Professional Documents
Culture Documents
الحمد هلل رب الع المين ،والص الة والس الم على أش رف األنبي اء و المرس لين،
نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين وسلم تسليماً كثيراً ،أما بعد:
فهذه نبذة مختصرة في ذكر اعتقاد أئمة الهدى من الصوفية :اإلمام الجنيد بن
أردت منه إب راز ما ك ان عليه أئمة الص وفية
محم د ،وس هل التُس تري أنموذج اًُ ،
المتق دمين من س المة المعتق د ،وال تزام ُس نن األئمة المتب وعين ،وذلك بجمع أق والهم
المعروفة من مصادرها األصلية دون ما زاده المتأخرون من الصوفية ،وما توسعوا في
نسبته لهم من األقوال والكتب ،وعلى هذا انتظم البحث في القضايا اآلتية:
-1ترجمة مختص رة لإلم ام الجنيد رحمه اهلل ،مع بي ان ما يصح له من كتب
ورسائل.
-2جمع المروي ات عنه في مس ائل االعتق اد -وقد اقتص رت على بعض ها لك ثرة
ماروي عنه .-
-3ترجمة مختصرة لإلمام سهل التستري رحمه اهلل مع بيان ما يصح له من الكتب
والرسائل.
-4جمع المرويات عنه في مسائل االعتقاد ،والمراد البعض دون الكل.
أسأل اهلل السداد في القول والعمل.
وكتب
د .عبداهلل بن صالح البراك
األستاذ المشارك بكلية
التربية
جامعة الملك سعود
1
من الصعوبات التي تواجه الباحث في دراسة التصوف والمتصوفة:
دم تمي يز بداية التص وف الحقيقي ،والتص وف -كما ال يخفى -لم يكن قبل -ع ُ
اإلسالم ,ولم يكن أح ٌد من الصحابة أو التابعين صوفياً ،وكان تعبير ابن الجوزي
دقيق اً في كتابه "ص فة الص فوة" لما جعل الص حابة والت ابعين ومن بع دهم زه اداً،
وتحول إلى قضايا أخرى.
ورتبهم على طبقات ,ثم تطور الزهد في أول نشأتهَّ ،
-ال شك أن دخ ول األدعي اء (س لوكاً وق والً) وجعل ما يص در منهم َحكم اً على
أثر كبير في نقل صورة مشوهة عن أئمة الص وفية المتقدمين( ،)1وقد
الص وفية له ٌ
َّ
حذر السراج في مقدمة كتابه من المتشبعين بأهل التصوف(.)2
دون تجربته وما
كل إمام يُ ِّ
-أن أخذ بعض أق وال أئمة التص وف العام ة ،وخاصة أن َّ
يجده هو في نفسه من معايشته لتجربته ...يشكل خلطاً عند المتلقي!.
بعض المنتسبين و ُكتَّاب المتصوفة جعلوا المروي عن المتأخرين منهم هو األصل
,ويحك ون األق وال والقصص المستش نعة ,فيظن بعض الب احثين أن ه ذا هو دين
الصوفية كلهم(.)3
يقول د .محمود النواوي" :وأما التصوف المخلوط بالشطح والبدع الخارجة
عن سنن األولين من السلف الصالحين ،فإنه شيء إثمه أكبر من نفعه.)4("..
قديم جداً ,يمكن أن يُمثل بما ذكر السراج في "اللمع" :باب في
وهذا األمر ٌ
كلمات شطحيات تحكى عن أبي يزيد قد فسر الجنيد طرفاً منها(.)5
ومن اآلف ات في كتب التص وف :ع دم تح ري الدقة في النقل وض بط األق وال
والوقائع المروية(.)6
1
مثل كتابات المستشرقين عن التصوف .راجع من قضايا التصوف للجلنيد ص.46 (? )
2
اللمع ص 19و ص ،529والسهروردي في عوارف المعارف ص 76الباب التاسع، (? )
والشاطبي في االعتصام .1/90
3
راجع الحلية .4-1/3 (? )
4
مقدمة التعرف ص.12-11 (? )
5
اللمع ص.459 (? )
6
مع المسلمين األوائل ،مصطفى حلمي ص.118 (? )
2
قواعد مهمة:
ْحظ تأكي دهم رحمهم
من القواعد المهمة لدراسة اعتق اد أئمة الص وفية أن ُيل َ
اهلل تع الى على أمر التوحيد والتواصي ب ه ,من كما ذكر الكالب اذي في التع رف(،)1
والسراج في اللمع(.)2
وك ذا ما ي ورده أص حاب كتب العقائد المص نِّفين من الص وفية مثل ما ذكر
عم رو ابن عثم ان المكي – وهو من ص حب الجنيد – في كتابه "التع رف ب أحوال
العباد والمتعبدين" من التأكيد على أمر التوحيد وإثبات الصفات هلل تعالى(.)3
وقد أورد ابن َخ ِفيف في كتابه "اعتق اد التوحيد بإثب ات األس ماء والص فات"
أحببت أن أذكر عق ود أص حابنا المتص وفة
ُ أورد جمالً من االعتقاد ثم ق ال "إال أن ني
فيما أحدثه طائفة انتسبوا إليهم مما قد تخرصوا من القول مما نزه اهلل المذهب وأهله
من ذل ك"( ،)4ومعمر األص بهاني في وص يته ألص حابه( ،)5وأبو نعيم األص بهاني في
عقيدته(.)6
قال القشيري" :اعلموا أن شيوخ هذه الطائفة َبنَ وا قواعد أمرهم على أصول
صحيحة في التوحيد صانوا بها عقائدهم عن البدع ،ودانوا بما وجدوا عليه السلف
وأهل السنة من توحيد ليس فيه تمثيل وال تعطيل"(.)7
وقد أث نى ابن تيمية على متق دمي الص وفية حيث ق ال" :وه ؤالء المش ائخ لم
يخرج وا في األص ول الكب ار عن أص ول (أهل الس نة والجماع ة) ,بل ك ان لهم من
1
قال ":فأول ما يلزم العبد :االجتهاد في طلب هذا العلم وإحكامه على قدر ما أمكنه (? )
ووس عه طبعه وق وي عليه فهمه بعد إحك ام علم التوحيد والمعرفة على طريق الكت اب والس نة،
وإجماع السلف الصالح عليه . ...ص.102
2
(?) قال :باب ما ذكره عن المشايخ في اتباعهم رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم وتخصيصهم
في ذلك ص ،144ومقدمة كتابه ص.21
3
ذكر هذا عنه :أبو نعيم في الحلية ،292-10/291والسلمي في الطبقات ص (? )
،202والذهبي في العلو 2/1225،والشعراني في الطبقات .1/98
4
ذكر هذا عن ابن تيمية في الحموية ونقل عنه طويالً ص ،405وابن القيم في (? )
اجتماع الجيوش ص.277
5
أورد وصيته ابن تيمية في درء التعارض ،6/256والحموية ص ،377والذهبي في (? )
العلو2/1308.
6
أورد عقيدته ابن تيمية في الفتاوى ،5/190الدرء ،6/252والعلو2/1305. (? )
7
الرسالة .24-1/23 (? )
3
الترغيب في أصول أهل السنة والدعاء إليه والحرص على نشرها ومنابذة من خالفها
مع الدين والفضل والصالح ما رفع إليه به أقدارهم"(.)1
منهج الجمع:
الجنيد وسهل – رحمهما اهلل -على:
اعتمدت في إيراد أقوال اإلمام ُ
ُ
المسند من أقوالهما ،وما نُقل عنهما في الكتب واستفاض شهرة عنهما.
ُ -
-ما نُقل مما يخ الف المعه ود عنهما( ،)2أتوقف في نس بته ،وُأوض حه بض مه إلى
المحكم من أقوالهم.
"والكالم المجمل من كالمهم يُحمل على ما يناسب سائر كالمهم"(.)3
-ما روي من رس ائل مس تغربة فيها ألف اظ منك رة تخ الف المعه ود من األلف اظ،
أورد صدور رسائل الجنيد المعهودة عنه..
وتخالف ما ذكر صاحب "اللمع "لما َ
( ،)4أو ما في الحلية( ،)5وماسوى ذلك فإني أتوقف فيه.
ثم معصوم
والقاعدة التي نحاكم بهاالجنيد وسهالً ومن قبلهم ومن بعدهم :أن ما َّ -
من الخطأ غ ير الرس ول ص لى اهلل عليه وس لم ،وك ٌل يؤخذ من قوله وي ترك إال
صاحب القبر عليه الصالة والسالم .وكما سبق فإن الصوفية أنفسهم قاموا بعملية
نقد ذاتي(.)6
تجمع ل دي مس ائل عدي دة ,فه ذا جعل ني أقتصر على بعض
-بعد جمع المروي ات ّ
المس ائل في مس ائل االعتق اد كما ت راه في ه ذا البحث ،وأرج أت جملة من
المسائل لجزء آخر ،منها:
الخوف ،الرجاء ،التوكل ،اإلخالص ،اإليمان ،المحبة ،رؤية اهلل ،المعية ،ال ُق رب،
الكرام ة ،الس ماع .ه ذا بالنس بة للجني د ,وأما لإلم ام س هل :المحب ة ,الرؤي ة,
1
الفتاوى .3/377وراجع ج.11/10 (? )
2
من صور التميز في المروي عن الجنيد أن ابن تيمية لما ذكر كلمة رويت عن (? )
الجنيد "انتهى عقل العقالء إلى الحيرة" ...قال" :فهذا ال أعرفه من كالم الجنيد ،وفيه نظر هل
قاله؟ ولعل األشبه أنه ليس من كالمه المعهود" الفتاوى .11/391
3
االستقامة .1/113 (? )
4
اللمع ص.314-313 (? )
5
الحلية .265 ،260 ،10/257 (? )
6
راجع تاريخ التصوف اإلسالمي ،عبدالرحمن بدوي ص.83 (? )
4
الكرامات
ُ -أعلق على بعض األق وال – باختص ار – مع اإلش ارة إلى أط راف المس ألة في
الهامش.
5
الجنيد:
ُ
هو الجنيد بن محمد بن الجنيد النهاوندي ،ثم البغدادي ،ولد ببغداد سنة نيف
وعشرين ومئتين.
قال أبو نعيم :كان في أول أمره يتفقه على مذهب أصحاب الحديث مثل أبي
عبيد وأبي ثور ،..قال الخطيب :وأسند الحديث عن الحسن بن عرفة.
ثم أقبل على ش أنه وتأله وتعبد وص حب الح ارث المحاس بي ،وأبا حم زة
البغدادي "فسلك مسلكهما في التحقيق بالعلم واستعماله" قاله أبو نعيم.
قال الخطيب مؤكداً ذلك" :ثم اشتغل بالعبادة والزمها حتى علت ِسنه ،وصار
شيخ وقته ،وفريد عصره في علم األحوال والكالم على لسان الصوفية".
قال ابن المناوي :سمع الحديث الكثير من الشيوخ ،وشاهد الصالحين ،وأهل
فة وعُ ٍ
زوف المعرفة ،ورزق من ال ذكاء وص واب الج واب ،لم ير في زمانه مثله في ِع ٍ
ُ ُ
عن الدنيا.
يق ول عن نفسه – رحمه اهلل :-كنت ُأف تي في حلقة أبي ث ور الكل بي (م س نة
)240ولي عشرون سنة.
وقد أف رد الهج ويري للجنيد فرقة س ماها (الجنيدي ة) ،وف ّرق بينه وبين فرقة
(الطيفوريين) ص.419
محنة الجنيد:
ال يمكن ل دارس الجنيد أن يمر م رور الك رام على ه ذه الفتن ة ،وال تي ط الت
الص وفية ،والجنيد خاص ة ،واتهم فيها ب الكفر والزندقة( ...!)1وك ان المح ّرض لها
رجل يُدعى :غالم خليل( ،)2أنكر على بعض الصوفية قولهم في المحبة ،وكان يقول:
الخوف أولى بنا ،...فطلبهم بأمر الخليفة فاختفى عامتهم ،وبعضهم خلّصته العامة.
ووص فه -أي غالم خلي ل -الهج ويري بأنه رجل م رائي ،وي دعي التص وف...
1
اللمع ص.500 (? )
2
اسمه أحمد بن محمد بن غالب الباهلي البصري ،كان رجالً صالحاً إال أنه يروي (? )
الكذب الفاحش ،ويرى وضع الحديث ،مات سنة275هـ.
انظر تاريخ بغداد ،5/78السير .13/282
وخبر الفتنة في الحلية .10/249و السير ، ،14/74,71 ، ،13/284الكامل /
6
وذكر سعيه إلى الخليفة ص.349
ويرى صاحب كتاب "اإلمام الجنيد" زهير ظاظا أن القصة مختلقة ،ولم يُورد
ال دليل على ه ذا االختالق ،إال ت ردد بعض الم ترجمين في تفاص يل القصة ,وه ذا ال
() 1
يكفي في رد القصة والفتنة.
وأطبق علماء التراجم على الثناء عليه ،وعلى فضله وزهده ,فمن ذلك:
الجنيد رحمه اهلل ممن أحكم علم ا لشريعة(.)2
قال أبو نعيم :كان ُ
مقبول على جميع األلسنة"(.)3
ٌ وقال السلمي" :وهو من أئمة القوم وسادتهم،
وقال ابن تيمية " :أحد األئمة العارفين" (.)4
وقال السبكي" :سيد الطائفة َّ
ومقدم الجماعة"(.)5
وعلَم األولي اء في
وق ال ال ذهبي" :ك ان ش يخ الع ارفين وقُ دوة الس ائرين َ
زمانه"(.)6
كتبه:
لم ينص أح ٌد من المتقدمين على الكتب التي تنسب إليه إال ما نجده عند ابن
الن ديم في "الفهرس ت" ،فهو يق ول :له من الكتب :كت اب المحب ة ،الخ وف ،ال ورع،
الرهبان( ،)7ولذا يحيط الشك بنسبتها إليه ،ما عدا رسائله التي لم تخل من إضافات
المتأخرين سيّما العجم منهم(.)8
سمى له السراج في اللمع كتاب "تفسيركالم أبي يزيد"(.)9
له جملة من الرسائل منها:
-القصد إلى اهلل.
1
(?) ص44:
2
.10/281 (? )
3
ص.155 (? )
4
الصفدية .1/266 (? )
5
.2/260 (? )
6
تاريخ اإلسالم ص ،118وفيات سنة .298 (? )
7
ص.237 (? )
8
اإلمام الجنيد ص.28 (? )
9
ص .459ويراجع شطحات الصوفية ،و مقدمة العقل وفهم القرآن ص.111 (? )
7
-السر في أنفاس الصوفية.
الفرق بين اإلخالص والصدق(.)1 -
وغيرها من الرس ائل ،وله أس ئلة موجهة إلى علم اء مثل كت اب الجنيد إلى
عم رو بن عثم ان المكي(,)2كتابه الجنيد إلى يوسف بن يح يى وغيره ا ،وه ذه قد
أوردها من المتقدمين أبو نعيم في "الحلية" مما يطمن النفس في نسبة الرسائل إليه.
أما ما يتعلق بالكتب:
كتاب تصحيح اإلرادة:
كشف المحجوب ص.584 نص عليه الهجويري في
رسائل الجنيد:
ويمكن أن نمثل لنموذج من النقد الموجه للرسائل:
أ -رسالة الجنيد إلى أبي يعقوب يوسف بن الحسن الرازي.
نشرها د .علي حسن عبدالقادر في رسائل الجنيد.
وأث ار د .مج دي محمد إب راهيم التش كيك في ص حة الرس الة من وج وه؛ ألن
بعض الفص ول ال يتفق وروح منهجه وأس لوبه في الع رض ،وطريقته في اس تخدام
الجمل ،وتركيبات العبارة.)3(...
ب -رسالة القصد إلى اهلل.
ق ال د .رجب جم ال ،دار خالف :،ف يرى نيكلس ون في مجلة إس المكا ،أن
ه ذا الكت اب ليس من عمل الجني د؛ ألن فيه نص اً مؤرخ اً س نة 395هـ ،ثم رأى
الدكتور أن الخطأ قد يكون من الناسخ! ص 17هامش (.)1
وفاته:
توفي سنة 298هـ يوم الجمعة في بغداد.
1
ط التعريف بها زهير ظاظا في كتابه "اإلمام الجنيد" ص ،132وجعل لها عنواناً سَبَ َ (? )
آخر "كتب منسوبة إلى الجنيد".
2
جمعها كاملة د .جمال رجب سيد في كتاب واحد سماه "رسائل الجنيد" طبع أخيراً (? )
س نة 1425هـ .وقد طبع بعض ها من قبل علي حسن عب دالقادر (ح والي أحد عشر مخطوط اً)
لكن جميع المخطوطات التي اعتمد عليها ُكتبت بعد سنة األلف هجرية!!.
3
التصوف السني حال الفناء بين الجنيد والغزالي ص 308هامش (.)1 (? )
8
أهم مصادر ترجمته:
طبقات الصوفية ص.155
حلية األولياء 10/255
تاريخ بغداد .7/241
طبقات الشافعية .2/260
السير .14/66
تاريخ اإلسالم ص ،118وفيات سنة .298
الطبقات الكبرى للشعراني .1/72
طبقات األولياء البن الملقن .126
9
()1
(لوازم الطريق ،وصفات السالكين)
()2
-1ق ال الجني د" :الط رق كلها مس دودةٌ على الخل ق ،إال على من اقتفى
أثر( )3الرس ول ص لى اهلل عليه وس لم ،واتبع س نته ،ول زم طريقت ه ،ف إن ط رق الخ يرات
كلها مفتوحة عليه"(.)4
-2وقال الجنيد" :من لم يحفظ القرآن ,ولم يكتب الحديث ال يُقتدى به في
هذا األمر؛ ألن علمنا هذا مقيّد بالكتاب والسنة"(.)5
وساق في الحلية بسنده:
-3ق ال غ ير م رة" :علمنا مض بوطٌ :الكت اب( )6والس نة ،من لم يحفظ الق رآن
ولم يكتب الحديث ،ولم يتفقه ال يقتدى به"(.)7
-4وس ئل عن أول مق ام التوحيد فق ال :ق ول رس ول اهلل ص لى اهلل عليه وس لم:
"كأنك تراه"(.)8
التعليق:
وه ذه النص وص "تنبه على أنهم ك انوا مجمعين على تعظيم الش ريعة ،متص فين
بس لوك طريقة الرياض ة ،متفقين على متابعة الس نة ،غ ير مخلِّين بش يء من آداب
الديان ة .وب وب الس راج في اللمع على ذلك بقول ه" :ب اب ما ذك ره عن المش ايخ في
1
هذه العناوين من تأليفي للتوضيح. (? )
2
وقفواً ،وهو أن يُتبع
اقتفى :من القفو ،مصدر قولك :قفا يق ُفو قفواً ّ ( ?)
الشيء.
اللسان "قفا" والقاموس "قفا". 3
أثر :هو بقية الشيء أو هو ما يؤثره الرجل بقدمه في األرض. (? )
اللسان "أثر".
4
،الحلية ،10/257وعنه ابن الجوزي في التلبيس 1/78ح ،28والخطيب في (? )
الفقيه والمتفقه ،1/150ورواه السلمي في الطبقات ص.159و الرسالة 1/117
5
الرسالة .1/118 (? )
ولفظ آخر في اللمع ص ،144وتاريخ بغداد " :7/243علمنا هذا مشتبك بحديث رسول اهلل
صلى اهلل عليه وسلم".
6
في "التلبيس" :بالكتاب. (? )
7
الحلية ،10/255وعنه تاريخ بغداد ،7/243وعنه في التلبيس 3/989ح،194 (? )
والسبكي في الطبقات ،2/273والذهبي في السير .14/67
8
الزهد للبيهقي ح 972ص.355 (? )
10
اتباعهم رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم وتخصيصهم في ذلك" "(.)1
فس ر كالم اإلم ام الجنيد وغ يره في التقيد بالكت اب والس نة ،أنهم
ال يقبل أن يُ َّ
()2
الب بال دليل
مفس ر كالمه ه ذا التفس ير مط ٌ
أرادوا دفع المش قة عن النفس ،إلن ِّ
والبرهان.
-5قال الهروي في ذم الكالم :
وس اق بس نده إلى الجنيد "أقل ما في الكالم س قوط هيبة ال رب من القلب،
والقلب إذا عري عن الهيبة من اهلل ،فقد عري من اإليمان"(.)3
الكالم ال ذي ح ذر منه اإلم ام الجنيد الم راد به ما دخل على المس لمين من إثب ات
العقائد باألدلة العقلية والمقاييس المنطقية البعيدة عن الوحي.
وقد روي عن أئمة المذاهب األربعة نحو هذا الكالم ،من ذلك:
قول اإلمام مالك" :إياكم والبدع .فقيل :يا أبا عبداهلل وما البدع؟ قال :أهل
البدع الذين يتكلمون في أسماء اهلل وصفاته وكالمه وعلمه وقدرته ،ال يسكتون عما
سكت عنه الصحابة والتابعون لهم بإحسان"(.)4
وقال اإلمام الشافعي" :إن سألك رجل عن شيء من الكالم فال تجبه"(.)5
بل وصل ببعضهم تكفير عوام المسلمين(.)6
* وه ذا ال يمنع من المجادلة للمخ الف ،فال ريب أن ه ذا قد يك ون واجب اً أو
مستحباً ،وما كان كذلك لم يكن مذموماً في الشرع(.)7
1
وراجع الرسالة للقشيري .1/186 (?)ص144
2
المصادر العامة للتلقي عند الصوفية ص ،183وكرره في الخاتمة ص.707 (? )
3
واله روي في ذم الكالم 4/374ح ،1241والمنتخب من كتابه للمق ريء ص،95 (? )
والسير .14/68
4
أخرجه الهروي في ذم الكالم ،4/115وأبو القاسم األصبهاني في الحجة (? )
.1/103
5
أخرجه الهروي في ذم الكالم ،4/115والبيهقي في مناقب الشافعي .1/460 (? )
6
حكاه الغزالي في فيصل التفرقة ص.140 (? )
7
درء التعارض .7/156 (? )
11
(التوحيد)
إفراد ِ
القدم من الحدث"(.)1 -6قال الجنيد" :التوحي ُد ُ
-7وق ال الجني د" :التوحي د :علمك وإق رارك ب أن اهلل ف رد في أزليت ه ،ال ث اني
معه ،وال شيء يفعل فعله"(.)2
-وسئل الجنيد عن التوحيد فقال:
ُ 8
الموحد بتحقيق وحدانيته بكم ال أحديت ه :أنه الواح د ،ال ذي لم يل د،
َّ "إف راد
ولم يول د ،بنفي األض داد ،واألن داد ،واألش باه ،بال تش بيه ،وال تك ييف ،وال تص وير،
وال تمثيل (ليس كمثله شيء وهو السميع البصير)"(.)3
وأطول منه في اللمع (.)4
التعليق:
1
الرسالة ،29-1/28وكشف المحجوب ص.521 (? )
،وفي اللمع رد على الحلولية ص ،541وعين الجمع ص.549
قال ابن القيم :اإلفراد الذي أشار إليه الجنيد نوعان:
أحدهما :إفراد في االعتقاد والخبر وذلك نوعان أيضاً:
أح دهما :إثب ات مباينة ال رب تع الى للمخلوق ات ،وعل وه ف وق عرش ه ...كما نطقت به الكتب
اإللهية من أولها إلى آخرها.
والثاني :إفراده سبحانه بصفات كماله ...كما أثبتها لنفسه ،وأثبتها له رسله.
والنوع الثاني من اإلفراد :إفراد القديم عن المحدث بالعبادة – من التأله ،والحب ،والخوف،
والرجاء ،والتعظيم ،واإلبانة ،والتوكل ،واالستعانة. ...
إلى أن قال" :ولذلك كانت عبارة الجنيد عن التوحيد عبارة سادة مسددة" المدارج -3/445
.446
قال الهجويري معلقا" :أي أنك ال ترى القديم محل الحوادث ،والحوادث محل القديم ،وتعلم
أنه الحق تعالى قديم ،وأنك بالضرورة محدث ،وال يتصل به شيء من جنسك ،وال يمتزج بك
أي شيء من صفاته "...ص.522
2
الرسالة .1/35 (? )
وقال ابن تيمية" :هذا المذكور عن الجنيد ...حسن وصواب" االستقامة .1/148
3
الرسالة 1/31وفي 2/583وأطول منه في اللمع ص49 (? )
وقال ابن تيمية :ولم يسنده – يعني القشيري – .االستقامة .1/145
4
فسر أبو نصر السراج جواب اإلمام الجنيد في التوحيد؛ بأنه أشار إلى توحيد العامة ّ (? )
وتوحيد الخاصة . ...اللمع ص.49
وه ذا يحت اج إلى دليل من كالم الجنيد رحمه اهلل ،فأقواله مبثوثة ليس فيها ه ذا التقس يم،
فاعتق اد الجنيد ومش ايخ الطريقة في مس ائل أص ول ال دين – إن ثبت النقل عنهم – يُقبل منه ما
دل عليه الكتاب والسنة ،وما وافقوا فيه أئمة المشايخ. ّ
12
-1مقص ود الجنيد التوحيد ال ذي يُش ير إليه المش ايخ وهو التوحيد في القصد
واإلرادة ،وما يَ ْدخل في ذلك من اإلخالص والتوكل والمحب ة ،وهو أن ُي ْف َر َد
الح ّق س بحانه – وهو الق ديم – به ذا كل ه ،فال يش ركه في ذلك مح دث،
وتمييز الرب من المربوب في اعتقادك وعبادتك.)1(...
فهم الجنيد الف رق بين ما ي أمر اهلل ب ه ،وما ينهى عن ه ،وهو الف رق بين ما يحبه
ويبغض ه ،ومن لم يس لك في الق در مس لكه ،بل س وى بين الجمي ع ،لزمه أن ال يُف رق
بين الحس نات والس يئات ،فال يق ول :إن اهلل يحب ه ؤالء وه ذه األعم ال ،وال يبغض
هؤالء ،وهذه األعمال .بل جميع الحوادث :هو يحبها كما يريدها(.)2
-2من القواعد المهمة في فهم نص وص األئم ة" :أن الكالم المجمل من كالمهم
يُحمل على ما يناسب س ائر كالمهم ،وه ؤالء أك ثر ما يُبتل ون باالتحادية
والحلولية ،الذين يجعلون الرب حاالً في المخلوقات محدوداً بحدودها"(.)3
ق ال الس راج" :وال ذي غلط في الحل ول ،غلط ألنه لم يحسن أن يم يز بين
يح ُّل في القلوب ،وإنما يُ ِح ُّل
أوصاف الحق ،وبين أوصاف الخلق؛ ألن اهلل تعالى ال ُ
في القلوب اإليمان به ،والتصديق له.)4("...
-9وق ال الجني د" :س ئل بعض العلم اء عن التوحيد فق ال :هو اليقين .فق ال
الس ائل :بيّن لي ما ه و؟ فق ال :هو معرفتك أن حرك ات الخلق وس كونهم فع ُل اهلل
وحدته"(.)5
وحده ال شريك له ،فإذا فعلت ذلك فقد َّ
13
وهم،
ف اللطيف من حيث ال َد ْرك وال ْ
ظن عجيب إال بما لَطَ َ
ات ،ه ذا ٌ
ونظ ير؟ هيه ْ
وال إحاطة إال إشارةُ اليقين وتحقيق اإليمان"(.)1
-وحكي عن الجنيد أنه ق ال" :أش رف كلمة في التوحيد ق ول أبي بك ر:
ُ 11
سبحانه لم يجعل للخلق طريقاً إلى معرفته إال العجز عن معرفته"(.)2
1
الرسالة .1/43 (? )
تعرفه
وق ال ابن تيمية معلق اً" :ه ذا الكالم يقتضي أن العب اد إنما عرف وا ربهم بما لطف به من ُّ
إليهم،وهدايته إياهم بما أعطاهم ،ال معرفة إدراك وإحاطة .وهذا حسن ،وربما يتضمن نوع اً من
محص الً للمعرفة المطلوب ة" االس تقامة
ال رد على طريقة أهل النظر ال ذين يجعلونه بمج رده ِّ
.1/184
2
اللمع ص ،172وكشف المحجوب ص.525 (? )
وقال الهجويري معلق اً" :وقد أخطأ العلماء في هذه الكلمة فيخالون أن العجز عن المعرفة هو
ع دم المعرف ة ،وه ذا مح ال؛ ألن العجز يك ون في المح ال الموج ود وال يك ون في الح ال
المعدوم ،كالميت فهو ال يكون عاجزاً في الحياة ويكون عاجزاً في الموت ...وكذلك العارف
فهو ال يكون عاجزاً والمعرفة موجودة ،ويكون هذا كضرورة .وعلى هذا نحمل قول الصديق
رضي اهلل عنه" كشف المحجوب ص.525
14
(ومن منثور كالمه عن التوحيد)
-12قال الجنيد:
"إن أول ما يحت اج إليه من عقد الحكمة تعريف المص نوع ص انعه ،والمح دث
كيف كان أحدثه ،وكيف كان أوله،وكيف أحدث بعد موته ،فيعرف صفة الخالق من
المخل وق ،وص فة الق ديم من المح دث ،فيع رف المرب وب رب ه ،والمص نوع ص انعه،
والعبد الض عيف س يده ،فيعب ده ويوح ده ،ويعظمه وي ذل لدعوت ه ،ويع ترف بوج وب
طاعت ه ،ف إن لم يع رف مالكه لم يع ترف بالملك لمن اس توجبه ،ولم يضف الخلق في
ت دبير إلى وليّ ه ،والتوحيد علمك وإق رارك باهلل ف ر ٌد في أوليته وأزليت ه ،ال ث اني مع ه،
وال ش يء يفعل فعل ه ،وأفعاله ال تي أخلص ها لنفس ه :أن يعلم أن ليس ش يء يضر وال
ينف ع ،وال يعطي وال يمنع وال يس قم وال ي برى ،وال يرفع وال يض ع ،وال يخلق وال
يرزق ،وال يميت وال يحيي ،وال يسكن وال يحرك غيره جل جالله"(.)1
وقال الجنيد في جوابات الشاميين:
"-13التوكل عمل القلب( ،)2والتوحيد قول القلب"(.)3
-14وقال الجنيد في موضع آخر وسئل عن المعرفة فقال:
" ...وأعلم خلقه به أش دهم إق راراً ب العجز عن إدراك عظمت ه ،أو تكشف ذاته
لمعرفتهم بعجزهم عن إدراك من ال شيء مثله ،إذ هو القديم وما سواه محدث ،وإذ
هو األزلي وغيره المبدأ ،وإذ هو اإلله وما سواه مألوه...
1
الحلية .10/256وهذا من األسئلة الشامية. (? )
2
عمل القلب :هو النية واإلخالص والمحبة ولوازم ذلك وتوابعه ،كما قال تعالى: (? )
(وال تطرد الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهه)( ،وما ألحد عنده من نعمة تج زى
إال ابتغاء وجه ربه األعلى).
3
الرسالة .1/47 (? )
ذكر الجنيد هنا أن التوحيد قول القلب ،فأضاف القول إلى القلب ،وهذا مما ال نزاع فيه :أن
القول والحديث ونحوهما مع التقييد يُضاف إلى النفس والقلب .االستقامة .1/210
وقول القلب هو :تصديقه وإيقانه ،كما قال تعالى( :والذي جاء بالصدق وصدَّق به أولئك هم
المتقون) الزمر .34-33
وقوله عليه الص الة والس الم في ح ديث الش فاعة" :يخ رج من الن ار من ق ال ال إله إال اهلل وفي
قلبه من الخير ما يزن شعيرة" خ ،13/473ومسلم .1/177
15
وكل عالم فبعلمه َعلِ َم .سبحانه األول بغير بداية ،والباقي إلى غير نهاية ،وال
يستحق هذا الوصف غيره ،وال يليق بسواه...
فالش اهد على أدناها – أي المعرفة – اإلق رار بتوحيد اهلل ،وخلع األن داد من
دونه ،والتصديق به وبكتابه وفرضه فيه ونهيه"(.)1
-15ق ال أبو محمد الجري ري" :س معت الجنيد يق ول لرجل ذكر المعرفة
فقال الرجل :أهل المعرفة باهلل يصلون إلى ترك الحركات من باب البر والتقرب إلى
قول ٍ
قوم تكلموا بإسقاط األعمال ،وهذه عندي عظيمة، اهلل .فقال الجنيد :إن هذا ُ
والذي يسرق ويزني أحسن حاالً من الذي يقول هذا.)2("...
-16ونص آخر يؤكد أهمية العمل عن الجنيد ما ذك ره عند قوله تع الى:
(ودرسوا ما فيه) [األعراف .]169 /قال" :تركوا العمل به"(.)3
ويفهم من كالم الجنيد أيضاً أن المزية ال ترفع التكليف ،وهذا ما عبر عنه أبو
زروق إذ ق ال" :ثب وت المزية ال يقضي برفع األحك ام ،ولزومه
العب اس أحمد بن ّ
األحك ام ال يرفع خص وص المزيّ ة ،فمن ثبت عليه أو لزمه حد وقع علي ه .مع حفظ
حرمته اإليمانية أص الً ،فال يُمتهن عرضه إال بحقه على ق در الحق المس وغ ل ه ،وإن
ثبتت مزيّة دينية لم تُرفع إال بموجب رفعها"(.)4
وعقد الس َّراج فص الً في اللمع "ب اب في ذكر الفرقة ال تي غلطت في اإلباحة
والحظر والرد عليهم".
ثم علّق "وإنما غلط وا في ذلك بدقيقة خفيت عليهم ،من جهلهم باألص ول
1
الحلية .10/258 (? )
ه ذه العب ارات المؤك دة على أحد أرك ان المتص وفة المتحقق ة ،وهي ما ع بر عنها أبو نعيم في
مقدمة كتابه "حلية األولي اء" ق ال" :ويش تمل كالم المتص وفة على ثالثة أن واع :فأولها إش اراتهم
إلى التوحيد ،والثاني كالمهم في المراد ومراتبه ،والثالث في المريد وأحواله .ثم لكل نوع من
الثالثة مسائل وفروع يكثر تعدادها.1/23 "...
ه ذا ما ظهر في تفص يل اإلم ام الجنيد في تفص يل ما يجب على العبد تج اه خالقه ومالك ه،
وتأكيده على أن المعرفة الحقة هي توحيده وخلعه األنداد من دونه. ...
2
الحلية ،10/278والسلمي في الطبقات ص.159 (? )
وذُك رت منس وبة إلى كت اب "السر في أنف اس الص وفية" مخط وط نقال عن كت اب" التص وف
السني ص 318هامش (.)4
3
طبقات الحنابلة .1/128 (? )
4
قواعد التصوف .قاعدة .83/50 (? )
16
وقلة حظهم من علم الشريعة.)1("..
وهو في ذلك يمثل خ ير تمثيل قمة الش رع وقمة العق ل ،وغاية ما ينتهي إليه
التصوف اإليجابي(.)2
عمن يس مع
ويوافق اإلم ام الجنيد أبو علي الروذب اري الص وفي حين س ئل َّ
المالهي ويق ول هي لي حالل ،ألني وص لت إلى درجة ال ت ؤثر في اختالف األح وال
فقال :نعم ،وصل ولكن إلى سقر"(.)3
1
اللمع ص.538 (? )
2
راجع الفلسفة الصوفية د .عبدالقادر محمود ص.190 (? )
3
الرسالة ص.26 (? )
17
سهل التستري:
س هل بن عبداهلل بن ي ونس ،التُس تري ،نس بة إلى تُ ْس تَر ،وبها مول ده س نة
200هـ ،وقيل غيرها.
سوار ،ولقي في الحج ذا النُّون المصري وصحبه.
صحب خاله محمد بن ّ
وك ان له ص لة بأهل الح ديث ،وارتبط بهم ارتباط اً وثيق اً ،إذ ك انوا موضع
إعجابه(.)1
قال أبو عيم" :الشيخ المسكين ،الناصح األمين ،الناطق بالفضل الرصين."...
وقال الهجويري" :وكان من محتشمي أهل التصوف وكبارهم".
وقال السلمي" :أحد أئمة القوم وعلمائهم."..
وقال الذهبي" :شيخ العارفين ،..الصوفي الزاهد".
وق ال في ت اريخ اإلس الم" :من أعي ان الش يوخ في زمان ه ،يعد مع الجني د ،وله
كالم نافع في التصوف والسنة".
ووصف الهجويري طريقته " :وطريقه االجتهاد ،ومجاهدة النفس والرياضة".
وقال" :إنه جمع بين الشريعة والحقيقة".
وذكر السمعاني بأنه صاحب كرامات وآيات.
وقد ابتلي سهل بإخراجه من تُستر إلى البصرة ،فبقي فيها حتى مات ،وسبب
الس راج أنه قال" :التوبة فريضة على العبد مع كل نفس"( ،)2فسعى من
ذلك كما قال ّ
سعى وهيج العامة وك ّف ره ونسبه إلى القبائح عند العامة حتى وثبوا عليه ،وكان ذلك
سبب خروجه عن تُستر وانتقاله إلى البصرة رحمه اهلل(.)3
1
روى الهروي قيل سهل :إلى متى يكتب الرجل الحديث؟ قال" :حتى يموت ويصب (? )
باقي حبره على قبره" ذم الكالم 4/383ح.1255
وروي عنه قوله" :احتفظوا بالسواد على البياض [عن رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم]فما أحد
ترك الظاهر إال خرج إلى الزندقة" ذم الكالم 4/378ح.1246
وروي عنه قول ه" :مثل الس نّة في ال دنيا كمثل الجنة في اآلخ رة ،من دخل الجنة في اآلخ رة
سلم ،ومن دخل السنة في الدنيا سلم" ذم الكالم 4/384ح.1257
قال الذهبي في تاريخ اإلسالم معلق اً" :هكذا كان مشايخ الصوفية في حرصهم على الحديث
سلة" ص.187 الج َهلة البَطَلة اَأل َكلة ال َك َ
والسنة ،ال كمشايخ عصرنا َ 2
فسر التوبة في مواضع أخرى بأنها التوبة من الغفلة في كل طرفة ونفس. .. وفد ّ (? )
انظر قوت القلوب .1/318
3
اللمع ص.499 (? )
18
مؤلفاته:
لم يؤلف سهل أي مؤلف ،ولم يذكر من ترجم له أي كتاب ،إال ما نجده عن
ابن الن ديم حيث س مى له كت اب :دق ائق المح بين ،مواعظ الع ارفين ،جواب ات أهل
اليقين(.)1وإنما الذي ُجمع عنه أونُسب له :إجابات عن أسئلة أو تفسير لبعض اآليات
من الكتاب العزيز.
ق ال أحمد بن س الم" :كتب إلى س هل بن عبداهلل بخمسة آالف مس ألة ،يع ني
في علم التوحيد والمعرفة واليقين والرضا والتوك ل ،ق ال :أنا أحفظه ا ،وأحفظ
الجواب عنها"(.)2
ومما طبع له:
-1تفس ير الق رآن العظيم( ،)3لم يتع رض فيه لتفس ير الق رآن آية آي ة ،بل تكلم عن
ات معين ة ،وفيه إجاب ات أس ئلة ُوجهت إلى س هل ،وهو من أوائل تفس ير آي ٍ
الص وفية ،وفيه أق وال البن س الم( ،)4وفيه غلو ب النبي ص لى اهلل عليه وس لم(،)5
واعتذار عن إبليس في تركه السجود(.)6
-2المعارضة والرد على أهل الفرق وأهل الدعاوى في األحوال(.)7
هي إجابات ألسئلة وجهت إليه من تلميذه أبي الحسن أحمد بن سالم وغيره،
وهو الذي رواها ،وموضوعاتها في التوحيد والمعرفة واليقين. ...
ولعل ال راوي أبا القاسم بن عب دالرحمن بن عبداهلل الزاهد هو من س ماه به ذا
1
ص.237 (? )
2
المعارضة والرد ص.73 (? )
3
نس به له سزكين في تاريخ التراث ،130-4/129وال زركلي في األعالم ،3/143 (? )
وغ يرهم من المت أخرين ،وعلى خالف ه ؤالء نجد المستش رق ماس نيون يق ول" :هو تفس ير
مفتعل" دائرة المعارف .12/315
ف إن ك ان م راده أنه ُجمع بعد وف اة س هل فه ذا ص حيح ،وإن أراد أنه مك ذوب ففيه ما هو
مك ذوب وفيه ما نُسب إلى س هل .ولعل ال راوي للكت اب أب ابكر محمد بن أحمد البل دي
السجزي هو الذي رتب الكتاب لوجود إضافات فيه .انظر ص.9 ،7 ،6 ،2
4
ص . ...69 ،65 ،38 (? )
5
ص.41-40 ،10 ،9 (? )
6
ص.24 (? )
7
نسبه له فؤاد سزكين وبروكلمان للصقلي ،طُبع بتحقيق د .محمد كمال جعفر في (? )
طبعته األولى سنة 1400هـ ،ونسبه لسهل .انظر مقدمته ص.62-58
19
االسم ،مع أن المحقق لم يذكر أنه وجد هذا العنوان على المخطوط ،وليس
في الكتاب ر ٌد على الفرق سوى مسائل قليلة جداً(.)1
ورواية أحمد بن سالم شيخ السالمية م سنة(.)2وتلميذ سهل المالزم له تؤيد ما
ذهب إليه بعض الباحثين من أن ابن سالم (األب) هو الذي جمع الكتب(.)3
-3كالم س هل( ،)4في خمسة أج زاء ،وهو كالم مجم وع ال ترابط بين ه ،بعضه
إجابته على سؤال ،أو شرح آلية ،أو موعظة ،وفيه مسائل في التصوف ،وليس
له إس ناد إلى س هل ،وي رجح ف ؤاد س زكين أنه جمع في الق رن الس ابع
الهجري(.)5
ويظهر أن الكتاب ُجمع في فترات زمنية ،قد يكون أول الكت اب جمعه تالميذ
س هل ،ثم زاد من زاد على الكت اب ،وورد فيه بعض ما هو مع روف عن
سهل(.)6
-4الشرح والبيان لما أشكل من كالم سهل .تأليف عبدالرحمن الصقلي م سنة
380هـ( ،)7يذكر فيه قول سهل دون إسناد ،ثم يشرع في شرحه ،وفيه بعض
األقوال ال يصح إثباتها لسهل بمجرد نسبته(.)8
ومما نُسب إليه:
-سلس بيل س هلية ،نس بها إليه السنوسي م س نة 1276هـ ،وهي ص يغ أذك ار ي زعم
أنها مأثورة عن سهل(.)9
رسالة الحروف: -
هذه الرسالة اهتم بها الفالسفة ومن شاكلهم اهتمام اً كبيراً ،وقد نُقلت من طريق
1
انظر المقدمة ص ،52والكتاب ص.81 (? )
2
السير .16/272 (? )
3
مقدمة المعارضة ص.47 (? )
4
طُبع بتحقيق د .محمد كمال جعفر مع الشرح والبيان في كتاب واحد بعنوان: (? )
"الجزء الثاني من تراث التستري الصوفي" من ص.315-65
5
.4/130 (? )
6
مثل االعتقاد ،واألمر بالسنة ،ويوافق "المعارضة" في مواضع. (? )
7
طُبع بتحقيق د .محمد كمال جعفر ،مكتبة الشباب. (? )
8
من ص.323 (? )
9
دائرة المعارف ،12/314وراجع من التراث الصوفي ص 82ج.1 (? )
20
ابن مس ّرة م س نة ،)1(319وابن ع ربي لينس بوا ب اطلهم إليه ا ،ويحتج وا على ص حة
مذهبهم
ونشرها الدكتور محمد كمال جعفر ،وصحح نسبتها إلى سهل(.)2
ويعالج ابن مسرة الحروف ويفسرها على نمط باطني ،ذَ َك َر في أولها قوالً لسهل
فقط ال غير( ،.)3وأما رسالة سهل فلم يذكرها أح ٌد من المؤرخين منسوبة لسهل(.)4
ومن المعل وم أن لس هل كالم اً ح ول الح روف المقطعة في أوائل الس ور ،وهي
محاولة لتفسير كيفية الخلق(.)5
أما من نقل الرسالة كابن مسرة وابن عربي ومن تابعهم فال يقبل من وجوه:
لم ت ذكر الرس الة في مؤلف ات س هل ،وليست من طريق تالمي ذه ،وال -1
سند لها(.)6
تضمنت الرسالة أقواالً ال يجوز أن تنسب إلى سهل(.)7 -2
وذُكر له كتب أخ رى نس بها له من المت أخرين :س زكين وبروكلم ان ود .محمد -
كمال(.)8
1
وقد ذكروا في ترجمته أنه استتيب وروي عنه شناعات. (? )
انظ ر :ج ذوة المقتبس ص ،63وت اريخ العلم اء وال رواة ،2/39وكت اب من قض ايا الفكر ص
.185وقد رد عليه بعض العلماء .انظر من قضايا الفكر ص.184
2
طبعها د .محمد كمال في كتابه "من التراث الصوفي لسهل" ص ،375-366ومن (? )
قضايا الفكر ص ،311وفي كتاب "من قضايا الفكر" ص 198هامش ( )2قال :تنسب – أي
لسهل – رسالة في الحروف!.
3
من التراث الصوفي ص.317 (? )
4
من التراث الصوفي ص.364 (? )
5
من التراث ص.363-361 (? )
6
راجع رد ابن تيمية على قول روي عن سهل كونه بال إسناد عن سهل .االستقامة (? )
.1/208
7
مثل قوله" :الحروف هي القوى الروحانية المفردة ،وهي أصل األشياء" خواص (? )
الحروف من قضايا الفكر ص.319
ثم ق ال بع دها" :وجميع الص فات ال تي وصف بها الخ الق – تع الى – نفسه إنما ُوج دت به ذه
القوة ،وبها تعلقت وبها أحاط" المكونات" من التراث ص.368
وفيه" :كالم اهلل تعالى أعيان قائمة وأنوار روحانية اليحة وهي إرادته" من التراث الصوفي ص
367
8
تاريخ التراث ،4/130وتاريخ األدب لبروكلمان ق/2ص ،401ود .محمد كمال (? )
في التراث الصوفي لسهل.
21
الثناء عليه:
تقدم كالم بعض أهل العلم ،وما يضاف أيضاً فيما يتعلق بجانب العقيدة:
فقد أثنى ابن تيمية على عقيدته حيث قال" :وكالم سهل بن عبداهلل في السنة
وأصول االعتقادات أس ّد وأصوب من كالم غيره"(.)1
ويق ول في موضع آخ ر" :وكالم س هل بن عبداهلل وأص حابه في الس نة
والصفات والقرآن أشهر من أن يُذكر هنا.)2("...
ويمدحه اإلمام ابن القيم بسيد وشيخ الطائفة(.)3
وقد ذكر الهجويري ترجمة للفرقة السهلية وما تميزت به(.)4
وفاته:
ت وفي س هل رحمه اهلل في البص رة في المح رم س نة ثالث وثم انين ومئ تين (
283هـ).
أهم مصادر ترجمته:
طبقات الصوفية ص ،206الفهرست ص 237ط .دار المسيرة ،حلية األولياء
،10/189األنساب 3/52ط .الهند ،السير ،13/330تاريخ اإلسالم وفيات سنة
283ص.186
1
االستقامة .1/158 (? )
2
االستقامة .1/208 (? )
3
المدارج .3/139 (? )
4
ص.426 (? )
22
(طريق السالكين)
23
التقوى ،وال عمل إال الصبر عليه"(.)1
-7وقال سهل" :فكل َو ْجد ال يشهد له الكتاب والسنة فهو باطل"(.)2
التعليق:
اختلفت العبارات في تعريف الوجد كما حكاه السراج في اللمع ص:375
ومما قيل في تعريف ه" :الوجد رفع الحج اب ،ومش اهدة ال رقيب ،وحض ور
الفهم."..
وقيل" :الوجد أول درجات الخصوص ،وهو ميراث التصديق بالغيب."..
وقي ل" :الوجد هو ما ص ادف القلب ،من ف زع ،أو غم ،أو رؤية مع نى من
أحوال اآلخرة ،أو كشف ٍ
حالة بين العبد واهلل عز جل"(.)3
وبعض هم قسم الوجد إلى ثالث درج ات :وهي التواج د ،ثم الوج د ،ثم
الوجود ،وله وسائل وطرق استدعاء مثل السماع(.)4
وم علي ه ،وليس حاكم اً ،فال اعت داد بالوجد إن
والحقيق ة :أن الوجد محك ٌ
ضل من ضل إال بتحكيمه المواجيد، خالف الكتاب والسنة – كما قال سهل – ،وما َّ
وجعلها مح ّكاً للحق والباطل .كما يفعل أهل السلوك المبتدع.
والسماع على أقسام:
-1حال النبي صلى اهلل عليه وسلم وحال الصحابة رضي اهلل عنهم ،وهو الوجد
الحاصل لهم من سماع القرآن :إما وجل القلوب( ،)5وإما اقشعرار الجل ود(،)6
وإما البكاء ودموع العين(.)7
-2الظالم لنفسه وهو القاسي القلب ال يلين لسماع القرآن والذكر ،فهؤالء فيهم
شبه من اليهود ،قال تعالى( :وال يكونوا كالذين أوتوا الكتاب من قبل فطال
1
الحلية ،10/198والزهد للبيهقي ح 898ص ،335والطبقات للسلمي ص.211 (? )
2
،اللمع ص 376 ،146و االستقامة .2/141 (? )
3
التعرف ص.132 (? )
4
الرسالة للقشيري ،1/215عوارف المعارف ص171 (? )
5
سورة األنفال.2/ (? )
6
سورة الزمر.23/ (? )
7
سورة المائدة.83/ (? )
24
عليهم األمد فقست قلوبهم وكثير منهم فاسقون)(.)1
-3حال الم ؤمن التقي ،الذي فيه ضعف عن حمل ما يرد على قلبه ،فهذا الذي
يصعق :صعق موت ،أو صعق غشي ،وذلك يكون لقوة الوارد ،وضعف القلب
عن حمله ،مثل هذا يحدث في غير سماع القرآن من األمور الدنيوية.
فهذه األحوال التي يقترن بها الغشي أو الموت أو الجنون أو السكر أو الفناء
حتى ال يشعر بنفسه ،إذا كانت أسبابها مشروعة ،وصاحبها صادقاً عاجزاً عن دفعها،
كان محموداً على فعله من الخير ،معذوراً فيما عجز عنه.
واُألولى أكمل األحوال ،وهي من لم يزل عقله معه(.)2
نقص ،هذا إذا كان سببه
فإذا تبين ما هو الوجد الشرعي ،فكل وجد يخالفهٌ :
الس ماع الش رعي ،فكيف إذا انضم إلى الص عق واالض طراب كونه بأس باب محرمة
كس ماع اآلالت المحرم ة ،واألش عار الف اجرة ال تي تتض من الك ذب على اهلل،
والتك ذيب ب الحق ،مع ما في الس ماع من إث ارة األح وال من ف وت حظه من محبوبه
وغيرها مما يثيرها السماع باأللحان المطربة والنغمات اللذيذة(.)3
وقد أوصى أئمة الطريقة باالستقامة:
قال أبو سليمان الداراني (م سنة " :)215ربما يقع في قلبي النكتة من نكت
القوم أياماً فال أقبل منه إال بشاهدين عدلين :الكتاب والسنة"(.)4
وق ال أحمد بن أبي الح واري (م س نة " :)230من عمل عمالً بال اتب اع س نة
رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم فباطل عمله"(.)5
وق ال أبو حفص النيس ابوري (م س نة " :)270من لم ي زن أفعاله ك َّل وقت
بالكتاب والسنة ،ولم يتهم خواطره ،فال نعده في ديوان الرجال"(.)6
1
سورة الحديد.16/ (? )
2
راجع الفتاوى البن تيمية .13-11/8 (? )
3
مسألة السماع البن القيم ص ،155-154واالستقامة .1/225 (? )
4
الرسالة ،1/96وتلبيس إبليس 3/980ح ،189والسلمي في الطبقات ص-77 (? )
،78والبداية ،10/267والسير .10/183
5
الرسالة .105/ (? )
6
الرسالة .1/107 (? )
25
(اعتقاد التستري المجمل)
1
1/182-183رقم ،324وورد أيضاً في كالم سهل ص.94 (? )
2
وفي هامش األصل (الجمعة). (? )
3
الحلية ،10/190والزهد للبيهقي ح ،942والطبقات وقال :سبعة ص.210 (? )
4
الحلية .10/190 (? )
26
المفصلة)
ّ (عقيدة سهل
-12ق ال س هل(" :)1اإليم ان :ق ول وعمل ونية [وما وافق الس نة]( )2يزيد
وينقص ،ويقوى ويضعف ،يقوى بالعلم ،ويضعف بالجهل ،ذلك بعلمه ،وهذا بجهله،
الق ول :ق ول اللس ان ال إله إال اهلل محمد رس ول اهلل ،واإليم ان :إيم ان باهلل ومالئكته
وكتبه ورس له والبعث والنش ور ،والعمل ب الجوارح :إقامة الص الة ،وإيت اء الزك اة،
وإقامة األحكام والنية واإلخالص هلل في العمل ،لقوله" :األعمال بالنيات ولكل امرئ
ما نوى" ،والقوة بالعلم والنقصان بالجهل.
أصل ما يلزمنا اإليم ان به في ال دنيا :اإليم ان باهلل ومالئكته وكتبه ورس له،
واإليم ان بقض ائه خ يره وش ره ،وحل وه وم ره ،ح تى تعلم أن ما أص ابك لم يكن
ليخطئك ،وما أخطأك لم يكن ليصيبك ،وأفضل الناس بعد رسول اهلل صلى اهلل عليه
وسلم أبو بكر ثم عمر ثم عثمان ثم علي رضي اهلل عنهم.
والقرآن كالم ،فإن زدت فقل :غير مخلوق ،والص الة خلف كل بر وفاجر،
كفر أحداً من أهل القبلة بذنب ,وال تشهد ٍ
ألحد منهم (يعني األئمة والسلطان) وال تُ ِّ
بجنة أو نار.
وسبعة من أمور اآلخرة من جحدها فهو مبتدع ،فإن بينت له بالقرآن واآلثار
فرد وأنكر يستتاب ،فإن أبى فهو كافر وال يصلى عليه إذا مات ،وال يعاد إذا مرض
وال يزوج ،وأول ذلك :عذاب القبر ونعيمه ،والحشر والجمع يوم القيامة ،والميزان
والحس اب ،والح وض والش فاعة والص راط ،ودخ ول الن ار والخ روج منه ا ،ودخ ول
الجنة والزي ادة ،وه و :النظر إلى اهلل عز وج ل ،من طعن في ه ذا أو أحد منها فهو
مبتدع(.)3
1
كذا في المعارضة والرد ،وفي كالم سهل" :قال أبو محمد" ،واألصل هو كالم (? )
سهل.
2
كذا في المعارضة وفي كالم سهل" :وبالسنة". (? )
3
كالم سهل ،193-192وراجع المعارضة والرد ص.83-82 (? )
27
13وق ال :معرف ةٌ وإق رار وإيم ان وعمل وخ وف ورج اء وحب وش وق وجنة
ونار.
خوف.
فالمعرفةٌ :
واإلقرار :رجاء.
واإليمان :خوف.
والعمل :رجاء.
والخوف :رهبة.
والحب :رجاء.
والشوق :خوف بعد.)1( ..
-14وذُكر عن س هل رحمه اهلل أنه ك ان يق ول" :أهل ال إله إال اهلل كث ير،
والمخلصون منهم قليل"(.)2
-15وقال" :ليس في خزائن اهلل أكبر من التوحيد"(.)3
-16وقال" :اإليمان بالفرائض وعلمها فرض ،والعمل بها فرض ،واإلخالص
فيها ف رض ،واإليم ان بالس نة ف رض بأنها س نة وعلمها س نة ،والعمل بها س نة،
واإلخالص فيها فرض ،واإلخالص باإليمان العمل به"(.)4
1
الحلية .10/207 (? )
2
اللمع ص.117 (? )
3
الحلية .10/196 (? )
4
الحلية .10/203 (? )
28
(التوحيد)
-17وعن سهل أنه قال :ذات اهلل موصوفة بالعلم غير مدركة باإلحاطة ،وال
مرئية باألبص ار في دار ال دنيا ،موج ودة بحق ائق اإليم ان ،من غ ير ح ٍد وال إحاطة وال
حلول ،وتراه في العقبى ظاهراً وباطن اً في ملكه وقدرته ،قد حجب الخلق عن معرفة
كنه ذات ه ،ودلهم عليه بآيات ه ،والقل وب تعرف ه ،والعق ول ال تدرك ه ،ينظر المؤمن ون
باألبصار من غير إحاطة وال إدراك نهاية"(.)1
ثم علق الهجويري بقول" :وهذا ٌ
قول جامع لكل أحكام التوحيد".
-18وقال سهل" :اعلموا إخواني أن العباد عبدوا اهلل على ثالثة أوجه :على
الخوف ،والرجاء ،والقرب.)2("...
نصوص مؤيدة:
-19وق ال س هل" :ال يصح اإلخالص إال ب ترك س بعة :الزندق ة ،والش رك،
والكفر ،والنفاق ،والرياء ،والوعيد"(.)3
-20وق ال" :ال دنيا كلها جهل إال ما ك ان منه العلم ،والعلم كله حجه إال ما
كان العمل به ،والعمل كله هباء إال موضع اإلخالص فيه ،وأهل اإلخالص على خطر
عظيم"(.)4
(التوكل)
-21وقال سهل" :ومن يتوكل على اهلل فهو حسبه".
-22ق ال" :ال يصح التوكل إال لمت ٍق ،وال تتم التق وى إال لمتوك ل ،لقوله
تعالى( :وعلى اهلل فتوكلوا إن كنتم مؤمنين)(.)5
-23وق ال أيض اً" :من طعن في التوكل فقد طعن في اإليم ان ،ومن طعن في
1
كشف المحجوب ص.525 (? )
2
الحلية .10/191 (? )
3
الحلية .203-10/202 (? )
4
اللمع ص.118 (? )
5
الحلية .10/192 (? )
29
التكسب فقد طعن في السنة"(.)1
-24وس ئل س هل عن التوكل فق ال" :االسترس ال مع اهلل تع الى على ما
يريد"(.)2
25وسئل أيض اً عن التوكل فقال" :التوكل وجهٌ كله وليس له قف اً ،وال يصح
إال ألهل المقابر"(.)3
-26وفي لفظ" :كل المقامات لها وجه وقفاً غير التوكل ،فإنه وجه بال قفا".
ق ال الكالب اذي" :يريد توكل العناية ال توكل الكفاي ة ،وهو أن ال يطالبه
باألعواض"(.)4
-27وقال سهل " :من طعن على االكتساب فقد طعن على السنة ،ومن طعن
على التوكل فقد طعن على اإليمان"(.)5
-28وقال في التعرف :قال سهل" :ال يصح الكسب ألهل التوكل إال التباع
السنة وال لغيرهم إال للتعاون "(.)6
التعليق:
قال الكالباذي :هذا ما تحققناه وصح عندنا من مذاهب القوم ،من أقاويلهم
ابتداء ،وما سمعناه من الثقات ،ممن عرف أصولهم
ً في كتبهم ممن ذكرنا أساميهم
وتحقق مذاهبهم"(.)7وعقد فصالً سماه" اعتماد القلب على اهلل"
إن نص وص اإلم ام س هل واض حةٌومثله ق ول الجنيد عن التوك ل" :اعتم اد
القلب على اهلل تعالى"(.)8
"وحقيقة التوكل هو ص دق اعتم اد القلب على اهلل عز وجل في اس تجالب
1
الحلية ،10/195وجامع العلوم .2/498 (? )
2
اللمع ص ،78والتعرف ص.118 (? )
3
اللمع ص.79 (? )
4
التعرف ص.119 (? )
5
اللمع ص ،259وينظر الحلية .10/195 (? )
6
ص.101 (? )
7
التعرف ص.101 (? )
8
اللمع ص.79 (? )
30
المصالح ودفع المضار من أمور الدنيا واآلخرة كلها"(.)1
وهو مق ام جليل الق در ،عظيم األثر ،أمر اهلل عب اده به ،وحثهم علي ه ،وله
فصلها العلماء(.)2
أنواع َّ
وال يقتضي التوكل على اهلل ت رك العمل باألس باب ،وع دم الس عي في طلب
الرزق ،وقد ساعد على نشر مثل هذا الفهم الخاطئ بعض المنتسبين للمتصوفة ممن
لم يحكم وا العلم حق معرفت ه .ف التجرد من األس باب جملة ممتنع عقالً وش رعاً
وحساً(.)3
فنصوصهم – أعني أئمة الصوفية – جليَّهٌ في هذه المسألة(.)4
لكن قد يشط بعض العلماء في بعض مسائل التوكل فال يُتابع في خطئه(.)5
اجتماع الجيوش االسالمية البن القيم تحقيق عواد المعتق ط1408هـ -1
احياء علوم الدين للغزالي ط دار الندوة -2
االستقامه البن تيمية تحقيق محمد رشاد طبع جامعة االمام 1403 -3
االعتصام للشاطبي تصحيح محمد رشيد طبع دار المعرفة -4
األعالم للزركلي طبع دار العلم للماليين 1984 -5
االمام الجنيد والتصوف في القرن الثالث تاليف زهير ظاظا طبع دار الخير -6
1
جامع العلوم والحكم ص 497الحديث التاسع واألربعون. (? )
2
طريق الهجرتين -رسالة ماجستير-ص ،421والمدارج .2/114 (? )
3
المدارج .2/134 (? )
4
الرسالة .1/415 (? )
5
من ذلك قول الغزالي عن المتوكل" :إن كان مشتغالً باهلل مالزماً لمسجد أو بيت (? )
وهو م واظب على العلم والعب ادة ،فالن اس ال يلومونه في ت رك التكسب وال يكلفونه ذل ك"
اإلحياء .4/290
ثم يق ول" :إذن عليك بالقناعة ب النزر القليل والرضا ب القوت ،فإنه يأتيك ال محالة وإن ف ررت
منه ،وعند ذلك على اهلل أن يبعث إليك رزقك على يدي من ال تحتسب" اإلحياء .4/291
وقوله" :فاالهتمام بالرزق قبيح بذوي الدِّين "...اإلحياء .4/275
31
االنساب ألبي سعد السمعاني طبع دائرة المعارف الهند -7
تاريخ األدب لبروكلمان الطبعة العربية دار المعارف مصر -8
تاريخ االسالم للذهبي تحقيق عمر تدمري طبع دار الكتاب العربي -9
تاريخ التراث لفؤاد سزكين طبع جامعة االمام 1403 -10
تاريخ بغداد للخطيب البغدادي طبع دار الكتاب العربي -11
تاريخ التصوف االسالمي عبد الرحمن بدوي طبع وكالة المطبوعات الكويت -12
تاريخ العلماء والرواة البن الفرضي نشر عزة العطار طبع مكتبة الخانجي -13
التصوف السني حال الفناء بين الجنيد والغزالي د .مجدي محمد إبراهيم -14
التصوف طريقة وتجربة ومذهبا د .محمد كمال إبراهيم نشر دار المعرفة 1980 -15
التعرف لمذهب أهل التصوف للكالباذي حققه محمود النواوي نشر المكتبة األزهرية -16
تلبيس إبليس البن الجوزي تحقيق أحمد المزيد طبع دار الوطن -17
تفس ير س هل( الق ران العظيم) طبع دار الكتب العربي ة ,وطبعة أخ رى نشر محم ود ج يزة اهلل -18
طبع الدار الثقافية للنشر القاهرة
جامع العلوم والحكم البن رجب تحقيق إبراهيم باجس طبع مؤسسة الرسالة -19
جذوة المقتبس للحميدي طبع الدار المصرية للتأليف -20
الحجة في بي ان المحجة لق وام الس نة تحقيق محمد الم دخلي ومحمد أبو رحيم نشر مكتبة -21
الراية
حلية األولياءألبي نعيم االصبهاني طبع مكتبة الخانجي -22
الحموية البن تيمية تحقيق حمد التويجري نشر دار الصميعي -23
درء تعارض العقل والنقل البن تيمية تحقيق محمد رشاد سالم طبع جامعة االمام -24
ذم الكالم للهروي تحقيق عبد اهلل األنصاري نشر مكتبة الغرباء بالمدينة -25
رسائل الجنيد تحقيق د .جمال رجب طبع دار إفرأ 1425هـ -26
الرسالة ألبي القاسم القشيري تحقيق عبد الحليم محمود ومحمود بن الشريف مطبعة حسان -27
الزهد للبيهقي تحقيق عامر حيدر نشر دار الكتب الثقافية -28
السالميه لعبد اهلل السهلي رسالة دكتوراه جامعة االمام -29
ش ذرات البالتين من طيب ات كلم ات س لفنا الص الحين البن تيميه جمع حامد الفقي طبع دار -30
القلم
الش رح والبي ان لماأش كل من كالم س هل للص قلي تحقيق محمد كم ال جعفر نشر مكتبة -31
الشباب
شطحات الصوفية عبد الرحمن بدوي طبع وكالة المطبوعات الكويت -32
شيخ العارفين االمام التستري = تفسير سهل -33
طبقات األولياء البن الملقن تحقيق نور الدين شريبه طبع مكتبة الخانجي -34
طبقات األولياء للشعراني طبع دار الجيل -35
طبقات الحنابلة البي الحسين محمد بن أبي يعلى تحقيق حامد الفقي -36
طبقات الصوفية للسلمي تحقيق نور الدين شريبه طبع مكتبة الخانجي -37
طريق الهجرتين رسالة ماجستير جامعة االمام -38
عوارف المعارف للسهروردي نشر مكتبة القاهرة1393 -39
العلو للعلي العظيم للذهبي تحقيق عبد اهلل البراك طبع دار الوطن -40
فتاوى ابن تيميه جمع محمد ابن قاسم توزيع دار االفتاء بالسعودية -41
الفلسفة الصوفية في االسالم د .عبد القادر محمود طبع دار الفكر العربي -42
الفقيه والمتفقه للخطيب البغدادي تحقيق إسماعيل األنصاري -43
الفهرست البن النديم طبع دار المسيرة إيران -44
فيصل التفرقة للغزالي طبع دار الحكمة -45
32
قوت القلوب ألبي طالب المكي طبع دار صادر مصورة عن الطبعة الميمنية -46
كشف المحجوب للهجويري دراسة إسعاد عبد الهادي طبع دار النهضة العربية -47
كالم سهل تحقيق محمد كمال جعفر مع الشرح والبيان طبع مكتبة الشباب -48
اللمع ألبي نصر السراج تحقيق عبد الحليم محمود نشر مكتبة الثقافة الدينية -49
مدارج السالكين البن القيم تحقيق حامد الفقي طبع دار الكتب العلمية -50
مسألة السماع البن القيم تحقيق راشد الحمد طبع دار العاصمة -51
المصادر العامة للتلقي عند الصوفية تأليف صادق سليم طبع مكتبة الرشد -52
المعارضة وال رد على أهل الف رق وأهل ال دعاوى تحقيق محمد كم ال جعفر ط دار االنس ان -53
1400
مناقب الشافعي للبيهقي تحقيق ا 錉مد صقر طبع دار التراث -54
من ال تراث الص وفي لس هل التس تري دراسة وتحقيق محمد كم ال جعفر طبع دار المع ارف -55
1974
من قضايا التصوف في ضوء الكتاب والسنة د .محمد السد الجليند طبع دار اللواء 1410 -56
من قضايا الفكر االسالمي د محمد كمال جعفر طبع دار العلوم 1398 -57
ملحوظة:
قُدم البحث للمؤتمر الدولي العاشر للفلسفة االسالمية( التصوف بين الواقع
والمأمول) ونشر في أبحاثه ( )176-145سنة 2005م
فهرس الموضوعات
1.............................................................. مقدمة
الصعوبات التي تواجه الباحث في دراسة التصوف 2......................
قواعد مهمة 3...........................................................
منهج الجمع 4...........................................................
33
ترجمة الجنيد 8-5..........................................................
المرويات 16-9..............................................................
ترجمة سهل التستري 21-17..................................................
المرويات 29-22.............................................................
34