Professional Documents
Culture Documents
2
بطاقة الكتاب
اسم الكتاب :زبدة الكالم في كتب الفصد
اسم الكاتب :أنس حمد عبد العزيز العويد
http://cupping.khayma.com
الطبعة األولى
3
زبدة الكالم
في كتب الفصد
4
املقدةة
هذا ةختصر يشتمل على ثالثة وعشرين بابا في علم الفصد وعمله وةا يتعلق
بالفاصد واملفصود ،وهي زبدة الكالم املذكور في أكثر ةن خمسة عشرة كتابا
ورسالة وةقاال في الفصد ،فجمعت فيه أهم ةا في تلك الكتب ةن علوم ةفيدة
حتى صار يغني عن الرجوع إليها ،وةنهجي فيه هو نقل النصوص كما هي ةن غير
تحقيق وال تحريف وال تغير إال ةا دعت له الضرورة ،وكثيرا ةا أنقل بعض الكالم
املتشابه في حال وجود زيادة أو فائدة ،وغايتي هي اختصار الوقت والجهد على
القارئ والباحث في هذا املجال ،وجعلت بدايته وصية الزهراوي والتي أرجوا أن
يأخذها الباحث بالقبول وان يجعلها ةنهاجا يسير عليه.
5
وصية الزهراوي
يقول أبو القاسم خلف بن عباس الزهراوي :ينبغي أن تعلموا يا بني ،أن هذا الباب
فيه ةن الغرر فوق ةا في الباب األول في الكي ،وةن أجل ذلك ينبغي أن يكون
ً
التحذير ةنه أشد ،ألن العمل في هذا الباب كثيرا ةا يقع فيه االستفراغ ةن الدم،
ُ
الذي به تقوم الحياة ،عند فتح عرق ،أو شق على ورم ،أو بط خراج ،أو عالج
جراحة ،أو إخراج سهم ،أو شق على حصاة ،ونحو ذلك ةما يصحب كلها الغرر
والخوف ،ويقع في أكثرها املوت.
وأنا أوصيكم عن الوقوع فيما فيه الشبهة عليكم ،فإنه قد يقع إليكم في هذه
الصناعة ضروب ةن الناس بضروب ةن األسقام ،فمنهم ةن قد ضجر بمرضه
وهان عليه املوت لشدة ةا يجد ةن سقمه وطول بليته ،وباملرض ةن الغرر ةا يدل
على املوت ،وةنهم ةن يبذل لكم ةاله ويغنيكم به جاء الصحة وةرضه ّ
قتال ،فال ر
ينبغي لكم أن تساعدوا ةن أتاكم ةمن هذه صفته البتة ،وليكن حذركم أشد ةن
يصح عندكم،رغبتكم وحرصكم ،وال ُتقدةوا على ش يء ةن ذلك إال بعد علم يقين ّ
بما تصير إليه العاقبة املحمودة ،واستعملوا في عالج جميع ةرضاكم تقدةة
ً
املعرفة واإلنذار ملا تؤول إليه السالةة ،فإن لكم في ذلك عونا على اكتساب الثناء
واملجد والذكر والحمد ،ألهمكم هللا يا بني رشده ،وال حرةكم الصواب والتوفيق،
إن ذلك بيده ال إله إال هو أ.هـ.
6
الباب األول :القول في تدبير إخراج الدم
يقول البلخي :إخراج الدم في وقت الحاجة إليه هو أشرف عالج ةن عالجات
االستفراغ ،وأظهرها نفعا ،وأعونها على تعجيل البرء والصحة ةن األةراض
الصعبة ،وذلك إذا اجتمعت في العروق فضوله وسخنت وعفنت ولدت أدواء
خبيثة ،فإذا أخرجت تلك الفضول ونقي البدن ةنها عاد إلى تمام الصحة ،وكمال
القوة ،وصفاء اللون ،وإشراق الوجه ،ونقاء البشرة ،وقويت الشهوات ،ورجع كل
ةن أعضاء البدن إلى أفضل ةزاجه ،وأشرف هيئته ،ووجدت ةنه املنفعة التي
خلق ةن أجلها بتماةها.
وإذا تبيغ باإلنسان الدم يحتمل ةن املدافعة بإخراجه ةا ال يحتمله سواه ةن
األخالط األخرى ،وذلك أنه إنما يعفن في أجواف العروق ،وليست األخالط األخرى
كذلك.
وبحسب ةا يوجد ةن املنافع الكثيرة في إخراجه إذا احتيج إلى ذلك كذلك يولد
املضار الكثيرة على البدن إذا أخرج ةنه النقي الصحيح الجوهر الذي تلزم
الحاجة إليه في غذاء البدن ،وذلك أن الحرارة الغريزية التي بها قوام البدن
ةتعلقة به ،وكل ةا سواه ةن األخالط فهو ةغمور به ،وكاةن فيه؛ ألنه ةبثوث في
كل أجزاء البدن ،فهو يغذيها كلها ،ولكل ةنها حظ ونصيب ةنه ،فإذا كان صحيح
الجوهر جيد املزاج صح اغتذاء الجسم بما يأخذ ةنه ،وزالت عنه عوارض
األسقام ،وحوادث اآلالم ،فإذا زاد على القدر الذي تلزم الحاجة إليه في تغذية
البدن ةنه أحدث ةا ذكرناه ةن األدواء الخبيثة ،وإذا نقص بإخراجه ةا يحتاج
إليه أضعف البدن ونهكه ،وربما أدى إلى انحالل القوة الغريزية.
7
ولذلك ذهب قوم ةن أصحاب الطبائع واألطباء إلى النهي عن إخراجه أصال،
وقالوا :إنه جوهر الروح ،1وهي ةتعلقة به ،وال يجوز املخاطرة بالنفس في إخراجه،
والذي ذهبوا إليه ةن ذلك رأي غير ةقبول وال ةعمول به ةن األكثرين ةن أهل
صناعة الطب وعلمائهم ،إال أنه يجب ةع ذلك أن يتوقى إخراج ش يء ةنه في غير
وقت الحاجة إليه ،فأةا عند تبيغه وحركته فالواجب أن يبادر بإخراجه؛ ألن
التقصير في ذلك يؤدي ةن األةراض الصعبة إلى ةا ذكرناه.
وهو يخرج ةن البدن بوجوه ةن الفصد والحجاةة وإرسال العلق .ولكل ةن هذه
الوجوه وقت هو فيها أصلح وأنفع ،وذلك أن الدم إذا تبيغ وتحرك في جوف
العروق لم يشف ةنه إال إخراجه بالفصد ليخرجه ةن ةكمنه ،فأةا إذا كان فيما
يخرج عن العروق فقد ينفع إخراجه بالحجاةة ،وأةا إذا كان فيما يقرب ةن
البشرة وبحيث تتولد البثور التي تظهر عليها نفع إخراجه بإرسال العلق أ.هـ.
1
غي الروح الواردة يف الكتب االلهية :ي
فه عندهم جوهر لطيف بخاري يتولد ه ر
الروح عند االطباء القدماء ي
من الدم الوارد عىل القلب وتنبعث منه وتحمل القوى اىل سائر االعضاء( .أنظر كتاب اصطالحات الطب
القديم للدكتور يارس زكور).
8
الباب الثاني :في تعريف وحد الفصد
يقول ابن سينا :الفصد هو استفراغ كلي يستفرغ الكثرة والكثرة هي تزايد
األخالط على تساويها في العروق وإنما ينبغي أن يفصد أحد نفسين :املتهيء
ألةراض إذا كثر دةه وقع فيها واآلخر الواقع فيها وكل واحد ةنهما إةا أن يفصد
لكثرة الدم وإةا أن يفصد لرداءة الدم وإةا أن يفصد لكليهما.
ويقول ابن التلميذ :الفصد هو تفرق اتصال إرادي ،يتبعه استفراغ كلي ةن
العروق خاصة ويتوسطها ةن جميع الجسم.
فقولنا في حده أنه تفرق اتصال جار ةجرى الجنس له ،إذ كان تفرق االتصال قد
يكون باالتفاق ،كالذي يتبع صدةة أو ضربة ،وقد يكون ةن فعل الطبيعة
كالرعاف البحراني.
-وقولنا إرادي ليفصله ةما يشركه في الجنس.
-وقولنا يتبعه استفراغ كلي ،ألنه يخرج ةن األخالط األربعة ،وأن األغلب ةنها
يخرج.
-وقولنا ةن العروق خاصة وهو يتوسطها ةن جميع الجسم ،لنفصله ةن
الحجاةة ،ألن الحجاةة هي تفرق اتصال إرادي ،لكن أكثر استفراغها ةن نواحي
الجلد ،والفضل ال ةن العروق خاصة فقد بان بأن هذا الحد ةطابق للمحدود.
وقال الذهبي :الفصد :شق العرق ،وهو تفرق اتصال إرادي بآلة ةخصوصة
يتبعه استفراغ كلي لألخالط على نسبة ةا هي عليه في العروق ،والغرض ةنه
التقليل واإلصالح أو أحدهما ،وحده :أن الفصد استفراغ كلي يستفرغ الكثرة،
والكثرة هي زيادة األخالط على تساوي ةنه في العروق.
9
واملراد باالستفراغ الكلي ةا يستفرغ األخالط كلها ،والجزئي ةا يستفرغ بعضها،
ونعني بزيادة األخالط ةا يعم زيادتها في الكم والكيف ،بحسب األوعية ،وتارة
بحسب القوة ،وتارة بحسبهما ةعا ،ونعني بذلك ةا يعم كون تلك الزيادة بالفعل
أو بالقوة .فانا قد نفصد للمداوة وذلك إذا كانت الكثرة بالقوة بأن تكون ةتوقعة
الحصول ويكون حصولها ةمرضا فيستفرغ ةن األخالط على ةثل ةا هي عليه وهي
في العروق ،أي :أن نسبة أجزاء ةا يخرج ةن األخالط بالفصد قريبا ةن النسبة
التي بين األخالط التي في العروق بعضها إلى بعض.
والدم الذي يخرج بالفصد إذا نقص ةنه ش يء يبقي الباقي في العروق ةحفوظ
النسبة التي كانت بينه وبين باقي األخالط ةن غير أن تتغير تلك النسبة بالفصد،
ألنا إذا فرضنا أن البدن فيه ةن الدم ةائة جزء وةن البلغم سبعون جزءا وةن
الصفراء أربعون جزءا وةن السوداء ثالثون جزءا ةثال ،وأخذنا بالفصد قدر
أربعين درهما فيجب أن يظل الباقي ةحفوظ النسبة.
وفي شرح موجزابن النفيس :والكثرة زيادة األخالط عليك تساوي ةنها في العروق
وةعنى على يساوي ةنها في العروق انه يستفرغ األخالط على ةثل ةا هي عليه وهي
في العروق أي أن ةا خرج ةن األخالط بالفصد يكون نسبة بعضه إلى بعض قريبا
ةن النسبة التي بين األخالط التي في العروق وذلك الن العرق إذا تفرق اتصاله
خرجت األخالط املحصورة فيه على حالها فان ةا يخرج بالفصد فيه ش يء كالرغوة
وش يء كالفج وش يء كالرسوب والباقي هو الدم.
10
الفصد العام والفصد املوضعي
يقول البقلي في روضة النجاح الكبرى :أةا الفصد العام فانه يحصل عنه
استفراغ سريع ونقص الدم ةن جميع أعضاء الجسم ،ويحصل عن هذا النقص
ضعف سريع في قوى املريض ،وأةا املوضعي فال يحصل عنه إال سيالن بطيء وال
تتجاوز نتيجته املحل املريض غالبا ولذلك ال يضعف قوى الجسم كله بل ال
يضعف إال ةحله ولذلك تحصل فوائد عظيمة ةن الفصد العام في االلتهاب
الشديد املتسع السيما إن كان في ابتدائها ،وال تحصل هذه الفوائد ةن املوضعي
بخالف ةا اذا كان ةع العليل نزلة ةوضعية ةستعصية على الشفاء بسبب شدة
التهيج أو اإلزةان فانه ال يزيلها إال الفصد املوضعي ،فان كان االلتهاب شديد أو
ةع العليل إفراط دم ينبغي أن يسبق الفصد املوضعي بفصد عاةا ألنه اذا فعل
خالف ذلك فان نتائج الفصد املوضعي تزول ةن استداةة كثرة وارد الدم في
العروق الشعرية للمحل املريض الذى وقع فيه الفصد املوضعي املذكور.
وهناك أحوال يكون سبق الفصد املوضعي فيها أجود ،كما إذا كانت القوى
الحيوية كاةنة في الباطن وكان النبض صغيرا ،وهناك أحوال يكون الفصد
املوضعي فيها أجود ةنها :ةا إذا كان االلتهاب املوضعي خاليا ةن الحمى والتأثير في
بقية الجسم فان الفصد املوضعي حينئذ يكون أفضل ةن الفصد العام ألن به
يتوفر دم الجسم الذي يخرج بدون فائدة لو فصد فصدا عاةا ،وةنها ةا إذا كان
االلتهاب ةزةنا وكان املراد تحليله وتصريفه.
ويقول :الدم يستفرغ ةن جميع أجزاء الجهاز الدوري كالشرايين واألوردة والعروق
الشعرية فاالستفراغ ةن الشرايين واألوردة هو املسمى بالفصد العام وإنما سمي
عاةا ألنه يقلل دم البنية كلها واالستفراغ ةن العروق الشعرية هو املسمى
بالفصد املوضعي وإنما سمى ةواضيعا ألنه ال يقلل إال دم العضو املفصود.
11
وفي كتاب املاء :واملراد باالستفراغ الكلي ةا يستفرغ األخالط كلها ،والجزئي ةا
يستفرغ بعضها.
وفي الشرح املغني :عند الفصد يخرج ةع الدم غيره ةن األخالط ولذلك قبل
الفصد استفراغ كلي يستفرغ الكثرة أي حكم الفصد أو غايته انه استفراغ كلي،
والكثرة زيادة األخالط عليك تساوي ةنها في العروق ،واالستفراغ الكلي قد يعنى به
ةا يكون ةن البدن كله فيكون االستفراغ الجزئي ةا يستفرغ ةن عضو ةخصوص
كالسعوطات والعطوسات املستفرغة ةن الرأس وحده ،وقد يعني به ةا يستفرغ
األخالط كلها فيكون االستفراغ الجزئي ةا يستفرغ خلطا خاصا كما يكون بإسهال
الصفراء والبلغم وهذا املعنى هو املراد ههنا اذ ةن الفصد ةا يستفرغ ةن بعض
األعضاء دون بعض كفصد عرق األرنبة.
12
الباب الثالث :املعاني التي ينبغي أن ينظر فيها ةن يقصد الفصد
يقول قسطا بن لوقا :املعاني التي ينبغي أن ينظر فيها ةن يقصد البحث عن
الفصد سبعة:
فاألول منها :حاالت البدن التي يحتاج فيها إلى االستفراغ.
والث ـاني :حاالت البدن التي يحتاج فيها إلى االستفراغ بالفصد.
والثالث :تعرف حاالت البدن التي تحتمل االستفراغ بالفصد ةن غير أن تتأذي
بذلك.
والرابع :تعرف الوقت الذي ينبغي أن يفصد فيه.
والخامس :تعرف العرق الذي ينبغي أن يفصد في حال ةن أحوال املرض.
والسادس :تعرف ةقدار ةا يحتاج أن يستفرغ ةن الدم في حال ةن أحوال
املرض ى في أةراضهم وقواهم.
والسابع :تعرف أحوال األبدان واألةراض التي يحتاج أن يستفرغ ةنها الدم في
ةرتين أو ثالث ،وأي األبدان ينبغي أن يستفرغ ةنها الدم إلى أن يعرض لها الغش ي،
وةن ينبغي أن يحذر ذلك فيه.
13
الباب الرابع :في األغراض املقصودة بالفصد
إصالح الكمية وإصالح الكيفية
يقول ابن التلميذ :األغراض املقصودة في الفصد ثالثة وهي إةا نقص الكمية
وإةا إصالح الكيفية وإةا هما جميعا.
-ونقص الكمية يكون إةا لكثرة شاةلة لجميع الجسم ،كما يفصد ةن ظهرت به
إةارات االةتالء كالتمدد أو ثقل الحركة واالنتفاخ وقلة الشهوة.
-وإةا أن تكون الكثرة خاصة بعضو ةا ويراد بعضها ةنه وهذا يكون على أحد
الوجهين.
-إةا ةن عضو قريب ويسمى هذا نقل الفضلة ،كما نفصد عرقي املآقين بسبب
أةراض امللتحمة االةتالئية.
-وإةا أن يستفرغ ةن عضو بعيد ةنه جدا ةحاذي له في املوضع ويسمى هذا جذب
الفضلة ونقلها ،كما نفعل في فصد الصافن ألصحاب الشقيقة.
-وأةا االستفراغ بالفصد بسبب الكيفية ،فكما يفصد ةن عرضت له حكة أو
قروح ةن الناقهين ،وإن لم تظهر فيه إةارات االةتالء.
-وأةا االستفراغ بسببهما جميعا ،فإذا اجتمعت األسباب املوجبة لكل واحدة
ةنهما .فهذه هي األغراض املقصودة بالفصد.
14
والصنف الثاني هو الذي غلبته لكيفية ،وهو أال يكون له ةقدار كثير ةن
الكمية ،وال يبلغ بعد ةبلغ الفساد والعفونة ،إال أن الحركة تقوى فيه ،فتغليه
كما تغلي النار املاء القليل في القدر ،فيفور إلى رأسها .وعالةة هذا الصنف أن
يجد صاحبه حرقة في كثير ةن أعضاء جسده ،وحكة ةع لذع وبثور يوجد فيها
حرقة ولذع ،وةا أشبه ذلك ةن األعراض الدالة على حدة الدم ،وهي أعراض
تشابه أعراض املرة الصفراء ،وذلك أن الدم إذا احترق وقلت رطوبته وكثرت
حرارته استحال إلى الصفراء كاستحالة الهواء الذي هو نظيره إذا ذهبت رطوبته
وقويت عليه الحرارة إلى النار.
ويقول ابن القف :خروج األخالط تارة يكون في الكمية وتارة يكون في الكيفية،
فان كان األول (الكمية) كان الخارج غير الدم فال يستعمل الفصد البتة بل ةا
يخص ةن املسهالت وذلك عائد إلى الطبائعي وان كان الخارج الدم فيستعمل
الفصد ويخرج ةنه بحسب ةا يراه الطبيب الحاضر ةن احتمال القوة والسن
والتدبير املتقدم واملزاج والوقت الحاضر وةقدار املادة.
وان كان الثاني (الكيفية) وكان الخارج غير الدم فليستعمل ةا يقابله ةن األغذية
واألدوية فان افاد ذلك واال فاستعمل ةا يخصه ةن اإلسهال وهذا كله عائد إلى
الطبائعي وان كان الدم فيستعمل ةا ذكرناه ويخفف ذلك بالفصد ويجعل ةقدار
15
الخارج فيه بحسب ةا ذكرناه ثم الدم الزائد في الكمية تارة يكون الشخص
الحاصل فيه ةتيهئ الوقوع في األةراض الحادثة عنه وتارة يكون قد وقع فيها فان
كان األول فينبغي أن يكون ةقدار ةا يخرج في األول اقل ةما يخرج ةنه في الثاني
اللهم إال أن يحصل في الحالة التي وقع فيها اةر يمنع ةن إخراج ةا يحتاج اليه
وذلك إةا ةن جهة املرض وإةا جهة املريض وإةا ةن جهة القوة .
ويقول :زيادة الكمية في كل واحد ةن صنفي الكثرة تعرف ةن عظم الدالئل التي
تخص ذلك الصنف ،وةثال ذلك :إذا وجد اإلنسان ثقال في بدنه ،فاألةر بي في
الكثرة أنها بقياس األخالط إلى القوة ،وإذا أحس اإلنسان في أعضائه بتمدد،
فاألةر بين في أن الكثرة إنما هي بقياس األخالط إلى األوعية املحتوية عليها.
ويقول :زيادة الكيفية تعرف في كل واحد ةن صنفي الكثرة ةن لون البدن وذلك
أن لون البدن تابع أللوان األخالط إذا كان الهواء ةعتدال في حرارته وبرودته
16
ويعرف أيضا ةن ملس البدن في حرارته وبرودته؛ فإن األخالط الباردة توجب أن
يكون البدن في ملسه باردا ،وتوجب األخالط الحارة أن يكون البدن في ملسه حارا.
وفي كتاب عقيلة العقالء يذكر األسباب املوجبة لخروج الدم بالفصد باالةتالء
ةن الدم:
األول :بحسب األوعية.
والثاني :بحسب القوة.
فاألول :تكون العروق فيه ةمتلئة ةاء وروحا ،واألخالط واألرواح إن زادت كميتها
فإنها تزيد ةن الخطر ،وإن بدا البدن صحيحا ،ويتبع ذلك ثقل األعضاء،
والكسل ،واحمرار اللون ،والنوم الكثير ،والتثاؤب ،وثقل الرأس ،وكدر الحواس.
وتشويش الذهن ،وغلظ البول وحمرته وكثرته ،وظهور الدةاةيل التي تنفجر
بسرعة ،وقد يزيد في هذا األحالم كما قال أبقراط ،حيث يرى في نؤةه جراحا ودةا
سائال وألونا حمراء ،وثلجا أو ةطرا.
أما الثاني :فهو الذي تزيد فيه األخالط كثرة وكيفية ،حيث تقهر القوة ،وال تطاوع
الهضم والنضج ،وتصيب صاحبها بأةراض العفونة الخطرة ،ويتبع ذلك الثقل
والكسل واالسترخاء ،الذي يعيق الحركة ،وقلة الشهوة ،وضعف القوة عن
النهوض بسبب ةا في البدن ةن األخالط :فالطبيعة بسبب ذلك ال تقدر ان تهضم
ةا صار في العروق ،فيصير أغزر.
وإن كانت هذه العالةات تظهر في األول أيضا ،فيفرق بينهما بالبول والنبض ،حيث
يكون النبض في الثاني صغيرا ،واللون إلى الثخانة ،وغير ةشرق.
17
ثم يبين أن هذين االةتالءين يحوجان إلى االستفراغ ،األول بحاجة إلى الفصد
خاصة وإلى تقليل الغذاء ،والثاني قد يحتاج إلى الفصد واالستفراغ ،لكن يجب
أال يلجأ املريض إلى الفصد كلما ظهرت العالةات املذكورة؛ إذ قد يكون االةتالء
ةن أخالط نيئة ،فالفصد ضار لها.
أةا إن فصد ةن في حالته استرخاء وضعف وبرد ةزاج ،فاألولى أال يفصد.
وبخاصة إن كان الوقت صيفا ،وكبده وةعدته باردتان ،وةزاجه قريب ةن الين،
ويعالج باألدهان املعتدلة وباألدوية املقطعة األخالط.
أةا املعرضون لإلصابة ،نتيجة االةتالء ،بعروق النساء ،والنقرس الدةوي ،وأو
جاع املفاصل الدةوي ،وةن يعتريهم نفث الدم ةن صدع عرق في الرئة ،ورقيقوا
امللتحم ،واملستعدون للصرع والسكتة واملاليخوليا ،وللخوانيق واألورام،
واملنقطع عنهم دم بواسير كانت تسيل في العادة ،واملحتبس عنهم دم الحيض،
على الرغم ةن أن ألوانهم ال تدل على حاجتهم إلى الفصد :لكمودتها وبياضها
وخضرتها ،والذين بهم ضعف في األعضاء الباطنة ةع ةزاج حار ،فاألصوب لهم
أن يفصدوا في الربيع.
والذين تصيبهم ضربة أو سقطة يفصدون احتياطا :لئال يحدث لهم ورم يخاف
انفجاره قبل النضج.
18
الباب الخاةس :في أسماء وعدد العروق املفصودة
19
اختلف الناس في عدد العروق املفصودة ،بعضهم حددها بخمسة وثالثين عرقا،
وبعضهم حددها بإثنين وأربعين ،وثالثة وأربعين ،وخمسة وأربعين ،وثالثة وستون
عرقا ،وبعضهم يراها اقل أو أكثر.
يقول ابن األكفاني :وجملة هذه العروق خمسة وأربعون عرقا ساكنة وضاربة.
20
وقع اختيار األطباء في الفصد على فتح األوردة وقد حصروها في أربعة وثالثين
وريدا في الرأس ةنها اثنا عشر وهي عرق اليافوخ ويعرف بعرق الهاةة وعرق الجبهة
وعرق ةؤخر الرأس وعرقان خلف األذنين ويعرفان بالخششاء 2وعرق األرنبة
وعرقا املاقين وعرق تحت اللسان وعرق العنفقة 3والوداجان الظاهران .
وفي اليدين اثنا عشر عرقا في كل يد ستة القيفاالن ويعرف بالكتفي واألكحل وهو
الكائن في وسط املأبض والباسليق األعلى وحبل الذراع واإلبطي وهو شعبة ةن
الباسليق األعلى واالسليم وهو عرق بين الخنصر والبنصر ،وعلى البطن عرقان
أحدهما على الكبد واآلخر على الطحال.
وفي الرجلين ثمان عروق في كل رجل أربعة عرق ةأبض الركبة وهو ةوضوع في
باطن الركبة وعرق الصافن وهو ةوضوع في الجانب اإلنس ي ةن الساق وعرق
النسا وهو ةوضوع في الجانب الوحش ي ةن الساق وعرق ةشط القدم.
وأةا الشرايين فتارة تفصد وتارة تبتر وتارة تسل وتارة تكوي وهي ثمانية الشريانان:
اللذان بين اإلبهام والسبابة في كل يد والشارقان وهما عرقان في الشفتين يظهر
نبضهما دائما تحت األصابع وشريانا الصدغين ويعرفان بالبازرنكين وشريانان
خلف األذنين وضعهما خلف األذنين ،فتكون العروق املفصودة في البدن ةن
األوردة والشرايين اثنين وأربعين عرقا.
2
سم به خشاش الرأس من العظام اب الرجل الخفيف خشاش أيضا رواه شمر عنه قال وإنما ي قال ابن األعر ي
ئ
الناب شء رق ولطف فهو خشاش ،والخشاء والخششاء العظم الدقيق العاري من الشعر وهو ما رق منه وكل ي
خلف األذن ،قال أبو عبيد الخششاء هو العظم النارس خلف األذن وهمزته منقلبة عن ألف التأنيث الليث
األذني .
ر الخششاوان عظمان ناتئان خلف
3العنفقة ما ربي الشفة السفىل والذقن منه لخفة شعرها.
21
ً
ويقول الزهراوي :العروق التي جرت العادة بفصدها في البدن ثالثون عرقا ،ةنها
ً
في الرأس ستة عشر عرقا؛ العرقان النابضان اللذان خلف األذنين املعروفين
بالخشائين "الحثيثين" ،والشريانان اللذان في الصدغين الظاهرين ،والعرقان
اللذان في ةآقي العينين املعروفين بالناظرين ،والعرق املنتصب في وسط الجبهة،
والعرق الذي في طرف األنف ،والودجان اللذان في العنق ،والعرقان اللذان في
الشفة السفلى وهي العروق املعروفة بالجهارك ،والعرقان اللذان تحت اللسان.
وأةا العروق التي تفصد في الذراع واليد فهي خمسة عروق؛ أحدها القيفال وهو
ةن الجانب الوحش ي وتسميه العاةة عرق الرأس ،واألكحل وهو العرق األوسط
وهو ةركب ةن شعبة ةن الباسليق وشعبة ةن القيفال وتسميه العاةة عرق
ً
البدن ،والباسليق وهو املوضوع في الجانب األنس ي ،ويسمى أيضا اإلبطي وتسميه
العاةة عرق البطن ،وحبل الذراع ،وهو املوضوع على الزند وهو الذي يبضع فيه،
ً ً
وهو الذي يظهر فوق اإلبهام ظهورا بينا ،واألسيلم وهو العرق الذي بين الخنصر
والبنصر وله شعبتان.
وفي الساق والرجل ثالثة عروق؛ أحدها الذي تحت ةأبض الركبة ةن الجانب
َّ
الوحش ي ،والثاني الصافن وةكانه عند الكعب ةن الجانب األنس ي ،وعرق النسا،
وةكانه عند العقب ةن الجانب الوحش ي ،وفي الساق اآلخر ثالثة عروق ةثلها.
وفي مقالة الفصد للطبري :جميع ةا يفصد في البدن ةن العروق ثالثة وستون
عرقا ةنها أربع باسليقات في اليدين ،أحدها الباسليق املاذيان ، 4وهو املوضوع
على الجانب األنس ي إلى أسفل البدن ،واآلخر هو املوضوع على الجانب الوحش ي
يعرف بالباسليق اإلبطي ( قال الطبري وينقسم كل قسم إلى قسمين ،فأحد
23
ويقول ابن التلميذ :العروق املفصودة على األكثر السواكن 5وهي هذه:
في الرأس والعنق :عرق اليافوخ ويسمى عرق الهاةة وعرق الجبهة وعرق األرنبة،
وعرقا املآقين وهما عرقان صغيران في املآقين األكبرين وشريانا الصدغين،
وعرقان خلف األذنين ،والودجان الظاهران والجهارك في الشفتين ،وعرق تحت
اللسان (الصردان) يلتصق به وعرق في اللحى األسفل في وسط الدقن ،وقالوا إن
في اللثة عرقا يفصد أيضا.
وعلى البطن عرقان ،أحدهما على الكبد واآلخر على الطحال.
واألسيلمان واملشهور فصد األيسر ةنهما ،والشريانان اللذان بين اإلبهام والسبابة
واملشهور فصد األيمن ةنهما.
ويقول قسطا بن لوقا :الفصد في ةأبض اليد يكون في ثالثة ةواضع :واحد ةنها
داخل ،واآلخر خارج والثالث ةتوسط بينهما ،والداخل ةنهما هو املسمى الباسليق
إذا فصد نفع ةن العلل التي تعرض فيما كان ةن األعضاء دون الرقبة والخارج
وهو املسمى القيفال إذا فصد نفع ةن علل األعضاء التي فوق الرقبة في الوجه
والرأس ،وتتصل الشعبتان وتصيران عرقا واحدا وهو املوضع املسمى األكحل
وربما تبين الشعبتان جميعا في هذا املوضع ،وربما تتبين إحداهما ولم تتبين
األخرى ،وةتى لم يظهر لك العرق املالئم للعضو العليل ،وربما ةنعنا ةانع ةن
فصد بعض العروق التي دون املفصل في الذراع ،إذا لم تظهر لنا العروق التي في
املأبض فيفصد ةن هذه ةا كان ةحاذيا للعضو العليل.
25
يقول ابن التلميذ :واألكحالن هما في وسط املأبض ،ويقول البلخي :األكحل أعمها
نفعا لجميع البدن ،فإنه يخرج الدم ةن جميع أجزاء البدن ،أعاله وأسفله.
ويقول ابن التلميذ :وفي الرجلين عرقا النسا ،والصافنان ،وعرقا ةأبض الركبتين.
ويقول قسطا بن لوقا :الرجل يفصد فيها عرق في باطن الركبة وعرق آخر ةن
فوق الكعب وعرق آخر تحت الكعب ،وكما أن فصد العرق ةن ةأبض اليد ينفع
األعضاء العالية كذلك أيضا الفصد ةن الرجل ينفع األعضاء السافلة التي تلي
الذكر واملثانة والرحم.
وفي امللكي :العروق التي تفصد في بدن اإلنسان ثالثة وثالثون عرقا :ةنها في اليدين
اثنا عشر وهي األكحالن والقيفاالن والباسليقان واملاذيانات وحبال الذراع
واالسيلمان (يقول الطبري :أةا األسيلم فإنه طرف الباسليق اإلبطي ،وشعبة ةنه
تدخل الطحال وتخدةه ،وجالينوس يرى أنه طرف الباسليق الذي يعرف
باملاذيان).
وةنهما في الرأس والرقبة ثالثة عشر عرقا وهما عرقا الصدغين والعرقان الذين
خلفا األذنين عرقا املآقين وعرقا الودجين وعرقا اليافوخ وعرق الجبهة وعرق
ةؤخرة الرأس والعرق الذي في األرنبة (األنف) والعرق الذي تحت اللسان
(الصردان) .
وفي الرجلين ثمان عروق ةنها عرقان في ةأبض الركبتين وعرقا الساقين وعرقا
النسا وعرقا ةشطي القدم وذلك ثالثة وثالثون عرقا .
26
27
بعض العروق التي تحتاج الى التوضيح
عرق الهامة
الرأس أو َو َسطه:
الهامة في معاجم اللغة أعلى َّ
وةن العروق التي تفصد عرق اليافوخ وسمى عرق الهاةة تأكيدا على انه ليس في
ةؤخرة الرأس ،وبعضهم يسميه عرق الهاةة ويقولون العرق الذي على الهاةة
دون ذكر اليافوخ خشية اللبس ،وهما عرقان وليس عرق واحد ففي الكامل قال
عرقا اليافوخ ،وقال ةثله الطبري عرقا اليافوخ ،وقال :وأةا اليافوخان فإنما
يؤةر العليل بحلق الرأس ،ودلك اليافوخين ،ودخول الحمام حتى يظهر ةع
اليافوخ نفسه ،وبجنبهما شريانان ،ثم يؤةر بالخنق بمنديل لين ،ويقول ابن
التلميذ تفصد عروق الهاةة لقروح الرأس و السعفة و الصداع ،الحظ أن يقول
تفصد للجمع ولم يقل يفصد وذكر عروق وليس عرقا واحدا ،ويقول ابن ةاسويه
في كتابه في الصداع قال إذا كان الصداع عن املعدة كان في *اليافوخ وسط
الرأس* قبالة املعدة ،فالعروق التي تفصد في اليافوخ أربعة وريدان وشريانين ،
28
يقول الطبري وأةا الشرايين التي تفتح وتسل وتبتر وتخرم وتلوي فعشرة شريانات:
ةنها شريانا الصدغين ،وشريانان اللذان خلف األذنين ،وشريانا اليافوخين،
وشريانان اللذان تحت اللسان ،وشريانان اللذان ةع اإلبهام.
29
عرق الجبهة
يقول البقلي :أةا الفصد ةن الجبهة فيكون في الوريد الجبهي االتي ةن األجزاء
العليا للرأس ،النازل على الجبهة إلى أصل الحاجب ،وةنه ينقسم الى عدة فروع
ةنها ةا يغوص في الحجاج وينقسم ةع الوريد العيني وةنها ةا يتصل ةع الوريد
الزاوي ،فمتى أريد فصد هذا الوريد يلزم أن يحبس الدم في األجزاء العليا بواسطة
شهيق قوي طويل ،يشهق حاملا يضغط على الوريد أعلى باإلبهام وبرباط ضيق
تشد طرفان الى الخلف.
ويقول الطبري :وأةا عرق الجبهة فيجعل املنديل في رقبته ويلويه قليال ،ثم
يفصده بالفأس ال غير ،ألن فصده باملبضع كرهه "أندروةاخيس" وذكر أن يده
قطعت حين فصد البنة امللك عرق الجبهة باملبضع وقطع طرف الوتر الذي يشيل
الجفن األعلى إلى فوق ،فبقيت عينها ةنطبقة ،فأةر امللك بقطع يده ،وهكذا كان
حكمهم على الطبيب إذا جنى.
30
ويقول ابن األكفاني :عرق الجبهة :نابض دقيق ،ةوضعه وسط الجبهة وربما لم
يظهر هناك وظهر في عقد الحاجبين ،وقد يظهر له شعبتان يمنة ويسرة وكيفية
فصده بفاس الجبهة أو باملبضع.
وعليه يكون في الجبهة ثالثة عروق تفصد ،الوريد الجبهي اآلتي ةن األجزاء العليا
للرأس وهو املقصود بعرق الجبهة ،وعرق يمينه وعرق يساره وهما يشتركان ةعه
وينزالن إلى املآقين ،ويختلف شكل وظهور وبروز هذه العروق ةن شخص آلخر،
فإذا تعذر ظهور عرق الجبهة األوسط يفصد الذي يمينه أو يساره أو كالهما.
31
عروق خلف األذن
يقول ابن منظورفي لسان العرب :خشاش الرأس ةن العظام هو ةا رق ةنه وكل
ش يء رق ولطف فهو خشاش ،والخشاء والخششاء العظم الدقيق العاري ةن
الشعر الناتئ خلف األذن ،قال أبو عبيد الخششاء هو العظم الناشز خلف
األذن ،الليث الخششاوان عظمان ناتئان خلف األذنين.
وذكرت العروق التي تفصد في كتب الفصد بأنها شرايين وأوردة فقالوا:
أةا الشرايين التي تفتح وتسل وتبتر وتخرم وتلوي فعشرة شريانات :ةنها شريانا
الصدغين ،وشريانان اللذان خلف األذنين.
يقول الطبري :وأةا الشريانان اللذان خلف األذنين فإنما يبتران للوجع الذي
يحدث بين الكتفين وفي أصل الرقبة ،وعند النغانغ وهي العلة التي تعرف بالوابلة،
والعرب تقول :إنه عرق يلتوي بين الكتفين وفي أصل الرقبة ،وهذان الشريانان
يخدةان آلة املني بإيراد الحرارة والريح إليها ،فإذا قطع ذلك وکوي ضعفت آلة املني
كلها ،حتى ربما انقطع عن املباشرة ،وذكر بقراط أن الصقالبة إذا أرادوا أن يهيئوا
32
أوالدهم للدعوة أو للناةوس بتروا هذين العرقين فينقطع عن الجماع ويصير
بصورة النساء فيتبركون به ،ويرون أن دعاءه ةستجاب.
وفي القانون :الشريانان اللذان خلف األذنين يفصدان ألنواع الرةد وابتداء املاء
والغشاوة والعشا والصداع املزةن وال يخلو فصدهما عن خطر ويبطؤ ةعه
االلتحام ،وفي العمدة :شريانا األذنين فصدهما ينفع ةن الرةد املزةن.
وقال غيرهم :وأةا العرقين اللذين خلف األذنين فهو خلف الشريانين اللذين
خلف األذنين ،وهو الذي ينزل إلى الصدغ خلف شرياني الصدغين ...وعرقان
خلف األذنين يعرفان بالناشطين ...وعرقان خلف األذنين ويعرفان بالخششاء ...
والخششاء عرقان خلف األذنين ،إظهارهما بحلق الشعر وبشد العنق وفصدهما
33
ينفع ةن السعفة والبثور العارضة في الرأس وفصدهما بالفأس وبالرائشة...
والعروق التي تحت الخششاء ةما يلي النقرة نافع فصدها ةن َ
السد ِر الكائن ةن
الدم اللطيف واألوجاع املتقادةة في الرأس ...والعرق الذي ةما يلي النقرة (في
ةؤخرة الرأس) ينفع ةن السدر العارض ةن الدم واألوجاع املتقادةة ةن الرأس.
وفي امللكي :فصد العرق الذي خلف األذن ينفع ةن السعفة والبثور التي تكون في
جلدة الرأس ،وفي باقي النزهة :واثنان خلف األذن يفصدان ألوجاع الرأس والخودة
(الصداع) والدوار قالوا وفصدهما يقطع النسل ،وفصد العرق الذي خلف األذن
ينفع ةن السعفة والبثور التي تكون في جلدة الرأس ،وفي فردوس الكمة :وخلف
األذن عرق ينفع فصده ةن قروح األذن.
وفي نهاية القصد :عرقا األذنين نابضان ةوضعهما ظاهر األذنين ،وكيفية
فصدهما أن يخنق املفصود وتعرك أذنيه وتقطع العروق ،وفصدهما ينفع
السدر ،والدوار ،والشقيقة ،والخنازير ،والبثور ،والقروح في الرأس والعين
والوجه ،والسعفة ،والرعاف الدائم ،وينفع املجذوةين ،واأليمن ةنهما ينفع
أةراض الكبد ،واأليسر أةراض الطحال ،يدلك بدةهما الجانب املوافق.
وفي نهاية القصد :عرقا خلف األذنين نابضان ةوضعهما خلف األذنين ةالصق
للعظم ،وكيفية فصدهما أن يخنق املفصود ليظهرا ويدخل باملبضع تحت العرق
ويبتر ويكون بالذهب ،وذلك أسلم ةن غيره ألنه إن أصاب املبضع العضل أحدث
ثقل السمع ،والعظم أحدث الورم والضربان ،وإن أصاب الليف أحدث
الشقيقة ،وفصدهما ينفع الحول العارض لألطفال ،والشقيقة ،وذكر أبقراط في
"كتاب األهوية والبلدان" أن الصقالبة يقطعون هذا العرق لينزل للصبيان
فيأتون أعفاء ،ويزعمون أن هللا طهره بذلك ،ويتبركون به ،وذكر جالينوس أن
34
أفالطون أيضا ذكر أن ةن قطع هذا العرق انقطع نسله ،وشهد جالينوس له
بالصحة .
وفي القانون البن سينا :ثالثة عروق صغار ةوضعها وراء ةا يدق طرف األذن عند
اإللصاق بشعره ،وأحد الثالثة أظهر ويفصد ةن ابتداء املأق وقبول الرأس
لبخارات املعدة وبنفع كذلك ةن قروح األذن والقفا وةرض الرأس .وينكر
"جالينوس " ةا يقال :أن عرقين خلف األذنين يفصدهما املتبتلون ليبطل النسل.
وأبقراط يقول ةا ةعناه أن جمهور ةادة املني هو ةن الدةاغ وأنه ينزل في العرقين
اللذين خلف األذنين ولذلك يقطع فصدهما النسل ويورث العقر ويكون دةه لبنا
ووصال بالنخاع لئال يبعدا ةن الدةاغ وةا يشبهه ةسافة طويلة فيتغير ةزاج ذلك
الدم ويستحيل بل يصبان إلى النخاع ثم إلى الكلية ثم الى العروق التي تأتي
األنثيين.
ولم يعرف جالينوس هل يورث قطع هذين العرقين العقر أم ال وأنا أرى أن املني
ليس يجب أن يكون ةن الدةاغ وحده وإن كانت خميرته ةن الدةاغ وصح ةا يقوله
أبقراط ةن أةر العرقين بل يجب أن يكون له ةن كل عضو رئيس عين وأن تكون
األعضاء األخرى ترشح أيضا إلى هذه األصول وبذلك يكون الشبه ولذلك يتولد
ةن العضو الناقص عضو ناقص وأن ذلك ال يكون ةالم تتسع العروق باإلدراك
ولم تنهض الشهوة البالغة بالنضج التام واملني ربما تدفعه ريح تخالطه وال بد
فصل في دالئل أةزجة أعضاء املني الطبيعية ،وفي االرجوزة:
والعرق خلف األذن للشقيقة *** و قرحة في هاةة عتيقه
35
يقول ابن التلميذ :والعروق والشرايين التي خلف األذنين تفصد للقروح في
ةؤخر الرأس والسدر وثقل الحركات الكائن عن اةتالء دةوي في البطن الخلفي،
بعد فصد القيفال ،و كذلك كلما ذكرناه ةن فصد هذه العروق إنما يكون بعد
فصد القيفال ،وإال لكان الفصد داعية جذب ال استفراغ.
36
القيفال ،الباسليق
املاذيان ،اإلبطي ،االسيلم ،حبل الذراع
وأةا اإلبطي فإنه أول ةا يفرع يفرع شعبا تتعمق في العضل وتتفرق في العضل التي
هناك وتفنى فيه إال شعبة ةنها تبلغ الساعد وإذا بلغ اإلبطي قرب ةفصل املرفق
37
انقسم اثنين :أحدهما :يتعمق ويتصل بالشعبة املتعمقة ةن القيفال وتجاوره
يسيرا ثم ينفصالن فينخفض أحدهما إلى اإلنس ي حتى يبلغ الخنصر والبنصر
ونصف الوسطى ويرتفع جزء ينقسم في أجزاء اليد الخارجة التي تماس العظم.
والقسم الثاني ةن قسمي اإلبطي فإنه يتفرع عند الساعد فروعا أربعة :واحد ةنها
ينقسم في أسافل الساعد إلى الرسغ والثاني ينقسم فوق انقسام األول ةثل
انقساةه والثالث ينقسم كذلك في وسط الساعد والرابع أعظمها وهو الذي
يظهر ويعلو فيرسل فروعا تضام شعبة ةن القيفال فيصير ةنها األكحل وباقيه
هو الباسليق وهو أيضا يغور ويعمق ةرة أخرى ،ويقول في األرجوزة :
والباسليق في عالج الصدر *** وةا اعترى في رية ةن ضر
الباسليق هو عرق البدن ،وهو نوعان :اإلبطي وهو الذي أراده هاهنا ،ولذلك
يفصد ملا يعتري في الصدر وةا تحته.
واملاذيان في رديء الحال *** ةن علل الكبد و الطحال
هذان العرقان الباسليقان اللذان تحت ةأبض الذراع ،وهما اللذان يسميان
بعرقي البدن ،وهما فوق الباسليق اإلبطي.
ويقول ابن ربن الطبري :القيفال قسمين ،أحدهما يأخذ يسرة ،واآلخر يمنة،
ونزولهما ربما كان خفيا تحت العضل ،وربما كان ظاهرا ةوضوعا فوق العضل
يظهر للجس ،وةا كان خفيا ،فإنه يظهر للجس خفيا ،فإذا نزل الباسليق ينقسم
أيضا إلى قسمين؛ فيأخذان يمنة؛ فيصير أحدهما املاذنان واآلخر اإلبطي،
ويقسم هما عند اإلبط ،والقسم اآلخر ينقسم إلى قسمين يأخذان يسرة ،فيصير
أحدهما املاذنان واآلخر اإلبطي ،ثم يدخل شعبتان ةنهما إلى الصدر والرئة
والقلب وحوالي القلب ،وينزالن إلى فم املعدة والثرب والحجاب ،وإلى حد الشرج
وإلى الساقين والقدةين.
38
ويقول الطبري في سبب أسماء العروق :الباسليق ،ويسمي بهذا االسم ألن
الباسليق هو أكبر العرقين اللذين ينبتان ةن الكبد وأشرفهما؛ التصاله باألعضاء
الشريفة كالقلب والدةاغ والرئة والصدر والحجاب ،والباسليق في لغتهم امللك
العظيم ،فسموا هذا العرق بهذا االسم وشبهوه بامللك ،والباسليق اإلبطي ،فمعنى
االسم فيه ةا تقدم ذكره.
ويقول في االسيلم :وأةا األسيلم فإنما صغر ألنه طرف الباسليق اإلبطي ،ويسمون
اإلبطي باسم العرق األسلم ،بمعنى أنه أسلم ةن الباسليق اآلخر ،ألن تحته
الشريان ،وليس تحت هذا شريان؛ فسمي أسلم لهذا املعنى ،فقيل لطرفه أسيلم.
واألسيلم وهو الذي بين الخنصر والبنصر ،واإلبطي وهو شعبة ةن الباسليق،
ولذلك يقال له الباسليق اإلبطي.
وفي تشحيذ االذهان :في اليدين أعالها القيفال ويفصد ملا خص الرأس والرقبة
وتحته األكحل املعروف اآلن باملشترك ملا يعم البدن وتحته الباسليق لسوى
الرأس ودونه شعبة تسمى اإلبطي والباسليق الثاني وحكمهما واحد
وفي الحاوي :فافصد إحدى الشعب التي في باطن الساعد الذي يسمى اإلبطي
فإن لم يظهر فاألكحل فإن لم يظهر فافصده على كل حال القيفال على تحكم
ةنك.
وفي الحاوي :إذا حدث في الكبد ورم حار تبعه ال ةحالة حمى فانظر فإن كان
ً
السن والزةان ةمكنا فافصد الباسليق اإلبطي.
ويقول الزهراوي :األكحل وهو العرق األوسط وهو ةركب ةن شعبة ةن
الباسليق وشعبة ةن القيفال وتسميه العاةة عرق البدن ،والباسليق وهو
39
ً
املوضوع في الجانب األنس ي ،ويسمى أيضا اإلبطي وتسميه العاةة عرق البطن،
وحبل الذراع ،وهو املوضوع على الزند وهو الذي يبضع فيه ،وهو الذي يظهر
ً ً
فوق اإلبهام ظهورا بينا ،واألسيلم وهو العرق الذي بين الخنصر والبنصر وله
شعبتان.
وفي مقالة الفصد للطبري :جميع ةا يفصد في البدن ةن العروق ثالثة وستون
عرقا ةنها أربع باسليقات في اليدين ،أحدها الباسليق املاذيان ،وهو املوضوع على
الجانب األنس ي إلى أسفل البدن ،واآلخر هو املوضوع على الجانب الوحش ي يعرف
بالباسليق اإلبطي.
ويقول ابن التلميذ :والباسلقان األعليان وهما عرقان في الجانب األنس ي ةن أعلى
الزند األسفل والباسلقان األبطيان وهما شعبتان ةن الباسليقين األعليين ،هما
أةيل في الجانب األيسر ةن األعليين.
ويقول :فأةا حبل الذراع فذاهب ةذهب القيفال ألنه طرفه ،واإلبطي ذاهب
ةذهب الباسليق ألنه يتشعب ةنه ،وهو للجذب ةن الرجلين وأسافل البدن أولى،
على ةا شهدت به التجارب.
ويقول ابن األكفاني :اإلبطيان وهما الباسليقان األدنيان ،وهما شعبتان ةن
املاذيانين ساکنان ةوضعهما تحت الزند األسفل ةما يلي الجانب الوحش ي،
وكيفية فصدهما أن يشد العضد ويقام الساعد كأنه يلبس ،ويفصد بإبهام اليد
اليسرى ،ويفصد ورابا أو طوال إلى أسفل ويتوقى الشريان املجاور له ،وإن علم
عليه باملداد فهو أجود ،وفصدهما يقوم ةقام فصد الباسليقين األعليين،
ويحسن بالجذب ةن األسافل ،وينفع أوجاع املعدة وانفتاح عروقها ونزف الدم.
40
األسيلمان :ساکنان ةوضعهما على ظاهر الكف بين الخنصر والبنصر ،وهما
شعبتان بين اإلبطين.
وفي امللكي :وأةا الباسليق واملاذينان وهو العرق الذي في املأبض أسفل ةن العرق
األكحل وفصده ينفع ةن علل األعضاء السفلى التي ةن حدبة الكبد والطحال
وةن سائر األعضاء فيما بين هذه الى القدةين وينفع ةن النزف ويجتذب ةن
أسفل الى فوق.
وأةا الباسليق اإلبطي وهو العرق الذي تحت عرق املاذينان فموضوع تحت الزند
األسفل ةما يلي الجانب الوحش ي وفصده ينفع ةن األةراض والعلل التي تعرض
للصدر والرئة والحجاب وضيق النفس.
41
عروق البطن
يقول ابن سينا في القانون وفي نهاية الرتبة وعند ابن التلميذ :وةن العروق التي
تفصد في البدن عرقان على البطن :أحدهما ةوضوع على الكبد واآلخر ةوضوع
على الطحال ويفصد األيمن في االستسقاء واأليسر في علل الطحال .
ويقول ابن القف :أةا عرقا البطن فإظهارهما بنفخ البطن وفصد املوضوع في
الجانب األيمن ينفع ةن أوجاع الكبد والكائن في الجانب األيسر ينفع ةن أوجاع
الطحال.
ويقول ابن األكفاني :عرقا البطن :ساکنان ،أحدهما في الجانب األيمن ،ويفصد
لألوجاع املزةنة في الكبد واملستسقين الذين يحتاجون إلى خروج الدم ،وهم الذين
سبب االستسقاء فيهم كثرة الدم وشره حرارة الكبد ةنهما ،يفصد ألوجاع
الطحال.
وفي النزهة املبهجة :ةن أراد توفير خروج الدم فليجلس في فصد عروق الرأس
ويستلق في اليد ويقف في فصد الرجل وال عكس ،وةن فصد في االستسقاء عرق
البطن ةال إليه وكذا يميل إلى اليسار في اليرقان األسود والطحال أ.ه.
42
الباب السادس :أنوع العروق ةن ناحية الشكل والجس
يقول الطبري :إن العروق خلقها على ثالثة أنواع :عصبي ،وغشائي ،وصفاقي،
ووضعها إةا ةستقيم طبيعي ،وإةا ةعوج ،وهو ةرض ،ويقال له اآلفة في الوضع،
وتكون اآلفة أيضا في الخلقة والعدد ،فإذا جاز ذلك لزم الطبيب أن يعرف
املستقيم الوضع واملعوج الوضع.
ّ
فأةا العصبي فهو الذي إذا جسسته وجدته تحت الجس كأنه ِق ٌد أو جلد ةدبوغ،
وةا كانت هذه صفته فيجب أال يفصد حتى يلين باملاء الحار ،وال يدلك باليد.
وةا كان غشائيا فهو الذي إذا جسسته وجدته لين امللمس كأنه سريع االنهباط
تحت الجس ،وهذا إذا أردت فصده يجب أن تعقده بإبهاةك بعد الشد ،ألنه ال
يزول لسعة الجلد ولينه.
وأةا الصفاقي فهو الذي إذا جسسته ظننت أن تحت جسك بدل الواحد عرقين
أحدهما فوق اآلخر ،وذلك أن الصفاق الذي يكون فوقه يكون شديد االلتزاق
عليه ،فيجب أن يتوقف في فصده ،وإن أةكنك أن تعدل عنه عدلت.
يقول الرازي :ةن العروق ةا تجدها كالوتر تلوذ عند الفصد ،وةنها ةا هي ةملوءة
ً
ريحا ،فمتى وضعت املبضع عليها انخفضت تحت املبضع وخدعت الفاصد ،ولم
ً
يفتح املبضع العرق ،وإن فتحه فإنما يكون فتحه ضيقا ،فلذلك ينبغي أن يثبت
الفاصد ويتأنى في هذه األةور كلها ،ثم ينزل املبضع ،فإن فتح العرق ةن ّ
ةرته تلك،
ً
وإال فيعاوده ةرة أخرى تحت ذلك املوضع قليال ،أو فوقه بالعجلة ،إن لم يتورم
ً
املوضع ،فإن تورم أو جزع العليل ،فاتركه يوةا أو يوةين ،وال تشد الرباط ،فإنه
ً ً
ربما جلب ورةا حارا ،وال يدخل الحمام ،ثم يعاود الفصد إن أحب.
43
جس العروق
يقول الطبري :وإذ قد بينا ذلك فنحن نبين ةا يقع ةن الخطأ إذا لم يجس الطبيب
العرق ،أي عرق كان قبل الشد وبعده ،وهو أنه قد يفصد الشريان أو يقع
العصب ،أو يصيب الغشاء ،ألنه يجوز أن يقع الشريان تحت األكحل ،ويقال
لهذا (ةرض في الوضع) ،ويجوز أن يقع تحت القيفال ،وكذلك العصب والغشاء
ويقال لهذا (ةرض في الوضع) ،وقد يقع املرض أيضا في العدد ،فتكون األصابع
ستة أو أربعة ،وفي الهيئة وفي التجاويف ،فإذا جاز ذلك جاز وقوع العصب
والغشاء والشرايين زائلة وةائلة وةلتوية ،فألجل هذا يجب أن يجسه بعد الشد
،ويحتاط في إةالة العرق الذي يريد فصده إلى خالف الجهة التي يكون ةنها الجلد
،إةا لقرب العصب أو الغشاء والشريان ،وقد رأيت رجال في أيام بجكم ببغداد
كان يعرف بالدهقان فصده فاصد األكحل ،بأن قدم وشد وفصد ةن غير جس
،فما زال ينزف حتى هلك ،وذلك أن الذي ظنه أكحل كان الشريان ،ولوكان قد
جس قبل الفصد سلم ةن هذا الخطأ ،فأةر بجكم بقتل الفاصد ،حتى ةنع
القاض ي أبو الحسن بن أبي عمر ةن قتله ،وأقاةه ةقام قاتل خطأ ،واحتج بأنه
لم تجر العادة ،وال قالت األوائل ةن الحكماء قوال ةصرحا بأن الشريان يقع في
ةوضع األكحل ،والعادة لم تجر بالحذر ةن الشريان يقع في هذا املوضع ،فهو
ً
ةثل رجل رةي رجال بكرة صوف أو خيارة أو لطم على وجهه فمات ،فإن الجاني
قاتل خطأ ،ألن العادة لم تجر بأن كرة الصوف تقتل ،أو اللطمة على الوجه
فأخذت الدية ةن الفاصد وةن عاقلته.
ويقول املجوس في الكامل :وأةا ةتى أراد ةتعلم أن يتعلم الفصد فينبغي أن
يروض نفسه في جس العروق بأنملتي األصبع الوسطى والسبابة فيعرف فيما بين
ةجسة العروق وةجسة العصب واللحم ،فإنه ربما لم تكن العروق ظاهرة لحس
البصر بل تكون غائرة ةتغلغلة في اللحم إةا بسبب عبولة البدن وإةا بسبب
44
عبولة الساعد وةا بسبب رقة العروق ،فإذا عرض ذلك فينبغي أن يشد العضد
بعصابة ةعتدلة الغلظ ليست بالدقيقة تضر العضد وال بالغليظة التي تمنع ةن
جودة الشد ،ويكون الشد بعيدا ةن ةوضع املرفق بنحو أربعة أصابعه ةضموةة
،ويكون الشد في األبدان العبلة شديدا وفي األبدان القضيفة ليس بالشديد
ويكون شد العميق قريبا ةن ةوضع الفصد وتأةر املفصود أن يدلك إحدى يديه
باألخرى وان يدلك الساعد بالراحة ويصب عليه املاء الحار ويعطيه شيئا يمسكه
في يده بمنزلة الكرة وغير ذلك لبروز العرق ويظهر تحت اللمس ،فإذا كان العرق
غائرا شديد الخفاء فضع أصبعك على املوضع الذي يتوهم فيه العرق واةسح
اليه الدم فإذا رأيته يمتلئ تحت أصبعك فهو عرق واال فال ،وان شدد عرقا لم
يظهر فحله وشده فبعد قليل يظهر لك فان لم يظهر لك فعلق في يد اإلنسان
شيئا ثقيال واتركه ساعة فإنه يظهر ،واذا كان العرق غاةضا ولم تأةن الخطأ
فضع أصبعك الوسطى ةن اليد اليسرى على ةوضع العرق وارسل املبضع في
املوضع الذي تحس بالعرق تحت اصبعك فإنه ال يكاد يخطئ أن شاء هللا تعالى .
وال تفصد الباسليق الذي في املأبض دون أن تجس ةوضع الفصد وتلمسه قبل
أن تشده وتنظر فإنه ربما كان تحت العرق شريانا ةماس له أو احدى جانبيه،
فينبغي أن تلمسه وتعلم عليه عالةة وتشده وتنظر كيف يقع العرق ةن ةوضع
العالةة.
ويتوقى الفاصد ضرب العرق الذي في املوضع الذي فيه شريان ،ويطلب املوضع
الخالي ةن الشريان ليسلم ،واكثر ةا يكون الشريان فوق الساعد الى ناحية املرفق
،فينبغي لك ان تنزل املبضع إلى اسفل وتتباعد ةن ناحية الشريان ليسلم بذلك
املفصود ،وان كان الشريان تحت الباسليق سواء ودعت الضرورة الى فصد
فينبغي أن تدع املبضع وسط العرق وتفصده طوال وال تعمق املبضع كثير بل تبتره
إلى فوق ،وان كان الشريان اعلى أحد جانبي العرق فينبغي ان تبتدأ بوضع املبضع
45
على الجانب الذي فيه الشريان واضربه إلى الجانب اآلخر ،وال تضع املبضع في
غمزك اياه في ةوضع الشريان .
فأةا فصد القيفال فينبغي أن ينزل عن ةوضع العلة نحو اللحم وال تفصده
ضيقا فإنه يرم .
واألكحل فينبغي أن تتفقده لئال يكون تحته عصب فإن كان تحته عصب يمنة أو
يسرة فضع رأس املبضع ةما يلي العصب وتوجه إلى املوضع السليم ،وان كان بين
عصبتين فافصده طوال ،واذا أنت ضرب العرق فينبغي أن تنحذر أن تجعل
الضربة في غير العرق فيندةل سريعا ،وينبغي أن تكون الضربة ةعتدلة ال واسعة
وال ضيقة ،فإنها إن كانت واسعة انفجرت كثيرا وأبطأ اندةالها ،إن كانت ضيقة
لم يخرج ةنه الدم بجميع جوهره بل يخرج ةنه اللطيف الرقيق ،فكثيرا ةا يعرض
ةنها في الساعد ورم يخضر حوالى الضربة الحتقان الدم تحت الجلد ،وينبغي أن
يكون ضربانك للعرق ببتر ال بغمز ،والبتر هو أن يغمز املبضع في العرق املقدار
اليسير ثم يقطع ( يشرط ) العرق الى فوق ،فإن الضربة تتسع بمقدار ةا يحتاج
إليه وال ينظر ملا تحت العرق .
فأةا الذي في ةأبض الركبة ويفصد طوال ،وأةا الصافنان فينبغي أن يكون الشد
فوق الكعب بأربعة أصابع شدا جيدا ،ويضع القدم على حجر أو جسم صلب
ويغمز عليه بقوة فإن العرق يظهر ظهورا بينا فيفصده طوال.
وأةا عرق النسا فينبغي أن يشد ةن ةوضع ةفصل الورك بثوار عريض ةعمول
ةن قطن ويوثق الشد إلى ةا فوق الكعب بأربعة أصابع ةفتوحة وليكن الشد
شديدا ويوضع قدم املفصود على حجر أو ش يء صلب ثم حينئذ يفتش العرق
46
ويفصده طوال ويخرج ةن الدم بقدر الحاجة والدم الذي يخرج ةن هذا العرق
يكون باردا ألنه دم بلغمي ،فإذا استكفيت ةن خروج الدم فحل الرباط ةن اسفل
ةن ةوضع الكعب أوال فأوال إلى فوق ،وينبغي أن يكون فصدك هذه العروق كلها
طوال لئال ينال العصب أو الوتر آفة ةن طرف املبضع فيجلب على املفصود
الزةانة وربما هلك ةن ذلك ألنه يعرض ةنه التشنج ويسري ذلك التشنج ةن
عضو الى عضو حتى يبلغ الدةاغ فيتشنج عند ذلك الدةاغ ويموت صاحبه .
فأةا فصد العرقين الذين في ةشطي القدةين فينبغي أن يكون الرباط أيضا فوق
الكعبين ويفتش العرق ويفصده ويكون فصده طوال ،وإذا أنت فصدت هذا
العرق واحتبس الدم فينبغي أن يضع في ةوضع الفصد الزيت.
ويوضع الكف في فصد األسيلم والقدم في فصد عروقه في املاء الحار فإن الدم في
ةثل هذه الحال يذوب ويخرج خروجا صالحا .
وقال ابن التلميذ :أةا كيفية الفصد فتكون بأن تجس ةوضع العرق قبل الربط
أعاله ،لتنظر حال الشرايين هناك ،وةوضعها ةن العروق ليقصد البعد عنها ألن
ذلك إن اعتبر بعد الربط لم يتبين ،ثم تربط أعلى ةوضع الفصد ربطا ةعتدال،
وتمأل العرق باإلبهام ،وتجس بالسبابة لتنظر صعود الدم ،فتفرق بذلك بين
العروق الغائرة وبين العروق والوترة املدفونة في اللحم؛ وذلك أن العرق الغائر،
وإن خفي لونه فإنه إذا ةلئ أحس بصعود الدم فيه ،وذلك ةعدوم في الوترة
الدقيقة التي تشبه لدقتها العرق.
47
املرفق ةن أسفل ثم يحدس تقدير كمية غور العرق ليرسل املبضع بحسب ذلك،
ويتوقف بعد إرسال املبضع ،لينظر بروز الدم أو عدم بروزه أهل قد أصاب
العرق أم ال.
48
49
الباب السابع :في كيفية الفصد في الجملة
يقول البقلي في كتاب روضة النجاح الكبرى :الفصد فتح وريد أو شريان
إلستفراغ ةقدار ةن الدم وفائدته تنقيص الدم سواء كان في ةعالجة ةرض أو
خوفا ةن حصول ةرض فان كان املفصود وريدا سمي الفصد وريديا وان كان
شريانا سمي شريانيا واألول أكثر استعماال لسهولته في ةعظم أوردة الجسيم
بدون أن يخش ى ةنه بخالف الثاني فانه عسير جدا ال يمكن إال في الشرايين
املوضوعة تحت الجلد املرتكزة على عظم تنضغط عليه بعد الفصد النقطاع
سيالن الدم.
لكن األوردة كلها ليست على حد سواء فلذلك ال يسهل إال في األوردة املتوسطة
الحجم املوضوعة تحت الجلد ةباشرة له إلةكان ضغطها بعد الفصد ضغطا
كافيا لحفظ ةا بقي فيها ةن الدم.
بخالف غيرها ألنه إن كان الوريد صغير الحجم ال يخرج ةنه دم كاف وان كان زايد
الغلظ يعسر إيقاف الخارج ةنه وان كان غايرا ال يمكن الوصول إليه بدون خطر
وان فتح قد ينسكب ةنه ةقدار عظيم في باطن األعضاء.
فلذلك ال يفصد ةن األوردة إال ةا يمكن ضغطه ويتأتى انتفاخه وتوتره بسبب
احتباس ةا فيه ةن الدم ويسهل إيقاف سيالنه بعد الفصد حيث ان ذلك وظيفة
الضغط ،وحينئذ فاألوردة املتوفرة الشروط التي بها يسهل الفصد هي التي تكون
على الجبهة أو جهة املوق األكبر للعين أو تحت اللسان أو على صفحتي العنق أو
في ثنية املرفق أو حول رسغ اليد أو على ظهر الكف وعلى ظهر القضيب أو على
الجانب اإلنس ي أو الوحش ي للساق أو على ظهر القدم أ.هـ.
50
أسماء وأشكال بعض املباضع
ذكر في كتاب عقيلة العقالء بعض أسماء املباضع ورسم أشكالها والعروق التي
تفصد بكل نوع ةنها ،وقد ذكر ستة ةباضع وحدد العروق التي تفصد بها:
- 1املبعع البسل :يفصد به ةا كان ةن العروق قريبا ةن عظم أو عصب أو وتر
أو شريان.
- 2املبعع الريحاني :ويسميه أكثر الناس حرى ،ملشابهة شكله باملبضع الحري،
ويطلقون اسم الريحاني على املبضع املعتدل ،وسمي ريحانيا ملشابهته ورق
الريحان .يستخدم للعروق الغائرة في اللحم ،أو في جسم عبل ،وةثل الحري.
- 3املبعع املعدل :شكله ال دقيق وال غليظ وال قائم وال باملنكب ،وشفرته ليست
بالرقيقة وال باملدورة ،بل ةعدلة فيما بين ذلك .تفصد به العروق املعتدلة فيما
بين الرقة والغلظ في األبدان املعتدلة.
- 4املبعع الرقيق الشفرة يقرب شكله ةن شكل ةبضع البسل ،غير أنه دقيق
الشفرة ،يوافق ةا كان ةن العروق زواال ،وذلك لسرعة نفوذه بسبب دقة شفرته.
– 5الفأس :يفصد به عرق الجبهة.
- 6أبو عيس ى :يفصد به عرق الجبهة ألجل انكبابه.
51
وفي كتاب روضة النجاح الكبرى ذكر املؤلف أسماء أخرى وقال هي أنواع ةنها:
الشعيري :وهو أن تكون الزاوية الحاصلة ةن تالقي حافتيه عند ذبابه املعبر عنه
بالسن ةنفرجة وان يكون عريضا وسنه حادة قليال.
وةنها الشوفاني :وهو ةا كانت زاويته املذكورة اقل انفراجا وسنه أطول ةن األول.
وةنها األهرامي :وهو يعرف أيضا بلسان الثعبان وهو ةا كانت الزاوية املذكورة فيه
حادة والسن طويلة وهذا النوع قليل االستعمال أ.هـ.
وصف البقلي املبضع الذي اخترعه الطبيب "ةلجن" وهو ةبضع شوافاني الشكل
احدى حافتيه غير حادة.
ّ
املضرة فإنه يخطئ فال يلحق ويورم يقول ابن سينا :واعلم أن املبضع الكال كثير
ً
ويوجع فإذا أعملت املبضع فال تدفعه باليد غمزا بل برفق باالختالس لتوصل
ً ً
طرف املبضع حشو العروق وإذا أعنفت فكثيرا ةا ينكسر رأس املبضع انكسارا
ً ً ً
خفيا فيصير زآلقا يجرح العرق فإن ألححت بفصدك زدت شرا.
52
ولذلك يجب أن يجرب كيفية علوق املبضع بالجلد قبل الفصد به وعند ةعاودة
ضربه إن أردتها واجتهد أن تمأل العرق وتنفخه بالدم فحينئذ يكون الزلق والزوال
أقل.
ويقول :وأةا أخذ املبضع فينبغي أن يكون باإلبهام والوسطى وتترك السبابة للجس
وأن يقع األخذ على نصف الحديدة وال يأخذه فوق ذلك فيكون التمكن ةنه
ً
ةضطربا.
يقول الطبري :فأةا صورة املبضع فلكل عرق ةبضع له صورة تختص به،
فالباسليق ةبضعه املعروف باملروزي ،حسن االنحناء ،ةدةلج القفا ،ةتوسط
الشفرة وال تكون الشفرة ةن ش يء ةن املباضع طويلة.
53
وأةا الذي اختير للباسليق أن يكون مروزيا حسن االنحناء ،فإنما فعل ذلك حتى
إن وقعت فضل غمزة لم تغص الشفرة إلى داخل بل تخرج إلى خارج؛ ألن الش يء
املعرقف إذا كان له نصاب ،وغمز على املوضع ةن النصاب خرج الرأس املعرقف
ةن ةوضع إلى ةوضع آخر إلى خارج ولم يغص ،واختاروا ذلك لالحتياط للشريان
الذي تحت الباسليق.
وأةا املبضع الذي لألكحل فيجب أن يكون ةا بين البغدادي والبصري ،عريض
الشفرة ،وال يفصد إذا كان ظاهرا للجس وحس البصر إال تعليقا ،فأةا الباسليق
ً ً
فيفصد تعليقا ةوربا إذا كان ظاهرا لحس البصر ةوضوع على صفحة الذراع
وضعا ةستقيما غير ةلتوي.
وأةا ةبضع القيفال فيجب أن يكون بغداديا ةستقيم الشفرة ،ويحذر الفاصد
أن يفصد القيفال عند طرف الفصد ةع الوتر املحرك للمرفق ،فإنه إن أصاب
املبضع طرف الوتر أصابه الكزاز باالضطرار ،ويحوج املفصود إلى قطع الفضلة
بنصفين وإال هلك.
فالذي يفزع ةنه في فصد الباسليق الشريان الذي تحته ،والحيلة كلها يجب أن
تكون في الحذر ةن وقوع الخطأ ،وإذا أةال الشريان بإبهاةه إلى ناحية ةخالفة
للشريان أةن الخطأ.
وأةا األكحل فالذي يحذر ةن وقوع الخطأ فيه العصبتين اللتين عن جنبيه،
وألجل ذلك أةر بأن يفصد طوال.
54
وأةا القيفال فالخطأ الذي يحذر ةنه الوتر وطرف العضل ،وألجل ذلك أةر بأن
ً ً
يكون فصده ةوربا عرضا.
ً
وأةا الباسليق اإلبطي فيجب أن يشد بعد أن يمسح الذراع والعضد ةسحا بليغا،
أو يغسل باملاء الحار ثم يشد ويقع العقد عليه نفسه ،ثم يقام الذراع على زاوية
قائمة ،فإذا ظهر العرق عقد ةن تحته باإلبهام وفصد ةن فوق إلى أسفل ،وإن
فصد ةن أسفل إلى فوق جاز ،غير أن خروج الدم أسهل إذا كان الفصد ةن فوق
إلى أسفل.
وأةا عرق الجبهة فيجعل املنديل في رقبته ويلويه قليال ،ثم يفصده بالفأس ال
غير ،ألن فصده باملبضع كرهه أندروةاخيس وذكر أن يده قطعت حين فصد
البنة امللك عرق الجبهة باملبضع وقطع طرف الوتر الذي يشيل الجفن األعلى إلى
فوق ،فبقيت عينها ةنطبقة ،فأةر امللك بقطع يده ،وهكذا كان حكمهم على
الطبيب إذا جنى.
وأةا الودجان فإن فصدهما عجيب جدا يستفيد الطبيب الحاذق ةن خروج دةها
دائما ،وذلك أني أةرت بجرجان بفصد وداجي رجل كان قد ابتدأ به الجذام وثج
حلقه وابتدأ أنفه يتخلس فخرج ةن وداجيه دم لونه لون السوسن اإلسمانجوني
،وفي أثنائه رةلية ،وأةرت بأن يكثر ةن إخراج الدم ،فأصابه غشية بدأ فيها يفيق
ويعود للغشية اثنين وسبعين ساعة ،ثم رعف قطرات ةن الدم لونه إلى الصفرة
فيه نموسه ويرتفع ةنه رائحة كريهة ،ثم أفاق وغذي بغذاء ةحمود ،ثم غاب
عني ةدة ةديدة ،ثم عاد وقد استقل وبرأ ،وزالت البحوحة عنه ،واةتد أنفه ،
واستقام ،ولوال أني أكره التطويل لشرحت علة كون دةه بلون السوسن
55
اإلسمانجوني ،وةا كان في أثنائه ةن الرةلية ،وةا رعف به ةن الش يء الشبيه
بالدهن القمش ،وعلة نتن الرائحة.
فأةا ( طريقة ) فصدهما فهو أن تأةر ةن تريد فصده أن يجلس على رجليه ةعلقا
،ويخنق بمنديل ،ويتكئ على صدور قدةيه ،ثم تأخذ في رقبته ةنديال لينا وتلويه
قليال ،فيظهر عرقان ةن كل جانب ،أحدهما الوداج ،اآلخر النياط ،فيجتهد
أن ال يفصد إال الوداج وهو أغلظهما ،وةن األطباء ةن يختار أن يفصدهما
جميعا في وقت واحد ،وذلك أنه إذا أوثقه بالقوة ،فإذا أراد قطع الدم حل الخناق
واالحتباء وأةره بالقيام واملش ي خطوات ،فإن لم ينقطع الدم وضع الرفادة وشد
شدا خفيفا ،وفي األكثر أنه كما يحل الخناق ينقطع ،وإن عرض غش ي فال يجب
أن تجزع ةنه ،وتطعمه في ذلك اليوم ةرقة الزيرباج ،ويبخر ببخور طيب ،ويرش
على وجهه ورأسه ةن ةاء الورد الخالص كثيرا ،فإذا كان في اليوم الثاني أةر بشد
ساقيه ،وبتبريد ةوضع الوداجين بماء الورد ،وةاء الطلع والصندلين ،وال
يستعمل الكافور ويطعمه الفروج ولحم الدجاج ،فإذا كان في اليوم الثالث
أطعمه لحم الحمل والجدي ،وسقاه يسيرا ةن الشراب.
وأةا األسيلم فإنه يجب أن يشد في ةوضعين عند العضد وعند الرسغ ،ثم يؤةر
بأن يأخذ في قبضته كرة أو ةهاة بلور ،أو يقبض عليه شديدا حتى يظهر ةا بين
الخنصر والبنصر على ظهر الكف ،ثم يفصده ويستقبل بالفصد ةن ناحية
األصابع إلى ناحية الرسغ ،فإن خرج الدم كما يجب ،وإال وضع کفه في املاء الحار؛
فإنه يسهل خروج الدم ،وذكر بعض األوائل أن رأي جالينوس أن يترك حتى ينقطع
الدم ةن عند نفسه ،ولم أحقق ذلك ةن قول جالينوس في ش يء ةن كتبه.
56
وأةا فصد الصافن فيجب أن يشد عند الساق ةا فوق الكعب ،ويؤةر بأن يمش ي
خطوات ،ثم يجعل تحت أخمص قدةه كرة ةن قطن ليطأ عليها؛ فيظهر ويتوتر
الصافن ،ثم يفصده كيف شاء ،إن شاء ةن أسفل إلى فوق ،أو ةن فوق إلى
أسفل ،واعلم أن للصافن شعبتان؛ فيجب أن يفصد املتوسط دون الشعبتين،
ولألسيلم كذلك أربع شعب ،فيفصد ةنها املتوسط بين الخنصر والبنصر ،فإن
الشعب ةن كل عرق ال تقوم ةقام العرق في سعة خروج الدم وضيقه ،وسائر
العروق التي ذكرناها ،فيحتاط في فصدها ،وال يجازف في فصد ش يء ةنها ،وال
يتهاون؛ فإن صناعة الطب تحظر املجازفين ،ال يقال للطبيب رفيق حتى يكون
ةحتاطا لطيفا في جميع أفعاله.
وأةا عرق النسا فهو عرق له شعب كثيرة ،ويلزق به شعبة ةن القيفال ،فيجب
أن يكون الطبيب عارفا به ،وفصده أن يأخذ الفاصد عماةة لينة طويلة ،فتشد
أحدى رأسيها في الوسط عند ةشد السراويل ،وال يزال يدخل العماةة بين أفخاذه
،يدخله ةن ناحية الجانب الوحش ي ،ويخرجه ةن ناحية الجانب اإلنس ي ةرة ،
ويدخله تحت الطاق ويمده شديدا حتى يقع الضغط كما يجب ،وعلى هذا إلى أن
57
يبلغ الكعب ،ثم يقعده على ةوضع عال ،ويجعل تحت قدةه آجرة أو شيئا يرفعه
،ويأةره بالقيام والقعود دفعات ،ويكون بحضرته الرةان الحاةض ،والخل ،
وطين الدخانة ليشمه فإنه كثيرا ةا يصيب صاحب عرق النسا عند الشد غش ي
،ثم يجس ويتأةل ةا بين الخنصر والبنصر ،فإن ظهر هناك أةنت وقوع الخطأ ،
وإن لم يظهر هناك نظرت وجسست خلف الكعب ةن الجانب الوحش ي حتى
يتبين لك ،وتتبين الشعب ،وعالةته أنه يكون فيه ةواضع كالتعقد ،فيفصده
باملبضع البغدادي ةن فوق إلى أسفل ،أو ةن أسفل إلى فوق طوال ،فإن على
جنبتيه عصبتين شديدتي التمدد ،وإن وقع الخطأ استرخي القدم.
وفي كامل الصناعة الطبية :عرق النسا ينبغي أن يشد ةن ةوضع ةفصل الورك
بثوار عريض ةعمول ةن قطن ويوثق الشد الى ةا فوق الكعب بأربعة أصابع
ةفتوحة وليكن الشد شديدا ويوضع قدم املفصود على حجر أو ش يء صلب ثم
حينئذ يفتش العرق ويفصده طوال ويخرج ةن الدم بقدر الحاجة والدم الذي
يخرج ةن هذا العرق يكون باردا ألنه دم بلغمي ،وكذا الحال في فصد عرق ةشط
القدم ،فإذا استكفيت ةن خروج الدم فحل الرباط ةن أسفل ةن ةوضع الكعب
أوال فأوال إلى فوق أ.هـ.
58
وبمثله قال ابن النفيس :وفصد عرق النساء وهو عرق يمتد على الفخذ ةن
الجانب الوحش ي إلى الكعب ويفصد قريب ةن الكعب ألنه هناك اظهر بسبب قلة
اللحم ويجب أن يستحم قبل فصد هذا العرق الن ةا خرج ةنه بارد امللمس
بلغمي واملاء الحار يلطفه ويسهل خروجه ولذلك يجب أن يشد ةا فوقه ةن الورك
الى الكعب بعصابة وهو ألوجاع عرق النساء عظيم النفع وكذلك للدوالي
والنقرس وذلك إذا كانت املادة ةستقرة هناك ولم يكن في االنصباب واال لزاد
الشر بجذب الكثير واستفراغ اللطيف أ.هـ.
ويقول الطبري :وأةا اليافوخان فإنما يؤةر العليل بحلق الرأس ،ودلك
اليافوخين ،ودخول الحمام حتى يظهر ةع اليافوخ نفسه ،وبجنبهما شريانان ،ثم
يؤةر بالخنق بمنديل لين ،والجلوس ةعلقا على رجليه ،فإذا تبينا أخذ باملبضع
املروزي عرضا ،وتعلق اليد فيه وينفض يده نفضا إلى أن يخرج ةن الدم ةا يحتاج
إليه ،ثم يترك الخنق.
وأةا العرقان اللذان تحت اللسان (الصردان) فيفصدان على وجهين :إةا بأن
يؤةر بأن يطوي لسانه إلى داخل ويتكئ بأسنانه عليه ويفصده ،أو يؤةر بفتح الفم
ويؤخذ طرف اللسان بخرقة لينة ،ويمد إلى فوق ،ويفصد ،ويترقى ،جميع ذلك قد
خنق نفسه بمنديل لين ،فإذا اكتفى ةن خروج الدم ترك الخناق ،فإن تعسر
انقطاع الدم تمضمض بالخل ةع قشور الرةان والعفص ،وأةسك في فمه قطعة
ةن الجليد والثلج ،وشد عضديه وساقيه.
59
وأةا العرقين اللذين خلف األذنين فهو خلف الشريانين اللذين خلف األذنين ،
وهو الذي ينزل إلى الصدغ خلف شرياني الصدغين.
وأةا فصد املآقين ،فهو أن يفتح املآق إلى ناحية األنف ،ويخنق نفسه ،فيظهر
ً
تحت املآق فيحترز ةن العين ،ويغوص املبضع فيه طوال غررا فإنه يخرج ةنه دم
كثيرا وينقطع ةع ترك الخناق ،فإن رشح ةضغ الكمون ةع يسير ةن امللح جيدا،
وجعل فيه ساعة فإنه ينقطع.
وأةا فصد املنخرين فإنما يفصدان بأن يقام املفصود في الشمس ،ويستقبل
بوجهه شعاعها ،ثم يفصد بقفا املبضع شرطا ،وةا داخل املنخرين ةع الجزء
اللحمي يظهر بينا ،وربما ظهر ةع الغضروف بجنبه ،ويفصدان للورم املعروف
بكثير األرجل.
ويفصد املأبضان بأن يقام املفصود قائما ،ويشد عند الفخذ وعند الساق ،حتى
إذا ظهر فصدهما الفاصد ةن فوق إلى أسفل أو عرضا.
60
ويفصد الصدغان بأن يحني املفصود نفسه ،فإذا ظهر عقده بإبهاةه إلى ناحية
الوجه ،وفصده كيف شاء ةن فوق إلى أسفل ،أو ةن أسفل إلى فوق ،أو عرضا.
يقول البقلي :وأةا فصد اللسان فيكون ةن الوريدين املوضوعين تحت اللسان
املسميين بالسرديين (الصردين) وهما يوصالن الدم املتوزع في اللسان إلى ةركز
الدورة فلذلك كان حجمهما عظيما.
وةن حيث انهما ةوضوعان تحت الغشاء املخاطي الحنكي بدون واسطة تسهل
ةشاهدتهما لكن ألجل انكشافهما يؤةر املريض بفتح فاه ورفع ذولقه تحت سقف
الحنك فشاهد الوريدان املذكوران على جانبي قيد اللسان فان أريد فصد
احدهما يلزم فتح الفم واستمراره ةفتوحا وعدم خفض ذولقه ةدة العملية
وألجل بقائه ةرفوعا يضغط باليد اليسرى على سقف الحنك ويباعد بين الفكين
بوضع قطعة ةن خشب الفلين بين األضراس الكبار وبعد فتح الوريد يؤةر
املفصود ببصق الدم وان ال يزدرد ةنه شيئا ،ويمكن إبقاء الدم سائال ةدة طويلة
ةع الغزارة وذلك بإةالة الرأس وشبه ةص باطني وبعدةا يخرج ةنه ةقدار كاف
يوقف سيالنه برفع الرأس وبالتنفس فان استمر سائال تضغط فتحته بكرة ةن
التفتيك ويوضع اللسان فوقها وتثبت وتكيس بواسطة رباط يوضع في الفم
كاللجام .
61
ويقول في فصد القضيب :قد ذكر بعض األطباء انه ةتى التهب القضيب التهابا
شديدا يفصد ةن الوريد املوضوع على ظهره لكن قبل بضعه يربط ةن قاعدته
لينتفخ العرق ثم يفتح الوريد بمبضع يغرز فيه بانحراف لئال يجرح الجسم
املجوف فان كان ةوضوعا على شريان يجذب الجلد الى احدى الجهات فبالجذب
يبعد الوريد عن الشريان لكونه ةلتصقا بالجلد فيتبع حركاته.
ويقول الزهراوي :العرقان اللذان خلف األذنين؛ وكيفية فصدهما على ةا أصف؛
ً ّ
وتحك ةؤخره في ةوضع العرقين بخرقة خشنة حكا وهو أن تحلق رأس العليل،
ً
جيدا ،ثم يخنق العليل عنقه بعماةته حتى يظهر العرقان ،وةوضعهما خلف
األذنين في املوضعين املنخفضين ةن الرأس ،فتفتشهما بإصبعك وحيث
ً ً
أحسست بنبضهما تحت إصبعك فهناك تعلم باملداد ،ثم تأخذ ةبضعا سكينيا،
62
وهو الذي يعرف باملنشل ،تدخله تحت العرق في الجلد حتى يصل املبضع إلى
ً
العظم ،ثم ترفع يدك بالعرق والجلد إلى فوق ،وتقطع العرق ةع الجلد قطعا
ً
ةبتورا ،ويكون طول القطع قدر إصبعين ةضموةتين أو نحوهما ،وترسل ةن الدم
القدر الذي تريد ،ثم تشدهما بالرفايد وتتركهما حتى يبرأ إن شاء هللا تعالى .وقد
تقدم في أول الكتاب قطعهما ّ
وكيهما.
وأةا الشريانان اللذان في الصدغين :وكيفية فصدهما على ةا أصف لك؛ يشد
ً ً
العليل رقبته بعماةته حتى يظهر العرقان للجس ظهورا بينا ،ويتبين نبضهما تحت
إصبعك ،فحينئذ تعلم باملداد ،ثم ترفع الجلد ةن أعلى العرق إلى فوق بإصبعك
السبابة ،وتدخل املبضع املنشل ةن أسفل ،وترفع العرق إلى فوق وتبتره ،كما
صنعت في العرقين اآلخرين ،وترسل ةن الدم على قدر حاجتك ،ثم تخل خناق
العليل ،وتضع إصبعك على العرق ساعة ،ثم تضع عليه قطنة ورفادة ،وتشده
ً ً
ةن فوق شدا وثيقا وتتركه حتى يبرأ ،وقد تقدم ذكرهما وقطعهما وسلهما في أول
الكتاب.
وأةا فصد عرق الجبهة :كيفية فصده على ةا أصف لك؛ يخنق العليل رقبته
بعماةته ،حتى يظهر العرق ،ثم تأخذ اآللة التي تسمى الفأس ،تضع الشوكة
النابتة التي في رأس الفأس على نفس العرق ،وتضرب ةن فوقه بمشط ،أو ش يء
آخر في نحوه ،وتترك الدم يجري على القدر الذي تريد ،ثم تحل خناق العليل،
وتشده حتى يبرأ إن شاء هللا تعالى ،وقد يفتح بمبضع عريض ،إال أنه ال ينبغي أن
ً
يكون املبضع حاد الطرف كسائر املباضع ،بل يكون عريض الطرف قليال،
ً
وتفصده على التحريف ،ألن العظم قريب فربما انكسر فيه املبضع إذا كان رقيقا.
63
وأةا العرقان اللذان في ةآقي العينين :وأةا كيفية فصدهما؛ فهو أن يشد العليل
رقبته بعماةته ،ثم تفصدهما وأنت واقف على رأسه ،وليكن الفصد على تحريف
ً ً
إلى الطول قليال ،بمبضع صغير عريض قليال ،فإن املوضع ال لحم فيه ،فإنه إن
كان املبضع رقيق الطرف ربما انكسر ،ثم ترسل ةن الدم حاجتك ،وتضع عليهما
قطنة وتشدهما ليلة واحدة ،ثم تحلهما.
أةا فصد عرق األنف :وكيفية فصده أن يشد العليل رقبته بعماةته ،ثم تمسك
ً ً ً
أنفه بيدك اليسرى وتأخذ ةبضعا رقيقا طويال وتغرزه في وسط األرنبة نفسها بين
للحس هناك ،فإن الدم يدر ةن حجر األنف على استقاةة ،ألن العرق ال يظهر ِ
ً
ساعته ،وينبغي أن تمعن يدك باملبضع قليال ،وترسل ةن الدم حاجتك ،ثم تربطه
ً
ليلة فإنه ينجبر سريعا.
وأةا الودجان :وكيفية فصدهما أن يشد العليل تحتهما في عنقه برباط ،ويقف
الصانع على رأس العليل ،والعليل قاعد على كرس ي ،ثم تفصد العرق إلى الطول
ً ً ً
فصدا واسعا قليال ،ثم تخرج ةن الدم القدر املعتدل ،أو على حسب ةا تراه ةن
الحاجة إلى ذلك ،ثم تفعل كذلك بالعرق اآلخر ،ثم تحل الرباط وتشد العرقين
ً ً
شدا ةتوسطا لئال يختنق العليل ،وتتركه إلى الغد ،فإنه يبرأ الجرح إن شاء هللا
تعالى.
وأةا عروق الجهارك :كيفية فصدها أن يقعد العليل أةاةك ويشد رقبته بعماةة،
ثم تحول شفتيه وتنظر إلى العرقين اللذين ترى أحدهما عن يمين الشفة ،والثاني
ً ً ً
عن يسارها ،وتتبين ةنهما بسوادهما ،وذلك أيضا أن حواليهما عروقا دقاقا سود،
ً ً
تدر أيهما هي ،فاقصد إلى قطع
فتقطعهما قطعا ةبتورا ،فإن أشكل عليك ،ولم ِ
64
أكبرها وأبينها ،وكذلك تصنع في العرقين اللذين في الشفة العليا ،وأكثر ةا جرت
العادة به بقطع العرقين اللذين في الشفة السفلى.
وأةا العرقان اللذان تحت اللسان :وكيفية فصدهما؛ أن تجلس العليل بين يديك
ً
بحذاء الشمس ،وترفع لسانه ،وتنظر تحت اللسان عن جانبه الواحد عرقا ،وعن
ً
جانبه اآلخر عرقا ،ولونهما إلى السواد ،فتفصدهما ،وتحفظ وال تمعن في قطعهما
فإن تحتهما شريانات ،فربما عرض نزف دم ةن تلك الشريانات.
وأةا العروق الثالثة التي تفصد في املرفق :القيفال واألكحل والباسليق فهي التي
ً
جرت العادة بفصدها في الناس أجمع ،وفصدها يكون على وجهين؛ إةا غرزا
ً
بمبضع ريحاني عريض أو زيتوني إلى الرقة ،وإةا شقا بمبضع سكينية وهي املنشل.
65
ً ً
له بمبضع الغرز ،بل يكون فصده شقا باملنشل ،فإن لم يظهر الباسليق ظهورا
ً
ّبينا ،فينبغي أن تجتنبه ،وتعدل إلى غيره ،أو تطلب بعض شعبه ،أو تفصد ةكانه
حبل الذراع ،فإنه ّبين ،وتشقه باملبضع املنشل كما قلنا ،فإن أردت فصده بعينه،
فينبغي قبل شد الذراع أن تجس املوضع حتى تتعرف ةوضع النبض ،ثم تعلم
ً ً
عليه باملداد ،ثم تربط الذراع وتشق العرق شقا ةحرفا باملبضع املنشل كما قلنا،
وتحرى أن تقع الضربة بالبعد ةن ةوضع الشريان ،وةتى رأيت عند شدك الرباط
ّ ً
نفخا في املوضع الذي كنت علمت باملداد ،كان ذلك النفخ هو انتفاخ الشريان
ً
فتجنبه ،فإن رأيت الدم عند الفصد يثب كما يثب بول الصبي ،وكان الدم رقيقا
وضع إصبعك عليه ساعة أحمر ،فاعلم أنه ةن دم الشريان ،فحينئذ بادر َ
ً
طويلة ،ثم انزع " ارفع " إصبعك ،فإن انقطع الدم ،وكثيرا ةا ينقطع ،فشد الذراع
ً
واتركه ،وحذر العليل ةن إهماله ،وليكن على ِرقبة ،وال يحركه أياةا حتى يبرأ إن
شاء هللا تعالى.
فإن لم ينقطع الدم وغلبك ولم يحضرك في حينك دواء ،فابتر الشريان إن ظهر
إليك ،فإن طرفه ينقبض وينقطع الدم ،أو خذ قشرة فستق فشقها وخذ النصف
ً ً
الواحد وشده على ةوضع العرق شدا ةحكما بالرباط والرفايد إلى يوم آخر ،فإن
َ
انقطع الدم وإال فعالجه بما تقدم ذكره ةن وضع الذرورات القاطعة للنزف،
وقطع دةه ليس بالصعب في أكثر األحوال ملكان صغر الجرح ،وتمكن الرباط ةن
الذراع فاعلمه.
وأةا العرق األكحل :وينبغي للفاصد أن يكون على ِرقبة ةن فصده ،فإن تحته
ً
عصبا ،فإن زاد في غرز املبضع وأصاب العصبة حدث ةنها خدر يعسر برؤه ،وربما
ً ً
لم يبرأ أصال ،وهذه العصبة كثيرا ةا تظهر للجس ،فإن خفيت في بعض الناس،
66
ً
وكانت رقيقة ال تبين ،فينبغي أن تجعل فصدك إياه شقا باملنشل ،وتجنب
ً
العصب جهدك ،فإن كان العرق بين عصبتين فشق العرق طوال.
وأةا العرق القيفال :فمنفعة فصده؛ أنه يجذب الدم ةن الرأس ،وينفع ةن
ً
أةراض العينين ،وينبغي في هذا العرق خاصة إن شئت أن تفصده غرزا باملبضع
الزيتوني أو باملبضع العريض الريحاني ،ألنه أسلم العروق كلها؛ إذ ليس تحته
شريان وال عصب ،إال أنه ينبغي لك عند الفصد أن تجتنب باملبضع رأس العضلة
فقط ،وتطلب املوضع اللين وليس يضره ،إن لم يصب بالضربة األولى أن يعاود
عليه بالفصد ةرات ،إال أنه ربما تورم في بعض الناس ،إذا لم يفصد في الضربة
ً
األولى ،ولكن ال يضره ذلك الورم شيئا وهللا أعلم.
ً
وأةا فصد حبل الذراع :فيفصد عوضا ةن األكحل والباسليق ،إذا لم يوجدا أو
كانا خفيين ألنه ةركب ةنهما ،وكيفية فصده أن يدخل العليل يده في املاء الحار
ً ً ً ً
حتى يحمر الزند ،ويظهر العرق ظهورا بينا ،ثم تشد فوقه قليال بالرباط شدا
ً ً ً ً
ةتوسطا ،ثم تفصد العرق على تحريف قليال ،ال عرضا وال طوال ،وليكن الفصد
ً ً
واسعا ،ويكون فصدك له فوق ةفصل اليد قليال ،فإن تعذر خروج الدم فأعد
اليد في اإلناء باملاء الحار ،ودع الدم يجري في املاء حتى تبلغ حاجتك ،فإن كنت في
أيام الصيف ،فقد يستغنى عن إعادة اليد في املاء الحار ،وأكثر ةا تجعل جري
الدم في املاء الحار في زةن الشتاء ،وفصد هذا العرق أسلم ةن جميع العروق،
ألن ليس تحته عرق ضارب وال عصب.
وأةا فصد األسيلم :وكيفية فصده أن تشد ةعصم اليد بالرباط أو بيدك ،بعد
ً
أن تدخله في املاء الحار حتى ينتفخ العرق ،ويتبين للحس جدا ،ثم تفصده على
ً ً
تحريف قليال ،وإن بترته بالكل لم يضره ذلك شيئا ،وتحفظ ال تمعن يدك
67
ةعرى ةن اللحم ،ثم تعيد اليد إلىباملبضع ،فإن تحته عصبة األصابع واملوضع ّ
املاء الحار ،وتتركه يجري الدم فيه ،فإنك إن لم تعدها إلى املاء الحار ،جمد الدم
في فم العرق واةتنع ةن الجري ،فإذا أخرجت ةن الدم قدر الحاجة فضع على
ً ً ً
العرق دهنا وةلحا لئال يلتحم سريعا ،وكذلك ينبغي أن تفعل بكل شعبة ضعيفة
...وأةا ةنفعة فصده ةن اليد اليسرى؛ فإنه نافع لعلل الطحال ،وكذلك تفعل في
فصده كما فعلت في الثاني سواء إن شاء هللا تعالى.
َّ
وأةا عرق النسا :فمكانه كما قلنا عند العقب ةن الجانب الوحش ي ،وكيفية
فصده أن تدخل العليل الحمام ،وتسرع وتشد ساقه ةن لدن الورك إلى فوق
68
الكعب بأربع أصابع ،بعماةة رقيقة طويلة ،فإنه ال يظهر إال بذلك ،فإذا ظهر
ً
فافصده على أي حالة أةكنك؛ إةا على تحريف وهو أفضل ،وإةا أن تبتره بترا ،أو
ً ً
تشقه شقا ،فإن ةوضعه سالم ،وهو في أكثر الناس خفي جدا ،فإن لم تجده ولم
يظهر للحس البتة ،فافصد بعض شعبه وهي التي تظهر في ظهر القدم نحو
الخنصر والبنصر ،وتحفظ ةن األعصاب ،وأرسل ةن الدم القدر الذي تريد ،ثم
ً
حل الشد وضع على ةوضع الفصد قطنة وشد املوضع ،فإنه سريعا ةا يبرأ إن
شاء هللا تعالى أ.ه.
وفي كتاب روضة النجاح الكبرى يقول البقلي :وةتى أتم الجراح الفصد يطبق
املبضع ويضعه ويزيل اإلبهام املثبتة للعرق فيبزغ الدم ةن فتحة البضعة على
هيئة قوس ،فيتلقى في اإلناء املعد له وتعرف جودة الفصد بخروج الدم ةن جميع
الفتحة كالقوس املتساوي الشكل الغير امللتوي ةرتفعا ةع االستقاةة عن سطح
املحل املفصودة ،ويمكن إسراع انبعاث الدم باستداةة الوسائط التي تستعمل
إلظهار األوردة.
فان كانت هناك أسباب توجب بطيء سيالن الدم وطول ةدته يؤةر املفصود
بالسكون التام ثم يرخي الرباط أو يزيله ،فإن جمدت ةن الدم حال سيالنه قطع
صغيرة على فم البضعة حتى سدتها تزال بالقرع الخفيف على الوريد أو يمسح
البضعة بإسفنجة قد غمست في ةاء فاتر وبالضغط على الوريد ةن الفروع إلى
نحو البضعة ليتوجه الدم اليها ،وفي اثناء ذلك تكون األصبع ةوضوعة على
الفتحة فمتى رفعت خرج الدم دفعة وانقذف املنعقد.
ثم يؤةر املفصود بالسكون ويحل الربط وتقرب حافتا البضعة باإلبهام والسبابة
حتى تلتئما ،ثم يمسح فم البضعة وةا حوله بإسفنجة ةبتلة أو خرقة ةبتلة أيضا.
69
ويمكن قطعه في أثناء التنظيف بالضغط على الوريد ةن أسفل البضعة السيما
إن كان الوريد في األطراف ثم يوضع على فم البضاعة قطعة ةن الحبر املصمغ أو
رفادة جافة أو ةبتلة بمحلول ةلح الطعام وتثبت برفادة أخرى أو جملة لفايف
لكن ال ينبغي أن يشد عليها إال شد ةناسبا يمنع خروج الدم فقط ألنها إن شد
عليها شدا قويا يعيق دورة الدم في الوريد املفصود بل في أوردة العضو كلها ،وبعد
إتمام الربط يؤةر املريض بثني العضو نصف انثناء وبالراحة.
والعادة أن تلتحم البضعة في ظرف 24ساعة لكن ينبغي إبقاء الربط أياةا
لصيانة ةحل االلتحام عن االحتكاك والحركات العنيفة ألنها ربما فتحت البضعة
ثانيا.
70
البتر والنتر والقطع والسل والبزغ والغرز والقطع والتشريط
هذه الكلمات تستخدم كثيرا في الفصد فينبغي ةعرفة ةعانيها:
(غرز) غرز اإلبرة في الش يء غرزا وغرزها أدخلها وكل ةا ُسمر في ش يء فقد غرز
وغرز وغرزت الش يء باإلبرة أغرزه غرزا.
(بتر) البتر استئصال الش يء قطعا.
(نتر) النتر الجذب بجفاء نتره ينتره نترا فانتتر واستنتر الرجل ةن بوله اجتذبه
واستخرج بقيته ةن الذكر عند االستنجاء ،ونتر الثوب نترا شقه.
(السل) السل انتزاع الش يء وإخراجه في رفق سله يسله سال ،ويقال سللت
السيف ةن الغمد فانسل وانسل فالن ةن بين القوم.
َ ْ ْ
(القطع) تأتي بمعنى التشريط والفصد ،فالفصد ُه َو قط ُع ال ِع ْر ِق َح َّتى َي ِسي َل،
والقطع كوي العرق بالنار ،والقطع بمعنى وقف استفراغ أو نزف الدم.
(الشرط) املشرط املبضع واملشراط ةثله والشرط بزغ الحجام باملشرط شرط
يشرط ويشرط شرطا إذا بزغ واملشراط واملشرطة اآللة التي يشرط بها ،يقال
بزغت الشمس تبزغ بزغا وبزوغا بدا ةنها طلوع أو طلعت وشرقت وطلوعهما
ةأخوذ ةن البزغ وهو الشق كأنها تشق بنوره الظلمة شقا ،وةن هذا يقال بزغ
البيطار أشاعر الدابة وبضعها إذا شق ذلك املكان ةنها بمبضعه ،والبزغ والتبزيغ
التشريط وقد بزغه واسم اآللة املبزغ وبزغ الحاجم والبيطار أي شرط.
يقول البقلي :البزغ جرح صغير وخزي يعمل في الجلد والغشاء املخاطي ملعالجة
بعض أةراض ظاهرة أو باطنة وشرطه أن ال يجاوز الجلد والنسيج الخلوي الذي
تحته ،ويفعل إةا بإبرة ةستقيمه في سنها انفراج على شكل حربة تغرز عمودية في
الجلد وتخريج كما دخلت أو بمبضع حاد السن وينبغي أن يكون كثير العدد وان
يكون فعله سريعا فان لم يخرج ةنه دم كاف ينبغي أن يوضع عليه ةحجم وضماد
أو يعرض املحال املوخوز لبخار ةاء حار لسرعة سيالن الدم والوخز املذكور
71
يستعمل في ةعالجة الكيموس والحمرة الجلدية وأوديما اكل ةن األجفان
وللصفن وةحال أخرى ةن الجسم .
وأةا التشريط فهو شق الجلد شقوقا ةستطيلة ال تجاوز الجلد والنسيج الخلوي
،وربما غارت في نسيج األعضاء الكائنة تحت الجلد والغشاء املخاطي ،واآلالت
التي يشرط بها أربعة أنواع وهي املوس واملشرط واملبضع واملبزغ النيمساوي فانا
أريد التشريط باملبضع ينبغي ان يؤخذ ةبضع صلب ويجريه على سطح الجلد ةع
إةالته حال الشق بحيث تتكون ةنه وةن الجزء الذى يراد تشريطه زاوية ةساحتها
خمس وأربعون درجة فبهذه الكيفية تحصل تشاريط خفيفة كافية الستفراغ
الدم املجتمع في الجسم الشبكي الوعائي للجلد أو الغشاء املخاطي او املادة
املصلية املالئة لخاليا النسيج الخلوي في كثير ةن األحوال .
ويستعمل البضع أيضا في التشريط املجاوز لسمك الجلد ان كان الجلد رقيقا كما
في األجفان وأعضاء التناسل أو كان املراد تشريط الغشاء املخاطي الذي ارتفعت
فيه ةواد ةصلية أو غيرها وكان ال يمكن استعمال غيره ةن اآلالت ،وان كان املراد
تشريط سطح عريض ةتساوي يستعمل املبزغ النمساوي.
كيفية استعماله ان يشد على اللولب املحرك للمفصل ثم يوضع سطح االلة
الذي فيه الشقوق على الجلد ثم يضغط على لولب االنقالب فينشرط الجلد في
طرفة عين وهذه االلة أحسن اآلالت للنساء واألطفال لسرعة الفعل بها وخفة
األلم بخالف ةا إذا كان املراد تشريطا غارا فانه ينبغي استعمال املشرط أو املوس
الن املبزغ النمساوي ال يناسب حينئذ.
72
وقد يستعمل البزغ والتشريط لزوال الخدر وتنبه الحياة في األعضاء الخدرة
ً
ورجوع اإلحساس اليها وإليقاظها في األورام االحتقانية الغير املؤملة ألنه ينشا عنهما
رد فعل جيد يكون سببا في شفائها.
وقد يستعمل التشريط الستفراغ السوائل املصلية املرتشحة في سمك الجلد أو
في النسيج الخلوي الذى تحته أو في بعض خاليا الغشاء املخاطي كالدم املنكب أو
النبيذ املنصب في النسيج الخلوي للصفن املحقون به عقب عملية الفيلية املائية
أو البول املرتشح إن حصل في قناة ةجرى البول شقوق وينبغي ان يصل
بالتشريط أو الوخز إلى ةجلس السوائل املذكورة وأن يكون واسعا أن كانت
السوائل املرتشحة ةهيجة ليسرع استفراغها وتتدارك العوارض الثقيلة التي
تحصل ةن طول ةكثها ،ويسرع سيالن أيضا الدلك الخفيف بان يبتدأ به ةن
االجزاء املجاورة وينتهى به إلى التشاريط أو بإحدار األعضاء املشرطة انحدارات
تنتقل به السوائل ةن خلية إلى أخرى حتى تصل إلى ةحل التشريط .
73
الحاصل ةن الوخز أو التشريط قد ال تستدعي ةعالجة بل الغالب انها تلتحم ةن
نفسها سريعا.
أةا سعة الفتحة فتختار ألنها أبلغ في سهولة خروج الدم على ةا به ةن غلظة قوام
إن كان ،وأةنع ةن جمود الدم في الشتاء ،وتكره وسعة الفتحة ألنها أدعى إلى
الغش ي بمتابعة االستفراغ الكثير واستتباع ذلك تحلل الروح الكثير.
وأةا ضيق الفتحة ،فإنه قد ال يعرض ةنه الغش ي ،وهو في الصيف أوفق فأةا في
الشتاء فإنه ربما جمد الدم واةتنع ةن الخروج.
ويكره الضيق بسبب اةتناع الدم الغليظ ةن البروز على ةا ينبغي.
الضيق أحفظ للقوة لكنه ربما أسال اللطيف الصافي يقول ابن سينا :والفصد ّ
وحبس الكثيف الكدر ،وأةا الواسع فهو أسرع إلى الغش ي وأعمل في التنقية وأبطأ
ً
اندةاال وهو أولى ملن يفصد لالستظهار وفي َ
السمان بل التوسيع في الشتاء أولى
لئال يجمد الدم ،والتضييق في الصيف أولى إن احتيج إليه وليفصد املفصود وهو
ةستلق فإن ذلك أحرى أن يحفظ ّ
قوته وال يجلب إليه الغش ي.
ويقول البقلي :قد تختلف نتائج الفصد في االلتهاب الشديد بحسب بطيء سيالن
الدم وسرعته ،فأةا بطؤه فأةا أن يكون ةن صغر الوريد املبضوع أو ةن ضيق
74
فتحته وان كان غليظا ،واةا سرعته فتكون ةن وريد غليظ واسع الفتحة ،ففي
الحالة االولى يكون الفصد ضعيف التأثير في االلتهاب بخالفه في الحالة الثانية
فانه قد يزيله أصالة ،ولهذا الفائدة كان أبقراط اب الطب يأةر احيانا بفصد
الذراعين ةعا في آن واحد.
يقول ابن التلميذ :كذلك أيضا إن فتح العرق طوال يختار فيما كان ةن العروق
تحته عصبة أو عضلة ،ألن تفرق اتصال هذه طوال عند خطأ الفاصد غير ةضر
جدا وتفرق اتصالها عرضا يحدث خدرا أو تشنجا ويختار أيضا فتح العرق طوال،
إذا كان في ةأبض اليد ألنه إذا فصد املأبض عسر التحاةه ألن املأبض عند طيه،
والعرق ةفصود طوال ،يفتحه ويمنعه ةن التصاق الشفتين.
وكذلك أيضا نختار الفصد طوال في العروق الدقاق كيال يكثرها الفصد عرضا،
إال أن يخاف زوالها وفوتها فحينئذ تفصد عرضا.
75
وأةا الفصد عرضا فيختار ملا كان ةن العروق بقرب شريان ،ألن الخطأ في فتح
الشريان أعظم خطرا ةن بتره ،ألن الشريان املبتور يرقا دةه لتقلص طرفيه،
واملفتوح يتصل نزفه إلى أن يبتر.
ويختار الفصد عرضا للعرق الزوال ،ويستقبل املبضع ةن الجهة التي إليها يزول.
ويختار الفصد عرضا إذا لم يرد إخراج الدم في عدة نوب وذلك إذا كان الفصد
في عرق ةأبض اليد ،بمعاونة ةجيء املأبض على التحام الفصد عرضا ،بخالف
حال الفصد طوال هناك ،كما سلف هنا ذكره.
فأةا الفصد ورابا فيختار إذا لم يراد بالفصد بطء االلتحام وال سرعته.
76
الشرايين املفصودة وكيفية فصدها
يقول ابن التلميذ :وينبغي أن تعلم أن الشرايين التي يجوز فصدها هي الصغار
البعيدة ةن القلب ،فإن هذه هي التي يرقا دةها إذا فصدت ،فأةا الشرايين الكبار
والقريبة املوضع ةن القلب فإةا أن ال يرقا دةها وإةا أن يعسر.
ويقول الطبري :وأةا الشرايين التي تفتح وتسل وتبتر وتخرم وتلوي فعشرة
شريانات :ةنها شريانا الصدغين ،وشريانان اللذان خلف األذنين ،وشريانا
اليافوخين ،وشريانان اللذان تحت اللسان ،وشريانان اللذان ةع اإلبهام ،وهما
اللذان رآهما جالينوس في املنام ،فهذه عشرة شريانات.
77
ويقول :فأةا شرياني اليافوخين فإن بتره صعب لصعوبة املوضع وغلظ الجلد،
ويبتران بشق الجلد وإخراجهما بالصنارة ،ويكويان على ةا تقدم ذكره ،وال يبتران
إال بفرط الصداع الذي يعرف بالبيضة أ.ه.
ويقول ابن سينا :وأةا الشرايين التي في الرأس فمنها شريان الصدغ قد يفصد
وقد يبتر وقد يسل وقد يكوى ويفعل ذلك لحبس النوازل الحادة اللطيفة املنصبة
إلى العينين والبتداء االنتشار.
والشريانان اللذان خلف األذنين ويفصدان ألنواع الرةد وابتداء املاء والغشاوة
والعشا والصداع املزةن وال يخلو فصدهما عن خطر ويبطؤ ةعه االلتحام أ.هـ.
وفي امللكي :أةا فصد العروق الضوارب 6فينتفع به لكل عضو يجتمع فيه دم
لطيف حاد دةوي إذا فصد الشريان القريب ةن ذلك العضو إذا لم يكن الشريان
عظيما ،وينتفع به أيضا إذا وجد اإلنسان وجعا في األغشية حتى يحس أنه ينخس
ثم ينبسط ذلك الوجع حتى يتأدى إلى املوضع املحيط بذلك العضو فاعلم ذلك
ان شاء هللا تعالى.
ويقول ابن سينا :وعالةة الخطأ في الباسليق وإصابة الشريان أن يخرج دم رقيق
ً ً
أشقر يثب وثبا ويلين تحت املجسة وينخفض فبادر حينئذ وألقم فم املبضع شيئا
ةن وبر األرنب ةع ش يء ةن دقاق الكندر ودم األخوين والصبر واملر وتضع على
ً
املوضع شيئا ةن القلقطار الزاج وترش عليه املاء البارد ةا أةكن وتشقه ةن فوق
ً
الفصد وتربطه ربطا بشد حابس فإذا احتبس فال تحل الشد ثالثة أيام وبعد
ً
الناحية باملوابض وكثير ةن
الثالثة يجب عليك أن تحتاط أيضا ةا أةكن وضمد ِ
فيحبسه وكثير ةن الناس يبتر شريانه وذلك ليتقلص العرق وينطبق عليه الدم ِ
الناس ةات بسبب نزف الدم وةنهم ةن ةات بسبب ربط العضو وشدة وجع
الربط الذي أريد بشده ةنع دم الشريان حتى صار العضو إلى طريق املوت.
79
اللحم ويعلقه بصنارة ويدخل تحته ةن كل جانب خيط إبرسيم بإبرة ليست
بحادة الرأس ويربط ربطا وثيقا ثم يقطع بنصفين ةن ةوضع الشق الذي وقع فيه
أو يترك ويوضع عليه قاطعات الدم.
وأةا السل فهو كما يفعل بشريان الصدغين في الشقيقة وأوجاع العينين والنزالت
املزةنة فان العلل اذا طالت وأزةنت ولم ينجب فيها عالج باألدوية فانه يستعمل
فيها السل وكيفية عمله هو ان يحلق الشعر أوال حلقا جيدا ثم يفتش عن
الشريان حتي يعرف ةوضعه فان لم يظهر فينطل ةوضعه بماء حار وتشد الرقبة
فانه يظهر فاذا ظهر تعلم عليه بمداد ثم يشق الجلد شقا ظاهرا على طول
الشريان ويعلق الجلد بصنانير وتكشف عن الشريان فاذا ظهر فان كان دقيقا
فيمد إلى فوق بصنارة وتقطعه ةن الجانبين وتخرج ةنه قطعة طول ثالثة أصابع
ةضموةة بعضها إلى بعض ثم توضع عليه قاطعات الدم وان كان عظيما فيشق
ويخرج ةن الدم بمقدار الحاجة ثم يستعمل الشد بخيط إبرسيم ةن الجانبين
ويكون بينهما قدر ثالثة أصابع ثم يقطع ةا بين ذلك وتلقي قاطعات الدم ثم
املراهم امللحمة .
وأةا الكي فيستعمل عوضا عن السل وذلك إذا لم يطاوع العليل علي سل شريان
صدغيه في العلل املذكورة وهو أن يتخذ ةكوي ثخانة رأسه علي قدر سعة
الشريان ويحمي في النار ليحمر لونه وبحلق الشعر الذي يعلوه ثم يوضع عليه
املكوي ويكبس الشريان حتى يحرق الجلد ويصل الحريق إلى الشريان ويتكمش
الجميع بعضه إلى بعض بحيث أن الدم ينقطع خروجه ثم بعد ذلك تستعمل
األدوية امللحمة والقاطعة للدم.
80
يقول ابن األكفاني :في قطع الشريانات ،اعلم أن الشريانات التي يجوز قطعها
هي الصغيرة البعيدة ةن القلب ،وأةا غيرها فيعسر رقو دةها ،أو يتعذر ،ولذلك
كره األطباء قطعها ،وإنما احتيج إلى قطعها؛ ألن بعض األعضاء قد يجتمع فيه دم
حار لطيف فيحدث أةورا صعبة ،وال يفيد فيه االستفراغ العام لجملة البدن،
وال يعتدل املزاج ليحتاج إلى قطع العروق الضوارب املتصلة بذلك العضو ،
وإلخراج ذلك الدم املؤذي ،والشريان إذا بتر بنصفين البتة تقدةن كل واحد ةن
طرفيه وانقطع دةه ،بخالف املفصود املتصل ،وحکي أن جالينوس أةر في املنام
ةرتين أن يفصد إنسانا كان يجد وجعا في الكبد والحجاب ةن العرق الضارب
الذي بين السبابة واإلبهام ةن اليد اليمنى ،وأن يدع الدم يجري حتى ينقطع ةن
تلقاء نفسه ففعل ذلك وجرى ةن الدم أقل ةن رطل فسكن وجعه ،وأن إنسانا
كان يشكو وجعا ةزةنا في جنبه فقصد العرق الضارب ةن كعبه فبرأ برا تاةا ،وكان
ذلك لرؤياها ،وحكى أن رجال أصابته جراحة في عنقه فانخرق فيها عرق ضارب،
فلم يرق دةه حتى بتره جالينوس نصفين ووضع عليه الصبر والكندر ووبر األرنب
وبياض البيض فشفي ولم تعرض له أنورسما ،وأبقراط يقول :ةن أصابه وجع في
ةؤخر رأسه فقطع له العرق املنتصب في الجبهة انتفع بقطعه.
81
82
83
الباب الثاةن :في إخراج الدم دفعة واحدة أو دفعات وكيفية التثنية
إع َادة أو تكرار ،يقول أبو البقاء في كتاب الكليات :أكثر الثناء هو ةأخوذ
َْ الت ْثن َيةَ :
َ
ِ
ةن الثني وهو العطف ورد الش يء بعضه على بعض وةنه ثنيت الثوب إذا جعلته
اثنين بالتكرار وباإلةالة والعطف فذكر الش يء ةرتين يتناول أحدهما ةا لم يتناوله
اآلخر وهلم جرا بمنزلة جعله اثنين فأطلق اسم الثناء على تكرار ذكر الش يء
لشيئين وةنه التثنية ،يقول تأبط شرا:
أال ةن ةبل ـ ــغ فتي ـ ـ ـ ــان فهم ...بم ـ ـ ـ ــا القيت عند رحـ ــى بط ــان
بأني قد لقيت الغول ته ــوي ...بسهب كالصحيفة صحصحان
فأض ـربه ــا بــال ده ـش فخـ ـرت ...ص ـ ـ ـ ـ ـ ـريعا للي ـ ـ ــدين وللج ـ ـ ـ ـران
فقالـت ثن فقلت لهـ ـا روي ـدا ...ةكـ ـ ـانـ ــك إنـ ـ ـ ــني ثبـ ـ ــت الجنان
والتثنية في الفصد تكون ملن احتاج إلى استفراغ كثير وكانت قوته ضعيفة فينبغي
أن يستفرغ الدم ةنه دفعات ،ولذلك ينبغي أن يخرج له ةن الدم ةقدار يسير
ويسقى ةن ساعته ةن ةاء العسل الذي طبخ ةعه بعض األدوية امللطفة ةثل:
الزوفا والفودنج النهري والبستاني ،أو ةع السكنجبين أو ةع الشراب املتخذ ةن
ً
العصير والخل ،ثم يخرج ةرة ثانية في ذلك اليوم أو في غده ويسقى أيضا شيئا ةن
هذا الشراب ويغذي بعد الطيب ويفعل به أيضا في اليوم شبيه بهذا ،فأةا ةا كان
الدم في بدنه كثيرا فتسخن وعال وأحدث حمي حادة فينبغي أن يخرج الدم ةنه في
دفعة واحدة ويخرج ةنه ةقدار کثير إلى أن يعرض ةنه الغش ي بعد أن تنفذ القوة
وال يبلغ بها الحال إلى أن يكون ،فإن ةن أجرى األةر في إخراج دةه هذا املجرى
فقد يبرد بدنه ضرورة بسبب الغش ي ،ثم يتبعه بعد ذلك أن يشتد بدنه بأجمعه
يستطلق بطبيعته وينقض ي ةرضه بسرعة وةن أجود األشياء أن تتفقد نبض
فيحدر على املريض املوت العروق عند سيالن الدم؛ لئال يغلظ في بعض األوقات ُ
ةع الغش ي أو يعرض له ةن الغش ي ةا ال يستقال ويتبعه املوت.
84
في كتاب عقيلة العقالء يذكر املصنف :أن الغش ي يحصل بسبب انحالل القوة
الحيوانية ،وهي ةسكنها القلب ،أو سقوط يعرض للقوة بحدته وسرعة ،وذكر ةا
ذهب إليه بعض األطباء ةن أن الغش ي يعرض ألسباب الدةاغ عن إرساله الحس
إلى القلب ،فيعلق لذلك القلب الغش ي ،فمتى كانت الروح التي في كبده لطيفة فإنه
يخرج ةنه أكثر ةع خروج اليسير ةن الدم ،فيحدث للقلب الغش ي باملشاركة التي
بينهما ،وأةا ةن كانت الروح التي في كبده غليظة ،فليس يخرج ةنها ةع الدم إال
اليسير ،فليس يحدث له الغش ي أ.هـ.
ويقول البقلي :قد يضطر لفصد الوريد املفصود قبل التحاةه ،لكن في هذه
الحالة ال يبضع الوريد ثانيا بل يربط العضو األول كما ذكرنا ويؤةر العليل
بتحريك عضلة العضو ثم تجذب احدى حافتي البضعة فتتباعد الحافتان النهما
ليستا ةلتصقتين إال بمادة غروية لزجة قليلة القوام فيسيل ةنها ةقدار ةن الدم
ةماثل ملا يخرج ةن بضعة جديدة لكن ال ينبغي تكرار ذلك الن تكرار ربما سبب
تقيحا في التحام البضعة أو هيج الوريد وألهبه وحينئذ يجب بضع وريد آخر سواء
كان في العضو املفصود أوفي نظيره ةن الجهة املقابلة له.
ويقول ابن التلميذ :فأةا كيفية التثنية فيكون بأن يفتح فم العرق قبل ربط
أعاله ،وبحركة اإلبهاةين على شفتيه بالخالف ،أحدهما إلى فوق واآلخر إلى
أسفل ،لتذوب علقة دم جمدت هناك ،ثم يربط أعاله ويمسح العرق ةن أسفل
إلى فوق فيبرز الدم حينئذ ،وينبغي أال تطيل إيالم املوضع عند التثنية ،لئال يرم
املوضع فتحل على املفصود آفة ،بل فتح العرق ثانية أهون ةن ذلك ،واملرجو
بالتثنية استيفاء القوة والجذب ةن املوضع الوارم إذا كان الفصد بسبب ذلك.
85
ويقول قسطا بن لوقا :ةن كان القصد في فصده استفراغ الدم ةن بدنه فقط
فينبغي أن يخرج له الدم ةرة ثانية في يوم الفصد ،وأةا ةن يريد أن يجتذب
األخالط ةن بدنه إلى ضد الجهة التي ةالت إليها فينبغي أن يجعل تثنيته في اليوم
الثاني ،وأن جعلها ذلك في اليوم الثالث كان أجود ،وقد ينبغي أن يتفقد قوة
املريض في وقت التثنية بحسب العرق وبتقدير نبضه ،فإن ةن الناس ةن تخور
قوته سريعا وال يحتمل أن يخرج له ةن الدم ةقدار كثير دفعة في اليوم األول،
فمن كان كذلك تقوي بدنه في اليوم الذي يفصد فيه ،وأرحه ةن جميع األعمال،
فإذا كان اليوم الثاني فاستعمل فيه التدبير.
ويقول املجوس ي :وال ينبغي أن يفصد ةن كانت قوته ضعيفة فإن دعت الضرورة
بسبب األةراض الصعبة التي يخاف ةنها على العليل العطب بمنزلة الخوانيق
وذات الجنب وذات الرئة فينبغي أن ال يخرج له ةن الدم دفعه بل قليال قليال في
دفعات كثيرة ،واذا كانت القوة في ةثل هذه الحال قوية فينبغي أن يخرج لصاحبها
الدم الى أن يتغير الدم عن حاله فإن لم يتغير الدم عن حاله فإلى ان يظهر
الغش ي ،وال يغالطك في هذا املوضع الغش ي الذي يكون ةن عادة بعض الناس أن
يغش ى عليه في وقت الفصد قبل أن يخرج ةن الدم ةقدار الحاجة فإن كثيرا ةن
الناس ةن يعرض لهم الغش ي في أول خروج الدم فينبغي إذا رأيت ذلك أن تستعمل
ةع صاحبه ةداواة الغش ي واذا تراجعت القوة ثن له واخرج ةن الدم ةقدار
الحاجة .
وينبغي أن تفهم عنا في قولنا تغير الدم ليس ملا ينتظر به تغيره ةن السواد إلى
الحمرة فقط بل ينتظر أيضا أن يتغير ةن الحمرة إلى السواد وهكذا يكون في
األةراض الحادة العظيمة الغليظة التي تكون في األحشاء بمنزلة ذات الجنب وذات
الرئة وورم الكبد فإن الدم في هذه األورام يكون فاسدا عفنا فينبغي اذا فصد
86
العليل أن تنظر فإن كان الدم الذي يخرج أسود فينبغي أن ينتظر به إلى أن يتغير
إلى الحمرة وذلك ليخرج الدم الفاسد املحتقن في الورم بأثر ،وان كان الدم الذي
يخرج أحمر فينبغي أن يتغير إلى السواد ويخرج الدم الفاسد ةن الورم.
ويقول الزهراوي :وأةا ةن أراد ترويح ذراعه ،وتسريح دةه ثانية ،فينبغي ملن كان
ً ً
فصده الستفراغ كثير ،وقوته ضعيفة ،أن يسرح الدم قليال قليال بقدر القوة في
أيام ةتوالية.
ً
وأةا ةن كان يريد ترويح ذراعه ،وتسريح دةه ثانية وكان بدنه قويا ،فليفعل ذلك
على سبع ساعات أو تسع ةن فصده األول.
وأةا ةن أراد اجتذاب الدم ةن بدنه إلى ضد الجهة التي ةالت إليها ،فينبغي أن
يروح له في اليوم الثاني أو الثالث.
ويقول وال ينبغي إذا أردت حل الذراع وتسريح الدم ثانية ،وقد انغلق فم العرق
ً
وعسر خروج الدم ،أن تغمز عليه بشدة أو يلوى بقوة ،فإن ذلك ردي جدا ،بل
تنحي بشفرة املبضع ةا جمد ةن الدم فيإةا أن تتركه حتى تفصده ثانية ،وإةا أن ّ
ً ً
فم العرق ،أو تحمل عليه شيئا ةن امللح ،قد أحل في املاء ،أو تحمل عليه شيئا
ً ً
ةن الترياق الفاروق أو الشكريانا ،أو يغمز غمزا رقيقا حتى يخرج الدم ،فإن كان
قد تورم العرق ،فاتركه وال تمسه حتى يسكن الورم.
فإن دعت الضرورة إلى تسريح الدم ثانية والبد ،فإةا أن تفصده فوق ذلك
املوضع ،وإةا أن تفصده في الذراع اآلخر ،أو في العرق اآلخر إن شاء هللا.
87
ً
وةن كان يعتاده عند الفصد الغش ي ،فينبغي أن تطعمه قبل الفصد شيئا ةن
ً
خبز ةنقع في ةاء الرةان املز 7أو السكنجبين ،إن كان ةحرورا ،وأخرج الدم في ثالث
ً ً
ةرات أو أربع ،وإن كان ةبرود املزاج ،فليأخذ قبل الفصد خبزا ةنقعا في شراب
امليبة ،أو في شراب العسل املطيب باألفاوية ،أو في الشراب الطيب الريحاني ،فإن
حدث الغش ي عند الفصد ،وكان سببه خروج الدم الكثير ،فينبغي أن يسقى ةاء
اللحم والشراب الريحاني الرقيق ،ويستعمل التطيب بالغالية ويلخلخ صدره بها.
ً
ويقول ابن سينا :وأةا ةن يكون ِ
دةه املحمود قليال وفي بدنه أخالط رديئة كثيرة
ً ً
فإن الفصد يسلبه الطيب ويختلف فيه الرديء وةن كان دةه رديئا وقليال أو كان
ً
ةائال إلى عضو يعظم ضرر ةيله إليه ولم يكن بد ةن فصد فيجب أن يؤخذ دةه
ً
قليال ثم يغذى بغذاء ةحمود ثم يفصد كرة أخرى ثم يفصد في أيام ليخرج عنه
الدم الرديء ويخلف ّ
الجيد.
ويقول :وةن أراد التثنية ولم يعرض له ةن الفصدة األولى ةضرة فالج ونحوه
ً
فيجب أن يفصد العرق ةن إليه طوال ليمنع حركة العضل عن التحاةه وأن يوسع
وإن خيف ةع ذلك االلتحام بسرعة ،وضع عليه خرقة ةبلولة بزيت وقليل ةلح
وعصب فوقها وأن دهن ةبضعه عند الفصد ةنع سرعة االلتحام وقلل الوجع
ً ً
وذلك هو أن يمسح عليه الزيت ونحوه ةسحا خفيفا أو يغمس في الزيت ثم يمسح
بخرقة.
والنوم بين الفصد والتثنية يسرع التحام البضع ،واعلم أن التثنية تؤخر بمقدار
الضعف فإن لم يكن هناك ضعف فغايته ساعة واملراد ةن إرسال دةه الجذب
ً ً
يوةا واحدا.
ماء الرمان المز :رساب الرمان المز؛ حب رمان حامض يطبخ يف ماء. 7
88
والنوم بين الفصد والتثنية يمنع أن يندفع في الدم ةن الفضول ةا ينجذب
النجذاب األخالط بالنوم إلى غور البدن.
والفصد املورب أوفق ملن يريد التثنية في اليوم واملعرض ملن يريد التثنية في الوقت
ّ
واملطول ملن ال يريد االقتصار على تثنية واحدة وةن عزةه أن يترشح عدة أيام كل
ً ً
يوم وكلما كان الفصد أكثر وجعا كان أبطأ التحاةا.
ً
واالستفراغ الكثير في التثنية يجلب الغش ي إال أن يكون قد تناول املثني شيئا.
وةن ةنافع التثنية حفظ قوة املفصود ةع استكمال استفراغه الواجب له وخير
التثنية ةا أخر يوةين وثالثة ،وبالجملة فإن تكثير أعداد الفصد أوفق ةن تكثير
ةقداره أ.هـ.
ويقول ابن القف :إذا كانت املادة ةتوفرة والقوة ضعيفة وفي ةثل هذه الصورة
يحتاج إلى التثنية والتثليث وهو أن يخرج الدم ةرة بعد ةرة والطريق في هذا أن
العروق على نوعين ةفصلية أي أن يكون ةسلكها على ةفصل كلباسليق وغير
ةفصلي كحبل الذراع فاذا فصدت إحدى هذه العروق وكانت الحاجة داعية إلى
التثنية والتثليث فينبغي أن يكون الفصد في العروق املفصلية طوال إن أريد
التثنية بعد أيام وةوربا إن أريد في اليوم وعرضا إن أريد في الوقت وان كانت غير
ةفصلية فالطريق في استعمال التثنية عند الحاجة أحد أةور:
أةا توسيع املبضع وإةا تدهينه عند العمل به بدهن وإةا أن توضع علي املبضع
خرقة ةبلولة بزيت وةلح وأةا أن يمنع املفصود ةن النوم بين التثنية فان النوم
ةما يعين التحام املبضع وذلك لجذبه للمادة إلى الباطن وبما يحصل ةعه ةن
السكون وينبغي قبل الفصد أن يتعرف أحوال دم املفتصد فان كان غليظا فال
89
بأس إن يستحم بماء حار ليترقق الدم ويتهيأ للخروج وان كان رقيقا فال حاجة به
إلى ذلك بل ربما أوقف خروجه بتغليظه الجلد ثم يسهل له انطباقه بعد بضعه
ويجب على املفتصد أن ال يمتلئ ةن الطعام بعد فصده وذلك لضعف القوة
وعجزها عن هضم ةا كثر ةن األغذية والن األعضاء قد خلت تجاويفها وةجاريها
فتجذب الغذاء ةن املعدة وهو بعد لم ينهضم وان ال يجاةع خوفا ةن إضعافه
للقوة وان ال يستحم خوفا ةن فرط تحليله وال يرتاض رياضة قوية لذلك أيضا
أ.هـ.
ويقول ابن األكفاني :وةن كان القصد استفراغ الدم ةن بدنه فقط فينبغي أن
يخرج له الدم ةرة ثانية في نهاره ،وأةا ةن يقصد اجتذاب األخالط ةن بدنه إلى
ضد الجهة التي حالت إليها ،فينبغي أن تكون التثنية في اليوم الثاني والثالث ،على
أن ةن الناس ةن يحتمل إخراج الكثير ةن الدم في ةرة واحدة ،وال يحتمل القليل
في ةرات تخور طباعه.
90
الباب التاسع :في قطع (وقف) الدم حال الفصد
يقول قسطا بن لوقا :لون الدم الذي يجري بالفصد وتفقد قوة املفصود وحال
نبضه إذا فصدت قليال فتفقد أوال حمية خروج الدم؛ فإذا رأيتها قد نقصت
فينبغي أن تجعل ذلك أحد الدالئل على قطع( وقف) الدم ،وإذا رأيت لون الدم
قد تغير إلى الحمرة املشرقة فينبغي أن يكون ذلك دليل ثان ،وأقوى ةن هذين
الدليلين دليل النبض ،فأقوى الدالئل على البدن قوة النبض ،فينبغي أن يتفقد
حال النبض تفقدا شديدا؛ فإنه دليل ال يكذب " فساد واقف النبض قد تضر"
إةا في عظمه وإةا في استوائه فاقطع (أوقف) الدم ةن ساعتك وإةا في تغيير
النبض إلى الضعف ،فليس لي حاجة إلى ذكره إذ كان الناس جميعا يعلمون صحة
ةا يدل عليه هذا النبض ةن ضعف القوة .ةا يوجب اإلكثار ةن إخراج الدم في
الفصد ،وةا يوجب اإلقالل ةنه.
فإذا كانت القوة قوية ،وذلك يستدل عليه ةن النبض وكانت سن املفصود سن
املناسبين في الشباب فال يمنع ةن إخراج الدم إلى أن يتغير لونه ،السيما إن كان
ةزاج الهواء ةعتدال ،فإن على هذين املعنيين خاصة ينبغي أن يكون ةدار األةر في
تقدير كمية الدم الذي يخرج بالفصد.
91
الباب العاشر :في ةقدار ةا يحتاج أن يستفرغ ةن الدم
يقول قسا بن لوقا :تحديد كمية ةا ينبغي أن يخرج ةن الدم بالفصد على
االستقصاء غير ةدرك في إنسان ؛ ملا ذكرنا ةن االختالف الذي يعرض في ذلك في
بنية األبدان وطبيعة األةراض وةزاج البلد والوقت الحاضر ةن أوقات السنة
وأسنان املرض ى وةقدار القوة فيهم ،فمن احتاج أن يجد كمية الدم الذي يحتاج
أن يخرجه بالفصد فينبغي أن يفكر في املعاني كلها ويجمع ةنها جملة يرجع إليها
فيمن يحتاج أن يقض ي به عليه ةن كمية ةا يخرجه ةن الدم ،فأةا ةا ذكره
األوائل ةن كمية ةا أخرجوا ةن الدم فقد توقف عليه فيما رسموا ةن كتبهم،
وقد حکي جالينوس أنه قد استفرغ كثيرا ةن الدم في غير واحد ةن الناس في دفعة
واحدة ستة أرطال ،فسكنت عنهم ذلك الحمى على املكان ولم يدخل على القوة
آفة البتة ،وذكر أنه استفرغ ةن قوم آخرين ةقدار رطل ونصف فلم يحتملوا
ذلك إال بمضرة يسيرة دخلت عليهم في قواهم ،واستفرغ ةن قوم أيضا ةقدار
رطل فانتفعوا بذلك ،وفي قوم أخر أقل ةن رطل على قدر ةا أوجبت املعاني التي
ذكرنا آنفا.
ويقول الرازي :وإذا فصدت إنسانا ةن كمية الدم فينبغي أن تخرج الدم حتى
يغش ى عليه وإن فصد ةن أجل كيفيته فينبغي أن تخرج حتى يتغير لون الدم.
92
القريب ةن العرق املفتوح لونه ةشرقا وةا بعد عنه ةائال إلى السواد وأيضا فانه
ةن املحتمل أن يكون في باطن البدن ورم وتكون املواد قد انجذبت إليه وقد علمت
أن كثرة املادة ةوجبة للسواد وقلتها ةوجبة لإلشراق فيكون املوضع القريب ةن
املبضع ةشرق اللون وفي ةثل هاتين الصورتين ال ينبغي ان يعتمد علي اللون.
وثانيها حقن الدم وتراخيه في خروجه فانه ةتي استمر حصره وتقطره فالحاجة
داعية بعد إلى إخراجه وذلك لتوفر ةقداره وةزاحمة أجزائه بعضها لبعض وةتي
استرخي في خروجه فالواجب قطعه.
وثالثها وهو انه ةتي رأي حركته تأخذ ةن القوة إلى الضعف وةن العظم إلى الصغر
وةن السرعة إلى البطوء فقطعه واجب وةتي كان بالعكس فال يجب قطعه فهذا
ّ
القدر ةن اةر الفصد كاف في صناعة الجراحة وّللا اعلم.
93
كيفية الرباط األول والرباط الثاني
يقول ابن التلميذ :أةا كيفية الرباط األول توضع العصابة أعلى ةن املفصل بنحو
ةن أربع أصابع ةضموةة ،وتكون العصابة ةعتدلة الدقة ،ألن العصابة الغليظة
ال يتمكن ةن الربط بها ،والدقيقة جدا تؤلم وتحز ،واملتوسطة يتمكن ةن الربط
بها ،وال تحز.
وإذا كانت اليد اليمنى هي املفصودة ،فليكن القسم األقصر ةن العصابة ةما يلي:
الجانب الوحش ي ،واألطول ةما يلي األنس ي ويستقبل بإبهاةيه على عضل العضد،
ويربط بعد دورتين بأشرطة إلى فوق العضد ليسهل إرخاؤها بعد فتح العرق وألن
األشرطة لو كانت إلى أسفل لعطلت على املوضع املفصود فتظلله.
وإن كانت اليسرى هي املفصودة كان األقصر ةن الجانب األيسر والعمل كاألول.
فأةا كيفية الشد الثاني فإن الحال فيه بعكس األول وهو أن يكون األقصر على
الجانب األنس ي في اليمنى وفي اليسرى بالضد ،وتخط على تأريب ويستقبل
الطويل ةن العصابة ةن أسفل ،ويذهب به إلى الجانب الوحش ي حتى يتقاطعا
ويبرز املرفق فتسهل حركة اليد.
94
الباب الثاني عشر :في ذكر العلل التي يفصد لها كل عرق
يقول الزهراوي :العرقان اللذان خلف األذنين :ةنفعة فصدهما للنزالت املزةنة
والشقيقة والسعفة وقروح الرأس الردية املزةنة.
وأةا العرقان اللذان في ةآقي العينين :فمنفعتهما في علل العينين ةثل الجرب
َ
والسبل ،وأةراض الوجه. والحمرة
أةا فصد عرق األنف :فنافع ةن الحمى الحادة ،والصداع الشديد ،وةن أةراض
الوجه؛ كالسعفة الحمراء التي تعرض في األنف ،والسيما إذا كانت ةزةنة.
وأةا عروق الجهارك :فمنفعة فصدها بعد فصد القيفال ،أنها تنفع ةن القالع في
الفم وفساد اللثة والقروح الردية وشقاق الشفتين ،والقروح الردية التي تكون في
األنف وحواليه.
95
وأةا العرقان اللذان تحت اللسان :فمنفعة فصدهما ،بعد فصد القيفال،
للخوانيق التي تكون في الحلق ،وةرض اللهاة ،وأةراض الفم.
وأةا الباسليق :فمنفعة فصده ،أنه يحدر الدم ةن العلل التي تكون تحت الحلق
والعنق ةما يلي الصدر والبطن.
وأةا العرق القيفال :فمنفعة فصده؛ أنه يجذب الدم ةن الرأس ،وينفع ةن
أةراض العينين.
وأةا العرق األكحل :فمنفعة فصده أن يجذب الدم ةن أعلى الرأس وأسفل
البدن ،ملكان أنه ةركب ةن شعبة ةن الباسليق وشعبة ةن القيفال كما قلنا .
ً
وأةا فصد حبل الذراع :فيفصد عوضا ةن األكحل والباسليق .
وأةا فصد األسيلم :ةن اليد اليمنى فهو نافع ةن علل الكبد.
وأةا فصد الصافن :فمنفعته لألةراض التي في أسفل البدن؛ ةثل علل األرحام،
واحتباس الطمث ،وأةراض الكلى ،وقروح الفخذين والساقين املزةنة ،ونحوها
ةن األةراض.
َّ
وأةا عرق النسا :فمكانه كما قلنا عند العقب ةن الجانب الوحش ي ،وةنفعة
فصده لوجع الورك ،إذا كان ذلك ةن قبل الدم الحار أ.ه.
96
ويقول ابن النفيس :وفصد الباسليق ينقي تنور البدن ويستفرغ ةن نواحيه وةن
أسفله (واملراد بتنور البدن هو الجزء املشتمل على األحشاء) ،وينفع أيضا ةن
علل أسافل البدن وةن اليمين ينفع ةن سدد الكبد وأوراةها وأورام الحجاب
ووجع املعدة والشوصة وذات الجنب ،وةن اليسار ةن أوجاع الحال وةن أةراضه.
وفصد عرق النساء وهو عرق يمتد على الفخذ ةن الجانب الوحش ي الى الكعب
ويفصد قريب ةن الكعب ألنه هناك اظهر بسبب قلة اللحم ويجب ان يستحم
قبل فصد هذا العرق الن ةا خرج ةنه بارد امللمس بلغمي واملاء الحار يلطفه
ويسهل خروجه ولذلك يجب أن ّ
يشد ةا فوقه ةن الورك إلى الكعب بعصابة وهو
ألوجاع عرق النساء عظيم النفع وكذلك للدوالي والنقرس وذلك إذا كانت املادة
ةستقرة هناك ولم يكن في االنصباب واال لزاد الشر بجذب الكثير واستفراغ
اللطيف أ.هـ.
وفي النزهة املبهجة يقول االنطاكي :في الرأس نحو سبعة عشر تفصد ةوربا ةا
خال الوداج فطوال ،أحدها عرق الجبهة وهو املنتصب في الوسط يفصد للصداع
وضعف الدةاغ ،وثانيها عرق الهاةة لنحو القراع والسعفة والشقيقة ،وثالثها
الصدغ عرق يلتوى على ةفصل الفك واليافوخ فاملاق فوقه وأصغر ةنه وكالهما
لجميع أةراض العين كل جانب ملا يليه ثم ثالثة عروق صغار تحت قصاص
الشعر يلحقها أعلى األذن إذا التصق تفصد لغالب أةراض الرأس والعين واثنان
خلف األذن يفصدان ألوجاع الرأس والخودة 8والدوار قالوا وفصدهما يقطع
النسل ثم الوداج للجذام والبحة واالحتراق واألبخرة الرديئة وعرق األرنبة ويفصد
حيث يعرف بالغمز ألةراض األنف والكلف لكن يوجب حمرة ال تزول وإذا الوداج
أولى في تصفية اللون ألنه يزيل البهق والنمش والباسور والطحال والكبد والربو،
وفى البدن عرقان أحدهما عن يمين السرة لعلل الكبد وثانيهما عن يسارها
للطحال ،فهذه جملة ةا يفصد ةن األوردة .وفي الرجل أربعة أحدها النساء يشد
ةن الورك بعد استحمام ويفصد فوق الكعب ،فيه (أي أوجاع عرق النسا) وفي
الدوال واملفاصل والنقرس طوال ،ويذكر ان عرق خلف العرقوب ينوب عن
املأبض وعروق الرجل أولى عند غلظ املواد وكثرة السوداء أ.هـ.
ويقول ابن القف في العمدة في الجراحة وهو يبين كيف فصد كل واحد ةنها
ونفعه :إةا عرق اليافوخ فكيفية فصده ان تعصب الرقبة بمنديل أو بعصابة
عريضة عصبا قويا 9فان كان املوضع ةستورا بشعر فيحلق حتى ينكشف وعند
ظهوره يفصد باآللة التي تسمي الفأس ،وفصده ينفع ةن القروح والبثور العارضة
في الرأس املزةنة وةن الحمرة العارضة في امللتحم وةن السبل الحاصلة بمشاركة
السمحاق وةن جرب األجفان املزةنة.
9تعصب الرقبة بعصابة عريضة لينة ومن المهم جدا أن الذي يمسكها المريض نفسه حت إذا حصل له إغماء
الطت .tourniquet
ي تنفلت العصابة من يده ،وال تستخدم الرباط
98
وعرق الجبهة وهو الحد بين الحاجبين وإظهاره بشد العنق بما ذكرنا ويفصد بما
ذكرنا غير انه يجب أن يكون طوال برفق وينفع فصده ةن ثقل العينين والصداع
املزةن ال سيما إذا كان في ةؤخر الرأس.
وعرق ةؤخر الرأس إظهاره بشد العنق كما ذكرنا وحلق شعر الرأس وفصده ينفع
ةن الوجع في ةقدم الرأس وينبغي ان يفصد برائشة لطيفة برفق.
والخششاء عرقان خلف األذنين ،إظهارهما بحلق الشعر وبشد العنق وفصدهما
ينفع ةن السعفة والبثور العارضة في الرأس وفصدهما بالفأس وبالرائشة.
وعرق األرنبة إظهاره بشد العنق كما ذكرنا وفصده ينفع ةن أوجاع العينين عن
ةواد حادة وةن البثور الصفراوية الحاصلة في الوجه وةن بواسير األنف وبثوره
وسرطانه وةن اةتالء اللثة ونتن الفم ةنها وفصده بالفأس أو بالرائشة.
وعرقا اآلةاق إظهارهما بشد العنق وبنفخ الفم وفصده ينفع ةن الجرب املزةن
وةن السبل والكمنة والرةد الدةوي وناصور العين وةن الشعر الزائد وقطع دم
هذا العرق إذا افرط خروجه أن تذر عليه شيئا ةن الصمغ العربي وفصده
بالرائشة ةن غير ان يغور باملبضع خوفا ةن أةرين أحدهما أن ينال املبضع
للعضل املحرك للعينين فيحصل الحول ،وثانيهما أحداث الناسور.
وعرق العنفقة إظهاره بما ذكرنا وفصده ينفع ةن البخر وأورام الشفتين
واحتباس الدم في العمور.
99
والوداج إظهاره بما ذكرنا وفصده ينفع ةن ابتداء الجذام وةن الخنازير وةن
املاشرا 10وةن داء الحية والثعلب وضعف الشم وةن الصداع الشديد وةن انتثار
الهدب وةن اآلثار الردية في الوجه فينبغي ان يكون فصده طوال.
والقيفال إظهاره بشد العضد على ةا عرفت وفصده ينفع ةن أوجاع الرأس
وبالجملة األعالي الدةوية ويقطع الرعاف املعتاد.
واألكحل إظهاره بالعصب املذكور وفصده ينفع ةن أوجاع األعالي واألسافل ألنه
كائن ةن الباسليق والقيفال.
وأةا األسيلم فإظهاره بربط الزند فوق الكوع بأربع أصابع وفصد األيمن ينفع ةن
أوجاع الكبد واأليسر ةن الطحال وينفع ةن البواسير وأوجاع الظهر إذا أزةن
وينبغي أن تجعل اليد عند فصده في ةاء حار ألنه عرق دقيق تفرقه سهل
االنطباق.
وأةا عرقا البطن فإظهارهما بنفخ البطن وفصد املوضوع في الجانب األيمن ينفع
ةن أوجاع الكبد والكائن في الجانب األيسر ينفع ةن أوجاع الطحال.
10المارسا :حمرة وإطباق الحم فهو مرض يتقدمه وجع يف الصلب لتولد مادته يف رسيانه ويرتق حت يظهر
ف الوجه والحلق بشدة حمرة والتهاب ر
وكية دم ،وقيل هو ورم يحدث يف جملة الرأس والوجه حت ينتفخ كله ي
وعالجه الفصد.
100
وأةا عرق ةأبض الركبة فإظهاره بعصب ةا فوق الركبة بأربع أصابع عصبا قويا
ويلقي املفصود على ظهره ويرفع رجليه الي فوق ويفتش الفاصد على العرق ثم
يفصد وفصده ينفع ةن أورام املثانة والكلي والفخذين وانقطاع دم الطمث وةن
البواسير واختناق الرحم وعرق النسا املؤلم وقروح الساقين وحمي الربع.
وأةا عرق الصافن فإظهاره للفصد بان يشد فوق الكعب بأربع أصابع شد اقويا
ويضع القدم على جسم صلب ويغمز عليه بقوة فانه يظهر فاذا ظهر يفصد طوال
وفصده يدر الطمث وينفع ةن أورام الرحم الدةوية وةن أورام الخصيتين
والفخذين والساقين.
يقول الرازي في الحاوي :فصد الصافن يحل عسر البول الذي سببه ورم حار
ً ً
وكثرة الدم في الجسم وقد رأيت خلقا كثيرا أشرفوا على املوت وبعضهم ةات ةن
احتباس البول وكانت املثانة ترى في جميعهم ةملوءة ةمتدة ،وفي ةوضع آخر
يقول وإن حدث ةعه عسر البول لعظم الورم باشتراك املثانة فافصد الصافن،
ويقول في رسالة الفصد :الصافن يفصد لحرقة البول ةن بعد فصد الباسليق
أ.هـ.
ويقول ابن القف :وأةا عرق النسا فإظهاره بشد الفخذين ةن ةفصل الورك
بنوار عريض إلى أسفل ةن الركبة ثم على الساق الى فوق الكعب بأربع أصابع
ويجعل الرجل على جسم صلب ثم تغمز عليه فانه يظهر بذلك فاذا ظهر يفصد
طوال فان لم يظهر فيفصد العرق الذي بين الخنصر والبنصر ةن الرجل وفصده
ينفع ةن أوجاع الورك وةن عرق النسا.
101
وأةا اةر الشرايين أةا فصدها فينبغي أن ال يقدم عليه إال بعد الضرورة العظيمة
وةع توق وحذر وان ييهئ ةا يقطع الدم ةما سنذكره.
أةا الشريان الذي بين اإلبهام والسبابة الذي اةر جالينوس في ةناةه بفصده أللم
كان يعتريه في كبده وحجابه ففصده في اليقظة فبرئ ةما كان به واملشهور أن
الذي يفصد ةن ذلك الكائن في اليد اليمني على ةا ذكره جالينوس في ةقالته في
الفصد.
والشارقان وهما عرقان في الشفتين يظهر نبضهما دائما تحت األصابع وشريانا
الصدغين ويعرفان بالبازرنكين وشريانان خلف األذنين وضعهما خلف األذنين،
فالشارقان فصدهما يخرج املادة الفاسدة الحاصلة في العمور واللثة وينفع ةن
البثور والقروح الحاصلة في الشفتين وةن املاشرا ،والبازرنكين ينفع فصدهما ةن
النوازل الحادة وةن الكلف والوردنج والجرب وداء الحية والثعلب وةن قروح
العينين ،وشريانا األذنين فصدهما ينفع ةن الرةد املزةن أ.هـ.
وفي كامل الصناعة الطبية (امللكي) ةنافع العروق املفصودة وةنفعة كل واحد
ةنها:
العرق األكحل فانه العرق الذي في الوسط ةن ةأبض اليد ةن الجانب الوحش ي
وفصده ينفع ةن اإلعالل التي تكون فيما بين األعضاء التي دون التراقي الى األعضاء
التي دون الشراسيف.
وأةا القيفال فهو العرق الذي في أعلى الساعد ةما يلي الجانب الوحش ي وفصده
ينفع ةن األةراض والعلل التي تكون فيما بين األعضاء التي فوق التراقي وةن
الرعاف الكثير.
102
وأةا الباسليق واملاذينان وهو العرق الذي في املأبض أسفل ةن العرق األكحل
وفصده ينفع ةن علل األعضاء السفلى التي ةن حدبة الكبد والطحال وةن سائر
األعضاء فيما بين هذه إلى القدةين وينفع ةن النزف ويجتذب ةن أسفل الى فوق.
وأةا الباسليق االبطي وهو العرق الذي تحت عرق املاذينان فموضوع تحت الزند
االسفل ةما يلي الجانب الوحش ي وفصده ينفع ةن األةراض والعلل التي تعرض
للصدر والرئة والحجاب وضيق النفس.
واةا عرق الجبهة فهو العرق املنتصب في الجبهة وفصده ينفع ةن أوجاع الرأس
وخاصة االوجاع التي تكون في ةؤخرة الرأس ،كالذي قال أبقراط ةن أصابه وجع
في ةؤخرة رأسه فينبغي أن يفصد عرق الجبهة وينفع أيضا ةن دةوع العين وأوجاع
الرأس والصداع الدائم.
وفصد العرق الذي خلف االذن ينفع ةن السعفة والبثور التي تكون في جلدة
الرأس.
وفصد العرق الذي في املآق ينفع ةن أوجاع العين املزةنة كاالجرب والسبل
والكمنة والرةد العتيق ،وفصد العرق الذي في االرنبة (طرف االنف) ينفع ةن
أوجاع العين وةن االحتراقات التي تكون في الخدين وةن البواسير والبثور والحكة
التي تكون في االنف وةن الكلف.
103
وفصد العرق الذي تحت اللسان ينفع ةن الذبحة إذا طالت ةدتها والعرق الذي
ةما يلي النقرة (في ةؤخرة الرأس) ينفع ةن السدر العارض ةن الدم واألوجاع
املتقادةة ةن الرأس.
يقول ابن سينا :وأةا العروق املفصودة التي في الرأس ةنها أوردة وةنها شرايين ،
فاألوردة ةثل عرق الجبهة وهو املنتصب ةا بين الحاجبين وفصده ينفع ةن ثقل
ً
الرأس وخصوصا في ةؤخره وثقل العينين والصداع الدائم املزةن والعرق الذي
على الهاةة يفصد للشقيقة وقروح الرأس وعرقا الصدغين امللتويان على
الصدغين وعرقا املآقين وفي األغلب ال يظهران إال بالخنق .ويجب أن ال تغور
ً
البضع فيهما فربما صار ناصورا وإنما يسيل ةنها دم يسير .وةنفعة فصدهما في
الصداع والشقيقة والرةد املزةن والدةعة والغشاوة وجرب األجفان وبثورها
والعشا.
وثالثة عروق صغار ةوضعها وراء ةا يدق طرف األذن عند اإللصاق بشعره ،وأحد
الثالثة أظهر ويفصد ةن ابتداء املأق وقبول الرأس لبخارات املعدة وبنفع كذلك
ةن قروح األذن والقفا وةرض الرأس .وينكر " جالينوس " ةا يقال :أن عرقين
خلف األذنين يفصدهما املتبتلون ليبطل النسل.
وةن هذه األوردة الوداجان وهما إثنان يفصدان عند ابتداء الجذام والخناق
الشديد وضيق النفس والربو الحاد وبحة الصوت في ذات الرئة والبهق الكائن ةن
كثرة دم حار وعلل الطحال والجنبين ،ويجب على ةا خبرنا عنه قبل أن يكون
فصدهما بمبضع ذي شعرة .وأةا كيفية تقييده فيجب أن يميل فيه الرأس إلى
ً ّ
ضد جانب الفصد ليثور العرق ويتأةل الجهة التي هي أشد زواال فيؤخذ ةن ضد
104
ً ً
تلك الجهة ويجب أن يكون الفصد عرضا ال طوال كما يفعل بالصافن وعرق النسا
ً
وةع ذلك فيجب أن يقع فصده طوال.
وةنها العرق الذي في األرنبة وةوضع فصده هو املتشقق ةن طرفها الذي إذا غمز
عليه باألصبع تفرق باثنين وهناك يبضع والدم السائل ةنه قليل ،وينفع فصده
ةن الكلف وكدورة اللون والبواسير والبثور التي تكون في األنف والحكة فيه لكنه
أحدث حمرة لون ةزةنة تشبه السعفة ويفشو في الوجه فتكون ةضرته أعظم
ً
ةن ةنفعته كثيرا.
وفي كامل الصناعة الطبية :وأةا العرق الذي في الرجلين فإن العرق الذي في
ةأبض الركبة فصده ينفع ةن أوجاع الكلى وأوراةها وأجاع املثانة والخاصرتين
وأوجاع الرحم ووجع الفخذين وانقطاع الطمث.
وأةا فصد الصافن فإنه ينفع ةن أوجاع األرحام واألورام والقروح العارضة وملا
يعرض ةن ذلك في الخصيتين والفخذين والساقين وةن احتباس الطمث.
105
واةا فصد عرق النسا فإنه ينفع ةن وجع عرق النسا.
فاعلم ذلك وينبغي أن يكون الفصد لكل واحد ةن هذه العروق ةن الجانب
املحاذي املساةت لوجع العلة أعني أنه إن كانت العلة في الجانب األيمن فمن
العرق الذي في األيمن ،وكذلك إن كانت العلة في الجانب األيسر فمن العرق الذي
في األيسر.
يقول ابن سينا :أةا عروق الرجل فمن ذلك عرق النسا ويفصد ةن الجانب
الوحش ي عند الكعب إةا تحته وإةا فوقه ةن الورك إلى الكعب ويلف بلفافة أو
ً
بعصابة قوية فاألولى أن يستحم قبله واألصوب أن يفصد طوال وإن خفي فصد
ةن شعبة ةا بين الخنصر والبنصر وةنفعة فصد عرق النسا في وجع عرق النسا
عظيمة ،وكذلك في النقرس وفي الدوالي وداء الفيل.
ً
وةن ذلك أيضا الصافن وهو على الجانب اإلنس ي ةن الكعب وهو أظهر ةن عرق
ا لنسا ويفصد الستفراغ الدم ةن األعضاء التي تحت الكبد وإلةالة الدم ةن
النواحي العالية إلى السافلة ولذلك يدر الطمث بقوة ويفتح أفواه البواسير.
والقياس يوجب أن يكون عرق النسا والصافن ةتشابهي املنفعة ولكن التجربة
ترجح تأثير الفصد في عرق النسا في وجع عرق النسا بش يء كثير وكان ذلك
ً
للمحاذاة ،وأفضل فصد الصافن أن يكون ةوربا إلى العرض.
وةن ذلك عرق ةأبض الركبة يذهب ةذهب الصافن إال أنه أقوى ةن الصافن في
إدرار الطمث وفي أوجاع املقعدة والبواسير ،وةن ذلك العرق الذي خلف
العرقوب وكأنه شعبة ةن الصافن ويذهب ةذهبه.
106
وفصد عروق الرجل بالجملة نافع ةن األةراض التي تكون عن ةواد ةائلة إلى
أشد ةن تضعيف فصد عروق الرأس وةن األةراض السوداوية وتضعيفها للقوة ّ
اليد أ.هـ.
107
ويقول ابن التلميذ :تفصد عروق الهاةة لقروح الرأس والسعفة والصداع
املسمى خودة.
ويفصد عرق الجبهة للسدد ،وثقل الرأس وغلظ الجفون أيضا.
وعرق املآقين للسبل وجرب الجفون واألرةاد العنيف.
وعرق األرنبة للبثور في باطن األنف وبخر األنف ونتن ريحه والكلف وكدر البشرة،
ونتن رائحة الفم ،وقد يحدث فصد عرق األرنبة حمرة في الوجه ،تشبه السعفة،
وربما أبطأ زوالها.
والجهارك للبواسير في الشفتين ،وأورام اللثة ،وسيالن الدم ةنها ،وكذلك بفصد
عرق اللثة أيضا.
وشريانا الصدغين يفصدان للشقيقة الصعبة والصداع الصعب والرةد الدائم
والنوازل الدةوية إلى العينين.
والعروق والشرايين التي خلف األذنين تفصد للقروح في ةؤخر الرأس والسدر
وثقل الحركات الكائن عن اةتالء دةوي في البطن الخلفي ،بعد فصد القيفال،
وكذلك كلما ذكرناه ةن فصد هذه العروق إنما يكون بعد فصد القيفال ،وإال
لكان الفصد داعية جذب ال استفراغ.
فأةا العرق الذي في باطن الحنك ،تحت اللسان ،فتفصد للبثور التي في الفم
واللوزتين ،والعرق الذي في باطن اللسان نفسه يفصد ألورام اللسان الحارة،
وللذبح في الحلق أيضا.
وأةا عرق الذقن فيقال أن فصده ينفع ةن البخر.
وةتى كان باملواضع التي تلي الحنك وقصبة الرئة ورم عظيم حار ،فأقوي ةا ينتفع
به في أول حدوثه فصد العرق ةن ةأبض اليد ثم بعد ذلك فصد العرقين اللذين
تحت اللسان (الصردان).
والودجان يفصدان للجذام واألةراض السوداوية واالحتراق وخشونة الصوت
والبحة املزةنة.
108
والعرق الذي على الكبد يفصد للمستسقين الذين يحتاجون إلى إخراج الدم،
وهم الذين كان سبب االستسقاء فيهم خنق الدم لحرارة الكبد الغريزي.
والذي على الطحال ينفع ةن علل الطحال وأوراةه.
والقيفاالن ينفعان ةن جميع أةراض الرأس كالصداع والشقيقة ،والعنق والظهر
وأعالي البدن االةتالئية .كالخوانيق والذبح والسرسام الحار وخاصة ةن الدم،
ويصلح فصده ملا أسفل الترقوة إلى السرة.
والباسليقان ينفعان ةن هيجان الدم وأةراض آالت التنفس كالشوصة وذات
الرئة وعسر التنفس ةن اليسار ،ألن الرئة ناحية اليسار أقرب ةنها إلى ناحية
اليمين ،وهو أوفق آلالت النفس ،وينفعان أةراض األحشاء االةتالئية أيضا كذات
الكبد وتمدد الكلى إلى أسفل البدن.
واألكحالن هما ةلتئمان ةن شعبتين ،أحدهما ةن القيفال ،واألخرى ةن
الباسليق ،وكذلك يختار فصدهما ملن يحتاج إلى نفض الكثرة ةن جميع البدن،
وينفع فصد األكحل ةن علل البدن كله ،وفصد األكحل ينوب عن فصد
الباسليق ،وينوب عن فصد القيفال ،إذا لم تكن العلة التي ةن أجلها يفصد ذلك
اإلنسان صعبة ،وإذا لم يظهر واحد ةنهما.
فأةا حبل الذراع فذاهب ةذهب القيفال ألنه طرفه ،واإلبطي ذاهب ةذهب
الباسليق ألنه يتشعب ةنه ،وهو للجذب ةن الرجلين وأسافل البدن أولى ،على ةا
شهدت به التجارب.
واألسيلم ةن اليمنى يفصد ألوجاع الكبد وضيق النفس ،وةن اليسرى لعلل
الطحال ،وفصده ةن اليسرى هو املشهور.
والشريان الذي بين اإلبهام والسبابة ،وهو الشريان الذي أةر جالينوس في املنام
بفصده ةن اليمنى ،ةن اةرأة لوجع كان في كبدها ،وأةتثل ذلك فشفيت املرأة،
وهو شديد النفع ةن األةراض املزةنة في الكبد والحجاب ،وفصده ةن اليمنى هو
املشهور.
109
وأةا النسا فيفصد ةن ألم ةفصل الورك املمتد إلى القدم املسمى وجع عرق
النسا.
ويقول ابن األكفاني :جملة العروق املفصودة في البدن ،األوردة ةنها والشرايين
خمسة وأربعون عرقا ساكنة وضاربة ،ةنها في اليدين أربعة عشر عرقا وهي:
القيفاالن ،والباسليقان ،واألكحالن ،وحبال الذراع واإلبطيان ،واألسيلمان،
والشريانان اللذان بين اإلبهام والسبابة ،وةنها عرقا الكبد ،وعرق على الطحال.
وةنها في الرأس أحد وعشرون عرقا وهي :عرق اليافوخ ،وعرق الجبهة ،وعرق اللثة،
وعرق اللسان ،وعرقا باطن الحنك ،وعرق الذقن ،وةنها في الرقبة عرقان،
والصافنان ،والنسيان ،فلنذكرها على ترتيبها ونعين الساكن ةنها والضارب.
القيفاالن :وهما ساکنان ةوضعهما بين العضلتين اللتين تحركان ةأبض اليد على
صفحة الساعد ةما يلي الجانب الوحش ي ،وفصدهما أقرب إلى السالةة لبعدهما
عن الشرايين.
وفصده ينفع ةن جميع األةراض الحارة املادية العارضة لألعضاء التي فوق
الترقوة ةثل السرسام ،والصداع ،والسدر ،والدوار ،وتزعزع الدةاغ ،وقروح
الرأس ،واملاشرا وأوجاع العين واألذن وأةراض أليتها والقالع ،وبواسير الشقة،
وأورام الفم واللسان ،والذبحة ،والخوانيق ،والرعاف املسرف.
110
الباسليقان :يقال باسليقان أعليان لهذين العرقين ،ويسميان املاذيان
وةوضعهما في ةأبض الساعد أسفل ةن األكحل ةما يلي الجانب اإلنس ي
ويتماسكان.
وكيفية فصدهما أن يحبس املوضع ويملس قبل الشد ،ويعلم على الشريان الذي
هناك باملداد ليتوقى فإنه ربما خفا بعد الشد ،وفي الناس ةن يلتف باسليقه
ً
شريانان ،فإذا علم على أحدهما ظهر اآلخر ،فيظن أنه الباسليق ،ويفصد طوال
بمبضع ةدور الرأس ،وفي الناس ةن يرى تعليقه بصنارة حذرا ةن إصابة الشريان
الذي تحته ،فإنه إن أصابه أحدث الغش ي أو أنورسما ،أو الهالك ،وفصده ينفع
الحميات وذات الجنب ،وذات الرئة ،وأورام املعدة وأوجاع الكبد ،والطحال،
وأوجاع املفاصل.
األكحالن :ساکنان ،وةوضعهما وسط الساعد فيما بين الباسليق والقيفال وهو
ةا اتحد ةنهما ويقوم ةقاةهما إذا تعذر فصدهما ،ويفصد طوال فإنه أسلم ألن
تحته عصب ةتي ابتر عسرت حركة اليد.
وفصدهما ينفع ةن انفجار الدم ،والنزلة الحارة ،ونفث الدم واحتالفه والسعال،
والقيء ،والغثيان ،واةتالء البطن ،وأورام الرحم ،والقروح ،والجروب ،والبثور
والدةاةيل ،والحمرة ،والجدري ،والنملة ،وأورام الصدر ،واملعدة وأوجاع الظهر.
حبال الذراع :وهما ساکنان ةوضعهما شفة الزند العليا عند الكوع ،وال خطر في
فصدهما لبعدهما عن الشرايين والعصب والعضل ،إال أنه عسر غورانهما،
فينبغي أن يشد ويحبس وينظر إلى جهة زواله فيفصد في ةقابلتها بمبضع دقيق
ةروزي لعورة وثخانة جلده ،وهو قريب النفع ةن القيفال ،ألنه طرفه وفصده
نادر.
111
اإلبطيان :وهما الباسليقان األدنيان ،وهما شعبتان ةن املاذيانين ساکنان
ةوضعهما تحت الزند األسفل ةما يلي الجانب الوحش ي ،وكيفية فصدهما أن
يشد العضد ويقام الساعد كأنه يلبس ،ويفصد بإبهام اليد اليسرى ،ويفصد ورابا
أو طوال إلى أسفل ويتوقى الشريان املجاور له ،وإن علم عليه باملداد فهو أجود،
وفصدهما يقوم ةقام فصد الباسليقين األعليين ،ويحسن بالجذب ةن األسافل،
وينفع أوجاع املعدة وانفتاح عروقها ونزف الدم.
األسيلمان :ساکنان ةوضعهما على ظاهر الكف بين الخنصر والبنصر ،وهما
شعبتان بين اإلبطين ،وكيفية فصدهما أن يشد املعصم فوق الكوع بأربع أصابع
ةضموةة ،وتدلك اليد بماء ةعتدل السخونة ،وتضم األصابع على الكف أو
تقبض على ش يء لدي ويفصد طوال بمبضع ةروي ،وال يعمق حذرا عن العظم
والعصب والعضد والشريان ،وإن شق الجلد عنه وعلقه بصنارة وفصده فهو
أسلم ،وفي الناس ةن يبتره ،وإذا توقف خروج الدم ةنه فتوضع اليد في ةاء
ةعتدل السخونة ،ليرق الدم ويسهل خروجه ،واملشهور فصد األيسر ةنهما،
ونفعه ألةراض الطحال عجيب ،واألةن ينفع أوجاع الكبد ،وفصدهما ةعا ينفع
جرب اليدين.
عرقا البطن :ساکنان ،أحدهما في الجانب األيمن ،ويفصد لألوجاع املزةنة في
الكبد واملستسقين الذين يحتاجون إلى خروج الدم ،وهم الذين سبب االستسقاء
فيهم كثرة الدم وشره حرارة الكبد ةنهما ،يفصد ألوجاع الطحال.
112
عرق اليافوخ :نابض ةوضعه ةقدم الرأس بحيث يضع املفصود طرف إبهاةه
اليمنى على أرنبته ،وسبابته على ةقدم رأسه بعد حلق رأسه فأين انتهى فهناك،
وكيفية فصده أن يخنق الرقبة ويعلم عليه بمداد ،ويوضع عليه فاس الجبهة
وينقر باألصبع نقرا ةتوسطا لئال يصيب العظم فيحدث صداعا ال يبرأ ،ويشق
بمبضع ةعتدل طوال ةن فوق إلى أسفل ،وفصده ينفع انبثار الشعر ،والسبل،
والجرب ،والصلع ،والسعفة ،والبيضة ،وقروح الرأس.
عرق الجبهة :نابض دقيق ،ةوضعه وسط الجبهة وربما لم يظهر هناك وظهر في
عقد الحاجبين ،وقد يظهر له شعبتان يمنة ويسرة وكيفية فصده بفاس الجبهة
أو باملبضع كما تقدم ،وإن أصاب الحديد العظم أحدث ورةا أو صداعا ةبرحا،
وإن أصاب العضل الكبار أحدث الشقيقة وثقل األجفان ،وإن أصاب شعبها
أحدث الغشاوة ،وإن أصاب العصب أحدث الصمم وفصده ينفع ثقل الرأس
والصدى ،والصداع وداء الثعلب ،والرةد ،والقروح ،والجرب ،والسبل ،وغلظ
األجفان ،وابتداء االنتشار ،وقروح الوجه ،والكلف.
عرق األرنبة :ويسمى األجوف ،نابض ةوضعه رأس األرنبة في املوضع الذي يحبس
ةنقسما عند الحبس ،وكيفية فصده أن يخنق املقصود نفسه ويحبس في
الشمس ليظهر العرق ،ويفصد طوال ،وقد يشرط شرطا بقفا املبضع ،وال خوف
في فصده أكثر ةن انتشار الدم في الوجه لبعده عن العصب والعضل والعظم،
وفصده ينفع الوردينج ويقوم ةقام عرقي املآقين والتشعبة ةنهما ،وينفع البثور،
والكلف في الوجه ،واستحالة اللون ،وقروح األنف ،والثآليل ،والبواسير فيه،
ونتن ريحته ،واةتالء اللثة والعمود ،وقروح الشفتين.
113
عرقا األذنين :نابضان ةوضعهما ظاهر األذنين ،وكيفية فصدهما أن يخنق
املفصود وتعرك أذنيه وتقطع العروق ،وفصدهما ينفع السدر ،والدوار،
والشقيقة ،والخنازير ،والبثور ،والقروح في الرأس والعين والوجه ،والسعفة،
والرعاف الدائم ،وينفع املجذوةين ،واأليمن ةنهما ينفع أةراض الكبد ،واأليسر
أةراض الطحال ،يدلك بدةهما الجانب املوافق.
عرقا خلف األذنين نابضان ةوضعهما خلف األذنين ةالصق للعظم ،وكيفية
فصدهما أن يخنق املفصود ليظهرا ويدخل باملبضع تحت العرق ويبتر ويكون
بالذهب ،وذلك أسلم ةن غيره ألنه إن أصاب املبضع العضل أحدث ثقل السمع،
والعظم أحدث الورم والضربان ،وإن أصاب الليف أحدث الشقيقة ،وفصدهما
ينفع الحول العارض لألطفال ،والشقيقة ،وذكر أبقراط في "كتاب األهوية
والبلدان" أن الصقالبة يقطعون هذا العرق لينزل للصبيان فيأتون أعفاء،
ويزعمون أن هللا طهره بذلك ،ويتبركون به ،وذكر جالينوس أن أفالطون أيضا
ذكر أن ةن قطع هذا العرق انقطع نسله ،وشهد جالينوس له بالصحة.
114
عرقا الصدغين :فصدهما ينفع الصداع املزةن ،والشقيقة ،وثقل السمع ،وداء
الثعلب ،والحية ،وبثور الوجه.
الجهارك :أربعة عروق نابضة في باطن الشفتين على ةحاذاة األنياب وكيفية
فصدهما أن يخنق املقصود وتقلب الشفة وتمد وينتشر العرق أو يشق عرضا،
ويسيل ةنه ةا يحتاج إليه ،ويتمضمض بماء ورد وخل ثقيف ،وكثرة الفصد فيها
تسرع سقوط األسنان ،وفصدها ينفع القالع ،وبثور الفم ،واسترخاء اللثة،
وفاسدنها وعفن العمود ،وأورام الشفتين وبواسيرها ونواصيرها وانبعاث الدم
ةنها ،عرق اللثة :حاله كحال الجهارك.
عرقا باطن الحنك :ةوضعهما تحت اللسان ،وفصدهما كفصد عرقي اللسان
ينفع الخناق الكلي ،وإن أصاب املبضع أصل اللسان أحدث ثقله.
115
عرقا ةأبض الركبتين :ساکنان ،ةوضعهما باطني الركبتين غليظان ،وكيفية
فصدهما أن يشد فوقهما بأربع أصابع بسير ةعتدل ،وبطبان في باطن ةفصل
الركبة ،ثم يفصدا طوال ،ويحترز ةن إصابة العصب أو العظم ،وفصدهما ينفع
ةن العرق املنتن ،والشقيقة املزةنة ،وفساد الطمث ،والبثور في البدن ،وفي
الساقين.
عرقا النسا :ساکنان ةنحدران إلى ظاهر الساقين ،ثم يمر كل واحد ةنهما إلى
الكعب ثم يظهر في ظاهر القدم بين الخنصر والبنصر ،وكيفية فصدهما أن
يشد وسط املفصود شدا جيدا ،ثم يربط ةن الحقو إلى فوق الكعب بأربع أصابع
ةضموةة ربطا قويا بنوار ةعتدل ،ويوقف املفصود رافعا رجله املقصودة على
أجرة ونحوها ،ثم يفصد ةن الجانب الوحش ي ،إةا فوق الكعب أو تحته ،أو ةا
بين الخنصر والبنصر بحسب ظهوره ،ويوسع فصده الغلظ دةه ،وال يعمق ليال
يلحق املبضع العظم ،وفصده نافع للوجع املشهور النقرس ،وأوجاع املفاصل
واملعي.
الصافنان :ساکنان ينزالن ةن الفخذين إلى ظاهر الساقين ثم يمضيان إلى باطنهما
ثم يركبان الكعبين ،وكلما نزال غلظا ،وكيفية فصدهما أن يشد فوق الكعب بأربع
أصابع بسير ةعتدل ،ويقف املفصود رافعا رجله املقصودة على أجرة أو نحوها،
ويفصد العرق حيث ظهر ةن الجانب اإلنس ي ،ويحترز على العظم لقلة اللحم
هاهنا ،وفصدهما يجذب ةن األعالي ليبرأ ،فتنفع أةراض الرأس املتقادةة.
116
الباب الثالث عشر :في العلل التي ينفع ةنها الفصد
الفصد ينفع ةن أصناف سوء املزاج الحار ةع ةادة ،كالحميات الحارة والحميات
الحادثة ةن عفونة األخالط ،إذا كانت داخل العروق ،وينبغي أن يكون اإلقدام
عليه في الثانية ،في كل يوم أقل وليس يجب الفصد في هذه الحميات إال بعد
ةراعاة القوة ،وبقية القوانين العشرة املراعاة عند االستفراغ.
وال يجب أن يلتفت إلى عدة األيام وقول عاةة األطباء أنه ال يجوز الفصد بعد
الرابع ،بل يجوز بعد عدة أيام ،إذا ساعدت القوة وبقية العالةات.
وقد يمنع ةنه في أول يوم إذا لم تساعد القوة والبواقي وينفع الفصد ةن األورام
الحارة ،كالسرسام الحار وكاملاشرا والرةد الحار والشوصة وذات الرئة ،وذات
الكبد ،وجميع أورام األحشاء ،أي أةراض األحشاء الحارة وينفع الخفقان الحار،
والصداع الحار ،والجرب والتقرح والجذام والتشنج االةتالئي ،ويستبقى ةن الدم
ةا تحلله الحركة التشنجية.
ويفصد ةن يخاف عليه حدوث ورم بعد ضربة ،أو إذا ألم عضو ةن سبب باد،
وتفصد ةن يراد إدرار طمثها ةن ةأبض الركبة والصافن كما قلنا.
ويفصد ةن يعتريه نفث الدم ةن انصداع عرق في الرية ،ألن الدم إذا كثر في
أوردتها صدع ذلك العرق فعاد نفث الدم ،فيفصد ليؤةن االنصداع.
ويفصد ةن احتبس دم بواسير كان يعتاده ،ولون هؤالء ال يدل على الحاجة إلى
الفصد ،ألنه لون يضرب إلى خضرة ةع بياض.
117
ويفصد ةن علل اللوزتين :وعالةات علل الحلق واللهاة واللوزتين ،فعالةة ةا كان
ةنها ةن الدم اةتالء العروق وشدة ضربانها وحمرة الوجه ،وعالجه ان كان الدم
غالبا على البدن كله فصد األكحل والقيفال وجذب الدم إلى عضو آخر ،وعالةة
الصفراء شدة الكرب والحر وينفعه الفصد ألنه يخرج الدم املحترق ،وعالةة ةا
كان ةن البلغم ورم واسترخاء في اللسان وةلوحة الفم وكثرة الريق " ،وأةا السوداء
فقل ةا يحدث هذا الداء ةنها.
ويفصد لعالج الرية :إن الصدر والرية وسائر ةواضع النفس يعسر عالجه لدوام
حركته للتنفس ،فمما ينفع الورم الحار في الرية والصدر في بدء الوجع وةنتهاه
وهبوطه فصد األكحل والقيفال إن أعان السن والقوة والزةان ،فأةا في صعود
املرض فال ينفع الفصد وينفع تليين البطن بما يذيب الورم ويبرده.
ويفصد ةن به رعاف لينقطع عنه الرعاف وطريقته :إذا كان خروج الدم فيه
تحفز وشدة فينبغي أن ال ينتظر به سقوط القوة ،لكن إذا توهمت أنه قد خرج
ةن الدم ةقدار ةعتدل فينبغي أن تبادر بفصد العروق ةن ةأبض اليد ةن
الجانب الذي على املنخر الذي يكون ةنه الرعاف ،فإن كان الرعاف ةن املنخر
األيسر فصدت ةن اليد اليسرى ،فإذا فعلت ذلك فشد األطراف بالرباطات
املتخذة ةن الخرق وعلى ةادون الشراسيف ةن ناحية ذلك املنخر الذي يجري
ةنه الدم بمحجمة ،وهذا أقوى ةا يتعالج به في الرعاف ،فأةا األدوية التي رسمها
األطباء لقطع الرعاف التي توضع في األنف وتطلى على الجبهة فقد وجدت كلها
ضعيفة قليلة العمل ،وبالجملة فينبغي أن يفصد إةا املتيهئ للوقوع في املرض
االةتالئي الحار أو الواقع فيه ،والفصد األول آةن.
118
الباب الرابع عشر :فيمن يناسبه وةن ال يناسبه الفصد
ذكر قسطا بن لوقا في باب أي األةزجة ةن أةزجة أبدان الناس توجب شدة
الحاجة إلى إخراج الدم وأيها ال توجب ذلك؟
ً
فقال :ةن كان ةن الناس عروقه واسعة وبدنه قضيفا ولم يكن لونه أبيض؛
فينبغي أن يعلم أن بنية بدنه تحتمل إخراج الدم ،وةن كان بدنه على ضد هذه
الصفة كانت بنيته ال تحتمل إخراج الدم فظاهر إذا أن ةن كان ةرضه عظيما،
وكانت قوته ةستقلة ،وكانت بنية بدنه البنية التي تحتمل إخراج الدم ،فيجب أال
يوفر فصده ،وةن كانت بضد هذه الحال فالدم في بدنه يسير ولحمه سريع
التحلل ،فينبغي أال يبادر بفصده.
فينبغي أن يتفقد عند استعمال الفصد ثالثة أةور وهي :جنس املريض وسن
املريض وقوة بنيته ،وأةا الدالئل التي ينبغي أن تتفقد في الوقوف على كمية ةا
ينبغي أن يستفرغ ةن الدم ،فهي ةع هذه الثالثة الدالئل ،دالئل أخرى ةنها:
اجتماع الدالئل التي تدل على االةتالء ،وةزاج الوقت الحاضر ةن أوقات السنة،
119
وةزاج البلد ،وتدبير العليل في كيفية غذائه كان وكميته ،وفي استعماله الرياضة
وتنقية بدنه باإلسهال واالةتناع عن ذلك.
فيجب أن يحتاط في استفراغ املحموم ،وينظر نوع الدم ،ويستبقى ةنه عدة
للطبيعة ،فربما كان االستفراغ سببا لجنوح الطبيعة عن النضج ،وربما أجرى
الفصد الفضل العفن وخلطه بالذي ليس بعفن.
ويقول ابن التلميذ :يجب أال يفصد اململوء البطن ةن األغذية ألن ذلك يدعو إلى
نفوذها إلى عروقه غير ةنهضمة ،وال اململوء البطن ةن الفضالت أيضا ألن ذلك
قد يعوق عن استفراغها.
ويقول قسطا بن لوقا :املزاج الحار الرطب ةثل ةزاج الصبيان وةن جرى
ةجراهم ،ال يحتمل إخراج الدم وال سيما ةتى كان ةزاج الهواء والبلد والوقت
الحاضر ةن أوقات السنة حاليا ،وكذلك ةن كان لحمه رطبا ولونه أبيض ةثل
األتراك والصقالبة والخزر وةن جرى ةجراهم وأصعب األوقات ةن أوقات السنة
التي تطلع فيها الشعرى اليمانية وقد ينبغي أن يحذر أيضا اإلكثار ةن إخراج الدم
في األحوال املضادة كهذه ،وفي األوقات الباردة ةن السنة والبلدان الباردة ،كما
يتخوف ةن إفراط البرد على البدن.
ويقول ابن سينا :ويجب أن تحذر الفصد على االةتالء ةن الطعام كي ال تنجذب
ً ّ ّ
ةادة غير نضيجة إلى العروق بدل ةا تستفرغ وأن تتوقى ذلك أيضا على اةتالء
املعدة واملعي ةن الثقل املدرك أو املقارب بل تجتهد في استفراغه أةا ةن املعدة
وةا يليها فبالقيء وأةا ةن األةعاء السفلى فيما يمكن ولو بالحقنة وتتوقى فصد
صاحب التخمة بل تمهله إلى أن تنهضم تخمته.
120
االجساد وأصحاب العلل املناسبة للفصد
يقول البقلي في روضة النجاح الكبرى :ةن اهم األشياء للحكم بالفصد أو عدةه
ةعرفة حال الوظائف واألعضاء املتممة لها لكن قبل الفصد ينبغي أن تكون حالة
النبض ةعلوةة للطبيب ليقدم عليه عند ظهورها وةتى كان عارفا يعلم أن النبض
العريض القوي الصلب يستدعي لزوم الفصد لكن قد يكون النبض في املسنين
كذلك لكثافة غلف الشرايين في سن الشيخوخة فحينئذ يلزم أن يوجد زيادة على
ذلك سرعة النبض وتواتره لكي يعرف لزوم الفصد ،ويعلم ان النبض الضعيف
الصغير والصغير املتهزهز املسمى بالنبض العصبي يدل على كمون القوى
ويستدعي فصدا غزيرا وان بعد الفصد املذكور يتغير حالة النبض ويرجع بالتدرج
لحالته الطبيعية ،وةعرفة حالة النبض تكون ضرورية ملعرفة لزوم الفصـد تكون
ضرورية أيضا ملعرفة وقت حبس سيالن الدم بعد الفصد وبها أيضا يعرفان كان
يلزم تكرار الفصد أم ال .
وفي كتاب روضة النجاح الكبرى :ينبغي أن يكون (املعالج) عارفا بحالة التنفس
الن ةعرفة حالة النبض وان كانت تكفي في الغالب في لزوم الفصد وعدةه إال أن
التنفس واالستحرار واالفراز قد ينفع ذلك أيضا فيعلم أيضا أن تواتر النفس أو
تعسره وخروج الهواء حار ةن الصدر والعطش الشديد وجفاف الفم وحرارة
الجلد حرارة جافة شديدة لذاعة واحتقان املجموع الشعري للجلد السيما الوجـه
وجفاف األغشية املخاطية وتناقص البول واحمراره وزيادة كثافته تؤذن بلزوم
الفصد الن به يخرج جزء ةن الدم كان ةخرجا للتنبيه العام عن حده الطبيعي ،
وةجموع هذه األعراض هو املعبر عنها بالحمى االلتهابية.
ويقول :اعلم إن الفصد جمله ةوانع وهي إنقاع لون املريض أو ضعف نبضه
واسترخاؤه واالستعداد لإلغماء أو أيلولة االلتهاب إلى التقيح أو التيبس أو اإلزةان
121
السيما في النحفاء املهزولين الن الفصد إذ ذاك ةما يسرع في سير املرض سيرا
رديئا أ.هـ.
ويقول قسطا بن لوقا :سن الرجل وقوة البدن وصورة املريض ،وهذه الثالثة
ةعاني هي التي أةر بقراط بتفقدها في تدبير األةراض الحادة ،فإنه أةر أن يفصد
املتناهي في الشباب ،والذين القوة فيهم ةعتدلة ةستقلة ،والذين أةراضهم
أةراض عظيمة ،والذين ال يؤةن عليهم الوقوع في أةراض عظيمة ،وأقوى الناس
على الفصد ةن كان ةترهال قويا لونه إلى السمرة في حمرة بشرته أو حمرة في بياض
وةن كان ةتسع العروق كثير شعر الجسد ،وقبل أةا األصحاء فإن أصحاب
األكباد الحارة ،وهم الذين عروقهم واسعة وألوانهم حمر جيدة ذات رونق،
وهضوةهم جيدة ،والشعر عليهم ةعتدل وةائل إلى الكثرة والسواد ،وسحناتهم
إةا ةعتدلة أو ةائلة إلى القضافة ،يكون األقدام إلى فصدهم أكثر.
ويقول الذهبي :والفصد ةن العالجات املبردة ،وينفع املحرورين جدا ،وعالجنا به
ةن وقعت به السكتة عن قريب ،فأفاق ةنها ،وليس املقصود كل سكتة ،بل
السكتة التي عن دم غليظ ،أو بلغم ةحترق لم تقوى الطبيعة لوحدها على
إخراجه.
ويقول ابن سينا :واملتيهئ لهذه األةراض هو ةثل املستعد لعرق النسا والنقرس
الدةوي وأوجاع املفاصل الدةوية والذي يعتريه نفث الدم ةن صدع عرق في رثته
رقيق امللتحم وكلما أكثر دةه انصدع واملستعدون للصرع والسكتة واملالنخوليا
ةع فور للخوانيق وألورام األحشاء والرةد الحار واملنقطع عنهم دم بواسير كانت
تسيل في العادة واملحتبس عنهن ةن النساء دم حيضهن وهذان ال تدل ألوانهما
على وجوب الفصد لكمودتها وبياضها وخضرتها والذين بهم ضعف في األعضاء
122
الباطنة ةع ةزاج حار فإن هؤالء األصوب لهم أن يفتصدوا في الربيع وإن لم يكونوا
قد وقعوا في هذه األةراض.
ً
والذين تصيبهم ضربة أو سقطة فقد يفصدون احتياطا لثال يحدث بهم ورم وةن
يكون به ورم ويخاف انفجاره قبل النضج فإنه يفتصد وإن لم يحتج إليه ولم تكن
كثرة.
ويجب أن تعلم أن هذه األةراض ةا داةت ةخوفة ولم يوقع فيها فإن إباحة
ّ ً
أصال فإنه يرقق الفضول الفصد فيها أوسع فإن وقع فيها فليترك في أوائلها الفصد
ً
ويجريها في البدن ويخلطها بالدم الصحيح وربما لم يستفرغ ةن املحتاج إليه شيئا
وأحوج إلى ةعاودات ةجحفة فإذا ظهر النضج وجاوز املرض االبتداء واالنتهاء
فحينئذ إن وجب الفصد ولم يمنع ةانع فصد أ.هـ.
123
األجساد وأصحاب العلل التي يعربها الفصد
فأةا األبدان العرية الشعر ،الكثيرة الشحم ،القليلة اللحم السمجة اللون،
واألبدان الشديدة حس فم املعدة ،والتي يسرع إلى أصحابها الجشاء ينبغي أال
تفصد إال عند الضرورة بتوق وحذر.
يقول ابن الذهبي :والحبلى والطاةث ال يفصدان إال لضرورة عظيمة ،ويجب أن
يحذر الفصد في املزاج الشديد البرد ،والبالد الشديدة البرد ،وعند الوجع
الشديد ،وبعد االستحمام املحلل ،وعقب الجماع ،وفي سن الرابعة عشرة فما
دونها ةا أةكن ،وفي سن الشيخوخة ةا أةكن.
ويقول ابن التلميذ :الفصد ةضر ةن حرارية غريزية ضعيفة لقلة املادة ،فأةا
ةن ضعفت حرارته لغمور املادة لها ،فقد ينعشها الفصد ،كما ينعش النار
الضعيفة بكثرة الحطب ،بأن يخفف بعضه عنها.
ويضر بأصحاب األةراض الباردة وغلبة اليبس كالفالج والسكتة والصرع إذا لم
يكونا دةويين.
124
وإذا دعت الضرورة ،وةست الحاجة إليه ،فينبغي أن تفصد في الشهور الوسطى
فقد أذنوا فيه على تحريز واحتياط والطاةث أيضا يجتنب فصدها ،ويمنع ةن
فصد أصحاب القولنج إال الورةي (الدةوي) بعد شروط.
وكل ةن ذكرت فصده بشرط ،فيحتاج فيه إلى ةعتبر وإذن ،هو أحق وأولى بذلك
ةن الفاصد .وإنما أشرت إلى هذه األحوال هنا ،ليكون الفاصد غير بعيد ةن
الصواب إن شاء هللا تعالى.
وفي كتاب عقيلة العقالء ذكر املصنف العلل التي ينبغي أال يلجأ صاحبها إلى
الفصد ملداواتها وهي:
-صاحب الحرارة الغريزية ،لعلة ضعف املادة.
-صاحب اإلفراط البارد كالفالج البلغمي ،والنكتة والصرع إن لم يكونا دةويين.
-صاحب األةراض اليابسة كحميات الزق ،والسخونة الحادثة عن املرض،
وأنواع االستسقاء ،والحلفة املزةنة ،والدق املزةن ،والربو الناتج عن أخالط
غليظة باردة.
-الحاةل في أول الحمل وفي أخره ،والطاةث.
-أصحاب القولنج.
125
أوفق األسنان العمرية للفصد
أةا أوفق األسنان للفصد فسن الشباب ،وذلك أن الدم في هذا السن غزير حمد
والحرارة الغريزية قوية.
وأةا في سن الصبي ،فإنه وإن كان الدم والحار الغريزي وافرين لكن الحاجة إلى
الدم بسبب النمو والغذاء ةاسة ،والقوى ضعيفة بقدر ،وإن كانت آخذة في
الزيادة والحرارة ةغمورة بعد برطوبات كثيرة.
وفي سن الشيخوخة الحار الغريزي ضعيف ،والدم قليل ،والبلغم وافر كثير ،فال
يفصد هؤالء إال عن ضرورة ،وقد يضطر األةر إلى الفصد فال يمكن االنتظار وال
استيفاء الشروط املعهودة في ةثله ،إذا لم تكن تلك الضرورة.
يقول ابن رَّبن الطبري :أةا الصبيان والهرةاء والنساء وةن كان ةصفر الوجه
نحيف البدن أو كان ةفرط السمن أزعر البدن دقيق العروق فإنه يضعف عنه
ويكتفي بالحجاةة.
وفي مقالة قسطا بن لوقا :األحداث ينبغي أال يفصدون إال بعد أن يبلغوا السنة
الرابعة عشر ،فإذا أتى على غالم أربع عشرة سنة ورأيت الدم قد كثر في بدنه،
وكان الوقت الحاضر ةن أوقات السنة ربيعا ،وكان ةزاج البلد ةزاجا ةعتدال وكان
أقدم في بدنه كثيرا فينبغي أن تفصده ال سيما إن خفت أن يعرض له ورم في رئته
أو خناق أو شوصة ،وليكن ةا يستفرغ ةن الدم في املرة األولى ثلث رطل ثم تفقد
قوته ،فإن رأيتها فسرح دةه ةرة ثانية وأخرج له فيها ةقدار النصف ةما استفرغه
في املرة األولى.
126
أةا املشايخ قد يفصدون إذا كانت القوة فيهم قوية حتى يأتي عليهم سنة ،وأقوى
الدالئل على البدن قوة النبض ،فإن ةن الناس ةن تجد دةه في هذا السن دةا
كثيرا وقوته قوية ،وةنهم ةن تجد أبدانهم جافة ودةهم قليل ،وةتي أصاب بعض
أعضائهم ضربة أسود العضو ةنها ،فال نظر إلى عدد السن فقط بل انظر ةع
ذلك في سحنة البدن ،فإنك قد تجد قوةا ةمن أتى عليهم اثنان وستون سنة ال
يحتملون الفصد ،وتجد قوةا ةن أتى عليهم سبعون سنة يحتمله ،لكن على كل
حال ينبغي أن يكون ةا يستفرغ ةن الدم ةن املشايخ وإن كانت سحنة أبدانهم
شبيه بأبدان املتناهين في الشباب قليال.
وأشار املجوس ي ملثل هذا فقال :ينبغي أن ينظر في أحوال السن فإنه ربما كان
العليل ةن أبناء التسعين سنة وكان اقوى وأقدر على إخراج الدم ةمن سنه ينيف
على ثالثين سنة وذلك يكون الشيخ عبل البدن آدم اللون كبير األعضاء قويها وله
عادة في إخراج الدم والشباب سمينا ابيض اللون ريان الجلد ةتخلخل البدن ولم
يعتد إخراج الدم كثيرا واذا كان كذلك فال ينبغي أن يمتنع عن إخراج دم الشيخ
بقدر الحاجة ،وأن يتوقى إخراجه كثيرا ةن الشاب الذي حاله هذه حاله ،وهذا
ةا ينبغي أن يتقدم فليعلمه الفاصد ةن الشرائط التي ذكرناها ولزوم الطريق
والدستورات التي وصفناها ،فأةا ةنافع فصد كل واحد ةن هذه العروق فانا
نذكره في هذا املوضع إن شاء هللا تعالى وهللا أعلم.
ويقول الزهراوي :وال ينبغي أن يفصد الصبيان حتى يمض ي عليهم أربع عشرة
سنة ،وال يفصد الشيوخ الذين جاوزوا الستين سنة.
ويقول ابن سينا :ويجب أن يحذر الفصد في املزاج الشديد البرد والبالد الشديدة
البرد وعند الوجع الشديد وبعد االستحمام املحلل وبعقب الجماع وفي السن
127
القاصر عن الرابع عشر ةا أةكن وفي سن الشيخوخة ةا أةكن اللهم إال أن تثق
بالسحنة واكتناز العضل وسعة العروق واةتالئها وحمرة األلوان فهؤالء ةن
املشايخ واألحداث نتجرأ على فصدهم.
128
الباب الخاةس عشر :في وقت الفصد
يقول ابن رَّبن الطبري :وال ينبغي أن يفصد في زةان بارد يابس وال في زةان حار
يابس وينبغي أن يفتصد ةن كان ةحرورا في الساعة األولى " ةن النهار " وهو غير
ةتعب وال ةمتلئ ةن الطعام ،وةن كان صاحب رطوبة افتصد عند ارتفاع النهار،
وأةا ةا لم يحفز حافز فاختر له صحوة نهار في الزةان املعتدل ،وبعد استفراغ
الفضالت اليوةية ،وظهور الحرارة الغريزية ،وينبغي أن يجري األةر في الفصد في
أي وقت دعت الحاجة إليه ةن الليل والنهار.
ويقول الذهبي :واعلم أن الفصد له وقتان ،وقت اختيار ووقت ضرورة ،فالوقت
املتخير فيه ضحوة النهار بعد تمام الهضم ،والوقت املضطر اليه هو الوقت
املوجب الذي ال يسع تأخيره عنه وال يلتفت فيه الي سبب ةانع.
ويقول البلخي :ويجب أن يختار إلخراج الدم إذا لم يكن ضرورة توجب املبادرة به
الوقت األصلح له .وأوقات إخراجه :أةا ةن فصول السنة ففصل الربيع هو أصلح
129
الفصول لجميع أنواع االستفراغ ،وإلخراج الدم خصوصا؛ ألنه يتبيغ ويقوى
سلطانه فيه .ويجب أن يختار ةن هذا الفصل ةنتصفه ،وذلك عند بلوغ الشمس
النصف ةن آخر الثور .وأةا ةن جهة ساعات الليل والنهار فعند انقضاء ثالث
ساعات ةن أول النهار؛ ألن سلطان الدم يقوى في هذا الربع ةن أرباع النهار ،وهو
نظير فصل الربيع إذا جزئت السنة بالفصول األربعة ،وجزئ النهار باألقسام
األربعة ،فالذي يقوى سلطانه في هذه الثالث ساعات التي هي الربع األول ةن أرباع
النهار ،كما يقوى في الربيع الذي هو الربع األول ةن أرباع السنة.
واألةر في تدبير إخراج الدم أن يمتثل فيه ةا ذكرناه في باب االستفراغ باألدوية
املسهلة ةن أن يجعل االستفراغ ةرتين في السنة ،ةن فصلي الربيع والخريف،
ليكون ذلك أخف على القوة الغريزية إال أن يضطر حال إلى غير ذلك ،فإن
اإلنحاء على القوة الغريزية بإخراج الدم الكثير دفعة واحدة ةما يؤدي إلى ضعفها
وتوهينها ،وإذا جزئ ذلك عليها كانت أحمل له.
وبالجملة كل ةن ةرض ةرضا عظيما فإنه قد يضطر إلى فصد العروق ،وكذلك
ةن كان به رعاف شديد ،وكان يخرج الدم بسعي وشدة.
131
أنسب األوقات التي ينبغي أن تقصد لفصد من به ورم
أو وجع آخر.
يقول قسطا بن لوقا :ةن كان به ورم أو رةد أو غير ذلك ةن األةراض املؤملة ةن
غير حمي فينبغي أال ينتظر لفصده وقتا ةحدودا ،لكن يبادر بالفصد عند شدة
الوجع وعظم الورم أي وقت كان ذلك ،وبالجملة إذا كانت العلة عظيمة ةتزايدة
فليس ينبغي أن يؤخر الفصد إلى وقت ةحدود إذا لم يكن حمي ،بل ينبغي أن
يبادر به في أي وقت تهيأ.
132
الباب السادس عشر :في العالج باألدوية املسهلة والفصد
يقول ابن األكفاني :في فضل الفصد على غيره ةن العالج ،اعلم أن الفصد سريع
النفع يخلص ةن آفات عظيمة على املكان املأةون العائلة ،ال تنفعل عنه األرواح
كما تنفعل عن الكيفيات باألدوية املسهلة وإخراج ةا يراد إخراجه بالفصد إلى
الطبيب إن شاء استرسل فيه ،وإن شاء قطعه وإن شاء أعاده بخالف الدواء
املسهل ،ثم ال يقع ةعه ةغص وال أرب ،وال يعقبه سحج كما في أكثر األدوية،
ويستعمل لحفظ الصحة وعالج كثير ةن األةراض ،وةؤنته يسيرة وسهل الوجود
وال يتحاش ى ةن فعله ،وال يستدعي زةانا يشغل عن ةهم أ.هـ.
ويقول قسطا بن لوقا :الفرق بين الدواء املسهل والفصد هو أن الدواء املسهل
إذا شربه الشارب له وصار إلى بطنه ،فقد صار إلى حال ال يمكن ردها وال إبطالها
وال النقصان ةنها ،فأةا الفصد فإن األةر يجري فيه ضد هذا املجري؛ وذلك أنك
تقدر أن تخرج ةن الدم كما شئت ثم تقطعه وتعيد إخراجه في أي وقت أحببت،
وذلك ال يتهيأ في الدواء املسهل وال في غيره ةن األدوية.
ويقول البلخي :إذا اتخذ التدبير في باب االستفراغ بأن يكون الفصد وأخذ الدواء
املسهل ةعا فاألصلح األصوب أن يقدم الفصد على أخذ الدواء ،ليكون اإلقدام
عليه في وقت استحكام قوة البدن ،وألن األخالط األخر ةتشبثة بالدم ،فربما أغنى
إخراجه بخروج ةا يخرج ةعه ةن تلك األخالط عن التعالج بغيره ،فإن وجد ةغنيا
عن ذلك وإال نظر إلى ةا يغلب على البدن ةنها بعد إخراجه ،فيستخرج ةنه
بالدواء الذي هو خاص ةستصلح له.
133
فأةا إذا قدم أخذ الدواء فإن قوة البدن تضعف وترق بأخذ الدواء ،وإذا حمل
عليها بعد ذلك بالفصد وإخراج الدم كان خليقا الستيالء الضعف عليه ،فلذلك
يجب تقديم الفصد.
ويجب أن يعقب الفصد بتناول األغذية الجيدة الغذاء والتنمية للبدن ،ةن ةاء
اللحم ،وصفرة البيض ،والشراب الجيد بالقدر املعتدل ةنه ،ليزيد ذلك في قوة
البدن ،ويمتنع ةن تناول األغذية التي تورث السدد ،وتولد الغذاء الرديء ،ةن
نحو البقول والفواكه وةا أشبهها.
134
الباب السابع عشر :جذب املواد ونقلها ةن ةواضعها بالفصد
يقول ابن رَّبن الطبري في فردوس الحكمة :ينبغي ان يكون الفصد قبل استحكام
العلة وان ينقل الدم ةن العضو السقيم إلى العضو الذي يقابله وةن فوق إلى
أسفل ،وال ينقل إلى األعضاء الرئيسة ،فإذا استحكم الداء لم يعمل في نقل الداء
عن العضو لكن يفصد العرق ةن العضو السقيم نفسه ألنه إذا استحكم فيه
الفساد لم يمكن نقله عن ةوضعه إلى غيره.
وذلك يكون بشيئين :أحدهما بفتح العروق ةن ضد الجهة التي ةال إليها الفضل
الذي يحتاج إلى استفراغه ،واآلخر بإخراج الدم ةنه في دفعات كثيرة فإن تجنب
الزيادة في عدد الدفعات التي يستفرغ فيها الدم يكون جذب الفضل ةن العضو
الذي قد نجح فيه.
ً ً
ويقول قسطا بن لوقا :وةن كانت به علة الصرع أو يجد في رأسه دوارا أو سدرا
فينبغي أن يكون فصده ةن الرجل لتنجذب املادة على املحاذاة.
وينبغي أن يجري األةر في فصد ةن يجري ةنه الدم ةن أفواه العروق التي في
املقعدة بسبب الدم ،وكان قصدك بذلك قطع الدم فافصد العرق الذي في
اليدين ،وةتي كان قصدك إدرار الدم فاجعل الفصد ةن العرق الذي في الرجلين.
واألورام التي في األرحام ينتفع فيها كثيرا بفصد العرق ةن الرجل ،واالنتفاع بفصد
هذا العرق في أوجاع األرحام أكثر ةنه في أوجاع الكلى ،وذلك أن فصد العرق ةن
ةأبض اليد في علل الرحم يحدث آفة رديئة وهو أن يحبس الطمث بجذبه الدم
إلى ضد الجهة التي يحتاج أن يخرج ةنها أعني نحو أعالي البدن.
135
وينبغي أن يجري األةر في فصد النساء اللواتي يعانين علل الطمث بأن يكون إدرار
الطمث بفصد العرق ةن الرجل لتنجذب املادة إلى أسفل البدن ،وإذا أفرط
الطمث احتيج إلى قطعه فينبغي أن يكون الفصد ةن أعلى البدن لتنجذب املادة
إلى فوق.
ويقول ابن رَّبن الطبري :وةن عالةات علل الحلق واللهاة واللوزتين ،فعالةة ةا
كان ةنها ةن الدم اةتالء العروق وشدة ضربانها وحمرة الوجه ،وعالجه إن كان
الدم غالبا على البدن كله فصد األكحل والقيفال وجذب الدم إلى عضو آخر،
وعالةة الصفراء شدة الكرب والحر وينفعه الفصد ألنه يخرج الدم املحترق،
وعالةة ةا كان ةن البلغم ورم واسترخاء في اللسان وةلوحة الفم وكثرة الريق ،وأةا
السوداء فقل ةا يحدث هذا الداء ةنها.
يريد وكل دم تستفرغه ةن قبل حادث حدث في عضو ةن أعضاء البدن فاجعل
استفراغك إياه ةن أقرب املواضع إليه ،إذا أردت االستفراغ ،وإن أردت تحريك
الدم إلى خالف العضو الذي ينصب إليه دون استفراغ فاجعل الجذب في الجهة
املقابلة لجهة العضو الذي تستفرغه ،أو بحذاء ةوضع األلم ةن خارج ،أو في
العضو املشارك لذلك العضو املريض ،وبخاصة إذا كان ذلك العضو في الجهة
املضادة للعضو العليل ،ةثل ةا يصنع األطباء إذا أفرط سيالن دم الطمث ةن
136
وضعهم املحاجم على الثدي ،ألن الثدي يشارك األرحام بسبيل واصلة بينهما ،و
هي في ضد جهة األرحام ،و كذلك يفعل في الرعاف ،فإنهم يضعون املحاجم إذا
كان الرعاف ةن املنخر األيمن على الكبد ،و إن كان ةن األيسر على الطحال،
وربما جمع الطبيب االستفراغ والجذب إلى ضد الجهة إذا كان املرض في التكوين،
ةثال ذلك أن ذات الجنب إذا كانت في االبتداء ،و كان الجسم ةمتلئا فإن الفصد
في الجانب املخالف يجمع أةرين االستفراغ و الجذب إلى خالف ،و أةا إذا انقطع
االنصباب فلو أةكننا أن نفصد ةوضع الورم نفسه لم نقصر.
137
ةنفعة بسرعة ،وإن جرى األةر على خالف ذلك لم ينتفع به ،فإن فصد العرق
الذي ةن الخنصر والبنصر إذا كان ةن اليد اليسرى نفع ةن أوجاع الكبد وكذلك
يجري األةر في فصد الباسليق ةن اليد اليسرى واليمني وكذلك فصد العروق
فيمن به الشوصة ينبغي أن يكون ةن الجانب الذي فيه الورم ،إن لم يكن ذلك
في الجانب وكان ةن الجانب اآلخر كان االنتفاع به خفيا ولم يظهر إال بعد ةدة
طويلة ،وكذلك أيضا أوجاع العين الشديدة ينبغيان يجري الفصد فيها على هذا
املجرى أعني :أن يفصد فيها العروق القيفال ةن اليد املحاذية للعين العليلة فإن
الوجع عند فصده يسكن ةن ساعته في اكثر األةر ،والدم الذي يفصد بإخراجه
جذب املادة ينبغي أن يكون إخراجه في دفعات بعضها في يوم الفصد والبعض في
اليوم الثاني.
يقول ابن سينا :وقد يفصد العرق ملنع نزف الدم ةن الرعاف أو الرحم أو املقعدة
أو الصدر أو بعض الخراجات بأن يجذب الدم إلى خالف تلك الجهة.
وقد تكون نتائج الفصد ةتقارنة اعنى أنها تكون ةصرفة بالنسبة لألعضاء التي هي
ةنشأ الوريد املفتوح وتكون ةحولة بالنسبة لألعضاء البعيدة املتعلقة بها شجرة
وريدية ةقابله للشجرة التي قد فتح احد فروعها املستطرقة ،وقد تكون النتائج
ةصرفة الدم الشرياني في األعضاء املتوزع فيها شرايين ةتصلة بالوريد املفتوح ،
وهذه النتيجة األخيرة تساعد زيادة التمويل بمنع وارد الدم في األعضاء البعيدة
باملقدار الوارد اليها في العادة ،فعلى ةوجب ذلك ال ينبغي فصد وريد ةتعلق
بالوريد األجوف السفلي ةتى كان ةع العليل التهاب رحمي أو كبدي أو كلوي خوفا
ةن وارد الدم الشرياني في تلك األعضاء بسبب هروع الدم املذكور ،بل األنسب
حينئذ فصد الذراع اعني فتح احد األوردة املستطرقة بالوريد األجوف العلوي،
كما أن األنسب في عالج التهاب األعضاء املخية فصد الوريد الصافن وفي التهاب
أعضاء الصدر فصد الذراع أو القدم النهما في ذلك على حد سواء لكون األعضاء
املذكورة ال تعلق لها بالعروق املفصود ةنها عادة لكن األحسن فصد الذراع
لسهولته وفي هذه الحالة يكون الفصد ةفرغا ال غير .
139
معرفة الجهة التي يجب الفصد منها
اختلفت آراء األطباء في النسبة للتحويل والتصريف واختالفهم هذا كان سببا في
اختالف الجهة التي يفصد ةنها النهم كانوا يظنون أن الفصد ةن الجهة املريضة
ةصرف وةن الجهة السليمة ةحول وةنهم أبقراط ،واختار جالينوس الفصد ةن
الجهة املريضة واستحسن أطباء العرب الفصد ةن الجهة السليمة واعتادوا على
ذلك حتى انهم اآلن اذا اةر الطبيب فصد إنسان في ةصر يسأل ةن أي جانب
ولكن بمقتض ى ةا عرف ةن علم التشريح أن الفصد ةن الجبهة السليمة
واملريضة على حد سواء الن أوردة جانبي النصف العلوى ترد على الوريد األجوف
العلوي وتنفتح فيه ،وأوردة جانبي النصف السفلي ترد إلى الوريد األجوف السفلي
وتنفتح فيه وكل ةنهما ينفتح في القلب.
وهذا الحكم ةطرد في جميع أةراض الجسم إال أةراض املخ فان األنفع فيها فصد
الوريد الوداجي أو الشريان الصدغي الجهة املريضة ،وكذا الرةد والم البيورافان
األنفع فيهما الفصد املوضعي ةن الجهة املريضة إةا بواسطة فتح وريد تلك الجهة
أو بإرسال العلق أو الحجاةة الرطبة.
140
باب الثاةن عشر :في العلل التي تقوم الحجاةة تقوم ةقام الفصد
يقول البلخي في ةصالح األبدان واألنفس وكذلك الحجاةة ،فإنه قد يخرج بها
الدم ةن ةواضع كثيرة ةن الجسد ،وأعمها وأكثرها في االستعمال الحجاةة على
األخدعين؛ ألنها تجذب ةن جميع النواحي التي تليها ةن أعالي البدن وأسفله.
وأفواها جذبا الحجاةة على الساقين؛ ألنها تجذب ةن أعلى البدن جذبا قويا.
والحجاةة على الكاهل ةتوسطة بين النوعين اآلخرين اللذين هما الحجاةة على
األخدعين والحجاةة على الساقين.
وهذه املواضع الثالثة هي املواضع املشهورة للحجاةة ،وهي املقسمة أعلى الجسد
وأوسطه وأسفله ،وهي نظائر لفصد العروق الثالثة املذكورة التي هي فصد
الباسليق واألكحل والقيفال في الشهرة وكثرة االستعمال ،وسوى هذه املواضع
املسماة الثالثة ةواضع كثيرة ةن الجسد للحجاةة ،وكذلك سوى العروق الثالثة
املذكورة ةن الفصد عروق أخر قد اختير كل واحد ةنها لعلة ةعروفة سمي لها
أ.هـ.
وفي فردوس الحكمة :حجاةة النقرة تقوم ةقام فصد القيفال والحجاةة في
األخدعين تقوم ةقام الباسليق ألنهما يجذبان الدم ةن الصدر والرية والحجاةة
على الكاهل تقوم ةقام األكحل والحجاةة فوق الحجب تقوم ةقام فصد
الصافن ،الحجاةة على الجنب تنفع ةن ضلع ينكسر ألنها تجذب الضلع
وتخرجها ،والحجاةة على السرة بالنار ةن غير شرط تنفع ةن الريح الغليظة التي
تحتبس في السرة " والحجاةة على املقعدة تنفع ةن ناسورها.
وفي امللكي :ينبغي أن يستعمل الفصد على األكثر إذا كان الفضل الدةوي في قعر
البدن ،وأةا إذا كان ةما يلي الجلد فاستفرغه بالحجاةة وان كان الفضل ةما يلي
141
الجلد وقعر البدن فاستفرغه بمص العلق ،والفصد أقوى استفراغا ةن
الحجاةة ،والعلق أقوى ةن الحجاةة وأضعف ةن الفصد فاعلم هذا .فهذا ةا
أردنا أن نبينه ةن فصد العروق غير الضوارب وةنافعها.
وفي رسالة قسطا بن لوقا :الحجاةة على الكعبين قد تستفرغ ةن أبدان النساء
الالتي قد احتبس عنهن دم الطمث استفراغا قريبا ةن استفراغ الفصد ،وكذلك
الذين قد جرت عادتهم أن تنقي أبدانهم بالدم الذي يجري ةن العروق التي تنفجر
في املقعدة وقد يفصده ،وال العروق ةن باطن الركبة وةن القدةين فينتفعون
بذلك ةنفعة عظيمة.
وةن كان ةن النساء لونها أبيض؛ فالذي يجتمع في بدنها ةن الدم دم رقيق
وانتفاعها يكون بالحجاةة على الكعبين عند انقطاع طمثها ،وةن كان ةن النساء
لونها ةائل إلى األدةة الدم املجتمع في بدنها غليظ سوداوي.
142
الباب التاسع عشر :ةا ينبغي على املفصود فعله قبل وبعد الفصد
يقول الزهراوي :فإذا أزةع (عزم) أحد على الفصد ألي وجه كان ،فينبغي أن ينقي
أةعاءه قبل الفصد بحقنة لينة ،إن كان فيها زبل كثير ةحتبس لئال تجذب العروق
ً
عند الفصد ةن املعي فضوال عفنة تضر باألعضاء الرئيسة ،وال يفصد املتخوم،
ً
وال السكران وال الثمل حتى يزول ذلك عنهم ،وليحذر الفصد أيضا بعقب الهيضة
" اإلسهال " ،والقيء ،والخلفة ،واإلكثار ةن الجماع ،والتعب ،والرياضة،
والسهر ،والصوم ،وكل ةا يحل القوة ةن أةر جسماني أو نفساني ،ثم ينظر في
ً
ترقيق األخالط قبل ذلك ،إن كان الدم غليظا ،باألطعمة واألشربة واألدوية إن
أةكنه ذلك ،ثم يدخل الحمام إن لم يمنعه ةانع ،أو يرتاض بعض الرياضة لكي
يرق الدم ،ويجعل فصده في صدر النهار ،كما قلنا ،ويروم أن يخلى صدره ذلك
كالهم والغضب والخوف ،وةن ّ النهار ةن جميع العوارض النفسانية الردية؛
جميع العوارض الجسمانية؛ كالتعب والنصب املفرطين ،والجماع ونحو ذلك .
ويقول البلخيُ :يتجنب الفصد بحال الخوى واالةتالء والخمار وعقب تناول ٍ
دواء
قريب وعقب جماع وفي حال تمكن الغضب أو الحزن.
ويقول أبو الحسن الطبري :وال يفصد ةن جاةع ،وال يجاةع املفتصد حتى يمض ي
بينه وبين الفصد سبعون ساعة ،ويجتنب األطعمة الرديئة قبل الفصد وبعده،
ويحذر بعقب الفصد سوء االستمراء والتخم ،فإن ذلك فيه خطر شديد ،وأحمد
األطعمة للمفصود الزيرباج بلحم الحمل والفروج والدجاج.
وإن كان ةن الذين يغش ى عليه بعقب الفصد قدةت له الفواكه والطيب املوافق
إليه قبل الفصد ،ويدلك بيديه ويشم الروائح الطيبة ويؤةر باستعمال ةاء الورد.
143
وةتي ضعف ةن إخراج الدم وخارت قوته ،فيجب أن يودعه وينوةه في ةوضع
ريح ،ويطيب املوضع بالشاهسفرم والصندل وةاء الورد.
ويقول ابن التلميذ :اةنع ةن النوم بعده ،فإنه يحدث فتورا وانحالال وأةر
املفصود بأن يتدرج إلى املعتاد ةن أغذيته ةبتديا ةن اللطيف ،كل ذلك هربا ةن
َ
اةتالء العروق بمادة غير ةنهضمة ،وينبغي أن يعقب الفصد بتناول األغذية
الجيدة.
ويعمل له املرقة املعروفة باملقوية ،وهو أن يدق الدجاج بعد السبط بشحمها
وعظاةها ةع يسير ةن لحم الجدي ،ثم يطبخ ذلك بماء التفاح العطر املر ،وةاء
السفرجل والنعناع ،والكزبرة ،ويطيب باألفاويه ثم ينزل به عن النار ،ويرش عليه
يسيرا ةن الشراب العطر الطيب الرائحة ويثرد له فيه فيأكل ةن ثردته ،ويتحس ى
ةن ةرقته ويتحر بعد الشبع ،ويمنع ةن الجماع البتة إلى أن تثوب إليه قوته،
ويحسن لونه ،ثم ينبسط في الطعام املحمود ،ويتدرج إلى أكل الهرايس،
والجوذابات بالحيوانات املحمودة ،ويوطأ له املبيت.
144
الباب العشرون عشر :في استدراك خطأ الفاصد
يقول ابن التلميذ :قد يخطئ الفاصد بأن يفرق اتصال العرق املفصود وغيره،
ةما ال يحتاج إلى تفريق اتصاله ،كعصبة تحت األكحل ،أو عضلة تحت قيفال،
أو شريان تحت باسليق .وأن يفرق اتصال ةا ال يقصد تفرق اتصاله البتة ،ةن
غير أن يفرق اتصال العرق ،وهذا ةن شر أنواع الخطأ.
كما يصيب الشريان ةثال وال يفتح الباسليق ،أو أن يقصر في تفريق االتصال ةن
العرق نفسه ،فضال عن أن يتعداه إلى غيره ،كما يفرق اتصال الجلد فقط في
بعض األوقات وال يصل إلى العرق وهذا ةن أيسر أنواع الخطأ.
ويقول :فأةا ةن أصاب بسن املبضع عصبا ،فيجب أن يمنع ةن التحام الفصد،
ويمنع ةن تبريد العضو بالصندل أو عصارة عنب الثعلب ونحوه ،بل عليه أن
يمسح املوضع بدهن ورد ةفتر وعالجه بعالج جراحات العصب ،وةن أجل أدويته
وسخ الكور والزفت الرطب ،وخمير الحنطة أعتق ةا تكون ،والقيروطي املتخذ
بالفربيونو العتيق ،والذي يجب أن يعتمد عليه كثير االعتماد وهو وسخ الكور
فإن جالينوس يحمده في جراحات العصب حمدا كثيرا ،على أن املتولي بعالج ذلك
غير الفاصد.
وأةا إن أصاب الشريان وعالةته بروز دم أشقر رقيق يثب وثبا ،وتلين ةجسته،
فعند ذلك ينبغي أن يلقم الفصد وبر األرنب ةع دواء الكندر ودم األخوين والصبر
واملر وش ي ةن القلقطار والزاج ،ويبرد بماء بارد بكل ةا يمكن ،ويربط أعلى املوضع
رباطا حابسا فإذا انقطع الدم يترك ثالثة ال يحل ،وإذا حل فيعاد عليه ةن الدواء
ويعاد شده ،ويضمد على املواضع بالقابض املبردة ،ليرقا الدم ويغلظ قواةه
وتضيق ةسالكه.
145
فأةا تفريق اتصال الجلد نفسه ،فعالجه جمع فم العرق وشده ةن غير وضع ش يء
البتة عليه فإنه يندةل ،والقوانين الكلية في عالج تفرق االتصال هي عالجه ،أعني
جمع ةا تفرق وحفظ ةا قد اجتمع وةنع جسم غريب ةن الولوج ةن أجزاء التفرق
وإصالح ةزاج العضو.
أو يحدث بإيالةه ورداءة آلته ورةا ،أو تحركه العضو عند التثنية حركة عنيفة،
فأةا الورم الحادث عن شدة ايالم الفصد ،فيعالج بالفصد ةن اليد األخرى ،ثم
تعالج األورام الحارة ةن الرادعات أوال ،ثم حللها باملحلالت ثم نضف على
املحلالت أخيرا املرخيات (تصريف املحلالت) .فأةا إن افض ى إلى جمع ةدة فليترك
عالجها املانيون حينئذ.
146
الباب الحادي والعشرون :في عيوب وةصاعب الفصد
يقول البقلي :إن الفصد وان كان كثير االستعمال سهال في الظاهر اال انه قد
يوجد في عمله أةور كثيرة وعيوب عديدة توجبان تعسره ،وربما كان سبب
العوارض ثقيلة اةا االةور فسبعة:
األول :ان األوردة قد تكون في بعض األشخاص دقيقة جدا يعسر فصدها لكن
ان اضطر له يغمس العضو الذي يراد فصده في ةاء حار ةدة طويلة ثم يربط
ربطا وثيقا ويؤةر العليل بتقليص عضل العضو الذي فيه األوردة ثم يدلك
سطحه.
الثاني :يجد ان األوردة سهلة التحرك فربما زاغ الوريد عن سن املبضع حال
البضع فلذلك يحترس عن الزوغان املذكور بوضع اإلبهام بالعرض على الوريد
قريبا ةن ةحل البضع وبتقريب الرباط الحلقي ةن املحل ثم يبضع الوريد طوال ال
عرضا.
والثالث :قد يعسر فصد الوريد إذا كان ةوجودا في جزئه الواضح إثر التحام
قديم ألنه ينشأ ةن إثر االلتحام املذكور ضيق الوريد بحيث إذا فصد ال يخرج
ةنه الدم اال كالخيط الرفيع وةتى كان كذلك واضطر للفصد ينبغي أن يفتح
الوريد ةن أسفل االثر املذكور أو يفصد ةن وريد آخر إن أةكن.
والرابع :قد يكون الوريد ةوضوعا على شريان فيكون الشريان حينئذ ةعرضا
لسن املبضع وتعرف املجاورة بينهما بالنبضات الن النبضات تدرك بالنظر
وباللمس اكثر فاذا أريد الفصد ولم يكن بينهما التصاق يبعد الشريان عن الوريد
بتحريك العضو وتغيير وضعه فيبعد الشريان عن الوريد.
ويلزم حال الفصد غرز غرزا أفقيا ثم توسع الفتحة ةن الباطن الى الظاهر برفع
القبضة كما يفعل في شق الجلد بتلك الكيفية لكن في إثناء البضع يلزم الضغط
على الشريان ةن اعلى لتهبط جدران جزئه السفلي املحاذي الوريد املفصود لكن
األحسن إن يكون الفصد في وريد ال يجاوره شريان أو يفصد باملبضع الذي اخترعه
147
الطبيب ةلجن وهو ةبضع شوافاني الشكل احدى حافتيه غير حادة تقرب ةن
وسط النصل أكثر ةن الحافة االخرى فيغرز املبضع املذكور غرزا افقيا بحيث
تكون الحافة الغير القاطعة ةن جهة الشريان
والخامس :وقد يعسر الفصد ةن سمن الجسم أو سمن العضو الذي فيه الوريد
الن الوريد حينئذ يكون غائرا في سمك الشحم الخلوي الكائن تحت الجلد وفي
هذه الحالة يستدل على األوردة بالخطوط الزرقاء التي تكون ظاهرة على الجلد أو
يبحث عنها بالجس فإنها تكون كأوتار ةبروةة ةوضوعة في املحال املعهودة لها
ةتوترة يحس بها ةن سمك النسج الخلوي ،وقد تميز عن األوتار الحقيقة وعن
بقية ةا يشابهها إذا ضغط عليها باإلصبع ألنه يحس بسير الدم في باطنها
وبانتفاخها به.
وقد تعرف أيضا باالهتزازات التي يحس بها تحت اإلصبع إذا وضعت على املحل
الذي يراد البضع ةنه وفي أثناء ةا يدفع الدم ةن فروع الوريد الى نحو ذلك املحل
يدلك العضو براحة الكف ،ويمكن إحداث االهتزازات بقرع جزء ةن أجزاء الوريد
الظاهرة البعيدة قرعا خفيفا حاملا تكون أصابع اليد األخرى ةوضوعة على املحل
الذي يراد الفصد ةنه ،وأعظم العالةات املميزة للوريد هو اإلحساس باالهتزازات
املذكورة.
السادس :قد يحصل التعسر ةن الحركات الغير اإلرادية التي تقع ةن بعض أهل
الجبن لخوفه ةن الم البضع وألجل ذلك ينبغي أن يسكن روعه ويالطف ليسهل
عليه األةر ويطمأن جأشه فان لم يسكن وغلب عليه الخوف يلزم الطبيب ان
يجعل حركة اليد الفاصدة تابعة لحركاته وذلك يستدعي ةهارة وخفة يد في العمل
وضبط في حركات اليد واألصابع.
السابع :قد يحصل التعسر ةن دخول قطعة شحم بين حافتي البضعة فتعيق
سيالن الدم وةتى حصل ذلك يلزم أن تدفع إلى داخل البضعة بنحو ةيل أو
148
تستأصل بطرف ةقص وفي بعض األحوال يلزم اتساع الفتحة أو فعل فتحة
أخرى بعيدة عن األولى بمسافة وهذه األةور كلها تأتى ةن جانب املفصود.
149
الرابع :يجب عدم املوازاة بين فتحة الوريد وفتحة الجلد فيلزم ةن ذلك ان يمر
الدم في طريق ةتعرجة بسبب عدم تقابل فتحة الوريد فتحة الجلد وسبب ذلك
اةا عدم استواء شد الجلد حول الوريد أو ةن وضع العضو بعد البضع وضعا
ةخالفا ملا كان عليه حال البضع وةتى حصل ذلك ينبغي للجراح أن يبحث عن
السبب فان كان ةن تغير وضع العضو يجب أن يرده إلى وضعه األول وان كان ةن
عدم استواء شد الجلد يلزم جذبه ةن كل جهة حتى تتقابل الفتحتان.
ويذكر ابن األكفاني :إن الطولي بطيء االلتحام ويصلح للعروق الدقيقة،
والعرض ي سريع االلتحام ،ويكره للدقيقة خوف بترها ،واملورب أوفق وأعدل.
الثاني :اإلغماء وهو عارض كثير الحصول إةا ةن رؤية املبضع وةن الم البضعة
أو ةن رؤية الدم ورائحته أو ةن استفراغ ةقدار غزير ةنه فان علم الجراح أن
150
عادة املريض األولى ينبغي أن يهدى روعه ويلهيه بأةر آخر ويخفي عنه ،ةا يسبب
له اإلغماء.
وأةا اإلغماء الذي يحصل في األحوال األخرى فيعسر تداركه في الغالب وان كان
قد يتدارك بالفات راس املريض إلى جهة غير جهة الفصد وإبطاء سيالن الدم أو
تنبيه املجموع العصبي أو بإشمام املريض وإنشافها بخار الخل أو دلك الصدغين
واحداهما باألرواح فان لم تنفع الوسائط املذكورة واستمر اإلغماء يلزم إيقاف
الدم وإلقاء املريض على ظهره وإزالة ةا يعيق التنفس ورش وجهه بماء بارد وخل
وان يقرب ةن انه سوائل روائحها ةنبهة كماء مللكة والخل الجيد والنوشادر.
وإذا فصد املريض ةستلقيا على ظهره ال يحصل اإلغماء إال نادرا كما هو ةجرب
بخالف ةا إذا كان قاعدا وعلة ذلك أن الدم حال االستلقاء يسهل انقذافه ةن
القلب إلى املخ فيستيقظ املريض وترجع الحركة للبنية كلها ةتى وصل الدم إلى
املخ.
والثالث :القروت وهو ورم يحصل ةن انصباب الدم في النسيج الخلوي تحت
الجلد املحيط بفتحة الوريد وهو صادر عن جملة أسباب ةنها ضيق فحتة الجلد
وعدم ةوازاتها لفتحة الوريد.
وةنها نفوذ الوخز في أسفل الوريد فحينما يرى الفاصد ذلك عليه أن يوسع فتحة
الجلد باملبضع أو يجتهد في تقابل فتحة الجلد بفتحة الوريد اذا علم ان القروت
أنما حصل ةن عدم التقابل وينبغي بعد تمام الفصد أن يضع على الورم رفادة
ةربعة ةبتال بمحلول ةلح الطعام وبماء امللكة.
151
الرابع :عدم انقطاع سيالن الدم ةن الفتحة بعد وضع الجهاز الالزم لحبسه
وسببه قد يكون ةن تباعد حافتي البضعة والتباعد املذكور يكون ناشئا عن وضع
العضو ةنبسطا وتدارك ذلك بثني العضو نصف انثناء وقد يكون ناشئا ةن
ارتخاء الربط فال تلتئم الحافتان فيسيل الدم ويتدارك ذلك بشد الربط شدا
ةناسبا ،وقد يكون ناشئا عن شدة الربط فيمنع بذلك رجوع الدم إلى ةركز الدورة
فتنتفخ األوردة املوجودة أسفل الربط ويسيل الدم ةن البضعة حيث لم يمكنه
الصعود في الوريد إلى اعلى ةن ةحل الربط وةتى حصل ذلك يتدارك بإرخاء الربط
فيسري الدم في األوردة بسهولة ويتجه نحو القلب بدون عائق.
الخامس :فتح الشريان وهو اثقل العوارض وأقواها ال يمكن حصوله إال في
الذراع لكثرة وجود األوردة والشرايين فيها ،وهذا العارض ينشأ ةن غرز املبضع
غرزا غائرا ةع االستقاةة بحيث ينفذ في الوريد ةن الجهة األخرى فيصيب الشريان
الذي يكون تحته ،ويعرف ذلك بأةور ةنها خروج الدم ةن البضاعة اكثر احمرارا
ةن الدم الوريدي ،وةنها انبعاثه على هيئة نافورة بقوة وخفة ةتواليتين ،ويكون
اسرع جمودا ةما اذا كان وريديا ،وةنها ةوافقة حركات انبعاث الدم لحركات
تقلص القلب واسترخائه ،وةنها انقطاع هذه الظواهر ةتى ضغط الشريان
الرئيس ي الذي في العضو ةن اعلى ةحل البضع وظهورها ثانية اذا زال الضغط.
وةنها دوام خروج الدم ةع الضغط على الوريد ةن أسفل البضعة فتى حصل هذا
العارض يجب على الفاصد أن ال يفزع ةنه وال يذكره الحد بل يضغط الشريان
العظيم العضو في الحال ويضع على الفتحة رفائد ةربعة بعضها فوق بعض
بحيث يتكون ةن تراكمها على بعضها اهراةي قمته ةما يلي البضعة وقاعدته إلى
اعلى ويثبت عليه بالربط الوثيق فهذا الضغط الوقتي يجد الجراح فسحة في
الزةن يجهز فيها ةا يلزم ربط الشريان.
152
والسادس :التهاب األوردة ويعرف بشدة األلم في ةحل البضعة وتقيح حوافيها
وانتفاخها وتيبسها وتكون زوائد فطرية عليها وهذا هو الغالب ،وقد يحصل بينهما
انضمام لكن يتكون ةن تحت األثرة خراج فيمزقه ويحس العليل بألم شديد
يبتدأ ةن الجرح ويسرى ةنه في الحال إلى جهة الفروع أو يتبع سير جذع الوريد
املبضوع وهذا هو الغالب ،فتشتد الحمى حينئذ وتصير كحمى الضعف وبهذه
الحمى يستدل على شدة التهيج الذى نشأت عنه ولكن االلتهاب يسير كعادته
وحينئذ يصير الوريد كوتر ةعقد يابس ةؤلم ةتوتر ساكن في جميع طوله أو في
جزء ةنه ثم يمتد املرض ويعم األجزاء املحيطة بالوريد فيحتقن النسيج الخلوي
ويحمر الجلد ويحدث فيه التهاب فلغموي يتبع اتجاه الوريد املجروح على صورة
وثى عريض احمر ثم تنتفخ أجزاء العضو كلها وتتقيح ،ففي هذه الحالة تتكون
عادة على سير الوريد امللتهب خراجات صغيرة كثيرة ةنعزلة عن بعضها ينفتح كل
ةنها على حدته ثم تلتصق جدران العرق ةع بعضها فيزول تجويفه ،وانعزال
الخراجات املذكورة عن بعضها ناش ئ إةا عن الصماةات املوجودة في الوريد ألنها
تمنع خروج الصديد ةن فتحة واحدة وإةا ةن التصاق حادث في جدران الوربد
ةن ةسافة إلى أخرى ملنع سير املرض وقد ال يشغل االلتهاب إال جزأ ةن طول
الوريد وحينئذ تكون الحمى خفيفة جدا حتى ال يحس بها لخفتها ويبقي تجويف
الوريد على حاله ،وقد يشتد االلتهاب ويموت العليل سريع وذلك إةا ةن انتشار
االلتهاب في الغشاء الباطن للوريد حتى انه وصل إلى القلب كما شاهده بعض
األطباء أو ةن شدة االلتهاب أو ةن وقوع الغرغرينا في العضو امللتهب .
وقد يلتبس التهاب الوريد بالتهاب الشريان أو التهاب عرق ليمفاوي أو عصب
ويتميز التهاب الوريد عن التهاب الشريان بكون األلم في التهاب الشريان يكون
غائرا ،ويتجه اتجاها ةخالفا لاللتهاب الوريدي الن التهاب الشريان يمتد نحو
جذع العضو والتهاب الوريد ال يمتد إال نحو الفروع وأيضا ال يشاهد في التهاب
153
الشريان ةا يشبه الوتر املعقد كما يشاهد على ةسير الوريد ،ويتميز التهاب العرق
الليمفاوي عن التهاب الوريد بخطوط حمراء تتبع االتجاه املعهود لتلك العروق
وهذه الخطوط تكون ةتباعدة عن بعضها ثم تتقارب وتختلط ثم تتباعد ثانيا ثم
تتقارب ثم تنضم.
وقد يزول االلتباس باحمرار الجلد وانتفاخ العضو الن االنتفاخ املذكور يكون
أوذيماوي أكثر ةن كونه التهابيا وباحتقان الغدد الليمفاوية احتقانا فجائيا أيضا.
ويعالج التهاب الوريد بمضادات االلتهاب لكن بعض األطباء كان يضغط بين
املحال امللتهب ةن الوريد وبين القلب ،وذكر أن فائدة الضغط املذكور ةنع وصول
االلتهاب إلى القلب ،وزعم بعضهم أن قطع العرق ةن اعلى ةحل االلتهاب يمنع
الوصول أيضا ،وبعضهم كان يكرر إرسال العلق على الوريد في بدء املرض ثم
يضع عليه الضمادات املرخية وةتى تكون التي تشق جملة شقوق ةن ةسافة
ألخرى على طول ةا يشبه الوتر املتكون ةن الوريد ليستفرغ ةنها الصديد املجتمع
فيه املكون للخراجات وهذه املعالجة جربت ةرارا فنفعت ،واعلم إن ةن أسباب
هذه االلتهابات وساخة املبضع وفساد الجوفي بعض األزةنة .
السابع :التهاب العضو وهذا العارض قد يعقب الفصد ةن وخز األوتار أو
السمحاق 11كما حقق ذلك بعض األطباء.
( 11سمحق) السمحاق جلدة رقيقة فوق قحف الرأس إذا انتهت الشجة إليها سميت سمحاقا وكل جلدة رقيقة
وبي اللحم فوق العظم ودون اللحم ولكلالت ربي العظم ر
تشبهها تسم سمحاقا ،وقيل السمحاق الجلدة ي
عظم سمحاق.
154
الباب الثاني والعشرون :في الشروط املأخوذة على الفاصد
يقول ابن التلميذ :هذه الشروط ةنها ةا يتعين على الفاصد ،وةنها ةا تجب على
كل ةقسم بالطب فأةا التي تجب على األطباء في الجملة ،فغض الطرف عن
املحارم ،واالشتغال بما ندب إليه ةن العالج ال غير ،وأال يعيق بش يء ةما فيه نفع
ملريض لتعذر فايدة ةن جهته ،وال يسمح بما فيه ةضرة ألحد لتعجل فايدة تصله.
فإن األول يعود عليه بجزيل األجر وجميل الثناء ،والثاني بعظيم اإلثم وتشنيع
الذكر.
وإياه والشروع فيما ال يحكم علمه ،واألقدام على عالج يخاطر فيه.
وليقتصر زةانه على التشاغل بعلم صناعته ،ال يعطى املتدرب في العمل فإنها
صناعته ال يعطي بعضها إال ملن أعطاها كله.
وليعلم أنه وإن وافاه الحظ ةن الدنيا بغير علم استحق به ذلك ،فإنه عما قليل
يتزيف ،ويرى نفسه ويراه الناس بعين التقصير ويتالش ى أةره ،وأعظم ةن ذلك ةا
يحتفيه ةن الوزر واإلثم في أخطاءه بالنفوس وادعائه ةا ليس هو أهله.
فأةا إعجابه ةن نفسه بعمل إن نجح فيه فما احتاج إلى ذكره ،إذا كان ةن هذه
حاله ال يرجى له فالح ،وال يرجى على يديه صالح ،بل يجب أن يبني األةر في نفسه،
على أنه يثاب على سلوكه الحجة القويمة في صناعته عند هللا جل اسمه ،وينتفع
ةن الناس ،ويأثم إذا سلك الطريق الغير املستقيم ،ويندم ةن ذلك ولو عطب
املريض في الحالة األولى وبرئ في الثانية.
155
واعلم أن العافية التي هي أجل ةنح هللا تعالى ،هو أقل وأصغر ةن أن يكسبها قوةا
أو يحرةها قوةا ،وإنما هي أنعم هللا تعالى يجريها على يديه ،ويقرنها بصواب قوله
وعمله.
وليعلم أيضا أن هذه املنحة خليقة بأن تجزى على يدي ةن صلحت سريرته،
وأخلص ضميره هلل تعالى ،ةضافا إلى االجتهاد في العلم والعمل.
وإن أقل الناس نفاذا وتوفيقا ةن حقر الطب اإللهي وازدراه وطرحه ،ال سيما إن
أضاف إلى ذلك االشتغال باللذات عن التعب في تحصيل العلم واملزاولة للمرض ى.
فهذه جمل يجب على األطباء جملة أخذ نفوسهم بها.
فأةا ةا يختص بالفاصد فإنه يمنع نفسه ةن عمل صناعة ةهينة تكسب أناةله
صالبة ،وعينه حس ال يتأتى ةعه جس العروق ،وأن يراعي بصره باألكحال املقوية
وباإليارجات ،إن كان ةمن يحتاج إليها.
وأال يفصد شيخا هرةا وال طفال صغيرا وال حاةال وال طاةث إال على الشروط التي
تجدها له األطباء ،وال يفصد عبدا إال بإذن ةواله ،وال ولدا إال بإذن ولي أةره وأال
يفصد إال في ةكان ةض يء وبآلة ةاضية ،وال يفصد وهو ةنزعج الجنان.
وأال تخلى أداته ةن األدوية القاطعة الدم ،كالكندر والصبر ودم األخوين واملر
والزاج املصري ووبر األرنب ،وبعض األدوية املدةلة للجراحات الطرية أيضا.
156
ويقول ابن األكفاني :وةما ينبغي أن يصحبه الفاصد أدوية قاطعة للدم الوريدي
ونحوه ،وأدوية الزوقية ألجل الشرايين ،فمن األدوية القاطعة للدم (ذرور ةن
أنزروت ،ودم أخوين ،وجلنار ،وقشار الكندر) ،أجزاء سواء.
ذرور أخر يحبس ويدةل القروح :صبر جزأين ،فشار کندر جزء ،وجلنار نصف
جزء ،ويجمع ةنخوله صفة الزوق للدم الشرياني ،نورة غير ةطفاة ،تضرب
ببياض بيضة ،وتخلط بوبر أرنب ،أو خيوط نير دقيقة وتستعمل على أخر تراب
الحرف الحديث ،وأنزروت ونسج العنكبوت تجمع ببياض بيضة وتعمل على
خرقة كتان جديدة بقدر دور الدرهم ،وتوضع على املكان وترفد.
وفي كتاب نهاية الرتبة الظريفة في طلب الحسبة الشريفة في الحسبة على
الفصادين والحجاةين أال يتصدى للفصد إال ةن اشتهرت ةعرفته بتشريح
األعضاء والعروق والعضل والشرايين ،وأحاط بمعرفة تركيبها وكيفيتها ،لئال يقع
املبضع في عرق غير ةقصود أو في عضلة أو شريان ،فيؤدي إلى زةانه العضو
وهالك املقصود؛ فكثير هلك ةن ذلك.
وةن أراد تعلم الفصد فليدةن فصد ورق السلق -أعني العروق التي في الورقة -
حتى تستقيم يده.
157
وينبغي للفاصد أن يمنع نفسه ةن عمل صناعة ةهينة ،تكسب أناةله صالبة
وعسر حس ،ال يتأتى ةعها نبش العروق؛ وأن يراعي بصره باألكحال املقوية له
واأليارجات ،إن كان ةمن يحتاج إليها؛ وأال يفصد عبدا إال بإذن ةواله ،وال صبيا
إال بإذن وليه ،وال حاةال وال طاةثا؛ وأال يفصد إال في ةكان ةض يء وبآلة ةاضية؛
وأال يفصد وهو ةنزعج الجنان.
وبالجملة ينبغي للمحتسب أن يأخذ عليهم العهد وامليثاق أال يفصدوا في عشرة
أةزجة ،وليحذروا فيها حذرا ،إال بعد ةشاورة األطباء ،وهي :في السن القاصر عن
الرابع عشر ،وفي سن الشيخوخة ،وفي األبدان الشديدة القضافة ،وفي األبدان
الشديدة السمن ،وفي األبدان املتخلخلة ،وفي األبدان البيض املترهلة ،وفي
األبدان الصفر العديمة الدم ،وفي األبدان التي طالت بها األةراض ،وفي املزاج
الشديد البرد ،وعند الوجع الشديد؛ فهذه األحوال يجب أن تكشف على الفاصد
عند وجودها.
وقد نهت األطباء عن الفصد في خمسة أحوال أيضا ،ولكن ةضرته دون ةضرة
العشرة املتقدم ذكرها؛ فالحالة األولى الفصد عقيب الجماع ،وبعد االستحمام
املحلل ،وفي حال االةتالء ةن الطعام ،وفي حالة اةتالء املعدة واألةعاء ةن الثقل،
وفي حالة شدة البرد والحر؛ فهذه أحوال يتوقى الفصد فيها أيضا.
واعلم أن الفصد له وقتان :وقت اختيار ووقت اضطرار ،فأةا وقت االختيار فهو
ضحوة نهار بعد تمام الهضم والنقص ،وأةا وقت االضطرار فهو الوقت املوجب
الذي ال يتسع تأخيره ،وال يلتفت فيه إلى سبب ةانع.
158
وينبغي للمتفصد أال يمتلئ ةن الطعام بعده ،بل يتدرج في الغذاء ويلطفه؛ وال
يرتاض بعده ،بل يميل إلى االستلقاء؛ ويحذر النوم عقيب الفصد؛ فإنه يحدث
انكسارا في األعضاء؛ وةن افتصد وتورةت عليه اليد افتصد في اليد األخرى،
بمقدار االحتمال.
وينبغي أن يكون ةع الفاصد ةباضع كثيرة ،ةن ذوات الشعيرة وغيرها؛ وأن يكون
ةعه كبة ةن حرير أو خز ،أو ش يء ةن آلة القيء ،ةن خشب أو ريش.
وينبغي أن يكون ةعه وبر األرنب ،ودواء الصبر والكندر ،وصفته أن يؤخذ ةن
الكندر والصبر واملر ودم األخوين ،ةن كل واحد جزء ،وةن القلقطار والزاج ةن
كل واحد نصف جزء؛ ويجمع الجميع ،ويعمل كاملرهم؛ ويرفعه الفاصد عنده
لوقت الحاجة إليه.
وينبغي أن يكون ةعه نافجة ةسك وأقراص املسك ،ويعتد بجميع ةا ذكرناه ،حتى
إذا عرض للمفصود غش ي بادر فألقم املوضع كبة الحرير ،وألقمه بآلة القيء،
وشممه النافجة ،وجرعه ةن أقراص املسك شيئا ،فتنعش قوته بذلك.
وإن حدث فتوق دم ،ةن عرق أو شريان ،حشاه الفاصد بوبر األرنب ودواء الكندر
املذكور.
وال يضرب الفاصد بمبضع كال ،فإنه كبير املضرة؛ ألنه يخطئ فال يلحق العرق،
فيورم ويوجع ،وليمسح رأس ةبضعه بالزيت ،فإنه ال يوجع عند البضع ،غير أنه
ال يلتحم سريعا.
159
وإذا أخذ املبضع فليأخذه باإلبهام والوسطى ،ويترك السبابة للجس؛ ويكون األخذ
على نصف املبضع ،وال يكون فوق ذلك ،فيكون التمكن ةنه ةضطربا ،وال يدفع
املبضع باليد غمزا ،بل يدفع باالختالس ،ليوصل طرف املبضع حشو العروق أ.هـ.
160
وعلى الرغم ةن تناول املصنف الشروط التي يجب على الفاصد أن يراعيها ،إال
انه أضاف أيضا في ةوضع آخر ةن الكتاب أةورا أخرى وهي:
-أن يروضن الفاصد نفسه ةدة طويلة في جس األوتار والعروق بأنملتي اإلصبعين
الوسطى والسبابة.
-أن يكون ةاهرا في التفريق بين العرق والعصب واللحم ،وةعرفة العروق الخفية
عن الجس بكثرة الدربة والتجربة.
-أال يفصد باملبضع وهو ةبتل باملاء :ألن ذلك يؤلم ،وأن يمسح املبضع بالزيت
لتقليل األلم.
-أن يحذر الفصد على االةتالء ةن الطعام :لئال تنجذب ةادة طبخه إلى العروق
بدل ةا يستفرغ ،والتوقي ةن ذلك على اةتالء املعدة واملعي عن التفل املدرك أو
املقارب.
-توقي فصد صاحب التخمة ،وضعين فم املعدة.
-تجتب الفصد في الحميات الشديدة االلتهاب ،وجميع الحميات غير الحادة .فإن
لم تكن شديدة االلتهاب ،وكانت عفينه.
فلينظر الفاصد إلى القوانين العشرة ،وهي :ةعرفة نوع املرض .وسببه ،وقوة
املريض ،وةزاج البدن غير الطبيعي ،واملزاج الطبيعي .وسن املريض وعادته،
والوقت الحاضر ةن السنة ،والبلد الذي يسكنه املريض ،وحال الهواء في وقت
ةرضة .ونسب املؤلف هذه القوانين إلى جالينوس.
أةا في الحمى الدةوية فال بد ةن الفصد ،غير فرط بداية ،وةفرطا عند النضح؛
إذ للفصد أوقات اختيار وأوقات اضطرار.
أوقات االختيار ضحوة النهار بعد تمام الهضم والنبض ،وأوقات االضطرار
األوقات التي ال يسع العاقل تأخيره عنها.
161
وفي كتاب روضة النجاح الكبرى يقول البقلي :واعلم أنه يلزم للفصد جمله أشياء
أولها :املبضع (وله عدة أشكال)
ثانيهما :رباط طوله ذراع وعرضه إصبعان ليضغط به على الوريد قبل الفصد
وينبغي ان يكون ةن قماش ةتين وال يكون ةن جوخ لعدم إةكان تثبيته على
العضو لسهولة استرخائه وربما كان واسطة لنقل املرض العدوى ةن شخص
آلخر.
وثالثها :رباط ةن قماش لكنه أطول ةن السابق يثبت به ةا يوضع على الفتحة بعد
البضع.
ورابعها :ةالءة تجعل وقاية لثياب املريض وفراشه ةن التلوث بالدم.
وخاةسها :شمعة يستضاء بها ان كان الوقت ليال ونهارا لكن في ةحل ةظلم أو
الغيم ةتكاثفا .
وسادسها :اناء ةناسب السعة يتلق فيه الدم ليعرف املقدار املستفرغ.
وثاةنها :قطعة ةن الحبر املصمغ توضع على البضعة اللتئام حافتيها.
وتاسعها :رفادة صغيرة ةربعة تثنى طبقات.
وعاشرها :ةحلول ةلحي كمحلول ةلح الطعام وغيره وخل وبعض ةياه روحية
وفراش ةجهز ربما يغمى على املفصود.
162
الباب الثالث والعشرون :في آراء الناس في خروج الدم بالفصد
ذكر صاحب عقيلة العقالء رأيين ةتناقضين ،أحدهما يرى أصحابه املعالجة
بالفصد ،وأصحابه هم :أفالطون وأبقراط ،وجالينوس.
وثانيهما :يضن أصحابه بالدم ،ويرون بقاءه في البدن ،وهم :ارسطراطيس
وأفغورس ،وإسقليبادس .وقد رجح املصنف الرأي األول ،وعده الرأي الصادق.
بعد ذلك بين ةا قاله األطباء اإلسكندرانيون ،حيث قسموا الناس إلى ثالث فرق
تبعا الستعمالهم الفصد للعالج:
األولى :ةن يتعهدون أنفسهم بخروج الدم دائما في األوقات املعتادة لديهم ،وهؤالء
املحافظون على صحتهم الطبيعية.
الثانية :ةن يمنعهم كثرة االشتغال وقلة ةواالتهم عن الفصد .فيجتمع لذلك في
أبدانهم فضول ،إال أنهم يلجؤون إلى الفصد وقت الحاجة .وهؤالء هم
املتوسطون.
الثالثة :ةن ال يرون خروج الدم ،ويزعمون أن خروجه يضر بالبدن ،وهؤالء
القاتلون ألبدانهم.
163
املعرة الو اقعة بكثرة خروج الدم بالفصد والعكس
وذكر صاحب ةخطوطة عقيلة العقالء في هذا الباب أن خروج الدم بالفصد ةن
غير الحاجة إليه ضار بمن يعتاده ،ثم حدد األةراض الناتجة عن اإلسراف فيه،
بـ :سوء املزاج ،واالستسقاء ،وسقوط الشهوة ،وسرعة ا لهرم بإضعاف القوة،
الذي ينتج عن ضعف املعدة والكبد والقلب ،وسوء الهضم ،وتولد أخالط كثيرة،
وتغير السحنة ،ويورث ا لنسيان ،والرعشة والفالج والسكتة ،وكثرة البلغم،
وتراخي الجسم ،وضعف البصر ،وتقريب اإلنسان ةن املوت ،لفساد الدم الذي
هو ةادة الحياة ،ويضعف القوى الطبيعية كلها ،ويهيج املرار ،ويعفن حفاف
اللسان.
ثم حدد بعد ذلك األةراض الناتجة عن ترك الفصد ةع الحاجة اليه بـ :الدةاةيل،
والجراحات ،والحميات املطبقة ،والسرسام ،والبرسام والجدري ،ونفذ الدم،
واملوت فجأة ،والطاعون ،والسكتة الدةوية ،التي يحمر ةعها الوجه ويسود،
والخوانيق والجذام.
164
الباب الرابع والعشرون :شرح األرجوزة البن سينا
مقتطفات من شرح أرجوزة ابن سينا
(فيما يتعلق بالفص ــد)
ابن سينا هو علي الحسين بن عبد هللا بن الحسن بن علي بن سينا ،عالم وطبيب
ةسلم ةن بخارى ،اشتهر بالطب والفلسفة واشتغل بهما .ولد سنة 370ه 980-م
،وتوفي في همدان في إيران حاليا سنة 427ه ـ 1037م ،شرح األرجوزة ابن رشد،
ةحمد بن أحمد بن ةحمد بن رشد األندلس ي القرطبي -تاريخ وفاته595 :هـ -
1198م .
تدبيرالطفل في خاصته
واةنعه أن يفصد أو أن يسهال *** حتى يرى يفعة قد اعتال
وةا اعتـ ـ ـ ـراه ةن ورم أو ح ـب *** ف ــال تقـ ــابله له ب ـ ـج ـ ـ ــذب
يقول :والطفل ال ينبغي أن يفصد وال أن يسهل ،وإن اقتضت ذلك طبيعة املرض،
حتى يتجاوز سن اليفعة ،وهو أن يبلغ الرابع عشر ةن السنين أو الخاةس عشر.
تدبيرالصحة في الشيوخ
إن الشيوخ في قواهم نكص *** لحالهم في كل يوم نقص
يقول :إن الشيوخ كل يوم في نقصان وفناء ،ولذلك قيل :إن الشيخ هو إنسان
فاسد ،أي في طريق الفساد ،والشباب إنسان ةتكون أي في طريق الكون.
و إن يكن تعودوا الفصاده *** فال تكن تقطع ةنها العادة
لكن ةن قد بلـ ـ ـ ــغ الستينا *** و ك ـ ــان ذا ضخـ ـ ـ ــاةة ةتينـ ــا
وإنما أةر بذلك ألن الرؤوس ةن الشيوخ ضعيفة أي باردة ،وهذا الذي قاله هو
كثير عندي ،أعني أن يفصد ابن الستين ةرتين في العام ،وبخاصة في الخريف،
165
فإن الفصد فيه ليس يجب أن يستعمل على جهة حفظ الصحة ،وإنما الذي
ينبغي أن يستعمل فيهم الفصد على جهة الصحة ةن كانت تعتريه في أواخر
الربيع ،وفي أوائل الصيف أةراض دةوية.
وبالجملة فليس ينبغي أن تستعمل الفصد األةم التي تشرب املاء ،كما تستعمله
األةم التي تشرب الشراب ،وال أهل األقاليم الحارة ،كما يستعمله أهل األقاليم
الباردة واملتوسطة ،وذلك أن أحق البالد باستعمال أهلها للفصد هي األقاليم
املعتدلة ،وهي التي يكون فيها زةن الربيع أطول األزةنة ،ولذلك ةا نرى أن اإلقليم
الرابع ليس بمعتدل ،ألنه يطول فيه زةان الخريف ،وهو عالةة بالد ةنحرفة كما
يقول جالينوس.
إن بلغ السبعي ـ ـ ـ ــن فافصد ةره *** وال تزد فيه على ذي الكره
واةنعه أن يفصده في األكحل *** وإن رأيت جسمه كاملمتـ ـلي
وإن يزد خمسا ففي العاةين *** فـ ــي الباسليق افصده ةرتين
يقول :وةن بلغ السبعين فافصده ةرة في العام ،وذلك في عرق البدن ال في
األكحل ،ألن األكحل ةشارك للدةاغ ،وذلك أن األكحل هو ةؤلف ةن عرق
الرأس وعرق البدن ،وأةر بالفصد ابن السبعين إلى بلوغ الخمس وسبعين ،وذلك
كله إفراط ،وتجاوز في األةر بالفصد ،ولست أةنع أن يفصد ،واألةراض توجب
ذلك ،وإنما الذي أةنع فصدهم على جهة حفظ الصحة.
واةنع ـ ـ ــه بعـ ـ ــد ذاك كل فصد *** ف ـ ـ ــإن ذاك بالشيـ ـ ـ ــوخ ةردي
ال تردع األورام في أجساةهم *** وال تقوى الجذب ةن أوراةهم
هذا لضعف أبدانهم فيخاف ةن ردع أوراةهم رجوعها إلى أعضاء باطنة شريفة،
ويخاف أيضا ةن جذبها أن يعظم عظما يؤدي إلى هالك العضو املتورم ،ولم ير
فصدا بعد الخمس والسبعين.
نظفهم بالدلك والتعريق *** أعطهم األدهان في تفريق
166
ونقه ـ ــم بليـ ـ ــن الغ ـ ــذاء *** إيـ ـ ــاك أن تهجـ ــم بالـ ـ ـ ـدواء
الشيوخ لضعف هضمهم تكثر في أبدانهم الفضول ،فهم ةحتاجون إلى استفراغ
ةا كان ةنها في الهضم الثالث بالدلك ،والحمام كثيرا ،ويحتاجون أيضا إلى أن
تكون طباعهم لينة على الدوام باألغذية امللينة كما قال ،ال باألدوية ،ألنهم ال
يحتملونها ،وجالينوس يأةر أن يأخذوا قبل طعاةهم التين بلب القرطم ،وملا كانت
األدهان ةسددة أةر بالتقليل ةنها ،وهو الذي أراد بقوله :أعطهم األدهان في
تفريق ،أو يعني باألدهان إسقاءهم األةور الدسمة.
فافصـ ـ ــده في الس ـ ـ ــنة ةرتيــن *** وال تحـ ــد في ــه عن الفصلي ــن
واةنعه أن يفصد في القيفال *** وكن ةن األةر على احتفال
يقول :وةن تعود الفصادة في شبابه واكتهاله فال تقطعها له في الشيخوخة ،لكن
ةن بلغ ةنهم الستين ،وكان دةيا فافصده في العام ةرتين ،واجعل فصدهم في
الربيع والخريف ،وال تفصد القيفال الذي هو عرق الرأس.
والثاني :أن يكون املرض ةرضا اةتالئيا ،وهذا بين ،فإن هذا السبب املوجب
لالستفراغ ،وغير ذلك ةن األسباب إنما يؤثر في تقليل االستفراغ أو تكثيره.
والثالث :ةن الشباب إلى الكهولة ،والرابع العادة ،فإنه ةن لم تجر عادته بالفصد
لم يفصد إال عن ضرورة ،وإذا فصد فليقلل ةن كمية الدم ،والخاةس القوة،
وهذه كثيرا ةا تعوق االستفراغ الذي تقتضيه طبيعة املرض ،فوجب تقليل ذلك،
أعني تقليل الكمية التي اقتضتها طبيعة املرض ،وأةا الخريف فمضاد للفصد،
والربيع ةوافق ،وكذلك البلد املعتدل ،والخارج عن االعتدال بضده ،وكذلك
املزاج الحار الرطب ةوافق للفصد ،وبضده البارد اليابس ،وةا بينهما كاملتوسط،
وخصب البدن أيضا ةراعى في هذا املعنى.
ضروب االستفراغ
وكـ ـ ـ ـل ةا تفرغ ـ ــه ةن حـ ـ ـ ــادث *** فاجذبه إةا ةن ةكان باعث
أو فاجتذب ةن سائر األعضاء *** على خالف أو على السواء
وربـم ـ ـ ـا جـ ـ ـذبت ة ـ ـ ـن أعض ـ ـ ـ ـاء *** ملـ ـ ـ ـا يشـ ـ ـ ـ ـارك بـ ـ ـ ـذاك الداء
كوضعنـ ـ ـ ـا ةـحجـ ـمـ ـ ـ ـ ـة الحجام ***في الثدي إلةساك دم األرحام
يريد وكل دم تستفرغه ةن قبل حادث حدث في عضو ةن أعضاء البدن فاجعل
استفراغك إياه ةن أقرب املواضع إليه ،إذا أردت االستفراغ ،وإن أردت تحريك
الدم إلى خالف العضو الذي ينصب إليه دون استفراغ ،فاجعل الجذب في الجهة
املقابلة لجهة العضو الذي تستفرغه ،أو بحذاء ةوضع األلم ةن خارج ،أو في
169
العضو املشارك لذلك العضو املريض ،وبخاصة إذا كان ذلك العضو في الجهة
املضادة للعضو العليل ،ةثل ةا يصنع األطباء إذا أفرط سيالن دم الطمث ةن
وضعهم املحاجم على الثدي ،ألن الثدي يشارك األرحام بسبيل واصلة بينهما ،
وهي في ضد جهة األرحام ،وكذلك يفعل في الرعاف ،فإنهم يضعون املحاجم إذا
كان الرعاف ةن املنخر األيمن على الكبد ،وإن كان ةن األيسر على الطحال ،وربما
جمع الطبيب االستفراغ والجذب إلى ضد الجهة إذا كان املرض في التكوين ،ةثال
ذلك أن ذات الجنب إذا كانت في االبتداء ،وكان الجسم ةمتلئا فإن الفصد في
الجانب املخالف يجمع أةرين االستفراغ والجذب إلى خالف ،وأةا إذا انقطع
االنصباب فلو أةكننا أن نفصد ةوضع الورم نفسه لم نقصر.
وقد ةض ى دليل االةتالء *** وةا يفرغ ةن الدواء
يقول :وقد تقدم ةن قولنا دالئل االةتالء ،وةعرفة األدوية التي تفرغ األخالط أي
تسهلها.
171
الفصد في القروح والبثورحيث كانت
وفي قروح الرأس والعينين *** وسعفة والقرح في األذنين
الفصد في هذه ليس شافيا على القصد األول ،وذلك أن القروح إنما تحدث عن
دةاء رديئة الكيفية ،فإنما يفصد فيها إذا كان ةع رداءة الكيفية زيادة الكمية.
وفي التي تسعى وقرح الريه *** وفي قروح الفم والجدريه
أةا القروح الساعية فهي عن الصفراء ،فاالستفراغ فيها بالدواء أحمد ،إال أن
يكون السبب ةركبا ،وأةا قروح الرية فإنما يفصد فيها في أول األةر ،مليل الدم إلى
غير ناحية الرئة ،فال ينزف العليل ،وأةا إذا قدةت قروح الرئة فإنها ال يفصد فيها،
فالفصد فيها إنما هو ملكان الجذب ،فهي ةعالجة بالعرض ،ألنه قطع استفراغ
باستفراغ ،وكل ةا كان ةن هذا النوع ةن املعالجة في هذه الصناعة ففيه نظر،
وال ينبغي أن يستعمل إال عند الضرورة.
وفي املعي إن صح فيها العلم *** وفي التي ينبت فيها اللحم
يعني تورم املعي الذي يسمى القولنج الشديد ،وإنما قال :إن صح فيها العلم ،ألن
القولنج يكون ةن أسباب كثيرة ،وليس ينبغي أن يفصد فيه إال في الورةي فقط،
ويعني فيما أحسب بالتي ينبت فيها اللحم :القروح التي بهذه الصفة ،وذلك أن
نبات اللحم فيها إنما يكون ةن الكثرة.
كذاك والبثر حيث كانا *** والجرب الرطب إذا استبانا
ةثل بث ـ ـور الفم والعينين *** وكالذي ينب ـت في الجنبين
يعني بالبثر الحبوب التي يكون ةعها وجع شديد ،وانتفاخ العضو ،ويعني بالجرب
الرطب الدةوي.
174
وثانيــا تعمله في اللح ـ ـ ــم *** وثال ـ ـ ـ ـث تعمله في العظم
يقول :وإذ فرغت ةن وجه األعمال باألدوية ،واألغذية ،فينبغي أن نشرع في وجه
العمل باليد ،وهو ينقسم ثالثة أقسام :في العروق ،وعمل في اللحم ،وعمل في
العظم.
176
هذا ألن املرض إذا أزةن وجب أن يستفرغ ةن أقرب املواضع إلى املوضع اآللم.
والعرق خلف األذن للشقيقه *** وقرحة في هاةة عتيقه
وهذا أيضا للمشاركة والقرب.
وتفصد العرقين في املاقين *** للمرض الكائن في العينين
يعني املرض املزةن للسبب الذي ذكرنا ةن طلبنا أقرب ةوضع االستفراغ .
والعرق في اليافوخ ةن قروحه *** وورم يحدث في سطوحه
وتفصـ ـ ـ ـد ال ــودج ف ـ ـ ــي اآلالم *** تخص ـ ـه ةنهـ ــن بالج ـ ـذام
يقول :وتفصد الودجين ،في علة الجذام ،وهذا كأنه ش يء ةجرب ،ولعل هذين
العرقين يشاركان الطحال.
وف ـي عالج العين عرق الجبهة *** وف ـي صداع دائ ـ ـم وس ـ ـ ـعفة
والعرق في الراس الذي في املؤخر *** ةن الصداع دائما والسدر
والع ـ ـ ـرق قد يفصد في األرنب ـ ـ ـة *** ملا يرى ةن بثـ ـ ـر في الوجنة
والعرق ةن تحت اللسان نقصده *** ةن ورم وذب ـ ـ ـح فنفصده
هذا كله طلبا إلخراج الدم ةن أقرب املواضع إلى العضو العليل ،وذلك ال يكون
إال إذا أزةن املرض ،وأةن انصباب ش يء إلى العضو األلم.
ويفصد العرق الذي في الركبة *** ملرض األحشاء تحت السرة
ويفصد الصافن في الساقين *** ملا نرى ةن ةرض الفخذين
ويفصد النسا على أةراضه *** والعرق في القدم في أعراضه
يقول :ويفصد عرق النسا نفسه في ةرضه أعني ةع الوجع الذي فيه إذا أزةن،
وأةن االنصباب ،وكذلك يفصد له العرق الذي في القدم عند ةا تشتد أعراضه
أي وجعه.
177
العمل في الشرايين
ويبتر الشريان في الصداع *** وةا نرى في العين ةن أوجاع
إذا خشينا ةن نزول املاء *** في العين ةن شدة هذا الداء
هذا ألن ةن الصداع ةا ةادته ةن الشرايين ،والشرايين ملا لم يكن فصدها بترت،
وذلك بعد أن يشد طرفا العرق بخيط حرير ثم يبتر ،وكذلك يشبه أن تكون املادة
التي تنزل ةنها بعض املياه ةبثوثة في الشرايين.
يقول :نبتر الشريان أيضا ةن ورم حدث ةن ضربة وقعت عليه فثقبته فحدث
عن ذلك أم الدم ،وينفتح العضو الذي فيه الشريان املفصود ،ألنه ال يخرج الدم
ةن سطح ذلك العرق ،وهذا الذي قاله هو ش يء يعرض للشرايين التي تنثقب،
أعني أنه إن وضع عليها دواء ةلحم انتفخ العضو وتورم ،حتى يتعفن ،فإذا حدث
ةثل هذا في الشريان ،فالشفاء يكون بأن يبتر العرق كله في ةوضع الفتح ،أو يسل
الجزء الذي فيه الفتح ،ويقطع ةن طرفيه ،وذلك بعد أن تربط األطراف ،أو يكون
قطعه بالنار.
178
الثاني ةن العمل باليد وهو العمل في اللحم وأوال في الشرط:
وعمل اللحم فمنه الشرط *** والقطـ ـ ـع والك ـ ـي وةنه الب ـط
والشرط ةنه عمل يجري دةه *** وةنه ة ــا تمص ـ ـ ـه بمحجم ــه
يجري به الدم ةن السطوح *** في الجسم ذي البثر والقروح
يريد واملحاجم ةنها ةا نضعها بعد الشرط فيسيل الدم ةن العضو املشروط إلى
املحاجم ،وذلك يستعمل في إخراج الدم الفاسد الذي يكون قريبا ةن سطح
الجسم ،ولذلك قال إنه يستعمل في البثر والقروح ،ألن ةادة هذه هي في سطوح
البدن.
وربما نحجم دون الشرط *** فيما نريد نقله ةن خلط
يقول :وربما استعملنا املحجمة ةن غير شرط ملا نريده ةن جذب الدم ةن جهة
إلى جهة ،ةثل املحاجم التي نجعلها تحت الثدي عند إفراط سيالن دم الطمث
وعلى الكبد والطحال عند الرعاف.
وتـ ـ ـ ـ ـارة فـ ـ ـ ـ ـ ـارغة تلصقه ـ ـا *** وةـ ـ ـ ـرة بقطن ـ ـ ـ ـ ـة تحـ ـ ـ ـ ـ ـرقهـ ــا
لكي تفش الريح ةن ةكان *** وتصلح األعضاء باإلسخان
يريد وقد تستعمل املحجمة ال بمص ،وال ةع شرط بل بالنار ،وهذه املحجمة إنما
تستعمل لتفش الرياح املحدثة لألوجاع الشديدة في املعي واملعدة ،وتسخن أيضا
العضو الذي برد.
179
املراجع
-كتاب فردوس الحكمة في الطب
املؤلف :هو العالم املسلم أبو الحسن علي بن سهل رَّبن الطبري ،ولد في ةرو ةن
أعمال طبرستان ،الوفاة 260 :هجري 870 -ةيالدي.
-رسالة في الفصد قسطا بن لوقا
املؤلف :قسطا بن لوقا البعلبكي الحكيم الفيلسوف املهندس املنجم ،أصله روةي
نزل بغداد أيام الخليفة املقتدر باهلل العباس ي ،يعده ابن أبي أصيبعة ضمن طبقة
األطباء العراقين وأطباء الجزيرة وديار بكر.
ةولده :لم تذكر املصادر التي ترجمت له تاريخا دقيقا ملولده ،وإنما ذكر بعضهم
أنه نبغ في ةنتصف القرن الثالث الهجري ،وبعضهم يؤرخ مليالده بسنة ۲۲۰ه
وبعضهم بسنة ۲۰۰هجري وتوفي في حدود 300هجري.
-كتاب الحاوي ومقالة في الفصد
ةحمد بن زکریا الرازي األستاذ الفيلسوف الطبيب صاحب التصانيف واملؤلفات
الغزيرة في شتى فروع املعرفة ،ةولده ونشأته :ولد الرازي بمدينة الري جنوبي
طهران عام ۲۰۰ه 864م ،املتوفي 311هجريه 925 ،م .
-مصالح األبدان واألنفس
ةن تأليف أبي زيد احمد بن سهل البلخي 322 ،ه 935 /م
كامل الصناعة الطبية ( امللكي )ِ -
علي بن العباس املجوس ي أو ابن املجوس ي املتوفي 332هجري 994/ةيالدي ّ
ةن أشهر أطباء الدولة العباسية ،أصله ةن األهواز ،وقد اشتهر بكتابه املسمى
(كاةل الصناعة الطبية الضرورية) واملشهور باسم (الكتاب امللكي) ،فيه عشرون
ةقالة عن الطب اإلسالةي وعلم االجتماع.
180
-مقالة في الفصد ألبو الحسن أحمد بن محمد الطبري
هو أبو الحسن أحمد بن ةحمد الطبري طبيب عالم ةن أهل طبرستان ،كان عاملا
بصناعة الطب ،وكان طبيب األةير رکن الدولة ،ولم يذكر أحد تاریخ ةولده
تحديدا ،وإنما ذكر الزركلي أنه ةن وفيات سنة ۳۹۰ه ،
-التصريف ملن عجزعن التأليف املقالة الثالثون " باب الفصد "
أبو القاسم خلف بن عباس الزهراوي ولد في ةدينة الزهراء شمال قرطبة ،توفي
بعد سنة 400هـ.
-الفصد في كتاب املاء ،ابن الذهبي
عبد هللا بن ةحمد األزدي (حوالي 1033م ) عالم ةشارك في الطب والفقة
والكمياء ،كان الطبيب العربي الشهير للكتابة األبجدية األولى املعروفة للموسوعة
الطب ،ويعرف بأبن الذهبي (أبو ةحمد) ،وينتسب إلى قبائل األزد العربية ،توفي
456هجري.
-الفصــد في كتاب القانون في الطب
ابن سينا هو علي الحسين بن عبد هللا بن الحسن بن علي بن سينا ،عالم وطبيب
ةسلم ةن بخارى ،اشتهر بالطب والفلسفة واشتغل بهما .ولد سنة 370ه ـ 980م
،وتوفي في همدان في إيران حاليا سنة 427ه ـ 1037م
-شرح أرجوزة ابن سينا ( الفص ــد )
شرح ابن رشد ،ةحمد بن أحمد بن ةحمد بن رشد األندلس ي القرطبي ،تاريخ
وفاته595 :هـ1198/م
-مقالة في الفصد هبة هللا بن صاعد بن التلميذ
أةين الدولة ،أبو الحسن هبة هللا بن صاعد بن هبة هللا بن إبراهيم البغدادى
هجرية (1165َّ َّ
ةيالدية) وتوفي 560 هجرية (1074 َّ النصرانى ،ولد سنة 466
ةيال َّدية).
-الفصد في كتاب نهاية الرتبة الظريفة في طلب الحسبة الشريفة
181
لعبد الرحمن بن نصر بن عبد هللا الشيرازي الشافعي ،املتوفى :نحو 590هـ.
-العمدة في الجراحة ،ابن القف ،امين الدولة بن يعقوب
أبو الفرج أةين الدولة بن يعقوب املعروف بابن القف الكركي ولد في 630هـ كان
ً ً ً
طبيبا وعاملا وفيلسوفا ولد في ةدينة الكرك جنوب األردن يوم السبت ثالث عشر
ذي القعدة سنة ثالثين وستمائة هجرية (املوافق 22آب 1232ةيالدية) ،توفى
685هـ بدةشق.
-مخطوطة عقيلة العقالء في علم الفصد عن الفعالء
عرض و تحايل و تعريف األستاذ :عبدالقادر احمد عبدالقادر
-رسالة في الفصد ابن األكفاني 749 ،هجري
املؤلف هو :شمس الدين أبي عبد هللا ةحمد بن إبراهيم بن ساعد األنصاري
املعروف بابن األكفاني الطبيب السنجاري.
-الشرح املغني ،املوجزالبن النفيس
سديد الدين الكازروني ( توفي عام 857هجري 1357 -م ) هو طبيب ،ةن أهل
ُ ً
كازرون ،شرح ةوجز ابن النفيس ،املعروف أيضا باسم املغني ،وهو نص طبي
شهير ةن القرن الرابع عشر كتبه سديد الدين بن ةسعود َ
الكازروني.
-النزهة املبهجة في تشحيذ األذهان وتعديل األمزجة
داوود بن عمر اإلنطاكي ،ولد بإنطاكية ،وتوفي عام 1008هـ1599/م ،في ةكة
املكرةة
-كتاب روضة النجاح الكبرى في العمليات الجراحية الصغرى ( الفصد )
ةحمد بن علي بن ةحمد البقلي ( الجويلي ) ولد باملنوفية سنة 1228هـ 1813/م،
توفى بالحبشة سنة 1293هـ 1876 /م
182
الفهرس
املقدةة 5 ..................................... ................................ ................................ ................................
وصية الزهراوي 6 ........................ ................................ ................................ ................................
الباب األول :القول في تدبير إخراج الدم 7 ................. ................................ ................................
الباب الثاني :في تعريف وحد الفصد 9 ....................... ................................ ................................
الفصد العام والفصد املوضعي 11 ........................... ................................ ................................
الباب الثالث :املعاني التي ينبغي أن ينظر فيها ةن يقصد الفصد 13 .......................................
الباب الرابع :في األغراض املقصودة بالفصد 14 ....................................... ................................
اصالح الكمية وإصالح الكيفية 14 ............................ ................................ ................................
الفصد بسبب القوة والكثرة 16 ................................. ................................ ................................
الباب الخاةس :في أسماء وعدد العروق املفصودة 19 ............................. ................................
بعض العروق التي تحتاج الى التوضيح 28 ................ ................................ ................................
عرق الهاةة 28 ............................ ................................ ................................ ................................
عرق الجبهة 30 ........................... ................................ ................................ ................................
عروق خلف األذن 32 ................ ................................ ................................ ................................
القيفال ،الباسليق 37 ................ ................................ ................................ ................................
عروق البطن 42 ......................... ................................ ................................ ................................
الباب السادس :أنوع العروق ةن ناحية الشكل والجس 43 ..................... ................................
جس العروق 44 ......................... ................................ ................................ ................................
الباب السابع :في كيفية الفصد في الجملة 50 ........................................... ................................
أسماء وأشكال بعض املباضع 51 .............................. ................................ ................................
البتر والنتر والقطع والسل والبزغ والغرز والقطع والتشريط 71 ..............................................
183
سعة الفتحة وضيقها 74 ........................................... ................................ ................................
الفصد طوال وعرضا وواربا 75 ................................... ................................ ................................
الشرايين املفصودة وكيفية فصدها 77 .................... ................................ ................................
الباب الثاةن :في إخراج الدم دفعة واحدة أو دفعات وكيفية التثنية 84 ................................
الباب التاسع :في قطع (وقف) الدم حال الفصد 91 ................................ ................................
الباب العاشر :في ةقدار ةا يحتاج أن يستفرغ ةن الدم 92 ..................... ................................
الباب الحادي عشر :في ةنافع شد العضو عند الفصد وكيفيته 93 .......................................
كيفية الرباط األول والرباط الثاني 94 ....................... ................................ ................................
الباب الثاني عشر :في ذكر العلل التي يفصد لها كل عرق 95 ................... ................................
الباب الثالث عشر :في العلل التي ينفع ةنها الفصد 117.......................... ................................
الباب الرابع عشر :فيمن يناسبه وةن ال يناسبه الفصد 119.................. ................................
االجساد وأصحاب العلل املناسبة للفصد 121......................................... ................................
األجساد وأصحاب العلل التي يضر بها الفصد 124.................................. ................................
أوفق االسنان العمرية للفصد 126........................... ................................ ................................
الباب الخاةس عشر :في وقت الفصد 129................ ................................ ................................
ةا يوجب الفصد في الربيع 129.................................. ................................ ................................
الحاالت توجب استعمال الفصد في أي وقت 130.................................... ................................
أنسب األوقات التي ينبغي أن تقصد لفصد املحموةين 131..................... ................................
أنسب األوقات التي ينبغي أن تقصد لفصد ةن به ورم 132..................... ................................
الباب السادس عشر :في العالج باألدوية املسهلة والفصد 133................ ................................
الباب السابع عشر :جذب املواد ونقلها ةن ةواضعها بالفصد 135........................................
ةعني استفراغ الدم على املحاذاة 137....................... ................................ ................................
184
جذب املواد إلى ضد الجهة التي يميل إليها 137.......................................... ................................
أقسام الفصد ةصرف وةحول 138.......................... ................................ ................................
ةعرفة الجهة التي يجب الفصد ةنها 140.................. ................................ ................................
باب الثاةن عشر :في العلل التي تقوم الحجاةة تقوم ةقام الفصد 141..................................
الباب التاسع عشر :ةا ينبغي على املفصود فعله قبل وبعد الفصد 143................................
الباب العشرون عشر :في استدراك خطأ الفاصد 145............................ ................................
الباب الحادي والعشرون :في عيوب وةصاعب الفصد 147..................... ................................
الباب الثاني والعشرون :في الشروط املأخوذة على الفاصد 155..............................................
الباب الثالث والعشرون :في آراء الناس في خروج الدم بالفصد 163........................................
املضرة الواقعة بكثرة خروج الدم بالفصد والعكس 164.......................... ................................
الباب الرابع والعشرون :شرح االجوزة البن سينا 165.............................. ................................
ةقتطفات ةن شرح أرجوزة ابن سينا 165................. ................................ ................................
تدبير الطفل في خاصته 165...................................... ................................ ................................
تدبير الصحة في الشيوخ 165..................................... ................................ ................................
ذكر عالةات الدم وغلبته 167................................... ................................ ................................
عالج األةراض االةتالئية وشروط االستفراغ 168..................................... ................................
ضروب االستفراغ 169............... ................................ ................................ ................................
ذكر جميع العلل التي يفصد فيها الدةوية 170......................................... ................................
الفصد في القروح والبثور حيث كانت 172................ ................................ ................................
الفصد ةن اةتالء العروق وانفجار الدم 172........................................... ................................
الفصد في العلل املتفرقة 173.................................... ................................ ................................
عالج األةراض الدةوية 174....................................... ................................ ................................
185
الجزء الثاني ةن العمل ( وهو العمل باليد وتقسيمه ) 174.................... ................................
العمل في العروق وةنافعها في الفصد 175................ ................................ ................................
العمل في الشرايين 178.............................................. ................................ ................................
املراجع 180................................. ................................ ................................ ................................
186
187