You are on page 1of 173

‫ ‬
‫‪2021-2022‬‬

‫الصف‬
‫‪09‬‬
‫ّ‬
‫ِ‬
‫صوص‬
‫العربي ُة‬
‫ُ‬
‫غة‬
‫كتاب ال ّن‬
‫ال ّل ُ‬

‫‪ 1443-1442‬هـ ‪ 2022-2021 /‬م‬ ‫صوص (‪)09‬‬


‫ِ‬ ‫كتاب ال ّن‬
‫ُ‬ ‫ال ّلغة العربيّة ‪/‬‬
‫ال َع َر بِ َّي ُة‬
‫اللُّ َغ ُة ْ‬

‫صوص‬
‫ِ‬ ‫ِتاب ال ّن‬
‫ك ُ‬
‫الص ُّف الت ِ‬
‫ّاس ُع‬ ‫ّ‬

‫‪ 1443 - 1442‬هـ ‪ 2022 - 2021 /‬م‬ ‫الطبعة السادسة ‬


‫ّ‬
‫كتاب النصوص للصف ال ّتاسع‬

‫رسالةٌ إىل الطالب‬

‫للبحر المت ََج ِّم ِد فينا»‬


‫ِ‬ ‫فأسا‬
‫الكتاب ً‬
‫ُ‬ ‫َ‬
‫يكون‬ ‫«يجب ْ‬
‫أن‬ ‫ُ‬
‫(كافكا)‬ ‫ ‬

‫عزيزي الطالب‪،‬‬
‫ـم ليكــون رفي ًقــا لــك وصدي ًقــا؛ ســتجد فيــه النصــوص المقـ َّـررة فــي كتــاب األنشــطة‬ ‫ِ‬
‫ـاب ُص ِّمـ َ‬
‫هــذا كتـ ٌ‬
‫ونصوصــا أخــرى رديفــة‪ ،‬فــي ك ُِّل فــ ّن مــن فنــون القــول‪ :‬ال ُقــرآن الكريــم‪ ،‬والحديــث‬
‫ً‬ ‫اللغو ّيــة‪،‬‬
‫الشــريف‪ ،‬والنّصــوص األدب ّيــة‪ ،‬ونصــوص الـ ّـرأي‪ ،‬والنّصــوص المعلومات ّيــة‪ .‬وهــو دعــو ٌة منّــا لتكــون‬
‫قســا مــن طقــوس حياتــك اليوم ّيــة‪ ،‬تجــد لهــا متّسـ ًعا مــن الوقــت‪ ،‬فتخلــو فيــه بكتـ ٍ‬
‫ـاب تقرؤه‬ ‫القــراء ُة َط ً‬
‫بحر ّيــة‪ ،‬وتبحــر فــي عوالمــه بهــدوء وســام‪.‬‬
‫ـدروس المقــررة واالختبـ ِ‬
‫ـارات إلــى الحيــاة المنفتحــة علــى‬ ‫ِ‬ ‫ـاة المقيـ ِ‬
‫ـدة بالـ‬ ‫ـط الحيـ ِ‬
‫إن التّحــرر مــن نمـ ِ‬
‫ّ‬
‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫أدوات نجــاح ِ‬
‫راســخ ًة وممتــدّ ة‬ ‫ِ‬ ‫ســيمنحك‬ ‫بــكل أشــكالِها وألوانِهــا هــو ا ّلــذي‬
‫الثقافــة والمعرفــة ِّ‬
‫ُ‬
‫ـف ودرس‪.‬‬ ‫ومتناميـ ًة وهــو ا ّلــذي ســينير بصير َتــك لتــرى الحيــا َة أك َبـ َـر بكثيــر مــن مجـ ّـرد مدرســة وصـ ٍّ‬
‫إنّنــا نح ّثــك علــى أن تجعــل للقــراءة فــي هــذا الكتــاب وكتـ ٍ‬
‫ـب أخــرى وق ًتــا تقتطعــه مــن يومــك‪ ،‬ولــو‬
‫أن تجعـ َـل لقراءاتــك فــي هــذا الكتــاب والكتــب األخــرى صــدى فــي‬ ‫ـجعك علــى ْ‬‫كان قصيـ ًـرا‪ ،‬ونشـ ّ‬
‫ِ‬
‫ـخصية فــي‬ ‫ـب عنهــا علــى صفحاتــك الشـ‬ ‫ِ‬
‫حياتــك‪ ،‬فتتحــدّ ث عنهــا مــع أصدقائــك وعائلتــك‪ ،‬وتكتـ ُ‬
‫ـكل هــذا سيســهم إســهاما ملموســا فــي بنـ ِ‬
‫ـاء شــخص ّيتك‪ ،‬وتعزيــز‬ ‫ـي؛ فـ ُّ‬ ‫ِ‬
‫ً‬ ‫ً‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫مواقــع التواصــل االجتماعـ ّ‬
‫ثقتِــك ِ‬
‫بنفســك‪ ،‬وتزويــدك بمفاتيــح النجــاح الدائــم المســتمر‪.‬‬

‫‪2‬‬
‫عزيزي الطالب‪،‬‬
‫فهمــا‬ ‫َ‬
‫يكــون أكثــر ً‬ ‫إن القــراءة‪ ،‬وقــراءة األدب علــى وجــه الخصــوص‪ ،‬تســاعد المــرء علــى أن‬ ‫ّ‬
‫وإن هــذا النــوع مــن القــراءة هــو ا ّلــذي يجعــل اإلنســان أكثــر تواض ًعــا‬ ‫للحيــاة والنــاس‪ ،‬وأوســع أف ًقــا‪ّ ،‬‬
‫كل قصــة أو روايــة تقرؤهــا هــي بمثابــة بوابــة تُفتــح لــك ل ُت ْب ِص َر الحيــاة بتفاصيلها‬ ‫إن ّ‬
‫ـامحا وذكا ًء‪ّ .‬‬
‫وتسـ ً‬
‫الصغيــرة‪ ،‬تلــك ا ّلتــي قــد ال ننتبــه لهــا ونحــن نمــارس واجباتنــا اليوم ّيــة‪ ،‬ونغــدو ونــروح مــع الغاديــن‬
‫ـتقر فــي قلــوب الكثيريــن مــن النــاس‪ ،‬أولئــك‬ ‫البوابــة هــي ا ّلتــي تجعلــك تسـ ّ‬
‫إن هــذه ّ‬ ‫والرائحيــن‪ّ .‬‬
‫ـات‪ ،‬فتعــرف مــا لــم تكــن تعــرف‪ ،‬وتــدرك‬ ‫ـص‪ ،‬وتحكــي حكاياتِهــم الروايـ ُ‬ ‫ـب عنهــم القصـ ُ‬
‫الذيــن تُكتـ ُ‬
‫مــا لــم يكــن خطــر لــك علــى بــال‪.‬‬

‫عزيزي الطالب‪،‬‬
‫وجوهــا ال نهايــة لهــا للحيــاة‪،‬‬
‫ً‬ ‫ّ‬
‫إن قــراءة األدب تشــبه الدخــول فــي مــرآة ســحر ّية كبيــرة‪ ،‬تكشــف لــك‬
‫وقوتــه‪ ،‬فــي صدقــه وكذبــه‪ ،‬فــي عـ ّـزه وذ ّلــه‪ ،‬فــي‬
‫لفعــل الزمــان فــي اإلنســان‪ ،‬ولإلنســان فــي ضعفــه ّ‬
‫أنان ّيتــه وظلمــه‪ ،‬فــي ر ّقتــه وقســوته فــي أحزانــه وأفراحــه‪ ،‬وآالمــه وأحالمــه‪ .‬وكلمــا انفتــح كتـ ٌ‬
‫ـاب بيــن‬
‫ـان مــا‪ ،‬اســتطالت مــرآ ٌة ســحري ٌة أمامــه ليــرى مــا لــم يكــن يـ ُـرى‪،‬‬ ‫ـكان مــا‪ ،‬فــي زمـ ٍ‬
‫ـارئ فــي مـ ٍ‬‫ـدي قـ ٍ‬ ‫يـ ْ‬
‫مســك بيــن يديــه قصــة‬ ‫ـف مــا كان ســيبقى محجوبــا لألبــد لــوال لحظــة تبصـ ٍـر قادتــه إلــى أن ي ِ‬ ‫ِ‬
‫ويكشـ َ‬
‫ُ‬ ‫ُّ‬ ‫ً‬
‫أن الخلــود ال يكــون إال للخيــر‬ ‫الص ْفحــة األخيــرة فيهــا يــزداد يقينًــا ّ‬
‫ـب ّ‬‫أو روايـ ًة ســتجع ُله بعــد أن يقلـ َ‬
‫والحــق والجمــال‪.‬‬

‫ِ‬
‫اللغة العربية‪.‬‬ ‫نرجو لك رحل ًة ممتع ًة ومفيد ًة مع‬

‫‪3‬‬
4
‫الفهرس‬
‫يتم تعريف المحتوى على تطبيق التعلم الذكي‬

‫‪9‬‬ ‫الش ُ‬


‫ريف‬ ‫ُ‬
‫والحديث ّ‬ ‫الكريم‬
‫ُ‬ ‫ *ال ُق ُ‬
‫رآن‬
‫‪11‬‬ ‫الكريم‬
‫ُ‬ ‫ »ال ُق ُ‬
‫رآن‬
‫‪13‬‬ ‫أحاديث شريف ٌة‬
‫ُ‬ ‫ »‬

‫‪15‬‬ ‫ّصوص األدب ّي ُة‬


‫ُ‬ ‫ *الن‬
‫‪17‬‬ ‫عر‬ ‫ ‪ِّ -‬‬
‫الش ُ‬
‫‪19‬‬ ‫الجاهلي‬
‫ُّ ‬ ‫عر‬ ‫ » ِّ‬
‫الش ُ‬
‫‪21‬‬ ‫ُك مولو ًدا ‪ُ -‬أم ّية بن أبي ّ‬
‫الصلت‬ ‫◊ َغ َذ ْوت َ‬
‫‪22‬‬ ‫◊وصي ُة ٍ‬
‫أب ‪َ -‬ع ْبدَ ُة ب ُن ال ّطبيب‬ ‫َ َّ‬
‫‪23‬‬ ‫األموي‬
‫ِّ ‬ ‫صر‬ ‫ِ‬
‫صدر اإلسال ِم وال َع ِ‬ ‫ِ‬
‫عصر‬ ‫عر في‬ ‫ » ِّ‬
‫الش ُ‬
‫‪27‬‬ ‫المقنّع الكند ‬
‫ي‬ ‫◊قال ُ‬
‫‪28‬‬ ‫الصلتان العبدي‬
‫◊قال َّ‬
‫‪29‬‬ ‫ِ‬
‫◊قال يزيد بن الحكم ال ّثقفي َيع ُظ ابنه َبدْ ًرا‬
‫‪31‬‬ ‫ِ‬
‫العصر الع ّباسي‬ ‫ » ِّ‬
‫الشعر في‬
‫‪33‬‬ ‫المتَن ّب ‬
‫ي‬ ‫يب ُ‬‫◊قال أبو ال ّط ِ‬
‫‪34‬‬ ‫◊قال أبو فراس الحمداني‬

‫مالحظة‪:‬‬
‫النّصوص المعالجة في كتاب (التطبيقات ال ّلغو ّية) تجد عناوينها مظ ّللة بال ّلون ّ‬
‫الرمادي‪.‬‬

‫‪5‬‬
‫كتاب النصوص للصف ال ّتاسع‬

‫‪35‬‬ ‫ُ‬
‫الحديث‬ ‫العربي‬
‫ُّ‬ ‫عر‬ ‫ » ّ‬
‫الش ُ‬
‫‪39‬‬ ‫◊لن أبكي ‪ -‬للشاعرة فدوى طوقا ن‬
‫‪41‬‬ ‫للش ِ‬
‫اعر إبراهيم ناجي‬ ‫◊خواطِ ُر ال ُغ ِ‬
‫روب ‪ّ -‬‬
‫‪42‬‬ ‫◊قال محمود سامي البارودي‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ »الحرك ُة ِّ‬
‫‪43‬‬ ‫الشعر ّي ُة في دولة اإلمارات العرب ّية ُ‬
‫المتّحدة‬
‫‪45‬‬ ‫◊ذكرى َجدّ تي ‪َ -‬جمال بن حويرب‬
‫‪46‬‬ ‫◊قال كريم معتوق‬
‫‪47‬‬ ‫ ‪ِ -‬‬
‫الق َّص ُة القصير ُة‬
‫‪49‬‬ ‫ » ِ‬
‫الق َّص ُة القصير ُة‬
‫‪53‬‬ ‫خير ‪( -‬ألفونسو دوديه)‬ ‫◊الدَّ ْر ُس األَ ُ‬
‫‪61‬‬ ‫ناو َر ُة ‪ُ -‬م َح َّمد ُم ْستَجاب‬
‫الم َ‬‫◊ ُ‬
‫‪65‬‬ ‫دارس ‪( -‬م‪ .‬آثار طاهر)‬ ‫ِ‬ ‫◊ ُم َفت ُِّش َ‬
‫الم‬
‫‪75‬‬ ‫◊العباء ُة ‪ -‬عائشة خلف الكعبي‬
‫ٍ‬ ‫ِ‬
‫‪79‬‬ ‫الساعدي‬ ‫ـم َخ َش َبة ‪ -‬مريم ّ‬ ‫◊ق َّص ُة ال َع ِّ‬
‫‪83‬‬ ‫الح ّصا َل ُة ‪ -‬د‪ .‬أحمد زياد مح ّبك‬ ‫◊ َ‬
‫‪87‬‬ ‫◊جدار ‪ -‬شريف الجهني‬
‫‪89‬‬ ‫◊النائبات‪ ..‬حين تؤاخي ‪ -‬للكاتب األمريكي‪( :‬أو‪ .‬هنري‪)O. Henry/‬‬
‫‪95‬‬ ‫ب ‪ -‬للكاتب األمريكي‪( :‬إرنست همنجواي)‬ ‫◊يو ٌم م َن التّر ّق ِ‬
‫ِ‬
‫‪99‬‬ ‫حالت‬ ‫الس ِير ّ‬
‫والر‬ ‫أدب ّ‬
‫ ‪ُ -‬‬
‫‪101‬‬ ‫ » ّ‬
‫السير ُة األدب ّي ُة‬
‫‪103‬‬ ‫◊ َتع َّلم ُت ِمن َأ ِ‬
‫وقات ال َفرا ِغ ‪ -‬ع ّباس محمود ال َع ّقاد‬ ‫ْ‬ ‫َ ْ‬
‫‪107‬‬ ‫الص ِ‬
‫ين‬ ‫◊رحل ُة ِ‬
‫ابن ب ّطوط َة إلى ّ‬
‫‪109‬‬ ‫◊تجاربي مع الحقيقة ‪( -‬المهاتما غاندي)‬
‫‪111‬‬ ‫◊رحلة إلى شمال إفريقيا ‪ -‬القنطرة ‪( -‬أندريه جيد)‬

‫‪6‬‬
‫‪113‬‬ ‫الرأي‬
‫نصوص ّ‬
‫ُ‬ ‫ *‬
‫‪115‬‬ ‫قاالت‬
‫ُ‬ ‫الم‬
‫ ‪َ -‬‬
‫‪117‬‬ ‫ »المقال ُة‬
‫‪119‬‬ ‫إشارات ُي ْر ِس ُلها ُّ‬
‫الش َهدا ُء ‪ -‬الدكتورة فاطمة الصايغ‬ ‫ٌ‬ ‫◊‬

‫‪123‬‬ ‫َّعليم ‪ -‬د‪ .‬خالد الخاجة‬ ‫◊‪ 2016‬الت ُ‬


‫َّعليم ُث َّم الت ُ‬
‫‪127‬‬ ‫طفلة ‪ -‬جميلة البشري‬ ‫ٍ‬ ‫◊في ِ‬
‫حياة‬
‫‪131‬‬ ‫المسكري‬
‫ّ‬ ‫ِ‬
‫إنجاز َك ‪ -‬شيخ ُة‬ ‫◊ ْ‬
‫اترك بصم َة‬
‫‪135‬‬ ‫الصحف ّي ُة‬
‫ ‪-‬األعمد ُة ّ‬
‫‪137‬‬ ‫حفي‬ ‫ »ال َعمو ُد ّ‬
‫الص ُّ ‬
‫‪139‬‬ ‫غياب َش ْم ِس ِهم! ‪ -‬فاطمة المزروع ‬
‫ي‬ ‫ِ‬ ‫العرب تس َّببوا في‬
‫ُ‬ ‫◊‬

‫‪141‬‬ ‫السعاد ُة ال ُّ‬


‫تضل طري َقها ‪ -‬ناصر ال ّظاهري‬ ‫◊ ّ‬
‫‪143‬‬ ‫الشحي‬ ‫◊رسال ٌة سامي ٌة ‪ -‬مريم مسعود ّ‬

‫‪145‬‬ ‫ّصوص المعلومات ّي ُة‬


‫ُ‬ ‫ *الن‬
‫‪147‬‬ ‫ّصوص المعلومات ّي ُة‬
‫ُ‬ ‫ »الن‬
‫ِ‬
‫‪149‬‬ ‫ياحي ‪ -‬جريدة االتّحا د‬ ‫◊رؤي ٌة ُمستقبل ّي ٌة للقطا ِع ّ‬
‫الس ِّ‬
‫‪153‬‬ ‫ِ‬
‫المستقبل من أبوظبي إلى لندن ‪ -‬د‪ .‬إبراهيم الدرمكي‬ ‫طار‬ ‫ِ‬
‫◊ق ُ‬
‫‪157‬‬ ‫الفطري ِ‬
‫ات‬ ‫◊مملك ُة ِ‬
‫ّ‬ ‫َ‬
‫‪161‬‬ ‫ّفكير ‪ -‬محمد محمود العلي‬ ‫◊تنمي ُة الت ِ‬
‫‪165‬‬ ‫◊تطوير الذات ‪ -‬محمد بن علي شيبان العامري‬

‫‪7‬‬
‫كتاب النصوص للصف ال ّتاسع‬

‫‪8‬‬
‫الكرمي‬
‫ُ‬ ‫رآن‬
‫الق ُ‬
‫ُ‬
‫ريف‬ ‫واحلديث ّ‬
‫الش ُ‬ ‫ُ‬

‫‪9‬‬
‫كتاب النصوص للصف ال ّتاسع‬

‫‪10‬‬
‫يرّشلا ثيدحلاو ُميركلا ُنآرُقلا‬
‫ُ‬

‫الكرمي‬
‫ُ‬ ‫رآن‬
‫الق ُ‬
‫ُ‬

‫قال ال ّل ُه تعالى‪:‬‬
‫َ‬

‫﴿ ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗﭘ ﭙ ﭚ ﭛ ﭜ ﭝﭞ ﭟ ﭠ ﭡ ﭢ ﭣ‬

‫ﭤ ﭥ ﭦ ﭧ ﭨ ﭩ ﭪ ﭫ ﭬ ﭭ ﭮ ﭯﭰ ﭱ ﭲ ﭳ ﭴ ﭵ‬

‫ﭶﭷﭸﭹﭺﭻﭼﭽﭾﭿﮀﮁﮂﮃﮄ‬

‫ﮅ ﮆ ﮇ ﮈ ﮉ ﮊ ﮋ ﮌ ﮍ ﮎ ﮏ ﮐ ﮑ ﮒ ﮓ ﮔﮕ ﮖ‬

‫ﮗ ﮘ ﮙﮚ ﮛ ﮜ ﮝ ﮞ ﮟﮠ ﮡ ﮢ ﮣ ﮤ ﮥ ﮦ ﮧ ﮨ‬

‫ﮩﮪﮫﮬﮭﮮﮯﮰﮱﯓﯔﯕﯖﯗﯘﯙﯚﯛﯜ‬

‫ﯝﯞ ﯟ ﯠ ﯡ ﯢ ﯣ ﯤ ﯥ ﯦ ﯧ ﯨ ﯩ ﯪ ﯫ ﯬ ﯭ ﯮ‬

‫ﯯﯰ ﯱ ﯲ ﯳ ﯴ ﯵ ﯶ ﯷ ﯸ ﯹ ﯺ ﯻ ﯼ ﯽ ﯾ ﯿﰀ ﰁ ﰂ ﰃ ﰄ ﰅ‬

‫ﰆ ﰇ ﰈ ﰉ ﰊ ﰋ ﰌ ﰍ ﰎﰏ ﰐ ﰑ ﰒ ﰓ ﰔ ﰕ﴾‬
‫(سورة ُلقمان)‬

‫حقوق الطبع © محفوظة لوزارة التربية والتعليم – دولة اإلمارات العربية المتحدة‬ ‫‪11‬‬
‫كتاب النصوص للصف ال ّتاسع‬

‫‪12‬‬ ‫حقوق الطبع © محفوظة لوزارة التربية والتعليم – دولة اإلمارات العربية المتحدة‬
‫يرّشلا ثيدحلاو ُميركلا ُنآرُقلا‬
‫ُ‬

‫أحاديث شريفةٌ‬
‫ُ‬

‫حديث "ال تغضب"‬


‫ـال‪ُ :‬م ْرنِــي بِ َأ ْمـ ٍـر‪،‬‬ ‫ـول ال ّلـ ِـه^ َف َقـ َ‬ ‫ـال‪َ :‬جــاء ر ُجـ ٌـل إِ َلــى رسـ ِ‬
‫َ ُ‬ ‫َ َ‬ ‫ * َعـ ْن َأبِــي ُه َر ْيـ َـر َة ‪-‬رضــي ال ّلـ ُه عنـ ُه‪َ -‬قـ َ‬
‫ـب»‪،‬‬ ‫ـال‪« :‬ال َت ْغ َضـ ْ‬ ‫ـال‪ُ :‬م ْرنِــي بِ َأ ْمـ ٍـر‪َ ،‬قـ َ‬‫ـع‪َ ،‬قـ َ‬ ‫ـم َر َجـ َ‬ ‫ـال‪َ :‬ف َمـ َّـر‪َ ،‬أ ْو َف َذ َهـ َ‬
‫ـب‪ُ ،‬ثـ َّ‬ ‫ـب»‪َ ،‬قـ َ‬ ‫ـال‪« :‬ال َت ْغ َضـ ْ‬ ‫َقـ َ‬
‫ـب»‪.‬‬ ‫ـول‪« :‬ال َت ْغ َضـ ْ‬ ‫ـك َي ْر ِجـ ُ‬
‫ـع َف َي ُقـ ُ‬ ‫ـال‪َ :‬فـ َـر َّد َد ِمـ َـر ًارا‪ ،‬ك َُّل َذلِـ َ‬
‫َقـ َ‬

‫ـال‪« :‬ال‬ ‫ـي َح َّتــى َأ ْع ِق َل ـ ُه‪َ ،‬قـ َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬


‫ـال‪ُ :‬م ْرنــي بِ َأ ْمـ ٍـر َوالَ ُتكْثـ ْـر َع َلـ َّ‬‫ـي^ َر ُجـ ٌـل‪َ ،‬ف َقـ َ‬ ‫ٍ‬
‫ *وفــي روايــة‪َ :‬أ َتــى النَّبِـ َّ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ـب»‪.‬‬ ‫ـب»‪َ ،‬ف َأ َعــا َد ُه َع َل ْيــه‪َ ،‬ف َأ َعــا َد َع َل ْيــه‪« :‬ال َت ْغ َضـ ْ‬ ‫َت ْغ َضـ ْ‬
‫ــال‪« :‬ال‬ ‫ــب»‪َ ،‬ف َــر َّد َد ِم َــر ًارا‪َ ،‬ق َ‬ ‫ــي^‪َ :‬أ ْو ِصنِــي‪َ ،‬ق َ‬
‫ــال‪« :‬ال َت ْغ َض ْ‬
‫ــا َق َ ِ‬
‫ــال للنَّبِ ِّ‬
‫ٍ‬
‫روايــة‪َ :‬أ َّن َر ُج ً‬ ‫ *وفــي‬
‫الشـ َّـر ُك َّل ـ ُه‪.‬‬
‫ـع َّ‬
‫ـب يجمـ ُ‬ ‫ـال فــإذا الغضـ ُ‬ ‫ـي^ مــا قـ َ‬ ‫الرجـ ُـل فف ّكـ ْـر ُت حي ـ َن قـ َ‬
‫ـال النّبـ ُّ‬ ‫ـال ّ‬ ‫ـب»‪ .‬قـ َ‬
‫َت ْغ َضـ ْ‬
‫خاري)‬
‫ُّ‬ ‫(أخرج ُه ال ُب‬
‫َ‬

‫الخ ُلـ ِـق‪َّ ،‬‬ ‫القيا َمـ ِـة ِم ـ ْن ُح ْسـ ِ‬


‫ـن يــوم ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ـال^‪« :‬مــا ِم ـن َشـ ٍ‬
‫وإن ال َّل ـ َه‬ ‫ـن ُ‬ ‫الم ْؤمـ ِ َ ْ َ‬
‫ـيء َأ ْث َقـ ُـل فــي ميــزان ُ‬
‫ْ ْ‬ ‫ *قـ َ‬
‫ــش الب ِ‬ ‫ِ‬ ‫ل ُي ْب ِغ ُ‬
‫ــذي َء»‪.‬‬ ‫ــض الفاح َ َ‬
‫الص ِائ ِم وال َق ِائ ِم»‪.‬‬ ‫الم ْؤ ِم َن َل ُيدْ ِر ُك بِ ُح ْس ِن ُ‬
‫الخ ُل ِق َد َر َج َة ّ‬ ‫ * َ‬
‫قال^‪َّ :‬‬
‫«إن ُ‬
‫َف األَذى»‪.‬‬ ‫الخ ُل ِق هو َطال َق ُة الوج ِه‪ ،‬وب ْذ ُل المع ِ‬
‫روف‪َ ،‬وك ُّ‬ ‫«ح ْس ُن ُ‬ ‫ * َ‬
‫َ ْ‬ ‫َ ْ ََ‬ ‫قال^‪ُ :‬‬

‫حقوق الطبع © محفوظة لوزارة التربية والتعليم – دولة اإلمارات العربية المتحدة‬ ‫‪13‬‬
‫كتاب النصوص للصف ال ّتاسع‬

‫‪14‬‬
‫األدبي ُة‬
‫ّ‬ ‫صوص‬
‫ُ‬ ‫ال ّن‬

‫‪15‬‬
‫كتاب النصوص للصف ال ّتاسع‬

‫‪16‬‬
‫عر‬ ‫ِّ‬
‫الش ُ‬

‫‪17‬‬
‫كتاب النصوص للصف ال ّتاسع‬

‫‪18‬‬ ‫حقوق الطبع © محفوظة لوزارة التربية والتعليم – دولة اإلمارات العربية المتحدة‬
‫ةّيبدألا ُصوصّنلا ‪ -‬رعِّشلا‬

‫اجلاهلي‬
‫ُّ‬ ‫عر‬ ‫ِّ‬
‫الش ُ‬
‫الشــعر الجاهلــي هــو ِّ‬
‫الشــعر العربــي الــذى قيــل قبــل اإلســام‪ ،‬وقــد تم ّيــز العــرب عــن ســواهم مــن‬ ‫ِّ‬
‫األمــم األخــرى بصفــاء القريحــة ومالءمتهــم بيــن بيئتهــم وخيالهــم وتأملهــم‪ ،‬فكانــوا أشــعر األمــم‪.‬‬
‫ـي‪ ،‬ولذلــك كان ِّ‬
‫الشــعر مــرآة لهــذه الحيــاة البدو ّيــة القاســية الخشــنة‪،‬‬ ‫فالباديــة بيئــة ِّ‬
‫الشــعر الجاهلـ ّ‬
‫يصــف األطــال والديــار واالنتجــاع والظعــن والفــاة والحيــوان والمعــارك وآبــار الميــاه‪.‬‬

‫الشــعر ديــوان ِح َك ـ ِم العــرب وعلومهــم‪َ ،‬و ِسـ ّ‬


‫ـجل وقائعهــم وســيرهم‪ ،‬ومــا ّدة حوارهــم‪،‬‬ ‫لقــد كان ِّ‬
‫يرتجلونــه؛ ليع ّبــروا عمــا يختلــج فــي صدورهــم مــن عواطــف وهمــوم‪ِّ .‬‬
‫والشــعر الجاهلــي شــعر‬
‫ذاتــي يصــور نفســية ّ‬
‫الشــاعر وأحاسيســه‪ ،‬ســواء أكان يتغــزل أم يفخــر أم يمــدح أم يهجــو‬ ‫ّ‬ ‫غنائــي‬
‫ّ‬
‫الشــعر ُينشــد إنشــا ًدا أو ُي َغنّــى غنــا ًء‪ ،‬فالغنــاء كان‬
‫أم يرثــي أم يعاتــب أم يعتــذر أم يصــف‪ .‬لقــد كان ِّ‬
‫أســاس تعلــم الشــعر ومــن أســاليب التّعبيــر عنــه‪.‬‬

‫وتظهــر موســيقى الغنــاء فــي وزن القصيــدة وحــرف رو ّيهــا (قافيتهــا) الموحــد؛ فــإن كان حــرف‬
‫الــروي فــي‬
‫تســمى القصيــدة (بائيــة)‪ ،‬وإن كان حــرف ّ‬
‫ّ‬ ‫الــروي (القافيــة) فــي القصيــدة (البــاء)‬
‫ّ‬
‫القصيــدة (الــدّ ال) تسـ ّـمى القصيــدة (داليــة)‪ ،‬وإن كان حــرف الـ ّـروي فــي القصيــدة (نو ًنــا) تسـ ّـمى‬
‫القصيــدة (نونيــة)‪.‬‬

‫وقــد تبــوأ ّ‬
‫الشــاعر الجاهلــي مكانــة مرموقــة فــي عصــره فــكان لســان قبيلتــه‪ ،‬كمــا لعبــت األســواق‬
‫مهمــا فــي التعريــف بالشــعراء ونقــل أشــعارهم بيــن القبائــل األخــرى‪.‬‬
‫دورا ً‬
‫الموســمية الكبــرى ً‬
‫‪-‬أيضــا‪ -‬للخطابــة ِّ‬
‫والشــعر‪ ،‬ومــن أهــم‬ ‫فاألســواق لــم تكــن للبيــع والشــراء فحســب‪ ،‬بــل كانــت ً‬
‫هــذه األســواق‪ :‬ســوق عــكاظ‪ ،‬وهــي ســوق فــي صحــراء بيــن نخلــة والطائــف شــرق مكــة‪ ،‬وكانــت‬
‫ـع َث ْغـ ُـر مدينــة ّ‬
‫الرســول^‪ ،‬وســوق ذي‬ ‫تســتمر عشــرين يو ًمــا‪ ،‬وســوق ذي المجــاز قــرب َينْ ُبـعٍ‪ ،‬و َينْ ُبـ ُ‬
‫المجنــة قــرب مكــة‪.‬‬

‫الم َحكِّميــن‪ ،‬تقــام لــه فــي هــذه األســوق ُق ّبــة‪،‬‬ ‫المؤرخــون إلــى أن النّابغــة ُّ‬
‫الذبيانــي كان مــن ُ‬ ‫ّ‬ ‫ويذهــب‬
‫الركبــان‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫يذهــب إليهــا ّ‬
‫الشــعراء؛ ليعرضــوا شــعرهم عليــه‪ ،‬فمــن أشــاد بــه ذاع صي ُتـ ُه وتناقلــت شــعره ُّ‬
‫ـدون إال فــي أوائــل القــرن الثانــي للهجــرة‪ ،‬وهــذا مــا يفســر‬
‫وي لــم ُيـ ّ‬ ‫ِّ‬
‫والشــعر الجاهلــي شــعر َمـ ْـر ّ‬

‫حقوق الطبع © محفوظة لوزارة التربية والتعليم – دولة اإلمارات العربية المتحدة‬ ‫‪19‬‬
‫كتاب النصوص للصف ال ّتاسع‬

‫ضيــاع أغلبــه‪ .‬فالكثيــر مــن رواتــه ذهبــت بهــم حــروب الفتــح‪ ،‬وأوفــر هــذه القصائــد ح ًّظــا مــن‬
‫المع ّلقــات مــن أفضــل مــا وصلنــا مــن العصــر‬
‫المذهبــات‪ ،‬وقــدُ عــدّ ت ُ‬
‫ّ‬ ‫الحفــظ هــي المع ّلقــات أو‬
‫الجاهلــي‪ .‬ويزعــم أغلــب المؤرخيــن أنهــا ســبع قصائــد اختارتهــا العــرب فكتبتهــا بمــاء الذهــب‪ُ ،‬ثـ َّ‬
‫ـم‬
‫ـم‪ :‬امــرؤ القيــس‪ ،‬وزهيــر بــن أبــي ســلمى‪ ،‬وطرفــة‬ ‫ع ّلقتهــا علــى الكعبــة إعجا ًبــا بهــا‪ ،‬وأصحابهــا ُهـ ْ‬
‫بــن العبــد‪ ،‬ولبيــد بــن ربيعــة‪ ،‬وعنتــرة بــن شــداد‪ ،‬وعمــرو بــن كلثــوم‪ ،‬والحــارث بــن ح ِّلــزة‪.‬‬
‫وتتنــاول القصيــدة الجاهليــة مجموعــة مــن الموضوعــات والعواطــف المختلفــة فــي بنـ ٍ‬
‫ـاء ينقســم‬ ‫ّ‬
‫الشــاعر القســم األول بالبــكاء علــى الديــار القديمــة (الوقــوف علــى‬‫إلــى ثالثــة أقســام‪ ،‬إذ يســتهل ّ‬
‫وهــو‬
‫َ‬ ‫ّغــزل بالمحبوبــة‪ ،‬أي الت ّْشــبيب‪،‬‬ ‫األطــال) ا ّلتــي رحــل عنهــا‪ ،‬وتــرك فيهــا ذكرياتــه‪ُ ،‬ث َّ‬
‫ــم الت ّ‬
‫حســي‪ ،‬يصــف‬ ‫ينقســم إلــى قســمين‪ :‬غــزل عفيــف‪ ،‬يــدور حــول ّ‬
‫بــث الشــوق واللوعــة‪ ،‬وغــزل ّ‬
‫جمــال المــرأة‪ :‬شــعرها وعنقهــا وجبينهــا وعينهــا وأســنانها وطولهــا‪ ..‬كمــا يصــف ثيابهــا وزينتهــا‬
‫الشــاعر إلــى وصــف ُظعنِهــا‪ ،‬أي ترحالهــا مــع قبيلتهــا إلــى مــكان آخــر بح ًثــا عــن‬ ‫وع ّفتهــا‪ُ ،‬ثـ َّ‬
‫ـم ينتقــل ّ‬
‫المــاء والــكأل‪.‬‬

‫والقســم الثانــي هــو الرحلــة‪ ،‬يصــف فيــه ّ‬


‫الشــاعر رحلتــه ووســيلة تنقلــه‪ ،‬وكل مــا تقــع عليــه عينــاه‬
‫فــي الصحــراء مــن حيــوان وزواحــف وطيــر‪ ،‬والمصاعــب ا ّلتــي تعترضــه‪ ،‬والفــاة ا ّلتــي يقطعهــا‬
‫ليب ّيــن شــجاعته وبأســه‪.‬‬

‫والقســم الثالــث هــو الغــرض الرئيــس فــي القصيــدة‪ ،‬وهــو إِ ّمــا فخــر أو مــدح أو رثــاء أو هجــاء أو‬
‫عتــاب أو اعتــذار أو حكمــة‪.‬‬
‫الشــاعر بالن َّسـ ِ‬
‫ـب‬ ‫قومــات الحيــاة القبل ّيــة‪ ،‬يفخــر فيــه ّ‬
‫فالفخــر فخــر بالقبيلــة وبالنفــس‪ ،‬وهــو مــن ُم ّ‬
‫والشــجاعة والكــرم واإلســراع إِلــى معونــة اآلخريــن‪ ،‬والمــدح هــو ثنــاء علــى الممــدوح وفضائلــه‬
‫ومآثــره‪ ،‬ويغلــب علــى أهــل الباديــة كمــا نــرى ذلــك عنــد امــرئ القيــس وزهيــر بــن أبــي ســلمى‪،‬‬
‫للتكســب يغلــب علــى أهــل الحضــر كمــا نــرى عنــد النابغــة الذبيانــي واألعشــى‪ ،‬والرثــاء‬
‫ّ‬ ‫ومــدح‬
‫الشــاعر الجاهلــي المرثــي بجميــع الصفــات ا ّلتــي يصــف بهــا‬ ‫هــو مديــح الميــت‪ ،‬يصــف فيــه ّ‬
‫الممــدوح‪ ،‬والهجــاء عكــس المــدح يوصــف فيــه المهجـ ّـو وقبيلتــه بِضعــة النّســب ُ‬
‫والجبــن والبخــل‪،‬‬
‫ـلما بــه‪ ،‬ويع ّبــر عــن ُخالصــة تجــارب‬
‫أ ّمــا الحكمــة‪ ،‬فهــي قــول موجــز مشــهور‪ ،‬يتضمــن معنًــى مسـ ً‬
‫صاحبهــا فــي الحيــاة‪.‬‬

‫‪20‬‬ ‫حقوق الطبع © محفوظة لوزارة التربية والتعليم – دولة اإلمارات العربية المتحدة‬
‫ةّيبدألا ُصوصّنلا ‪ -‬رعِّشلا‬

‫َغ َذ ْوتُ َك مولو ًدا‬


‫الصلت‬ ‫أُ ّ‬
‫مية بن أبي ّ‬

‫ُت َع ُّل بما ُأ ْدنِـــي َع َل ْي َك و َتن َْه ُل‬ ‫ُك َم ْولو ًدا َو ُعلت َُك يافِ ًعا‬
‫‪َ 1‬غ َذ ْوت َ‬
‫ساهرا َأت ََم ْل َم ُ‬
‫ــــــل‬ ‫ً‬ ‫لِ َشك َ‬
‫ْواك إِ ّل‬ ‫بالشك ِْو لم َأبِ ْت‬
‫‪ 2‬إذا ليل ٌة نا َبت َْك َّ‬
‫ِ‬
‫ُط ِر ْق َت بِه دوني َو َع ْي َ‬
‫ني ت َْه ُم ُل‬ ‫نك با َّلذي‬‫دو َ‬ ‫ُ‬
‫المطروق َ‬ ‫‪ 3‬كأنّي أنا‬
‫الموت َحت ٌْم ُم َؤ َّج ُل‬
‫َ‬ ‫َلتَع َل ُم َّ‬
‫أن‬ ‫عليك وإِنّها‬
‫َ‬ ‫الر َدى َن ْف ِسي‬
‫اف َّ‬‫َخ ُ‬‫‪ 4‬ت َ‬
‫فيك ُأ َؤ ِّمـ ُـل‬
‫إليها َمدَ ى ما ُكن ُْت َ‬ ‫الس َّن والغاي َة ا ّلتي‬ ‫فلما َب َل ْغ َت ِّ‬
‫ّ‬ ‫‪5‬‬
‫َفض ُل‬ ‫المت ِّ‬ ‫ِ‬ ‫كأن َّك أنـ َ‬ ‫‪َ 6‬ج َع ْل َت َجزائي ِمن َْك َج ْب ًها َو ِغ ْلظ ًة‬
‫المنع ُم ُ‬
‫ـت ُ‬
‫الم ِ‬
‫جاو ُر َي ْف َع ُل‬ ‫الجار ُ‬
‫ُ‬ ‫َف َع ْل َت كما‬ ‫فليتك إ ْذ لم َت ـ ْـر َع َحـ َّـق ُأ ُبـ َّـوتــي‬ ‫َ‬ ‫‪7‬‬
‫وفي َر ْأ ِي َك التّفنيدُ َل ْو ُكن َْت َت ْع ِق ُل‬ ‫الم َفن َِّد رأ ُي ـ ُه‬
‫باس ِم ُ‬ ‫وس َّم ْيتَني ْ‬ ‫َ‬ ‫‪8‬‬
‫الص َو ِ‬
‫اب ُم َوك َُّل‬ ‫بِـ َـر ٍّد ع َلى َأ ْهـ ِ‬ ‫َف كــأ َّن ـ ُه‬‫لــلــخــا ِ‬
‫ِ‬ ‫‪ 9‬تَــــراه م ِ‬
‫ـــعـــدًّ ا‬
‫ـل َّ‬ ‫ُ ُ‬

‫حقوق الطبع © محفوظة لوزارة التربية والتعليم – دولة اإلمارات العربية المتحدة‬ ‫‪21‬‬
‫كتاب النصوص للصف ال ّتاسع‬

‫َوص َّي ُة ٍ‬
‫أب‬
‫الطبيب‬
‫بن ّ‬‫َع ْب َد ُة ُ‬

‫بــصــري وفِـــي لِم ِ‬ ‫ـــي إِنّــــي َق ــد َك ــبِ ـ ُ‬‫ِ‬


‫صل ٍح ُمستَمت َُع‬ ‫َ َّ ُ‬ ‫َ َ‬ ‫ـرت َورا َبــنــي‬ ‫َأ َبـــن َّ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َيت م ِ‬ ‫َف َل ِئن َه َلك ُ‬
‫ـــر َأر َب ُ‬
‫ــــع‬ ‫َتــبــقــى َلــكُــم مــنــهــا َمـــآث ُ‬ ‫ساع ًيا‬ ‫ْت َل َقد َبن ُ َ‬
‫ِذكـــر إِذا ُذ ِكــــر ال ـ ِ‬
‫ـسـ ِ‬
‫ـب الـ ُـم ـ َقــدَّ ِم تَن َف ُع‬ ‫َو ِورا َثــــ ُة الـ َ‬
‫ـحـ َ‬ ‫ـك ــرا ُم َيزينُكُم‬ ‫َ‬ ‫ٌ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِعندَ‬
‫َجم ُع‬ ‫الحفي َظة َو َ‬
‫المجام ُع ت َ‬ ‫َ‬ ‫َو َمــــقــــا ُم‪َ 1‬أ ّيــــــا ٍم َل ُ‬
‫ـــهـــ َّن َفــضــي ـ َل ـ ٌة‬
‫طم ُع‬ ‫الم َ‬‫ّفوس َ‬
‫‪2‬‬
‫َيو ًما إِذا اخت ََص َر الن َ‬ ‫َسب ا َّلــذي ُيغنيك ُُم‬ ‫هى ِمـ َن الك ِ‬ ‫َو ُل ً‬
‫ِ‬ ‫ما د ُ ِ‬ ‫ِ‬ ‫الص ِ‬
‫سم ُع‬ ‫الرجال َو َأ َ‬‫مت ُأبص ُر في ِّ‬ ‫ُ‬ ‫صــاد َر ٌة َلك ُْم‬ ‫در‬ ‫َصيح ٌة في َّ‬ ‫َون َ‬
‫ِ‬ ‫اإل َل ِ‬
‫ــــــه َفـــإِنَّـــ ُه‬ ‫ـم بِ ـ ُتــقــى ِ‬
‫ب َمن َيشا ُء َو َيمن َُع‬ ‫الرغائ َ‬ ‫ُيعطي َّ‬ ‫أوص ــيــ ُك ـ ُ‬
‫ِ‬ ‫مــــر ِه‬ ‫ـــدكُـــم وطـــا َع ِ‬ ‫وبِـــبِـــر والِ ِ‬
‫طــــو ُع‬ ‫إِ َّن األَ َب َّ‬
‫ـــــر مـــ َن الـ َبــنــيـ َن األَ َ‬ ‫ـــة َأ ِ‬ ‫َ‬ ‫ِّ‬ ‫َ‬
‫ِ ‪3‬‬
‫ـائـ َن لِــل ـ َقــرا َبـ ِـة تُوض ُع‬
‫ـضــغـ ِ‬ ‫إِ َّن الـ َّ‬ ‫الضغينَ َة ال َت ُك ْن ِم ْن َشأنِكُم‬
‫َو َدعوا َّ‬
‫المن َق ُع‬ ‫ـحــا َ‬ ‫واعصوا ا َّلذي يزجي الن ِ‬
‫ـســمــا ُم ُ‬
‫ذاك الـ َّ‬ ‫ـصـ ً‬‫ُمـ َتـنَـ ِّ‬ ‫َّمائ َم َبينَكُم‬ ‫ُ‬
‫ِ‬ ‫َو َل َقد َع ِل ُ‬
‫‪5‬‬
‫رج ُع‬‫َغــ ْبــرا ُء َيحم ُلني إِ َلــيــهــا َش َ‬ ‫فر ٌة‬ ‫‪4‬‬ ‫مت بِ َ‬
‫ــأ َّن َقصري ُح َ‬
‫ـصــدَّ عــوا‬ ‫ـــم َتـ َ‬ ‫بــــون إِ َل َّ‬
‫ــــي ُث َّ‬ ‫َ‬ ‫َواألَ َ‬
‫قــــر‬ ‫وجــتــي‬ ‫َف َبكى َبناتي َش َ‬
‫جو ُه َّن َو َز َ‬
‫هــل ِ‬
‫ُعــمــر ال َفتى فــي َأ ِ‬ ‫ــوادث َيــخ ـ َتـ ِـر ْم ـ َن َوإِ َّنــمــا‬
‫ــه ُمــس ـ َتــو َد ُع‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫إِ َّن ال ـ َ‬
‫ـحـ‬

‫حس ٌنة‪.‬‬ ‫ٌ‬


‫منزلة َ‬ ‫قام‪:‬‬
‫ ‪َ 1.‬م ُ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫فوس‪َ :‬س ْيط َر َعل ْيها‪.‬‬ ‫ ‪2.‬اخ َت َص َر ال ُن َ‬
‫ُوض ُع‪ :‬ت َْسري‪ ،‬ت َْعدو‪َ ،‬ت ْن َت ِشر‪.‬‬ ‫ ‪3.‬ت ِ‬
‫َ‬ ‫ِ‬
‫ ‪َ 4.‬ق ْصري‪ :‬آخر أمري‪.‬‬
‫عش‪.‬‬ ‫الش ْر َج ُع‪ :‬ال ّن ُ‬
‫ ‪َّ 5.‬‬

‫‪22‬‬ ‫حقوق الطبع © محفوظة لوزارة التربية والتعليم – دولة اإلمارات العربية المتحدة‬
‫ةّيبدألا ُصوصّنلا ‪ -‬رعِّشلا‬

‫األموي‬
‫ِّ‬ ‫والعصرِ‬
‫َ‬ ‫ِ‬
‫اإلسالم‬ ‫عر يف عصرِ صد ِر‬ ‫ِّ‬
‫الش ُ‬

‫المخضرميــن ا ّلتــي عاشــت‬


‫الرســول ^ جاهل ًيــا فــي شــكله ‪ ،‬فشــعر طبقــة ُ‬
‫‪1‬‬
‫َظـ ّـل ِّ‬
‫الشــعر فــي عهــد ّ‬
‫فــي الجاهليــة‪ ،‬وأدركــت اإلســام ككعــب بــن زهيــر‪ ،‬والحطيئــة‪ ،‬ومعــن بــن أوس‪ ،‬والنابغــة‬
‫ـتمرار للمذهــب الجاهلــي‪ ،‬ولــم يتأثــر شــعرها باإلســام إال فــي بعــض موضوعاتــه‪.‬‬ ‫ٌ‬ ‫الجعــدي اسـ‬
‫وبعــد أن دانــت قريــش وســائر العــرب للدّ يــن الجديــد َقـ َّـل الهجــاء المقــذع والمــدح المبالــغ فيــه‬
‫الشــعر ا ّلــذي يثيــر األحقــاد‬
‫الرســول^ نهــى عــن ِّ‬
‫والغــزل الصريــح والفخــر بالخمــر وبالثــأر؛ ألن ّ‬
‫يشــج ُع علــى ارتــكاب الفاحشــة‪.‬‬
‫ّ‬ ‫والعصبيــات‪ ،‬أو‬

‫الرســول^؛ فقــد روي أن الخليفــة عمــر بــن الخطــاب‬ ‫الراشــدون نهــج ّ‬ ‫وقــد انتهــج ُ‬
‫الخلفــاء ّ‬
‫للزبرقــان بــن بــدر‪ ،‬ولمــا طلــب‬ ‫‪-‬رضــي ال ّلــه عنــه‪ -‬حبــس ّ‬
‫الشــاعر الحطيئــة حيــن أقــذع فــي هجائــه ّ‬
‫منــه الحطيئــة العفــو؛ ألن َح ْب َســه حــال دون االهتمــام بــأوالده‪ ،‬عفــا عنــه‪َ ،‬و َخ ّلــى ســبيل ُه علــى ّأل‬
‫يهجــو أحــدً ا مــن المســلمين‪.‬‬

‫رواد هــذا الفــن‬


‫الرســول الكريــم^‪ .‬ومــن ّ‬ ‫وكثــر رثــاء ّ‬
‫الشــهداء واإلشــادة باإلســام ومــدح ّ‬
‫الرســول^ ويــر ّد عنــه هجــاء‬
‫الرســول‪ ،‬فقــد كان يمــدح ّ‬
‫حســان بــن ثابــت الملقــب بشــاعر ّ‬ ‫ّ‬
‫الشــاعر ّ‬
‫المشــركين‪ ،‬وقــد كثــرت فــي شــعره التعابيــر اإلســامية واالقتبــاس مــن ال ُقــرآن الكريــم‪ ،‬ومــن ذلــك‬
‫قولــه‪:‬‬

‫وعندَ ال ّل ِه في َ‬
‫ذاك الجزا ُء‬ ‫َه َج ْو َت ُم َح ّمدً ا َف َأ َج ْب ُت عن ُه‬
‫َف َش ٌّركما لخيركُما الــفــدا ُء‬ ‫َأتَهجوه و َلــســت له بِك ٍ‬
‫ُفء‬ ‫ُ َ ْ َ ُ‬
‫أمــي ـ َن ال ـ ّلـ ِـه شيم ُت ُه الــوفــا ُء‬ ‫باركًا َب ًّــرا حني ًفا‬
‫ـجـ ْـو َت ُم َ‬
‫َهـ َ‬

‫كمــا اشــتهر كعــب بــن زهيــر بالميتــه «بانــت ســعاد» ا ّلتــي أعلــن فيهــا إســامه‪ ،‬وطلــب فيهــا رضــا‬
‫الرســول^ وعفــوه‪ ،‬والتــي يقــول فــي مطلعهــا‪:‬‬
‫ّ‬

‫‪ - )1‬راجــع عمــر فــروخ‪ ،‬تاريــخ األدب العربــي‪ :‬األدب القديــم مــن مطلــع الجاهليــة إلــى ســقوط الدولــة األمويــة‪ ،‬ط ‪( ،4‬بيــروت‪ :‬دار‬
‫العلــم للمالييــن‪)1981 ،‬‬
‫‪ -‬راجع أحمد حسن الزيات‪ ،‬تاريخ األدب العربي‪ ،‬ط ‪( 8‬بيروت‪ :‬دار المعرفة‪)2004 ،‬‬

‫حقوق الطبع © محفوظة لوزارة التربية والتعليم – دولة اإلمارات العربية المتحدة‬ ‫‪23‬‬
‫كتاب النصوص للصف ال ّتاسع‬

‫ْبول‬ ‫ُم َت َّي ٌم إِ ْثـ َـرهــا َلـ ْ‬


‫ـم ُي ْفدَ َمك ُ‬ ‫َت ُسعا ُد فقلبي اليو َم َمت ُ‬
‫ْبول‬ ‫بان ْ‬

‫أهلـ ِـه ح ّتــى اشــتراها ُمعاويـ ُة منهــم‪ ،‬وتوار َثهــا‬


‫ـت فــي ِ‬‫الرســول^ وأهــدا ُه برد َتـ ُه‪ ،‬فمــا زا َلـ ْ‬ ‫فعفــا عنــه ّ‬
‫ـع الخالفـ ِـة إلــى َبنــي ُعثمـ َ‬
‫ـان‪.‬‬ ‫ـت مـ َ‬ ‫الخلفــاء ُاألمو ّيــون فالع ّباسـ ّيون ح ّتــى آ َلـ ْ‬

‫ســول^‬ ‫ُ‬ ‫ــعر ا ّلتــي نهــى عنهــا ّ‬


‫الر‬ ‫الش ِ‬ ‫ِ‬
‫أغــراض ِّ‬ ‫بعــض‬ ‫ُ‬ ‫عــادت‬
‫ْ‬ ‫األمــوي فقــد‬
‫ّ‬ ‫أ ّمــا فــي العصــر‬
‫فينقــض معانيهــا عليــه‪،‬‬ ‫ُ‬ ‫قصيــدة لخصــ ٍم لــه‬ ‫ٍ‬ ‫شــاعر علــى‬ ‫وهــي قصيــد ٌة «يــر ُّد بهــا‬ ‫ِ‬
‫‪-‬كالنقائــض‪-‬‬
‫ٌ‬ ‫َ‬
‫ـون النقيضـ ُة عــاد ًة مـ ْن‬ ‫نفسـ ِـه هـ َـو‪ .‬وتكـ ُ‬‫خصمـ ِـه هجــاء‪ ،‬وينســب الفخــر الصحيــح إلــى ِ‬
‫َ‬ ‫َ ّ‬ ‫ُ‬ ‫ً‬
‫ِ‬ ‫ـب َف ْخـ َـر‬
‫يقلـ ُ‬
‫السياس ـ ّي ِة بي ـ َن‬ ‫ِ‬
‫بالصراعــات ّ‬ ‫ـض ّ‬ ‫ـذه النقائـ ُ‬ ‫ـت هـ ِ‬ ‫ـدة الخص ـ ِم‪ ،‬وعلــى َرو ّيهــا»‪ ،‬وقــد ارتبطـ ْ‬ ‫بحـ ِـر قصيـ ِ‬
‫َ ْ‬
‫ِ‬
‫األحزاب‪،‬‬ ‫ـان هـ ِ‬
‫ـذه‬ ‫ـات‪ ،‬ولسـ َ‬‫ـت وقــود العصبيـ ِ‬ ‫المتنازعـ ِـة علــى الخالفـ ِـة و ُمناصريهــا‪ ،‬فكانـ ْ‬ ‫األحـ ِ‬
‫ّ‬ ‫َ‬ ‫ـزاب ُ‬
‫ـاء بالعهـ ِـد‪ ،‬واالنتصـ ِ‬
‫ـار‬ ‫ـجاعة والوفـ ِ‬‫ِ‬ ‫وبفضائلهــم‪ ،‬كالكــر ِم ّ‬
‫والشـ‬ ‫ِ‬ ‫ـاعر فيهــا بنفسـ ِـه وبقومـ ِـه‬ ‫يفتخـ ُـر ّ‬
‫الشـ ُ‬
‫ـب خصمـ ِـه وقومـ ِـه م ـ ْن‬ ‫ـب ع ـ ْن مثالـ ِ‬ ‫ـم ين ّقـ ُ‬ ‫ض‪ُ ،‬ثـ َّ‬
‫ـن ِ‬
‫العـ ْـر ِ‬ ‫ـروب ا ّلتــي خاضوهــا‪ ،‬والدّ فــا ِع عـ ِ‬ ‫فــي الحـ ِ‬
‫ـرزدق‪.‬‬‫ـعراء هــذا الفـ ِّن جريـ ٌـر‪ ،‬واألخطـ ُـل‪ ،‬والفـ ُ‬ ‫ـهر شـ ِ‬ ‫ـان‪ ،‬ومـ ْن أشـ ِ‬ ‫ـي و ُطغيـ ٍ‬ ‫ـن وفسـ ٍـق و َب ْغـ ٍ‬ ‫وج ْبـ ٍ‬ ‫ُب ْخـ ٍ‬
‫ـل ُ‬
‫ِ‬
‫صــدر‬ ‫ِ‬
‫عصــر‬ ‫أن ُه ِّ‬
‫ــذ َب فــي‬ ‫األمــوي بعــدَ ْ‬ ‫ِ‬
‫العصــر‬ ‫ُ‬
‫الغــزل فــي‬ ‫ازدهــر‬ ‫ِ‬
‫ّقائــض‪،‬‬ ‫ِ‬
‫باإلضافــة إلــى الن‬
‫ِّ‬ ‫َ‬
‫ال بذاتـ ِـه‪،‬‬
‫ـح فنًّــا مســتق ً‬
‫ـال‪ ،‬أصبـ َ‬‫كان تشــبي ًبا بالدّ يــار‪ ،‬و ُبــكاء علــى األطـ ِ‬
‫ً‬ ‫األو ِل‪ ،‬وبعــدَ ْ‬
‫أن َ‬ ‫اإلســا ِم ّ‬
‫الشـ ِ‬ ‫ـع الجديــدُ فــي نفـ ِ‬
‫أن تحضـ ّـر ْت‬ ‫ـعراء‪ .‬فبعــدَ ْ‬ ‫ـوس ّ‬ ‫ـب ا ّلتــي ســك َبها المجتمـ ُ‬ ‫الحـ ِّ‬
‫ـاعر ُ‬
‫ُيصـ ّـو ُر مشـ َ‬
‫األجنبي‪،‬‬
‫ِّ‬ ‫الرقيـ ِـق‬
‫ـب ّ‬‫ـات اإلســام ّي ِة‪ ،‬وجلـ ِ‬‫ـرف نتيجـ ِـة ال ُفتوحـ ِ‬ ‫وغر َقتــا فــي البـ ْـذخِ وال ّتـ ِ‬
‫َ‬ ‫َم ّكـ ُة والمدينـ ُة‪ِ ،‬‬
‫ـان ال َغـ َـز ُل‪َ ،‬‬
‫ور َّق‪.‬‬ ‫وتعليمـ ِـه الغنــا َء والموســيقى‪ ،‬رقيــت األذواق‪َ ،‬فـ َ‬
‫ـح‪ .‬وال َغـ َـز ُل العــذري نِســب ًة ِإِلــى رائـ ِ‬
‫ـذري‪ ،‬و َغـ َـز ٍل صريـ ٍ‬
‫ـل بـ ِ‬
‫ـن‬ ‫ـده جميـ ِ‬ ‫ُّ ْ‬ ‫ُ‬ ‫ـم ال َغـ َـز ُل إلــى‪َ :‬غـ َـز ٍل ُعـ ٍّ‬
‫وانقسـ َ‬
‫ِ‬
‫رواده‪ :‬قيــس بــن الملــوح‬ ‫نقــي‪ ،‬مــن‬ ‫وهــو َغ َــز ٌل‬
‫طاهــر ٌّ‬
‫ٌ‬ ‫عفيــف‬
‫ٌ‬ ‫َ‬ ‫َمعمــر ال ُعــذري (مجنــون بثينــة)‪،‬‬
‫(مجنــون ليلــى)‪ ،‬وقيــس بــن ذريــح (مجنــون لبنــى)‪ ،‬و ُك َث ّيــر عــزة (مجنــون ّ‬
‫عــزة)‪ ،‬وذو الرمــة‬
‫(مجنــون م ّيــة)‪ ،‬وعــروة بــن حــزام (مجنــون عفــراء)‪ ،‬وتوبــة بــن الحم ّيــر (مجنــون ليلــى األخيليــة)‪.‬‬
‫فالشــاعر العــذري يقصــر حبــه وشــعره علــى معشــوقة واحــدة‪ ،‬يــرى فيهــا ســعادته وشــقاءه‪ ،‬ال ينــي‬ ‫ّ‬
‫وح ّب ـ ُه ا ّلــذي ال يتغيــر مــع مــرور الزمــن‪.‬‬
‫تضر ًعــا يصـ ّـو ُر فيهــا َك َل َف ـ ُه و َعذاب ـ ُه ُ‬
‫يتغنــى بهــا ُمتذ ّلـ ًـا ُم ّ‬
‫ـي‪ ،‬وال‬ ‫الصريـ ِ‬ ‫رواد الغـ ِ‬
‫ـي) عمــر بــن أبــي ربيعــة‪ ،‬واألحــوص‪ ،‬والعرجـ ّ‬
‫ـي الحسـ ِّ‬
‫ـح (اإلباحـ ِّ‬ ‫ـزل ّ‬ ‫ومــن ّ‬
‫يلتــزم فيــه ّ‬
‫الشــاعر بحــب امــرأة واحــدة‪ ،‬بــل يتّبــع الجمــال أينمــا كان‪ ،‬فيتغــزل بأكثــر مــن امــرأة‪،‬‬

‫‪24‬‬ ‫حقوق الطبع © محفوظة لوزارة التربية والتعليم – دولة اإلمارات العربية المتحدة‬
‫ةّيبدألا ُصوصّنلا ‪ -‬رعِّشلا‬

‫ويصــف مفاتنهــا ومغامراتــه معهــا‪ ،‬وقــد يصــف مجموعــة مــن النّســاء‪ .‬وقــد ُر ِوي أن عمــر بــن ربيعــة‬
‫للحــواج‪ ،‬فيشــبب بالحرائــر الجميــات‪ ،‬ويصفهــن طائفــات محرمــات‪ ،‬فزهــدت‬
‫ّ‬ ‫كان يتعــرض‬
‫(دهلــك)‬
‫األســر فــي أداء الفريضــة خشــية منــه‪ ،‬ممــا جعــل الخليفــة عمــر بــن عبــد العزيــز ينفيــه إلــى ْ‬
‫إحــدى جــزر البحــر األحمــر بيــن بــاد اليمــن والحبشــة ولــم يعــد إال بعــد أن أقســم أن يتــوب‪.‬‬

‫حقوق الطبع © محفوظة لوزارة التربية والتعليم – دولة اإلمارات العربية المتحدة‬ ‫‪25‬‬
‫كتاب النصوص للصف ال ّتاسع‬

‫‪26‬‬ ‫حقوق الطبع © محفوظة لوزارة التربية والتعليم – دولة اإلمارات العربية المتحدة‬
‫ةّيبدألا ُصوصّنلا ‪ -‬رعِّشلا‬

‫ملق ّنع الكندي‬


‫قال ا ُ‬

‫وني في َأشيا َء ُتك ِْس ُب ُه ْم َح ْمدا‬ ‫ُد ُي َ‬ ‫ُيعاتِ ُبني في الدَّ ْي ِن َق ْو ِمي َوإِنَّما‬ ‫‪1‬‬
‫ِ‬ ‫َأ َلــم يــر َقومي ك َ ِ‬
‫َو ُأعس ُر َحتّى َت ْب ُل َغ ال ُع ْس َر ُة َ‬
‫الج ْهدا‬ ‫َيف ُأوس ُ‬
‫ــر َمـ َّـر ًة‬ ‫ْ َ َ‬ ‫‪2‬‬
‫الغنى ِمن ُْه ُم ُب ْعدا‬
‫ضل ِ‬ ‫َوال زا َدني َف ُ‬ ‫ـار ِم ُنهم َت َق ُّر ًبا‬ ‫َفما زا َدنــي ِ‬
‫اإلقــتـ ُ‬ ‫‪3‬‬
‫قوق ما َأطاقوا َلها َسدَّ ا‬ ‫ُث ُغور ُح ٍ‬
‫َ‬ ‫َأ ُســدُّ بِـ ِـه َما َقد َأ َخـ ُّلــوا‪َ ،‬و َض َّيعوا‬ ‫‪4‬‬
‫ف ِجدَّ ا‬ ‫َو َبي َن َبني َع ِّمي َل ُمخت َِل ٌ‬ ‫َوإِ ّن ا َّلــذي َبيني َو َبي َن َبني َأبي‬ ‫‪5‬‬
‫َد َعـ ْـونــي إِلــى ن َْص ٍر َأتيت ُُه ُم َشــدّ ا‬ ‫ـم إِلى ن َْصري بِطا ًء َوإِ ْن ُه ُم‬ ‫َأ ُ‬
‫راهـ ْ‬ ‫‪6‬‬
‫َوإِ ْن َي ْه ِدموا َم ْجدي ُ‬
‫بنيت َل ُهم َم ْجدا‬ ‫َفإِ ْن َيأكُلوا َلحمي َو َف ْر ُت ُلحو َم ُه ْم‬ ‫‪7‬‬
‫َوإِ ْن ُه ْم َه َووا َغ ّيي َهو ْي ُت َل ُه ْم ُر ْشدا‬ ‫َوإِ ْن َض َّيعوا َغ ْيبي َح ِف ْظ ُت ُغيو َب ُه ْم‬ ‫‪8‬‬
‫َز َج ْر ُت َل ُهم َط ًيرا ت َُم ُّر بِ ِه ْم َس ْعدا‬ ‫َوإِ ْن َز َجروا َط ْي ًرا بِن ٍ‬
‫َحس ت َُم ُّر بي‬ ‫‪9‬‬
‫ِ‬ ‫‪ 10‬وإِ ْن َق َطعوا ِمنِّي األَ ِ‬
‫واص َــر ِض َّل ًة‬
‫الم َح َّب َة َو ُ‬
‫الو ّدا‬ ‫َو َص ْل ُت َل ُهم منِّي َ‬ ‫َ‬
‫حم ُل ِ‬ ‫و َليسكَريمال َقو ِممني ِ‬ ‫ديم َع َل ِيه ُم‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫الحقدا‬ ‫َ َْ‬ ‫ُ‬ ‫َ َ‬ ‫‪َ 11‬وال َأحم ُل الحقدَ ال َق َ‬
‫َوإِ ْن َق َّل مالي َلم ُأ َك ِّل ْف ُه ُم ِر ْفدا‬ ‫‪َ 12‬ل ُه ْم ُج ُّل مالي إِن تَتا َب َع لي ِغنًى‬
‫شيم ٌة لي َغ ُيرها تُشبِ ُه ال َع ْبدا‬ ‫ناز ًل‬ ‫يف ما دا َم ِ‬ ‫الض ِ‬ ‫‪َ 13‬وإِ ّنــي َل َع ْبدُ َ‬
‫َوما َ‬

‫حقوق الطبع © محفوظة لوزارة التربية والتعليم – دولة اإلمارات العربية المتحدة‬ ‫‪27‬‬
‫كتاب النصوص للصف ال ّتاسع‬

‫*‬
‫الصلتان العبدي‬
‫قال َّ‬

‫ــــداة و َفــــــر ال ـعـ ِ‬


‫كَــــر الــــ َغ ِ‬
‫ـشــي‬ ‫ُّ َ‬ ‫َ‬ ‫ُّ‬ ‫غير و َأ ْفــنــى ا ْل َ‬
‫كبير‬ ‫الص َ‬
‫أشــاب ّ‬
‫َ‬
‫‪1‬‬
‫َ‬
‫ذلــــك يــــو ٌم فتي‬ ‫أتــــى بــعــدَ‬ ‫ــــت يــو َمــهــا‬
‫هــــر َم ْ‬
‫َّ‬ ‫إذا لــيــلــ ٌة‬
‫َ‬
‫عــاش ال تنقضي‬ ‫وحــاج ـ ُة َمــ ْن‬ ‫نــــــروح ونـــغـــدو لــحــاجــاتِــنــا‬
‫ُ‬
‫الــمــوت مــا يشتهي‬
‫ُ‬ ‫ويــمــن ـ ُع ـ ُه‬ ‫ــــو ُت أثـــوا َبـــ ُه‬
‫الــــم ْ‬
‫َ‬ ‫ويــســلــ ُبــ ُه‬
‫حـــاجـــ ٌة م ــا َبــقــي‬
‫َ‬ ‫َوتــبــقــى َلــــ ُه‬ ‫ـــر ِء حــاجــا ُت ـ ُه‬
‫الـــم ْ‬
‫ـــع َ‬ ‫ـوت َم َ‬ ‫تــمـ ُ‬
‫‪2‬‬
‫ـسـ ِـر َّي َأ َر ْو َك الغني‬ ‫َأ ُرونـــي الـ َّ‬ ‫ـت يــو ًمــا لِـ َـم ـ ْن قــدْ َتــرى‬ ‫إذا ُق ـ ْلـ َ‬
‫ِ‬ ‫ـان َأ ْوصــــى ا ْب ـنَ ـ ُه‬
‫‪3‬‬
‫الوصي‬‫َو َأ ْو َص ْي ُت َع ْم ًرا َفن ْع َم َ‬ ‫َـــر ُلــقــمـ َ‬ ‫َأ َل ْ‬
‫ــــم ت َ‬
‫ِ ِ‬ ‫ـبء نجوى الر ِ‬
‫‪4‬‬
‫َف ُك ْن عنْدَ سـ ّـر َك ْ‬
‫خب َء النّجي‬ ‫جال‬ ‫ّ‬ ‫ُبن ََّي بدا ُخـ ْ ُ‬
‫ِ‬
‫ــاثــة غــيـ ُـر الخفي‬ ‫ـــــر الــ ّث‬ ‫ِ‬ ‫كـــان عــنــدَ ام ـ ٍ‬
‫َ‬ ‫ـــــر َك مــا‬ ‫ِ‬
‫َوس ُّ‬ ‫ـرئ‬ ‫َوس ُّ‬
‫بعض الر ِ‬ ‫كما الصم ُت أدنى لِ‬
‫‪5‬‬
‫فبعض ال ـ َّت ـ َك ـ ُّل ـ ِم َأ ْدنــــى لِغي‬‫ُ‬ ‫شاد‬ ‫ِ َّ‬ ‫َّ ْ‬

‫* ديوان الحماسة ‪57-56/2‬‬


‫ ‪1.‬هرمت‪ :‬أضعبت‪.‬‬
‫ ‪2.‬السري‪ :‬الشريف‪.‬‬
‫عمرا‪ :‬ولد الشاعر‪ .‬وهنا يوصيه كما أوصى من قبل لقمان الحكيم ابنه‪.‬‬
‫ ‪ً 3.‬‬
‫ ‪4.‬الخبء‪ :‬ما يخبأ‪ .‬والنجوى‪ :‬ما يتناجى به إثنان من األسرار‪.‬‬
‫ ‪5.‬الغي‪ :‬الضالل‪ ،‬وهو بخالف الرشاد‪.‬‬

‫‪28‬‬ ‫حقوق الطبع © محفوظة لوزارة التربية والتعليم – دولة اإلمارات العربية المتحدة‬
‫ةّيبدألا ُصوصّنلا ‪ -‬رعِّشلا‬

‫*‬
‫قال يزيد بن احلكم ال ّثقفي َي ِع ُ‬
‫ظ ابنه بَ ْدرًا‬

‫ِ‬ ‫ُ‬
‫واألمــثــال يضر ُبها‬ ‫يــا َبـــدْ ُر‬
‫‪1‬‬
‫الحكيم‬
‫ُ‬ ‫لـــــذي الـــ ُّل ِّ‬
‫ـــب‬
‫خـــيـــر و ٍّد ال يـــــدو ُم‬
‫ُ‬ ‫مــــا‬ ‫ــــــــو ِّد ِه‬
‫ُ‬ ‫ــلــخــلــيــل بِ‬
‫ِ‬ ‫دم لِ‬
‫ُْ‬
‫ـم‬ ‫ِ‬
‫ــــجــــار َك ح ـ َّق ـ ُه‬‫ف لِ‬ ‫وا ْع ِ‬
‫والـــحـــق يــعــرفــ ُه الــكــريـ ُ‬
‫ُّ‬ ‫ـــــــر ْ‬
‫ـحــمــدُ َأ ْو َيلو ُم‬ ‫ًمــا ســوف َيـ ْ‬ ‫ـف يو‬
‫ـضــيـ َ‬ ‫َّ‬
‫بـــأن الـ ّ‬ ‫وا ْعـــ َل ْ‬
‫ـــم‬
‫ِ‬ ‫والـــنّـــاس مــبــتَــنِ ِ‬
‫ـم‬‫مــــو ُد الــبــنــايــة َأ ْو ذمــيـ ُ‬ ‫ــيــان محـ‬ ‫ُ ُ ْ‬
‫ـم‬ ‫بِــالــعــلــ ِم يــنــتــفـ ُ‬
‫ـع الــعــلــيـ ُ‬ ‫َـــــي فــــإ َّنــــ ُه‬
‫واعـــــلـــــم ُبـــــن َّ‬
‫ْ‬
‫ـم‬
‫يــهــيــج لـــه الــعــظــيـ ُ‬
‫ُ‬ ‫م ـ ّـم ــا‬ ‫األمـــــــــور دقــيــ ُقــهــا‬
‫َ‬ ‫َّ‬
‫إن‬
‫‪2‬‬
‫الغريم‬
‫ُ‬ ‫ضـــا ُه وقــد ُيــلــوى‬ ‫ــل مــثـ ُـل الـــدَّ يـــ ُن تُقـ‬
‫والــتَّــ ْب ُ‬

‫ـم‬ ‫والـــ ُّظـــ ْل ُ‬


‫ـــم مــرتــ ُعــ ُه وخــيـ ُ‬ ‫يـــصـــرع أهــ َلــ ُه‬
‫ُ‬ ‫والـــبـــ ْغ ُ‬
‫ـــي‬
‫الحميم‬
‫ُ‬ ‫ـك‬ ‫ُر ً‬
‫أخــــا ويــعــطــيـ َ‬ ‫لـــك البعيـ‬ ‫َ‬ ‫ولــقــد ي ــك ـ ُ‬
‫ـون‬
‫ُ‬ ‫والـــمـــرء يــــكْــــرم لِـ ْلـ ِ‬
‫ـــهـــان لــلــعــد ِم الــعــديـ ُ‬
‫ـم‬ ‫و ُي‬ ‫ـغــنــى‬ ‫َ ُ‬ ‫ُ ُ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫‪3‬‬
‫األثيم‬
‫ُ‬ ‫ــق‬
‫الــحــم ُ‬ ‫ــكــثــر‬
‫ُ‬ ‫و َي‬ ‫قــد ُي ـ ْقــتـ ُـر ال ــح ـ ِـو ُل ال ـ َّتــقـ ُّ‬
‫ـي‬
‫َ‬
‫ـــــــذاك و ُيــبــتــلــى‬ ‫يــمــلــي لِ‬
‫هـــذا فــأ ُّيـ ُـهــمــا ا ْل َم ُ‬
‫ضيم‬ ‫ُ‬
‫‪4‬‬

‫سيم‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬


‫يبخل فــي الحقو‬ ‫والــمــر ُء‬
‫ق ولــلــكــالــة مــا ُي ُ‬
‫‪5‬‬

‫* ديوان الحماسة ‪.49-46/2‬‬


‫ ‪1.‬اللب‪ :‬العقل‪.‬‬
‫ ‪2.‬التبل‪ :‬الثأر‪ .‬والغريم‪ :‬صاحب الدين‪.‬‬
‫ ‪3.‬يقتر‪ :‬يبخل‪ّ ،‬‬
‫ويقل ماله‪ .‬والحول‪ :‬الكثير الحيلة‪ .‬واألثيم‪ :‬الكثير اإلثم‪.‬‬
‫ ‪4.‬يملى‪ :‬يمد في عمره‪ .‬والمضيم‪ :‬من أصابه الضرر‪.‬‬
‫ ‪5.‬الكاللة‪ :‬من يرث وال يكون والدً ا أو ولدً ا‪ .‬ويسيم‪ :‬يخرج السائمة للمرعى‪.‬‬

‫حقوق الطبع © محفوظة لوزارة التربية والتعليم – دولة اإلمارات العربية المتحدة‬ ‫‪29‬‬
‫كتاب النصوص للصف ال ّتاسع‬

‫‪30‬‬ ‫حقوق الطبع © محفوظة لوزارة التربية والتعليم – دولة اإلمارات العربية المتحدة‬
‫ةّيبدألا ُصوصّنلا ‪ -‬رعِّشلا‬

‫العباسي‬
‫ّ‬ ‫ِّ‬
‫الشعر يف العصرِ‬

‫ـي بســقوط الدولــة األمو ّيــة فــي الشــام ســنة ‪ 132‬هـــ‪ 749/‬م‪ ،‬وقيــام دولــة بنــي‬
‫يبــدأ العصــر العباسـ ّ‬
‫العبــاس فــي الكوفــة (العــراق)‪ ،‬وينتهــي سياسـ ًيا بســقوط بغــداد فــي يــد (هوالكــو) التتــري ســنة ‪656‬‬
‫‪1‬‬
‫هـ‪ 1258/‬م‪.‬‬

‫ويعــد عصــر الدولــة العباســية عصــر اإلســام الذهبــي ا ّلــذي بلغــت فيــه الدولــة اإلســامية أوج‬
‫ازدهارهــا الفكــري‪ ،‬فنُقلــت العلــوم األجنبيــة‪ ،‬وتنوعــت اآلداب العربيــة وتطــورت‪ .‬وخال ًفــا للدولــة‬
‫األمويــة ا ّلتــي كانــت عربيــة خالصــة متعصبــة للعــرب لغـ ًة وأد ًبــا‪ ،‬قاعدتهــا دمشــق علــى حــدود باديــة‬
‫العــرب‪ ،‬اصطبغــت الدولــة العباســية بصبغــة فارســية؛ ألن ال ُفـ ْـر َس ُهــم الذيــن أيدوهــا‪ ،‬فجعلــت‬
‫قاعدتهــا بغــداد أقــرب األمصــار إلــى بالدهــم‪ .‬فتأثــر العــرب بعــادات الفــرس وتقاليدهــم ولغتهــم‪،‬‬
‫وتمازجــوا معهــم بالتــزاوج والتناســل‪ ،‬وأشــرك الخلفــاء الموالــي (المســلمين مــن غيــر العــرب)‬
‫س وأتــراك وســريان وروم وبربــر فضعفــت العصبيــة‪ ،‬وتعــددت ِ‬
‫الفـ َـر ُق‪،‬‬ ‫فــي سياســة الدولــة مــن ُفـ ْـر ٍ‬
‫وتكاثــر الجــواري والغلمــان‪ ،‬والتأنــق فــي الطعــام واللبــاس‪ ،‬والتنافــس فــي البنــاء والتشــييد‪ ،‬كل‬
‫هــذا كان لــه أثــر ب ّيــن فــي اللغــة العربيــة وآدابهــا‪.‬‬

‫الشــعراء مو ّلديــن (مــن َأ َب َو ْيــن أحدهمــا عربــي واآلخــر‬


‫الشــعر العباســي أ ّنــه ُم َو َّلــدٌ ؛ ألن أكثــر ّ‬
‫وصــف ِّ‬
‫ـعرا ُم ْحدَ ًثــا؛‬
‫خالصــا فــي معانيــه وأســلوبه‪ ،‬كمــا ُسـ ّـمي شـ ً‬
‫ً‬ ‫غيــر عربــي)؛ وألن ِّ‬
‫الشــعر لــم يكــن عرب ًيــا‬
‫ألن ّ‬
‫الشــعراء كانــوا ُجــد ًدا أو متأخريــن‪.‬‬

‫وغرضــا ووزنًــا‪ ،‬فعلــى مســتوى المبنــى‪،‬‬


‫ً‬ ‫تأثــر ِّ‬
‫الشــعر بالحيــاة الحضريــة الجديــدة َمبنًــى ومعنًــى‬
‫ُه ِجــرت الكلمــات الغريبــة‪ ،‬فأصبحــت التراكيــب واضحــة ســهلة‪ ،‬وكثــر اســتخدام البديــع‪ ،‬و ُتــرك‬
‫االبتــداء بذكــر األطــال إلــى وصــف القصــور والريــاض والخمــور والغــزل واإلغــراق فــي المــدح‬
‫والهجــاء‪.‬‬

‫أ ّمــا علــى مســتوى المعنــى‪ ،‬فقــد تولــدت المعانــي الحضريــة‪ ،‬واقتبســت األفــكار الفلســفية؛ إذ أ ْك َثــر‬

‫‪ - )1‬راجع أحمد حسن الزيات‪ ،‬تاريخ األدب العربي‪ ،‬ط ‪( 8‬بيروت‪ :‬دار المعرفة‪)2004 ،‬‬
‫‪ -‬راجــع عمــر فــروخ‪ ،‬تاريــخ األدب العربــي‪ :‬العصــور العباســية حتــى القــرن الرابــع هجــري‪ ،‬ط ‪( 4‬بيــروت)‪ ،‬دار العلــم للمالييــن‪،‬‬
‫(‪)1981‬‬

‫حقوق الطبع © محفوظة لوزارة التربية والتعليم – دولة اإلمارات العربية المتحدة‬ ‫‪31‬‬
‫كتاب النصوص للصف ال ّتاسع‬

‫الم َو َّلديــن‪ ،‬وهــذا يع ّلــل وفــرة المعانــي الجديــدة فــي شــعر بشــار بــن بــرد‬
‫شــعراء هــذا العصــر مــن ُ‬
‫وأبــي نــواس وأبــي العتاهيــة وابــن الرومــي‪ .‬وكان لنقــل العــرب علــوم اليونــان وغيرهــم تأثيــر فــي‬
‫شــعر أبــي تمــام والمتنبــي وأبــي العــاء المعــري وغيرهــم بمــا دخلــه مــن آراء علميــة وأفــكار فلســفية‬
‫وسياســية‪.‬‬

‫الشــعر فقــد بقيت‪ ،‬واســتمرت؛ فالفخــر والمديــح والغزل والرثــاء والحكمــة والوصف‬ ‫أ ّمــا أغــراض ِّ‬
‫والزهــد أغــراض قديمــة منــذ العصــر الجاهلــي‪ ،‬إال أن الفخــر القبلــي القديــم تضــاءل‪ ،‬وحـ َّـل محلــه‬
‫الفخــر بالنفس‪.‬‬

‫كمــا انتشــرت فــي المديــح معانــي الشــجاعة والكــرم وشــرف األصــل‪ّ ،‬‬
‫ورق االعتــذار‪ ،‬واتّســع فيــه‬
‫العتــاب الرقيــق‪ ،‬وكثــر الزهــد والحكمــة‪ ،‬وأصبحــا فنّيــن يعالجهمــا مجموعــة مــن ّ‬
‫الشــعراء فــي‬
‫ـتقل بذاتــه‪ ،‬ولــم يقتصــر علــى الصيــد‬‫قصائــد أو ُمق ّطعــات‪ .‬وأصبــح ال َّطـ ْـر ُد (وصــف الصيــد) با ًبــا مسـ ً‬
‫فقــط‪ ،‬بــل تنــاول كل مــا يتعلــق بالحيــوان‪ ،‬ح ّتــى وصــف «قتــال ِ‬
‫الد َيكــة»‪ ،‬كمــا أصبــح الخمــر فنًّــا‬
‫مســتق ً‬
‫ال بذاتــه مــع مــا يتبــع ذلــك مــن آداب المنادمــة‪.‬‬

‫وأ ّمــا علــى مســتوى الــوزن‪ ،‬فقــد ابتدعــت أوزان أخــرى‪ ،‬كالمســتطيل والممتــد‪ ،‬وهمــا عكــس‬
‫المق ّطعــات (أبيــات‬
‫والزجــل‪ ،‬والدوبيــت والمواليــا‪ ،‬ونُظمــت ُ‬ ‫ّ‬
‫والموشــح ّ‬ ‫الطويــل والمديــد‪،‬‬
‫معــدودة فــي أغــراض محــدودة)‪.‬‬

‫ولمــا انفــرط عقــد الخالفــة‪ ،‬وكثــرت الدويــات العربيــة وغيــر العربيــة‪ ،‬باســتقالل الــوالة فــي‬
‫ـارا‪،‬‬
‫ـكارا وانتشـ ً‬ ‫فــارس والشــام ومصــر والمغــرب‪ ،‬وجــد ِّ‬
‫الشــعر فــي غيــر بغــداد تشــجي ًعا‪ ،‬فــازداد ابتـ ً‬
‫فاألمــراء مثــل الخلفــاء ُي َق ِّربــون ّ‬
‫الشــعراء‪ ،‬ويعضدونهــم‪.‬‬

‫ومــا إن انتهــى القــرن الخامــس للهجــرة حتّــى ذهــب جمــال الشــعر‪ ،‬وفقــد تأثيــره فــي النفــوس‬
‫لذهــاب المعضديــن لــه مــن البويهييــن والســاجقة وكثــرة الفتــن والصراعــات‪ ،‬فغــاب التوليــد‬
‫واإلبــداع‪ ،‬وكثــر تقليــد معانــي األقدميــن واســتخدام المحســنات البديعيــة والمبالغــة فــي المــدح‬
‫اســتدرارا لألكــف‪.‬‬
‫ً‬ ‫للتكســب‬

‫‪32‬‬ ‫حقوق الطبع © محفوظة لوزارة التربية والتعليم – دولة اإلمارات العربية المتحدة‬
‫ةّيبدألا ُصوصّنلا ‪ -‬رعِّشلا‬

‫نبي‬
‫مل َت ّ‬ ‫الط ِ‬
‫يب ا ُ‬ ‫قال أبو ّ‬

‫ــأنِ ِ‬
‫ــه مــا َعنانا‬ ‫ـم ِمــ ْن َش ْ‬ ‫ّاس َق ْب َلنا ذا َّ‬ ‫ِ‬
‫ـاهـ ْ‬
‫َو َعــنـ ُ‬ ‫الزمانا‬ ‫ب الن ُ‬ ‫َصح َ‬
‫عض ُه ْم أحيانا‬
‫ــر َب َ‬ ‫ـــ ُه‪َ ،‬و ْإ ْن َس َّ‬ ‫ــم ِمـنْـــ‬
‫ــه ْ‬
‫ٍ‬
‫َوتَـــو َّلـــوا بِــ ُغ َّ‬
‫ــصــة كُــ ُّل ُ‬
‫ِ‬
‫ــــه‪َ ،‬و َلــكــ ْن ُتــ َك ــدِّ ُر اإلحسانا‬ ‫نيع َلياليـ‬ ‫ربــمــا ُتـ ِ‬
‫الص َ‬ ‫ـحــس ـ ُن ّ‬ ‫ْ‬ ‫ُّ‬
‫ْه ِ‬
‫ــــر ح ـ ّتــى أعـــانَـــ ُه َمــــ ْن أعــانــا‬ ‫ب الدَّ‬ ‫َوكأنّا َل ْم َنـ ْـر َض فينا بِ َر ْي ِ‬

‫ناة ِسنانا‬‫ر َّك ــب الــمــرء في ال َق ِ‬


‫َ ْ ُ‬ ‫َ َ‬ ‫مـــان َقــنــا ًة‬
‫الـــز ُ‬ ‫ُك ـ ّلــمــا َأنْـــ َب َ‬
‫ـــت ّ‬
‫ِ‬
‫فــيــه َو َأ ْن َتــتــفــانــى‬ ‫تَــتــعــادى‬ ‫ّفوس أص َغ ُر ِم ـ ْن َأ ْن‬
‫ِ‬ ‫َو ُمـــرا ُد الن‬
‫ٍ‬ ‫ِ‬
‫الهوانا‬‫كــالــحــات‪ ،‬وال ُيــاقــي َ‬ ‫المنايا‬ ‫أن ال َفتى ُيــاقــي َ‬ ‫َغ ـ ْيـ َـر ّ‬
‫ِ‬
‫َلــ َع ــدَ ْدن ــا َأ َضــ َّلــنــا الـ ُّـشـ ْ‬
‫ـجــعــانــا‬ ‫ـي‬ ‫ـحـ ٍّ‬ ‫ــــو َّ‬
‫ان الــحــيــا َة تَبقى لـ َ‬ ‫َو َل َ‬
‫ـون َجبانا‬ ‫أن َتــكـ َ‬ ‫ـمـ َن ال َع ْج ِز ْ‬ ‫َفـ ِ‬ ‫وإذا َلــم يـ ُكـن ِم ـن الــمـ ِ‬
‫ـوت ُبدٌّ‬ ‫ْ َ ْ َ‬
‫ــ ُفـ ِ‬
‫ـس َسـ ْـهـ ٌـل فيها إذا هـ َـو كانا‬ ‫ب في األَنْـ‬‫الص ْع ِ‬ ‫ِ‬
‫ك ُُّل ما َل ْم َي ُك ْن م َن َّ‬

‫حقوق الطبع © محفوظة لوزارة التربية والتعليم – دولة اإلمارات العربية المتحدة‬ ‫‪33‬‬
‫كتاب النصوص للصف ال ّتاسع‬

‫قال أبو فراس احلمداين‬

‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫أوصيكبالج َل ِد‬ ‫ِ‬


‫والفند‬ ‫التعنيف‬ ‫صاب عن‬ ‫الم ُ‬ ‫َج َّل ُ‬ ‫َ‬ ‫بالحزن‪،‬ال‬ ‫َ‬
‫أوصيك‬
‫فتق ِد‬
‫َعـن َخ ِير م ْف َت َق ٍد‪ ،‬يا َخير م ِ‬
‫َ ُ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬
‫ٍ‬
‫بتعزية‬ ‫ـك َأ ْن تكفى‬‫إنّـــي أجــلـ َ‬
‫أحد‬ ‫الجفون فما تسخوعلى ِ‬ ‫ُ‬ ‫منها‬ ‫َت‬ ‫إن َضن ّْت بِ َما َم َلك ْ‬ ‫الر ِز َّي ُة ْ‬
‫هي َّ‬ ‫َ‬
‫أج ِد‬‫أت إلى َص ْب ٍر‪َ ،‬ف َلم ِ‬
‫ْ‬ ‫َو َقــدْ َ‬
‫لج ُ‬ ‫زن َو ِم ْن َجز ٍع‬‫مثل ما بِ َك من ح ٍ‬
‫ْ ُ‬ ‫بي ُ‬
‫قرب وفي ِ‬
‫بعد‬ ‫هي المواسا ُة في ٍ‬ ‫ني ُبعدي َعن َْك من ُح ُز ٍن‬ ‫ِ‬
‫َ‬ ‫لم َينْتَق ْص َ‬ ‫ْ‬
‫ِ‬
‫والرغد‬ ‫ِ‬
‫النعماء‬ ‫َ‬
‫شركتك في‬ ‫كما‬ ‫طرقت‬ ‫ِ‬
‫ـأواء إن‬ ‫ألشركن َّك في الـ‬
‫ْ‬
‫يــح إلــى َص ـ ْبـ ٍـر بِــا َمــدَ ِد‬ ‫أســت ِ‬
‫َــر ُ‬ ‫َو ْ‬ ‫حسرتي َمدَ ٌد‬
‫َ‬ ‫أبكي بدَ م ٍع َل ُه من‬
‫عرفت ا ّلذي تلقاه من ِ‬
‫كمد‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫وقدْ‬ ‫َوال ُأ َس ِّ‬
‫ــــو ُغ َن ْفسي َف ْــر َحــ ًة أ َبــدً ا‬
‫الس ُه ِد‬
‫وف َعلى ُّ‬ ‫ِع ْل ًَما َبأن ََّك َم ْو ُق ٌ‬ ‫يلم بها‬ ‫أن َّ‬ ‫ـع ال ـنّــو َم عيني ْ‬ ‫وأمــنـ ُ‬
‫والج َل ِد‬
‫َ‬ ‫ـك ال ّل ُه بِالت َّْس ِلي ِم‬ ‫أعــا َنـ َ‬ ‫ـات َيبكي ال ُم ِعي َن َل ُه‬ ‫يا ُم ْف َر ًدا َبـ َ‬
‫الو َل ِد‬
‫َّفس واألَ ْهلي َن َو َ‬
‫فديك بالن ِ‬
‫َي َ‬ ‫الم َب ّقى ال فِــدَ ا َء َل ُه‬ ‫ِ‬
‫َهــذا األس ُير ُ‬

‫‪34‬‬ ‫حقوق الطبع © محفوظة لوزارة التربية والتعليم – دولة اإلمارات العربية المتحدة‬
‫ةّيبدألا ُصوصّنلا ‪ -‬رعِّشلا‬

‫احلديث‬
‫ُ‬ ‫العربي‬
‫ُّ‬ ‫عر‬ ‫ّ‬
‫الش ُ‬

‫األدب العربــي الحديــث‪ 1‬هــو األدب ا ّلــذي ظهــر تاريخ ًّيــا فيمــا ُي ْط َلـ ُـق عليــه العصــر الحديــث‪ ،‬هــذا‬
‫العصــر ا ّلــذي يصعــب تحديــده حســب الحقــب أو الحــوادث التاريخيــة‪ ،‬فالعصــر العثمانــي انتهــى‬
‫فــي بعــض األقطــار العربيــة بعــد الحــرب العالميــة األولــى عــام ‪1918‬م‪ ،‬ولــم يكــن لــه وجــود فــي‬
‫أقطــار عربيــة قبــل ذلــك بقــرون‪ .‬وقــد َأ ْولــى بعــض الدارســين أهميــة للحملة الفرنســية عــام ‪-1798‬‬
‫‪ 1801‬علــى مصــر وبــاد الشــام‪ ،‬وهــي حملــة اســتعمارية جلبــت معهــا بعــض العناصــر الثقافيــة مــن‬
‫مثــل المطبعــة والصحيفــة والمرصــد والمكتبــة والمســرح والعلمــاء‪ ،‬وهــو مــا ن ّبــه النــاس فــي مصــر‬
‫إلــى تخلــف الواقــع وضــرورة االنفتــاح علــى العصــر‪ ،‬وبنــاء جيــش قــوي‪ ،‬شــرع فــي تأسيســه محمــد‬
‫علــي‪ ،‬بعــد أن ســيطر علــى الحكــم بعــد جــاء الحملــة الفرنســية‪.‬‬

‫ومــن أجــل بنــاء جيــش قــوي أرســل محمــد علــي البعثــات إلــى إيطاليــا وفرنســا‪ ،‬وكان رفاعــة‬
‫الطهطــاوي مرشــدً ا دين ًيــا لطــاب البعثــة الرابعــة إلــى فرنســا‪ ،‬أفــاد مــن هــذه الرحلــة فــي ترجمــة‬
‫المعــارف المختلفــة‪ ،‬وتعــرف الفــرق بيــن واقــع المصرييــن وواقــع الغربييــن‪ .‬وقــد اهتــم الخديــوي‬
‫إســماعيل بالحركــة العلميــة‪ ،‬فأنشــأ مــدارس للعلــوم والهندســة والطــب والحــرب‪ ،‬واســتأنف‬
‫إرســال البعثــات إلــى أوروبــا‪ ،‬وأســس نظــارة المــدارس‪ ،‬وعهــد إليهــا أمــر التعليــم‪ ،‬وأنشــأ المكتبــة‬
‫الخديويــة‪ ،‬وبنــى مدرســة المعلميــن‪ ،‬وبســط يــد المؤلفيــن‪ ،‬فنــزح إليهــا األجانــب مــن أدبــاء‬
‫وعلمــاء‪ ،‬فــكان اختــاط هــؤالء بالمصرييــن ســب ًبا فــي نهــوض اللغــة واألدب‪.‬‬

‫ومهمــا يكــن مــن أمــر فــإن الحيــاة الثقافيــة واألدب ّيــة أفــادت علــى نحــو غيــر مباشــر مــن هــذه الحركــة‬
‫العلميــة ا ّلتــي صاحبــت إنشــاء المــدارس المختلفــة العامــة والمتخصصــة لخدمــة الجيــش‪ ،‬فــكان أن‬
‫ظهــرت تيــارات فكريــة وثقافيــة مختلفــة كان أهمهــا تيــار إحيــاء التــراث لمواجهــة النمــاذج األدب ّيــة‬
‫واضحــا فــي الشــعر؛ إذ مــال ّ‬
‫الشــعراء إلــى إحيــاء النمــاذج التراثيــة فــي‬ ‫ً‬ ‫والفكريــة الغربيــة‪ ،‬وبــدا ذلــك‬
‫العصريــن األمــوي والعباســي‪ ،‬وبــرز مــن ّ‬
‫الشــعراء اإلحيائييــن نخبــة فــي أقطــار الوطــن العربــي علــى‬
‫رأســهم محمــود ســامي البــارودي‪ ،‬وضمــت هــذه النخبــة أحمــد شــوقي‪ ،‬وحافــظ إبراهيــم‪ ،‬وخليــل‬
‫مطــران‪ ،‬وإبراهيــم اليازجــي‪ ،‬والزهــاوي‪ ،‬والرصافــي فــي العــراق‪ ،‬واألميــر عبــد القــادر الجزائــري‪،‬‬

‫‪ )1‬أحمد حسن الزيات‪ ،‬تاريخ األدب العربي‪ ،‬ط ‪( 8‬بيروت‪ :‬دار المعرفة‪)2004 ،‬‬

‫حقوق الطبع © محفوظة لوزارة التربية والتعليم – دولة اإلمارات العربية المتحدة‬ ‫‪35‬‬
‫كتاب النصوص للصف ال ّتاسع‬

‫وأبــو مســلم البهالنــي فــي ُعمــان‪.‬‬

‫وتــا ذلــك جيــل ظـ َّـل متعل ًقــا بأهــداب الكالســيكية‪ ،‬ممــن ُسـ ّـموا بالكالســيكيين الجــدد‪ ،‬مــن مثــل‬
‫الجواهــري‪ ،‬وعمــر أبــو ريشــة‪ ،‬وعزيــز أباظــة‪ ،‬وإبراهيــم طوقــان‪ ،‬ومصطفــى وهبــي التــل‪ ،‬وبــدوي‬
‫الجبــل‪ ،‬إلــى جانــب شــعراء العصبــة األندلســية‪ ،‬وهــم شــعراء المهجــر الجنوبــي‪.‬‬

‫وقــد نزعــت جماعــة (الديــوان) المؤلفــة مــن عبــاس محمــود العقــاد‪ ،‬وإبراهيم عبــد القــادر المازني‪،‬‬
‫وعبــد الرحمــن شــكري منز ًعــا (رومنطيق ًيــا) وأعجبــت باللــون الغنائــي الذاتــي واللغــة العصريــة‬
‫البســيطة‪ ،‬وقــد دعــت فــي «الديــوان» ا ّلــذي صــدر منــه جــزءان‪ ،‬شــارك فيهمــا الع ّقــاد والمازنــي ســنة‬
‫‪ 1921‬إلــى الصــدق فــي اإلحســاس والتعبيــر‪ ،‬ونقــدوا المدرســة الكالســيكية الجديــدة‪ ،‬وخاصــة‬
‫أحمــد شــوقي‪ ،‬وحافــظ ابراهيــم نقــدً ا الذ ًعــا‪.‬‬

‫والتقــت جماعــة الديــوان مــع الرابطــة القلميــة فــي مبادئهــا وفــي مفهومهــا للشــعر‪ ،‬وبــدا الجانــب‬
‫واضحــا فــي خصائــص ِّ‬
‫الشــعر لديهــا‪ ،‬علــى نحــو مــا ظهــر فــي العالقــة بيــن العقــاد‬ ‫ً‬ ‫الرومانتيكــي‬
‫وميخائيــل نعيمــة‪ .‬ومــن أعــام الرابطــة القلميــة‪ :‬جبــران خليــل جبــران‪ ،‬وميخائيــل نعيمــة‪ ،‬ونســيب‬
‫تأسســت الرابطــة القلميــة ســنة ‪1920‬‬
‫عريضــة‪ ،‬وإيليــا أبــو ماضــي‪ ،‬وأميــن الريحانــي‪ ،‬وقــد ّ‬
‫ـورا‬
‫واتّخــذت مــن نيويــورك مقـ ًّـرا لهــا‪ ،‬فثــارت علــى الصــور الشــعرية القديمــة‪ ،‬واســتخدمت صـ ً‬
‫رومنطيقيــة جديــدة‪ ،‬ومضاميــن حديثــة‪ ،‬وتأثــرت بالطبيعــة والحر ّيــة‪.‬‬

‫هيمنــت (الرومانتيكيــة) علــى الســاحة األدب ّيــة فــي األقطــار العربيــة خــال الثالثينــات واألربعينــات‪،‬‬
‫وقــد ظهــرت مالمــح الحركــة (الرومانتيكيــة) بوضــوح شــديد فــي «جماعــة أبولــو» ا ّلتــي ّ‬
‫أسســها‬
‫أحمــد زكــي أبــو شــادي‪ ،‬وانضــم إليهــا أعــام (الرومانتيكيــة) فــي الوطــن العربــي مــن مثــل‪:‬‬
‫علــي محمــود طــه‪ ،‬وإبراهيــم ناجــي‪ ،‬وأبــو القاســم الشــابي‪ ،‬وأنــور العطــار‪ .‬وكانــت مجلــة‬
‫أبولــو(‪ )1934-1932‬قــد أحدثــت نهضــة شــعرية علــى مســتوى الشــكل والمضمــون‪ ،‬وظهــرت‬
‫فيهــا مالمــح التحــول فــي تعــدد القوافــي‪ ،‬وفــي التجديــد فــي المعجــم والصــورة واإليقــاع‪.‬‬

‫يفجــر ّ‬
‫الشــعراء الشــباب عواطفهــم (الرومانتيكيــة) فــي شــكل جديــد هــو‬ ‫وكان مــن الطبيعــي أن ّ‬
‫شــكل ِّ‬
‫الشــعر الجديــد‪ ،‬أو قصيــدة التفعيلــة؛ ألســباب فنيــة واجتماعيــة واقتصاديــة وسياســية ونفســية‬
‫بعــد الحــرب العالميــة الثانيــة متأثريــن بمنجــزات (الرومانتيكيــة) والرمزيــة اللتيــن شــاعتا فــي‬
‫مهــد الطريــق لحركــة ِّ‬
‫الشــعر الجديــد أو شــعر التفعيلــة‬ ‫مرحلــة مــا بيــن الحربيــن العالميتيــن‪ ،‬ممــا ّ‬

‫‪36‬‬ ‫حقوق الطبع © محفوظة لوزارة التربية والتعليم – دولة اإلمارات العربية المتحدة‬
‫ةّيبدألا ُصوصّنلا ‪ -‬رعِّشلا‬

‫ا ّلــذي بــدأ شــكل ًيا فــي اختيــار التفعيلــة بــدل البيــت الشــعري‪ُ ،‬ث َّ‬
‫ــم اتجــه وجهــة واقعيــة‪ ،‬قبــل أن‬
‫رواد هــذه المدرســة‪ :‬نــازك المالئكــة‪ ،‬وبــدر شــاكر السـ ّياب‪ ،‬وعبــد‬
‫تتعــدد أشــكاله وصــوره‪ .‬ومــن ّ‬
‫الوهــاب البياتــي‪ ،‬ونــزار قبانــي‪ ،‬وصــاح عبــد الصبــور‪ ،‬وقــد غلــب علــى ِّ‬
‫الشــعر الحديــث قصيــدة‬
‫التفعيلــة ا ّلتــي أصبــح لهــا أعالمهــا الكبــار فــي وقتنــا الراهــن‪.‬‬

‫حقوق الطبع © محفوظة لوزارة التربية والتعليم – دولة اإلمارات العربية المتحدة‬ ‫‪37‬‬
‫كتاب النصوص للصف ال ّتاسع‬

‫‪38‬‬ ‫حقوق الطبع © محفوظة لوزارة التربية والتعليم – دولة اإلمارات العربية المتحدة‬
‫ةّيبدألا ُصوصّنلا ‪ -‬رعِّشلا‬

‫لن أبكي‬
‫للشاعرة فدوى طوقان‬

‫(أ)‬
‫أطالل يافا يا َأح ّبائي‬‫ِ‬ ‫على‬
‫والش ِ ‬
‫وك‬ ‫الر ْد ِم ّ‬ ‫وفي َفوضى ُحطا ِم الدُّ ِ‬
‫ور بي َن َّ‬
‫َو َق ْف ُت‪َ ،‬و ُق ْل ُت لِ ْل َعيني ْن‬
‫ِقفا َن ْب ِك‬
‫أطالل َم ْن َرحلوا‪ ،‬وفاتوها‬ ‫ِ‬ ‫على‬
‫تُنادي َم ْن َبناها الدّ ْار‬
‫َوتَنعى َم ْن َبناها الدّ ْار‬
‫نس ِح ًقا‬
‫القلب ُم َ‬
‫ُ‬ ‫َّ‬
‫وأن‬
‫ِ‬
‫القلب‪ :‬ما َف َع َل ْت بِك األ ّيا ُم يا ُ‬
‫دار؟‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫وقال‬
‫َ‬
‫القاطنون ُهنا؟‬ ‫وأي َن‬
‫أخبار؟‬ ‫هل جاءت ِ‬
‫ْك‬ ‫ّأي‪ْ ،‬‬ ‫هل جاءت ِ‬
‫ْك بعدَ الن ِ‬ ‫َو ْ‬
‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫مشاريع ال َغ ِد اآلتي‬
‫َ‬ ‫ُهنا كانوا‪ُ ،‬هنا َحلموا‪ُ ،‬هنا َرسموا‬
‫الح ْل ُم واآلتي؟ وأي َن ُهمو؟‬ ‫فأي َن ُ‬
‫َو َل ْم َينطِ ْق ُحطا ُم الدّ ْار‬
‫ْ‬
‫جران‬ ‫ت ِ‬
‫واله‬ ‫ت الصم ِ‬ ‫ناك ِسوى غيابِ ِهمو وصم ِ‬ ‫َو َل ْم َينطِ ْق ُه َ‬
‫ّ ْ‬ ‫َ َ ْ‬
‫واألشباح‬
‫ْ‬ ‫ناك َج ْم ُع البو ِم‬‫وكان ُه َ‬ ‫َ‬
‫ْ‬
‫وكان‬ ‫َغريب الوج ِه والي ِد وال ِّل ِ‬
‫سان‪،‬‬ ‫َ‬ ‫َ َ ْ‬
‫ُي َح ِّو ُم في حواشيها‬
‫َي ُمدُّ أصو َل ُه فيها‬
‫وكان ِ‬
‫اآلم َر النّاهي‬ ‫َ‬
‫ْ‬
‫وكان‬ ‫َ‬
‫وكان‪...‬‬
‫ْ‬
‫باألحزان‬ ‫القلب‬
‫ُ‬ ‫غص‬
‫َو َّ‬

‫حقوق الطبع © محفوظة لوزارة التربية والتعليم – دولة اإلمارات العربية المتحدة‬ ‫‪39‬‬
‫كتاب النصوص للصف ال ّتاسع‬

‫(ب)‬
‫َأ ِح ّبائي‬
‫الرماد ّي ْة‬ ‫ِ‬ ‫َم َس ْح ُت ِ‬
‫الجفون َضبا َب َة الدَّ ْم ِع َّ‬ ‫عن ُ‬
‫ِ‬
‫ْ‬
‫واإليمان‬ ‫ب‬ ‫الح ِّ‬
‫نور ُ‬ ‫لَلقاك ُْم‪ ،‬وفي َع ْين ََّي ُ‬
‫ْ‬
‫باإلنسان‬ ‫ِ‬
‫باألرض‪،‬‬ ‫بِك ُْم‪،‬‬
‫واخجلي َل َو انّي ِج ْئ ُت ألقاك ُْم‬ ‫َف َ‬
‫بلول‬ ‫راع ٌش َم ْ‬ ‫وجفني ِ‬
‫َ َ‬
‫خذول‬ ‫ْ‬ ‫وقلبي ِ‬
‫يائ ٌس َم‬ ‫َ‬
‫َوها أنا يا َأ ِح ّبائي ُهنا َم َعك ُْم‬
‫ِلَ ْقبِ َس ِمنْكُمو َج ْم َر ْة‬
‫صابيح الدُّ جى ِم ْن َز ْيتِك ُْم َق ْط َر ْة‬ ‫َ‬ ‫ِل ُخ َذ يا َم‬
‫لِ ِمصباحي‬
‫َوها أنا يا َأ ِح ّبائي‪ ،‬إلى َي ِدك ُْم َأ ُمدُّ َيدي‬
‫رؤوسك ُْم ُألقي ُهنا َر ْأسي‬ ‫ِ‬ ‫َو ِعنْدَ‬
‫مس‬‫الش ِ‬ ‫َوأر َف ُع َج ْب َهتي َم َعك ُْم إلى ّ‬
‫ِ‬
‫َص ْخ ِر ِجبالنا ّ‬
‫قو ْة‬ ‫َوها َأ ْنت ُْم ك َ‬
‫ِ‬
‫ك ََز ْه ِر ِجبالنا ُ‬
‫الح ْل َو ْة‬
‫الج ْر ُح َيسح ُقني؟‬
‫فكيف ُ‬
‫َ‬
‫اليأس َيسح ُقني؟‬
‫كيف ُ‬ ‫َو َ‬
‫كيف َأما َمك ُْم أبكي؟‬
‫َو َ‬
‫َيمينًا بعدَ هذا اليو ِم َل ْن َأبكي‬

‫‪40‬‬ ‫حقوق الطبع © محفوظة لوزارة التربية والتعليم – دولة اإلمارات العربية المتحدة‬
‫ةّيبدألا ُصوصّنلا ‪ -‬رعِّشلا‬

‫روب‬
‫الغ ِ‬ ‫ِ‬
‫خواط ُر ُ‬
‫ّ‬
‫للشاعرِ إبراهيم ناجي‬

‫الوقوف واإلصغا َء‬


‫َ‬ ‫ك َْم َأط ْل ُت‬ ‫قفت مسا َء‬‫حر إِذ َو ُ‬ ‫لت لِل َب ِ‬ ‫ُق ُ‬

‫واألضــوا َء‬
‫ْ‬ ‫َ‬
‫الظِّالل‬ ‫وش ِر ُ‬
‫بت‬ ‫َ‬ ‫ّسيم زا ًدا لِروحي‬ ‫علت الن َ‬ ‫وج ُ‬ ‫َ‬
‫منك َر ْو َضـــ ًة َغنّا َء‬ ‫َ‬ ‫َج َع َل ْت‬ ‫فات‬‫ـأن األضـــواء مخت َِل ٍ‬ ‫َلــكـ َّ‬
‫َ ُ‬
‫كيف شا َء‬‫َو َسرى في َجوانِحي َ‬ ‫َم َّر بي ِع ْط ُرها َف َأ ْسك ََر َن ْفسي‬
‫ِمـ ْثـ ُـل ما كـ َ‬
‫ـان َأ ْو َأ َش ــدُّ َعنا َء‬ ‫ب ِمنها‬
‫ن َْشو ٌة َل ْم َت ُط ْل َصحا ال َق ْل ُ‬
‫البحر‪ ،‬ن َْح ُن َل ْسنا َسوا َء‬
‫ُ‬ ‫أ ُّيها‬ ‫الشبي ُه َش ً‬
‫بيها‬ ‫ـم ّ‬ ‫إِ َّنــمــا ُيـ ْفـ َـهـ ُ‬
‫باق َون َْح ُن َح ْر ُب ال َّليالي‬ ‫أنت ٍ‬
‫َمـ َّـز َق ـ ْتــنــا َو َصــ ّي َ‬
‫ــرتْــنــا َهــبــا َء‬ ‫َ‬
‫هب َي ْعلو حينًا َو َي ْمضي ُجفا َء‬ ‫ِ‬ ‫بد ّ‬
‫الذا‬ ‫كالز ِ‬
‫عات ون َْح ُن ّ‬ ‫ْت ٍ‬ ‫َأن َ‬
‫الحيا َة واألَ ْحــيــا َء‬
‫إذ َم َل ْل ُت َ‬ ‫جيب إِ َل ْي َك َي َّم ْم ُت َوجهي‬
‫َو َع ُ‬
‫ُجيب نِــدا َء‬ ‫ِ‬
‫ـل ُك َر ًّدا وال ت ُ‬
‫ِ ِ‬
‫َأ ْبتَغي عنْد َك الت ّ‬
‫ّأسي وما ت َْمـ‬

‫حقوق الطبع © محفوظة لوزارة التربية والتعليم – دولة اإلمارات العربية المتحدة‬ ‫‪41‬‬
‫كتاب النصوص للصف ال ّتاسع‬

‫قال حممود سامي البارودي‬

‫ــســت لــلـ َّتــكــريـ ِم َأهــا‬


‫َ‬ ‫َل‬ ‫ـــغـــرور َمهال‬
‫ُ‬ ‫الـــم‬
‫أ ُّيــهــا َ‬
‫عب َس ْهال؟‬
‫الص َ‬ ‫َه ْل َر َأ َ‬
‫يت َّ‬ ‫َيف صا َد ْف َت األماني؟‬ ‫ك َ‬
‫ف ــاش ـ َـر َبــ ْن ًّ‬
‫عـــا و َنـ ْـهــا‬ ‫َــمــيــرا‬
‫ً‬ ‫ِخــ ْلــتَــهــا مـــــا ًء ن‬
‫َه ْــل تــرى بــالــدّ ِار أهال؟‬ ‫أهــل الـــدّ ِار فا ْن ُظ ْر‬
‫أيــ َن ُ‬
‫ــهــا؟‬ ‫ِ‬ ‫ــن فــي ثــيـ ٍ‬ ‫ــس ٍ‬
‫عـــا َد غسلينًا َو ُم ْ‬ ‫ـاب‬ ‫ُر َّب ُح ْ‬
‫الموت ُش ْهال‬‫ِ‬ ‫رن عندَ‬ ‫ِص َ‬ ‫ٍ‬
‫وعــــيــــون كُـــــ َّن ســــو ًدا‬
‫الــورى ِخـ ْـز ًيــا َو ُبهال‬‫في َ‬ ‫ســـوف يلقى ك ُّ‬
‫ُـــل بــا ٍغ‬ ‫َ‬
‫لــم تَــــدَ ْع طِــفـ ًـا َو َكـ ْـهــا‬
‫ْ‬ ‫ـــــرور‬
‫ٌ‬ ‫إنِّـــمـــا الـــدُّ نـــيـــا ُغ‬
‫العل ِم َج ْهال‬ ‫فا ْكتَسى بِ ِ‬ ‫َـــم َحــكــي ـ ٍم َض َّ‬
‫ـــل فيها‬ ‫ك ْ‬

‫‪42‬‬ ‫حقوق الطبع © محفوظة لوزارة التربية والتعليم – دولة اإلمارات العربية المتحدة‬
‫ةّيبدألا ُصوصّنلا ‪ -‬رعِّشلا‬

‫العربي ِة ا ُ‬
‫مل ّتحدة‬ ‫ّ‬ ‫ِ‬
‫اإلمارات‬ ‫ِ‬
‫دولة‬ ‫عري ُة يف‬ ‫احلركة ِّ‬
‫الش ّ‬ ‫ُ‬

‫ّحــدة‪ ،‬فإنّنــا نجــدُ صعوبــ ًة‬‫ِ‬ ‫المت‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫للش ِ‬ ‫نــؤر َخ ِّ‬ ‫إذا أردنــا ْ‬
‫ــعر الحديــث فــي دولــة اإلمــارات العرب ّيــة ُ‬ ‫أن ِّ‬
‫ـث ‪-‬ح ّتــى اآلن‪ -‬ال يــكا ُد‬ ‫ـعر الحديـ ِ‬ ‫الشـ ِ‬
‫أن مــا َوص َلنــا مــن ِّ‬ ‫ـك ّ‬ ‫فــي تحديـ ِـد بواكيـ ِـر ِه‪ ،‬أو بداياتِـ ِـه؛ ذلـ َ‬
‫ـوص شــعر ّي ٍة‬
‫ـك فــا نــكا ُد نعثـ ُـر علــى نصـ ٍ‬ ‫ات‪ ،‬ومــا بعدَ هــا‪ ،‬أ ّمــا مــا قبـ َـل ذلـ َ‬ ‫ـاوز مرحلـ َة العشــريني ِ‬
‫ّ‬ ‫يتجـ ُ‬
‫ـات‬ ‫ـإن الدِّ راسـ ِ‬‫ـك فـ ّ‬ ‫ـث فــي هـ ِـذ ِه المنطقـ ِـة‪ ،‬ولذلـ َ‬ ‫ـعر الحديـ ِ‬ ‫الشـ ِ‬ ‫ـخ ِّ‬ ‫ّخذهــا ُمن َط َل ًقــا لتأريـ ِ‬‫أن نت َ‬ ‫ـتطيع ْ‬
‫نسـ ُ‬
‫ـاعر «ســالم بــن علــي‬ ‫الشـ ِ‬‫ـارات تنطلـ ُـق ‪-‬عــادةً‪ -‬مــن ّ‬ ‫ـث فــي اإلمـ ِ‬ ‫ـعر الحديـ ِ‬ ‫الشـ ِ‬ ‫روا َد ِّ‬ ‫ا ّلتــي تناو َلـ ْ‬
‫ـت ّ‬
‫ِ‬
‫ونهايــة ال َق ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫العويــس» ا ّلــذي َ‬
‫ــرن‬ ‫عشــر‪،‬‬
‫َ‬ ‫الممتــدّ ة مــا بيــ َن نهايــة ال َقــرن التّاس َ‬
‫ــع‬ ‫عــاش فــي الفتــرة ُ‬
‫كان‬‫اإلحيائــي ا ّلــذي َ‬ ‫ــاعر‬ ‫وبوصف ِ‬
‫ــه ّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫الش ِ‬ ‫األو َل لهــذا ِّ‬ ‫ِ ِ‬
‫َّ‬ ‫الش َ‬ ‫الحديــث‪،‬‬ ‫ــعر‬ ‫الرائــدَ ّ‬ ‫العشــري َن بوصفــه ّ‬
‫ـنات البديع ّيـ ِـة‪،‬‬
‫غر َقـ ًة فــي المحسـ ِ‬
‫ُ َ ِّ‬ ‫ـت ُم ِ‬ ‫ـاراة األسـ ِ‬
‫ـاليب ا ّلتــي كا َنـ ْ‬ ‫ـزة تنــأى عــن مجـ ِ‬
‫ُ‬
‫يكتــب بطريقـ ٍـة متميـ ٍ‬
‫ُ ّ‬ ‫ُ‬
‫ـاز‪.‬‬‫ـبات‪ ،‬واأللغـ ِ‬ ‫ـات‪ ،‬والمناسـ ِ‬ ‫والتــي كانــت تركــز علــى اإلخوانيـ ِ‬
‫ُ‬ ‫ّ‬

‫ـال‪ :‬محمـ ِـد‬


‫ـاعر «ســالم بــن علــي العويــس»‪ ،‬مــن أمثـ ِ‬ ‫الشـ ِ‬‫ـع ّ‬ ‫ـعراء واألُدبـ ِ‬
‫ـاء ا ّلذيـ َن ُيذ َكـ َ‬ ‫الشـ ِ‬ ‫وكل ُّ‬ ‫ُّ‬
‫ـرون مـ َ‬
‫ـلطان بـ ِ‬
‫ـن‬ ‫ـن سـ َ‬ ‫ـن حمـ ِـد العقيلــي‪ ،‬وأحمــدَ بـ ِ‬ ‫ـح‪ ،‬ومبـ ِ‬
‫ـارك بـ ِ‬ ‫ـن مصبـ ٍ َ ُ‬ ‫ـان بـ ِ‬
‫ـن قطامــي‪ ،‬وخلفـ َ‬ ‫ـن ثانــي بـ ِ‬ ‫ابـ ِ‬
‫قمبــر‪،‬‬ ‫وعلــي ِ‬
‫بــن‬ ‫وســعيد الهاملــي‪ ،‬وأحمــدَ ِ‬
‫بــن خصيفــ َة‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ســيف النّاخــي‪،‬‬ ‫بــن‬ ‫ِ‬
‫بــارك ِ‬ ‫ســلي ٍم‪َ ،‬و ُم‬
‫َ‬ ‫ِّ‬
‫ـرة قريبـ ٍـة مــن عصـ ِـر ِه‪...‬‬
‫ون مــن معاصريـ ِـه‪ ،‬أو ممــن عاشــوا فــي فتـ ٍ‬
‫ْ ّ‬ ‫ُ‬ ‫ُي َعــدّ َ‬

‫نصوصــا شــعر ّي ًة‬ ‫ـرف عنهــم شــي ًئا‪ ،‬وإذا لــم نجــدْ‬ ‫الشــعراء ا ّلذيـن عاشــوا قبـ َـل هـ ِ‬
‫ـؤالء فإنّنــا ال نعـ ُ‬ ‫أ ّمــا ّ‬
‫ً‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫ِ‬ ‫ـاب وسـ ِ‬ ‫أساســا إلــى غيـ ِ‬
‫ـم‬‫ـائل ال ِّطباعــة ا ّلتــي لـ ْ‬ ‫ـع ً‬‫ـك يرجـ ُ‬ ‫ـتمرار‪ ،‬فـ ّ‬
‫ـإن ذلـ َ‬ ‫َ‬ ‫تؤ ِّكــدُ هــذا التّواصـ َـل واالسـ‬
‫تأخـ ٍ‬
‫ـرة‪.1‬‬ ‫ـج ّإل فــي فتـ ٍ‬
‫ـرة ُم ّ‬ ‫تدخـ ْـل إلــى منطقـ ِـة الخليـ ِ‬

‫ـرة» فــي مدينـ ِـة‬


‫ـرة» نســب ًة إلــى منطقـ ِـة «الحيـ ِ‬
‫ـارات باسـ ِم «جماعـ ِـة الحيـ ِ‬ ‫ف أوائـ ُـل ُشـ ِ‬
‫ـعراء اإلمـ ِ‬ ‫وقــد ُعـ ِـر َ‬
‫ـس‪،‬‬ ‫ـي العويـ ِ‬ ‫ـلطان القاســمي‪ ،‬وخلفـ ُ‬ ‫الشـ ِ‬
‫ـارقة‪ ،‬وهــم‪ :‬صقـ ُـر ب ـ ُن سـ َ‬ ‫ّ‬
‫ـالم ب ـ ُن علـ ّ‬
‫ـان ب ـ ُن مص ّبــح‪ ،‬وسـ ُ‬
‫ـي العويـ ِ‬
‫ـس‪.‬‬ ‫وأخــو ُه ُسـ ُ‬
‫ـلطان ب ـ ُن علـ ّ‬
‫بالش ِ‬
‫ــكل‬ ‫ِ‬
‫الكامــل فــي االلتــزا ِم ّ‬ ‫ِ‬
‫بانحيازهــا‬ ‫ُ‬
‫تحتفــظ‬ ‫ِ‬
‫ــعراء‬ ‫ِ‬
‫لهــؤالء ُّ‬
‫الش‬ ‫الشــعر ّي ُة‬
‫وكانَــت القصائــدُ ِّ‬
‫بمســتوى ُمتقــدِّ ٍم مــن الوعــي‬ ‫ِ‬
‫ّجديــد فــي المعنــى‪ ،‬كمــا تشــهدُ لهــم‬ ‫ِ‬
‫محاولــة الت‬ ‫مــع‬
‫ً‬ ‫العمــودي‪َ ،‬‬
‫ِّ‬

‫الرشيد بوشعير‪ ،‬أدب الخليج العربي الحديث والمعاصر‪ ،‬منشورات دار العالم العربي‪ ،‬دبي‪ ،‬ط‪1432 ،1‬هـ‪2011/‬م‪.‬‬
‫‪ )1‬أ‪ .‬د‪ّ .‬‬

‫حقوق الطبع © محفوظة لوزارة التربية والتعليم – دولة اإلمارات العربية المتحدة‬ ‫‪43‬‬
‫كتاب النصوص للصف ال ّتاسع‬

‫ـعري واتّجاهاتِــه وجوانبِــه وجدان ًّيــا‪ ،‬ووطن ًّيــا‪،‬‬ ‫ـدرة علــى اإلبــداعِ‪ ،‬وتعــدُّ ِد محـ ِ‬
‫ـاور الخطـ ِ‬
‫ـاب ِّ‬
‫الشـ ِّ‬
‫وال ُقـ ِ‬
‫وقوم ًّيــا‪.‬‬

‫ـك مــن‬ ‫ـائل ُمختلفـ ٍـة‪ ،‬وذلـ َ‬ ‫ـف ذاتِـ ِـه بوسـ َ‬‫ـارات اعتمــدَ علــى تثقيـ ِ‬
‫ـل فــي اإلمـ ِ‬ ‫الشـ ِ‬
‫ـعراء األوائـ ِ‬ ‫وجيـ ُـل ُّ‬
‫ت ا ّلتــي كا َنــت تصـ ُـل إلــى المنطقـ ِـة بطريقـ ٍـة غيـ ِـر ُمنت َظ َمـ ٍـة‪ ،‬ومــن‬
‫ـف والمجـ ّـا ِ‬
‫ـال متابعـ ِـة الصحـ ِ‬
‫ُّ‬ ‫ُ‬
‫خـ ِ‬
‫والمث ّقفيـ َن مــن‬ ‫ِ‬ ‫ـب فــي المكتبـ ِ‬ ‫ـال الكتـ ِ‬‫ـات‪ْ ،‬أو مــن خـ ِ‬‫ـال اإلذاعـ ِ‬ ‫خـ ِ‬
‫الخاصــة لــدى الميســوري َن ُ‬ ‫ّ‬ ‫ـات‬
‫أبنـ ِ‬
‫ـاء المنطقـ ِـة‪.‬‬

‫‪44‬‬ ‫حقوق الطبع © محفوظة لوزارة التربية والتعليم – دولة اإلمارات العربية المتحدة‬
‫ةّيبدألا ُصوصّنلا ‪ -‬رعِّشلا‬

‫ذكرى َج ّدتي‬
‫َجمال بن حويرب‬

‫ّاريــــخ واألحال ِم‬


‫ِ‬ ‫َم ْلى ِم َن الت‬ ‫مــدَّ ت يدَ يها للس ِ‬
‫ماء‪َ ،‬و َع ْينُها‬ ‫ّ‬ ‫َ ْ َ ْ‬
‫زين َو َيــقـ َظـ ِـة اآلال ِم‬
‫الح ِ‬ ‫المساء ُدعاؤها في َهــدْ ِأة‬ ‫ِ‬ ‫ِعنْدَ‬
‫ال َّل ْي ِل َ‬
‫َأود ْت بِن َْضرتِ ِ‬
‫ـــــه َيدُ األ ّيــــا ِم‬ ‫َتت ََذك َُّر الماضي َو َعـ ْـهــدَ َشبي َب ٍة‬
‫َ‬ ‫ْ َ‬
‫ومــا بِهـــا ِم ـن َأ ْث َل ٍ‬
‫ـــــة َو ُثما ِم‬ ‫الح ِّيالقدي ِم‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ْ‬ ‫َ‬ ‫األترابفي َ‬ ‫ب‬‫َومالع َ‬
‫الـ ُعـ ْـمـ ُـر َغ ـ ْيـ َـر َتــدَ ُّلـ ٍ‬
‫ـل َو ُهيـــــا ِم‬ ‫وليس‬ ‫ب‪َ ،‬‬ ‫َأ ْز َ‬
‫مان ال ُح ْز ٌن‪ ،‬وال َت َع ٌ‬
‫رحلوا بِ َغي ِر تَحي ٍ‬ ‫ميل َو ِر ْف َق ًة‬ ‫وم ِ‬
‫ـــــة َوســا ِم‬ ‫ّ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫الج ِ‬ ‫الز َم ِن َ‬ ‫عاهدَ َّ‬ ‫َ َ‬
‫ـــوال َلها َأكْــــرا ِم‬ ‫ٍ‬ ‫نان َأ ْخ‬ ‫وح ِ‬
‫َ َ‬ ‫ـضـ ّـمـ ِـة ُأ ِّمها‬ ‫َتــتــذ َّكـ ُـر الماضي بِـ َ‬
‫ِ‬
‫الجيـــــرانواإلكـــرا ِم‬ ‫فـــــاو ِة‬
‫َ‬ ‫َو َح‬ ‫الل والـ ِـدهــا َو ُق ـ ْب ـ َلـ ِـة َع ِّمها‬
‫َو َد ِ‬

‫ُتــطــوى على األ ّيـــا ِم واألعـــوا ِم‬ ‫الجميع‪َ ،‬وخ ّلفوها َص ْف َح ًة‬
‫ُ‬ ‫حل‬ ‫َر َ‬
‫شيب َو ُفـ ْـر َقـ ِـة األرحــا ِم‬
‫الم ِ‬
‫َب ْعدَ َ‬ ‫َف ِل َم ْن ت َِئ ُّن‪َ ،‬و َم ـ ْن َي ُض ُّم فؤا َدها‬
‫ـت بِخيا ِم‬
‫حتّى الــخــيــا ُم َت ـ َبــدَّ َلـ ْ‬ ‫ــل وال َأتْرا ُبهــا‬
‫ال َأ ْه ُلهـــا َأ ْه ٌ‬

‫حقوق الطبع © محفوظة لوزارة التربية والتعليم – دولة اإلمارات العربية المتحدة‬ ‫‪45‬‬
‫كتاب النصوص للصف ال ّتاسع‬

‫قال كرمي معتوق‬

‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬


‫ينصرف‬
‫ُ‬ ‫عر يدنو بخوف ُثـ َّ‬
‫ـم‬ ‫ِّ‬
‫والش ُ‬ ‫حف‬‫الص ُ‬‫أوصىبِكال ّل ُهما َأ ْو َص ْتبك ُّ‬
‫ـف‬ ‫َ‬
‫فـــوق مــا أصـ ُ‬ ‫إال وكـــان مــقــا ًمــا‬ ‫ٍ‬
‫بقافية‬ ‫ــت والــ ّل ـ ِـه يــا ُأ ّمــــي‬
‫مــا ُقــ ْل ُ‬
‫قتطف‬
‫ُ‬ ‫غيم ألُ ّمــي عليه ال ّط ُ‬
‫يب ُي‬ ‫ٌ‬ ‫خضر ُ‬
‫حقل حروفي حين يحملها‬ ‫ُّ‬ ‫َي‬
‫تقف‬
‫ساحات لها ُ‬
‫ٌ‬ ‫ِ‬
‫ـدارس‬ ‫ُكـ ُّـل الــمـ‬ ‫واأل ُّم مــدرسـ ٌة قــالــوا‪َ ،‬و ُق ـ ْلـ ُ‬
‫ـت بها‬
‫تتصف‬
‫ُ‬ ‫كأنما األم في الال وصـ ِ‬
‫ـف‬ ‫بالش ِ‬
‫عر ُأدنيها لقافيتي‬ ‫ِّ‬ ‫ها ِجـ ْئـ ُ‬
‫ـت‬
‫ُ‬
‫أعترف‬
‫ُ‬ ‫أتيت أمــا َم الجم ِع‬
‫ُ‬ ‫ها قد‬ ‫معتذرا‬
‫ً‬ ‫إِ ْن ُق ْل ُت في األُ ِّم ً‬
‫شعرا قا َم‬

‫‪46‬‬ ‫حقوق الطبع © محفوظة لوزارة التربية والتعليم – دولة اإلمارات العربية المتحدة‬
‫القصرية‬
‫ُ‬ ‫ص ُة‬ ‫ِ‬
‫الق َّ‬

‫‪47‬‬
‫كتاب النصوص للصف ال ّتاسع‬

‫‪48‬‬
‫ريصقلا ةَّصِقلا‬
‫ُ‬ ‫ةّيبدألا ُصوصّنلا ‪-‬‬

‫القصرية‬
‫ُ‬ ‫ص ُة‬ ‫ِ‬
‫الق َّ‬
‫ِ‬
‫ـان أثـ َـر فــان‪ :‬أي‬ ‫ـص»‪ ،‬ا ّلــذي يأتــي بمعنــى التَّت ّبــع‪ ،‬يقــال‪ :‬قـ َّ‬
‫ـص فـ ٌ‬ ‫«الق ّصة»مشــتقة مــن الفعــل « َقـ َّ‬
‫تت ّبعــه‪ .‬ومنــه قولــه تعالــى‪( :‬ﮭ ﮮ ﮯﮰ ﮱ ﯓ ﯔ ﯕ ﯖ ﯗ ﯘ ﯙ)‪ .‬ويأتــي‬
‫أيضــا بمعنــى اإلخبــار والروايــة‪ ،‬يقــال‪َ :‬قــص عليــه الخبــر‪ :‬أي حدّ ثــه‪ ،‬و َقــص ِ‬
‫الق ّصــة‪ :‬أي حكاهــا‪.‬‬ ‫ً‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫ِ‬
‫فالق ّصــة‪ :‬هــي الحكايــة ا ّلتــي تُحكــى‪.‬‬

‫«الق ّصــة» فــي االصطــاح فلهــا تعريفــات كثيــرة‪ ،‬لك ـ ّن معظــم هــذه التعريفــات يؤكــد علــى ّ‬
‫أن‬ ‫أمــا ِ‬
‫ّ‬
‫الق ّصــة ســرد متخ ّيــل قصيــر نســب ًّيا‪ ،‬يهــدف إلــى إحــداث تأثيــر معيــن‪ ،‬وفــي أغلــب األحــوال تركــز‬ ‫ِ‬
‫الق ّصــة القصيــرة علــى شــخصية واحــدة فــي موقــف واحــد‪ ،‬فــي لحظــة واحــدة‪ ،‬فــي مــكان بعينــه‪.‬‬ ‫ِ‬
‫ـري يتنــاول بالســرد حد ًثــا وقــع‪ْ ،‬أو يمكــن‬ ‫ِ‬
‫وقــد اختصــر بعضهــم تعريــف الق ّصــة بقولــه « َفـ ٌّن أدبـ ٌّ‬
‫ـي نثـ ٌّ‬
‫أن يقــع»‪.‬‬
‫وأهــم مــا يمكــن أن يقــال عــن ِ‬
‫الق ّصــة (والروايــة كذلــك) إنّهــا فـ ٌّن غايتــه اإلمتــاع فــي المقــام األول‪،‬‬
‫الق ّصــة (أو الروايــة) أن تقــدم معلومــات للقــارئ بصــورة مباشــرة‪ ،‬وليــس مــن‬ ‫فليــس مــن أهــداف ِ‬
‫الق ّصــة فــن‪ ،‬والفــن ال يتخــذ مــن الخطــاب المباشــر وســيلة أو طريقــة‬ ‫إن ِ‬
‫أن تُع ّلــم أو تعــظ‪ّ .‬‬
‫أهدافهــا ْ‬
‫للتعبيــر والوصــول إلــى وجــدان القــارئ‪.‬‬

‫ـتحث القــارئ علــى التفكيــر والتأمــل‪ ،‬وعلــى أن ينظــر إلــى الحيــاة مــن زوايــا مختلفــة‪،‬‬ ‫إن ِ‬
‫الق ّصــة تسـ ُّ‬ ‫ّ‬
‫ومــن خــال تفاصيــل صغيــرة جــدًّ ا قــد ال ينتبــه إليهــا‪ ،‬لكنهــا تشــكل حيــاة النــاس وتؤثــر فيهــم‪،‬‬
‫الق ّصــة الناجحــة هــي ا ّلتــي تجعــل القــراء يفكــرون‪ ،‬ويشــعرون‪.‬‬ ‫لذلــك نقــول‪ :‬إن ِ‬

‫وهنــاك عناصــر أساســية تقــوم عليهــا ِ‬


‫الق ّصــة (أو الروايــة)‪ ،‬والكاتــب الناجــح هــو ا ّلــذي يشــكل مــن‬
‫متجانســا متماس ـكًا‪ ،‬يؤثــر فــي القــارئ‪ ،‬ويوصــل إليــه فكــرة مــا بشــكل غيــر‬
‫ً‬ ‫هــذه العناصــر بنــاء فن ًّيــا‬
‫مباشــر‪ ،‬ومــن أهــم عناصــر ِ‬
‫الق ّصــة‪:‬‬
‫القصــة القصيــرة علــى حــدث مفــرد؛ ِ‬
‫ِ‬
‫فالق ّصــة تجــري فــي زمــان محــدد‪،‬‬ ‫‪ .1‬الحــدث‪ :‬عــادة مــا تقــوم ّ‬
‫ومــكان محــدد‪ ،‬وتتنــاول موق ًفــا محــد ًدا‪ ،‬أو شــريحة مــن الحيــاة بغيــة تســليط الضــوء عليهــا‪.‬‬

‫حقوق الطبع © محفوظة لوزارة التربية والتعليم – دولة اإلمارات العربية المتحدة‬ ‫‪49‬‬
‫كتاب النصوص للصف ال ّتاسع‬

‫‪ .2‬الشــخصيات‪ :‬عنصــر الشــخصية يعــد دعامــة أساســية مــن دعامــات ِ‬


‫الق ّصــة‪ ،‬فــا يمكــن ْ‬
‫أن تُبنــى‬
‫قصــة مــن دون وجــود شــخصية تحــرك األحــداث وتتأثــر بهــا‪ ،‬والشــخصية قــد تكــون إنســانًا أو‬
‫حيوا ًنــا أو كائنًــا متخيـ ّـاً‪.‬‬

‫‪.3‬اإلطــار الزمانــي والمكانــي‪ :‬يحــدد هــذا العنصــر زمــن وقــوع األحــداث ومكانهــا‪ ،‬والكاتــب‬
‫المتمكــن يوظــف عنصــر الزمــان والمــكان توظي ًفــا يناســب جــو ِ‬
‫الق ّصــة‪ ،‬والفكــرة‪.‬‬ ‫ّ‬

‫الق ّصــة‪ ،‬وهــو ليــس الكاتــب‪ ،‬بــل الكاتــب‬‫‪.4‬الــراوي ووجهــة النظــر‪ :‬الــراوي هــو ا ّلــذي يــروي ِ‬
‫راو قــد يكــون شــخصية مــن‬ ‫يختــار وجهــة نظــر معينــة تُــروى مــن خاللهــا ِ‬
‫الق ّصــة‪ ،‬ويرويهــا ٍ‬
‫شــخصيات ِ‬
‫الق ّصــة‪ ،‬وقــد يكــون راو ًيــا خارج ًّيــا‪ .‬ووجهــة النظــر ا ّلتــي ينطلــق منهــا الــراوي‬
‫تتقاطــع مــع فكــرة الروايــة‪ ،‬ألنهــا تع ّبــر عنهــا‪.‬‬

‫‪ .5‬الحبكــة‪ :‬الطريقــة ا ّلتــي يجمــع بهــا الكاتــب أحــداث ّ‬


‫قصتــه أو روايتــه ليصنــع منهــا عمـ ًـا فن ًّيــا‪،‬‬
‫ـص مــن بدايتــه ح ّتــى نهايتــه‪ ،‬وقــد يظهــر خــط بســيط‬
‫يجــذب القــارئ‪ ،‬ويشــدّ ه فــي اتجــاه النّـ ّ‬
‫للحبكــة فــي بعــض القصــص‪ ،‬فعلــى الرغــم مــن قصــر ِ‬
‫الق ّصــة‪ ،‬وضيــق المســاحة المتاحــة‬
‫أن بعــض القصــص يظهــر فيهــا تصاعــد لألحــداث‪ ،‬ووصولهــا إلــى‬ ‫للكاتــب ليتحــرك فيهــا‪ ،‬إال ّ‬
‫نقطــة توتــر عليــا‪ُ ،‬ثـ َّ‬
‫ـم انحــدار نحــو النهايــة‪.‬‬
‫‪ .6‬التشــويق‪ :‬هــو العنصــر ا ّلــذي يشــدّ القــارئ نحــو ِ‬
‫الق ّصــة وعالمهــا‪ ،‬وغال ًبــا مــا يكــون مرتب ًطــا‬
‫بشــيء تريــده الشــخصية الرئيســة‪ ،‬أو مشــكلة تواجههــا‪ .‬بعــض القصــص قــد تتحــرر مــن البنيــة‬
‫التقليديــة ا ّلتــي تعتمــد علــى التشــويق وتــأزم الموقــف‪ ،‬خاصــة تلــك ا ّلتــي تركــز علــى مشــهد‬
‫وحيــد مضغــوط‪ ،‬أو ا ّلتــي تُبقــي القــارئ داخــل دائــرة تفكيــر الشــخصية وتأمالتهــا وأســئلتها‪،‬‬
‫ولذلــك يصنــف بعضهــم القصــص إلــى «قصــة شــخصية» و«قصــة حبكــة أو حــدث»‪ .‬أ ّمــا الثانيــة‪،‬‬
‫فــي الغالــب‪ ،‬هــي ا ّلتــي قــد تحــوي عنصــر التشــويق القائــم علــى توتــر األحــداث ووصولهــا إلــى‬
‫ـأزم ُعليــا‪.‬‬
‫نقطــة تـ ّ‬
‫‪.7‬الفكــرة أو الموضــوع‪ :‬وهــي الرســالة المبطنــة فــي ِ‬
‫الق ّصــة‪ ،‬والتــي يريــد الكاتــب مــن القــارئ أن‬
‫يصــل إليهــا‪.‬‬

‫‪50‬‬ ‫حقوق الطبع © محفوظة لوزارة التربية والتعليم – دولة اإلمارات العربية المتحدة‬
‫ريصقلا ةَّصِقلا‬
‫ُ‬ ‫ةّيبدألا ُصوصّنلا ‪-‬‬

‫‪ .8‬اللغــة‪ :‬اللغــة ترتبــط بحجــم ِ‬


‫الق ّصــة‪ ،‬ويجــب أن تكــون مكثفــة تعتمــد التلميــح بــدل التصريــح؛‬
‫فــا مجــال للوصــف المســهب فيهــا‪ ،‬وغال ًبــا مــا يتــراوح عــدد كلماتهــا بيــن خمســمئة إلــى عشــرة‬
‫آالف كلمــة‪ ،‬وقــد تســتخدم الحــوار ا ّلــذي يجــب أن يناســب الشــخصية‪ ،‬ممــا يفتــح البــاب‬
‫للعبــارات العاميــة والشــعبية‪.‬‬

‫حقوق الطبع © محفوظة لوزارة التربية والتعليم – دولة اإلمارات العربية المتحدة‬ ‫‪51‬‬
‫كتاب النصوص للصف ال ّتاسع‬

‫‪52‬‬ ‫حقوق الطبع © محفوظة لوزارة التربية والتعليم – دولة اإلمارات العربية المتحدة‬
‫ريصقلا ةَّصِقلا‬
‫ُ‬ ‫ةّيبدألا ُصوصّنلا ‪-‬‬

‫س ا َأل ُ‬
‫خري‬ ‫الد ْر ُ‬
‫َّ‬
‫(ألفونسو دوديه)‬

‫تأخـ ًـرا‬‫ـت ُم ِّ‬ ‫ـاح‪ُ ،‬كنْـ ُ‬


‫الصبـ َ‬ ‫ـك ّ‬ ‫حينمــا اتّخـ ْـذ ُت طريقــي إلــى المدرسـ ِـة ذلـ َ‬
‫ٍ‬
‫شــديد‪،‬‬ ‫ٍ‬
‫توبيــخ‬ ‫ــل مــا َينتظِ ُرنــي ِمــ ْن‬‫للغايــة‪ ،‬وارت َعــدْ ُت َفر ًقــا وأنــا َأتخ ّي ُ‬ ‫ِ‬

‫ِ‬
‫الفاعــل‬ ‫ِ‬
‫أســماء‬ ‫قــال إنّــ ُه َسيســأ ُلنا فــي‬‫الســ ّيدَ (هامــل) َ‬ ‫خاصــ ًة ّ‬
‫وأن ّ‬ ‫ّ‬
‫اله َر ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ـم أ ُكـ ْن أف َقـ ُه فيــه شــي ًئا‪َ .1‬ف َّكـ ْـر ُت ل َو ْه َلــة فــي َ‬
‫والمفعــول‪ ،‬وهـ َـو مــا َلـ ْ‬
‫‪)1‬ماذا ي ِ‬
‫يقع‬
‫أن َ‬ ‫مك ُن ْ‬ ‫ُ‬
‫بين الراوي والسيدِ‬
‫ب‪،‬‬
‫ّ ّ‬ ‫َ ّ‬
‫ـان ال ّطبيعـ ِـة بِـك ُِّل‬ ‫ـوار متَمر ًغــا فــي أحضـ ِ‬ ‫وإمضـ ِ‬
‫ـاء بق ّيـ ِـة النّهـ ِ‬
‫(هامل)؟‬
‫ـار َج األسـ ِ ُ ّ‬ ‫ـار خـ ِ‬

‫َجمالِهــا َو ُعنفوانِهــا‪.‬‬
‫ِ‬ ‫ــم ًة‪ ...‬وعلــى‬ ‫ِ‬ ‫والســما ُء ُم ِ‬ ‫ِ‬
‫األغصــان‬ ‫شــرق ًة باس َ‬ ‫قــس رائ ًعــا‪ّ ،‬‬ ‫كان ال ّط ُ‬ ‫َ‬
‫ف ســيمفون ّي ًة عذبــ ًة‬ ‫يــور ت ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ُه َ‬
‫َعــز ُ‬ ‫نــاك فــي أطــراف الغابــات َشــر َعت ال ّط ُ‬
‫ـف‪ ،‬فيمــا َ‬ ‫ِ‬
‫كان الجنــو ُد‬ ‫ـع ال ّطبيعــة ال َ‬
‫يوصـ ُ‬ ‫ـاز ٍج مـ َ‬
‫ـماع فــي تَمـ ُ‬ ‫ِّف األسـ َ‬ ‫ت َُش ـن ُ‬
‫الصبـ ِـر َوصــدِّ‬ ‫ِ‬
‫ـل م ـ َن ّ‬ ‫ـم هائـ ٍ‬‫ون تدريبات ِهــم‪ ،‬علــى أنّنــي اســت َعن ُْت بِ َكـ ٍّ‬ ‫يــؤ ّد َ‬
‫ـت إلــى المدرسـ ِـة ِ‬ ‫ِ‬ ‫ـراء لِ ُمقاومـ ِـة ذلـ َ‬‫اإلغـ ِ‬
‫موقنًــا بأ ّن ـ ُه ال ُبــدَّ‬ ‫ـك ُك ِّلــه‪َ ،‬‬
‫فهر ْعـ ُ‬
‫أن ُأريــدَ مــا‬ ‫ـي ْ‬ ‫ـس ِمنْ ـ ُه ُبــدٌّ ‪ ،‬وبأ ّن ـ ُه إذا لــم َي ُك ـ ْن مــا ُأريــدُ ‪ ،‬فـ َّ‬
‫ـإن علـ َّ‬ ‫ممــا ليـ َ‬
‫ّ‬
‫الراوي‬
‫صفات ّ‬‫ُ‬
‫هذ ِه الن ِ‬‫حتى ِ‬
‫‪)2‬ما‬ ‫ُ‬
‫يكــون‪.2‬‬
‫قطة؟‬ ‫ُّ‬ ‫ّ‬
‫غفيــرا مــ َن الن ِ‬
‫ّــاس‬ ‫ــة حتّــى َل َم ْح ُ‬
‫ــت َج ْم ًعــا‬ ‫اجتــز ُت دار البلدي ِ‬
‫ْ‬ ‫مــا إن‬
‫ً‬ ‫ّ‬ ‫َ‬
‫ـدرا‬‫ـنتين َخ َلتــا‪ -‬مصـ ً‬ ‫ـت ‪َ -‬ولِ َسـ ِ‬ ‫ـات‪ ،‬تِ ْلـ َ‬
‫ـك ا ّلتــي كا َنـ ْ‬ ‫أمــام لوحـ ِـة اإلعالنـ ِ‬
‫َ‬
‫ـارك ا ّلتــي َخ ِســرناها‪ ...‬التّجنيـ ِـد‪...‬‬ ‫ـار سـي ٍئة‪ ...‬المعـ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫لمــا ُيرشــدُ نا مـ ْن أخبـ ٍ ّ‬
‫ـون َ‬
‫اآلن‬ ‫أن يكـ َ‬ ‫ـدة العســكر ّي ِة‪َ ...‬وف ّكـ ْـر ُت‪ :‬مــاذا عســا ُه ْ‬ ‫أوامـ ِـر قائـ ِـد الوحـ ِ‬
‫ـرعة‪ ،‬وفــي أثنـ ِ‬
‫ـدث؟ و َعــدَ و ُت بأقصــى سـ ٍ‬
‫ـي الحــدّ ا ُد‬
‫ـاح بـ َ‬ ‫ـك صـ َ‬ ‫ـاء ذلـ َ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫حـ َ َ‬
‫أن‬ ‫‪)3‬ما الّذي ي ِ‬
‫مك ُن ْ‬ ‫ُ‬ ‫ٌ ‪3‬‬ ‫كان يقــر ُأ لوح ـ َة اإلعالنـ ِ‬
‫ـات‪ُ ،‬يراف ُق ـ ُه ِص ْب َي ـة‪:‬‬ ‫(واشــتر) ا ّلــذي َ‬
‫حدث؟‬
‫َ‬ ‫يكون قد‬
‫َ‬
‫ـتص ُل إلــى مدرســتِ َك فــي ُمت ََّس ـ ٍع م ـ َن‬ ‫ـف الــوطء يــا بنــي‪ ...‬سـ ِ‬
‫َ‬ ‫َ ُ َّ‬
‫‪َ -‬خ ِّفـ ِ‬

‫حقوق الطبع © محفوظة لوزارة التربية والتعليم – دولة اإلمارات العربية المتحدة‬ ‫‪53‬‬
‫كتاب النصوص للصف ال ّتاسع‬

‫ِ‬
‫الوقــت!‬
‫ـت قـ ِـد‬ ‫ـت الحديقـ َة ّ‬
‫الصغيــر َة ح ّتــى ُكنْـ ُ‬ ‫َو ِخ ْل ُتـ ُه يهــز ُأ بــي‪ ...‬ومــا ْ‬
‫إن حا َذ ْيـ ُ‬
‫آخر أنفاســي‪.‬‬ ‫اســتن َفدْ ُت َ‬
‫ِ‬
‫ـع ح ّتــى تطـ ُـر َق أسـ َ‬
‫ـماع‬ ‫الجلبـ ُة ترتفـ ُ‬ ‫ـي‪ ،‬كا َنــت َ‬ ‫فــي بدايــة ك ُِّل يــو ٍم دراسـ ٍّ‬
‫روس ا ّلتــي ن َُر ِّد ُدهــا‬ ‫األدراج‪ ،‬والــدّ ُ‬ ‫ِ‬ ‫ـح وإغـ ُ‬
‫ـاق‬ ‫الشــارعِ‪َ ،‬ف ْتـ ُ‬ ‫ـفل ّ‬ ‫ـار ِة أسـ َ‬ ‫المـ ّ‬
‫أعمــق‪،‬‬‫َ‬ ‫واحــد ُمرتفــعٍ‪ ،‬و َأ ْيدينــا علــى آذانِنــا َســع ًيا ورا َء فهــ ٍم‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬
‫بصــوت‬
‫ِ‬
‫أن الهــدو َء‬ ‫تطــرق المنضــد َة أما َمــ ُه‪ ،‬علــى ّ‬ ‫ُ‬ ‫الرهيبــ ُة‬ ‫َومســطر ُة ُم َع ِّلمنــا ّ‬
‫ـان والمـ ِ‬ ‫الزمـ ِ‬ ‫كان م َخيمــا علــى تجاويـ ِ‬
‫ـكان‪ .‬فوا َعجبــي! ويــا‬ ‫ـف ّ‬ ‫ســاعتَها َ ُ ِّ ً‬
‫ـت سـ ِ‬ ‫ِ‬
‫ـتار الفوضــى‪،‬‬ ‫ـت أنــوي التّس ـ ّل َل إلــى مكانــي تحـ َ‬ ‫لســوء ح ّظــي! ُكنْـ ُ‬
‫الم َص ّلي ـ َن‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ـس َث ّم ـ َة فوضــى!‪ ...‬يو َمهــا َ‬
‫ـت أشــب َه بســكون ُ‬ ‫الص ْمـ ُ‬
‫كان ّ‬ ‫وليـ َ‬
‫ـس ك ٌُّل ِمن ُْهــم فــي مقعـ ِـد ِه‪،‬‬ ‫ِ‬
‫َو َن َظـ ْـر ُت َع ْبـ َـر النّافــذة‪ ،‬فــإذا رفاقــي قــد جلـ َ‬
‫رس ذها ًبــا َوإيا ًبــا‪َ ،‬و ِمســطر ُت ُه‬ ‫رع ُغرف ـ َة الــدّ ِ‬ ‫الس ـ ّيدُ (هامــل) َيـ ْـذ ُ‬ ‫كان ّ‬ ‫فيمــا َ‬
‫تحـ َ ِ ِ‬
‫ـم جمي ًعا‪،‬‬ ‫وأن َأ ُمـ َّـر أما َم ُهـ ْ‬
‫ـاب‪ْ ،‬‬ ‫ـح البـ َ‬ ‫أن أفتـ َ‬ ‫ـي يو َمهــا ْ‬ ‫ـت إبطــه‪ .‬تع ّيـ َن علـ َّ‬
‫عــب‬‫جــل‪ ،‬ومــا اعترانــي ِمــ ْن ُر ٍ‬ ‫أن تتخ ّيلــوا مــا احتوانــي ِمــ ْن َخ ٍ‬ ‫ُــم ْ‬‫َولك ْ‬
‫ــة‪:‬‬ ‫فقــال بِر ّق ٍ‬
‫َ‬ ‫الســ ّيدُ (هامــل)‬ ‫أن شــي ًئا لــم َيحــدُ ْ‬ ‫ــل! علــى ّ‬ ‫قاتِ ٍ‬
‫ث‪ ،‬رآنــي ّ‬
‫ـك‬ ‫ـرعة أيهــا الصغيــر (فرانــز)‪ ،‬لقــد ُكنّــا علــى و َشـ ِ‬ ‫ـك بسـ ٍ‬ ‫رجـ َ‬ ‫ـب إلــى ُد ِ‬
‫َ‬ ‫ّ ُ‬ ‫ُّ‬ ‫«اذهـ ْ‬ ‫َ‬
‫‪4‬‬
‫ـك»‪.‬‬ ‫ـدء ِم ـ ْن دونِـ َ‬ ‫البـ ِ‬ ‫الحدث الّذي‬
‫َ‬ ‫س ّج ِل‬
‫‪َ )4‬‬
‫القصة‪ِ.‬‬
‫يع ُّد بدايةَ ِّ‬
‫َُ‬
‫ٍ‬
‫أن‬ ‫ــت ّ‬ ‫الح ْظ ُ‬ ‫ــم َأكُــ ْن قــد َ‬ ‫قفــز ُت بســرعة إلــى مقعــدي‪َ ،‬وســاعتَها َل ْ‬ ‫َو ْ‬
‫المهــدّ َب‪َ ،‬و ُق ّبع َتـ ُه‬
‫وقميصـ ُه ُ‬
‫َ‬ ‫ُمع ّل َمنــا َ‬
‫كان يرتــدي بدل َتـ ُه الخضــرا َء األنيقـ َة‪،‬‬
‫ِ‬
‫ناســبات‪ ،‬فمــا‬ ‫ذلــك ّإل فــي ُ‬
‫الم‬ ‫َ‬ ‫الســودا َء‪َ ،‬ل ْ‬
‫ــم َيكُــ ْن يرتــدي‬ ‫الحرير ّيــ َة ّ‬
‫‪5‬‬
‫الخ ْط ُ‬
‫ــب؟‬ ‫َ‬ ‫ْب في‬
‫‪)5‬ما ال َخط ُ‬
‫َ‬
‫رأيك؟‬
‫ٍ‬
‫صمــت‬ ‫كان يســو ُد المدرســ َة ِمــ ْن‬
‫وزا َد فــي دهشــتي َو َعجبــي مــا َ‬

‫‪54‬‬ ‫حقوق الطبع © محفوظة لوزارة التربية والتعليم – دولة اإلمارات العربية المتحدة‬
‫ريصقلا ةَّصِقلا‬
‫ُ‬ ‫ةّيبدألا ُصوصّنلا ‪-‬‬

‫ِ‬ ‫ٍ‬
‫المقاعــدَ‬ ‫بلــغ َأ ْو َجــ ُه حينمــا َل َم ْح ُ‬
‫ــت‬ ‫أن اســتغرابي َ‬ ‫وهــدوء‪ ...‬علــى ّ‬
‫تغشــاه ْم ‪-‬كمــا تَغشــانا‪َ -‬ســكين ٌة‬ ‫ِ‬
‫القريــة‬ ‫ِ‬
‫بأهــل‬ ‫الخلف ّيــ َة وقــد امتــ َ‬
‫أ ْت‬ ‫َ‬
‫ُ‬
‫ــت‬ ‫ِ‬
‫األطــراف‪ ،‬ورأ ْي ُ‬ ‫ــه ُثالثي ِ‬
‫ــة‬ ‫العجــوز (هــاوزر) بِ ُقبعتِ ِ‬ ‫وقــار‪َ .‬ل َم ْح ُ‬
‫ــت‬
‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫َو ٌ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫كثيــرا‪.‬‬
‫ً‬ ‫نفــرا‬‫الســابِ َق ْي ِن‪َ ،‬و ً‬ ‫ديــر البريــد ّ‬ ‫كذلــك ُع ْمــد َة المدينــة َو ُم َ‬ ‫َ‬
‫ِ‬
‫مبــادئ‬ ‫تــاب‬ ‫ِ‬ ‫العجــوز (هــاوزر) َ‬ ‫ــت ّ‬ ‫والح ْظ ُ‬
‫وضــع ك َ‬ ‫َ‬ ‫كان قــد‬ ‫َ‬ ‫بــأن‬ ‫َ‬
‫التّعلي ـ ِم علــى ُر ْك َب َت ْيـ ِـه‪ ،‬فيمــا جعـ َـل َن ّظار َت ـ ُه الهائل ـ َة بي ـ َن صفحاتِـ ِـه‪ ،‬وفــي‬
‫مقعد ِه‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫َّجـ ُه إلــى‬ ‫ـت الســيدَ (هامــل) َيت ِ‬
‫ـك رأ ْيـ ُ ّ‬ ‫ـرة تِ ْلـ َ‬
‫ِخ َضــم تســاؤالتي الحائـ ِ‬
‫ِّ‬
‫الرقيقـ ِـة ا ّلتــي خاط َبنــي بهــا‪:‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ـول بــذات النّبــرة ّ‬ ‫ويقـ ُ‬
‫ســأ َل ِّقنُك ُْم إ ّيــا ُه‪،‬‬‫ــر مــا ُ‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬
‫هــو آخ ُ‬ ‫رس يــا أوالدي َ‬ ‫ســيكون هــذا الــدّ ُ‬ ‫‪-‬‬
‫ِ‬
‫مــدارس‬ ‫فقــط فــي‬‫ْ‬ ‫بتدريــس األلماني ِ‬
‫ــة‬ ‫ِ‬ ‫ــر ِمــ ْن (برليــن)‬
‫ّ‬ ‫صــدر األ ْم ُ‬‫َ‬ ‫فقــد‬
‫ِ‬ ‫(اإللــزاس وال ّلوريــن)‪ ،‬وسـ ُ‬
‫ـي‬ ‫ـيصل ُمدَ ِّر ُسـك ُُم الجديــدُ َغــدً ا‪ ...‬أنصتــوا إلـ َّ‬
‫ِ ‪6‬‬ ‫آخ ُــر َد ٍ‬ ‫جيــدً ا‪ ،‬فهــذا هــو ِ‬
‫هذ ِه‬
‫رس َلك ْ‬
‫‪)6‬ماذا ُتسمي ِ‬
‫ّ‬
‫اللّحظةَ في بنيةِ‬
‫ُــم بالفرنســ ّية‪.‬‬ ‫َ‬ ‫َ ِّ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫َونز َل ْ‬
‫الحبكة؟‬ ‫ّــاس‬ ‫ــم َر الن ُ‬ ‫ذلــك إ ًذا مــا ت ََس َّ‬ ‫َ‬ ‫اعقــة!‬ ‫الص‬
‫نــزول ّ‬ ‫لــي‬
‫ــت كلماتُــ ُه َع َّ‬
‫درس لــي بالفرنس ـي ِة»! وأنــا بالـ ِ‬
‫ـكاد‬ ‫ٍ‬ ‫«آخـ ُـر‬‫ـات ِ‬ ‫بِســببِ ِه أمــام لوحـ ِـة اإلعالنـ ِ‬
‫ّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫الضميـ ِـر‪...‬‬ ‫اآلن بوخـ ِـز ّ‬ ‫ـعر َ‬ ‫ـم أشـ ُ‬ ‫ـك؟ َكـ ْ‬ ‫ـم أكثـ َـر ِم ـ ْن ذلـ َ‬ ‫ـب! َل ـ ْن أتع ّلـ َ‬ ‫أكتـ ُ‬
‫الجــري بح ًثــا‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫بالنَّــدَ ِم علــى مــا َ‬
‫أض ْع ُت ـ ُه فــي ســالف أ ّيامــي م ـ ْن وقــت فــي َ‬
‫ســنح ْت لــي لِ َت َع ُّلــ ِم‬ ‫َ‬ ‫تلــك ال ُفرصــ َة ا ّلتــي‬ ‫هــد ًرا َ‬ ‫يــور‪ ،‬م ِ‬
‫أعشــاش ال ّط ِ ُ‬ ‫ِ‬ ‫عــن‬
‫‪-‬المزعجـ ُة ســابِ ًقا‪ -‬أحبا ًبــا‬ ‫ِ‬
‫الفرنسـ ّية‪َ ،‬و َبــدَ ْت لــي حقيبتــي وكُتبــي ال ّثقيلـ ُة ُ‬
‫راقـ ِـه ِمســطر َت ُه‬ ‫و ِرفا ًقــا‪ ،‬أمــا مع ِّلمنــا الس ـيدُ (هامــل) فقــد أنســاني ُقــرب فِ ِ‬
‫ْ ُ‬ ‫ّ ّ‬ ‫ّ َُ ُ‬ ‫َ‬
‫ـوار ِه‪.‬‬
‫الرهيب ـ َة َوغراب ـ َة أطـ ِ‬
‫ّ‬
‫مالبس ِ‬
‫ــه‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫أجمــل‬ ‫ِ‬
‫ارتــداء‬ ‫فذلــك إ ًذا مــا دعــا ُه إلــى‬
‫َ‬ ‫ِ‬
‫لمســكين!‬‫يــا َل‬
‫عض َ‬
‫ــون‬ ‫القريــة؛ لقــد كانــوا ِمثلــي َي ّ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫أهــل‬ ‫ِ‬
‫حضــور‬ ‫ســبب‬
‫َ‬ ‫ْــت َ‬
‫اآلن‬ ‫وأدرك ُ‬‫َ‬

‫حقوق الطبع © محفوظة لوزارة التربية والتعليم – دولة اإلمارات العربية المتحدة‬ ‫‪55‬‬
‫كتاب النصوص للصف ال ّتاسع‬

‫تعبيــرا ِ‬
‫عــن‬ ‫ً‬ ‫الكثيــر ســابِ ًقا‪ .‬لقــد جــاؤوا‬
‫َ‬ ‫ــم أضاعــوا‬ ‫أصابــع النَّــد ِم؛ ألن ُّه ْ‬
‫َ‬
‫ٍ‬
‫ـاص ال مثيـ َـل َلـ ُه‪ ،‬وعــن‬ ‫ـك ا ّلــذي خد َم ُهــم أربعيـ َن ســن ًة بإخـ‬‫ـم لذلِـ َ‬ ‫ِ‬
‫امتنان ِهـ ْ‬
‫ـن ا ّلــذي مــا عــاد وطنًــا‪ ،‬ولهـ ِـذ ِه البـ ِ‬
‫ـاد‬ ‫احترام ِهــم َومح ّبتِ ِهــم لهــذا الوطـ ِ‬‫ِ‬
‫َ َ‬
‫ـك الفكــر ُة عاصفـ ًة فــي خيالــي‪َ ،‬و ُك ّلمــا‬ ‫ـت تِلـ َ‬ ‫ـت لِ َغ ِير ِهــم‪ .‬جا َلـ ْ‬ ‫أضحـ ْ‬
‫َ‬ ‫ا ّلتــي‬
‫ٍ ‪7‬‬
‫والت حيــ َن َمنــدم!‬ ‫َ‬ ‫ٍ‬
‫حقيقــة از َد ْد ُت أ َل ًمــا‪،‬‬ ‫َتك َّشــ َف ْت عــن‬ ‫هاتين ِ‬
‫الفقر ِ‬
‫تين‬ ‫ِ‬ ‫‪)7‬في‬
‫القصة‪ِ،‬‬ ‫ِ‬
‫بفكرة ِّ‬ ‫إبداء‬
‫ٌ‬
‫ـت ِمـ ْن‬ ‫ـك ُأ ِمــر ُت بالقـ ِ‬ ‫ِ‬
‫ـراءة! جــا َء َد ْوري إ ًذا‪ ،‬ســاعتَها تمنّ ْيـ ُ‬ ‫وفــي أثنــاء ذلـ َ ْ‬
‫ما الفكر ُة في ِ‬
‫رأي َك؟‬

‫دائمــا‬
‫ـس ً‬ ‫ـوب بِ ـك ُِّل طالقـ ٍـة واقتـ ٍ‬
‫ـدار‪ ،‬ولك ـ ْن ليـ َ‬ ‫أن أقــر َأ المطلـ َ‬ ‫ك ُِّل قلبــي ْ‬
‫ـم تَع ّثـ ْـر ُت عنــدَ ّأو ِل كلمـ ٍـة‪ ،‬ود ّقـ ُ‬
‫ـات‬ ‫ِ‬
‫ـت كاألبلــه‪ُ ،‬ثـ َّ‬ ‫ننـ ُ‬
‫ـال مــا نَتمنّــا ُه‪َ ،‬وق ْفـ ُ‬
‫ِ‬
‫المنضــدة‬ ‫ــكتان بِ َط ِ‬
‫ــرف‬ ‫ِ‬ ‫يــداي ُم ْم ِس‬ ‫ٍ‬
‫ســعورة‪َ ،‬و‬ ‫َطبــول هندي ٍ‬
‫ــة َم‬ ‫ٍ‬ ‫قلبــي ك‬
‫َ‬ ‫ّ‬
‫ـرؤ علــى رف ـ ِع رأســي خجـ ًـا‪.‬‬
‫ـت‪ ،‬وال أجـ ُ‬ ‫ـن‪ُ ،‬م ِ‬
‫طر ًقــا ُكنْـ ُ‬ ‫ك ََوتد ْيـ ِ‬
‫ٍ‬
‫وهدوء‪:‬‬ ‫يد (هامل) في ر ّق ٍة‬‫كلمات الس ِ‬
‫ِ‬ ‫َوتس ّل ْل ُت إلى‬
‫ّ‬
‫يكفيــك ِ‬
‫عــن ال ّلــو ِم‬ ‫َ‬ ‫غيــر (فرانــز)‪َ ،‬فبِ َ‬
‫ــك مــا‬ ‫الص ُ‬ ‫‪َ -‬لــ ْن أو ِّب َخ َ‬
‫ــك أ ُّيهــا ّ‬
‫ــم ال َعج َلــ ُة؟ ُه َ‬ ‫ِ‬ ‫ُ ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫نــاك‬ ‫نقــول لن ُفســنا ك َُّل يــو ٍم‪ :‬ل َ‬ ‫ــت؟ إنّنــا‬
‫ّأنيــب‪ ،‬أرأ ْي َ‬
‫والت‬
‫ـور‪َ ،‬‬ ‫ِ‬
‫ـب‬
‫ذاك عيـ ُ‬ ‫ـع المحظـ ُ‬ ‫ـع م ـ َن الوقــت‪ ،‬ســأتع ّل ُم َغــدً ا‪ ،‬وهــا قــد وقـ َ‬ ‫ُمت ََّسـ ٌ‬
‫ِ‬
‫ـك‬ ‫(األلــزاس) األكبـ ُـر‪« ،‬تأجيـ ُـل َت َع ُّلـ ِم اليــو ِم إلــى الغــد»‪ .‬لقــد َم َّكنْ ُتـ ْ‬
‫ـم أولئـ َ‬
‫ومــع‬
‫َ‬ ‫ُــم فرنســ ّي َ‬
‫ون‪،‬‬ ‫َ‬
‫عــون بأ ّنك ْ‬ ‫أن يقولــوا َلكُــم‪ :‬تدَّ‬
‫بذلــك‪ْ -‬‬
‫َ‬ ‫الدُّ خــا َء ‪-‬‬
‫ِ‬
‫ّــك‬ ‫تســتطيعون القــراء َة أو الكتابــ َة بِ ُلغتك ُ‬
‫ُــم األُ ِّم؟! لكن َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ذلــك فإ ّنكُــم ال‬
‫ــت األســو َأ‪ ،‬فنحــ ُن جمي ًعــا ُم َق ِّص َ‬
‫ــرون‪ ،‬وعلينــا ْ‬
‫أن‬ ‫عزيــزي (فرانــز) َل ْس َ‬
‫لــون قــدْ را ال بــأس بِ ِ‬
‫ــه مــن‬ ‫يتحم َ‬ ‫نلــو َم أن ُف َســنا أشــدَّ ال ّلــو ِم‪ّ .‬‬
‫إن آبا َءكُــم‬
‫َ‬ ‫ً‬ ‫ّ‬
‫إليهــم فــي الحقـ ِ‬
‫ـول علــى‬ ‫َنضمــوا ِ‬ ‫أن ت ّ‬‫ـون ْ‬‫المســؤول ّي ِة‪ ،‬فقــد كانــوا ُي َف ّضلـ َ‬
‫ـول علــى حفنـ ٍـة مــن المـ ِ‬
‫ـال‪َ .‬وأنــا نَصيبــي‬ ‫الع ْل ـ ِم؛ رغب ـ ًة فــي الحصـ ِ‬ ‫َت َل ّقــي ِ‬
‫َ‬
‫رس ـ ْلكُم لِ َســقي أزهــاري‬
‫ـك؛ َأ َلــم ُأ ِ‬
‫ْ‬ ‫ـأس بِـ ِـه كذلـ َ‬
‫م ـ َن ال ّلــو ِم والتّقصيـ ِـر ال بـ َ‬
‫ِ‬

‫‪56‬‬ ‫حقوق الطبع © محفوظة لوزارة التربية والتعليم – دولة اإلمارات العربية المتحدة‬
‫ريصقلا ةَّصِقلا‬
‫ُ‬ ‫ةّيبدألا ُصوصّنلا ‪-‬‬

‫أرغــب فــي‬ ‫ــدل ِمــن ت ِ‬


‫َدريســكُم؟ وعندَ مــا ُكن ُ‬
‫ْــت‬ ‫ِ‬
‫األحيــان َب ً‬ ‫ِ‬
‫بعــض‬ ‫فــي‬
‫ُ‬ ‫ْ‬
‫أنطلـ ُـق بعدَ هــا‬ ‫ـماك َأ َلــم َأ ُكـن أكتفــي بِم ِ‬
‫نح ُكــم إجــاز ًة ِ‬ ‫ـاب لصيـ ِـد األسـ ِ‬
‫الذهـ ِ‬‫ّ‬
‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ْ ْ‬
‫ــر؟‬ ‫الم َظ ّف ِ‬ ‫بِســنّارتي كالفاتِ ِ‬
‫ــح ُ‬
‫ـدح ال ُّل َغ ـ َة‬ ‫ٍ‬ ‫الس ـ ِّيدُ (هامــل) فــي أمـ ٍ‬
‫ـرع يمتـ ُ‬
‫ـم شـ َ‬‫ـور كثيــرة‪ُ ،‬ثـ ّ‬ ‫ث َّ‬ ‫َوتحــدّ َ‬
‫ـات‬‫الفرنسـي َة‪ ،‬ويبـ ِـر ُز محاسـنَها‪ ،‬مؤ ِّكــدً ا أنّهــا تحمـ ُـل أجمـ َـل وأوضــح ُلغـ ِ‬
‫َ‬ ‫ّ َُ‬
‫أن يح َّثنــا علــى التّمسـ ِ‬
‫ـك بهــا‪،‬‬ ‫ُّ‬ ‫ـس ْ َ ُ‬ ‫العا َل ـ ِم‪ ،‬وأنّهــا األكثـ ُـر منطق ّي ـ ًة‪ ،‬ولـ ْ‬
‫ـم َينـ َ‬
‫ـك‬ ‫ـإن ت ََم ُّسـ َ‬ ‫ـتعمار إذا مــا َحـ َّـل بِ َشـ ٍ‬
‫ـعب فـ ّ‬ ‫أن االسـ‬ ‫والحفـ ِ‬
‫ـاظ عليهــا‪ُ ،‬م َب ّينًــا ّ‬
‫َ‬
‫ـاح ســجنِ ِه‪.‬‬‫ـاك ِمفتـ ِ‬‫ـعب بِ ُل َغتِـ ِـه يعنــي امتـ َ‬ ‫الشـ ِ‬ ‫هــذا ّ‬
‫ِ‬
‫رس‬ ‫كتــاب القواعــد‪ ،‬فتــا الــدّ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ذلــك‬ ‫ــم (هامــل) بعــدَ‬ ‫المع ّل ُ‬
‫فتــح ُ‬‫َو َ‬
‫ــرح ُه‪َ ،‬و َبــدا ك ُُّل مــا‬ ‫ِ‬ ‫الم َق ّــر َر‪َ ،‬و ُد ِه ْش ُ‬
‫للســرعة ا ّلتــي اســتو َع ْب ُت بهــا َش َ‬ ‫ــت ُّ‬ ‫ُ‬
‫ـت ســالِ ًفا بـ َ‬
‫ـذاك ال َقــدْ ِر‬ ‫ـهل ُم َي َّسـ ًـرا‪َ .‬لـ ْ‬
‫ـم أتذ ّكـ ْـر أ ّنــي أص َغ ْيـ ُ‬ ‫قا َلـ ُه لســمعي َسـ ً‬
‫بــر‪ ...‬بــدا‬‫الص ِ‬ ‫ذلــك ّ‬ ‫َ‬ ‫رس بِ ِ‬
‫مثــل‬ ‫ــر َح هــو َلنــا الــدّ َ‬ ‫مــن االهتمــا ِم‪ ،‬وال َش َ‬
‫ُب فــي ذواتِنــا ك َُّل مــا يعر ُفــ ُه‬ ‫أن يســك َ‬ ‫أن المســكي َن أرا َد ْ‬ ‫لــو ّ‬
‫األمــر كمــا ْ‬
‫ُ‬
‫ُدفعــ ًة واحــدةً‪.‬‬
‫أوراق جديـ ٍ‬
‫ـدة‬ ‫ٍ‬ ‫ـت ُج َم َل ـ ُه علــى‬‫القواعــدَ َد ْر ٌس فــي الكتابـ ِـة‪ ،‬كَت ْبـ ُ‬
‫ِ‬ ‫وتــا‬
‫ف َ‬
‫فــوق‬ ‫َــت أعال ًمــا صغيــر ًة ت ِ‬
‫ُرفــر ُ‬ ‫جميــل‪َ ...‬و َبــدَ ْت كمــا لــو كان ْ‬ ‫ٍ‬ ‫ٍّ‬
‫بخــط‬
‫ـت ا ّلــذي ســا َد‬ ‫الص ْمـ َ‬ ‫ـت معنــا كــي ت َْشـ َـهدَ َ‬ ‫ِ‬
‫أدراجنــا‪ ...‬ليتـ َ‬
‫ـك ُكنْـ َ‬ ‫أعمـ ِ‬
‫ذاك َّ‬ ‫ـدة‬
‫ســم ُع ســوى‬ ‫ــو ٌت ُي َ‬ ‫ــم َيكُــ ْن ُه َ‬
‫نــاك َث ّمــ َة َص ْ‬ ‫ؤوب‪َ .‬ل ْ‬ ‫َ‬
‫والعمــل الــدّ َ‬ ‫يو َمهــا‪،‬‬
‫ـض الخنافـ ِ‬ ‫ـروس‪ ،‬وو َلجـ ِ‬
‫ـس عبـ َـر‬ ‫ـت الفصـ َـل بعـ ُ‬ ‫ِ َ َ َ‬ ‫َن ْقـ ِ‬
‫ـش األقــا ِم علــى ال ُّطـ‬
‫غــار‪ ...‬كانــوا عنهــا‬ ‫أن أحــدً ا َل ِ‬ ‫الن ِ‬
‫ّافــذة ّإل ّ‬
‫الص ُ‬ ‫ــم ُيع ْرهــا اهتما ًمــا‪ ،‬حتّــى ّ‬ ‫ْ‬
‫الحمــا ِم خافِتًــا َع ْذ ًبــا‪،‬‬
‫هديــل َ‬‫ُ‬ ‫َــر َّد َد‬ ‫ٍ‬
‫شــاغل‪ .‬وفــي األعالــي ت َ‬ ‫فــي ُش ٍ‬
‫ــغل‬
‫أيضــا علــى الهديـ ِ‬
‫ـل‬ ‫الحمــا َم ً‬ ‫َ‬
‫رغمون َ‬ ‫َف ُق ْلـ ُ‬
‫ـت فــي نفســي‪ُ « :‬تــرى‪ ،‬هــل َس ـ ُي‬

‫حقوق الطبع © محفوظة لوزارة التربية والتعليم – دولة اإلمارات العربية المتحدة‬ ‫‪57‬‬
‫كتاب النصوص للصف ال ّتاسع‬

‫‪8‬‬ ‫باأللماني ِ‬
‫ــة؟»‪.‬‬ ‫سار ِت‬
‫ّ‬ ‫كيف َ‬
‫َ‬ ‫‪)8‬‬
‫أن‬
‫بعد ْ‬‫األحداث َ‬
‫ُ‬
‫ِ‬
‫الس ـ ِّيدَ (هامــل)‬‫ـع رأســي َب ْي ـ َن الوهلــة واألُخــرى‪ ،‬فــأرى َّ‬ ‫ـت أرفـ ُ‬ ‫َو ُكنْـ ُ‬ ‫أن‬
‫عرفوا جمي ُع ُهم ّ‬
‫هو‬
‫رس َ‬ ‫الد َ‬
‫هذا ّ‬
‫ِ‬
‫أرجــاء ال َف ْص ِ‬ ‫ٍ‬ ‫جالِ ًســا علــى كُرســ ّي ِه َ‬
‫ــل‬ ‫ــا َن َظ َ‬
‫ــر ُه فــي‬ ‫حــراك‪ُ ،‬منَ ِّق ً‬ ‫دون‬ ‫األخير؟‬
‫ُ‬ ‫رس‬
‫الد ُ‬
‫ّ‬

‫ـت ك ُِّل لقطـ ٍـة فــي ذاكرتِـ ِـه إلــى األبـ ِـد‪.‬‬ ‫وأركانِـ ِـه‪ ،‬فكأنّمــا هـ َـو ُيحـ ِ‬
‫ـاو ُل تثبيـ َ‬
‫ـي‬ ‫ـوال أربعيـن ســن ًة َ ِ‬ ‫ـت فــي نفســي‪ :‬طـ َ‬ ‫تَخ ّيـ ْـل‪ُ ،‬ق ْلـ ُ‬
‫ـس علــى الكُرسـ ِّ‬ ‫كان َي ْجلـ ُ‬ ‫َ‬
‫ـذة بي ـ َن فينـ ٍـة و ُأخــرى‬‫ـل‪ ،‬فيمــا تتس ـ ّل ُل نظرا ُت ـه عبــر النّافـ ِ‬
‫ُ َ‬ ‫ذاتِـ ِـه أمــا َم الفصـ ِ‬
‫ـداد َيـ ِـد البِلــى‬
‫ـك شــيء ســوى امتـ ِ‬
‫ٌ‬ ‫إلــى حديقتِـ ِـه البهيجـ ِـة‪ .‬مــا تغ ّيـ َـر ِمـ ْن ذلـ َ‬
‫ـوز ا ّلتــي َســم َق ْت‬‫ـجار الجـ ِ‬ ‫والمناضـ ِـد‪ ،‬وأشـ ِ‬ ‫ِ‬
‫المقاعــد َ‬ ‫‪ -‬نو ًعــا مــا‪ -‬إلــى َ‬
‫ـدار ُم ْل َت َّفـ ًة َحـ ْـو َل‬ ‫ِ‬ ‫فرو ُعهــا‪ ،‬وتســا َم ْت‪َ ،‬و َأذر ِع ال ّلبـ ِ‬
‫ـاب ا ّلتــي تسـ ّل َقت الجـ َ‬
‫ـك قل َبـ ُه‪،‬‬‫ـم َس َيك ِْسـ ُـر ذلـ َ‬ ‫ـقف‪ .‬يــا َللمسـ ِ‬
‫ـكين! َكـ ْ‬ ‫السـ َ‬
‫ـاوزت ّ‬ ‫النّوافـ ِـذ ح ّتــى جـ َ‬
‫ـك‬ ‫غادرنــا إلــى غيـ ِـر رجعـ ٍـة بعــدَ أن اعتــا َد علــى ذلـ َ‬ ‫َو ُي َح ِّطـ ُ‬
‫ـم كَيا َنـ ُه‪ ،‬عندَ مــا ُي ُ‬
‫قــر َلــ ُه‬ ‫ــه؟ ِ‬ ‫ُك ِّل ِ‬
‫قــرار‪ ،‬وال يــدو ُم‬ ‫ٌ‬ ‫ــع هــذا الدَّ ْه ُــر أحيانًــا‪ُ ،‬م َت َق ِّل ٌ‬
‫ــب‪ ،‬ال َي ُّ‬ ‫موج ٌ‬
‫علــى حـ ٍ‬
‫ـال‪.‬‬
‫يســتمع‬ ‫ــه‪ ،‬وهــو‬ ‫مالمــح األســى فــي تقاطيــ ِع وج ِه ِ‬ ‫و َشــر ْع ُت أقــر ُأ ِ‬
‫ُ‬ ‫َ ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ ِ‬
‫ـروح َوتجــي ُء فــي‬ ‫ـي تـ ُ‬ ‫إلــى َو ْقـ ِع خطــوات ُأختــه فــي ال ُغرفــة ال ُعلو ّيــة‪ ،‬وهـ َ‬
‫عليهمــا مغــادر ُة البـ ِ‬ ‫الس ـ َف ِر‪ ،‬إ ْذ َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ـاد‬ ‫ـم ِ ُ‬ ‫كان يتح ّتـ ُ‬ ‫ـب َّ‬ ‫إعدادهــا لحقائـ ِ‬ ‫ـم‬
‫خ َضـ ِّ‬
‫ٍ‬
‫ـجاعة ال مثيـ َـل‬ ‫كان يتح ّلــى بشـ‬ ‫الس ـ ّيدَ (هامــل) َ‬ ‫فــي اليــو ِم التّالــي‪ .‬لك ـ ّن ّ‬
‫س ح ّتــى نهايتِـ ِـه‪.‬‬ ‫َلهــا‪َ ،‬م َّكنَ ْت ـ ُه م ـ َن االســتما ِع إلــى ك ُِّل َد ْر ٍ‬
‫غــار فــي‬
‫الص ُ‬ ‫شــرع ِّ‬
‫َ‬ ‫ّاريــخ‪ُ ،‬ث ّ‬
‫ــم‬ ‫ِ‬ ‫الكتابــة جــا َء ْت ِح ّصــ ُة الت‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫درس‬ ‫بعــدَ‬
‫ـوز (هــاوزر) ينطِـ ُـق الحـ َ‬
‫ـروف‬ ‫كان العجـ ُ‬ ‫ـروف الهجائ ّيـ ِـة‪ ،‬فيمــا َ‬
‫ترديـ ِـد الحـ ِ‬
‫ــه بكلتــا يدَ ي ِ‬
‫ــه فــي‬ ‫أمســك بِ ِ‬
‫َ‬ ‫ــه‪ ،‬وقــد‬‫معهــم‪ ،‬و ِكتابــه مفتــوح علــى ركب َتي ِ‬
‫ْ‬ ‫ُ ْ‬ ‫ٌ‬ ‫َ ُ ُ‬ ‫َُ‬
‫ـك ِ‬
‫واض ًحــا فــي ت ََهــدُّ ِج‬ ‫أيضــا يبكــي‪ ،‬بــدا ذلـ َ‬ ‫ـوق ولهفـ ِـة ُمـ َـو ِّدعٍ‪َ .‬‬
‫كان هـ َـو ً‬ ‫شـ ٍ‬

‫‪58‬‬ ‫حقوق الطبع © محفوظة لوزارة التربية والتعليم – دولة اإلمارات العربية المتحدة‬
‫ريصقلا ةَّصِقلا‬
‫ُ‬ ‫ةّيبدألا ُصوصّنلا ‪-‬‬

‫ـك م ِ‬ ‫ـال‪َ .‬‬ ‫أرعشــها االنفعـ ُ‬ ‫ـرات صوتِـ ِـه ا ّلتــي‬


‫نبـ ِ‬
‫ضحـكًا‪ ،‬إلــى‬ ‫ـماع ذلـ َ ُ‬‫كان سـ ُ‬ ‫َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫هل ترى عالقةً‬
‫أشجار الجوزِ‬ ‫ِ‬
‫‪ْ )9‬‬ ‫ـم أتذ ّكـ ُـر‬
‫الضحــك وال ُبــكاء م ًعــا ‪ّ .‬أوا ُه‪َ ،‬كـ ْ‬
‫‪9‬‬
‫الرغب ـ ُة فــي ّ‬‫داهمتْنــا م َع ـ ُه ّ‬
‫َ‬ ‫حــدٍّ‬
‫بين‬
‫َ‬
‫والم َعلِّ ِم‬ ‫والل ِ‬
‫ّبالب ُ‬ ‫ُ‬
‫تفعــل مــا‬ ‫ُبــار ُح خيالــي‪ ،‬وال أخا ُلهــا‬ ‫األخيــر! ِذكــرا ُه ال ت ِ‬
‫َ‬ ‫رس‬ ‫َ‬
‫ذلــك الــدّ َ‬
‫(هامل)؟‬
‫ـت‪.‬‬
‫َحي ْيـ ُ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫أبــواق‬ ‫صــوت‬ ‫ــت ســاع ُة المدينــة الكبيــر ُة فجــأ ًة ُمتزامنــ ًة َ‬
‫مــع‬ ‫ود َّق ْ‬
‫الس ـ ّيدُ (هامــل)‬ ‫ـاحة التّدريـ ِ‬ ‫ـود العائدي ـن لِتَو ِهــم مــن سـ ِ‬ ‫الجنـ ِ‬
‫ـض ّ‬ ‫ـب‪ ،‬ونهـ َ‬ ‫َ ِّ ْ‬
‫ـم َأ َر ُه بهــذا‬ ‫ـاحبا ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫ـي أ ّنــي َلـ ْ‬
‫ـح‪َ ،‬و ُخ ّيـ َـل إلـ َّ‬ ‫ـت المالمـ ِ‬ ‫باهـ َ‬ ‫مـ ْن مقعــده‪ ،‬وبــدا شـ ً‬
‫ـول ِم ـ ْن َق ْبـ ُـل‪.‬‬
‫ال ّطـ ِ‬

‫ــم يســتطِ ْع مواصلــ َة‬ ‫قــال‪ :‬أنا‪...‬أنــا‪ ...‬علــى أنّــ ُه َل ْ‬ ‫أي أصدقائــي‪َ ،‬‬ ‫ْ‬
‫ذلــك‪.‬‬‫َ‬ ‫ــه َمنَ َعتْــ ُه ِمــ ْن‬
‫حلق ِ‬
‫الحديــث‪َ ،‬ثمــ َة غصــ ٌة فــي ِ‬
‫ّ‬ ‫َّ‬
‫ِ‬

‫َ‬
‫ودون‬ ‫رأسـ ُه‪،‬‬‫ـدار َ‬‫ـل‪ ،‬وأســندَ إلــى الجـ ِ‬ ‫ـي مـ َن الفصـ ِ‬ ‫ـن َقصـ ٍّ‬‫َأوى إلــى ُر ْكـ ٍ‬
‫ِ‬ ‫ـار إلينــا بيـ ِـد ِه ْ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬
‫ث الّذي‬‫الح َد ُ‬
‫ِ‬
‫‪)10‬ما َ‬
‫َخ َت َم الق ّصةَ ؟‬
‫ـراف‪.10‬‬ ‫ـم االنصـ ُ‬ ‫أن بِإمكان ُكـ ُ‬ ‫ـس بِبِنْــت َشــفة‪ ،‬أشـ َ‬ ‫ْ‬
‫أن ينبـ َ‬

‫حقوق الطبع © محفوظة لوزارة التربية والتعليم – دولة اإلمارات العربية المتحدة‬ ‫‪59‬‬
‫كتاب النصوص للصف ال ّتاسع‬

‫‪60‬‬ ‫حقوق الطبع © محفوظة لوزارة التربية والتعليم – دولة اإلمارات العربية المتحدة‬
‫ريصقلا ةَّصِقلا‬
‫ُ‬ ‫ةّيبدألا ُصوصّنلا ‪-‬‬

‫ناو َر ُة‬
‫مل َ‬‫ا ُ‬
‫س َتجاب‬ ‫ُم َح َّمد ُم ْ‬

‫(‪)1‬‬

‫وزيتو ًنــا»‪ُ ،‬ثــم َأ ْلقــى إِ َليـ ِـه بِالنُّقـ ِ‬ ‫َن َظــر إِلــى ال َب ّقـ ِ‬
‫ـود‪،‬‬ ‫ْ‬ ‫َّ‬ ‫ـال َل ـ ُه‪ُ « :‬أريــدُ ُج ْبنًــا َ ْ‬‫ـال‪ ،‬وقـ َ‬ ‫َ‬
‫الم َح ِّــل‪ ،‬و َأ َخ َ‬ ‫ِ‬
‫َدار إِلــى داخ ِ‬ ‫َناو َلهــا ال َب ّق ُ‬
‫ــذ َي ْق َط ُ‬
‫ــع‬ ‫ــل َ‬ ‫اســت َ‬ ‫ــال‪ ،‬و َت َف َّح َصهــا‪ُ ،‬ث َّ‬
‫ــم ْ‬ ‫ت َ‬
‫ـزان‪َ ،‬ف َأضـ َ‬ ‫ـدار َك َذ ْب َذ َب ـ َة الميـ َ‬ ‫ِ‬ ‫قالِــب الجبنَـ ِـة‪ ،‬وي َضـ ِ‬
‫ـاف‬ ‫ـع فــي الميــزان‪َ ،‬تـ َ‬ ‫ـع الق َطـ َ‬ ‫َ ُ‬ ‫َ ُْ‬
‫ِ‬ ‫إِ َل ْيـ ِـه ِق ْط َع ـ َة ُج ْبـ ٍ‬
‫الس ـكِّي َن‪ ،‬وا ْن َتـ َـز َع ُجـ ْـز ًءا‬ ‫فمــدَّ ِّ‬‫ـن ُأ ْخــرى‪ ،‬زا َد ْت َع ـ ْن ُم َعدَّ لهــا‪َ ،‬‬
‫الر ُجـ ُـل َم ْغ ِش ـ ًّيا َع َل ْيـ ِـه‪.‬‬ ‫ـك‪َ ،‬ف َقــدْ َس ـ َق َط َّ‬ ‫ِمنْهــا َغ ْيـ َـر َأ َّن ـ ُه ُسـ ْـر َ‬
‫عان مــا ْار َت َبـ َ‬

‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َق َفـ َـز الب ّقـ ُ ِ‬


‫ـاس‪،‬‬
‫ـع النّـ ُ‬ ‫َج َّمـ َ‬ ‫ـجى‪ ،‬ت َ‬ ‫الم َسـ ّ‬ ‫ـال مـ ْن َفـ ْـو ِق (ال َبنْــك)‪ ،‬ل َيصـ َـل إِلــى َ‬
‫الج َســد ُ‬ ‫َ‬
‫ـار ٌد‪ ،‬ت َْه ِو َي ـ ٌة بِـ َـورقٍ‬
‫ـم‪ :‬كولونيــا‪ ،‬مــا ٌء بـ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫و َبــدَ َأ َذوو التَّجـ ِ‬
‫َ‬ ‫ـون بنَصائح ِهـ ْ‬ ‫ب ُي ْفضـ َ‬ ‫ـار ِ‬
‫ُم َقـ ّـوى‪..‬‬

‫عاف»‪.‬‬ ‫واحدٌ ِمن ُْه ْم‪« :‬هاتوا ِ‬


‫اإل ْس َ‬ ‫صر َخ ِ‬
‫َ َ‬
‫‪)1‬هل ُيمك ُن َك ْ‬
‫أن‬
‫ـك)‪ 1‬إِلــى ِ‬ ‫ـال‪ ،‬ف َق َفـ َـز َفــو َق (البنْـ ِ‬
‫تخم َن معنى "البنك"‬‫ّ‬ ‫ـون)‪،‬‬ ‫ب (الت َِّلفـ َ‬ ‫ـح َ‬‫الم َحـ ِّـل‪َ ،‬سـ َ‬ ‫ـل َ‬ ‫داخـ ِ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫عــا َد ال َب ّقـ ُ‬
‫ـت بِالعابِريـ َن فــي َح ْلقـ ِـة‬ ‫ـاو ُل فــي (الت َِّلفـ ِ‬
‫ِ‬
‫سياق الكالمِ؟‬ ‫من‬
‫ـون)‪ ،‬و ُك َّلمــا َمـ َّـر ْت َل ْح َظـ ٌة َأ ْل َقـ ْ‬ ‫و َظـ َّـل ُيحـ ِ‬
‫ِ‬ ‫ت ِ‬ ‫ال َّت َفــر ِج َعلــى الجسـ ِـد المســجى‪ ،2‬و َأخيــرا رد ِ‬
‫هذ ِه‬
‫‪)2‬ماذا تفهم من ِ‬ ‫ـعاف َع َل ْيــه‪ ،‬فـ َ‬
‫ـراح َي ْصـ َـر ُخ‬ ‫اإل ْسـ ُ‬ ‫ً َ َّ‬ ‫ُ َ ّ‬ ‫َ َ‬ ‫ُّ‬
‫ُ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ور َقــ ِم بِطا َقتــه َّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫الر ُج َ‬‫ــم َأ َّن َّ‬
‫ــف َل ُه ْ‬ ‫الش ْ‬ ‫بِ ُعنْوانــه َو َر َقــ ِم َم َح ِّلــه َ‬
‫ِ‬
‫العبارة؟‬ ‫ــل‬ ‫ــخص َّية‪ ،‬و َي ْحل ُ‬
‫ـف َع َر َق ـ ُه‪-‬‬ ‫‪-‬وهـ َـو ُي َج ِّفـ ُ‬
‫ـم َجمي ًعــا ُ‬ ‫ـم َأ ْن َب َّأ ُهـ ْ‬
‫ف َعنْ ـ ُه َش ـ ْي ًئا‪ُ ،‬ثـ َّ‬‫ُم َجـ َّـر ُد عابِـ ٍـر‪ ،‬ال َي ْعـ ِـر ُ‬
‫ـعاف ِ‬ ‫اإلسـ ِ‬
‫قاد َم ـ ٌة حـ ً‬
‫ـال‪.‬‬ ‫بِـ َـأ َّن َع َر َب ـ َة ِ ْ‬

‫ـل َيقــو ُم َق ِو ًّيــا ُمعافــى‪،‬‬ ‫ٍ‬ ‫كولونيــا‪ ،‬مــا ٌء بـ ِ‬


‫بالر ُجـ ِ‬‫ـار ٌد‪ ،‬ت َْه ِو َي ـ ٌة بـ َـو َرق ُم َقـ ّـوى‪ ..‬فــإِذا َّ‬
‫ــض ال ُغبــار َعــن مالبِ ِس ِ‬
‫ــه‪،‬‬ ‫ــجى‪َ ،‬ن َف َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫َيــكا ُد َأ ّل َي‬
‫ْ‬ ‫َ‬ ‫الم َس ّ‬ ‫الج َســد ُ‬ ‫ــب َ‬ ‫كــون صاح َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ـح َلـ ُه النّـ ُ‬
‫ـاس َطري ًقــا‪،‬‬ ‫ـم‪َ ،‬و َو ْج ُهـ ُه َينـ ُّـز َع َر ًقــا َأ ْو َخ َجـ ًـا‪َ ،‬ف َتـ َ‬‫وا ْع َتـ َـذ َر إِليهــم َجميع ِهـ ْ‬
‫ورحـ َـل بــا جبنَـ ٍـة وال َزيتـ ٍ‬
‫ـون‪..‬‬ ‫ْ‬ ‫ُْ‬ ‫َ َ‬

‫حقوق الطبع © محفوظة لوزارة التربية والتعليم – دولة اإلمارات العربية المتحدة‬ ‫‪61‬‬
‫كتاب النصوص للصف ال ّتاسع‬

‫(‪)2‬‬

‫َخ ِر ُب َب ْيت ََك!‬


‫عاف َست ْ‬ ‫ِ‬
‫اإل ْس ُ‬

‫زق ا َّلــذي و َقــع ِ‬ ‫ــأ ِ‬ ‫ِ‬


‫ــروا‬ ‫وج َ‬
‫ــروا َيمينًــا‪َ ،‬‬
‫فج َ‬
‫ــال‪َ ،‬‬ ‫فيــه ال َب ّق ُ‬ ‫َ َ‬ ‫ّــاس إِلــى َ‬
‫الم ْ‬ ‫ا ْن َت َبــ َه الن ُ‬
‫الج َسـ ِـد‬
‫ـب َ‬
‫ِ‬
‫ـب صاحـ ُ‬ ‫ـون األَ ْيــدي‪ ،‬و َيتَســا َء َ‬
‫لون‪َ « :‬أ ْيـ َن َذ َهـ َ‬ ‫ـارا‪ ،‬وعــادوا َينْ ُفضـ َ‬
‫َيسـ ً‬
‫ــجى؟»‪.‬‬
‫الم َس ّ‬ ‫ُ‬
‫واحــدٌ يحكــي َأ َّن عربــ َة إِ ْط ِ‬ ‫ــكان‪ِ :‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫فــاء‬ ‫َََ‬ ‫َ ْ‬ ‫الم َ‬ ‫الم ْزع َجــ ُة ُت َغ ّطــي َ‬ ‫َبــدَ َأت األَ ْف ُ‬
‫ــكار ُ‬
‫ريــق‪ ،‬ف َغ َّرمــو ُه ِع ْشــري َن ُجنَ ْي ًهــا‪،‬‬ ‫الح ُ‬ ‫ِ ِ‬
‫ريــق جــا َء ْت إِلــى َب ْيتــه َب ْعــدَ َأ ْن ا ْن َط َف َــأ َ‬ ‫الح ِ‬ ‫َ‬
‫ِ‬ ‫ـول ِ‬ ‫ـس مـ ْن ُوصـ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫وواحــدٌ َأ َخـ َـذ ا ْبنَـ ُه إِلــى ال َّطبيـ ِ‬ ‫ِ‬
‫اإل ْســعاف‪ ،‬ف َغ َّرمــو ُه‬ ‫ـب َب ْعــدَ َأ ْن َيئـ َ‬
‫(البوليــس) َب ْعــدَ َأ ْن‬ ‫فو َص َ‬
‫ــل‬ ‫ٍ‬ ‫وواحــدٌ َأ ْب َل َ‬ ‫ِ‬ ‫َع ْشــر َة جنَي ٍ‬
‫ُ‬ ‫شــاج َرة‪َ ،‬‬ ‫ــغ َعــ ْن ُم َ‬ ‫هــات‪،‬‬ ‫َ ُ ْ‬
‫ــج ِن‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ــغ َعنْهــا كَذ ًبــا‪ ،‬وواحــدٌ َقضــى ُأ ْســبو ًعا فــي س ْ‬ ‫ــت‪ ،‬فا ْع َت َبــرو ُه َقــدْ َأ ْب َل َ‬‫ُف َّض ْ‬
‫الم َب َّلــ ِغ‬ ‫مــال ال َق ْب ِ‬ ‫طات‪ ،‬وإِ ْه ِ‬ ‫ــاق الســ ُل ِ‬ ‫ــة إِ ْق ِ‬ ‫َــة ُبتُهم ِ‬ ‫المدين ِ‬
‫ــص ُ‬ ‫ــض َعلــى ال ِّل ِّ‬ ‫ُّ‬ ‫ْ َ‬ ‫َ‬
‫ـت‪ ،‬يــا‬ ‫ـال َي ْصـ َـر ُخ‪َ « :‬أ ْيـ َن َأ ْنـ َ‬ ‫ِ‬
‫ب ا َّلتــي َج َع َلــت ال َب ّقـ َ‬ ‫ـرات التَّجـ ِ‬
‫ـار ِ‬ ‫ـاك َع َشـ ُ‬ ‫وهنـ َ‬ ‫َعنْـ ُه‪ُ ،‬‬
‫ــجى؟»‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫هذ ِه‬
‫‪)4‬ماذا ُتسمى ِ‬
‫‪4‬‬
‫الم َس ّ‬ ‫الج َســد ُ‬ ‫ــب َ‬ ‫صاح َ‬ ‫َ ّ‬
‫اللّحظةُ في ِّ‬
‫خط‬
‫ِ‬
‫األحداث في‬ ‫ِ‬
‫سير‬
‫(‪)3‬‬ ‫القصة؟ِ‬
‫ِ ّ‬

‫ــل‪ ،‬و َي ْقت ِ‬


‫ــل األَ ْم َث ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫فــي ِم ْث ِ ِ ِ‬
‫َــر ُح َأ ْن َيت ََصن َ‬
‫َّــع‬ ‫بالح ِّ‬
‫ــل َهــذه الحــاالت َي َت َقــدَّ ُم واحــدٌ َ‬
‫اإلسـ ِ‬ ‫ـال ِ‬ ‫وس ـ َي ْع َم ُل ِرجـ ُ‬ ‫ِ‬
‫ـعاف‬ ‫الم َحـ ِّـل‪َ ،‬‬ ‫َأ َحــدُ الواقفي ـ َن ال َغ ْيبوب ـ َة‪ ،‬و َأ ْن َينــا َم َأمــا َم َ‬
‫ـت؟»‪،‬‬ ‫ـي ٌء‪ُ ،‬هـ َـو َحـ ٌّـل ُم َو َّفـ ٌـق‪« :‬لِمــاذا ال َت َت َقــدَّ ُم َأ ْنـ َ‬‫ث َشـ ْ‬ ‫ـاذ ِه‪ ،‬و َلـ ْن َي ْحــدُ َ‬ ‫َعلــى إِنْقـ ِ‬
‫ــل‪ ،5‬و َأ ْلقــى بنَ ْف ِس ِ‬
‫ــه َأمــا َم‬ ‫ــل َاأل ْم َث ِ‬ ‫الح ِّ‬ ‫صاح ِ‬‫ِ‬ ‫الشــها َم ِة فــي‬ ‫ــض َوريــدُ َّ‬ ‫فا ْن َت َف َ‬
‫ِ‬
‫ــب َ‬ ‫العبارة التي‬ ‫‪)5‬ما معنى‬
‫تح َتها ٌّ‬
‫خط؟‬
‫ــو ِق‬ ‫صاحــب المح ِّ ِ‬ ‫ِ‬ ‫فض ِح َ‬ ‫الم َح ِّ‬
‫ــل مــ ْن َف ْ‬ ‫ُ َ َ‬ ‫وشــكَرو ُه‪ ،‬و َق َف َ‬
‫ــز‬ ‫ّــاس‪َ ،‬‬ ‫ــك الن ُ‬ ‫ــل‪َ ،‬‬ ‫َ‬
‫ــجى‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫كــون إِلــى جان ِ‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫الم َس ّ‬ ‫الج َســد ُ‬ ‫ــب َ‬ ‫(ال َبنْــك)؛ ل َي‬

‫(‪)4‬‬

‫الش ِ‬ ‫ِ‬ ‫الم ْق ِل ِ‬ ‫بص ِ‬ ‫ج ْلج َل ِ‬


‫ــت ِ‬
‫ــار ِع‬ ‫بــار فــي ّ‬ ‫ــق‪َ ،‬فأ َ‬
‫ثــارت ال ُغ َ‬ ‫فيرهــا ُ‬ ‫ــعاف َ‬
‫ُ‬ ‫اإل ْس‬ ‫َ َ‬

‫‪62‬‬ ‫حقوق الطبع © محفوظة لوزارة التربية والتعليم – دولة اإلمارات العربية المتحدة‬
‫ريصقلا ةَّصِقلا‬
‫ُ‬ ‫ةّيبدألا ُصوصّنلا ‪-‬‬

‫الض ِحـ َ‬
‫ـك‪ ،‬وا ْفتَعلــوا‬ ‫ـون بالحي َلـ ِـة َّ‬ ‫ـم ِ‬
‫العارفـ َ‬ ‫ـاش فــي ُقلـ ِ‬
‫ـوب النّـ ِ‬
‫ـاس‪َ ،‬ك َتـ َ‬ ‫واالرتِعـ َ‬
‫ْ‬
‫ِ‬
‫ــجى‪.‬‬
‫الم َس ّ‬
‫الج َســد ُ‬ ‫ــر إِلــى َ‬‫التَّشــا ُغ َل بالنَّ َظ ِ‬

‫ٍ‬ ‫ـعاف‪ ،‬و َنـ َـز َل ِمنْهــا رجـ ِ‬ ‫اإلسـ ِ‬


‫ـاس‬ ‫وح َي ِو َّيــة‪َ ،‬أ َمــرا النّـ َ‬
‫باهتمــا ٍم َ‬ ‫ـان ْ‬ ‫َ ُ‬ ‫ـت َع َر َب ـ ُة ِ ْ‬ ‫َو َق َفـ ْ‬
‫الج َسـ ِـد‬ ‫ِ‬
‫الر ْجــان إِلــى َ‬
‫ـاد‪ ،‬فتَبا َطــؤوا فــي الرجــو ِع إلــى َ ِ‬
‫الخ ْلــف‪َ ،‬ت َقــدَّ َم َّ‬ ‫ُّ‬
‫باالبتِعـ ِ‬
‫ْ‬
‫ـجى‪َ ،‬حـ َّـركا ِذرا َع ْيـ ِـه‪َ ،‬و َوضعــا ُأ ُذ َن ْي ِهمــا َعلــى التّوالــي َفـ ْـو َق َصــدْ ِر ِه‪َ ،‬أعــادا‬ ‫الم َسـ ّ‬
‫ُ‬
‫ـل‪.‬‬ ‫ـح َأ َحدُ ُهمــا َع ْي ـ َن َّ‬
‫الر ُجـ ِ‬ ‫الذرا َع ْيـ ِ‬
‫ـن‪َ ،‬ف َتـ َ‬ ‫ـك ِّ‬ ‫َحريـ َ‬ ‫ت ْ‬

‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ـض َّ ِ‬ ‫اِ ْن َط َل َقـ ْ‬


‫ـجى‪،‬‬
‫الم َسـ ّ‬ ‫الم ْل َت َّفــة َحـ ْـو َل َ‬
‫الج َســد ُ‬ ‫الح َلقــات ُ‬ ‫الضحــكات مـ َن َ‬ ‫ـت َب ْعـ ُ‬
‫هذ ِه‬
‫كنت تتوقّع ِ‬
‫ُ‬ ‫هل ُ ْ َ‬
‫‪ْ )6‬‬ ‫‪6‬‬
‫الر ُجـ ُـل!»‪.‬‬
‫ـات َّ‬
‫ـال‪« :‬مـ َ‬ ‫ـم قـ َ‬
‫ـاس‪ُ ،‬ثـ َّ‬ ‫الر ُج َل ْيـ ِ‬
‫ـن فــي النّـ ِ‬ ‫وصـ َـر َخ َأ َحــدُ َّ‬ ‫َ‬
‫ال ّنهايةَ ؟‬

‫حقوق الطبع © محفوظة لوزارة التربية والتعليم – دولة اإلمارات العربية المتحدة‬ ‫‪63‬‬
‫كتاب النصوص للصف ال ّتاسع‬

‫‪64‬‬ ‫حقوق الطبع © محفوظة لوزارة التربية والتعليم – دولة اإلمارات العربية المتحدة‬
‫ريصقلا ةَّصِقلا‬
‫ُ‬ ‫ةّيبدألا ُصوصّنلا ‪-‬‬

‫ِ‬
‫دارس‬‫مل‬ ‫ُم َف ِّت ُ‬
‫شا َ‬
‫(م‪ .‬آثار طاهر)‬

‫الشــار ِع‬
‫ـفل ّ‬ ‫ـش ِم ـ ْن فـ ّـا ٍح َ‬
‫كان يحمـ ُـل محرا َث ـ ُه إلــى ن َّجـ ٍ‬
‫ـار أسـ َ‬ ‫الم َف ِّتـ ُ‬
‫استفسـ َـر ُ‬
‫ـن المدرسـ ِـة‪.‬‬ ‫عـ ِ‬
‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬
‫ـار‬ ‫آه‪َ ..‬أ َجـ ْـل ُهنــا مدرس ـ ٌة فــي مــكان مــا‪ ..‬وأعتقــدُ أنّهــا خـ ُ‬
‫ـارج القريــة‪ .‬وأشـ َ‬
‫ـار إلــى الطريـ ِـق ال ّطال ـ ِع م ـ َن القريـ ِـة‪.‬‬ ‫ٍ‬
‫بإصب ـ ٍع ُم َش ـ ّققة طالهــا الغبـ ُ‬
‫ِ‬
‫الميــاه‬ ‫كثيــر مــ َن‬ ‫ــات َوال ّط ِ‬ ‫الشــوارع مليئــ ًة بالم َطب ِ‬ ‫َــت ّ‬ ‫كان ِ‬
‫تســر َب إليهــا ٌ‬ ‫يــن‪َ ،‬و َّ‬ ‫َ ّ‬ ‫ُ َ‬
‫ِ‬
‫المــاء‬ ‫ــل َم ْت ِمــ َن‬ ‫ــة‪ ..‬فيمــا اتّشــح ْت ُأخــرى س ِ‬ ‫البيــوت ال ّطيني ِ‬‫ِ‬ ‫ّازحــة ِمــ َن‬
‫ِ‬ ‫الن‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬
‫ـول‪ ،‬فمــا َ‬
‫كان مـ َن‬ ‫ـدأت الحقـ ُ‬‫ـث بـ ِ‬ ‫ـوارع فجــأ ًة حيـ ُ‬ ‫ـك ّ‬ ‫ـت تلـ َ‬ ‫‪-‬بال ُغبـ ِ‬
‫الشـ ُ‬ ‫وانتهـ ْ‬
‫ـار‪َ -‬‬
‫ـائق‬‫ـن‪ .‬وعلــى ُب ْعـ ٍـد َب ُصـ َـر بسـ ِ‬ ‫ـب َب ْي ـ َن َح ْق َل ْيـ ِ‬‫ب َر ْطـ ٍ‬ ‫ـار َع ْبـ َـر َد ْر ٍ‬
‫أن سـ َ‬ ‫ـش ّإل ْ‬ ‫المف ّتـ ِ‬
‫ِ‬
‫راجــة‪،‬‬ ‫ــف ِ‬
‫ســائ ُق الدّ‬ ‫اقتــرب ِمنْــ ُه َحتّــى تَو ّق َ‬ ‫دراجــة متّجهــا ناحيتَــه‪ ،‬ومــا ِ‬
‫إن‬ ‫ٍ‬
‫َ‬ ‫ً‬
‫ـف باحتــرا ٍم َل ـ ُه‪:‬‬ ‫أن َي ِقـ َ‬ ‫ـزل عنهــا قبـ َـل ْ‬ ‫َونـ َ‬

‫‪ -‬أي َن المدرس ُة؟‬

‫‪ -‬المدرس ُة؟‬

‫‪َ -‬أ َج ْل!‬


‫ـجرة بعيـ ٍ‬
‫ـدة‪ .‬إِنّهــا‬ ‫ـال الــدَّ راج مشــيرا إلــى َشـ ٍ‬ ‫الشيشــا ِم تِ ْلـ َ‬
‫ـك‪ .‬قـ َ‬ ‫ـجر َة ّ‬
‫َ‬ ‫ّ ُ ُ ً‬ ‫‪-‬أتـ َـرى َشـ َ‬
‫تحتَهــا‪.‬‬
‫ِ‬
‫‪َ -‬ه ْل بإمكان َك َأ ْن َ‬
‫تأتي معي َفتُر َيني إ ّياها؟‬

‫ـروي موج ـ ٌة َز ْهـ ٍـو إ ْذ إ َّن ـ ُه ُقــدِّ َر َل ـ ُه َأ ْن َي ُمــدَّ َيــدَ ال َعـ ْـو ِن إلــى َس ـ ِّي ٍد‬ ‫ِ‬
‫َوغمـ َـرت القـ َّ‬
‫شــعر بال َف ِ‬ ‫ِ‬ ‫ج ٍ ِ‬
‫ــل‬‫خــار ُيك ِّل ُ‬ ‫ــو ِر موافقتَــه‪َ .‬و َ‬ ‫ليــل مــ َن المدينــة‪َ ،‬وأعلــ َن علــى ال َف ْ‬ ‫َ‬
‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫هامتَــ ُه تــار ًة ُأخــرى‪ ،‬إِ ْذ تخ ّي َ‬
‫عابــر‬ ‫ديــر المدرســة َو ُط ّل َبهــا َأ ْو َّ‬
‫أي‬ ‫نفســ ُه َو ُم َ‬ ‫ــل َ‬
‫ـك ســيعلو فــي‬ ‫الشـ َّ‬ ‫ـك الباشــا‪ ..‬شــأ ُن ُه َ‬ ‫ـرون إليـ ِـه وهـ َـو بِ ُصحبـ ِـة ذلـ َ‬ ‫ـروي ينظـ َ‬ ‫َقـ ٍّ‬
‫انتفــخ لهمــا‬ ‫َ‬ ‫ــب والت ِ‬
‫ّيــه‬ ‫ــي ٍء ِمــ َن ال ُع ْج ِ‬ ‫لذلــك بِ َش ْ‬ ‫َ‬ ‫أحــس‬
‫َّ‬
‫ِ‬
‫الغافيــة‪َ ..‬و‬ ‫هــم‬
‫قريت ُ‬
‫ِ‬

‫حقوق الطبع © محفوظة لوزارة التربية والتعليم – دولة اإلمارات العربية المتحدة‬ ‫‪65‬‬
‫كتاب النصوص للصف ال ّتاسع‬

‫َصــدْ ُره‪َ ..1‬وســارا َســو ًّيا‪.‬‬ ‫شعر‬


‫‪)1‬كيف َي ُ‬
‫إزاء ُم َف ّت ُش‬
‫القروي َ‬
‫ُّ‬
‫ِ‬
‫المدرسة؟ لماذا؟‬
‫يعمل بجدٍّ ود َأ ٍ‬
‫ب‪.2‬‬ ‫الم َع ِّل َم َأعني‪ ،‬وهو ُ‬ ‫‪ -‬إ َّن ُه َر ُج ٌل ٌ‬
‫رائع ياس ّيدي‪ُ ،‬‬ ‫يكون‬
‫َ‬ ‫أن‬
‫هل تتوق ُّع ْ‬
‫‪ْ )2‬‬
‫ِ‬ ‫ــث ِ‬ ‫ــت َعمليــ ُة البح ِ‬ ‫ِ‬ ‫المعل ُّم كما وص َف ُه‬
‫ُ‬
‫ــدارس‬ ‫الم‬
‫عــن َ‬ ‫ّ َ ْ‬ ‫أضح ْ‬ ‫َ‬ ‫ــدارس‪ ،‬لقــد‬ ‫الم‬
‫ِّــش َ‬ ‫جــب ُم َفت ُ‬
‫ــم ُي ْ‬ ‫َل ْ‬ ‫القروي؟‬
‫ُّ‬
‫رة واألقاليـ ِم النّائيـ ِـة‬ ‫ـدن ال َقـ ِـذ ِ‬
‫ـات اســتنزا ًفا لِصبـ ِـره وج َلـ ِـده‪ ،‬فــي المـ ِ‬
‫ُ‬ ‫َ ْ َ‬
‫عبــر القطاعـ ِ‬
‫َ‬
‫بــار‪ ،‬وفــي ال ُقــرى الن ِ‬ ‫ِ‬
‫خــان وال ُغ ِ‬ ‫والمراكــز الم ِ‬
‫رقــات‬
‫ُ‬ ‫حيــث ال ُّط‬
‫ُ‬ ‫ّائيــة‬ ‫ثقلــة بالدُّ‬ ‫ِ ُ‬
‫ـك‬ ‫ـب لذلـ َ‬ ‫ـع الكئيـ ُ‬‫ـير َع ْب َرهــا‪ ..‬والوضـ ُ‬ ‫أن تسـ َ‬ ‫ـب» ْ‬ ‫َض ّي َقـ ٌة اليمكـ ُن لِ َسـ ّيارتِه «الجيـ ِ‬
‫ـك عبــر سـ ِ‬ ‫كان عليـ ِـه َأ ْن َيعتــا َد ذلـ َ‬ ‫الحـ ْـز َن فــي النّفـ ِ‬ ‫ِ‬
‫ـنوات‬ ‫َ َ‬ ‫ـوس‪َ ..‬‬ ‫ـث ُ‬ ‫ك ِّلــه َكـ ْ‬
‫ـم يبعـ ُ‬
‫ـت‬ ‫ـهولة‪ ،‬ف ـك ُُّل َمدرسـ ٍـة كا َنـ ْ‬ ‫ـذه السـ ِ‬
‫ّ‬
‫ـاث‪ ..‬لك ـن األمــر لــم يك ـن بهـ ِ‬
‫ْ‬ ‫َ ْ‬ ‫َّ‬
‫عملــه ال ّثـ ِ‬
‫ِ‬
‫ب ال ّطلبـ ِـة‪َ ،‬و ُع ُتـ ِّـو‬ ‫ـاس‪ ،‬تَس ـ ُّي ِ‬ ‫ـص المـ َـؤ ِن‪ ،‬المبـ ِ‬
‫ـاالة النّـ ِ‬ ‫ُ‬ ‫ـض؛ َن ْقـ ِ ُ‬ ‫ـع َو َج ـ ٍع َم ْحـ ٍ‬ ‫منبـ َ‬
‫ـات‬ ‫ـع ِه َأ ْن َي َعم َل ـ ُه؟ تَوصيـ ٌ‬ ‫ذاك كثيــرا جــدًّ ا‪ُ 3.‬ثــم‪ ،‬ماا ّلــذي بوسـ ِ‬
‫َ ْ‬ ‫َّ‬ ‫ً‬ ‫كان َ‬ ‫المعلمي ـ َن‪َ ،‬‬ ‫ُ‬ ‫تصف حيا َة‬‫ُ‬
‫الم ِ‬
‫كيف‬
‫َ‬ ‫‪)3‬‬
‫دارس من‬ ‫ش‬ ‫ِ‬ ‫ت‬
‫ّ‬ ‫ف‬
‫َ‬ ‫م‬
‫ـط والتَّنميـ ِـة تِ ْلـ َ‬ ‫َرفضهــا إِدار ُة التَّخطيـ ِ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫ـط قليـ ًـا َوتُطـ ِّـو ُر‬ ‫ُخ ّطـ ُ‬ ‫ـك ا ّلتــي ت َ‬ ‫ـات ت ُ‬ ‫َوتَوصيـ ٌ‬ ‫الف ِ‬
‫قرة؟‬ ‫هذ ِه ِ‬ ‫ِ‬

‫َأ َقـ َّـل ِم ـ َن القليــل!‪.‬‬


‫ِ ‪4‬‬ ‫ِ‬
‫الحوار‬ ‫‪ِ )4‬م ْن هذا‬
‫ِ‬
‫القصير‬ ‫الداخلي‬
‫ِّ‬
‫ــح البِك ِ‬ ‫ــر ِة ال َق ْم ِ‬ ‫حروثــة و ُأخــرى ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫تصف‬
‫ُ‬ ‫كيف‬
‫َ‬
‫ْــر‪،‬‬ ‫ــت ُ‬
‫بخ ْض َ‬ ‫قــد اخض َّل ْ‬ ‫َ‬ ‫بحقــول َم‬ ‫ــر‬
‫َو َم َّ‬ ‫ِ‬
‫إحساس المفتش؟‬
‫َ‬
‫ـت الميــاه فيـ ِـه فركــدَ ْت‪ ،‬فيمــا كانـ ِ‬ ‫وتَجمعـ ِ‬
‫ـف‬ ‫ـرات تَطيـ ُـر فو َقـ ُه َأ ْو َ‬
‫تزحـ ُ‬ ‫ـت الحشـ ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ َ ّ َ‬
‫رو َح‬ ‫ـت فجــأ ًة وقــد عــا َطنينُهــا‪َ ..‬و ّ‬ ‫علــى َس ـ ْط ِح ِه‪ ،‬وعندَ مــا َد َن َيــا منهــا ارتف َعـ ْ‬
‫يســير دافِ ًعــا‬
‫ُ‬ ‫كان ال َف ّ‬
‫ــا ُح‬ ‫ــه طــار ًدا إ ّياهــا فيمــا َ‬ ‫وجه ِ‬
‫المــدارس علــى ِ‬ ‫ِ‬ ‫ُم َفت ُ‬
‫ِّــش‬
‫ـك أســتار السـ ِ‬
‫ـكون‪َ .‬و َو َجــدَ‬ ‫َ ُّ‬ ‫وأجراســها ت َْهتِـ ُ‬
‫ُ‬
‫واسـع ٍة رشـ ٍ‬
‫ـيقة‪،‬‬ ‫َ‬
‫ـوات ِ‬ ‫دراج َتــه بِ ُخطـ ٍ‬
‫َّ‬
‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫لمــا‬‫أكوازهــا ّ‬ ‫ـل ُذ َرة فــي‬ ‫الس ـ ْي ِر بمحاذاتــه‪َ ..‬و َمـ ّـرا َ‬
‫بح ْقـ ِ‬ ‫ـش صعوب ـ ًة فــي َّ‬ ‫الم َف ِّتـ ُ‬
‫ُ‬
‫«الشيشــا ِم»!‬ ‫ــجر ُة ّ‬ ‫ــم َق ْت َش َ‬
‫ــل َس َ‬ ‫الح ْق ِ‬
‫ــف َ‬ ‫َــز ْل‪َ ،‬و َخ ْل َ‬ ‫ت َ‬
‫ث ُمنتظِـ ًـرا َطـ ْـو َر َن ْثـ ِـر البـ ِ‬
‫ـذور‪ّ ،‬إل ّ‬
‫أن‬ ‫ـت َشــجر ًة ظليلـ ًة علــى حا ّفـ ِـة َح ْقـ ٍ‬
‫ـل ُحـ ِـر َ‬ ‫كا َنـ ْ‬
‫ـي‪:‬‬
‫الريفـ ُّ‬
‫ـاك‪ ..‬واســتا َء ّ‬‫أحــدً ا لــم َي ُكـ ْن ُهنـ َ‬

‫ِ‬
‫األرض علــى‬ ‫ـك‪ ،‬قبـ َـل حــر ِ‬
‫ث‬ ‫ـت المدرس ـ ُة ُهنــا‪َ ،‬أنــا ُمتأ ّكــدٌ ِم ـ ْن ذلـ َ‬ ‫‪َ -‬قــدْ كا َنـ ِ‬
‫َ ْ‬
‫أقـ ِّـل تقديـ ٍـر!‬

‫‪ُ -‬ث َّم؟‬

‫‪66‬‬ ‫حقوق الطبع © محفوظة لوزارة التربية والتعليم – دولة اإلمارات العربية المتحدة‬
‫ريصقلا ةَّصِقلا‬
‫ُ‬ ‫ةّيبدألا ُصوصّنلا ‪-‬‬

‫‪ -‬ال ُبدَّ وأنّها انتق َل ْت إلى َم ْوق ٍع َ‬


‫آخر!‬

‫‪ -‬ولك ْن‪ ..‬المبنى‪..‬؟‬

‫‪ -‬المبنى؟!‬

‫أليس ُه َ‬
‫ناك مبنًى؟‬ ‫‪َ -‬‬

‫ــم ينق ُلهــا م َعــ ُه‪ ،‬وأنّــى َذ َه َ‬


‫ــب‬ ‫نــاك البتّــ َة‪ ،‬إِ َّن ُ‬
‫الم َع ِّل َ‬ ‫كل َســ ِّيدي‪ ،‬ال َمبنــى ُه َ‬
‫‪ّ -‬‬
‫ارتح َل ْ‬
‫ــت م َعــ ُه‪.‬‬

‫ـول ِعــدّ ٍة‪ ،‬بعــدَ ْ‬


‫أن أعيتْهمــا‬ ‫وأبصــر الريفــي َف ّل ًحــا يحمـ ُـل ِم ْجرفـ ًة علــى ُب ْعـ ِـد ُحقـ ٍ‬
‫َ‬ ‫َ ّ ُّ‬
‫الحيل ُة ‪:‬‬

‫صاح فيه‪.‬‬ ‫‪ِ -‬‬


‫أنت‪َ .‬‬
‫هيه‪َ ..‬‬
‫ـدل‪ِ .‬‬ ‫ـن الجــر ِ‬
‫ـمس ســاقط ًة‬ ‫كانت ّ‬
‫الشـ ُ‬ ‫أن يعتـ َ‬
‫ف قبـ َـل ْ‬ ‫ـي عـ ِ َ ْ‬ ‫المحنـ ُّ‬
‫الج َســدُ َ‬‫ـف َ‬ ‫َوتو ّقـ َ‬
‫فــي َع ْينَ ْيـ ِـه‪ ،‬فظ َّل َلهمــا بيديـ ِـه‪ ،‬ونظـ َـر إليهما‪:‬‬
‫ِ‬
‫المدينة ليراها‪.‬‬ ‫ياصاح؟ ُهنا أستا ٌذ م َن‬
‫ِ‬ ‫‪ -‬أي َن المدرس ُة‬
‫ِ‬
‫القصــب‪ ،‬لقــد رأيتُهــم علــى مــا أظــ ُّن‬ ‫ِ‬
‫حقــل‬ ‫ِ‬
‫بجانــب‬ ‫‪-‬مدرســ ٌة؟ ّ‬
‫إن األوال َد‬
‫ـاح ال َفـ ّـا ُح ُمجي ًبــا‪.‬‬ ‫ُمتَّجهي ـ َن إليــه هــذا الصبـ ِ‬
‫ـاح‪ .‬صـ َ‬

‫ـات فــي‬‫ـول‪ ،‬فيمــا امتــدّ ْت ســو ُق النَّبـ ِ‬ ‫ـب كثي ًفــا َغن ًّيــا بالمحصـ ِ‬ ‫كان حقـ ُـل ال َق َصـ ِ‬ ‫َ‬
‫ُ ْ‬
‫ـرار‪ ..‬وحمــرا َء داكنـ ٍـة‪ ،‬وغا َبـ ْ‬
‫ـت‬ ‫ـت ببقـ ٍع رماد ّيـ ِـة االخضـ ِ‬ ‫ُشــموخٍ ‪ ..‬وقـ ِـد اصطب َغـ ْ‬
‫ات النّســي ِم‪ .‬وفــي الجهـ ِـة األُخــرى‬ ‫ذراهــا فــي ر ْقصـ ٍـة نَشــوى متمايلـ ٍـة مــع هـ ّـز ِ‬
‫َ َ َ‬ ‫ُ‬ ‫َ َ‬
‫ـم‬ ‫وآن بِ ُ‬
‫ذارهــا‪َ .‬و َن َظــرا َح ْو َل ُهمــا‪َ ..‬لـ ْ‬ ‫ـت‪َ ،‬‬ ‫ـول عديــد ٌة قــد ُح ِر َثـ ْ‬ ‫ـت ُهنــاك حقـ ٌ‬ ‫كا َنـ ْ‬
‫َي ُك ـ ْن ُهنــاك َأ َحــدٌ ‪.‬‬
‫ٍ‬
‫دهشة‪.‬‬ ‫يفي في‬ ‫ِ‬
‫القصب! َ‬ ‫ذكر َ‬
‫الر ُّ‬
‫قال ّ‬ ‫حقل‬ ‫‪ -‬لقد َ‬
‫األمر ُم ِم ًّل‪.‬‬
‫بات ُ‬ ‫الم َفت ُِّش‪َ .‬‬ ‫أجل‪َ .‬‬
‫قال ُ‬ ‫‪ْ -‬‬

‫حقوق الطبع © محفوظة لوزارة التربية والتعليم – دولة اإلمارات العربية المتحدة‬ ‫‪67‬‬
‫كتاب النصوص للصف ال ّتاسع‬

‫َت في الن ِ‬
‫ّاحية األُخرى!‬ ‫‪ُ -‬ر َّبما كان ْ‬
‫ذلك‪ ،‬وعندَ ما ت ِ‬
‫َجدُ المدرس َة َأ ْخبِ ْرني‪.‬‬ ‫َح َّر َع ْن َ‬
‫أنت َوت َ‬
‫ب َ‬ ‫اذه ْ‬
‫اسمع! َ‬
‫ْ‬ ‫‪-‬‬
‫دارس ِ‬
‫ِ‬ ‫َ‬
‫ماس ًحا حاج َب ُه‪.‬‬ ‫قال ُم َفت ُِّش َ‬
‫الم‬
‫ِ‬
‫المفقودة‪.‬‬ ‫ِ‬
‫المدرسة‬ ‫يبحث ِ‬
‫عن‬ ‫ُ‬ ‫وانطلق‬ ‫يفي دراج َت ُه جان ًبا‪،‬‬
‫َ‬ ‫الر ُّ‬
‫طرح ّ‬
‫َو َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ــمراء‪،‬‬ ‫الس‬
‫األرض ّ‬ ‫صــر ُه فــي‬ ‫ــس ُم ً‬
‫جيــا َب َ‬ ‫ِّــش المدرســة فقــدْ َج َل َ‬ ‫أ ّمــا ُم َفت ُ‬
‫االخضــرار الممتَــدِّ أمــام ناظري ِ‬ ‫ِ‬
‫ــه باه ًيــا‬ ‫َ َْ‬ ‫ِ ُ ْ‬ ‫ِ‬
‫الماثــل أما َمــ ُه‪ ..‬فــي‬ ‫والمحصــول‬
‫ـرف السـ ِ‬
‫ـماء َ‬
‫كان‬ ‫ـس طـ َ ّ‬ ‫ـت َد َرجا ُتـ ُه وظال ُلـ ُه ح ّتــى إذا مــا المـ َ‬ ‫زاه ًيــا‪ ..‬وقــد تفاو َتـ ْ‬
‫فــي َأ ْوهاهــا‪.‬‬
‫ـجار بعيـ ٍ‬
‫ـات فــي َأشـ ٍ‬ ‫ـت بِ ْضــع بومـ ٍ‬ ‫ِ‬
‫ـدة‪،‬‬ ‫ُ‬ ‫الســماء‪َ ..‬ن َع َقـ ْ‬ ‫َو َلـ ْ‬
‫ـم َت ُكـ ْن َث َّمـ َة َغ ْي َمـ ٌة فــي ّ‬
‫الحــدَ أِ عال ًيــا فــي ك ََسـ ٍ‬
‫ـل فيمــا ع َبـ َـر ْت فو َق ـ ُه َعصافيـ ُـر َج ْذلــى‬ ‫ـض ِ‬ ‫ـت بعـ ُ‬ ‫َو َح ّل َقـ ْ‬
‫ُمترنِّم ـ ٌة‪.‬‬

‫يفــي يعــدو فــي‬ ‫التفــت َح ْو َلــ ُه‬ ‫وس ِ‬


‫الر َّ‬ ‫أبصــر ّ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ولمــا‬
‫صياحــا عال ًيــا‪ّ ،‬‬ ‫ً‬ ‫ــم َع فجــأ ًة‬ ‫َ َ‬
‫فأحــس تَشــن ًُّجا فــي‬ ‫ِ‬
‫ــدارس‪،‬‬ ‫الم‬ ‫ونهــض ُم َفت ُ‬ ‫ّجاهــه وهــو ِ‬
‫يومــى ُء َلــ ُه‪،‬‬ ‫ات ِ‬
‫َّ‬ ‫ِّــش َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫نفس ـ ُه‪،‬‬
‫وراح يلــو ُم َ‬
‫ـرف ذلــك َج ِّيــدً ا‪َ ،‬‬ ‫كان بــا َلياقـ ٍـة‪ ..‬وهـ َـو يعـ ُ‬ ‫عضالتِـ ِـه‪ ،‬لقــدْ َ‬
‫ِ‬
‫ـس‬ ‫ـس فــي مكتبِــه‪ ،‬ويجلـ ُ‬ ‫ـص بذلــك! إ َّنــه يجلـ ُ‬ ‫ال ُبــدَّ َو َأ ْن يفعـ َـل شــي ًئا فيمــا َيختـ ُّ‬
‫ِ‬
‫الجلــوس‪..‬‬ ‫ــياق ال ّط َ‬
‫ويــل مــ َن‬ ‫الس َ‬ ‫َ‬
‫ذلــك ّ‬ ‫ــم ُينهــي‬ ‫ِ‬
‫الجيــب‪ُ ،‬ث َّ‬ ‫فــي َســيارتِ ِه‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫يزورهــا‪.5‬‬ ‫المــدارس ا ّلتــي ُ‬ ‫الوحيــد فــي‬ ‫ُرســي‬
‫ِّ‬ ‫بالجلــوس فــي الك‬ ‫كيف‬
‫َ‬ ‫أيضا‬
‫‪)5‬هنا ً‬
‫ترى حيا َة ُم َف ّت ُش‬
‫الم ِ‬
‫دراس؟‬ ‫َ‬
‫‪ -‬لقد َو َجدْ تُها!‬

‫وهو يتقدّ ُم ُه كي ُير َي ُه ضا َّل َت ُه!‪.‬‬ ‫ِ‬


‫ب باس ًما ُمته ّل ًل َ‬
‫يفي ال ّط ّي ُ‬
‫الر ُّ‬ ‫َ‬
‫قال ّ‬
‫َ‬
‫ذلــك‬ ‫لوهلــة‪ ،‬قــد يتعــر ُض للس ِ‬
‫ــرقة فــي‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬
‫ــدارس تَــر ّد َد‬ ‫الم‬ ‫أن ُم َفت َ‬‫علــى َّ‬
‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ِّــش َ‬
‫ورؤوس القصـ ِ‬
‫ـب‬ ‫ـاك‪ .‬وأخـ َـذ طري َقـ ُه بعــدَ َلْ ٍي‪،‬‬ ‫ـاهدَ ُهنـ َ‬ ‫ـف وال شـ ِ‬ ‫ـل الكثيـ ِ‬ ‫الحقـ ِ‬
‫ُ‬
‫رأســه‪ ،‬لكنّ ـه تع ّثــر مــر ٍ‬
‫ات‬ ‫ـوق ِ‬ ‫ووجه ـ ُه‪َ .‬وثنــى ذرا َعيــه فـ َ‬ ‫ُجـ ّـر ُح يدَ يـ ِـه‬
‫ُ َ ّ‬ ‫َ‬ ‫الخضـ ُـر ت َ‬
‫بالضجيـ ِ‬
‫ـج ح ّتــى‬ ‫الم ْف َعمـ َة ّ‬
‫ـوق المهتـ ّـز َة ُ‬ ‫السـ َ‬
‫ـع ّ‬ ‫األرض تح َتـ ُه‪ ،‬وتبِـ َ‬
‫ِ‬ ‫ِعــدَّ ًة لصالبـ ِـة‬

‫‪68‬‬ ‫حقوق الطبع © محفوظة لوزارة التربية والتعليم – دولة اإلمارات العربية المتحدة‬
‫ريصقلا ةَّصِقلا‬
‫ُ‬ ‫ةّيبدألا ُصوصّنلا ‪-‬‬

‫ـب فيهــا‬‫ـت أعــوا ُد القصـ ِ‬ ‫ـاك‪ ..‬وفــي ُبقعـ ٍـة ُق َّصـ ْ‬ ‫ـل‪ ،‬وهنـ َ‬ ‫وصـ َـل إلــى وسـ ِ‬
‫ـط الحقـ ِ‬
‫األرض الجـ ِ‬
‫ـرداء‪ ..‬لــم‬ ‫ِ‬ ‫ـون طال ًبــا ال ُقر ُفصــا َء علــى‬ ‫ـس أربعـ َ‬ ‫فبــدَ ْت ملســا َء‪ ،‬جلـ َ‬
‫ـث‬ ‫كان الهــدوء يل ُّفهــم بـ ٍ‬
‫ـرداء يبعـ ُ‬ ‫األرض‪َ ..‬‬ ‫ِ‬ ‫ـاط يقيهــم صال َبـ َة‬ ‫يكـ ْن تحتَهــم بسـ ٌ‬
‫ْ‬ ‫ُ‬
‫ـارن ذلــك‬ ‫ِ‬
‫ـدارس ا ّلــذي قـ َ‬ ‫ـش المـ‬ ‫ـوس‪ ،‬بــدا ذلــك جل ًّيــا لِ ُم َف ِّتـ ِ‬ ‫الراح ـ َة فــي النّفـ ِ‬
‫ّ‬
‫ـم ‪.‬‬ ‫ـب إ ّبـ َ‬ ‫ِ‬
‫ـب عيــدان القصـ ِ‬‫بصخـ ِ‬
‫َ‬
‫ـان ت ََو ّج ـ َه إليهـ ْ‬
‫‪)6‬ما ّأو ُل انطباعٍ‬ ‫‪6‬‬
‫الم َف ِّت ُش ِ‬
‫عن‬ ‫كونَه ُ‬ ‫ّ‬
‫ِ‬
‫يدل‬
‫المدرسة؟ عال َم ُّ‬
‫ـرب فيمــا انحنــى‬ ‫الضـ ِ‬ ‫ـظ جـ ِ‬
‫ـداول ّ‬ ‫ت الــرؤوس جماعيــا فــي محاولـ ٍـة لِح ْفـ ِ‬ ‫واهتـ ّـز ِ‬
‫ّ‬
‫ذلك؟‬ ‫ُ‬ ‫ًّ‬ ‫ّ ُ‬
‫وو ِض َع ْ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫بعــض‬ ‫ــت ُ‬ ‫يســتذكرون مــا ُد ّو َن فيهــا‪ُ ..‬‬
‫َ‬ ‫هــم‬
‫ــم منهــم علــى ألواح ْ‬ ‫ق ْس ٌ‬
‫ـس ُم ِسـ ٌّن يحمـ ُـل‬ ‫ـب‪ .‬وجلـ َ‬‫الرطـ ُ‬ ‫ـف مدا ُدهــا ّ‬
‫ـمس كيمــا يجـ َّ ِ‬ ‫الشـ ِ‬ ‫ـت ّ‬ ‫ـواح تحـ َ‬ ‫األلـ ِ‬
‫ــت‬‫ات ِعــدّ ةً‪ ،‬و ُد ّع َم ْ‬‫واهــن‪ ..‬رمــم مــر ٍ‬
‫ٍ ُ ّ َ ّ‬ ‫كرســي ُم َه ْل َه ٍ‬
‫ــل ُمتــداعٍ‪..‬‬ ‫ٍّ‬ ‫عصــا علــى‬ ‫ً‬
‫ـت‬ ‫ـي فقــدْ ُث ّبـ َ‬
‫ـامير‪ ،‬أ ّمــا ظهـ ُـر الكرسـ ِّ‬
‫ـت فيــه بمسـ َ‬ ‫ـرائح حديد ّيـ ٍـة ُث ِّب َتـ ْ‬
‫أطرا ُفــه بشـ َ‬
‫ـان فجــأ ًة وقدَ ُم ـ ُه‬‫ـض مع ّلــم الصبيـ ِ‬ ‫ـت علــى إطـ ِ‬ ‫ـواح ُر ّك َبـ ْ‬
‫بألـ ٍ‬
‫ـي‪ .‬ونهـ َ ُ ُ ّ‬ ‫ـاره األصلـ ِّ‬
‫حذائـ ِـه‪:‬‬
‫ِ‬ ‫ـث عــن فـ ِ‬
‫ـردة‬ ‫تبحـ ُ‬

‫آمرا باإلنجليز ّي ِة‪.‬‬


‫صاح المرشدُ ً‬
‫وقوف! َ‬
‫ْ‬ ‫‪-‬‬

‫ـار‪ .‬واسـ َ‬
‫ـتغرق‬ ‫ـم مــن ُغبـ ٍ‬ ‫ِ‬
‫بظهورهـ ْ‬ ‫ـب التَالميـ ُـذ وقو ًفــا‪ ..‬ماســحي َن مــا َع ِلـ َـق‬ ‫َو َهـ َّ‬
‫الم َفت ِ‬ ‫ــك ن َف َســ ُه فقــدْ أذه َلــ ُه‬ ‫ِ‬
‫الوقــت كيمــا يتما َل ُ‬
‫ِّــش‪،‬‬ ‫حضــور ُ‬
‫ُ‬ ‫بعــض‬‫ــم َ‬ ‫المع ّل ُ‬
‫ـت‬
‫ـاش كانـ ْ‬ ‫ـي ا ّلــذي تــر َّأ َس بــه طلب َت ـ ُه‪ ،‬بقطعـ ِـة قمـ ٍ‬ ‫ـن الكرسـ ِّ‬ ‫ـار عـ ِ‬
‫ـض ال ُغبـ َ‬ ‫ونفـ َ‬
‫ـي ُمنتظِـ ًـرا إشــار ًة مــا‪،‬‬
‫الريفـ ُّ‬ ‫ـف ّ‬‫ـش‪ .‬ووقـ َ‬ ‫ـوق كَتِ ِفـ ِـه قبـ َـل ْ‬
‫أن ُي َقــدِّ َم المقعــدَ للمفتـ ِ‬ ‫فـ َ‬
‫ـكر ُه فاختفــى كمــا جــا َء‪.‬‬ ‫لك ـ َّن المف ّتـ َ‬
‫ـش شـ َ‬
‫صاح المع ّل ُم!‬
‫حضور‪َ .‬‬
‫ْ‬ ‫حضور‪ ،‬احترا ْم‪،‬‬
‫ْ‬ ‫‪-‬‬

‫هي المدرس ُة؟‬


‫‪-‬إ ًذا فهذه َ‬

‫ـع المع ّلـ ُ‬


‫ـم‬ ‫ـش ُمجيـ ًـا بصـ َـر ُه فيمــا حو َل ـ ُه وقــد ق ّطـ َ‬
‫ـب جبينَ ـ ُه‪ ،‬وابتلـ َ‬ ‫الم َف ِّتـ ُ‬
‫ـال ُ‬‫قـ َ‬
‫ـوت مســموعٍ‪:‬‬‫ري َق ـه بصـ ٍ‬
‫ُ‬

‫نعم س ّيدي‪.‬‬
‫‪ْ -‬‬

‫حقوق الطبع © محفوظة لوزارة التربية والتعليم – دولة اإلمارات العربية المتحدة‬ ‫‪69‬‬
‫كتاب النصوص للصف ال ّتاسع‬

‫ٍ‬
‫بصعوبة ثاني ًة‪:‬‬ ‫‪ -‬وماالذي تُدَ ِّر ُسه َل ُه ْم؟ وسم َع ُه ُ‬
‫الم َفت ُِّش يزدر ُد ري َق ُه‬

‫والحساب واإلنجليز ّي َة والكتاب َة س ّيدي‪.‬‬


‫َ‬ ‫هم (األردو)‬
‫أدر ُس ُ‬
‫‪ -‬إنّي ّ‬
‫الكتب المقر ِ‬
‫رة؟‬ ‫ِ ُ َّ‬ ‫‪ -‬م َن‬
‫‪ -‬من المقر ِ‬
‫رات‪ ..‬سيدي!‬ ‫َ ُ َّ‬
‫ـت‬ ‫الرثـ ِـة كانـ ْ‬ ‫ِ‬
‫المغبـ ّـرة ّ‬ ‫ـب ُ‬‫ـش مجموعـ ًة مـ َن الكتـ ِ‬ ‫أن ُي َسـ ِّل َم ُ‬
‫الم َف ِّتـ َ‬ ‫ـك قبـ َـل ْ‬
‫ـال ذلـ َ‬ ‫قـ َ‬
‫ِ‬
‫قــر ِر «األردو»‪َّ ،‬‬
‫ثــم‬ ‫ــر ُم َّ‬
‫ِّــش بإصبعــه َع ْب َ‬ ‫الم َفت ُ‬ ‫َ‬
‫وجــال ُ‬ ‫الكرســي‪.‬‬
‫ِّ‬ ‫رج ِ‬
‫ــل‬ ‫تحــت ْ‬
‫َ‬
‫ـي لكنَّــه ُسـ َ‬
‫ـرعان‬ ‫الصبـ ُّ‬‫ـض ّ‬ ‫ـف عنــدَ أحـ ِـد فصولِــه‪ ،‬وأمـ َـر طال ًبــا ْ‬
‫أن يقــر َأ‪ .‬ونهـ َ‬ ‫تو ّقـ َ‬
‫ـت!‬‫ـاك والصمـ ِ‬ ‫ـات االرتبـ ِ‬ ‫ـف فــي ردهـ ِ‬ ‫مــا َد َلـ َ‬
‫ّ‬ ‫َ َ‬

‫طالب في ال ّثاني!‬
‫ٌ‬ ‫وهو‬
‫للصف الرابعِ‪َ ،‬‬
‫ِّ‬ ‫كتاب‬
‫‪َ -‬س ّيدي! هذا ٌ‬

‫َ‬
‫لديك ُهنا؟‬ ‫كم ً‬
‫فصل‬ ‫‪ْ -‬‬
‫الس ِ‬
‫ادس‪.‬‬ ‫الفصل ّ ِ‬
‫األول حتّى ّ‬ ‫ِ‬ ‫‪ِ -‬س ّت ٌة َس ّيدي! ِم َن‬

‫أن ما خا َل ُه مجموع ًة واحد ًة كانت في الواق ِع ِستًّا!‬ ‫للم َفت ِ‬


‫ِّش ّ‬ ‫وتب ّي َن ُ‬

‫قال المع ّل ُم ُم ً‬
‫شيرا بعصاه‪.‬‬ ‫ابع‪َ ،‬س ّيدي! َ‬
‫الر ُ‬ ‫ُ‬
‫الفصل ّ‬ ‫هو‬
‫‪ -‬هذا َ‬

‫الم َفت ُِّش ً‬


‫آمرا أحدَ ُه ْم‪.‬‬ ‫قال ُ‬ ‫‪ -‬اقر ْأ َ‬
‫أنت‪َ .‬‬
‫ِ‬ ‫فشــرع يقــر ُأ‪ ،‬كان ْ‬
‫َــت قراءتُــه واضحــ ًة عاليــ َة النَّ َبــرات‪َ .‬ل ْ‬
‫ــم‬ ‫َ‬ ‫بــي‬
‫الص ُّ‬ ‫ونهــض ّ‬ ‫َ‬
‫ـم قـ ِـد اســتر َّد كثيـ ًـرا مــن‬ ‫يتتأتـ ْـأ‪ .‬وبــدا جل ًّيــا ّ‬
‫ـم ْ‬ ‫ِ‬
‫الم َع ِّلـ َ‬
‫أن ُ‬ ‫ُيخطــىء الب ّت ـ َة‪ ،‬كمــا َلـ ْ‬
‫َ‬
‫لذلــك‪.‬‬ ‫ــه بن ْف ِســه تب ًعــا‬
‫ثقتِ ِ‬

‫ٍ‬
‫بحماس!‬ ‫قال المع ّل ُم‬
‫آخر‪َ ،‬س ّيدي! َ‬
‫فصل َ‬ ‫‪ْ -‬‬
‫اسأل ً‬
‫ِ‬ ‫ـل ال ّثانــي إجــرا َء بعـ ِ‬‫ـش م ـ َن الفصـ ِ‬‫الم َف ِّتـ ُ‬
‫الج ْم ـ ِع َّ‬
‫فأتمهــا‬ ‫ـض عمل ّيــات َ‬ ‫ـب ُ‬‫وطلـ َ‬
‫الحــروف‬ ‫األو ِل‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬
‫صحيحــة‪ .‬وقــر َأ‬ ‫ٍ‬
‫َ‬ ‫الفصــل ّ‬ ‫طالبــان مــ َن‬ ‫بطريقــة‬ ‫معظمهــم‬
‫ُ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬
‫دون خطــأ بال ّطريقــة اإليقاع ّيــة ا ّلتــي ســاعدَ ْت علــى إجادتهــا ًّ‬
‫صمــا‪،‬‬ ‫األبجد ّيـ َة َ‬

‫‪70‬‬ ‫حقوق الطبع © محفوظة لوزارة التربية والتعليم – دولة اإلمارات العربية المتحدة‬
‫ريصقلا ةَّصِقلا‬
‫ُ‬ ‫ةّيبدألا ُصوصّنلا ‪-‬‬

‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ـم يتأرجحـ َ‬


‫ف‬ ‫الص ِّ‬
‫ـب مـ َن ّ‬ ‫ـون فــي أماكنهــم إلــى األمــا ِم والخلــف‪ ،‬وتــا طالـ ٌ‬ ‫َو ُهـ ْ‬
‫ـي ذاتِــه‪ ،‬وف ّكـ َـر‬ ‫ِ‬
‫ـادس نشــيدً ا باإلنجليز ّيــة َبــدْ ًءا و ُمنه ًيــا علــى النّسـ ِـق اإليقاعـ ِّ‬ ‫السـ ِ‬ ‫ّ‬
‫كان ضمـ َن المقـ ّـر ِر‪،‬‬ ‫ـع‪َ ،‬أ ْو َ‬
‫ـب فشــي ٌء رائـ ٌ‬ ‫كان يحف ُظـ ُه عــن ظهـ ِـر قلـ ٍ‬ ‫إن َ‬ ‫ـش؛ ْ‬ ‫الم َف ِّتـ ُ‬
‫ُ‬
‫كان المســتوى ا ّلــذي‬ ‫ٍ‬
‫حــال فقــدْ َ‬ ‫أي‬ ‫َ‬ ‫مايشــك ِ‬
‫ُّ‬
‫أروع‪ .‬وعلــى ِّ‬ ‫ُ‬ ‫فــذاك‬ ‫فيــه‬ ‫وهــو‬
‫ـع مــن طلبـ ِـة المرحلـ ِـة االبتدائ ّيـ ِـة فــي المناطـ ِـق الواقعـ ِـة‬ ‫ـوق مــا يتو ّقـ ُ‬ ‫لح َظ ـ ُه فـ َ‬
‫كالذهـ ِ‬ ‫ـتحق مــا اكتسـبه ِمـن سـ ٍ‬ ‫ضمـن ِ‬
‫ـب‪.‬‬ ‫ـمعة ّ‬ ‫َُ ْ ُ‬ ‫ـم يسـ ُّ‬ ‫الم َع ِّلـ َ‬
‫إن هــذا ُ‬ ‫نطاقــه َح ًّقــا‪ّ .‬‬ ‫َ‬
‫ـم َع لكرسـ ِّي ِه صريـ ٌـر‪،‬‬ ‫ـدارس‪ ،‬وقــد أثلــج مــا رآه صــدره‪ ،‬وسـ ِ‬
‫َُ ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫المـ‬
‫ـش َ‬ ‫ـض ُم َف ِّتـ ُ‬ ‫ونهـ َ‬
‫تصف مستوى‬
‫ُ‬
‫ِ‬
‫كيف‬
‫َ‬ ‫‪)7‬‬ ‫ـرورا‪.7‬‬ ‫بتهجــا ًّ‬
‫باشــا مسـ ً‬ ‫فيمــا بــدا المع ّلـ ُ‬
‫ـم ُم ً‬
‫كيف‬
‫المدرسة؟ و َ‬
‫إحساس‬
‫َ‬ ‫تصف‬
‫ُ‬
‫المف ّت ِش؟‬
‫صاح المرشدُ ‪ .‬بدا صوتُه أعلى من ذي ُ‬
‫قبل‪.‬‬ ‫وقوف‪َ .‬‬
‫ْ‬ ‫‪-‬‬

‫ث القريـ ُة‬
‫ـم فتب َعـ ُه حامـ ًـا عصــا ُه‪ .‬ســتتحدّ ُ‬ ‫ِ‬
‫ـدارس‪ ،‬أ ّمــا المع ّلـ ُ‬
‫المـ‬
‫ـش َ‬ ‫ـرج ُم َف ِّتـ ُ‬
‫وخـ َ‬
‫ِ‬ ‫ــس ُم َفت ُ‬ ‫ِ‬
‫ــدارس‬ ‫الم‬
‫ِّــش َ‬ ‫جاورهــا عــن ذلــك الحــدث أ ّيا ًمــا عــدّ ةً‪ ..‬وتن َّف َ‬ ‫َ‬ ‫ومــا‬
‫ـل‪:‬‬ ‫ِ‬
‫خروجــه م ـ َن الحقـ ِ‬ ‫الصعــدا َء حـ َ‬
‫ـال‬ ‫ُّ‬
‫ٍ‬
‫غرفة؟‬ ‫استئجار‬ ‫ّحو‪ ،‬أليس بو ِ‬
‫سعك‬ ‫تنتقل بمدرستِ َك على هذا الن ِ‬
‫‪ -‬لماذا ُ‬
‫ُ‬ ‫َ َ‬

‫أستأجر؟ َس ّيدي!!‬
‫ُ‬ ‫‪-‬‬

‫‪ -‬حسنًا‪ ..‬لِ َم ال ُ‬
‫تفعل؟‬

‫اليريدون مدرسـ ًة‬ ‫َ‬ ‫أن ُيعط َينــا غرفـ ًة واحد ًة ســيدي! إنّهم‬ ‫كل‪ .‬ال أحــدَ يرضــى ْ‬ ‫‪ّ -‬‬
‫ـرون فــي التّع ّلـ ِم‬ ‫ـم يـ َ‬ ‫هنــا‪ ،‬لقــد أوضحــوا ذلــك مــر ٍ‬
‫ات عــدّ ةً‪ ،‬إِ ْذ ّ‬
‫إن كثيـ ًـرا منهـ ْ‬ ‫ّ‬ ‫ُ‬
‫ِ‬
‫ـأن عليهــم إزجــا َء الوقــت فــي‬ ‫ـدون بـ ّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫مضيع ـ ًة ألوقــات األوالد ا ّلذي ـ َن يعتقـ َ‬
‫أن يســاعدوا‬ ‫ـم ْ‬‫ـري بهـ ْ‬
‫ـي! وبأ ّنــه حـ ٌّ‬ ‫ـل نافـ ٍع مفيـ ٍـد بـ ً‬
‫ـدل مـ َن ال ّلهـ ِـو الدّ راسـ ِّ‬ ‫عمـ ٍ‬
‫محمــد»‬ ‫ِ‬ ‫ـول ورعـ ِ‬‫آباءهــم فــي الحقـ ِ‬
‫السـ ّيدَ «شــادري علــي ّ‬ ‫ـي الماشــية ‪ -‬لكـ َّن ّ‬ ‫َ ْ‬
‫ِ‬ ‫ـم‪ ..‬هـ َـو الوحيــدُ ا ّلــذي ينظـ ُـر إلينــا بعيـ ِ‬
‫ياس ـ ّيدي!‬ ‫ّفه ـ ِم والعطــف َ‬ ‫ـن الت ُّ‬ ‫الزعيـ َ‬ ‫ّ‬
‫ـتطيع تأمي ـ َن ُغرفـ ٍـة لنــا َأ ْو‬
‫ـدرك األهم ّي ـ َة القصــوى للتّعلي ـ ِم‪ ،‬إ ّنــه اليسـ ُ‬ ‫إ ّنــه يـ ُ‬
‫الشيشــا ِم ا ّلتــي يملكُهــا لنتف ّيـ َـأ ُه‬
‫ـجرة ّ‬‫أرض‪ ،‬لكنّـه منحنــا ظِـ َّـل شـ ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ح ّتــى قطعـ ِـة‬
‫ُ َ‬
‫ـم‬ ‫ِ ِ‬ ‫الموس ـ ِم‪ ،‬ح ّتــى َحـ َّـل ُ‬ ‫طـ َ‬
‫أوان َحـ ْـرث أرضهــا‪ ،‬وهــا نح ـ ُن هــذا الموسـ ُ‬ ‫ـوال َ‬

‫حقوق الطبع © محفوظة لوزارة التربية والتعليم – دولة اإلمارات العربية المتحدة‬ ‫‪71‬‬
‫كتاب النصوص للصف ال ّتاسع‬

‫نســتخد ُم حقـ َـل القصـ ِ‬


‫ـب ا ّلــذي يمل ُكـ ُه‪.‬‬

‫وإعداد ِه لكم‪.‬‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫الحقل‬ ‫ِ‬
‫وسط‬ ‫ِ‬
‫بإخالء‬ ‫ٌ‬
‫جميل ْ‬
‫أن قا َم‬ ‫‪-‬‬

‫ــت‬ ‫ِ‬
‫الحقــل‪ ،‬لقــدْ ُق ْم ُ‬ ‫ِ‬
‫وســط‬ ‫ِ‬
‫بتنظيــف‬ ‫يســمح لنــا‬ ‫أن‬ ‫ٌ‬
‫جميــل ْ‬ ‫نعــم‪َ ،‬ســ ّيدي‪،‬‬
‫َ‬ ‫‪ْ -‬‬
‫ـتغرق العمـ ُـل منّــا‬‫ـب فــي هــذه البقعـ ِـة‪َ ،‬س ـ ّيدي‪ ،‬واسـ َ‬ ‫ـي القصـ ِ‬ ‫واألوال َد بجنـ ِ‬
‫ب م ـ َن ال ّثامنـ ِـة‬
‫ـكل َد َأ ٍ‬ ‫األو ِل عملــوا معنــا بـ ِّ‬ ‫ـل ّ‬ ‫أيا ًمــا ثالث ـ ًة‪ ،‬ح ّتــى طلب ـ ُة الفصـ ِ‬
‫ـل‬‫ـن العمـ ِ‬ ‫ـف عـ ِ‬ ‫أن نتو ّقـ َ‬ ‫كان لزا ًمــا ْ‬
‫ـرب‪ ،‬وبعدَ هــا َ‬ ‫ـاة المغـ ِ‬ ‫صباحــا ح ّتــى صـ ِ‬
‫ً‬
‫المحصــول فــي حــز ٍم نُحم ُلهــا علــى عربــةِ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫نربــط‬ ‫لحلــول ال ّظــا ِم‪ .‬وكنّــا‬ ‫ِ‬
‫ِّ‬
‫ـول‪ .‬لقــدْ قـ َ‬ ‫تجرهــا العجـ ُ‬ ‫ِ‬
‫السـ ّيدُ «شــادري»‬ ‫ـال ّ‬ ‫السـ ّيد «شــادري» ا ّلتــي كانــت ُّ‬ ‫ّ‬
‫ـي الطريق ـ ُة الوحيــد ُة‬ ‫ـك هـ َ‬ ‫ـت تلـ َ‬ ‫ـم‪ ،‬ونقــدّ َر ُه‪ ،‬فكانـ ْ‬‫إن علينــا َأ ْن ُن َث ِّم ـ َن التّعليـ َ‬ ‫ّ‬
‫ـات ذلــك‪.‬‬ ‫إلثبـ ِ‬

‫ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫توسـ َط ْت بقعـ ٌة‬ ‫الصبيــان عمام َتـ ُه البيضــا َء فبــدا أعلــى رأســه وقــدْ ّ‬ ‫ـم ّ‬ ‫ـع ُم َع ّلـ ُ‬
‫وخلـ َ‬
‫ـرق فــي ُمقلتَيـ ِـه‪ ،‬وتغ ّيـ َـر‬
‫ـوع تترقـ ُ‬ ‫ِ‬
‫ـت َث ّمـ َة دمـ ٌ‬
‫ـي بالحنّــاء‪ ،‬كا َنـ ْ‬‫ـعر ُه المطلـ َّ‬‫صلعــا ُء شـ َ‬
‫الشـ ِ‬
‫ـيء متهدّ ًجــا‪.‬‬ ‫ـض ّ‬ ‫صو ُتــه لوهلـ ٍـة فبــدا أجـ َّ‬
‫ـش بعـ َ‬
‫ِ‬
‫القصب‪.‬‬ ‫ِ‬
‫لكثرة ماحم ْل ُت على رأسي من ِر َز ِم‬ ‫‪ -‬لقد َف َقدْ ُت َشعري‬
‫واعتمــر ِعم َت ـه ثاني ـ ًة‪ُ ،‬ثــم نظــر إلــى البعيـ ِـد مشــيحا ببصـ ِـر ِه‪ ،‬و َشــرعا يمشـ ِ‬
‫ـيان‬ ‫َ‬ ‫ً‬ ‫ُ‬ ‫َّ َ‬ ‫َ ّ ُ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َجنْ ًبــا إلــى َجن ٍ‬
‫يســير فــي‬
‫ُ‬ ‫الصبيــان الــذي َ‬
‫كان‬ ‫ــدارس َو ُمع ّل ُ‬
‫ــم ّ‬ ‫الم‬ ‫ْــب؛ ُم َفت ُ‬
‫ِّــش َ‬
‫ٍ‬
‫مســتقيمة‪.8‬‬ ‫ُخ ًطــى ِ‬
‫غيــر‬ ‫ِ‬
‫الحوار؛‬ ‫‪ِ )8‬م ْن هذا‬
‫الم َعل َِّم‬
‫تصف ُ‬
‫ُ‬ ‫كيف‬
‫َ‬
‫وتالميذَ ه؟‬
‫ـال المع ّلـ ُ‬
‫ـم فــي‬ ‫فقط!‪..‬قـ َ‬
‫كان لدينــا ُغرف ـ ٌة‪ُ ،‬غرف ـ ٌة واحــد ٌة ْ‬
‫ـط لــو َ‬ ‫‪َ -‬س ـ ّيدي! فقـ ْ‬
‫وســوف‬
‫َ‬ ‫ِ‬
‫األرض‬ ‫فــإن لــم تكــ ْن ُغرفــ ًة فقطعــ ٌة صغيــر ٌة مــ َن‬ ‫ٍ‬
‫هادئــة‪ْ ،‬‬ ‫نب ٍ‬
‫ــرات‬ ‫َ‬
‫ـتغرق األمـ ُـر فصـ ًـا كامـ ًـا‪ .‬لكنّنــا سـ ُ‬
‫ـننجز ذلــك‬ ‫نبنيهــا‪ .‬األوال ُد وأنــا‪ .‬قــد يسـ ُ‬
‫إن شــا َء ال ّل ـ ُه‪.‬‬
‫ْ‬
‫ببنت َش ٍ‬
‫أن ينبس ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫فة‪.‬‬ ‫دون ْ َ‬
‫طريقه ُقدُ ًما َ‬ ‫دارس في‬ ‫َومضى ُم َفت ُِّش َ‬
‫الم‬
‫ٍ‬
‫أرض‪ ،‬وبأنّــه ال أحــدَ‬ ‫ِ‬
‫رقعــة‬ ‫ِ‬
‫بطلــب‬ ‫ُ‬
‫أكــون مغال ًيــا‬ ‫أعلــم‪َ ،‬ســ ّيدي‪ ،‬أنّــي قــد‬ ‫‪-‬‬
‫ُ‬

‫‪72‬‬ ‫حقوق الطبع © محفوظة لوزارة التربية والتعليم – دولة اإلمارات العربية المتحدة‬
‫ريصقلا ةَّصِقلا‬
‫ُ‬ ‫ةّيبدألا ُصوصّنلا ‪-‬‬

‫أي‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬


‫أرضــا فــي ِّ‬
‫بإعطائنــا ً‬ ‫ــب‬
‫أرح ُ‬
‫يرغــب فــي وجــود مدرســة ُهنــا‪ ،‬ولكنّــي ّ‬ ‫ُ‬
‫ـورة مـ َن القريـ ِـة سـ َ‬
‫ـوف أكـ ُ‬
‫ـون‬ ‫أرض فــي النّاحيـ ِـة المهجـ ِ‬
‫ـاك ٌ‬ ‫كان‪ ...‬هنـ َ‬
‫ـكان َ‬ ‫مـ ٍ‬
‫ـاء مدرسـ ٍـة هنـ َ‬
‫ـاك‪َ ،‬س ـ ّيدي هــذا أفضـ ُـل مــن‪.....‬‬ ‫ســعيدً ا بإنشـ ِ‬

‫كان يلــو ُذ بالصمـ ِ‬


‫ـت ُمطبِـ ٌـق رهيـ ٌ‬
‫ـب! يــكا ُد‬ ‫ـت! َص ْمـ ٌ‬ ‫ّ‬ ‫ِ‬
‫المــدارس َ‬ ‫ـب‬
‫لك ـ َّن ُمراقـ َ‬
‫تشير هذه‬ ‫ِ‬
‫‪)9‬إال َم ُ‬ ‫إن الحكومــ َة ْ‬
‫لــم تكــ ْن‬ ‫ذلــك؛ إِ ْذ ّ‬
‫َ‬ ‫واثــق ِمــ ْن‬
‫ٌ‬ ‫االقتــراح ُير َف ُض‪....9‬هــو‬
‫َ‬ ‫يــرى‬
‫العبار ُة؟‬
‫أن يقومــوا‬ ‫كان علــى الن ِ‬
‫ّــاس ْ‬ ‫لمدرســة ابتدائي ٍ‬
‫ــة‪َ .‬‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬
‫أرض‬ ‫ِ‬
‫بتخصيــص‬ ‫تســمح‬
‫ّ‬ ‫ُ‬
‫وتنهــدَ‬ ‫ُ‬
‫القانــون‪ّ .‬‬ ‫هــو‬ ‫ُ‬
‫القانــون َ‬ ‫فكيــف ســيتغ ّي ُر ذلــك َ‬
‫اآلن؟‬ ‫َ‬ ‫ِ‬
‫بتأميــن ذلــك‪،‬‬
‫ـل‬ ‫ـم ِم ـ َن المعلمي ـ َن كانــوا بمثـ ِ‬
‫ـم؟‪َ ..‬كـ ْ‬ ‫أرض صغيــرةٌ‪ُ ..‬ثـ َّ‬ ‫ٍ‬ ‫فــي حسـ ٍ‬
‫ـرة‪ ..‬قطع ـ ُة‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ـم َ‬
‫كان‬ ‫ـم منهـ ْ‬ ‫ـم بذلـ َ‬
‫ـك؟ َو َكـ ْ‬ ‫ـم َ‬
‫كان يهتـ ُّ‬ ‫ـم منهـ ْ‬ ‫ـاص هــذا المع ّل ـ ِم وتفانيــه! َكـ ْ‬ ‫إخـ‬
‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫بإمكانِــه مواجهــ َة‬
‫واحــدة‬ ‫حالــة‬ ‫اســترجاع‬
‫َ‬ ‫ــم يســتط ِع‬ ‫كل َل ْ‬ ‫كهــذه؟ ّ‬ ‫المبــاالة‬
‫عملــه ال ّث ِ‬
‫ــاث‪.‬‬ ‫طيلــ َة ِســني ِ‬
‫ِّ‬
‫ـاءة ِم ـ ْن يـ ِـد ِه قبـ َـل‬
‫ـوش بإيمـ ٍ‬
‫ـب‪ ،‬ور َّد ســا َم المع ّل ـ ِم البشـ ِ‬
‫ـب َس ـ ّيارتَه الجيـ َ‬
‫ِ‬
‫َوركـ َ‬
‫ِ‬
‫نظــرات‬ ‫يســتطع مواجهــ َة‬
‫ْ‬ ‫كل‪َ ،‬ل ْ‬
‫ــم‬ ‫يســتطع‪ّ ..‬‬
‫ْ‬ ‫ريــق‪َ ..‬ل ْ‬
‫ــم‬ ‫تنهــب عربتُــ ُه ال ّط َ‬
‫َ‬ ‫أن‬ ‫ْ‬
‫شعور‬ ‫كيف تتخ ّي ُل‬
‫َ‬ ‫‪)10‬‬ ‫ـل المتوس ِ‬
‫ــلة‪.10‬‬ ‫الر ُجـ ِ‬
‫َ‬ ‫ِّ‬ ‫َّ‬
‫المف ّت ِش َ‬
‫عند هذه‬
‫الل ِ‬
‫ّحظة؟‬

‫حقوق الطبع © محفوظة لوزارة التربية والتعليم – دولة اإلمارات العربية المتحدة‬ ‫‪73‬‬
‫كتاب النصوص للصف ال ّتاسع‬

‫‪74‬‬ ‫حقوق الطبع © محفوظة لوزارة التربية والتعليم – دولة اإلمارات العربية المتحدة‬
‫ريصقلا ةَّصِقلا‬
‫ُ‬ ‫ةّيبدألا ُصوصّنلا ‪-‬‬

‫*‬
‫العباءة‬
‫ُ‬
‫عائشة خلف الكعبي‬
‫ت ِ‬
‫الحكا َي ُة‪..‬‬ ‫هكَذا ابتَدَ َأ ِ‬
‫ْ‬ ‫َ‬
‫أن يرتضــي الخلــع مصيــرا‪ِ -‬مـن العــود ِة إِلــى المنْـ ِـز ِل ِ‬
‫باكـ ًـرا‪.‬‬ ‫ذات مسـ ٍ‬
‫ـاء َمنَ َعنــي ِضـ ْـر ٌس َعنيــدٌ ‪َ -‬أبــى ْ‬
‫َ‬ ‫َ َ ْ َ‬ ‫ً‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ َ‬
‫راحـ ِـة ك ِّفـ ِـه َح ّتــى َق َفـ ْـز ُت ِمـ ْن‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫خار ًجــا مـ َن العيــا َدة ُم ْســندً ا َو ْج َهـ ُه إِلــى َ‬ ‫ـض األَخيـ ُـر ِ‬ ‫مــا إِن ان َْسـ َّـل َ‬
‫المريـ ُ‬
‫ـت حقيبتــي‪ِ ،‬‬
‫ـروج‪:‬‬ ‫ـم ُ‬
‫بالخـ ِ‬ ‫ـت بهــا ُم َو ِّد َعـ ًة‪ ،‬و َأنــا َأ ُهـ ُّ‬
‫وص ْحـ ُ‬ ‫َناو ْلـ ُ َ َ‬ ‫َم ْق َعــدي‪ ،‬وت َ‬

‫‪َ « -‬ل ْي َل ًة َسعيدَ ةً‪ُ ،‬دك َ‬


‫ْتورةُ»‪.‬‬

‫ـي َأ ْي ًضــا ت َْسـت َِعدُّ ُ‬


‫للخـ ِ‬
‫ـروج‪،‬‬ ‫ـث كا َنـ ْ ِ‬
‫ـت هـ َ‬ ‫ـت إِلــى ُغر َفتِهــا َح ْيـ ُ‬ ‫ـت ِ‬
‫عائــدَ ةً‪ ،‬و َد َل ْفـ ُ‬ ‫اِ ْسـت َْو َق َفني نِ ُ‬
‫داؤهــا‪َ ،‬فأ ْق َف ْلـ ُ‬
‫المن َْضــدَ ِة‪َ ،‬وسـ َّل َمتنيه‪.‬‬
‫ـت ِ‬ ‫َحـ َ‬
‫كيســا‪َ ،‬د َّسـ ْت ُه ت ْ‬ ‫ـط ً‬ ‫ـت َت ْلت َِقـ ُ‬‫ـت ِم ْع َط َفهــا‪ ،‬وان َْحنَـ ْ‬
‫َخ َل َعـ ْ‬

‫‪« -‬ما َهذا؟» َس َأ ْل ُت‪ ،‬و َأنا َأ ْح ُش ُر َيدي في َج ْوفِ ِه‪.‬‬

‫‪َ « -‬عبا َءةٌ»‪.‬‬


‫المن ِْك َب ْيـ ِ‬
‫ـن‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫واج َهتــي ُم ْمسـ َك ًة بهــا مـ ْن َم ْوضـ ِع َ‬ ‫الســواد‪َ ،‬ب َسـ َطتْها فــي ُم َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ـت ِق ْط َعـ ٌة َح ِ‬
‫رير َّيـ ٌة الم َعـ ُة َّ‬ ‫ْداحـ ْ‬
‫ان َ‬
‫ِ‬
‫الشـك ِ‬
‫ْل‬ ‫ـي َّ‬ ‫ـروش) فِ ِّضـ ِ ِ‬ ‫ـط َصدْ َرهــا ( ُبـ ٌ‬ ‫ـل َعبــا َء ٍة‪َ ،‬ر َأتْهــا َع ْينــي‪َ ،‬يت ََو َّسـ ُ‬ ‫فان َْســدَ َل ْت َب ْيـ َن َيــدَ َّي َ‬
‫كأ ْج َمـ ِ‬
‫ـي هاللـ ُّ‬ ‫ٌّ‬
‫ْل ِم ْر َو َحـ ٍـة َيدَ ِو َّيـ ٍـة َم ْقلو َبـ ٍـة ِق ْط َع ـ ُة (دانِتيـ َـل)‬
‫ـروز‪ ،‬وت َْم َتــدُّ َأ ْس ـ َف َل ُه َعلــى َش ـك ِ‬ ‫ـار ِم ـ َن ال َف ْيـ ِ‬
‫ـع َبأ ْحجـ ٍ‬ ‫ُم َر َّصـ ٌ‬
‫ـدار ال َعبــا َء ِة‪ ،‬و َتنْ َفـ ِـر ُش فــي نِها َيتِهــا‪ ،‬ك ََأنَّهــا َذ ْيـ ُـل‬
‫ْحـ ِ‬ ‫ـرات‪َ ،‬تت َِّســع مــع ان ِ‬
‫ُ َ َ‬
‫ْل كَسـ ٍ‬
‫ـت َعلــى َشـك ِ ْ‬ ‫فاخـ َـرةٌ‪ ،‬حي َكـ ْ‬ ‫ِ‬
‫ـت ِمـ ْن إِ ْحــدى األَسـ ِ‬
‫ـاطير‪.‬‬ ‫بحـ ٍـر‪ ،‬ا ْن َب َج َسـ ْ‬ ‫ِ ِ‬
‫حور َّيــة ْ‬

‫مــع‬ ‫ــو ِم‪ ،‬ف َقــدْ زا َد َو ْزنــي ك ً‬


‫َثيــرا َ‬ ‫ْــذ َذلِ َ‬
‫ــك ال َي ْ‬ ‫ــم َأ ْرتَدهــا ُمن ُ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬
‫ناســ َبة َزفــاف‪ ،‬و َلكنَّنــي َل ْ‬
‫ِ‬
‫‪« -‬ا ْب َت ْعتُهــا فــي ُم َ‬
‫أن تقبليهــا منِّــي»‪.‬‬‫ُناســ ُب ِك َأرجــو ْ‬
‫ــت َأنَّهــا قــدْ ت ِ‬
‫ور َأ ْي ُ‬ ‫الحم ِ‬
‫ــل كمــا ت ََر ْيــ َن‪َ ،‬‬ ‫ْ‬
‫حاجتِها‪َ ،‬فأنا ال َأ ْل َب ُس العباءةَ»‪.‬‬
‫‪« -‬إِنَّها َجمي َل ٌة‪ ،‬إِنَّما ال َأ ُظنُّني في َ‬

‫‪« -‬ولِ َم ال؟!»‪.‬‬

‫ـت علــى َيــدي القابِ َضـ ِـة َعلــى ال َعبــا َء ِة‪ ،‬فبا َد ْلتُهــا االبتســام َة‬
‫ـي ت َُر ِّبـ ُ‬ ‫ِ‬ ‫ـت ُج ْملتَهــا تلـ َ‬
‫ـك وا ْبت ََسـ َـم ْت؛ وهـ َ‬ ‫قالـ ْ‬

‫القياس ‪ّ ،93‬‬
‫الطبعة األولى‪ ،‬دائرة الثقافة واإلعالم في الشّ ارقة ‪ 2007‬م‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫* ُغ ُ‬
‫رفة‬

‫حقوق الطبع © محفوظة لوزارة التربية والتعليم – دولة اإلمارات العربية المتحدة‬ ‫‪75‬‬
‫كتاب النصوص للصف ال ّتاسع‬

‫ـادرت المـ َ‬
‫ـكان‪.‬‬ ‫ـت هد ّيتــي وغـ ُ‬
‫ـم حملـ ُ‬
‫وشــكرتُها‪ ،‬ثـ َّ‬
‫ِ‬
‫ــه ْق ُت حيــ َن َو َق َ‬
‫ــع‬ ‫ــت بت َْج ِر َبتهــا‪َ ،‬ش َ‬‫ــو َأنَّنــي ُق ْم ُ‬
‫ــي ُه َ‬‫بــاب ُغ ْر َفتــي َع َل َّ‬
‫ــت َ‬ ‫َأ َّو ُل مــا َف َع ْلتُــ ُه حيــ َن َأ ْغ َل ْق ُ‬
‫بجمـ ِ‬
‫ـال‬ ‫ـت لــي! ُدر ُت َحـ ْـو َل َن ْفســي م ْز ُهـ َّـو ًة ِ‬
‫َ‬ ‫ْ‬ ‫المـ ْـر ِآة! َلك ََأنَّهــا ُف ِّص َلـ ْ‬
‫ـكاس صورتــي فــي ِ‬
‫َ‬ ‫َب َصــري َعلــى ان ِْعـ ِ‬
‫ـور ِة‪:‬‬
‫رأي الدُّ كْتـ َ‬ ‫ـم علــى ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫الجديــد‪ ،‬و َأنــا ُأت َْمتـ ُ‬‫َم ْظ َهــري َ‬

‫‪« -‬ولِ َم ال؟!»‪.‬‬

‫ـت إِ ْحــدى‬ ‫ِ‬ ‫ـس‪ ،‬و َقــدْ ُأ ِّطـ َـر ْت َأ ْطرا ُفهــا ِبق ْط َعـ ِـة (الدّ انِتيـ ِ‬‫(الشـ ْي َل َة) ِمـ َن الكيـ ِ‬
‫ـل) َن ْفســها‪ُ ،‬‬
‫ور ِّص َعـ ْ‬ ‫ـح ْب ُت َّ‬‫َسـ َ‬
‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫ـدر العبــاءة‪َ ،‬و َض ْعتُهــا َعلى َر ْأســي‪ْ ،‬‬
‫واسـتَدَ ْر ُت‪،‬‬ ‫ـط َصـ َ‬ ‫توسـ َ‬ ‫ـي َن ْفســه ا ّلــذي ّ‬ ‫ـروش) الف ِّضـ ِّ‬ ‫َزواياهــا بـ(ال ُبـ‬
‫المــر ِآة‪ ،‬ول َفــر ِ‬
‫ِ‬
‫ـت َقـ َّـر ْر ُت َأ ْن َأ ْرتَديهــا َصبـ َ‬
‫ـاح ال َيـ ْـو ِم التّالــي‪.‬‬ ‫ط َجمــال مــا َر َأ ْيـ ُ‬ ‫ْ‬ ‫ألُ ْلقــي َن ْظـ َـر ًة َعلــى ْ‬
‫َف ْج َأةً‪..‬‬
‫ــمين ِمــن تَح ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ــس) األَبي ِ ِ‬ ‫ف ِح ِ‬
‫ــذاء (التِّنِ ِ‬
‫ــت‬ ‫كج َــرذ َس ٍ ْ ْ‬ ‫ــض ُيط ُّــل ُ‬ ‫َْ‬ ‫ــت َط َــر َ‬‫نــاي حيــن َل َم ْح ُ‬
‫ــت َع ْي َ‬‫َج َح َظ ْ‬
‫ـش َعـ ْن‬ ‫ـف البـ ِ‬
‫ـاب‪َ ،‬أ ْن ُبـ َ‬ ‫ـف ِمـ َن األَ ْح ِذ َيـ ِـة َخ ْلـ َ‬
‫ـت إِلــى َصـ ِّ‬ ‫ـي مـ ْن َفـ ْـوري‪َ ،‬‬
‫وه َر ْعـ ُ‬ ‫العبــاء ِة‪ ،‬نَسـ ْل ُته ِمـن َقدَ مـ ِ‬
‫َ َ َ ُ ْ َ َّ‬
‫ِ‬
‫الصنــف ا ّلــذي ترتديــه‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ـم َأ ِجــدْ ســوى َأ ْحذ َيــة َخفي َفــة مـ ْن ذلـ َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ٍ‬
‫ـك َّ‬ ‫حروســة‪ ،‬ف َلـ ْ‬
‫َ‬ ‫الم‬
‫حــذاء‪َ ،‬يليـ ُـق بفخا َمــة َ‬
‫الص ْي ِف َّيـ ِـة‪.‬‬ ‫ِ‬
‫الصنــاد ِل َّ‬
‫ـض َّ‬ ‫ـات‪ ،‬و َب ْعـ ِ‬
‫مرضـ ُ‬ ‫الم ِّ‬
‫ُ‬
‫يا َل ُب ْؤسي!‬

‫اآلن‪ ،‬و َي ْجــدُ ُر بــي َأالَّ َأ َت َع َّجـ َـل ْارتِــدا َء‬


‫االهتِمــام بم ْظه ِرهــا‪َ ،‬ل ِكـن َهــذا سـي َت َغير ِمـن ِ‬
‫َ َ َّ ُ َ‬ ‫َّ‬ ‫ُحسـ ًن ْ َ َ َ‬
‫َأنــا َفتــا ٌة ال ت ِ‬
‫ْ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ ِ ِ‬
‫َهــذه القطعــة ال َفنِّ َّيــة َح ّتــى َأت ََم َّكـ َن مـ ْن جمـ ِع الكمال ّيــات ُ‬
‫المالئ َمــة لهــا‪.‬‬
‫ـت العبــاء َة ِم ـن ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ٍ‬
‫كيســها‬ ‫ْ‬ ‫َب ْعــدَ َثال َثــة َأ ّيــام ُعــدْ ُت َأ ْحمـ ُـل ُع ْل َب ـ َة حــذاء َجديــد‪ ،‬وبِ ُسـ ْـر َعة ال َبـ ْـرق َأ ْخ َر ْجـ ُ َ َ‬
‫الحــذاء الجديــدَ ِمــن ُع ْلبتِ ِ‬ ‫ــت ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬
‫المخبــوء بِ‬
‫ــه‪،‬‬ ‫ْ َ‬ ‫َ َ‬ ‫َناو ْل ُ‬ ‫ــوري‪ُ ،‬ث َّ‬
‫ــم ت َ‬ ‫والب‪ْ ،‬ارتَدَ ْيتُهــا مــ ْن َف ْ‬ ‫عنايــة فــي الــدّ‬
‫ـمت قانِع ـ ًة باختيــاري ا ُلمو ّفـ ِـق‪،‬‬ ‫زال َأت ََأ َّمـ ُـل َجما َل ـ ُه‪ ،‬ابت ََسـ ُ‬‫و َد َس ْس ـ ُت ُه ب ـك ُِّل ِر ْفـ ٍـق فــي َقدَ مــي‪ ،‬و َأنــا مــا َأ ُ‬
‫ـم ال َعبــا َء ِة‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫الر ْب َطــة الف ِّض َّيــة ُمتَناس ـ ًقا وت َْصميـ َ‬
‫ِ‬
‫ف َقــدْ َبــدا الحــذا ُء األَ ْسـ َـو ُد ذو َّ‬
‫الحــذا ُء علــى َقدَ مــي‪ ،‬وكا َد ُي ْف ِقدُ نــي‬ ‫ــط ِ‬ ‫ــر ِآة‪َ ،‬ض َغ َ‬ ‫ِ‬
‫ــت إِلــى الم ْ‬ ‫ور ْأســي َي َت َل َّف ُ‬ ‫ــذ ُت َأ ْذ َر ُع ال ُغ ْر َفــ َة‪َ ،‬‬ ‫َأ َخ ْ‬
‫ـت َن ْفســي َبأنَّهــا َم ْسـ َـأ َل ٌة َسـ َـأ ْعتا ُدها كونــي ال ُأ َح ِّبـ ُـذ ْارتِــدا َء‬
‫ـان‪ ،‬إِالّ َأنَّنــي َأ ْقنَ ْعـ ُ‬ ‫ـض األحيـ ِ‬ ‫َوازنــي فــي بعـ ِ‬ ‫ت ُ‬
‫َهــذا النَّـ ْـو ِع ِم ـ َن األَ ْح ِذ َيـ ِـة العالِ َيـ ِـة‪.‬‬

‫‪76‬‬ ‫حقوق الطبع © محفوظة لوزارة التربية والتعليم – دولة اإلمارات العربية المتحدة‬
‫ريصقلا ةَّصِقلا‬
‫ُ‬ ‫ةّيبدألا ُصوصّنلا ‪-‬‬

‫ِ‬ ‫ـن األَ ْسـ ِ‬


‫الركـ ِ‬ ‫ِ‬ ‫الحــذا َء إلــى جانِـ ِ‬
‫ـظ ِ‬‫ـعور بِالقلـ ِـق‪ ،‬وأنــا َأح َفـ ُ‬
‫والب‪.‬‬ ‫ـفل مـ َن الــدُّ‬ ‫ـب ال َعبــاءة فــي ُّ‬ ‫اعترانــي ُشـ ٌ‬
‫ْــت نفســي‪ُ ،‬متع ِّللــ ًة‬ ‫لقــدْ َأنفقــت ك َُّل ماتب ّقــى مــن راتبــي ثمنًــا لهــذا ِ ِ‬
‫ــدت َف َطمأن ُ‬
‫الحــذاء‪ ،‬لكنّنــي ُع ُ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬
‫الشـ ِ‬ ‫الخمسـ ِـة المتبقيـ ِـة علــى انْتهـ ِ‬
‫ـهر‪.‬‬ ‫ـاء َّ‬ ‫ُ َّ‬ ‫باأل ّيــا ِم َ َ‬
‫الس ِ‬ ‫ــط كيســا ور ِقيــا منْت َِف ًخــا‪َ ،‬أ ْل َقي ُ ِ‬
‫ــرير‪،‬‬ ‫ــت بِــه َعلــى َّ‬ ‫ْ‬ ‫ــت إلــى ُغ ْر َفتــي‪ ،‬و َأنــا َأت ََأ َّب ُ ً َ َ ًّ ُ‬ ‫َب ْعــدَ ُأ ْســبو ٍع َو َل ْج ُ‬
‫ــت العبــاء َة وا ْن َتع ُ ِ‬ ‫ِ‬ ‫و َعمــدْ ُت إِلــى دوالبــي‪َ ،‬أســت ْ ِ‬
‫لــت الحــذا َء‪ُ ،‬ث َّ‬
‫ــم‬ ‫َ‬ ‫َخ ِر ُج منْــ ُه ال َعبــا َء َة والحــذا َء‪َ ،‬لبِ ْس ُ َ َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫ـت و َأنــا‬ ‫ـل ال َعبــا َء ِة‪ِ ،‬ص ْحـ ُ‬‫الجديــدَ َة ا َّلتــي ا ْب َت ْعتُهــا‪ ،‬ألَجـ ِ‬
‫الحقيب ـ َة َ‬
‫ـت الكيــس‪ ،‬و َأ ْخرجـ ُ ِ‬
‫ـت منْ ـ ُه َ‬ ‫َ ْ‬ ‫َ‬ ‫ا ْل َت َق ْطـ ُ‬
‫الم ْــر ِآة‪:‬‬
‫َأتَملــى م ْظهــري فــي ِ‬
‫َ َ‬ ‫َ‬
‫ُناس ُبها إِلى َه ِذ ِه الدَّ َر َج ِة!»‪.‬‬
‫ثور َعلى حقيب ٍة ت ِ‬
‫َ َ‬ ‫‪َ « -‬أ ُّي تَنا ُغ ٍم َهذا؟! َل ْم َأ ُك ْن َأ ْح ُل ُم بال ُع ِ‬

‫فضي‪.‬‬ ‫ٍ‬
‫بهالل‬ ‫َت الحقيب ُة مخملي ًة سوداء بكس ٍ‬
‫رات‪ُ ،‬ز َّم منت ََص ُفها‬ ‫كان ِ‬
‫ٍّ‬ ‫َ ْ‬
‫ِ‬
‫الجديدة‪.‬‬ ‫بح َّلتي‬ ‫للخروج إلى الن ِ‬
‫ِ‬ ‫كون شب َه مستعدّ ٍة‬ ‫ِ‬
‫الحقيبة َأ ُ‬ ‫با ْقتِ ِ‬
‫ناء ِ‬
‫ّاس ُ‬ ‫هذه‬

‫َخ َّلـ ُـل ُخ َص َل َشـ ْعري ّ‬


‫الذ َهب َّيـ َة ُ‬
‫الم َج َّعدَ ةَ‪،‬‬ ‫المـ ْـر ِآة َأ ْك َثـ َـر‪ ،‬و َأ َخـ ْـذ ُت ُأ َحــدِّ ُق فيها‪ ،‬و َأصابِعــي َتت َ‬
‫د َنــو ُت ِمـن ِ‬
‫َ‬ ‫َ ْ‬
‫ِ‬
‫والب‪.‬‬ ‫ِ‬
‫ص إِلــى َم ْخ َبئها فــي الدّ‬ ‫ِ‬
‫ـت َأ ْمــري‪ ،‬و َأ َخـ ْـذ ُت َأ ْنـ ِـز ُع ُمقتنياتــي ال َّثمينَـ َة‪ ،‬و ُأعيدُ هــا بح ْر ٍ‬
‫َع َز ْمـ ُ‬
‫ـت طي َل ـ َة الفتـ ِ‬
‫ـرة‬ ‫ِّهائ َّيـ ِـة‪َ ،‬ف ْقــد َع ِم ْلـ ُ‬
‫فــي ُ ْظ ِهــر اليــو ِم التّالــي ُعــدْ ُت‪ ،‬و َأنــا فــي َشــو ٍق إِلــى (البرو َفـ ِـة) الن ِ‬
‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫َ ْ‬
‫ــذ ِه ال َّط َّلــ َة الجديــدَ ةَ‪ ،‬وك ََأنَّهــا ُأح ِجيــ ُة الصــورةِ‬
‫َّفاصيــل ا َّلتــي ُتكَــو ُن ه ِ‬
‫ِ‬ ‫َجميــ ِع الت‬ ‫الم ِ ِ‬
‫ّ َ‬ ‫ْ َ‬ ‫َ‬ ‫ِّ َ‬ ‫نصر َمــة َعلــى ت ْ‬ ‫ُ‬
‫كان َع َلــي َأ ْن ُأعيــدَ تَرتيبهــا‪ ،‬ل َتتَج ّلــى َأمامــي الصــور ُة ِ‬
‫كام َل ـ ًة‪.‬‬ ‫الم َق َّط َعـ ِـة ا َّلتــي َ‬
‫ّ َ‬ ‫ْ َ‬ ‫َّ‬ ‫ُ‬
‫ـت ُخ َصـ َـل َش ـ ْعري األَ ْسـ َـو ِد النّاع ـ ِم فــي‬ ‫الحقيب ـ َة‪َ ،‬ر َّت ْبـ ُ‬
‫ـت َ‬‫وح َم ْلـ ُ‬ ‫ـت العبــاءةَ‪ ،‬وا ْن َتع ْلـ ُ ِ‬
‫ـت الحــذا َء‪َ ،‬‬ ‫َ‬ ‫َلبِ ْسـ ُ َ َ‬
‫اســ َت َع ْرتُها ِمــ ْن َشــقي َقتي ال ُك ْبــرى‪،‬‬ ‫ــت األَ ْق َ ِ‬
‫ــراط الف ِّض َّيــ َة ا َّلتــي ْ‬ ‫ــل َعلــى َجبينــي‪َ ،‬و َض ْع ُ‬‫مائ ٍ‬‫ــياب ِ‬
‫ان ِْس ٍ‬
‫ور َسـ ْـم ُت َخ ًّطــا فِ ِّض ًّيــا َأ ْس ـ َف َل ال َع ْينيـ ِ‬
‫ـن‪.‬‬ ‫ـروز َّي َعلــى َج ْفنــي ال ُع ْلـ ِـو ِّي‪َ ،‬‬
‫وبس ـ ْط ُت ظِـ َّـل العيـ ِ‬
‫ـون ال َف ْيـ ِ‬ ‫ُ‬ ‫ََ‬
‫«ه ِذ ِه َأنا؟!»‪.‬‬
‫‪َ -‬‬

‫المسا َء‪..‬‬
‫َهذا َ‬
‫ـاة ُمت ََأ ِّل َقـ ٍـة ِم ْثلي فــي ِعيا َد ٍة َحقيـ َـر ٍة ك ََهـ ِـذ ِه‪َ .‬أ َج ْل‪َ .‬س ُأ ْد ِه ُشــهم‬
‫سيسـ َطع نَجمــي‪ ،‬سـي َتعجب النّــاس ِمـن َفتـ ٍ‬
‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫َ َ َ َّ ُ‬ ‫َ َْ ُ ْ‬
‫المســا َء‪.‬‬
‫جمي َعهــم َهذا َ‬

‫حقوق الطبع © محفوظة لوزارة التربية والتعليم – دولة اإلمارات العربية المتحدة‬ ‫‪77‬‬
‫كتاب النصوص للصف ال ّتاسع‬

‫شاشـ ِـة هاتِفــي‬


‫العيــا َد ِة َعلــى َ‬
‫ـض ر َقــم ِ‬
‫هــذا المســاء‪َ ...‬أرتمــي َعلــى َســريري‪َ ،‬ي ْعلــو نُواحــي ُك َّلمــا َو َمـ َ َ ُ‬
‫مــت أ ْطرا ُفــه فــي حجــ ِم ِمك ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ْــواة‬ ‫َ ْ‬ ‫ُ‬ ‫الم ْحمــول‪ ،‬وإِلــى جــواري َعبــا َء ٌة ُم ْلقــاةٌ‪َ ،‬يت ََو َّســ ُطها َخ ْ‬
‫ــر ٌق َت َف ّح ْ‬ ‫َ‬
‫بائيــة‪ٍ.‬‬
‫كَهر ِ‬
‫ْ َ َّ‬

‫‪78‬‬ ‫حقوق الطبع © محفوظة لوزارة التربية والتعليم – دولة اإلمارات العربية المتحدة‬
‫ريصقلا ةَّصِقلا‬
‫ُ‬ ‫ةّيبدألا ُصوصّنلا ‪-‬‬

‫*‬
‫ـم َخ َ‬
‫ش َبةٍ‬ ‫الع ِّ‬ ‫ِق َّ‬
‫ص ُة َ‬
‫الساعدي‬
‫مرمي ّ‬
‫ْــذ‬ ‫َتحــر ْك‪ ،‬وبِمــا أنَّــ ُه لــم َي َّ‬
‫تحــر ْك ُمن ُ‬ ‫ٍ‬
‫خشــاب إذا َل ْ‬
‫ــم ت ّ‬ ‫َتحــو ُل األجســا ُد إلــى َأ‬ ‫ت ّ‬
‫َ‬ ‫ِ‬
‫يصرخــون‬ ‫صــار َخشــب ًة‪ ،‬نَدعــو ُه‪َ :‬ع َّمنــا الخشــب َة‪ ،‬والك ُ‬
‫بــار‬ ‫َ‬ ‫َع َر ْفنَــا ُه‪ ،‬فقــدْ‬
‫َ‬
‫كذلــك‪.‬‬ ‫ُ‬
‫"األطفــال ُقســاةٌ"‪ .‬وقــد ُكنَّــا‬ ‫ــر ِّد َ‬
‫دون‬ ‫ِ‬
‫ودائمــا ُي َ‬
‫ً‬ ‫بوجوهنَــا ُم َعنِّفيــ َن‪،‬‬
‫قابــل مــع الجــدَّ ِة ‪ُ ...‬أم ِ‬ ‫ِ‬
‫ــه‪ ،‬و َع َر ْفنــا َّ‬
‫أن‬ ‫ِّ‬ ‫ِ َ َ‬ ‫الخشــب ُة َيســ ُك ُن فــي ال َبيــت ُ‬
‫الم‬ ‫َع ُّمنــا َ‬
‫ـون َلهــا ُأ َّمهـ ٌ‬
‫ـات‪،‬‬ ‫ـاب‪ -‬تكـ ُ‬ ‫وأدركْنــا أ َّن ـ ُه ‪-‬ح َّتــى األخشـ ُ‬
‫ـم‪َ ،‬‬‫َجدَّ َتنَــا هــي األُ ُّم لل َعـ ِّ‬
‫ـب مــا يحلــو َلنــا‪.‬‬ ‫ُكنَّــا نَتع َّلـ ُ‬
‫ـم كثيـ ًـرا‪ ،‬حسـ َ‬
‫ِ‬
‫مراويــن‪،‬‬ ‫الح‬ ‫ِ‬ ‫ُغر َفتُــه بيضــاء‪ ،‬جدرانُهــا والســرير‪ ،‬وك ُُّل َش ٍ‬
‫ــيء‪ ،‬ســوى َع ْينَ ْيــه َ‬ ‫ْ‬ ‫َّ ُ َ‬ ‫ُ ُ‬ ‫َُ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ـك علــى َو ْج ِههــا‪َ ،‬و َظ ْه ِرهــا ُ‬
‫المنحنــي‬ ‫الم َج َّعــد‪َ ،‬و ُكنَّــا َنضحـ ُ‬
‫ـي ُ‬ ‫َو َو ْجــه ُأ ِّمــه ال ُبنِّـ ِّ‬
‫الخش ـ َب ِة‪.‬‬
‫ـع َ‬ ‫اله ْمـ ِ‬
‫ـس مـ َ‬
‫ِ‬
‫م ـ ْن كَثــرة َ‬
‫ِ‬

‫ـار‬
‫ـي َج َســدً ا َعمود ًّيــا ُمتَحـ ِّـركًا صـ َ‬ ‫ـت هـ َ‬ ‫كان َج َســدً ا ُأفق ًّيــا ثاب ًتــا‪َ ،‬وكا َنـ ْ‬
‫وبمــا أ َّن ـ ُه َ‬
‫ُطعمــه‪ ..‬ت ِ‬
‫َغس َ‬ ‫ِ‬ ‫ــم َع مــا َي ُ‬
‫ــل‬ ‫قــول ‪ ..‬ت َ ُ‬ ‫ُحدِّ َثــ ُه‪ ..‬ت َْس َ‬
‫كثيــرا حتّــى ت َ‬ ‫ً‬ ‫َنحنــي‬
‫َ‬ ‫ال ُبــدَّ ْ‬
‫أن ت‬
‫ــف رقبتِ ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫تحــت‬
‫َ‬ ‫ــه‪..‬‬ ‫ــف مــا بيــ َن َأصابِعــه‪َ ..‬خ ْل َ َ َ‬ ‫ــط َشــ ْع َر ُه ‪ُ ..‬تنَ ِّظ َ‬‫َو ْج َهــ ُه‪ ..‬ت َُم ِّش َ‬
‫ـت‬ ‫ـول‪ :‬هــذا َو ْقـ ُ‬ ‫ـي‪َ ،‬وتقـ َ‬ ‫ـكان‪َ .‬و ُكنَّــا َننْتَظِـ ُـر ِ‬
‫خار ًجــا ح ّتــى تَنتهـ َ‬
‫ِذرا َعيـ ِـه ‪ ...‬ك َُّل مـ ٍ‬
‫َ‬ ‫ْ‬
‫ظاه ُر ِرعا َي ِة‬
‫‪)1‬ما م ِ‬
‫َ‬ ‫‪1‬‬
‫َســتحم !‪..‬‬
‫ُّ‬ ‫األخشــاب ت‬
‫ُ‬ ‫ــش ‪ ...‬حتّــى‬ ‫ُــم ‪َ ...‬ونندَ ِه ُ‬ ‫اســتحما ِم َع ِّمك ْ‬
‫جوز لِ َخ َش َبة؟‬
‫ال َع ِ‬

‫ألعلــى‬ ‫صام ًتــا‪ ،‬يف َتــح َعينيـ ِـه‪ ،‬وي ِ‬


‫غل ُق ُهمــا‪َ ...‬ين ُظـ ُـر ل َ‬ ‫َدخـ َـل َفنــراه ِ‬ ‫يحصـ ُـل ْ‬
‫أن ن ُ‬
‫َُ‬ ‫َ ُ‬ ‫ُ‬ ‫َو ُ‬
‫أن ي ِ‬ ‫ألسـ َف ِل‪ ...‬وي َكــرر ذلِـ َ ِ‬‫َول َ‬
‫ـوز‬
‫ـت إلينــا‪َ .‬وحيـ َن تَرانــا ال َعجـ ُ‬ ‫لتفـ َ‬ ‫دون ْ َ‬
‫ـرارا‪َ ،‬‬ ‫ـك مـ ً‬ ‫َ ُ ِّ ُ‬
‫األخشــاب‬ ‫ــش ‪ ..‬حتّــى‬ ‫ــت ‪ ...‬فالعــم يص ّلــي ‪ ...‬ون ِ‬
‫َنده ُ‬ ‫تُشــير إلينــا بالصم ِ‬
‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ ُّ ُ َ‬ ‫َّ ْ‬ ‫ُ‬
‫ت َُص ّلــي!‬

‫َ‬
‫‪-‬األطفــال ال ُقســاةَ‪-‬‬ ‫َــزور ُه ُك ُّلنــا‪ ،‬ن َْحــ ُن‬ ‫ــه ٍر كان ْ‬
‫َــت َح ْف َلــ ًة َلنــا‪ ،‬ن ُ‬ ‫وبِدا َيــ ُة ك ُِّل َش ْ‬
‫أن َيتحـ َّـر َك‪ ،‬فقـ ْ‬
‫ـط َيفـ َـر ُح‬ ‫َدخـ ُـل َيفـ َـر ُح َ‬
‫دون ْ‬ ‫ـوات‪ ،‬وحي ـ َن ن ُ‬ ‫ـوة واألَخـ ِ‬ ‫ِ‬
‫أبنــا ُء اإلخـ َ‬
‫نتصــو ُر ُه‬
‫َّ‬ ‫ُ‬
‫نضحــك‪َ ،‬و‬ ‫كان بِ َح ْج ِمنَــا‪َ ،‬و‬ ‫ــه عندمــا َ‬ ‫ث عــن أي ِام ِ‬
‫َّ‬ ‫ــه‪َ ،‬ويتحــدَّ ُ‬ ‫بِعينَي ِ‬
‫َْ ْ‬

‫السعيد» ‪ -‬صادرة عن هيئة أبو ظبي للثّقافة وال ّتراث ‪.2009 /‬‬ ‫ّ‬
‫والحظ ّ‬ ‫القصصي ِة «مريم‬
‫ّ‬
‫ِ‬
‫المجموعة‬ ‫* من‬

‫حقوق الطبع © محفوظة لوزارة التربية والتعليم – دولة اإلمارات العربية المتحدة‬ ‫‪79‬‬
‫كتاب النصوص للصف ال ّتاسع‬

‫األخشــاب تَك ُب ُــر!‬


‫ُ‬ ‫َخشــب ًة َصغيــر ًة ُمســ َّط َح ًة‪َ ،‬و ُ‬
‫نقــول‪ :‬حتَّــى‬

‫ـم َيتحـ َّـر ُك ِم ْث َلنــا‪،‬‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬


‫أن ال َبشـ َـر ق ْســمان‪ :‬ق ْسـ ٌ‬ ‫َصو ْرنــا َّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫بالحـ ْـزن عليــه‪ ،‬ت َّ‬‫ـم َن ُكـ ْن ن َْشـ ُع ُر ُ‬‫َلـ ْ‬
‫ـهما"؟‬ ‫"شـ ً‬ ‫ـهما‪ ،‬مــاذا تَعنــي َ‬ ‫ـب ِم ْث ُل ـ ُه‪ .‬قالــوا‪َ :‬‬
‫كان شــا ًّبا ط ِّي ًبــا‪َ ،‬وشـ ً‬ ‫َخشـ ٌ‬ ‫ـم ُمت ِّ‬ ‫ِ‬
‫َوق ْسـ ٌ‬
‫‪2‬‬ ‫ـم َي ُكـ ْن مــا فــي َج ْيبِـ ِـه ُم ْلـكًا َلـ ُه‪َ ،‬وهــذا مــا َ‬
‫كان َي ُه ُّمنــا؟!‬ ‫قالــوا‪ :‬لـ ْ‬ ‫‪)2‬ما ِداللة ما َت ْح ُت ُه‬
‫ط على شَ ْخ ِصيةِ‬ ‫َخ ٌّ‬
‫َّ‬
‫ِ‬
‫األطفال؟‬
‫ٍ‬
‫باقتضاب"‬ ‫هو َمـ ْن ُي َحدِّ ُثنــا‪َ ،‬وإذا تَحدَّ ْثنا َأ َج ْبنــا‬ ‫فقط َ‬ ‫كان ْ‬ ‫ث َم َعـ ُه‪َ ،‬‬ ‫لــم َن ُكـ ْن نَتحــدَّ ُ‬
‫ـس بِ َسـ َـأ ٍم‪ُ ،‬مت ََم ْل ِم ِليـ َن‪ ،‬ن َُحـ ِّـر ُك أقدا َمنــا‪َ ،‬وأحيا ًنــا‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ـم ‪ ..‬حاضـ ْـر‪ ..‬ال" َو ُكنَّــا نَجلـ ُ‬ ‫نَعـ ْ‬
‫آلخ ِرهــا‪" ....‬‬ ‫رقــع أصابِعنــا‪ ،‬أو نَفــر ُك َأ ْعينَنــا‪ ...‬نَتثــاءب ‪ ...‬نَف َتــح أفواهنــا ِ‬ ‫ِ‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ ُ‬ ‫ُ‬ ‫ْ ُ‬ ‫َ‬ ‫ُن َف ُ‬
‫كان‬‫مرنــا‪َ ،‬وأ ّينــا َ‬ ‫كان بِ ُع ِ‬ ‫ـف َبــدا حيـ َن َ‬ ‫يواصـ ُـل أحادي َثـ ُه‪َ ،‬عـ ْن كيـ َ‬ ‫نَتثــاااءب" وهــو ِ‬
‫ُ َ َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ـع إِخوتــه‪ ...‬آبائنــا َو ُأ ِّمهاتنــا‪َ ....‬ومــاذا تمنَّــى‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ـبها بِــه‪ْ ،‬أو َعـ ْن ذكرياتــه َمـ َ‬ ‫ـرب َشـ ً‬‫أقـ َ‬
‫ـف لــم َي ُكـ ْن‬‫ـط ُشــر َط ٍة‪َ ...‬وكيـ َ‬ ‫ـون ضابِـ َ‬ ‫أن يكـ َ‬ ‫ـم تمنَّــى ْ‬ ‫ـون حيـ َن َيكبـ ُـر؟ َوكـ ْ‬‫أن يكـ َ‬ ‫ْ‬
‫ٍ‬ ‫َيعـ ِـر ُ‬
‫ـع‬‫ـم‪َ ..‬خشــب ًة" ‪َ ...‬يتط َّلـ ُ‬ ‫ـيتحو ُل إلــى َخ َشــبة‪" ،‬كمــا ت َُسـ ُّـمونني أن ُتـ ْ‬ ‫ف أ َّن ـ ُه َسـ َّ‬
‫‪3‬‬
‫الم َخــدَّ ِة‪َ ...‬ونتثــا َء ُب‪.‬‬‫ـت ِ‬ ‫ـك‪ ،‬ونتط َّلــع إلــى تحـ ِ‬
‫ُ‬ ‫إلينــا‪َ ،‬ويضحـ ُ َ‬ ‫ث‬‫حد ُ‬
‫كان ُي ِّ‬ ‫‪)3‬ما الَّذي َ‬
‫األطفال؟‬
‫َ‬ ‫به َخ َش َبةُ‬
‫ـظ النتهـ ِ‬ ‫ـهر يعيــدُ الحكايــا َن ْفســها‪ ،‬ونتط َّلــع بِمنتَهــى الصبـ ِـر وال َغيـ ِ‬ ‫كان األَط ُ‬ ‫وَ‬
‫فــي ك ُِّل َشـ ٍ ُ‬
‫ْفال‬ ‫ف َ‬ ‫ك ْي َ‬
‫ـاء‬ ‫ْ‬ ‫َّ‬ ‫ُ ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫يقابلون َحدي َث ُه؟‬
‫َ‬
‫ِ‬
‫مراويــن ُك َّلمــا َح َّرك َُهمــا‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫الزيــار ِة َ ِ‬
‫رثــارة‪ .‬ن َُحــدِّ ُق فــي َع ْينيــه َ‬
‫الح‬ ‫للخشــ َبة ال َّث َ‬ ‫ِّ َ‬
‫شــير عليهــا ْ‬
‫أن‬ ‫ــن الــكال ِم‪َ ...‬‬ ‫ف َع ِ‬‫اآلن َســيتو َّق ُ‬ ‫ِ‬
‫الجــدَّ ة‪َ ...‬‬ ‫ِ‬
‫اآلن َس ُي ُ‬ ‫باتِّجــاه َ‬
‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫الوجــود‪،‬‬ ‫جم ُــل مــا فــي‬ ‫ُخ ِر َجهــا مــ ْن تَحــت الم َخــدَّ ة‪ ،‬المحف َظــ ُة َّ‬
‫الســودا ُء َأ َ‬ ‫ت ْ‬
‫ــهري الموعــو ُد‪.‬‬
‫ُّ‬ ‫إنَّهــا َكن ُْزنــا َّ‬
‫الش‬
‫الشــهر َّي ِة التــي ت ِ‬
‫َصر ُفها َلـ ُه الدَّ ول ُة‪،‬‬ ‫ـط ‪ -‬نُقــو َد اإلعانـ ِـة ّ‬ ‫ـت – فقـ ْ‬ ‫ـم َي ُكـ ْن َغن ًّيــا‪ ،‬كا َنـ ْ‬‫لـ ْ‬
‫أن َلــ ُه‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ ِ ِ‬
‫َتصــو ْر َّ‬
‫َّ‬ ‫كان يشــتري بهــا أشــيا َء لنَ ْفســه‪َ " ...‬ن ْفســه؟"‪َ ...‬ل ْ‬
‫ــم ن‬ ‫نــادرا مــا َ‬ ‫َو ً‬
‫ـض‬ ‫ـوز َوقــدْ اســتب َق ْت بعـ َ‬
‫ـود لنــا‪َ .‬وحيـ َن َنــرى العجـ َ‬ ‫َن ْفســا َأصـ ًـا‪َ ،‬أردنــا ك َُّل النُّقـ ِ‬
‫َ ْ‬ ‫ً‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫بالمــال؟!!‪.‬‬ ‫فعــان‬ ‫األوراق فــي المحفظــة نَشــ ُع ُر بال َغ ْيــظ‪ ...‬مــا َع ُ‬
‫ســاهما َي‬
‫أن النُّقــو َد ال تأتــي ّإل ِمـ ْن‬ ‫إنَّهــا ِرح َلـ ٌة َشــهري ٌة م ِ‬
‫تع َبـ ٌة َو ُمربِ َحـ ٌة‪ ...‬تَع َّل ْمنــا حينَهــا َّ‬ ‫َّ ُ‬ ‫ْ‬ ‫الجلوس‬ ‫أن ُ‬ ‫هل َترى َّ‬ ‫‪ْ )4‬‬
‫ِ ٍ ‪4‬‬ ‫ِخـ ِ‬ ‫للح ِ‬
‫ـال ُس ـ ُب ٍل ُمتْع َبــة‪.‬‬ ‫صول‬ ‫َ ُ‬
‫ِ‬
‫ةَ‬ ‫ب‬ ‫خش‬
‫َ‬ ‫ع‬ ‫َم َ‬
‫المال أَ ْم ٌر‬ ‫على‬
‫ِ‬
‫ـديد‪َ ،‬وبكينــا كثيــرا‪ ...‬كثيــرا جــدًّ ا‪ ،‬علــى فِـ ِ‬
‫ـراق‬ ‫الشـ ِ‬ ‫حيـن رحـ َـل َشـعرنا بالحـ ِ‬
‫ـزن َّ‬ ‫ُ‬
‫ب ف ْع ًل؟ عل َّْق‬ ‫ُم ْتع ٌ‬
‫ً‬ ‫ً‬ ‫َْ‬ ‫َ َ‬ ‫ِ‬
‫على رأَ ِي الطّ ْفل فيما‬
‫ألبــد‪.‬‬ ‫المحف َظـ ِـة السـ ِ‬
‫ـوداء ل َ‬ ‫ـك ِ‬ ‫تِلـ َ‬ ‫ط؟‬ ‫تح َت ُه َخ ّ‬ ‫ْ‬
‫َّ‬

‫‪80‬‬ ‫حقوق الطبع © محفوظة لوزارة التربية والتعليم – دولة اإلمارات العربية المتحدة‬
‫ريصقلا ةَّصِقلا‬
‫ُ‬ ‫ةّيبدألا ُصوصّنلا ‪-‬‬

‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ــت بِدُ خــول َمنــزل ال َع ِّ‬
‫ــم‬ ‫ــة‪َ ،‬ر ِغ ْب ُ‬
‫البيــوت ال َقديم ِ‬
‫َ‬
‫ِ‬ ‫ــرر ُت علــى‬ ‫اليــو َم‪ ...‬حيــ َن َم ْ‬
‫ـت بال ُف ْر َجـ ِـة عليـ ِـه ِم ـ ْن َبعيـ ٍـد‪...‬‬‫ـراب‪ ،‬فاكت َف ْيـ ُ‬
‫ـح َيس ـ ُكنُ ُه أغـ ٌ‬‫"خشــبة"‪ ،‬لكنَّ ـ ُه أصبـ َ‬
‫ـل‬ ‫ـت فــي الدَّ ِ‬
‫اخـ ِ‬ ‫ـول‪َ ،‬وأتذ َّكـ ُـر حي ـ َن ُكنْـ ُ‬ ‫ـار ِج‪ِ ...‬صـ ْـر ُت َأشــتهي الدُّ خـ َ‬ ‫ِم ـ َن الخـ ِ‬
‫ـروج‪.‬‬
‫الخـ َ‬ ‫َو َبصــري ُم َع َّلـ ٌـق بالنَّافِـ َـذ ِة َأشــتهي ُ‬

‫ـول؛ َو ِلُجي َبـ ُه‬


‫ـت باهتمــا ٍم لِـك ُِّل مــا َيقـ ُ‬ ‫َأو ُّد َلـ ْـو َيعــو ُد؛ ِلَ ْسـت َِم َع َلـ ُه أكثـ َـر؛ َو ِلُن ِْصـ َ‬
‫ــك؛ َو ِلُ ْط ِع َمــ ُه بيــدي‪،‬‬ ‫ضح ُ‬ ‫ــك حيــ َن َي َ‬ ‫ألضح َ‬
‫َ‬ ‫ــهاب َعــ ْن ك ُِّل مــا َي ُ‬
‫ســأل؛ َو‬ ‫إس ٍ‬ ‫بِ ْ‬
‫ـب َل ـ ُه َمعــي فــي‬ ‫ِ‬ ‫ـب َأطبـ َ‬ ‫ِ ِ‬
‫ـاق ال َّطعــا ِم َل ـ ُه‪ ،‬لي َت ـ ُه يعــو ُد؛ ألجلـ َ‬ ‫الجــدَّ ة تُراقـ ُ‬ ‫َو َع ْينــا َ‬
‫ـجر؛ ِلُح ِضــر َل ـه معــي ِ‬ ‫وأوراق َشـ ٍ‬ ‫ٍ‬
‫ورود َو ُح َف ـ َن طيـ ٍ‬ ‫ـار ٍة با َق ـ َة‬
‫رائ َح ـ َة‬ ‫ْ َ ُ‬ ‫َ‬ ‫ـن‬ ‫ك ُِّل زيـ َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ـح َل ـ ُه‬ ‫والسـ ِ‬
‫ـحب؛ ألفتـ َ‬ ‫والمطـ ِـر‪ ...‬رائ َح ـ َة ال َقمـ ِـر والنُّجــو ِم ُّ‬ ‫س والهــواء َ‬ ‫الشـ ْـم ِ‬ ‫َّ‬
‫ـم لــه الدُّ نيــا بِـك ُِّل ألوانِهــا‬
‫ألرسـ َ‬
‫ـي؛ ُ‬ ‫النَّوافـ َـذ‪َ ،‬وأحكــي لــه حكايــا العا َلـ ِم الخارجـ ِّ‬
‫ِ‬
‫‪)5‬بِ َرأْ ِي َك إلى ماذا َت ْر ِم ُز‬ ‫ٍ ‪5‬‬ ‫ـاد َر ُغر َف َت ـ ُه‪َ ...‬‬ ‫وألغـ ِ‬ ‫صخبِهــا؛ ُ‬ ‫َو َ‬
‫كل ِ‬
‫دون نُقــود‪.‬‬
‫ِ‬
‫فاصيل‬ ‫هذه ال َّت‬
‫الَّتي َس َرد ْتها‬
‫الكاتِ َبةُ ؟‬

‫حقوق الطبع © محفوظة لوزارة التربية والتعليم – دولة اإلمارات العربية المتحدة‬ ‫‪81‬‬
‫كتاب النصوص للصف ال ّتاسع‬

‫‪82‬‬ ‫حقوق الطبع © محفوظة لوزارة التربية والتعليم – دولة اإلمارات العربية المتحدة‬
‫ريصقلا ةَّصِقلا‬
‫ُ‬ ‫ةّيبدألا ُصوصّنلا ‪-‬‬

‫صالَ ُة‬
‫احل ّ‬
‫َ‬
‫حمبك‬
‫ّ‬ ‫د‪ .‬أحمد زياد‬

‫وعشــر ُة أ ّيــا ٍم أطـ ُ‬


‫ـهر طويـ ٌـل‪ْ ،‬‬ ‫كامـ ٌـل‪ْ ،‬‬ ‫شــهر ِ‬
‫ـت وخالــدٌ‬ ‫مضـ ْ‬ ‫ـول َ‬ ‫وعشــر ُة أ ّيــا ٍم‪ ،‬شـ ٌ‬ ‫ٌ‬
‫الفخاريــة‪ِ،‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫نفسـ ُه‪ ،‬فــي ِّ‬
‫كل يــو ٍم ُيلقــي قط ًعــا نقد ّيـ ًة صغيــر ًة فــي َح ّصالتــه ّ ّ‬ ‫ُيص ِّبـ ُـر َ‬
‫َ‬
‫المبلــغ‬ ‫كان َضرور ًّيــا‪ ،‬حتّــى يو ِّف َ‬
‫ــر‬ ‫ــق شــي ًئا‪ ،‬وال َيشــتري َشــي ًئا‪ّ ،‬إل مــا َ‬ ‫ال ُي ِنف ُ‬
‫ــت إلــى صوتِهــا‪،‬‬ ‫نص ُ‬‫األكبــر‪ ،‬وفــي ك ُِّل يــو ٍم يلقــي فيهــا ِقطعــ ًة‪ ،‬يرجهــا‪ ،‬وي ِ‬
‫َُ‬ ‫َ ُ ُّ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫ـم بهــا‬ ‫ـس بيدَ ْيـ ِـه ثِ ْق َلهــا‪ ،‬وقــدْ أخـ َـذ ْت يو ًمــا بعــدَ يــو ٍم تــزدا ُد ْ‬
‫وز ًنــا‪ ،‬فيح ُلـ ُ‬ ‫يتحسـ ُ‬
‫َو َّ‬
‫ف عالقةَ‬ ‫ف َت ِص ُ‬ ‫‪َ )1‬‬
‫ك ْي َ‬
‫خالد بِحصال َِته؟ِ‬
‫ٍ‬
‫‪1‬‬
‫وقـ ِـد امتـ َـأ ْت‪.‬‬
‫َ ّ‬
‫ــق‪.‬‬ ‫ــر‪ ،‬ويــزدا ُد ُقر ًبــا‪ ،‬حتّــى َل َي ْح َســ َب ُه قــدْ تح َّق َ‬ ‫كان ُح ْل ُمــ ُه يك ُب ُ‬ ‫ومــع ك ُِّل يــو ٍم‪َ ،‬‬ ‫َ‬
‫ـدء مجــرد دراجــة‪ٍ،‬‬ ‫كان يتَصورهــا فــي البـ ِ‬ ‫ِ‬
‫َ ُ َّ َ ّ َ‬ ‫َّ ُ‬ ‫اج ـ ٌة‪َ ،‬‬ ‫در َ‬ ‫ـم بــه هـ َـو ّ‬ ‫وكان ّأو ُل مــا َح ُلـ َ‬ ‫َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫تتحــدَّ ُد‪ ،‬فقــدْ‬ ‫ــح‪ ،‬وتفاصي ُلهــا َ‬ ‫أخــذت َمالم ُحهــا تتَّض ُ‬ ‫ْ‬ ‫لكــ ْن يو ًمــا بعــدَ يــو ٍم‪،‬‬
‫يتخ ّي ُ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ــل‬ ‫أخــذ َ‬ ‫َ‬ ‫َصــو ُر َعج َل َت ْيهــا‪َ ،‬وم ْقو َدهــا‪ ،‬وهي َك َلهــا‪ ،‬وم ْقعدَ هــا‪ُ ،‬ث َّ‬
‫ــم‬ ‫أخــذ يت َّ‬ ‫َ‬
‫ـن‬ ‫وم ْرآت ْيـ ِ‬ ‫ـار‪ِ ،‬‬ ‫وم ْزمـ ٍ‬ ‫ـاح‪ِ ،‬‬ ‫المقـ َـو ِد ِمـ ْن ِمصبـ ٍ‬ ‫ـن‪ ،‬ويتخيـ ُـل مــا علــى ِ‬ ‫إطــاري ال َع َجلتيـ ِ‬
‫َّ‬
‫الم َع َّل َ‬ ‫ِ‬ ‫جانِب َّي ِ‬
‫ــق‬ ‫غيــر ُ‬ ‫الص َ‬ ‫الم َو ِّلــدَ َّ‬ ‫هــو ذا َيــرى ُ‬ ‫ــورةُ؛ فهــا َ‬ ‫الص َ‬ ‫تطــورت ّ‬ ‫ــم َّ‬ ‫تيــن‪ُ ،‬ث َّ‬
‫باألخ ِ‬ ‫ــة‪ِ ،‬‬ ‫الخلفي ِ‬ ‫ِ‬
‫ضــر‬ ‫ْ‬ ‫لــو َن‬
‫الم َّ‬ ‫يــش ُ‬ ‫والر َ‬‫ــر‪ّ ،‬‬ ‫األحم َ‬‫َ‬ ‫صبــاح‬
‫َ‬ ‫والم‬ ‫َعلــى ال َع َج َلــة َ َّ‬
‫ـاس َيسـ َ‬
‫ـيرون‬ ‫ـث َيشــا ُء‪ ،‬والنّـ ُ‬ ‫واألصفـ ِـر‪ ،‬فــي ِم ْق َو ِدهــا‪ ،‬وهـ َـو ين َط ِلـ ُـق بِهــا إلــى حيـ ُ‬ ‫ْ‬
‫ـرش ال َّطريـ َـق‬ ‫ـاح‪َ ،‬فيفـ ُ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫الرصيف ْيـ ِ‬
‫ـار‪َ ،‬ويضــي ُء المصبـ َ‬ ‫ـن وهـ َـو َيســتخد ُم الم ْزمـ َ‬ ‫َعلــى َّ‬
‫ـراوده فــي المسـ ِ‬ ‫ـت ِم ْثـ ُـل هـ ِـذ ِه الصـ ِ‬
‫ـاء‪ ،‬ح ْيـ َن‬ ‫َ‬ ‫ـورة ُتـ ِ ُ ُ‬ ‫ّ َ‬ ‫ـور َأما َمـ ُه‪ ،‬وأكْثـ ُـر مــا كانـ ْ‬ ‫بِالنّـ ِ‬
‫ـم َي ْستَسـ ِـل َم‬ ‫ِ ِ‬ ‫راشـ ِـه‪َ ،‬ف َي ُ‬ ‫يــأوي إلــى فِ ِ‬
‫عيشــها فــي ُم َخ ِّي َلتــه َســعيدً ا‪َ ،‬ق ْبـ َـل َأ ْن َيغفـ َـو‪ُ ،‬ثـ َّ‬ ‫َ‬
‫ـاح الباكـ ِـر‪ ،‬فــي‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫الصبـ ِ‬ ‫ـس بِهــا فــي َّ‬ ‫أن ُيحـ َّ‬ ‫ـث ْ‬ ‫ـم بِهــا‪ ،‬ومــا َي ْل َبـ ُ‬ ‫للنَّــو ِم‪ ،‬وهـ َـو َيح ُلـ ُ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫نومـ ِـه‪ُ ،‬ق َب ْيـ َـل ْ‬‫أواخـ ِـر ِ‬ ‫ِ‬
‫وهي‬ ‫الرخيـ ِم الهــاد ِئ‪َ ،‬‬ ‫أن َيســتيق َظ‪ ،‬ح ّتــى َل َي ْشـ ُع َر بانْســيابِها َّ‬
‫ـتيقظ‪َ ،‬فيسـ ِـرع إلــى حصا َلتِـ ِـه‪ ،‬يتَحســس ثِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫قلها‪،‬‬ ‫َ َ َّ ُ‬ ‫َ ّ‬ ‫َتنْطلـ ُـق بِــه فــي ك ُِّل األرجــاء‪ ،‬ويسـ ُ ُ ُ‬
‫ـت إلــى صوتِهــا‪.‬‬ ‫و ُينْصـ ُ‬

‫َــت فــي‬‫وإن كان ْ‬‫دادت ثِقــاً‪ْ ،‬‬


‫ــرها‪ ،‬ف َقــدْ ْاز ْ‬ ‫ِ‬
‫قــر َر فيــه ك َْس َ‬‫وجــا َء ال َيــو ُم ا َّلــذي َّ‬
‫ــة ِمــ َن‬
‫ــة َخفي َف ٍ‬
‫ــر َشــيء‪ ،‬وبِ َضرب ٍ‬
‫ْ ٌ َ َْ‬ ‫الص ْب ِ‬ ‫ِ‬
‫ــق َلــ ُه مــ َن َّ‬ ‫ــئ‪َ ،‬ف َل ْ‬
‫ــم َي ْب َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫الحقي َقــة َل ْ‬
‫ــم ت َْمتَل ْ‬ ‫َ‬

‫حقوق الطبع © محفوظة لوزارة التربية والتعليم – دولة اإلمارات العربية المتحدة‬ ‫‪83‬‬
‫كتاب النصوص للصف ال ّتاسع‬

‫ــت ِمنْهــا النُّقــو ُد‪ُ ،‬متَدَ ِّف َقــ ًة‪،‬‬ ‫ــن‪ ،‬وانْدَ َل َق ْ‬ ‫ــت ُمن َْشــطِ َر ًة إلــى نِ ْص َف ْي ِ‬ ‫الم ْطر َق ِ‬
‫ــة‪ ،‬ا ْن َف َل َق ْ‬ ‫َ‬
‫ِ‬
‫ِ‬ ‫ـت فــي َأ ْر ِ‬ ‫الق َط ـ ِع النَّقد َّيـ ِـة‪َ ،‬و َت َف َّر َقـ ْ‬
‫ـض ِ‬ ‫ـت ِمنْهــا َبعـ ُ‬
‫ـت‬
‫َحـ َ‬ ‫ض ال ُغ ْر َفــة‪ ،‬ت ْ‬ ‫َدح َر َجـ ْ‬
‫َوت ْ‬
‫السـ ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ـاث‪ ،‬فالحـ َـق إِحداهــا وهـ ِ ِ‬ ‫األثـ ِ‬
‫ـرير‪،‬‬ ‫َح َت َّ‬ ‫ـي تَفـ ُّـر مـ ْن َيد ْيــه‪ ،‬راك َضـ ًة‪ ،‬لت َْسـتَق َّر ت ْ‬ ‫َ َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫ِ‬
‫األرض‪.‬‬ ‫ــمتْها َعلــى‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬
‫غيــرة‪َ ،‬ر َس َ‬
‫َب ْعــدَ َد ْورات َص َ‬
‫يض ُّمهــا بيـ َن يد ْيـ ِـه‪،‬‬ ‫الح ّصا َلـ ِـة‪َ ،‬والنُّقــو ُد ُمنْثا َلـ ٌة ِمنْهــا‪َ ،‬ف َأ َخـ َـذ َيجم ُعهــا َو ُ‬ ‫عــا َد إلــى َ‬
‫ـاح َلـ ُه َأ ْن َيت ََأ َّم َلها‪،‬‬ ‫ِ ِ ِ ِ‬ ‫أخـ َـذ ْت صــور ُة الدَّ راجـ ِـة ِ‬ ‫َو َ‬
‫ـض فــي ذ ْهنــه‪ ،‬لكنَّـ ُه مــا عــا َد ُيتـ ُ‬ ‫تومـ ُ‬ ‫ّ َ‬ ‫َ‬
‫أن َي ُعــدَّ ُه‪ ،‬هــا هـ َـو‬ ‫ـال بيـ َن يد ْيـ ِـه َيشـ َغ ُل ُه عنْهــا‪ ،‬وع َل ْيـ ِـه ْ‬ ‫بالواض َحـ ِـة‪َ ،‬والمـ ُ‬
‫ِ‬ ‫ـي‬‫فمــا هـ َ‬
‫ـوز ُع النُّقــو َد َعلــى‬ ‫ـئ فــي ال َعــدِّ ‪َ ،‬و ُيعيــدُ ُه َمـ َّـر ًة َب ْعــدَ َمـ َّـر ٍة‪ ،‬ويـ ِّ‬ ‫ِ‬
‫ذا َيض َطـ ِـر ُب‪َ ،‬و ُي ْخطـ ُ‬
‫اجـ ِـة‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ـات‪َ ،‬و ُي َف ِّكــر فــي نُزولِـ ِـه إلــى السـ ِ‬ ‫فِئـ ٍ‬
‫ـع َأب ْيــه؛ لشــراء الدَّ ّر َ‬ ‫ـوق‪َ ،‬مـ َ‬ ‫ّ‬ ‫ُ‬
‫ـم َرجــا ُأ َّم ـ ُه َأ ْن ُت ْعطِ َي ـ ُه‬ ‫ٍ‬ ‫ـع النُّقــو َد فــي ِق ْط َعـ ِـة ُقمـ ٍ‬
‫ـاش َصغيـ َـرة‪َ ،‬ل َّفهــا بِهــا‪ُ ،‬ثـ َّ‬ ‫َج َمـ َ‬
‫ـم َت ْب َخـ ْـل َع َل ْيـ ِـه ُأ ُّمـ ُه‬ ‫َشــي ًئا ِممــا يتَو َّقــع َأنَّهــا تَدَّ ِخــره؛ لِيسـ َتك ِْم َل َثمـن الدَّ ر ِ‬
‫اجــة‪َ ،‬و َلـ ْ‬ ‫َ َ ّ َ‬ ‫ُُ َْ‬ ‫ّ َ َ ُ‬
‫أن ينتظِـ َـر ح ّتــى َيجــي َء والِــدُ ُه إلــى‬ ‫كان عل ْيـ ِـه ْ‬ ‫بِمــا تَسـتَطيع َأ ْن ُت َقدِّ مـه َلـه‪ِ ،‬‬
‫ولكـ ْن َ‬ ‫َ ُ ُ‬ ‫ْ ُْ‬
‫ِ ‪2‬‬ ‫ِ‬
‫ـع آخـ ِـر النَّهــار‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ف أُ ِّم خالِ ٍد‬
‫‪)2‬ما َم ْو ِق ُ‬
‫البيــت‪ ،‬مـ َ‬ ‫ِ‬ ‫ِمن ِش ِ‬
‫راء َولَدها‬ ‫ْ‬
‫ـع أب ْيـ ِـه‬ ‫ـات َعلــى َع َجـ ٍ‬ ‫ـض ال ُّل َقيمـ ِ‬ ‫و َلــم يــدْ ِر فــي المسـ ِ‬ ‫اجةَ ؟ وما َدليل َُك‬ ‫الد ّر َ‬ ‫َّ‬
‫ـل‪َ ،‬مـ َ‬ ‫ـم بعـ َ‬ ‫ـف ا ْلت ََهـ َ‬‫ـاء ك ْيـ َ‬ ‫َ‬ ‫ْ َ‬ ‫على ذلِ َك؟‬
‫الزيتــون‪ِ،‬‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ـار‪ُ ،‬م ْكتَف ًيــا بِك ْسـ َـرة ُخ ْبـ ٍـز‪َ ،‬و َب ْعـ ِ‬ ‫الصغـ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َو ُأ ِّمـ ِـه ْ‬
‫ـض ح ّبــات م ـ َن َّ ْ‬ ‫وإخ َوتــه ِّ‬
‫ـع إلــى َأب ْيـ ِـه‪ُ ،‬منْتَظِـ ًـرا‬ ‫وهـ َـو َي َت َط َّلـ ُ‬
‫احتَســاها‪ُ ،‬‬ ‫ـف ْ‬ ‫ـم َيــدْ ِر كيـ َ‬ ‫الشـ ِ‬
‫ـاي َلـ ْ‬ ‫كأ َس ّ‬ ‫ح ّتــى ْ‬
‫ـاء ســر ْي ًعا‪ُ ،‬م َت َل ِّه ًفــا‪ ،‬لِ ُي ْع ِلـ َن َلـ ُه عـ ْن َر ْغ َبتِـ ِـه‪ ،‬وهـ َـو ُي َف ِّكـ ُـر‬ ‫نتهــي ِمث َلـه ِمـن العشـ ِ‬
‫ُ َ َ‬ ‫أن َي ِ َ‬ ‫ْ‬
‫ـم يوافِـ ْـق‪ ،‬ومــاذا َســيف َع ُل إذا‬ ‫أن ُي ْقنِ َعـ ُه ْ‬
‫إن لـ ْ‬ ‫ـف ُي ْم ِكنُـ ُه ْ‬ ‫بِموا َف َقتِـ ِـه‪ْ ،‬أو َر ْف ِضـ ِـه‪ ،‬وك ْيـ َ‬
‫َمنَ َع ـ ُه؟!‬

‫ث‪ ،‬فهــا َقـ ِـد ا ْنتَهــى أبــو ُه‬


‫يتحــدَّ َ‬
‫أن َ‬ ‫ناس ـ َب ُة ا َّلتــي عل ْيـ ِـه ف ْيهــا ْ‬
‫ـت ال َّلح َظ ـ ُة الم ِ‬
‫ُ‬ ‫ْ‬
‫وحا َنـ ِ‬
‫باضطِـ ٍ‬
‫ـراب‪ ،‬وســاعَدَ ْت ُه‬ ‫ـرح لـ ُه َرغب َتـ ُه ْ‬ ‫ِ‬
‫ـاي األخيـ َـرة‪َ ،‬فشـ َ‬ ‫الشـ ِ‬
‫كأس ّ‬ ‫ِ‬ ‫ِمـن ارتِشـ ِ‬
‫ـاف‬ ‫َ ْ‬
‫ـغ ا َّلــذي ا َّدخـ َـر ُه‪.‬‬ ‫ِ‬
‫الم ْبلـ َ‬
‫ـم َعـ َـر َض عل ْيــه َ‬‫أ ُّم ـ ُه‪ُ ،‬ثـ َّ‬ ‫واب األَ ِب‬
‫‪3‬‬ ‫‪َ )3‬ت َخ َّي ْل َج َ‬
‫حين أَ ْخ َب َر ُه خالِ ٌد‬
‫َ‬
‫بِر ْغب ِت ِه في ِش ِ‬
‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬
‫صمــت‪ ،‬ولكـ ْن بِتَصديـ ٍـق كبيـ ٍـر‪ُ .‬ثـ َّ‬ ‫ـواب أب ْيــه‪ ،‬بِض ْيـ ٍـق َو ْ‬
‫ـت إلــى َجـ ِ‬ ‫راء‬
‫ـع‬‫ـم رجـ َ‬ ‫و َأنْصـ َ‬ ‫اج ِة‪.‬‬
‫َ َ‬
‫الد ّر َ‬
‫َّ‬
‫صام ًتــا‪ ،‬فتــح ِكتابـه‪ ،‬وقعــدَ يقــر ُأ فيـ ِـه‪ ،‬وصــر ُة النُّقـ ِ‬
‫ـود‬ ‫إلــى ُغرفتِـ ِـه حســيرا م ْكتَئبــا ِ‬
‫َ ْ َ ُ َّ‬ ‫َ َ ُ َ‬ ‫َ ً ُ ً‬ ‫ْ‬
‫ـاء‪ِ ،‬‬
‫لك ـ ْن‬ ‫او َلـ ِـة‪ .‬ومضــى يتَصــور أبــاه‪ ،‬إ ِّن ـه ِم ْثـ ُـل كَثيـ ٍـر ِم ـن اآلبـ ِ‬ ‫أما َم ـ ُه‪َ ،‬علــى ال ّط ِ‬
‫َ‬ ‫َ َّ ُ ُ ُ‬ ‫َ‬

‫‪84‬‬ ‫حقوق الطبع © محفوظة لوزارة التربية والتعليم – دولة اإلمارات العربية المتحدة‬
‫ريصقلا ةَّصِقلا‬
‫ُ‬ ‫ةّيبدألا ُصوصّنلا ‪-‬‬

‫اجـ ٍـة‪ ،‬وال ُيريــدُ‬ ‫ِ ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫َليـ ِ‬


‫در َ‬‫ـم‪ ،‬أبــو ُه ُيح ِّبـ ُه كثيـ ًـرا‪ ،‬وال َي ْمن ُعـ ُه مـ ْن شــراء ّ‬ ‫ـس م ْثـ َـل َب ْعض ِهـ ُ‬ ‫ْ َ‬
‫لكنَّ ـ ُه ِم ْثـ ُـل كَث ْيـ ٍـر ِم ـ َن‬
‫ـأن يــراه وهــو يقودهــا‪ِ ،‬‬
‫ُ‬ ‫ـم بِـ ْ َ ُ ُ َ‬ ‫َمنْ َع ـ ُه‪َ ،‬بـ ْـل َيت ََمنّاهــا َل ـ ُه‪َ ،‬و َي ْح ُلـ ُ‬
‫ِ‬ ‫اآلبـ ِ‬
‫ـم‪.‬‬
‫لهـ ْ‬ ‫كل مــا َيشــتهو َن ُه ُ‬ ‫ـتطيعون َأ ْن ُيو ِّفــروا ألبنائ ِهـ ْ‬
‫ـم َّ‬ ‫َ‬ ‫ـاء ال َيسـ‬
‫َثيــرة‪َ ،‬أهــم ِمــن الدَّ راج ِ‬
‫ــة‪َ ،‬وأك َث َــر منْهــا‬ ‫ــه إلــى أشــياء ُأ ْخــرى ك ٍ‬ ‫وشــعر بِحاجتِ ِ‬
‫َ َّ َ ّ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ ََ‬
‫ِ‬ ‫األوالد‪ ،‬و َليـ ِ‬
‫ِ‬ ‫ـس أ َّن ـ ُه ِم ْثـ ُـل كَثيـ ٍـر ِم ـ َن‬
‫ـم‪ ،‬فهـ َـو ال‬ ‫ـس م ْثـ َـل َب ْعض ِهـ ْ‬ ‫َ ْ َ‬ ‫َضــرورةً‪َ ،‬و َأحـ َّ‬
‫كان َعل ْيـ ِـه‪،‬‬ ‫ِ‬
‫ويجتهــدَ ‪َ ،‬بـ ْـل ُر َّبمــا َ‬ ‫ـدرس‬ ‫ـب؛ ِل َّن عل ْيـ ِـه ْ‬
‫أن َيـ َ‬ ‫َيســتط ْي ُع َأ ْن َي ْل ُهـ َـو َويل َعـ َ‬
‫ـت مب ِّكـ ٍـر‪َ ،‬أ ْن يعمـ َـل‪ ،‬فــي َأي َشــي ٍء‪ ،‬يسـ ِ‬
‫ـاعدُ والِــدَ ُه‪.‬‬ ‫ٍ‬
‫ْ ُ‬ ‫ِّ‬ ‫َ‬ ‫فــي َو ْقـ ُ َ‬

‫ـض‪ ،‬وهـ َـو َي ْح ِم ُلهــا‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬


‫َن َظـ َـر إلــى ُصـ َّـرة النُّقــود‪َ ،‬فت ََأ َّم َلهــا لح َظ ـ ًة‪َ ،‬و َتـ َـر َّد َد‪ُ ،‬ثـ َّ‬
‫ـم ن ََهـ َ‬
‫ِ‬ ‫ـل َشـ ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫ـي تَرفــو‬ ‫ـيء‪َ ،‬وح ْيـ َن ا ْلتَقــى بِ ُأ ِّمــه َوهـ َ‬ ‫َوخـ َـر َج مـ ْن ُغ ْر َفتــه‪ُ ،‬م َص ِّم ًمــا َعلــى ف ْعـ ِ ْ‬
‫ـاب‪ ،‬سـ َـأ َلها َع ـن َأبيـ ِـه‪َ ،‬ف َأخبر ْت ـه بِأ َّن ـه َخــرج‪َ ،‬فناو َلهــا صــر َة النُّقـ ِ‬
‫ـود‪،‬‬ ‫ُ َّ‬ ‫َ‬ ‫ََ ُ ُ َ َ‬ ‫ْ ْ‬ ‫ـض ال ِّثيـ ِ َ‬ ‫َب ْعـ َ‬
‫ـال َلهــا‪:‬‬
‫َوقـ َ‬

‫‪َ -‬أ ْعطيها ِلبي‪ ..‬ح ْي َن َيعو ُد‪.‬‬

‫الصـ َّـر ِة‪،‬‬ ‫ُثــم رجــع إلــى ُغرفتِـ ِـه‪ ،‬و َأقفـ َـل بابهــا َعليـ ِـه‪ ،‬و َقـ ِـد احتَفـ َ ِ ِ ِ‬
‫ـظ لن ْفســه م ـ َن ُّ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َّ َ َ َ‬
‫ـتر َي بِهــا َح ّصا ّلـ ًة جديــدَ ةً‪ ،‬ويدَّ ِخـ َـر ف ْيهــا ثانِ َيـ ًة‬
‫أن َيشـ ِ‬ ‫بِ ِق ْط َعـ ٍـة واحــدَ ٍة‪َ ،‬ف َقـ ْ‬
‫ـط‪َ ،‬قـ َّـر َر ْ‬
‫ك ُن أَ ْن َي َ‬
‫كون‬ ‫‪)4‬ماذا يم ِ‬
‫ُْ‬ ‫ِ ‪4‬‬
‫اجــة‪.‬‬ ‫ـي ٍء َ‬
‫آخـ َـر‪َ ،‬غ ْيـ ِـر الدَّ ّر َ‬
‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫أن يح ُلـ ِ‬
‫ـم م ـ ْن َجديــد‪َ ،‬ولك ـ ْن بِ َشـ ْ‬ ‫َ‬
‫ِ‬
‫ـع النُّقــود‪َ ،‬و ْ َ‬ ‫ق َطـ َ‬
‫ِ‬
‫ديد؟‬
‫الج ُ‬ ‫ٍِ‬
‫ُحل ُْم خالد َ‬
‫ما الَّذي َي ْج َعل َُك‬
‫قول ذلِ َك؟‬‫َت ُ‬

‫حقوق الطبع © محفوظة لوزارة التربية والتعليم – دولة اإلمارات العربية المتحدة‬ ‫‪85‬‬
‫كتاب النصوص للصف ال ّتاسع‬

‫‪86‬‬ ‫حقوق الطبع © محفوظة لوزارة التربية والتعليم – دولة اإلمارات العربية المتحدة‬
‫ريصقلا ةَّصِقلا‬
‫ُ‬ ‫ةّيبدألا ُصوصّنلا ‪-‬‬

‫جدار‬
‫شريف اجلهني‬

‫يقــف فــي مواجهتــي‪ ..‬ينظــر إلــى عينــي طويـ ًـا‪ .‬يقــاوم دمعــة كادت تفــر مــن عينــه اليمنى‪..‬يــزدرد‬
‫لعابــه وكأنــه يحــاول أن يبتلــع الحزن‪..‬يســعل‪ُ ،‬ثـ َّ‬
‫ـم يعــود إلــى أريكتــه يتأمــل الســقف‪ ،‬هكــذا حــال‬
‫(الزهايمــر) تم ّلكــه فــي‬
‫والــدي المســن منــذ شــهور‪ ،‬كل يــوم يكــرر المشــهد نفســه أكثــر مــن مــرة‪ّ ،‬‬
‫األســابيع األخيــرة بدرجــة كبيــرة‪ ،‬منــذ أيــام زارنــا ابــن عمــي‪ ،‬فســأله والــدي عــن حالــه‪ ،‬وحــال‬
‫ـم دلــف إلــى غرفتــه‪ ،‬وعــاد بعــد برهــة‪ ،‬وس ـ ّلم عليــه‪ ،‬واحتضنــه‪،‬‬
‫والــده ا ّلــذي مــات منــذ ســنين‪ُ ،‬ثـ َّ‬
‫وســأله مــن جديــد عــن حالــه‪ ،‬وحــال أبيــه‪ ..‬خــال الســاعة ا ّلتــي قضاهــا ابــن العــم فــي منزلنــا سـ ّلم‬
‫الضجــر علــى‬
‫عليــه والــدي بالحمــاس نفســه أكثــر مــن خمــس مـ ّـرات‪ ،‬ح ّتــى أبصــرت عالمــات ّ‬
‫الضيــف‪ ،‬حزنــت كثيـ ًـرا لمــا آلــت إليــه حــال أبــي‪ ،‬صــرت أتمنــى لــه المــوت ليســتريح‪ ..‬تلــك‬
‫وجــه ّ‬
‫األمنيــة أخجــل أنهــا تســكن صــدري‪ ،‬لكننــي لــم أتمكــن مــن طمســها‪ ،‬زوجتــي كانــت توليــه رعايــة‬
‫خاصــة‪ ،‬ولكنهــا تبدلــت كثيـ ًـرا‪ ،‬ح ّتــى أوالدي يمــرون عليــه وكأنــه قطعــة مــن أثــاث! منــذ يوميــن كان‬
‫ابنــي األكبــر يبحــث عــن (ريمــوت) التلفــاز‪ ،‬فقــال لوالــدي‪ :‬قــم ياجدي‪،‬فربمــا كنــت تجلــس عليــه‪،‬‬
‫وأمســكه مــن عضديــه وأقامــه‪ ،‬وحيــن وجــد (الريمــوت) مــكان جلســته أخــذ يتنقــل بيــن محطــات‬
‫التلفــاز‪ ،‬وتــرك والــدي واق ًفــا وجســده يهتــز مــن الوهــن‪ ،‬ح ّتــى أتــت ابنتــي وأجلســته برفــق‪ ،‬متــى‬
‫تعلمــت ياولــدي تلــك القســوة؟! منزلنــا اليــوم يبــدو كخليــة نحــل‪ ،‬فقــد انتهــى مهنــدس الديكــور‬
‫مــن تشــطيب (الفيــا) الجديــدة بالتجمــع الخامــس‪ ،‬كنــت أعمــل أكثــر مــن خمــس عشــرة ســاعة‬
‫الرغــم مــن ســعادتي بــأن أســرتي ســتنتقل‬
‫متصلــة فــي اليــوم الواحــد ح ّتــى أســدّ د أقســاطها‪ ،‬علــى ّ‬
‫إلــى مــكان أكثــر رحابــة‪ ،‬إال أن تلــك الشــقة تربطنــي بهــا ذكريــات العمــر‪.‬‬

‫عزائــي الوحيــد هــو الســعادة ا ّلتــي أراهــا فــي أعيــن أوالدي وزوجتــي‪ ،‬وهــم يجمعــون المالبــس فــي‬
‫وعمــت الضوضــاء المنــزل‪،‬‬
‫العمــال‪ّ ،‬‬
‫الحقائــب اســتعدا ًدا لالنتقــال إلــى المنــزل الجديــد‪ ..‬حضــر ّ‬
‫وفــي خــال نصــف ســاعة كانــت الشــقة خاليــة مــن أي أثــاث‪ ..‬صدمنــي صــوت زوجتــي وهــي‬
‫مفتوحــا‪ ،‬والــكل منشــغل عنــه‪ ،‬فأجابهــا ولــدي األكبــر بعــدم‬
‫ً‬ ‫تســأل ابنتــي‪ :‬أيــن جــدّ ك؟ البــاب كان‬
‫اكتــراث‪ :‬نذهــب باألثــاث ً‬
‫أول (للفيــا) الجديــدة‪ُ ،‬ثـ َّ‬
‫ـم أعــود للبحــث عنــه‪.‬‬

‫ـم اتجهــت ناحيتــي‪ ..‬مســحت الزجــاج أمــام عينــي بك ّفهــا‪ ،‬أنزلتنــي من‬
‫حدجتــه ابنتــي بنظــرة غيــظ‪ُ ،‬ثـ َّ‬

‫حقوق الطبع © محفوظة لوزارة التربية والتعليم – دولة اإلمارات العربية المتحدة‬ ‫‪87‬‬
‫كتاب النصوص للصف ال ّتاسع‬

‫المذهــب‪ ،‬وســارت بــي وأنــا ألقــي نظرتــي‬


‫ّ‬ ‫علــى الجــدار‪ ،‬وضعتنــي تحــت إبطهــا محا ًطــا باإلطــار‬
‫األخيــرة علــى المــكان أتأرجــح ورأســي ألســفل‪.‬‬

‫‪88‬‬ ‫حقوق الطبع © محفوظة لوزارة التربية والتعليم – دولة اإلمارات العربية المتحدة‬
‫ريصقلا ةَّصِقلا‬
‫ُ‬ ‫ةّيبدألا ُصوصّنلا ‪-‬‬

‫النائبات‪ ..‬حني تؤاخي‬


‫للكاتب األمريكي‪( :‬أو‪ .‬هرني‪)O. Henry/‬‬

‫ثم تأنى!‬
‫َع ْب َر النافذة‪ ..‬ولج اللص إلى الغرفة سري ًعا ّ‬
‫تلــك األنــاة كان مصدرهــا قناعــة ذاتيــة لديــه مؤ ّداهــا أن اللــص ا ّلــذي يحترم مهنتــه‪ ..‬يأخــذ ‪-‬كمبدأ‪-‬‬
‫وقتــه قبــل أن يأخــذ أي شــيء آخر‪.‬‬
‫خاصــا‪ ،‬وبنظــرة ســريعة إلــى هيئــة البــاب الخارجــي وذاك اللبــاب المتطــاول‬ ‫كان البيــت مســكنًا ً‬
‫ـص أن صاحبــة المنــزل كانــت تســترخي فــي‬ ‫ا ّلــذي مــا عــرف مقــص المــزارع‪ ،‬منــذ فتــرة أدرك اللـ ُّ‬
‫إحــدى الشــرفات المطلــة علــى المحيــط محدِّ ثـ ًة صاحــب يخــت متعاطـ ٍ‬
‫ـف‪َ ..‬ح َسـ َن اإلصغــاء كيــف‬
‫أنهــا لــم تجــد بعــد مــن يتفهــم رقــة قلبهــا ووحــدة روحهــا وعنــوان أحاسيســها‪.‬‬
‫وأنبــأه النــور المتســلل مــن النوافــذ األمام ّيــة بالطابــق الثالــث‪ ،‬بــأن رب البيــت قــد آب إليــه‪ ،‬بأنــه‬
‫عمــا قريــب ســيعمد إلــى النــور فيطفئــه قبــل أن يخلــد إلــى نــوم عميــق‪ ..‬كان فصــل الخريــف‪ ..‬زمنًــا‬
‫وروحــا حيــث يزهــد ســيد البيــت فــي حدائــق الســطح وروعــة التصميــم الهندســي‪.‬‬
‫ً‬
‫وأشــعل اللــص لفافــة تبــغ فأبــرز وهــج القدّ احــة الخاطــف مالمحــه النائتــة‪ ،‬كان ينتمــي إلــى الفئــة‬
‫الثالثــة مــن طبقــة اللصــوص وهــي فئــة لــم ُيعتــرف بعــد بهــا أو ّ‬
‫يرخــص لهــا‪.‬‬
‫علمــا مــن واقــع التجربة بالنــوع األول والثانــي منهــم إذ ّ‬
‫إن باإلمــكان تصنيفهم‬ ‫لقــد أحاطتنــا الشــرطة ً‬
‫عط ًفــا علــى نــوع ياقاتهــم‪ ،‬فالــذي يضبــط متل ّب ًســا بجريمــة الســرقة دون ياقــة هــو مــن أردأ األنــواع‬
‫علــى اإلطــاق وأكثرهــا انحـ ً‬
‫ـال ودونيــة‪.‬‬
‫أ ّمــا النــوع اآلخــر ‪-‬ذو الياقــة‪ ،‬أعنــي‪ -‬فغال ًبــا مــا ينظــر إليــه علــى أنــه مــن الموســرين‪ ،‬شــخص جديــر‬
‫نهــارا هــو ال يتنــاول إفطــاره إال بكامــل بدلتــه األنيقــة‪ ،‬حتّــى إذا مــا جــن الليــل‬
‫ً‬ ‫باالحتــرام ح ًّقــا‪،‬‬
‫ونفــث المســاء أدخنتــه الســوداء عــاد إلــى مهنــة الســطو المشــينة‪ ،‬كخفافيــش الظــام!‬
‫ولهــذا النــوع مــن اللصــوص زوجــة فــي كل واليــة‪ ،‬وخطيبــة بــكل مقاطعــة‪ ،‬ولــه كذلــك نفــوذ‬
‫ـم لهــن‬
‫إعالمــي ال يحــد‪ ،‬تعــززه التأكيــدات المســتمرة الــواردة مــن العديــد مــن النســاء اللواتــي تـ ّ‬
‫الشــفاء علــى يديــه بعــد الجرعــة األولــى مــن عــاج وصفــه لهــن‪ ،‬بعــد أن أضنتهــن مراجعــة األطبــاء‬
‫الم َهــرة دون جــدوى!‬
‫َ‬

‫حقوق الطبع © محفوظة لوزارة التربية والتعليم – دولة اإلمارات العربية المتحدة‬ ‫‪89‬‬
‫كتاب النصوص للصف ال ّتاسع‬

‫لصنــا يرتــدي ســترة زرقــاء‪ ،‬وهــو كمــا أســلفنا‪ ..‬مــن النــوع الثالــث ا ّلــذي يصعــب تحديــد فئتــه‪..‬‬
‫كان ُّ‬
‫كــم ســتحتار الشــرطة فــي تصنيفــه لــو شــاء لــه حظــه العاثــر أن يقــع فــي يدهــا‪.‬‬
‫وشرع صاحبنا في التجوال خلسة كيما ين ّفذ مهمته ا ّلتي جاء من أجلها‪.‬‬
‫فانوســا داكنًــا‪،‬‬
‫ً‬ ‫ولــم يكــن يرتــدي قنا ًعــا أو أحذيــة مطاطيــة كاتمــة للصــوت‪ ،‬كال‪ ..‬ولــم يكــن يحمــل‬
‫مسدســا مــن عيــار ‪ ،38‬ويلــوك بشــراهة قطعــة لبــان بنكهــة النعنــع الفلفلــي‪ ،‬وكان‬
‫ً‬ ‫لكنــه كان يخبــئ‬
‫أثــاث المنــزل ملفو ًفــا بأغطيــة لحفظــه مــن تســلل ذرات الغبــار إليــه‪ ،‬أ ّمــا آنيــة الفضــة فقــد كانــت‬
‫محفوظــة فــي خزانــات بعيــدة المنــال‪.‬‬
‫ونظــر اللــص إلــى مــا حولــه‪ ..‬لــم يكــن يتوقــع تغيـ ًـرا فــي مجــرى األحــداث‪ ،‬وحصــر جـ ّـل تفكيــره‬
‫فــي هدفــه الوحيــد‪ ..‬الغرفــة العليــا ذات اإلضــاءة الخافتــة حيــث يغــرق رب المنــزل فــي نــوم عميــق‬
‫بعــد جهــد يــوم مضــن أمضــاه فــي امتيــاح عـ ٍ‬
‫ـزاء لروحــه جــراء مــا يشــعر بــه مــن فــراغ رهيــب وشــوق‬
‫لشــريكة حياتــه ال يحــد!‬
‫ـرت علــى بعــض المــال‪ ..‬ســاعة يــد ثمينــة‪ ..‬قلــم مرصــع بالمجوهــرات‪ ،‬أو مــا أشــبه ذلــك‬
‫ربمــا عثـ ُ‬
‫قــال لنفســه إذ سـ ّـهل صاحــب المنــزل مهمتــه بتــرك إحــدى النوافــذ مفتوحــة علــى مصراعيهــا!‬
‫وفتــح اللــص بلطــف بــاب الغرفــة المضــاءة‪ ،‬وعلــى الســرير كان رب البيــت يغيــب فــي متاهــات‬
‫المنــام‪ ،‬وتناثــرت علــى التســريحة‪ ،‬حاجــات كثيــرة‪ ..‬ســاعة ورزمــة فواتيــر‪ ..‬مفتــاح‪ ..‬وســيجارات‬
‫ُد ّقــت أعقابهــا‪ ،‬ربطــة شــعر حريريــة ورديــة‪ ..‬علبــة مسـكّن فـ ّـوار لــم تُفتــح بعــد أن ابتاعهــا المســكين‬
‫در ًءا ألوجــاع الصبــاح‪.‬‬
‫وخطــا اللــص صــوب (التســريحة) ثــاث خطــوات‪ ،‬وفجــأ ًة تمتــم المســتلقي ببضــع كلمــات حــادة‬
‫واندســت يــده اليمنــى تحــت الوســادة علــى أ ّنــه أبقاهــا هنــاك!‬
‫ّ‬ ‫و‪ ...‬فتــح عينيــه‬
‫‪-‬ابــق ســاكنًا!! قــال لــه اللــص بلهجــة تقليديــة تحادثيــة هادئــة‪ ،‬إِ ْذ إن لصــوص الفئــة الثالثــة ال‬
‫يهمســون!‬
‫تحرك!‬
‫ونظر المواطن الجاثم في سريره إلى نهاية ماسورة المسدس المستديرة فما ّ‬
‫‪ -‬ارفع كلتا يديك!‬
‫صاح اللص به‪.‬‬

‫‪90‬‬ ‫حقوق الطبع © محفوظة لوزارة التربية والتعليم – دولة اإلمارات العربية المتحدة‬
‫ريصقلا ةَّصِقلا‬
‫ُ‬ ‫ةّيبدألا ُصوصّنلا ‪-‬‬

‫كانــت لحيــة المســكين قصيــرة مدببــة مــازج ســوادها شــيء مــن الشــيب كلحيــة طبيــب أســنان‬
‫ماهــر‪ ..‬وبــدا الرجــل ثابــت الجنــان‪ ،‬أب ًّيــا‪ ..‬واث ًقــا مــن نفســه‪ ..‬و‪ ..‬مشـ ً‬
‫ـمئزا‪ .‬وجلــس فــي ســريره‬
‫راف ًعــا يــده اليمنــى فقــط!‬
‫ـي النــار بيســراك!‬
‫‪-‬ارفــع اليســرى‪ ،‬كــرر اللــص توزيــع األوامــر‪ ،‬قــد تكــون ثنائــي اليديــن فتطلــق علـ َّ‬
‫بإمكانــك أن تعــدّ إلــى الرقــم اثنيــن‪ ،‬هيــا ارفــع الثانيــة قلــت لــك‪.‬‬
‫‪ -‬ال يمكنني أن أرفع األخرى! أجابه الرجل بأسارير مكفهرة‪.‬‬
‫‪ -‬ما بها؟ استفسر اللص‪.‬‬
‫‪( -‬روماتيزم) في الكتف!‬
‫‪ -‬أهو من النوع الملتهب؟‬
‫‪ -‬أجل! وقد تغلغل االلتهاب فيها‪.‬‬
‫ولثانيــة أو اثنتيــن بقــي اللــص واق ًفــا‪ ،‬وفوهــة مسدســه مصوبــة نحــو اليــد العليلــة لضحيتــه‪..‬‬
‫وتســللت نظراتــه هنيــة إلــى الغنيمــة المتناثــرة علــى صفحــة التســريحة‪ ..‬علــى أنهــا عــادت محرجـ ًة‬
‫كيمــا تســتقر علــى الرجــل أمامــه‪ ،‬فيمــا علــت وجهــه كذلــك تكشــيرة مفاجئــة!‬
‫ـتعرضا تعبيــر وجهــك قــال المواطــن لــه بمــزاج متعكــر‪ :‬إن كنــت قــد أتيــت‬
‫‪-‬ال تقــف هكــذا مسـ ً‬
‫بقصــد الســرقة فســارع بإنهــاء مــا وفــدت مــن أجلــه‪ ،‬أمامــك بعــض الحاجــات هنــا وهنــاك! ه ّيــا!‬
‫‪-‬معــذرة صديقــي! قــال اللــص مبتسـ ًـما‪ ،‬علــى أنــي لــم أكن أتوقــع أن أصــادف ضحيــة (روماتــزم)‪..‬‬
‫ـخصا‬
‫إذ إنــي؟ وهــذا المــرض صديقــان ال يفترقــان‪ ،‬لقــد أصــاب يــدي اليســرى‪ .‬لــو كان اللــص شـ ً‬
‫أرضــا حينمــا رفضــت رفــع يــدك!‬
‫آخــر لطرحــك ً‬
‫‪ -‬وهل يالزمك (الروماتيزم) منذ مدة طويلة؟ سأله الرجل‪.‬‬
‫‪ -‬منذ أربع سنوات‪ ،‬على أني أعتقد أن من يصاب به سيالزم طول العمر‪.‬‬
‫‪ -‬ألم تجرب زيت ِ‬
‫ذات األجراس؟ سأله الرجل باهتمام‪.‬‬
‫‪-‬بــل اســتهلكت مــن ذلــك عــدة جالونــات‪ ،‬ولــو أن الح ّيــات ا ّلتــي اســتخدمت زيتهــا قــد ُمــدّ ت‬
‫كحبــل لبلغــت كوكــب زحــل‪ ،‬ولســمع صليــل أجراســها ســكان (فالباريــزو) فــي (آنديانــا)‪.‬‬

‫حقوق الطبع © محفوظة لوزارة التربية والتعليم – دولة اإلمارات العربية المتحدة‬ ‫‪91‬‬
‫كتاب النصوص للصف ال ّتاسع‬

‫‪ -‬يتداوى بعض المصابين بحبوب (التشيسلم) قال الرجل!‬


‫‪-‬محــض هــراء‪ ،‬اســتعملت ذلــك لمــدة خمســة أشــهر فمــا اســتفدت‪ ،‬علــى أنــي قــد ارتحــت قليـ ًـا‬
‫حينمــا اســتعملت خالصــة (الفينــكالم) وأنــواع أخــرى‪ ،‬لكنــي أعتقــد أن مــا أفادنــي ح َّقــا ‪-‬بعــد‬
‫ال ّلــه‪ -‬هــو كســتناء الحصــان ا ّلــذي كان فــي جيبــي دو ًمــا‪.‬‬
‫صباحا أم مسا ًء؟ سأله الرجل‪.‬‬
‫ً‬ ‫‪ -‬وهل يزداد األلم‬
‫‪-‬بــل إنــه ال يداهمنــي إال مســاء‪ ..‬حينمــا أكــون مســتغر ًقا فــي العمــل‪ .‬هيــه‪ ..‬أنــزل يــدك‪ ..‬ال‬
‫أظنــك‪ ،..‬قــل لــي هــل جربــت دواء (بليكوســتاف)؟‬
‫‪ -‬أبدً ا! أخبرني‪ ..‬هل يداهمك األلم في هيئة نوبات أم أنه مستمر؟‬
‫وجلــس اللــص علــى حافــة الســرير فــأراح مسدســه علــى ركبتــه المثنيــة‪ ،‬وأجــاب‪ :‬بــل إنــه يتن ّقــل كما‬
‫يحلــو لــه‪ ،‬وهــو يفاجئنــي فــي أحلــك األوقــات حينمــا أكــون منهمـكًا فــي عملــي‪ ،‬ح ّتــى إنــي قــررت‬
‫اعتــزال ســرقة الطوابــق الثانيــة ألنــي غال ًبــا مــا كنــت (أتــورط) مــع تلــك النوبــات إ ّبــان انشــغالي‪..‬‬
‫لمــون بكيفيــة عــاج تلــك الحالــة؟‬
‫اســمع‪ ..‬ال أظــن أن األطبــاء ُم ّ‬
‫الرجــل‪ ،‬لقــد صرفــت مــا ينيــف علــى ألــف (دوالر)‬ ‫‪-‬نحــن فــي العــذاب يــا رفيقــي صنــوان‪ .‬رد ّ‬
‫وأرق‪َ ،‬أ َت َتـ ّ‬
‫ـور ُم‬ ‫ـذاب بالليــل ٌ‬ ‫دون فائــدة ت ُْذ َكــر‪ ،‬مــا زالــت اآلالم الممضــة كمــا هــي‪َ ،‬هـ ٌّ‬
‫ـم بالنهــار وعـ ٌ‬
‫يــداك؟‬
‫‪ -‬آن الصباح‪ ..‬وحين تنذر السماء بمطر‪!..‬‬
‫‪-‬وأنــا كذلــك رد الرجــل ح ّتــى إن بوســعي معرفــة الوقــت ا ّلــذي ســتصل فيــه موجــة رطوبــة بحجــم‬
‫غطــاء مائــدة الطعــام قادمــة مــن (فلوريــدا) إلــى (نيويــورك)‪ ،‬يقفــز األلــم ســاعتها علــى امتــداد‬
‫ذراعــي اليســرى كنوبــة حــادة‪ ..‬ممضــة مــن ألــم األســنان!‬
‫‪ -‬ذاك هو الجحيم بعينه ال تسلني يا رفيقي‪ ،‬ع ّلق اللص‪.‬‬
‫‪ -‬أنت محق تما ًما! أجابه الرجل‪.‬‬
‫بتبرم‪:‬‬
‫ثم غ ّيبه بتلقائية في جيب معطفه قبل أن يقول ّ‬
‫ونظر اللص إلى مسدسه‪ّ ،‬‬
‫جربت (األبودلدك)؟‬
‫‪ -‬أال أخبرني أيها الشيخ‪ :‬هل ّ‬

‫‪92‬‬ ‫حقوق الطبع © محفوظة لوزارة التربية والتعليم – دولة اإلمارات العربية المتحدة‬
‫ريصقلا ةَّصِقلا‬
‫ُ‬ ‫ةّيبدألا ُصوصّنلا ‪-‬‬

‫‪ -‬هراء‪ ..‬قال الرجل غاض ًبا‪ ،‬ال يتعدّ ى مفعوله َد ْه َن الذراع بزبدة مطعم!‬
‫‪ -‬بالتأكيد! قال اللص‪ .‬ال يصلح إال كعالج لخدوش القطط!‬
‫الصحــي‪ ،‬تأثيــره حســن فيمــا يختــص‬
‫ّ‬ ‫أظـ ّن أن خيــر عــاج لذلــك هــو شــيء مــن الشــراب المنعــش‬
‫متأوهــا!‬
‫ً‬ ‫بحالتينــا!‪ ..‬ارتــد مالبســك‪ ،‬وهيــا بنــا‪ٍ ..‬آه هــا لقــد عاودتنــي نوبــة األلــم ثانيــة! قــال‬
‫ـادرا علــى ارتــداء مالبســي دون مســاعدة‪ ..‬كان األلــم رهي ًبــا‪ ..‬علــى أنــي‬
‫‪-‬ألســبوع خــا مــا كنــت قـ ً‬
‫أخشــى أن يكــون الخــادم قــد خلــد إلــى النــوم!‬
‫‪ -‬هيا‪ ،‬أنا سأساعدك على ارتدائها‪.‬‬
‫على أن موج ًة مباغتة من تلك اآلالم التقليدية داهمت الرجل‪.‬‬
‫مسد لحيته المدببة ا ّلتي ّ‬
‫احتل المشيب نصف أرجائها‪.‬‬ ‫‪ -‬فجأة‪ ،‬فما زاد على أن ّ‬
‫‪ -‬أمر غير عادي قال!‬
‫ً‬
‫رجــا قــال‪ :‬إن مرهــم‬ ‫ً‬
‫منــاول إيــاه إذ ســقط منــه‪ ،‬أعــرف‬ ‫‪-‬إليــك بالقميــص‪ ،‬قــال لــه اللــص‪،‬‬
‫ـادرا علــى‬
‫(األمبــري) قــد أفــاده كثيـ ًـرا بعــد أســبوعين فقــط مــن االســتعمال‪ ،‬ح ّتــى إنــه بــات قـ ً‬
‫إحــكام ربطــة العنــق (المنزلقــة) ‪-‬رغــم صعوبــة ذلــك‪ -‬بكلتــا اليديــن!‬

‫يتوجهان صوب الباب‪ ..‬تو ّقف صاحب البيت فجأة‪ّ ،‬‬


‫وهم بالعودة إلى التسريحة‪:‬‬ ‫وفيما كانا ّ‬
‫‪ -‬كدت أنسى أن آخذ نقودي‪ ،‬نقودي‪ ،‬وضعتها على التسريحة ليلة أمس و‪...‬‬
‫كمه األيمن!‬
‫على أن اللص جذب بمرح ّ‬
‫ِ‬
‫‪-‬هيــا ‪-‬قــال آمـ ًـرا‪ -‬دع النقــود كمــا هــي‪َ ،‬أ ْحمـ ُـل كامــل القيمــة‪ ..‬أال قــل لــي‪ ..‬هــل ســبق أن ّ‬
‫جربــت‬
‫(نبــات المشــتركة [الهاماماليــس]) وزيــت (ال ُغلطيــرة المســطحة)؟‬

‫حقوق الطبع © محفوظة لوزارة التربية والتعليم – دولة اإلمارات العربية المتحدة‬ ‫‪93‬‬
‫كتاب النصوص للصف ال ّتاسع‬

‫‪94‬‬ ‫حقوق الطبع © محفوظة لوزارة التربية والتعليم – دولة اإلمارات العربية المتحدة‬
‫ريصقلا ةَّصِقلا‬
‫ُ‬ ‫ةّيبدألا ُصوصّنلا ‪-‬‬

‫من التّرقّ ِب‬


‫يوم َ‬
‫ٌ‬
‫للكاتب األمريكي‪( :‬إرنست همنجواي)‬

‫كنــت ال أزال فــي ســريري‪ ..‬عندمــا دخــل (كنــزي) الغرفــة ليغلــق النافــذة‪ ،‬فبــدا لــي عندهــا أنــه‬
‫مريــض! كان يرتجــف مــن البــرد‪ ،‬وقــد علــت وجهــه صفــرة وشــحوب‪ ،‬وكان يمشــي بأنــاة وتثاقــل‪،‬‬
‫كأن كل خطــوة تنهــك قــواه‪ ..‬وســألته‪ :‬مــاذا بــك يــا كنــزي العزيــز؟ فأجــاب‪ :‬إنــي أشــعر بشـ ٍ‬
‫ـيء مــن‬
‫الصــداع‪ ،‬وســيزول األلــم وشــيكًا‪ .‬فقلــت لــه‪ :‬اذهــب إلــى فراشــك‪ ..‬وســآتي لرؤيتــك متــى نهضت‪.‬‬

‫بيــد أنــي عندمــا نزلــت إلــى غرفتــه‪ ،‬وجــدت أنــه ال يــزال فــي ثيابــه‪ ،‬وقــد جلــس قــرب الموقد ســاه ًيا‪،‬‬
‫فبــدت علــى قســمات وجهــه الشــاحب ذي الربيــع التاســع كل معانــي البــؤس والشــقاء‪ ...‬ومســحت‬
‫يــدي علــى جبينــه فشــعرت أنــه كان محمو ًمــا بعــض الشــيء فقلــت لــه‪ :‬اذهــب إلــى فراشــك‪ ،‬فأنــت‬
‫مريــض يــا بنــي‪.‬‬

‫فقــال‪ :‬كال‪ ..‬ال بــأس‪ ،‬ورأيــت مــن واجبــي أن أســتدعي الطبيــب‪ ،‬فلمــا جــاء وأخــذ حــرارة الطفــل‬
‫ســألته‪ :‬كــم درجــة حرارتــه يــا دكتــور؟‪ .‬فقــال‪ :‬مئــة واثنتيــن‪ .‬وانتهــى الطبيــب مــن فحصــه فانصــرف‪،‬‬
‫بعــد أن تــرك ثالثــة أنــواع مــن األدويــة‪ ،‬فــي برشــامات أنواعهــا مختلفــة‪ ،‬لــكل منهــا تعليمــات خاصــة‬
‫لتناولها‪.‬‬

‫ســه ًل‪ ،‬والثالــث لتالفــي حــدوث‬


‫أ ّمــا الــدواء األول فلتخفيــض الحــرارة‪ ،‬وأ ّمــا الثانــي فــكان ُم ّ‬
‫حموضــة محتملــة فــي المعــدة‪ ،‬إذ إن المكــروب ال يمكــن أن يعيــش إال فــي الحموضــة‪.‬‬

‫مختصــا فــي أمــراض الحمــى‪ ،‬ممــا جعلــه يؤكــد أنــه ال خطــر علــى حيــاة الطفــل‬
‫ً‬ ‫وكان الطبيــب‬
‫طالمــا أن درجــة الحــرارة لــم تتعــدّ األربــع درجــات بعــد المئــة ويأخــذ االحتياطــات الكافيــة لتالفــي‬
‫أي التهــاب رئــوي قــد يحــدث أحيا ًنــا‪ ..‬فـ ّ‬
‫ـإن هــذه الحمــى تصبــح خفيفــة الوقــع‪ ..‬غيــر ذات بــال‪.‬‬

‫ودونــت علــى ورقــة‪،‬‬


‫وعــدت إلــى الغرفــة بعــد أن ودعــت الطبيــب‪ ،‬فأخــذت مــرة أخــرى الحــرارة ّ‬
‫الســاعات ا ّلتــي يجــب أن أناولــه فيهــا كل دواء‪ُ ،‬ثـ َّ‬
‫ـم ســألته‪ :‬أتحــب أن أقــرأ لــك؟‪ .‬فقــال‪ :‬ال مانــع‪..‬‬
‫إذا كنــت ترغــب فــي ذلــك‪.‬‬

‫ونظــرت إليــه فــإذا قــد علــت وجهــه صفــرة وشــحوب‪ ..‬وظهــرت تحــت عينيــه بقــع ســوداء داكنــة‪،‬‬

‫حقوق الطبع © محفوظة لوزارة التربية والتعليم – دولة اإلمارات العربية المتحدة‬ ‫‪95‬‬
‫كتاب النصوص للصف ال ّتاسع‬

‫وكان مســتلق ًيا علــى الفــراش‪ ،‬ال يبــدي حــراكًا‪ ،‬وال يظهــر أي اكتــراث لمــا يــدور حولــه‪.‬‬

‫وقــرأت لــه بعــض المقاطــع مــن كتــاب (القرصــان طواردبيــل) ولكنــي لــم ألبــث أن الحظــت أنــه لــم‬
‫يكــن ليســمع أو يعــي حر ًفــا واحــدً ا ممــا كنــت أقــرأ‪ .‬وســألته‪ :‬كيــف حالــك اآلن‪ ..‬يــا كنــزي العزيــز؟‬
‫فأجــاب باقتضــاب‪ :‬ال أزال كمــا كنــت‪.‬‬

‫وجلســت علــى حافــة الســرير‪ ،‬ورحــت أقــر ُأ لنفســي بانتظــار وقــت تناولــه الحبــة الثانيــة‪ ،‬وظننــت‬
‫لحظــة أنــه البــد قــد نــام‪ ،‬ولكــن عندمــا رفعــت عينــي عــن الكتــاب‪ ..‬رأيتــه مــا زال مســتيق ًظا يحــدق‬
‫بنظــرة غريبــة إلــى حافــة الســرير فســألته‪ :‬ولكــن لمــاذا ال تجــرب أن تنــام؟ ســأوقظك متــى حانــت‬
‫ســاعة تناولــك الــدواء‪ ،‬فأجــاب‪ :‬إنــي ُأ ّ‬
‫فضــل أن أبقــى مســتيق ًظا‪ ..‬وال حاجــة بــك تضطــرك إلــى‬
‫البقــاء معــي‪ ،‬إذا كان ذلــك يزعجــك‪.‬‬

‫ورأيــت أن أمكــث عنــده ح ّتــى الحاديــة عشــرة‪ ،‬أي ح ّتــى وقــت تناولــه الــدواء‪ُ ،‬ثـ َّ‬
‫ـم خرجــت‪ .‬كان‬
‫وهاجــا‪ ،‬وكانــت األرض مغطــاة بطبقــة مــن الجليــد‪ ،‬فبــدت لــي األشــجار‬
‫ً‬ ‫قارصــا‬
‫ً‬ ‫اليــوم ســاط ًعا‬
‫العاريــة األغصــان‪ ،‬وبــدا لــي الشــوك المقطــوع‪ ،‬والعشــب واألرض واألشــواك‪ ،‬حيــث ســقطت‬
‫تلــك األشــواك بــدأت تتحــرك تحــت ثقلــي كالرقــاص‪.‬‬

‫واكتفيــت بمــا قمــت بــه‪ ،‬ورجعــت أدراجــي ســعيدً ا رغــم كل شــيء باكتشــافي هــذه الســرية قــرب‬
‫البيــت‪ .‬ولمــا وصلــت إلــى المنــزل‪ ،‬واستفســرت عــن صحــة الصغيــر قيــل لــي‪ :‬إنــه رفــض دخــول‬
‫رأســا إلــى الغرفــة‪ ،‬ومــا إن وطئــت قدمــي أرضهــا ح ّتــى ســمعته‬
‫أي كان إلــى غرفتــه‪ ..‬فتوجهــت ً‬
‫يقــول‪ :‬ال تدخــل! إذ ال يجــب أن تصــاب بعــدوى مثلــي‪ .‬ولكننــي لــم آبــه لكالمــه‪.‬‬

‫واقتربــت منــه فدهشــت إذ رأيتــه لــم يغيــر وضعــه منــذ أن تركتــه‪ .‬كان وجهــه مــا يــزال شــاح ًبا‪ ،‬رغــم‬
‫أن خديــه كانــا محمريــن مــن تأثيــر الحمــى‪ ،‬أ ّمــا نظرتــه فمــا زالــت مســمرة بحافــة الســرير‪ ،‬وأخــذت‬
‫حرارتــه‪ ،‬فســألني عندمــا انتهيــت‪ :‬كــم هــي؟‪.‬‬

‫فقلــت‪ :‬حوالــي المئــة‪ ،‬وكنــت أعــرف أنهــا فــوق المئــة بأكثــر مــن درجــة‪ .‬وقــال‪ :‬كانــت حرارتــي‬
‫مئــة واثنتيــن هــذا الصبــاح‪ .‬فقلــت‪ :‬مــن قــال هــذا؟ إنــي أكذبــه الخبــر‪ ،‬فقــد تعــددت حرارتــه أجــاب‬
‫الطبيــب‪ .‬فقلــت‪ :‬ال تهتــم وال تقلــق‪ ..‬وال تكتئــب‪ ،‬فــإن حرارتــك ال تدعــو للقلــق‪ .‬فقــال‪ :‬إننــي ال‬
‫أشــعر بقلــق‪ .‬فقلــت ونظرتــه ســاهمة‪ :‬هــذا‪ ..‬مــا أفعلــه‪.‬‬

‫‪96‬‬ ‫حقوق الطبع © محفوظة لوزارة التربية والتعليم – دولة اإلمارات العربية المتحدة‬
‫ريصقلا ةَّصِقلا‬
‫ُ‬ ‫ةّيبدألا ُصوصّنلا ‪-‬‬

‫واضحــا جل ًيــا مــن نظراتــه وحديثــه‪ ..‬أنــه إنمــا يخفــي فــي نفســه شــي ًئا كان يعصــف بهــا‪ ،‬وناولته‬
‫ً‬ ‫وكان‬
‫حبــة‪ ،‬وقلــت لــه‪ :‬خــذ هــذه مــع قليــل مــن المــاء‪ ،‬فقــال‪ :‬أتعتقــد أن ذلــك ســيجدي نف ًعــا؟ فقــت لــه‪:‬‬
‫ـول‪ ،‬ولكنــي لــم‬ ‫ـم فتحــت كتا ًبــا‪ ،‬وشــرعت أقــرأ لــه منــه فصـ ً‬
‫بــكل تأكيــد! وجلســت قــرب ســريره‪ُ ،‬ثـ َّ‬
‫ألبــث أن شــعرت أنــه لــم يكتــرث لشــيء ممــا كنــت أقــرؤه‪ ،‬فأقلعــت عــن ذلــك‪.‬‬

‫علــي هــذا الســؤال الغريــب‪ :‬فــي أيــة ســاعة تعتقــد أنــي‬


‫ّ‬ ‫وفجــأة‪ ،‬وبــدون أيــة مقدمــات‪ ،‬طــرح‬
‫ســأموت؟‪.‬‬

‫فأجبتــه‪ :‬ولكنــك لــن تمــوت‪ ..‬مــاذا دهــاك لتســأل مثــل هــذا الســؤال الســخيف؟ فقــال‪ :‬أجــل‪..‬‬
‫أعــرف أنــي ســأموت‪ ..‬فــإن حرارتــي قــد تعــدت االثنتيــن بعــد المئــة‪ .‬فطمأنتــه قائـ ًـا‪ :‬ولكــن‪ ،‬مــن‬
‫ذا ا ّلــذي قــال لــك إن مثــل هــذه الحــرارة تكــون قاتلــة؟ إن مــن البالهــة بمــكان أن تفكــر بمثــل هــذه‬
‫األمــور!‪.‬‬

‫فقــال‪ :‬ولكنــي أعــرف أنــي ســأموت‪ ،‬فعندمــا كنــت فــي المدرســة‪ ،‬فــي فرنســا‪ ،‬كنــت أســمع األوالد‬
‫يقولــون‪ :‬إنــه ال يمكــن المــرئ أن يعيــش إذا جــاوزت حرارتــه األربعــة واألربعيــن‪ ..‬وأنــا معــي مئــة‬
‫صباحــا! وقلــت لــه (كنــزي)‬
‫ً‬ ‫واثنتــان! وهكــذا إ ًذا‪ :‬فقــد انتظــرت المــوت النهــار كلــه منــذ التاســعة‬
‫العزيــز؟ إن مثــل درجــات الحــرارة كمثــل األميــال والكيلومتــرات ســواء بســواء‪.‬‬

‫فأنــت لــن تمــوت بمجــرد أن حرارتــك مئــة واثنتــان‪ ..‬ألن درجــة حــرارة الطبيعيــة تختلــف باختــاف‬
‫نــوع الدرجــات‪ :‬فهــي عنــد ذاك ‪ ،37‬وعنــد هــذا ‪.68‬‬

‫ولــم تبــدر منــه إال هــذه الكلمــة‪ :‬آه‪ !...‬بيــد أن نظرتــه ا ّلتــي ظ ّلــت مســمرة بحافــة الســرير فقــدت‬
‫شــي ًئا مــن ثباتهــا وقســاوتها‪ ..‬وأخيـ ًـرا زال مــا كا يعتمــل فــي نفســه مــن خــوف‪ ..‬وأســى‪ ..‬وشــجى‪،‬‬
‫ومــا إن أقبــل الغــد ح ّتــى رجــع إليــه اتزانــه‪ ،‬وأضحــى يبكــي بســهولة ألمــور مــا كان أســخفها‪!..‬‬

‫حقوق الطبع © محفوظة لوزارة التربية والتعليم – دولة اإلمارات العربية المتحدة‬ ‫‪97‬‬
‫كتاب النصوص للصف ال ّتاسع‬

‫‪98‬‬ ‫حقوق الطبع © محفوظة لوزارة التربية والتعليم – دولة اإلمارات العربية المتحدة‬
‫ِ‬
‫حالت‬‫والر‬
‫ّ‬ ‫السريِ‬
‫أدب ّ‬
‫ُ‬

‫‪99‬‬
‫كتاب النصوص للصف ال ّتاسع‬

‫‪100‬‬ ‫حقوق الطبع © محفوظة لوزارة التربية والتعليم – دولة اإلمارات العربية المتحدة‬
‫ةّيبدألا ُصوصّنلا ‪ -‬الحّرلاو ِريّسلا ُبدأ‬

‫األدبي ُة‬
‫ّ‬ ‫رية‬
‫الس ُ‬
‫ّ‬
‫اله ْي َئـ ُة‪.‬‬ ‫ِ‬
‫ـيرةُ‪َ :‬‬ ‫ـار بهــم سـ ْي َر ًة َح َسـنَ ًة‪َّ .‬‬
‫والسـ َ‬ ‫ـيرةُ‪ :‬الطريقـ ُة‪ .‬يقــال‪ :‬سـ َ‬ ‫السـنَّ ُة‪ِّ ،‬‬
‫والسـ َ‬ ‫ـير ُة فــي اللغــة هــي ُّ‬
‫السـ َ‬
‫ِّ‬
‫وفــي التنزيــل العزيــز‪( :‬ﮖ ﮗ ﮘ ﮙﮚ ﮛ ﮜ ﮝ ﮞ)‪.‬‬

‫ـاول يقصــر أو يطــول‪.‬‬ ‫ـوي‪ ،‬يتنــاول حيــاة إنســان مــا تنـ ً‬


‫والســيرة األدب ّيــة‪ :‬ف ـ ّن جوهــره التواصــل اللغـ ّ‬
‫ّ‬
‫وعرفهــا بعضهــم بأنّهــا «الســرد المتتابــع لــدورة حيــاة شــخص‪ ،‬وذكــر الوقائــع ا ّلتــي جــرت لــه فــي‬ ‫ّ‬
‫أثنــاء مراحــل هــذه الحيــاة»‪.‬‬

‫السيرة األدب ّية إلى سيرة ذات ّية وسيرة غير ّية‪.‬‬
‫وتنقسم ّ‬
‫فالسيرة الذات ّية‪ :‬هي ا ّلتي يكتبها الشخص بنفسه عن نفسه‪.‬‬
‫ّ‬
‫الســيرة الغير ّيــة‪ :‬فهــي ا ّلتــي يكتبهــا كاتــب مــا عــن شــخص آخــر‪ ،‬فهــي ترجمــة حيــاة شــخص‬
‫ّأمــا ّ‬
‫عــن طريــق الشــواهد والشــهادات والوثائــق‪.‬‬

‫الســيرة الذات ّيــة أن يكــون موضوع ًيــا فــي نظرتــه لنفســه‪ ،‬وهــو يذكــر موقفــه مــن‬
‫ويتحتــم علــى كاتــب ّ‬
‫أيضــا أن يكــون موضوع ًّيــا‪ ،‬وأن يقــف موقــف‬
‫الســيرة الغير ّيــة ً‬
‫النــاس والحــوادث‪ .‬وعلــى كاتــب ّ‬
‫الســيرة األدب ّيــة‪.‬‬
‫الشــاهد ال القاضــي‪ .‬ولذلــك يعــدّ الصــدق مــن أهــم شــروط كتابــة ّ‬

‫ـإن المتعــة ال تتحقــق إالّ إذا كانت ّ‬


‫الســيرة‬ ‫الســيرة األدب ّيــة فـ ّ‬
‫ولمــا كان الصــدق مــن أهــم شــروط كتابــة ّ‬
‫عــن شــخصية فـ ّـذة‪ ،‬عاشــت حيــاة غنيــة باألحــداث والمواقــف‪ ،‬أو كانــت عــن شــخصية مبدعــة فــي‬
‫أي مجــال مــن مجــاالت الفنــون والعلــوم‪.‬‬

‫«الســيرة» فــي كتابــه (ســيرة رســول ال ّلــه)^‪،‬‬


‫ويعــدّ محمــد بــن إســحق أول مــن اســتخدم كلمــة ّ‬
‫ـورا‪ُ ،‬ث َّم ظهــرت تراجم‬
‫الســيرة النبويــة أوســع مــا فــي التراجــم اإلســامية‪ ،‬وأقدمهــا ظهـ ً‬
‫ولذلــك تعــدّ ّ‬
‫الم َف ّســرين‪ ،‬وطبقــات ّ‬
‫الشــعراء وطبقــات النّحــاة وغيرهــم‪.‬‬ ‫أخــرى لطبقــات الصحابــة‪ ،‬وطبقــات ُ‬
‫الســيرة الذات ّيــة فنًّــا مســتق ً‬
‫ال بذاتــه بــرع فيهــا الكثيــر مــن األدبــاء عبــر العصــور‪،‬‬ ‫ولمــا أصبحــت ّ‬
‫مثــل اإلمــام أبــو حامــد الغزالــي فــي ســيرته الفكريــة الفريــدة (المنقــذ مــن الضــال)‪ ،‬وابــن‬
‫خلــدون فــي ســيرته (التعريــف بابــن خلــدون ورحلتــه شــر ًقا وغر ًبــا)‪ ،‬وأحمــد لطفــي الســيد فــي‬

‫حقوق الطبع © محفوظة لوزارة التربية والتعليم – دولة اإلمارات العربية المتحدة‬ ‫‪101‬‬
‫كتاب النصوص للصف ال ّتاسع‬

‫ســيرته (قصــة حياتــي)‪ ،‬وعبــاس محمــود العقــاد فــي ســيرتيه (أنــا) و(حيــاة قلــم)‪ ،‬وإبراهيــم عبــد‬
‫القــادر المازنــي فــي ســيرته (قصــة حيــاة)‪ ،‬وطــه حســين فــي ســيرته (األيــام)‪ ،‬وتوفيــق الحكيــم‬
‫فــي ســيرته (زهــرة العمــر)‪ ،‬وأحمــد أميــن فــي ســيرته (حياتــي)‪ ،‬وميخائيــل نعيمــة فــي ســيرته‬
‫(ســبعون)‪ ،‬وبنــت الشــاطئ فــي ســيرتها (علــى الجســر)‪.‬‬

‫‪102‬‬ ‫حقوق الطبع © محفوظة لوزارة التربية والتعليم – دولة اإلمارات العربية المتحدة‬
‫ةّيبدألا ُصوصّنلا ‪ -‬الحّرلاو ِريّسلا ُبدأ‬

‫*‬
‫الفراغِ‬ ‫ِ‬
‫وقات َ‬‫ن أَ‬ ‫َت َع َّل ْم ُ‬
‫ت ِم ْ‬
‫الع ّقاد‬
‫عباس حممود َ‬
‫ّ‬
‫ِ‬
‫العمل تملكُنا‪.....‬‬ ‫أوقات‬
‫ُ‬

‫ـل هــذا ميـ ُ‬


‫ـزان‬ ‫ـي م ـ ْن أجـ ِ‬ ‫ـات الفــرا ِغ َونتصـ ّـر ُ‬
‫ف فيهــا كمــا نريــدُ ‪ ،‬فهـ َ‬ ‫ولكنَّنــا نح ـ ُن ا ّلذيــن نملـ ُ‬
‫ـك أوقـ َ‬
‫ـت ّإل قيمـ َة الحيـ ِ‬
‫ـت قيمـ ُة الوقـ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ُقدرتِنــا علــى التّصــر ِ‬
‫ـاة‪.‬‬ ‫ـزان معرفتنــا بقيمــة الوقــت ك ِّلــه‪َ ،‬‬
‫وليسـ ْ‬ ‫ف‪ ،‬وميـ ُ‬ ‫ّ‬
‫ـك هـ ِـذ ِه ال ّثــرو َة ا ّلتــي ال‬ ‫أن يحيــا‪ْ ،‬‬
‫وأن يملـ َ‬ ‫ـرف قيمـ َة حياتِـ ِـه‪َ ،‬ويسـ ُّ‬
‫ـتحق ْ‬ ‫ـرف قيمـ َة وقتِـ ِـه يعـ ُ‬
‫فا ّلــذي يعـ ُ‬
‫ـح فــي حياتِـ ِـه سـ ّيدَ األحـ ِ‬
‫ـرار‪.‬‬ ‫ٍ‬ ‫ـك َّ‬‫ـك وقتِــه يملـ ُ‬ ‫ألن مالِـ َ‬
‫ـب‪َّ ،‬‬ ‫الذهـ ِ‬
‫تســاويها ثــرو ُة ّ‬
‫كل شــيء‪ ،‬ويصبـ ُ‬

‫ـرون بـ ْـل‬‫ـرق كثيـ َ‬ ‫الشـ ِ‬ ‫فراغـ ِـه‪ ،‬وعندَ نــا فــي ّ‬


‫ـاعات ِ‬
‫ِ‬ ‫أ سـ‬‫أن يم ـ َ‬ ‫إن أفــر َغ النّـ ِ‬
‫ـاس هـ َـو ا ّلــذي ال يسـ ُ‬
‫ـتطيع ْ‬ ‫َّ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ـاح وفــي‬ ‫الصبـ ِ‬ ‫ـرون جــدًّ ا م ـ ْن هــؤالء الفارغي ـ َن؛ علــى القهــوات‪ ،‬وعلــى أفاريــز ال ُّطرقــات‪ ،‬فــي ّ‬ ‫كثيـ َ‬
‫وقــت‪َ ،‬وك ُِّل َم ْوســ ٍم‪َ ،‬وك ُِّل‬ ‫ٍ‬ ‫الش ِ‬
‫ــتاء‪..........‬في ك ُِّل‬ ‫َ‬ ‫خــال أيــا ِم الص ِ‬ ‫ِ‬
‫وخــال أ ّيــا ِم ّ‬ ‫يــف‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫َ ّ‬ ‫المســاء‪،‬‬
‫ـب النّـ ْـر ِد‬
‫ـاعات الفــرا ِغ فــي َل ِعـ ِ‬
‫ـون سـ ِ‬ ‫ـال النّاضجيـ َن يقضـ َ‬‫ـاء والرجـ ِ‬ ‫ـباب األقويـ ِ‬
‫الشـ ِ‬
‫ـوف مـ َن ّ‬ ‫مـ ٍ‬
‫ـكان ‪ ،‬ألـ ٌ‬
‫ّ‬
‫ـات‪ ،‬والرائحي ـن والرائحـ ِ‬ ‫ـورق‪َ ،‬أو فــي مراقبـ ِـة الغادي ـن والغاديـ ِ‬
‫ـات‪.‬‬ ‫َ ّ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫والـ ِ ْ‬

‫ـس هــذا وق ًتــا مملــو ًءا ألنّهــم يملؤو َنــه بمــا هــو‬ ‫َ ِ‬ ‫ـس هــذا َو ْق ًتــا فار ًغــا ألنّهــم مشـ‬
‫ـغولون فيــه‪ ،‬وليـ َ‬ ‫ليـ َ‬
‫أفــر ُغ م ـ َن الفــراغِ‪.‬‬
‫ِ‬
‫اإلطالق‪...‬‬ ‫ٍ‬
‫بوقت على‬ ‫ليس‬
‫هذا َ‬
‫ِ‬
‫الهباء‪،‬ولكـ َّن‬ ‫ـت ا ّلــذي نســتغني عنــه‪ ،‬ونبــدّ ُد ُه‪ ،‬ونرمــي بــه مـ َ‬
‫ـع‬ ‫ـت الفــراغِ» أ َّنـ ُه الوقـ ُ‬
‫ـس معنــى «وقـ ُ‬ ‫وليـ َ‬
‫ـل‬ ‫ـت العمـ ِ‬‫أن قضينــا وقـ َ‬‫أنفســنا فيــه‪ ،‬بعــدَ ْ‬
‫ـك َ‬ ‫ـت ا ّلــذي بقـ َ‬
‫ـي لنــا لنمل َكـ ُه ونملـ َ‬ ‫ـت الفــرا ِغ هـ َـو الوقـ ُ‬ ‫وقـ َ‬
‫الضـ ِ‬
‫ـرورة‪.‬‬ ‫ـف ّ‬ ‫ـش وتكاليـ ِ‬ ‫ـخري َن لمــا نزاو ُلـ ُه ِمـ ْن شـ ِ‬
‫ـواغل العيـ ِ‬ ‫مملوكيـ َن ُم َسـ َّ‬
‫ِ‬
‫ـتعمار «كنــدا»‬ ‫الشــمال ّي ِة َّ‬
‫أن اإلنجليـ َـز والفرنســيي َن تســابقوا علــى اسـ‬ ‫قــر ْأ ُت مـ ّـر ًة فــي تاريـ ِ‬
‫ـخ أمريــكا ّ‬
‫ـث أخفـ َـق الفرنسـ َ‬
‫ـيون‪..‬لماذا؟‬ ‫ـح اإلنجليـ ُـز حيـ ُ‬
‫فنجـ َ‬
‫ـور يحتــاج إلــى قضـ ِ‬
‫ـاء‬ ‫األرض البـ ِ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫القفــار مــ َن‬ ‫ـتعمار‬ ‫ـل ذلــك ‪-‬وأصابــوا‪َّ -‬‬
‫أن اسـ‬ ‫زعمــوا فــي تعليـ ِ‬
‫ُ‬ ‫َ‬
‫ِ‬
‫األرض‬ ‫ِ‬
‫ـتعمار تلــك‬ ‫ـدن الحافلـ ِـة‪َّ ،‬‬
‫وأن اإلنجليـ َـز نجحــوا فــي اسـ‬ ‫ـوال فــي ُعزلـ ٍـة عـ ِ‬
‫ـن المـ ِ‬ ‫األوقـ ِ‬
‫ـات ال ّطـ ِ‬

‫الذاتية‪ ،‬المجلد ‪ ،22‬الطبعة األولى‪ ،‬بيروت‪ ،‬دار الكتاب اللبناني‪ ،1982 ،‬ص‪-‬ص‪.140-136 .‬‬
‫ّ‬ ‫السيرة‬
‫*) عباس محمود العقاد‪ّ -‬‬

‫حقوق الطبع © محفوظة لوزارة التربية والتعليم – دولة اإلمارات العربية المتحدة‬ ‫‪103‬‬
‫كتاب النصوص للصف ال ّتاسع‬

‫ـي ال يطيـ ُـق العزلـ َة‪ ،‬وال‬ ‫ـات الفــرا ِغ منعزليـ َن منفرديـ َن‪َّ ،‬‬
‫وأن الفرنسـ َّ‬ ‫أن يقضــوا أوقـ َ‬‫ـتطيعون ْ‬
‫َ‬ ‫ألنّهــم يسـ‬
‫ـل بيـ َن النّـ ِ‬
‫رات واألصائـ ِ‬ ‫ِ‬
‫ـوق إلــى المدينـ ِـة لقضــاء الســه ِ‬
‫ـزال فــي شـ ٍ‬ ‫أن ي ْفــر َغ ِ‬
‫لنفســه‪ ،‬وال يـ ُ‬
‫ـاس‬ ‫ّ َ‬ ‫يحتمـ ُـل ْ َ ُ‬
‫َ‬
‫ـادرون عليــه‪...‬‬ ‫ـم قـ‬ ‫ِ‬ ‫ـرك ميـ َ‬ ‫فــي األنديـ ِـة والمجتمعـ ِ‬
‫ـات‪ ،‬فتـ َ‬
‫ـدان الخــاء لمـ ْن هـ ْ‬
‫ـتطيع ْ‬
‫أن يجــدَ فــي‬ ‫ـان منّــا ال يسـ ُ‬ ‫ـإن اإلنسـ َ‬ ‫ـدق علــى الفرنســيي َن‪ ،‬فـ َّ‬ ‫الشـ ِ‬
‫ـرق مــا يصـ ُ‬ ‫ويصــدُ ُق علينــا فــي ّ‬
‫ـوات‪ ،‬وال‬‫ـات والقهـ ِ‬ ‫ـت ح ّتــى يلــو َذ بال ُّطرقـ ِ‬‫نفسـ ِـه مــا يشــغ ُله ســاع َة فــراغٍ‪ ،‬وال يحــس بفــرا ٍغ مـن الوقـ ِ‬
‫ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُّ‬ ‫ُ‬
‫أ بـ ِـه ذلـ َ‬
‫ـك الفــرا َغ‪.‬‬ ‫ـيء يمـ ُ‬‫دماغـ ِـه إلــى شـ ٍ‬
‫ـواء ِ‬ ‫ـاق ضميـ ِـر ِه وأطـ ِ‬
‫ـل فــي أعمـ ِ‬ ‫يهتــدي بعــدَ البحـ ِ‬
‫ـث ال ّطويـ ِ‬

‫ِ‬
‫ـتعمار «كنــدا»‪..‬‬ ‫ـاب الفرنســيي َن ِم ـ ْن هـ ِـذ ِه الخصلـ ِـة أنّهــم أخفقــوا فــي اسـ‬ ‫كان ُقصــارى مــا أصـ َ‬‫إِ ْن َ‬
‫ـون‪ ،‬وأنّنــا ال نجــدُ‬ ‫ِ‬
‫ـتعمار ّإل ألنّنــا فارغـ َ‬
‫ـب فريسـ َة االسـ‬ ‫نذهـ ْ‬
‫ـم َ‬ ‫ـم‪ ،‬فلع ّلنــا َلـ ْ‬
‫فاألمـ ُـر معنــا أخطـ ُـر وأعظـ ُ‬
‫فــي ِ‬
‫نفوســنا مــا ننطــوي عليــه‪.‬‬

‫َ‬
‫يقضــون فيــه‬ ‫ٍ‬
‫مغلــق‬ ‫ٍ‬
‫مــكان‬ ‫فتــرات فــي‬‫ٍ‬ ‫جــال َلتر ْكتُهــم‬ ‫ِ‬
‫األقويــاء ِمــ َن الر ِ‬ ‫َ‬
‫امتحــان‬ ‫ولــو أنّنــي أر ْد ُت‬
‫ّ‬
‫ـآن بقــو ِة الفكـ ِـر وقـ ِ‬
‫ـوة الخ ْلـ ِـق‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫الســاعات فهــو رجـ ٌـل مـ ُ ّ‬ ‫فم ـ ْن صبـ َـر علــى هــذه ّ‬ ‫ســاعات فراغهــم‪َ ،‬‬
‫ـال‪ ،‬و َم ـ ْن لــم يصبِـ ْـر عليهــا فهــو الفــار ُغ ا ّلــذي ال َخ ْيـ َـر فيـ ِـه‪.‬‬
‫وقـ ّـو ِة االحتمـ ِ‬

‫ِ‬
‫ساعات الفراغِ؟‬ ‫ماذا نتع ّل ُم ِم ْن‬

‫احتجنــا بعــدَ ُه َأ ْن‬ ‫ـب َأو األعمـ ِ‬


‫ـال‪ّ ،‬إل‬ ‫ِ‬ ‫ـم شــي ًئا ِمـ َن الحـ‬
‫ـوادث َأو الكتـ ِ‬ ‫ٍ‬
‫ْ‬ ‫ـم منهــا ك َُّل شــيء‪ ،‬وال نتع ّلـ ُ‬
‫نتع ّلـ ُ‬
‫ـت فــراغٍ‪..‬‬‫نتع ّلمـه مــر ًة ُأخــرى فــي وقـ ِ‬
‫َ ُ ّ‬
‫ـس‪ ،‬ولكنَّـ ُه محصـ ٌ‬
‫ـول ال يفيدُ نــا مــا‬ ‫ـب محصـ ٌ‬
‫ـول نفيـ ٌ‬ ‫ـارف ا ّلتــي نجم ُعهــا ِمـ َن التّجـ ِ‬
‫ـارب والكُتـ ِ‬ ‫فالمعـ ُ‬
‫والضميـ ِـر‪..‬‬
‫ـل ّ‬ ‫مواضعـ ِـه ِمـ ْن خزائـ ِ‬
‫ـن العقـ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ـم نُغرب ْلـ ُه‪ّ ،‬‬
‫ونوز ْعـ ُه علــى‬ ‫َلـ ْ‬
‫ِ‬ ‫ّوزيع في ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫أوقات الفراغِ‪..‬‬ ‫غير‬ ‫تتيس َر لنا هذه الغربل ُة وهذا الت ُ‬
‫ولن ّ‬
‫والجمــع والتّخزيــ َن‪ ،‬وال فائــد َة‬ ‫ينتظــر الحصــا َد‬ ‫حقلــه‬ ‫ِ‬
‫ّجربــة واال ّطــا ِع َزرع فــي ِ‬
‫معــارف الت‬
‫َ‬ ‫َّ‬
‫إن‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ْ ٌ‬
‫ِ‬ ‫ذلــك ســاع ُة الت‬ ‫عايــة مــا َلــم ِ‬
‫ــقي والر ِ‬ ‫ِ‬
‫ّخزيــن‪...‬‬ ‫َ‬ ‫تــأت بعــدَ‬ ‫ْ‬ ‫والس ِ ّ‬ ‫للحــرث ّ‬
‫وهي ســـاع ُة الفرا ِغ‬
‫َ‬
‫ـوف عليهــا فــي النّهايـ ِـة‪ ،‬فــا ثمــر َة‬
‫ألن العمـ َـل ُك َّل ـ ُه موقـ ٌ‬
‫ـل‪َّ ،‬‬ ‫ســاع ٌة هــي َأ ْلــزم لنــا مــن سـ ِ‬
‫ـاعات العمـ ِ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫ـاة بغيـ ِـر فــرا ِغ الحيــاة‪ِ.‬‬
‫ـال الحيـ ِ‬
‫ألعمـ ِ‬

‫‪104‬‬ ‫حقوق الطبع © محفوظة لوزارة التربية والتعليم – دولة اإلمارات العربية المتحدة‬
‫ةّيبدألا ُصوصّنلا ‪ -‬الحّرلاو ِريّسلا ُبدأ‬

‫ِ‬
‫الحاضر‬ ‫ـخ اإلنســان ّي ِة ِمـ ْن ّأولِــه إلــى عهـ ِـده‬ ‫ولــوال أنَّنــا نخشــى َأ ْن ُيقــدِّ َس النّـ ُ‬
‫ـاس الفــرا َغ َل ُق ْلنــا‪َّ :‬‬
‫إن تاريـ َ‬
‫مديـن لسـ ِ‬
‫ـاعات الفراغِ‪.‬‬ ‫َ ٌ‬
‫بفراغهــم أشــنع الجنايـ ِ‬
‫ـات‪ ،‬ودفعــوا بــه إلــى‬ ‫ِ‬ ‫ـاني أقوا ًمــا فارغيـ َن َجنَــوا عليــه‬ ‫ـرف التّاريـ ُ‬
‫َ‬ ‫ـخ اإلنسـ ُّ‬ ‫لقــدْ عـ َ‬
‫ـرب تــار ًة وإلــى الفتنـ ِـة تــار ًة أخــرى؛ ألنّهــم وجــدوا أما َمهــم متّسـ ًعا مـ َن الفــرا ِغ يعيشـ َ‬
‫ـون فيــه‪.‬‬ ‫الحـ ِ‬

‫ـازف بالجانـ ِ‬
‫ـب‬ ‫دون ْ‬
‫أن نجـ َ‬ ‫ولكنّنــا ‪ -‬ح ّتــى مــع هــذا ‪ -‬ال نســتغني عــن ثمـ ِ‬
‫ـرات ذلــك الفــرا ِغ جمي ًعــا َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ـخ اإلنسـ ِ‬
‫ـان‪.‬‬ ‫ـح النّافـ ِع مـ ْن تاريـ ِ‬
‫الصالـ ِ‬
‫ّ‬
‫ـون ا ّلذيـن اتّسـع ْت أوقاتُهــم للبــذخِ وال ّتـ ِ‬
‫ـرف بيـ َن‬ ‫ـخ اإلنســان ّي ِة لــوال الفارغـ َ‬
‫مــاذا يبقــى مــن تاريـ ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫والح َل ِل؟‬
‫الحلــي ُ‬
‫ِّ‬
‫ـس‬
‫ـار والحجـ َـر النّفيـ َ‬ ‫ـاب البحـ ِـر ليجلـ َ‬
‫ـب الحريـ َـر والبهـ َ‬ ‫ُ‬
‫ويمخـ ُـر ُعبـ َ‬ ‫األرض‪،‬‬
‫َ‬ ‫ـوب‬
‫كان يجـ ُ‬ ‫َم ـ ْن َ‬
‫ـروح؟‬
‫الصـ ُ‬ ‫والحجـ َـر ا ّلــذي تبنــى بــه ّ‬

‫ّســيج؟ َمــ ْن‬


‫ــم الن َ‬ ‫كان يتع ّل ُ‬ ‫الس ِ‬
‫ــفن؟ َمــ ْن َ‬ ‫كان يتع ّل ُ‬
‫ــم صناعــ َة ّ‬ ‫ــم المالحــ َة؟ َمــ ْن َ‬ ‫كان يتع ّل ُ‬
‫َمــ ْن َ‬
‫كان يرسـ ُـل القوافـ َـل‬ ‫ـب والفضـ ِـة؟ َم ـ ْن َ‬ ‫الذهـ ِ‬ ‫ـث عــن شـ ِ‬
‫ـذور ّ‬ ‫ـتخرج الآللــى َء‪َ ،‬أ ْو يبحـ ُ‬
‫ُ‬ ‫كان يسـ‬‫َ‬
‫ـاك فــي السـ ِ‬
‫ـماء؟ َمـ ْن‬ ‫كان يرصــدُ النّجــوم ويــدرس حركـ َة األفـ ِ‬ ‫ـارة؟ َمـ ْن َ‬ ‫ـون التّجـ ِ‬
‫ـذق فنـ َ‬ ‫ويحـ ُ‬
‫ّ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫ـك الفــرا ُغ ا ّلــذي تقــدّ َم بــه‬
‫ـش عليهــا الماليي ـ ُن لــوال ذلـ َ‬ ‫ـال ا ّلتــي يعيـ ُ‬
‫ـرف هــذه األعمـ َ‬ ‫كان يعـ ُ‬‫َ‬
‫ـخ األُ َم ـ ِم؟‬
‫الزم ـ ُن فــي تواريـ ِ‬‫ّ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ـح‬ ‫ذميمــا فــي أكثـ ِـر نواحيــه‪ ،‬ولكنّــه علــى مذ َّمتــه قــد أفا َدنــا ً‬
‫درســا خالــدً ا ال يصـ ُّ‬ ‫كان فرا ًغــا ً‬‫لقــد َ‬
‫ِ‬
‫ـي شــي ٌء‬ ‫ـاس جمي ًعــا إلــى أوقــات الفــراغِ‪ ،‬فهـ َ‬ ‫رس الخالــدُ هــو حاجـ ُة النّـ ِ‬ ‫َأ ْن ننســا ُه‪ .‬ذلــك الــدّ ُ‬
‫ـاة أحـ ٍـد‪..‬‬
‫ـاة ُأمـ ٍـة وال فــي حيـ ِ‬
‫ِ‬
‫ال غنــى عنــه فــي حيـ َّ‬
‫ِ‬

‫وح َّبــذا قضــا ُء الفــرا ِغ ُك ِّلـ ِـه فيمــا هــو خيـ ٌـر‪ .‬ولكنَّنــا إذا ُخ ّي ْرنــا بي ـ َن الفــرا ِغ خيـ ِـر ِه وشـ ِّـر ِه وبي ـ َن‬
‫الشـ َّـر ْي ِن‪.‬‬ ‫الخترنــا أهـ َ‬
‫ـون ّ‬ ‫ْ‬ ‫ضيــا ِع الفــرا ِغ ُك ِّلـ ِـه‬

‫أن َ‬
‫كان‬ ‫ـون اليــو َم ُمتّس ـ ًعا ِم ـ َن الفــرا ِغ لِ ُع ّمالِهــم بعــدَ ْ‬
‫ـال يطلبـ َ‬ ‫إن ال ُعقــا َء ِم ـ ْن أصحـ ِ‬
‫ـاب األعمـ ِ‬ ‫َّ‬
‫ـض المـ ِ‬
‫ـال‬ ‫ـت ينفـ ُـق بعـ َ‬‫ـض الوقـ ِ‬ ‫ـب الفــرا ِغ مقصــورا علــى العمـ ِ‬
‫ـال‪ .‬فالعامـ ُـل ا ّلــذي ينفـ ُـق بعـ َ‬ ‫ً‬ ‫طلـ ُ‬

‫حقوق الطبع © محفوظة لوزارة التربية والتعليم – دولة اإلمارات العربية المتحدة‬ ‫‪105‬‬
‫كتاب النصوص للصف ال ّتاسع‬

‫ـواق‪.‬‬ ‫والشـ ِ‬
‫ـراء فــي األســــ ِ‬ ‫ـدور الحركـ ُة ‪ -‬حركـ ُة البيـ ِع ّ‬
‫فتـ ُ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ـرص ال ِمـ ْن حسـ ِ‬
‫ـاب الحـ ِ‬ ‫حســب ًة مــن حسـ ِ‬
‫االقتصاد‪،‬‬ ‫ـاب اإلســراف‪ ،‬وحســب ًة يرضى عنهــا ع ْلـ ُ‬
‫ـم‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫األخالق‪.‬‬ ‫ـب عليهــا ع ْلـ ُ‬
‫ـم‬ ‫وال يغضـ ُ‬

‫ـخ اإلنســان ّي ِة ِم ـ ْن‬


‫وذاك هــو الــذي تع ّل ْمنــا ُه ونتع ّل ُم ـ ُه ِم ـ ْن تاريـ ِ‬
‫َ‬ ‫ـم بعــدَ هــذا‬
‫واالقتصــا ُد األعظـ ُ‬
‫ّأولِـ ِـه إلــى عهـ ِـد ِه الحاضـ ِـر‪.‬‬

‫ال ُبدَّ م ْن َفـــراغٍ‪...‬‬

‫وال ُبدَّ ِم ْن َفرا ٍغ نحف ُظ ُه‪...‬‬

‫ـتخلص فيــه خيـ َـر مــا ندَّ خـ ُـر ُه ِمـ ْن غربلـ ِـة‬
‫ُ‬ ‫وال َفــرا ُغ ا ّلــذي نحف ُظـ ُه هــو ا ّلــذي يحف ُظنــا؛ ألنّنــا نسـ‬
‫والعظـ ِ‬
‫ـات‪.‬‬ ‫ـارف ِ‬ ‫ـارب والمعـ ِ‬‫التّجـ ِ‬

‫‪106‬‬ ‫حقوق الطبع © محفوظة لوزارة التربية والتعليم – دولة اإلمارات العربية المتحدة‬
‫ةّيبدألا ُصوصّنلا ‪ -‬الحّرلاو ِريّسلا ُبدأ‬

‫الصنيِ‬
‫وطة إىل ّ‬
‫َ‬ ‫بط‬ ‫رحلة ِ‬
‫ابن ّ‬ ‫ُ‬

‫الص ِ‬
‫ين‪:1‬‬ ‫قال اب ُن ب ّطوط َة في رحلتِ ِه ع ْن ِ‬
‫أهل ّ‬ ‫َ‬
‫ناعات‪:‬‬
‫ِ‬ ‫الص‬
‫كام ّ‬ ‫ِذ ْك ُر ما ُخ ّصوا به ْ‬
‫من ِإ ْح ِ‬
‫ِ‬
‫ـهور‬
‫للصناعــات‪ ،‬وأشــدُّ هم إتقا ًنــا فيهــا‪ ،‬وذلــك مشـ ٌ‬ ‫ـم األم ـ ِم إِحكا ًمــا ّ‬ ‫ـن أعظـ ُ‬ ‫الصيـ ِ‬
‫وأهـ ُـل ّ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ـم فأطنبــوا فيــه‪ ،‬وأ ّمــا التّصويـ ُـر فــا ُيجاريهــم‬ ‫ـاس فــي تصانيفهـ ْ‬ ‫م ـ ْن حالهــم‪ ،‬قــد وص َف ـ ُه النّـ ُ‬
‫ـب ما‬ ‫عظيمــا‪ ،‬ومــن عجيـ ِ‬ ‫ً‬ ‫ـدارا‬
‫ـإن لهــم فيــه اقتـ ً‬‫إحكامـ ِـه ِمـ َن الـ ّـرو ِم وال ِمـ ْن ســواهم‪ ،‬فـ َّ‬
‫ِ‬ ‫أحــدٌ فــي‬
‫ـم ُعــدْ ُت إليهــا ّإل ورأ ْيـ ُ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ـك أ ّنــي مــا دخ ْلـ ُ‬ ‫ـاهدْ ُت لهــم ِمـ ْن ذلـ َ‬
‫ـت‬ ‫ـط مدينـ ًة مـ ْن ُمدنهــم‪ ،‬ثـ َّ‬ ‫ـت قــ ُّ‬ ‫شـ َ‬
‫ِ‬
‫األســواق!‬ ‫الحيطــان‪ ،‬والكواغــدُ موضوعــ ٌة فــي‬ ‫ِ‬ ‫وصــور أصحابــي منقوشــ ًة فــي‬ ‫صورتــي‬
‫َ‬
‫ـت إلــى قصـ ِـر‬ ‫ـوق النّ ّقاشــي َن‪َ ،‬ووص ْلـ ُ‬ ‫ـلطان فمــرر ُت علــى سـ ِ‬ ‫ِ‬ ‫السـ‬ ‫ِ‬ ‫ولقــد َدخ ْلـ ُ‬
‫َْ‬ ‫ـت إلــى مدينــة ُّ‬
‫ِ‬
‫فلمــا ُعــدْ ُت مـ َن القصـ ِـر عشـ ًّيا َمـ َـر ْر ُت‬ ‫ـع أصحابــي‪ ،‬ونحـ ُن علــى ِز ّي العراق ّييـ َن‪ّ ،‬‬ ‫الســلطان مـ َ‬ ‫ّ‬
‫كاغــد قــدْ ألصقــو ُه‬ ‫ٍ‬ ‫وصــور أصحابــي منقوشــ ًة فــي‬ ‫ــت صورتــي‬ ‫ِ‬
‫المذكــورة‪ ،‬فرأ ْي ُ‬ ‫ــوق‬‫بالس ِ‬
‫َ‬ ‫ّ‬
‫ـبه ِه‪َ ،‬و ُذ ِكـ َـر‬
‫ـئ شــي ًئا ِمـ ْن شـ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬
‫بالحائــط‪ ،‬فجعـ َـل ك ُُّل واحــد منّــا ينظـ ُـر إلــى صــورة صاحبِــه ال تخطـ ُ‬
‫ِ‬

‫ـرون إلينــا‬ ‫ـم بذلــك‪ ،‬وأنّهــم أ َتــوا إلــى القصـ ِـر ونح ـ ُن فيــه فجعلــوا ينظـ َ‬ ‫أمرهـ ْ‬ ‫السـ َ‬
‫ـلطان َ‬ ‫أن ّ‬ ‫لــي َّ‬
‫ـم‪،‬‬‫ـك عــاد ٌة لهــم فــي تصويـ ِـر ك ُِّل َمـ ْن يمـ ُّـر بهـ ْ‬
‫ـعر بذلــك‪ ،‬وتلـ َ‬ ‫ـم نشـ ْ‬ ‫صورنــا ونحـ ُن لـ ْ‬
‫َ‬ ‫َو ُيصـ ّـو َ‬
‫رون‬
‫يوجـ ِ‬
‫ـراره عنهــم بعثــوا صور َت ـ ُه‬ ‫ـب فـ َ‬ ‫ـب إذا فعـ َـل مــا ِ ُ‬ ‫أن الغريـ َ‬ ‫وتنتهــي حا ُلهــم فــي ذلــك إلــى َّ‬
‫ـورة ُأ ِخـ َـذ‪.‬‬
‫ـك الصـ ِ‬
‫ـث عنــه فحي ُثمــا ُو ِجــدَ َش ـ َب ُه تلـ َ ّ‬‫ـاد‪َ ،‬و ُب ِحـ َ‬
‫إلــى البـ ِ‬

‫رق‪:‬‬ ‫للمسافرين في ُ‬
‫الط ِ‬ ‫َ‬ ‫حفظهمْ‬
‫ِ‬ ‫ْ‬
‫ذك ُر‬
‫ـال للمسـ ِ‬ ‫ـن آمـن البـ ِ‬
‫ـافر منفــر ًدا مســير َة‬ ‫ـإن اإلنسـ َ‬
‫ـان يسـ ُ‬ ‫ـافر‪ ،‬فـ َّ‬ ‫ـاد وأحسـنُها حـ ً‬ ‫الصيـ ِ َ ُ‬
‫وبــا ُد ّ‬
‫أن لهــم فــي‬ ‫ـك ّ‬ ‫ـب ذلـ َ‬ ‫ـون م َع ـ ُه األمـ ُ‬
‫ـوال ال ّطائل ـ ُة فــا يخـ ُ‬ ‫ـهر‪ ،‬وتكـ ُ‬ ‫تسـ ِ‬
‫ـعة أشـ ٍ‬
‫ـاف عليهــا‪ ،‬وترتيـ ُ‬

‫المغربيـ ِـة‪ ،‬الربــاط‪ ،‬ســنة النشــر‪1417 :‬‬


‫ّ‬ ‫أكاديميـ ُـة المملكـ ِـة‬
‫ّ‬ ‫ـب األســفا ِر)‪،‬‬
‫ـب األمصــا ِر وعجائـ ِ‬
‫بطوطـ َة (تحفـ ُـة ال ّنظــا ِر فــي غرائـ ِ‬
‫ـن ّ‬
‫‪ )1‬رحلـ ُـة ابـ ِ‬
‫هـ ‪134-132 /4/‬‬

‫حقوق الطبع © محفوظة لوزارة التربية والتعليم – دولة اإلمارات العربية المتحدة‬ ‫‪107‬‬
‫كتاب النصوص للصف ال ّتاسع‬

‫ـان والرجـ ِ‬
‫ـال‪ ،‬فــإذا‬ ‫حاكــم يســكن بـ ِـه فــي جماعـ ٍـة ِمـن الفرسـ ِ‬ ‫ببالدهــم ُفند ًقــا‪ ،‬عليــه ِ‬ ‫ِ‬ ‫ك ُِّل منـ ٍ‬
‫ـزل‬
‫ّ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ٌ‬ ‫ْ‬
‫ـب أســما َء‬ ‫ـرة جــاء الحاكــم إلــى الفنـ ِ‬ ‫ـاء اآلخـ ِ‬ ‫ـرب أو العشـ ِ‬‫كان بعــدَ المغـ ِ‬ ‫َ‬
‫ـدق‪ ،‬وم َعــه كات ُبــه فكتـ َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫ـدق عليهــم‪ ،‬فــإذا َ‬
‫كان‬ ‫ـاب الفنـ ِ‬ ‫ـم عليهــا‪ ،‬وأقفـ َـل بـ َ‬ ‫جمي ـ ِع َم ـ ْن يبيـ ُ‬
‫ـت بــه م ـ َن المســلمي َن‪ ،‬وختـ َ‬
‫ِ‬ ‫ٍ‬
‫ـث م َعهــم‬‫ـيرا‪ ،‬وبعـ َ‬ ‫ـب بهــا تفسـ ً‬ ‫ـح‪ ،‬جــا َء وم َعــه كات ُبـ ُه‪ ،‬فدعــا ك َُّل إنســان باســمه‪ ،‬وكتـ َ‬ ‫الصبـ ِ‬
‫بعــدَ ّ‬
‫حاكمــه أنَّهــم جمي ُع ُهــم قــد وصلــوا‬ ‫ِ‬ ‫ـزل ال ّثانــي لــه‪ ،‬ويأتيــه ببـ ٍ‬
‫ـراءة مــن‬ ‫يوص ُلهــم إلــى المنـ ِ‬
‫َمـ ْن ّ ْ‬
‫ببالدهــم‪ ...‬وفــي هــذه الفنـ ِ‬
‫ـادق‬ ‫ِ‬ ‫وإن لــم يفعـ ْـل طل َبــه بهــم‪ ،‬وهكــذا العمـ ُـل فــي ك ُِّل منـ ٍ‬
‫ـزل‬ ‫إليــه‪ْ ،‬‬
‫ـم فهــي‬ ‫ِ‬ ‫المســافِ ُر مـ َن‬
‫واإلوز‪ ،‬وأ ّمــا الغنـ ُ‬
‫ُّ‬ ‫ـاج‬
‫وخصوصــا الدّ جـ ُ‬
‫ً‬ ‫األزواد‪،‬‬ ‫ـاج إليــه ُ‬
‫ـع مــا يحتـ ُ‬ ‫جميـ ُ‬
‫قليلـ ٌة عندَ هــم‪.‬‬

‫‪108‬‬ ‫حقوق الطبع © محفوظة لوزارة التربية والتعليم – دولة اإلمارات العربية المتحدة‬
‫ةّيبدألا ُصوصّنلا ‪ -‬الحّرلاو ِريّسلا ُبدأ‬

‫جتاربي مع احلقيقة‬
‫(املهامتا غاندي)‬

‫وأغلــب الظــن أنــي كنــت فــي الســابعة تقري ًبــا عندمــا غــادر أبــي (بوربانــدر) إلــى (راجكــوت) ليصبح‬
‫عضـ ًـوا فــي محكمــة (راجاســتانك)‪ ،‬وهنــاك أدخلــت إلــى مدرســة أول ّية‪.‬‬

‫وأســتطيع أن أتذكــر تلــك األيــام فــي وضــوح‪ ،‬وفــي جملــة ذلــك أســماء المدرســين الذيــن علمونــي‬
‫وبعــض صفاتهــم المميــزة‪ ،‬لــم يكــن فــي ميســوري أن أكــون أكثــر مــن تلميــذ عــادي‪ .‬ومــن المدرســة‬
‫مضيــت إلــى مدرســة الضاحيــة‪ُ ،‬ثـ َّ‬
‫ـم إلــى المدرســة الثانويــة بعــد أن بلغــت الثانيــة عشــرة‪ .‬ولســت‬
‫أذكــر أنــي كذبــت قــط‪- ،‬خــال هــذه المــدة القصيــرة‪ -‬كذبــة واحــدة علــى معلمــي‪ ،‬أو علــى رفاقــي‬
‫ســواء بســواء‪ .‬كنــت شــديد الحيــاء‪ ،‬وكنــت أجتنــب االتصــال بأحــد‪ .‬كانــت كتبــي ودروســي هــي‬
‫رفيقــي األوحــد‪ ،‬وكان الوصــول إلــى المدرســة مــع دقــات الســاعة والعــودة إلــى البيــت حالمــا‬
‫تقفــل المدرســة همــا عادتــي اليوميــة‪ .‬كنــت أعــدو راج ًعــا بــكل مــا فــي الكلمــة مــن معنــى؛ ألنــي لــم‬
‫أكــن أحتمــل التحــدث إلــى أحــد‪ ،‬بــل لقــد كنــت أخشــى أن يســخر أحــد منــي أو يتنــدّ ر بــي‪..‬‬

‫وهنــاك حادثــة وقعــت فــي االمتحــان ا ّلــذي جــرى خــال ســنتي األولى فــي المدرســة الثانويــة‪ ،‬وهي‬
‫جديــرة بالتدويــن‪ ،‬كان (مســتر جيلــز)‪ ،‬مفتــش المعــارف‪ ،‬قــد وفــد إلــى مدرســتنا فــي مهمة تفتيشــية‪،‬‬
‫وكان قــد قــدّ م إلينــا خمــس كلمــات لنكتبهــا كتمريــن فــي التهجيــة‪ ،‬وكانــت إحــدى تلــك الكلمــات‬
‫(‪ )Kettle‬وكنــت قــد أخطــأت فــي تهجيتهــا‪ ،‬فحــاول المــدرس أن ُيل ّقننــي الجــواب الصحيــح بمقــدّ م‬
‫حذائــه‪ ،‬ولكنــي لــم أفهــم مــا يريــد‪ .‬لقــد كان المتعــذر علــي أن أرى أنــه أراد منــي أن أنقــل التهجيــة مــن‬
‫ـدرس كان هنــاك ليراقبنــا‪ ،‬ويحــول بيننــا وبيــن‬
‫لــوح جــاري الحجــري‪ ،‬ذلــك ألنــي كنــت أعتقــد أن المـ ّ‬
‫النقــل‪ .‬وكانــت النتيجــة أن الغلمــان جميعهــم ‪-‬باســتثنائي أنــا‪ -‬قــد تهجــوا الكلمــات جميعهــا علــى‬
‫وجههــا الصحيــح‪ .‬أنــا وحــدي كنــت الغــام األبلــه‪ ،‬وحــاول المــدرس فيمــا بعــد أن يثبــت لــي هــذه‬
‫البالهــة‪ ،‬ولكــن علــى غيــر طائــل‪ ،‬فلــم يكــن فــي ميســوري قــط أن أتعلــم فــن «النقــل»‪.‬‬

‫ومــع ذلــك فــإن هــذه الحادثــة لــم تقلــل ‪-‬الب ّتــة‪ -‬مــن احترامــي لمعلمــي‪ ،‬كنــت ‪-‬بالفطــرة‪ -‬أعمــى عن‬
‫ـم أكبــر منــي سـنًّا‪ ،‬وفيمــا بعــد قــدّ ر لــي أن أعــرف كثيـ ًـرا مــن نقائــض هــذا المعلــم‪ ،‬ولكن‬
‫أخطــاء َمـ ْن ُهـ ْ‬
‫احترامــي لــه ظــل هــو هــو‪ ،‬ذلــك أنــي كنــت قــد تعلمــت أن أنفــذ أوامــر المتقدميــن فــي الســن‪ ،‬ال أن‬

‫حقوق الطبع © محفوظة لوزارة التربية والتعليم – دولة اإلمارات العربية المتحدة‬ ‫‪109‬‬
‫كتاب النصوص للصف ال ّتاسع‬

‫أمحــص أفعالهم‪.‬‬

‫وثمــة حادثتــان أخريــان‪ ،‬ترجعــان إلــى الفتــرة نفســها‪ ،‬لــم تبرحــا ذاكرتــي فــي يــوم مــن األيــام‪ ،‬فقــد‬
‫كنــت دائمــا أكــره المطالعــة فــي أ ّيمــا كتــاب إضافــي غيــر كتبــي المدرســية‪ ،‬كان علــي أن أنجــز‬
‫دروســي اليوميــة ألنــي كنــت أكــره أن يو ّبخنــي معلمــي بقــدر مــا كنــت أكــره أن أخدعه‪ ،‬وهكــذا كنت‬
‫أدرس دروســي‪ ،‬ولكــن ذلــك كثيـ ًـرا مــا كان يتــم مــن غيــر أن ُأعمــل عقلــي فيهــا‪ ،‬وهكــذا لــم أكــن‬
‫ـي وقعتــا‬
‫آلخــذ نفســي بقــراءات إضافيــة ح ّتــى ولــو لــم أســتطع مذاكــرة دروســي جيــدً ا‪ ،‬ولكــن عينـ ّ‬
‫بطريقــة مــا علــى كتــاب كان أبــي قــد اشــتراه‪ ،‬وكان ذلــك الكتــاب هــو «شــرافانا بيتــر يبهــا كــي ناتــاكا»‬
‫(مســرحية عــن إخــاص شــرافانا لوالديــه)‪ ،‬وقــد قــرأت الكتــاب فــي شــوق عــارم‪ ،‬ووفــد إلــى‬
‫بلدنــا فــي الوقــت نفســه بعــض العارضيــن المتجوليــن‪ ،‬وكانــت بيــن الصــور ا ّلتــي عرضــت علينــا‬
‫صــورة تمثــل (شــرافانا) وقــد حمــل والديــه الضريريــن إلــى الحــج بواســطة ألــواح مــن الخشــب‬
‫شــدت إلــى كتفيــه‪ .‬وتــرك الكتــاب والصــورة أثـ ًـرا فــي ذهنــي‪ ،‬ال ســبيل إلــى محــوه‪ ،‬وقلــت فــي‬
‫نفســي‪« :‬ههنــا مثــل يحســن بــك أن تقتــدي بــه»‪ ،‬إن نــدب الوالديــن األليــم لوفــاة (شــرافانا) ال‬
‫يــزال طر ًّيــا فــي ذاكرتــي‪ ،‬لقــد حــرك اللحــن الرقيــق عواطفــي‪ ،‬فعزفتــه علــى «كونســيرتينا» كان‬
‫أبــي قــد اشــتراها لــي‪.‬‬

‫وكانــت ثمــة حادثــة مماثلــة تتصــل بمســرحية أخــرى‪ ،‬فحوالــي ذلــك الوقــت تما ًمــا حصلــت علــى‬
‫إذن مــن والــدي يجيــز لــي أن أرى مســرحية كانــت إحــدى الفــرق المســرحية تمثلهــا‪ .‬والواقــع أن‬
‫هــذ المســرحية ‪-‬واســمها «هاريششــاندرا»‪ -‬أســرت فــؤادي‪ ،‬ومــا كان لــي أن أتعــب من مشــاهدتها‪،‬‬
‫ولكــن كــم مــرة ســوف يســمح لــي بالذهــاب؟ لقــد فرضت تلــك المســرحية نفســها علي فمشــاهدتها‬
‫ماثلــة فــي ذهنــي أبــدً ا‪ ،‬والريــب فــي أنــي قــد مثلــت لنفســي دور «هاريششــاندرا» مــرات ال تحصــى‪.‬‬
‫وكان الســؤال ا ّلــذي وجهتــه إلــى نفســي ليــل نهــار هــو «لمــاذا ال يكــون الجميــع أمنــاء مخلصيــن‬
‫مثــل (هاريششــاندرا)؟» كان ات ّبــاع الحقيقــة ومكابــدة كل مــا كابــده (هاريششــاندرا) مــن محــن همــا‬
‫المثــل األعلــى األوحــد ا ّلــذي أوحــت بــه إلــي‪ .‬لقــد آمنــت بقصــة (هاريششــاندرا) بــكل مــا فــي‬
‫كلمــة اإليمــان مــن معنــى حرفــي‪ ،‬وكثيـ ًـرا مــا دعانــي التفكيــر إلــى البــكاء‪ .‬إن حصافتــي تنبئــي اليــوم‬
‫أن (هاريششــاندرا) اليمكــن أن يكــون شــخصية تاريخيــة‪ ،‬ومــع ذلــك فــكل مــن (هاريششــاندرا)‬
‫و(شــرافانا) حقيقــة حيــة عنــدي‪ ،‬وأنــا واثــق مــن أن عواطفــي ســوف تســتثار‪ ،‬كشــأنها مــن قبــل‪ ،‬إذا‬
‫مــا ُقــدر لــي أن أقــرأ اليــوم هاتيــن المســرحيتين كـ ّـر ًة أخــرى‪.‬‬

‫‪110‬‬ ‫حقوق الطبع © محفوظة لوزارة التربية والتعليم – دولة اإلمارات العربية المتحدة‬
‫ةّيبدألا ُصوصّنلا ‪ -‬الحّرلاو ِريّسلا ُبدأ‬

‫رحلة إىل شمال إفريقيا ‪ -‬القنطرة‬


‫(أندريه جيد)‬

‫أخيـ ًـرا انفرجــت الصخــرة ا ّلتــي كانــت تمتــد إلــى جانبنــا منــذ الصبــاح‪ ،‬هــا هــو البــاب‪ ،‬اقتحمنــاه‪ ،‬إنــه‬
‫الليــل‪ ،‬نمشــي فــي الظــل‪ ،‬ظهــر اكتمــال النهــار ا ّلــذي انتهــى‪ .‬جمــال البلــد المرغــوب‪ .‬مــن أجــل أي‬
‫افتتــان وســكون ســتصدر عنــك اآله! امتــدادك تحــت الضــوء الذهبــي الدافــئ‪.‬‬

‫توقفنا‪ ،‬انتظرنا‪ ،‬نظرنا‪.‬‬

‫ظهر عالم مختلف‪ ،‬غريب‪ ،‬ثابت‪ ،‬هادئ‪ ،‬وال لون‪ ،‬أسعيد هو؟ ال‪ ،‬أحزي ٌن؟ ال‪ ،‬إنه هادئ‪.‬‬

‫اقتربنــا بحــذر‪ ،‬كمــا لــو وســط مــاء دافــئ ومضطــرب تحــت فــيء النخيــل‪ ،‬وخطــوة بعــد خطــوة بدأنــا‬
‫نقتــرب‪ ..‬صــوت نــاي‪ ،‬حركــة بيضــاء‪ ،‬مــاء يهمــس بلطــف‪ ،‬ضحــك أطفــال قــرب المــاء‪ُ ،‬ثـ َّ‬
‫ـم ال‬
‫شــيء‪ ،‬ال قلــق‪ ،‬وال فكــرة‪ ،‬ليــس ح ّتــى هــدو ًءا‪ :‬هنــا ال شــي يتحــرك‪ ،‬إنــه عالــم فاتــن فــي مــاذا كنــت‬
‫أرغــب إلــى حــدود هــذا اليــوم؟ مــاذا كان يقلقنــي؟‬

‫جــاء الليــل‪ ،‬الماشــية أوت‪ ،‬مــا كنــا نظنــه هــدو ًءا‪ ،‬لــم يمكــن ســوى إســبات وفتــور‪ .‬وفــي لحظــة‬
‫أرادت الواحــة‪ ،‬وهــي مندهشــة ومرتجفــة‪ ،‬أن تعيــش‪.‬‬

‫هبــوب خفيــف جــدً ا‪ ،‬المــس النخيــل‪ .‬دخــان أزرق يتصاعــد مــن البيــوت الطينيــة جميعهــا فيمــأ‬
‫بالضبــاب القريــة التــي ‪-‬عندمــا تدخــل الماشــية‪ -‬تخلــد إلــى النــوم‪ ،‬وتغــوص فــي ليــل هــادئ شــبيه‬
‫بالمــوت‪.‬‬

‫كــم تمتــد الحيــاة المتواصلــة‪ ،‬الشــيخ يمــوت بــا ضجيــج‪ ،‬والطفــل يكبــر بــا رجــة‪ ،‬القريــة تبقــى‬
‫كمــا هــي‪ ،‬حيــث ال وجــود لكائــن متشــوق إلــى األفضــل‪ ،‬ويأتــي بشــيء جديــد بعــد بعــض الكــد‪.‬‬

‫قريــة بأزقــة ضيقــة‪ ،‬بــا تــرف‪ ،‬هنــا يدفــع الفقــر إلــى معرفــة نفســه‪ ،‬الــكل يأخــذ قســطه مــن الراحــة‪،‬‬
‫ويبتســم بســعادة بســيطة‪ ،‬العمــل البســيط فــي الحقــول‪ ،‬هــذا هــو العصــر الذهبــي! ُثـ َّ‬
‫ـم علــى ُخطــا‬
‫األبــواب‪ ،‬يســتولي الليــل بأغانيــه وحكايــاه علــى متعــة المســاء البطــيء‪.‬‬

‫مــن بيــن كل المقاهــي ذات الطابــع (المورســكي)‪ ،‬اختــرت األكثــر انــزواء‪ ،‬واألكثــر عتمــة‪ ،‬مــا ا ّلــذي‬
‫جذبنــي إليهــا؟ ال شــيء‪ ،‬الظــل‪ ،‬الشــكل‪ ،‬الليــن الممتــد‪ ،‬الغنــاء وأال تكــون مرئ ًيــا مــن الخــارج‪،‬‬

‫حقوق الطبع © محفوظة لوزارة التربية والتعليم – دولة اإلمارات العربية المتحدة‬ ‫‪111‬‬
‫كتاب النصوص للصف ال ّتاسع‬

‫إحساســا بأنــك مهاجــر ســري‪ .‬أدخــل بــدون إحــداث ضجــة‪ ،‬أجلــس بســرعة‪،‬‬ ‫ً‬ ‫الشــيء ا ّلــذي يو ّلــد‬
‫ولكــي ال أخـ ّـل بنظــام األشــياء‪ ،‬أتظاهــر بأننــي أقــرأ‪ ،‬وأبقــى أنتظــر‪ ...‬لكــن ال شــيء‪ ،‬عجــوز ينــام فــي‬
‫الزاويــة‪ ،‬وآخــر يغنــي بصــوت خفيــض جــدً ا تحــت أحــد المقاعــد‪ ،‬كلــب يقضــم عظمــة‪ ،‬والطفــل‬
‫ا ّلــذي يعمــل بالمقهــى‪ ،‬يقــف قــرب الموقــد‪ ،‬ويحــرك الرمــاد بح ًثــا عــن بعــض الجمــر لتدفئــة قهوتــي‬
‫المــرة‪ ،‬الزمــن ا ّلــذي ينســاب ليــس لــه ســاعات‪ ،‬لكــن بمــا أن كل واحــد يعيــش فــي عطالــة تامــة‪ ،‬فــإن‬
‫الملــل هنــا يصبــح مسـ ً‬
‫ـتحيل‪.‬‬

‫مــاذا كنــت أريــد إلــى حــدود هــذا اليــوم؟ لمــاذا أغتــم؟ أوه! لكنــي اآلن أعــرف‪ ،‬خــارج الزمــن‪،‬‬
‫الحديقــة ا ّلتــي يســتريح فيهــا الزمــن بلــد مغلــق‪ ،‬هــادئ‪ ،‬شــبيه بمنطقــة (أركادي ‪)!...Arcadie‬‬
‫لقــد عثــرت علــى مــكان الراحــة‪.‬‬

‫هنــا الســلوك الالمبالــي يقطــف كل لحظــة بــا مالحقــة‪ ،‬اللحظــة تكــرر نفســها دون كلــل‪ ،‬الســاعة‬
‫تعيــد الســاعة‪ ،‬واليــوم يكــرر اليــوم‪.‬‬

‫ثغــاء القطيــع فــي الليــل‪ ،‬غنــاء القصابــات المتمــوج تحــت النخيــل‪ ،‬هديــل طائــر الورشــان‬
‫الالمتناهــي‪ ،‬أيتهــا الطبيعــة ا ّلتــي بــا هــدف‪ ،‬بــا حــداد‪ ،‬بــا تغيــر‪ ،‬عندمــا تبتســمين هكــذا فــي وجــه‬
‫أكثــر ّ‬
‫الشــعراء عذوبــة‪ ،‬فإنــك ‪-‬فــي عينــي الورعــة‪ -‬تبتســمين لــي‪...‬‬

‫رأيــت فــي الليلــة المــاء المحبــوس ينتشــر‪ ،‬يرطــب الحديقــة ليــروي عطــش النباتــات‪ ،‬طفـ ًـا أســود‬
‫البشــرة‪ ،‬حافــي القدميــن داخــل المســقى‪ ،‬يوجــه حســب رغبتــه الــري الموجــه بطريقــة جيــدة‪ ،‬يفتــح‬
‫أو يغلــق فــي الطيــن ســدو ًدا صغيــرة‪ ،‬كل ســد يصــب المــاء عنــد كل شــجرة معنيــة‪ ،‬علــى الجــذع‬
‫‪-‬تحديــدً ا‪ -‬رأيــت هــذا المــاء يصعــد مــن الحفــر المتشــققة مثقـ ًـا بالتــراب‪ ،‬داف ًئــا‪ ،‬ويعطيــه شــعاع‬
‫الشــمس لو ًنــا أصفــر‪ ،‬وفــي األخيــر يأتــي المــاء الفائــض بغــزارة مــن كل الجهــات‪ ،‬ليغمــر ســيقان‬
‫الشــعير‪.‬‬

‫‪112‬‬ ‫حقوق الطبع © محفوظة لوزارة التربية والتعليم – دولة اإلمارات العربية المتحدة‬
‫الرأي‬
‫نصوص ّ‬
‫ُ‬

‫‪113‬‬
‫كتاب النصوص للصف ال ّتاسع‬

‫‪114‬‬
‫قاالت‬
‫ُ‬ ‫امل‬
‫َ‬

‫‪115‬‬
‫كتاب النصوص للصف ال ّتاسع‬

‫‪116‬‬
‫يأّرلا ُصوصن ‪ -‬الا قَملا‬

‫املقالة‬
‫ُ‬

‫المقالــة هــي قطعــة نثريــة ذات طــول معتــدل‪ ،‬يتنــاول فيهــا الكاتــب بعــض القضايــا الخاصــة أو‬
‫ـوص الـ ّـرأي؛ ألنهــا‬
‫العامــة مــن وجهــة نظــره الخاصــة‪ ،‬ولذلــك تصنّــف المقالــة علــى أنهــا مــن نصـ ُ‬
‫فــي الغالــب تع ّبــر عــن رأي كاتبهــا فــي الموضــوع ا ّلــذي يتناولــه بالكتابــة‪.‬‬

‫ـذورا موغلــة في القدم فــي اآلداب‬ ‫وعلــى الرغــم مــن ّ‬


‫أن المقالــة نــوع حديــث مــن الكتابــة‪ ،‬إال أن له بـ ً‬
‫القديمــة‪ .‬وقــد ظهــرت بــذور المقالــة فــي األدب العربــي منــذ القــرن الثانــي للهجــرة فــي الرســائل‬
‫األدب ّيــة‪ ،‬ومــا تحويــه مــن موضوعــات مثــل اإلخوانيــات‪ ،‬ومــا تتضمنــه مــن مناظــرات ومســامرات‬
‫تفــرد بهــا الشــعر‪ ،‬كالغــزل والمديــح والهجــاء والفخــر والوصــف‪ ،‬رغــم‬
‫وموضوعــات أخــرى‪ّ ،‬‬
‫األســلوب اإلنشــائي والصنعــة اللفظيــة‪ .‬وتعــدّ رســالة «صفــة اإلمــام العــادل» للحســن البصــري‬
‫ا ّلتــي كتبهــا إلــى الخليفــة عمــر بــن عبــد العزيــز‪ ،‬بطلـ ٍ‬
‫ـب منــه واص ًفــا فيهــا اإلمــام (الخليفــة) العــادل‬
‫مثـ ًـا جيــدً ا علــى المقالــة األخالقيــة الوعظيــة‪.‬‬

‫أ ّمــا المقالــة فــي العصــر الحديــث فقــد ارتبطــت بظهــور الصحافــة‪ ،‬ونشــأت فــي حضنهــا‪ ،‬وقــد ذكــر‬
‫محمــود نجــم للمقالــة أربعــة أطــوار‪ ،‬هــي‪:‬‬

‫الطــور األول‪ :‬يضــم ُكتَّــاب الصحــف الرســمية‪ ،‬مثــل رفاعــة رافــع الطهطــاوي‪ ،‬وميخائيــل عبــد‬
‫الســيد‪ ،‬وعبــد ال ّلــه أبــو الســعود‪ ،‬ومحمــد أنســي‪ ،‬وتمتــدّ ح ّتــى الثــورة العرابية‪ .‬وقــد نشــروا مقاالتهم‬
‫فــي «الوقائــع المصريــة» و«وادي النيــل» و«الوطــن» و«روضــة األخبــار» و«مــرآة الشــرق»‪ ،‬وتناولــوا‬
‫المواضيــع السياســية‪ ،‬وتميــز أســلوبهم بكثــرة اســتخدام المحســنات البديعيــة والزخــرف اللفظــي‪.‬‬

‫الطــور الثانــي‪ :‬تأثــر بنشــأة الحــزب الوطنــي األول‪ ،‬وبــروح الثــورة ا ّلتــي ســبقت الحركــة ال ُعرابيــة‪،‬‬
‫دورا كبيـ ًـرا فــي تطويــر المقالــة‪ .‬مــن أبــرز‬
‫وباألدبــاء الســوريين الذيــن اســتقروا فــي مصــر‪ ،‬ولعبــوا ً‬
‫ُك َّتــاب هــذا الطــور‪ :‬أديــب إســحق‪ ،‬وســليم النقــاش‪ ،‬وســعيد البســتاني‪ ،‬وعبــد ال ّلــه نديــم‪ ،‬ومحمــد‬
‫عبــده‪ ،‬وإبراهيــم المويلحــي‪ ،‬ومحمــد عثمــان جــال‪ ،‬وعبــد الرحمــن الكواكبــي‪ ،‬وبشــارة تقــا‪.‬‬
‫ومــن أهــم الصحــف ا ّلتــي كتبــوا فيهــا نذكــر «األهــرام» و«مصــر» و«الفــاح» و«الحقــوق»‪ ،‬وقــد‬
‫تناولــت مقاالتهــم مواضيــع اجتماعيــة‪ ،‬وقــد تحللــت مــن الصنعــة اللفظيــة‪.‬‬

‫حقوق الطبع © محفوظة لوزارة التربية والتعليم – دولة اإلمارات العربية المتحدة‬ ‫‪117‬‬
‫كتاب النصوص للصف ال ّتاسع‬

‫الطــور الثالــث‪ :‬ظهــرت فــي هــذا الطــور مدرســة صحفيــة حديثــة‪ ،‬نشــأت فــي عهــد االحتــال‬
‫االنكليــزي لمصــر‪ ،‬مــن أبــرز روادهــا‪ :‬علــي يوســف‪ ،‬ومصطفــى كامــل‪ ،‬وعبــد العزيــز جاويــش‪،‬‬
‫وولــي الديــن يكــن‪ ،‬وســليم ســركيس‪ ،‬ومحمــد رشــيد رضــا‪ ،‬وخليــل مطــران‪ ،‬وأحمــد لطفــي‬
‫الســيد‪ ،‬كمــا ظهــرت صحــف ناطقــة باســم أحــزاب سياســية‪ ،‬فــكان الزعيــم مصطفــى كامــل الناطــق‬
‫باســم الحــزب الوطنــي ينشــر مقاالتــه فــي جريــدة «اللــواء»‪ ،‬وكان أحمــد لطفــي الســيد يمثــل حــزب‬
‫األمــة‪ ،‬وينشــر مقاالتــه السياســية والفكريــة فــي جريــدة «الجريــدة»‪.‬‬

‫الطــور الرابــع‪ :‬المدرســة الحديثــة ا ّلتــي تبــدأ بالحــرب العالميــة األولــى وبأحــداث ثــورة ‪1919‬‬
‫المصريــة‪ ،‬وقــد ظهــرت فــي هــذه الفتــرة صحــف تركــت أثرهــا فــي كتابــة المقالــة مثــل جريــدة‬
‫«الســفور» لعبــد الحميــد حمــدي‪ ،‬و«االســتقالل» لمحمــود عزمــي‪ ،‬وقــد شــارك فــي تحريرهــا‬
‫طــه حســين‪ ،‬وجريــدة «السياســة» لمحمــد حســين هيــكل‪ ،‬وكانــت ناطقــة باســم حــزب األحــرار‬
‫الدســتوريين‪ ،‬وجريــدة «البــاغ» لعبــد القــادر حمــزة‪ ،‬وجريــدة «األســبوع» إلبراهيــم عبــد القــادر‬
‫المازنــي‪ ،‬وقــد تناولــت المقالــة فــي هــذا الطــور مواضيــع سياســية‪ ،‬وتميــز أســلوبها بالوضــوح‬
‫والدقــة‪.‬‬

‫وواضــح ّ‬
‫أن هــذه األطــوار تر ّكــز علــى تطــور المقالــة فــي مصــر‪ ،‬وقــد أشــار محمــود نجــم نفســه إلــى‬
‫ـورا مــن المقالــة فــي مصــر‪.‬‬ ‫ّ‬
‫أن المقالــة الصحفيــة فــي لبنــان كانــت أســرع تطـ ً‬
‫ومنــذ ذلــك الوقــت قطعــت المقالــة‪ ،‬علــى اختــاف أنواعهــا‪ ،‬شــو ًطا كبيـ ًـرا‪ ،‬فصــار لــكل بلــد ُكتَّابــه‪،‬‬
‫وتنوعــت موضوعــات المقالــة‪ ،‬وقضاياهــا‪ ،‬وتطــورت أســاليبها‪ ،‬وصــارت المقالــة مــن أكثر أشــكال‬
‫ّ‬
‫ـارا‪.‬‬
‫الكتابــة شــيو ًعا وانتشـ ً‬
‫أن لكتابــة المقالــة أصـ ً‬
‫ـول يلتــزم بهــا ال ُك ّتــاب‪ ،‬منهــا‪ :‬تحـ ّـري الدقــة فــي نقــل المعلومــات‪،‬‬ ‫ـك ّ‬
‫وال شـ ّ‬
‫والموضوعيــة فــي عــرض وجهــات النظــر‪ ،‬والصــدق والعدالــة‪ ،‬وعــدم التح ّيــز‪ ،‬واللغــة الســليمة‬
‫المشــرقة الواضحــة‪.‬‬

‫‪118‬‬ ‫حقوق الطبع © محفوظة لوزارة التربية والتعليم – دولة اإلمارات العربية المتحدة‬
‫يأّرلا ُصوصن ‪ -‬الا قَملا‬

‫*‬
‫داء‬ ‫إشارات يُ ْر ِس ُلها ُّ‬
‫الش َه ُ‬ ‫ٌ‬
‫الدكتورة فاطمة الصايغ‬

‫ـوف تكـ ُ‬
‫ـون مغايــرةً‪ .‬ففــي هــذا العــا ِم تعــو ُد ذكــرى‬ ‫الراب ـ ِع واألربعي ـ َن سـ َ‬ ‫ِ‬
‫ـي ّ‬‫احتفاالتُنــا بيومنــا الوطنـ ِّ‬
‫بعضهــا عر َفهــا‪ ،‬وعركَهــا‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ـت فــي نفـ ِ‬
‫ـم عــدّ ةٌ‪ُ ،‬‬
‫ـوس أبنــاء االتّحــاد قيـ ٌ‬ ‫تكر َسـ ْ‬ ‫ال ّثانــي مــن ديسـ َ‬
‫ـمبر وقــد ّ‬
‫ـي‪.‬‬ ‫اآلن عــن قـ ٍ‬‫ف َ‬ ‫بمعناهــا العفــوي البسـ ِ‬
‫ـي والفعلـ ِّ‬
‫ـرب بمعناهــا الواقعـ ِّ‬ ‫ـض اآلخـ ُـر يتعـ ّـر ُ‬
‫ـيط‪ ،‬والبعـ ُ‬ ‫ِّ‬
‫الشـ ِ‬‫ـع ذكــرى يــو ِم ّ‬
‫ـهيد؛ وهــو اليــو ُم ‪ 30‬مــن نوفمبـ َـر‪،‬‬ ‫ـب مـ َ‬‫ـي هــذا العــا ُم تتواكـ ُ‬‫ذكــرى اليــو ِم الوطنـ ِّ‬
‫ـارات لذكــرى جمي ـ ِع شـ ِ‬
‫ـهدائنا‪ .‬أعيا ُدنــا الوطن ّي ـ ُة تعــو ُد هــذا العــا َم‬ ‫خص َص ْت ـ ُه اإلمـ ُ‬‫وهــو اليــو ُم ا ّلــذي ّ‬
‫ِ‬
‫ّضحيــة‬ ‫والرغبــ ُة فــي الت‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ٌ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫للوطــن واالنتمــاء لــه‪ّ ،‬‬ ‫الــوالء‬ ‫أكبــر مــ َن‬
‫مخــزون ُ‬ ‫اإلمــارات‬ ‫أبنــاء‬ ‫ولــدى‬
‫ألجلـ ِـه‪.‬‬
‫ِ‬

‫ـاد وتقدي ِم أو ِل شـ ٍ‬
‫ـهيد‪:‬‬ ‫ـبيله منـ ُـذ قيــا ِم االتّحـ ِ‬ ‫ِ‬
‫بأرواحهــم في سـ ِ‬ ‫ضحــوا‬ ‫ِ‬ ‫ـرف تاريـ ُ‬
‫ّ‬ ‫ـخ اإلمــارات شــهدا َء َّ‬ ‫عـ َ‬
‫ـيط لقـ ّـو ٍة‬
‫ـاحه البسـ ِ‬
‫ـاذج البطولـ ِـة عندَ مــا تصــدّ ى بسـ ِ‬ ‫أروع نمـ ِ‬
‫ـرب َ‬ ‫ـالم ســهيل خميــس ا ّلــذي ضـ َ‬ ‫هــو سـ ُ‬
‫ـب الكُبــرى‪ ،‬وظـ َّـل‬ ‫أرضـ ِـه ووطنِـ ِـه فــي جزيـ ِ‬
‫ـرة ُطنْـ ِ‬ ‫ـروت‪ ،‬وهــو يدافــع عــن ِ‬ ‫ـش والجبـ ُ‬ ‫قوا ُمهــا البطـ ُ‬
‫ُ‬
‫ِ‬
‫اإلمــارات‪ ،‬وذلــك يــو ُم ‪30‬‬ ‫ِ‬
‫دولــة‬ ‫ِ‬
‫تاريــخ‬ ‫ٍ‬
‫شــهيد فــي‬ ‫ســقط َأ َّو َل‬
‫َ‬ ‫أرض ِ‬
‫ــه حتّــى‬ ‫مراب ًطــا يدافــع عــن ِ‬
‫ُ‬
‫نوفمبــر ‪.1971‬‬

‫ـارات ُث ّلـ ًة أخــرى‬ ‫أن قدَّ مـ ِ‬ ‫ـخ يومــا ّ ِ‬


‫ـت اإلمـ ُ‬ ‫خاصـ ًة بعــدَ ْ َ‬
‫للشــهيد‪ّ ،‬‬ ‫ـار ذلــك التّاريـ ِ ً‬ ‫ـم اختيـ ُ‬ ‫ـرو ْ‬
‫أن يتـ َّ‬ ‫فــا غـ َ‬
‫ـارات هــذا العــا َم‬ ‫ِ‬
‫مــن شــبابِها شــهداء ومدافعي ـن عــن قي ـ ِم المواطنـ ِـة واالنتمــاء‪ .‬فقــد دخ َلـ ِ‬
‫ـت اإلمـ ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ـف ا ّلــذي يش ـ ُّن ح ّتــى هــذه‬ ‫ِ‬
‫الشــرع ّية فــي اليمـ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ـن‪ ،‬هــذا التّحالـ ُ‬ ‫ـي إلعــادة ّ‬ ‫طر ًفــا فــي التّحالــف العربـ ِّ‬
‫ـن ضــدَّ المتمردي ـ َن ا ّلذيــن اغتصبــوا ّ‬
‫الشــرع ّي َة‪.‬‬ ‫ضروســا فــي اليمـ ِ‬ ‫ال ّلحظـ ِ‬
‫ـات حر ًبــا‬
‫ً‬ ‫َ‬
‫ـارات قويـ ًة ومتعــدّ د ًة للعديـ ِـد مـن األطـ ِ‬
‫ـراف‪،‬‬ ‫ـوف ترسـ ُـل إشـ ٍ‬ ‫ـهيد هــذا العــا َم سـ َ‬ ‫الشـ ِ‬ ‫احتفاالتُنــا بيــو ِم ّ‬
‫َ‬ ‫ّ‬
‫ـن أو االعتـ ِ‬
‫ـهم التّفكيـ َـر فــي خيانـ ِـة الوطـ ِ‬ ‫ِ‬
‫ـداء علــى‬ ‫أولــى تلــك اإلشــارات ل ّلذيــن ت َُسـ ِّـو ُل لهــم ُ‬
‫أنفسـ ُ‬
‫عرضـ ِـه َأ ْو تهديـ ِـد القي ـ ِم الحضار ّيـ ِـة ا ّلتــي يقــو ُم عليهــا‪.‬‬
‫ِ‬

‫بــأن دولــ َة‬ ‫ِ‬


‫للمواطــن والمقيــ ِم َّ‬ ‫أرض هــذه الدّ ِ‬
‫ولــة‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬
‫شــخص مقيــ ٍم علــى‬ ‫إنّهــا إشــار ٌة قو ّيــ ٌة ِّ‬
‫لــكل‬
‫ـات‬‫تاريخهــا‪ ،‬وتفتــح صفحـ ًة جديــد ًة مســتمدّ ًة مــن تضحيـ ِ‬
‫ِ‬ ‫ـارات تدخـ ُـل َ‬
‫اآلن عصـ ًـرا جديــدً ا فــي‬ ‫اإلمـ ِ‬
‫ُ‬

‫*)جريدة البيان‪ 15 :‬نوفمبر ‪.2015‬‬

‫حقوق الطبع © محفوظة لوزارة التربية والتعليم – دولة اإلمارات العربية المتحدة‬ ‫‪119‬‬
‫كتاب النصوص للصف ال ّتاسع‬

‫ـبيل العـ ّـز ِة والقيـ ِم اإليجاب ّيـ ِـة ا ّلتــي قــا َم عليهــا هــذا الوطـ ُن‪.‬‬ ‫كل قطـ ِ‬
‫ـرة َد ٍم ُأري َقـ ْ‬
‫ـت فــي سـ ِ‬ ‫ِ‬
‫أبنائهــا‪ ،‬ومــن ِّ‬

‫ـف الوطن ّيـ ِـة بي ـ َن‬ ‫ـارات مــا يختــص بال ُّلحمـ ِـة االجتماعيـ ِـة‪ ،‬وتوحـ ِـد الــرؤى والمواقـ ِ‬
‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ُّ‬
‫ثانــي تلــك اإلشـ ِ‬
‫ـم ا ّلتــي قــد تظهـ ُـر بيـ َن ال َف ْينَـ ِـة‬ ‫أبنـ ِ‬
‫ـاء الوطـ ِ‬
‫ـن مــن أقصــاه إلــى أقصــاه قيــاد ًة وشــع ًبا‪ ،‬وهــذا يفنّــدُ المزاعـ َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫تخصنــا جمي ًعــا‪.‬‬‫واألخــرى عــن اختــاف المواقــف تجــا َه القضايــا المصير ّيــة والكبــرى ا ّلتــي ُّ‬
‫ٍ‬ ‫ووجـ َه بوصلتَنــا تجــا َه قضيـ ٍـة‬
‫واحدة؛‬ ‫ووحــدَ مواق َفنــا‪ ،‬ولــم يفر ْقهــا‪ّ ،‬‬ ‫يفر ْقنــا‪ّ ،‬‬
‫وحدَ نــا ولــم ّ‬
‫ـدث ّ‬‫فمــا حـ َ‬
‫ـي ال تتجـ ّـز ُأ أبــدً ا‪.‬‬
‫ـن القومـ ِّ‬ ‫ـن وطنِنــا‪ّ ،‬‬
‫وأن قض ّيـ َة األمـ ِ‬ ‫أن أمنَنــا مــن أمـ ِ‬
‫وهــي َّ‬

‫ـباب بالتّحديـ ِـد‪،‬‬


‫الشـ ِ‬
‫ـل ّ‬ ‫ـوالء واالنتمـ ِ‬
‫ـاء للوطـ ِ‬
‫ـن بي ـ َن جيـ ِ‬ ‫ـارات مــا يتع ّلـ ُـق بتعميـ ِـق الـ ِ‬
‫ـث تلــك اإلشـ ِ‬ ‫ثالـ ُ‬
‫ٍ‬ ‫ســقوط ّأو ِل‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫شــهيد‪ ،‬ولكنّــه‬ ‫َ‬ ‫األو َل لالتّحــاد‪ْ ،‬‬
‫ولــم يشــهدْ‬ ‫يحضــر البنــا َء ّ‬ ‫الجيــل ا ّلــذي لــم‬
‫ُ‬ ‫ذلــك‬
‫ـباب اإلمـ ِ‬
‫ـارات‬ ‫ـقوط ث ّلـ ٍـة مــن شـ ِ‬ ‫بالتّحديـ ِـد شــهدَ ارتفــاع َع َلـ ِم اإلمـ ِ‬
‫ـارات عال ًيــا بيـ َن األُمـ ِم‪ ،‬وشــهدَ سـ َ‬ ‫َ‬
‫ـارات الحضار ّيـ ِـة وواجباتِهــا القوم ّيـ ِـة‪.‬‬
‫دفا ًعــا عــن قي ـ ِم اإلمـ ِ‬

‫بملذاتِهــا‬
‫ــه الحيــا ُة ّ‬ ‫اإلمــارات ورفاهيتِهــا لــم ُت ْل ِه ِ‬
‫ّ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫رفــاه‬ ‫وافــرا ِمــ ْن‬
‫ً‬ ‫نــال ح ًّظــا‬‫ــباب ا ّلــذي َ‬‫الش ُ‬‫هــذا ّ‬
‫ـداث األخيــر ُة لتخلـ َـق منــه شــبا ًبا واع ًيــا‬ ‫ِ‬
‫وانتمائــه لهــا‪ ،‬بـ ْـل عر َك ْت ـ ُه األحـ ُ‬ ‫والئــه لوطنِــه‬
‫الماديـ ِـة عــن ِ‬
‫ّ‬
‫ـن اإلمـ ِ‬
‫ـارات‪،‬‬ ‫ـل أمـ ِ‬
‫ـات مــن أجـ ِ‬ ‫ـارات مــن تضحيـ ٍ‬ ‫ِ‬ ‫لـ ِ‬
‫ـدوره فــي بنــاء الوطـ ِ‬
‫ـن‪ ،‬وواع ًيــا لمــا تقــو ُم بــه اإلمـ ُ‬
‫ـج ٍّ‬
‫ككل‪.‬‬ ‫ـن منطقـ ِـة الخليـ ِ‬
‫وأمـ ِ‬

‫ٍ‬
‫مواطن‬ ‫ـارات قو ّي ٍة لـ ِّ‬
‫ـكل‬ ‫ـال إشـ ٍ‬‫ـون يوم ًّيــا بإرسـ ِ‬‫إن شــهدا َءنا ا ّلذيــن ســقطوا دفا ًعــا عــن مكتســباتِنا يقومـ َ‬ ‫َّ‬
‫ـارا وطن ًيــا‬ ‫ـكل جنــدي اختـ َّ ِ‬ ‫ـارات فخـ ٍـر وتقديـ ٍـر لـ ِّ‬ ‫أرض هــذه الدّ ولـ ِـة‪ ،‬إشـ ِ‬‫ِ‬ ‫ومقي ـ ٍم علــى‬
‫ـط لنفســه مسـ ً‬ ‫ٍّ‬
‫ٍ‬
‫وإشــارات‬ ‫خــط الن ِ‬
‫ّــار‪،‬‬ ‫يزالــون علــى ِّ‬
‫َ‬ ‫ِ‬
‫البواســل ا ّلذيــ َن ال‬ ‫ِ‬
‫بجنودنــا‬ ‫واعتــزازا‬
‫ً‬ ‫فخــرا‬ ‫يملؤنــا جمي ًعــا‬‫ُ‬
‫ً‬
‫إعالؤهــا‪ ،‬ووال ٌء للوطـ ِ‬ ‫ٍ‬ ‫لشــبابِنا بـ َّ‬
‫ـاره‪.‬‬ ‫ـب إظهـ ُ‬‫ـن يجـ ُ‬ ‫ُ‬ ‫ـب‬‫ـم يجـ ُ‬ ‫رفاهــا وملـ ّـذات‪ ،‬بـ ْـل قيـ ٌ‬
‫ـت ً‬ ‫ليسـ ْ‬
‫ـأن الحيــا َة َ‬
‫ـن َأ ْو خيانتِـ ِـه‬
‫ـن الوطـ ِ‬
‫ـث بأمـ ِ‬ ‫ـكل َمـ ْن ت َُسـ ِّـو ُل لــه ُ‬
‫نفسـ ُه العبـ َ‬ ‫ـلون إشـ ٍ‬
‫ـارات قو ّيـ ًة لـ ِّ‬ ‫أن شــهدا َءنا يرسـ َ‬ ‫كمــا َّ‬
‫ـض مـن اإلشـ ِ‬ ‫ِ‬
‫ـهداؤنا ونســتقب ُلها‬‫ـارات ا ّلتــي يرسـ ُلها شـ ُ‬ ‫َ‬ ‫َأ ْو التّفكيـ ِـر فــي االعتــداء عليـ ِـه‪ .‬تلــك هــي بعـ ٌ‬
‫ـكل فخـ ٍـر واعتـ ٍ‬
‫ـزاز وتقديـ ٍـر‪.‬‬ ‫نحـ ُن بـ ِّ‬
‫ـوف تظـ ُّـل فــي ذاكرتِنــا وذاكـ ِ‬
‫ـرة األجيـ ِ‬ ‫الشـ ِ‬ ‫ـي ويــو ِم ّ‬ ‫ِ‬ ‫َّ‬
‫ـال‬ ‫ـهيد هــذا العــا َم سـ َ‬ ‫إن احتفاالتنــا باليــو ِم الوطنـ ِّ‬
‫للشـ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬
‫ـهيد‪ ،‬ولكـ ْن‬ ‫ـص فيهــا يو ًمــا ّ‬ ‫ـس لكونهــا المـ ّـر َة األولــى ا ّلتــي ن ّ‬
‫ُخصـ ُ‬ ‫الجديــدة لفتــرة طويلــة ُمقبلــة ليـ َ‬
‫توحدانِنــا‬ ‫ِ‬
‫مناســبتين ِّ‬ ‫غاليتيــن علــى قلوبِنــا‪،‬‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫مناســبتين‬ ‫المــر َة األولــى ا ّلتــي نحتضــ ُن فيهــا‬‫ّ‬ ‫لكونِهــا‬

‫‪120‬‬ ‫حقوق الطبع © محفوظة لوزارة التربية والتعليم – دولة اإلمارات العربية المتحدة‬
‫يأّرلا ُصوصن ‪ -‬الا قَملا‬

‫ـان والءنــا وحبنــا لإلمـ ِ‬


‫ـارات‪.‬‬ ‫ـان تالحمنــا الوطنــي واالجتماعــي‪ ،‬و ُت َثبتـ ِ‬
‫و ُت َثبتـ ِ‬
‫َّ‬ ‫َ‬ ‫َّ َ ِّ‬ ‫َّ‬ ‫َ‬ ‫َ ِّ‬
‫ِ‬
‫أكبادهــم فــدا ًء للوطـ ِ‬
‫ـن‪،‬‬ ‫ـذات‬ ‫الشـ ِ‬
‫ـهداء ا ّلذي ـن قدّ مــوا فلـ ِ‬ ‫أيضــا ُأ َسـ َـر ّ‬ ‫وال ننســى فــي هــذه المناسـ ِ‬
‫َ‬ ‫ـبة ً‬
‫أن أغلــى شـ ٍ‬
‫ـيء لدينــا هــو‬ ‫ونقـ ُ‬
‫ـول لهــم‪ :‬إنّنــا جمي ًعــا م َعكــم‪ ،‬نشــدُّ علــى أيديكــم‪ ،‬ونتذ ّكـ ُـر م َعكــم َّ‬
‫الوط ـ ُن‪.‬‬

‫حقوق الطبع © محفوظة لوزارة التربية والتعليم – دولة اإلمارات العربية المتحدة‬ ‫‪121‬‬
‫كتاب النصوص للصف ال ّتاسع‬

‫‪122‬‬ ‫حقوق الطبع © محفوظة لوزارة التربية والتعليم – دولة اإلمارات العربية المتحدة‬
‫يأّرلا ُصوصن ‪ -‬الا قَملا‬

‫*‬
‫عليم‬
‫ُ‬ ‫عليم ثُ َّم ال َّت‬
‫ُ‬ ‫‪ 2016‬ال َّت‬
‫د‪ .‬خالد اخلاجة‬

‫األو ِل فــي الدّ فــا ِع َع ّمــا ح ّق َقتْــ ُه دولتُنــا ِمــ ْن‬ ‫َّ‬
‫خــط الدّ فــا ِع ّ‬ ‫باعتبــار ِه‬
‫ِ‬
‫هــي‬ ‫تنضــب‪َ ،‬ب ْ‬ ‫ِ‬
‫وباعتبــاره ال ّثــرو َة الحقيق ّيــ َة ا ّلتــي ال‬ ‫ٍ‬
‫ــل َ‬ ‫ُ‬ ‫كتســبات‪،‬‬ ‫ُم‬
‫عقــل َن ّي ٍ‬
‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬
‫مــع ك ُِّل فكــرة جديــدة مــن‬
‫أي‬ ‫ــر فــي ِّ‬ ‫ال ّثــرو ُة ا ّلتــي تتجــدّ ُد َ‬
‫ِ‬ ‫ٍ‬
‫الدكتور خالد الخاجة‬ ‫بنجاحــه‬ ‫مرحلــة علــى ُس ـ ّل ِم التّعلي ـ ِم‪ ،‬كمــا أ ّنــه االسـ ُ‬
‫ـتثمار المحكــو ُم‬
‫عميد كلية اإلعالم والمعلومات‬ ‫ِ‬
‫وارتقائهــا علــى ُســ ّل ِم‬ ‫الواســع لتقــدّ ِم األمــ ِم‬ ‫البــاب‬ ‫وهــو‬ ‫حتمــا‪،‬‬
‫في جامعة عجمان‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ً‬
‫الحضــاري‪.‬‬ ‫ِ‬
‫الرفــاه‬
‫ِّ‬ ‫ّ‬
‫ذروة ســنا ِم الحضـ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ـعوب للوصـ ِ‬
‫ـارة‬ ‫ـول إلــى‬ ‫والشـ ُ‬ ‫ـم ّ‬ ‫ـابق فيــه األُ َمـ ُ‬
‫ـار ا ّلــذي تتسـ ُ‬
‫كمــا أ ّنـ ُه المضمـ ُ‬
‫دون تعليـ ٍم متيـ ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫اإلنســان ّي ِة‪ ،‬فــا حضــار َة وال تقــدّ َم َ‬
‫ـم‬‫ـن‪ ،‬وال تعليـ َ‬ ‫ـم حقيق ًّيــا َ‬ ‫دون ع ْلـ ٍم‪ ،‬وال ع ْلـ َ‬
‫ٍ‬
‫ـكالت‪،‬‬ ‫يواجه ـ ُه ِم ـ ْن ُمشـ‬ ‫وتوظيفـ ِـه فــي َحـ ِّـل مــا‬
‫ِ‬ ‫ـاة اإلنسـ ِ‬
‫ـان‪،‬‬ ‫ـدور ِه فــي حيـ ِ‬ ‫ٍ‬
‫إدراك لـ ِ‬ ‫متينًــا َ‬
‫دون‬
‫ُ‬
‫دون وضــ ِع برامــج تعليمي ٍ‬
‫ــة‬ ‫فعــل ذلــك َ‬ ‫ِ‬ ‫ويجابهــه ِمــن تَحدّ ٍ‬
‫يــات‪ ،‬وال ُقــدر َة للتّعليــ ِم علــى‬
‫ّ‬ ‫َ‬ ‫َُ ُ ُ ْ‬
‫ـت ا ّلــذي تــزوده فيـ ٍـه بالمعلومـ ِـة‪ ،‬وت ِ‬
‫ُكسـ ُب ُه المهــارةَ‪.‬‬ ‫الشــخصي ِة‪ ،‬فــي الوقـ ِ‬ ‫ِ‬
‫ـج معن ّيـ ٍـة ببنــاء ّ‬
‫َ‬ ‫ّ ُُ‬ ‫ّ‬ ‫ومناهـ َ‬
‫ـإن تَط ّلعاتــي‪َ ،‬وإِ ْن ش ـ ْئ َت الدّ ق ـ َة‪ِ ،‬م ـ ْن أمنياتــي لعــام ‪،2016‬‬
‫وألن األمـ َـر علــى هــذا النّحـ ِـو‪ ،‬فـ ّ‬
‫ّ‬
‫مراحلـ ِـه األولــى‪ ،‬قــادرا علــى تلبيـ ِـة طموحـ ِ‬‫ِ‬ ‫وبخاصـ ٍـة فــي‬ ‫أن يكـ َ‬
‫ْ‬
‫ـات‬ ‫ً‬ ‫ّ‬ ‫ـي‪،‬‬ ‫الم ْخـ َـر ُج التّعليمـ ُّ‬
‫ـون ُ‬
‫ـديد علــى طريـ ِـق االرتقـ ِ‬
‫ـاء بمنظومتِـ ِـه‪.‬‬ ‫ـيدة‪ ،‬ا ّلتــي تدفــع بزخ ـ ٍم شـ ٍ‬ ‫ـادة السياس ـي ِة الرشـ ِ‬ ‫القيـ ِ‬
‫ُ‬ ‫ّ ّ‬ ‫ّ‬
‫ـاركون بمخرجاتِهــم فــي صناعـ ِـة مسـ ِ‬
‫ـتقبل‬ ‫َ‬ ‫ـي أنّهــم يشـ‬ ‫ـون بالحقـ ِ‬
‫ـل التّعليمـ ِّ‬ ‫ُأمنياتــي َأ ْن ُيـ َ‬
‫ـدرك العاملـ َ‬
‫عملهــم‪ ،‬ومــا‬ ‫يكــون مســتوى ِ‬ ‫ُ‬ ‫ــد‪ ،‬وعلــى َقــدْ ِر ِع ْل ِمهــم‬ ‫أطفــال اليــو ِم هــم كبــار ال َغ ِ‬
‫ُ‬ ‫ُ ْ‬ ‫َ‬ ‫ِ‬
‫الوطــن‪ّ ،‬‬
‫ألن‬
‫ـارات نوع ّيـ ٍـة‪ ،‬تحــدّ ُد قيم ـ َة مــا يقدّ مو َن ـ ُه وجود َت ـ ُه‪َ ،‬و ّ‬
‫أن ال ّطفـ َـل‬ ‫ـات إنســاني ٍة ومهـ ٍ‬
‫ّ‬
‫يحملو َن ـه ِم ـن صفـ ٍ‬
‫ُ ْ‬
‫ـاف مــا يمك ُثـه مــع أفـ ِ‬ ‫ـع ُمع ِّلميـ ِـه وق ًتــا أضعـ َ‬ ‫ِِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫فــي مراحـ ِ‬
‫ـراد‬ ‫ُ َ‬ ‫ـل تع ّلمــه المختلفــة‪ ،‬يقضــي فــي مدرســته َومـ َ‬
‫ـن التّنشــئ ُة موازي ـ ًة للتّعلي ـ ِم‪.‬‬ ‫ـف ِم ـ ْن ِ‬
‫تأثيرهــم‪ ،‬فلتكـ ِ‬ ‫أســرتِ ِه‪ ،‬مــا يضاعـ ُ‬

‫ـب َأ ْن تكـ َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬


‫ـون‬ ‫ـم االتجــاه إلــى الحداثــة واســتخدا ِم التّكنولوجيــا فــي التّعلي ـ ِم‪ّ ،‬إل أ ّن ـ ُه يجـ ُ‬ ‫رغـ َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫أهميتهــا‪ّ .‬‬
‫«الشــاهدُ »‬ ‫ـم مـ ْن رصيــده علــى ّ‬ ‫ـب؛ ال تخصـ ُ‬ ‫التّكنولوجيــا ُمع ِّظمـ ًة لمــا يكتسـ ُب ُه ال ّطالـ ُ‬
‫ـط اليـ ِـد‪،‬‬
‫ـارات الكتابـ ِـة بخـ ِّ‬
‫ـت م َع ـ ُه َمهـ ُ‬ ‫ـح فــي الكتابـ ِـة ضا َعـ ْ‬‫أن االعتمــا َد علــى لوحـ ِـة المفاتيـ ِ‬ ‫ّ‬
‫*) جريدة البيان‪ 29 ،‬ديسمبر ‪.2015‬‬

‫حقوق الطبع © محفوظة لوزارة التربية والتعليم – دولة اإلمارات العربية المتحدة‬ ‫‪123‬‬
‫كتاب النصوص للصف ال ّتاسع‬

‫ـال الكتابـ ِـة‪،‬‬


‫ـوي خـ َ‬ ‫ـح ال ّلغـ ِّ‬
‫صحـ ِ‬
‫الم ّ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫الصحيحــة؛ فــي ظـ ِّـل االعتمــاد علــى ُ‬
‫ِ‬
‫ـن الكتابــة ّ‬ ‫فضـ ًـا عـ ِ‬
‫ـف َمـ َّـر بِـ ِـه‪ ،‬وتطال ُبـ ُه‬‫ـك ال ّطالــب فــي الجامعـ ِـة حيـن يقــدّ م طلبــا‪َ ،‬أو يعبــر عــن موقـ ٍ‬
‫َ ُ ُ ً ْ ُ ُّ‬ ‫َ‬ ‫وهــو مــا يربـ ُ‬
‫ـك‪.‬‬‫ـب ذلـ َ‬‫أن يكتـ َ‬ ‫ْ‬

‫العربــي ال ُيســتخدَ ُم‬ ‫َّ‬ ‫َّ‬


‫الخــط‬ ‫أن تعــو َد‪َّ ،‬‬
‫ألن‬ ‫يجــب ْ‬
‫ُ‬ ‫العربــي‪،‬‬
‫ِّ‬ ‫ِّ‬
‫بالخــط‬ ‫الخاصــ َة‬
‫ّ‬ ‫الحصــص‬
‫َ‬ ‫َّ‬
‫إن‬
‫ِ‬
‫والفنــون‬ ‫(الغرافيكــي)‬ ‫ِ‬
‫صــات التّصميــ ِم‬ ‫تخص‬ ‫فحســب‪ ،‬ولكــ َّن َمجا َلــ ُه‬ ‫ِ‬
‫ِّ‬ ‫واســع فــي ّ‬ ‫ٌ‬ ‫ْ‬ ‫للكتابــة‬
‫ـال‪ ،‬وهــذا َل ـ ْن يتأ ّتــى ّإل إذا ش ـ َعر‬ ‫ـوز ُه التّعبيـ ُـر بـ ِـه َأ ْن يــرى فيــه جمـ ً‬ ‫ـف بِ َم ـ ْن يعـ ُ‬ ‫الجميلـ ِـة‪ ،‬فكيـ َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫الواســع‬
‫ُ‬ ‫البــاب‬
‫ُ‬ ‫لــم يقــر ْأ‪ ،‬فالقــراء ُة َ‬
‫هــي‬ ‫الــب بجمــال ال ّلغــة‪ ،‬وجما ُلهــا لــ ْن يعر َفــ ُه َمــ ْن ْ‬ ‫ال ّط ُ‬
‫ِ‬ ‫وإدراك ِ‬ ‫ِ‬ ‫ـب العرب ّيـ ِـة‬ ‫ِ‬
‫ـرج‬ ‫ـم يخـ ِ‬‫حص ـ ُة المكتبــة‪ ،‬ح ّتــى َلـ ْـو َلـ ْ‬ ‫ـب َأ ْن تعــو َد ّ‬ ‫كنوزهــا‪ ،‬لــذا‪ ،‬وجـ َ‬ ‫ل ُحـ ِّ‬
‫َ‬ ‫ِ‬
‫الكتــب‪َ ،‬ف َمــ ْن يقــر ُأ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫الــب منهــا ِ‬
‫ســيقف عنــدَ‬
‫ُ‬ ‫حتمــا يو ًمــا‬‫العنــوان‪ً ،‬‬ ‫عناويــن‬ ‫قــراءة‬ ‫بغيــر‬ ‫ال ّط ُ‬
‫ليستكشــف محتــوا ُه‪ ،‬لتبــد َأ الحكايــ ُة‪.‬‬ ‫َ‬ ‫ِ‬
‫أحدهــا‬

‫ـب َأ ْن تجــدَ ُه‬ ‫ِ ِ‬ ‫ـون وحركـ ِـة النّـ ِ ِ‬ ‫ـاة والكـ ِ‬ ‫ـال فــي الحيـ ِ‬ ‫ـدرك الجمـ َ‬ ‫وألن َمـ ْن يـ ُ‬ ‫ّ‬
‫ـاس مـ ْن حولــه‪ ،‬يصعـ ُ‬
‫ـب َأ ْن ُيعــا َد االهتمــا ُم بالتّربيـ ِـة الفـــــــن ّي ِة ا ّلتــي‬
‫ب‪ ،‬لــذا‪ ،‬وجـ َ‬ ‫ـص ِ‬
‫يو ًمــا فريسـ ًة للفوضــى والتّعـــــــ ّ‬
‫قادرا‬
‫وتجعل الفــر َد ً‬ ‫ُ‬ ‫ـاس‪،‬‬
‫ـلوك‪َ ،‬و ُتن َّمــي اإلحسـ َ‬ ‫السـ َ‬ ‫وق‪ ،‬وتضبـ ُ‬
‫ـط ّ‬ ‫ـس‪َ ،‬وت َُر ّقــي الـ ّـذ َ‬
‫تُهــــ ّـذ ُب النّفـ َ‬
‫ـن اإلذاعـ ِـة المدرسـ ّي ِة‪ ،‬بمــا‬ ‫ـال خالِ ِقهــا‪ ،‬فضـ ًـا عـ ِ‬‫ـاة وتج ّلياتِهــا َو َجـ ِ‬ ‫ـن الحيـ ِ‬ ‫علــى رؤيـ ِـة محاسـ ِ‬
‫ـال والتّواصـ ِ‬ ‫ـارات االتّصـ ِ‬‫تحويـ ِـه ِمـن مــواد تُنمــي لديـ ِـه مهـ ِ‬
‫الب‪،‬‬ ‫ـف ال ّط ُ‬ ‫ـع اآلخريـ َن‪ ،‬ليكتشـ َ‬ ‫ـل مـ َ‬ ‫َ‬ ‫َّ ّ‬ ‫ْ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ـون ّإل بهــذه النّشــاطات‪.‬‬ ‫ـب لــم َي ُكـ ْن لهــا َأ ْن تكـ َ‬ ‫ٍ‬
‫ونحـ ُن م َعـ ُه‪ ،‬مهــارات ومواهـ َ‬
‫ـاء بهــا فــي العــا ِم الجديـ ِـد‪ ،‬ذلــك‬‫أن التّط ّلــع إلــى المنظومـ ِـة التّعليميـ ِـة وتمنّــي االرتقـ ِ‬ ‫والحـ ُّـق َّ‬
‫ّ‬ ‫َ‬
‫ِ‬
‫ألن األمنيــات كا ّف ـ ًة لعــا ِم ‪ ،2016‬تجــدُ أنّهــا تبــد ُأ بالتّعلي ـ ِم‪َ ،‬أ ْو تجــدُ ُه قاسـ ًـما مشــتركًا أعظـ َ‬
‫ـم‬ ‫ّ‬
‫ـن و ِقبلـ َة الباحثيـن عنــه والفاريـن ِمـن أتـ ِ‬
‫ـون‬ ‫ّ َ ْ‬ ‫َ‬ ‫ـارات واحـ َة األمـ ِ َ‬ ‫فيهــا‪َ ،‬ف َمـ ْن َيتمنّــى َأ ْن تظـ َّـل اإلمـ ُ‬
‫أن األمـ َن ّأو ًل‪ ،‬هــو مــا قا َلــه رسـ ُ‬
‫ـول‬ ‫ـك ّإل عبـ َـر تعليـ ٍم يؤ ّكــدُ َّ‬ ‫ـن‪ ،‬لـ ْن يكـ َ‬
‫ـون ذلـ َ‬ ‫ـب والمحـ ِ‬ ‫ّعصـ ِ‬‫الت ّ‬
‫ـال‪« :‬مـن بــات آمنًــا فــي ِســربِ ِه»‪ ،‬ومـن يتمنّــى َأ ْن يحف َظــه ال ّلـه ِمـن ك ُِّل ٍ‬
‫داء‪.‬‬ ‫ُ ْ‬ ‫َ َ ْ َ‬ ‫ْ‬ ‫ال ّلـ ِـه^ حيـ َن قـ َ َ ْ َ‬
‫عصرهــا‪ِ ،‬مـ ْن‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫أدوات‬ ‫ـاءات نوع ّيـ ٍـة تملـ ُ‬
‫ـك‬ ‫ـج كفـ ٍ‬ ‫ـادر علــى تخريـ ِ‬ ‫بتعليــم قـ ٍ‬
‫ـك ّإل ٍ‬ ‫ـون ذلـ َ‬‫فلـ ْن يكـ َ‬
‫الرسـ ُ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ـث والقـ ِ‬
‫ـدرة علــى االبتـ ِ‬ ‫أب البحـ ِ‬ ‫َد ِ‬
‫ـول‬ ‫ـكار‪ ،‬إدراكًا منهــا لقيمــة مــا تقــو ُم بــه‪ ،‬أل ّنـ ُه مــا قا َلـ ُه ّ‬
‫ـدان ِمـن متط ّلبـ ِ‬ ‫ـن «معا ًفــى فــي بدنِــه»‪ ،‬فعافيـ ُة األبـ ِ‬
‫ـات االســتمتا ِع بباقــي‬ ‫ْ ُ‬ ‫ـم^ بعــدَ األمـ ِ ُ‬ ‫الكريـ ُ‬
‫يجعــل أصحا َبــ ُه قادريــ َن علــى‬ ‫ُ‬ ‫يكــون ّإل ٍ‬
‫بتعليــم‬ ‫َ‬ ‫الر ْغــدةَ‪َ ،‬لــ ْن‬
‫النِّ َعــ ِم‪َ ،‬و َمــ ْن َيتمنّــى الحيــا َة ّ‬

‫‪124‬‬ ‫حقوق الطبع © محفوظة لوزارة التربية والتعليم – دولة اإلمارات العربية المتحدة‬
‫يأّرلا ُصوصن ‪ -‬الا قَملا‬

‫الكريم^‪:‬‬ ‫الرسـ ُ‬
‫ـول‬ ‫ـن الــذي لمسـه النّــاس‪ ،‬وهــو ما اختتـ ِ‬ ‫الفكـ ِـر المنجـ ِـز‪ ،‬والعمـ ِ‬
‫ـل المتقـ ِ‬
‫ُ‬ ‫ـم بــه ّ‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ ُ‬
‫يومـ ِـه»‪.‬‬
‫ـك قــو َت ِ‬ ‫ِ‬
‫« َي ْملـ ُ ْ‬
‫وجود ِه‪،‬‬
‫ِ‬ ‫ـان َأ ْن يقــوم بمتط ّلبـ ِ‬
‫ـات‬ ‫ـتطيع اإلنسـ ُ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫بهـ ِـذ ِه ال ّثالث ّيـ ِـة ال َفـ ّـذ ِة‪ :‬األمـ ِ‬
‫َ‬ ‫والصحــة والغــذاء يسـ ُ‬ ‫ـن ِّ‬
‫ِ‬
‫لتحقيقهــا‬ ‫حاضــر قــوي‪ ،‬و ِ‬
‫حاض ـ ٌن أمي ـ ٌن‬ ‫إن التّعليــم ِ‬ ‫ِ‬
‫ـأرض‪َ .‬ويقينًــا ّ‬ ‫ـار ِه لـ‬
‫ـي فلســف َة إعمـ ِ‬
‫ٌّ َ‬ ‫ٌ‬ ‫َ‬ ‫َويعـ َ‬
‫ـب‪.‬‬‫ّعصـ ِ‬ ‫ـج غيـ َـر الفقـ ِـر والمـ ِ‬
‫ـرض والت ُ‬ ‫األرض‪ ،‬فالجهـ ُـل ال ينتـ ُ‬ ‫ِ‬ ‫علــى‬

‫حقوق الطبع © محفوظة لوزارة التربية والتعليم – دولة اإلمارات العربية المتحدة‬ ‫‪125‬‬
‫كتاب النصوص للصف ال ّتاسع‬

‫‪126‬‬ ‫حقوق الطبع © محفوظة لوزارة التربية والتعليم – دولة اإلمارات العربية المتحدة‬
‫يأّرلا ُصوصن ‪ -‬الا قَملا‬

‫*‬ ‫ِ‬
‫حياة طفلةٍ‬ ‫يف‬
‫جميلة البشري‬
‫ِ‬
‫غيــرة ا َّلتــي‬ ‫ِ‬ ‫ألنطلــق راكضــ ًة إلــى َ‬ ‫ِ‬
‫ســحة ك َُّل يــو ٍم؛‬ ‫س ال ُف‬ ‫ــب َق ْــر َع َج َــر ِ‬
‫الص‬
‫تلــك الغرفــة ّ‬ ‫َ‬ ‫ْــت أتر ّق ُ‬
‫ُكن ُ‬
‫ـرة‪ ،‬ال تـ ُ‬ ‫ـئت منـ ُـذ مــدّ ٍة قصيـ ٍ‬ ‫ـت قــدْ ُأ ِ‬
‫ـوح‬
‫ـزال تفـ ُ‬ ‫نشـ ْ‬ ‫ـي جديــد ٌة كا َنـ ْ‬ ‫ـوف الدّ راس ـ ّي َة‪ ،‬وهـ َ‬‫الصفـ َ‬ ‫ـط ّ‬ ‫تتوسـ ُ‬
‫ّ‬
‫ِ‬ ‫ـب والـ ِ‬ ‫ـزج برائحـ ِـة الكُتـ ِ‬ ‫ِ‬
‫صندوقهــا‬ ‫الذاكــر ُة بِ ُحـ ٍّ‬
‫ـب فــي‬ ‫مزيجــا اختز َل ْتـ ُه ّ‬
‫ً‬ ‫ـورق‬ ‫منْهــا رائحـ ُة ال ّطــاء‪ ،‬لتمتـ َ‬
‫ال ّطفولـ ِّ‬
‫ـي إلــى اليــو ِم‪.‬‬

‫ولفــت‬
‫َ‬ ‫تمــر بجانِبــي‪،‬‬ ‫ِ‬
‫رأيــت إحــدى ال ّطالبــات ُّ‬‫ُ‬ ‫ِ‬
‫المدرســة‪ّ ،‬إل حيــ َن‬ ‫أعــرف أنّهــا مكتبــ ُة‬
‫ُ‬ ‫ــم َأكُــ ْن‬
‫َل ْ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ـب عليهــا‬
‫ـي‪َ ،‬وقــدْ كُتـ َ‬‫ـكل مث ّبت ـ ٌة أعلــى طــرف الـ ّـز ِي المدرسـ ِّ‬
‫الشـ ِ‬
‫انْتباهــي شــار ٌة صغيــر ٌة مســتدير ُة ّ‬
‫ـك العالم ـ ُة حينَهــا‪ ،‬أوق ْفتُهــا وســألتُها‪ ،‬مــاذا تعنــي هـ ِ‬
‫ـذه اإلشــارةُ‪،‬‬ ‫«أصدقــا ُء المكتبـ ِـة»‪ ،‬فاجأتْنــي تلـ َ‬
‫ِ‬
‫المكتبة‪.‬‬ ‫فأ ْفهمتْنــي أ ّنـه تــم إنشــاء مكتبـ ٍـة فــي المدرسـ ِـة‪ ،‬وأ ّنـه َتــم اختيارهــا ضمـن مجموعـ ِـة أصدقـ ِ‬
‫ـاء‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ َّ‬ ‫ُ‬ ‫ُ َّ‬ ‫َ َ‬
‫ـك العمـ ِـر‪َ ،‬لــم يكـن يهمنــي طــرح مزيـ ٍـد مـن األسـ ِ‬
‫ـئلة‪ُ ،‬هنـ َ‬
‫ـم‬
‫ـم فــي رأســي‪ ،‬وارتسـ َ‬ ‫ـاك شــي ٌء أهـ ُّ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ْ ُّ‬ ‫ْ‬ ‫فــي ذلـ َ ُ ْ‬
‫ـرت بفــار ِغ الصبـ ِـر إشــراق َة يــو ِم غـ ٍـد‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ـي‪َ .‬‬
‫ـك بعــدَ انتهــاء الــدّ وا ِم المدرسـ ِّ‬
‫ـي‪ ،‬انتظـ ُ‬ ‫كان ذلـ َ‬ ‫أمــا َم عينـ َّ‬
‫ـت بواب ـ َة المدرسـ ِـة صباحــا‪ ،‬فــي يــو ٍم ِشــتوي بـ ٍ‬ ‫ٍ‬
‫ـت إلــى‬ ‫ـارد‪ ،‬هرعـ ُ‬ ‫ٍّ‬ ‫ً‬ ‫ـت ّأو َل طفلــة َد َخ َلـ ْ ّ‬‫يقي ـ ٌن أ ّنــي ُكنْـ ُ‬
‫ـض‬ ‫أدرت ِ‬
‫الم ْق َبـ َ‬ ‫ُ‬ ‫ـت البــاب‪ ،‬وبسـ ٍ‬
‫ـرعة‬ ‫ـط المدرسـ ِـة‪ ،‬طرقـ ُ‬
‫ـدة القابعـ ِـة وسـ َ‬
‫ـرة الجديـ ِ‬ ‫ـك الغرفـ ِـة الصغيـ ِ‬ ‫تلـ َ‬
‫َ‬ ‫ّ‬
‫ـزال مقفـ ًـا‪ ،‬أل ّن ـه ال أحــدَ فــي المدرسـ ِـة َغيــري‪ ،‬وإحــدى العامـ ِ‬
‫ـات ا َّلتــي كانـ ْ‬
‫ـت‬ ‫ُ‬ ‫كان ال يـ ُ ُ‬ ‫ألفتح ـ ُه‪َ ،‬‬
‫َ‬
‫ـت للتـ ِّـو‪.‬‬
‫قــدْ وصلـ ْ‬

‫أردت إيها َمهــا بأ ّنــي‬


‫ُ‬ ‫ـاب ال أحــدَ بالدّ اخـ ِ‬
‫ـل‪،‬‬ ‫بيدهــا بِ ِحــدَّ ٍة ِمـ ْن بعيـ ٍـد‪ ،‬بـ ْ‬
‫ـأن أبتعــدَ عـ ِ‬
‫ـن البـ ِ‬ ‫ـارت لــي ِ‬
‫أشـ ْ‬
‫إن‬ ‫ـب أحـ ِـد الفصـ ِ‬
‫ـول ح ّتــى ال تَرانــي‪ ،‬ومــا ِ‬ ‫ـت للنّاحيـ ِـة المقابلـ ِـة‪ ،‬واختبـ ُ‬
‫ـأت بجانـ ِ‬ ‫ركضـ ُ‬‫ـت‪َ ،‬ف ْ‬
‫انصر ْفـ ُ‬
‫ـى ُعــدْ ُت أدراجــي أمــا َم البـ ِ‬
‫ـاب‪.‬‬ ‫ـت حتـ ّ‬
‫اختفـ ْ‬

‫فتح ْت‬ ‫ِ ِ‬ ‫ـادئ‪ ،‬بصفـ ِ‬


‫ـاء النّيـ ِ‬ ‫ـوح الهـ ِ‬ ‫الصبـ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ـت المعلمـ ُة‪،‬‬‫ـاءت ال ّلحظـ ُة المهمـ ُة‪ ،‬أقبلـ ِ‬ ‫جـ ِ‬
‫ـل ومنبعــه‪َ ،‬‬ ‫بوجههــا ّ‬ ‫ّ‬
‫ـب المع ّل ِم‪ ،‬ال ينســاها‬ ‫ـي‪ ،‬مبتســم ًة‪ ،‬ح ّتــى االبتســام ُة العذبـ ُة النّابعـ ُة مـ ْن قلـ ِ‬ ‫ِ‬
‫ـي تنظـ ُـر إلـ َّ‬
‫ـاب الغرفــة وهـ َ‬‫بـ َ‬
‫ـت نفســي‬ ‫ـم َأ ْ‬
‫حسسـ ُ‬ ‫ـاح وأنــا ال ّطفلـ ُة‪َ ،‬كـ ْ‬
‫الصبـ ِ‬ ‫ـي تح ّيـ َة ّ‬‫ـت َع َلـ َّ‬ ‫اآلن‪َ .‬ألقـ ْ‬
‫ـم أن َْســها إلــى َ‬ ‫ال ّطفـ ُـل‪ ،‬ولهــذا لـ ْ‬
‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫ـاح الخيـ ِـر‪ ،‬بـ ِّ‬
‫ـكل حنــان ومح ّبــة‪ ،‬وأنــا ك ُع ْق َلــة ْ‬
‫اإلص َب ـ ِع أما َمهــا‪َ ،‬رد ْد ُت‬ ‫ـي صبـ َ‬ ‫ـت لـ َ‬ ‫كبيــرةً‪ ،‬ألنّهــا قالـ ْ‬

‫*)جريدة البيان‪ 29 ،‬يناير ‪2016‬‬

‫حقوق الطبع © محفوظة لوزارة التربية والتعليم – دولة اإلمارات العربية المتحدة‬ ‫‪127‬‬
‫كتاب النصوص للصف ال ّتاسع‬

‫أدب وسـ ٍ‬
‫ـعادة‪.‬‬ ‫ـكل ٍ‬
‫التّحيـ َة بـ ِّ‬

‫ـف‬
‫ـي خلـ َ‬ ‫إن َج َلسـ ْ‬
‫ـاك كائـ ٌن صغيـ ٌـر خل َفهــا يت َب ُعهــا‪ ،‬ومــا ْ‬ ‫دخلـ ِ‬
‫ـت المع ّلمـ ُة الغرفـ َة‪ ،‬وهنـ َ‬
‫ـت علــى الكرسـ ِّ‬
‫ـت أنــا في الموضــو ِع ُمباشــرةً‪..‬‬ ‫ال ّطاولـ ِـة‪ ،‬دخلـ ُ‬

‫ـب ا َّلتــي فــي المكتبـ ِـة‪َ ،‬فهـ ْـل تأذني ـ َن لــي‬ ‫كل الكتـ ِ‬ ‫أن أقــر َأ َّ‬
‫ـب القــراءةَ‪ ،‬وأريــدُ ْ‬ ‫ـت لهــا‪ :‬إنّنــي أحـ ُّ‬‫ُق ْلـ ُ‬
‫ـي‬‫ـت تنظـ ُـر إلـ َّ‬ ‫ـون صديق ـ ًة للمكتبـ ِـة؟ كا َنـ ْ‬ ‫كل يــو ٍم مجموع ـ ًة ألقر َأهــا‪َ ،‬وهـ ْـل يمك ـ ُن َأ ْن أكـ َ‬ ‫ـأن آخـ َـذ َّ‬
‫بـ ْ‬
‫ـم‪َ ،‬وبإمكانــي َأ ْن ُأســاعدَ ِك فــي‬ ‫ـت‪َ :‬ن َعـ ْ‬ ‫ـي مبتســم ٌة‪ ،‬وســألتْني‪ :‬ألهـ ِـذ ِه الدّ رجـ ِـة تُح ّبيـ َن القــراءةَ! ُق ْلـ ُ‬ ‫وهـ َ‬
‫ـت‪:‬‬ ‫الرابـعِ‪ .‬قالـ ْ‬ ‫ـت؟ َف َأج ْبـ ُ‬ ‫ـف أنـ ِ‬ ‫ـب‪َ .‬ض ِح َكـ ْ‬ ‫قـ ِ‬
‫ـراءة ك ُِّل الكتـ ِ‬
‫ـف ّ‬ ‫الصـ ِّ‬
‫ـت‪ :‬فــي ّ‬ ‫أي َصـ ٍّ‬ ‫ـت‪َ ،‬وســألتْني‪ :‬فــي ِّ‬
‫ـك تُح ّبيـ َن‬ ‫ـآخ ُذ ِك ضمـن المجموعـ ِـة؛ أل ّنـ ِ‬ ‫ـط‪ ..‬ولكنّنــي سـ ُ‬ ‫السـ ِ‬
‫ـادس فقـ ْ‬ ‫ِ‬ ‫نحـ ُن ُ‬
‫َ‬ ‫ـف ّ‬ ‫الصـ ِّ‬ ‫نأخــذ طالبــات ّ‬
‫القــراءةَ‪.‬‬

‫ُ‬
‫والوحــش»‪،‬‬ ‫قصــ َة «الجميلــ ُة‬ ‫قالــت‪ُ :‬أريــدُ ِك َأ ْن تقرئــي لــي‪ ،‬كان ْ‬
‫َــت ّ‬ ‫ْ‬ ‫َأجلســتْني َوناولتْنــي ِق ّصــ ًة‪َ ،‬و‬
‫بغالفِهــا األخضـ ِـر ورســوماتِها الجميلـ ِـة‪ ،‬بــد ْأ ُت أقــر ُأ‪ ،‬ونسـي ُت وجــود المع ِّلمـ ِـة‪ ،‬إلــى ِ‬
‫أن اســتو َق َفتْني‬ ‫َ ُ َ‬ ‫َ ْ‬ ‫َ‬
‫ـن المتابعـ ِـة‪..‬‬
‫عـ ِ‬

‫الس ـ ِّن‬ ‫ِ‬ ‫ِِ‬ ‫ِ‬ ‫ـراءة بال ّلغـ ِـة العرب ّيـ ِـة‪َ ،‬و ُح ْسـ ِ‬
‫ـت علــى إجادتــي للقـ ِ‬
‫ـن نُطقــي للحــروف َو َســا َمته فــي هــذه ّ‬ ‫َ‬ ‫َوأثنـ ْ‬
‫بص ّحـ ِـة‬‫بنفسـ ِـه‪ ،‬ويمضــي ِ‬
‫ـك ال ّثنــاء ا ّلــذي يعطــي التّلميـ َـذ دفع ـ ًة معنوي ـ ًة‪ ،‬تجع ُل ـه يثـ ُـق ِ‬
‫ُ‬ ‫ّ‬ ‫ُ‬
‫الصغيـ ِ‬
‫ـرة‪ .‬ذلـ َ‬ ‫ّ‬
‫ـل حياتِـ ِـه الدّ راس ـ ّي ِة‪.‬‬
‫منهجـ ِـه فــي ّأو ِل مراحـ ِ‬
‫ِ‬

‫ـال‪ ،‬باإلضافـ ِـة إلــى‬


‫ـص األطفـ ِ‬‫»مـ ْن قصـ ِ‬ ‫ِ‬
‫الخضراء ِ‬ ‫كل مــا تحتويـ ِـه سلســل ُة «المكتبـ ِـة‬
‫الســن َة َقــر ْأ ُت َّ‬ ‫تلـ َ‬
‫ـك ّ‬
‫ـات (أغاثــا كريســتي) البوليسـ ّي ِة‪،‬‬
‫ـاز‪ ،‬وروايـ ِ‬‫ـال واأللغـ ِ‬‫ت األطفـ ِ‬ ‫دور النَّشـ ِـر األُخــرى‪ ،‬ومجـ ّـا ِ‬
‫َ‬ ‫ـص ِ‬ ‫قصـ ِ‬
‫ـي‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ـت علــى روائـ ِع‬ ‫السـ ِ‬
‫ـادس‪ّ ،‬إل َوقــدْ َع ّر ْجـ ُ‬ ‫ِ ِ‬
‫األدب العالمـ ِّ‬ ‫ـف ّ‬ ‫الصـ ِّ‬
‫ـم أن َتــه مـ َن ّ‬
‫َولـ ْ‬
‫ٍ‬ ‫‪-‬رحمـ ُه ال ّلـ ُه‪ْ -‬‬
‫أن يصح َبنــا أنــا وإخوتــي بانتظــا ٍم إلــى المكتبــة؛ ليختـ َ‬
‫ـار‬ ‫َ‬ ‫ـت يو ًمــا علــى والــدي‬ ‫اقترحـ ُ‬
‫ْ‬
‫ـي‬
‫ـب الفرنسـ ِّ‬ ‫ـي «البؤســاء»‪ ،‬للكاتـ ِ‬ ‫ِ‬
‫األدب العالمـ ِّ‬ ‫وكان اختيــاري يو َمهــا رائعـ َة‬ ‫َ‬ ‫ك ٌُّل منّــا كتا ًبــا ويقــرؤ ُه‪،‬‬
‫ـب؛‬ ‫ـار ُه إخوتــي ِمـ ْن كُتـ ٍ‬
‫ـت بجمـ ِع ك ُِّل مــا اختـ َ‬ ‫ـت الحصيلـ ُة َأ ْن ُق ْمـ ُ‬ ‫(فيكتــور هوغــو)‪ ،‬وفــي النّهايـ ِـة‪ ،‬كانـ ِ‬

‫ـرة‪ ،‬ا َّلتــي َك ُبـ َـر ْت معــي‪ ،‬فصـ ُ‬ ‫ـف مكتبتــي الصغيـ ِ‬ ‫ِ‬
‫ألود َعهــا َأ ْر ُفـ َ‬
‫ـي‬ ‫ـك مكتب ـ ًة رائع ـ ًة‪ ،‬هـ َ‬ ‫ـرت َ‬
‫اآلن أمتلـ ُ‬ ‫ّ‬
‫ـدر ســعادتي‪.‬‬ ‫حياتــي ومصـ ُ‬
‫وكأن بحـ ًـرا ِم ـ َن العلــو ِم والمعرفـ ِـة َقــدْ أرســى ســفينَ َت ُه‬
‫َّ‬ ‫أجمـ ُـل األيــا ِم‪ ،‬حي ـ َن يبــد ُأ معـ ِـر ُض الكتـ ِ‬
‫ـاب‪،‬‬

‫‪128‬‬ ‫حقوق الطبع © محفوظة لوزارة التربية والتعليم – دولة اإلمارات العربية المتحدة‬
‫يأّرلا ُصوصن ‪ -‬الا قَملا‬

‫ـراءة؛ لينهـ َـل من ـه‪ ،‬أيــام قليل ـ ٌة‪ ،‬ولكنّهــا عظيم ـ ُة الفائـ ِ‬
‫كل م ِحــب للقـ ِ‬
‫ـدة‪.‬‬ ‫ٌ‬ ‫ُ‬ ‫أمــا َم ِّ ُ ٍّ‬
‫ٍ‬
‫بكتــب مــ ْن‬ ‫حملــ ًة‬ ‫ُ‬
‫تحمــل حقيبــ ُة َســفري كُت ًبــا‪،‬‬ ‫ٍ‬ ‫مــع ك ُِّل‬
‫وتصح ُبنــي؛ ألعــو َد ُم ّ‬
‫َ‬ ‫أصح ُبهــا‬
‫َ‬ ‫رحلــة‪،‬‬ ‫َو َ‬
‫ـف األعمـ ِ‬
‫ـار فــي جميـ ِع‬ ‫ـعوب القارئـ ِـة ِمـن مختلـ ِ‬
‫الشـ ِ‬ ‫ـارة‪ ،‬وكــم ِ‬
‫تلفتُنــي مشــاهدُ ّ‬ ‫الزيـ ِ‬
‫ثقافـ ِـة البلـ ِـد محـ ِّـل ّ‬
‫ْ‬ ‫َ ْ‬
‫ـلوب حيـ ٍ‬
‫ـاة‪.‬‬ ‫نعيشــها نح ـ ُن كأسـ ِ‬ ‫المرافـ ِـق‪ُ ،‬متمنّي ـ ًة َأ ْن َ‬

‫ـي ُمبــادر ُة س ـ ّيدي صاحـ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ـل ِم ـ ْن أجمـ ِ‬


‫ـل مراحـ ِ‬ ‫ُمناســب ُة كتا َبتــي لفصـ ٍ‬
‫الشـ ِ‬
‫ـيخ‬ ‫ـمو ّ‬
‫السـ ِّ‬
‫ـب ّ‬ ‫ـل ال ّطفولــة‪ ،‬هـ َ‬
‫ـص عــا ِم ‪ 2016‬عــام القـ ِ‬
‫ـراءة فــي‬ ‫ـس الدّ ولـ ِـة ‪-‬حفظــه ال ّلــه‪ -‬بتخصيـ ِ‬ ‫ـان رئيـ ِ‬
‫آل نهيـ َ‬‫ـن زايـ ٍـد ِ‬
‫خليف ـ َة بـ ِ‬
‫َ‬
‫ِ‬
‫مجتمعنــا‪.‬‬ ‫ـادة مجتمع ّيـ ٍـة شــعب ّي ٍة شــباب ّي ٍة فــي‬
‫ـراءة كعـ ٍ‬
‫ـيخ القـ ِ‬ ‫ـارات‪ ،‬لترسـ ِ‬‫اإلمـ ِ‬

‫ِ‬
‫ـم‪ ،‬وهـ َـو‬‫ـاك الجــز ُء المهـ ُّ‬ ‫ـي المكتب ـ ُة‪ ،‬وهنـ َ‬ ‫الص َغـ ِـر‪ ،‬ال َّلبِنَ ـ ُة األُولــى هـ َ‬
‫ـان يبــد ُأ م ـ َن ِّ‬
‫الخالص ـ ُة‪َ ،‬أ َّن ال ُبنيـ َ‬
‫ُ‬
‫ـرت ِم ـ َن‬
‫ـت َونفـ ُ‬ ‫ـت ك َِر ْهـ ُ‬
‫ـخرت منّــي َأ ْو تجاه َلتْنــي‪ُ ،‬ر َّبمــا كنـ ُ‬ ‫ْ‬ ‫ـت َص ِل َف ـ ًة َوسـ‬ ‫أمين ـ ُة المكتبـ ِـة‪ ،‬فلـ ْـو كا َنـ ْ‬
‫الشـ ِ‬ ‫ـم‪ ،‬باإلضافـ ِـة إلــى المــوا ِّد ّ‬ ‫ـاك أب َشــجع أبنــاءه علــى القـ ِ‬ ‫ِ‬
‫ـائقة‬ ‫ودعمهـ ْ‬
‫َ‬ ‫ـراءة‬ ‫َُ‬ ‫ّ َ‬ ‫القــراءة بســببِها‪َ ،‬و ُهنـ َ ٌ‬
‫ـات السـ ِ‬
‫ـليمة‪.‬‬ ‫ـج التّثقيفيـ ِـة المتنوعـ ِـة الهادفـ ِـة ا َّلتــي تثــري العقـ َـل بالمدخـ ِ‬ ‫والبرامـ ِ‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫ِ‬
‫األطفال‪.‬‬ ‫الر ُ‬
‫هان على‬ ‫ّ‬

‫حقوق الطبع © محفوظة لوزارة التربية والتعليم – دولة اإلمارات العربية المتحدة‬ ‫‪129‬‬
‫كتاب النصوص للصف ال ّتاسع‬

‫‪130‬‬ ‫حقوق الطبع © محفوظة لوزارة التربية والتعليم – دولة اإلمارات العربية المتحدة‬
‫يأّرلا ُصوصن ‪ -‬الا قَملا‬

‫*‬
‫بصمة إجناز َِك‬
‫َ‬ ‫اترك‬
‫ْ‬
‫املسكري‬
‫ّ‬ ‫شيخة‬
‫ُ‬

‫ـك َأ ْن َ‬
‫تعيشــها كمــا تتمنّــى‪،‬‬ ‫ـام ِعنا ُجملـ َة «الحيــا ُة قصيــرةٌ»‪ ،‬بقصـ ِـد َأ َّن عليـ َ‬ ‫ـكل يــردد دائمــا علــى مسـ ِ‬
‫ُّ ً‬ ‫الـ ُّ‬
‫الزيــارةَ‪ ،‬ومــا أســمى‬ ‫ـن ّ‬ ‫ِ‬
‫فليحسـ ِ‬ ‫ـان زائـ ٌـر‪،‬‬‫وتفعـ َـل مــا تشــا ُء وتشــتهي‪ ،‬ومــا الحيــا ُة ّإل َمح ّطـ ٌة‪ ،‬واإلنسـ ُ‬
‫ـاس‪َ ،‬ويعمـ َـل علــى ِخدمـ ِـة َوطنِـ ِـه‪.‬‬ ‫كأن ُيفيــدَ غيـ َـر ُه ِمـ َن النّـ ِ‬
‫ـدف ْ‬ ‫ـون لإلنسـ ِ‬
‫ـان َهـ ٌ‬ ‫أن يكـ َ‬ ‫ْ‬

‫ـك؟ مــاذا لــو ُمنِ ْح َت‬ ‫ـتكون بصم ُتـ َ‬‫ُ‬ ‫ـع‪ ..‬فمــاذا سـ‬ ‫ـرك بصمـ ًة خل َفنــا؛ ليتذك ََّرنــا بهــا الجميـ ُ‬ ‫ُك ُّلنــا نُريــدُ َأ ْن نتـ َ‬
‫ـك فيـ ِـه؟ كيـ َ‬
‫ـف تُريــدُ‬ ‫ـت جدار َتـ َ‬ ‫ـك ّإل َأ ْن تُثبِـ َ‬ ‫ـال تُح ّبـ ُه‪ ،‬ومــا عليـ َ‬‫ـون فــر ًدا فاعـ ًـا فــي مجـ ٍ‬ ‫الفرصـ َة لتكـ َ‬
‫ـك‪َ ،‬أ ْم َأ ْن يتذ ّكـ َ‬
‫ـروك‬ ‫ـك وإنجازاتِـ َ‬ ‫ـال أعمالِـ َ‬ ‫ـم َك ِمـ ْن خـ ِ‬ ‫ـروك باسـ ِ‬
‫ـاس؟ َأتــو ُّد َأ ْن يتذ ّكـ َ‬ ‫َأ ْن يتذ ّكـ َـر َك النّـ ُ‬
‫ٍ‬
‫ـخص‬ ‫ـخص آخـ َـر‪ ،‬فيحاولــوا َأ ْن يجــدوا ِصلـ َة َقرابـ ٍـة بينَـ َ‬
‫ـك َوبيـ َن َشـ‬ ‫ٍ‬ ‫ـازات شـ‬‫ـال وإنجـ ِ‬
‫ـال أعمـ ِ َ‬ ‫ِمـ ْن خـ ِ‬
‫ـخص ذي أهم َّيـ ٍـة!‬ ‫ٍ‬ ‫ـدودة طفيل َّيـ ٍـة علــى َظ ْهـ ِـر شـ‬
‫يعرفو َنـه؟ فتصبــح اســما ملتص ًقــا كـ ٍ‬
‫ً ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫أماكنِ ِهــم َلــم يضيفــوا شــي ًئا علــى هـ ِ‬
‫ـذه‬ ‫ـرون كمــا هــم فــي ِ‬ ‫تمــر األيــام ســريع َة الوتيـ ِ‬
‫ـرة‪َ ،‬ويظـ ُّـل الكثيـ َ‬
‫ْ ْ ُ‬ ‫ُ ْ‬ ‫ُ‬ ‫ُّ‬
‫ـم تطويهــا األَيــا ُم َط ًّيــا بــا‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ـرون إلــى أنفسـ ِـه ْم وســني َن‬ ‫ِ‬
‫الحيــاة ســوى زفــرات األســى‪ ،‬ينظـ َ‬ ‫ِ‬
‫أعمارهـ ْ‬
‫ـون لهــم أي نــو ٍع ِم ـن االمتنـ ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ُخ َّلــدُ ‪ ،‬وال إنجـ ٍ‬ ‫أفعـ ٍ‬
‫ـان‪.‬‬ ‫َ‬ ‫ـخاص يحملـ َ ُ ْ َّ‬ ‫ـازات تُذكـ ُـر‪ ،‬وال أشـ‬ ‫ـال ت َ‬

‫ـاك‬‫ـوار‪ ،‬هنـ َ‬‫ـاب الحـ ِ‬ ‫ـط بي ـن المظاهـ ِـر والمعانـ ِ‬


‫ـاة وغيـ ِ‬ ‫ـط التَّخبـ ِ‬
‫ـي بطال ـ ٌة حقيق َّي ـ ٌة! ووسـ َ‬ ‫باختصـ ٍ‬
‫َ‬ ‫ُّ‬ ‫ـار‪ ،‬هـ َ‬
‫ـع‬ ‫ـب ُمذهلـ ًة تنتظـ ُـر َأ ْن تنفجـ َـر‪ ،‬ولكنَّهــا تنجـ ُ‬ ‫ٍ‬ ‫الشـ ِ‬
‫ـباب يملـ ُ‬ ‫جيـ ٌـل ِمـ َن َّ‬
‫ـرف مـ َ‬ ‫ـك طاقــات ج ّبــار ًة ومواهـ َ‬
‫ـور عقيمـ ٍـة‪،‬‬ ‫ـخير طاقاتِـ ِـه فــي أمـ ٍ‬
‫ـول‪ ،‬فيبــد ُأ فــي تسـ ِ‬ ‫ـع ِم ـ ْن ميـ ٍ‬ ‫ِ‬
‫ـع مــا ُيمليــه عليهــا المجتمـ ُ‬ ‫التّيـ ِ‬
‫ـار وتتَّبـ ُ‬
‫ـف يخــرج ِمنْهــا‪ .‬وهــذا مــا نُشــاهدُ ه فــي نطاقـ ِ‬
‫ـات العا َل ـ ِم‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬
‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ـم كيـ َ‬‫ـدور َحـ ْـو َل حلقــة ُمفرغــة ال يعلـ ُ‬ ‫ويـ ُ‬
‫ـم مــا نُقدِّ ُمـ ُه للعا َلـ ِم‬ ‫ِ‬ ‫ـاركات تَصـ ِ‬ ‫ٍ‬ ‫وكل مــا يحتويـ ِـه ِمـ ْن ُمشـ‬
‫ـي‪ ،‬فمعظـ ُ‬‫ـدر مـ ْن عا َلمنــا العربـ ِّ‬
‫ُ‬ ‫ـي‪ِّ ،‬‬ ‫االفتراضـ ِّ‬
‫ِ‬
‫أنفســنا عليهــا‪.‬‬ ‫ال يرتقــي للمســتويات ا َّلتــي نتمنّــى َأ ْن نــرى َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫توجيههــا‬ ‫ـاغل كيف َّيـ َة توظيــف طاقــات شــبابِنا فــي ُمختلــف المجــاالت‪ُ ،‬ثـ َّ‬
‫ـم‬ ‫الشـ ُ‬ ‫كان شــغ ُلنا ّ‬‫لطالمــا َ‬
‫ـض مــا عــاد يؤم ـن ب ُقــدُ ِ‬
‫رات‬ ‫ـدف أســمى َوأكبـ َـر‪َ .‬والمشــكل ُة الحقيق َّي ـ ُة تكم ـ ُن فــي َّ‬
‫أن البعـ َ‬ ‫لخدمـ ِـة هـ ٍ‬
‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ـل ِ‬
‫الجــدِّ ‪ ،‬فشــريح ٌة كبيــر ٌة ُ‬ ‫ـم علــى َمحمـ ِ‬ ‫ُ‬ ‫الشـ ِ‬
‫ـم ُمســتهترةٌ‪،‬‬ ‫منهـ ْ‬ ‫يأخذ ُهـ ْ‬ ‫ـم‪ ،‬وال‬ ‫ـح ُيحب ُط ُهـ ْ‬
‫ـباب‪ ،‬فأصبـ َ‬ ‫ّ‬
‫ـض ِم ـ َن‬
‫أصبحنــا نُط ّبـ ُـق هـ ِـذ ِه النَّظــر َة علــى الجمي ـ ِع ظنًّــا أنَّهــم جمي ًعــا هكــذا‪ .‬البعـ ُ‬
‫ْ‬ ‫َوغيـ ُـر ُمباليـ ٍـة‪َ ،‬و‬

‫*)جريدة البيان‪ 02 ،‬سبتمبر ‪.2014‬‬

‫حقوق الطبع © محفوظة لوزارة التربية والتعليم – دولة اإلمارات العربية المتحدة‬ ‫‪131‬‬
‫كتاب النصوص للصف ال ّتاسع‬

‫ـض التَّوجيـ ِـه‪.‬‬


‫ـون فقــط لبعـ ِ‬ ‫ـون بالفعـ ِ‬
‫ـل‪ ،‬ولك ـ َّن الكثيري ـ َن يحتاجـ َ‬ ‫الشـ ِ‬
‫ـباب ضائعـ َ‬ ‫َّ‬
‫ـم لألمـ ِ‬
‫ـور ُمختلف ـ ٌة‬ ‫ـكارا إبداع َّي ـ ًة‪ ،‬فنظرتُهـ ْ‬
‫ـك أفـ ً‬ ‫ـون حماس ـ ًة عالي ـ ًة‪َ ،‬ومنهـ ْ‬
‫ـم َم ـ ْن يملـ ُ‬ ‫ـباب يملكـ َ‬ ‫الشـ ُ‬‫ّ‬
‫ـغ بعــدُ بفعـ ِ‬ ‫الشـ ِ‬ ‫ـاب الخبـ ِ‬ ‫ـرة المســؤولي َن َأ ْو أصحـ ِ‬ ‫َع ـن نظـ ِ‬
‫ـل‬ ‫ـم تصطبـ ْ‬ ‫ـباب لهــا زاوي ـ ٌة لـ ْ‬ ‫ـرات‪ ،‬فنظــر ُة ّ‬ ‫ْ‬
‫ـرات الخارجيـ ِـة‪ ،‬وهـ ِ‬ ‫المؤ ّثـ ِ‬
‫همـ ٌة جــدًّ ا ألنّهــا تُعطــي أبعــا ًدا مختلفـ ًة للمشــاريعِ‪ ،‬وأفـ ً‬
‫ـكارا‬ ‫الزاويـ ُة ُم ّ‬
‫ـذه ّ‬ ‫ّ‬
‫المســؤولون َأ ْو‬
‫َ‬ ‫يســتطيع رؤيتَهــا‬
‫َ‬ ‫وهــي ُأ ٌ‬
‫مــور َلــ ْن‬ ‫َ‬ ‫ــم‪،‬‬
‫غير ُه ْ‬ ‫َ‬
‫الوصــول إليهــا ُ‬ ‫يســتطيع‬
‫ُ‬ ‫جديــد ًة ق ّلمــا‬
‫الخبـ ِ‬
‫ـرات‪.‬‬ ‫ِ‬
‫ـاب ْ‬ ‫أصحـ ُ‬

‫ـخصين‪َ ،‬أحدُ همــا شـ ٌّ‬


‫ـاب‪ ،‬واآلخـ ُـر كبيـ ٌـر فــي‬ ‫ِ‬ ‫ـص ُمعاملـ ٍـة‪ ،‬وتخ ّي ْلنــا َشـ‬ ‫ـال علــى تخليـ ِ‬ ‫خذنــا ِمثـ ً‬ ‫َولـ ْـو َأ ْ‬
‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫السـن‪ ،‬ينتظـ ِ‬
‫ـران إتمــا َم نفـ ِ‬
‫ـم‬
‫ـب ‪ 40‬خطــوةً‪َ ،‬ويتســاءالن لـ َ‬ ‫الروتين ّيــة ال ّطويلــة ا َّلتــي تتط ّلـ ُ‬
‫ـس المعاملــة ّ‬ ‫ِّ ِّ‬
‫السـ ِّن‪ :‬ال َحـ ْـو َل وال‬
‫ـي هكــذا منـ ُـذ عشــري َن ســن ًة‪ ،‬فســير ُّد كبيـ ُـر ِّ‬ ‫تأخـ ُـذ وق ًتــا طويـ ًـا؟ فيأتيهمــا الـ َّـر ُّد‪ :‬هـ َ‬
‫قـ ّـو َة ّإل بال ّلـ ِـه‪.‬‬

‫المعام َل ِة‬ ‫ِ ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬


‫ـار َعــدد ُخطــوات أداء هــذه ُ‬ ‫ـرح فيهــا اختصـ َ‬ ‫ـاب فيــر ُّد بورقــة وقلـ ٍم؛ ليجــدَ طريقـ ًة يقتـ ُ‬ ‫أ ّمــا ّ‬
‫الشـ ُّ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫المتعامـ ِ‬ ‫ـاب ِخدمـ ِـة‬ ‫ِ‬
‫ـأداء‪َ ،‬و ِم ـ ْن بـ ِ‬
‫ـل (بطبيعــة الحــال َلـ ْ‬
‫ـم َيتغ ّيـ ْـر شــي ٌء‪،‬‬ ‫م ـ ْن ‪ 40‬إلــى ‪ ،18‬تحســينًا لـ‬
‫ـاريع‬ ‫ِ‬ ‫ـي منـ ُـذ عشــري َن عا ًّمــا)! َو ِم ـ َن ّ‬
‫الشـ ِ‬ ‫ـم معتـ َ‬
‫ـباب َم ـ ْن يقــو ُم بإنشــاء مشـ َ‬ ‫ـادون عليهــا مثلمــا هـ َ‬ ‫فهـ ْ‬
‫ُ‬
‫ـت»‪.‬‬‫ـات «اإلنترنـ ِّ‬ ‫ـرة علــى صفحـ ِ‬
‫صغيـ ٍ‬

‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ـكل ش ـب ِه يومـ ِ‬


‫ـاعات‬ ‫ـم لسـ‬ ‫ـم علــى تضييع ِهـ ْ‬ ‫ـم ا َّلذي ـ َن ال يوافقون َُهـ ْ‬ ‫ـي م ـ ْن أهاليهـ ُ‬ ‫ٍّ‬ ‫ـم بشـ ٍ ْ‬ ‫ـم ُمهاجمتُهـ ْ‬ ‫َوتتـ ُّ‬
‫ـات‪َ ،‬أو ِم ـن ُأنـ ٍ ِ‬ ‫ـذه التَّطبيقـ ِ‬ ‫ـار أمــام هـ ِ‬ ‫النّهـ ِ‬
‫يتعرضـ َ‬
‫ـون‬ ‫ـم الب ّت ـ َة‪َّ ،‬‬
‫ـي ال يعرفون َُهـ ُ‬ ‫ـاس م ـ َن العا َل ـ ِم االفتراضـ ِّ‬ ‫ْ ْ‬ ‫َ‬
‫المــزري!‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ـم‪َ ،‬و ُيسـ َ‬ ‫ـون ِ‬ ‫يتهجمـ َ‬
‫ـم ح ّتــى يصلــوا لدرجــة اإلحبــاط ُ‬ ‫ـم‪َ ،‬وينتقدونَهـ ْ‬ ‫ـيؤون لهـ ْ‬ ‫عليهـ ْ‬ ‫ـم‪َ ،‬و َّ‬ ‫لهـ ْ‬
‫ُ‬
‫ـب فــي َمصلحـ ِـة ال ُعمــو ِم‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫ـون ك َُّل هــذه التَّغييــرات ا َّلتــي ت َُصـ ُّ‬
‫ـم يقترحـ َ‬ ‫ِ‬
‫ـباب باإلحبــاط َو ُهـ ْ‬ ‫الشـ ُ‬ ‫ـاب ّ‬
‫ُيصـ ُ‬
‫ـذه‪ ،‬واألكثـ ُـر َمــرار ًة عندمــا يقترحـ َ‬ ‫ـردود غيـ ِـر مقنعـ ٍـة كهـ ِ‬
‫ـؤون بـ ٍ‬ ‫فاجـ َ‬ ‫ِ‬ ‫ولتحسـ ِ‬
‫ـض‬ ‫ـون بعـ َ‬ ‫ُ‬ ‫ـين األداء‪ُ ،‬ثـ َّ‬
‫ـم ُي َ‬
‫ـكل الذعٍ!‬ ‫ـم انتقا ُدهــا بشـ ٍ‬ ‫األفـ ِ‬
‫ـكار‪َ ،‬ويتـ ُّ‬
‫ـال اآلخري ـ َن‪،‬‬ ‫ـاص ِم ـ ْن أعمـ ِ‬ ‫ـض االنتقـ ُ‬ ‫ـح ِم ـ ْن هوايـ ِـة البعـ ِ‬ ‫ِ‬
‫توجي ـ ُه ســها ِم االنتقــاد َسـ ْـه ٌل جــدًّ ا‪ ،‬وأصبـ َ‬
‫ـل‬‫أي نُقطـ ٍـة ســلب ّي ٍة فــي العمـ ِ‬ ‫ـم‪ .‬يبحثـ َ‬
‫ـون َعـ ْن ِّ‬
‫ِِ‬
‫ـرض تحقيـ ِـر جهودهـ ْ‬ ‫الخطــأِ بغـ ِ‬ ‫واإلشــار ُة إلــى َمواضـ ِع َ‬
‫الشــباب باإلحبـ ِ‬ ‫ـين ّ ِ‬ ‫ـدف تحسـ ِ‬ ‫َأ ِو المشــروعِ؛ ليثيــروا َضج ـ ًة حو َلهــا‪ ،‬وليــس بهـ ِ‬
‫ـاط‬ ‫ـاب ّ ُ‬ ‫الشــيء؛ فيصـ ُ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬
‫ـون فــي المحيــطِ‬ ‫ـباب المبدعـ َ‬ ‫ـن التَّقدي ـ ِم! َّ‬ ‫ِ‬
‫ـن األداء‪ ،‬وعـ ِ‬‫ـن التَّفكيـ ِـر‪ ،‬وعـ ِ‬ ‫ـون عـ ِ‬
‫ـديد‪ ،‬فيتو ّقفـ َ‬‫الشـ ِ‬
‫َّ‬
‫والشـ ُ‬
‫ـم ِمثـ َـل‬
‫مصير ُهـ ْ‬
‫ُ‬ ‫أيضــا ِم ـ ْن َأ ْن يكـ َ‬
‫ـون‬ ‫ـوف ً‬‫ـدة الخـ ِ‬ ‫ـون بعقـ ِ‬ ‫ـس الــدّ ِاء‪ ،‬فيصابـ َ‬
‫ـون بنَ ْفـ ِ‬‫ـم ُيصابـ َ‬ ‫ِ‬
‫م ـ ْن حول ِهـ ْ‬
‫ِ‬

‫‪132‬‬ ‫حقوق الطبع © محفوظة لوزارة التربية والتعليم – دولة اإلمارات العربية المتحدة‬
‫يأّرلا ُصوصن ‪ -‬الا قَملا‬

‫ـوض الت ِ‬‫ـرؤون علــى التَّفكيـ ِـر فــي خـ ِ‬


‫َّجربة أصـ ًـا! ولكـ ْن علينا تشــجي ُعهم‪،‬‬ ‫َ‬ ‫ـم‪ ،‬فــا يجـ‬‫مصيـ ِـر أصحابِ ِهـ ْ‬
‫ـض بـ ِـه ِم ـ ْن‬
‫ـي‪َ ،‬وينهـ ُ‬
‫عالمنــا العربـ َّ‬
‫ـم َم ـ ْن ســيقو ُد َ‬ ‫ـتقبل ال َغـ ِـد الجميـ ِ‬
‫ـل‪ُ ..‬هـ ْ‬ ‫ـم وقــو ُد اإلبــدا ِع لِ ُمسـ ِ‬ ‫َف ُهـ ْ‬
‫ـم والوسـ ُ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ـي‬‫ـارات هـ َ‬‫ـك‪ ،‬واإلمـ ُ‬ ‫ـائل كذلـ َ‬ ‫ص ُمتو ّفــرةٌ؛ إلثبــات وجودهـ ْ‬ ‫الرائعــة‪ ..‬ال ُفـ َـر ُ‬
‫ـم ّ‬ ‫خــال أعمالهـ ُ‬
‫ِ‬
‫ـتضافة ك ُِّل ُمبــدعٍ!‬ ‫البيئ ـ ُة المناســب ُة السـ‬

‫رئيــس‬ ‫رئيــس الدَّ ِ‬


‫ولــة‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫نائــب‬ ‫آل مكتــو ٍم‬ ‫ٍ‬
‫راشــد ِ‬ ‫ــيخ ُم َح َّمــدُ بــ ُن‬‫الش ُ‬
‫ــمو َّ‬
‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫الس ِّ‬ ‫صاحــب ُّ‬
‫ُ‬ ‫هــو‬
‫وهــذا َ‬
‫هــي األولــى ِمــ ْن ن َْو ِعهــا فــي العا َلــ ِم‬ ‫‪-‬رعــا ُه ال ّلــ ُه‪ُ -‬ي ْط ِل ُ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ــق ُمبــادر ًة َ‬ ‫ــي َ‬ ‫ــم ُد َب ٍّ‬
‫مجلــس الــوزراء‪ ،‬حاك ُ‬
‫ث فار ًقــا إيجاب ًّيــا فــي العا َل ـ ِم‬ ‫ـباب‪َ ،‬وك ُِّل َم ـ ْن يعمـ ُـل جاهــدً ا؛ ل ُي ْحـ ِـد َ‬ ‫للشـ ِ‬ ‫ـور َّ‬ ‫العربــي‪ ،‬وهــي ك َُشـ ِ‬
‫ـعلة نـ ٍ‬ ‫َ‬ ‫َ ِّ‬
‫ـليط الضـ ِ‬
‫ـوء علــى‬ ‫ـدف إلــى تسـ ِ َّ‬ ‫ـي‪ ،‬ا َّلتــي تهـ ُ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ـي‪ ،‬بإطالقــه للجائــزة العرب ّيــة لإلعــا ِم االجتماعـ ِّ‬
‫ِ ِ‬
‫االفتراضـ ِّ‬
‫ِ‬ ‫ـون المجتمـ ِ‬ ‫ـراد والمؤسسـ ِ‬ ‫األفـ ِ‬
‫ـع مـ ْن خــال القضايــا ا َّلتــي ّ‬
‫تمسـ ُه‪َ ،‬وتُح ّفـ ُـز التّفكيـ َـر‬ ‫َ‬ ‫ـات ا َّلذيـ َن يخدمـ َ‬ ‫ّ‬
‫ـن واإلنسـ ِ‬
‫ـان‪.‬‬ ‫ـاء الوطـ ِ‬ ‫رات المجتم ـعِ؛ ممــا يسـ ِـهم فــي بنـ ِ‬ ‫اإلبداعــي‪ ،‬وتُنمــي ُقــدُ ِ‬
‫ّ ُْ ُ‬ ‫َّ َ ِّ‬
‫مهمـ ٍـة‬ ‫ٍ‬
‫ـي‪ :‬التّواصـ ُـل واإلبـ ُ‬
‫ـداع والتَّأثيـ ُـر فــي مجــاالت ّ‬
‫ٍ‬
‫ـاور أساسـ َّية‪ ،‬هـ َ‬
‫ِ‬
‫‪ ‬الجائــز ُة ترتكـ ُـز علــى ثالثــة محـ َ‬
‫ـار المحـ ِ‬
‫ـاور ا َّلتــي ت َُه ُّمهـ ْ‬
‫ـم‪ ،‬والتّركيـ ُـز عليهــا‪.‬‬ ‫ـباب ّإل اختيـ ُ‬ ‫مختلفـ ٍـة‪ ،‬ومــا علــى َّ‬
‫الشـ ِ‬

‫تواصـ ْـل‪َ ،‬وأبـ ِـد ْع‪َ ،‬وا ْتـ ُـر ْك َأثـ ًـرا‪ ..‬اقتنـ ِ‬
‫ـص‬ ‫َخـ ُـر ْج مـ َن الدُّ نيــا كمــا دخلتَهــا خال ًيــا ِمـ َن اإلنجـ ِ‬
‫ـاز‪َ ،‬بـ ْـل َ‬ ‫ال ت ْ‬
‫ِ‬
‫ـي بصم ُتـ َ‬
‫ـك‪..‬‬ ‫الفرصـ َة‪ :‬هــذه هـ َ‬

‫حقوق الطبع © محفوظة لوزارة التربية والتعليم – دولة اإلمارات العربية المتحدة‬ ‫‪133‬‬
‫كتاب النصوص للصف ال ّتاسع‬

‫‪134‬‬ ‫حقوق الطبع © محفوظة لوزارة التربية والتعليم – دولة اإلمارات العربية المتحدة‬
‫حفي ُة‬
‫ّ‬ ‫الص‬
‫األعمدة ّ‬
‫ُ‬

‫‪135‬‬
‫كتاب النصوص للصف ال ّتاسع‬

‫‪136‬‬
‫يأّرلا ُصوصن ‪ -‬ةّيفحّصلا ُةدمعألا‬

‫حفي‬
‫ُّ‬ ‫الص‬
‫مود ّ‬
‫ُ‬ ‫الع‬
‫َ‬

‫ـارا‪ ،‬ومقروئيــة؛ وذلــك ألنــه يجمــع‬


‫ـي مــن أكثــر أشــكال الكتابــة الصحفيــة انتشـ ً‬
‫الصحفـ ّ‬
‫يعــدّ العمــود ّ‬
‫بيــن قصــر المســاحة وواقعيــة القضايــا ا ّلتــي يتحــدث عنهــا‪ ،‬ومالصقتهــا لمشــكالت المجتمــع‪،‬‬
‫وقضايــا النــاس‪.‬‬

‫حفــي مــن أهــم المصــادر ا ّلتــي تمنــح القــارئ فكــرة واســعة عــن طبيعــة‬
‫ّ‬ ‫الص‬
‫ولذلــك فالعمــود ّ‬
‫المجتمــع‪ ،‬وأهــم قضايــاه الحيو ّيــة‪ ،‬فهــو يشــبه المــرآة فــي أنــه يعكــس مــا تمــور بــه الحيــاة فــي‬
‫مجتمــع مــن المجتمعــات فــي فتــرة زمنيــة معينــة‪.‬‬

‫الــرأي‪ ،‬ينشــر بانتظــام فــي‬


‫نصــوص ّ‬
‫ُ‬ ‫حفــي بأنــه نــوع خــاص مــن‬
‫ّ‬ ‫الص‬
‫ويمكــن تعريــف العمــود ّ‬
‫صحيفــة أو مجلــة فــي مــكان ثابــت‪ ،‬وتحــت مســمى ثابــت‪ ،‬وبمســاحة ثابتــة ال تتغيــر‪ ،‬ويع ّبــر عــن‬
‫فكــر كاتبــه‪ ،‬وشــخصيته‪ ،‬وتوجهاتــه‪ ،‬ويكــون الهــدف منــه ‪-‬فــي الغالــب‪ -‬توعيــة القــراء‪ ،‬أو مناقشــة‬
‫فكــرة أو قضيــة يراهــا الكاتــب مهمــة‪.‬‬

‫ـي أنــه ملتصــق بكاتبــه‪ُ ،‬ي َسـ ّـمى باســمه فــي الغالــب‪ ،‬ولذلــك‬ ‫الصحفـ ّ‬‫ولعـ ّـل أكثــر مــا يتم ّيــز بــه العمــود ّ‬
‫تكتســب األعمــدة الصحفيــة مكانتهــا مــن مكانــة كاتبهــا‪ ،‬ومــا اشــتهر بــه مــن فكــر َن ِّيـ ٍـر‪ ،‬وموضوعيــة‬
‫فــي عــرض القضايــا ومناقشــتها‪ ،‬وامتــاك لناصيــة اللغــة وأســرارها‪ .‬ولذلــك صــار مــن المتعــارف‬
‫ـي يع ّبــر عــن رأي كاتبــه‪ ،‬وليــس شــر ًطا أن يع ّبــر‬
‫الصحفـ ّ‬ ‫عليــه فــي عالــم الصحافــة والنشــر ّ‬
‫أن العمــود ّ‬
‫عــن موقــف الصحيفــة‪.‬‬

‫حفــي بكاتبــه‪ ،‬وانتظامــه فــي الظهــور فــي الصحيفــة أو المجلــة كل‬


‫ّ‬ ‫الص‬
‫وبســبب ارتبــاط العمــود ّ‬
‫يــوم أو كل أســبوع فـ ّ‬
‫ـإن نو ًعــا مــن عالقــة المــو ّدة والتقديــر تنشــأ بيــن الكاتــب وقرائــه‪ ،‬خاصــة حيــن‬
‫يحــرص الكاتــب علــى المصداقيــة فــي الطــرح‪ ،‬والموضوعيــة فــي المعالجــة‪ ،‬وأن يكــون عـ ً‬
‫ـادل‬
‫وحريصــا علــى أن ينقــل للقــراء خالصــة تجربتــه أو فكــره مــن دون تح ّيــز أو ميــل‪.‬‬
‫ً‬ ‫وصاد ًقــا‪ ،‬وأمينًــا‬

‫ّ‬
‫إن قــراءة األعمــدة الصحفيــة ومتابعتهــا عــن كثــب تزيــد مــن وعــي القــارئ‪ ،‬وتكشــف لــه الكثيــر ممــا‬
‫يحــدث فــي مجتمعــه‪ ،‬وتجعلــه علــى علــم بمجريــات األمــور‪ ،‬وتضعــه أمــام تنويعــات مــن وجهــات‬
‫النظــر واألفــكار والتجارب‪.‬‬

‫حقوق الطبع © محفوظة لوزارة التربية والتعليم – دولة اإلمارات العربية المتحدة‬ ‫‪137‬‬
‫كتاب النصوص للصف ال ّتاسع‬

‫‪138‬‬ ‫حقوق الطبع © محفوظة لوزارة التربية والتعليم – دولة اإلمارات العربية المتحدة‬
‫يأّرلا ُصوصن ‪ -‬ةّيفحّصلا ُةدمعألا‬

‫*‬
‫س ِهم!‬
‫غياب َش ْم ِ‬
‫ِ‬ ‫العرب تس َّببوا يف‬
‫ُ‬
‫فاطمة املزروعي‬
‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ـم‬‫ـرب للحضــارة اإلنســان ّية م ـ ْن علــو ٍم ومخترعــات َو ُمنجــزات علم ّيــة‪ ،‬تنقسـ ُ‬ ‫النّظــر ُة لمــا ّقدَّ َم ـ ُه العـ ُ‬
‫ـال فــي الرقــي بالحضـ ِ‬ ‫ـكل ف ّعـ ٍ‬‫ـهم ْت بشـ ٍ‬ ‫ـن‪ :‬الفئـ ُة األولــى ِ‬ ‫إلــى فئتيـ ِ‬
‫ـارة‬ ‫ّ ّ‬ ‫أن الحضــار َة العرب ّيـ َة أسـ َ‬ ‫تؤمـ ُن َّ‬
‫مختلــف العلــو ِم‪ ،‬والفئــ ُة األُخــرى‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫تأســيس‬ ‫األكبــر فــي‬ ‫ور‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫اإلنســان ّي ِة‪،‬‬
‫ُ‬ ‫العــرب الــدّ ُ‬ ‫للعلمــاء‬ ‫وكان‬
‫ـارة اإلغريق ّيـ ِـة إلــى‬
‫كل مــا قــام بِـ ِـه العــرب هــو نقـ ُـل العلــو ِم ِمـن الحضـ ِ‬
‫َ‬ ‫ُ َ‬ ‫َ‬ ‫أن َّ‬ ‫تنكـ ُـر هــذا الفضـ َـل‪ ،‬وتدَّ عــي َّ‬
‫ـول‪:‬‬ ‫الع ْلـ ِم علــى المجتمــع» (برترانــد راســل) ا ّلــذي يقـ ُ‬ ‫ـاب «أثــر ِ‬ ‫ـف ِكتـ ِ‬ ‫ـرق‪ ،‬مثـ َـل مــا جــا َء بِـ ِـه مؤ ِّلـ ُ‬ ‫الشـ ِ‬
‫ّ‬
‫ـل المعـ ِ‬
‫ـادن‬ ‫ـاة‪ ،‬وفــي معرفـ ِـة كيف ّيـ ِـة تحويـ ِ‬ ‫ـير الحيـ ِ‬ ‫ـفة وإكسـ ِ‬ ‫ـاف حجـ ِـر الفالسـ ِ‬
‫َ‬
‫«العــرب رغبــوا فــي اكتشـ ِ‬
‫ُ‬
‫ِ‬
‫حقائق‬ ‫ـداف اكتشــفوا العديــدَ مــن‬ ‫ـوث وراء هـ ِـذ ِه األهـ ِ‬ ‫ـاء تَتب ِع ِهــم للبحـ ِ‬ ‫ِ‬ ‫الرخيصـ ِـة إلــى ذهـ ٍ‬
‫َ‬ ‫ـب‪ ،‬وفــي أثنـ ُّ‬ ‫ّ‬
‫ـت تقنياتُهــم بدائيـ ًة»‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫همــة َو ُمثبتــة‪ ،‬كمــا بق َيـ ْ‬‫يتوصلــوا إلــى أ ّيــة قوانيـ َن طبيع ّيــة ُم ّ‬ ‫الكيميــاء‪ ،‬لكن َُّهــم لــم ّ‬

‫المســلمي َن‬ ‫ـاء خصوصــا‪ ،‬ولــم يذ ُكــر أثــر العلمـ ِ‬


‫ـاء ال َعـ ِ‬ ‫(راســل) توجـه فــي حديثِـ ِـه نحــو الكيميـ ِ‬
‫ـرب أو ُ‬ ‫ْ َ ُ‬ ‫ْ‬ ‫ً‬ ‫َ‬ ‫ّ َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ـم َي ُك ـ ْن شــأن ُُهم‬
‫ـرب فــي مجــال الكيميــاء لـ ْ‬ ‫ـإن العـ َ‬ ‫ـك فـ ّ‬ ‫ـب أو الفيزيــاء أو الج ْبـ ِـر‪ ،‬ورغـ َ‬
‫ـم ذلـ َ‬ ‫فــي ال ِّطـ ِّ‬
‫ـبيل المثـ ِ‬
‫المهمـ َة لهــذا العلـ ِم‪ ،‬فعلــى سـ ِ‬
‫ـال‬ ‫ّ‬ ‫أسســوا الكيميــا َء‪ ،‬ووضعــوا القوانيـ َن الطبيع ّيـ َة‬ ‫قليـ ًـا‪ ،‬بـ ْـل َّ‬
‫ـان يعتبــر هــو م ـن نقـ َـل الكيميــاء ِم ـن كونِهــا مجــرد ِســح ٍر وشـ ٍ‬ ‫ِ‬
‫ـعوذة‪،‬‬ ‫ُ ّ َ ْ‬ ‫َ ْ‬ ‫ـي جابـ ُـر ب ـ ُن ح ّيـ َ ُ َ ُ َ َ ْ‬ ‫ـم العربـ ُّ‬ ‫العالـ ُ‬
‫ِ‬
‫األرض‪،‬‬ ‫ـط إلــى عل ـ ٍم عميـ ٍـق يدخـ ُـل فــي جـ ِ‬
‫ـوف‬ ‫ـور والتّحنيـ ِ‬‫كالصباغـ ِـة والعطـ ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬
‫ْأو صناعــات بســيطة ّ‬
‫كوناتِهــا‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ـاق المــا ّدة َو ُم ِّ‬‫ـدرس أعمـ َ‬
‫الســماء‪ ،‬ليـ َ‬ ‫ويصـ ُـل إلــى عنــان ّ‬
‫لهــذ ِه‬
‫ــل ِ‬ ‫الكيميــاء‪ ،‬ودرســها‪ ،‬ولكنّــه لــم يكُــن مجــرد ِ‬
‫ناق ٍ‬ ‫ِ‬ ‫قــر َأ جابــر المؤ ّل ِ‬
‫فــات اليونان ّيــ َة فــي‬
‫ُ ْ َ ْ ُ َّ َ‬ ‫َ‬ ‫ٌ‬
‫ِ‬
‫إن الفلـ ّـزات تتكـ ّـو ُن‬‫ـال‪ّ :‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ـح كثيـ ٍـر مـ َن النّظر ّيــات َ‬
‫الخطــأ‪ ،‬فقــد قـ َ‬ ‫ـات‪ ،‬بـ ْـل عــدّ َل‪ ،‬وقــا َم بتصحيـ ِ‬ ‫المؤ ّلفـ ِ‬
‫ـبة الكبريـ ِ‬‫ـن نسـ ِ‬ ‫ـاف الفلـ ّـز ِ‬ ‫ِ‬
‫ـت‬ ‫ات بتبا ُيـ ِ‬ ‫ـع الزئبـ ِـق‪ّ ،‬‬
‫وفسـ َـر اختـ َ‬ ‫ـل عنصـ ِـر الكبريــت مـ َ‬ ‫عــن طريـ ِـق تفاعـ ِ‬
‫ـات أرســطو َحـ ْـو َل‬ ‫ـح مــا جــاء فــي أحـ ِـد مؤ ّلفـ ِ‬
‫ـع هـ ِـذ ِه النّظر ّيـ َة رغبـ ًة فــي تصحيـ ِ‬
‫َ‬ ‫فــي ك ُِّل فلـ ٍّـز‪ ،‬إ ْذ وضـ َ‬
‫تكــو ِن الفلـ ّـز ِ‬
‫ات‪.‬‬ ‫ّ‬
‫ِ‬
‫للكيميــاء مــا‬ ‫األو َل‬ ‫الل ِ‬ ‫ــان إلــى ّ‬
‫بــن ح ّي َ‬ ‫ِ‬
‫جابــر ِ‬ ‫ت ِ‬
‫والمنهــج ّ‬
‫َ‬ ‫المرجــع‬
‫َ‬ ‫ــت‬
‫تينيــة‪ ،‬وبق َي ْ‬ ‫كتــب‬
‫ُ‬ ‫ــت‬
‫ُرج َم ْ‬
‫ألــف عــا ٍم‪ ،‬ودرســها مجموعــ ٌة مــن الكيميائييــن ِ‬
‫العظــا ِم ا ّلذيــن قــد تجــدُ أســما َء ُه ْم فــي‬ ‫يقــارب َ‬
‫ّ َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫ُ‬ ‫ُ ِ‬ ‫ِ‬
‫أمثــال (هولميــارد وكــراوس) و(ســارتون)‬ ‫تالميــذ لعالــ ٍم َع ٍّ‬
‫ربــي‪،‬‬ ‫رغــم أن َُّهــم‬
‫َ‬ ‫مدارســنا‪،‬‬ ‫ِ‬
‫مناهــج‬

‫*)جريدة الرؤية‪ 3 :‬ديسمبر ‪.2012‬‬

‫حقوق الطبع © محفوظة لوزارة التربية والتعليم – دولة اإلمارات العربية المتحدة‬ ‫‪139‬‬
‫كتاب النصوص للصف ال ّتاسع‬

‫ـون ِمـ ْن‬


‫أن تكـ َ‬‫مكـ ُن ْ‬‫أن ال ُك ُتــب ا ّلتــي أ ّل َفهــا جابــر ال ي ِ‬
‫ٌ ُ‬ ‫َ‬ ‫ـل ّ‬ ‫المذهـ ِ‬ ‫ِ‬
‫ث عــن جابـ ٍـر قائـ ًـا‪« :‬مـ َن ُ‬ ‫ا ّلــذي تحــدّ َ‬
‫ـرة مــا بهــا ِم ـن معلومـ ٍ‬
‫ـات!»‪ ،‬إ ًذا هـ ْـل‬ ‫ـرة‪ ،‬لكثرتِهــا ووفـ ِ‬ ‫ـرن ال ّثانــي ل ّلهجـ ِ‬ ‫ـاش فــي ال َقـ ِ‬ ‫َو ْض ـ ِع َر ُجـ ٍ‬
‫ـل عـ َ‬
‫ْ‬
‫والمســلمي َن‬ ‫ـاء العـ ِ‬ ‫ـان وغيــره مـن العلمـ ِ‬ ‫ـات ا ّلتــي اســتخد َمها جابـ ُـر بـ ُن ح ّيـ َ‬ ‫أن تكـ َ‬ ‫مكـ ُن ْ‬‫ي ِ‬
‫ـرب ُ‬ ‫ُُ َ ُ‬ ‫ـون التّقن ّيـ ُ‬ ‫ُ‬
‫ـال أبحا َث ِهــم ال ّطويلـ ِـة فــي َشـتّى العلــو ِم‬ ‫ـات بســيط ًة؟ ْأو هـ ْـل ُيرضــي العقـ َـل والمنطـ َـق أن ُّهــم خـ َ‬ ‫تقنيـ ٍ‬
‫ـت عنهــا الدّ كتــور ُة (زيغريــد‬ ‫ـات علم ّيـ ٍـة ُمثبتـ ٍـة؟! هـ ِـذ ِه النّقطـ ُة تحدّ َثـ ْ‬ ‫لــم يتوصلــوا إلــى حقائـ َـق ونظريـ ٍ‬
‫ّ‬
‫ُتب‬‫ـت‪« :‬إنّنــا نقــر ُأ ‪ %98‬مــن الك ِ‬ ‫ِ‬
‫الغرب«عندَ مــا قا َلـ ْ‬ ‫ـطع علــى‬ ‫ـرب تسـ ُ‬ ‫ـمس العـ ِ‬ ‫هونكــه) فــي كتابِهــا «شـ ُ‬
‫ـك اإلشــار َة‬ ‫ـرب‪ ،‬ومــا أســدو ُه إلينــا ِم ـ ْن ِع ْل ـ ٍم ومعرفـ ٍـة‪ّ ،‬إل تِلـ َ‬ ‫ـل العـ ِ‬ ‫وال نجــدُ فيهــا إشــار ًة إلــى فضـ ِ‬
‫دور ســاعي البريـ ِـد ا ّلــذي نقـ َـل ِ‬
‫إليه ُم ال ُّتـ َ‬ ‫ـاء العـ ِ‬ ‫أن دور العلمـ ِ‬
‫اليوناني‪.‬‬
‫َّ‬ ‫ـراث‬ ‫ـرب ال يتعــدّ ى َ‬ ‫العابــر َة إلــى ّ َ ْ َ ُ‬
‫ون علــى العا َل ـ ِم ِع ْل ًمــا وفنًــا وأد ًبــا وحضــارةً‪ ،‬كمــا أخــذوا‬ ‫ـرون ُي ِش ـ ّع َ‬
‫ـوال ثمانيـ ِـة ُقـ ٍ‬ ‫ـرب ظ ّلــوا طـ َ‬ ‫العـ ُ‬
‫ـراف بهــذا الفضـ ِ‬
‫ـل!»‪.‬‬ ‫ـرب االعتـ َ‬ ‫ُنكـ ُـر أورو ّبــا علــى العـ ِ‬ ‫بيـ ِـد أوروبــا‪ ،‬ونشــروا لــواء المدنيـ ِـة‪ُ ،‬ثــم ت ِ‬
‫َّ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬

‫فــإن كتا َبهــا َو ّجــ َه نقــدً ا الذ ًعــا ألورو ّبــا‪ ،‬عارضــ ًة‬‫األصــل والمنشــأِ‪َّ ،‬‬ ‫ِ‬ ‫أن (زيغريــد) ألمان ّيــ ُة‬ ‫ورغــم ّ‬
‫َ‬
‫ُ‬
‫ســتكون‬ ‫كيــف‬ ‫ــه‪ ،‬ولكنّنــي ال أدري‬ ‫أجمع ِ‬
‫ِ‬ ‫وأثــر ِه علــى العا َلــ ِم‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫المجيــد‬ ‫ِ‬
‫تاريخنــا‬ ‫ــو َل‬
‫َ‬ ‫الحقائــق َح ْ‬
‫َ‬
‫َ‬
‫شــون‬ ‫هم‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫رأت ّ‬ ‫ر ّد ُة فِ ْع ِلهــا إذا مــا ْ‬
‫فضــل ُعلمائهــم‪َ ،‬ويتجاهلون َُهــم‪َ ،‬و ُي ِّ‬ ‫نكــرون‬ ‫أنفســهم ُي‬
‫العــرب َ‬ ‫َ‬ ‫أن‬
‫ـرب تسـ ّببوا فــي‬ ‫ِ‬
‫ـف كتا ًبــا آخـ َـر بعنــوان «العـ ُ‬ ‫حضارت َُهــم َمفتونيـ َن بال ّثقافـ ِـة الغرب ّيـ ِـة‪ ،‬ال أكثـ َـر! ُر ّبمــا تُؤ ِّلـ ُ‬
‫شمســهم»‪.‬‬‫ِ‬ ‫غيـ ِ‬
‫ـاب‬

‫‪140‬‬ ‫حقوق الطبع © محفوظة لوزارة التربية والتعليم – دولة اإلمارات العربية المتحدة‬
‫يأّرلا ُصوصن ‪ -‬ةّيفحّصلا ُةدمعألا‬

‫*‬
‫طريقها‬
‫َ‬ ‫ُّ‬
‫تضل‬ ‫عادة ال‬
‫ُ‬ ‫الس‬
‫ّ‬
‫الظاهري‬
‫ناصر ّ‬

‫ــت ظِ َّلنــا‪،‬‬
‫كــم تب َع ْ‬
‫ــف! ْ‬‫ولــم نتو ّق ْ‬ ‫ِ‬
‫ولــم ننتبِــ ْه! ْ‬
‫كــم تع َّث ْرنــا بهــا فــي طريقنــا‪ْ ،‬‬ ‫الســعادةَ‪ْ ،‬‬ ‫كــم صاد ْفنــا َّ‬‫ْ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫أخذتْنــا مــن أيدينــا فــي ُظلمــات ال ُّطرقــات‪ ،‬وال ّليـ ُـل غيـ ُـر صديـ ٍـق‪ ،‬لكنَّنــا‬ ‫ـم َ‬ ‫ِ‬
‫ـت خل َفنــا! كـ ْ‬ ‫ـم نلتفـ ْ‬‫ولـ ْ‬
‫الســعاد ُة كنهـ ٍـر جـ ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ـار‪،‬‬ ‫ـم نحفـ ْـل بهــا! ّ‬ ‫هر ْبنــا منهــا‪ ،‬خ ْفنــا منهــا ْأو ســا َقتْنا أقدا ُمنــا لمناطـ ِـق العتمــة‪ ،‬ولـ ْ‬ ‫َ‬
‫والســعاد ُة قــد تأتــي كمطـ ٍـر‬ ‫ِ‬
‫ـوق لجيرانــه ّإل الخيـ َـر‪ ،‬وال تعـ ُ‬‫ِ‬
‫المحاذي ـ ُة َل ـ ُه األذى‪ّ ،‬‬ ‫ـوت ُ‬ ‫ـرف البيـ ُ‬ ‫ال يسـ ُ‬
‫غمــرة ِمــ ْن ٍ‬
‫نــور‬ ‫ٍ‬ ‫األمــور إلــى‬ ‫يحــو ُل‬ ‫ِ‬
‫والحيــاة‪ ،‬وفجــأ ًة‬ ‫ِ‬
‫الفــرح‬ ‫ِ‬
‫باتجــاه‬ ‫ِ‬
‫األشــياء‬ ‫ــظ ك َُّل‬ ‫نهمــر‪ِ ،‬‬
‫يوق ُ‬ ‫ٍ‬ ‫ُم‬
‫َ‬ ‫ِّ‬
‫ـور‪.‬‬‫ـرور وحبـ ٍ‬ ‫وسـ ٍ‬

‫وخريــف‬
‫َ‬ ‫الوقــت‪،‬‬
‫َ‬ ‫ــط‬ ‫ٍ‬
‫عجــوز‪ ،‬تتأ ّب ُ‬ ‫تحــت َقدَ مــي‬
‫َ‬ ‫ٍ‬
‫صغيــرة‬ ‫ٍ‬
‫زاويــة‬ ‫أن تجدَ هــا فــي‬ ‫الســعاد ُة يمكــ ُن ْ‬
‫ّ‬
‫ـوع قاتـ ٌـل‪،‬‬‫أن الجـ َ‬ ‫المتبقي ـ َة ِم ـ ْن حياتِهــا‪ ،‬غيـ َـر ّ‬ ‫أن تســو َم الوج ـ َه ْأو تُسـ ِ‬
‫ـاو َم األ ّيــا َم ُ‬ ‫ال ُعمـ ِـر‪ ،‬وال تريــدُ ْ‬
‫ـي فــي حقيقـ ِـة األمـ ِـر تمــدُّ‬ ‫ـرار واألبنـ ِ‬
‫ـاء واألبـ ِ‬ ‫ـن ِمـن األوفيـ ِ‬
‫ـك‪ ،‬وهـ َ‬‫ـاء‪ ،‬يجع ُلهــا تمــدُّ يدَ هــا َلـ َ‬ ‫الزمـ ِ َ‬‫َو ُخلـ ّـو ّ‬
‫ـك تفقدُ هــا‪.‬‬ ‫بصير َتـ َ‬
‫َ‬ ‫ـك ُيخطِ ُئهــا‪ ،‬وال‬
‫الســعادةَ‪ ،‬فــا تجعـ ْـل قل َبـ َ‬ ‫ّ‬

‫ـك ك َُّل‬ ‫ـم أنّهــا تحمـ ُـل لـ َ‬ ‫وجههــا‪ ،‬رغـ َ‬‫ـاب فــي ِ‬ ‫ِ‬
‫ـك توصــدُ البـ َ‬ ‫ـك‪ ،‬لكنّـ َ‬ ‫ـاب بيتِـ َ‬
‫ـرق بـ َ‬ ‫الســعاد ُة أحيا ًنــا‪ ،‬تطـ ُ‬ ‫ّ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ـم ينهــز ْم بخجلــه وحاجتــه‪ ،‬مــاذا َلـ ْـو‬ ‫ـت الق ّط ـ َة تدخـ ُـل‪ْ ،‬أو َ‬ ‫الخيـ ِـر‪ ،‬مــا ضـ ّـر َك َلـ ْـو تر ْكـ َ‬
‫ـحا ُذ َلـ ْ‬ ‫ذاك ّ‬
‫الشـ ّ‬
‫ـك ُمشــر ًعا‬ ‫ـوت الجيـ ِ‬
‫ـران خيـ ًـرا كثيـ ًـرا‪ ،‬مــا ضـ ّـر َك َلـ ْـو تر ْكـ َ‬
‫ـت با َبـ َ‬ ‫ـواب بيـ ِ‬ ‫ـك ألبـ ِ‬ ‫ـاب بيتِـ َ‬‫ـت ِمـ ْن بـ ِ‬ ‫أخرجـ َ‬
‫ْ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫أزاح مـ ْن طريقـ َ‬
‫ـك َه ًّمــا ْأو‬ ‫ـك الكثيـ ُـر من ُْهــم بســم ًة ْأو ِر ًضــا ْأو َ‬ ‫فــي وجــوه َخ ْلـ ِـق ال ّلــه‪ ،‬فر ّبمــا حمـ َـل لـ َ‬
‫ـك ثان ًيــا؟‬ ‫أول‪ ،‬ولبيتِـ َ‬
‫ـك ً‬ ‫ـت الســعاد َة مــن الدّ خـ ِ‬
‫ـول لقلبِـ َ‬ ‫ـم من ْعـ َ ّ‬
‫ِ‬
‫عثــرةً‪ ،‬لـ َ‬

‫ـنان لبن ّيـ ٍـة‪،‬‬


‫تبتســم َعـن أسـ ٍ‬
‫َ ْ‬
‫ـف زغزغـ ِـة خواصـ ِـر صبيـ ٍـة لِ ِ‬
‫ّ‬ ‫ـل ْأو خلـ َ‬ ‫ـئ فــي ِضحكـ ِـة طفـ ٍ‬ ‫الســعاد ُة قــد تَختبـ ُ‬‫ّ‬
‫ِ‬
‫ـك بِ ُرعــاف الحبـ ِـر‪ ،‬وزهـ ِـو القل ـ ِم‬ ‫ـت طري َقهــا‪ ،‬و َت َع ّثـ َـر بريدُ هــا‪ ،‬لتأتيـ َ‬ ‫ٍ‬
‫ـاح رســالة ض ّلـ ْ‬ ‫ـب جنـ َ‬ ‫وقــد تركـ ُ‬
‫ـرذاذ ِمـ ْن‬
‫ـك بـ ٍ‬
‫ـرف‪ُ ،‬مظ ِّل َلـ ًة َ‬
‫رأسـ َ‬ ‫ـب تُرفـ ُ‬ ‫كل عصافيـ ِـر القلـ ِ‬ ‫ـك‪ ،‬وفجــأ ًة ُّ‬‫ـب مــا يســطرون‪ ،‬تص ُلـ َ‬ ‫حيـ َن يكتـ ُ‬
‫الســعاد َة تُســابِ ُق ُخطـ َ‬
‫ـاك‪ ،‬تريــدُ‬ ‫ـت ّ‬ ‫ـذر َت‪ ،‬لِ َمـ ْن وفيمــا أخطـ ْـأ َت‪ ،‬وجع ْلـ َ‬ ‫الضيـ ُـر إن اعتـ ْ‬
‫ـرد‪ ،‬مــا ّ‬ ‫مــاء البـ ِ‬
‫ْ‬
‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬
‫ـع‬‫الرضــا تعبـ ُـق فــي األرجــاء‪ ،‬ومنـ َ‬ ‫رأس انحنــى بكبريــاء‪ ،‬وجعـ َـل رائحـ َة م ْســك ِّ‬ ‫ـع ُق ْبلـ ًة علــى‬
‫أن تطبـ َ‬ ‫ْ‬
‫الشـ ِ‬
‫ـيطان‪.‬‬ ‫ـن ّ‬ ‫ـمس عـ ِ‬ ‫ّ‬
‫الشـ َ‬

‫*)جريدة االتحاد‪ 20 ،‬يناير ‪.2016‬‬

‫حقوق الطبع © محفوظة لوزارة التربية والتعليم – دولة اإلمارات العربية المتحدة‬ ‫‪141‬‬
‫كتاب النصوص للصف ال ّتاسع‬

‫وحــس‬
‫ُّ‬ ‫ِ‬
‫القلــب‪،‬‬ ‫َــت ســعاد ُة‬
‫ــت‪ ،‬كان ْ‬‫إن َف ِر َح ْ‬‫ــت ْ‬‫القلــب‪ ،‬واألُ ْخ ُ‬
‫ِ‬ ‫َــت ســعاد ُة‬
‫َــت‪ ،‬كان ْ‬‫إن َض ِحك ْ‬ ‫األُ ُّم ْ‬
‫بعز ِهمــا‪ ،‬كا َنـ ْ‬
‫ـت‬ ‫ذكر ِهمــا‪َ ،‬ومشــيدً ا ِّ‬
‫ـي ح ًّيــا بِ ِ‬ ‫واألب ا ّلــذي ِ‬
‫تفتقــدُ ‪ْ ،‬‬ ‫ِ‬ ‫البيـ ِ‬
‫ـت الكبيـ ِـر بالجــدِّ الغائـ ِ‬
‫إن بقـ َ‬ ‫ـب‬
‫ســعاد ُة القلـ ِ‬
‫ـب‪.‬‬

‫ِ ِ‬ ‫ـير لمدينتِـ َ‬ ‫تدخـ َـل موطِنَـ َ‬ ‫َأ ْن ُ‬


‫ـب‪ ،‬وال تجع ُل ـ ُه فــي مكانــه‪ّ ،‬‬
‫ثم ـ َة‬ ‫ـك ســعاد ٌة تجلــو القلـ َ‬ ‫ـك‪ ،‬تلـ َ‬ ‫ـك‪ْ ،‬أو تسـ َ‬
‫ـك وحــدَ َك‪ ،‬تريــدُ ك ُُّل الموجـ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬
‫ـودات‬ ‫ـع لـ َ‬ ‫ـوك للتّحليـ ِـق فــي َفضــاء تشـ ُ‬
‫ـعر أ ّنـ ُه ال يتّسـ ُ‬ ‫أجنحـ ٌة كثيــر ٌة تدعـ َ‬
‫ـاك حقـ ٌ‬
‫ـول خضــرا ُء ال يحدُّ هــا ال َبصـ ُـر‪ ،‬هــي‬ ‫الســعادةَ‪َ ،‬و ُهنـ َ‬
‫ـع عـ ْـذ ٌب ُي َسـ ّـمى ّ‬ ‫ـك‪َ ،‬ف ُهنـ َ‬
‫ـاك نبـ ٌ‬ ‫أن تطيـ َـر م َعـ َ‬‫ْ‬
‫ـك!‬ ‫ـض َع ْينَ ْيـ َ‬‫الســعادةُ‪ ..‬فــا ُت ْغ ِمـ ْ‬ ‫ّ‬

‫‪142‬‬ ‫حقوق الطبع © محفوظة لوزارة التربية والتعليم – دولة اإلمارات العربية المتحدة‬
‫يأّرلا ُصوصن ‪ -‬ةّيفحّصلا ُةدمعألا‬

‫*‬
‫رسالةٌ ساميةٌ‬
‫مرمي مسعود ّ‬
‫الشحي‬

‫العالمــي‪ ،‬اليــو ِم ا ّلــذي‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬


‫ِّ‬ ‫ّمريــض‬ ‫ــم بيــو ِم الت‬ ‫فــي ال ّثانــي َع َش َــر مــ ْن مايــو مــ ْن ك ُِّل عــا ٍم يحتفــي العا َل ُ‬
‫ِ‬ ‫ـاءة مــن النّـ ِ‬ ‫ـذه الفئـ ِـة المعطـ ِ‬ ‫ـادة بهـ ِ‬‫ي َخصــص لإلشـ ِ‬
‫ـس‬ ‫أي ليـ َ‬ ‫ـس مهنـ ًة بحــدِّ ذاتهــا‪ْ ،‬‬ ‫ـض ليـ َ‬ ‫ـاس‪ ،‬فالتّمريـ ُ‬ ‫ُ َّ ُ‬
‫ـاح الباكـ ِـر‪ ،‬وتعــو ُد إليـ ِـه‬
‫الصبـ ِ‬ ‫ِ‬
‫ـك مـ ْن أجلهــا فــي ّ‬
‫ـادر بي َتـ َ ِ‬ ‫ِ‬
‫ـن ا ّلتــي تُغـ ُ‬
‫ـط ِ‬
‫كالم َهـ ِ‬ ‫ـش فقـ ْ‬ ‫ـب العيـ ِ‬ ‫مهنـ ًة لكسـ ِ‬
‫ـت‬ ‫تراكمـ ْ‬ ‫ـات ُر ّبمــا تكـ ُ‬
‫ـون‬ ‫أوراق ومعامـ ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫ـك مــن‬ ‫ـون قــد أنجـ ْـز َت مــا فا َتـ َ‬ ‫إ ّمــا مســا ًء ْأو عصـ ًـرا‪ ،‬وتكـ ُ‬
‫َ‬ ‫َ ُ‬
‫نقســم بي ـن جمـ ٍ‬
‫ـاد َو َب َشـ ٍـر‪،‬‬ ‫ذاك الفعـ ُـل اإلنســاني اليومــي الم ِ‬ ‫ـض هــو َ‬ ‫ـل التّمريـ ُ‬‫ـك‪ ،‬ال‪ ،‬بـ ِ‬‫علــى مكتبِـ َ‬
‫ُ َ‬ ‫ُّ ُ‬ ‫ُّ‬
‫ـاني بيـ َن‬‫ـض‪ ،‬وإنسـ ٍّ‬ ‫ـات التّغييـ ِـر فــي َجسـ ِـد ك ُِّل َمريـ ٍ‬ ‫ـات وإحصائيـ ِ‬
‫ّ‬
‫ـاألوراق والفحوصـ ِ‬ ‫ِ‬ ‫جمـ ٍ‬
‫ـاد ُمتم ِّثـ ٍ‬
‫ـل بـ‬
‫وتفاعلـ ِـه مــا تأخـ ُـذ‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫الم َمـ ِّـر ِ‬
‫ض‬ ‫روح ُ‬‫ـات بشــر ّي ٍة وأوجــا ٍع تأخـ ُـذ ِم ـ ْن ِ‬ ‫آهـ ٍ‬

‫ـي‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ـون ماهي ـ َة تلـ َ‬ ‫ِ‬


‫جتمعنــا ال يعـ َ‬ ‫كثيـ ٌـر ِمنّــا‪ ،‬وكثيـ ٌـر فــي ُم‬
‫الســامية بحـ ٍّـق‪ْ ،‬أو بشــكلها الحقيقـ ِّ‬ ‫ـك المهنــة ّ‬
‫ـض‬ ‫ـون بـ ّ‬
‫ـأن التّمريـ َ‬ ‫فبعض ُهــم يدّ عـ َ‬‫واألوراق‪ُ ،‬‬ ‫ِ‬ ‫نقس ـ ِم كمــا أســل ْف ُت بي ـن حــي وميـ ٍ‬
‫ـت‪ ،‬بي ـ َن ال َب َشـ ِـر‬ ‫الم ِ‬
‫َ ٍّ‬ ‫ُ‬
‫ـك الصــور ُة البائسـ ُة ا ّلتــي ُت َق ِّلـ ُـل مــن شــأنِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ـط فــي خدمــة المريـ ِ‬ ‫ـب فقـ ْ‬ ‫ِ‬
‫ـض وأهلــه‪ ،‬تلـ َ ّ‬ ‫مهنـ ٌة ســهل ٌة تنصـ ُّ‬
‫ـن للتّخ ّلــي عنهــا ْأو‬ ‫ـاء الوطـ ِ‬ ‫ـط دفعــت الكثيــر مــن أبنـ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ُحج ُمـ ُه داخـ َـل إطـ ِ‬ ‫التّمريـ ِ‬
‫َ‬ ‫ـار الخدمــة فقـ ْ َ‬ ‫ـض‪ ،‬وت ّ‬
‫ـاه نحوهــا مــن البـ ِ‬
‫ـدء‪.‬‬ ‫عــد ِم االتّجـ ِ‬
‫َ‬

‫ـكل كبيـ ٍـر‪ ،‬فنســب ُة المواطني َن‬ ‫ـن بشـ ٍ‬ ‫ـي والمواطـ ِ‬ ‫ـض فــي الدّ ولـ ِـة مهنـ ٌة تفتقـ ُـر إلــى الـ ِ‬
‫ـكادر المح ّلـ ِّ‬ ‫فالتّمريـ ُ‬
‫ـن عــن دراسـ ِـة‬ ‫ـزوف المواطـ ِ‬ ‫فــي هـ ِـذ ِه المهنـ ِـة ال تتعــدّ ى الخمس ـ َة فــي المئـ ِـة مــن العاملي ـ َن بهــا‪ ،‬وعـ ُ‬
‫ـت ســاب ًقا النّظــر ُة الدّ ون ّيـ ُة ا ّلتــي‬ ‫ِ‬ ‫التّمريـ ِ‬
‫أوضحـ ُ‬
‫ْ‬ ‫ـباب كثيــرةٌ‪ ،‬منهــا كمــا‬ ‫ـم العمـ ُـل بــه َلـ ُه أسـ ٌ‬
‫ـض‪ ،‬ومـ ْن َثـ َّ‬
‫ِ‬
‫ـادي ا ّلــذي‬‫ـب المـ ِّ‬ ‫المتع ِّلـ ُـق بالجانـ ِ‬ ‫ـم ر ّبمــا الجــز ُء َ‬
‫اآلخـ ُـر ُ‬ ‫ـع علــى عاتـ ِـق المجتمـ ِع ُ‬
‫تغييرهــا‪َ ،‬ومـ ْن َثـ َّ‬ ‫يقـ ُ‬
‫ـرب الكثيـ ُـر نحـ َـو المهــا ِّم اإلدار ّيـ ِـة؛ ألنّهــا أقـ ُّـل‬ ‫ِ‬
‫ـذول فــي َن َظـ ِـر بعض ِهــم‪ ،‬فيهـ ُ‬ ‫ال يــوازي الجهــدَ المبـ َ‬
‫جهــدً ا‪ ،‬وأكثـ ُـر مــادةً‪.‬‬

‫*)جريدة االتحاد‪ 20 ،‬يناير ‪.2016‬‬

‫حقوق الطبع © محفوظة لوزارة التربية والتعليم – دولة اإلمارات العربية المتحدة‬ ‫‪143‬‬
‫كتاب النصوص للصف ال ّتاسع‬

‫‪144‬‬ ‫حقوق الطبع © محفوظة لوزارة التربية والتعليم – دولة اإلمارات العربية المتحدة‬
‫صوص‬
‫ُ‬ ‫ال ّن‬
‫املعلوماتي ُة‬
‫ّ‬

‫‪145‬‬
‫كتاب النصوص للصف ال ّتاسع‬

‫‪146‬‬
‫ةّيتامولعملا ُصوصّنلا‬

‫املعلوماتي ُة‬
‫ّ‬ ‫صوص‬
‫ُ‬ ‫ال ّن‬

‫ُت َعــدُّ معرفــة نــوع النــص المقــروء مــن أهــم اإلســتراتيجيات ا ّلتــي تســاعد القــارئ علــى فهــم‬
‫النصــوص‪ ،‬والتن ّبــه إلــى النقــاط الجوهريــة فيهــا‪ ،‬والتعمــق فــي أفكارهــا ومضامينهــا؛ فقــراءة قصيــدة‬
‫الشــعر تختلــف عــن قــراءة قصــة‪ ،‬وهــذه تختلــف عــن قــراءة نــص معلوماتــي‪ ،‬فلــكل نــوع مــن‬ ‫مــن ِّ‬
‫ِ‬
‫النصــوص الطريقــة ا ّلتــي تناســبه‪ ،‬وتناســب الغايــات ا ّلتــي مــن أجلهــا كُتـ َ‬
‫ـب‪ ،‬وبســببها يقرؤهــا القراء‪.‬‬

‫وتنو ًعــا فــي عصرنــا الحاضــر‪ ،‬ومعظــم‬


‫انتشــارا ّ‬
‫ً‬ ‫ويعــد النــص المعلوماتــي مــن أكثــر النصــوص‬
‫النــاس يعتمــدون عليــه فــي حياتهــم اليوميــة فــي أبســط األمــور وأكثرهــا تعقيــدً ا؛ فعلــى ســبيل المثــال‬
‫ال الحصــر‪ ،‬كلنــا نحتــاج أن نعــرف حالــة الطقــس‪ ،‬أو مواعيــد الصــاة‪ ،‬أو مواعيــد الرحــات فــي‬
‫المطــارات للمســافرين‪ ،‬أو موقــع مؤسســة مــا نــود أن نزورهــا‪ ،‬فمثــل هــذه الجــداول والخرائــط‬
‫نصوصــا معلوماتيــة‪ ،‬فمــا النــص المعلوماتــي؟ ومــا الفــرق بينــه وبيــن ســائر النصــوص؟‬
‫ً‬ ‫تســمى‬

‫النــص المعلوماتــي‪ :‬هــو أي نـ ٍّ‬


‫ـص هدفــه أن ُيقــدّ م معلومــات للقــارئ بطريقــة مباشــرة وواضحــة‪،‬‬
‫تتصــف بالدقــة‪ ،‬وتعتمــد علــى األدلــة العلميــة والحقائــق‪ .‬وألن هــدف النــص المعلوماتي هــو تقديم‬
‫المعلومــات فإنــك ســتجده فــي مجــاالت العلــوم والفنــون ك ّلهــا‪ ،‬كالفيزيــاء‪ ،‬والكيميــاء‪ ،‬والطــب‪،‬‬
‫والرياضــة‪ ،‬والصحــة‪ ،‬والبيئــة‪ ،‬والجغرافيــا‪ ،‬والتاريــخ‪ ،‬واللغــة‪ ،‬والرســم‪ ،‬وتطويــر الــذات‪ ،‬وغيرها‪.‬‬

‫وأكثــر مــا تجــد النصــوص المعلوماتيــة فــي المعاجــم‪ ،‬والموســوعات‪ ،‬واألطالــس‪ ،‬وكتــب التعليــم‪،‬‬
‫والكتــب المدرســية علــى اختالفهــا‪ ،‬والخرائــط‪ ،‬والمقــاالت العلميــة ا ّلتــي تنشــر فــي المجــات‪،‬‬
‫كمــا نــرى فــي مجلــة (ناشــيونال جيوغرافيــك) علــى ســبيل المثــال‪.‬‬

‫وأهــم مــا يم ّيــز النصــوص المعلوماتيــة اعتمادهــا علــى الحقائــق واألرقــام‪ ،‬ونتائــج الدراســات‬
‫العلميــة‪ ،‬ولذلــك يعتمــد تقييــم النــص المعلوماتــي علــى الصحــة والدقــة فــي نقــل المعلومــات‪،‬‬
‫والتوثيــق العلمــي ا ّلــذي يحيــل إلــى المصــادر‪ ،‬وعلــى ِ‬
‫الجــدّ ة والتحديــث‪ ،‬فــا ينقــل النــص نتائــج‬
‫دراســات قديمــة‪ ،‬ويتــرك الحديثــة منهــا‪.‬‬

‫ولكتابــة النصــوص المعلوماتيــة أصــول وطــرق معتمــدة‪ ،‬فــا يجــوز للكاتــب أن يتصــدى لكتابــة‬
‫نــص معلوماتــي مــن دون أن يلتــزم بهــذه األصــول التزا ًمــا تا ًّمــا‪ .‬وقــد تطـ ّـورت طــرق كتابــة النصوص‬

‫حقوق الطبع © محفوظة لوزارة التربية والتعليم – دولة اإلمارات العربية المتحدة‬ ‫‪147‬‬
‫كتاب النصوص للصف ال ّتاسع‬

‫المعلوماتيــة فــي العصــر الحديــث‪ ،‬وصــار المؤلفــون يعتمــدون علــى وســائل كثيــرة تســاعد القــارئ‬
‫علــى فهــم المعلومــات‪ ،‬وتنظيمهــا‪ ،‬وحفظهــا‪ ،‬وتذكرهــا‪ ،‬كالجــداول‪ ،‬والقوائــم‪ ،‬واألشــكال‬
‫والرســومات التوضيحيــة‪ ،‬والصــور‪.‬‬

‫ّ‬
‫إن قــراءة النصــوص المعلوماتيــة تتطلــب مــن القــارئ االنتبــاه‪ ،‬والتدقيــق‪ ،‬وإعــادة تنظيــم المعلومات‬
‫بمــا يناســب أغراضــه الخاصــة‪ ،‬وهــي مــن أكثــر المهــارات أهميــة للطــاب‪ ،‬خاصــة فــي المرحلــة‬
‫الجامعيــة‪.‬‬

‫‪148‬‬ ‫حقوق الطبع © محفوظة لوزارة التربية والتعليم – دولة اإلمارات العربية المتحدة‬
‫ةّيتامولعملا ُصوصّنلا‬

‫*‬
‫ياحي‬
‫ِّ‬ ‫الس‬ ‫ستقبليةٌ ِ‬
‫للقطاعِ ّ‬ ‫ّ‬ ‫رؤيةٌ ُم‬
‫جريدة اال ّتحاد‬

‫ِ‬
‫تطويــر‬ ‫ــة وأولوي ِ‬
‫ــة‬ ‫ّحــدة مــدى أهمي ِ‬
‫ِ‬ ‫المت‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫الرشــيد ُة لدولــة اإلمــارات العرب ّيــة ُ‬ ‫تَعــي القيــاد ُة ّ‬
‫تؤه ُلهــا لتكـ َ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬
‫ـون‬ ‫مقومــات ضخمـ ًة‪ِّ ،‬‬ ‫ـك ّ‬ ‫أن الدّ ولـ َة تمتلـ ُ‬ ‫خصوصــا ّ‬
‫ً‬ ‫ـياحي‪،‬‬
‫السـ ِّ‬ ‫وتنشــيط القطــا ِع ّ‬
‫المم ّيـ ُـز‬
‫ـي ُ‬ ‫ـع الجغرافـ ُّ‬ ‫أجمعـ ِـه‪ ،‬ومـ ْن ِ‬
‫أبرزهــا الموقـ ُ‬
‫ِ‬ ‫ـات السـ ِ‬
‫ـياحة فــي العا َلـ ِم‬ ‫ّ‬
‫ـرز وجهـ ِ‬ ‫إحــدى أبـ ِ‬
‫ـن واالسـ ِ‬ ‫ِ‬
‫ـتقرار ا ّلــذي‬ ‫ا ّلــذي حباهــا ال ّلـ ُه بِــه‪ ،‬والبِنــى التّحت ّيـ ُة الحديثـ ُة ّ‬
‫الصلبـ ُة‪ ،‬فضـ ًـا عــن األمـ ِ‬
‫ف ا ّلتــي‬ ‫ـاب والتّطــر ِ‬‫ـط موجـ ِـة اإلرهـ ِ‬ ‫اح‪ ،‬الس ـ ّيما وسـ َ‬ ‫للس ـ ّي ِ‬ ‫ـل الجـ ِ‬ ‫ـرز عوامـ ِ‬ ‫ُي َعــدُّ أحــدَ أبـ ِ‬
‫ّ‬ ‫ـذب ّ‬
‫ـف بالعديـ ِـد ِم ـ ْن مناطـ ِـق اإلقلي ـ ِم والعا َل ـ ِم‪.‬‬ ‫تعصـ ُ‬

‫الوطنــي القائــ ِم علــى‬ ‫ِ‬


‫لالقتصــاد‬ ‫ِ‬
‫اعمــة‬ ‫ِ‬
‫طاعــات الدّ‬ ‫أبــرز ِ‬
‫الق‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ــياحة أحــدَ‬ ‫الس‬ ‫ِ‬
‫ِّ‬ ‫طــاع ّ‬
‫عتبــر ق ُ‬ ‫َو ُي ُ‬
‫ـات القـ ِ‬‫ـل ثمانينيـ ِ‬ ‫ـادي ا ّلتــي اعتمدَ تْهــا الدّ ولـ ُة منـ ُـذ أوائـ ِ‬ ‫ِ‬
‫ـرن الماضــي‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫سياســات التّنويـ ِع االقتصـ ِّ‬
‫ـان‬ ‫ـلطان ِ‬
‫آل نه ّيـ َ‬ ‫ـيخ زايــدُ ب ـ ُن سـ َ‬ ‫ـإذن ال ّلـ ِـه‪ّ -‬‬
‫الشـ ُ‬ ‫ووضــع ُأسســها الوالِــدُ القائــدُ ‪-‬المغفــور َل ـه بـ ِ‬
‫ُ ُ‬ ‫َ َ‬
‫ـيخ خليفـ ُة بـ ُن زايـ ٍـد‬ ‫الشـ ُ‬ ‫ـمو ّ‬ ‫السـ ِّ‬ ‫ـب ّ‬
‫ِ‬
‫وتطويرهــا اليــو َم صاحـ ُ‬ ‫َ‬ ‫تعزيزهــا‬
‫َ‬ ‫ِ‬
‫ويواصـ ُـل‬ ‫‪-‬رحمــه ال ّلــه‪،‬‬
‫ِ‬
‫الماضية‬ ‫ط كبيـ ٍـر فــي مســيرتِها التّنمو ّيـ ِـة‬ ‫ان‪-‬حفظــه ال ّلــه‪ -‬مــا م ّكـن الدّ ولـ َة ِمـن َق ْطـ ِع َشــو ٍ‬ ‫ِ‬
‫آل نه ّي َ‬
‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫ِ‬
‫ـأدوات اإلبــدا ِع‬ ‫ِ‬
‫ـتدامة‪َ ،‬و ُمتس ـ ّل ٍح بـ‬ ‫ـادر علــى االسـ‬ ‫ـاد قائ ـ ٍم علــى المعرفـ ِـة‪ ،‬وقـ ٍ‬ ‫ـاء اقتصـ ٍ‬ ‫نحــو بِنـ ِ‬
‫َ‬
‫واالبتـ ِ‬
‫ـكار‪.‬‬
‫ـرة‪ ،‬بشـ ِ‬
‫ـهادة‬ ‫ـنوات األخيـ ِ‬
‫ـت للنّ َظـ ِـر فــي السـ ِ‬ ‫ـكل الفـ ٍ‬‫ـي بشـ ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ّ‬ ‫الســياحة اإلماراتـ ُّ‬ ‫ـاع ّ‬‫وقــد ازدهـ َـر قطـ ُ‬
‫ِ‬
‫القيــادة‬ ‫ِ‬
‫وتوجيهــات‬ ‫بفضــل رؤى‬ ‫ِ‬ ‫َ‬
‫وذلــك‬ ‫ــرات العالمي ِ‬
‫ــة‪،‬‬ ‫والمؤش ِ‬ ‫ِّ‬ ‫ِ‬
‫المحافــل‬ ‫ِ‬
‫العديــد مــ َن‬
‫ّ‬
‫ـت‬ ‫ـان‪ ،t‬ح ّتــى با َتـ ِ‬ ‫آل نه ّيـ َ‬‫ـيخ خليفـ ُة بـ ُن زايـ ٍـد ِ‬ ‫الشـ ُ‬‫ـمو ّ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫السـ ِّ‬
‫ـب ّ‬ ‫الرشــيدة‪ ،‬وعلــى رأســها صاحـ ُ‬ ‫ّ‬
‫ـرة جهــودٍ‬ ‫ـياحة العالميـ ِـة‪ ،‬ب َل َغ ْتـه الدّ ولـ ُة كثمـ ِ‬
‫ـارات تحظــى بموقـ ٍع متميـ ٍـز علــى خريطـ ِـة السـ ِ‬ ‫اإلمـ ُ‬
‫ّ َ ُ‬ ‫ّ‬ ‫ُ ّ‬
‫ِ ِ‬ ‫ـتثمارات ســخ ّي ٍة َب َذ َلتْهــا مــن أجـ ِ‬
‫ٍ‬ ‫حثيثـ ٍـة‪ ،‬واسـ‬
‫ـياحي‪.‬‬
‫السـ ِّ‬ ‫ـل تطويـ ِـر قطاعهــا ّ‬
‫ِ‬ ‫َو ِض ْمـ َن هــذا اإلطـ ِ‬
‫مؤخـ ًـرا‪ ،‬وا ّلتــي‬ ‫والسـ َف ِر العالمـ ِّ‬
‫ـي» َّ‬ ‫الســياحة َّ‬
‫ـس ّ‬‫ـات «مجلـ ِ‬
‫ـار‪ ،‬جــا َء ْت تو ّقعـ ُ‬
‫ـتصل إلــى نحـ ِـو‪ 128.3‬مليـ ِ‬
‫ـار دره ـ ٍم‬ ‫ـياحة فــي اإلمـ ِ‬
‫ـارات سـ ُ‬ ‫ـدات ِقطــا ِع السـ ِ‬ ‫أن عائـ ِ‬ ‫أ ّكــدَ ْت ّ‬
‫ّ‬

‫الساعة»الصادرة عن مركز اإلمارات للدراسات والبحوث االستراتيجية‪ 01 ،‬أبريل ‪.2016‬‬


‫*) جريدة االتحاد‪ ،‬اإلمارات اليوم‪ ،‬عن نشرة «أخبار ّ‬

‫حقوق الطبع © محفوظة لوزارة التربية والتعليم – دولة اإلمارات العربية المتحدة‬ ‫‪149‬‬
‫كتاب النصوص للصف ال ّتاسع‬

‫ـار درهـ ٍم في عــا ِم ‪،2015‬‬


‫ـع ‪ 123.9‬مليـ َ‬ ‫خـ َ‬
‫ـال العــا ِم الجــاري‪ ،‬بنمـ ٍّـو َقــدْ ُر ُه ‪ُ %3.55‬مقارنـ ًة مـ َ‬
‫القطــا ِع الســياحي إلــى ‪ 213.4‬مليــار درهـ ٍم بحلـ ِ‬
‫ـول عــا ِم ‪.2026‬‬ ‫ـدات ِ‬
‫لتصـ َـل عائـ ُ‬
‫َ‬ ‫ِّ‬ ‫ّ‬
‫ـرق‬ ‫الشـ ِ‬ ‫ِ‬
‫منطقة ّ‬ ‫أن اإلمـ ِ‬
‫ـارات تَصــدَّ َر ْت َ‬
‫دول‬ ‫ـات االقتصاد ّيـ ُة للمجلـ ِ‬
‫ـس إلــى ّ‬ ‫ت البيانـ ُ‬‫كمــا أشــار ِ‬
‫َ‬
‫ـال‬ ‫ِ‬
‫ـال فــي الدّ ولــة خـ َ‬ ‫ِ‬
‫ـراض التّرفيــه واألعمـ ِ‬
‫اح الدّ ول ّييـ َن ألغـ ِ‬
‫السـ ّي ِ‬ ‫ـث إنفـ ُ‬ ‫ِ‬
‫ـط مـ ْن حيـ ُ‬ ‫األوسـ ِ‬
‫ـاق ّ‬
‫األو ِل‬ ‫ِ‬
‫المركــز ّ‬ ‫َ‬
‫لتحصــل علــى‬ ‫ٍ‬
‫دوالر)‪،‬‬ ‫مليــار‬
‫َ‬ ‫مليــار درهــ ٍم (‪26‬‬
‫َ‬ ‫بنحــو ‪95.5‬‬ ‫ِ‬ ‫عــا ِم ‪2015‬‬
‫العالمــي ا ّلــذي‬ ‫ِ‬ ‫متوس َ‬
‫مليــار‬
‫َ‬ ‫ُ‬
‫يبلــغ ‪26‬‬ ‫ّ‬ ‫اإلنفــاق‬ ‫ــط‬ ‫عشــر عالم ًّيــا‪ُ ،‬متخطيــ ًة ّ‬
‫َ‬ ‫عرب ًّيــا‪ ،‬وال ّثانــي‬
‫ٍ‬
‫دوالر)‪.‬‬ ‫دره ـ ٍم (‪ 7.1‬مليـ َ‬
‫ـار‬
‫ِ‬
‫ص‬ ‫ـإن ُفـ َـر َ‬ ‫ـاءات المحل ّيـ ُة والدّ ول ّيـ ُة‪ ،‬فـ ّ‬ ‫ـير إليهــا التّقاريـ ُـر واإلحصـ ُ‬ ‫للمعطيــات ا ّلتــي تشـ ُ‬ ‫ووف ًقــا ُ‬
‫ِ‬
‫االســتفادة‬ ‫ِ‬
‫خــال‬ ‫ســتدامة‪ِ ،‬مــ ْن‬
‫ِ‬ ‫الم‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫تحقيــق التّنميــة ُ‬ ‫ّحــدة فــي‬ ‫المت‬
‫دولــة اإلمــارات العرب ّيــة ُ‬
‫ــك‬ ‫طاعهــا الســياحي المتطــو ِر‪ ،‬تتزايــدُ يومــا بعــدَ آخــر‪ ،‬الســيما أنّهــا ِ‬
‫تمتل ُ‬ ‫ال ُقصــوى ِمــن ِق ِ‬
‫ّ‬ ‫َ‬ ‫ً‬ ‫ِّ ُ ّ‬ ‫ّ‬ ‫ْ‬
‫اح‪ ،‬وتوفيـ ِـر البيئـ ِـة‬ ‫السـ ّي ِ‬
‫ـذب ّ‬ ‫ـك‪َ ،‬وتُســاعدُ ها علــى جـ ِ‬ ‫تؤه ُلهــا لذلـ َ‬ ‫قومــات ا ّلتــي ّ‬
‫ِ‬
‫الم ّ‬ ‫العديــدَ مـ َن ُ‬
‫الســياح ّي ِة‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ال ُفضلــى لالســتثمارات فــي مجــال المشــروعات ّ‬
‫ِ‬

‫ـبكة ال ُّطـ ِ‬ ‫رة متم ّثلـ ٍـة فــي شـ ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ولعـ َّـل ِم ـ ْن أبـ ِ‬
‫ـرق‬ ‫قومــات تم ُّت َعهــا بِبنيــة تحت ّيــة ُمتطـ ّـو ُ‬ ‫الم ّ‬
‫ـك ُ‬ ‫ـرز تلـ َ‬
‫فضــا عــن‬ ‫ً‬ ‫الفنــادق والمطاعــ ِم العالمي ِ‬
‫ــة‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬
‫فاخــرة مــ َن‬ ‫ٍ‬
‫ومجموعــة‬ ‫ِ‬
‫والمواصــات‪،‬‬ ‫والن ِ‬
‫ّقــل‬
‫ّ‬
‫ـال‬ ‫مك ـ ُن إغفـ ُ‬ ‫ـزة‪ .‬وال ي ِ‬ ‫ـروعات الســياحي ِة التّرفيهيـ ِـة الكُبــرى والمتميـ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ـود قائمـ ٍـة مــن المشـ‬ ‫وجـ ِ‬
‫ُ‬ ‫ُ ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫ِ‬
‫األمــن‬ ‫يخلــق بيئــ ًة مــ َن‬‫ُ‬ ‫سياســي‬ ‫اقتصــادي َو‬ ‫ٍ‬
‫اســتقرار‬ ‫ــه دولتُنــا الحبيبــ ُة مــن‬ ‫مــا تتمتّــع بِ ِ‬
‫ٍّ‬ ‫ٍّ‬ ‫ُ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ـون‪ ،‬واحتــرا ِم ُحر ّيــة الفــرد فــي الوقــت ذاتــه‪ .‬كمــا‬ ‫ِ‬ ‫ـتقرار‪ ،‬ونظــا ٍم قائـ ٍم علــى تطبيـ ِـق القانـ ِ‬ ‫واالسـ ِ‬
‫اح‬ ‫السـ ّي ِ‬ ‫ـذاب ّ‬ ‫رصـ ِـة اجتـ ِ‬ ‫ِ‬
‫ـي ُمتطـ ّـو ٍر ُي َط ِّبـ ُـق المعاييـ َـر الدّ ول ّيـ َة‪ ،‬يزيــدُ مـ ْن ُف َ‬ ‫أن وجــو َد قطــا ٍع صحـ ٍّ‬
‫ِ‬ ‫ّ‬
‫ـي ِمـ ْن‬ ‫ـعب اإلماراتـ ُّ‬ ‫الشـ ُ‬ ‫ـب مــا يتم ّيـ ُـز بِـ ِـه ّ‬ ‫ـياحة العالج ّيـ ِـة‪ .‬هــذا ُك ُّلـ ُه إلــى جانـ ِ‬ ‫الهادفيـن إلــى السـ ِ‬
‫ّ‬ ‫َ‬
‫ـن‪َ ،‬و ُمعاملتِ ِهــم‪.‬‬ ‫ـوف الوطـ ِ‬ ‫ـتقبال ضيـ ِ‬ ‫ـن اسـ ِ‬ ‫ـال وقي ـ ٍم أصيلـ ٍـة فــي ُحسـ ِ‬ ‫ِخصـ ٍ‬

‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َ ِ‬ ‫ــع ْ‬


‫ــياحة‬ ‫الس‬
‫«مجلــس ّ‬ ‫وفــق رؤى‬ ‫اإلماراتــي‪َ ،‬‬
‫ُّ‬ ‫ــياحي‬
‫ُّ‬ ‫الس‬
‫طــاع ّ‬
‫حــرز ُه الق ُ‬ ‫أن ُي‬ ‫المتو ّق َ‬
‫ّمــو ُ‬
‫إن الن َّ‬ ‫ّ‬
‫القطــا ِع أحــدَ المراكـ ِـز القياديـ ِـة فــي االقتصـ ِ‬
‫ـاد‬ ‫ـح هــذا ِ‬‫ـيكون كفيـ ًـا بمنـ ِ‬
‫ُ‬ ‫ـي» سـ‬ ‫والسـ ِ‬
‫ّ‬ ‫ـفر العالمـ ِّ‬ ‫ّ‬
‫ؤيــة المســتقبلي ِة لدولــةِ‬
‫الزمنــي للر ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫طــوال العقــد الجــاري‪ ،‬وحتّــى نهايــة األُ ِ‬ ‫َ‬
‫ّ‬ ‫ُ‬ ‫فــق ّ ِّ ّ‬ ‫الوطنــي‬
‫ِّ‬
‫ـات‬‫أن الدّ ول ـ َة تتبنّــى سياسـ ِ‬
‫ـارات ‪ ،»2021‬الس ـ ّيما ّ‬ ‫ـدة «رؤي ـ ُة اإلمـ ِ‬
‫ـارات العربيـ ِـة المتّحـ ِ‬
‫اإلمـ ِ‬
‫ّ ُ‬

‫‪150‬‬ ‫حقوق الطبع © محفوظة لوزارة التربية والتعليم – دولة اإلمارات العربية المتحدة‬
‫ةّيتامولعملا ُصوصّنلا‬

‫ـات غيـ ِـر نفط ّيـ ٍـة‪،‬‬


‫ـاد المســتدا ِم القائ ـ ِم علــى المعرفـ ِـة‪ ،‬و َخ ْلـ ِـق ِقطاعـ ٍ‬
‫َ‬ ‫ُ‬
‫ـل واالقتصـ ِ‬ ‫تنوي ـ ِع الدّ خـ ِ‬
‫ُّــرات األوضــا ِع االقتصادي ِ‬
‫ــة‬ ‫بــات وتوت ِ‬ ‫كخطــوة اســتباقي ٍة‪ ،‬و ّفــرت لهــا الحمايــ َة ِمــن تق ُّل ِ‬
‫ٍ‬
‫ّ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬
‫ــة‪.‬‬ ‫العالمي ِ‬
‫ّ‬
‫ـري ا ّلــذي‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫والمتو ّقعــة م ـ ْن هــذا القطــا ِع ال ّثـ ِّ‬ ‫ولــم تض ـ ِع الدّ ول ـ ُة َس ـ ْق ًفا لطموحاتهــا ُ‬
‫المرتقبــة ُ‬
‫ـنوات القادمـ ِـة‪،‬‬
‫مكـن االعتمــاد عليهــا فــي السـ ِ‬
‫ّ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬
‫ـات غيـ ِـر النّفطيـ ِـة ا ّلتــي ي ِ‬
‫ُ‬ ‫ّ‬
‫القطاعـ ِ‬
‫ـات ِمـن أكبـ ِـر ِ‬
‫بـ َ ْ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ـارات الكثيـ ُـر مـ َن األفـ ِ‬ ‫ـازال لــدى اإلمـ ِ‬
‫ـكار والـ ّـرؤى االستشــراف ّية واإلنجــازات ا ّلتــي سـ ُ‬
‫ـتبهر‬ ‫فمـ َ‬
‫ِ‬
‫بهــا العا َلـ َ‬
‫ـم فــي هــذا القطــا ِع الحيـ ّ‬
‫ـوي‪.‬‬

‫حقوق الطبع © محفوظة لوزارة التربية والتعليم – دولة اإلمارات العربية المتحدة‬ ‫‪151‬‬
‫كتاب النصوص للصف ال ّتاسع‬

‫‪152‬‬ ‫حقوق الطبع © محفوظة لوزارة التربية والتعليم – دولة اإلمارات العربية المتحدة‬
‫ةّيتامولعملا ُصوصّنلا‬

‫*‬
‫ِ‬
‫املستقبل من أبوظبي إىل لندن‬ ‫ِق ُ‬
‫طار‬
‫د‪ .‬إبراهيم الدرمكي‬
‫دون ضجـ ٍـة‪ ،‬وال َخ ّضـ ٍ‬ ‫ـي ِمـن ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ـات‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫ـارا ينطلـ ُـق مـ ْن أبــو ظبـ ٍ ْ‬ ‫تَخ ّيـ ْـل َلـ ْـو َأ َّن قطـ ً‬
‫ـكك الحديد ّيـ ِـة‬ ‫ـلة ِم ـن السـ ِ‬
‫َ ِّ‬
‫يقطــع صحــراء الرب ـ ِع الخالــي‪ ،‬مــرورا بسلسـ ٍ‬
‫ً‬ ‫َ ُّ‬ ‫ُ‬
‫ضــاب تُرك ّيــا‪َ ،‬و ِمــ ْن‬
‫َ‬ ‫الشــا ِم ّو ِه‬
‫ريــف ّ‬
‫َ‬ ‫تشــق باديــ َة األُ ِّ‬
‫ردن َو‬ ‫ُّ‬ ‫الدّ ولي ِ‬
‫ــة‪،‬‬ ‫ّ‬
‫الفاتــح بِشــ ّقيها‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫البوســفور ا ّلــذي‬ ‫َن َف ِ‬
‫اآلســيوي‬
‫ِّ‬ ‫ِ‬ ‫حمــد‬‫يربــط مدينــ َة ُم ّ‬
‫ُ‬ ‫ــق‬
‫ـدن‪ .‬الدكتور إبراهيم الدرمكي‬ ‫ـول إلــى لنـ َ‬‫ـار «اليــورو ســتار»‪ ،‬وصـ ً‬ ‫ـس‪ ،‬عبـ َـر ِقطـ ِ‬
‫ـي إلــى باريـ َ‬ ‫واألوروبـ ِّ‬
‫باحث وأكاديمي‪،‬‬
‫رئيس قسم اللغة العربية‬ ‫الزهـ ِ‬
‫والدراسات اإلماراتية في‬ ‫ـاب‪،‬‬‫ـروج األعشـ ِ‬
‫ـور‪ ،‬ومـ َ‬ ‫ـول ّ‬ ‫ـال‪ ،‬وحقـ َ‬ ‫ـار والجبـ َ‬
‫ـت تــرى األنهـ َ‬ ‫هــا أنـ َ‬
‫كليات التقنية العليا بأبوظبي‬ ‫ِ‬
‫البلــدان تمتــدُّ‬ ‫َ‬
‫أجمــل َ‬
‫تلــك‬ ‫ّ‬
‫وكأن‬ ‫ِ‬
‫والبلــدات‪،‬‬ ‫ِ‬
‫مناظــر ال ُقــرى‬ ‫َتت ََأ ّم ُــل فــي‬
‫دون عنـ ٍ‬
‫ـي‪ ،‬تقــو ُم بِتَص ُّف ِحـ ِـه َ‬
‫ـاء‪.‬‬ ‫ـك فــي «ألبــو ٍم» جغرافـ ٍّ‬‫أما َمـ َ‬

‫ـل عمالقـ ٍـة‪ ،‬ال تهـ ُ‬


‫ـدف‬ ‫ـات لمشــاري ِع نقـ ٍ‬ ‫ـم‪ ،‬لك ـ ْن توجــدُ ُمقترحـ ٌ‬ ‫ـك اليــو ُم؟ فــا أحــدَ يعلـ ُ‬ ‫أ ّمــا متــى ذلـ َ‬
‫ـوق جسـ ٍـر‬ ‫ـن وجيبوتــي فـ َ‬ ‫ـار اليمـ ِ‬ ‫ات‪ ،‬كمشــرو ِع قطـ ِ‬ ‫ـط القــار ِ‬‫ببعضهــا‪ ،‬وإنّمــا لربـ ِ‬
‫ول ِ‬ ‫ـط الــدّ ِ‬ ‫ـط لربـ ِ‬
‫فقـ ْ‬
‫ّ‬
‫ـكار ّأول ّيـ ٌة عــن حفـ ِـر‬ ‫ـط آســيا بأفريقيــا‪ .‬وهنـ َ‬ ‫ـدب‪ ،‬يربـ ُ‬‫ـاب المنـ ِ‬ ‫ـول ‪ 29‬كيلومتـ ًـرا عبـ َـر مضيـ ِـق بـ ِ‬ ‫بطـ ِ‬
‫ـاك أفـ ٌ‬
‫ـط أفريقيــا بأوروبــا‪ .‬وفــي طفـ ٍ‬
‫ـرة غيـ ِـر‬ ‫ـرب وإســبانيا‪ ،‬يربـ ُ‬ ‫ـارق‪ ،‬بيـ َن المغـ ِ‬ ‫ـل طـ ٍ‬ ‫ـفل مضيـ ِـق جبـ ِ‬ ‫َن َفـ ٍـق أسـ َ‬
‫القطـ ِ‬
‫ـارات‪،‬‬ ‫ـاريعها االقتصاديـ ِـة فــي مشــاري ِع ِ‬ ‫ـاون ربــع قيمـ ِـة مشـ ِ‬ ‫ـس التّعـ ِ‬ ‫دول مجلـ ِ‬ ‫ـبوقة‪ ،‬ترصــدُ ُ‬ ‫مسـ ٍ‬
‫ّ‬ ‫ُْ َ‬
‫والســعود ّي ُة ‪ -‬فقــط‪-‬‬ ‫ِ‬ ‫ـس إلــى خدمـ ِ‬
‫ـات النّقـ ِ‬ ‫دول المجلـ ِ‬ ‫ـار ِ‬ ‫َو ُر ّبمــا يعــو ُد ذلــك الفتقـ ِ‬
‫ـل بالقطــارات‪ّ ،‬‬
‫ـدي ا ّلــذي يربـ ُ‬
‫ـط‬ ‫ـط الحديـ ُّ‬ ‫ـكك الحديد ِّيـ ِـة‪ ،‬أحد ُثهــا الخـ ُّ‬ ‫ـوط الرئيسـ ِـة مــن السـ ِ‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫لديهــا مســار للخطـ ِ‬
‫ٌ‬
‫ـي‪ ،‬إضاف ـ ًة إلــى‬ ‫ـاحل الخليـ ِ‬ ‫ـل علــى سـ ِ‬ ‫رأس الخيـ ِـر َوجبيـ ٍ‬‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ـمال ووسـ َ‬ ‫شـ َ‬
‫ـج العربـ ِّ‬ ‫ـط البــاد بمينــاءي‬
‫ـبكة «المتــرو»‪.‬‬ ‫ـاون الخليجــي فــي شـ ِ‬ ‫ـس التّعـ ِ‬ ‫دول مجلـ ِ‬‫كأو ِل مدينـ ٍـة فــي ِ‬ ‫ِ‬
‫ِّ‬ ‫ـي ّ‬ ‫اإلمــارات فــي ُدبـ ٍّ‬
‫ـط الس ـك ِ‬
‫َك األكثـ ِـر‬ ‫ـاد ا ّلــذي ي َش ـك ُّل واحــدً ا مــن خطـ ِ‬
‫ـار االتّحـ ِ‬ ‫ـروع ِقطـ ِ‬ ‫لــدى اإلمـ ِ‬
‫ِّ‬ ‫ُ‬ ‫أيضــا مشـ ُ‬
‫ـارات ً‬
‫ِ‬
‫ســاحل‬ ‫ِ‬
‫طــول‬ ‫ٍّ‬
‫خــط علــى‬ ‫ِ‬
‫لتطويــر‬ ‫ــة األولي ِ‬
‫ــة‬ ‫المنطقــة‪ .‬والمشــروع جــزء ِمــن الخ ّط ِ‬‫ِ‬ ‫طموحــا فــي‬
‫ّ ّ‬ ‫ُ ُ ٌ َ‬ ‫ً‬
‫ـمال‪،‬‬‫ـت شـ ً‬ ‫ـت ِمـن الكويـ ِ‬ ‫ِ‬ ‫دول مجلـ ِ‬ ‫ـيربط ك َُّل ِ‬
‫ـي‪ ،‬وا ّلــذي سـ ُ‬ ‫الخليـ ِ‬
‫السـ ِّ َ‬
‫ـي ّ‬ ‫ـس التّعــاون الخليجـ ِّ‬ ‫ـج العربـ ِّ‬
‫المسـ ِ‬
‫ـتقبل‪.‬‬ ‫ـن فــي ُ‬ ‫ـع إمكان ّيـ ِـة تمديـ ِـد ِه إلــى اليمـ ِ‬ ‫وح ّتــى صالل ـ َة فــي ُعمـ َ‬
‫ـان جنو ًبــا‪ ،‬مـ َ‬

‫*)جريدة الخليج‪ ،‬الخليج االقتصادي‪.2013-11-20 ،‬‬

‫حقوق الطبع © محفوظة لوزارة التربية والتعليم – دولة اإلمارات العربية المتحدة‬ ‫‪153‬‬
‫كتاب النصوص للصف ال ّتاسع‬

‫ـدن صناع ّيـ ٍـة وتجار ّيـ ٍـة‬


‫ـدن وموانــئ‪ ،‬ومـ ٍ‬
‫َ َ ُ‬
‫ـار يحمـ ُـل مع ـه والد َة مـ ٍ‬
‫ُ‬ ‫َ ُ‬ ‫ـوت هــذا القطـ ِ‬‫أن صـ َ‬ ‫َو ِم ـ َن المؤ َّكـ ِـد ّ‬
‫وترفيه ّيـ ٍـة كُبــرى فــي اإلقلي ـ ِم‪.‬‬

‫ـون َعربـ ًة‪،‬‬‫ـار َلـ ُه خمسـ َ‬ ‫أن ك َُّل ِقطـ ٍ‬ ‫ـار االتّحـ ِ‬
‫ـاد ّ‬ ‫ـل مشــرو ِع ِقطـ ِ‬ ‫أكثـ ُـر مــا يشــدُّ االنتبــا َه ِمـ ْن بيـ ِ‬
‫ـن ك ُِّل تفاصيـ ِ‬
‫ـون فــي سـ ِ‬ ‫ـيد الكربـ ِ‬ ‫ـاث ثانــي أكسـ ِ‬ ‫ممــا ُيق ِّلـ ُـل انبعـ َ‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬
‫ـماء‬ ‫ـيكون بديـ ًـا عــن خمســي َن شــاحنة ثقيلــة‪ّ ،‬‬ ‫ُ‬ ‫وسـ‬
‫ـتنخفض‬
‫ُ‬ ‫ـازات الدفيئ ـ َة سـ‬‫ـإن الغـ ِ‬ ‫ـات حركـ ِـة المـ ِ‬
‫ـرور للقطـ ِ‬
‫ـار‪ ،‬فـ ّ‬ ‫ـال تَح ُّقـ ِـق تو ّقعـ ِ‬
‫ـارات‪ ،‬وفــي حـ ِ‬ ‫اإلمـ ِ‬
‫ارة علــى ال ّطريـ ِـق‪ْ ،‬أو‬ ‫ـف سـي ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ألكثـ َـر ِمـ ْن‪ 2.2‬مليـ َ‬
‫ـون طـ ٍّن ســنو ًيا‪ ،‬وهــذا وحــدَ ُه ُيعــاد ُل وجــو َد ‪ 375‬ألـ َ ّ‬
‫ـات إلــى مناطـ ِـق ُمعالجتِهــا‪ ،‬بعيــدً ا عــن‬ ‫القطــار النّفايـ ِ‬
‫ُ‬
‫ـينقل ِ‬ ‫ـون شـ ٍ‬
‫ـجرة! وسـ ُ‬ ‫مــا يــوازي زراعـ َة ‪ 52‬مليـ َ‬
‫ِ‬
‫تكلفة‬ ‫ـار َسـ ُي َخ ِّف ُض ِمـ ْن‬ ‫أن اســتخدا َم القطـ ِ‬ ‫ـدر جديـ ٍـد لل ّطاقـ ِـة‪ ،‬فضـ ًـا عــن ّ‬
‫لتحويلهــا إلــى مصـ ٍ‬ ‫ِ‬ ‫المـ ِ‬
‫ـدن‪،‬‬ ‫ُ‬
‫ِ‬ ‫والم َقــدّ ر ُة بأكثـ َـر مــن ‪ 650‬مليـ َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ـي وحدَ هــا‪.‬‬ ‫ـون درهـ ٍم فــي إمــارة أبــو ظبـ ٍ‬ ‫الســنو ّية لل ُّطــرق‪ُ ،‬‬ ‫الصيانــة ّ‬ ‫ّ‬
‫ـير المروعـ ِـة علــى الخطـ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َخبــر ســار آخــر‪ ،‬وهــو ّ ِ‬
‫ـوط‬ ‫السـ ِ ُ ّ‬ ‫ـار َس ـ ُيق ِّل ُل م ـ ْن هفــوات حــوادث ّ‬
‫أن القطـ َ‬ ‫ُ‬ ‫ٌّ‬ ‫ٌ‬
‫ٍ‬
‫عاليــة مــن األمــان‪ِ.‬‬ ‫ــة بدرجــةٍ‬
‫ــكك الحديدي ِ‬ ‫ارات؛ لِتَمتُّــ ِع الس ِ‬
‫ويلــة للســي ِ‬
‫ال ّط ِ‬
‫ّ‬ ‫ِّ‬ ‫ّ ّ‬
‫كــة‪َ ،‬و ِر ِ‬
‫مــال‬ ‫ِ‬
‫حــراء المتحر ِ‬ ‫الص‬ ‫بطــول ‪ 1200‬كــم َع ْبــر ِر ِ‬
‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ــط ِســك ِّة‬
‫ــل بِنــا ُء َخ ِّ‬
‫لكــ ْن‪َ ،‬ه ْ‬
‫ُ ّ‬ ‫مــال ّ‬ ‫َ‬ ‫حديــد‬
‫ــبخات ســيتم بــا تحدّ ٍ‬
‫يــات؟‬ ‫ِ‬ ‫الس‬
‫ُّ‬ ‫ّ‬
‫ـل التّكنولوجيـ ِ‬
‫ـات‬ ‫ـاح المشــروعِ‪َ ،‬أ ْو تع ُّثـ ِـر أهدافِـ ِـه مســأل ُة اختيـ ِ‬
‫ـار أفضـ ِ‬ ‫ـور الحاسـ ِ‬
‫ـمة فــي نجـ ِ‬ ‫ِمـ َن األمـ ِ‬
‫ّ‬
‫ـات الخبـ ِ‬
‫ـرة‪.‬‬ ‫ات‪ ،‬ومقاولي ـن‪ ،‬وبيوتـ ِ‬ ‫المتاحـ ِـة فــي هـ ِـذ ِه الصناعـ ِـة‪ِ ،‬م ـن معــدّ ٍ‬
‫َ‬ ‫َ ُ‬ ‫ْ ُ‬ ‫ّ‬ ‫ُ‬
‫الر ِ‬
‫يــاح علــى‬ ‫ِ‬ ‫ــة فــي مواســ ِم‬ ‫ُثبــان الرملي ِ‬
‫القطــار هــو تجمــع الك ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِّ‬ ‫ِ‬
‫هبــوب ّ‬ ‫ّ ّ‬ ‫ّ ُ‬ ‫لخــط‬ ‫ــج‬
‫المزع ُ‬‫والجانــب ُ‬
‫ُ‬
‫ـل إلــى َحـ ٍّـل ُمســتدا ٍم لهــذا العائـ ِـق هـ َـو زراعـ ُة‬
‫ّوصـ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫السـكّة‪ ،‬ولعـ َّـل الوســيل َة األكثـ َـر كفــاء ًة للت ّ‬
‫ُقضبــان ِّ‬
‫الرمل ّيـ ِـة‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫الس ـكّة لتثبيــت الكُثبــان ّ‬
‫ِ‬
‫ـاب المحل ّيــة علــى جانبــي ّ‬ ‫الزاحفـ ِـة‪ ،‬واألعشـ ِ‬ ‫ـات ّ‬‫النّباتـ ِ‬

‫ِ‬
‫المناطــق ا ّلتــي‬ ‫للق ِ‬
‫طــار فــي‬ ‫الخرســانة ِ‬
‫ِ‬ ‫ــة ِمــ َن‬
‫مســارات أنبوبي ٍ‬
‫ٍ‬ ‫ِ‬
‫عمــل‬ ‫ــات ُأخــرى ُ‬
‫مثــل‬ ‫َو ُه َ‬
‫نــاك تقن ّي ٌ‬
‫ّ‬
‫مــال‪.‬‬ ‫ِ‬
‫بحركــة الر ِ‬ ‫تشــتهر‬
‫ّ‬ ‫ُ‬
‫ِ‬
‫لقضبــان‬ ‫بيعــة العدواني ِ‬
‫ــة‬ ‫ذات ال ّط ِ‬
‫ــبخات الســاحلي ِة ِ‬
‫ِ‬ ‫الس‬ ‫ِ‬ ‫الســك ِّة‬ ‫ِ‬
‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫بمناطــق ّ‬ ‫ســيمر‬
‫ُّ‬ ‫كبيــر مــ َن ّ‬
‫ٌ‬ ‫ُجــز ٌء‬
‫ٍ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫ــل ُمشــكل ًة ُأخــرى لوجــود طبقــات مــ َن ّ‬
‫(الســيليكا)‬ ‫الرخــو ُة تُم ِّث ُ‬
‫حات ّ‬ ‫المســ ّط ُ‬ ‫الحديــد‪ ،‬وهــذه ُ‬
‫الس ِ‬
‫ــطح‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ّاعمــة ا ّلتــي تمتــدُّ ‪-‬أحيانًــا‪-‬‬ ‫مــال الكربوني ِ‬
‫والر ِ‬
‫تحــت قشــرة ّ‬
‫َ‬ ‫أمتــار‬ ‫لعشــرة‬ ‫ــة الن‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬

‫‪154‬‬ ‫حقوق الطبع © محفوظة لوزارة التربية والتعليم – دولة اإلمارات العربية المتحدة‬
‫ةّيتامولعملا ُصوصّنلا‬

‫ـازال مكت ًّظــا بالكثيـ ِـر مــن اإلســتراتيجي ِ‬ ‫ِ‬ ‫ـات‪ ،‬فالجميـ ُـل فــي قطـ ِ‬
‫ات‬ ‫ّ‬ ‫ـار االتّحــاد أ ّنـ ُه مـ َ ُ‬ ‫وأ ًّيــا كا َنــت التّحدّ يـ ُ‬
‫ـاق‪ ،‬و َل ـ ُه ارتباطا ُت ـ ُه المحل ّي ـ ُة واإلقليم ّي ـ ُة‪ ،‬وهــو كفيـ ٌـل بـ ْ‬
‫ـأن ُيديـ َـر وج ـ َه‬ ‫ـروع عمـ ٌ‬‫ـوح‪ ،‬فالمشـ ُ‬ ‫وال ّطمـ ِ‬
‫ـن مئـ ِـة مشــرو ٍع ليكـ َ‬
‫ـون‬ ‫عر ْفنــا أ ّنـ ُه اختيـ َـر ِمـ ْن بيـ ِ‬
‫ـك إذا َ‬
‫ِ‬
‫المنطقــة بِ َأسـ ِـرها نحـ َـو العا َلـ ِم‪ ،‬وال نسـ ُ‬
‫ـتغرب ذلـ َ‬
‫ـادس لقـ ِ‬
‫السـ ِ‬ ‫ِ‬
‫ـادة‬ ‫ـنوي ّ‬
‫السـ ِّ‬ ‫الملتقــى ّ‬ ‫األو َل فــي العا َل ـ ِم لســنة ‪ »2013‬فــي ُ‬ ‫ـتراتيجي ّ‬
‫َّ‬ ‫ـروع اإلسـ‬
‫«المشـ َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ـم فــي «نيويــورك» َّ‬
‫مؤخـ ًـرا‪.‬‬ ‫قطــا ِع البِنــى التّحت ّيــة العالمـ ِّ‬
‫ـي ا ّلــذي ُأقيـ َ‬
‫ِ‬
‫الكبريت‬ ‫آالف طـن ِمـن حبيبـ ِ‬
‫ـات‬ ‫ـل ‪ِ 10‬‬ ‫ـاث ِ‬
‫مراحـ َـل‪ ،‬تبــد ُأ األولــى بنقـ ِ‬ ‫َتــم تصميــم المشــرو ِع علــى ثـ ِ‬
‫ٍّ ْ ُ‬ ‫ُ‬ ‫َّ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ويــس»‪ ،‬وتمتــدُّ المرحلــ ُة مــ َن الحــدود َ‬
‫مــع‬ ‫يوم ًّيــا مــ ْن َحق َلــي «شــاه» و«حبشــان» إلــى مينــاء ّ‬
‫«الر‬
‫ـي‪َ ،‬و ِمـ ْن ُهنـ َ‬
‫ـاك يتفـ ّـر ُع‬ ‫ـارف مدينـ ِـة أبــو ظبـ ٍ‬‫ـاحل إلــى مشـ ِ‬ ‫السـ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫الســعود ّية فــي «الغويفــات»‪ ،‬علــى طــول ّ‬
‫ِ‬
‫ّ‬
‫السـ ِ‬
‫ـاحل‬ ‫ِ‬ ‫الخـ ِّ‬ ‫ـع اسـ ِ‬
‫ـتمرار َ‬ ‫ـن» وإلــى « ُعمـ َ‬ ‫ـدي آخـ ُـر إلــى «ال َعيـ ِ‬ ‫َخـ ٌّ‬
‫ـي علــى طــول ّ‬ ‫الرئيسـ ِّ‬
‫ـط ّ‬ ‫ـان»‪ ،‬مـ َ‬ ‫ـط حديـ ٌّ‬
‫الشـ ِ‬ ‫«جبـ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ـث يمــر بال ُقـ ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫ـارقة‪،‬‬ ‫ـتمر إلــى ّ‬‫ـي»‪ ،‬ويسـ ُّ‬ ‫ـل علـ ٍّ‬ ‫ـرب مـ ْن مينــاء «خليفـ َة» ومينــاء َ‬ ‫ُّ‬ ‫ـي‪ ،‬حيـ ُ‬ ‫باتّجــاه ُدبـ ّ‬
‫ـث مينــا ُء «صقـ ٍـر»‪ ،‬واآلخـ ُـر عبـ َـر‬ ‫رأس الخيمـ ِـة‪ ،‬حيـ ُ‬ ‫ِ‬ ‫ـن‪ ،‬أحدُ ُهمــا إلــى‬‫ليتفـ ّـر َع مـ ّـر ًة ُأخــرى إلــى فرعيـ ِ‬
‫ـال‬‫ـرون مــن االنتقـ ِ‬ ‫ـل عــا َم ‪ 2018‬ســيتم ّك ُن الكثيـ َ‬ ‫ـك المراحـ ِ‬ ‫ـرة‪ ،‬وبانتهـ ِ‬
‫ـاء تلـ َ‬ ‫ـال الحجـ ِـر إلــى الفجيـ ِ‬ ‫ِجبـ ِ‬
‫ـس التّعـ ِ‬
‫ـاون‪.‬‬ ‫دول مجلـ ِ‬ ‫ـاق ِ‬ ‫دول ُأخــرى هــي أبعــدُ ِمـ ْن نطـ ِ‬ ‫ـف مناطـ ِـق الدّ ولـ ِـة‪ ،‬وإلــى ٍ‬ ‫بيـن مختلـ ِ‬
‫َ ُ‬

‫حقوق الطبع © محفوظة لوزارة التربية والتعليم – دولة اإلمارات العربية المتحدة‬ ‫‪155‬‬
‫كتاب النصوص للصف ال ّتاسع‬

‫‪156‬‬ ‫حقوق الطبع © محفوظة لوزارة التربية والتعليم – دولة اإلمارات العربية المتحدة‬
‫ةّيتامولعملا ُصوصّنلا‬

‫طري ِ‬
‫ات‬ ‫ملكة ِ‬
‫الف ّ‬ ‫ُ‬ ‫َم‬

‫ـك‪ ،‬واندثـ َـر ْت‪ّ ،‬إل َأ َّن ُهنـ َ‬


‫ـاك مملك ـ ًة‬ ‫ـت َممالِـ ُ‬
‫ـك‪ ،‬وازدهـ َـر ْت‪ ،‬وزا َلـ ْ‬‫ـأة ال َكـ ْـو ِن‪ ،‬ظهـ َـر ْت َممالِـ ُ‬
‫منـ ُـذ نشـ ِ‬
‫ُ‬
‫غيــر‬ ‫واســتمر ْت باقيــ ًة حتّــى َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫اآلن‪َ ،‬‬ ‫َّ‬ ‫األرض‪،‬‬ ‫ــع بدايــة الحيــاة علــى‬ ‫ظهــر ْت َم َ‬
‫َ‬ ‫فريــد ًة مــ ْن نوعهــا‪،‬‬
‫األرض وباطنَهــا‪،‬‬ ‫َ‬ ‫ـتعمر أفــرا ُد هـ ِـذ ِه المملكـ ِـة‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬
‫ُمعترفــة بحــدود سياس ـ ّية‪ ،‬وال بعوائـ َـق جغراف ّيــة‪ ،‬فاسـ َ‬
‫ٍ‬
‫ـت أنوا ًعــا منهــا‪ ،‬وهـ ِـذ ِه المملكـ ُة‬ ‫ِ‬ ‫ـار والمحيطـ ِ‬
‫ـمات الهــواء حم َلـ ْ‬ ‫ـات‪ ،‬ح ّتــى نسـ ُ‬ ‫ـار والبحـ ِ ُ‬ ‫وميــا َه األنهـ ِ‬
‫ِ‬
‫ـات؟‬ ‫هــي مملك ـ ُة الفطر ّيــات‪ ،‬فمــا هـ َ‬
‫ـي الفطر ّيـ ُ‬
‫ٍ‬ ‫ــة محا َط ٍ‬‫ٍ‬ ‫ٍ‬
‫ــات علــى‬
‫نــووي‪ ،‬وال تحتــوي الفطر ّي ُ‬ ‫ٍّ‬ ‫بغشــاء‬ ‫ــة‬ ‫ذات نــواة حقيق ّي ُ‬‫كائنــات ح ّيــ ٌة ُ‬
‫ٌ‬ ‫إنّهــا‬
‫ـك الصبغـ ُة الســحري ُة ا ّلتــي تُســاعدُ النّبــات علــى توليـ ِـد طاقـ ٍـة حيويـ ٍـة ِمـن الضـ ِ‬
‫ـوء‪،‬‬ ‫َ ّ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫ِّ‬ ‫«كلوروفيــل»‪ ،‬تلـ َ ّ‬
‫الجــوي‪.‬‬ ‫ِ‬
‫الكربــون‬ ‫ِ‬
‫أكســيد‬ ‫ِ‬
‫وغــاز ثانــي‬ ‫ِ‬
‫المــاء‬ ‫ــة» ِمــ َن‬
‫تكويــن مــواد «كربوهيدراتي ٍ‬
‫ِ‬ ‫تســتخد ُمها فــي‬
‫ِّ‬ ‫ّ‬ ‫َّ‬
‫غذائهــا‪ ،‬فهــي ذات ّيـ ُة التّغذيـ ِـة‪ ،‬أ ّمــا الفطر ّيـ ُ‬
‫ـات‬ ‫ـن ِ‬ ‫نفســها فــي تكويـ ِ‬ ‫ـات تســتطيع االعتمــاد علــى ِ‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫فالنّباتـ ُ‬
‫غذائهــا‪َ ،‬أ ْي أنّهــا غيـ ُـر ذات ّيـ ِـة التّغذيـ ِـة‪.‬‬
‫ـول علــى ِ‬ ‫غيرهــا فــي الحصـ ِ‬ ‫فهــي تعتمــدُ علــى ِ‬

‫ف بـــ «الهيفــات»‪ ،‬وتنمــو «الهيفــات» ُمتشــابِ َك ًة‪،‬‬ ‫تفرعـ ٍـة‪ ،‬تُعـ َـر ُ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ويتر ّكــب جسـ ِ‬
‫ـم الف ْطـ ِـر م ـ ْن خيــوط ُم ّ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ََ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫أن ُهنـ َ‬
‫ـاك أنوا ًعــا مـ َن الفطر ّيــات ال ُت َكـ ِّـو ُن خيو ًطــا‪،‬‬ ‫ف بـــ «الميســليوم»‪ّ ،‬إل ّ‬ ‫ِ‬
‫كونـ ًة َغـ ْـز ًل فطر ًّيــا ُيعـ َـر ُ‬
‫َو ُم ِّ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫كون ـ ًة‬
‫دون انفصالهــا‪ُ ،‬م ِّ‬ ‫ـم الخاليــا َ‬ ‫ولكنّهــا تنمــو ُمتبرعم ـ ًة مثـ َـل فطـ ِـر الخميــرة‪ ،‬وقــد يسـ ُّ‬
‫ـتمر تبرعـ ُ‬
‫سلســل ًة ِم ـن الخاليــا المتبرعمـ ِـة ا ّلتــي تشــبه الس ـبح َة فــي شـ ِ‬
‫ـكلها‪.‬‬ ‫ُ ُّ ْ َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫ـن المجــر ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫ـات‬
‫وبعضهــا كبيـ ٌـر‪ ،‬والفطر ّيـ ُ‬‫ُ‬ ‫دة‪،‬‬ ‫ـض هــذه الفطر ّيــات صغيـ ُـر الحج ـ ِم‪ ،‬ال ُيــرى بالعيـ ِ ُ ّ‬ ‫وبعـ ُ‬
‫ف ‪-‬عمو ًمــا‪ -‬باسـ ِم «عيــش‬ ‫ِ‬
‫األرض‪ ،‬وهــي تُعـ َـر ُ‬ ‫ـود ِه علــى‬
‫ـان منـ ُـذ بدايـ ِـة وجـ ِ‬
‫الكبيــر ُة معروفـ ٌة لإلنسـ ِ‬
‫ـرش هـ ِـذ ِه المملكـ ِـة‪.‬‬ ‫والم ِلـ ُ‬
‫ـك المتـ ّـو ُج علــى عـ ِ‬ ‫ِ‬
‫ـي أرقــى أنــوا ِع الفطر ّيــات‪َ ،‬‬ ‫الغــراب»‪ ،‬وهـ َ‬
‫األرض بأ ّن ـه ِم ـن مملكـ ِـة الفطريـ ِ‬ ‫ـي علــى وجـ ِـه‬ ‫ـف أكبـ ُـر كائـ ٍ‬
‫ف اليــو َم‬ ‫ـات‪ ،‬وهــو مــا ُيعـ َـر ُ‬ ‫ّ‬ ‫ِ ُ ْ‬ ‫ـن َحـ ٍّ‬ ‫َو ُيصنّـ ُ‬
‫ـرب ِمـ ْن‬‫ـت تُر َبـ ِـة الغابـ ِـة القوم ّيـ ِـة بال ُقـ ِ‬
‫باسـ ِم «عيــش غــراب العســل» ا ّلــذي اكتشـ َف ُه ال ُعلمــا ُء نام ًيــا تحـ َ‬
‫ـات التُّربـ ِـة‪،‬‬‫ـزارة بي ـن حبيبـ ِ‬
‫َ ُ‬
‫الف ْطـ ِـر نامي ـ ًة بغـ ٍ‬‫ـوط هــذا ِ‬ ‫واليـ ِـة «أريجــون» األمريك ّيـ ِـة‪ ،‬فقــد وجــدوا خيـ َ‬
‫ـت مســاح ًة َقدْ رهــا تســع ُة كيلومتـ ٍ‬ ‫ـذور األشـ ِ‬
‫ـجار‪ ،‬ح ّتــى َغ َّطـ ْ‬ ‫ـور وجـ ِ‬ ‫الصخـ ِ‬
‫ـرات‬ ‫ُ‬ ‫ـس طري َقهــا بيـ َن ّ‬ ‫تتحسـ ُ‬
‫ّ‬
‫ٍ‬
‫أربعة‬ ‫ـون َو ْز ُنـ ُه أثقـ َـل ِمـ ْن‬
‫ـك يكـ ُ‬‫ـي بحوالــي ‪ 600‬طـ ٍّن‪ ،‬وبذلـ َ‬ ‫ُمر ّبعـ ٍـة‪َ ،‬و ُيقــدَّ ُر َو ْز ُن هــذا الكائـ ِ‬
‫ـن ُ‬
‫الخرافـ ِّ‬

‫حقوق الطبع © محفوظة لوزارة التربية والتعليم – دولة اإلمارات العربية المتحدة‬ ‫‪157‬‬
‫كتاب النصوص للصف ال ّتاسع‬

‫الف ْطـ ِـر بنحـ ِـو‪ 2400‬سـ ٍ‬ ‫ـاء العمالقـ ِـة مجتمعـ ًة‪ ،‬كمــا حســب العلمــاء ُعمــر هــذا ِ‬ ‫ـان الزرقـ ِ‬
‫ـنة‪،‬‬ ‫َ ُ ُ ْ َ‬ ‫ُ‬ ‫ِمـ َن الحيتـ ِ َّ‬
‫الف ْطـ ُـر ينمــو‪َ ،‬ويتغـ ّـذى‪َ ،‬وينمــو‪،‬‬ ‫ـازال هــذا ِ‬
‫ـاد‪ .‬ومـ َ‬ ‫أي أ ّنـه بــد َأ فــي النّمــو نحــو ‪ 350‬ســن ًة قبـ َـل الميـ ِ‬
‫َ‬ ‫ِّ‬ ‫ْ ُ‬
‫جمــا‪َ ،‬و َو ْز ًنــا‪َ ،‬و ُعمـ ًـرا‪.‬‬ ‫ِ‬
‫األرض َح ً‬ ‫ـي علــى َو ْجـ ِـه‬ ‫رقمــا قياسـ ًّيا ألكبـ ِـر كائـ ٍ‬
‫ـن َحـ ٍّ‬ ‫َويتكاثـ ُـر‪ُ ،‬مح ّق ًقــا ً‬
‫فــات النّبات ّيــ َة ِمــ ْن أفــر ِع‬
‫ــل الم َخ َّل ِ‬
‫ــر «عيــش غــراب العســل» أنّــ ُه ُي َح ّل ُ ُ‬
‫ِ‬ ‫ٍ‬
‫أهــم َعمل ّيــة يقــو ُم بهــا ف ْط ُ‬
‫َو ُّ‬
‫للذوبـ ِ‬
‫ـان‬ ‫ـيطة قابلـ ٍـة ّ‬‫ـات إلــى مــواد بسـ ٍ‬
‫َّ‬ ‫الم َخ َّلفـ ُ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫المتســاقطة‪ ،‬فتتحـ ّـو ُل هــذه ُ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ـجار الميتــة‪ ،‬واألوراق ُ‬ ‫األشـ ِ‬
‫ــة األُخــرى‪ ،‬أ ّمــا‬ ‫الكائنــات الحي ِ‬
‫ِ‬ ‫ســائر‬ ‫تتغــذى عليهــا‬ ‫ِ‬
‫ّباتــات‪َ ،‬و ّ‬ ‫جــذور الن‬ ‫فتمتصهــا‬ ‫ِ‬
‫المــاء‪،‬‬ ‫فــي‬
‫ّ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُّ‬
‫بالعناصــر الغذائي ِ‬
‫ــة‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫فــات العضويــ ُة فتتحــو ُل إلــى «دبــال» تُحســن قــوام الت ِ‬
‫ُّربــة‪ ،‬وتمدُّ هــا‬ ‫الم َخ َّل ُ‬
‫ّ‬ ‫َ‬ ‫َ ِّ ُ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ُ‬
‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫بــدور م ِهــم َك ُعم ِ‬
‫إضرابــات‬ ‫َ‬
‫ودون‬ ‫لــل َأ ْو ك ٍ‬
‫َلــل‪،‬‬ ‫دون َم ٍ‬
‫للبيئــة‪َ ،‬‬ ‫نظافــة‬ ‫ــال‬ ‫ٍ ُ ٍّ ّ‬ ‫ــات‬
‫وهكــذا تقــو ُم الفطر ّي ُ‬
‫تحســين ظروفِ ِ‬
‫ــه‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫العمــل‪َ ،‬و‬ ‫ِ‬
‫ســاعات‬ ‫ِ‬
‫تحديــد‬ ‫ِ‬
‫األجــور‪َ ،‬و‬ ‫ِ‬
‫بزيــادة‬ ‫ــب‬ ‫ِ‬
‫تُطال ُ‬

‫هاج ُمهــا‬ ‫ـجار الح ّيـ ِـة ً‬


‫أيضــا‪َ ،‬و ُي ِ‬ ‫إن فِ ْطـ َـر «عيــش غــراب العســل» ُيبــدي َشراس ـ ًة واضح ـ ًة تجــا َه األشـ ِ‬ ‫ّ‬
‫ذات ال ّلـ ِ‬
‫ـون‬ ‫ـار «عيــش الغــراب» ُ‬ ‫أمراضــا خطيــرةً‪ ،‬فــإذا ما َتــت ّ‬
‫ـت عليهــا ثمـ ُ‬
‫تكو َنـ ْ‬
‫الشــجر ُة ّ‬ ‫ً‬ ‫ُمسـ ِّب ًبا لهــا‬
‫ـات «عيــش الغــراب» األُخــرى ا ّلتــي ال تتــر ّد ُد‬ ‫ـك تفعـ ُـل أنــواع ُأخــرى كثيــر ٌة ِمـن فِطريـ ِ‬‫ـلي‪ ،‬وكذلـ َ‬
‫ّ‬ ‫ْ‬ ‫ٌ‬ ‫العسـ ِّ‬
‫ـدة «التلفــون والتّلغــراف»‪ ،‬و ُقضبـ ِ‬ ‫الخشــبي ِة‪ ،‬وأعمـ ِ‬ ‫ِ‬ ‫فــي ُمهاجمـ ِـة َ‬
‫الخشـ ِ‬
‫ـان‬ ‫َ‬ ‫والمنتجــات َ ّ‬ ‫ـب الخــا ِم‪ُ ،‬‬
‫ـب َوخيمـ ٍـة‪.‬‬ ‫ـك إلــى عواقـ َ‬ ‫ـكك الحديد ّيـ ِـة‪َ ،‬و ِ‬
‫تدميرهــا‪ ،‬وقــد يــؤ ّدي ذلـ َ‬ ‫السـ ِ‬
‫ِّ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫أمراضــا خطيــر ًة‬‫ً‬ ‫ـم النّباتــات االقتصاد ّيـ َة‪َ ،‬وت َُسـ ِّب ُ‬
‫ب لهــا‬ ‫ـواع مـ َن الفطر ّيــات األُخــرى تُهاجـ ُ‬ ‫ـاك أنـ ٌ‬ ‫وهنـ َ‬
‫ـك المجاعـ ُة ا ّلتــي‬ ‫ٍ‬ ‫ـات َوكـ ِ‬ ‫ـك إلــى مجاعـ ٍ‬ ‫ـم َأ َّدى ذلـ َ‬
‫أهمهــا تلـ َ‬‫ث إنســان ّية‪ ،‬لعـ َّـل َّ‬ ‫ـوار َ‬ ‫َ‬ ‫ال َح ْصـ َـر َلهــا‪َ ،‬و َكـ ْ‬
‫ِ ِ‬ ‫ـول البطاطـ ِ‬ ‫الفطريـ ِ‬
‫ـت فــي إيرلنــدا عــام ‪ ،1845‬حينمــا دمــر َنــوع ِمـن ِ‬
‫ـم‬‫ـس بكاملــه‪َ ،‬ف َلـ ْ‬ ‫ـات محصـ َ‬ ‫ّ‬ ‫َّ َ ْ ٌ َ‬ ‫َحدَ َثـ ْ‬
‫ـون إنسـ ٍ‬ ‫ـون إنسـ ٍ‬‫ـات نحــو مليـ ِ‬
‫ـان آخـ َـر بح ًثــا عــن‬ ‫ـان جائـعٍ‪ ،‬وهاجـ َـر مليـ ُ‬ ‫َ‬ ‫ـاس مــا يأكلو َنـ ُه‪ ،‬فمـ َ‬ ‫َي ِجــدَ النّـ ُ‬
‫ـراض النّبـ ِ‬
‫ـم أمـ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ـات‪.‬‬ ‫ـم جديــدٌ هـ َـو ع ْلـ ُ‬ ‫ال ّطعــا ِم‪ ،‬وظهـ َـر ع ْلـ ٌ‬
‫ـزي‬
‫ـي المركـ ِّ‬ ‫ـاز العصبـ ِّ‬ ‫ـات األُخــرى تحتــوي علــى مــوا َّد ســا ّم ٍة تؤ ّثـ ُـر علــى الجهـ ِ‬ ‫الفطريـ ِ‬
‫ّ‬
‫ـض ِ‬ ‫أن بعـ َ‬‫كمــا ّ‬
‫ــة‪ ،‬وتشــن ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫إنســان َأ ْو‬ ‫ِ‬
‫ّجات‬ ‫حيــوان َســ ّب َب ْت َلــ ُه اضطرا ًبــا فــي الــدّ ورة الدّ مو ّي َ‬ ‫ٌ‬ ‫ٌ‬ ‫لإلنســان‪ ،‬فــإذا أك َلهــا‬
‫ـجة‪ّ ،‬إل َأ َّن ال ُعلمــا َء اكتشــفوا فوائــدَ صح ّي ـ ًة َج ّم ـ ًة ِم ـ ْن‬ ‫ت األنسـ ِ‬ ‫عصبي ـ ًة‪ ،‬وغرغرينــا تنتــج عــن مــو ِ‬
‫َ ْ‬ ‫ُ‬ ‫ّ‬
‫ُســر ُع مــن‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫هــذ ِه الســمو ِم‪ ،‬وأنتجــوا منهــا عقاقيــر ِ‬ ‫ِ‬
‫مــوي فــي أثنــاء الــوالدة‪َ ،‬وت ِّ‬ ‫َّ‬ ‫ّزيــف الدّ‬
‫ــف الن َ‬ ‫توق ُ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬
‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ـاض ِ‬
‫ـف‬ ‫ـي‪ ،‬وهكــذا اكتشـ َ‬ ‫ـداع النِّصفـ َّ‬
‫الصـ َ‬
‫ـج ُّ‬ ‫ـي‪ ،‬كمــا تُعالـ ُ‬ ‫الرح ـ ِم‪َ ،‬وعودتــه إلــى َح ْجمــه ال ّطبيعـ ِّ‬ ‫انقبـ ِ َّ‬
‫ـث ِم ـن الســمو ِم النّاقعـ ِ‬ ‫ِ‬
‫ـات دوا ًء‪.‬‬ ‫َ ّ‬ ‫ـم الحديـ ُ‬ ‫الع ْلـ ُ‬

‫‪158‬‬ ‫حقوق الطبع © محفوظة لوزارة التربية والتعليم – دولة اإلمارات العربية المتحدة‬
‫ةّيتامولعملا ُصوصّنلا‬

‫ـات‪َ ،‬و َجدْ نــا َأ َّن فِ ْطـ َـر «عيــش‬‫الفطريـ ِ‬


‫ّ‬
‫ـدة الغذائيـ ِـة لألنــوا ِع ا ّلتــي ُتـ ْـؤك َُل ِمـن ِ‬
‫َ‬ ‫ّ‬
‫فــإذا مــا وص ْلنــا إلــى الفائـ ِ‬
‫َ‬
‫ـاف يتكــو ُن ِم ـن بروتينـ ٍ‬
‫ـات‬ ‫ـف وزنِـ ِـه الجـ ِّ‬ ‫الغــراب» يتميـ ُـز بقيمتِـ ِـه الغذائيـ ِـة العاليـ ِـة‪ ،‬فأكثــر ِم ـن نصـ ِ‬
‫ْ‬ ‫ّ‬ ‫ُ ْ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫ِ‬ ‫ـن‪ ،‬بـ ْـل هــي أفضـ ُـل منهــا لسـ ِ‬ ‫حقيقيـ ٍـة كاملـ ٍـة تُشــبِه بروتينـ ِ‬
‫هضمهــا‪،‬‬ ‫ـهولة‬ ‫ـض وال َّلبـ ِ َ‬
‫ـات ال ّلح ـ ِم والبيـ ِ‬ ‫ُ‬ ‫ّ‬
‫ـون‪ ،‬وخلوهــا ِم ـن (الكولســترول)‪ ،‬وليــس هــذا فقــط‪ ،‬بـ ْـل إِ َّن ِ‬ ‫ـل ِم ـن الدّ هـ ِ‬
‫الف ْطـ َـر‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ِّ‬ ‫ولمحتواهــا القليـ ِ َ‬
‫ـات الحيو ّي ـ َة فــي‬ ‫ـط العمليـ ِ‬ ‫ُنشـ ُ‬‫ـاح المعدن ّيـ ِـة ا ّلتــي ت ِّ‬
‫ّ‬ ‫ـم لألمـ ِ‬ ‫ُيعتبـ ُـر صيدل ّي ـ ًة طبيع ّي ـ ًة‪ ،‬فهــو َمصـ ٌ‬
‫ـدر ُمهـ ٌّ‬
‫ـاء (الهيموجلوبيــن)‪،‬‬ ‫الجس ـ ِم‪ ،‬وتُحس ـن الــدّ ور َة الدّ موي ـ َة‪ ،‬ويســاعدُ محتواهــا ِم ـن الحديـ ِـد علــى بنـ ِ‬
‫َ‬ ‫ّ َُ‬ ‫َ ِّ ُ‬
‫ـات الهاضمـ ِـة‪.‬‬ ‫ـات واألنزيمـ ِ‬ ‫باإلضافـ ِـة إلــى محتــواه الغنّــي ِم ـن الفيتامينـ ِ‬
‫ِّ َ‬ ‫ُ‬
‫ٍ‬ ‫فبعضهــا ُيضــي ُء فــي ال ّل ِ‬ ‫ِ‬ ‫مملكــة الفطري ِ‬‫ِ‬
‫بضــوء‬ ‫يــل‬ ‫ــب كثيــرةٌ‪ُ ،‬‬ ‫أســرار َوعجائ ُ‬ ‫ٌ‬ ‫ــات‬ ‫ّ‬ ‫ــت فــي‬‫ومازا َل ْ‬
‫ـك‬ ‫وأر ْد َت العــود َة إلــى بيتِـ َ‬ ‫ِ‬ ‫ـك َأ ْن تقــر َأ تح َتـه الصحيفـ َة‪ ،‬فــإذا مــا انتهيـ َ ِ‬
‫ـت مـ َن القــراءة‪َ ،‬‬ ‫ْ‬ ‫ُ ّ‬ ‫أخضـ َـر‪ُ ،‬يمكنُـ َ‬
‫ـخ هـ ِـذ ِه‬ ‫ـك حيـن تصـ ُـل إلــى البيـ ِ‬
‫ـت َأ ْن تطبـ َ‬ ‫َ‬ ‫ـم ُيمكنُـ َ‬‫ـك ال ّطريـ َـق‪ُ ،‬ثـ َّ‬ ‫ـف َح ّبـ ٍـة منهــا لِتُضــي َء لـ َ‬‫ـك َق ْطـ ُ‬‫ُيمكنُـ َ‬
‫ـاء أو الغـ ِ‬ ‫ـورة للكهربـ ِ‬
‫ـك دفــع فاتـ ٍ‬ ‫ـون وجب ـ َة عشـ ٍ‬
‫ـاء لذيــذةً‪َ ،‬و َل ـ ْن ُيك ّل َفـ َ‬
‫ـذاء‪.‬‬ ‫َ‬ ‫ـك ذلـ َ‬ ‫الح ّب ـ َة؛ فتكـ َ َ ْ َ‬

‫ـرف ســوى ‪ِ 5.7%‬مـ ْن ُجم َلـ ِـة‬ ‫ـول‪ ،‬فنحــن ال نعـ ُ‬ ‫الفطريـ ِ‬
‫ـات عا َل ًمــا مجهـ ً‬ ‫ّ‬
‫ـت مملكـ ُة ِ‬ ‫ـك فمــا زا َلـ ْ‬ ‫ـع ذلـ َ‬
‫ومـ َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ـات‪َ ،‬وإِ َّن مــا نعر ُفـ ُه عــن سـ ِ‬ ‫الفطريـ ِ‬ ‫ِ‬
‫ممــا نعر ُفـ ُه عــن‬ ‫ـخ‪ ،‬وأعمــاق المحيــط هـ َـو أكثـ ُـر بكثيـ ٍـر ّ‬ ‫الم ّريـ ِ‬
‫ـطح َ‬ ‫ّ‬
‫ـب‪ ،‬والعميـ ِـق التّأثيـ ِـر‪ ،‬والواس ـ ِع االنتشـ ِ‬‫ـيط التّركيـ ِ‬‫ـن البسـ ِ‬ ‫هــذا الكائـ ِ‬
‫‪-‬ســبحا َن ُه‬ ‫ـار‪ ،‬ا ّلــذي َوه َب ـ ُه ال ّل ـ ُه ُ‬
‫ـات جمي َعهــا‬ ‫ـراد ِه جنــودا تغــزو النّباتـ ِ‬ ‫ـدرات ال حصــر لهــا‪ ،‬فاســتطاع َأ ْن يجعـ َـل ِم ـن أفـ ِ‬ ‫ٍ‬ ‫وتعالــى‪ُ -‬قـ‬
‫ً‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ ْ َ‬
‫ـارك ال ّل ـ ُه أحس ـ ُن الخالِقي ـ َن‪.‬‬
‫ـخ َرها لخدمـ ِـة البشــر ّي ِة‪ ،‬فتبـ َ‬ ‫ِ‬
‫األرض‪َ ،‬وسـ ّ‬ ‫علــى َس ـ ْط ِح‬

‫حقوق الطبع © محفوظة لوزارة التربية والتعليم – دولة اإلمارات العربية المتحدة‬ ‫‪159‬‬
‫كتاب النصوص للصف ال ّتاسع‬

‫‪160‬‬ ‫حقوق الطبع © محفوظة لوزارة التربية والتعليم – دولة اإلمارات العربية المتحدة‬
‫ةّيتامولعملا ُصوصّنلا‬

‫تنمية ال ّتفكريِ‬
‫ُ‬
‫حممد حممود العلي‬

‫مهمــا فــي حيــاة اإلنســان‪ ،‬وقــد ك َّرمــه ال ّلــ ُه وم ّيــزه علــى مخلوقاتــه بالعقــل‬
‫دورا ً‬
‫يلعــب التفكيــر ً‬
‫ا ّلــذي يعتبــر مــن أبــرز المكونــات الشــخصية لإلنســان‪ ،‬وأداة التفكيــر ا ّلتــي البــد مــن تنميتهــا لتقــوم‬
‫أساســا فــي اإلصالح‬
‫بوظيفتهــا علــى أكمــل وجــه؛ ألن تنميــة التفكيــر لــدى اإلنســان وإصالحــه تعــد ً‬
‫والتنميــة‪.‬‬

‫فالتفكيــر ضــرورة إنســانية وشــرعية‪ ،‬بــل فريضــة إســامية‪ ،‬حيــث دعــا ال ُقــرآن الكريــم اإلنســان إلــى‬
‫التفكــر فــي ملكــوت ال ّلــه‪ ،‬وجعلــه ســمة ألصحــاب العقــول الراجحــة‪ ،‬ووصفهــم‪( :‬ﮉ ﮊ ﮋ‬
‫ﮌﮍﮎﮏﮐﮑﮒﮓﮔﮕﮖﮗﮘﮙ‬
‫ﮚﮛﮜﮝﮞﮟﮠﮡﮢﮣﮤﮥﮦﮧﮨﮩ‬
‫ﮪ) (آل عمــران)‪.‬‬

‫وبــدون التفكيــر يفقــد اإلنســان إنســانيته‪ ،‬ويصبــح كمــا قــال تعالــى عــن الذيــن امتلكــوا أدوات‬
‫الســمع والبصــر والفهــم‪ ،‬ولكنهــم عطلوهــا‪( :‬ﭙ ﭚ ﭛ ﭜ ﭝ ﭞ ﭟ ﭠ ﭡ ﭢ ﭣ‬
‫ﭤ ﭥ ﭦ ﭧﭨ ﭩ ﭪ ﭫ ﭬ ﭭﭮ ﭯ ﭰ ﭱ ﭲ)‪( .‬األعــراف)‪.‬‬

‫فالتفكيــر ســلوك هــادف‪ ،‬وهــو غايــة يمكــن الوصــول إليهــا عــن طريــق التعلــم والتدريــب‪ .‬لهــذا‬
‫اهتمــت الــدول بتربيــة التفكيــر‪ ،‬وأصبــح فــي مقدمــة أولوياتهــا عبــر مؤسســاتها التعليميــة والتدريبيــة‬
‫واإلدارات العامــة والخاصــة‪ ،‬بمــا يتيــح للمتعلــم التمكــن مــن المتطلبــات المعرفيــة والوجدانيــة‬
‫لمواجهــة تحديــات العصــر المتناميــة‪ ،‬وذلــك بــأن يكــون االهتمــام بتعليــم المتعلــم كيــف يفكــر؟‬
‫أكثــر مــن االهتمــام بمــاذا يفكــر؟‬

‫إن حاجــة اإلنســان إلــى تلبيــة متطلبــات العصــر‪ ،‬ومواكبــة التطــورات العلميــة والمعرفيــة ا ّلتــي‬
‫تصعــب اإلحاطــة بهــا تفــرض عليــه تطويــر قدراتــه وتنميتهــا الكتشــاف المعلومــات ومعالجتهــا‬
‫وفهمهــا وتفســيرها ونقدهــا‪ ،‬وإن ثقافــة التفكيــر تعلــي مــن قيمــة العقــل وتحقــق قيمــة التســامح‬
‫الفكــري والقبــول باآلخــر‪ ،‬وهــذا بــدوره يــؤدي إلــى خلــق المواطــن الواعــي ا ّلــذي ال ينحــرف‬

‫حقوق الطبع © محفوظة لوزارة التربية والتعليم – دولة اإلمارات العربية المتحدة‬ ‫‪161‬‬
‫كتاب النصوص للصف ال ّتاسع‬

‫بســهولة وراء تيــارات هدامــة رافضــة للمجتمــع وللعصــر‪.‬‬

‫كمــا أن العولمــة الثقافيــة وســهولة تعــرض بعضهــم لالنبهــار‪ ،‬ومــن ُثـ َّ‬
‫ـم االنســياق الالعقالنــي وراء‬
‫أفــكار وثقافــات وأســاليب حيــاة أخــرى لمجــرد كونهــا مختلفــة‪ ،‬وهنــا يأتــي دور التفكيــر فــي غربلــة‬
‫هــذه األفــكار واالتجاهــات ا ّلتــي يتعــرض لهــا‪ ،‬ويبنــي موقفــه منهــا علــى أســس واضحــة ومتينــة‪.‬‬

‫ويســاعد التفكيــر علــى اتخــاذ قــرارات فــي مواقــف أخالقيــة مهمــة تواجهنــا فــي حياتنــا الشــخصية‬
‫والعمليــة‪ ،‬وخاصــة المواقــف ا ّلتــي ال يوجــد فيهــا نــص قانونــي محــدد‪ .‬وإن حاجــة ســوق العمــل‬
‫لنوعيــات جديــدة مــن األفــراد الذيــن يتســمون بالقــدرة علــى تحليــل المواقــف ا ّلتــي يتعرضــون لهــا‬
‫بصــورة نقديــة وتقديــم الحلــول للمشــكالت المتعــددة ا ّلتــي يفرضهــا واقــع الحيــاة المعاصــرة‪،‬‬
‫إضافــة إلــى اعتمــاد االقتصــاد العالمــي علــى آليــات الســوق وتشــجيع المبــادرة الفرديــة ا ّلتــي تحتــاج‬
‫إلــى قــدرات خاصــة تســاعد علــى تحليــل المعلومــات االقتصاديــة المتاحــة وتوظيفهــا لمصلحــة‬
‫الفــرد‪.‬‬

‫إن عولمــة المعرفــة والمشــكالت واألحــداث فرضــت صناعــة التفكيــر وإنتــاج األفــكار علــى‬
‫المجتمــع العالمــي‪ ،‬ح ّتــى إن بعــض الــدول انتقلــت مــن طــور تنميــة الثــروات الباطنيــة إلــى طــور‬
‫تنميــة الثــروات الذهنيــة والعقليــة‪ .‬يقــول أحــد المفكريــن اليابانييــن‪« :‬معظــم دول العالــم تعيــش‬
‫علــى ثــروات تقــع تحــت أقدامهــا‪ ،‬وتنضــب بمــرور الزمــن‪ ،‬أ ّمــا نحــن فــي اليابــان فنعيــش علــى‬
‫ثــروة فــوق أرجلنــا‪ ،‬تــزداد‪ ،‬وتعطــي بقــدر مــا نأخــذ منهــا»‪.‬‬

‫ومــا أحوجنــا اليــوم نحــن العــرب فــي ظــل الظــروف ا ّلتــي تعصــف بنــا إلــى إســتراتيجية وطنيــة فــي‬
‫تنميــة التفكيــر وبنــاء اإلنســان الصالــح‪ ،‬نســتلهمها مــن إرثنــا الحضــاري مــع االســتفادة مــن التجارب‬
‫الرائــدة وإعطائهــا الصبغــة ا ّلتــي تع ّبــر عــن هويتنــا وحضارتنــا‪ ،‬إســتراتيجية قابلــة للتطبيــق‪ ،‬وقــادرة‬
‫علــى إعــداد اإلنســان المفكّــر والفاعــل فــي حقــول العمــل واإلدارة داخل ًّيــا‪ ،‬والمؤ ّثــر إقليم ًّيــا‪،‬‬
‫الســالف‪.‬‬
‫ودول ًّيــا‪ ،‬يعيــد لألمــة ألقهــا ّ‬

‫تنطلــق هــذه اإلســتراتيجية مــن تنميــة التفكيــر ومهاراتــه‪ ،‬وذلــك بتوفيــر البيئــة التعليميــة والتدريبيــة‪،‬‬
‫وتدريــس مناهــج التربيــة العلميــة القــادرة علــى إعــداد األفــراد القادريــن علــى التفكيــر الســليم‪،‬‬

‫‪162‬‬ ‫حقوق الطبع © محفوظة لوزارة التربية والتعليم – دولة اإلمارات العربية المتحدة‬
‫ةّيتامولعملا ُصوصّنلا‬

‫واإلعــداد النفســي للمتعلــم كالثقــة بالنفــس والمرونــة واالنفتــاح الذهنــي وحــب التغييــر اإليجابــي‪،‬‬
‫واالعتــراف بالخطــأ‪ ،‬واالســتماع إلــى وجهــة نظــر اآلخريــن‪ ،‬وتجنّــب التناقــض والغمــوض‬
‫والتواصــل مــع اآلخريــن‪ .‬مــن جهــة ثانيــة‪ ،‬اإلدراك الحســي‪ ،‬بمعنــى توجيــه الحــواس حســب‬
‫الهــدف‪ ،‬واالســتماع الواعــي‪ ،‬والمالحظــة الدقيقــة‪ ،‬والنظــر للموضــوع مــن زوايــا مختلفــة‪،‬‬
‫وتخزيــن المعلومــات‪ ،‬وتذكّرهــا بطريقــة منظمــة‪ .‬ومــن جهــة أخــرى تجنــب أخطــاء التفكيــر‪،‬‬
‫باالبتعــاد عــن التمركــز حــول الــذات‪ ،‬والقفــز إلــى النتائــج‪ ،‬واالبتعــاد عــن األحــكام الشــخصية‪،‬‬
‫والبحــث عــن حلــول غيــر تقليديــة‪ .‬والبــد مــن تطويــع العقــل للموقــف مــن خــال التعــرف إلــى‬
‫الغــرض مــن التفكيــر‪ ،‬وتحديــد نمــط التفكيــر المالئــم للموقــف‪ ،‬واالســتعداد لتغييــر نمــط التفكيــر‬
‫إذا تغيــر الموقــف‪ ،‬هــذا مــن جانــب تنميــة المهــارات لــدى المتعلــم‪.‬‬

‫أ ّمــا تنميــة التفكيــر فــي هــذه اإلســتراتيجية فيجــب أن تقــوم مؤسســاتنا التعليميــة والتربويــة والتدريبية‬
‫بتأميــن المعلــم أو المــدرب المؤهــل والفعــال؛ ألنــه يمثــل أهــم عناصــر نجــاح تعليــم التفكيــر‪،‬‬
‫ملمــا بخصائــص التفكيــر الفعــال ومهاراتــه المتنوعــة‪ ،‬ومتابعــة التطــورات‬
‫والــذي ينبغــي أن يكــون ًّ‬
‫التربويــة والمناهــج التدريبيــة‪.‬‬

‫كمــا أ ّنــه البــد مــن توفيــر البيئــة التعليميــة المالئمــة إلثــارة التفكيــر الف ّعــال لــدى المتعلميــن‪ ،‬كالقاعة‬
‫الصفيــة‪ ،‬والوســائل التعليميــة المتنوعــة والحديثــة‪ ،‬والمقاعــد المريحــة‪ ،‬والمراجــع المتعــددة‪،‬‬
‫وطرائــق التدريــس واألنشــطة التعليميــة ا ّلتــي تتناســب والفــروق الفرديــة‪ ،‬مــع اســتخدام الحاســوب‬
‫و(اإلنترنــت)‪.‬‬

‫وأخيـ ًـرا التأكيــد علــى اســتخدام التقويــم وإجراءاتــه المتنوعــة المتمركــزة حــول ضــرورة قيــاس مــا‬
‫تعلمــه الطالــب‪ ،‬وال يقتصــر ذلــك علــى االختبــارات الشــفوية والتحريريــة فقــط‪ ،‬وإنمــا اســتخدام‬
‫تقنيــات أخــرى كالمالحظــة والســجالت التراكميــة ومقاييــس التقديــر والمناقشــة الجماعيــة‬
‫والرســم البيانــي‪ ،‬والتقاريــر الفرديــة والجماعيــة‪.‬‬

‫كل ذلــك إلعــداد جيــل قــادر علــى التفكيــر ومواجهــة المشــكالت وتقديــم الحلــول‪ ،‬جيــل يحافــظ‬
‫علــى هويتــه‪ ،‬ويؤثــر فــي محيطــه اإلقليمــي والعالمــي‪ ،‬وينهــض باألمــة لتضاهــي األمــم المتقدمــة‪.‬‬

‫حقوق الطبع © محفوظة لوزارة التربية والتعليم – دولة اإلمارات العربية المتحدة‬ ‫‪163‬‬
‫كتاب النصوص للصف ال ّتاسع‬

‫‪164‬‬ ‫حقوق الطبع © محفوظة لوزارة التربية والتعليم – دولة اإلمارات العربية المتحدة‬
‫ةّيتامولعملا ُصوصّنلا‬

‫تطوير الذات‬
‫حممد بن علي شيبان العامري‬

‫ُّ‬
‫كل مــا حولنــا يبحــث عــن مســتقبله‪ ..‬ال يريــد أن يقــف مكتــوف اليديــن إزاء حاضــره مك ّبـ ًـا بماضيه‪،‬‬
‫اهتزت‬
‫فــاألرض الجــرداء تكظــم صبرهــا ح ّتــى ينــزل المطــر عليها‪ ..‬فــإذا ســالت وديانهــا باألمطــار‪ّ ،‬‬
‫كل زوج بهيج‪.‬‬ ‫وربــت وأنبتــت مــن ّ‬

‫ال ّليـ ُـل مهمــا بــدا طويـ ًـا ثقيـ ًـا مدثـ ًـرا بعباءتــه الســميكة الســوداء‪ ،‬فـ ّ‬
‫ـإن الكــون يمنِّــي النفــس بنهــار‬
‫ـدي جميــل تتف ّتــح فيه أســارير الحيــاة والكائنــات‪ ،‬فالغدُ المشـ ُ‬
‫ـرق مســتقبل‪،‬‬ ‫ـرف مشـ ٍ‬
‫ـرق عـ ٍ‬ ‫مرفـ ٍ‬
‫ـذب نـ ّ‬ ‫ُ‬
‫والخريــف ا ّلــذي تتعـ ّـرى أشــجاره مــن خضرتهــا اليانعــة‪ ،‬وثمارهــا الشــه ّية‪ ،‬وأزهارهــا البه ّيــة‪ ،‬يبــدو‬
‫والريــاض والمــزارع‬
‫للناظــر كهيــاكل عظيمــة ناشــزة توحــي بالمــوت واالنتهــاء‪ ،‬لكــ ّن الحدائــق ِّ‬
‫ـي زاهـ ٍـر مثمــر تعــود فيــه بســمة الحيــاة إلــى ّ‬
‫كل هــذا الموات‪،‬‬ ‫والبســاتين تؤ ِّمــل نفســها بمسـ ٍ‬
‫ـتقبل ربيعـ ٍّ‬
‫والفـ ّـاح ا ّلــذي يمضــي أوقاتــه تحــت الشــمس ّ‬
‫اللهبــة‪ ،‬وتحــت ســياط البــرد القــارس‪ ،‬إنّمــا يدفعــه‬
‫لتحمــل هــذا العــذاب المســتعذب‪ ،‬فالموســم مســتقبله الضاحــك‬
‫ّ‬ ‫مسـ ُ‬
‫ـتقبل موســمه العامــر بالغــال‪،‬‬
‫ـي ال َعطِــر‪..‬‬
‫الغنـ ّ‬

‫واألُ ّم ا ّلتــي تنتظــر تســعة أشــهر بلياليهــا ونهاراتهــا وحملهــا الثقيــل ا ّلــذي يوهــن بدنهــا‪ ،‬ومــا تعانيــه‬
‫يتجمــع مســتقبلها ك ّلــه فــي رؤيــة وليدهــا المنتظــر النــور‪ ،‬إنّهــا تولــد بوالدتــه‪ ..‬ولــوال‬
‫ّ‬ ‫مــن مصاعــب‪،‬‬
‫إيمانهــا بالمســتقبل المحفــوف باألمــل لمــا عانــت متاعــب الحمــل‪ ،‬وال كابــدت آالم المخــاض‪،‬‬
‫ح ّتــى الدجاجــة ا ّلتــي ترقــد علــى بيضهــا أ ّيا ًمــا معــدودات يحدوهــا األمـ ُـل فــي أن تــرى صيصانهــا‬
‫ـدرج مــن حولهــا مزقزقات‪..‬وأنــت تقضــي عا ًمــا كامـ ًـا علــى مقاعــد الدراســة‬
‫بألوانهــا الزاهيــة‪ ،‬تـ ُ‬
‫ـي تتّجــه صــوب مســتقبلك العلمــي والعملــي‬ ‫لتتقــدّ م خطــوة نحــو المســتقبل‪ ،‬وفــي ّ‬
‫كل عــام دراسـ ّ‬
‫شــو ًطا آخــر‪..‬‬

‫هــذا هــو الكــون‪ ،‬تط ّلــع إلــى المســتقبل ك ّلــه‪ ،‬يغمــره التفــاؤل ّ‬
‫أن المؤ ّمــل ‪ -‬وإن كان غي ًبــا ‪ -‬لكنّــه‬
‫ســيأتي حامـ ًـا بيــن ط ّياتــه الســعد والرحمــة والبركــة‪ ،‬ولــذا قيــل‪« :‬تفاءلــوا بالخيــر تجــدوه»‪ .‬فكــم‬
‫ـم بــات وهــو يرجــو أن‬
‫ـض نــام ليلتــه وهــو يمنِّــي النفــس بالشــفاء‪ ..‬وكــم مــن صاحــب هـ ّ‬ ‫مــن مريـ ٍ‬
‫همــه‪ ..‬وكــم مــن مشــكلة عويصــة داخ فيهــا صاحبهــا لكنّــه لــم يعــدم األمل‬
‫يطلــع الصبــاح بمــا يفـ ِّـرج ّ‬

‫حقوق الطبع © محفوظة لوزارة التربية والتعليم – دولة اإلمارات العربية المتحدة‬ ‫‪165‬‬
‫كتاب النصوص للصف ال ّتاسع‬

‫فــي إيجــاد الحـ ّـل المناســب لهــا‪( .‬ﮚ ﮛ ﮜ ﮝ ﮞ ﮟ ﮠ ﮡ ﮢ ﮣ ﮤ ﮥ)‪( ،‬ﯱ ﯲ‬


‫ﯳ ﯴ ﯵ ﯶ ﯷ ﯸ ﯹ) (مــن ســورة ال ّطــاق)‪ .‬وباطمئنــان نقــول‪ :‬لــوال التفكيــر بالمســتقبل‬
‫والتط ّلــع نحــوه لتو ّقفــت عجلــة الحيــاة عــن الــدوران‪ ،‬ولج ّفــت ينابيــع الحركــة فــي الكائنــات‪،‬‬
‫ولتحـ ّـول الكــون إلــى مقبــرة واســعة‪.‬‬

‫ـجرا‪ ،‬أي لــم يف ِّكــرا فــي المســتقبل‪ ..‬ال‬ ‫ـارس شـ ً‬


‫لــوال األمــل مــا وضعــت والــدة ولدهــا‪ ،‬وال غــرس غـ ٌ‬
‫الرضيــع‪ ،‬وال فــي مســتقبل الشــجرة الرضيعــة ا ّلتــي التــزال شــتلة فت ّيــة‪ّ .‬‬
‫إن حياتنــا‬ ‫فــي مســتقبل الولــد ّ‬
‫ـاض وحاضــر ومســتقبل‪ ،‬فأ ّمــا الماضــي‪ ،‬فصفحــة انطــوت بخيرهــا وشـ ّـرها‬ ‫هــي صفحــات ثــاث‪ :‬مـ ٍ‬
‫ولــم يبــق منهــا ّإل تبعاتُهــا وذكرياتهــا الحلــوة والمـ ّـرة‪ ،‬وأ ّمــا الحاضــر‪ ،‬فهــو صفحــة األ ّيــام ا ّلتــي‬
‫نحــن فيهــا بمــا يحيطهــا مــن يســر وعســر وآالم وأفــراح وأعمــال ومســؤول ّيات وتوفيــق وفشــل‪ ،‬وأ ّمــا‬
‫المســتقبل‪ ،‬فصفحـ ُة أ ّيامنــا اآلتيــة بمــا تحمــل مــن آمــال وتط ّلعــات‪ ،‬وفــي الغالــب ينظــر ٌّ‬
‫كل منّــا إلــى‬
‫هــذه األ ّيــام نظــرة أمــل وتفــاؤل واستبشــار‪.‬‬

‫فبــدون األمــل تصبــح الحيــاة زنزانــة ض ِّيقــة ال نطيــق العيــش فيهــا لــوال فســح ُة األمــل‪ ،‬فالماضــي‬
‫ـيصبح المسـ ُ‬
‫ـتقبل ‪-‬ذات يــوم‪-‬‬ ‫ُ‬ ‫كان ذات يــوم حاضـ ًـرا‪ ،‬والحاضــر بعــد مــدّ ٍة ســيكون ماض ًيــا‪ ،‬وسـ‬
‫حاضـ ًـرا‪ ،‬فالمســاف ُة بيننــا وبيــن غدنــا ليســت بعيــدة‪ ،‬وبقــدر مــا يكــون الماضــي والحاضــر مشــرقين‬
‫تكــون صــورة المســتقبل‪ ،‬لكـ ّن ذلــك ‪-‬كمــا ســنرى‪ -‬ليــس شــر ًطا ضرور ًيــا‪ ،‬فقــد تحــدث فــي حياتنا‬
‫نقــات نوعيــة نكســر فيهــا موانــع الســير‪ ،‬ونزيــح عقبــات الطريــق لنح ِّلــق نحــو المســتقبل بأجنحــة‬
‫الســفن‪ ،‬فر ّبمــا جــاء الغــد وقــد تراجعنــا‪ ،‬ور ّبمــا جــاء وقــد‬
‫الريــاح بمــا ال تشــتهي ُّ‬
‫األمــل! وقــد تأتــي ِّ‬
‫واجهتنــا ضاغطــة غ ّيــرت الكثيــر مــن برامجنــا ومشــاريعنا علــى غيــر رغبــة أو إرادة منّــا‪.‬‬

‫إن الشــعوب ا ّلتــي خطــت خطــوات واســعة وواثقــة فــي مضمــار العلــوم والفنــون واالقتصــاد‬
‫ّ‬
‫والثقافــة هــي شــعوب أولــت مســتقبلها اهتما ًمــا بال ًغــا‪ ،‬ولــم تقنــع بمــا هــو عليــه أبناؤهــا مــن واقــع‬
‫ـادي أو معنــوي ناهــض ومشــرق‪ ،‬فاليابــان نهضــت مــن حطــام وأطــال الدمــار الشــامل ا ّلــذي‬ ‫مـ ّ‬
‫لحــق بهــا جـ ّـراء الحــرب العالميــة الثانيــة‪ ،‬باحثــة عــن مســتقبل باهــر‪ ،‬فــكان لهــا مــا أرادت‪ ،‬رغــم‬
‫تواضــع إمكاناتهــا الما ّديــة‪ ،‬والعالــم اليــوم ‪-‬أينمــا اتّجــه‪ -‬يعنــى بالمســتقبل فــي أبحاثــه ودراســاته‬
‫التخصصيــة فــي هــذا المجــال الحيــوي‪ ،‬ولقــد ســبق ديننــا إلــى ذلــك فــي تأكيــده علــى‬
‫ّ‬ ‫ومؤسســاته‬
‫ّ‬

‫‪166‬‬ ‫حقوق الطبع © محفوظة لوزارة التربية والتعليم – دولة اإلمارات العربية المتحدة‬
‫ةّيتامولعملا ُصوصّنلا‬

‫المســتقبل األفضــل مــن يــوم األُ ّمــة وأمســها‪ ،‬ففــي دعائــه^‪« :‬ال ّلهـ ّ‬
‫ـم‪ ..‬واجعــل الحيــاة زيــادة لــي‬
‫كل خيــر»‪ ،‬دعــوة مفتوحــة لالســتزادة مــن الخيــرات واإلبداعــات والبــركات‪ ،‬والتــي تشــمل ّ‬
‫كل‬ ‫فــي ِّ‬
‫إنتــاج ينفــع البشــرية‪ ،‬ويخ ِّفــف آالمهــا‪ ،‬ويصــل بهــا إلــى مراقــي العـ ّـزة واالزدهــار والنهضــة والتطـ ّـور‬
‫والمنافســة مــع األمــم األخــرى فــي العلــم والمعرفــة والعمــل الصالــح‪ ،‬وال يكــون ذلــك ممكنًــا ّإل‬
‫بجهودنــا فــرادى ومجتمعيــن‪.‬‬

‫حقوق الطبع © محفوظة لوزارة التربية والتعليم – دولة اإلمارات العربية المتحدة‬ ‫‪167‬‬
‫اﻟﺘﻌﻠﻴﻢ اﻟﻬﺠﻴﻦ ﰲ اﻟﻤﺪرﺳﺔ اﻹﻣﺎراﺗﻴﺔ‬

‫ﰲ إﻃــﺎر اﻟﺒﻌــﺪ اﻹﺳــﺘﺮاﺗﻴﺠﻲ ﻟﺨﻄــﻂ اﻟﺘﻄﻮﻳــﺮ ﰲ‬


‫وزارة اﻟﺘﺮﺑﻴــﺔ واﻟﺘﻌﻠﻴــﻢ‪ ،‬وﺳــﻌﻴﻬﺎ ﻟﺘﻨﻮﻳــﻊ ﻗﻨــﻮات‬
‫اﻟﺘﻌﻠﻴــﻢ وﺗﺠــﺎوز ﻛﻞ اﻟﺘﺤﺪﻳــﺎت اﻟﺘــﻲ ﻗــﺪ ﺗﺤــﻮل‬
‫دوﻧــﻪ‪ ،‬وﺿﻤــﺎن اﺳــﺘﻤﺮاره ﰲ ﺟﻤﻴــﻊ اﻟﻈــﺮوف‪ ،‬ﻓﻘــﺪ‬
‫ﻃﺒﻘــﺖ اﻟــﻮزارة ﺧﻄــﺔ اﻟﺘﻌﻠﻴــﻢ اﻟﻬﺠﻴــﻦ ﻟﻠﻄﻠﺒــﺔ‬
‫ﺟﻤﻴﻌﻬــﻢ ﰲ اﻟﻤﺮاﺣــﻞ اﻟﺪراﺳ ـ ّﻴﺔ ﻛﺎﻓــﺔ‪.‬‬

‫ﻣﺎﻗﺒﻞ‬
‫اﻟﺤﻠﻘﺔ اﻟﺜﺎﻟﺜﺔ‬ ‫اﻟﺤﻠﻘﺔ اﻟﺜﺎﻧﻴﺔ‬ ‫اﻟﺤﻠﻘﺔ اﻷوﱃ‬ ‫اﻟﺮوﺿﺔ‪/‬‬ ‫اﻟﺨﻄﺔ اﻟﺪراﺳﻴﺔ‬
‫رﻳﺎض اﻷﻃﻔﺎل‬

‫اﻟﺘﻌﻠﻢ‬
‫اﻟﻤﺪرﺳﻲ‬

‫اﻟﻤﺒﺎﺷﺮ‬
‫اﻟﺘﻌﻠﻢ‬
‫اﻹﻟﻜﺘﺮوﱐ‬
‫اﻟﺬاﰐ‬

‫ﻗﻨﻮات اﻟﺤﺼﻮل ﻋﻠﻰ اﻟﻜﺘﺎب اﻟﻤﺪرﺳﻲ‪:‬‬

‫اﻟﻮﺣﺪات اﻹﻟﻜﺘﺮوﻧ ّﻴﺔ‬


‫درﺟﺔ اﻟﺪﻛﺘﻮراه‬

‫إﻃﺎر اﻟﻤﺆﻫﻼت اﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ﻟﺪوﻟﺔ‬


‫اﻟﺘﺼﻨﻴﻒ اﻟﺪوﱄ‬

‫اﻹﻣﺎرات اﻟﻤﺴﺘﻮى ‪10‬‬


‫‪24‬‬
‫)‪ 3-5‬ﺳﻨﻮات(‬

‫درﺟﺔ اﻟﻤﺎﺟﺴﺘﻴﺮ‬ ‫ﺷﻬﺎدة ﻣﺸﺘﺮﻛﺔ‬ ‫درﺟﺔ اﻟﻤﺎﺟﺴﺘﻴﺮ‬

‫ﻟﺪوﻟﺔ اﻹﻣﺎرات اﻟﻤﺴﺘﻮى ‪9‬‬


‫اﻟﺘﺼﻨﻴﻒ اﻟﺪوﱄ‬
‫إﻃﺎر اﻟﻤﺆﻫﻼت اﻟﻮﻃﻨﻴﺔ‬
‫اﻟﺒﻜﺎﻟﻮرﻳﻮس واﻟﻤﺎﺟﺴﺘﻴﺮ‬
‫‪22‬‬
‫)‪ 2‬ﺳﻨﺘﺎن(‬ ‫)‪ 2‬ﺳﻨﺘﺎن(‬

‫دﺑﻠﻮم اﻟﺪراﺳﺎت اﻟﻌﻠﻴﺎ‬ ‫دﺑﻠﻮم اﻟﺪراﺳﺎت اﻟﻌﻠﻴﺎ‬


‫)‪ 2 - 1‬ﺳﻨﺘﻴﻦ(‬ ‫)ﺳﻨﺔ واﺣﺪة(‬

‫إﻃﺎر اﻟﻤﺆﻫﻼت اﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ﻟﺪوﻟﺔ‬


‫اﻹﻣﺎرات اﻟﻤﺴﺘﻮى ‪5-6‬‬
‫اﻟﺘﺼﻨﻴﻒ اﻟﺪوﱄ‬
‫)‪ 5 - 4‬ﺳﻨﻮات(‬
‫‪18‬‬
‫درﺟﺔ اﻟﺒﻜﺎﻟﻮرﻳﻮس‬ ‫درﺟﺔ اﻟﺒﻜﺎﻟﻮرﻳﻮس‬

‫)‪ 4 - 3‬ﺳﻨﻮات(‬ ‫)‪ 4 - 3‬ﺳﻨﻮات(‬

‫ﺗﻘﻮم اﻟﻮزارة ﺑﺎﻟﺘﻨﺴﻴﻖ ﻣﻊ ﻣﺆﺳﺴﺎت اﻟﺘﻌﻠﻴﻢ اﻟﻌﺎﱄ اﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ﰲ ﻗﺒﻮل اﻟﻄﻠﺒﺔ ﰲ اﻟﺘﺨﺼﺼﺎت اﻟﻤﺨﺘﻠﻔﺔ ﺑﻤﺎ ﻳﺘﺴﻖ ﻣﻊ اﺣﺘﻴﺎﺟﺎت ﺳﻮق‬

‫إﻃﺎر اﻟﻤﺆﻫﻼت اﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ﻟﺪوﻟﺔ‬


‫اﻟﻌﻤﻞ وﺧﻄﻂ اﻟﺘﻨﻤﻴﺔ اﻟﺒﺸﺮﻳﺔ اﻟﻤﺴﺘﻘﺒﻠﻴﺔ‪ .‬ﻛﻤﺎ ﺗﺤﺪد ﻣﺆﺳﺴﺎت اﻟﺘﻌﻠﻴﻢ اﻟﻌﺎﱄ أﻋﺪاد اﻟﻄﻠﺒﺔ اﻟﺬﻳﻦ ﻳﻤﻜﻦ ﻗﺒﻮﻟﻬﻢ ﻃﺒ ًﻘﺎ ﻹﻣﻜﺎﻧﻴﺎﺗﻬﺎ‬

‫اﻹﻣﺎرات اﻟﻤﺴﺘﻮى ‪5-6‬‬


‫اﻟﺘﺼﻨﻴﻒ اﻟﺪوﱄ‬
‫ورﺳﺎﻟﺘﻬﺎ وأﻫﺪاﻓﻬﺎ‪ .‬ﻛﻤﺎ ﺗﻀﻊ ﻣﺆﺳﺴﺎت اﻟﺘﻌﻠﻴﻢ اﻟﻌﺎﱄ ﺷﺮوط ﻗﺒﻮل اﻟﻄﻠﺒﺔ ﰲ اﻟﺒﺮاﻣﺞ اﻟﻤﺨﺘﻠﻔﺔ ﺑﺤﺴﺐ اﻟﻤﺴﺎر اﻟﺬي ﺗﺨﺮﺟﻮا ﻣﻨﻪ‬
‫وﻣﺴﺘﻮﻳﺎت أداﺋﻬﻢ ﰲ اﻟﻤﺮﺣﻠﺔ اﻟﺜﺎﻧﻮﻳﺔ وﻧﺘﺎﺋﺠﻬﻢ ﰲ اﺧﺘﺒﺎر اﻹﻣﺎرات اﻟﻘﻴﺎﺳﻲ‪.‬‬ ‫‪18‬‬
‫ﻳﺘﻴﺢ اﻟﺘﻜﺎﻣﻞ واﻟﺘﻨﺴﻴﻖ ﺑﻴﻦ ﻣﻨﻈﻮﻣﺘﻲ اﻟﺘﻌﻠﻴﻢ اﻟﻌﺎم واﻟﻌﺎﱄ اﻋﺘﻤﺎد واﺣﺘﺴﺎب ﻣﺴﺎﻗﺎت دراﺳﻴﺔ ﻣﺪرﺳﻴﺔ ﺿﻤﻦ اﻟﺪراﺳﺔ‬
‫اﻟﺠﺎﻣﻌﻴﺔ ﺑﺤﺴﺐ اﻟﻤﺴﺎر اﻟﻤﺪرﺳﻲ واﻟﺘﺨﺼﺺ اﻟﺠﺎﻣﻌﻲ ﻣﻤﺎ ﻳﺘﻴﺢ ﺗﻘﻠﻴﺺ ﻣﺪة اﻟﺪراﺳﺔ اﻟﺠﺎﻣﻌﻴﺔ‪.‬‬

‫اﻟﻤﺴﺎرات اﻟﺘﻘﻨﻴﺔ واﻟﻤﻬﻨﻴﺔ‬ ‫اﻟﻤﺴﺎرات اﻷﻛﺎدﻳﻤﻴﺔ‬ ‫اﻟﺤﻠﻘﺔ اﻟﺜﺎﻟﺜﺔ اﻟﻤﺮﺣﻠﺔ اﻟﺜﺎﻧﻮﻳﺔ‬

‫إﻃﺎر اﻟﻤﺆﻫﻼت اﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ﻟﺪوﻟﺔ اﻹﻣﺎرات‬


‫اﻟﻤﺴﺎر‬ ‫اﻷﻛﺎدﻳﻤﻴﺎت‬ ‫اﻟﻤﺴﺎر اﻟﺘﻘﻨﻲ‬ ‫اﻟﻤﺴﺎر اﻟﺘﻘﻨﻲ‬ ‫اﻟﻤﺴﺎر اﻟﻌﺎم‬ ‫اﻟﻤﺴﺎر اﻟﻤﺘﻘﺪم‬ ‫ﻣﺴﺎر اﻟﻨﺨﺒﺔ‬

‫اﻟﺘﺼﻨﻴﻒ اﻟﺪوﱄ‬
‫اﻟﺘﻄﺒﻴﻘﻲ‬ ‫اﻟﻤﺘﺨﺼﺼﺔ‬ ‫اﻟﻌﺎم‬ ‫اﻟﻤﺘﻘﺪم‬

‫اﻟﻤﺴﺘﻮى ‪1-4‬‬
‫أﻋﻠﻰ ‪ 10‬ﰲ اﻟﻤﺌﺔ‬ ‫‪12‬‬
‫ﺑﺮاﻣﺞ ﺛﺎﻧﻮﻳﺎت اﻟﺘﻜﻨﻮﻟﻮﺟﻴﺎ‬ ‫ﻣﻦ اﻟﻄﻠﺒﺔ ﰲ ﻧﺘﺎﺋﺞ‬
‫اﻟﺘﻄﺒﻴﻘﻲ‬ ‫اﻻﺧﺘﺒﺎرات اﻟﻮﻃﻨﻴﺔ‬
‫ﻋﺎﻣﺎ )‪ 4‬ﺳﻨﻮات(‬
‫)اﻟﺼﻔﻮف ‪ (9-12‬اﻷﻋﻤﺎر ﻣﻦ ‪ 14‬إﱃ ‪ً 18‬‬

‫اﻟﺤﻠﻘﺔ اﻟﺜﺎﻧﻴﺔ‬
‫اﻟﺘﺼﻨﻴﻒ اﻟﺪوﱄ‬

‫ﺑﺮﻧﺎﻣﺞ اﻟﻨﺨﺒﺔ )اﻟﺼﻔﻮف ‪(5-8‬‬


‫اﻟﺼﻔﻮف ‪5-8‬‬ ‫‪12‬‬
‫أﻋﻠﻰ ‪ 10‬ﰲ اﻟﻤﺌﺔ ﻣﻦ اﻟﻄﻠﺒﺔ ﰲ ﻧﺘﺎﺋﺞ اﻻﺧﺘﺒﺎرات اﻟﻮﻃﻨﻴﺔ‬
‫اﻟﺘﻌﻠﻴﻢ اﻷﺳﺎﺳﻲ‬

‫اﻷﻋﻤﺎر ‪ 4) 10-13‬ﺳﻨﻮات(‬
‫اﻷﻋﻤﺎر ‪4) 10-13‬ﺳﻨﻮات(‬

‫اﻟﺤﻠﻘﺔ اﻷوﱃ‬
‫اﻟﺘﺼﻨﻴﻒ اﻟﺪوﱄ‬

‫اﻟﺼﻔﻮف ‪4-1‬‬ ‫‪6‬‬


‫اﻷﻋﻤﺎر ‪ 4) 6-9‬ﺳﻨﻮات(‬

‫اﻟﻄﻔﻮﻟﺔ اﻟﻤﺒﻜﺮة‬
‫اﻟﺘﺼﻨﻴﻒ اﻟﺪوﱄ‬

‫رﻳﺎض اﻷﻃﻔﺎل | اﻷﻋﻤﺎر ﻣﻦ ‪ 4-6‬ﺳﻨﻮات )ﻏﻴﺮ إﻟﺰاﻣﻲ(‬ ‫‪3‬‬


‫ﺣﻀﺎﻧﺔ‪ /‬رﻋﺎﻳﺔ | اﻷﻋﻤﺎر ‪) 0-4‬ﻏﻴﺮ إﻟﺰاﻣﻲ(‬
‫ﺳﻦ اﻟﺒﺪاﻳﺔ اﻟﻨﻈﺮي‬
‫درﺟﺔ اﻟﺪﻛﺘﻮراه ‪ /‬اﻟﻌﻠﻮم اﻟﺘﻄﺒﻴﻘﻴﺔ‬

‫)‪ 3-5‬ﺳﻨﻮات(‬

‫درﺟﺔ اﻟﻤﺎﺟﺴﺘﻴﺮ ‪ /‬اﻟﻌﻠﻮم اﻟﺘﻄﺒﻴﻘﻴﺔ‬

‫)‪ 2‬ﺳﻨﺘﺎن(‬

‫ﻣﻨﻈﻮﻣﺔ اﻟﺘﻌﻠﻴـﻢ ﰲ دوﻟﺔ‬


‫اﻹﻣـﺎرات اﻟﻌﺮ ﺑـﻴ ـ ــﺔ اﻟـﻤﺘﺤ ـ ـ ــﺪة‬

‫دﺑﻠﻮم اﻟﺪراﺳﺎت اﻟﻌﻠﻴﺎ‪ /‬اﻟﻌﻠﻮم اﻟﺘﻄﺒﻴﻘﻴﺔ‬


‫)‪ 2 - 1‬ﺳﻨﺘﻴﻦ(‬

‫درﺟﺔ اﻟﺒﻜﺎﻟﻮرﻳﻮس ‪ /‬اﻟﻌﻠﻮم اﻟﺘﻄﺒﻴﻘﻴﺔ‬

‫)‪ 4 - 3‬ﺳﻨﻮات(‬

‫دﺑﻠﻮم ‪ /‬دﺑﻠﻮم ﻋﺎﱄ‬

‫)‪ 3 - 2‬ﺳﻨﻮات(‬

‫اﻻﻟﺘﺤﺎق‬ ‫ﺑﺮﻧﺎﻣﺞ‬
‫ﺑﺎﻟﻌﻤﻞ‬ ‫ﺗﺠﺴﻴﺮي‬
‫اﻟﺘﻌﻠﻴ ـ ـ ــﻢ اﻟﻤﺴﺘ ـ ـ ــﻤﺮ‬

‫اﻟﺘﻌﻠﻴﻢ اﻟﻤﻨﺰﱄ‬ ‫اﻟﻤﺴﺎر اﻟﻌﺎم‬ ‫اﻟﻤﺴﺎر اﻟﺘﻄﺒﻴﻘﻲ‬ ‫ﻣﺤﻮ اﻷﻣﻴﺔ‬


‫اﻟﻤﺆﻫﻼت اﻟﻤﻬﻨﻴﺔ‬ ‫اﻷﻛﺎدﻳﻤﻲ‬

‫ﻣﺮﻛﺰ اﻟﺘﻌﻠﻴﻢ واﻟﺘﻄﻮﻳﺮ اﻟﻤِ ْﻬﻨﻲ‬

You might also like