪:‬‬


‫‪ -‬يقــــول أهل مكة في التعبــــير عن عمق شــــي ٍء ما إنه ( غويط ) وهي‬
‫( غويطة ) ‪ ،‬يقولون ‪ :‬بئر أو حفرة غويطة ‪.‬‬
‫‪ -‬يعنون أنها ‪ :‬عميقة ‪.‬‬
‫‪ -‬وللكلمة أصل فصيح ‪:‬‬
‫@ قال في القاموس ‪ (( :‬ال َغ ْوطةُ ‪ :‬الو ْهــدةُ من األرض ‪ ...‬التغويط ‪ :‬اللق ُم‬
‫ْر البئر ))‪.‬‬
‫‪ ،‬وإبعاد قع ِ‬
‫‪ -‬وينظر في تفســـير قوله ‪ (( :‬أو جـــاء أحـــدكم من الغائط )) ‪ ،‬في أصل‬
‫‪3‬‬
‫تسمية الغائط بهذا االسم ‪.‬‬
‫أجارنا هللا وإياكم من المكروهات ‪.‬‬

‫ـ[خزانة األدب]ــــــــ[‪ 01:15 ,05-01-30‬م]ـ‬


‫ك‪ :‬مائة الف‪ ،‬وهي معروفة في نجد وبالد الخليج في التعبير عن المال‪.‬‬ ‫اللَّ ّ‬
‫ك لُكــوك!‬
‫ويقــول أهل نجد في اإلخبــار أو التعجب من العــدد العظيم‪ :‬لَــ ّ‬
‫والكلمة هندية‪.‬‬

‫(‪ : )52‬طُرْ طُ ْور ‪:‬‬


‫‪ -‬يقول أهل مكة عن الشخص الضعيف الحقير ‪ :‬فالن ( طَرطُــور) ‪ ،‬بفتح‬
‫أوله وسكون ثانيه وضم الثالثـ ‪.‬‬
‫@ وللكلمة أصل ‪:‬‬
‫‪ -‬قال في التاج ‪ :‬والطُرْ طُور‪ ،‬بالضم‪ :‬الدقيق الطويل من الرجال ‪.‬‬
‫والطرطور‪ :‬القلنسوة لألعراب تكون كذلك‪ ،‬أي طويلة الرأس ‪.‬‬
‫الطرطــور أيضــا‪ :‬الوغد الضــعيف من الرجــالـ ‪ ،‬والجمع الطراطــير ‪،‬‬
‫وأنشد ‪:‬‬
‫قد علمت يشكر من غالمها * * * إذا الطراطير اقشعر هامها‬
‫@ قال أبو عمر ‪ :‬فيصحَّح بضم األول ‪.‬‬
‫(‪َ : )58‬خرْ َمش ‪َ -‬خرْ بَش ‪:‬‬
‫‪ -‬يقــــول أهل مكة ومن نحا نحــــوهم ‪ :‬هــــذه الكتابة خربشة أو خرمشة ‪،‬‬
‫يعنون ‪ :‬كتابة فاسدة أو رديئة غير جيِّدة ‪.‬‬
‫• وللكلمة أصل ‪:‬‬
‫@ قال في التاج ‪ " :‬خربش‪ ،‬أهمله الجوهري ‪.‬‬
‫وقــال الليث‪ :‬خــربش الكتــاب خربشــة‪ :‬أفســده ‪ ،‬وكــذلك خربشة العمل ‪:‬‬
‫إفساده ‪.‬‬
‫ومنه يقال‪ :‬كتب كتابا مخربشا ؛ أي فاسدا ‪ ،‬وكذلك الخرمشة "‪.‬‬
‫‪ -‬وقال أيضا ً ‪ " :‬خرمش‪ ،‬أهمله الجوهري‪ ،‬وقال الليث‪ :‬خــرمش الكتــاب‬
‫والعمل ‪ :‬أفسده وشوشه ‪ ،‬وكذلك الخربشة ‪.‬‬
‫والباء والميم يتعاقبان ‪.‬‬
‫وقال ابن دريد‪ :‬خرمش الكتاب ‪ .‬كالم عربي معروف ‪ ،‬وإن كان مبتذالً "‬
‫‪.‬‬
‫ــــــــــــــــ‬
‫ش‪:‬‬ ‫(‪َ : )59‬و ْش َو َ‬
‫‪3‬‬
‫ش زيداً ‪ ،‬وكلَّمه وشوشةً ‪.‬‬ ‫‪ -‬يقول أهل مكة ومن نحا نحوهم ‪ :‬بكر َو ْش َو َ‬
‫يعنون ‪ :‬كلَّمه سراً وناجاه ‪.‬‬
‫• وللكلمة أصل ‪:‬‬
‫@ قال في التاج ‪ " :‬الوشوشة ‪ :‬الخفة ‪ ،‬وقال الليث ‪ :‬وهو وشواش‪ ،‬أي ‪:‬‬
‫خفيف ‪ ،‬قاله األصمعي‪ ،‬وأنشد‪:‬‬
‫في الركب وشواش وفي الحي رفل نقله الجوهري‪.‬‬
‫والوشوشة‪ :‬كالم في اختالط حتى ال يكاد يفهم ‪.‬‬
‫والسين لغة فيه ‪.‬‬
‫‪ ...‬وتوشوشـــوا‪ :‬تحركـــوا‪ ،‬وهمس بعضـــهم إلى بعض ‪ ،‬عن ابن دريد ‪،‬‬
‫ومنه ‪ :‬حديث سجود السهو ‪ :‬فلما انفتل توشوش القوم ‪.‬‬
‫ورواه بعضهم بالسين المهملة ‪.‬‬
‫وفي التهذيب ‪ :‬الوشواش الخفيف من النعام ‪ ،‬عن أبي عمرو ‪.‬‬
‫وناقة وشواشة‪ :‬سريعة خفيفة ‪.‬‬
‫ومما يســتدرك عليه ‪ :‬رجل وشــوش ‪ ،‬كجعفــر‪ :‬ســريع خفيف ‪ ،‬وبعــير‬
‫وشوش ووشواش كذلك ‪ .‬والوشوشة‪ :‬الكالم المختلط ‪.‬‬
‫وقيل ‪ :‬الخفي ‪.‬‬
‫وقيل‪ :‬هي الكلمة الخفية " ‪.‬‬
‫(‪ : )53‬البِسَّة ‪:‬‬
‫‪ -‬يقول أهل مكة وغيرهم ‪ :‬رأيت البسَّة ‪ ،‬يعنون ‪ :‬القطة ‪.‬‬
‫• ولها أصل ‪:‬‬
‫@ قال في القاموس (‪ (( : )2/290‬البَسُّ ‪ ، ... :‬والهـرَّة األهلية ‪ ،‬والعامة‬
‫تكسر الباء الواحدة بها ٍء )) ‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫(‪َ : )60‬دل ٌع ‪ ،‬مدلَّ ٌع ‪:‬‬
‫• يقــول أهل مكة ومن نحا نحــوهم من العــرب ‪ :‬فالنة مدلَّع ـةٌ ‪ ،‬أي ‪ :‬ابنة‬
‫نعم ٍة وترف ‪ ،‬أو مدلَّلة ‪.‬‬
‫• ويقولون ‪ :‬اترك ال َدلَع ‪ ،‬يعنون ‪ :‬الرخاوة والدالل ‪.‬‬
‫‪ -‬والكلمة مولَّدةٌ ‪:‬‬
‫@ قــال الزبيــدي في تــاج العــروس ‪ " :‬و ال ُمـ َدلَّع ‪ ،‬ك ُم َعظَّم‪ :‬المــتربِّي في‬
‫ال ِع ِّز والنعمة‪ ،‬مولدة‪ ،‬واالسم‪ :‬الدالعة‪ ،‬بالفتح"‪.‬‬

‫الس َّكة ‪:‬‬


‫(‪ِ : )56‬‬
‫‪3‬‬
‫الســـ َّكة ؛ بمعـــنى ‪:‬‬
‫‪ -‬يقـــول الم ِّكيـــون وغـــيرهم كأهل مصر ‪ :‬قطع فالن ِّ‬
‫الطريق ‪.‬‬
‫• ولها أصل ‪:‬‬
‫الس َّّكة ‪ ، ... :‬الطريق المستوي ))‬ ‫@ قال في القاموس (‪ِ (( : )3/446‬‬
‫وأخرج عبدالرزاق في المصــنف (‪ )11/42‬من طريق معمر عن ليث بن‬
‫ض َي هَّللا ُ َعنهُ ‪ -‬قال ‪ " :‬ال تسـ ُّموا الطريق‬
‫أبي سليم أن عمر بن الخطاب ‪َ - 1‬ر ِ‬
‫‪ :‬السِّكة "‪.‬‬

‫ـ[أحمد محمود األزهري]ــــــــ[‪ 12:43 ,05-03-17‬م]ـ‬


‫في مادة بوش في لسان العرب‪:‬‬
‫ْت َأبِي‬
‫ي بَي ُ‬ ‫ان النَّ ِ‬
‫اس َو َد ْه َمـــاِئ ِه ْم ‪َ ،‬ور ُِو َ‬ ‫ُوشـــ ٌّي ‪ِ :‬م ْن ُخ َّم ِ‬
‫َو َرجُـــ ٌل بَ ْو ِشـــ ٌّي َوب ِ‬
‫ض ِّم‪( .‬ابتسامة)‪.‬‬ ‫ُوش ٍّي ‪ ،‬بِال َّ‬
‫ثب ِ‬ ‫ب ‪َ :‬وَأ ْش َع َ‬ ‫ُذَؤ ْي ٍ‬

‫وفي لسان العرب كذلك في مادة فرتك‪:‬‬


‫ْج َو َغي ِْر ِه ‪َ .‬وفِي النَّ َوا ِد ِر ‪:‬‬
‫ك فِي النَّس ِ‬ ‫ون َذلِ َ‬ ‫ك َع َملَهُ ‪َ :‬أ ْف َس َدهُ ‪ ،‬يَ ُك ُ‬ ‫فرتك ‪ :‬فَرْ تَ َ‬
‫ت ال َّش ْي َء بَرْ تَ َكةً َوفَرْ تَ ْكتُهُ فَرْ تَ َكةً َو َكرْ نَ ْفتُهُ ِإ َذا قَطَ ْعتَهُ ِم ْث َل َّ‬
‫الذرِّ ‪.‬‬ ‫بَرْ تَ ْك ُ‬

‫كلمة اســتنا‪ :‬قــال األســتاذ أحمد تيمــور في [ المعجم الكبــير في األلفــاظ‬


‫العامية] ‪ ( :2/38‬استني‪ :‬من تأني‪ ،‬من استأني يستأني)‪.‬‬

‫أما لسه فقــال ‪ ( :5/284‬لســه‪ :‬أي لم يصل بعــد‪ ،‬هي من للســاعة‪ :‬أي إلى‬
‫اآلن‪ ،‬اختصروا الكلمة وألحقوا بها هاء السكت‪.‬‬
‫يسـعْ‪ :‬يريــدون بســرعة وســريعا‪ ،‬أي‬
‫قال‪ :‬وفي طرابلس الغرب يقولون‪ :‬فِ َ‬
‫افعل ذلك في الساعة‪.)...‬‬

‫وقـــال في ‪ 2/133‬مـــادة ( بَـــر ُدو) بعد أن فســـرها ( بـــاألرض) ‪ ( :‬وفي‬


‫الحجازـ ‪ :‬للحالة‪ ،‬وللساعة ‪ ،‬وللساع ‪ ،‬وهي التي يقول عنها المصــريون لســه‪:‬‬
‫أي للساعة)‪.‬‬

‫أما اصــــص‪ ،‬واشــــش‪ :‬فلعلك تجد جوابها في [ كلمــــات قضت ] لمحمد‬


‫ال ُعبُودي ‪.1/23‬‬
‫‪3‬‬
‫* قــال أبو عمر ‪ :‬ومــازلت متحيِّراً من قــول أهل مكة ( ُد ْوبُـ ْـو ) يعنــون ‪:‬‬
‫اآلن ‪.‬‬
‫إذ لم أهتد لها أصــالً ( لعلمي القاصرـ !! ) ‪ ،‬فــالمرجو ممن يفتح هللا عليه‬
‫بأصلها أن يتحفنا ويعجل ‪.‬‬

‫جــــاء في معجم دوزي ‪ 4/267‬مــــادة [ دأب ] ‪ ( :‬دأب على ‪ :‬الزم عمل‬


‫الشئ ودأبا ‪ :‬حاال‪ ،‬في الحين‪ ،‬لساعته‪ ،‬فورا عما قليل ‪...‬‬

‫دوب ‪ :‬عامية دأب ‪ .‬يادوب عمري ‪ :‬أي حياة أحيا!)‪.‬‬

‫قــال المعلق عليه األســتاذ محمد ســليم النعيمي ‪ :‬وتقــول العامة في بغـداد ‪:‬‬
‫يادوب أمشي‪ .‬يادوب آكل‪ .‬يا دوب أنام بمعنى ‪ :‬أكاد أن أمشي‪ ،‬وأن آكل‪ ،‬وأن‬
‫أنام‪.‬‬

‫ـ[عبد]ــــــــ[ـ‪ 09:26 ,05-06-19‬م]ـ‬


‫وفي لغة أهل الجنـــوب وخاصة عند بـــني شـــهر وعمر ‪ ،‬يقـــال‪( :‬ييصد‬
‫للشيء) قلت هي من‪ :‬وصد يوصد ومنه قوله تعــالى ‪ { :‬وكلبهم باسط ذراعيه‬
‫بالوصــيد } ‪ ،‬والمعــنى المســتعمل هو معــنى الغلق والتثــبيت وهو اســتعمال‬
‫العرب‪.‬‬

‫وكذلك يقولون‪ :‬هذا هو الزبــير ‪ ،‬والزبــير هو القطعة الحجرية المتماســكة‬


‫من األرض‪ ،‬قال ابن منظور ‪((:‬ال َّزبْر مصد ٌر والقويُّ الشديد والعقل وتماسكه‬
‫والحجارة والكالم والكتابة ‪.)....‬‬

‫وكــذلك قــولهم اختبع في الشــيء‪ ،‬بمعــنى أدخل جســمه أو رجله في شــيء‬


‫وأصله من خبع أي دخل كما في اللسان‪.‬‬

‫وقولهم فالن يتفيزر ‪ ،‬يقصدون الشــخص يرفع صــدره عند الحركــة‪ ،‬قــال‬
‫في اللسان‪(( :‬اَأل ْف َزر من كان بظهر ِه أو صدر ِه فُ ْز َرةٌ ))‬

‫وكذا قولهم امترط الشيء أي نتفه وسحبه بقوة ‪ ،‬قــال في اللســان ‪((:‬مـ َرط‬
‫ال َش َعر يمرُطهُ َمرْ طًا نتفهُ))‬
‫‪3‬‬

‫• قال أبو عمر السمرقندي ‪:‬‬


‫‪ -10‬قــال محمد العــدناني في ‪ :‬معجم األغالط اللغوية المعاصــرة (‪)41‬ـ ‪:‬‬
‫(( ـ ‪ -118‬إ ْي َو ْه ‪ :‬حين تسأل الناس ‪ :‬هل تص َّدقتم على الفقراءـ ؟ يجيبون ‪َ :‬أ ْي ـ َوه‬
‫‪ ،‬والصواب ‪ :‬إيوه ‪ ،‬وهي مؤلفة من ‪:‬‬
‫(أ) ‪ :‬من حرف الجوابـ ( إي ) ؛ ومعناه ‪ :‬نعم ‪.‬‬
‫يو ‪.‬‬
‫(ب) ‪ :‬ومن واو القسم ؛ الباقية بعد حذف المقسم به ؛ فتصبح ‪ِ :‬إ َ‬
‫(ج) ‪ :‬وتزاد عليها بعد ذلك هاء السكت ؛ فتصير ‪ :‬إيوه ْ ‪.‬‬
‫وهي ليست عامية كما يظنها الكثيرون )) انتهى نقل المراد منه ‪.‬‬
‫• قال أبو عمر ‪ :‬الذي غلَّطه العدناني ‪ ،‬وهو ( أيوه ) بفتح الهمــزة = هي‬
‫لغة أهل مصر اليوم ‪ ،‬وأما كسر الهمزة فيها ‪ -‬وهي المص ـ َّوبة ‪ -‬فهي لغة أهل‬
‫مكة إلى اآلن ؛ لكنهم على طريقــتين ؛ فمنهم من ينطق هــاء الســكت ؛ فيقــول‬
‫إيو ) ‪.‬‬‫( إيوه ) ‪ ،‬ومنهم من يحذفها ؛ فيقول ( َ‬
‫(‪َ : )61‬دحْ ِدرْ ‪ -‬دُحْ دي َْرة ‪:‬‬
‫‪ -‬يقول أهل مكة عن المكان المنحدر‪ :‬دُحْ ِدي َْرة ‪ ،‬وعن الفعل فيــه‪َ :‬دحْ ـ َد َر ‪،‬‬
‫يُ َدحْ ِدر ‪ ،‬و َدحْ ِدر أنت منه يا فالن ‪.‬‬
‫يعنون‪َ :‬دحْ َر َجهُ ‪ ،‬ويَتَ َدحْ َر ُج ‪ ،‬وتَ َدحْ َرجْ منه ‪.‬‬
‫@ وللكلمة أص ٌل ‪:‬‬
‫‪ -‬قال الزبيدي في تاج العروس‪َ " :‬دحْ َد َرهُ‪َ ،‬دحْ َد َرةً‪ .‬أهمله الجوهري!‬
‫وقال الصغاني‪ :‬أي َدحْ َر َجهُ َدحْ َر َجةً فـ(تَ َدحْ َدر)‪ :‬تَ َدحْ َرج؛ كتدهده"‪.‬‬

‫==================‬
‫ش ‪ -‬يَ ْنتُشُ ‪:‬‬‫(‪ : )62‬نَتَ َ‬
‫‪ -‬يقول أهل مكة عن أخذ شي ٍء ما ‪ :‬أنتشو يا فالن‪.‬‬
‫‪ -‬يعنون ‪ :‬خذه بخفة أو على حين غرة ‪ ،‬والكلمة من جزأين ‪:‬‬
‫فعل األمر ‪ :‬انتش ‪ -‬و ( الواو ) ‪.‬‬
‫@ وللكلمة أص ٌل ‪:‬‬
‫‪ -‬قال في مختار الصحاح ‪ " :‬نتش الشيء بالمنتــاش ‪ ،‬وهو المنقــاش ‪ ،‬أي‬
‫‪ :‬استخرجه ‪.‬‬
‫فالن شيئا ً = أي ‪ :‬ما أصاب"‪.‬‬‫ٍ‬ ‫ش من‬‫ب) ‪ ،‬يقال ‪ :‬ما نَتَ َ‬ ‫(ض َر َ‬
‫وبابه َ‬
‫‪ -‬وفي اللسان ‪ " :‬والنتش ‪ :‬النتف للحم ونحوه ‪ ،‬والمنتاش ‪ :‬المنقاش ‪...‬‬
‫قال أبو منصور ‪ :‬والعــرب تقــول للمنقــاش ‪ ( :‬منتــاخ ) و ( منتــاش ) ‪ ،‬و‬
‫( نتشت الشيء بالمنتاش ) أي ‪ :‬استخرجته ‪. " ...‬‬
‫‪3‬‬
‫‪ -‬ونقل عن ثعلب قال ‪ " :‬والنتش والنتف واح ٌد ‪...‬‬
‫وما نتش منه شيئا ً ينتش نتشا ً = أي ‪ :‬ما أخذ" ‪.‬‬
‫@ قـــال أبو عمر ‪ :‬أما الـــواو الالحقة بالفعل في كالم أهل مكة فقد تقـــ َّدم‬
‫وأن أصلها ض ـ َّمةٌ مشــبعةٌ على هــاء الضــمير ‪ ،‬ومراحل‬ ‫ذكر نظيرها سابقا ً ‪َّ ،‬‬
‫مسخها ! هكذا ‪ :‬انتشهُ ‪ -‬انتشهو ‪ -‬انتشو ‪.‬‬

‫===================‬
‫(‪َ : )63‬درْ بَ َكة ‪:‬‬
‫‪ -‬يقول أهل مكة وغيرهم من العرب عند حصول اضــطراب او اختالط ‪:‬‬
‫حصلتـ َدرْ بَ َكة في المكان الفالني ‪.‬‬
‫‪ -‬يعنون ‪ :‬حصل اختالط و اضطراب ‪.‬‬
‫@ وللكلمة أص ٌل ‪:‬‬
‫‪ -‬قال في التاج‪ " :‬ال َّدرْ بَكةُ ‪ :‬االختالط والزحام "‪.‬‬

‫(‪ِ : )64‬م ْش َوار ‪:‬‬


‫‪ -‬يقول أهل مكة وغيرهم من العــرب ‪ :‬أروح ِم ْشـ َوار ‪ ،‬أوعن الفعل منــه‪:‬‬
‫أ ْت َم ْش َور وأرجع ‪.‬‬
‫‪ -‬يعنون أنهم يذهبون لمكان ما ويرجعون ‪.‬‬
‫@ وللكلمة أص ٌل ‪:‬‬
‫‪ -‬قال الزبيدي في تــاج العــروس‪" :‬والمشــوار‪ :‬المكــان الــذي تعــرض فيه‬
‫الدواب‪.‬‬
‫وتش َّور‪ ،‬لينظر كيف مشوارها‪ ،‬أي‪ :‬كيف سيرتها‪.‬‬
‫ومنه قولهم‪ :‬إياك والخطب ‪ ،‬فإنها مشوار كثير العثار‪ ،‬وهو مجاز"‪.‬‬
‫‪ -‬وفي مختصر الصحاح‪:‬ـ " المكان الذي تعرض فيه الدواب للبيع"‪.‬‬
‫(‪ : )65‬درويش ‪ -‬دراويش ‪ -‬درْ َوشة ‪:‬‬
‫‪ -‬يقــــول أهل مكة ومصر وغــــيرهم من العــــرب ‪ :‬فالن درويش ‪ ،‬وال‬
‫المتصوفة ‪ :‬الدراويش ‪.‬‬
‫ِّ‬ ‫تدرْ َوش ‪ ،‬ويطلق بعض أهل النواحي على زهَّاد‬
‫‪ -‬يعنون بكل ذلك ‪ :‬المسكنة و الفقر ‪ ،‬ومنهما المسكين والفقير والزاهد ‪.‬‬
‫@ وللكلمة أصل معرَّبٌ ‪:‬‬
‫‪ -‬قال الزبيدي في التاج ‪ " :‬الدرشة ‪ :‬بالضم ‪ :‬اللجاجة ‪ ،‬نقله الصاغاني ‪.‬‬
‫قلت ‪ :‬ومنه اشــتقاق الــدرويش ‪ ،‬فعليل منه ‪ ،‬إن كــان عربيــا ً ‪ ،‬بمعــنى ‪:‬‬ ‫ُ‬
‫الفقير الشحَّاذ السائل ‪ ،‬وقد تالعبت باستعماله العرب أخيراً ‪.‬‬
‫‪3‬‬
‫وغالب ظــني أنها فارســية ‪ ،‬وقد ســبق لي فيها تــأليف رســالة مســتقلة ‪ ،‬إذ‬
‫سئلت عنها " ‪.‬‬
‫‪ -‬قــال الــدكتور ف ‪ .‬عبــدالرحيم في القــول األصــيل فيما في العربية من‬
‫الــــدخيل ‪ " :‬هو كما قــــال الزبيــــدي ‪ ،‬فارســــية ‪ ،‬هو بالفارســــية الحديثة ‪:‬‬
‫‪ ، drighosh - driyosh‬بمعنى ‪:‬الفقير ‪ ،‬انظر ‪ :‬تعليق محقق البرهان ص‬
‫‪ . " 846‬انتهى ‪.‬‬

‫@ قال أبو عمر ‪ :‬وقد توسَّع بعضهم فــأطلق تلك الكلمة وأراد بها ضــعف‬
‫العقل والغفلة ‪.‬‬
‫ولذلك أص ٌل ومنشؤه قديم ‪ ،‬إذ اعتقاد ضعف الرأي في الفقراءـ والمســاكين‬
‫شائع ‪ ،‬وقد حكى هللا ذلك عن بعض األمم فقال ‪ ( :‬ما نراك اتَّبعك إالَّ الذين هم‬
‫أراذلنا بادي الرأي ) ‪.‬‬

‫ـ[المسيطير]ــــــــ[ـ‪ 03:54 ,05-11-25‬م]ـ‬


‫ومن ذلك قـــــولهم ‪ ":‬فوطة " ويُقصد بها اإلزار الـــــذي يلبسه غالبا أهل‬
‫(و ْز َره) ‪.‬‬
‫الحجازـ ‪ ،‬ويسمى عندنا ِ‬
‫قال صاحبـ القاموس المحيط ‪ ":‬الفُ َوط ‪ :‬كص َُرد ‪ :‬ثياب تجلب من السند ‪،‬‬
‫أو مآزر مخططة ‪ ،‬الواحدة ‪ :‬فوطة ‪ ،‬بالضم ‪ ،‬أو هي لغة سندية ‪.‬‬

‫ـ[أبو عمر الطائي]ــــــــ[‪ 12:09 ,05-12-11‬ص]ـ‬


‫شكراً ألخي أبي عمر وقد ذكرني بوريقات كنت كتبتها (أكلت عليها األيام‬
‫وشــربت)وقد هممت في بعض األيــام بإتالفها ألني اســتفتيت أحد شــيوخنا في‬
‫النحو عن ذلك فتذمر وتحمر وأبدى عــدم الموافقة على هــذا المــذهب فتــوقفت‬
‫عنه حتى رأيت هذه المشاركات الرائعة فشجعتني على أن أشــارك ولو بالقليل‬
‫وهذه باكورتها وأعاود إن شاء هللا من جديد وهي من عامي نجد‬
‫‪1‬ـ (دلبح) بمعـنى انحـنى وأكـثر ماتقـال لكبـار السن إذا انحنت ظهـورهم‬
‫(نسأل هللا حسن الختام)قال في القاموس ‪(197‬دلبح حنى ظهره وطأطأه)‬

You might also like