You are on page 1of 15

Presses

de l’Ifpo
Kitāb al-Aġḏiya (Le livre des aliments) | Ibn
Halsun

‫ولى‬$‫ا)قالة ا‬
‫نسان‬-‫تركيب ا‬
p. 13-26

Full text

3‫ تكون الجن‬.1
:
‫اعلم أن ا‪ A‬عز وجل ركب بدن ا‪6‬نسان كما قال من نطفة أمشاج‪ ،‬يعني‬ ‫‪1‬‬
‫استقر‬
‫ّ‬ ‫أخ‪X‬طها‪ ،‬على ما أصفه‪ 1‬وذلك أ ّن نطفة الرجل‪ ،‬وهو ا‪O‬اء الدافق‪ ،‬إذا‬
‫في رحم ا\نثى انضمت عليه وأنضجته بحرارتها وزادت اعتدا\ً؛ فعند ذلك‬
‫يتشكل بشكل دائرة‪ 2‬وتصير عليه غ‪X‬لة‪ 3‬رقيقة تحفظه‪ 4‬أن يسيل‪ 5‬أو يتبرّد؛‬
‫ثم يصير علقة‪ ،‬أعني دما ً منعقداً‪ ،‬في نحو أربعة عشر يوماً؛ نم يصير‬
‫مضغة‪ ،‬أعني بضعة لحم‪ ،‬في‪ 6‬نحو واحد وعشرين يوما ً‪.‬‬
‫وبعد ذلك تصوره الطبيعة ذكرا ً أو أُنثى على نحو ما سبق‪ 7‬في علم ا‪ A‬وما‬ ‫‪2‬‬
‫في قوة تلك النطفة‪.‬‬
‫فإن كان ذكرا ً تم خلقه وتص ّورت جميع أعضائه فيما ب‪ s‬ث‪X‬ث‪ s‬يوما ً إلى‬ ‫‪3‬‬
‫أربع‪ s‬وتحرك في مثل ا‪w‬يام التي ت ّم خلقه فيها؛ وإن كانت أُنثى ت ّم‪ 8‬خلقها‬
‫تمت خلقته في‬ ‫فيما ب‪ s‬أربع‪ s‬يوما ً إلى خمس‪ s‬وتحركت في مثل ذلك‪ .‬و َمن ّ‬
‫خمسة وث‪X‬ث‪ s‬يوما ً تحرك في سبع‪ s‬يوما وولِد في سبعة أشهر وعاش‪.9‬و َمن‬
‫تمت خلقته في خمسة وأربع‪ s‬يوما ً تحرك في تسع‪ s‬يوما ً وولِد في تسعة‬ ‫ّ‬
‫أشهر وهو أكثر ما وعد‪.‬‬

‫‪ .2‬ا‪-‬نسان مر ّكب من أعضاء آلية ومتشابهة‬


‫ا‪$‬جزاء‬
‫فا‪O‬تشابهة هي التي حد‪ 10‬الجزء والكل منها واحد؛ وذلك ثمانية عشر شيئا ً‪:‬‬ ‫‪4‬‬
‫العظام والعصب والرباطات‪ 11‬وا‪w‬وتار والعضل والعروق والشحم واللحم‬
‫‪12‬‬
‫والغشاء والجلد والشعر والظفر والدم والبلغم والسوداء والصفراء وا‪O‬خ‬
‫والروح‪.‬‬
‫وا‪ƒ‬لية هي التي تختلف حدود أجزائها و\ تتشابه‪ ،‬مثل اليد فإنها مركبة من‬ ‫‪5‬‬
‫لحم وجلد وعصب وعظام‪ ،‬وهي أجزاؤها‪ ،‬وهي مختلفة الحدود \ يشبه‬
‫بعضها بعضا ً وجملتها‪ ،‬وهي‪ :‬الدماغ والعينان واللسان وا‪w‬ذنان والقلب‬
‫‪14‬‬
‫والرئة والحجاب‪ ،‬وهو‪ 13‬الفاصل ب‪ s‬الصدر والبطن‪ ،‬وا‪O‬عدة وا‪w‬معاء‬
‫والكبد وا‪O‬رارة والطحال والكليتان وا‪O‬ثانة وا‪ُw‬نثيان والقضيب للذكر والرحم‬
‫لˆنثى‪.‬‬

‫‪ .3‬ا‪$‬عضاء ا)تشابهة ا‪$‬جزاء‬


‫‪:‬‬
‫العظام‪ :‬جملة‪ 15‬ما في الجسد من العظام مائتان وثمانية وأربعون عظما ً‬ ‫‪6‬‬
‫سوى عظام صغار جدا ً‪ 16‬يسميها‪ 17‬جالينوس السمسمية‪ .‬ومزاج العظام‬
‫وتحرك‬
‫ّ‬ ‫البرد واليبس‪ .‬ومنفعتها تشديد بدن ا‪6‬نسان كالعمد للبنيان‪ ،‬ولتستر‬
‫كعظام الصدر‪ .‬ومن العظام نوع يسمى الغضروف أل‪ s‬وأقل يبساً‪ ،‬يوجد‬
‫عند اتصال العظام باللحم ليكون واسطة بينهما‪.‬‬
‫ا‪w‬عصاب‪ :‬والعصب أيضا ً بارد يابس لكن أقل يبسا ً وبردا ً من العظام وأميل‬ ‫‪7‬‬
‫الحس والحركة‪ ،‬ولذلك متى انقطع‬
‫ّ‬ ‫الحر والرطوبة‪ .‬ومنفعة ا‪w‬عصاب‬
‫ّ‬ ‫إلى‬
‫‪18‬‬
‫عصب من عضو انعدم منه الحس والحركة ‪.‬‬
‫وجملتها ثمانية وث‪X‬ثون زوجا ً وفرد؛ يخرج منها من الدماغ سبعة أزواج‬ ‫‪8‬‬
‫حسها وحركتها‪ ،‬ويخرج‬ ‫للحواس الخمس ولˆعضاء ا‪O‬جاورة لها فيكون بها ّ‬
‫ا‪w‬حد والث‪X‬ثون زوجا ً والفرد من النخاع‪ .‬وهو العظم الداخل في نقرة القفا‬
‫الذي‪ 19‬تتصل به خرزات العنق والظهر‪ .‬فخروج ا‪w‬عصاب كلها من خلف‬
‫الحس‬‫ّ‬ ‫ولذلك إذا ُقطع‪ 20‬الرأس بالسيف من جهة الرقبة من خلف انعدم منه‬
‫والحركة بمرة‪ ،‬فيكون موته سريعاً؛ ولذلك جعله الشرع ُ‬
‫‪21‬‬
‫سنّة القتل رفقا منه‬
‫با‪O‬قتول‪ .‬وللعصب جسم صلب قوي أبيض مبسوط‪ 22‬غير مجوف إ\ الزوج‬
‫ا‪w‬ول الخارج من الدماغ إلى الع‪ s‬فانّهما مج ّوفان يسير فيهما الروح‬
‫الباصر إلى العين‪.s‬‬
‫‪23‬‬
‫الرباطات‪ :‬أعصاب صغيرة رقيقة تنشأ في آخر العظام وتتصل بعظام‬ ‫‪9‬‬
‫أخرى ترتبط بها‪ 24‬كما في ا‪O‬فاصل‪ .‬ومزاج الرباطات كمزاج ا‪w‬عصاب‬
‫البرد واليبس لكن أقل بردا ً ويبسا ً من ا‪w‬عصاب‪ .‬وقد ظهرت منفعة الرباطات‬
‫من اسمها‪.‬‬
‫‪25‬‬
‫ا‪w‬وتار‪ :‬أيضا أعصاب رقاق مثل الرباطات‪ ،‬والفرق بينهما أ ّن الرباطات‬ ‫‪10‬‬
‫تنشأ من أطراف العظام الفصيلة وا‪w‬وتار تنشأ من العضل‪ .‬ومزاج ا‪w‬وتار‬
‫كمزاج الرباطات لكن أقل بردا ً ويبسا ً‪ .‬ومنفعتها من جنس منفعة الرباطات‪،‬‬
‫أعني لتصل ا‪w‬عضاء ا‪O‬فصلية بعضها ببعض وتسهل حركتها‪.‬‬
‫العض‪X‬ت‪ :‬وأما العض‪X‬ت فأكثر لحم الجسد ا‪ƒ‬دمي‪w ،‬ن العضلة جسم‬ ‫‪11‬‬
‫مر ّكب من لحم أحمر خالص ومن عروق وأعصاب ورباطات وأوتار وقد اشتبك‬
‫بعضها ببعض‪ .‬وجملتها عند جالينوس خمسمائة‪ 26‬وتسع وعشرون عضلة‪.‬‬
‫ومنفعتها تحريك ا‪O‬فاصل بواسطة ا‪w‬وتار والرباطات وأن تمسك الحرارة‬
‫الغريزية لئ‪ X‬تتحلل من البدن‪.‬‬
‫‪:‬‬
‫العروق‪ :‬والعروق ضربان‪ :‬ساكنة ومتحركة‪ .‬فالساكنة منشؤها من الكبد‬ ‫‪12‬‬
‫وتسمى الجداول وهي طرق سيل الدم الذي يتغذى به البدن؛ وهذه ظاهرة‬
‫فصد بعضها وهي الجداول الكبار وجملتها ث‪X‬ثمائة‬ ‫في البدن‪ ،‬وهي التي يُ َ‬
‫وستون عرقا ً‪ .‬والذي يُ َ‬
‫‪27‬‬
‫فصد منها على ما جرت به العادة اثنان وأربعون‬
‫عرقاً‪ ،‬نذكرها في غير هذا ا‪O‬وضع وفي البدن سوى هذه عروق صغار جدا ً‬
‫خرج منها الدم عند الشرط بالحجامة وغيرها‪.‬‬ ‫متشبكة باللحم‪ ،‬وهي التي ُي َ‬
‫والعروق ا‪O‬تحركة منشؤها من القلب وتسمى الشريانات‪ ،‬وفيها دم قليل‬ ‫‪13‬‬
‫قرمزي اللون وروح كثيرة‪ ،‬وهي التي تفيد البدن الحرارة الغريزية‪ ،‬وهي التي‬
‫س‪ 28‬نبضها فيستدل به على مزاج القلب وأحوال سائر البدن‪ ،‬وهي التي‬ ‫يُ َج ّ‬
‫تم˜ وتسهل‪29‬؛ وجملتها ث‪X‬ثمائة وستون عرقا ً‪.‬‬
‫الشحم‪ :‬والشحم إنما هو دم‪ 30‬منطبخ جدا ً يفضل للطبيعة بعد تغذية البدن‪،‬‬ ‫‪14‬‬
‫ولذلك \ يوجد إ\ لˆجسام‪ 31‬الكاملة الغذاء‪ .‬ومزاجه البرد والرطوبة مع ميل‬
‫إلى الحرارة‪ .‬ومنفعته تسخ‪ s‬ا‪w‬عضاء بما يمسكه من الروح الحيواني‬
‫لكثافته‪ ،‬وأن يحفظ رطوبة البدن‪ .32‬وإذا أفرط غمر الحرارة وأطفأها فيبرد‬
‫الجسم ويهلك الحيوان‪ ،‬ولذلك قال أ ُبقراط‪ :‬إ ّن ا‪O‬وت أسرع إلى البدن الغليظ‬
‫منه إلى الضعيف‪.‬‬
‫‪33‬‬
‫اللحم‪ :‬واللحم ] [ يختلف مزاجه باخت‪X‬ف أوصافه‪ ،‬فا‪w‬حمر منه ّ‬
‫حار‬ ‫‪15‬‬
‫رطب‪ ،‬وما خالطه الشحم ناقص الحرارة ومنه مفرط الرطوبة كاللحم‬
‫‪36‬‬
‫ال ُغددي‪ .34‬ومنافع اللحم في البدن \ تَخفى‪ .‬واللحم عند الحكيم هو آلة‬
‫‪35‬‬

‫حس اللمس‪ ،‬بمنزلة الع‪ s‬ل‪š‬بصار؛ وخالفه ا‪w‬طباء في ذلك وزعموا أن الجلد‬ ‫ّ‬
‫‪38‬‬ ‫‪37‬‬
‫هو ]آلة[ اللمس‪ ،‬وا‪w‬صحّ قول الحكم‪ ،‬وليس هذا موضع ا\حتجاج له ‪.‬‬
‫الغشاء‪ :‬والغشاء جسم عصبي رقيق‪ ،‬وكأنّه جلد باطن تحت الجلد الظاهر‪.‬‬ ‫‪16‬‬
‫الحر واليبس ويميل إلى البرد قلي‪ .ًX‬ومنفعته وقاية ا‪w‬عضاء‬
‫ّ‬ ‫ومزاجه‬
‫وصيانتها‪.‬‬
‫حس كثير‪ .‬ومزاجه كمزاج الغشاء إ\‬ ‫الجلد‪ :‬والجلد أيضا ً جسم عصبي‪ ،‬له ّ‬ ‫‪17‬‬
‫‪39‬‬
‫أ ّن يبسه أكثر‪ .‬ومنفعته كمنفعته‪ .‬وفيه ثقب كثيرة هي كا‪O‬نافس في البدن‬
‫شعر فترمي به الطبيعة‬‫ٌ‬ ‫تخرج عليها ا‪w‬بخرة ويتكون مما غلظ منها واحترق‬
‫إلى سطح البدن‪.‬‬
‫الشعر‪ :‬والشعر كما قلنا هو نبات يتك ّون من ا‪w‬بخرة ا‪O‬حترقة الخارجة من‬ ‫‪18‬‬
‫الحر من أجل احتراق مادته‪.‬‬‫ّ‬ ‫البدن‪ .‬ومزاجه البرد واليبس مع ميل إلى‬
‫ومنفعته الوقاية والصيانة والزينة وتنقية البدن من ا‪w‬بخرة الفاسدة أن \‬
‫تحتقن فيه‪.‬‬
‫‪:‬‬
‫الحس‪ .‬ومزاجه‬
‫ّ‬ ‫الظفر‪ :‬والظفر نبات يتكون من مادة يابسة غليظة عديمة‬ ‫‪19‬‬
‫البرد والبس والغلظ‪ .‬ومنفعته‪ 40‬وقاية ا‪w‬طراف كا‪O‬راكز التي تُج َعل‬
‫لˆسنان‪ ،41‬وزينتها‪ ،‬وأن تع‪ s‬ا‪w‬صابع على القبض عند تناول ا‪w‬شياء‪.‬‬
‫ا‪O‬خ‪ :‬وا‪O‬خ نوعان‪ :‬مخ الدماغ وهو عضو رئيس مسكن القوى الحساسة‪.‬‬ ‫‪20‬‬
‫الحر والرطوبة مع ميل إلى البرد‪ .‬وا‪O‬خ الذي في العظام بارد رطب‬‫ّ‬ ‫ومزاجه‬
‫الحر‪ .‬وهو فضلة الغذاء أع ّدته الطبيعة لتن ّدي العظام وتحفظ رطوبة‬
‫ّ‬ ‫مائل إلى‬
‫البدن‪.‬‬
‫الروح‪ :‬والروح عند ا‪w‬طباء هو البخار اللطيف الذي يخرج من القلب من‬ ‫‪21‬‬
‫تجويفه ا‪w‬يسر‪ .‬وزعموا أ ّن ا‪w‬رواح ث‪X‬ثة‪ :‬روح حيواني يخرج من القلب‪،‬‬
‫وروح طبيعي يخرج من الكبد‪ ،‬وروح نفساني يخرج من الدماغ‪ .‬وخالفهم‬
‫الحكيم فرأى‪ 42‬الروح إنما يخرج من القلب خاصة ويصعد منه إلى الدماغ‬
‫ما تك ّون منه الحواس‪ ،‬وأما الكبد ف‪ X‬روح فيها عنده‪ ،‬والحق ما قال الحكيم‪،‬‬
‫وليس هذا موضع ا\حتجاج له‪ .‬ومنفعة الروح أنه مادة الحياة والد\لة ا‪w‬ولى‬
‫‪43‬‬
‫للنفس التي تستخدم بها البدن‪ ،‬فإذا فني بالجملة ]طرحت النفس البدن[‬
‫ومات الحيوان‪.‬‬

‫‪ .4‬ذكر ا‪$‬خ‪I‬ط ا‪$‬ربعة‬


‫اعلم أن بدن ا‪6‬نسان وجميع أعضائه ا‪ƒ‬لية وا‪O‬شابهة ا‪w‬جزاء تر ّكب أ ّو\ من‬ ‫‪22‬‬
‫وا‪O‬رة السوداء‪،‬‬‫•‬ ‫ا‪O‬رةُ الصفراء‬
‫وا‪O‬رتان‪• :‬‬
‫ّ‬ ‫ا‪w‬خ‪X‬ط ا‪w‬ربعة وهي الدم والبلغم‬
‫كما أن جميع ا‪O‬ولودات تر ّكبت من العناصر ا‪w‬ربعة وهي ا‪O‬اء والنار وا‪w‬رض‬
‫والهواء‪.44‬‬
‫فالدم حار رطب على طبع الهواء وطعمه حلو‪ .45‬وهو صنفان‪ :‬دم القلب ودم‬ ‫‪23‬‬
‫الكبد‪ .‬فدم القلب رقيق قرمزي قليل وإنما هو مطية للروح الجاري‪ 46‬في‬
‫الشريانات؛ ودم الكبد أحمر مشبع غليظ كثير ومنه يغتذي البدن كله‪.‬‬
‫والبلغم بارد رطب على طبع ا‪O‬اء‪ .‬والطبيعي منه أبيض غليظ \ طعم له؛‬ ‫‪24‬‬
‫والخارج عن الطبع‪ 47‬ث‪X‬ثة أصناف‪ :‬زجاجي وهو أبرد أصناف البلغم‬
‫حار يابس‪ ،‬با‪6‬ضافة إلى‬ ‫وأرطبه‪ ،‬وحامض وهو أقل بردا ً ورطوبة‪ ،‬ومالح وهو ّ‬
‫سائر أصنافه‪ .‬ويتو ّلد من مخالطة الصفراء له‪.‬‬
‫‪:‬‬
‫مر‪ ،‬وهي‪ 48‬نوعان‪:‬‬‫وا‪O‬رة الصفراء حارة يابسة على طبع النار وطعمها ّ‬ ‫‪25‬‬
‫طبيعية وغير طبيعية‪ .‬فالطبيعية لونها أحمر ناصع وهي الساكنة‪ 49‬في‬
‫ا‪O‬رة الحمراء‪ .‬وغير الطبيعية أربعة أصناف منها‪:‬‬ ‫ا‪O‬رارة ويسميها جالينوس ّ‬
‫صنف أصفر‪ 50‬اللون وهو أقل حرارة من الطبيعي بما يخالطه من ا‪O‬ائية‪،‬‬
‫أحر أصنافها عند‬ ‫با‪O‬حي يشبه بمحاح البيض‪ ،‬وهو ّ‬ ‫ّ‬ ‫وصنف آخر يعرف‬
‫جالينوس‪ ،‬يزعم أن الحرارة ع ّقدته‪ ،‬وهو أبردها عند ُحن َ ْ‪ ،s‬يزعم أنه عقد‬
‫‪52‬‬
‫الكراث؛‬‫ّ‬ ‫بالكراثي يشبه لونه ورق‬
‫ّ‬ ‫‪O‬خالطة البلغم له؛ ومنها‪ 51‬صنف يعرف‬
‫ومنها‪ 53‬زنجاري‪ .‬وهذان الصنفان أردأ أصناف الصفراء وأكثر تو ّلدها في‬
‫ا‪O‬عدة‪ .‬فهذه أصنافها ا‪O‬شهورة‪ ،‬وذكر ابن سينا أن من الصفراء صنفا ً‬
‫الطب‪،‬‬
‫ّ‬ ‫شد أنه لم يشاهده في كتب‬ ‫يعرف بالدخاني‪ ،‬وذكر أبو الوليد ابن ُر ْ‬
‫ورأيته أنا في بعض كتب اليوناني‪ s‬لرجل يعرف بقسطا بن لوقا‪ ،‬في كتاب له‬
‫سماه كتاب العطش‪ ،‬قال‪ .‬ومن الصفراء صنف أسود اللون وهو أحرها‬
‫وشرها‪ 54‬احتراقا ً‪.‬‬
‫ّ‬ ‫وأيبسها‬
‫ا‪O‬رة السوداء يابسة باردة على طبع ا‪w‬رض وطعمها حامض‪ ،55‬وهي‬ ‫‪26‬‬
‫صنفان‪ :56‬طبيعية وغير طبيعية‪ .‬فالطبيعية مسكنها الطحال وهي عكر الدم؛‬
‫وغير الطبيعية هي ما احترق من الدم وغلظ وأسو ّد لونه‪.‬‬

‫‪ .5‬ذكر قوى ا‪-‬نسان‬


‫ول‪š‬نسان ث‪X‬ث قوى‪ :‬قوة نفسانية‬ ‫‪27‬‬
‫منشؤها من الدماغ‪ ،‬وقوة حيوانية منشؤها من القلب‪ ،‬وقوة طبيعية منشؤها‬
‫من الكبد‪.57‬‬
‫فالنفسانية التي في الدماغ تحتوي على ث‪X‬ث‪ 58‬قوى‪ :‬حسيّة وهي الحواس‬ ‫‪28‬‬
‫الخمس‪ ،‬وسياسية وهي التخيل والفكر والذكر‪ ،‬وا‪O‬حركة في ا‪O‬كان‪ ،‬وهي‬
‫النزوعية إذا اقترن إليها الرأي والخيال‪.‬‬
‫والحيوانية التي في القلب تحتوي على قوت‪ :s‬فاعلة ومنفعلة‪ .‬فالفاعلة قوة‬ ‫‪29‬‬
‫النبض التي ينبسط بها القلب وينقبض‪ .‬وا‪O‬نفعلة هي التي يكون‪ 59‬بها‬
‫الغضب والرضا وا‪O‬حبة والبغضة‪.‬‬
‫والطبيعية التي في الكبد هي التي يكون بها ا\غتذاء والنمو والتوليد‪ .‬وهذه‬ ‫‪30‬‬
‫القوى تخدمها؛ فتخدم القوة الغاذية أربع قوى‪ :‬جاذبة وماسكة وهاضمة‬
‫ودافعه‪.‬‬
‫سماها ا‪O‬ميزة‪ ،‬وزاد غيره قوة سادسة‬ ‫وزاد غير جالينوس قوة خامسة ّ‬ ‫‪31‬‬
‫سماها ا‪O‬لصقة‪ ،‬وزاد غيره قوة سابعة سماها ا‪O‬شبهة‪.‬‬ ‫ّ‬
‫‪:‬‬
‫فالجاذبة هي التي‪ 60‬تجذب الغذاء إلى نفسها‪ ،‬وا‪O‬اسكة هي التي تمسكه‬ ‫‪32‬‬
‫لينطبخ‪ ،‬والهاضمة هي التي تهضمه أي تطبخه‪ ،‬والدافعة هي الني تدفع‬
‫صفوه وتنقله إلى ا‪O‬وضع ال‪X‬ئق‪ 61‬به‪.‬‬
‫وا‪O‬ميزة هي التي تميز منه ا‪w‬خ‪X‬ط بعد انهضامه‪ ،‬وا‪O‬لصقة هي التي‬ ‫‪33‬‬
‫لصق الغذاء بالعضو‪ ،‬وا‪O‬شبّهة هي التي تشبّهه‪.‬‬ ‫تُ ِ‬
‫ا‪O‬نمية قوة أُخرى تمد‪ 62‬العضو ا‪O‬غذى في أقطاره الث‪X‬ثة‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫وتخدم القوة‬ ‫‪34‬‬
‫أعني الطول والعرض والعمق‪.‬‬
‫وتخدم القوة ا‪O‬و ّلدة قوتان‪ :‬ا‪O‬غيّرة وا‪O‬ص ّورة‪ ،‬فا‪O‬غيّرة تغيّر ا‪O‬ني في الرحم‬ ‫‪35‬‬
‫من نطفة إلى علقة إلى مضغة و\ تفيده صورة‪ ،‬وا‪O‬ص ّورة تفيد‬
‫صورة‪،63‬وا‪O‬ص ّورة تفيد صورة‪ ،‬أعني شك‪ ًX‬ما ومقدارا ً ما وعددا ً ما‪.64‬‬
‫فهذه قوى ا‪6‬نسان على لسان ا‪w‬طبّاء‪ ،‬وخالفهم الحكيم منها في موضع‪:s‬‬ ‫‪36‬‬
‫بجعل القوة النزوعية التي ذكروها في الدماغ إنما هي عند ا‪O‬نفعلة في‬
‫القلب التي تكون بها ا‪O‬حبة والبغضة وليست في الدماغ؛ وجعل القوة الفاعلة‬
‫التي في القلب وهي النبضية من خدمة القوة الغاذية الني زعموا أنّها في‬
‫الكبد‪ ،‬وا‪w‬صح قول الحكيم‪.‬‬

‫‪ .6‬صفة الع‪3‬‬
‫الع‪ s‬مركبّة من سبع طبقات وث‪X‬ث رطوبات وتسع عض‪X‬ت‪ ،‬وأعصاب منها‬ ‫‪37‬‬
‫متصلة بالعضل رقاق وعصبة مج ّوفة في كل ع‪s‬؛ وليس في البدن‪ 65‬عصبة‬
‫مج ّوفة غيرها‪.‬‬
‫فالطبقة ا‪ُw‬ولى مما يلي الهواء تسمى ا‪O‬لتحمة وهي بياض الع‪s‬؛ والثانية‬ ‫‪38‬‬
‫القرنية وهي صلبة لونها كلون القرن في بياضها وصفائها‪.‬‬
‫والثالثة العنبية وهي حدقة الع‪ ،s‬ويختلف لونها في الناس‪ ،‬فمنهم َمن هي‬ ‫‪39‬‬
‫فيه كح‪X‬ء‪ ،‬ومنهم َمن هي فيه شه‪X‬ء‪ ،‬ومنهم َمن هي فيه زرقاء؛ وفي داخل‬
‫هذه الطبقة الرطوبة البيضية لونها كلون بياض البيض؛ والطبقة الرابعة‬
‫العنكبوتية تشبه نسج العنكبوت في رقتها‪ ،‬وفي داخلها الرطوبة الجليدية‬
‫تشبه الجليد في بياضها وصفائها وبهذه الرطوبة يكون البصر؛ وبعدها‬
‫الرطوبة الزجاجية تشبه الزجاج الذائب؛ والطبقة الخامسة الشبكية وهي‬
‫مؤلفة من عروق صغار تشبه شبكة الصياد؛ والطبقة السادسة ا‪O‬شيمة تشبه‬
‫ا‪O‬شيم في لونها وعروقها؛ والطبقة السابعة هي الصلبة وهي عظم الع‪ s‬أو‬
‫\صقة به‪.‬‬

‫‪ .7‬ذكر كيفية هضم الطعام من أ ّول دخوله إلى‬


‫‪:‬‬
‫ا)عدة‬
‫اعلم أن الحكماء يجمعون‪ 66‬على أن الطعام ينهضم في ث‪X‬ثة مواضع‪ :‬في‬ ‫‪40‬‬
‫ا‪O‬عدة وهو الهضم ا‪ّ w‬ول‪ ،‬وفي الكبد وهو الهضم الثاني‪ ،‬وفي ا‪w‬عضاء وهو‬
‫الهضم الثالث‪ .‬وزاد بعضهم هضما ً رابعا ً ذكر أنّه في العروق‪ ،‬وليس بذكره‬
‫معنى ‪ّ w‬ن العروق من جملة ا‪w‬عضاء‪ ،‬فالهضم‪ 67‬الذي فيها إنما هو من‬
‫الهضم الذي في ا‪w‬عضاء‪ .‬وأجمعوا‪ 68‬أيضا ً على أ ّن كل هضم يكون بأربع‬
‫قوى‪ :‬قوة جاذبة وقوة ماسكة وقوة هاضمة وقوة دافعة‪.‬‬
‫وذلك أن الطعام إذا حصل في الفم ومضغه ا‪6‬نسان تحركت القوة الجاذبة‬ ‫‪41‬‬
‫فجذبته إلى ا‪O‬ريء؛ ولذلك إذا كان ا‪6‬نسان جائعا ومضغ طعامه وأكمل‬
‫مضغه لم يستطع على إمساكه بل ينبلع من غير اختياره وذلك لتحريك القوة‬
‫الجاذبة في ذلك الوقت‪ .‬فإذا استكمل ا‪6‬نسان أكله واستقر الطعام بكماله‬
‫في معدته رقدت القوة الجاذبة وتحركت ا‪O‬اسكة فحبست الطعام في ا‪O‬عدة‬
‫بأن تقبض فيها‪ ،‬ولو\ ذلك هبط من حينه فإ ّن جوف‪ 69‬ا‪6‬نسان منفرد‪ .‬فإذا‬
‫انقبضت عليه ا‪O‬عدة رقدت القوة ا‪O‬اسكة وتحركت الهاضمة فبدأت في طبخ‬
‫الطعام‪ .‬فإذا أكملت طبخه ص ّيرته كشكيا ً يشبه كشك الشعير‪ ،‬وهو‬
‫‪70‬‬
‫جشيشة‪ ،‬ويعرفه أهل الطب بالكيلوس تشبيها ً بالكلس‪ ،‬وهو الرماد ا‪O‬عكر‬
‫والجص ا‪O‬عكر‪ .‬فإذا صار بهذه الصفة رقدت القوة الهاضمة وتحركت القوة‬
‫عرف بالبواب‪،‬‬‫الدافعة فدفعت الطعام بكليته من الفم ا‪w‬سفل من ا‪O‬عدة‪ ،‬ويُ َ‬
‫إلى َم ْعي متصل به يسمى ذا ا\ثني عشر إصبعا ً ‪w‬ن مقداره في كل‬
‫‪71‬‬
‫إنسان إثنا عشر إصبعا ً بأصابع نفسه‪ .‬فإذا حصل الطعام في هذا ا‪O‬عاء‬
‫اغتذى منه بما يوافق جوهره ثم أصار‪ 72‬الباقي إلى معي آخر تحته يعرف‬
‫‪73‬‬
‫بالصائم‪ ،‬ويعرفه العامة بالدوارة‪ .‬فإذا استقر الطعام في الدوارة جذبت‬
‫‪74‬‬
‫الكبد م‪X‬ءمته ورطوبته على عروق صغار ب‪ s‬الكبد والدوارة تُ َ‬
‫عرف‬
‫با‪O‬اسريقا فيبقى الثفل‪ 75‬اليابس في الدوارة‪ ،‬وتتحصل رطوبة الغذاء في‬
‫عروق الكبد محل الهضم الثاني‪.‬‬
‫‪:‬‬
‫ويعرف الحكماء تلك الرطوبة الغذائية بالكيموس‪ .‬فإذا حصل الكيموس في‬ ‫‪42‬‬
‫عروق الكبد طبخته الطبخ الثاني وصيّرته دماً‪ ،‬فاغتدت منه يما يشاكل‬
‫جوهرها‪ ،‬ثم ميزت‪ 76‬الباقي فأخرجت منه دما ً عكرا ً غليظا ً أسود ودما ً رقيقا ً‬
‫أصفر كثير ا‪O‬اء ورغوة وزبدا ً أبيض ودما ً قرمزيا ً خالصا ً‪ .77‬فيجذب الطحال‬
‫عكره على عنق له متّصلة بالكبد فيغتذي منه مما شابه جوهره ويصير‬
‫واصفر وكان كثير ا‪O‬ائية‬ ‫ّ‬ ‫مرة سوداء‪ .‬ويجذب كيس ا‪O‬رارة ما رقّ منه‬‫الباقي ّ‬
‫على عنق ا‪O‬رارة ا‪O‬تصلة بالكبد فتغتذي‪ 78‬ا‪O‬رارة منه بما شاكل جوهرها‬
‫مرة صفراء وترسل حصالته‪ 79‬ومائيته إلى الكلى‪ ،‬وفيه حمرة‬ ‫وتصيّر الباقي ّ‬
‫من بقية الدم‪ .‬فتغتذي الكلى بما بقي فيه من قوة الدم‪ ،‬فتبقى مائية خالصة‬
‫صافية تدفعها إلى ا‪O‬ثانة وفيها بقية صفرة من أثر الطبخ وذلك هو البول‪.‬‬
‫وتجذب الرئة رغوته وزبده لينطبخ فيها ويصير بلغماً‪ ،‬فترطب به جرمها لئ‪X‬‬ ‫‪43‬‬
‫يدركها اليبس من شدة الحركة‪.‬‬
‫وأما الدم القرمزي النقي فإن ما رق منه وتخلص من جميع ا‪w‬خ‪X‬ط تخلصا ً‬ ‫‪44‬‬
‫تاما ً اندفع إلى القلب فيغتذي منه بما يشاكل جوهره وأرسل الباقي على‬
‫‪81‬‬
‫الشريانات ليكون مط ّية الروح‪ .‬وبقيت بقية الدم في الكبد‪ 80‬وهو الكثرة‬
‫فتوزعه الكبد على الجداول التي فيها إلى جميع أعضاء البدن وهو محل‬
‫الهضم الثالث‪ .‬فيقبل كل عضو ما يشاكل طبيعته وهضمه هضما ً ثالثاً؛‬
‫فيصير أبيض صافيا ً وذلك هو ا‪O‬ني‪ ،‬ثم يصيّره شبيها ً به فيغتذي منه بما‬
‫يشاكل جوهره‪ ،‬كما أن غذاء الشجرة من جوهر ا‪O‬اء وا‪w‬رض وسائر‬
‫العناصر‪ ،‬ويصير في العود عودا ً وفى الورق ورقا ً وفي الزهر زهرا ً وفي‬
‫الثمر ثمرا ً وفي الحلو حلوا ً وفي الحامض حامضاً؛ وكذلك صفو الغذاء وهو‬
‫ا‪O‬ني يحيله كل عضو إلى نفسه‪ ،‬فيصير في الجلد جلدا ً وفي العظم عظما ً‬
‫وفي اللحم لحما ً وفي العصب عصبا ً‪ .‬فإن فضل لˆعضاء شيء زائد على‬
‫غذائها أرسلته على طُ ُرق صغار وجداول لطاف إلى أوعية ا‪O‬ني فتخرجه‬
‫الطبيعة عند الحاجة إلى إخراجه إما بالجماع وإما با\حت‪X‬م‪ .‬وما بقي‬
‫لˆعضاء من الفض‪X‬ت التي \ تنتفع بها رمت به إلى مسام البدن‪ ،‬فأخرجت‬
‫الرطب‪ 82‬منه بالعرق من الجلد‪ ،‬وبالرمص من الع‪ ،s‬وبالوسخ من ا‪w‬ذن‪،‬‬
‫وا‪O‬خاط من ا‪O‬نخرين‪ ،‬وبالبزاق من الفم‪ ،‬وبالنخامة من الخياشيم‪ ،‬وبالنفث‬
‫الجاف منه بالبخار من سائر البدن‪ .‬وو ّلدت‬
‫ّ‬ ‫والسعال من الحلق‪ ،‬وأخرجت‬
‫الطبيعة بما غلظ منه الشعر لتنقي البدن كما تنقي الطبيعة النباتية فضلة‬
‫غذاء ا‪w‬شجار إلى ظاهرها فتتولد‪ 83‬قشورا ً وليفا ً‪ 84‬وصمغا ً وما أشبه ذلك‪.‬‬
‫‪:‬‬
‫فهذه كيفية انهضام الطعام في مواضع الهضوم‪ 85‬الث‪X‬ثة‪ ،‬فإن فسد الطعام‬ ‫‪45‬‬
‫في واحد منها زاد فاسدا‪ 86‬فيما بعده ولم ينهضم وأعقب ِعل‪ ًX‬وأمراضا ً‪.‬‬
‫مثل ذلك إنسان أكل طعاما ً فلما أخذ في ا\نهضام في معدته أخذ بعده‬
‫طعاما ً آخر‪ ،‬فإنه إذا تم انهضام الطعام ا‪ّ w‬ول وانحدر عن ا‪O‬عدة أحدر معه‬
‫الطعام الثاني غير منهضم؛ فإذا صار إلى الكبد لم تقبل هضمه بل تضعف‬
‫فجا ً غليظاً؛ فإذا وافى ا‪w‬عضاء وهو‬ ‫عنه ف‪ X‬يصير دما ً خالصا ً بل يبقى •‬
‫بهذه الحال‪ 87‬من الغلظ والفجاجة لم يكن فيه قبول الهضم الثالث في‬
‫ا‪w‬عضاء‪ ،‬فيبعد‪ 88‬عن ا\ستحالة إليها فتتألم به ا‪w‬عضاء‪ .‬فإن قويت على‬
‫دفعه أخرجته من سائر البدن وإما بقي منحصرا ً في تجاويف البدن‪ 89‬وإما‬
‫في داخل العروق مع الدم‪ ،‬فيصير أبدا ً ا‪w‬مراض والعلل على حسب ا‪w‬غلب‬
‫على طبيعة البدن؛ فإن كان ا‪w‬غلب عليه الحرارة واليبوسة و ّلد فض‪ًX‬‬
‫صفراوياً‪ ،‬فتبقى تلك الفضول في ا‪w‬عضاء ويمدها الغذاء والهواء فتتعفن‬
‫وتغلي فتو ّلد حمى صفراء عفونية؛ وإن كان الغالب عليه الحرارة والرطوبة‬
‫و ّلدت حمى دموية‪ ،‬وإن كان الغالب عليه البرودة واليبوسة و ّلدت حمى‬
‫سوداوية‪ ،‬وإن كان الغالب عليه البرودة والرطوبة و ّلدت حمى بلغمية‪ .‬فإن مال‬
‫منها شيء إلى عضو من ا‪w‬عضاء أحدث فيه ورما ً على حسب طبيعته؛ فإن‬
‫كان دمويا فالورم ا‪O‬عروف بالبلغموني‪ ،‬وإن كان صفراويا ً فالورم ا‪O‬عروف‬
‫بالحمرة‪ ،‬وإن كان بلغميا ً فالورم ا‪O‬عروف بيبدو ساع‪ ،90‬وإن كان سوداويا ً‬
‫فالورم الصلب الجاسي‪ 91‬مثل السرطان‪.92‬‬
‫وان‪ ،‬قويت الطباع على دفع هذه الفضول على ظاهر البدن وضعفت الجلدة‬ ‫‪46‬‬
‫عن إخراجها من مسام بقيت منحصرة هناك فأحدثت ضروبا ً من الفساد‬
‫مثل الح ّكة والبثر والجرب والحزاز والبهق والبرص والتواليل‪.‬‬
‫وإن كان منها شيء غابر في عمق البدن مجاور للحم أحدث خراجات‬ ‫‪47‬‬
‫ودماميل وخنازير وسرطانات ولحما ً زائدا ً وما أشبه ذلك من العلل‪.‬‬

‫‪ .8‬د_ئل غلبة ا‪$‬خ‪I‬ط ا‪$‬ربعة‬


‫د\ئل غلبة الدم‪:‬‬ ‫‪48‬‬
‫‪93‬‬
‫امت‪X‬ء العروق وحمرة الوجه وسخونة البدن والتمدد والتمطي والتثاؤب‬ ‫‪49‬‬
‫وكثرة النوم وخروج الدم عن ا‪w‬نف واللثة وثقل الرأس والعين‪ s‬والنبض‬
‫العظيم وكدر‪ 94‬الذهن والحواس والحكاك في مواضع الفصادة وحيث أعتيد‬
‫إخراج الدم‪ ،‬وح‪X‬وة الفم وبثور فيه والدماميل والبول ا‪w‬حمر الغليظ‪ .‬فإن‬
‫كان السن شبابا ً والبدن خصيبا ً وا‪w‬غذية مما تو ّلد الدم كانت الثقة أكثر‪.‬‬
‫د\ئل غلبة الصفراء‪:‬‬ ‫‪50‬‬
‫‪:‬‬
‫صفرة اللون ومرارة الفم مع يبس شديد وشدة العطش وضعف شهوة الطعام‬ ‫‪51‬‬
‫شي والقيء ا‪w‬صفر وا‪w‬خضر ويبس اللسان وخشونته وصفرة بياض‬ ‫وال َغ ْ‬
‫الع‪ s‬والبول الناري الرقيق‪ .‬فإن كان الزمان صيفا ً والسن شبابا ً وا‪w‬غذية‬
‫حارة يابسة وقليلة والتعب كثيرا ً والنوم يسيرا ً فلتكن الثقة أكثر‪.‬‬
‫د\ئل غلبة السوداء‪:‬‬ ‫‪52‬‬
‫كمودة اللون وسواده وضعف البدن وسواد الشعر ورقته وحرقة ا‪O‬عدة‬ ‫‪53‬‬
‫وهيجان الشهوة الكاذبة وسواد البول ورقته‪ 95‬أو حمرته ويكون يضرب‪ 96‬إلى‬
‫الخضرة‪ .‬فإن كان السن كمولة والزمان خريفا ً وا‪w‬غذية رديئة تو ّلد هذا‬
‫الخلط فلتكن الثقة بذلك أكثر‪.‬‬
‫د\ئل غلبة البلغم‪:‬‬ ‫‪54‬‬
‫بياض اللون وغلظ البدن ورطوبته ول‪ s‬الشعر وكثرة الريق وقلة العطش‬ ‫‪55‬‬
‫والبول ا‪w‬بيض والكسل والب‪X‬دة وكثرة النعاس وضعف الهضم‪ .‬فإن كان‬
‫الزمان شتاء والسن شيخوخة وا‪w‬غذية باردة رطبة والتعب قلي‪ X‬فلتكن الثقة‬
‫أكثر‪.‬‬
‫د\ئل ا‪O‬زاج ا‪O‬عتدل‪:‬‬ ‫‪56‬‬
‫بياض اللون مشوب بحمرة وشهل العين‪ s‬واعتدال لحم البدن في الضعف‬ ‫‪57‬‬
‫والسمن‪ ،‬وشقرة الشعر يميل إلى السواد ويكون ب‪ s‬الجعد والسبط والكثرة‬
‫والقلة‪ ،‬والبول ا‪ُw‬ترجي ا‪O‬عتدل القوام ب‪ s‬الرقة والغلظ‪ ،‬والنوم بالليل وقلته‬
‫بالنهار وصفاء الحواس ونفوذ الذهن وحسن ا‪w‬خ‪X‬ق وقلة ا‪w‬مراض ّ‬
‫أدل دليل‬
‫على ذلك‪.‬‬

‫‪Notes‬‬
‫‪ .1‬في ب‪ :‬أصف‪.‬‬
‫‪ .2‬في ب‪ :‬دايرة‪.‬‬
‫‪ .3‬في ا‪ :‬غ‪X‬فة‪.‬‬
‫‪ .4‬في ب‪ :‬يحفظه‪.‬‬
‫‪ .5‬أن يسيل‪ :‬ساقط في ب‪.‬‬
‫‪ .6‬في ب‪ :‬لحم نحو من إحدى‪.‬‬
‫‪ .7‬في ب‪ :‬تسبق‪.‬‬
‫‪ .8‬في ب‪ :‬ثم‪.‬‬
‫‪ .9‬في ا‪ :‬ولد في ثمانية أشهر وعاش؛ في ب‪ :‬سبعة أشهر ولم يعش‪.‬‬
‫‪ .10‬في ب‪ :‬إحدى‪.‬‬
‫‪ .11‬في ب‪ :‬الرطوبة‪.‬‬
‫‪:‬‬
‫‪ .12‬في ب‪ :‬الخم‪.‬‬
‫‪ .13‬هو‪ :‬ساقط في ا‪.‬‬
‫‪ .14‬ا‪w‬معاء‪ :‬ساقط في ب‪.‬‬
‫‪ .15‬جملة‪ :‬ساقط في ب‪.‬‬
‫‪ .16‬في ا‪ :‬حبيك‪.‬‬
‫‪ .17‬يسميها‪ :‬ساقط في ب‪.‬‬
‫‪] .18‬ولذلك متى‪ ...‬والحركة وجملتها[ ساقط في ا؛ زيادة من ب‪.‬‬
‫‪ .19‬في ا‪ :‬التي‪.‬‬
‫‪ .20‬في ب‪ :‬انقطع‪.‬‬
‫‪ .21‬زيادة في ب‪ :‬جملة واحدة \نقطاع ا‪w‬عضاء التي والت الحس والحركة‪.‬‬
‫‪ .22‬في ب‪ :‬مبسوطة‪.‬‬
‫‪ .23‬في ا‪ :‬صغار‪ .‬هذه أفضل وهي في مخطوطة ا‪w‬ساس‪.‬‬
‫‪ .24‬في ا وب‪ :‬ارتبط به‪.‬‬
‫‪ .25‬صغار زائد في ب‪.‬‬
‫‪ .26‬في ب‪ :‬مائة‪.‬‬
‫‪ .27‬في ا‪ :‬جارت‪.‬‬
‫‪ .28‬في ب‪ :‬تجنس بنبضها‪.‬‬
‫‪ .29‬في ب‪ :‬تسل‪.‬‬
‫‪ .30‬دم‪ :‬ساقط في ا‪.‬‬
‫‪ .31‬في ب‪ :‬ا‪w‬جرام‪.‬‬
‫‪ .32‬البدن‪ :‬ساقط في ب‪.‬‬
‫‪ .33‬كلمة غير مقروءة في ا‪.‬‬
‫‪ .34‬في ب‪ :‬القردي‪.‬‬
‫‪ .35‬في ا‪ :‬هي‪.‬‬
‫‪ .36‬في ا وب‪ :‬ءالة‪.‬‬
‫‪ .37‬آلة‪ :‬زيادة من ا‪O‬حقق‪.‬‬
‫‪] .38‬هو آلة اللمس‪ ...‬له[ ساقط في ب‪.‬‬
‫‪ .39‬في ا‪ :‬كا‪O‬نافس إليه‪.‬‬
‫‪ .40‬في ا وب‪ :‬منفعتها‪.‬‬
‫‪:‬‬
‫شد قد وجدت هذه‬‫‪ .41‬في ب‪ :‬كا‪O‬راكن‪ ...‬ل‪š‬نسان‪ .‬في "كتاب الكليات" ‪w‬بي الوليد ابن ُر ْ‬
‫ا\ستعارة‪ :‬ا‪w‬ظفار فإنها جعلت‪ ...‬لوقاية أطراف ا‪w‬صابع بمنزلة ا‪O‬راكز التي تجعل في‬
‫الرماح‪) .‬انظر‪ :‬الطب وا‪w‬طبّاء‪O ...‬حمد العربي الخطابي ص ج‪.(1/381‬‬
‫‪ .42‬في ا وب‪ :‬رءا‪.‬‬
‫‪ .43‬تصحيح من ا‪O‬حقق؛ في ا وب‪ :‬أطرحت النفس للبدن‪.‬‬
‫‪ .44‬في ا وب‪ :‬الهوى‪.‬‬
‫‪ .45‬في ا‪ :‬حار‪.‬‬
‫‪ .46‬الجاري‪ :‬ساقط في ا‪.‬‬
‫‪ .47‬في ا‪ :‬الطعام‪.‬‬
‫‪ .48‬في ا‪ :‬هو‪.‬‬
‫‪ .49‬في ا وب‪ :‬هو الساكن‪.‬‬
‫‪ .50‬في ب‪ :‬أحمر‪.‬‬
‫‪ .51‬في ا وب‪ :‬منه‪.‬‬
‫الكراث‪.‬‬
‫ّ‬ ‫‪ .52‬في ب‪ :‬يشبه لونه بلون‬
‫‪ .53‬في ا وب‪ :‬منه‪.‬‬
‫وشرها‪ :‬ساقط في ا‪.‬‬
‫ّ‬ ‫‪.54‬‬
‫‪] .55‬على طبع‪ ...‬حامض[ هذه العبارة مكررة في ا‪.‬‬
‫‪ .56‬صنفان ساقط في ب‪.‬‬
‫‪] .57‬من الدماغ‪ ...‬من الكبد[ ساقط في ا‪.‬‬
‫‪ .58‬في ب‪ :‬ث‪X‬ثة‪.‬‬
‫‪ .59‬يكون‪ :‬ساقط في ا‪.‬‬
‫‪ .60‬هي التي‪ :‬ساقط في ا‪.‬‬
‫‪ .61‬ال‪X‬ئق غير مقروء في ا‪.‬‬
‫‪ .62‬في ا‪ :‬تمسك‪.‬‬
‫‪] .63‬فا‪O‬غيرة تغيّر‪ ...‬صورة[ ساقط في ا‪.‬‬
‫‪ .64‬وعددا ما‪ :‬ساقط في ب‪.‬‬
‫‪ .65‬في ا‪ :‬في الع‪.s‬‬
‫‪ .66‬في ب‪ :‬مجموعون‪.‬‬
‫‪ .67‬في ب‪ :‬وفي الهضم‪.‬‬
‫‪ .68‬في ب‪ :‬اجتمعوا‪.‬‬
‫‪:‬‬
‫‪ .69‬في ب‪ :‬جرم‪.‬‬
‫‪ .70‬ا‪O‬عكر أو ا‪O‬غلى‪ :‬هذه الكلمة تبدو غامضة في ا وب‪.‬‬
‫‪ .71‬في ا وب‪ :‬هذا ا‪O‬عا‪ .‬وهو صحيح ‪w‬ن ا‪O‬خطوطات اعتادت على عدم كتابة الهمزة‬
‫فالكلمة هي‪ :‬ا‪O‬عاء‪.‬‬
‫‪ .72‬في ب‪ :‬اخذر‪.‬‬
‫‪ .73‬جذبت‪ :‬ساقط في ا‪.‬‬
‫‪ .74‬في ب‪ :‬بلته‬
‫‪ .75‬في ا‪ :‬با‪O‬اسرقا فيه النفل والثفل‪.‬‬
‫‪ .76‬في ب‪ :‬صيرت‪.‬‬
‫‪ .77‬خالصا‪ :‬ساقط في ب‪.‬‬
‫‪ .78‬في ا وب‪ :‬فيغتذي‪.‬‬
‫‪ .79‬في ب‪ :‬حالته‪.‬‬
‫‪ .80‬في ب‪ :‬الجسد‪.‬‬
‫‪ .81‬في ب‪ :‬أكثر‪.‬‬
‫‪ .82‬في ب‪ :‬الرطبة‪.‬‬
‫‪ .83‬في ب‪ :‬تتولد منها‪.‬‬
‫‪ .84‬في ب‪ :‬لبنا‪.‬‬
‫‪ .85‬في ب‪ :‬الهضم‪ .‬وهي أفضل‪.‬‬
‫‪ .86‬في اوب‪ :‬فسادا‪.‬‬
‫‪ .87‬فى ب‪ :‬الحالة‪.‬‬
‫‪ .88‬في ب‪ :‬يعيد‪.‬‬
‫‪] .89‬فإن قويت‪ ...‬البدن[ ساقط في ا‪.‬‬
‫‪ .90‬في ا‪ :‬بذو سعا؛ في ب‪ :‬باوديهبا‪ .‬فقد يكون الصواب يبدو ساع )أنظر أرجوزة في‬
‫الطب \بن سينا‪ ،‬بيت ‪.(1199‬‬
‫‪ .91‬في ا‪ :‬الجاشي‪ ،‬في ب‪ :‬الحاسى‪.‬‬
‫‪ .92‬مثل السرطان‪ :‬ساقط في ا‪.‬‬
‫‪ .93‬والتمطي والتثاؤب‪ :‬ساقط في ا‪.‬‬
‫‪ .94‬في ا‪ :‬لدت‪.‬‬
‫‪] .95‬وحرقة ا‪O‬عدة‪ ...‬ورقته[ ساقط في ا‪.‬‬
‫‪ .96‬في ب‪ :‬يقرب‪.‬‬
‫‪:‬‬
© Presses de l’Ifpo, 1996

Terms of use: http://www.openedition.org/6540

This digital publication is the result of automatic optical character


recognition.

Electronic reference of the chapter


IBN HALSUN. ‫ولى‬w‫قالة ا‬O‫ا‬: ‫نسان‬6‫ تركيب ا‬In: Kitāb al-Aġḏiya (Le livre
des aliments) [online]. Damas: Presses de l’Ifpo, 1996 (generated
29 janvier 2022). Available on the Internet:
<http://books.openedition.org/ifpo/5516>. ISBN:
9782351594766. DOI: https://doi.org/10.4000/books.ifpo.5516.

Electronic reference of the book


IBN HALSUN. Kitāb al-Aġḏiya (Le livre des aliments). New
edition [online]. Damas: Presses de l’Ifpo, 1996 (generated 29
janvier 2022). Available on the Internet:
<http://books.openedition.org/ifpo/5490>. ISBN:
9782351594766. DOI: https://doi.org/10.4000/books.ifpo.5490.
Zotero compliant
:

You might also like