You are on page 1of 187

1

2
‫بطاقة الكتاب‬
‫اسم الكتاب‪ :‬زبدة الكالم في كتب الفصد‬
‫اسم الكاتب‪ :‬أنس حمد عبد العزيز العويد‬
‫‪http://cupping.khayma.com‬‬

‫املقاس‪25 X17 :‬‬


‫رقم إيداع‪2018/17486 :‬‬
‫‪ISBN:978-977-6671-18-8‬‬

‫الطبعة األولى‬

‫‪3‬‬
‫زبدة الكالم‬
‫في كتب الفصد‬

‫‪4‬‬
‫املقدةة‬

‫بسم هللا الرحمن الرحيم‬


‫إن الحمد هلل نحمده ونستعينه ونستغفره‪ ،‬ونعوذ باهلل ةن شرور أنفسنا وةن‬
‫سيئات أعمالنا‪ ،‬ةن يهده هللا فال ةضل له وةن يضلل هللا فال هادي له وأشهد أن‬
‫ال إله إال هللا وحده ال شريك له وأشهد أن ةحمد عبده ورسوله‪.‬‬

‫هذا ةختصر يشتمل على ثالثة وعشرين بابا في علم الفصد وعمله وةا يتعلق‬
‫بالفاصد واملفصود‪ ،‬وهي زبدة الكالم املذكور في أكثر ةن خمسة عشرة كتابا‬
‫ورسالة وةقاال في الفصد ‪ ،‬فجمعت فيه أهم ةا في تلك الكتب ةن علوم ةفيدة‬
‫حتى صار يغني عن الرجوع إليها ‪ ،‬وةنهجي فيه هو نقل النصوص كما هي ةن غير‬
‫تحقيق وال تحريف وال تغير إال ةا دعت له الضرورة ‪ ،‬وكثيرا ةا أنقل بعض الكالم‬
‫املتشابه في حال وجود زيادة أو فائدة‪ ،‬وغايتي هي اختصار الوقت والجهد على‬
‫القارئ والباحث في هذا املجال‪ ،‬وجعلت بدايته وصية الزهراوي والتي أرجوا أن‬
‫يأخذها الباحث بالقبول وان يجعلها ةنهاجا يسير عليه‪.‬‬

‫أنس محد العويد‬

‫‪5‬‬
‫وصية الزهراوي‬
‫يقول أبو القاسم خلف بن عباس الزهراوي‪ :‬ينبغي أن تعلموا يا بني‪ ،‬أن هذا الباب‬
‫فيه ةن الغرر فوق ةا في الباب األول في الكي‪ ،‬وةن أجل ذلك ينبغي أن يكون‬
‫ً‬
‫التحذير ةنه أشد‪ ،‬ألن العمل في هذا الباب كثيرا ةا يقع فيه االستفراغ ةن الدم‪،‬‬
‫ُ‬
‫الذي به تقوم الحياة‪ ،‬عند فتح عرق‪ ،‬أو شق على ورم‪ ،‬أو بط خراج‪ ،‬أو عالج‬
‫جراحة‪ ،‬أو إخراج سهم‪ ،‬أو شق على حصاة‪ ،‬ونحو ذلك ةما يصحب كلها الغرر‬
‫والخوف‪ ،‬ويقع في أكثرها املوت‪.‬‬

‫وأنا أوصيكم عن الوقوع فيما فيه الشبهة عليكم‪ ،‬فإنه قد يقع إليكم في هذه‬
‫الصناعة ضروب ةن الناس بضروب ةن األسقام‪ ،‬فمنهم ةن قد ضجر بمرضه‬
‫وهان عليه املوت لشدة ةا يجد ةن سقمه وطول بليته‪ ،‬وباملرض ةن الغرر ةا يدل‬
‫على املوت ‪ ،‬وةنهم ةن يبذل لكم ةاله ويغنيكم به جاء الصحة وةرضه ّ‬
‫قتال‪ ،‬فال‬ ‫ر‬
‫ينبغي لكم أن تساعدوا ةن أتاكم ةمن هذه صفته البتة‪ ،‬وليكن حذركم أشد ةن‬
‫يصح عندكم‪،‬‬‫رغبتكم وحرصكم‪ ،‬وال ُتقدةوا على ش يء ةن ذلك إال بعد علم يقين ّ‬
‫بما تصير إليه العاقبة املحمودة‪ ،‬واستعملوا في عالج جميع ةرضاكم تقدةة‬
‫ً‬
‫املعرفة واإلنذار ملا تؤول إليه السالةة‪ ،‬فإن لكم في ذلك عونا على اكتساب الثناء‬
‫واملجد والذكر والحمد‪ ،‬ألهمكم هللا يا بني رشده ‪ ،‬وال حرةكم الصواب والتوفيق‪،‬‬
‫إن ذلك بيده ال إله إال هو أ‪.‬هـ‪.‬‬

‫‪6‬‬
‫الباب األول‪ :‬القول في تدبير إخراج الدم‬
‫يقول البلخي‪ :‬إخراج الدم في وقت الحاجة إليه هو أشرف عالج ةن عالجات‬
‫االستفراغ‪ ،‬وأظهرها نفعا‪ ،‬وأعونها على تعجيل البرء والصحة ةن األةراض‬
‫الصعبة‪ ،‬وذلك إذا اجتمعت في العروق فضوله وسخنت وعفنت ولدت أدواء‬
‫خبيثة‪ ،‬فإذا أخرجت تلك الفضول ونقي البدن ةنها عاد إلى تمام الصحة‪ ،‬وكمال‬
‫القوة‪ ،‬وصفاء اللون‪ ،‬وإشراق الوجه‪ ،‬ونقاء البشرة‪ ،‬وقويت الشهوات‪ ،‬ورجع كل‬
‫ةن أعضاء البدن إلى أفضل ةزاجه‪ ،‬وأشرف هيئته‪ ،‬ووجدت ةنه املنفعة التي‬
‫خلق ةن أجلها بتماةها‪.‬‬

‫وإذا تبيغ باإلنسان الدم يحتمل ةن املدافعة بإخراجه ةا ال يحتمله سواه ةن‬
‫األخالط األخرى‪ ،‬وذلك أنه إنما يعفن في أجواف العروق‪ ،‬وليست األخالط األخرى‬
‫كذلك‪.‬‬

‫وبحسب ةا يوجد ةن املنافع الكثيرة في إخراجه إذا احتيج إلى ذلك كذلك يولد‬
‫املضار الكثيرة على البدن إذا أخرج ةنه النقي الصحيح الجوهر الذي تلزم‬
‫الحاجة إليه في غذاء البدن‪ ،‬وذلك أن الحرارة الغريزية التي بها قوام البدن‬
‫ةتعلقة به‪ ،‬وكل ةا سواه ةن األخالط فهو ةغمور به‪ ،‬وكاةن فيه؛ ألنه ةبثوث في‬
‫كل أجزاء البدن‪ ،‬فهو يغذيها كلها‪ ،‬ولكل ةنها حظ ونصيب ةنه‪ ،‬فإذا كان صحيح‬
‫الجوهر جيد املزاج صح اغتذاء الجسم بما يأخذ ةنه‪ ،‬وزالت عنه عوارض‬
‫األسقام‪ ،‬وحوادث اآلالم‪ ،‬فإذا زاد على القدر الذي تلزم الحاجة إليه في تغذية‬
‫البدن ةنه أحدث ةا ذكرناه ةن األدواء الخبيثة‪ ،‬وإذا نقص بإخراجه ةا يحتاج‬
‫إليه أضعف البدن ونهكه‪ ،‬وربما أدى إلى انحالل القوة الغريزية‪.‬‬

‫‪7‬‬
‫ولذلك ذهب قوم ةن أصحاب الطبائع واألطباء إلى النهي عن إخراجه أصال‪،‬‬
‫وقالوا‪ :‬إنه جوهر الروح‪ ،1‬وهي ةتعلقة به‪ ،‬وال يجوز املخاطرة بالنفس في إخراجه‪،‬‬
‫والذي ذهبوا إليه ةن ذلك رأي غير ةقبول وال ةعمول به ةن األكثرين ةن أهل‬
‫صناعة الطب وعلمائهم‪ ،‬إال أنه يجب ةع ذلك أن يتوقى إخراج ش يء ةنه في غير‬
‫وقت الحاجة إليه‪ ،‬فأةا عند تبيغه وحركته فالواجب أن يبادر بإخراجه؛ ألن‬
‫التقصير في ذلك يؤدي ةن األةراض الصعبة إلى ةا ذكرناه‪.‬‬

‫وهو يخرج ةن البدن بوجوه ةن الفصد والحجاةة وإرسال العلق‪ .‬ولكل ةن هذه‬
‫الوجوه وقت هو فيها أصلح وأنفع‪ ،‬وذلك أن الدم إذا تبيغ وتحرك في جوف‬
‫العروق لم يشف ةنه إال إخراجه بالفصد ليخرجه ةن ةكمنه‪ ،‬فأةا إذا كان فيما‬
‫يخرج عن العروق فقد ينفع إخراجه بالحجاةة‪ ،‬وأةا إذا كان فيما يقرب ةن‬
‫البشرة وبحيث تتولد البثور التي تظهر عليها نفع إخراجه بإرسال العلق أ‪.‬هـ‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫غي الروح الواردة يف الكتب االلهية ‪ :‬ي‬
‫فه عندهم جوهر لطيف بخاري يتولد‬ ‫ه ر‬
‫الروح عند االطباء القدماء ي‬
‫من الدم الوارد عىل القلب وتنبعث منه وتحمل القوى اىل سائر االعضاء‪( .‬أنظر كتاب اصطالحات الطب‬
‫القديم للدكتور يارس زكور)‪.‬‬
‫‪8‬‬
‫الباب الثاني‪ :‬في تعريف وحد الفصد‬
‫يقول ابن سينا‪ :‬الفصد هو استفراغ كلي يستفرغ الكثرة والكثرة هي تزايد‬
‫األخالط على تساويها في العروق وإنما ينبغي أن يفصد أحد نفسين‪ :‬املتهيء‬
‫ألةراض إذا كثر دةه وقع فيها واآلخر الواقع فيها وكل واحد ةنهما إةا أن يفصد‬
‫لكثرة الدم وإةا أن يفصد لرداءة الدم وإةا أن يفصد لكليهما‪.‬‬

‫ويقول ابن التلميذ‪ :‬الفصد هو تفرق اتصال إرادي‪ ،‬يتبعه استفراغ كلي ةن‬
‫العروق خاصة ويتوسطها ةن جميع الجسم‪.‬‬
‫فقولنا في حده أنه تفرق اتصال جار ةجرى الجنس له‪ ،‬إذ كان تفرق االتصال قد‬
‫يكون باالتفاق‪ ،‬كالذي يتبع صدةة أو ضربة‪ ،‬وقد يكون ةن فعل الطبيعة‬
‫كالرعاف البحراني‪.‬‬
‫‪ -‬وقولنا إرادي ليفصله ةما يشركه في الجنس‪.‬‬
‫‪ -‬وقولنا يتبعه استفراغ كلي‪ ،‬ألنه يخرج ةن األخالط األربعة‪ ،‬وأن األغلب ةنها‬
‫يخرج‪.‬‬
‫‪ -‬وقولنا ةن العروق خاصة وهو يتوسطها ةن جميع الجسم‪ ،‬لنفصله ةن‬
‫الحجاةة‪ ،‬ألن الحجاةة هي تفرق اتصال إرادي‪ ،‬لكن أكثر استفراغها ةن نواحي‬
‫الجلد‪ ،‬والفضل ال ةن العروق خاصة فقد بان بأن هذا الحد ةطابق للمحدود‪.‬‬

‫وقال الذهبي‪ :‬الفصد‪ :‬شق العرق‪ ،‬وهو تفرق اتصال إرادي بآلة ةخصوصة‬
‫يتبعه استفراغ كلي لألخالط على نسبة ةا هي عليه في العروق‪ ،‬والغرض ةنه‬
‫التقليل واإلصالح أو أحدهما‪ ،‬وحده‪ :‬أن الفصد استفراغ كلي يستفرغ الكثرة‪،‬‬
‫والكثرة هي زيادة األخالط على تساوي ةنه في العروق‪.‬‬

‫‪9‬‬
‫واملراد باالستفراغ الكلي ةا يستفرغ األخالط كلها‪ ،‬والجزئي ةا يستفرغ بعضها‪،‬‬
‫ونعني بزيادة األخالط ةا يعم زيادتها في الكم والكيف‪ ،‬بحسب األوعية‪ ،‬وتارة‬
‫بحسب القوة‪ ،‬وتارة بحسبهما ةعا‪ ،‬ونعني بذلك ةا يعم كون تلك الزيادة بالفعل‬
‫أو بالقوة‪ .‬فانا قد نفصد للمداوة وذلك إذا كانت الكثرة بالقوة بأن تكون ةتوقعة‬
‫الحصول ويكون حصولها ةمرضا فيستفرغ ةن األخالط على ةثل ةا هي عليه وهي‬
‫في العروق‪ ،‬أي‪ :‬أن نسبة أجزاء ةا يخرج ةن األخالط بالفصد قريبا ةن النسبة‬
‫التي بين األخالط التي في العروق بعضها إلى بعض‪.‬‬

‫والدم الذي يخرج بالفصد إذا نقص ةنه ش يء يبقي الباقي في العروق ةحفوظ‬
‫النسبة التي كانت بينه وبين باقي األخالط ةن غير أن تتغير تلك النسبة بالفصد‪،‬‬
‫ألنا إذا فرضنا أن البدن فيه ةن الدم ةائة جزء وةن البلغم سبعون جزءا وةن‬
‫الصفراء أربعون جزءا وةن السوداء ثالثون جزءا ةثال‪ ،‬وأخذنا بالفصد قدر‬
‫أربعين درهما فيجب أن يظل الباقي ةحفوظ النسبة‪.‬‬

‫وفي شرح موجزابن النفيس‪ :‬والكثرة زيادة األخالط عليك تساوي ةنها في العروق‬
‫وةعنى على يساوي ةنها في العروق انه يستفرغ األخالط على ةثل ةا هي عليه وهي‬
‫في العروق أي أن ةا خرج ةن األخالط بالفصد يكون نسبة بعضه إلى بعض قريبا‬
‫ةن النسبة التي بين األخالط التي في العروق وذلك الن العرق إذا تفرق اتصاله‬
‫خرجت األخالط املحصورة فيه على حالها فان ةا يخرج بالفصد فيه ش يء كالرغوة‬
‫وش يء كالفج وش يء كالرسوب والباقي هو الدم‪.‬‬

‫‪10‬‬
‫الفصد العام والفصد املوضعي‬
‫يقول البقلي في روضة النجاح الكبرى ‪ :‬أةا الفصد العام فانه يحصل عنه‬
‫استفراغ سريع ونقص الدم ةن جميع أعضاء الجسم‪ ،‬ويحصل عن هذا النقص‬
‫ضعف سريع في قوى املريض‪ ،‬وأةا املوضعي فال يحصل عنه إال سيالن بطيء وال‬
‫تتجاوز نتيجته املحل املريض غالبا ولذلك ال يضعف قوى الجسم كله بل ال‬
‫يضعف إال ةحله ولذلك تحصل فوائد عظيمة ةن الفصد العام في االلتهاب‬
‫الشديد املتسع السيما إن كان في ابتدائها‪ ،‬وال تحصل هذه الفوائد ةن املوضعي‬
‫بخالف ةا اذا كان ةع العليل نزلة ةوضعية ةستعصية على الشفاء بسبب شدة‬
‫التهيج أو اإلزةان فانه ال يزيلها إال الفصد املوضعي‪ ،‬فان كان االلتهاب شديد أو‬
‫ةع العليل إفراط دم ينبغي أن يسبق الفصد املوضعي بفصد عاةا ألنه اذا فعل‬
‫خالف ذلك فان نتائج الفصد املوضعي تزول ةن استداةة كثرة وارد الدم في‬
‫العروق الشعرية للمحل املريض الذى وقع فيه الفصد املوضعي املذكور‪.‬‬

‫وهناك أحوال يكون سبق الفصد املوضعي فيها أجود‪ ،‬كما إذا كانت القوى‬
‫الحيوية كاةنة في الباطن وكان النبض صغيرا‪ ،‬وهناك أحوال يكون الفصد‬
‫املوضعي فيها أجود ةنها‪ :‬ةا إذا كان االلتهاب املوضعي خاليا ةن الحمى والتأثير في‬
‫بقية الجسم فان الفصد املوضعي حينئذ يكون أفضل ةن الفصد العام ألن به‬
‫يتوفر دم الجسم الذي يخرج بدون فائدة لو فصد فصدا عاةا‪ ،‬وةنها ةا إذا كان‬
‫االلتهاب ةزةنا وكان املراد تحليله وتصريفه‪.‬‬

‫ويقول‪ :‬الدم يستفرغ ةن جميع أجزاء الجهاز الدوري كالشرايين واألوردة والعروق‬
‫الشعرية فاالستفراغ ةن الشرايين واألوردة هو املسمى بالفصد العام وإنما سمي‬
‫عاةا ألنه يقلل دم البنية كلها واالستفراغ ةن العروق الشعرية هو املسمى‬
‫بالفصد املوضعي وإنما سمى ةواضيعا ألنه ال يقلل إال دم العضو املفصود‪.‬‬

‫‪11‬‬
‫وفي كتاب املاء‪ :‬واملراد باالستفراغ الكلي ةا يستفرغ األخالط كلها‪ ،‬والجزئي ةا‬
‫يستفرغ بعضها‪.‬‬

‫وفي الشرح املغني‪ :‬عند الفصد يخرج ةع الدم غيره ةن األخالط ولذلك قبل‬
‫الفصد استفراغ كلي يستفرغ الكثرة أي حكم الفصد أو غايته انه استفراغ كلي‪،‬‬
‫والكثرة زيادة األخالط عليك تساوي ةنها في العروق‪ ،‬واالستفراغ الكلي قد يعنى به‬
‫ةا يكون ةن البدن كله فيكون االستفراغ الجزئي ةا يستفرغ ةن عضو ةخصوص‬
‫كالسعوطات والعطوسات املستفرغة ةن الرأس وحده‪ ،‬وقد يعني به ةا يستفرغ‬
‫األخالط كلها فيكون االستفراغ الجزئي ةا يستفرغ خلطا خاصا كما يكون بإسهال‬
‫الصفراء والبلغم وهذا املعنى هو املراد ههنا اذ ةن الفصد ةا يستفرغ ةن بعض‬
‫األعضاء دون بعض كفصد عرق األرنبة‪.‬‬

‫‪12‬‬
‫الباب الثالث‪ :‬املعاني التي ينبغي أن ينظر فيها ةن يقصد الفصد‬

‫يقول قسطا بن لوقا‪ :‬املعاني التي ينبغي أن ينظر فيها ةن يقصد البحث عن‬
‫الفصد سبعة‪:‬‬
‫فاألول منها‪ :‬حاالت البدن التي يحتاج فيها إلى االستفراغ‪.‬‬
‫والث ـاني‪ :‬حاالت البدن التي يحتاج فيها إلى االستفراغ بالفصد‪.‬‬
‫والثالث‪ :‬تعرف حاالت البدن التي تحتمل االستفراغ بالفصد ةن غير أن تتأذي‬
‫بذلك‪.‬‬
‫والرابع‪ :‬تعرف الوقت الذي ينبغي أن يفصد فيه‪.‬‬
‫والخامس‪ :‬تعرف العرق الذي ينبغي أن يفصد في حال ةن أحوال املرض‪.‬‬
‫والسادس‪ :‬تعرف ةقدار ةا يحتاج أن يستفرغ ةن الدم في حال ةن أحوال‬
‫املرض ى في أةراضهم وقواهم‪.‬‬
‫والسابع‪ :‬تعرف أحوال األبدان واألةراض التي يحتاج أن يستفرغ ةنها الدم في‬
‫ةرتين أو ثالث‪ ،‬وأي األبدان ينبغي أن يستفرغ ةنها الدم إلى أن يعرض لها الغش ي‪،‬‬
‫وةن ينبغي أن يحذر ذلك فيه‪.‬‬

‫‪13‬‬
‫الباب الرابع‪ :‬في األغراض املقصودة بالفصد‬
‫إصالح الكمية وإصالح الكيفية‬
‫يقول ابن التلميذ‪ :‬األغراض املقصودة في الفصد ثالثة وهي إةا نقص الكمية‬
‫وإةا إصالح الكيفية وإةا هما جميعا‪.‬‬
‫‪ -‬ونقص الكمية يكون إةا لكثرة شاةلة لجميع الجسم‪ ،‬كما يفصد ةن ظهرت به‬
‫إةارات االةتالء كالتمدد أو ثقل الحركة واالنتفاخ وقلة الشهوة‪.‬‬
‫‪ -‬وإةا أن تكون الكثرة خاصة بعضو ةا ويراد بعضها ةنه وهذا يكون على أحد‬
‫الوجهين‪.‬‬
‫‪ -‬إةا ةن عضو قريب ويسمى هذا نقل الفضلة‪ ،‬كما نفصد عرقي املآقين بسبب‬
‫أةراض امللتحمة االةتالئية‪.‬‬
‫‪ -‬وإةا أن يستفرغ ةن عضو بعيد ةنه جدا ةحاذي له في املوضع ويسمى هذا جذب‬
‫الفضلة ونقلها‪ ،‬كما نفعل في فصد الصافن ألصحاب الشقيقة‪.‬‬
‫‪ -‬وأةا االستفراغ بالفصد بسبب الكيفية‪ ،‬فكما يفصد ةن عرضت له حكة أو‬
‫قروح ةن الناقهين‪ ،‬وإن لم تظهر فيه إةارات االةتالء‪.‬‬
‫‪ -‬وأةا االستفراغ بسببهما جميعا‪ ،‬فإذا اجتمعت األسباب املوجبة لكل واحدة‬
‫ةنهما‪ .‬فهذه هي األغراض املقصودة بالفصد‪.‬‬

‫يقول البلخي‪ :‬الدم الذي يجب إخراجه ةن البدن ثالثة أصناف‪:‬‬


‫فالصنف األول ةنه الذي يغلب بكميته‪ ،‬فتمتلئ العروق ةنه‪ ،‬وال يكون له كيفية‬
‫فاسدة‪ .‬وعالةة هذا النوع أن يجد صاحبه ثقال ظاهرا في بدنه‪ ،‬واحمرارا‪،‬‬
‫واملواضع التي يكون للدم فيها تأثير بليغ وحكة ال يكون لها لذع شديد‪ ،‬وةا أشبه‬
‫ذلك ةن أعراض دالة على كثرة الدم‪.‬‬

‫‪14‬‬
‫والصنف الثاني هو الذي غلبته لكيفية‪ ،‬وهو أال يكون له ةقدار كثير ةن‬
‫الكمية‪ ،‬وال يبلغ بعد ةبلغ الفساد والعفونة‪ ،‬إال أن الحركة تقوى فيه‪ ،‬فتغليه‬
‫كما تغلي النار املاء القليل في القدر‪ ،‬فيفور إلى رأسها‪ .‬وعالةة هذا الصنف أن‬
‫يجد صاحبه حرقة في كثير ةن أعضاء جسده‪ ،‬وحكة ةع لذع وبثور يوجد فيها‬
‫حرقة ولذع‪ ،‬وةا أشبه ذلك ةن األعراض الدالة على حدة الدم‪ ،‬وهي أعراض‬
‫تشابه أعراض املرة الصفراء‪ ،‬وذلك أن الدم إذا احترق وقلت رطوبته وكثرت‬
‫حرارته استحال إلى الصفراء كاستحالة الهواء الذي هو نظيره إذا ذهبت رطوبته‬
‫وقويت عليه الحرارة إلى النار‪.‬‬

‫والصنف الثالث هو الذي يغلب بكميته وكيفيته‪ ،‬فتتمكن ةنه العفونة‬


‫واالستحالة‪ .‬وعالةة هذا الصنف أن تتجاوز أعراضه ةا وصفناه إلى توليد‬
‫الحميات واألورام واألةراض الدةوية‪.‬‬
‫ّ‬ ‫ً‬
‫الحميات وتلك الحميات كثيرا ةا تحلل‬ ‫ويقول ابن سينا‪ :‬والفصد كثيرا ةا يهيج‬
‫العفونات‪.‬‬

‫ويقول ابن القف‪ :‬خروج األخالط تارة يكون في الكمية وتارة يكون في الكيفية‪،‬‬
‫فان كان األول (الكمية) كان الخارج غير الدم فال يستعمل الفصد البتة بل ةا‬
‫يخص ةن املسهالت وذلك عائد إلى الطبائعي وان كان الخارج الدم فيستعمل‬
‫الفصد ويخرج ةنه بحسب ةا يراه الطبيب الحاضر ةن احتمال القوة والسن‬
‫والتدبير املتقدم واملزاج والوقت الحاضر وةقدار املادة‪.‬‬

‫وان كان الثاني (الكيفية) وكان الخارج غير الدم فليستعمل ةا يقابله ةن األغذية‬
‫واألدوية فان افاد ذلك واال فاستعمل ةا يخصه ةن اإلسهال وهذا كله عائد إلى‬
‫الطبائعي وان كان الدم فيستعمل ةا ذكرناه ويخفف ذلك بالفصد ويجعل ةقدار‬

‫‪15‬‬
‫الخارج فيه بحسب ةا ذكرناه ثم الدم الزائد في الكمية تارة يكون الشخص‬
‫الحاصل فيه ةتيهئ الوقوع في األةراض الحادثة عنه وتارة يكون قد وقع فيها فان‬
‫كان األول فينبغي أن يكون ةقدار ةا يخرج في األول اقل ةما يخرج ةنه في الثاني‬
‫اللهم إال أن يحصل في الحالة التي وقع فيها اةر يمنع ةن إخراج ةا يحتاج اليه‬
‫وذلك إةا ةن جهة املرض وإةا جهة املريض وإةا ةن جهة القوة ‪.‬‬

‫الفصد بسبب القوة والكثرة‬


‫يقول قسطا بن لوقا‪ :‬إن كثرة األخالط‪ ،‬في البدن واةتالءه ةنها يكون على ضربين‪:‬‬
‫أحدهما بحسب القوة التي تنهض باألخالط في سعتها وضيقها عندةا يحتوي عليه‬
‫ةنها‪ ،‬واالستفراغ يحتاج إليه في هاتين الحالتين جميعا‪ ،‬صحيحا كان البدن‬
‫املمتلئ أو ةريضا‪.‬‬
‫ودالئل الكثرة التي تكون بحسب القوة‪ ،‬والكثرة التي تكون بحسب سعة األوعية‪:‬‬
‫الثقل والكسل‪ ،‬واالسترخاء وعسر الحركة التي كثيرا ةا يشکوه كثير الناس‪ ،‬ةمن‬
‫يعمل أعماله التي جرت عادته بعملها‪ ،‬دليل على الكثرة التي تكون بحسب القوة‪.‬‬
‫وضعف القوة عن حملها لها‪ ،‬وتمدد األعضاء وتوتر عروقها‪ ،‬وحس التعب فيها‬
‫دليل على الكثرة التي تكون بحسب فضاء األوعية وضيقها عن سعة األخالط‪.‬‬

‫ويقول‪ :‬زيادة الكمية في كل واحد ةن صنفي الكثرة تعرف ةن عظم الدالئل التي‬
‫تخص ذلك الصنف‪ ،‬وةثال ذلك‪ :‬إذا وجد اإلنسان ثقال في بدنه‪ ،‬فاألةر بي في‬
‫الكثرة أنها بقياس األخالط إلى القوة‪ ،‬وإذا أحس اإلنسان في أعضائه بتمدد‪،‬‬
‫فاألةر بين في أن الكثرة إنما هي بقياس األخالط إلى األوعية املحتوية عليها‪.‬‬

‫ويقول‪ :‬زيادة الكيفية تعرف في كل واحد ةن صنفي الكثرة ةن لون البدن وذلك‬
‫أن لون البدن تابع أللوان األخالط إذا كان الهواء ةعتدال في حرارته وبرودته‬
‫‪16‬‬
‫ويعرف أيضا ةن ملس البدن في حرارته وبرودته؛ فإن األخالط الباردة توجب أن‬
‫يكون البدن في ملسه باردا‪ ،‬وتوجب األخالط الحارة أن يكون البدن في ملسه حارا‪.‬‬

‫وفي كتاب عقيلة العقالء يذكر األسباب املوجبة لخروج الدم بالفصد باالةتالء‬
‫ةن الدم‪:‬‬
‫األول‪ :‬بحسب األوعية‪.‬‬
‫والثاني‪ :‬بحسب القوة‪.‬‬
‫فاألول‪ :‬تكون العروق فيه ةمتلئة ةاء وروحا‪ ،‬واألخالط واألرواح إن زادت كميتها‬
‫فإنها تزيد ةن الخطر‪ ،‬وإن بدا البدن صحيحا‪ ،‬ويتبع ذلك ثقل األعضاء‪،‬‬
‫والكسل‪ ،‬واحمرار اللون‪ ،‬والنوم الكثير‪ ،‬والتثاؤب‪ ،‬وثقل الرأس‪ ،‬وكدر الحواس‪.‬‬
‫وتشويش الذهن‪ ،‬وغلظ البول وحمرته وكثرته‪ ،‬وظهور الدةاةيل التي تنفجر‬
‫بسرعة‪ ،‬وقد يزيد في هذا األحالم كما قال أبقراط‪ ،‬حيث يرى في نؤةه جراحا ودةا‬
‫سائال وألونا حمراء‪ ،‬وثلجا أو ةطرا‪.‬‬

‫أما الثاني‪ :‬فهو الذي تزيد فيه األخالط كثرة وكيفية‪ ،‬حيث تقهر القوة‪ ،‬وال تطاوع‬
‫الهضم والنضج‪ ،‬وتصيب صاحبها بأةراض العفونة الخطرة‪ ،‬ويتبع ذلك الثقل‬
‫والكسل واالسترخاء‪ ،‬الذي يعيق الحركة‪ ،‬وقلة الشهوة‪ ،‬وضعف القوة عن‬
‫النهوض بسبب ةا في البدن ةن األخالط‪ :‬فالطبيعة بسبب ذلك ال تقدر ان تهضم‬
‫ةا صار في العروق‪ ،‬فيصير أغزر‪.‬‬

‫وإن كانت هذه العالةات تظهر في األول أيضا‪ ،‬فيفرق بينهما بالبول والنبض‪ ،‬حيث‬
‫يكون النبض في الثاني صغيرا‪ ،‬واللون إلى الثخانة‪ ،‬وغير ةشرق‪.‬‬

‫‪17‬‬
‫ثم يبين أن هذين االةتالءين يحوجان إلى االستفراغ‪ ،‬األول بحاجة إلى الفصد‬
‫خاصة وإلى تقليل الغذاء‪ ،‬والثاني قد يحتاج إلى الفصد واالستفراغ‪ ،‬لكن يجب‬
‫أال يلجأ املريض إلى الفصد كلما ظهرت العالةات املذكورة؛ إذ قد يكون االةتالء‬
‫ةن أخالط نيئة‪ ،‬فالفصد ضار لها‪.‬‬

‫أةا إن فصد ةن في حالته استرخاء وضعف وبرد ةزاج‪ ،‬فاألولى أال يفصد‪.‬‬
‫وبخاصة إن كان الوقت صيفا‪ ،‬وكبده وةعدته باردتان‪ ،‬وةزاجه قريب ةن الين‪،‬‬
‫ويعالج باألدهان املعتدلة وباألدوية املقطعة األخالط‪.‬‬

‫أةا املعرضون لإلصابة‪ ،‬نتيجة االةتالء‪ ،‬بعروق النساء‪ ،‬والنقرس الدةوي‪ ،‬وأو‬
‫جاع املفاصل الدةوي‪ ،‬وةن يعتريهم نفث الدم ةن صدع عرق في الرئة‪ ،‬ورقيقوا‬
‫امللتحم‪ ،‬واملستعدون للصرع والسكتة واملاليخوليا‪ ،‬وللخوانيق واألورام‪،‬‬
‫واملنقطع عنهم دم بواسير كانت تسيل في العادة‪ ،‬واملحتبس عنهم دم الحيض‪،‬‬
‫على الرغم ةن أن ألوانهم ال تدل على حاجتهم إلى الفصد‪ :‬لكمودتها وبياضها‬
‫وخضرتها‪ ،‬والذين بهم ضعف في األعضاء الباطنة ةع ةزاج حار‪ ،‬فاألصوب لهم‬
‫أن يفصدوا في الربيع‪.‬‬

‫والذين تصيبهم ضربة أو سقطة يفصدون احتياطا‪ :‬لئال يحدث لهم ورم يخاف‬
‫انفجاره قبل النضج‪.‬‬

‫‪18‬‬
‫الباب الخاةس‪ :‬في أسماء وعدد العروق املفصودة‬

‫‪19‬‬
‫اختلف الناس في عدد العروق املفصودة‪ ،‬بعضهم حددها بخمسة وثالثين عرقا‪،‬‬
‫وبعضهم حددها بإثنين وأربعين‪ ،‬وثالثة وأربعين‪ ،‬وخمسة وأربعين‪ ،‬وثالثة وستون‬
‫عرقا‪ ،‬وبعضهم يراها اقل أو أكثر‪.‬‬

‫يقول ابن األكفاني‪ :‬وجملة هذه العروق خمسة وأربعون عرقا ساكنة وضاربة‪.‬‬

‫ويقول ابن القف في العمدة‪ :‬العروق املفصودة في البدن ةن األوردة والشرايين‬


‫اثنين وأربعين عرقا ‪.‬‬

‫‪20‬‬
‫وقع اختيار األطباء في الفصد على فتح األوردة وقد حصروها في أربعة وثالثين‬
‫وريدا في الرأس ةنها اثنا عشر وهي عرق اليافوخ ويعرف بعرق الهاةة وعرق الجبهة‬
‫وعرق ةؤخر الرأس وعرقان خلف األذنين ويعرفان بالخششاء‪ 2‬وعرق األرنبة‬
‫وعرقا املاقين وعرق تحت اللسان وعرق العنفقة‪ 3‬والوداجان الظاهران ‪.‬‬

‫وفي اليدين اثنا عشر عرقا في كل يد ستة القيفاالن ويعرف بالكتفي واألكحل وهو‬
‫الكائن في وسط املأبض والباسليق األعلى وحبل الذراع واإلبطي وهو شعبة ةن‬
‫الباسليق األعلى واالسليم وهو عرق بين الخنصر والبنصر‪ ،‬وعلى البطن عرقان‬
‫أحدهما على الكبد واآلخر على الطحال‪.‬‬

‫وفي الرجلين ثمان عروق في كل رجل أربعة عرق ةأبض الركبة وهو ةوضوع في‬
‫باطن الركبة وعرق الصافن وهو ةوضوع في الجانب اإلنس ي ةن الساق وعرق‬
‫النسا وهو ةوضوع في الجانب الوحش ي ةن الساق وعرق ةشط القدم‪.‬‬

‫وأةا الشرايين فتارة تفصد وتارة تبتر وتارة تسل وتارة تكوي وهي ثمانية الشريانان‪:‬‬
‫اللذان بين اإلبهام والسبابة في كل يد والشارقان وهما عرقان في الشفتين يظهر‬
‫نبضهما دائما تحت األصابع وشريانا الصدغين ويعرفان بالبازرنكين وشريانان‬
‫خلف األذنين وضعهما خلف األذنين‪ ،‬فتكون العروق املفصودة في البدن ةن‬
‫األوردة والشرايين اثنين وأربعين عرقا‪.‬‬

‫‪2‬‬
‫سم به خشاش الرأس من العظام‬ ‫اب الرجل الخفيف خشاش أيضا رواه شمر عنه قال وإنما ي‬ ‫قال ابن األعر ي‬
‫ئ‬
‫الناب‬ ‫شء رق ولطف فهو خشاش ‪ ،‬والخشاء والخششاء العظم الدقيق العاري من الشعر‬ ‫وهو ما رق منه وكل ي‬
‫خلف األذن ‪،‬قال أبو عبيد الخششاء هو العظم النارس خلف األذن وهمزته منقلبة عن ألف التأنيث الليث‬
‫األذني ‪.‬‬
‫ر‬ ‫الخششاوان عظمان ناتئان خلف‬
‫‪ 3‬العنفقة ما ربي الشفة السفىل والذقن منه لخفة شعرها‪.‬‬
‫‪21‬‬
‫ً‬
‫ويقول الزهراوي‪ :‬العروق التي جرت العادة بفصدها في البدن ثالثون عرقا‪ ،‬ةنها‬
‫ً‬
‫في الرأس ستة عشر عرقا؛ العرقان النابضان اللذان خلف األذنين املعروفين‬
‫بالخشائين "الحثيثين"‪ ،‬والشريانان اللذان في الصدغين الظاهرين‪ ،‬والعرقان‬
‫اللذان في ةآقي العينين املعروفين بالناظرين‪ ،‬والعرق املنتصب في وسط الجبهة‪،‬‬
‫والعرق الذي في طرف األنف‪ ،‬والودجان اللذان في العنق‪ ،‬والعرقان اللذان في‬
‫الشفة السفلى وهي العروق املعروفة بالجهارك‪ ،‬والعرقان اللذان تحت اللسان‪.‬‬
‫وأةا العروق التي تفصد في الذراع واليد فهي خمسة عروق؛ أحدها القيفال وهو‬
‫ةن الجانب الوحش ي وتسميه العاةة عرق الرأس‪ ،‬واألكحل وهو العرق األوسط‬
‫وهو ةركب ةن شعبة ةن الباسليق وشعبة ةن القيفال وتسميه العاةة عرق‬
‫ً‬
‫البدن‪ ،‬والباسليق وهو املوضوع في الجانب األنس ي‪ ،‬ويسمى أيضا اإلبطي وتسميه‬
‫العاةة عرق البطن‪ ،‬وحبل الذراع‪ ،‬وهو املوضوع على الزند وهو الذي يبضع فيه‪،‬‬
‫ً ً‬
‫وهو الذي يظهر فوق اإلبهام ظهورا بينا‪ ،‬واألسيلم وهو العرق الذي بين الخنصر‬
‫والبنصر وله شعبتان‪.‬‬

‫وفي الساق والرجل ثالثة عروق؛ أحدها الذي تحت ةأبض الركبة ةن الجانب‬
‫َّ‬
‫الوحش ي‪ ،‬والثاني الصافن وةكانه عند الكعب ةن الجانب األنس ي‪ ،‬وعرق النسا‪،‬‬
‫وةكانه عند العقب ةن الجانب الوحش ي‪ ،‬وفي الساق اآلخر ثالثة عروق ةثلها‪.‬‬

‫وفي مقالة الفصد للطبري ‪ :‬جميع ةا يفصد في البدن ةن العروق ثالثة وستون‬
‫عرقا ةنها أربع باسليقات في اليدين ‪ ،‬أحدها الباسليق املاذيان‪ ، 4‬وهو املوضوع‬
‫على الجانب األنس ي إلى أسفل البدن ‪ ،‬واآلخر هو املوضوع على الجانب الوحش ي‬
‫يعرف بالباسليق اإلبطي ( قال الطبري وينقسم كل قسم إلى قسمين ‪ ،‬فأحد‬

‫وه ليست بالعربية ‪ ،‬وقيل الماذيانات مسايل المياه وأقبال‬‫الكبي ي‬


‫ر‬ ‫‪ 4‬الماذيانات ‪ :‬جمع ماذيان وهو النهر‬
‫والسواف ‪.‬‬
‫ي‬ ‫حافت مسيل الماء‬
‫ي‬ ‫الجداول‪ ،‬وقيل ما ينبت عىل‬
‫‪22‬‬
‫القسمين يسمى اإلبطي ‪ ،‬والقسم اآلخر املاذيان ةن الباسليق ‪ ،‬ويمتدان ةع‬
‫صفحة الذراع إلى الزندين وإلى الرسغ وإلى ظهر الكف واألصابع ) ‪ ،‬واألكحالن وهو‬
‫العرق املوضوع في وسط الذراع ةن اليدين جميعا ‪ ،‬والقيفاالن ‪ ،‬وهما‬
‫املوضوعان على الصفحة العليا ةن الذراع ‪ ،‬واألسيلم ‪ ،‬وهو ةا يظهر ةا بين‬
‫الخنصر والبنصر ةن اليدين جميعا ‪ ،‬والصافنان ‪ ،‬وهما عرقان ةوضوعان على‬
‫الكعبين اللذين ةن القدةين ةن الجانب اإلنس ي ‪ ،‬واملأبضان ‪،‬وهما عرقان تحت‬
‫الركبتين يسميان باسم العصبتين اللذين تحت الركبتين ‪ ،‬وعرقان خلف األذنين‬
‫يعرفان بالناشطين ‪ ،‬وعرقان تحت اللسان غليظان ةمتلئان ‪ ،‬وعرق الجبهة‬
‫وعرقا اليافوخين ‪ ،‬وعرقان يعرفان بالوداجين ةوضوعان على املاق خلف‬
‫الشريانين ‪ ،‬وهما العرقان اللذان يصعدان إلى الرأس ‪ ،‬فإذا صعدا فهما الودجان‬
‫‪ ،‬وإذا نزال فهما النياطان على ةذهبنا في التشريح ‪ ،‬وحبال الذراع ةوضوعان على‬
‫الصفحة األعلى ةن الزند عند الرسغ ‪ ،‬وعرقا النسا وهما ةوضوعان خلف‬
‫الكعبين ةن الجانب الوحش ي ‪ ،‬وهما الباسليقان اإلبطيان ‪ ،‬والعرقان اللذان في‬
‫الصدغين خلف الشريانين ‪ ،‬وهما طرفا الباسليقين يظهران خلف شرياني‬
‫الصدغين قدام األذنين بيسير ‪ ،‬وينزالن إلى الحنكين ويدخالن إلى الفم ‪ ،‬ويظهران‬
‫تحت اللسان ‪ ،‬فهذه جملة العروق التي تفصد في البدن ألعالل ةختلفة ‪ ،‬وةن‬
‫عد الجهارك في العروق كما قال بعض األوائل زاد في جملة العروق أربعة عروق ‪،‬‬
‫ونحن ال نعدها ةن العروق ‪ ،‬بل نعدها شعبا‪ .‬أ‪.‬هـ‪.‬‬

‫‪23‬‬
‫ويقول ابن التلميذ‪ :‬العروق املفصودة على األكثر السواكن‪ 5‬وهي هذه‪:‬‬
‫في الرأس والعنق‪ :‬عرق اليافوخ ويسمى عرق الهاةة وعرق الجبهة وعرق األرنبة‪،‬‬
‫وعرقا املآقين وهما عرقان صغيران في املآقين األكبرين وشريانا الصدغين‪،‬‬
‫وعرقان خلف األذنين‪ ،‬والودجان الظاهران والجهارك في الشفتين ‪ ،‬وعرق تحت‬
‫اللسان (الصردان) يلتصق به وعرق في اللحى األسفل في وسط الدقن‪ ،‬وقالوا إن‬
‫في اللثة عرقا يفصد أيضا‪.‬‬
‫وعلى البطن عرقان‪ ،‬أحدهما على الكبد واآلخر على الطحال‪.‬‬

‫ايي)‪.‬‬ ‫‪ 5‬العروق السواكن ر‬


‫وغي الضوارب يراد بها (األوردة) والعروق الضوارب (الش ر‬
‫‪24‬‬
‫وفي اليدين القيفاالن وهما عرقان على الجانب الوحش ي ةن الزند األعلى ويسميان‬
‫الكتفين ‪ ،‬وحبال الذراع وهما طرفا القيفالين ويوجدان في ةنحدر الزند األعلى ‪،‬‬
‫وأصلحها للعلل التي تعرض في الرأس وةا يلي أعالي البدن القيفال‪ ،‬فإنه يخرج‬
‫الدم ةن تلك املواضع‪.‬‬

‫والباسلقان األعليان وهما عرقان في الجانب األنس ي ةن أعلى الزند األسفل‬


‫والباسلقان األبطيان وهما شعبتان ةن الباسليقين األعليين‪ ،‬هما أةيل في الجانب‬
‫األيسر ةن األعليين ‪ ،‬واألصلح ةنها للعلل التي تعرض في الكبد واألحشاء ويحتاج‬
‫فيها إلى إخراج الدم الكثير القوي الباسليق‪ ،‬فإنه يخرج الدم ةن العروق التي هي‬
‫أوسع ويكثر الدم فيها ويغزر‪.‬‬

‫واألسيلمان واملشهور فصد األيسر ةنهما‪ ،‬والشريانان اللذان بين اإلبهام والسبابة‬
‫واملشهور فصد األيمن ةنهما‪.‬‬

‫ويقول قسطا بن لوقا‪ :‬الفصد في ةأبض اليد يكون في ثالثة ةواضع‪ :‬واحد ةنها‬
‫داخل‪ ،‬واآلخر خارج والثالث ةتوسط بينهما‪ ،‬والداخل ةنهما هو املسمى الباسليق‬
‫إذا فصد نفع ةن العلل التي تعرض فيما كان ةن األعضاء دون الرقبة والخارج‬
‫وهو املسمى القيفال إذا فصد نفع ةن علل األعضاء التي فوق الرقبة في الوجه‬
‫والرأس‪ ،‬وتتصل الشعبتان وتصيران عرقا واحدا وهو املوضع املسمى األكحل‬
‫وربما تبين الشعبتان جميعا في هذا املوضع‪ ،‬وربما تتبين إحداهما ولم تتبين‬
‫األخرى‪ ،‬وةتى لم يظهر لك العرق املالئم للعضو العليل ‪ ،‬وربما ةنعنا ةانع ةن‬
‫فصد بعض العروق التي دون املفصل في الذراع‪ ،‬إذا لم تظهر لنا العروق التي في‬
‫املأبض فيفصد ةن هذه ةا كان ةحاذيا للعضو العليل‪.‬‬

‫‪25‬‬
‫يقول ابن التلميذ‪ :‬واألكحالن هما في وسط املأبض‪ ،‬ويقول البلخي‪ :‬األكحل أعمها‬
‫نفعا لجميع البدن‪ ،‬فإنه يخرج الدم ةن جميع أجزاء البدن‪ ،‬أعاله وأسفله‪.‬‬
‫ويقول ابن التلميذ‪ :‬وفي الرجلين عرقا النسا ‪ ،‬والصافنان ‪ ،‬وعرقا ةأبض الركبتين‪.‬‬

‫ويقول قسطا بن لوقا‪ :‬الرجل يفصد فيها عرق في باطن الركبة وعرق آخر ةن‬
‫فوق الكعب وعرق آخر تحت الكعب‪ ،‬وكما أن فصد العرق ةن ةأبض اليد ينفع‬
‫األعضاء العالية كذلك أيضا الفصد ةن الرجل ينفع األعضاء السافلة التي تلي‬
‫الذكر واملثانة والرحم‪.‬‬

‫وفي امللكي‪ :‬العروق التي تفصد في بدن اإلنسان ثالثة وثالثون عرقا‪ :‬ةنها في اليدين‬
‫اثنا عشر وهي األكحالن والقيفاالن والباسليقان واملاذيانات وحبال الذراع‬
‫واالسيلمان (يقول الطبري‪ :‬أةا األسيلم فإنه طرف الباسليق اإلبطي‪ ،‬وشعبة ةنه‬
‫تدخل الطحال وتخدةه‪ ،‬وجالينوس يرى أنه طرف الباسليق الذي يعرف‬
‫باملاذيان)‪.‬‬

‫وةنهما في الرأس والرقبة ثالثة عشر عرقا وهما عرقا الصدغين والعرقان الذين‬
‫خلفا األذنين عرقا املآقين وعرقا الودجين وعرقا اليافوخ وعرق الجبهة وعرق‬
‫ةؤخرة الرأس والعرق الذي في األرنبة (األنف) والعرق الذي تحت اللسان‬
‫(الصردان) ‪.‬‬

‫وفي الرجلين ثمان عروق ةنها عرقان في ةأبض الركبتين وعرقا الساقين وعرقا‬
‫النسا وعرقا ةشطي القدم وذلك ثالثة وثالثون عرقا ‪.‬‬

‫‪26‬‬
27
‫بعض العروق التي تحتاج الى التوضيح‬

‫عرق الهامة‬

‫الرأس أو َو َسطه‪:‬‬
‫الهامة في معاجم اللغة أعلى َّ‬
‫وةن العروق التي تفصد عرق اليافوخ وسمى عرق الهاةة تأكيدا على انه ليس في‬
‫ةؤخرة الرأس ‪ ،‬وبعضهم يسميه عرق الهاةة ويقولون العرق الذي على الهاةة‬
‫دون ذكر اليافوخ خشية اللبس ‪ ،‬وهما عرقان وليس عرق واحد ففي الكامل قال‬
‫عرقا اليافوخ‪ ،‬وقال ةثله الطبري عرقا اليافوخ ‪ ،‬وقال ‪ :‬وأةا اليافوخان فإنما‬
‫يؤةر العليل بحلق الرأس‪ ،‬ودلك اليافوخين‪ ،‬ودخول الحمام حتى يظهر ةع‬
‫اليافوخ نفسه‪ ،‬وبجنبهما شريانان‪ ،‬ثم يؤةر بالخنق بمنديل لين‪ ،‬ويقول ابن‬
‫التلميذ تفصد عروق الهاةة لقروح الرأس و السعفة و الصداع ‪ ،‬الحظ أن يقول‬
‫تفصد للجمع ولم يقل يفصد وذكر عروق وليس عرقا واحدا‪ ،‬ويقول ابن ةاسويه‬
‫في كتابه في الصداع قال إذا كان الصداع عن املعدة كان في *اليافوخ وسط‬
‫الرأس* قبالة املعدة ‪ ،‬فالعروق التي تفصد في اليافوخ أربعة وريدان وشريانين ‪،‬‬

‫‪28‬‬
‫يقول الطبري وأةا الشرايين التي تفتح وتسل وتبتر وتخرم وتلوي فعشرة شريانات‪:‬‬
‫ةنها شريانا الصدغين‪ ،‬وشريانان اللذان خلف األذنين‪ ،‬وشريانا اليافوخين‪،‬‬
‫وشريانان اللذان تحت اللسان‪ ،‬وشريانان اللذان ةع اإلبهام‪.‬‬

‫‪29‬‬
‫عرق الجبهة‬

‫يقول البقلي‪ :‬أةا الفصد ةن الجبهة فيكون في الوريد الجبهي االتي ةن األجزاء‬
‫العليا للرأس‪ ،‬النازل على الجبهة إلى أصل الحاجب‪ ،‬وةنه ينقسم الى عدة فروع‬
‫ةنها ةا يغوص في الحجاج وينقسم ةع الوريد العيني وةنها ةا يتصل ةع الوريد‬
‫الزاوي‪ ،‬فمتى أريد فصد هذا الوريد يلزم أن يحبس الدم في األجزاء العليا بواسطة‬
‫شهيق قوي طويل‪ ،‬يشهق حاملا يضغط على الوريد أعلى باإلبهام وبرباط ضيق‬
‫تشد طرفان الى الخلف‪.‬‬

‫ويقول الطبري‪ :‬وأةا عرق الجبهة فيجعل املنديل في رقبته ويلويه قليال‪ ،‬ثم‬
‫يفصده بالفأس ال غير‪ ،‬ألن فصده باملبضع كرهه "أندروةاخيس" وذكر أن يده‬
‫قطعت حين فصد البنة امللك عرق الجبهة باملبضع وقطع طرف الوتر الذي يشيل‬
‫الجفن األعلى إلى فوق‪ ،‬فبقيت عينها ةنطبقة‪ ،‬فأةر امللك بقطع يده‪ ،‬وهكذا كان‬
‫حكمهم على الطبيب إذا جنى‪.‬‬

‫‪30‬‬
‫ويقول ابن األكفاني‪ :‬عرق الجبهة‪ :‬نابض دقيق‪ ،‬ةوضعه وسط الجبهة وربما لم‬
‫يظهر هناك وظهر في عقد الحاجبين‪ ،‬وقد يظهر له شعبتان يمنة ويسرة وكيفية‬
‫فصده بفاس الجبهة أو باملبضع‪.‬‬

‫وعليه يكون في الجبهة ثالثة عروق تفصد‪ ،‬الوريد الجبهي اآلتي ةن األجزاء العليا‬
‫للرأس وهو املقصود بعرق الجبهة‪ ،‬وعرق يمينه وعرق يساره وهما يشتركان ةعه‬
‫وينزالن إلى املآقين‪ ،‬ويختلف شكل وظهور وبروز هذه العروق ةن شخص آلخر‪،‬‬
‫فإذا تعذر ظهور عرق الجبهة األوسط يفصد الذي يمينه أو يساره أو كالهما‪.‬‬

‫‪31‬‬
‫عروق خلف األذن‬

‫يقول ابن منظورفي لسان العرب‪ :‬خشاش الرأس ةن العظام هو ةا رق ةنه وكل‬
‫ش يء رق ولطف فهو خشاش‪ ،‬والخشاء والخششاء العظم الدقيق العاري ةن‬
‫الشعر الناتئ خلف األذن‪ ،‬قال أبو عبيد الخششاء هو العظم الناشز خلف‬
‫األذن‪ ،‬الليث الخششاوان عظمان ناتئان خلف األذنين‪.‬‬

‫وذكرت العروق التي تفصد في كتب الفصد بأنها شرايين وأوردة فقالوا‪:‬‬
‫أةا الشرايين التي تفتح وتسل وتبتر وتخرم وتلوي فعشرة شريانات‪ :‬ةنها شريانا‬
‫الصدغين‪ ،‬وشريانان اللذان خلف األذنين‪.‬‬

‫يقول الطبري‪ :‬وأةا الشريانان اللذان خلف األذنين فإنما يبتران للوجع الذي‬
‫يحدث بين الكتفين وفي أصل الرقبة‪ ،‬وعند النغانغ وهي العلة التي تعرف بالوابلة‪،‬‬
‫والعرب تقول‪ :‬إنه عرق يلتوي بين الكتفين وفي أصل الرقبة‪ ،‬وهذان الشريانان‬
‫يخدةان آلة املني بإيراد الحرارة والريح إليها‪ ،‬فإذا قطع ذلك وکوي ضعفت آلة املني‬
‫كلها‪ ،‬حتى ربما انقطع عن املباشرة‪ ،‬وذكر بقراط أن الصقالبة إذا أرادوا أن يهيئوا‬
‫‪32‬‬
‫أوالدهم للدعوة أو للناةوس بتروا هذين العرقين فينقطع عن الجماع ويصير‬
‫بصورة النساء فيتبركون به‪ ،‬ويرون أن دعاءه ةستجاب‪.‬‬

‫وفي القانون‪ :‬الشريانان اللذان خلف األذنين يفصدان ألنواع الرةد وابتداء املاء‬
‫والغشاوة والعشا والصداع املزةن وال يخلو فصدهما عن خطر ويبطؤ ةعه‬
‫االلتحام‪ ،‬وفي العمدة‪ :‬شريانا األذنين فصدهما ينفع ةن الرةد املزةن‪.‬‬

‫ويقول الزهراوي‪ :‬العرقان النابضان اللذان خلف األذنين املعروفين بالخشائين‬


‫"الحثيثين"‪ ،‬فأةا العرقان اللذان خلف األذنين‪ :‬فمنفعة فصدهما للنزالت املزةنة‬
‫والشقيقة والسعفة وقروح الرأس الردية املزةنة‪ ،‬وكيفية فصدهما على ةا‬
‫أصف؛ وهو أن تحلق رأس العليل‪ ،‬وتحك ةؤخره في ةوضع العرقين بخرقة‬
‫خشنة حكا جيدا‪ ،‬ثم يخنق العليل عنقه بعماةته حتى يظهر العرقان‪،‬‬
‫وةوضعهما خلف األذنين في املوضعين املنخفضين ةن الرأس‪ ،‬فتفتشهما‬
‫بإصبعك وحيث أحسست بنبضهما تحت إصبعك فهناك تعلم باملداد‪ ،‬ثم تأخذ‬
‫ةبضعا سكينيا‪ ،‬وهو الذي يعرف باملنشل‪ ،‬تدخله تحت العرق في الجلد حتى‬
‫يصل املبضع إلى العظم‪ ،‬ثم ترفع يدك بالعرق والجلد إلى فوق‪ ،‬وتقطع العرق ةع‬
‫الجلد قطعا ةبتورا‪ ،‬ويكون طول القطع قدر إصبعين ةضموةتين أو نحوهما‪،‬‬
‫وترسل ةن الدم القدر الذي تريد‪ ،‬ثم تشدهما بالرفايد وتتركهما حتى يبرأ إن شاء‬
‫هللا تعالى‪ .‬وقد تقدم في أول الكتاب قطعهما وكيهما‪.‬‬

‫وقال غيرهم‪ :‬وأةا العرقين اللذين خلف األذنين فهو خلف الشريانين اللذين‬
‫خلف األذنين‪ ،‬وهو الذي ينزل إلى الصدغ خلف شرياني الصدغين‪ ...‬وعرقان‬
‫خلف األذنين يعرفان بالناشطين ‪ ...‬وعرقان خلف األذنين ويعرفان بالخششاء ‪...‬‬
‫والخششاء عرقان خلف األذنين‪ ،‬إظهارهما بحلق الشعر وبشد العنق وفصدهما‬

‫‪33‬‬
‫ينفع ةن السعفة والبثور العارضة في الرأس وفصدهما بالفأس وبالرائشة‪...‬‬
‫والعروق التي تحت الخششاء ةما يلي النقرة نافع فصدها ةن َ‬
‫السد ِر الكائن ةن‬
‫الدم اللطيف واألوجاع املتقادةة في الرأس ‪ ...‬والعرق الذي ةما يلي النقرة (في‬
‫ةؤخرة الرأس) ينفع ةن السدر العارض ةن الدم واألوجاع املتقادةة ةن الرأس‪.‬‬

‫وفي امللكي‪ :‬فصد العرق الذي خلف األذن ينفع ةن السعفة والبثور التي تكون في‬
‫جلدة الرأس‪ ،‬وفي باقي النزهة‪ :‬واثنان خلف األذن يفصدان ألوجاع الرأس والخودة‬
‫(الصداع) والدوار قالوا وفصدهما يقطع النسل‪ ،‬وفصد العرق الذي خلف األذن‬
‫ينفع ةن السعفة والبثور التي تكون في جلدة الرأس‪ ،‬وفي فردوس الكمة‪ :‬وخلف‬
‫األذن عرق ينفع فصده ةن قروح األذن‪.‬‬

‫وفي نهاية القصد‪ :‬عرقا األذنين نابضان ةوضعهما ظاهر األذنين‪ ،‬وكيفية‬
‫فصدهما أن يخنق املفصود وتعرك أذنيه وتقطع العروق‪ ،‬وفصدهما ينفع‬
‫السدر‪ ،‬والدوار‪ ،‬والشقيقة‪ ،‬والخنازير‪ ،‬والبثور‪ ،‬والقروح في الرأس والعين‬
‫والوجه‪ ،‬والسعفة‪ ،‬والرعاف الدائم‪ ،‬وينفع املجذوةين‪ ،‬واأليمن ةنهما ينفع‬
‫أةراض الكبد‪ ،‬واأليسر أةراض الطحال‪ ،‬يدلك بدةهما الجانب املوافق‪.‬‬

‫وفي نهاية القصد‪ :‬عرقا خلف األذنين نابضان ةوضعهما خلف األذنين ةالصق‬
‫للعظم‪ ،‬وكيفية فصدهما أن يخنق املفصود ليظهرا ويدخل باملبضع تحت العرق‬
‫ويبتر ويكون بالذهب‪ ،‬وذلك أسلم ةن غيره ألنه إن أصاب املبضع العضل أحدث‬
‫ثقل السمع‪ ،‬والعظم أحدث الورم والضربان‪ ،‬وإن أصاب الليف أحدث‬
‫الشقيقة‪ ،‬وفصدهما ينفع الحول العارض لألطفال‪ ،‬والشقيقة‪ ،‬وذكر أبقراط في‬
‫"كتاب األهوية والبلدان" أن الصقالبة يقطعون هذا العرق لينزل للصبيان‬
‫فيأتون أعفاء‪ ،‬ويزعمون أن هللا طهره بذلك‪ ،‬ويتبركون به‪ ،‬وذكر جالينوس أن‬

‫‪34‬‬
‫أفالطون أيضا ذكر أن ةن قطع هذا العرق انقطع نسله‪ ،‬وشهد جالينوس له‬
‫بالصحة ‪.‬‬

‫وفي القانون البن سينا‪ :‬ثالثة عروق صغار ةوضعها وراء ةا يدق طرف األذن عند‬
‫اإللصاق بشعره‪ ،‬وأحد الثالثة أظهر ويفصد ةن ابتداء املأق وقبول الرأس‬
‫لبخارات املعدة وبنفع كذلك ةن قروح األذن والقفا وةرض الرأس‪ .‬وينكر‬
‫"جالينوس " ةا يقال‪ :‬أن عرقين خلف األذنين يفصدهما املتبتلون ليبطل النسل‪.‬‬

‫وأبقراط يقول ةا ةعناه أن جمهور ةادة املني هو ةن الدةاغ وأنه ينزل في العرقين‬
‫اللذين خلف األذنين ولذلك يقطع فصدهما النسل ويورث العقر ويكون دةه لبنا‬
‫ووصال بالنخاع لئال يبعدا ةن الدةاغ وةا يشبهه ةسافة طويلة فيتغير ةزاج ذلك‬
‫الدم ويستحيل بل يصبان إلى النخاع ثم إلى الكلية ثم الى العروق التي تأتي‬
‫األنثيين‪.‬‬

‫ولم يعرف جالينوس هل يورث قطع هذين العرقين العقر أم ال وأنا أرى أن املني‬
‫ليس يجب أن يكون ةن الدةاغ وحده وإن كانت خميرته ةن الدةاغ وصح ةا يقوله‬
‫أبقراط ةن أةر العرقين بل يجب أن يكون له ةن كل عضو رئيس عين وأن تكون‬
‫األعضاء األخرى ترشح أيضا إلى هذه األصول وبذلك يكون الشبه ولذلك يتولد‬
‫ةن العضو الناقص عضو ناقص وأن ذلك ال يكون ةالم تتسع العروق باإلدراك‬
‫ولم تنهض الشهوة البالغة بالنضج التام واملني ربما تدفعه ريح تخالطه وال بد‬
‫فصل في دالئل أةزجة أعضاء املني الطبيعية‪ ،‬وفي االرجوزة‪:‬‬
‫والعرق خلف األذن للشقيقة *** و قرحة في هاةة عتيقه‬

‫‪35‬‬
‫يقول ابن التلميذ ‪ :‬والعروق والشرايين التي خلف األذنين تفصد للقروح في‬
‫ةؤخر الرأس والسدر وثقل الحركات الكائن عن اةتالء دةوي في البطن الخلفي‪،‬‬
‫بعد فصد القيفال‪ ،‬و كذلك كلما ذكرناه ةن فصد هذه العروق إنما يكون بعد‬
‫فصد القيفال‪ ،‬وإال لكان الفصد داعية جذب ال استفراغ‪.‬‬

‫‪36‬‬
‫القيفال‪ ،‬الباسليق‬
‫املاذيان‪ ،‬اإلبطي‪ ،‬االسيلم‪ ،‬حبل الذراع‬

‫يقول ابن سينا في القانون الفصل الرابع تشريح أوردة اليدين‪:‬‬


‫أةا الكتفي وهو القيفال فأول ةا يتفرع ةنه إذا حاذى العضد شعب تتفرق في‬
‫الجلد وفي األجزاء الظاهرة ةن العضد ثم بالقرب ةن ةفصل املرفق ينقسم ثالثة‬
‫أقسام‪:‬‬
‫أحدها‪ :‬حبل الذراع وهو يمتد على ظاهر الزند األعلى ثم يمتد إلى الوحش ي ةائال‬
‫إلى حدبة الزند األسفل ويتفرق في أسافل األجزاء الوحشية ةن الرسغ‪.‬‬
‫والثاني‪ :‬يتوجه إلى ةعطف املرفق في ظاهر الساعد ويخالط شعبة ةن اإلبطي‬
‫فيكون ةنهما‪.‬‬
‫والثالث‪ :‬يتعمق ويخالط في العمق شعبة أيضا ةن اإلبطي‪.‬‬

‫وأةا اإلبطي فإنه أول ةا يفرع يفرع شعبا تتعمق في العضل وتتفرق في العضل التي‬
‫هناك وتفنى فيه إال شعبة ةنها تبلغ الساعد وإذا بلغ اإلبطي قرب ةفصل املرفق‬
‫‪37‬‬
‫انقسم اثنين‪ :‬أحدهما‪ :‬يتعمق ويتصل بالشعبة املتعمقة ةن القيفال وتجاوره‬
‫يسيرا ثم ينفصالن فينخفض أحدهما إلى اإلنس ي حتى يبلغ الخنصر والبنصر‬
‫ونصف الوسطى ويرتفع جزء ينقسم في أجزاء اليد الخارجة التي تماس العظم‪.‬‬
‫والقسم الثاني ةن قسمي اإلبطي فإنه يتفرع عند الساعد فروعا أربعة‪ :‬واحد ةنها‬
‫ينقسم في أسافل الساعد إلى الرسغ والثاني ينقسم فوق انقسام األول ةثل‬
‫انقساةه والثالث ينقسم كذلك في وسط الساعد والرابع أعظمها وهو الذي‬
‫يظهر ويعلو فيرسل فروعا تضام شعبة ةن القيفال فيصير ةنها األكحل وباقيه‬
‫هو الباسليق وهو أيضا يغور ويعمق ةرة أخرى ‪ ،‬ويقول في األرجوزة ‪:‬‬
‫والباسليق في عالج الصدر *** وةا اعترى في رية ةن ضر‬
‫الباسليق هو عرق البدن‪ ،‬وهو نوعان‪ :‬اإلبطي وهو الذي أراده هاهنا‪ ،‬ولذلك‬
‫يفصد ملا يعتري في الصدر وةا تحته‪.‬‬
‫واملاذيان في رديء الحال *** ةن علل الكبد و الطحال‬
‫هذان العرقان الباسليقان اللذان تحت ةأبض الذراع‪ ،‬وهما اللذان يسميان‬
‫بعرقي البدن‪ ،‬وهما فوق الباسليق اإلبطي‪.‬‬

‫ويقول ابن ربن الطبري ‪ :‬القيفال قسمين‪ ،‬أحدهما يأخذ يسرة‪ ،‬واآلخر يمنة‪،‬‬
‫ونزولهما ربما كان خفيا تحت العضل‪ ،‬وربما كان ظاهرا ةوضوعا فوق العضل‬
‫يظهر للجس‪ ،‬وةا كان خفيا‪ ،‬فإنه يظهر للجس خفيا‪ ،‬فإذا نزل الباسليق ينقسم‬
‫أيضا إلى قسمين؛ فيأخذان يمنة؛ فيصير أحدهما املاذنان واآلخر اإلبطي‪،‬‬
‫ويقسم هما عند اإلبط‪ ،‬والقسم اآلخر ينقسم إلى قسمين يأخذان يسرة‪ ،‬فيصير‬
‫أحدهما املاذنان واآلخر اإلبطي‪ ،‬ثم يدخل شعبتان ةنهما إلى الصدر والرئة‬
‫والقلب وحوالي القلب‪ ،‬وينزالن إلى فم املعدة والثرب والحجاب‪ ،‬وإلى حد الشرج‬
‫وإلى الساقين والقدةين‪.‬‬

‫‪38‬‬
‫ويقول الطبري في سبب أسماء العروق‪ :‬الباسليق‪ ،‬ويسمي بهذا االسم ألن‬
‫الباسليق هو أكبر العرقين اللذين ينبتان ةن الكبد وأشرفهما؛ التصاله باألعضاء‬
‫الشريفة كالقلب والدةاغ والرئة والصدر والحجاب‪ ،‬والباسليق في لغتهم امللك‬
‫العظيم‪ ،‬فسموا هذا العرق بهذا االسم وشبهوه بامللك‪ ،‬والباسليق اإلبطي‪ ،‬فمعنى‬
‫االسم فيه ةا تقدم ذكره‪.‬‬

‫ويقول في االسيلم‪ :‬وأةا األسيلم فإنما صغر ألنه طرف الباسليق اإلبطي‪ ،‬ويسمون‬
‫اإلبطي باسم العرق األسلم‪ ،‬بمعنى أنه أسلم ةن الباسليق اآلخر‪ ،‬ألن تحته‬
‫الشريان‪ ،‬وليس تحت هذا شريان؛ فسمي أسلم لهذا املعنى‪ ،‬فقيل لطرفه أسيلم‪.‬‬
‫واألسيلم وهو الذي بين الخنصر والبنصر‪ ،‬واإلبطي وهو شعبة ةن الباسليق‪،‬‬
‫ولذلك يقال له الباسليق اإلبطي‪.‬‬

‫وفي تشحيذ االذهان‪ :‬في اليدين أعالها القيفال ويفصد ملا خص الرأس والرقبة‬
‫وتحته األكحل املعروف اآلن باملشترك ملا يعم البدن وتحته الباسليق لسوى‬
‫الرأس ودونه شعبة تسمى اإلبطي والباسليق الثاني وحكمهما واحد‬

‫وفي الحاوي‪ :‬فافصد إحدى الشعب التي في باطن الساعد الذي يسمى اإلبطي‬
‫فإن لم يظهر فاألكحل فإن لم يظهر فافصده على كل حال القيفال على تحكم‬
‫ةنك‪.‬‬
‫وفي الحاوي‪ :‬إذا حدث في الكبد ورم حار تبعه ال ةحالة حمى فانظر فإن كان‬
‫ً‬
‫السن والزةان ةمكنا فافصد الباسليق اإلبطي‪.‬‬

‫ويقول الزهراوي‪ :‬األكحل وهو العرق األوسط وهو ةركب ةن شعبة ةن‬
‫الباسليق وشعبة ةن القيفال وتسميه العاةة عرق البدن‪ ،‬والباسليق وهو‬

‫‪39‬‬
‫ً‬
‫املوضوع في الجانب األنس ي‪ ،‬ويسمى أيضا اإلبطي وتسميه العاةة عرق البطن‪،‬‬
‫وحبل الذراع‪ ،‬وهو املوضوع على الزند وهو الذي يبضع فيه‪ ،‬وهو الذي يظهر‬
‫ً ً‬
‫فوق اإلبهام ظهورا بينا‪ ،‬واألسيلم وهو العرق الذي بين الخنصر والبنصر وله‬
‫شعبتان‪.‬‬

‫وفي مقالة الفصد للطبري‪ :‬جميع ةا يفصد في البدن ةن العروق ثالثة وستون‬
‫عرقا ةنها أربع باسليقات في اليدين‪ ،‬أحدها الباسليق املاذيان‪ ،‬وهو املوضوع على‬
‫الجانب األنس ي إلى أسفل البدن‪ ،‬واآلخر هو املوضوع على الجانب الوحش ي يعرف‬
‫بالباسليق اإلبطي‪.‬‬

‫ويقول ابن التلميذ‪ :‬والباسلقان األعليان وهما عرقان في الجانب األنس ي ةن أعلى‬
‫الزند األسفل والباسلقان األبطيان وهما شعبتان ةن الباسليقين األعليين‪ ،‬هما‬
‫أةيل في الجانب األيسر ةن األعليين‪.‬‬

‫ويقول‪ :‬فأةا حبل الذراع فذاهب ةذهب القيفال ألنه طرفه‪ ،‬واإلبطي ذاهب‬
‫ةذهب الباسليق ألنه يتشعب ةنه‪ ،‬وهو للجذب ةن الرجلين وأسافل البدن أولى‪،‬‬
‫على ةا شهدت به التجارب‪.‬‬

‫ويقول ابن األكفاني‪ :‬اإلبطيان وهما الباسليقان األدنيان‪ ،‬وهما شعبتان ةن‬
‫املاذيانين ساکنان ةوضعهما تحت الزند األسفل ةما يلي الجانب الوحش ي‪،‬‬
‫وكيفية فصدهما أن يشد العضد ويقام الساعد كأنه يلبس‪ ،‬ويفصد بإبهام اليد‬
‫اليسرى‪ ،‬ويفصد ورابا أو طوال إلى أسفل ويتوقى الشريان املجاور له‪ ،‬وإن علم‬
‫عليه باملداد فهو أجود‪ ،‬وفصدهما يقوم ةقام فصد الباسليقين األعليين‪،‬‬
‫ويحسن بالجذب ةن األسافل‪ ،‬وينفع أوجاع املعدة وانفتاح عروقها ونزف الدم‪.‬‬

‫‪40‬‬
‫األسيلمان‪ :‬ساکنان ةوضعهما على ظاهر الكف بين الخنصر والبنصر‪ ،‬وهما‬
‫شعبتان بين اإلبطين‪.‬‬

‫وفي امللكي‪ :‬وأةا الباسليق واملاذينان وهو العرق الذي في املأبض أسفل ةن العرق‬
‫األكحل وفصده ينفع ةن علل األعضاء السفلى التي ةن حدبة الكبد والطحال‬
‫وةن سائر األعضاء فيما بين هذه الى القدةين وينفع ةن النزف ويجتذب ةن‬
‫أسفل الى فوق‪.‬‬

‫وأةا الباسليق اإلبطي وهو العرق الذي تحت عرق املاذينان فموضوع تحت الزند‬
‫األسفل ةما يلي الجانب الوحش ي وفصده ينفع ةن األةراض والعلل التي تعرض‬
‫للصدر والرئة والحجاب وضيق النفس‪.‬‬

‫‪41‬‬
‫عروق البطن‬

‫يقول ابن سينا في القانون وفي نهاية الرتبة وعند ابن التلميذ ‪ :‬وةن العروق التي‬
‫تفصد في البدن عرقان على البطن‪ :‬أحدهما ةوضوع على الكبد واآلخر ةوضوع‬
‫على الطحال ويفصد األيمن في االستسقاء واأليسر في علل الطحال ‪.‬‬

‫ويقول ابن القف‪ :‬أةا عرقا البطن فإظهارهما بنفخ البطن وفصد املوضوع في‬
‫الجانب األيمن ينفع ةن أوجاع الكبد والكائن في الجانب األيسر ينفع ةن أوجاع‬
‫الطحال‪.‬‬

‫ويقول ابن األكفاني‪ :‬عرقا البطن‪ :‬ساکنان‪ ،‬أحدهما في الجانب األيمن‪ ،‬ويفصد‬
‫لألوجاع املزةنة في الكبد واملستسقين الذين يحتاجون إلى خروج الدم‪ ،‬وهم الذين‬
‫سبب االستسقاء فيهم كثرة الدم وشره حرارة الكبد ةنهما‪ ،‬يفصد ألوجاع‬
‫الطحال‪.‬‬

‫وفي النزهة املبهجة‪ :‬ةن أراد توفير خروج الدم فليجلس في فصد عروق الرأس‬
‫ويستلق في اليد ويقف في فصد الرجل وال عكس‪ ،‬وةن فصد في االستسقاء عرق‬
‫البطن ةال إليه وكذا يميل إلى اليسار في اليرقان األسود والطحال أ‪.‬ه‪.‬‬

‫‪42‬‬
‫الباب السادس‪ :‬أنوع العروق ةن ناحية الشكل والجس‬
‫يقول الطبري‪ :‬إن العروق خلقها على ثالثة أنواع‪ :‬عصبي‪ ،‬وغشائي‪ ،‬وصفاقي‪،‬‬
‫ووضعها إةا ةستقيم طبيعي‪ ،‬وإةا ةعوج‪ ،‬وهو ةرض‪ ،‬ويقال له اآلفة في الوضع‪،‬‬
‫وتكون اآلفة أيضا في الخلقة والعدد‪ ،‬فإذا جاز ذلك لزم الطبيب أن يعرف‬
‫املستقيم الوضع واملعوج الوضع‪.‬‬

‫ّ‬
‫فأةا العصبي فهو الذي إذا جسسته وجدته تحت الجس كأنه ِق ٌد أو جلد ةدبوغ‪،‬‬
‫وةا كانت هذه صفته فيجب أال يفصد حتى يلين باملاء الحار‪ ،‬وال يدلك باليد‪.‬‬
‫وةا كان غشائيا فهو الذي إذا جسسته وجدته لين امللمس كأنه سريع االنهباط‬
‫تحت الجس‪ ،‬وهذا إذا أردت فصده يجب أن تعقده بإبهاةك بعد الشد‪ ،‬ألنه ال‬
‫يزول لسعة الجلد ولينه‪.‬‬

‫وأةا الصفاقي فهو الذي إذا جسسته ظننت أن تحت جسك بدل الواحد عرقين‬
‫أحدهما فوق اآلخر‪ ،‬وذلك أن الصفاق الذي يكون فوقه يكون شديد االلتزاق‬
‫عليه‪ ،‬فيجب أن يتوقف في فصده‪ ،‬وإن أةكنك أن تعدل عنه عدلت‪.‬‬

‫يقول الرازي‪ :‬ةن العروق ةا تجدها كالوتر تلوذ عند الفصد‪ ،‬وةنها ةا هي ةملوءة‬
‫ً‬
‫ريحا‪ ،‬فمتى وضعت املبضع عليها انخفضت تحت املبضع وخدعت الفاصد‪ ،‬ولم‬
‫ً‬
‫يفتح املبضع العرق‪ ،‬وإن فتحه فإنما يكون فتحه ضيقا‪ ،‬فلذلك ينبغي أن يثبت‬
‫الفاصد ويتأنى في هذه األةور كلها‪ ،‬ثم ينزل املبضع‪ ،‬فإن فتح العرق ةن ّ‬
‫ةرته تلك‪،‬‬
‫ً‬
‫وإال فيعاوده ةرة أخرى تحت ذلك املوضع قليال‪ ،‬أو فوقه بالعجلة‪ ،‬إن لم يتورم‬
‫ً‬
‫املوضع‪ ،‬فإن تورم أو جزع العليل‪ ،‬فاتركه يوةا أو يوةين‪ ،‬وال تشد الرباط‪ ،‬فإنه‬
‫ً ً‬
‫ربما جلب ورةا حارا‪ ،‬وال يدخل الحمام‪ ،‬ثم يعاود الفصد إن أحب‪.‬‬

‫‪43‬‬
‫جس العروق‬
‫يقول الطبري‪ :‬وإذ قد بينا ذلك فنحن نبين ةا يقع ةن الخطأ إذا لم يجس الطبيب‬
‫العرق ‪ ،‬أي عرق كان قبل الشد وبعده ‪ ،‬وهو أنه قد يفصد الشريان أو يقع‬
‫العصب ‪ ،‬أو يصيب الغشاء ‪ ،‬ألنه يجوز أن يقع الشريان تحت األكحل ‪ ،‬ويقال‬
‫لهذا (ةرض في الوضع) ‪ ،‬ويجوز أن يقع تحت القيفال ‪ ،‬وكذلك العصب والغشاء‬
‫ويقال لهذا (ةرض في الوضع) ‪ ،‬وقد يقع املرض أيضا في العدد ‪ ،‬فتكون األصابع‬
‫ستة أو أربعة ‪ ،‬وفي الهيئة وفي التجاويف ‪ ،‬فإذا جاز ذلك جاز وقوع العصب‬
‫والغشاء والشرايين زائلة وةائلة وةلتوية ‪ ،‬فألجل هذا يجب أن يجسه بعد الشد‬
‫‪ ،‬ويحتاط في إةالة العرق الذي يريد فصده إلى خالف الجهة التي يكون ةنها الجلد‬
‫‪ ،‬إةا لقرب العصب أو الغشاء والشريان ‪،‬وقد رأيت رجال في أيام بجكم ببغداد‬
‫كان يعرف بالدهقان فصده فاصد األكحل ‪ ،‬بأن قدم وشد وفصد ةن غير جس‬
‫‪ ،‬فما زال ينزف حتى هلك ‪ ،‬وذلك أن الذي ظنه أكحل كان الشريان ‪ ،‬ولوكان قد‬
‫جس قبل الفصد سلم ةن هذا الخطأ ‪ ،‬فأةر بجكم بقتل الفاصد ‪ ،‬حتى ةنع‬
‫القاض ي أبو الحسن بن أبي عمر ةن قتله ‪ ،‬وأقاةه ةقام قاتل خطأ ‪ ،‬واحتج بأنه‬
‫لم تجر العادة ‪ ،‬وال قالت األوائل ةن الحكماء قوال ةصرحا بأن الشريان يقع في‬
‫ةوضع األكحل ‪ ،‬والعادة لم تجر بالحذر ةن الشريان يقع في هذا املوضع ‪ ،‬فهو‬
‫ً‬
‫ةثل رجل رةي رجال بكرة صوف أو خيارة أو لطم على وجهه فمات ‪ ،‬فإن الجاني‬
‫قاتل خطأ ‪ ،‬ألن العادة لم تجر بأن كرة الصوف تقتل ‪ ،‬أو اللطمة على الوجه‬
‫فأخذت الدية ةن الفاصد وةن عاقلته‪.‬‬

‫ويقول املجوس في الكامل‪ :‬وأةا ةتى أراد ةتعلم أن يتعلم الفصد فينبغي أن‬
‫يروض نفسه في جس العروق بأنملتي األصبع الوسطى والسبابة فيعرف فيما بين‬
‫ةجسة العروق وةجسة العصب واللحم ‪ ،‬فإنه ربما لم تكن العروق ظاهرة لحس‬
‫البصر بل تكون غائرة ةتغلغلة في اللحم إةا بسبب عبولة البدن وإةا بسبب‬

‫‪44‬‬
‫عبولة الساعد وةا بسبب رقة العروق ‪ ،‬فإذا عرض ذلك فينبغي أن يشد العضد‬
‫بعصابة ةعتدلة الغلظ ليست بالدقيقة تضر العضد وال بالغليظة التي تمنع ةن‬
‫جودة الشد ‪ ،‬ويكون الشد بعيدا ةن ةوضع املرفق بنحو أربعة أصابعه ةضموةة‬
‫‪ ،‬ويكون الشد في األبدان العبلة شديدا وفي األبدان القضيفة ليس بالشديد‬
‫ويكون شد العميق قريبا ةن ةوضع الفصد وتأةر املفصود أن يدلك إحدى يديه‬
‫باألخرى وان يدلك الساعد بالراحة ويصب عليه املاء الحار ويعطيه شيئا يمسكه‬
‫في يده بمنزلة الكرة وغير ذلك لبروز العرق ويظهر تحت اللمس ‪ ،‬فإذا كان العرق‬
‫غائرا شديد الخفاء فضع أصبعك على املوضع الذي يتوهم فيه العرق واةسح‬
‫اليه الدم فإذا رأيته يمتلئ تحت أصبعك فهو عرق واال فال ‪ ،‬وان شدد عرقا لم‬
‫يظهر فحله وشده فبعد قليل يظهر لك فان لم يظهر لك فعلق في يد اإلنسان‬
‫شيئا ثقيال واتركه ساعة فإنه يظهر ‪ ،‬واذا كان العرق غاةضا ولم تأةن الخطأ‬
‫فضع أصبعك الوسطى ةن اليد اليسرى على ةوضع العرق وارسل املبضع في‬
‫املوضع الذي تحس بالعرق تحت اصبعك فإنه ال يكاد يخطئ أن شاء هللا تعالى ‪.‬‬
‫وال تفصد الباسليق الذي في املأبض دون أن تجس ةوضع الفصد وتلمسه قبل‬
‫أن تشده وتنظر فإنه ربما كان تحت العرق شريانا ةماس له أو احدى جانبيه‪،‬‬
‫فينبغي أن تلمسه وتعلم عليه عالةة وتشده وتنظر كيف يقع العرق ةن ةوضع‬
‫العالةة‪.‬‬

‫ويتوقى الفاصد ضرب العرق الذي في املوضع الذي فيه شريان‪ ،‬ويطلب املوضع‬
‫الخالي ةن الشريان ليسلم ‪ ،‬واكثر ةا يكون الشريان فوق الساعد الى ناحية املرفق‬
‫‪ ،‬فينبغي لك ان تنزل املبضع إلى اسفل وتتباعد ةن ناحية الشريان ليسلم بذلك‬
‫املفصود ‪ ،‬وان كان الشريان تحت الباسليق سواء ودعت الضرورة الى فصد‬
‫فينبغي أن تدع املبضع وسط العرق وتفصده طوال وال تعمق املبضع كثير بل تبتره‬
‫إلى فوق ‪ ،‬وان كان الشريان اعلى أحد جانبي العرق فينبغي ان تبتدأ بوضع املبضع‬

‫‪45‬‬
‫على الجانب الذي فيه الشريان واضربه إلى الجانب اآلخر ‪ ،‬وال تضع املبضع في‬
‫غمزك اياه في ةوضع الشريان ‪.‬‬

‫فأةا فصد القيفال فينبغي أن ينزل عن ةوضع العلة نحو اللحم وال تفصده‬
‫ضيقا فإنه يرم ‪.‬‬

‫واألكحل فينبغي أن تتفقده لئال يكون تحته عصب فإن كان تحته عصب يمنة أو‬
‫يسرة فضع رأس املبضع ةما يلي العصب وتوجه إلى املوضع السليم ‪ ،‬وان كان بين‬
‫عصبتين فافصده طوال ‪ ،‬واذا أنت ضرب العرق فينبغي أن تنحذر أن تجعل‬
‫الضربة في غير العرق فيندةل سريعا ‪ ،‬وينبغي أن تكون الضربة ةعتدلة ال واسعة‬
‫وال ضيقة ‪ ،‬فإنها إن كانت واسعة انفجرت كثيرا وأبطأ اندةالها ‪ ،‬إن كانت ضيقة‬
‫لم يخرج ةنه الدم بجميع جوهره بل يخرج ةنه اللطيف الرقيق ‪ ،‬فكثيرا ةا يعرض‬
‫ةنها في الساعد ورم يخضر حوالى الضربة الحتقان الدم تحت الجلد ‪ ،‬وينبغي أن‬
‫يكون ضربانك للعرق ببتر ال بغمز ‪ ،‬والبتر هو أن يغمز املبضع في العرق املقدار‬
‫اليسير ثم يقطع ( يشرط ) العرق الى فوق ‪ ،‬فإن الضربة تتسع بمقدار ةا يحتاج‬
‫إليه وال ينظر ملا تحت العرق ‪.‬‬

‫فأةا الذي في ةأبض الركبة ويفصد طوال‪ ،‬وأةا الصافنان فينبغي أن يكون الشد‬
‫فوق الكعب بأربعة أصابع شدا جيدا‪ ،‬ويضع القدم على حجر أو جسم صلب‬
‫ويغمز عليه بقوة فإن العرق يظهر ظهورا بينا فيفصده طوال‪.‬‬

‫وأةا عرق النسا فينبغي أن يشد ةن ةوضع ةفصل الورك بثوار عريض ةعمول‬
‫ةن قطن ويوثق الشد إلى ةا فوق الكعب بأربعة أصابع ةفتوحة وليكن الشد‬
‫شديدا ويوضع قدم املفصود على حجر أو ش يء صلب ثم حينئذ يفتش العرق‬

‫‪46‬‬
‫ويفصده طوال ويخرج ةن الدم بقدر الحاجة والدم الذي يخرج ةن هذا العرق‬
‫يكون باردا ألنه دم بلغمي ‪ ،‬فإذا استكفيت ةن خروج الدم فحل الرباط ةن اسفل‬
‫ةن ةوضع الكعب أوال فأوال إلى فوق ‪ ،‬وينبغي أن يكون فصدك هذه العروق كلها‬
‫طوال لئال ينال العصب أو الوتر آفة ةن طرف املبضع فيجلب على املفصود‬
‫الزةانة وربما هلك ةن ذلك ألنه يعرض ةنه التشنج ويسري ذلك التشنج ةن‬
‫عضو الى عضو حتى يبلغ الدةاغ فيتشنج عند ذلك الدةاغ ويموت صاحبه ‪.‬‬

‫فأةا فصد العرقين الذين في ةشطي القدةين فينبغي أن يكون الرباط أيضا فوق‬
‫الكعبين ويفتش العرق ويفصده ويكون فصده طوال‪ ،‬وإذا أنت فصدت هذا‬
‫العرق واحتبس الدم فينبغي أن يضع في ةوضع الفصد الزيت‪.‬‬

‫ويوضع الكف في فصد األسيلم والقدم في فصد عروقه في املاء الحار فإن الدم في‬
‫ةثل هذه الحال يذوب ويخرج خروجا صالحا ‪.‬‬

‫وقال ابن التلميذ‪ :‬أةا كيفية الفصد فتكون بأن تجس ةوضع العرق قبل الربط‬
‫أعاله‪ ،‬لتنظر حال الشرايين هناك‪ ،‬وةوضعها ةن العروق ليقصد البعد عنها ألن‬
‫ذلك إن اعتبر بعد الربط لم يتبين‪ ،‬ثم تربط أعلى ةوضع الفصد ربطا ةعتدال‪،‬‬
‫وتمأل العرق باإلبهام‪ ،‬وتجس بالسبابة لتنظر صعود الدم‪ ،‬فتفرق بذلك بين‬
‫العروق الغائرة وبين العروق والوترة املدفونة في اللحم؛ وذلك أن العرق الغائر‪،‬‬
‫وإن خفي لونه فإنه إذا ةلئ أحس بصعود الدم فيه‪ ،‬وذلك ةعدوم في الوترة‬
‫الدقيقة التي تشبه لدقتها العرق‪.‬‬

‫وإذا تحقق وجود العرق وعرف وضعه فينبغي أن ّ‬


‫يقيد ليوةن تحركه تحت‬
‫املبضع‪ ،‬وذلك إةا بجذب الجلد نحو املعصم بإبهام الفاصد األيسر‪ ،‬أو نحو‬

‫‪47‬‬
‫املرفق ةن أسفل ثم يحدس تقدير كمية غور العرق ليرسل املبضع بحسب ذلك‪،‬‬
‫ويتوقف بعد إرسال املبضع‪ ،‬لينظر بروز الدم أو عدم بروزه أهل قد أصاب‬
‫العرق أم ال‪.‬‬

‫‪48‬‬
49
‫الباب السابع‪ :‬في كيفية الفصد في الجملة‬
‫يقول البقلي في كتاب روضة النجاح الكبرى‪ :‬الفصد فتح وريد أو شريان‬
‫إلستفراغ ةقدار ةن الدم وفائدته تنقيص الدم سواء كان في ةعالجة ةرض أو‬
‫خوفا ةن حصول ةرض فان كان املفصود وريدا سمي الفصد وريديا وان كان‬
‫شريانا سمي شريانيا واألول أكثر استعماال لسهولته في ةعظم أوردة الجسيم‬
‫بدون أن يخش ى ةنه بخالف الثاني فانه عسير جدا ال يمكن إال في الشرايين‬
‫املوضوعة تحت الجلد املرتكزة على عظم تنضغط عليه بعد الفصد النقطاع‬
‫سيالن الدم‪.‬‬

‫لكن األوردة كلها ليست على حد سواء فلذلك ال يسهل إال في األوردة املتوسطة‬
‫الحجم املوضوعة تحت الجلد ةباشرة له إلةكان ضغطها بعد الفصد ضغطا‬
‫كافيا لحفظ ةا بقي فيها ةن الدم‪.‬‬

‫بخالف غيرها ألنه إن كان الوريد صغير الحجم ال يخرج ةنه دم كاف وان كان زايد‬
‫الغلظ يعسر إيقاف الخارج ةنه وان كان غايرا ال يمكن الوصول إليه بدون خطر‬
‫وان فتح قد ينسكب ةنه ةقدار عظيم في باطن األعضاء‪.‬‬

‫فلذلك ال يفصد ةن األوردة إال ةا يمكن ضغطه ويتأتى انتفاخه وتوتره بسبب‬
‫احتباس ةا فيه ةن الدم ويسهل إيقاف سيالنه بعد الفصد حيث ان ذلك وظيفة‬
‫الضغط‪ ،‬وحينئذ فاألوردة املتوفرة الشروط التي بها يسهل الفصد هي التي تكون‬
‫على الجبهة أو جهة املوق األكبر للعين أو تحت اللسان أو على صفحتي العنق أو‬
‫في ثنية املرفق أو حول رسغ اليد أو على ظهر الكف وعلى ظهر القضيب أو على‬
‫الجانب اإلنس ي أو الوحش ي للساق أو على ظهر القدم أ‪.‬هـ‪.‬‬

‫‪50‬‬
‫أسماء وأشكال بعض املباضع‬

‫ذكر في كتاب عقيلة العقالء بعض أسماء املباضع ورسم أشكالها والعروق التي‬
‫تفصد بكل نوع ةنها ‪ ،‬وقد ذكر ستة ةباضع وحدد العروق التي تفصد بها‪:‬‬
‫‪ - 1‬املبعع البسل‪ :‬يفصد به ةا كان ةن العروق قريبا ةن عظم أو عصب أو وتر‬
‫أو شريان‪.‬‬
‫‪ - 2‬املبعع الريحاني‪ :‬ويسميه أكثر الناس حرى‪ ،‬ملشابهة شكله باملبضع الحري‪،‬‬
‫ويطلقون اسم الريحاني على املبضع املعتدل‪ ،‬وسمي ريحانيا ملشابهته ورق‬
‫الريحان‪ .‬يستخدم للعروق الغائرة في اللحم‪ ،‬أو في جسم عبل‪ ،‬وةثل الحري‪.‬‬
‫‪ - 3‬املبعع املعدل‪ :‬شكله ال دقيق وال غليظ وال قائم وال باملنكب‪ ،‬وشفرته ليست‬
‫بالرقيقة وال باملدورة‪ ،‬بل ةعدلة فيما بين ذلك‪ .‬تفصد به العروق املعتدلة فيما‬
‫بين الرقة والغلظ في األبدان املعتدلة‪.‬‬
‫‪ - 4‬املبعع الرقيق الشفرة يقرب شكله ةن شكل ةبضع البسل‪ ،‬غير أنه دقيق‬
‫الشفرة‪ ،‬يوافق ةا كان ةن العروق زواال‪ ،‬وذلك لسرعة نفوذه بسبب دقة شفرته‪.‬‬
‫‪ – 5‬الفأس‪ :‬يفصد به عرق الجبهة‪.‬‬
‫‪ - 6‬أبو عيس ى‪ :‬يفصد به عرق الجبهة ألجل انكبابه‪.‬‬

‫‪51‬‬
‫وفي كتاب روضة النجاح الكبرى ذكر املؤلف أسماء أخرى وقال هي أنواع ةنها‪:‬‬
‫الشعيري‪ :‬وهو أن تكون الزاوية الحاصلة ةن تالقي حافتيه عند ذبابه املعبر عنه‬
‫بالسن ةنفرجة وان يكون عريضا وسنه حادة قليال‪.‬‬
‫وةنها الشوفاني‪ :‬وهو ةا كانت زاويته املذكورة اقل انفراجا وسنه أطول ةن األول‪.‬‬
‫وةنها األهرامي‪ :‬وهو يعرف أيضا بلسان الثعبان وهو ةا كانت الزاوية املذكورة فيه‬
‫حادة والسن طويلة وهذا النوع قليل االستعمال أ‪.‬هـ‪.‬‬

‫وصف البقلي املبضع الذي اخترعه الطبيب "ةلجن" وهو ةبضع شوافاني الشكل‬
‫احدى حافتيه غير حادة‪.‬‬

‫ّ‬
‫املضرة فإنه يخطئ فال يلحق ويورم‬ ‫يقول ابن سينا‪ :‬واعلم أن املبضع الكال كثير‬
‫ً‬
‫ويوجع فإذا أعملت املبضع فال تدفعه باليد غمزا بل برفق باالختالس لتوصل‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫طرف املبضع حشو العروق وإذا أعنفت فكثيرا ةا ينكسر رأس املبضع انكسارا‬
‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫خفيا فيصير زآلقا يجرح العرق فإن ألححت بفصدك زدت شرا‪.‬‬

‫‪52‬‬
‫ولذلك يجب أن يجرب كيفية علوق املبضع بالجلد قبل الفصد به وعند ةعاودة‬
‫ضربه إن أردتها واجتهد أن تمأل العرق وتنفخه بالدم فحينئذ يكون الزلق والزوال‬
‫أقل‪.‬‬
‫ويقول‪ :‬وأةا أخذ املبضع فينبغي أن يكون باإلبهام والوسطى وتترك السبابة للجس‬
‫وأن يقع األخذ على نصف الحديدة وال يأخذه فوق ذلك فيكون التمكن ةنه‬
‫ً‬
‫ةضطربا‪.‬‬

‫يقول الطبري‪ :‬فأةا صورة املبضع فلكل عرق ةبضع له صورة تختص به‪،‬‬
‫فالباسليق ةبضعه املعروف باملروزي‪ ،‬حسن االنحناء‪ ،‬ةدةلج القفا‪ ،‬ةتوسط‬
‫الشفرة وال تكون الشفرة ةن ش يء ةن املباضع طويلة‪.‬‬

‫وحذرت الحكماء ةن طول الشفرة خمسة أشياء‪:‬‬


‫أحدها‪ :‬أن صاحبه يضطر إلى الغرز‪ ،‬وفي الغرز ثالثة عيوب كلها رديئة‪،‬‬
‫أحدها‪ :‬أن الفصد يجيء به ضيقا عميقا‪ ،‬والثاني‪ :‬أن صاحبه ال يعرف ةقدار‬
‫غوصه‪ ،‬وربما شق صفحتي العرق أو يصيب الغشاء املوضوع على العظم‪ ،‬وذلك‬
‫الغشاء شديد املشاركة للدةاغ‪ ،‬فإذا ألم ألم الدةاغ ةنه‪ ،‬فربما أصاب الكزاز‬
‫السرسام الحاد‪ ،‬وهلك العليل‪ ،‬والثالث‪ :‬ضعف التمكن‪.‬‬ ‫وربما صار َّ‬
‫والثاني‪ :‬ةا يحذر ةن االنكسار‪.‬‬
‫والثالث‪ :‬أن صاحب املبضع ال يقدر أن يعلق العرق البتة‪ ،‬فألجل هذا يجب أال‬
‫تكون الشفرة طويلة‪.‬‬
‫والرابع‪ :‬أنه ال يطيع الفاصد‪.‬‬
‫والخامس‪ :‬أن يعبر صفحتي العرق وال يمكن الفصد به‪ ،‬إذا كان العرق خفيا‪.‬‬

‫‪53‬‬
‫وأةا الذي اختير للباسليق أن يكون مروزيا حسن االنحناء‪ ،‬فإنما فعل ذلك حتى‬
‫إن وقعت فضل غمزة لم تغص الشفرة إلى داخل بل تخرج إلى خارج؛ ألن الش يء‬
‫املعرقف إذا كان له نصاب‪ ،‬وغمز على املوضع ةن النصاب خرج الرأس املعرقف‬
‫ةن ةوضع إلى ةوضع آخر إلى خارج ولم يغص‪ ،‬واختاروا ذلك لالحتياط للشريان‬
‫الذي تحت الباسليق‪.‬‬

‫وأةا املبضع الذي لألكحل فيجب أن يكون ةا بين البغدادي والبصري ‪ ،‬عريض‬
‫الشفرة ‪ ،‬وال يفصد إذا كان ظاهرا للجس وحس البصر إال تعليقا ‪ ،‬فأةا الباسليق‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫فيفصد تعليقا ةوربا إذا كان ظاهرا لحس البصر ةوضوع على صفحة الذراع‬
‫وضعا ةستقيما غير ةلتوي‪.‬‬

‫وأةا ةبضع القيفال فيجب أن يكون بغداديا ةستقيم الشفرة‪ ،‬ويحذر الفاصد‬
‫أن يفصد القيفال عند طرف الفصد ةع الوتر املحرك للمرفق‪ ،‬فإنه إن أصاب‬
‫املبضع طرف الوتر أصابه الكزاز باالضطرار‪ ،‬ويحوج املفصود إلى قطع الفضلة‬
‫بنصفين وإال هلك‪.‬‬

‫فالذي يفزع ةنه في فصد الباسليق الشريان الذي تحته‪ ،‬والحيلة كلها يجب أن‬
‫تكون في الحذر ةن وقوع الخطأ‪ ،‬وإذا أةال الشريان بإبهاةه إلى ناحية ةخالفة‬
‫للشريان أةن الخطأ‪.‬‬

‫وأةا األكحل فالذي يحذر ةن وقوع الخطأ فيه العصبتين اللتين عن جنبيه‪،‬‬
‫وألجل ذلك أةر بأن يفصد طوال‪.‬‬

‫‪54‬‬
‫وأةا القيفال فالخطأ الذي يحذر ةنه الوتر وطرف العضل‪ ،‬وألجل ذلك أةر بأن‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫يكون فصده ةوربا عرضا‪.‬‬

‫ً‬
‫وأةا الباسليق اإلبطي فيجب أن يشد بعد أن يمسح الذراع والعضد ةسحا بليغا‪،‬‬
‫أو يغسل باملاء الحار ثم يشد ويقع العقد عليه نفسه‪ ،‬ثم يقام الذراع على زاوية‬
‫قائمة‪ ،‬فإذا ظهر العرق عقد ةن تحته باإلبهام وفصد ةن فوق إلى أسفل‪ ،‬وإن‬
‫فصد ةن أسفل إلى فوق جاز‪ ،‬غير أن خروج الدم أسهل إذا كان الفصد ةن فوق‬
‫إلى أسفل‪.‬‬

‫وأةا عرق الجبهة فيجعل املنديل في رقبته ويلويه قليال‪ ،‬ثم يفصده بالفأس ال‬
‫غير‪ ،‬ألن فصده باملبضع كرهه أندروةاخيس وذكر أن يده قطعت حين فصد‬
‫البنة امللك عرق الجبهة باملبضع وقطع طرف الوتر الذي يشيل الجفن األعلى إلى‬
‫فوق‪ ،‬فبقيت عينها ةنطبقة‪ ،‬فأةر امللك بقطع يده‪ ،‬وهكذا كان حكمهم على‬
‫الطبيب إذا جنى‪.‬‬

‫وأةا الودجان فإن فصدهما عجيب جدا يستفيد الطبيب الحاذق ةن خروج دةها‬
‫دائما ‪ ،‬وذلك أني أةرت بجرجان بفصد وداجي رجل كان قد ابتدأ به الجذام وثج‬
‫حلقه وابتدأ أنفه يتخلس فخرج ةن وداجيه دم لونه لون السوسن اإلسمانجوني‬
‫‪ ،‬وفي أثنائه رةلية ‪ ،‬وأةرت بأن يكثر ةن إخراج الدم ‪ ،‬فأصابه غشية بدأ فيها يفيق‬
‫ويعود للغشية اثنين وسبعين ساعة ‪ ،‬ثم رعف قطرات ةن الدم لونه إلى الصفرة‬
‫فيه نموسه ويرتفع ةنه رائحة كريهة ‪ ،‬ثم أفاق وغذي بغذاء ةحمود ‪ ،‬ثم غاب‬
‫عني ةدة ةديدة ‪ ،‬ثم عاد وقد استقل وبرأ ‪ ،‬وزالت البحوحة عنه ‪ ،‬واةتد أنفه ‪،‬‬
‫واستقام ‪ ،‬ولوال أني أكره التطويل لشرحت علة كون دةه بلون السوسن‬
‫‪55‬‬
‫اإلسمانجوني ‪ ،‬وةا كان في أثنائه ةن الرةلية ‪ ،‬وةا رعف به ةن الش يء الشبيه‬
‫بالدهن القمش ‪ ،‬وعلة نتن الرائحة‪.‬‬

‫فأةا ( طريقة ) فصدهما فهو أن تأةر ةن تريد فصده أن يجلس على رجليه ةعلقا‬
‫‪ ،‬ويخنق بمنديل ‪ ،‬ويتكئ على صدور قدةيه ‪ ،‬ثم تأخذ في رقبته ةنديال لينا وتلويه‬
‫قليال ‪ ،‬فيظهر عرقان ةن كل جانب ‪ ،‬أحدهما الوداج ‪ ،‬اآلخر النياط ‪ ،‬فيجتهد‬
‫أن ال يفصد إال الوداج وهو أغلظهما ‪ ،‬وةن األطباء ةن يختار أن يفصدهما‬
‫جميعا في وقت واحد ‪ ،‬وذلك أنه إذا أوثقه بالقوة ‪ ،‬فإذا أراد قطع الدم حل الخناق‬
‫واالحتباء وأةره بالقيام واملش ي خطوات ‪ ،‬فإن لم ينقطع الدم وضع الرفادة وشد‬
‫شدا خفيفا ‪ ،‬وفي األكثر أنه كما يحل الخناق ينقطع ‪ ،‬وإن عرض غش ي فال يجب‬
‫أن تجزع ةنه ‪ ،‬وتطعمه في ذلك اليوم ةرقة الزيرباج ‪،‬ويبخر ببخور طيب ‪ ،‬ويرش‬
‫على وجهه ورأسه ةن ةاء الورد الخالص كثيرا ‪ ،‬فإذا كان في اليوم الثاني أةر بشد‬
‫ساقيه ‪ ،‬وبتبريد ةوضع الوداجين بماء الورد ‪ ،‬وةاء الطلع والصندلين ‪ ،‬وال‬
‫يستعمل الكافور ويطعمه الفروج ولحم الدجاج ‪ ،‬فإذا كان في اليوم الثالث‬
‫أطعمه لحم الحمل والجدي ‪ ،‬وسقاه يسيرا ةن الشراب‪.‬‬

‫وأةا األسيلم فإنه يجب أن يشد في ةوضعين عند العضد وعند الرسغ‪ ،‬ثم يؤةر‬
‫بأن يأخذ في قبضته كرة أو ةهاة بلور‪ ،‬أو يقبض عليه شديدا حتى يظهر ةا بين‬
‫الخنصر والبنصر على ظهر الكف‪ ،‬ثم يفصده ويستقبل بالفصد ةن ناحية‬
‫األصابع إلى ناحية الرسغ‪ ،‬فإن خرج الدم كما يجب‪ ،‬وإال وضع کفه في املاء الحار؛‬
‫فإنه يسهل خروج الدم‪ ،‬وذكر بعض األوائل أن رأي جالينوس أن يترك حتى ينقطع‬
‫الدم ةن عند نفسه‪ ،‬ولم أحقق ذلك ةن قول جالينوس في ش يء ةن كتبه‪.‬‬

‫‪56‬‬
‫وأةا فصد الصافن فيجب أن يشد عند الساق ةا فوق الكعب ‪ ،‬ويؤةر بأن يمش ي‬
‫خطوات ‪ ،‬ثم يجعل تحت أخمص قدةه كرة ةن قطن ليطأ عليها؛ فيظهر ويتوتر‬
‫الصافن ‪ ،‬ثم يفصده كيف شاء ‪،‬إن شاء ةن أسفل إلى فوق ‪ ،‬أو ةن فوق إلى‬
‫أسفل ‪ ،‬واعلم أن للصافن شعبتان؛ فيجب أن يفصد املتوسط دون الشعبتين‪،‬‬
‫ولألسيلم كذلك أربع شعب ‪ ،‬فيفصد ةنها املتوسط بين الخنصر والبنصر ‪ ،‬فإن‬
‫الشعب ةن كل عرق ال تقوم ةقام العرق في سعة خروج الدم وضيقه ‪ ،‬وسائر‬
‫العروق التي ذكرناها ‪ ،‬فيحتاط في فصدها ‪ ،‬وال يجازف في فصد ش يء ةنها ‪ ،‬وال‬
‫يتهاون؛ فإن صناعة الطب تحظر املجازفين ‪ ،‬ال يقال للطبيب رفيق حتى يكون‬
‫ةحتاطا لطيفا في جميع أفعاله‪.‬‬

‫وأةا عرق النسا فهو عرق له شعب كثيرة ‪ ،‬ويلزق به شعبة ةن القيفال ‪ ،‬فيجب‬
‫أن يكون الطبيب عارفا به ‪ ،‬وفصده أن يأخذ الفاصد عماةة لينة طويلة ‪ ،‬فتشد‬
‫أحدى رأسيها في الوسط عند ةشد السراويل ‪ ،‬وال يزال يدخل العماةة بين أفخاذه‬
‫‪ ،‬يدخله ةن ناحية الجانب الوحش ي ‪ ،‬ويخرجه ةن ناحية الجانب اإلنس ي ةرة ‪،‬‬
‫ويدخله تحت الطاق ويمده شديدا حتى يقع الضغط كما يجب ‪ ،‬وعلى هذا إلى أن‬

‫‪57‬‬
‫يبلغ الكعب ‪ ،‬ثم يقعده على ةوضع عال ‪ ،‬ويجعل تحت قدةه آجرة أو شيئا يرفعه‬
‫‪ ،‬ويأةره بالقيام والقعود دفعات ‪ ،‬ويكون بحضرته الرةان الحاةض ‪ ،‬والخل ‪،‬‬
‫وطين الدخانة ليشمه فإنه كثيرا ةا يصيب صاحب عرق النسا عند الشد غش ي‬
‫‪،‬ثم يجس ويتأةل ةا بين الخنصر والبنصر ‪ ،‬فإن ظهر هناك أةنت وقوع الخطأ ‪،‬‬
‫وإن لم يظهر هناك نظرت وجسست خلف الكعب ةن الجانب الوحش ي حتى‬
‫يتبين لك ‪ ،‬وتتبين الشعب ‪،‬وعالةته أنه يكون فيه ةواضع كالتعقد ‪ ،‬فيفصده‬
‫باملبضع البغدادي ةن فوق إلى أسفل ‪ ،‬أو ةن أسفل إلى فوق طوال ‪ ،‬فإن على‬
‫جنبتيه عصبتين شديدتي التمدد ‪ ،‬وإن وقع الخطأ استرخي القدم‪.‬‬

‫وفي كامل الصناعة الطبية‪ :‬عرق النسا ينبغي أن يشد ةن ةوضع ةفصل الورك‬
‫بثوار عريض ةعمول ةن قطن ويوثق الشد الى ةا فوق الكعب بأربعة أصابع‬
‫ةفتوحة وليكن الشد شديدا ويوضع قدم املفصود على حجر أو ش يء صلب ثم‬
‫حينئذ يفتش العرق ويفصده طوال ويخرج ةن الدم بقدر الحاجة والدم الذي‬
‫يخرج ةن هذا العرق يكون باردا ألنه دم بلغمي‪ ،‬وكذا الحال في فصد عرق ةشط‬
‫القدم‪ ،‬فإذا استكفيت ةن خروج الدم فحل الرباط ةن أسفل ةن ةوضع الكعب‬
‫أوال فأوال إلى فوق أ‪.‬هـ‪.‬‬
‫‪58‬‬
‫وبمثله قال ابن النفيس‪ :‬وفصد عرق النساء وهو عرق يمتد على الفخذ ةن‬
‫الجانب الوحش ي إلى الكعب ويفصد قريب ةن الكعب ألنه هناك اظهر بسبب قلة‬
‫اللحم ويجب أن يستحم قبل فصد هذا العرق الن ةا خرج ةنه بارد امللمس‬
‫بلغمي واملاء الحار يلطفه ويسهل خروجه ولذلك يجب أن يشد ةا فوقه ةن الورك‬
‫الى الكعب بعصابة وهو ألوجاع عرق النساء عظيم النفع وكذلك للدوالي‬
‫والنقرس وذلك إذا كانت املادة ةستقرة هناك ولم يكن في االنصباب واال لزاد‬
‫الشر بجذب الكثير واستفراغ اللطيف أ‪.‬هـ‪.‬‬

‫ويقول الطبري‪ :‬وأةا اليافوخان فإنما يؤةر العليل بحلق الرأس‪ ،‬ودلك‬
‫اليافوخين‪ ،‬ودخول الحمام حتى يظهر ةع اليافوخ نفسه‪ ،‬وبجنبهما شريانان‪ ،‬ثم‬
‫يؤةر بالخنق بمنديل لين‪ ،‬والجلوس ةعلقا على رجليه‪ ،‬فإذا تبينا أخذ باملبضع‬
‫املروزي عرضا‪ ،‬وتعلق اليد فيه وينفض يده نفضا إلى أن يخرج ةن الدم ةا يحتاج‬
‫إليه‪ ،‬ثم يترك الخنق‪.‬‬

‫وأةا العرقان اللذان تحت اللسان (الصردان) فيفصدان على وجهين‪ :‬إةا بأن‬
‫يؤةر بأن يطوي لسانه إلى داخل ويتكئ بأسنانه عليه ويفصده‪ ،‬أو يؤةر بفتح الفم‬
‫ويؤخذ طرف اللسان بخرقة لينة‪ ،‬ويمد إلى فوق‪ ،‬ويفصد‪ ،‬ويترقى‪ ،‬جميع ذلك قد‬
‫خنق نفسه بمنديل لين‪ ،‬فإذا اكتفى ةن خروج الدم ترك الخناق‪ ،‬فإن تعسر‬
‫انقطاع الدم تمضمض بالخل ةع قشور الرةان والعفص‪ ،‬وأةسك في فمه قطعة‬
‫ةن الجليد والثلج‪ ،‬وشد عضديه وساقيه‪.‬‬

‫‪59‬‬
‫وأةا العرقين اللذين خلف األذنين فهو خلف الشريانين اللذين خلف األذنين ‪،‬‬
‫وهو الذي ينزل إلى الصدغ خلف شرياني الصدغين‪.‬‬

‫وأةا فصد املآقين‪ ،‬فهو أن يفتح املآق إلى ناحية األنف‪ ،‬ويخنق نفسه‪ ،‬فيظهر‬
‫ً‬
‫تحت املآق فيحترز ةن العين‪ ،‬ويغوص املبضع فيه طوال غررا فإنه يخرج ةنه دم‬
‫كثيرا وينقطع ةع ترك الخناق‪ ،‬فإن رشح ةضغ الكمون ةع يسير ةن امللح جيدا‪،‬‬
‫وجعل فيه ساعة فإنه ينقطع‪.‬‬

‫وأةا فصد املنخرين فإنما يفصدان بأن يقام املفصود في الشمس‪ ،‬ويستقبل‬
‫بوجهه شعاعها‪ ،‬ثم يفصد بقفا املبضع شرطا‪ ،‬وةا داخل املنخرين ةع الجزء‬
‫اللحمي يظهر بينا‪ ،‬وربما ظهر ةع الغضروف بجنبه‪ ،‬ويفصدان للورم املعروف‬
‫بكثير األرجل‪.‬‬

‫ويفصد املأبضان بأن يقام املفصود قائما‪ ،‬ويشد عند الفخذ وعند الساق‪ ،‬حتى‬
‫إذا ظهر فصدهما الفاصد ةن فوق إلى أسفل أو عرضا‪.‬‬

‫‪60‬‬
‫ويفصد الصدغان بأن يحني املفصود نفسه‪ ،‬فإذا ظهر عقده بإبهاةه إلى ناحية‬
‫الوجه‪ ،‬وفصده كيف شاء ةن فوق إلى أسفل‪ ،‬أو ةن أسفل إلى فوق‪ ،‬أو عرضا‪.‬‬

‫يقول البقلي ‪ :‬وأةا فصد اللسان فيكون ةن الوريدين املوضوعين تحت اللسان‬
‫املسميين بالسرديين (الصردين) وهما يوصالن الدم املتوزع في اللسان إلى ةركز‬
‫الدورة فلذلك كان حجمهما عظيما‪.‬‬

‫وةن حيث انهما ةوضوعان تحت الغشاء املخاطي الحنكي بدون واسطة تسهل‬
‫ةشاهدتهما لكن ألجل انكشافهما يؤةر املريض بفتح فاه ورفع ذولقه تحت سقف‬
‫الحنك فشاهد الوريدان املذكوران على جانبي قيد اللسان فان أريد فصد‬
‫احدهما يلزم فتح الفم واستمراره ةفتوحا وعدم خفض ذولقه ةدة العملية‬
‫وألجل بقائه ةرفوعا يضغط باليد اليسرى على سقف الحنك ويباعد بين الفكين‬
‫بوضع قطعة ةن خشب الفلين بين األضراس الكبار وبعد فتح الوريد يؤةر‬
‫املفصود ببصق الدم وان ال يزدرد ةنه شيئا ‪ ،‬ويمكن إبقاء الدم سائال ةدة طويلة‬
‫ةع الغزارة وذلك بإةالة الرأس وشبه ةص باطني وبعدةا يخرج ةنه ةقدار كاف‬
‫يوقف سيالنه برفع الرأس وبالتنفس فان استمر سائال تضغط فتحته بكرة ةن‬
‫التفتيك ويوضع اللسان فوقها وتثبت وتكيس بواسطة رباط يوضع في الفم‬
‫كاللجام ‪.‬‬

‫‪61‬‬
‫ويقول في فصد القضيب‪ :‬قد ذكر بعض األطباء انه ةتى التهب القضيب التهابا‬
‫شديدا يفصد ةن الوريد املوضوع على ظهره لكن قبل بضعه يربط ةن قاعدته‬
‫لينتفخ العرق ثم يفتح الوريد بمبضع يغرز فيه بانحراف لئال يجرح الجسم‬
‫املجوف فان كان ةوضوعا على شريان يجذب الجلد الى احدى الجهات فبالجذب‬
‫يبعد الوريد عن الشريان لكونه ةلتصقا بالجلد فيتبع حركاته‪.‬‬

‫يقول ابن األكفاني‪ :‬عرقا الصدغين نابضان ةوضعهما في الصدغين‪ ،‬ويعرفان‬


‫بالبارزةين‪ ،‬وكيفية فصدهما أن يحلق ةا عليهما ةن الشعر‪ ،‬ويخنق املفصود‬
‫ليظهر أو يعلم عليهما بمداد‪ ،‬وربما احتاجا إلى شد يد ثم يكشف عنهما‪ ،‬ويؤخذ‬
‫بصنارة ويكوي بمكوي لطيف شديد الحمو‪ ،‬ويلبث بماء على العرق حتى ينقطع‬
‫الدم‪ ،‬ويوضع عليه الكندر وبياض البيض‪ ،‬ويرفد ثالثة أيام‪ ،‬وةن الناس ةن‬
‫يأخذ بالسنارة ثم ينتثره باملبضع أو برأس املقراض‪ ،‬ويسيل ةنه الدم بقدر‬
‫الحاجة‪ ،‬ويوضع عليه الدرور القاطع‪ ،‬أو يشده بخيط أبريسم شدين بينهما قدر‬
‫طول شعيرة‪ ،‬ويقطع ةا بينهما قبل توثقة الشد‪ ،‬ويخرج كفايته ةن الدم‪ ،‬ويوثق‬
‫ش دهما‪ ،‬أو يفصدا فصدا باملبضع‪ ،‬أو يقاس الجبهة‪ ،‬وفيهما خطر؛ الحتمال أن‬
‫الدم الشرياني ال ينقطع كما هو الغالب ةن حاله أو يصب املبضع العظم؛‬
‫فيحدث ورةا في الوجه أو العضد فيحدث الشقيقة‪ ،‬أو العصب فيحدث التشنج‬
‫أو ضعف البصر أو انقطاع الصوت‪.‬‬

‫ويقول الزهراوي‪ :‬العرقان اللذان خلف األذنين؛ وكيفية فصدهما على ةا أصف؛‬
‫ً‬ ‫ّ‬
‫وتحك ةؤخره في ةوضع العرقين بخرقة خشنة حكا‬ ‫وهو أن تحلق رأس العليل‪،‬‬
‫ً‬
‫جيدا‪ ،‬ثم يخنق العليل عنقه بعماةته حتى يظهر العرقان‪ ،‬وةوضعهما خلف‬
‫األذنين في املوضعين املنخفضين ةن الرأس‪ ،‬فتفتشهما بإصبعك وحيث‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫أحسست بنبضهما تحت إصبعك فهناك تعلم باملداد‪ ،‬ثم تأخذ ةبضعا سكينيا‪،‬‬

‫‪62‬‬
‫وهو الذي يعرف باملنشل ‪ ،‬تدخله تحت العرق في الجلد حتى يصل املبضع إلى‬
‫ً‬
‫العظم‪ ،‬ثم ترفع يدك بالعرق والجلد إلى فوق‪ ،‬وتقطع العرق ةع الجلد قطعا‬
‫ً‬
‫ةبتورا‪ ،‬ويكون طول القطع قدر إصبعين ةضموةتين أو نحوهما‪ ،‬وترسل ةن الدم‬
‫القدر الذي تريد‪ ،‬ثم تشدهما بالرفايد وتتركهما حتى يبرأ إن شاء هللا تعالى‪ .‬وقد‬
‫تقدم في أول الكتاب قطعهما ّ‬
‫وكيهما‪.‬‬

‫وأةا الشريانان اللذان في الصدغين ‪ :‬وكيفية فصدهما على ةا أصف لك؛ يشد‬
‫ً ً‬
‫العليل رقبته بعماةته حتى يظهر العرقان للجس ظهورا بينا‪ ،‬ويتبين نبضهما تحت‬
‫إصبعك‪ ،‬فحينئذ تعلم باملداد‪ ،‬ثم ترفع الجلد ةن أعلى العرق إلى فوق بإصبعك‬
‫السبابة‪ ،‬وتدخل املبضع املنشل ةن أسفل‪ ،‬وترفع العرق إلى فوق وتبتره‪ ،‬كما‬
‫صنعت في العرقين اآلخرين‪ ،‬وترسل ةن الدم على قدر حاجتك‪ ،‬ثم تخل خناق‬
‫العليل‪ ،‬وتضع إصبعك على العرق ساعة‪ ،‬ثم تضع عليه قطنة ورفادة‪ ،‬وتشده‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫ةن فوق شدا وثيقا وتتركه حتى يبرأ‪ ،‬وقد تقدم ذكرهما وقطعهما وسلهما في أول‬
‫الكتاب‪.‬‬

‫وأةا فصد عرق الجبهة‪ :‬كيفية فصده على ةا أصف لك؛ يخنق العليل رقبته‬
‫بعماةته‪ ،‬حتى يظهر العرق‪ ،‬ثم تأخذ اآللة التي تسمى الفأس ‪ ،‬تضع الشوكة‬
‫النابتة التي في رأس الفأس على نفس العرق‪ ،‬وتضرب ةن فوقه بمشط‪ ،‬أو ش يء‬
‫آخر في نحوه‪ ،‬وتترك الدم يجري على القدر الذي تريد‪ ،‬ثم تحل خناق العليل‪،‬‬
‫وتشده حتى يبرأ إن شاء هللا تعالى ‪ ،‬وقد يفتح بمبضع عريض‪ ،‬إال أنه ال ينبغي أن‬
‫ً‬
‫يكون املبضع حاد الطرف كسائر املباضع‪ ،‬بل يكون عريض الطرف قليال‪،‬‬
‫ً‬
‫وتفصده على التحريف‪ ،‬ألن العظم قريب فربما انكسر فيه املبضع إذا كان رقيقا‪.‬‬

‫‪63‬‬
‫وأةا العرقان اللذان في ةآقي العينين‪ :‬وأةا كيفية فصدهما؛ فهو أن يشد العليل‬
‫رقبته بعماةته‪ ،‬ثم تفصدهما وأنت واقف على رأسه‪ ،‬وليكن الفصد على تحريف‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫إلى الطول قليال‪ ،‬بمبضع صغير عريض قليال‪ ،‬فإن املوضع ال لحم فيه‪ ،‬فإنه إن‬
‫كان املبضع رقيق الطرف ربما انكسر‪ ،‬ثم ترسل ةن الدم حاجتك‪ ،‬وتضع عليهما‬
‫قطنة وتشدهما ليلة واحدة‪ ،‬ثم تحلهما‪.‬‬

‫أةا فصد عرق األنف‪ :‬وكيفية فصده أن يشد العليل رقبته بعماةته‪ ،‬ثم تمسك‬
‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫أنفه بيدك اليسرى وتأخذ ةبضعا رقيقا طويال وتغرزه في وسط األرنبة نفسها بين‬
‫للحس هناك‪ ،‬فإن الدم يدر ةن‬ ‫حجر األنف على استقاةة‪ ،‬ألن العرق ال يظهر ِ‬
‫ً‬
‫ساعته‪ ،‬وينبغي أن تمعن يدك باملبضع قليال‪ ،‬وترسل ةن الدم حاجتك‪ ،‬ثم تربطه‬
‫ً‬
‫ليلة فإنه ينجبر سريعا‪.‬‬

‫وأةا الودجان‪ :‬وكيفية فصدهما أن يشد العليل تحتهما في عنقه برباط‪ ،‬ويقف‬
‫الصانع على رأس العليل‪ ،‬والعليل قاعد على كرس ي‪ ،‬ثم تفصد العرق إلى الطول‬
‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫فصدا واسعا قليال‪ ،‬ثم تخرج ةن الدم القدر املعتدل‪ ،‬أو على حسب ةا تراه ةن‬
‫الحاجة إلى ذلك‪ ،‬ثم تفعل كذلك بالعرق اآلخر‪ ،‬ثم تحل الرباط وتشد العرقين‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫شدا ةتوسطا لئال يختنق العليل‪ ،‬وتتركه إلى الغد‪ ،‬فإنه يبرأ الجرح إن شاء هللا‬
‫تعالى‪.‬‬

‫وأةا عروق الجهارك‪ :‬كيفية فصدها أن يقعد العليل أةاةك ويشد رقبته بعماةة‪،‬‬
‫ثم تحول شفتيه وتنظر إلى العرقين اللذين ترى أحدهما عن يمين الشفة‪ ،‬والثاني‬
‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫عن يسارها‪ ،‬وتتبين ةنهما بسوادهما‪ ،‬وذلك أيضا أن حواليهما عروقا دقاقا سود‪،‬‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫تدر أيهما هي‪ ،‬فاقصد إلى قطع‬
‫فتقطعهما قطعا ةبتورا‪ ،‬فإن أشكل عليك‪ ،‬ولم ِ‬

‫‪64‬‬
‫أكبرها وأبينها‪ ،‬وكذلك تصنع في العرقين اللذين في الشفة العليا‪ ،‬وأكثر ةا جرت‬
‫العادة به بقطع العرقين اللذين في الشفة السفلى‪.‬‬

‫وأةا العرقان اللذان تحت اللسان‪ :‬وكيفية فصدهما؛ أن تجلس العليل بين يديك‬
‫ً‬
‫بحذاء الشمس‪ ،‬وترفع لسانه‪ ،‬وتنظر تحت اللسان عن جانبه الواحد عرقا‪ ،‬وعن‬
‫ً‬
‫جانبه اآلخر عرقا‪ ،‬ولونهما إلى السواد‪ ،‬فتفصدهما‪ ،‬وتحفظ وال تمعن في قطعهما‬
‫فإن تحتهما شريانات‪ ،‬فربما عرض نزف دم ةن تلك الشريانات‪.‬‬

‫وأةا العروق الثالثة التي تفصد في املرفق‪ :‬القيفال واألكحل والباسليق فهي التي‬
‫ً‬
‫جرت العادة بفصدها في الناس أجمع‪ ،‬وفصدها يكون على وجهين؛ إةا غرزا‬
‫ً‬
‫بمبضع ريحاني عريض أو زيتوني إلى الرقة‪ ،‬وإةا شقا بمبضع سكينية وهي املنشل‪.‬‬

‫وفي الذراع واليد خمسة عروق‪:‬‬


‫‪ -1‬القيفال وهو عرق الرأس‬
‫‪ -2‬الباسيليق وهو عرق اإلبط أو عرق البطن‬
‫‪ -3‬األكحل وهو عرق البدن‬
‫ً‬ ‫‪ -4‬حبل الذ اع وهو يمتد على ظاهر الزند األعلى ثم ّ‬
‫يمتد إلى الوحش ي ةائال إلى‬ ‫ر‬
‫حدبة الزند األسفل ويتفرق في أسافل األجزاء الوحشية ةن الرسغ‪.‬‬
‫‪ -5‬األسيلم وهو بين الخنصر والبنصر‪.‬‬
‫فأةا الباسليق‪ :‬الذي هو أحد هذه الثالثة العروق وينبغي للفاصد عند فصده‪،‬‬
‫ً‬
‫أن يحذره‪ ،‬ويكون على ِرقبة ةنه‪ ،‬فإن تحته شريانا‪ ،‬فإن أخطأه وزاد في غرز‬
‫املبضع قطع ذلك الشريان‪ ،‬فيحدث نزف الدم‪ ،‬فلذلك ينبغي أن ال يكون فصده‬

‫‪65‬‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫له بمبضع الغرز‪ ،‬بل يكون فصده شقا باملنشل‪ ،‬فإن لم يظهر الباسليق ظهورا‬
‫ً‬
‫ّبينا‪ ،‬فينبغي أن تجتنبه‪ ،‬وتعدل إلى غيره‪ ،‬أو تطلب بعض شعبه‪ ،‬أو تفصد ةكانه‬
‫حبل الذراع‪ ،‬فإنه ّبين‪ ،‬وتشقه باملبضع املنشل كما قلنا‪ ،‬فإن أردت فصده بعينه‪،‬‬
‫فينبغي قبل شد الذراع أن تجس املوضع حتى تتعرف ةوضع النبض‪ ،‬ثم تعلم‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫عليه باملداد‪ ،‬ثم تربط الذراع وتشق العرق شقا ةحرفا باملبضع املنشل كما قلنا‪،‬‬
‫وتحرى أن تقع الضربة بالبعد ةن ةوضع الشريان‪ ،‬وةتى رأيت عند شدك الرباط‬
‫ّ‬ ‫ً‬
‫نفخا في املوضع الذي كنت علمت باملداد‪ ،‬كان ذلك النفخ هو انتفاخ الشريان‬
‫ً‬
‫فتجنبه‪ ،‬فإن رأيت الدم عند الفصد يثب كما يثب بول الصبي‪ ،‬وكان الدم رقيقا‬
‫وضع إصبعك عليه ساعة‬ ‫أحمر‪ ،‬فاعلم أنه ةن دم الشريان‪ ،‬فحينئذ بادر َ‬
‫ً‬
‫طويلة‪ ،‬ثم انزع " ارفع " إصبعك‪ ،‬فإن انقطع الدم‪ ،‬وكثيرا ةا ينقطع‪ ،‬فشد الذراع‬
‫ً‬
‫واتركه‪ ،‬وحذر العليل ةن إهماله‪ ،‬وليكن على ِرقبة‪ ،‬وال يحركه أياةا حتى يبرأ إن‬
‫شاء هللا تعالى‪.‬‬

‫فإن لم ينقطع الدم وغلبك ولم يحضرك في حينك دواء‪ ،‬فابتر الشريان إن ظهر‬
‫إليك‪ ،‬فإن طرفه ينقبض وينقطع الدم‪ ،‬أو خذ قشرة فستق فشقها وخذ النصف‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫الواحد وشده على ةوضع العرق شدا ةحكما بالرباط والرفايد إلى يوم آخر‪ ،‬فإن‬
‫َ‬
‫انقطع الدم وإال فعالجه بما تقدم ذكره ةن وضع الذرورات القاطعة للنزف‪،‬‬
‫وقطع دةه ليس بالصعب في أكثر األحوال ملكان صغر الجرح‪ ،‬وتمكن الرباط ةن‬
‫الذراع فاعلمه‪.‬‬

‫وأةا العرق األكحل‪ :‬وينبغي للفاصد أن يكون على ِرقبة ةن فصده‪ ،‬فإن تحته‬
‫ً‬
‫عصبا‪ ،‬فإن زاد في غرز املبضع وأصاب العصبة حدث ةنها خدر يعسر برؤه‪ ،‬وربما‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫لم يبرأ أصال‪ ،‬وهذه العصبة كثيرا ةا تظهر للجس‪ ،‬فإن خفيت في بعض الناس‪،‬‬

‫‪66‬‬
‫ً‬
‫وكانت رقيقة ال تبين‪ ،‬فينبغي أن تجعل فصدك إياه شقا باملنشل‪ ،‬وتجنب‬
‫ً‬
‫العصب جهدك‪ ،‬فإن كان العرق بين عصبتين فشق العرق طوال‪.‬‬

‫وأةا العرق القيفال‪ :‬فمنفعة فصده؛ أنه يجذب الدم ةن الرأس‪ ،‬وينفع ةن‬
‫ً‬
‫أةراض العينين‪ ،‬وينبغي في هذا العرق خاصة إن شئت أن تفصده غرزا باملبضع‬
‫الزيتوني أو باملبضع العريض الريحاني‪ ،‬ألنه أسلم العروق كلها؛ إذ ليس تحته‬
‫شريان وال عصب‪ ،‬إال أنه ينبغي لك عند الفصد أن تجتنب باملبضع رأس العضلة‬
‫فقط‪ ،‬وتطلب املوضع اللين وليس يضره‪ ،‬إن لم يصب بالضربة األولى أن يعاود‬
‫عليه بالفصد ةرات‪ ،‬إال أنه ربما تورم في بعض الناس‪ ،‬إذا لم يفصد في الضربة‬
‫ً‬
‫األولى‪ ،‬ولكن ال يضره ذلك الورم شيئا وهللا أعلم‪.‬‬

‫ً‬
‫وأةا فصد حبل الذراع‪ :‬فيفصد عوضا ةن األكحل والباسليق‪ ،‬إذا لم يوجدا أو‬
‫كانا خفيين ألنه ةركب ةنهما‪ ،‬وكيفية فصده أن يدخل العليل يده في املاء الحار‬
‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً ً‬
‫حتى يحمر الزند‪ ،‬ويظهر العرق ظهورا بينا‪ ،‬ثم تشد فوقه قليال بالرباط شدا‬
‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫ةتوسطا‪ ،‬ثم تفصد العرق على تحريف قليال‪ ،‬ال عرضا وال طوال‪ ،‬وليكن الفصد‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫واسعا‪ ،‬ويكون فصدك له فوق ةفصل اليد قليال‪ ،‬فإن تعذر خروج الدم فأعد‬
‫اليد في اإلناء باملاء الحار‪ ،‬ودع الدم يجري في املاء حتى تبلغ حاجتك‪ ،‬فإن كنت في‬
‫أيام الصيف‪ ،‬فقد يستغنى عن إعادة اليد في املاء الحار‪ ،‬وأكثر ةا تجعل جري‬
‫الدم في املاء الحار في زةن الشتاء‪ ،‬وفصد هذا العرق أسلم ةن جميع العروق‪،‬‬
‫ألن ليس تحته عرق ضارب وال عصب‪.‬‬

‫وأةا فصد األسيلم ‪ :‬وكيفية فصده أن تشد ةعصم اليد بالرباط أو بيدك‪ ،‬بعد‬
‫ً‬
‫أن تدخله في املاء الحار حتى ينتفخ العرق‪ ،‬ويتبين للحس جدا‪ ،‬ثم تفصده على‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫تحريف قليال‪ ،‬وإن بترته بالكل لم يضره ذلك شيئا‪ ،‬وتحفظ ال تمعن يدك‬

‫‪67‬‬
‫ةعرى ةن اللحم‪ ،‬ثم تعيد اليد إلى‬‫باملبضع‪ ،‬فإن تحته عصبة األصابع واملوضع ّ‬
‫املاء الحار‪ ،‬وتتركه يجري الدم فيه‪ ،‬فإنك إن لم تعدها إلى املاء الحار‪ ،‬جمد الدم‬
‫في فم العرق واةتنع ةن الجري‪ ،‬فإذا أخرجت ةن الدم قدر الحاجة فضع على‬
‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫العرق دهنا وةلحا لئال يلتحم سريعا‪ ،‬وكذلك ينبغي أن تفعل بكل شعبة ضعيفة‬
‫‪ ...‬وأةا ةنفعة فصده ةن اليد اليسرى؛ فإنه نافع لعلل الطحال‪ ،‬وكذلك تفعل في‬
‫فصده كما فعلت في الثاني سواء إن شاء هللا تعالى‪.‬‬

‫وفي الساق والرجل وهي ثالثة‪:‬‬


‫‪-1‬الصافن عند الكعب ةن الجانب اإلنس ي‬
‫‪ -2‬عرق النسا عند العقب ةن الجانب الوحش ي‬
‫‪ -3‬العرق تحت ةأبض الركبة ةن الجانب الوحش ي‬
‫وأةا فصد الصافن‪ :‬وكيفية فصده أن يدخل العليل رجله في املاء الحار وتحمل‬
‫َّ‬
‫بالش َركة‪ ،‬والعرق‬ ‫عليه الدلك حتى يدر العرق‪ ،‬ثم تشد فوق ةفصل الرجل‬
‫ً‬
‫ةوضعه عند الكعب ظاهر نحو اإلبهام‪ ،‬ويتشعب ةنه في وجه الرجل شعبا كثيرة‪،‬‬
‫فافصده ف ي أوسع شعبة ةنه‪ ،‬أو عند الكعب عند ةجتمعه‪ ،‬فهو أفضل وأسلم‪،‬‬
‫فإن فصدته في وجه الرجل فتحفظ ةن األعصاب التي تحته على وجه الرجل‪،‬‬
‫ً‬
‫واجعل فصدك له بتحريف‪ ،‬كأنك تريد بتره‪ ،‬ويكون املبضع نشال‪ ،‬فإن تعذر‬
‫خروج الدم‪ ،‬فليعد رجله في املاء الحار‪ ،‬واترك الدم يجري فيه حتى يفرغ‪ ،‬فإن‬
‫ً‬
‫أخطأ الفاصد العرق بالفصد في أول ةرة فليعد بالفصد إلى فوق قليال‪ ،‬فإن‬
‫املوضع سالم ال يخش ى ةنه غائلة إذا تحفظت ةن العصب كما قلنا‪ ،‬وكذلك‬
‫تفعل بالصافن ةن الرجل األخرى سواء ‪.‬‬

‫َّ‬
‫وأةا عرق النسا‪ :‬فمكانه كما قلنا عند العقب ةن الجانب الوحش ي‪ ،‬وكيفية‬
‫فصده أن تدخل العليل الحمام‪ ،‬وتسرع وتشد ساقه ةن لدن الورك إلى فوق‬

‫‪68‬‬
‫الكعب بأربع أصابع‪ ،‬بعماةة رقيقة طويلة‪ ،‬فإنه ال يظهر إال بذلك‪ ،‬فإذا ظهر‬
‫ً‬
‫فافصده على أي حالة أةكنك؛ إةا على تحريف وهو أفضل‪ ،‬وإةا أن تبتره بترا‪ ،‬أو‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫تشقه شقا‪ ،‬فإن ةوضعه سالم‪ ،‬وهو في أكثر الناس خفي جدا‪ ،‬فإن لم تجده ولم‬
‫يظهر للحس البتة‪ ،‬فافصد بعض شعبه وهي التي تظهر في ظهر القدم نحو‬
‫الخنصر والبنصر‪ ،‬وتحفظ ةن األعصاب‪ ،‬وأرسل ةن الدم القدر الذي تريد‪ ،‬ثم‬
‫ً‬
‫حل الشد وضع على ةوضع الفصد قطنة وشد املوضع‪ ،‬فإنه سريعا ةا يبرأ إن‬
‫شاء هللا تعالى أ‪.‬ه‪.‬‬

‫وفي كتاب روضة النجاح الكبرى يقول البقلي ‪ :‬وةتى أتم الجراح الفصد يطبق‬
‫املبضع ويضعه ويزيل اإلبهام املثبتة للعرق فيبزغ الدم ةن فتحة البضعة على‬
‫هيئة قوس‪ ،‬فيتلقى في اإلناء املعد له وتعرف جودة الفصد بخروج الدم ةن جميع‬
‫الفتحة كالقوس املتساوي الشكل الغير امللتوي ةرتفعا ةع االستقاةة عن سطح‬
‫املحل املفصودة‪ ،‬ويمكن إسراع انبعاث الدم باستداةة الوسائط التي تستعمل‬
‫إلظهار األوردة‪.‬‬

‫فان كانت هناك أسباب توجب بطيء سيالن الدم وطول ةدته يؤةر املفصود‬
‫بالسكون التام ثم يرخي الرباط أو يزيله‪ ،‬فإن جمدت ةن الدم حال سيالنه قطع‬
‫صغيرة على فم البضعة حتى سدتها تزال بالقرع الخفيف على الوريد أو يمسح‬
‫البضعة بإسفنجة قد غمست في ةاء فاتر وبالضغط على الوريد ةن الفروع إلى‬
‫نحو البضعة ليتوجه الدم اليها‪ ،‬وفي اثناء ذلك تكون األصبع ةوضوعة على‬
‫الفتحة فمتى رفعت خرج الدم دفعة وانقذف املنعقد‪.‬‬

‫ثم يؤةر املفصود بالسكون ويحل الربط وتقرب حافتا البضعة باإلبهام والسبابة‬
‫حتى تلتئما‪ ،‬ثم يمسح فم البضعة وةا حوله بإسفنجة ةبتلة أو خرقة ةبتلة أيضا‪.‬‬

‫‪69‬‬
‫ويمكن قطعه في أثناء التنظيف بالضغط على الوريد ةن أسفل البضعة السيما‬
‫إن كان الوريد في األطراف ثم يوضع على فم البضاعة قطعة ةن الحبر املصمغ أو‬
‫رفادة جافة أو ةبتلة بمحلول ةلح الطعام وتثبت برفادة أخرى أو جملة لفايف‬
‫لكن ال ينبغي أن يشد عليها إال شد ةناسبا يمنع خروج الدم فقط ألنها إن شد‬
‫عليها شدا قويا يعيق دورة الدم في الوريد املفصود بل في أوردة العضو كلها‪ ،‬وبعد‬
‫إتمام الربط يؤةر املريض بثني العضو نصف انثناء وبالراحة‪.‬‬

‫والعادة أن تلتحم البضعة في ظرف ‪ 24‬ساعة لكن ينبغي إبقاء الربط أياةا‬
‫لصيانة ةحل االلتحام عن االحتكاك والحركات العنيفة ألنها ربما فتحت البضعة‬
‫ثانيا‪.‬‬

‫‪70‬‬
‫البتر والنتر والقطع والسل والبزغ والغرز والقطع والتشريط‬
‫هذه الكلمات تستخدم كثيرا في الفصد فينبغي ةعرفة ةعانيها‪:‬‬
‫(غرز) غرز اإلبرة في الش يء غرزا وغرزها أدخلها وكل ةا ُسمر في ش يء فقد غرز‬
‫وغرز وغرزت الش يء باإلبرة أغرزه غرزا‪.‬‬
‫(بتر) البتر استئصال الش يء قطعا‪.‬‬
‫(نتر) النتر الجذب بجفاء نتره ينتره نترا فانتتر واستنتر الرجل ةن بوله اجتذبه‬
‫واستخرج بقيته ةن الذكر عند االستنجاء‪ ،‬ونتر الثوب نترا شقه‪.‬‬
‫(السل) السل انتزاع الش يء وإخراجه في رفق سله يسله سال‪ ،‬ويقال سللت‬
‫السيف ةن الغمد فانسل وانسل فالن ةن بين القوم‪.‬‬
‫َ ْ ْ‬
‫(القطع) تأتي بمعنى التشريط والفصد‪ ،‬فالفصد ُه َو قط ُع ال ِع ْر ِق َح َّتى َي ِسي َل‪،‬‬
‫والقطع كوي العرق بالنار‪ ،‬والقطع بمعنى وقف استفراغ أو نزف الدم‪.‬‬
‫(الشرط) املشرط املبضع واملشراط ةثله والشرط بزغ الحجام باملشرط شرط‬
‫يشرط ويشرط شرطا إذا بزغ واملشراط واملشرطة اآللة التي يشرط بها‪ ،‬يقال‬
‫بزغت الشمس تبزغ بزغا وبزوغا بدا ةنها طلوع أو طلعت وشرقت وطلوعهما‬
‫ةأخوذ ةن البزغ وهو الشق كأنها تشق بنوره الظلمة شقا‪ ،‬وةن هذا يقال بزغ‬
‫البيطار أشاعر الدابة وبضعها إذا شق ذلك املكان ةنها بمبضعه‪ ،‬والبزغ والتبزيغ‬
‫التشريط وقد بزغه واسم اآللة املبزغ وبزغ الحاجم والبيطار أي شرط‪.‬‬

‫يقول البقلي ‪ :‬البزغ جرح صغير وخزي يعمل في الجلد والغشاء املخاطي ملعالجة‬
‫بعض أةراض ظاهرة أو باطنة وشرطه أن ال يجاوز الجلد والنسيج الخلوي الذي‬
‫تحته ‪ ،‬ويفعل إةا بإبرة ةستقيمه في سنها انفراج على شكل حربة تغرز عمودية في‬
‫الجلد وتخريج كما دخلت أو بمبضع حاد السن وينبغي أن يكون كثير العدد وان‬
‫يكون فعله سريعا فان لم يخرج ةنه دم كاف ينبغي أن يوضع عليه ةحجم وضماد‬
‫أو يعرض املحال املوخوز لبخار ةاء حار لسرعة سيالن الدم والوخز املذكور‬

‫‪71‬‬
‫يستعمل في ةعالجة الكيموس والحمرة الجلدية وأوديما اكل ةن األجفان‬
‫وللصفن وةحال أخرى ةن الجسم ‪.‬‬

‫وأةا التشريط فهو شق الجلد شقوقا ةستطيلة ال تجاوز الجلد والنسيج الخلوي‬
‫‪ ،‬وربما غارت في نسيج األعضاء الكائنة تحت الجلد والغشاء املخاطي ‪ ،‬واآلالت‬
‫التي يشرط بها أربعة أنواع وهي املوس واملشرط واملبضع واملبزغ النيمساوي فانا‬
‫أريد التشريط باملبضع ينبغي ان يؤخذ ةبضع صلب ويجريه على سطح الجلد ةع‬
‫إةالته حال الشق بحيث تتكون ةنه وةن الجزء الذى يراد تشريطه زاوية ةساحتها‬
‫خمس وأربعون درجة فبهذه الكيفية تحصل تشاريط خفيفة كافية الستفراغ‬
‫الدم املجتمع في الجسم الشبكي الوعائي للجلد أو الغشاء املخاطي او املادة‬
‫املصلية املالئة لخاليا النسيج الخلوي في كثير ةن األحوال ‪.‬‬

‫ويستعمل البضع أيضا في التشريط املجاوز لسمك الجلد ان كان الجلد رقيقا كما‬
‫في األجفان وأعضاء التناسل أو كان املراد تشريط الغشاء املخاطي الذي ارتفعت‬
‫فيه ةواد ةصلية أو غيرها وكان ال يمكن استعمال غيره ةن اآلالت‪ ،‬وان كان املراد‬
‫تشريط سطح عريض ةتساوي يستعمل املبزغ النمساوي‪.‬‬

‫كيفية استعماله ان يشد على اللولب املحرك للمفصل ثم يوضع سطح االلة‬
‫الذي فيه الشقوق على الجلد ثم يضغط على لولب االنقالب فينشرط الجلد في‬
‫طرفة عين وهذه االلة أحسن اآلالت للنساء واألطفال لسرعة الفعل بها وخفة‬
‫األلم بخالف ةا إذا كان املراد تشريطا غارا فانه ينبغي استعمال املشرط أو املوس‬
‫الن املبزغ النمساوي ال يناسب حينئذ‪.‬‬

‫‪72‬‬
‫وقد يستعمل البزغ والتشريط لزوال الخدر وتنبه الحياة في األعضاء الخدرة‬
‫ً‬
‫ورجوع اإلحساس اليها وإليقاظها في األورام االحتقانية الغير املؤملة ألنه ينشا عنهما‬
‫رد فعل جيد يكون سببا في شفائها‪.‬‬

‫وعلى الجراح أن رأى أعراضها التهابية ناشئة عن تلك العمليات ال يعالجها‬


‫باملسكنات بل ينبغي له أن يحرضها باملوضعيات املنبهة لتستمر‪ ،‬وقد يشرط‬
‫السطح العلوي للسان على حسب طوله أن كان فيه انتفاخ التهابي شديد وال‬
‫يهلك غور الجروح التي تحصل ةن الشرط املذكور ألنها وان كانت تظهر حال‬
‫االنتفاخ أنها غائرة فأنها بعد زواله ورجوع اللسان حجمه األصلي تصير كالخدوش‬
‫السطحية‪.‬‬

‫وقد يستعمل التشريط الستفراغ السوائل املصلية املرتشحة في سمك الجلد أو‬
‫في النسيج الخلوي الذى تحته أو في بعض خاليا الغشاء املخاطي كالدم املنكب أو‬
‫النبيذ املنصب في النسيج الخلوي للصفن املحقون به عقب عملية الفيلية املائية‬
‫أو البول املرتشح إن حصل في قناة ةجرى البول شقوق وينبغي ان يصل‬
‫بالتشريط أو الوخز إلى ةجلس السوائل املذكورة وأن يكون واسعا أن كانت‬
‫السوائل املرتشحة ةهيجة ليسرع استفراغها وتتدارك العوارض الثقيلة التي‬
‫تحصل ةن طول ةكثها ‪ ،‬ويسرع سيالن أيضا الدلك الخفيف بان يبتدأ به ةن‬
‫االجزاء املجاورة وينتهى به إلى التشاريط أو بإحدار األعضاء املشرطة انحدارات‬
‫تنتقل به السوائل ةن خلية إلى أخرى حتى تصل إلى ةحل التشريط ‪.‬‬

‫تنبيه ‪ :‬اغلب التشريط يستعمل في االستفراغات الدةوية إلزالة احتقان االوعية‬


‫الشعرية ولذلك ينبغي أن يكون بعرض اتجاه العروق ثم يسرع بزيادة إخراج الدم‬
‫باملحاجم أو الغسل باملاء الفاتر أو بتعريض العضو لبخار ةاء حار‪ ،‬والجروح‬

‫‪73‬‬
‫الحاصل ةن الوخز أو التشريط قد ال تستدعي ةعالجة بل الغالب انها تلتحم ةن‬
‫نفسها سريعا‪.‬‬

‫سعة الفتحة وضيقها‬


‫يقول ابن التلميذ‪ :‬فإن كان قد فرق إتصال العرق نتر املبضع فأوسع تفرق‬
‫االتصال‪ ،‬وإن لم يكن قد أصاب لعرق سل املبضع ةن غير أن يوسع تفرق‬
‫االتصال‪ ،‬وقد تجب سعة الفتحة في وقت‪ ،‬وضيقها في وقت‪.‬‬

‫أةا سعة الفتحة فتختار ألنها أبلغ في سهولة خروج الدم على ةا به ةن غلظة قوام‬
‫إن كان‪ ،‬وأةنع ةن جمود الدم في الشتاء‪ ،‬وتكره وسعة الفتحة ألنها أدعى إلى‬
‫الغش ي بمتابعة االستفراغ الكثير واستتباع ذلك تحلل الروح الكثير‪.‬‬

‫وأةا ضيق الفتحة‪ ،‬فإنه قد ال يعرض ةنه الغش ي‪ ،‬وهو في الصيف أوفق فأةا في‬
‫الشتاء فإنه ربما جمد الدم واةتنع ةن الخروج‪.‬‬
‫ويكره الضيق بسبب اةتناع الدم الغليظ ةن البروز على ةا ينبغي‪.‬‬

‫الضيق أحفظ للقوة لكنه ربما أسال اللطيف الصافي‬ ‫يقول ابن سينا‪ :‬والفصد ّ‬
‫وحبس الكثيف الكدر‪ ،‬وأةا الواسع فهو أسرع إلى الغش ي وأعمل في التنقية وأبطأ‬
‫ً‬
‫اندةاال وهو أولى ملن يفصد لالستظهار وفي َ‬
‫السمان بل التوسيع في الشتاء أولى‬
‫لئال يجمد الدم‪ ،‬والتضييق في الصيف أولى إن احتيج إليه وليفصد املفصود وهو‬
‫ةستلق فإن ذلك أحرى أن يحفظ ّ‬
‫قوته وال يجلب إليه الغش ي‪.‬‬

‫ويقول البقلي‪ :‬قد تختلف نتائج الفصد في االلتهاب الشديد بحسب بطيء سيالن‬
‫الدم وسرعته‪ ،‬فأةا بطؤه فأةا أن يكون ةن صغر الوريد املبضوع أو ةن ضيق‬
‫‪74‬‬
‫فتحته وان كان غليظا‪ ،‬واةا سرعته فتكون ةن وريد غليظ واسع الفتحة‪ ،‬ففي‬
‫الحالة االولى يكون الفصد ضعيف التأثير في االلتهاب بخالفه في الحالة الثانية‬
‫فانه قد يزيله أصالة‪ ،‬ولهذا الفائدة كان أبقراط اب الطب يأةر احيانا بفصد‬
‫الذراعين ةعا في آن واحد‪.‬‬

‫الفصد طوال وعرضا وواربا‬

‫يقول ابن التلميذ‪ :‬كذلك أيضا إن فتح العرق طوال يختار فيما كان ةن العروق‬
‫تحته عصبة أو عضلة‪ ،‬ألن تفرق اتصال هذه طوال عند خطأ الفاصد غير ةضر‬
‫جدا وتفرق اتصالها عرضا يحدث خدرا أو تشنجا ويختار أيضا فتح العرق طوال‪،‬‬
‫إذا كان في ةأبض اليد ألنه إذا فصد املأبض عسر التحاةه ألن املأبض عند طيه‪،‬‬
‫والعرق ةفصود طوال‪ ،‬يفتحه ويمنعه ةن التصاق الشفتين‪.‬‬

‫وكذلك أيضا نختار الفصد طوال في العروق الدقاق كيال يكثرها الفصد عرضا‪،‬‬
‫إال أن يخاف زوالها وفوتها فحينئذ تفصد عرضا‪.‬‬

‫‪75‬‬
‫وأةا الفصد عرضا فيختار ملا كان ةن العروق بقرب شريان‪ ،‬ألن الخطأ في فتح‬
‫الشريان أعظم خطرا ةن بتره‪ ،‬ألن الشريان املبتور يرقا دةه لتقلص طرفيه‪،‬‬
‫واملفتوح يتصل نزفه إلى أن يبتر‪.‬‬

‫ويختار الفصد عرضا للعرق الزوال‪ ،‬ويستقبل املبضع ةن الجهة التي إليها يزول‪.‬‬
‫ويختار الفصد عرضا إذا لم يرد إخراج الدم في عدة نوب وذلك إذا كان الفصد‬
‫في عرق ةأبض اليد‪ ،‬بمعاونة ةجيء املأبض على التحام الفصد عرضا‪ ،‬بخالف‬
‫حال الفصد طوال هناك‪ ،‬كما سلف هنا ذكره‪.‬‬

‫فأةا الفصد ورابا فيختار إذا لم يراد بالفصد بطء االلتحام وال سرعته‪.‬‬

‫‪76‬‬
‫الشرايين املفصودة وكيفية فصدها‬

‫قاعدة ذكرها األنطاكي‪ :‬العروق املقصودة بالذات هي األوردة وإنما يفصد‬


‫الشريان في ةخصوص ملخصوص كشريان جاور عضوا ضعيفا بسبب دم رقيق‬
‫أفرط حره أ‪.‬هـ‪.‬‬

‫يقول ابن التلميذ‪ :‬وينبغي أن تعلم أن الشرايين التي يجوز فصدها هي الصغار‬
‫البعيدة ةن القلب‪ ،‬فإن هذه هي التي يرقا دةها إذا فصدت‪ ،‬فأةا الشرايين الكبار‬
‫والقريبة املوضع ةن القلب فإةا أن ال يرقا دةها وإةا أن يعسر‪.‬‬

‫ويقول الطبري‪ :‬وأةا الشرايين التي تفتح وتسل وتبتر وتخرم وتلوي فعشرة‬
‫شريانات‪ :‬ةنها شريانا الصدغين‪ ،‬وشريانان اللذان خلف األذنين‪ ،‬وشريانا‬
‫اليافوخين‪ ،‬وشريانان اللذان تحت اللسان‪ ،‬وشريانان اللذان ةع اإلبهام‪ ،‬وهما‬
‫اللذان رآهما جالينوس في املنام‪ ،‬فهذه عشرة شريانات‪.‬‬

‫‪77‬‬
‫ويقول‪ :‬فأةا شرياني اليافوخين فإن بتره صعب لصعوبة املوضع وغلظ الجلد‪،‬‬
‫ويبتران بشق الجلد وإخراجهما بالصنارة‪ ،‬ويكويان على ةا تقدم ذكره‪ ،‬وال يبتران‬
‫إال بفرط الصداع الذي يعرف بالبيضة أ‪.‬ه‪.‬‬

‫ويقول ابن سينا‪ :‬وأةا الشرايين التي في الرأس فمنها شريان الصدغ قد يفصد‬
‫وقد يبتر وقد يسل وقد يكوى ويفعل ذلك لحبس النوازل الحادة اللطيفة املنصبة‬
‫إلى العينين والبتداء االنتشار‪.‬‬

‫والشريانان اللذان خلف األذنين ويفصدان ألنواع الرةد وابتداء املاء والغشاوة‬
‫والعشا والصداع املزةن وال يخلو فصدهما عن خطر ويبطؤ ةعه االلتحام أ‪.‬هـ‪.‬‬

‫وقال ابن التلميذ‪ :‬الشرايين املفصودة على األكثر‪ ،‬شرياني الصدغين‪،‬‬


‫والشريانين بين اإلبهام والسبابة‪ ،‬وهما اللذان أةر جالينوس في املنام بفصدهما‪،‬‬
‫الةرأة كان بها وجع في كبدها‪ ،‬ففصدت‪ ،‬وهذه قد تفصد وقد تبتر‪ ،‬وذلك بأن‬
‫يشق الجلد عنها ويربط بإبرسيم ثم يبتر‪ ،‬ويترك حتى يجري الدم بمقدار الكفاية‪،‬‬
‫ويربط فإن الدم يرقا‪ .‬وةنها ةن إذا فصدت ترك الدم حتى ينقطع ةن ذاته‪.‬‬

‫وفي امللكي‪ :‬أةا فصد العروق الضوارب‪ 6‬فينتفع به لكل عضو يجتمع فيه دم‬
‫لطيف حاد دةوي إذا فصد الشريان القريب ةن ذلك العضو إذا لم يكن الشريان‬
‫عظيما‪ ،‬وينتفع به أيضا إذا وجد اإلنسان وجعا في األغشية حتى يحس أنه ينخس‬
‫ثم ينبسط ذلك الوجع حتى يتأدى إلى املوضع املحيط بذلك العضو فاعلم ذلك‬
‫ان شاء هللا تعالى‪.‬‬

‫ايي)‪.‬‬ ‫‪ 6‬العروق السواكن ر‬


‫وغي الضوارب يراد بها (األوردة) والعروق الضوارب (الش ر‬
‫‪78‬‬
‫ربما وقع بالفاصد خطأ في فصده الباسليق عندةا يصيب املبضع الشريان‬
‫فينبثق الدم وال يسكن خروجه وعالةة دم الشريان أن يكون خروجه بتوثب ولونه‬
‫أحمر ناصع فمتى لم ينفع فيه استعمالك األدوية القابضة وال األدوية املحرقة‬
‫فيحتاج حينئذ إلى بتر الشريان وقطعه وذلك بأن تكشف الجلد عن ةوضع‬
‫الشريان وتنحي عنه األجسام التي حوله ةن اللحم وتعلقه بصنارة ثم انك تشد‬
‫كل واحد ةن جانبه بخيط إبرسيم شدا وثيقا ثم تقطعه نصفين ةن ةوضع الشق‬
‫الذي وقع به ثم انك تلقي على املواضع األدوية امللحمة كالصبر والكندر‬
‫والعنزروت ودم االخوين وةا يجري هذا املجرى وتشد بالعصائب والرفائد‪.‬‬

‫ويقول ابن سينا ‪ :‬وعالةة الخطأ في الباسليق وإصابة الشريان أن يخرج دم رقيق‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫أشقر يثب وثبا ويلين تحت املجسة وينخفض فبادر حينئذ وألقم فم املبضع شيئا‬
‫ةن وبر األرنب ةع ش يء ةن دقاق الكندر ودم األخوين والصبر واملر وتضع على‬
‫ً‬
‫املوضع شيئا ةن القلقطار الزاج وترش عليه املاء البارد ةا أةكن وتشقه ةن فوق‬
‫ً‬
‫الفصد وتربطه ربطا بشد حابس فإذا احتبس فال تحل الشد ثالثة أيام وبعد‬
‫ً‬
‫الناحية باملوابض وكثير ةن‬
‫الثالثة يجب عليك أن تحتاط أيضا ةا أةكن وضمد ِ‬
‫فيحبسه وكثير ةن‬ ‫الناس يبتر شريانه وذلك ليتقلص العرق وينطبق عليه الدم ِ‬
‫الناس ةات بسبب نزف الدم وةنهم ةن ةات بسبب ربط العضو وشدة وجع‬
‫الربط الذي أريد بشده ةنع دم الشريان حتى صار العضو إلى طريق املوت‪.‬‬

‫ويقول ابن القف في كتاب العمدة في الجراحة‪:‬‬


‫واةا البتر فيستعمل إذا افرط خروج الدم فيه إةا لخطأ وقع في الفصد وهو انه‬
‫قصد فصد غيره ثم وقع طرف املبضع فيه وإةا ألنه قصد فصده كما في شريان‬
‫الصدغين فافرط خروج الدم ولم ينقطع بوضع قاطعات الدم عليه فيستعمل‬
‫البتر وهو أن يكشف عن ةوضع الشريان وينحي عنه األجسام التي حوله ةن‬

‫‪79‬‬
‫اللحم ويعلقه بصنارة ويدخل تحته ةن كل جانب خيط إبرسيم بإبرة ليست‬
‫بحادة الرأس ويربط ربطا وثيقا ثم يقطع بنصفين ةن ةوضع الشق الذي وقع فيه‬
‫أو يترك ويوضع عليه قاطعات الدم‪.‬‬

‫وأةا السل فهو كما يفعل بشريان الصدغين في الشقيقة وأوجاع العينين والنزالت‬
‫املزةنة فان العلل اذا طالت وأزةنت ولم ينجب فيها عالج باألدوية فانه يستعمل‬
‫فيها السل وكيفية عمله هو ان يحلق الشعر أوال حلقا جيدا ثم يفتش عن‬
‫الشريان حتي يعرف ةوضعه فان لم يظهر فينطل ةوضعه بماء حار وتشد الرقبة‬
‫فانه يظهر فاذا ظهر تعلم عليه بمداد ثم يشق الجلد شقا ظاهرا على طول‬
‫الشريان ويعلق الجلد بصنانير وتكشف عن الشريان فاذا ظهر فان كان دقيقا‬
‫فيمد إلى فوق بصنارة وتقطعه ةن الجانبين وتخرج ةنه قطعة طول ثالثة أصابع‬
‫ةضموةة بعضها إلى بعض ثم توضع عليه قاطعات الدم وان كان عظيما فيشق‬
‫ويخرج ةن الدم بمقدار الحاجة ثم يستعمل الشد بخيط إبرسيم ةن الجانبين‬
‫ويكون بينهما قدر ثالثة أصابع ثم يقطع ةا بين ذلك وتلقي قاطعات الدم ثم‬
‫املراهم امللحمة ‪.‬‬

‫وأةا الكي فيستعمل عوضا عن السل وذلك إذا لم يطاوع العليل علي سل شريان‬
‫صدغيه في العلل املذكورة وهو أن يتخذ ةكوي ثخانة رأسه علي قدر سعة‬
‫الشريان ويحمي في النار ليحمر لونه وبحلق الشعر الذي يعلوه ثم يوضع عليه‬
‫املكوي ويكبس الشريان حتى يحرق الجلد ويصل الحريق إلى الشريان ويتكمش‬
‫الجميع بعضه إلى بعض بحيث أن الدم ينقطع خروجه ثم بعد ذلك تستعمل‬
‫األدوية امللحمة والقاطعة للدم‪.‬‬

‫‪80‬‬
‫يقول ابن األكفاني‪ :‬في قطع الشريانات ‪ ،‬اعلم أن الشريانات التي يجوز قطعها‬
‫هي الصغيرة البعيدة ةن القلب‪ ،‬وأةا غيرها فيعسر رقو دةها‪ ،‬أو يتعذر‪ ،‬ولذلك‬
‫كره األطباء قطعها‪ ،‬وإنما احتيج إلى قطعها؛ ألن بعض األعضاء قد يجتمع فيه دم‬
‫حار لطيف فيحدث أةورا صعبة‪ ،‬وال يفيد فيه االستفراغ العام لجملة البدن‪،‬‬
‫وال يعتدل املزاج ليحتاج إلى قطع العروق الضوارب املتصلة بذلك العضو ‪،‬‬
‫وإلخراج ذلك الدم املؤذي‪ ،‬والشريان إذا بتر بنصفين البتة تقدةن كل واحد ةن‬
‫طرفيه وانقطع دةه‪ ،‬بخالف املفصود املتصل‪ ،‬وحکي أن جالينوس أةر في املنام‬
‫ةرتين أن يفصد إنسانا كان يجد وجعا في الكبد والحجاب ةن العرق الضارب‬
‫الذي بين السبابة واإلبهام ةن اليد اليمنى‪ ،‬وأن يدع الدم يجري حتى ينقطع ةن‬
‫تلقاء نفسه ففعل ذلك وجرى ةن الدم أقل ةن رطل فسكن وجعه‪ ،‬وأن إنسانا‬
‫كان يشكو وجعا ةزةنا في جنبه فقصد العرق الضارب ةن كعبه فبرأ برا تاةا‪ ،‬وكان‬
‫ذلك لرؤياها‪ ،‬وحكى أن رجال أصابته جراحة في عنقه فانخرق فيها عرق ضارب‪،‬‬
‫فلم يرق دةه حتى بتره جالينوس نصفين ووضع عليه الصبر والكندر ووبر األرنب‬
‫وبياض البيض فشفي ولم تعرض له أنورسما‪ ،‬وأبقراط يقول‪ :‬ةن أصابه وجع في‬
‫ةؤخر رأسه فقطع له العرق املنتصب في الجبهة انتفع بقطعه‪.‬‬

‫* ان أغلب ما تم ذكره في باب كيفية الفصد ال يستفاد منه في وقتنا الحاضر‬


‫مع وجود اإلبرة املجوفة (الحقنة_السرنجة) فهي أسهل وآمن من قطع‬
‫العروق باملشارط‪.‬‬

‫‪81‬‬
82
83
‫الباب الثاةن‪ :‬في إخراج الدم دفعة واحدة أو دفعات وكيفية التثنية‬
‫إع َادة أو تكرار‪ ،‬يقول أبو البقاء في كتاب الكليات‪ :‬أكثر الثناء هو ةأخوذ‬
‫َْ‬ ‫الت ْثن َية‪َ :‬‬
‫َ‬
‫ِ‬
‫ةن الثني وهو العطف ورد الش يء بعضه على بعض وةنه ثنيت الثوب إذا جعلته‬
‫اثنين بالتكرار وباإلةالة والعطف فذكر الش يء ةرتين يتناول أحدهما ةا لم يتناوله‬
‫اآلخر وهلم جرا بمنزلة جعله اثنين فأطلق اسم الثناء على تكرار ذكر الش يء‬
‫لشيئين وةنه التثنية‪ ،‬يقول تأبط شرا‪:‬‬
‫أال ةن ةبل ـ ــغ فتي ـ ـ ـ ــان فهم ‪ ...‬بم ـ ـ ـ ــا القيت عند رحـ ــى بط ــان‬
‫بأني قد لقيت الغول ته ــوي ‪ ...‬بسهب كالصحيفة صحصحان‬
‫فأض ـربه ــا بــال ده ـش فخـ ـرت ‪ ...‬ص ـ ـ ـ ـ ـ ـريعا للي ـ ـ ــدين وللج ـ ـ ـ ـران‬
‫فقالـت ثن فقلت لهـ ـا روي ـدا ‪ ...‬ةكـ ـ ـانـ ــك إنـ ـ ـ ــني ثبـ ـ ــت الجنان‬

‫والتثنية في الفصد تكون ملن احتاج إلى استفراغ كثير وكانت قوته ضعيفة فينبغي‬
‫أن يستفرغ الدم ةنه دفعات‪ ،‬ولذلك ينبغي أن يخرج له ةن الدم ةقدار يسير‬
‫ويسقى ةن ساعته ةن ةاء العسل الذي طبخ ةعه بعض األدوية امللطفة ةثل‪:‬‬
‫الزوفا والفودنج النهري والبستاني‪ ،‬أو ةع السكنجبين أو ةع الشراب املتخذ ةن‬
‫ً‬
‫العصير والخل‪ ،‬ثم يخرج ةرة ثانية في ذلك اليوم أو في غده ويسقى أيضا شيئا ةن‬
‫هذا الشراب ويغذي بعد الطيب ويفعل به أيضا في اليوم شبيه بهذا‪ ،‬فأةا ةا كان‬
‫الدم في بدنه كثيرا فتسخن وعال وأحدث حمي حادة فينبغي أن يخرج الدم ةنه في‬
‫دفعة واحدة ويخرج ةنه ةقدار کثير إلى أن يعرض ةنه الغش ي بعد أن تنفذ القوة‬
‫وال يبلغ بها الحال إلى أن يكون‪ ،‬فإن ةن أجرى األةر في إخراج دةه هذا املجرى‬
‫فقد يبرد بدنه ضرورة بسبب الغش ي‪ ،‬ثم يتبعه بعد ذلك أن يشتد بدنه بأجمعه‬
‫يستطلق بطبيعته وينقض ي ةرضه بسرعة وةن أجود األشياء أن تتفقد نبض‬
‫فيحدر على املريض املوت‬ ‫العروق عند سيالن الدم؛ لئال يغلظ في بعض األوقات ُ‬
‫ةع الغش ي أو يعرض له ةن الغش ي ةا ال يستقال ويتبعه املوت‪.‬‬

‫‪84‬‬
‫في كتاب عقيلة العقالء يذكر املصنف‪ :‬أن الغش ي يحصل بسبب انحالل القوة‬
‫الحيوانية‪ ،‬وهي ةسكنها القلب‪ ،‬أو سقوط يعرض للقوة بحدته وسرعة‪ ،‬وذكر ةا‬
‫ذهب إليه بعض األطباء ةن أن الغش ي يعرض ألسباب الدةاغ عن إرساله الحس‬
‫إلى القلب‪ ،‬فيعلق لذلك القلب الغش ي‪ ،‬فمتى كانت الروح التي في كبده لطيفة فإنه‬
‫يخرج ةنه أكثر ةع خروج اليسير ةن الدم‪ ،‬فيحدث للقلب الغش ي باملشاركة التي‬
‫بينهما‪ ،‬وأةا ةن كانت الروح التي في كبده غليظة‪ ،‬فليس يخرج ةنها ةع الدم إال‬
‫اليسير‪ ،‬فليس يحدث له الغش ي أ‪.‬هـ‪.‬‬

‫ويقول البقلي ‪ :‬قد يضطر لفصد الوريد املفصود قبل التحاةه‪ ،‬لكن في هذه‬
‫الحالة ال يبضع الوريد ثانيا بل يربط العضو األول كما ذكرنا ويؤةر العليل‬
‫بتحريك عضلة العضو ثم تجذب احدى حافتي البضعة فتتباعد الحافتان النهما‬
‫ليستا ةلتصقتين إال بمادة غروية لزجة قليلة القوام فيسيل ةنها ةقدار ةن الدم‬
‫ةماثل ملا يخرج ةن بضعة جديدة لكن ال ينبغي تكرار ذلك الن تكرار ربما سبب‬
‫تقيحا في التحام البضعة أو هيج الوريد وألهبه وحينئذ يجب بضع وريد آخر سواء‬
‫كان في العضو املفصود أوفي نظيره ةن الجهة املقابلة له‪.‬‬

‫ويقول ابن التلميذ‪ :‬فأةا كيفية التثنية فيكون بأن يفتح فم العرق قبل ربط‬
‫أعاله‪ ،‬وبحركة اإلبهاةين على شفتيه بالخالف‪ ،‬أحدهما إلى فوق واآلخر إلى‬
‫أسفل‪ ،‬لتذوب علقة دم جمدت هناك‪ ،‬ثم يربط أعاله ويمسح العرق ةن أسفل‬
‫إلى فوق فيبرز الدم حينئذ ‪ ،‬وينبغي أال تطيل إيالم املوضع عند التثنية‪ ،‬لئال يرم‬
‫املوضع فتحل على املفصود آفة‪ ،‬بل فتح العرق ثانية أهون ةن ذلك ‪ ،‬واملرجو‬
‫بالتثنية استيفاء القوة والجذب ةن املوضع الوارم إذا كان الفصد بسبب ذلك‪.‬‬

‫‪85‬‬
‫ويقول قسطا بن لوقا‪ :‬ةن كان القصد في فصده استفراغ الدم ةن بدنه فقط‬
‫فينبغي أن يخرج له الدم ةرة ثانية في يوم الفصد‪ ،‬وأةا ةن يريد أن يجتذب‬
‫األخالط ةن بدنه إلى ضد الجهة التي ةالت إليها فينبغي أن يجعل تثنيته في اليوم‬
‫الثاني‪ ،‬وأن جعلها ذلك في اليوم الثالث كان أجود‪ ،‬وقد ينبغي أن يتفقد قوة‬
‫املريض في وقت التثنية بحسب العرق وبتقدير نبضه‪ ،‬فإن ةن الناس ةن تخور‬
‫قوته سريعا وال يحتمل أن يخرج له ةن الدم ةقدار كثير دفعة في اليوم األول‪،‬‬
‫فمن كان كذلك تقوي بدنه في اليوم الذي يفصد فيه‪ ،‬وأرحه ةن جميع األعمال‪،‬‬
‫فإذا كان اليوم الثاني فاستعمل فيه التدبير‪.‬‬

‫ويقول املجوس ي ‪ :‬وال ينبغي أن يفصد ةن كانت قوته ضعيفة فإن دعت الضرورة‬
‫بسبب األةراض الصعبة التي يخاف ةنها على العليل العطب بمنزلة الخوانيق‬
‫وذات الجنب وذات الرئة فينبغي أن ال يخرج له ةن الدم دفعه بل قليال قليال في‬
‫دفعات كثيرة ‪ ،‬واذا كانت القوة في ةثل هذه الحال قوية فينبغي أن يخرج لصاحبها‬
‫الدم الى أن يتغير الدم عن حاله فإن لم يتغير الدم عن حاله فإلى ان يظهر‬
‫الغش ي‪ ،‬وال يغالطك في هذا املوضع الغش ي الذي يكون ةن عادة بعض الناس أن‬
‫يغش ى عليه في وقت الفصد قبل أن يخرج ةن الدم ةقدار الحاجة فإن كثيرا ةن‬
‫الناس ةن يعرض لهم الغش ي في أول خروج الدم فينبغي إذا رأيت ذلك أن تستعمل‬
‫ةع صاحبه ةداواة الغش ي واذا تراجعت القوة ثن له واخرج ةن الدم ةقدار‬
‫الحاجة ‪.‬‬

‫وينبغي أن تفهم عنا في قولنا تغير الدم ليس ملا ينتظر به تغيره ةن السواد إلى‬
‫الحمرة فقط بل ينتظر أيضا أن يتغير ةن الحمرة إلى السواد وهكذا يكون في‬
‫األةراض الحادة العظيمة الغليظة التي تكون في األحشاء بمنزلة ذات الجنب وذات‬
‫الرئة وورم الكبد فإن الدم في هذه األورام يكون فاسدا عفنا فينبغي اذا فصد‬

‫‪86‬‬
‫العليل أن تنظر فإن كان الدم الذي يخرج أسود فينبغي أن ينتظر به إلى أن يتغير‬
‫إلى الحمرة وذلك ليخرج الدم الفاسد املحتقن في الورم بأثر ‪ ،‬وان كان الدم الذي‬
‫يخرج أحمر فينبغي أن يتغير إلى السواد ويخرج الدم الفاسد ةن الورم‪.‬‬

‫ويقول الزهراوي‪ :‬وأةا ةن أراد ترويح ذراعه‪ ،‬وتسريح دةه ثانية‪ ،‬فينبغي ملن كان‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫فصده الستفراغ كثير‪ ،‬وقوته ضعيفة‪ ،‬أن يسرح الدم قليال قليال بقدر القوة في‬
‫أيام ةتوالية‪.‬‬

‫ً‬
‫وأةا ةن كان يريد ترويح ذراعه‪ ،‬وتسريح دةه ثانية وكان بدنه قويا‪ ،‬فليفعل ذلك‬
‫على سبع ساعات أو تسع ةن فصده األول‪.‬‬

‫وأةا ةن أراد اجتذاب الدم ةن بدنه إلى ضد الجهة التي ةالت إليها‪ ،‬فينبغي أن‬
‫يروح له في اليوم الثاني أو الثالث‪.‬‬

‫ويقول وال ينبغي إذا أردت حل الذراع وتسريح الدم ثانية‪ ،‬وقد انغلق فم العرق‬
‫ً‬
‫وعسر خروج الدم‪ ،‬أن تغمز عليه بشدة أو يلوى بقوة‪ ،‬فإن ذلك ردي جدا‪ ،‬بل‬
‫تنحي بشفرة املبضع ةا جمد ةن الدم في‬‫إةا أن تتركه حتى تفصده ثانية‪ ،‬وإةا أن ّ‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫فم العرق‪ ،‬أو تحمل عليه شيئا ةن امللح‪ ،‬قد أحل في املاء‪ ،‬أو تحمل عليه شيئا‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫ةن الترياق الفاروق أو الشكريانا‪ ،‬أو يغمز غمزا رقيقا حتى يخرج الدم‪ ،‬فإن كان‬
‫قد تورم العرق‪ ،‬فاتركه وال تمسه حتى يسكن الورم‪.‬‬

‫فإن دعت الضرورة إلى تسريح الدم ثانية والبد‪ ،‬فإةا أن تفصده فوق ذلك‬
‫املوضع‪ ،‬وإةا أن تفصده في الذراع اآلخر‪ ،‬أو في العرق اآلخر إن شاء هللا‪.‬‬

‫‪87‬‬
‫ً‬
‫وةن كان يعتاده عند الفصد الغش ي‪ ،‬فينبغي أن تطعمه قبل الفصد شيئا ةن‬
‫ً‬
‫خبز ةنقع في ةاء الرةان املز‪ 7‬أو السكنجبين‪ ،‬إن كان ةحرورا‪ ،‬وأخرج الدم في ثالث‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫ةرات أو أربع‪ ،‬وإن كان ةبرود املزاج‪ ،‬فليأخذ قبل الفصد خبزا ةنقعا في شراب‬
‫امليبة‪ ،‬أو في شراب العسل املطيب باألفاوية‪ ،‬أو في الشراب الطيب الريحاني‪ ،‬فإن‬
‫حدث الغش ي عند الفصد‪ ،‬وكان سببه خروج الدم الكثير‪ ،‬فينبغي أن يسقى ةاء‬
‫اللحم والشراب الريحاني الرقيق‪ ،‬ويستعمل التطيب بالغالية ويلخلخ صدره بها‪.‬‬
‫ً‬
‫ويقول ابن سينا‪ :‬وأةا ةن يكون ِ‬
‫دةه املحمود قليال وفي بدنه أخالط رديئة كثيرة‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫فإن الفصد يسلبه الطيب ويختلف فيه الرديء وةن كان دةه رديئا وقليال أو كان‬
‫ً‬
‫ةائال إلى عضو يعظم ضرر ةيله إليه ولم يكن بد ةن فصد فيجب أن يؤخذ دةه‬
‫ً‬
‫قليال ثم يغذى بغذاء ةحمود ثم يفصد كرة أخرى ثم يفصد في أيام ليخرج عنه‬
‫الدم الرديء ويخلف ّ‬
‫الجيد‪.‬‬

‫ويقول‪ :‬وةن أراد التثنية ولم يعرض له ةن الفصدة األولى ةضرة فالج ونحوه‬
‫ً‬
‫فيجب أن يفصد العرق ةن إليه طوال ليمنع حركة العضل عن التحاةه وأن يوسع‬
‫وإن خيف ةع ذلك االلتحام بسرعة‪ ،‬وضع عليه خرقة ةبلولة بزيت وقليل ةلح‬
‫وعصب فوقها وأن دهن ةبضعه عند الفصد ةنع سرعة االلتحام وقلل الوجع‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫وذلك هو أن يمسح عليه الزيت ونحوه ةسحا خفيفا أو يغمس في الزيت ثم يمسح‬
‫بخرقة‪.‬‬

‫والنوم بين الفصد والتثنية يسرع التحام البضع‪ ،‬واعلم أن التثنية تؤخر بمقدار‬
‫الضعف فإن لم يكن هناك ضعف فغايته ساعة واملراد ةن إرسال دةه الجذب‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫يوةا واحدا‪.‬‬

‫ماء الرمان المز‪ :‬رساب الرمان المز؛ حب رمان حامض يطبخ يف ماء‪.‬‬ ‫‪7‬‬

‫‪88‬‬
‫والنوم بين الفصد والتثنية يمنع أن يندفع في الدم ةن الفضول ةا ينجذب‬
‫النجذاب األخالط بالنوم إلى غور البدن‪.‬‬

‫والفصد املورب أوفق ملن يريد التثنية في اليوم واملعرض ملن يريد التثنية في الوقت‬
‫ّ‬
‫واملطول ملن ال يريد االقتصار على تثنية واحدة وةن عزةه أن يترشح عدة أيام كل‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫يوم وكلما كان الفصد أكثر وجعا كان أبطأ التحاةا‪.‬‬

‫ً‬
‫واالستفراغ الكثير في التثنية يجلب الغش ي إال أن يكون قد تناول املثني شيئا‪.‬‬

‫وةن ةنافع التثنية حفظ قوة املفصود ةع استكمال استفراغه الواجب له وخير‬
‫التثنية ةا أخر يوةين وثالثة‪ ،‬وبالجملة فإن تكثير أعداد الفصد أوفق ةن تكثير‬
‫ةقداره أ‪.‬هـ‪.‬‬

‫ويقول ابن القف‪ :‬إذا كانت املادة ةتوفرة والقوة ضعيفة وفي ةثل هذه الصورة‬
‫يحتاج إلى التثنية والتثليث وهو أن يخرج الدم ةرة بعد ةرة والطريق في هذا أن‬
‫العروق على نوعين ةفصلية أي أن يكون ةسلكها على ةفصل كلباسليق وغير‬
‫ةفصلي كحبل الذراع فاذا فصدت إحدى هذه العروق وكانت الحاجة داعية إلى‬
‫التثنية والتثليث فينبغي أن يكون الفصد في العروق املفصلية طوال إن أريد‬
‫التثنية بعد أيام وةوربا إن أريد في اليوم وعرضا إن أريد في الوقت وان كانت غير‬
‫ةفصلية فالطريق في استعمال التثنية عند الحاجة أحد أةور‪:‬‬
‫أةا توسيع املبضع وإةا تدهينه عند العمل به بدهن وإةا أن توضع علي املبضع‬
‫خرقة ةبلولة بزيت وةلح وأةا أن يمنع املفصود ةن النوم بين التثنية فان النوم‬
‫ةما يعين التحام املبضع وذلك لجذبه للمادة إلى الباطن وبما يحصل ةعه ةن‬
‫السكون وينبغي قبل الفصد أن يتعرف أحوال دم املفتصد فان كان غليظا فال‬

‫‪89‬‬
‫بأس إن يستحم بماء حار ليترقق الدم ويتهيأ للخروج وان كان رقيقا فال حاجة به‬
‫إلى ذلك بل ربما أوقف خروجه بتغليظه الجلد ثم يسهل له انطباقه بعد بضعه‬
‫ويجب على املفتصد أن ال يمتلئ ةن الطعام بعد فصده وذلك لضعف القوة‬
‫وعجزها عن هضم ةا كثر ةن األغذية والن األعضاء قد خلت تجاويفها وةجاريها‬
‫فتجذب الغذاء ةن املعدة وهو بعد لم ينهضم وان ال يجاةع خوفا ةن إضعافه‬
‫للقوة وان ال يستحم خوفا ةن فرط تحليله وال يرتاض رياضة قوية لذلك أيضا‬
‫أ‪.‬هـ‪.‬‬

‫ويقول ابن األكفاني‪ :‬وةن كان القصد استفراغ الدم ةن بدنه فقط فينبغي أن‬
‫يخرج له الدم ةرة ثانية في نهاره‪ ،‬وأةا ةن يقصد اجتذاب األخالط ةن بدنه إلى‬
‫ضد الجهة التي حالت إليها‪ ،‬فينبغي أن تكون التثنية في اليوم الثاني والثالث‪ ،‬على‬
‫أن ةن الناس ةن يحتمل إخراج الكثير ةن الدم في ةرة واحدة‪ ،‬وال يحتمل القليل‬
‫في ةرات تخور طباعه‪.‬‬

‫‪90‬‬
‫الباب التاسع‪ :‬في قطع (وقف) الدم حال الفصد‬
‫يقول قسطا بن لوقا ‪ :‬لون الدم الذي يجري بالفصد وتفقد قوة املفصود وحال‬
‫نبضه إذا فصدت قليال فتفقد أوال حمية خروج الدم؛ فإذا رأيتها قد نقصت‬
‫فينبغي أن تجعل ذلك أحد الدالئل على قطع( وقف) الدم‪ ،‬وإذا رأيت لون الدم‬
‫قد تغير إلى الحمرة املشرقة فينبغي أن يكون ذلك دليل ثان‪ ،‬وأقوى ةن هذين‬
‫الدليلين دليل النبض‪ ،‬فأقوى الدالئل على البدن قوة النبض ‪ ،‬فينبغي أن يتفقد‬
‫حال النبض تفقدا شديدا؛ فإنه دليل ال يكذب " فساد واقف النبض قد تضر"‬
‫إةا في عظمه وإةا في استوائه فاقطع (أوقف) الدم ةن ساعتك وإةا في تغيير‬
‫النبض إلى الضعف‪ ،‬فليس لي حاجة إلى ذكره إذ كان الناس جميعا يعلمون صحة‬
‫ةا يدل عليه هذا النبض ةن ضعف القوة‪ .‬ةا يوجب اإلكثار ةن إخراج الدم في‬
‫الفصد‪ ،‬وةا يوجب اإلقالل ةنه‪.‬‬

‫فإذا كانت القوة قوية‪ ،‬وذلك يستدل عليه ةن النبض وكانت سن املفصود سن‬
‫املناسبين في الشباب فال يمنع ةن إخراج الدم إلى أن يتغير لونه‪ ،‬السيما إن كان‬
‫ةزاج الهواء ةعتدال‪ ،‬فإن على هذين املعنيين خاصة ينبغي أن يكون ةدار األةر في‬
‫تقدير كمية الدم الذي يخرج بالفصد‪.‬‬

‫‪91‬‬
‫الباب العاشر‪ :‬في ةقدار ةا يحتاج أن يستفرغ ةن الدم‬
‫يقول قسا بن لوقا‪ :‬تحديد كمية ةا ينبغي أن يخرج ةن الدم بالفصد على‬
‫االستقصاء غير ةدرك في إنسان ؛ ملا ذكرنا ةن االختالف الذي يعرض في ذلك في‬
‫بنية األبدان وطبيعة األةراض وةزاج البلد والوقت الحاضر ةن أوقات السنة‬
‫وأسنان املرض ى وةقدار القوة فيهم‪ ،‬فمن احتاج أن يجد كمية الدم الذي يحتاج‬
‫أن يخرجه بالفصد فينبغي أن يفكر في املعاني كلها ويجمع ةنها جملة يرجع إليها‬
‫فيمن يحتاج أن يقض ي به عليه ةن كمية ةا يخرجه ةن الدم‪ ،‬فأةا ةا ذكره‬
‫األوائل ةن كمية ةا أخرجوا ةن الدم فقد توقف عليه فيما رسموا ةن كتبهم‪،‬‬
‫وقد حکي جالينوس أنه قد استفرغ كثيرا ةن الدم في غير واحد ةن الناس في دفعة‬
‫واحدة ستة أرطال‪ ،‬فسكنت عنهم ذلك الحمى على املكان ولم يدخل على القوة‬
‫آفة البتة‪ ،‬وذكر أنه استفرغ ةن قوم آخرين ةقدار رطل ونصف فلم يحتملوا‬
‫ذلك إال بمضرة يسيرة دخلت عليهم في قواهم‪ ،‬واستفرغ ةن قوم أيضا ةقدار‬
‫رطل فانتفعوا بذلك‪ ،‬وفي قوم أخر أقل ةن رطل على قدر ةا أوجبت املعاني التي‬
‫ذكرنا آنفا‪.‬‬

‫ويقول الرازي‪ :‬وإذا فصدت إنسانا ةن كمية الدم فينبغي أن تخرج الدم حتى‬
‫يغش ى عليه وإن فصد ةن أجل كيفيته فينبغي أن تخرج حتى يتغير لون الدم‪.‬‬

‫ويقول ابن القف‪ :‬ويعرف ةقدار الدم الخارج بأةور‪:‬‬


‫احدها لونه فانه ةتي كان ةتوفر املقدار كان لونه اسود وذلك ألنه يغمر الحرارة‬
‫الغريزية املعطية له اإلشراق وإةا ألنه بسبب كثرة ةقداره تتكاثف أجزاؤه وتتالش ي‬
‫األجزاء الهوائية التي تداخله بضد ةا في حال تخلخله عند كونه قليل املقدار فاذا‬
‫اشرق لونه وةال إلى الحمرة الصافية فهو وقت قطعه غير أن هذا ال ينبغي أن‬
‫يعتمد عليه وذلك ألنه ةن املحتمل أن يكون في باطن البدن ورم أو أن يكون الدم‬

‫‪92‬‬
‫القريب ةن العرق املفتوح لونه ةشرقا وةا بعد عنه ةائال إلى السواد وأيضا فانه‬
‫ةن املحتمل أن يكون في باطن البدن ورم وتكون املواد قد انجذبت إليه وقد علمت‬
‫أن كثرة املادة ةوجبة للسواد وقلتها ةوجبة لإلشراق فيكون املوضع القريب ةن‬
‫املبضع ةشرق اللون وفي ةثل هاتين الصورتين ال ينبغي ان يعتمد علي اللون‪.‬‬

‫وثانيها حقن الدم وتراخيه في خروجه فانه ةتي استمر حصره وتقطره فالحاجة‬
‫داعية بعد إلى إخراجه وذلك لتوفر ةقداره وةزاحمة أجزائه بعضها لبعض وةتي‬
‫استرخي في خروجه فالواجب قطعه‪.‬‬

‫وثالثها وهو انه ةتي رأي حركته تأخذ ةن القوة إلى الضعف وةن العظم إلى الصغر‬
‫وةن السرعة إلى البطوء فقطعه واجب وةتي كان بالعكس فال يجب قطعه فهذا‬
‫ّ‬
‫القدر ةن اةر الفصد كاف في صناعة الجراحة وّللا اعلم‪.‬‬

‫الباب الحادي عشر‪ :‬في ةنافع شد العضو عند الفصد وكيفيته‬


‫ذكر األطباء فوائده عدة لشد العضو املراد فصده وةنها أربعة فوائد ذكرها ابن‬
‫التلميذ‪:‬‬
‫األولى‪ :‬تنبيه الطبيعة إلى الدفع‪ ،‬أي دفع الخلط ملوضع الفصد‪ ،‬ألن الشد ةؤلم‬
‫واأللم يدعو الطبيعة إلى إرسال الدم والروح إلى العضو األلم‪.‬‬
‫والثانية‪ :‬أن العرق إذا اةتأل بالدم الذي جذبه الرباط ظهر‪.‬‬
‫والثالثة‪ :‬أن الرباط يمنع العرق ةن الزوال يمنة ويسرة إذا قابله التقييد ةن‬
‫أسفل‪ ،‬ولوال الرباط لم ينفع التقييد ثبات العرق‪.‬‬
‫الرابعة‪ :‬فإن الرباط يخدر حس املفصود‪ ،‬فيكون األلم بالفصد أقل‪.‬‬

‫‪93‬‬
‫كيفية الرباط األول والرباط الثاني‬
‫يقول ابن التلميذ‪ :‬أةا كيفية الرباط األول توضع العصابة أعلى ةن املفصل بنحو‬
‫ةن أربع أصابع ةضموةة‪ ،‬وتكون العصابة ةعتدلة الدقة‪ ،‬ألن العصابة الغليظة‬
‫ال يتمكن ةن الربط بها‪ ،‬والدقيقة جدا تؤلم وتحز‪ ،‬واملتوسطة يتمكن ةن الربط‬
‫بها‪ ،‬وال تحز‪.‬‬

‫وإذا كانت اليد اليمنى هي املفصودة‪ ،‬فليكن القسم األقصر ةن العصابة ةما يلي‪:‬‬
‫الجانب الوحش ي‪ ،‬واألطول ةما يلي األنس ي ويستقبل بإبهاةيه على عضل العضد‪،‬‬
‫ويربط بعد دورتين بأشرطة إلى فوق العضد ليسهل إرخاؤها بعد فتح العرق وألن‬
‫األشرطة لو كانت إلى أسفل لعطلت على املوضع املفصود فتظلله‪.‬‬

‫وإن كانت اليسرى هي املفصودة كان األقصر ةن الجانب األيسر والعمل كاألول‪.‬‬
‫فأةا كيفية الشد الثاني فإن الحال فيه بعكس األول وهو أن يكون األقصر على‬
‫الجانب األنس ي في اليمنى وفي اليسرى بالضد ‪ ،‬وتخط على تأريب ويستقبل‬
‫الطويل ةن العصابة ةن أسفل‪ ،‬ويذهب به إلى الجانب الوحش ي حتى يتقاطعا‬
‫ويبرز املرفق فتسهل حركة اليد‪.‬‬

‫‪94‬‬
‫الباب الثاني عشر‪ :‬في ذكر العلل التي يفصد لها كل عرق‬
‫يقول الزهراوي‪ :‬العرقان اللذان خلف األذنين‪ :‬ةنفعة فصدهما للنزالت املزةنة‬
‫والشقيقة والسعفة وقروح الرأس الردية املزةنة‪.‬‬

‫وأةا الشريانان اللذان في الصدغين‪ :‬فمنفعة فصدهما للشقيقة املزةنة‪،‬‬


‫والصداع الصعب‪ ،‬والرةد الدائم‪ ،‬وسيالن الفضول الحادة املنصبة إلى العينين‪.‬‬
‫وأةا فصد عرق الجبهة‪ :‬فمنفعته بعد فصد القيفال لعلل الوجه املزةنة؛‬
‫كالسعفة والقروح ُ‬
‫والحمرة السمجة‪.‬‬

‫وأةا العرقان اللذان في ةآقي العينين‪ :‬فمنفعتهما في علل العينين ةثل الجرب‬
‫َ‬
‫والسبل‪ ،‬وأةراض الوجه‪.‬‬ ‫والحمرة‬

‫أةا فصد عرق األنف‪ :‬فنافع ةن الحمى الحادة‪ ،‬والصداع الشديد‪ ،‬وةن أةراض‬
‫الوجه؛ كالسعفة الحمراء التي تعرض في األنف‪ ،‬والسيما إذا كانت ةزةنة‪.‬‬

‫وأةا الودجان‪ :‬فمنفعة فصدهما لضيق النفس‪ ،‬وابتداء الجذام‪ ،‬واألةراض‬


‫السوداوية التي تعرض في سطح الجسم؛ ةثل البهق األسود والقوباء والقروح‬
‫الردية واألواكل‪.‬‬

‫وأةا عروق الجهارك‪ :‬فمنفعة فصدها بعد فصد القيفال‪ ،‬أنها تنفع ةن القالع في‬
‫الفم وفساد اللثة والقروح الردية وشقاق الشفتين‪ ،‬والقروح الردية التي تكون في‬
‫األنف وحواليه‪.‬‬

‫‪95‬‬
‫وأةا العرقان اللذان تحت اللسان‪ :‬فمنفعة فصدهما‪ ،‬بعد فصد القيفال‪،‬‬
‫للخوانيق التي تكون في الحلق‪ ،‬وةرض اللهاة‪ ،‬وأةراض الفم‪.‬‬

‫وأةا الباسليق‪ :‬فمنفعة فصده‪ ،‬أنه يحدر الدم ةن العلل التي تكون تحت الحلق‬
‫والعنق ةما يلي الصدر والبطن‪.‬‬

‫وأةا العرق القيفال‪ :‬فمنفعة فصده؛ أنه يجذب الدم ةن الرأس‪ ،‬وينفع ةن‬
‫أةراض العينين‪.‬‬

‫وأةا العرق األكحل‪ :‬فمنفعة فصده أن يجذب الدم ةن أعلى الرأس وأسفل‬
‫البدن‪ ،‬ملكان أنه ةركب ةن شعبة ةن الباسليق وشعبة ةن القيفال كما قلنا ‪.‬‬

‫ً‬
‫وأةا فصد حبل الذراع‪ :‬فيفصد عوضا ةن األكحل والباسليق ‪.‬‬

‫وأةا فصد األسيلم ‪ :‬ةن اليد اليمنى فهو نافع ةن علل الكبد‪.‬‬

‫وأةا فصد الصافن‪ :‬فمنفعته لألةراض التي في أسفل البدن؛ ةثل علل األرحام‪،‬‬
‫واحتباس الطمث‪ ،‬وأةراض الكلى‪ ،‬وقروح الفخذين والساقين املزةنة‪ ،‬ونحوها‬
‫ةن األةراض‪.‬‬

‫َّ‬
‫وأةا عرق النسا‪ :‬فمكانه كما قلنا عند العقب ةن الجانب الوحش ي‪ ،‬وةنفعة‬
‫فصده لوجع الورك‪ ،‬إذا كان ذلك ةن قبل الدم الحار أ‪.‬ه‪.‬‬

‫‪96‬‬
‫ويقول ابن النفيس‪ :‬وفصد الباسليق ينقي تنور البدن ويستفرغ ةن نواحيه وةن‬
‫أسفله (واملراد بتنور البدن هو الجزء املشتمل على األحشاء)‪ ،‬وينفع أيضا ةن‬
‫علل أسافل البدن وةن اليمين ينفع ةن سدد الكبد وأوراةها وأورام الحجاب‬
‫ووجع املعدة والشوصة وذات الجنب‪ ،‬وةن اليسار ةن أوجاع الحال وةن أةراضه‪.‬‬

‫وفصد عرق النساء وهو عرق يمتد على الفخذ ةن الجانب الوحش ي الى الكعب‬
‫ويفصد قريب ةن الكعب ألنه هناك اظهر بسبب قلة اللحم ويجب ان يستحم‬
‫قبل فصد هذا العرق الن ةا خرج ةنه بارد امللمس بلغمي واملاء الحار يلطفه‬
‫ويسهل خروجه ولذلك يجب أن ّ‬
‫يشد ةا فوقه ةن الورك إلى الكعب بعصابة وهو‬
‫ألوجاع عرق النساء عظيم النفع وكذلك للدوالي والنقرس وذلك إذا كانت املادة‬
‫ةستقرة هناك ولم يكن في االنصباب واال لزاد الشر بجذب الكثير واستفراغ‬
‫اللطيف أ‪.‬هـ‪.‬‬

‫وفي النزهة املبهجة يقول االنطاكي‪ :‬في الرأس نحو سبعة عشر تفصد ةوربا ةا‬
‫خال الوداج فطوال‪ ،‬أحدها عرق الجبهة وهو املنتصب في الوسط يفصد للصداع‬
‫وضعف الدةاغ ‪ ،‬وثانيها عرق الهاةة لنحو القراع والسعفة والشقيقة ‪ ،‬وثالثها‬
‫الصدغ عرق يلتوى على ةفصل الفك واليافوخ فاملاق فوقه وأصغر ةنه وكالهما‬
‫لجميع أةراض العين كل جانب ملا يليه ثم ثالثة عروق صغار تحت قصاص‬
‫الشعر يلحقها أعلى األذن إذا التصق تفصد لغالب أةراض الرأس والعين واثنان‬
‫خلف األذن يفصدان ألوجاع الرأس والخودة‪ 8‬والدوار قالوا وفصدهما يقطع‬
‫النسل ثم الوداج للجذام والبحة واالحتراق واألبخرة الرديئة وعرق األرنبة ويفصد‬
‫حيث يعرف بالغمز ألةراض األنف والكلف لكن يوجب حمرة ال تزول وإذا الوداج‬
‫أولى في تصفية اللون ألنه يزيل البهق والنمش والباسور والطحال والكبد والربو‪،‬‬

‫‪ 8‬هو الصداع المعروف بالبيضة والخودة الشتماله عىل الرأس كله‬


‫‪97‬‬
‫وعرق النقرة للصداع والسدر املزةن وأربعة تسمى الجهارك لسائر علل الفم‬
‫واللثة وعرق تحت اللسان في باطن الذقن لثقله وأوجاعه وأوجاع اللوزتين في‬
‫الحلق وةثلها عرق يعرف بالضفدع تحت اللسان يفصد في أةراضه وعروق عند‬
‫العنقفة للبخر وتغير الفم وعرق اللثة لفساد فم املعدة ‪.‬‬

‫وفى البدن عرقان أحدهما عن يمين السرة لعلل الكبد وثانيهما عن يسارها‬
‫للطحال‪ ،‬فهذه جملة ةا يفصد ةن األوردة‪ .‬وفي الرجل أربعة أحدها النساء يشد‬
‫ةن الورك بعد استحمام ويفصد فوق الكعب‪ ،‬فيه (أي أوجاع عرق النسا) وفي‬
‫الدوال واملفاصل والنقرس طوال‪ ،‬ويذكر ان عرق خلف العرقوب ينوب عن‬
‫املأبض وعروق الرجل أولى عند غلظ املواد وكثرة السوداء أ‪.‬هـ‪.‬‬

‫ويقول ابن القف في العمدة في الجراحة وهو يبين كيف فصد كل واحد ةنها‬
‫ونفعه‪ :‬إةا عرق اليافوخ فكيفية فصده ان تعصب الرقبة بمنديل أو بعصابة‬
‫عريضة عصبا قويا‪ 9‬فان كان املوضع ةستورا بشعر فيحلق حتى ينكشف وعند‬
‫ظهوره يفصد باآللة التي تسمي الفأس‪ ،‬وفصده ينفع ةن القروح والبثور العارضة‬
‫في الرأس املزةنة وةن الحمرة العارضة في امللتحم وةن السبل الحاصلة بمشاركة‬
‫السمحاق وةن جرب األجفان املزةنة‪.‬‬

‫‪ 9‬تعصب الرقبة بعصابة عريضة لينة ومن المهم جدا أن الذي يمسكها المريض نفسه حت إذا حصل له إغماء‬
‫الطت ‪.tourniquet‬‬
‫ي‬ ‫تنفلت العصابة من يده ‪ ،‬وال تستخدم الرباط‬
‫‪98‬‬
‫وعرق الجبهة وهو الحد بين الحاجبين وإظهاره بشد العنق بما ذكرنا ويفصد بما‬
‫ذكرنا غير انه يجب أن يكون طوال برفق وينفع فصده ةن ثقل العينين والصداع‬
‫املزةن ال سيما إذا كان في ةؤخر الرأس‪.‬‬

‫وعرق ةؤخر الرأس إظهاره بشد العنق كما ذكرنا وحلق شعر الرأس وفصده ينفع‬
‫ةن الوجع في ةقدم الرأس وينبغي ان يفصد برائشة لطيفة برفق‪.‬‬

‫والخششاء عرقان خلف األذنين‪ ،‬إظهارهما بحلق الشعر وبشد العنق وفصدهما‬
‫ينفع ةن السعفة والبثور العارضة في الرأس وفصدهما بالفأس وبالرائشة‪.‬‬

‫وعرق األرنبة إظهاره بشد العنق كما ذكرنا وفصده ينفع ةن أوجاع العينين عن‬
‫ةواد حادة وةن البثور الصفراوية الحاصلة في الوجه وةن بواسير األنف وبثوره‬
‫وسرطانه وةن اةتالء اللثة ونتن الفم ةنها وفصده بالفأس أو بالرائشة‪.‬‬

‫وعرقا اآلةاق إظهارهما بشد العنق وبنفخ الفم وفصده ينفع ةن الجرب املزةن‬
‫وةن السبل والكمنة والرةد الدةوي وناصور العين وةن الشعر الزائد وقطع دم‬
‫هذا العرق إذا افرط خروجه أن تذر عليه شيئا ةن الصمغ العربي وفصده‬
‫بالرائشة ةن غير ان يغور باملبضع خوفا ةن أةرين أحدهما أن ينال املبضع‬
‫للعضل املحرك للعينين فيحصل الحول‪ ،‬وثانيهما أحداث الناسور‪.‬‬

‫وعرق اللسان‪ ،‬فصده ينفع ةن الخوانيق والذبحة‪.‬‬

‫وعرق العنفقة إظهاره بما ذكرنا وفصده ينفع ةن البخر وأورام الشفتين‬
‫واحتباس الدم في العمور‪.‬‬

‫‪99‬‬
‫والوداج إظهاره بما ذكرنا وفصده ينفع ةن ابتداء الجذام وةن الخنازير وةن‬
‫املاشرا‪ 10‬وةن داء الحية والثعلب وضعف الشم وةن الصداع الشديد وةن انتثار‬
‫الهدب وةن اآلثار الردية في الوجه فينبغي ان يكون فصده طوال‪.‬‬
‫والقيفال إظهاره بشد العضد على ةا عرفت وفصده ينفع ةن أوجاع الرأس‬
‫وبالجملة األعالي الدةوية ويقطع الرعاف املعتاد‪.‬‬

‫واألكحل إظهاره بالعصب املذكور وفصده ينفع ةن أوجاع األعالي واألسافل ألنه‬
‫كائن ةن الباسليق والقيفال‪.‬‬

‫والباسليق إظهاره بما ذكرنا ةن العصب وفصده ينفع ةن أةراض األسافل‪،‬‬


‫وحبل الذراع إظهاره بما ذكرنا وفصده يقوم في النفع ةقام القيفال‪.‬‬

‫وأةا األسيلم فإظهاره بربط الزند فوق الكوع بأربع أصابع وفصد األيمن ينفع ةن‬
‫أوجاع الكبد واأليسر ةن الطحال وينفع ةن البواسير وأوجاع الظهر إذا أزةن‬
‫وينبغي أن تجعل اليد عند فصده في ةاء حار ألنه عرق دقيق تفرقه سهل‬
‫االنطباق‪.‬‬

‫وأةا عرقا البطن فإظهارهما بنفخ البطن وفصد املوضوع في الجانب األيمن ينفع‬
‫ةن أوجاع الكبد والكائن في الجانب األيسر ينفع ةن أوجاع الطحال‪.‬‬

‫‪ 10‬المارسا‪ :‬حمرة وإطباق الحم فهو مرض يتقدمه وجع يف الصلب لتولد مادته يف رسيانه ويرتق حت يظهر‬
‫ف الوجه والحلق بشدة حمرة والتهاب ر‬
‫وكية دم ‪ ،‬وقيل هو ورم يحدث يف جملة الرأس والوجه حت ينتفخ كله‬ ‫ي‬
‫وعالجه الفصد‪.‬‬
‫‪100‬‬
‫وأةا عرق ةأبض الركبة فإظهاره بعصب ةا فوق الركبة بأربع أصابع عصبا قويا‬
‫ويلقي املفصود على ظهره ويرفع رجليه الي فوق ويفتش الفاصد على العرق ثم‬
‫يفصد وفصده ينفع ةن أورام املثانة والكلي والفخذين وانقطاع دم الطمث وةن‬
‫البواسير واختناق الرحم وعرق النسا املؤلم وقروح الساقين وحمي الربع‪.‬‬

‫وأةا عرق الصافن فإظهاره للفصد بان يشد فوق الكعب بأربع أصابع شد اقويا‬
‫ويضع القدم على جسم صلب ويغمز عليه بقوة فانه يظهر فاذا ظهر يفصد طوال‬
‫وفصده يدر الطمث وينفع ةن أورام الرحم الدةوية وةن أورام الخصيتين‬
‫والفخذين والساقين‪.‬‬

‫يقول الرازي في الحاوي‪ :‬فصد الصافن يحل عسر البول الذي سببه ورم حار‬
‫ً ً‬
‫وكثرة الدم في الجسم وقد رأيت خلقا كثيرا أشرفوا على املوت وبعضهم ةات ةن‬
‫احتباس البول وكانت املثانة ترى في جميعهم ةملوءة ةمتدة ‪ ،‬وفي ةوضع آخر‬
‫يقول وإن حدث ةعه عسر البول لعظم الورم باشتراك املثانة فافصد الصافن‪،‬‬
‫ويقول في رسالة الفصد‪ :‬الصافن يفصد لحرقة البول ةن بعد فصد الباسليق‬
‫أ‪.‬هـ‪.‬‬

‫ويقول ابن القف‪ :‬وأةا عرق النسا فإظهاره بشد الفخذين ةن ةفصل الورك‬
‫بنوار عريض إلى أسفل ةن الركبة ثم على الساق الى فوق الكعب بأربع أصابع‬
‫ويجعل الرجل على جسم صلب ثم تغمز عليه فانه يظهر بذلك فاذا ظهر يفصد‬
‫طوال فان لم يظهر فيفصد العرق الذي بين الخنصر والبنصر ةن الرجل وفصده‬
‫ينفع ةن أوجاع الورك وةن عرق النسا‪.‬‬

‫‪101‬‬
‫وأةا اةر الشرايين أةا فصدها فينبغي أن ال يقدم عليه إال بعد الضرورة العظيمة‬
‫وةع توق وحذر وان ييهئ ةا يقطع الدم ةما سنذكره‪.‬‬

‫أةا الشريان الذي بين اإلبهام والسبابة الذي اةر جالينوس في ةناةه بفصده أللم‬
‫كان يعتريه في كبده وحجابه ففصده في اليقظة فبرئ ةما كان به واملشهور أن‬
‫الذي يفصد ةن ذلك الكائن في اليد اليمني على ةا ذكره جالينوس في ةقالته في‬
‫الفصد‪.‬‬
‫والشارقان وهما عرقان في الشفتين يظهر نبضهما دائما تحت األصابع وشريانا‬
‫الصدغين ويعرفان بالبازرنكين وشريانان خلف األذنين وضعهما خلف األذنين‪،‬‬
‫فالشارقان فصدهما يخرج املادة الفاسدة الحاصلة في العمور واللثة وينفع ةن‬
‫البثور والقروح الحاصلة في الشفتين وةن املاشرا‪ ،‬والبازرنكين ينفع فصدهما ةن‬
‫النوازل الحادة وةن الكلف والوردنج والجرب وداء الحية والثعلب وةن قروح‬
‫العينين ‪،‬وشريانا األذنين فصدهما ينفع ةن الرةد املزةن أ‪.‬هـ‪.‬‬

‫وفي كامل الصناعة الطبية (امللكي) ةنافع العروق املفصودة وةنفعة كل واحد‬
‫ةنها‪:‬‬
‫العرق األكحل فانه العرق الذي في الوسط ةن ةأبض اليد ةن الجانب الوحش ي‬
‫وفصده ينفع ةن اإلعالل التي تكون فيما بين األعضاء التي دون التراقي الى األعضاء‬
‫التي دون الشراسيف‪.‬‬

‫وأةا القيفال فهو العرق الذي في أعلى الساعد ةما يلي الجانب الوحش ي وفصده‬
‫ينفع ةن األةراض والعلل التي تكون فيما بين األعضاء التي فوق التراقي وةن‬
‫الرعاف الكثير‪.‬‬

‫‪102‬‬
‫وأةا الباسليق واملاذينان وهو العرق الذي في املأبض أسفل ةن العرق األكحل‬
‫وفصده ينفع ةن علل األعضاء السفلى التي ةن حدبة الكبد والطحال وةن سائر‬
‫األعضاء فيما بين هذه إلى القدةين وينفع ةن النزف ويجتذب ةن أسفل الى فوق‪.‬‬
‫وأةا الباسليق االبطي وهو العرق الذي تحت عرق املاذينان فموضوع تحت الزند‬
‫االسفل ةما يلي الجانب الوحش ي وفصده ينفع ةن األةراض والعلل التي تعرض‬
‫للصدر والرئة والحجاب وضيق النفس‪.‬‬
‫واةا عرق الجبهة فهو العرق املنتصب في الجبهة وفصده ينفع ةن أوجاع الرأس‬
‫وخاصة االوجاع التي تكون في ةؤخرة الرأس‪ ،‬كالذي قال أبقراط ةن أصابه وجع‬
‫في ةؤخرة رأسه فينبغي أن يفصد عرق الجبهة وينفع أيضا ةن دةوع العين وأوجاع‬
‫الرأس والصداع الدائم‪.‬‬

‫وفصد عرق اليافوخ ينفع ةن القروح والبثور التي تكون في الرأس‪.‬‬

‫وفصد العرقين اللذين في الصدغين ينفعان ةن الصداع الدائم والشقيقة وةن‬


‫فضله حاد تنصب الى العين‪.‬‬

‫وفصد العرق الذي خلف االذن ينفع ةن السعفة والبثور التي تكون في جلدة‬
‫الرأس‪.‬‬

‫وفصد العرق الذي في املآق ينفع ةن أوجاع العين املزةنة كاالجرب والسبل‬
‫والكمنة والرةد العتيق ‪ ،‬وفصد العرق الذي في االرنبة (طرف االنف) ينفع ةن‬
‫أوجاع العين وةن االحتراقات التي تكون في الخدين وةن البواسير والبثور والحكة‬
‫التي تكون في االنف وةن الكلف‪.‬‬

‫‪103‬‬
‫وفصد العرق الذي تحت اللسان ينفع ةن الذبحة إذا طالت ةدتها والعرق الذي‬
‫ةما يلي النقرة (في ةؤخرة الرأس) ينفع ةن السدر العارض ةن الدم واألوجاع‬
‫املتقادةة ةن الرأس‪.‬‬

‫يقول ابن سينا‪ :‬وأةا العروق املفصودة التي في الرأس ةنها أوردة وةنها شرايين ‪،‬‬
‫فاألوردة ةثل عرق الجبهة وهو املنتصب ةا بين الحاجبين وفصده ينفع ةن ثقل‬
‫ً‬
‫الرأس وخصوصا في ةؤخره وثقل العينين والصداع الدائم املزةن والعرق الذي‬
‫على الهاةة يفصد للشقيقة وقروح الرأس وعرقا الصدغين امللتويان على‬
‫الصدغين وعرقا املآقين وفي األغلب ال يظهران إال بالخنق‪ .‬ويجب أن ال تغور‬
‫ً‬
‫البضع فيهما فربما صار ناصورا وإنما يسيل ةنها دم يسير‪ .‬وةنفعة فصدهما في‬
‫الصداع والشقيقة والرةد املزةن والدةعة والغشاوة وجرب األجفان وبثورها‬
‫والعشا‪.‬‬

‫وثالثة عروق صغار ةوضعها وراء ةا يدق طرف األذن عند اإللصاق بشعره‪ ،‬وأحد‬
‫الثالثة أظهر ويفصد ةن ابتداء املأق وقبول الرأس لبخارات املعدة وبنفع كذلك‬
‫ةن قروح األذن والقفا وةرض الرأس‪ .‬وينكر " جالينوس " ةا يقال‪ :‬أن عرقين‬
‫خلف األذنين يفصدهما املتبتلون ليبطل النسل‪.‬‬

‫وةن هذه األوردة الوداجان وهما إثنان يفصدان عند ابتداء الجذام والخناق‬
‫الشديد وضيق النفس والربو الحاد وبحة الصوت في ذات الرئة والبهق الكائن ةن‬
‫كثرة دم حار وعلل الطحال والجنبين‪ ،‬ويجب على ةا خبرنا عنه قبل أن يكون‬
‫فصدهما بمبضع ذي شعرة‪ .‬وأةا كيفية تقييده فيجب أن يميل فيه الرأس إلى‬
‫ً‬ ‫ّ‬
‫ضد جانب الفصد ليثور العرق ويتأةل الجهة التي هي أشد زواال فيؤخذ ةن ضد‬

‫‪104‬‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫تلك الجهة ويجب أن يكون الفصد عرضا ال طوال كما يفعل بالصافن وعرق النسا‬
‫ً‬
‫وةع ذلك فيجب أن يقع فصده طوال‪.‬‬

‫وةنها العرق الذي في األرنبة وةوضع فصده هو املتشقق ةن طرفها الذي إذا غمز‬
‫عليه باألصبع تفرق باثنين وهناك يبضع والدم السائل ةنه قليل‪ ،‬وينفع فصده‬
‫ةن الكلف وكدورة اللون والبواسير والبثور التي تكون في األنف والحكة فيه لكنه‬
‫أحدث حمرة لون ةزةنة تشبه السعفة ويفشو في الوجه فتكون ةضرته أعظم‬
‫ً‬
‫ةن ةنفعته كثيرا‪.‬‬

‫والعروق التي تحت الخششاء ةما يلي النقرة نافع فصدها ةن َ‬


‫السد ِر الكائن ةن‬
‫الدم اللطيف واألوجاع املتقادةة في الرأس ‪ ،‬وةنها الجهارك وهي عروق أربعة على‬
‫كل شقة ةنها زوج فينفع فصدها ةن قروح الفم والقالع وأوجاع اللثة وأوراةها‬
‫واسترخائها أو قروحها والبواسير والشقوق فيها ‪ ،‬وةنها العرق الذي تحت اللسان‬
‫على باطن الذقن ويفصد في الخوانيق وأورام اللوزتين وةنها عرق تحت اللسان‬
‫ً‬
‫نفسه يفصد لثقل اللسان الذي يكون ةن الدم ويجب أن يفصد طوال فإن فصد‬
‫ً‬
‫عرضا صعب رقاء دةه وةنها عرق عند العنفقة يفصد للبخر وةنها عرق اللثة‬
‫يفصد في ةعالجات فم املعدة أ‪.‬هـ‪.‬‬

‫وفي كامل الصناعة الطبية ‪ :‬وأةا العرق الذي في الرجلين فإن العرق الذي في‬
‫ةأبض الركبة فصده ينفع ةن أوجاع الكلى وأوراةها وأجاع املثانة والخاصرتين‬
‫وأوجاع الرحم ووجع الفخذين وانقطاع الطمث‪.‬‬

‫وأةا فصد الصافن فإنه ينفع ةن أوجاع األرحام واألورام والقروح العارضة وملا‬
‫يعرض ةن ذلك في الخصيتين والفخذين والساقين وةن احتباس الطمث‪.‬‬

‫‪105‬‬
‫واةا فصد عرق النسا فإنه ينفع ةن وجع عرق النسا‪.‬‬

‫فاعلم ذلك وينبغي أن يكون الفصد لكل واحد ةن هذه العروق ةن الجانب‬
‫املحاذي املساةت لوجع العلة أعني أنه إن كانت العلة في الجانب األيمن فمن‬
‫العرق الذي في األيمن‪ ،‬وكذلك إن كانت العلة في الجانب األيسر فمن العرق الذي‬
‫في األيسر‪.‬‬

‫يقول ابن سينا‪ :‬أةا عروق الرجل فمن ذلك عرق النسا ويفصد ةن الجانب‬
‫الوحش ي عند الكعب إةا تحته وإةا فوقه ةن الورك إلى الكعب ويلف بلفافة أو‬
‫ً‬
‫بعصابة قوية فاألولى أن يستحم قبله واألصوب أن يفصد طوال وإن خفي فصد‬
‫ةن شعبة ةا بين الخنصر والبنصر وةنفعة فصد عرق النسا في وجع عرق النسا‬
‫عظيمة‪ ،‬وكذلك في النقرس وفي الدوالي وداء الفيل‪.‬‬

‫ً‬
‫وةن ذلك أيضا الصافن وهو على الجانب اإلنس ي ةن الكعب وهو أظهر ةن عرق‬
‫ا لنسا ويفصد الستفراغ الدم ةن األعضاء التي تحت الكبد وإلةالة الدم ةن‬
‫النواحي العالية إلى السافلة ولذلك يدر الطمث بقوة ويفتح أفواه البواسير‪.‬‬

‫والقياس يوجب أن يكون عرق النسا والصافن ةتشابهي املنفعة ولكن التجربة‬
‫ترجح تأثير الفصد في عرق النسا في وجع عرق النسا بش يء كثير وكان ذلك‬
‫ً‬
‫للمحاذاة‪ ،‬وأفضل فصد الصافن أن يكون ةوربا إلى العرض‪.‬‬

‫وةن ذلك عرق ةأبض الركبة يذهب ةذهب الصافن إال أنه أقوى ةن الصافن في‬
‫إدرار الطمث وفي أوجاع املقعدة والبواسير‪ ،‬وةن ذلك العرق الذي خلف‬
‫العرقوب وكأنه شعبة ةن الصافن ويذهب ةذهبه‪.‬‬

‫‪106‬‬
‫وفصد عروق الرجل بالجملة نافع ةن األةراض التي تكون عن ةواد ةائلة إلى‬
‫أشد ةن تضعيف فصد عروق‬ ‫الرأس وةن األةراض السوداوية وتضعيفها للقوة ّ‬
‫اليد أ‪.‬هـ‪.‬‬

‫‪107‬‬
‫ويقول ابن التلميذ‪ :‬تفصد عروق الهاةة لقروح الرأس والسعفة والصداع‬
‫املسمى خودة‪.‬‬
‫ويفصد عرق الجبهة للسدد‪ ،‬وثقل الرأس وغلظ الجفون أيضا‪.‬‬
‫وعرق املآقين للسبل وجرب الجفون واألرةاد العنيف‪.‬‬
‫وعرق األرنبة للبثور في باطن األنف وبخر األنف ونتن ريحه والكلف وكدر البشرة‪،‬‬
‫ونتن رائحة الفم‪ ،‬وقد يحدث فصد عرق األرنبة حمرة في الوجه‪ ،‬تشبه السعفة‪،‬‬
‫وربما أبطأ زوالها‪.‬‬
‫والجهارك للبواسير في الشفتين‪ ،‬وأورام اللثة‪ ،‬وسيالن الدم ةنها‪ ،‬وكذلك بفصد‬
‫عرق اللثة أيضا‪.‬‬
‫وشريانا الصدغين يفصدان للشقيقة الصعبة والصداع الصعب والرةد الدائم‬
‫والنوازل الدةوية إلى العينين‪.‬‬
‫والعروق والشرايين التي خلف األذنين تفصد للقروح في ةؤخر الرأس والسدر‬
‫وثقل الحركات الكائن عن اةتالء دةوي في البطن الخلفي‪ ،‬بعد فصد القيفال‪،‬‬
‫وكذلك كلما ذكرناه ةن فصد هذه العروق إنما يكون بعد فصد القيفال‪ ،‬وإال‬
‫لكان الفصد داعية جذب ال استفراغ‪.‬‬
‫فأةا العرق الذي في باطن الحنك‪ ،‬تحت اللسان‪ ،‬فتفصد للبثور التي في الفم‬
‫واللوزتين‪ ،‬والعرق الذي في باطن اللسان نفسه يفصد ألورام اللسان الحارة‪،‬‬
‫وللذبح في الحلق أيضا‪.‬‬
‫وأةا عرق الذقن فيقال أن فصده ينفع ةن البخر‪.‬‬
‫وةتى كان باملواضع التي تلي الحنك وقصبة الرئة ورم عظيم حار‪ ،‬فأقوي ةا ينتفع‬
‫به في أول حدوثه فصد العرق ةن ةأبض اليد ثم بعد ذلك فصد العرقين اللذين‬
‫تحت اللسان (الصردان)‪.‬‬
‫والودجان يفصدان للجذام واألةراض السوداوية واالحتراق وخشونة الصوت‬
‫والبحة املزةنة‪.‬‬

‫‪108‬‬
‫والعرق الذي على الكبد يفصد للمستسقين الذين يحتاجون إلى إخراج الدم‪،‬‬
‫وهم الذين كان سبب االستسقاء فيهم خنق الدم لحرارة الكبد الغريزي‪.‬‬
‫والذي على الطحال ينفع ةن علل الطحال وأوراةه‪.‬‬
‫والقيفاالن ينفعان ةن جميع أةراض الرأس كالصداع والشقيقة‪ ،‬والعنق والظهر‬
‫وأعالي البدن االةتالئية‪ .‬كالخوانيق والذبح والسرسام الحار وخاصة ةن الدم‪،‬‬
‫ويصلح فصده ملا أسفل الترقوة إلى السرة‪.‬‬
‫والباسليقان ينفعان ةن هيجان الدم وأةراض آالت التنفس كالشوصة وذات‬
‫الرئة وعسر التنفس ةن اليسار‪ ،‬ألن الرئة ناحية اليسار أقرب ةنها إلى ناحية‬
‫اليمين‪ ،‬وهو أوفق آلالت النفس‪ ،‬وينفعان أةراض األحشاء االةتالئية أيضا كذات‬
‫الكبد وتمدد الكلى إلى أسفل البدن‪.‬‬
‫واألكحالن هما ةلتئمان ةن شعبتين‪ ،‬أحدهما ةن القيفال‪ ،‬واألخرى ةن‬
‫الباسليق‪ ،‬وكذلك يختار فصدهما ملن يحتاج إلى نفض الكثرة ةن جميع البدن‪،‬‬
‫وينفع فصد األكحل ةن علل البدن كله‪ ،‬وفصد األكحل ينوب عن فصد‬
‫الباسليق‪ ،‬وينوب عن فصد القيفال‪ ،‬إذا لم تكن العلة التي ةن أجلها يفصد ذلك‬
‫اإلنسان صعبة‪ ،‬وإذا لم يظهر واحد ةنهما‪.‬‬
‫فأةا حبل الذراع فذاهب ةذهب القيفال ألنه طرفه‪ ،‬واإلبطي ذاهب ةذهب‬
‫الباسليق ألنه يتشعب ةنه‪ ،‬وهو للجذب ةن الرجلين وأسافل البدن أولى‪ ،‬على ةا‬
‫شهدت به التجارب‪.‬‬
‫واألسيلم ةن اليمنى يفصد ألوجاع الكبد وضيق النفس‪ ،‬وةن اليسرى لعلل‬
‫الطحال‪ ،‬وفصده ةن اليسرى هو املشهور‪.‬‬
‫والشريان الذي بين اإلبهام والسبابة‪ ،‬وهو الشريان الذي أةر جالينوس في املنام‬
‫بفصده ةن اليمنى‪ ،‬ةن اةرأة لوجع كان في كبدها‪ ،‬وأةتثل ذلك فشفيت املرأة‪،‬‬
‫وهو شديد النفع ةن األةراض املزةنة في الكبد والحجاب‪ ،‬وفصده ةن اليمنى هو‬
‫املشهور‪.‬‬

‫‪109‬‬
‫وأةا النسا فيفصد ةن ألم ةفصل الورك املمتد إلى القدم املسمى وجع عرق‬
‫النسا‪.‬‬

‫والصافن يفصد إلدرار الطمث ( الحيض ) ‪ ،‬وقروح الفخذ وألصحاب الشقيقة‪،‬‬


‫وةأبض الركبة أقوى ةنه في إدرار الطمث وفي القياس كان يجب أن فصد‬
‫الصافن يقارب فصد النسا في نفعه ةن وجع الورك‪ ،‬لكن التجربة شهدت بأن‬
‫فصد النسا أبلغ وانفع‪ ،‬ولعل ذلك ملحاذاته ةوضع العلة‪.‬‬

‫ويقول ابن األكفاني‪ :‬جملة العروق املفصودة في البدن‪ ،‬األوردة ةنها والشرايين‬
‫خمسة وأربعون عرقا ساكنة وضاربة‪ ،‬ةنها في اليدين أربعة عشر عرقا وهي‪:‬‬
‫القيفاالن‪ ،‬والباسليقان‪ ،‬واألكحالن‪ ،‬وحبال الذراع واإلبطيان‪ ،‬واألسيلمان‪،‬‬
‫والشريانان اللذان بين اإلبهام والسبابة‪ ،‬وةنها عرقا الكبد‪ ،‬وعرق على الطحال‪.‬‬
‫وةنها في الرأس أحد وعشرون عرقا وهي‪ :‬عرق اليافوخ‪ ،‬وعرق الجبهة‪ ،‬وعرق اللثة‪،‬‬
‫وعرق اللسان‪ ،‬وعرقا باطن الحنك‪ ،‬وعرق الذقن‪ ،‬وةنها في الرقبة عرقان‪،‬‬
‫والصافنان‪ ،‬والنسيان‪ ،‬فلنذكرها على ترتيبها ونعين الساكن ةنها والضارب‪.‬‬
‫القيفاالن‪ :‬وهما ساکنان ةوضعهما بين العضلتين اللتين تحركان ةأبض اليد على‬
‫صفحة الساعد ةما يلي الجانب الوحش ي‪ ،‬وفصدهما أقرب إلى السالةة لبعدهما‬
‫عن الشرايين‪.‬‬

‫وفصده ينفع ةن جميع األةراض الحارة املادية العارضة لألعضاء التي فوق‬
‫الترقوة ةثل السرسام‪ ،‬والصداع‪ ،‬والسدر‪ ،‬والدوار‪ ،‬وتزعزع الدةاغ‪ ،‬وقروح‬
‫الرأس‪ ،‬واملاشرا وأوجاع العين واألذن وأةراض أليتها والقالع‪ ،‬وبواسير الشقة‪،‬‬
‫وأورام الفم واللسان‪ ،‬والذبحة‪ ،‬والخوانيق‪ ،‬والرعاف املسرف‪.‬‬

‫‪110‬‬
‫الباسليقان‪ :‬يقال باسليقان أعليان لهذين العرقين‪ ،‬ويسميان املاذيان‬
‫وةوضعهما في ةأبض الساعد أسفل ةن األكحل ةما يلي الجانب اإلنس ي‬
‫ويتماسكان‪.‬‬

‫وكيفية فصدهما أن يحبس املوضع ويملس قبل الشد‪ ،‬ويعلم على الشريان الذي‬
‫هناك باملداد ليتوقى فإنه ربما خفا بعد الشد‪ ،‬وفي الناس ةن يلتف باسليقه‬
‫ً‬
‫شريانان‪ ،‬فإذا علم على أحدهما ظهر اآلخر‪ ،‬فيظن أنه الباسليق‪ ،‬ويفصد طوال‬
‫بمبضع ةدور الرأس‪ ،‬وفي الناس ةن يرى تعليقه بصنارة حذرا ةن إصابة الشريان‬
‫الذي تحته‪ ،‬فإنه إن أصابه أحدث الغش ي أو أنورسما‪ ،‬أو الهالك ‪ ،‬وفصده ينفع‬
‫الحميات وذات الجنب‪ ،‬وذات الرئة‪ ،‬وأورام املعدة وأوجاع الكبد‪ ،‬والطحال‪،‬‬
‫وأوجاع املفاصل‪.‬‬

‫األكحالن‪ :‬ساکنان‪ ،‬وةوضعهما وسط الساعد فيما بين الباسليق والقيفال وهو‬
‫ةا اتحد ةنهما ويقوم ةقاةهما إذا تعذر فصدهما‪ ،‬ويفصد طوال فإنه أسلم ألن‬
‫تحته عصب ةتي ابتر عسرت حركة اليد‪.‬‬

‫وفصدهما ينفع ةن انفجار الدم‪ ،‬والنزلة الحارة‪ ،‬ونفث الدم واحتالفه والسعال‪،‬‬
‫والقيء‪ ،‬والغثيان‪ ،‬واةتالء البطن‪ ،‬وأورام الرحم‪ ،‬والقروح‪ ،‬والجروب‪ ،‬والبثور‬
‫والدةاةيل‪ ،‬والحمرة‪ ،‬والجدري‪ ،‬والنملة‪ ،‬وأورام الصدر‪ ،‬واملعدة وأوجاع الظهر‪.‬‬
‫حبال الذراع‪ :‬وهما ساکنان ةوضعهما شفة الزند العليا عند الكوع‪ ،‬وال خطر في‬
‫فصدهما لبعدهما عن الشرايين والعصب والعضل‪ ،‬إال أنه عسر غورانهما‪،‬‬
‫فينبغي أن يشد ويحبس وينظر إلى جهة زواله فيفصد في ةقابلتها بمبضع دقيق‬
‫ةروزي لعورة وثخانة جلده‪ ،‬وهو قريب النفع ةن القيفال‪ ،‬ألنه طرفه وفصده‬
‫نادر‪.‬‬

‫‪111‬‬
‫اإلبطيان‪ :‬وهما الباسليقان األدنيان‪ ،‬وهما شعبتان ةن املاذيانين ساکنان‬
‫ةوضعهما تحت الزند األسفل ةما يلي الجانب الوحش ي‪ ،‬وكيفية فصدهما أن‬
‫يشد العضد ويقام الساعد كأنه يلبس‪ ،‬ويفصد بإبهام اليد اليسرى‪ ،‬ويفصد ورابا‬
‫أو طوال إلى أسفل ويتوقى الشريان املجاور له‪ ،‬وإن علم عليه باملداد فهو أجود‪،‬‬
‫وفصدهما يقوم ةقام فصد الباسليقين األعليين‪ ،‬ويحسن بالجذب ةن األسافل‪،‬‬
‫وينفع أوجاع املعدة وانفتاح عروقها ونزف الدم‪.‬‬

‫األسيلمان‪ :‬ساکنان ةوضعهما على ظاهر الكف بين الخنصر والبنصر‪ ،‬وهما‬
‫شعبتان بين اإلبطين‪ ،‬وكيفية فصدهما أن يشد املعصم فوق الكوع بأربع أصابع‬
‫ةضموةة‪ ،‬وتدلك اليد بماء ةعتدل السخونة‪ ،‬وتضم األصابع على الكف أو‬
‫تقبض على ش يء لدي ويفصد طوال بمبضع ةروي‪ ،‬وال يعمق حذرا عن العظم‬
‫والعصب والعضد والشريان‪ ،‬وإن شق الجلد عنه وعلقه بصنارة وفصده فهو‬
‫أسلم‪ ،‬وفي الناس ةن يبتره‪ ،‬وإذا توقف خروج الدم ةنه فتوضع اليد في ةاء‬
‫ةعتدل السخونة‪ ،‬ليرق الدم ويسهل خروجه‪ ،‬واملشهور فصد األيسر ةنهما‪،‬‬
‫ونفعه ألةراض الطحال عجيب‪ ،‬واألةن ينفع أوجاع الكبد‪ ،‬وفصدهما ةعا ينفع‬
‫جرب اليدين‪.‬‬

‫الروهشان‪ :‬وهما شريانان ةوضعهما بين اإلبهام والسبابة ةن اليدين‪ ،‬وفصدهما‬


‫ينفع ةن أوجاع الكبد املزةنة‪ ،‬والحساب‪ ،‬واملشهور فصد األيمن وهو الذي أةر‬
‫بفصده في املنام‪ ،‬وفصدهما كما تقدم القول فيه في قطع الشرايين‪.‬‬

‫عرقا البطن‪ :‬ساکنان‪ ،‬أحدهما في الجانب األيمن‪ ،‬ويفصد لألوجاع املزةنة في‬
‫الكبد واملستسقين الذين يحتاجون إلى خروج الدم‪ ،‬وهم الذين سبب االستسقاء‬
‫فيهم كثرة الدم وشره حرارة الكبد ةنهما‪ ،‬يفصد ألوجاع الطحال‪.‬‬

‫‪112‬‬
‫عرق اليافوخ‪ :‬نابض ةوضعه ةقدم الرأس بحيث يضع املفصود طرف إبهاةه‬
‫اليمنى على أرنبته‪ ،‬وسبابته على ةقدم رأسه بعد حلق رأسه فأين انتهى فهناك‪،‬‬
‫وكيفية فصده أن يخنق الرقبة ويعلم عليه بمداد‪ ،‬ويوضع عليه فاس الجبهة‬
‫وينقر باألصبع نقرا ةتوسطا لئال يصيب العظم فيحدث صداعا ال يبرأ‪ ،‬ويشق‬
‫بمبضع ةعتدل طوال ةن فوق إلى أسفل‪ ،‬وفصده ينفع انبثار الشعر‪ ،‬والسبل‪،‬‬
‫والجرب‪ ،‬والصلع‪ ،‬والسعفة‪ ،‬والبيضة‪ ،‬وقروح الرأس‪.‬‬

‫عرق الجبهة‪ :‬نابض دقيق‪ ،‬ةوضعه وسط الجبهة وربما لم يظهر هناك وظهر في‬
‫عقد الحاجبين‪ ،‬وقد يظهر له شعبتان يمنة ويسرة وكيفية فصده بفاس الجبهة‬
‫أو باملبضع كما تقدم‪ ،‬وإن أصاب الحديد العظم أحدث ورةا أو صداعا ةبرحا‪،‬‬
‫وإن أصاب العضل الكبار أحدث الشقيقة وثقل األجفان‪ ،‬وإن أصاب شعبها‬
‫أحدث الغشاوة‪ ،‬وإن أصاب العصب أحدث الصمم وفصده ينفع ثقل الرأس‬
‫والصدى‪ ،‬والصداع وداء الثعلب‪ ،‬والرةد‪ ،‬والقروح‪ ،‬والجرب‪ ،‬والسبل‪ ،‬وغلظ‬
‫األجفان‪ ،‬وابتداء االنتشار‪ ،‬وقروح الوجه‪ ،‬والكلف‪.‬‬

‫عرق األرنبة‪ :‬ويسمى األجوف‪ ،‬نابض ةوضعه رأس األرنبة في املوضع الذي يحبس‬
‫ةنقسما عند الحبس‪ ،‬وكيفية فصده أن يخنق املقصود نفسه ويحبس في‬
‫الشمس ليظهر العرق‪ ،‬ويفصد طوال‪ ،‬وقد يشرط شرطا بقفا املبضع‪ ،‬وال خوف‬
‫في فصده أكثر ةن انتشار الدم في الوجه لبعده عن العصب والعضل والعظم‪،‬‬
‫وفصده ينفع الوردينج ويقوم ةقام عرقي املآقين والتشعبة ةنهما‪ ،‬وينفع البثور‪،‬‬
‫والكلف في الوجه‪ ،‬واستحالة اللون‪ ،‬وقروح األنف‪ ،‬والثآليل‪ ،‬والبواسير فيه‪،‬‬
‫ونتن ريحته‪ ،‬واةتالء اللثة والعمود‪ ،‬وقروح الشفتين‪.‬‬

‫‪113‬‬
‫عرقا األذنين‪ :‬نابضان ةوضعهما ظاهر األذنين‪ ،‬وكيفية فصدهما أن يخنق‬
‫املفصود وتعرك أذنيه وتقطع العروق‪ ،‬وفصدهما ينفع السدر‪ ،‬والدوار‪،‬‬
‫والشقيقة‪ ،‬والخنازير‪ ،‬والبثور‪ ،‬والقروح في الرأس والعين والوجه‪ ،‬والسعفة‪،‬‬
‫والرعاف الدائم‪ ،‬وينفع املجذوةين‪ ،‬واأليمن ةنهما ينفع أةراض الكبد‪ ،‬واأليسر‬
‫أةراض الطحال‪ ،‬يدلك بدةهما الجانب املوافق‪.‬‬

‫عرقا خلف األذنين نابضان ةوضعهما خلف األذنين ةالصق للعظم‪ ،‬وكيفية‬
‫فصدهما أن يخنق املفصود ليظهرا ويدخل باملبضع تحت العرق ويبتر ويكون‬
‫بالذهب‪ ،‬وذلك أسلم ةن غيره ألنه إن أصاب املبضع العضل أحدث ثقل السمع‪،‬‬
‫والعظم أحدث الورم والضربان‪ ،‬وإن أصاب الليف أحدث الشقيقة‪ ،‬وفصدهما‬
‫ينفع الحول العارض لألطفال‪ ،‬والشقيقة‪ ،‬وذكر أبقراط في "كتاب األهوية‬
‫والبلدان" أن الصقالبة يقطعون هذا العرق لينزل للصبيان فيأتون أعفاء‪،‬‬
‫ويزعمون أن هللا طهره بذلك‪ ،‬ويتبركون به‪ ،‬وذكر جالينوس أن أفالطون أيضا‬
‫ذكر أن ةن قطع هذا العرق انقطع نسله‪ ،‬وشهد جالينوس له بالصحة‪.‬‬

‫عرقا املآقين‪ :‬نابضان ةوضعهما تحت الحاجبين ةع صفحتي األنف‪ ،‬وكيفية‬


‫فصدهما أن يخنق املفصود ليظهرا ويوضع اإلبهام ةن اليد اليسرى على ةقدم‬
‫العين‪ ،‬ويوضع املبضع ةن فوق إلى أسفل‪ ،‬ويفصد الدم وإذا لم يصب العرق‬
‫وسال الدم فال يجوز إعادة املبضع لئال يحدث باسورا‪ ،‬أو يصيب عضل الجفن‬
‫فيحدث الشيرة‪ ،‬أو استرخاء الجفن أو انتثار الشعر‪ ،‬أو يصيب العظم فيحدث‬
‫الغرب أو الناسوره‪ ،‬وفصدهما ينفع األرةاد‪ ،‬والسبل‪ ،‬والظفرة‪ ،‬وظلمة البصر‪،‬‬
‫والغشاوة‪ ،‬والسكرة‪ ،‬والجرب‪ ،‬والشعر الزائد وانتثاره‪ ،‬والكلف والنمش‪.‬‬

‫‪114‬‬
‫عرقا الصدغين‪ :‬فصدهما ينفع الصداع املزةن‪ ،‬والشقيقة‪ ،‬وثقل السمع‪ ،‬وداء‬
‫الثعلب‪ ،‬والحية‪ ،‬وبثور الوجه‪.‬‬

‫الجهارك‪ :‬أربعة عروق نابضة في باطن الشفتين على ةحاذاة األنياب وكيفية‬
‫فصدهما أن يخنق املقصود وتقلب الشفة وتمد وينتشر العرق أو يشق عرضا‪،‬‬
‫ويسيل ةنه ةا يحتاج إليه‪ ،‬ويتمضمض بماء ورد وخل ثقيف‪ ،‬وكثرة الفصد فيها‬
‫تسرع سقوط األسنان‪ ،‬وفصدها ينفع القالع‪ ،‬وبثور الفم‪ ،‬واسترخاء اللثة‪،‬‬
‫وفاسدنها وعفن العمود‪ ،‬وأورام الشفتين وبواسيرها ونواصيرها وانبعاث الدم‬
‫ةنها‪ ،‬عرق اللثة‪ :‬حاله كحال الجهارك‪.‬‬

‫عرقا اللسان‪ :‬نابضان ةوضعهما باطن اللسان‪ ،‬كيفية فصدهما أن يخنق‬


‫املفصود ويفصدا طوال‪ ،‬وإن انبعث ةنهما دم كثير فيکويان بالذهب‪ ،‬وفصدهما‬
‫ينفع أوجاع اللسان‪ ،‬وبثوره‪ ،‬وورةه‪ ،‬والضفدع الحادث فيه‪ ،‬والسكتة الدةوية‪.‬‬
‫عرق الذقن‪ :‬ةوضعه وسط الذقن‪ ،‬وفصده كالجهارك ةع توقي العظم‪ ،‬وينفع ةن‬
‫البحر املحيطة ةادته بالفم‪.‬‬

‫عرقا باطن الحنك‪ :‬ةوضعهما تحت اللسان‪ ،‬وفصدهما كفصد عرقي اللسان‬
‫ينفع الخناق الكلي‪ ،‬وإن أصاب املبضع أصل اللسان أحدث ثقله‪.‬‬

‫الودجان الظاهران‪ :‬نابضان ةوضعهما أنس ي العنق غليظان ةمتلئان‪ ،‬وكيفية‬


‫فصدهما أن يخنق املفصود‪ ،‬ويفصدان طوال ةن فوق إلى أسفل‪ ،‬ويحترز على‬
‫الودجين الغائرين بلبالة العنق إلى خالف جهة الفصد‪ ،‬ويتوقى ناحية القفا‪ ،‬فإن‬
‫فصد الغائرين ذبح‪ ،‬وهناك أعصاب يحترز عنها‪ ،‬وفصدها ينفع بحة الصوت‪،‬‬
‫وانقطاعه‪ ،‬وابتداء الجذام‪ ،‬والربو‪ ،‬وذات الرئة‪.‬‬

‫‪115‬‬
‫عرقا ةأبض الركبتين‪ :‬ساکنان‪ ،‬ةوضعهما باطني الركبتين غليظان‪ ،‬وكيفية‬
‫فصدهما أن يشد فوقهما بأربع أصابع بسير ةعتدل‪ ،‬وبطبان في باطن ةفصل‬
‫الركبة‪ ،‬ثم يفصدا طوال‪ ،‬ويحترز ةن إصابة العصب أو العظم‪ ،‬وفصدهما ينفع‬
‫ةن العرق املنتن‪ ،‬والشقيقة املزةنة‪ ،‬وفساد الطمث‪ ،‬والبثور في البدن‪ ،‬وفي‬
‫الساقين‪.‬‬

‫عرقا النسا‪ :‬ساکنان ةنحدران إلى ظاهر الساقين‪ ،‬ثم يمر كل واحد ةنهما إلى‬
‫الكعب ثم يظهر في ظاهر القدم بين الخنصر والبنصر‪ ،‬وكيفية فصدهما أن‬
‫يشد وسط املفصود شدا جيدا‪ ،‬ثم يربط ةن الحقو إلى فوق الكعب بأربع أصابع‬
‫ةضموةة ربطا قويا بنوار ةعتدل‪ ،‬ويوقف املفصود رافعا رجله املقصودة على‬
‫أجرة ونحوها‪ ،‬ثم يفصد ةن الجانب الوحش ي‪ ،‬إةا فوق الكعب أو تحته‪ ،‬أو ةا‬
‫بين الخنصر والبنصر بحسب ظهوره‪ ،‬ويوسع فصده الغلظ دةه‪ ،‬وال يعمق ليال‬
‫يلحق املبضع العظم‪ ،‬وفصده نافع للوجع املشهور النقرس‪ ،‬وأوجاع املفاصل‬
‫واملعي‪.‬‬

‫الصافنان‪ :‬ساکنان ينزالن ةن الفخذين إلى ظاهر الساقين ثم يمضيان إلى باطنهما‬
‫ثم يركبان الكعبين‪ ،‬وكلما نزال غلظا‪ ،‬وكيفية فصدهما أن يشد فوق الكعب بأربع‬
‫أصابع بسير ةعتدل‪ ،‬ويقف املفصود رافعا رجله املقصودة على أجرة أو نحوها‪،‬‬
‫ويفصد العرق حيث ظهر ةن الجانب اإلنس ي‪ ،‬ويحترز على العظم لقلة اللحم‬
‫هاهنا‪ ،‬وفصدهما يجذب ةن األعالي ليبرأ‪ ،‬فتنفع أةراض الرأس املتقادةة‪.‬‬

‫‪116‬‬
‫الباب الثالث عشر‪ :‬في العلل التي ينفع ةنها الفصد‬
‫الفصد ينفع ةن أصناف سوء املزاج الحار ةع ةادة‪ ،‬كالحميات الحارة والحميات‬
‫الحادثة ةن عفونة األخالط‪ ،‬إذا كانت داخل العروق‪ ،‬وينبغي أن يكون اإلقدام‬
‫عليه في الثانية‪ ،‬في كل يوم أقل وليس يجب الفصد في هذه الحميات إال بعد‬
‫ةراعاة القوة‪ ،‬وبقية القوانين العشرة املراعاة عند االستفراغ‪.‬‬

‫وال يجب أن يلتفت إلى عدة األيام وقول عاةة األطباء أنه ال يجوز الفصد بعد‬
‫الرابع‪ ،‬بل يجوز بعد عدة أيام‪ ،‬إذا ساعدت القوة وبقية العالةات‪.‬‬

‫وقد يمنع ةنه في أول يوم إذا لم تساعد القوة والبواقي وينفع الفصد ةن األورام‬
‫الحارة‪ ،‬كالسرسام الحار وكاملاشرا والرةد الحار والشوصة وذات الرئة‪ ،‬وذات‬
‫الكبد‪ ،‬وجميع أورام األحشاء‪ ،‬أي أةراض األحشاء الحارة وينفع الخفقان الحار‪،‬‬
‫والصداع الحار‪ ،‬والجرب والتقرح والجذام والتشنج االةتالئي‪ ،‬ويستبقى ةن الدم‬
‫ةا تحلله الحركة التشنجية‪.‬‬

‫ويفصد ةن يخاف عليه حدوث ورم بعد ضربة‪ ،‬أو إذا ألم عضو ةن سبب باد‪،‬‬
‫وتفصد ةن يراد إدرار طمثها ةن ةأبض الركبة والصافن كما قلنا‪.‬‬
‫ويفصد ةن يعتريه نفث الدم ةن انصداع عرق في الرية‪ ،‬ألن الدم إذا كثر في‬
‫أوردتها صدع ذلك العرق فعاد نفث الدم‪ ،‬فيفصد ليؤةن االنصداع‪.‬‬

‫ويفصد ةن احتبس دم بواسير كان يعتاده‪ ،‬ولون هؤالء ال يدل على الحاجة إلى‬
‫الفصد‪ ،‬ألنه لون يضرب إلى خضرة ةع بياض‪.‬‬

‫‪117‬‬
‫ويفصد ةن علل اللوزتين‪ :‬وعالةات علل الحلق واللهاة واللوزتين‪ ،‬فعالةة ةا كان‬
‫ةنها ةن الدم اةتالء العروق وشدة ضربانها وحمرة الوجه‪ ،‬وعالجه ان كان الدم‬
‫غالبا على البدن كله فصد األكحل والقيفال وجذب الدم إلى عضو آخر‪ ،‬وعالةة‬
‫الصفراء شدة الكرب والحر وينفعه الفصد ألنه يخرج الدم املحترق‪ ،‬وعالةة ةا‬
‫كان ةن البلغم ورم واسترخاء في اللسان وةلوحة الفم وكثرة الريق‪ " ،‬وأةا السوداء‬
‫فقل ةا يحدث هذا الداء ةنها‪.‬‬

‫ويفصد لعالج الرية‪ :‬إن الصدر والرية وسائر ةواضع النفس يعسر عالجه لدوام‬
‫حركته للتنفس‪ ،‬فمما ينفع الورم الحار في الرية والصدر في بدء الوجع وةنتهاه‬
‫وهبوطه فصد األكحل والقيفال إن أعان السن والقوة والزةان‪ ،‬فأةا في صعود‬
‫املرض فال ينفع الفصد وينفع تليين البطن بما يذيب الورم ويبرده‪.‬‬

‫ويفصد ةن به رعاف لينقطع عنه الرعاف وطريقته‪ :‬إذا كان خروج الدم فيه‬
‫تحفز وشدة فينبغي أن ال ينتظر به سقوط القوة‪ ،‬لكن إذا توهمت أنه قد خرج‬
‫ةن الدم ةقدار ةعتدل فينبغي أن تبادر بفصد العروق ةن ةأبض اليد ةن‬
‫الجانب الذي على املنخر الذي يكون ةنه الرعاف‪ ،‬فإن كان الرعاف ةن املنخر‬
‫األيسر فصدت ةن اليد اليسرى‪ ،‬فإذا فعلت ذلك فشد األطراف بالرباطات‬
‫املتخذة ةن الخرق وعلى ةادون الشراسيف ةن ناحية ذلك املنخر الذي يجري‬
‫ةنه الدم بمحجمة‪ ،‬وهذا أقوى ةا يتعالج به في الرعاف‪ ،‬فأةا األدوية التي رسمها‬
‫األطباء لقطع الرعاف التي توضع في األنف وتطلى على الجبهة فقد وجدت كلها‬
‫ضعيفة قليلة العمل‪ ،‬وبالجملة فينبغي أن يفصد إةا املتيهئ للوقوع في املرض‬
‫االةتالئي الحار أو الواقع فيه‪ ،‬والفصد األول آةن‪.‬‬

‫‪118‬‬
‫الباب الرابع عشر‪ :‬فيمن يناسبه وةن ال يناسبه الفصد‬

‫ذكر قسطا بن لوقا في باب أي األةزجة ةن أةزجة أبدان الناس توجب شدة‬
‫الحاجة إلى إخراج الدم وأيها ال توجب ذلك؟‬
‫ً‬
‫فقال‪ :‬ةن كان ةن الناس عروقه واسعة وبدنه قضيفا ولم يكن لونه أبيض؛‬
‫فينبغي أن يعلم أن بنية بدنه تحتمل إخراج الدم‪ ،‬وةن كان بدنه على ضد هذه‬
‫الصفة كانت بنيته ال تحتمل إخراج الدم فظاهر إذا أن ةن كان ةرضه عظيما‪،‬‬
‫وكانت قوته ةستقلة‪ ،‬وكانت بنية بدنه البنية التي تحتمل إخراج الدم‪ ،‬فيجب أال‬
‫يوفر فصده‪ ،‬وةن كانت بضد هذه الحال فالدم في بدنه يسير ولحمه سريع‬
‫التحلل‪ ،‬فينبغي أال يبادر بفصده‪.‬‬

‫فينبغي أن يتفقد عند استعمال الفصد ثالثة أةور وهي‪ :‬جنس املريض وسن‬
‫املريض وقوة بنيته‪ ،‬وأةا الدالئل التي ينبغي أن تتفقد في الوقوف على كمية ةا‬
‫ينبغي أن يستفرغ ةن الدم‪ ،‬فهي ةع هذه الثالثة الدالئل‪ ،‬دالئل أخرى ةنها‪:‬‬
‫اجتماع الدالئل التي تدل على االةتالء‪ ،‬وةزاج الوقت الحاضر ةن أوقات السنة‪،‬‬
‫‪119‬‬
‫وةزاج البلد‪ ،‬وتدبير العليل في كيفية غذائه كان وكميته‪ ،‬وفي استعماله الرياضة‬
‫وتنقية بدنه باإلسهال واالةتناع عن ذلك‪.‬‬

‫فيجب أن يحتاط في استفراغ املحموم‪ ،‬وينظر نوع الدم‪ ،‬ويستبقى ةنه عدة‬
‫للطبيعة‪ ،‬فربما كان االستفراغ سببا لجنوح الطبيعة عن النضج‪ ،‬وربما أجرى‬
‫الفصد الفضل العفن وخلطه بالذي ليس بعفن‪.‬‬

‫ويقول ابن التلميذ‪ :‬يجب أال يفصد اململوء البطن ةن األغذية ألن ذلك يدعو إلى‬
‫نفوذها إلى عروقه غير ةنهضمة‪ ،‬وال اململوء البطن ةن الفضالت أيضا ألن ذلك‬
‫قد يعوق عن استفراغها‪.‬‬

‫ويقول قسطا بن لوقا‪ :‬املزاج الحار الرطب ةثل ةزاج الصبيان وةن جرى‬
‫ةجراهم‪ ،‬ال يحتمل إخراج الدم وال سيما ةتى كان ةزاج الهواء والبلد والوقت‬
‫الحاضر ةن أوقات السنة حاليا‪ ،‬وكذلك ةن كان لحمه رطبا ولونه أبيض ةثل‬
‫األتراك والصقالبة والخزر وةن جرى ةجراهم وأصعب األوقات ةن أوقات السنة‬
‫التي تطلع فيها الشعرى اليمانية وقد ينبغي أن يحذر أيضا اإلكثار ةن إخراج الدم‬
‫في األحوال املضادة كهذه‪ ،‬وفي األوقات الباردة ةن السنة والبلدان الباردة‪ ،‬كما‬
‫يتخوف ةن إفراط البرد على البدن‪.‬‬

‫ويقول ابن سينا‪ :‬ويجب أن تحذر الفصد على االةتالء ةن الطعام كي ال تنجذب‬
‫ً‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫ةادة غير نضيجة إلى العروق بدل ةا تستفرغ وأن تتوقى ذلك أيضا على اةتالء‬
‫املعدة واملعي ةن الثقل املدرك أو املقارب بل تجتهد في استفراغه أةا ةن املعدة‬
‫وةا يليها فبالقيء وأةا ةن األةعاء السفلى فيما يمكن ولو بالحقنة وتتوقى فصد‬
‫صاحب التخمة بل تمهله إلى أن تنهضم تخمته‪.‬‬

‫‪120‬‬
‫االجساد وأصحاب العلل املناسبة للفصد‬
‫يقول البقلي في روضة النجاح الكبرى ‪ :‬ةن اهم األشياء للحكم بالفصد أو عدةه‬
‫ةعرفة حال الوظائف واألعضاء املتممة لها لكن قبل الفصد ينبغي أن تكون حالة‬
‫النبض ةعلوةة للطبيب ليقدم عليه عند ظهورها وةتى كان عارفا يعلم أن النبض‬
‫العريض القوي الصلب يستدعي لزوم الفصد لكن قد يكون النبض في املسنين‬
‫كذلك لكثافة غلف الشرايين في سن الشيخوخة فحينئذ يلزم أن يوجد زيادة على‬
‫ذلك سرعة النبض وتواتره لكي يعرف لزوم الفصد‪ ،‬ويعلم ان النبض الضعيف‬
‫الصغير والصغير املتهزهز املسمى بالنبض العصبي يدل على كمون القوى‬
‫ويستدعي فصدا غزيرا وان بعد الفصد املذكور يتغير حالة النبض ويرجع بالتدرج‬
‫لحالته الطبيعية‪ ،‬وةعرفة حالة النبض تكون ضرورية ملعرفة لزوم الفصـد تكون‬
‫ضرورية أيضا ملعرفة وقت حبس سيالن الدم بعد الفصد وبها أيضا يعرفان كان‬
‫يلزم تكرار الفصد أم ال ‪.‬‬

‫وفي كتاب روضة النجاح الكبرى‪ :‬ينبغي أن يكون (املعالج) عارفا بحالة التنفس‬
‫الن ةعرفة حالة النبض وان كانت تكفي في الغالب في لزوم الفصد وعدةه إال أن‬
‫التنفس واالستحرار واالفراز قد ينفع ذلك أيضا فيعلم أيضا أن تواتر النفس أو‬
‫تعسره وخروج الهواء حار ةن الصدر والعطش الشديد وجفاف الفم وحرارة‬
‫الجلد حرارة جافة شديدة لذاعة واحتقان املجموع الشعري للجلد السيما الوجـه‬
‫وجفاف األغشية املخاطية وتناقص البول واحمراره وزيادة كثافته تؤذن بلزوم‬
‫الفصد الن به يخرج جزء ةن الدم كان ةخرجا للتنبيه العام عن حده الطبيعي ‪،‬‬
‫وةجموع هذه األعراض هو املعبر عنها بالحمى االلتهابية‪.‬‬

‫ويقول‪ :‬اعلم إن الفصد جمله ةوانع وهي إنقاع لون املريض أو ضعف نبضه‬
‫واسترخاؤه واالستعداد لإلغماء أو أيلولة االلتهاب إلى التقيح أو التيبس أو اإلزةان‬

‫‪121‬‬
‫السيما في النحفاء املهزولين الن الفصد إذ ذاك ةما يسرع في سير املرض سيرا‬
‫رديئا أ‪.‬هـ‪.‬‬

‫ويقول قسطا بن لوقا‪ :‬سن الرجل وقوة البدن وصورة املريض ‪ ،‬وهذه الثالثة‬
‫ةعاني هي التي أةر بقراط بتفقدها في تدبير األةراض الحادة‪ ،‬فإنه أةر أن يفصد‬
‫املتناهي في الشباب‪ ،‬والذين القوة فيهم ةعتدلة ةستقلة‪ ،‬والذين أةراضهم‬
‫أةراض عظيمة‪ ،‬والذين ال يؤةن عليهم الوقوع في أةراض عظيمة ‪ ،‬وأقوى الناس‬
‫على الفصد ةن كان ةترهال قويا لونه إلى السمرة في حمرة بشرته أو حمرة في بياض‬
‫وةن كان ةتسع العروق كثير شعر الجسد‪ ،‬وقبل أةا األصحاء فإن أصحاب‬
‫األكباد الحارة‪ ،‬وهم الذين عروقهم واسعة وألوانهم حمر جيدة ذات رونق‪،‬‬
‫وهضوةهم جيدة ‪ ،‬والشعر عليهم ةعتدل وةائل إلى الكثرة والسواد‪ ،‬وسحناتهم‬
‫إةا ةعتدلة أو ةائلة إلى القضافة ‪ ،‬يكون األقدام إلى فصدهم أكثر‪.‬‬

‫ويقول الذهبي‪ :‬والفصد ةن العالجات املبردة‪ ،‬وينفع املحرورين جدا‪ ،‬وعالجنا به‬
‫ةن وقعت به السكتة عن قريب‪ ،‬فأفاق ةنها‪ ،‬وليس املقصود كل سكتة‪ ،‬بل‬
‫السكتة التي عن دم غليظ‪ ،‬أو بلغم ةحترق لم تقوى الطبيعة لوحدها على‬
‫إخراجه‪.‬‬

‫ويقول ابن سينا‪ :‬واملتيهئ لهذه األةراض هو ةثل املستعد لعرق النسا والنقرس‬
‫الدةوي وأوجاع املفاصل الدةوية والذي يعتريه نفث الدم ةن صدع عرق في رثته‬
‫رقيق امللتحم وكلما أكثر دةه انصدع واملستعدون للصرع والسكتة واملالنخوليا‬
‫ةع فور للخوانيق وألورام األحشاء والرةد الحار واملنقطع عنهم دم بواسير كانت‬
‫تسيل في العادة واملحتبس عنهن ةن النساء دم حيضهن وهذان ال تدل ألوانهما‬
‫على وجوب الفصد لكمودتها وبياضها وخضرتها والذين بهم ضعف في األعضاء‬

‫‪122‬‬
‫الباطنة ةع ةزاج حار فإن هؤالء األصوب لهم أن يفتصدوا في الربيع وإن لم يكونوا‬
‫قد وقعوا في هذه األةراض‪.‬‬

‫ً‬
‫والذين تصيبهم ضربة أو سقطة فقد يفصدون احتياطا لثال يحدث بهم ورم وةن‬
‫يكون به ورم ويخاف انفجاره قبل النضج فإنه يفتصد وإن لم يحتج إليه ولم تكن‬
‫كثرة‪.‬‬

‫ويجب أن تعلم أن هذه األةراض ةا داةت ةخوفة ولم يوقع فيها فإن إباحة‬
‫ّ‬ ‫ً‬
‫أصال فإنه يرقق الفضول‬ ‫الفصد فيها أوسع فإن وقع فيها فليترك في أوائلها الفصد‬
‫ً‬
‫ويجريها في البدن ويخلطها بالدم الصحيح وربما لم يستفرغ ةن املحتاج إليه شيئا‬
‫وأحوج إلى ةعاودات ةجحفة فإذا ظهر النضج وجاوز املرض االبتداء واالنتهاء‬
‫فحينئذ إن وجب الفصد ولم يمنع ةانع فصد أ‪.‬هـ‪.‬‬

‫‪123‬‬
‫األجساد وأصحاب العلل التي يعربها الفصد‬
‫فأةا األبدان العرية الشعر‪ ،‬الكثيرة الشحم‪ ،‬القليلة اللحم السمجة اللون‪،‬‬
‫واألبدان الشديدة حس فم املعدة‪ ،‬والتي يسرع إلى أصحابها الجشاء ينبغي أال‬
‫تفصد إال عند الضرورة بتوق وحذر‪.‬‬

‫يقول ابن الذهبي‪ :‬والحبلى والطاةث ال يفصدان إال لضرورة عظيمة‪ ،‬ويجب أن‬
‫يحذر الفصد في املزاج الشديد البرد‪ ،‬والبالد الشديدة البرد‪ ،‬وعند الوجع‬
‫الشديد‪ ،‬وبعد االستحمام املحلل‪ ،‬وعقب الجماع‪ ،‬وفي سن الرابعة عشرة فما‬
‫دونها ةا أةكن‪ ،‬وفي سن الشيخوخة ةا أةكن‪.‬‬

‫ويجب أن يحذر في األبدان الشديدة السمن والبيض املترهلة والصفراء لعدم‬


‫الدم ةا أةكن‪ ،‬ويجب أن يحذر على االةتالء ةن الطعام‪.‬‬

‫ويقول ابن التلميذ‪ :‬الفصد ةضر ةن حرارية غريزية ضعيفة لقلة املادة‪ ،‬فأةا‬
‫ةن ضعفت حرارته لغمور املادة لها‪ ،‬فقد ينعشها الفصد‪ ،‬كما ينعش النار‬
‫الضعيفة بكثرة الحطب‪ ،‬بأن يخفف بعضه عنها‪.‬‬

‫ويضر بأصحاب األةراض الباردة وغلبة اليبس كالفالج والسكتة والصرع إذا لم‬
‫يكونا دةويين‪.‬‬

‫ويضر بحميات الدق‪ ،‬والشيخوخة الحادثة عن املرض‪ ،‬وأكثر أنواع االستسقاء‪،‬‬


‫والخلفة املزةنة والنزف وأصحاب الربو الذي سببه أخالط غليظة باردة‪،‬‬
‫وأصحاب االسترخاء الذي يكون ةن أخالط غليظة باردة‪ ،‬وأصحاب الخدر‬
‫وأصحاب التشنج ةن اليبس‪ ،‬ويتجنب فصد الحاةل في أول الحمل وفي آخره‪،‬‬

‫‪124‬‬
‫وإذا دعت الضرورة‪ ،‬وةست الحاجة إليه‪ ،‬فينبغي أن تفصد في الشهور الوسطى‬
‫فقد أذنوا فيه على تحريز واحتياط والطاةث أيضا يجتنب فصدها‪ ،‬ويمنع ةن‬
‫فصد أصحاب القولنج إال الورةي (الدةوي) بعد شروط‪.‬‬

‫وكل ةن ذكرت فصده بشرط‪ ،‬فيحتاج فيه إلى ةعتبر وإذن‪ ،‬هو أحق وأولى بذلك‬
‫ةن الفاصد‪ .‬وإنما أشرت إلى هذه األحوال هنا‪ ،‬ليكون الفاصد غير بعيد ةن‬
‫الصواب إن شاء هللا تعالى‪.‬‬

‫وفي كتاب عقيلة العقالء ذكر املصنف العلل التي ينبغي أال يلجأ صاحبها إلى‬
‫الفصد ملداواتها وهي‪:‬‬
‫‪ -‬صاحب الحرارة الغريزية‪ ،‬لعلة ضعف املادة‪.‬‬
‫‪ -‬صاحب اإلفراط البارد كالفالج البلغمي‪ ،‬والنكتة والصرع إن لم يكونا دةويين‪.‬‬
‫‪ -‬صاحب األةراض اليابسة كحميات الزق‪ ،‬والسخونة الحادثة عن املرض‪،‬‬
‫وأنواع االستسقاء‪ ،‬والحلفة املزةنة‪ ،‬والدق املزةن‪ ،‬والربو الناتج عن أخالط‬
‫غليظة باردة‪.‬‬
‫‪ -‬الحاةل في أول الحمل وفي أخره‪ ،‬والطاةث‪.‬‬
‫‪ -‬أصحاب القولنج‪.‬‬

‫‪125‬‬
‫أوفق األسنان العمرية للفصد‬
‫أةا أوفق األسنان للفصد فسن الشباب‪ ،‬وذلك أن الدم في هذا السن غزير حمد‬
‫والحرارة الغريزية قوية‪.‬‬

‫وأةا في سن الصبي‪ ،‬فإنه وإن كان الدم والحار الغريزي وافرين لكن الحاجة إلى‬
‫الدم بسبب النمو والغذاء ةاسة‪ ،‬والقوى ضعيفة بقدر‪ ،‬وإن كانت آخذة في‬
‫الزيادة والحرارة ةغمورة بعد برطوبات كثيرة‪.‬‬

‫وفي سن الشيخوخة الحار الغريزي ضعيف‪ ،‬والدم قليل‪ ،‬والبلغم وافر كثير‪ ،‬فال‬
‫يفصد هؤالء إال عن ضرورة‪ ،‬وقد يضطر األةر إلى الفصد فال يمكن االنتظار وال‬
‫استيفاء الشروط املعهودة في ةثله‪ ،‬إذا لم تكن تلك الضرورة‪.‬‬

‫يقول ابن رَّبن الطبري‪ :‬أةا الصبيان والهرةاء والنساء وةن كان ةصفر الوجه‬
‫نحيف البدن أو كان ةفرط السمن أزعر البدن دقيق العروق فإنه يضعف عنه‬
‫ويكتفي بالحجاةة‪.‬‬

‫وفي مقالة قسطا بن لوقا‪ :‬األحداث ينبغي أال يفصدون إال بعد أن يبلغوا السنة‬
‫الرابعة عشر‪ ،‬فإذا أتى على غالم أربع عشرة سنة ورأيت الدم قد كثر في بدنه‪،‬‬
‫وكان الوقت الحاضر ةن أوقات السنة ربيعا‪ ،‬وكان ةزاج البلد ةزاجا ةعتدال وكان‬
‫أقدم في بدنه كثيرا فينبغي أن تفصده ال سيما إن خفت أن يعرض له ورم في رئته‬
‫أو خناق أو شوصة‪ ،‬وليكن ةا يستفرغ ةن الدم في املرة األولى ثلث رطل ثم تفقد‬
‫قوته‪ ،‬فإن رأيتها فسرح دةه ةرة ثانية وأخرج له فيها ةقدار النصف ةما استفرغه‬
‫في املرة األولى‪.‬‬

‫‪126‬‬
‫أةا املشايخ قد يفصدون إذا كانت القوة فيهم قوية حتى يأتي عليهم سنة‪ ،‬وأقوى‬
‫الدالئل على البدن قوة النبض‪ ،‬فإن ةن الناس ةن تجد دةه في هذا السن دةا‬
‫كثيرا وقوته قوية‪ ،‬وةنهم ةن تجد أبدانهم جافة ودةهم قليل‪ ،‬وةتي أصاب بعض‬
‫أعضائهم ضربة أسود العضو ةنها‪ ،‬فال نظر إلى عدد السن فقط بل انظر ةع‬
‫ذلك في سحنة البدن‪ ،‬فإنك قد تجد قوةا ةمن أتى عليهم اثنان وستون سنة ال‬
‫يحتملون الفصد‪ ،‬وتجد قوةا ةن أتى عليهم سبعون سنة يحتمله‪ ،‬لكن على كل‬
‫حال ينبغي أن يكون ةا يستفرغ ةن الدم ةن املشايخ وإن كانت سحنة أبدانهم‬
‫شبيه بأبدان املتناهين في الشباب قليال‪.‬‬

‫وأشار املجوس ي ملثل هذا فقال‪ :‬ينبغي أن ينظر في أحوال السن فإنه ربما كان‬
‫العليل ةن أبناء التسعين سنة وكان اقوى وأقدر على إخراج الدم ةمن سنه ينيف‬
‫على ثالثين سنة وذلك يكون الشيخ عبل البدن آدم اللون كبير األعضاء قويها وله‬
‫عادة في إخراج الدم والشباب سمينا ابيض اللون ريان الجلد ةتخلخل البدن ولم‬
‫يعتد إخراج الدم كثيرا واذا كان كذلك فال ينبغي أن يمتنع عن إخراج دم الشيخ‬
‫بقدر الحاجة ‪ ،‬وأن يتوقى إخراجه كثيرا ةن الشاب الذي حاله هذه حاله ‪ ،‬وهذا‬
‫ةا ينبغي أن يتقدم فليعلمه الفاصد ةن الشرائط التي ذكرناها ولزوم الطريق‬
‫والدستورات التي وصفناها ‪ ،‬فأةا ةنافع فصد كل واحد ةن هذه العروق فانا‬
‫نذكره في هذا املوضع إن شاء هللا تعالى وهللا أعلم‪.‬‬

‫ويقول الزهراوي‪ :‬وال ينبغي أن يفصد الصبيان حتى يمض ي عليهم أربع عشرة‬
‫سنة‪ ،‬وال يفصد الشيوخ الذين جاوزوا الستين سنة‪.‬‬

‫ويقول ابن سينا‪ :‬ويجب أن يحذر الفصد في املزاج الشديد البرد والبالد الشديدة‬
‫البرد وعند الوجع الشديد وبعد االستحمام املحلل وبعقب الجماع وفي السن‬

‫‪127‬‬
‫القاصر عن الرابع عشر ةا أةكن وفي سن الشيخوخة ةا أةكن اللهم إال أن تثق‬
‫بالسحنة واكتناز العضل وسعة العروق واةتالئها وحمرة األلوان فهؤالء ةن‬
‫املشايخ واألحداث نتجرأ على فصدهم‪.‬‬

‫‪128‬‬
‫الباب الخاةس عشر‪ :‬في وقت الفصد‬
‫يقول ابن رَّبن الطبري‪ :‬وال ينبغي أن يفصد في زةان بارد يابس وال في زةان حار‬
‫يابس وينبغي أن يفتصد ةن كان ةحرورا في الساعة األولى " ةن النهار " وهو غير‬
‫ةتعب وال ةمتلئ ةن الطعام‪ ،‬وةن كان صاحب رطوبة افتصد عند ارتفاع النهار‪،‬‬
‫وأةا ةا لم يحفز حافز فاختر له صحوة نهار في الزةان املعتدل‪ ،‬وبعد استفراغ‬
‫الفضالت اليوةية‪ ،‬وظهور الحرارة الغريزية‪ ،‬وينبغي أن يجري األةر في الفصد في‬
‫أي وقت دعت الحاجة إليه ةن الليل والنهار‪.‬‬

‫ويقول الذهبي‪ :‬واعلم أن الفصد له وقتان‪ ،‬وقت اختيار ووقت ضرورة‪ ،‬فالوقت‬
‫املتخير فيه ضحوة النهار بعد تمام الهضم‪ ،‬والوقت املضطر اليه هو الوقت‬
‫املوجب الذي ال يسع تأخيره عنه وال يلتفت فيه الي سبب ةانع‪.‬‬

‫ما يوجب الفصد في الربيع‬


‫وإن لم تكن دالئل الكثرة ظاهرة في بدنه‬
‫يقول قسطا بن لوقا‪ :‬ةن كانت به نفث الدم وتراقيه‪ ،‬وكان ترکيب صدره ورئته‬
‫ترکيبا يسهل ةعه أن ينتهك أو يفتح في صدره عرق إذا اجتمع في بدنه دم كثير‪،‬‬
‫وكذلك ةن كان يتخوف عليه أن يعرض له الصرع‪ ،‬والسكتة واألةراض العارضة‬
‫في الرئة وكذلك الشوصة واالختناق‪ ،‬وةن احتبس ةنه الدم الذي يجري في أفواه‬
‫العروق التي في املقعدة وخاصة إذا رأيت الخلط السوداوي قد كثر فيه‪ ،‬والذين‬
‫يمرضون في كل سنة في وقت الصيف أةراضا ةن كثرة األخالط‪ ،‬وةن كانت تعرض‬
‫له أوجاع السن كثيرا‪ ،‬وةن كان به نقرس ووجع املفاصل‪.‬‬

‫ويقول البلخي‪ :‬ويجب أن يختار إلخراج الدم إذا لم يكن ضرورة توجب املبادرة به‬
‫الوقت األصلح له‪ .‬وأوقات إخراجه‪ :‬أةا ةن فصول السنة ففصل الربيع هو أصلح‬
‫‪129‬‬
‫الفصول لجميع أنواع االستفراغ‪ ،‬وإلخراج الدم خصوصا؛ ألنه يتبيغ ويقوى‬
‫سلطانه فيه‪ .‬ويجب أن يختار ةن هذا الفصل ةنتصفه‪ ،‬وذلك عند بلوغ الشمس‬
‫النصف ةن آخر الثور‪ .‬وأةا ةن جهة ساعات الليل والنهار فعند انقضاء ثالث‬
‫ساعات ةن أول النهار؛ ألن سلطان الدم يقوى في هذا الربع ةن أرباع النهار‪ ،‬وهو‬
‫نظير فصل الربيع إذا جزئت السنة بالفصول األربعة‪ ،‬وجزئ النهار باألقسام‬
‫األربعة‪ ،‬فالذي يقوى سلطانه في هذه الثالث ساعات التي هي الربع األول ةن أرباع‬
‫النهار‪ ،‬كما يقوى في الربيع الذي هو الربع األول ةن أرباع السنة‪.‬‬

‫واألةر في تدبير إخراج الدم أن يمتثل فيه ةا ذكرناه في باب االستفراغ باألدوية‬
‫املسهلة ةن أن يجعل االستفراغ ةرتين في السنة‪ ،‬ةن فصلي الربيع والخريف‪،‬‬
‫ليكون ذلك أخف على القوة الغريزية إال أن يضطر حال إلى غير ذلك‪ ،‬فإن‬
‫اإلنحاء على القوة الغريزية بإخراج الدم الكثير دفعة واحدة ةما يؤدي إلى ضعفها‬
‫وتوهينها‪ ،‬وإذا جزئ ذلك عليها كانت أحمل له‪.‬‬

‫الحاالت توجب استعمال الفصد في أي وقت‬


‫يقول قسطا بن لوقا‪ :‬يجب أن يستعمل الفصد وإن لم يكن الزةان أول الربيع‪،‬‬
‫ولم ت ظهر دالئل أحد صنفي الكثرة إذا حدث في البدن ورم‪ ،‬إةا بسبب ضعف‬
‫األعضاء‪ ،‬فإن الورم قد يحدث ةن هذه األسباب جميعا وإن لم يكن في البدن‬
‫اةتالء‪ ،‬وذلك أن الضربة والصدةة والسقطة قد تحدث في األعضاء ضعفا‬
‫فتنصب املواد بهذا السبب إلى ذلك العضو وإن لم يكن البدن ةمتلئا‪ ،‬فالعضو‬
‫أيضا إذا ألم اجتذب إليه الدم‪ ،‬وإن ضعف أيضا عضو ةن أعضاء البدن ةن‬
‫غير أن يناله صدةة أو ضربه أو سقطة حدث له ورم حار وإن لم يكن البدن‬
‫ةمتلئا‪ ،‬وذلك أن كل عضو تنصب إليه ةادة ال يحتاج إليها فهي عنده غريبة إةا‬
‫ةن جهة كيفيتها‪ ،‬وأةا ةن جهة كميتها‪ ،‬وأةا ةن الجهتين جميعا‪.‬‬
‫‪130‬‬
‫فالعضو القابل للمادة وإن لم يتأذ بكمية الخلط الذي انصب إليه بسبب كيفيته‬
‫قد يتأذى به‪ ،‬ويروم استفراغه بالعروق التي فيه التي هي بمنزلة امليازيب فيدفعه‬
‫أوال إلى أقرب األعضاء إليه فيصير إلى عضو ثاني‪ ،‬فإذا حصل الفضل في ذلك‬
‫العضو فال ةحالة إةا أن ينضجه‪ ،‬فإذا أنضج تحلل وانفش عنه ولم ينصب إلى‬
‫عضو آخر ثالث وإةا أن ال يقدر املأخذ فيدفعه إلى أقرب األعضاء إليه فيصير‬
‫إلى عضو ثالث فيدفعه ذلك الثالث إلى آخر رابع‪ ،‬وال يزال كل واحد ةن األعضاء‬
‫يفعل به ةثل ذلك إلى أن يصير الفضل إلى عضو ضعيف ال يمكنه دفعه عنه‬
‫فيقع فيه ورم ويعظم‪ ،‬فعند هذه الحال ينبغي أن يستعمل الفصد وإن كانت‬
‫دالئل الكثرة غير ظاهرة في البدن وكذلك ةن عرض له اختناق أو ورم في الرئة ‪،‬‬
‫أو الشوصة أو ورم الكبد أو رةد شديد‪.‬‬

‫وبالجملة كل ةن ةرض ةرضا عظيما فإنه قد يضطر إلى فصد العروق‪ ،‬وكذلك‬
‫ةن كان به رعاف شديد‪ ،‬وكان يخرج الدم بسعي وشدة‪.‬‬

‫أنسب األوقات التي ينبغي أن تقصد لفصد املحمومين‬


‫يقول قسطا بن لوقا‪ :‬إذا أردت أن تفصد ةحموةا فينبغي أن تنظر الوقت الذي‬
‫تنحط فيه نوبة الحمى فتفصد فيه‪ ،‬وقد يغلط كثيرا ةن األطباء فيظنون أن وقت‬
‫الفصد في الناس جميعا ينبغي أن يكون في أول النهار‪ ،‬أو في أول ساعة ةن النهار‬
‫إلى الساعة الخاةسة والسادسة‪ ،‬وخطؤهم في ذلك بين ةما تقدم ةن القول‪ ،‬لكن‬
‫ينبغي أن يفصد في أي وقت كان سكون نوبة الحمى ليال كان أو نهارا‪.‬‬

‫‪131‬‬
‫أنسب األوقات التي ينبغي أن تقصد لفصد من به ورم‬
‫أو وجع آخر‪.‬‬
‫يقول قسطا بن لوقا‪ :‬ةن كان به ورم أو رةد أو غير ذلك ةن األةراض املؤملة ةن‬
‫غير حمي فينبغي أال ينتظر لفصده وقتا ةحدودا‪ ،‬لكن يبادر بالفصد عند شدة‬
‫الوجع وعظم الورم أي وقت كان ذلك‪ ،‬وبالجملة إذا كانت العلة عظيمة ةتزايدة‬
‫فليس ينبغي أن يؤخر الفصد إلى وقت ةحدود إذا لم يكن حمي‪ ،‬بل ينبغي أن‬
‫يبادر به في أي وقت تهيأ‪.‬‬

‫ويقول الزهراوي‪ :‬وأةا الفصد الذي يستعمل في األةراض‪ ،‬فليس له وقت‬


‫ةحدود‪ ،‬لكن ةتى دعت الحاجة والضرورة إليه في ليل أو نهار‪ ،‬وفي كل ساعة وفي‬
‫كل زةان‪.‬‬

‫‪132‬‬
‫الباب السادس عشر‪ :‬في العالج باألدوية املسهلة والفصد‬
‫يقول ابن األكفاني‪ :‬في فضل الفصد على غيره ةن العالج‪ ،‬اعلم أن الفصد سريع‬
‫النفع يخلص ةن آفات عظيمة على املكان املأةون العائلة‪ ،‬ال تنفعل عنه األرواح‬
‫كما تنفعل عن الكيفيات باألدوية املسهلة وإخراج ةا يراد إخراجه بالفصد إلى‬
‫الطبيب إن شاء استرسل فيه‪ ،‬وإن شاء قطعه وإن شاء أعاده بخالف الدواء‬
‫املسهل‪ ،‬ثم ال يقع ةعه ةغص وال أرب‪ ،‬وال يعقبه سحج كما في أكثر األدوية‪،‬‬
‫ويستعمل لحفظ الصحة وعالج كثير ةن األةراض‪ ،‬وةؤنته يسيرة وسهل الوجود‬
‫وال يتحاش ى ةن فعله‪ ،‬وال يستدعي زةانا يشغل عن ةهم أ‪.‬هـ‪.‬‬

‫ويقول قسطا بن لوقا‪ :‬الفرق بين الدواء املسهل والفصد هو أن الدواء املسهل‬
‫إذا شربه الشارب له وصار إلى بطنه‪ ،‬فقد صار إلى حال ال يمكن ردها وال إبطالها‬
‫وال النقصان ةنها‪ ،‬فأةا الفصد فإن األةر يجري فيه ضد هذا املجري؛ وذلك أنك‬
‫تقدر أن تخرج ةن الدم كما شئت ثم تقطعه وتعيد إخراجه في أي وقت أحببت‪،‬‬
‫وذلك ال يتهيأ في الدواء املسهل وال في غيره ةن األدوية‪.‬‬

‫ويقول البلخي‪ :‬إذا اتخذ التدبير في باب االستفراغ بأن يكون الفصد وأخذ الدواء‬
‫املسهل ةعا فاألصلح األصوب أن يقدم الفصد على أخذ الدواء‪ ،‬ليكون اإلقدام‬
‫عليه في وقت استحكام قوة البدن‪ ،‬وألن األخالط األخر ةتشبثة بالدم‪ ،‬فربما أغنى‬
‫إخراجه بخروج ةا يخرج ةعه ةن تلك األخالط عن التعالج بغيره‪ ،‬فإن وجد ةغنيا‬
‫عن ذلك وإال نظر إلى ةا يغلب على البدن ةنها بعد إخراجه‪ ،‬فيستخرج ةنه‬
‫بالدواء الذي هو خاص ةستصلح له‪.‬‬

‫‪133‬‬
‫فأةا إذا قدم أخذ الدواء فإن قوة البدن تضعف وترق بأخذ الدواء‪ ،‬وإذا حمل‬
‫عليها بعد ذلك بالفصد وإخراج الدم كان خليقا الستيالء الضعف عليه‪ ،‬فلذلك‬
‫يجب تقديم الفصد‪.‬‬

‫ويجب أن يعقب الفصد بتناول األغذية الجيدة الغذاء والتنمية للبدن‪ ،‬ةن ةاء‬
‫اللحم‪ ،‬وصفرة البيض‪ ،‬والشراب الجيد بالقدر املعتدل ةنه‪ ،‬ليزيد ذلك في قوة‬
‫البدن‪ ،‬ويمتنع ةن تناول األغذية التي تورث السدد‪ ،‬وتولد الغذاء الرديء‪ ،‬ةن‬
‫نحو البقول والفواكه وةا أشبهها‪.‬‬

‫‪134‬‬
‫الباب السابع عشر‪ :‬جذب املواد ونقلها ةن ةواضعها بالفصد‬
‫يقول ابن رَّبن الطبري في فردوس الحكمة‪ :‬ينبغي ان يكون الفصد قبل استحكام‬
‫العلة وان ينقل الدم ةن العضو السقيم إلى العضو الذي يقابله وةن فوق إلى‬
‫أسفل‪ ،‬وال ينقل إلى األعضاء الرئيسة‪ ،‬فإذا استحكم الداء لم يعمل في نقل الداء‬
‫عن العضو لكن يفصد العرق ةن العضو السقيم نفسه ألنه إذا استحكم فيه‬
‫الفساد لم يمكن نقله عن ةوضعه إلى غيره‪.‬‬

‫وذلك يكون بشيئين‪ :‬أحدهما بفتح العروق ةن ضد الجهة التي ةال إليها الفضل‬
‫الذي يحتاج إلى استفراغه‪ ،‬واآلخر بإخراج الدم ةنه في دفعات كثيرة فإن تجنب‬
‫الزيادة في عدد الدفعات التي يستفرغ فيها الدم يكون جذب الفضل ةن العضو‬
‫الذي قد نجح فيه‪.‬‬

‫ً‬ ‫ً‬
‫ويقول قسطا بن لوقا‪ :‬وةن كانت به علة الصرع أو يجد في رأسه دوارا أو سدرا‬
‫فينبغي أن يكون فصده ةن الرجل لتنجذب املادة على املحاذاة‪.‬‬

‫وينبغي أن يجري األةر في فصد ةن يجري ةنه الدم ةن أفواه العروق التي في‬
‫املقعدة بسبب الدم‪ ،‬وكان قصدك بذلك قطع الدم فافصد العرق الذي في‬
‫اليدين‪ ،‬وةتي كان قصدك إدرار الدم فاجعل الفصد ةن العرق الذي في الرجلين‪.‬‬

‫واألورام التي في األرحام ينتفع فيها كثيرا بفصد العرق ةن الرجل‪ ،‬واالنتفاع بفصد‬
‫هذا العرق في أوجاع األرحام أكثر ةنه في أوجاع الكلى‪ ،‬وذلك أن فصد العرق ةن‬
‫ةأبض اليد في علل الرحم يحدث آفة رديئة وهو أن يحبس الطمث بجذبه الدم‬
‫إلى ضد الجهة التي يحتاج أن يخرج ةنها أعني نحو أعالي البدن‪.‬‬

‫‪135‬‬
‫وينبغي أن يجري األةر في فصد النساء اللواتي يعانين علل الطمث بأن يكون إدرار‬
‫الطمث بفصد العرق ةن الرجل لتنجذب املادة إلى أسفل البدن‪ ،‬وإذا أفرط‬
‫الطمث احتيج إلى قطعه فينبغي أن يكون الفصد ةن أعلى البدن لتنجذب املادة‬
‫إلى فوق‪.‬‬

‫ويقول ابن رَّبن الطبري‪ :‬وةن عالةات علل الحلق واللهاة واللوزتين‪ ،‬فعالةة ةا‬
‫كان ةنها ةن الدم اةتالء العروق وشدة ضربانها وحمرة الوجه‪ ،‬وعالجه إن كان‬
‫الدم غالبا على البدن كله فصد األكحل والقيفال وجذب الدم إلى عضو آخر‪،‬‬
‫وعالةة الصفراء شدة الكرب والحر وينفعه الفصد ألنه يخرج الدم املحترق‪،‬‬
‫وعالةة ةا كان ةن البلغم ورم واسترخاء في اللسان وةلوحة الفم وكثرة الريق‪ ،‬وأةا‬
‫السوداء فقل ةا يحدث هذا الداء ةنها‪.‬‬

‫يقول ابن سينا في االرجوزة ‪:‬‬


‫و كل ةــا تفـ ــرغه ةن ح ـ ـ ـ ـ ــادث *** فاجذبه إةا ةـن ةكان باعـث‬
‫أو فاجتذب ةن سائر األعضاء *** على خ ـ ــالف أو على السواء‬
‫و ربم ـ ـ ـ ــا ج ــذبت ة ـ ـ ــن أعض ــاء *** ملـ ــا يشـ ـ ـ ــارك ب ـ ـ ـ ــذاك ال ـ ـ ـداء‬
‫كوضعنـ ـ ــا ةـحجمـ ـ ـ ـة الحجــام *** في الثدي إلةساك دم األرحام‬

‫يريد وكل دم تستفرغه ةن قبل حادث حدث في عضو ةن أعضاء البدن فاجعل‬
‫استفراغك إياه ةن أقرب املواضع إليه‪ ،‬إذا أردت االستفراغ ‪ ،‬وإن أردت تحريك‬
‫الدم إلى خالف العضو الذي ينصب إليه دون استفراغ فاجعل الجذب في الجهة‬
‫املقابلة لجهة العضو الذي تستفرغه‪ ،‬أو بحذاء ةوضع األلم ةن خارج‪ ،‬أو في‬
‫العضو املشارك لذلك العضو املريض‪ ،‬وبخاصة إذا كان ذلك العضو في الجهة‬
‫املضادة للعضو العليل‪ ،‬ةثل ةا يصنع األطباء إذا أفرط سيالن دم الطمث ةن‬

‫‪136‬‬
‫وضعهم املحاجم على الثدي‪ ،‬ألن الثدي يشارك األرحام بسبيل واصلة بينهما‪ ،‬و‬
‫هي في ضد جهة األرحام ‪ ،‬و كذلك يفعل في الرعاف‪ ،‬فإنهم يضعون املحاجم إذا‬
‫كان الرعاف ةن املنخر األيمن على الكبد‪ ،‬و إن كان ةن األيسر على الطحال‪،‬‬
‫وربما جمع الطبيب االستفراغ والجذب إلى ضد الجهة إذا كان املرض في التكوين‪،‬‬
‫ةثال ذلك أن ذات الجنب إذا كانت في االبتداء‪ ،‬و كان الجسم ةمتلئا فإن الفصد‬
‫في الجانب املخالف يجمع أةرين االستفراغ و الجذب إلى خالف‪ ،‬و أةا إذا انقطع‬
‫االنصباب فلو أةكننا أن نفصد ةوضع الورم نفسه لم نقصر‪.‬‬

‫معني استفراغ الدم على املحاذاة‬


‫يقول قسطا بن لوقا‪ :‬املحاذاة أي على خط ةستقيم وإذا استفرغ الدم على غير‬
‫هذه الجهة ال ينتفع به بل ربما ضر الستقاةة القوة ةن غير أن يخفف ةن العلة‪،‬‬
‫ان الرعاف ةن املنخر األيمن لم ينتفع به قط في علل الطحال وورةه‪ ،‬وال الرعاف‬
‫ةن املنخر األيسر قط في علل الكبد لكن ينتفع بالرعاف ةن أخر األيسر في علل‬
‫الطحال وةن املنخر األيمن في علل الكبد‪ ،‬وهذا ةعني خروج الدم على املحاذاة‪.‬‬

‫جذب املواد إلى ضد الجهة التي يميل إليها‬


‫يقول قسطا بن لوقا في رسالته ‪ :‬الفصد ةتى كان على خط ةستقيم ةوازي‬
‫للعضو العليل نفع ةنفعة سريعة وةتى كان بخالف ذلك لم ينتفع به‪ ،‬فإن‬
‫الرعاف وهو انصباب الدم إلى أعالي البدن قد ينفع إذا جذب الدم إلى أسفل‬
‫البدن بمحجمة توضع على ةراق البطن‪ ،‬ولكن ينبغي أن يكون وضع املحجمة على‬
‫الجانب األيمن إذا كان الرعاف ةن املنخر األيمن‪ ،‬وتوضع املحجمة على الجانب‬
‫األيسر‪ ،‬إذا كان الرعاف ةن املنخر األيسر‪ ،‬وإذا أردت جذب الدم بالفصد‬
‫فينبغي أن يقصد به ةحاذاة العضو العليل‪ ،‬فإنك ةتى استعملت ذلك سبب‬

‫‪137‬‬
‫ةنفعة بسرعة‪ ،‬وإن جرى األةر على خالف ذلك لم ينتفع به‪ ،‬فإن فصد العرق‬
‫الذي ةن الخنصر والبنصر إذا كان ةن اليد اليسرى نفع ةن أوجاع الكبد وكذلك‬
‫يجري األةر في فصد الباسليق ةن اليد اليسرى واليمني وكذلك فصد العروق‬
‫فيمن به الشوصة ينبغي أن يكون ةن الجانب الذي فيه الورم‪ ،‬إن لم يكن ذلك‬
‫في الجانب وكان ةن الجانب اآلخر كان االنتفاع به خفيا ولم يظهر إال بعد ةدة‬
‫طويلة‪ ،‬وكذلك أيضا أوجاع العين الشديدة ينبغيان يجري الفصد فيها على هذا‬
‫املجرى أعني‪ :‬أن يفصد فيها العروق القيفال ةن اليد املحاذية للعين العليلة فإن‬
‫الوجع عند فصده يسكن ةن ساعته في اكثر األةر‪ ،‬والدم الذي يفصد بإخراجه‬
‫جذب املادة ينبغي أن يكون إخراجه في دفعات بعضها في يوم الفصد والبعض في‬
‫اليوم الثاني‪.‬‬

‫يقول ابن سينا‪ :‬وقد يفصد العرق ملنع نزف الدم ةن الرعاف أو الرحم أو املقعدة‬
‫أو الصدر أو بعض الخراجات بأن يجذب الدم إلى خالف تلك الجهة‪.‬‬

‫أقسام الفصد مصرف ومحول‬


‫يقول البقلي في روضة النجاح الكبرى‪ :‬قسم القدةاء ةن األطباء كأبقراط وغيره‬
‫الفصد الى ةصرف وةحول وذلك بحسب كونه يفعل قريبا ةن العضو املريض أو‬
‫بعيدا عنه ةثال ذلك فصد احد األوردة التي تحت اللسان في التهاب اللسان أو‬
‫اللوزتين يكون ةصرفا وفصد الوريد الصافن في التهابهما يكون ةحوال وقال‬
‫الطبيب "ولسلوا" أن فصد القدم بالنسبة للمخ ةحول وبالنسبة لألجزاء السفلى‬
‫ةصرف وليس تصريفه بالنسبة لهذه األجزاء إال ألنه يجذب فيها الدم الشرياني‬
‫وهذا الجذب هو سبب إدرار الحيض عقب ذلك الفصد فينتج ةن كالم الطبيب‬
‫املذكور إن الفصد الواحد يكون ةصرفا بالنسبة الى بعض األعضاء وةحوال‬
‫بالنسبة للبعض اآلخر ‪ ،‬وهو قول ةقبول واملشاهدات تؤيده ألنه اذا ربطت‬
‫‪138‬‬
‫الذراع أو الساق فان الدورة الوريدية تعاق بذلك الربط حتى تنتفخ األوردة ةن‬
‫أسفله ‪ ،‬وحينئذ اذا غمر العضو املربوط في ةاء حار فان االنتفاخ يزداد وهذا‬
‫االزدياد إنما هو ةن زيادة توارد الدم واستمراره وال يكون ذلك إال ةن سرعة‬
‫جريان الدم في شرايين العضو املفصود احد أوردته ‪.‬‬

‫وقد تكون نتائج الفصد ةتقارنة اعنى أنها تكون ةصرفة بالنسبة لألعضاء التي هي‬
‫ةنشأ الوريد املفتوح وتكون ةحولة بالنسبة لألعضاء البعيدة املتعلقة بها شجرة‬
‫وريدية ةقابله للشجرة التي قد فتح احد فروعها املستطرقة ‪ ،‬وقد تكون النتائج‬
‫ةصرفة الدم الشرياني في األعضاء املتوزع فيها شرايين ةتصلة بالوريد املفتوح ‪،‬‬
‫وهذه النتيجة األخيرة تساعد زيادة التمويل بمنع وارد الدم في األعضاء البعيدة‬
‫باملقدار الوارد اليها في العادة ‪ ،‬فعلى ةوجب ذلك ال ينبغي فصد وريد ةتعلق‬
‫بالوريد األجوف السفلي ةتى كان ةع العليل التهاب رحمي أو كبدي أو كلوي خوفا‬
‫ةن وارد الدم الشرياني في تلك األعضاء بسبب هروع الدم املذكور ‪ ،‬بل األنسب‬
‫حينئذ فصد الذراع اعني فتح احد األوردة املستطرقة بالوريد األجوف العلوي‪،‬‬
‫كما أن األنسب في عالج التهاب األعضاء املخية فصد الوريد الصافن وفي التهاب‬
‫أعضاء الصدر فصد الذراع أو القدم النهما في ذلك على حد سواء لكون األعضاء‬
‫املذكورة ال تعلق لها بالعروق املفصود ةنها عادة لكن األحسن فصد الذراع‬
‫لسهولته وفي هذه الحالة يكون الفصد ةفرغا ال غير ‪.‬‬

‫‪139‬‬
‫معرفة الجهة التي يجب الفصد منها‬
‫اختلفت آراء األطباء في النسبة للتحويل والتصريف واختالفهم هذا كان سببا في‬
‫اختالف الجهة التي يفصد ةنها النهم كانوا يظنون أن الفصد ةن الجهة املريضة‬
‫ةصرف وةن الجهة السليمة ةحول وةنهم أبقراط ‪ ،‬واختار جالينوس الفصد ةن‬
‫الجهة املريضة واستحسن أطباء العرب الفصد ةن الجهة السليمة واعتادوا على‬
‫ذلك حتى انهم اآلن اذا اةر الطبيب فصد إنسان في ةصر يسأل ةن أي جانب‬
‫ولكن بمقتض ى ةا عرف ةن علم التشريح أن الفصد ةن الجبهة السليمة‬
‫واملريضة على حد سواء الن أوردة جانبي النصف العلوى ترد على الوريد األجوف‬
‫العلوي وتنفتح فيه ‪ ،‬وأوردة جانبي النصف السفلي ترد إلى الوريد األجوف السفلي‬
‫وتنفتح فيه وكل ةنهما ينفتح في القلب‪.‬‬

‫وهذا الحكم ةطرد في جميع أةراض الجسم إال أةراض املخ فان األنفع فيها فصد‬
‫الوريد الوداجي أو الشريان الصدغي الجهة املريضة‪ ،‬وكذا الرةد والم البيورافان‬
‫األنفع فيهما الفصد املوضعي ةن الجهة املريضة إةا بواسطة فتح وريد تلك الجهة‬
‫أو بإرسال العلق أو الحجاةة الرطبة‪.‬‬

‫‪140‬‬
‫باب الثاةن عشر‪ :‬في العلل التي تقوم الحجاةة تقوم ةقام الفصد‬
‫يقول البلخي في ةصالح األبدان واألنفس وكذلك الحجاةة‪ ،‬فإنه قد يخرج بها‬
‫الدم ةن ةواضع كثيرة ةن الجسد‪ ،‬وأعمها وأكثرها في االستعمال الحجاةة على‬
‫األخدعين؛ ألنها تجذب ةن جميع النواحي التي تليها ةن أعالي البدن وأسفله‪.‬‬
‫وأفواها جذبا الحجاةة على الساقين؛ ألنها تجذب ةن أعلى البدن جذبا قويا‪.‬‬
‫والحجاةة على الكاهل ةتوسطة بين النوعين اآلخرين اللذين هما الحجاةة على‬
‫األخدعين والحجاةة على الساقين‪.‬‬

‫وهذه املواضع الثالثة هي املواضع املشهورة للحجاةة‪ ،‬وهي املقسمة أعلى الجسد‬
‫وأوسطه وأسفله‪ ،‬وهي نظائر لفصد العروق الثالثة املذكورة التي هي فصد‬
‫الباسليق واألكحل والقيفال في الشهرة وكثرة االستعمال‪ ،‬وسوى هذه املواضع‬
‫املسماة الثالثة ةواضع كثيرة ةن الجسد للحجاةة‪ ،‬وكذلك سوى العروق الثالثة‬
‫املذكورة ةن الفصد عروق أخر قد اختير كل واحد ةنها لعلة ةعروفة سمي لها‬
‫أ‪.‬هـ‪.‬‬

‫وفي فردوس الحكمة‪ :‬حجاةة النقرة تقوم ةقام فصد القيفال والحجاةة في‬
‫األخدعين تقوم ةقام الباسليق ألنهما يجذبان الدم ةن الصدر والرية والحجاةة‬
‫على الكاهل تقوم ةقام األكحل والحجاةة فوق الحجب تقوم ةقام فصد‬
‫الصافن‪ ،‬الحجاةة على الجنب تنفع ةن ضلع ينكسر ألنها تجذب الضلع‬
‫وتخرجها‪ ،‬والحجاةة على السرة بالنار ةن غير شرط تنفع ةن الريح الغليظة التي‬
‫تحتبس في السرة " والحجاةة على املقعدة تنفع ةن ناسورها‪.‬‬

‫وفي امللكي‪ :‬ينبغي أن يستعمل الفصد على األكثر إذا كان الفضل الدةوي في قعر‬
‫البدن‪ ،‬وأةا إذا كان ةما يلي الجلد فاستفرغه بالحجاةة وان كان الفضل ةما يلي‬

‫‪141‬‬
‫الجلد وقعر البدن فاستفرغه بمص العلق‪ ،‬والفصد أقوى استفراغا ةن‬
‫الحجاةة‪ ،‬والعلق أقوى ةن الحجاةة وأضعف ةن الفصد فاعلم هذا‪ .‬فهذا ةا‬
‫أردنا أن نبينه ةن فصد العروق غير الضوارب وةنافعها‪.‬‬

‫وفي رسالة قسطا بن لوقا‪ :‬الحجاةة على الكعبين قد تستفرغ ةن أبدان النساء‬
‫الالتي قد احتبس عنهن دم الطمث استفراغا قريبا ةن استفراغ الفصد‪ ،‬وكذلك‬
‫الذين قد جرت عادتهم أن تنقي أبدانهم بالدم الذي يجري ةن العروق التي تنفجر‬
‫في املقعدة وقد يفصده‪ ،‬وال العروق ةن باطن الركبة وةن القدةين فينتفعون‬
‫بذلك ةنفعة عظيمة‪.‬‬

‫وةن كان ةن النساء لونها أبيض؛ فالذي يجتمع في بدنها ةن الدم دم رقيق‬
‫وانتفاعها يكون بالحجاةة على الكعبين عند انقطاع طمثها‪ ،‬وةن كان ةن النساء‬
‫لونها ةائل إلى األدةة الدم املجتمع في بدنها غليظ سوداوي‪.‬‬

‫وينبغي أن يكون استفراغها بالفصد وخاصة إن كانت عروقها واسعة‪ ،‬والعروق‬


‫ً‬
‫توجد بهذه الحالة على األكثر فيمن كان بدنها قضيفا ولونها ةائل إلى األدةة‪ ،‬وأةا‬
‫ةن كان سحنة بدنها ةمتلئة وكان لونها ةائل إلى السواد فعروقها تكون صغارا‬
‫ضيقة وحجاةة الكعبين أولي ألن تستعمل فيها؛ ألن العروق التي في الرجل تكون‬
‫صغارا ضيقة ال يخرج ةنها ةا يحتاج إلى إخراجه ةن الدم وإن أحكم في شقها كل‬
‫اإلحكام أ‪.‬هـ‪.‬‬

‫‪142‬‬
‫الباب التاسع عشر‪ :‬ةا ينبغي على املفصود فعله قبل وبعد الفصد‬
‫يقول الزهراوي‪ :‬فإذا أزةع (عزم) أحد على الفصد ألي وجه كان‪ ،‬فينبغي أن ينقي‬
‫أةعاءه قبل الفصد بحقنة لينة‪ ،‬إن كان فيها زبل كثير ةحتبس لئال تجذب العروق‬
‫ً‬
‫عند الفصد ةن املعي فضوال عفنة تضر باألعضاء الرئيسة‪ ،‬وال يفصد املتخوم‪،‬‬
‫ً‬
‫وال السكران وال الثمل حتى يزول ذلك عنهم‪ ،‬وليحذر الفصد أيضا بعقب الهيضة‬
‫" اإلسهال "‪ ،‬والقيء‪ ،‬والخلفة‪ ،‬واإلكثار ةن الجماع‪ ،‬والتعب‪ ،‬والرياضة‪،‬‬
‫والسهر‪ ،‬والصوم‪ ،‬وكل ةا يحل القوة ةن أةر جسماني أو نفساني‪ ،‬ثم ينظر في‬
‫ً‬
‫ترقيق األخالط قبل ذلك‪ ،‬إن كان الدم غليظا‪ ،‬باألطعمة واألشربة واألدوية إن‬
‫أةكنه ذلك‪ ،‬ثم يدخل الحمام إن لم يمنعه ةانع ‪ ،‬أو يرتاض بعض الرياضة لكي‬
‫يرق الدم‪ ،‬ويجعل فصده في صدر النهار‪ ،‬كما قلنا‪ ،‬ويروم أن يخلى صدره ذلك‬
‫كالهم والغضب والخوف‪ ،‬وةن‬ ‫ّ‬ ‫النهار ةن جميع العوارض النفسانية الردية؛‬
‫جميع العوارض الجسمانية؛ كالتعب والنصب املفرطين‪ ،‬والجماع ونحو ذلك ‪.‬‬

‫ويقول البلخي‪ُ :‬يتجنب الفصد بحال الخوى واالةتالء والخمار وعقب تناول ٍ‬
‫دواء‬
‫قريب وعقب جماع وفي حال تمكن الغضب أو الحزن‪.‬‬

‫ويقول أبو الحسن الطبري‪ :‬وال يفصد ةن جاةع‪ ،‬وال يجاةع املفتصد حتى يمض ي‬
‫بينه وبين الفصد سبعون ساعة‪ ،‬ويجتنب األطعمة الرديئة قبل الفصد وبعده‪،‬‬
‫ويحذر بعقب الفصد سوء االستمراء والتخم‪ ،‬فإن ذلك فيه خطر شديد‪ ،‬وأحمد‬
‫األطعمة للمفصود الزيرباج بلحم الحمل والفروج والدجاج‪.‬‬

‫وإن كان ةن الذين يغش ى عليه بعقب الفصد قدةت له الفواكه والطيب املوافق‬
‫إليه قبل الفصد‪ ،‬ويدلك بيديه ويشم الروائح الطيبة ويؤةر باستعمال ةاء الورد‪.‬‬

‫‪143‬‬
‫وةتي ضعف ةن إخراج الدم وخارت قوته‪ ،‬فيجب أن يودعه وينوةه في ةوضع‬
‫ريح‪ ،‬ويطيب املوضع بالشاهسفرم والصندل وةاء الورد‪.‬‬

‫ويقول ابن التلميذ‪ :‬اةنع ةن النوم بعده‪ ،‬فإنه يحدث فتورا وانحالال وأةر‬
‫املفصود بأن يتدرج إلى املعتاد ةن أغذيته ةبتديا ةن اللطيف‪ ،‬كل ذلك هربا ةن‬
‫َ‬
‫اةتالء العروق بمادة غير ةنهضمة‪ ،‬وينبغي أن يعقب الفصد بتناول األغذية‬
‫الجيدة‪.‬‬

‫ويعمل له املرقة املعروفة باملقوية‪ ،‬وهو أن يدق الدجاج بعد السبط بشحمها‬
‫وعظاةها ةع يسير ةن لحم الجدي‪ ،‬ثم يطبخ ذلك بماء التفاح العطر املر‪ ،‬وةاء‬
‫السفرجل والنعناع‪ ،‬والكزبرة‪ ،‬ويطيب باألفاويه ثم ينزل به عن النار‪ ،‬ويرش عليه‬
‫يسيرا ةن الشراب العطر الطيب الرائحة ويثرد له فيه فيأكل ةن ثردته‪ ،‬ويتحس ى‬
‫ةن ةرقته ويتحر بعد الشبع‪ ،‬ويمنع ةن الجماع البتة إلى أن تثوب إليه قوته‪،‬‬
‫ويحسن لونه‪ ،‬ثم ينبسط في الطعام املحمود‪ ،‬ويتدرج إلى أكل الهرايس‪،‬‬
‫والجوذابات بالحيوانات املحمودة‪ ،‬ويوطأ له املبيت‪.‬‬

‫‪144‬‬
‫الباب العشرون عشر‪ :‬في استدراك خطأ الفاصد‬
‫يقول ابن التلميذ‪ :‬قد يخطئ الفاصد بأن يفرق اتصال العرق املفصود وغيره‪،‬‬
‫ةما ال يحتاج إلى تفريق اتصاله‪ ،‬كعصبة تحت األكحل‪ ،‬أو عضلة تحت قيفال‪،‬‬
‫أو شريان تحت باسليق‪ .‬وأن يفرق اتصال ةا ال يقصد تفرق اتصاله البتة‪ ،‬ةن‬
‫غير أن يفرق اتصال العرق‪ ،‬وهذا ةن شر أنواع الخطأ‪.‬‬

‫كما يصيب الشريان ةثال وال يفتح الباسليق‪ ،‬أو أن يقصر في تفريق االتصال ةن‬
‫العرق نفسه‪ ،‬فضال عن أن يتعداه إلى غيره‪ ،‬كما يفرق اتصال الجلد فقط في‬
‫بعض األوقات وال يصل إلى العرق وهذا ةن أيسر أنواع الخطأ‪.‬‬

‫ويقول‪ :‬فأةا ةن أصاب بسن املبضع عصبا‪ ،‬فيجب أن يمنع ةن التحام الفصد‪،‬‬
‫ويمنع ةن تبريد العضو بالصندل أو عصارة عنب الثعلب ونحوه‪ ،‬بل عليه أن‬
‫يمسح املوضع بدهن ورد ةفتر وعالجه بعالج جراحات العصب‪ ،‬وةن أجل أدويته‬
‫وسخ الكور والزفت الرطب ‪ ،‬وخمير الحنطة أعتق ةا تكون‪ ،‬والقيروطي املتخذ‬
‫بالفربيونو العتيق‪ ،‬والذي يجب أن يعتمد عليه كثير االعتماد وهو وسخ الكور‬
‫فإن جالينوس يحمده في جراحات العصب حمدا كثيرا‪ ،‬على أن املتولي بعالج ذلك‬
‫غير الفاصد‪.‬‬

‫وأةا إن أصاب الشريان وعالةته بروز دم أشقر رقيق يثب وثبا‪ ،‬وتلين ةجسته‪،‬‬
‫فعند ذلك ينبغي أن يلقم الفصد وبر األرنب ةع دواء الكندر ودم األخوين والصبر‬
‫واملر وش ي ةن القلقطار والزاج‪ ،‬ويبرد بماء بارد بكل ةا يمكن‪ ،‬ويربط أعلى املوضع‬
‫رباطا حابسا فإذا انقطع الدم يترك ثالثة ال يحل‪ ،‬وإذا حل فيعاد عليه ةن الدواء‬
‫ويعاد شده‪ ،‬ويضمد على املواضع بالقابض املبردة‪ ،‬ليرقا الدم ويغلظ قواةه‬
‫وتضيق ةسالكه‪.‬‬

‫‪145‬‬
‫فأةا تفريق اتصال الجلد نفسه‪ ،‬فعالجه جمع فم العرق وشده ةن غير وضع ش يء‬
‫البتة عليه فإنه يندةل‪ ،‬والقوانين الكلية في عالج تفرق االتصال هي عالجه‪ ،‬أعني‬
‫جمع ةا تفرق وحفظ ةا قد اجتمع وةنع جسم غريب ةن الولوج ةن أجزاء التفرق‬
‫وإصالح ةزاج العضو‪.‬‬

‫أو يحدث بإيالةه ورداءة آلته ورةا‪ ،‬أو تحركه العضو عند التثنية حركة عنيفة‪،‬‬
‫فأةا الورم الحادث عن شدة ايالم الفصد‪ ،‬فيعالج بالفصد ةن اليد األخرى‪ ،‬ثم‬
‫تعالج األورام الحارة ةن الرادعات أوال‪ ،‬ثم حللها باملحلالت ثم نضف على‬
‫املحلالت أخيرا املرخيات (تصريف املحلالت)‪ .‬فأةا إن افض ى إلى جمع ةدة فليترك‬
‫عالجها املانيون حينئذ‪.‬‬

‫‪146‬‬
‫الباب الحادي والعشرون‪ :‬في عيوب وةصاعب الفصد‬
‫يقول البقلي‪ :‬إن الفصد وان كان كثير االستعمال سهال في الظاهر اال انه قد‬
‫يوجد في عمله أةور كثيرة وعيوب عديدة توجبان تعسره‪ ،‬وربما كان سبب‬
‫العوارض ثقيلة اةا االةور فسبعة‪:‬‬
‫األول‪ :‬ان األوردة قد تكون في بعض األشخاص دقيقة جدا يعسر فصدها لكن‬
‫ان اضطر له يغمس العضو الذي يراد فصده في ةاء حار ةدة طويلة ثم يربط‬
‫ربطا وثيقا ويؤةر العليل بتقليص عضل العضو الذي فيه األوردة ثم يدلك‬
‫سطحه‪.‬‬
‫الثاني‪ :‬يجد ان األوردة سهلة التحرك فربما زاغ الوريد عن سن املبضع حال‬
‫البضع فلذلك يحترس عن الزوغان املذكور بوضع اإلبهام بالعرض على الوريد‬
‫قريبا ةن ةحل البضع وبتقريب الرباط الحلقي ةن املحل ثم يبضع الوريد طوال ال‬
‫عرضا‪.‬‬
‫والثالث‪ :‬قد يعسر فصد الوريد إذا كان ةوجودا في جزئه الواضح إثر التحام‬
‫قديم ألنه ينشأ ةن إثر االلتحام املذكور ضيق الوريد بحيث إذا فصد ال يخرج‬
‫ةنه الدم اال كالخيط الرفيع وةتى كان كذلك واضطر للفصد ينبغي أن يفتح‬
‫الوريد ةن أسفل االثر املذكور أو يفصد ةن وريد آخر إن أةكن‪.‬‬
‫والرابع‪ :‬قد يكون الوريد ةوضوعا على شريان فيكون الشريان حينئذ ةعرضا‬
‫لسن املبضع وتعرف املجاورة بينهما بالنبضات الن النبضات تدرك بالنظر‬
‫وباللمس اكثر فاذا أريد الفصد ولم يكن بينهما التصاق يبعد الشريان عن الوريد‬
‫بتحريك العضو وتغيير وضعه فيبعد الشريان عن الوريد‪.‬‬
‫ويلزم حال الفصد غرز غرزا أفقيا ثم توسع الفتحة ةن الباطن الى الظاهر برفع‬
‫القبضة كما يفعل في شق الجلد بتلك الكيفية لكن في إثناء البضع يلزم الضغط‬
‫على الشريان ةن اعلى لتهبط جدران جزئه السفلي املحاذي الوريد املفصود لكن‬
‫األحسن إن يكون الفصد في وريد ال يجاوره شريان أو يفصد باملبضع الذي اخترعه‬

‫‪147‬‬
‫الطبيب ةلجن وهو ةبضع شوافاني الشكل احدى حافتيه غير حادة تقرب ةن‬
‫وسط النصل أكثر ةن الحافة االخرى فيغرز املبضع املذكور غرزا افقيا بحيث‬
‫تكون الحافة الغير القاطعة ةن جهة الشريان‬
‫والخامس‪ :‬وقد يعسر الفصد ةن سمن الجسم أو سمن العضو الذي فيه الوريد‬
‫الن الوريد حينئذ يكون غائرا في سمك الشحم الخلوي الكائن تحت الجلد وفي‬
‫هذه الحالة يستدل على األوردة بالخطوط الزرقاء التي تكون ظاهرة على الجلد أو‬
‫يبحث عنها بالجس فإنها تكون كأوتار ةبروةة ةوضوعة في املحال املعهودة لها‬
‫ةتوترة يحس بها ةن سمك النسج الخلوي‪ ،‬وقد تميز عن األوتار الحقيقة وعن‬
‫بقية ةا يشابهها إذا ضغط عليها باإلصبع ألنه يحس بسير الدم في باطنها‬
‫وبانتفاخها به‪.‬‬
‫وقد تعرف أيضا باالهتزازات التي يحس بها تحت اإلصبع إذا وضعت على املحل‬
‫الذي يراد البضع ةنه وفي أثناء ةا يدفع الدم ةن فروع الوريد الى نحو ذلك املحل‬
‫يدلك العضو براحة الكف‪ ،‬ويمكن إحداث االهتزازات بقرع جزء ةن أجزاء الوريد‬
‫الظاهرة البعيدة قرعا خفيفا حاملا تكون أصابع اليد األخرى ةوضوعة على املحل‬
‫الذي يراد الفصد ةنه‪ ،‬وأعظم العالةات املميزة للوريد هو اإلحساس باالهتزازات‬
‫املذكورة‪.‬‬
‫السادس‪ :‬قد يحصل التعسر ةن الحركات الغير اإلرادية التي تقع ةن بعض أهل‬
‫الجبن لخوفه ةن الم البضع وألجل ذلك ينبغي أن يسكن روعه ويالطف ليسهل‬
‫عليه األةر ويطمأن جأشه فان لم يسكن وغلب عليه الخوف يلزم الطبيب ان‬
‫يجعل حركة اليد الفاصدة تابعة لحركاته وذلك يستدعي ةهارة وخفة يد في العمل‬
‫وضبط في حركات اليد واألصابع‪.‬‬
‫السابع‪ :‬قد يحصل التعسر ةن دخول قطعة شحم بين حافتي البضعة فتعيق‬
‫سيالن الدم وةتى حصل ذلك يلزم أن تدفع إلى داخل البضعة بنحو ةيل أو‬

‫‪148‬‬
‫تستأصل بطرف ةقص وفي بعض األحوال يلزم اتساع الفتحة أو فعل فتحة‬
‫أخرى بعيدة عن األولى بمسافة وهذه األةور كلها تأتى ةن جانب املفصود‪.‬‬

‫وقد تكون العيوب من جانب الفاصد في كيفية العمل ولها أسباب‪:‬‬


‫األول‪ :‬أن يكون املبضع قد زاغ عن الوريد لخفائها ولعدم الوصول اليه لحيلولة‬
‫النسج الخلوي لكثرته بين الجلد والوريد أو غلط الجراح في تقدير السمك فغرز‬
‫ةن املبضع جزء أقل ةنه طوال فيكون الوريد باقيا لم يفتح أو لكون الوريد كثير‬
‫الحركة وغفل الجراح عن احتراس تثبيته أو يكون املريض تحرك حال البضع‪،‬‬
‫وهذا العيب يكفي في تداركه ةعرفة أسبابه ويقال له في علم الجراحة الفصد‬
‫األبيض‪.‬‬
‫الثاني‪ :‬قد يفتح الوريد وال يسيل ةنه دم أو يسيل قليال ثم ينقطع‪ ،‬وسبب ذلك‬
‫اةا شدة الربط ألنها تمنع وصول الدم الشرياني الى العضو ةن أسفل الرباط‬
‫وبموجب ذلك أيضا يمتنع تكوين الدم الوريدي أو ةن عدم تحريك العضو‬
‫املفصود وأحيانا يكون ةن اإلغماء ألنه يقطع سريان الدم في العروق برهة فان‬
‫كان ةن الحالة األولى فانه يسيل بعد إرخاء شد الربط وفى الثانية يسيل بعد‬
‫تحريك العضل التي فيها أصول الوريد املبضوع وفي الثالثة بعد زوال اإلغماء‬
‫ورجوع الدورة إلى قواتها األولى‪.‬‬
‫الثالث‪ :‬وقد يكون فم البضعة ضيقا فال يخرج ةنه إال خيطا دقيق‪ ،‬يدق تدريجا‬
‫حتى ينقطع وذلك بسبب انعقاد الدم عليه وهذا العيب ناش ئ ةن ضيق عرض‬
‫املبضع أو ةن ترك حركة ارتفاع الاللة والقبضة لتوسيع البضعة بعد البضع‬
‫وهذا العيب يمكن تداركه بمعرفة أسبابه أيضا لكن إن حصل وكانت الفتحة غير‬
‫كافية إلخراج ةقدار وافر ةن الدم بسبب ضيقها يلزم إدخال املبضع ثانيا‬
‫وتوسيعها به برفع سنه‪.‬‬

‫‪149‬‬
‫الرابع‪ :‬يجب عدم املوازاة بين فتحة الوريد وفتحة الجلد فيلزم ةن ذلك ان يمر‬
‫الدم في طريق ةتعرجة بسبب عدم تقابل فتحة الوريد فتحة الجلد وسبب ذلك‬
‫اةا عدم استواء شد الجلد حول الوريد أو ةن وضع العضو بعد البضع وضعا‬
‫ةخالفا ملا كان عليه حال البضع وةتى حصل ذلك ينبغي للجراح أن يبحث عن‬
‫السبب فان كان ةن تغير وضع العضو يجب أن يرده إلى وضعه األول وان كان ةن‬
‫عدم استواء شد الجلد يلزم جذبه ةن كل جهة حتى تتقابل الفتحتان‪.‬‬

‫ويذكر ابن األكفاني‪ :‬إن الطولي بطيء االلتحام ويصلح للعروق الدقيقة‪،‬‬
‫والعرض ي سريع االلتحام‪ ،‬ويكره للدقيقة خوف بترها‪ ،‬واملورب أوفق وأعدل‪.‬‬

‫وذكر البقلي في كتاب روضة النجاح الكبرى في العمليات الجراحية الصغرى‬


‫بعض عوارض الفصد وتداركها‪:‬‬
‫االول‪ :‬األلم املستمر بعد الفصد ال الم شق الجلد حال البضع ألنه وان كان يؤلم‬
‫أحيانا إال انه وقتي ينقطع بتمام الفصد وهذا األلم يكون في الغالب صادرا ةن‬
‫إصابة بعض الفريعات العصبية املحيطة باألوردة وال ينبغي أن يظن انه ناش ئ ةن‬
‫وخز وترا وسمحاق ألنه غلط فاحش ظنه املتقدةون لكن ليس لهم عذرا في ذلك‬
‫لعدم إتقانهم فن التشريح وألنهم كانوا يظنون أن كل ابيض عصب‪.‬‬
‫وإذا حصل األلم املذكور ينبغي أن يتدارك براحة العضو وباالبزن املوضعي أو‬
‫العام وبالوضعيات املرخية أو امللطفة أو املخدرة فان دام األلم ولم تنفع‬
‫الوسائط املذكورة يلزم توسيع البضعة وقطع العصب املخدوش الن األلم‬
‫املذكور ال يحصل إال إذا قطع العصب قطعا غير كاةل كما هو ةجرب ةشاهد‪.‬‬

‫الثاني‪ :‬اإلغماء وهو عارض كثير الحصول إةا ةن رؤية املبضع وةن الم البضعة‬
‫أو ةن رؤية الدم ورائحته أو ةن استفراغ ةقدار غزير ةنه فان علم الجراح أن‬

‫‪150‬‬
‫عادة املريض األولى ينبغي أن يهدى روعه ويلهيه بأةر آخر ويخفي عنه‪ ،‬ةا يسبب‬
‫له اإلغماء‪.‬‬

‫وأةا اإلغماء الذي يحصل في األحوال األخرى فيعسر تداركه في الغالب وان كان‬
‫قد يتدارك بالفات راس املريض إلى جهة غير جهة الفصد وإبطاء سيالن الدم أو‬
‫تنبيه املجموع العصبي أو بإشمام املريض وإنشافها بخار الخل أو دلك الصدغين‬
‫واحداهما باألرواح فان لم تنفع الوسائط املذكورة واستمر اإلغماء يلزم إيقاف‬
‫الدم وإلقاء املريض على ظهره وإزالة ةا يعيق التنفس ورش وجهه بماء بارد وخل‬
‫وان يقرب ةن انه سوائل روائحها ةنبهة كماء مللكة والخل الجيد والنوشادر‪.‬‬

‫وإذا فصد املريض ةستلقيا على ظهره ال يحصل اإلغماء إال نادرا كما هو ةجرب‬
‫بخالف ةا إذا كان قاعدا وعلة ذلك أن الدم حال االستلقاء يسهل انقذافه ةن‬
‫القلب إلى املخ فيستيقظ املريض وترجع الحركة للبنية كلها ةتى وصل الدم إلى‬
‫املخ‪.‬‬

‫والثالث‪ :‬القروت وهو ورم يحصل ةن انصباب الدم في النسيج الخلوي تحت‬
‫الجلد املحيط بفتحة الوريد وهو صادر عن جملة أسباب ةنها ضيق فحتة الجلد‬
‫وعدم ةوازاتها لفتحة الوريد‪.‬‬

‫وةنها نفوذ الوخز في أسفل الوريد فحينما يرى الفاصد ذلك عليه أن يوسع فتحة‬
‫الجلد باملبضع أو يجتهد في تقابل فتحة الجلد بفتحة الوريد اذا علم ان القروت‬
‫أنما حصل ةن عدم التقابل وينبغي بعد تمام الفصد أن يضع على الورم رفادة‬
‫ةربعة ةبتال بمحلول ةلح الطعام وبماء امللكة‪.‬‬

‫‪151‬‬
‫الرابع ‪ :‬عدم انقطاع سيالن الدم ةن الفتحة بعد وضع الجهاز الالزم لحبسه‬
‫وسببه قد يكون ةن تباعد حافتي البضعة والتباعد املذكور يكون ناشئا عن وضع‬
‫العضو ةنبسطا وتدارك ذلك بثني العضو نصف انثناء وقد يكون ناشئا ةن‬
‫ارتخاء الربط فال تلتئم الحافتان فيسيل الدم ويتدارك ذلك بشد الربط شدا‬
‫ةناسبا ‪ ،‬وقد يكون ناشئا عن شدة الربط فيمنع بذلك رجوع الدم إلى ةركز الدورة‬
‫فتنتفخ األوردة املوجودة أسفل الربط ويسيل الدم ةن البضعة حيث لم يمكنه‬
‫الصعود في الوريد إلى اعلى ةن ةحل الربط وةتى حصل ذلك يتدارك بإرخاء الربط‬
‫فيسري الدم في األوردة بسهولة ويتجه نحو القلب بدون عائق‪.‬‬

‫الخامس‪ :‬فتح الشريان وهو اثقل العوارض وأقواها ال يمكن حصوله إال في‬
‫الذراع لكثرة وجود األوردة والشرايين فيها ‪ ،‬وهذا العارض ينشأ ةن غرز املبضع‬
‫غرزا غائرا ةع االستقاةة بحيث ينفذ في الوريد ةن الجهة األخرى فيصيب الشريان‬
‫الذي يكون تحته ‪ ،‬ويعرف ذلك بأةور ةنها خروج الدم ةن البضاعة اكثر احمرارا‬
‫ةن الدم الوريدي‪ ،‬وةنها انبعاثه على هيئة نافورة بقوة وخفة ةتواليتين‪ ،‬ويكون‬
‫اسرع جمودا ةما اذا كان وريديا‪ ،‬وةنها ةوافقة حركات انبعاث الدم لحركات‬
‫تقلص القلب واسترخائه‪ ،‬وةنها انقطاع هذه الظواهر ةتى ضغط الشريان‬
‫الرئيس ي الذي في العضو ةن اعلى ةحل البضع وظهورها ثانية اذا زال الضغط‪.‬‬

‫وةنها دوام خروج الدم ةع الضغط على الوريد ةن أسفل البضعة فتى حصل هذا‬
‫العارض يجب على الفاصد أن ال يفزع ةنه وال يذكره الحد بل يضغط الشريان‬
‫العظيم العضو في الحال ويضع على الفتحة رفائد ةربعة بعضها فوق بعض‬
‫بحيث يتكون ةن تراكمها على بعضها اهراةي قمته ةما يلي البضعة وقاعدته إلى‬
‫اعلى ويثبت عليه بالربط الوثيق فهذا الضغط الوقتي يجد الجراح فسحة في‬
‫الزةن يجهز فيها ةا يلزم ربط الشريان‪.‬‬

‫‪152‬‬
‫والسادس‪ :‬التهاب األوردة ويعرف بشدة األلم في ةحل البضعة وتقيح حوافيها‬
‫وانتفاخها وتيبسها وتكون زوائد فطرية عليها وهذا هو الغالب ‪ ،‬وقد يحصل بينهما‬
‫انضمام لكن يتكون ةن تحت األثرة خراج فيمزقه ويحس العليل بألم شديد‬
‫يبتدأ ةن الجرح ويسرى ةنه في الحال إلى جهة الفروع أو يتبع سير جذع الوريد‬
‫املبضوع وهذا هو الغالب ‪ ،‬فتشتد الحمى حينئذ وتصير كحمى الضعف وبهذه‬
‫الحمى يستدل على شدة التهيج الذى نشأت عنه ولكن االلتهاب يسير كعادته‬
‫وحينئذ يصير الوريد كوتر ةعقد يابس ةؤلم ةتوتر ساكن في جميع طوله أو في‬
‫جزء ةنه ثم يمتد املرض ويعم األجزاء املحيطة بالوريد فيحتقن النسيج الخلوي‬
‫ويحمر الجلد ويحدث فيه التهاب فلغموي يتبع اتجاه الوريد املجروح على صورة‬
‫وثى عريض احمر ثم تنتفخ أجزاء العضو كلها وتتقيح ‪ ،‬ففي هذه الحالة تتكون‬
‫عادة على سير الوريد امللتهب خراجات صغيرة كثيرة ةنعزلة عن بعضها ينفتح كل‬
‫ةنها على حدته ثم تلتصق جدران العرق ةع بعضها فيزول تجويفه ‪ ،‬وانعزال‬
‫الخراجات املذكورة عن بعضها ناش ئ إةا عن الصماةات املوجودة في الوريد ألنها‬
‫تمنع خروج الصديد ةن فتحة واحدة وإةا ةن التصاق حادث في جدران الوربد‬
‫ةن ةسافة إلى أخرى ملنع سير املرض وقد ال يشغل االلتهاب إال جزأ ةن طول‬
‫الوريد وحينئذ تكون الحمى خفيفة جدا حتى ال يحس بها لخفتها ويبقي تجويف‬
‫الوريد على حاله‪ ،‬وقد يشتد االلتهاب ويموت العليل سريع وذلك إةا ةن انتشار‬
‫االلتهاب في الغشاء الباطن للوريد حتى انه وصل إلى القلب كما شاهده بعض‬
‫األطباء أو ةن شدة االلتهاب أو ةن وقوع الغرغرينا في العضو امللتهب ‪.‬‬

‫وقد يلتبس التهاب الوريد بالتهاب الشريان أو التهاب عرق ليمفاوي أو عصب‬
‫ويتميز التهاب الوريد عن التهاب الشريان بكون األلم في التهاب الشريان يكون‬
‫غائرا‪ ،‬ويتجه اتجاها ةخالفا لاللتهاب الوريدي الن التهاب الشريان يمتد نحو‬
‫جذع العضو والتهاب الوريد ال يمتد إال نحو الفروع وأيضا ال يشاهد في التهاب‬

‫‪153‬‬
‫الشريان ةا يشبه الوتر املعقد كما يشاهد على ةسير الوريد‪ ،‬ويتميز التهاب العرق‬
‫الليمفاوي عن التهاب الوريد بخطوط حمراء تتبع االتجاه املعهود لتلك العروق‬
‫وهذه الخطوط تكون ةتباعدة عن بعضها ثم تتقارب وتختلط ثم تتباعد ثانيا ثم‬
‫تتقارب ثم تنضم‪.‬‬

‫وقد يزول االلتباس باحمرار الجلد وانتفاخ العضو الن االنتفاخ املذكور يكون‬
‫أوذيماوي أكثر ةن كونه التهابيا وباحتقان الغدد الليمفاوية احتقانا فجائيا أيضا‪.‬‬

‫ويتميز االلتهاب العصبي عن االلتهاب الوريدي باأللم الفجائي الشديد وقت‬


‫البضع‪ ،‬واةتداده ةن كل الجراح إلى اقص ى أطراف الفرع العصبي وطبيعته‬
‫الخاصة به‪.‬‬

‫ويعالج التهاب الوريد بمضادات االلتهاب لكن بعض األطباء كان يضغط بين‬
‫املحال امللتهب ةن الوريد وبين القلب‪ ،‬وذكر أن فائدة الضغط املذكور ةنع وصول‬
‫االلتهاب إلى القلب ‪ ،‬وزعم بعضهم أن قطع العرق ةن اعلى ةحل االلتهاب يمنع‬
‫الوصول أيضا ‪ ،‬وبعضهم كان يكرر إرسال العلق على الوريد في بدء املرض ثم‬
‫يضع عليه الضمادات املرخية وةتى تكون التي تشق جملة شقوق ةن ةسافة‬
‫ألخرى على طول ةا يشبه الوتر املتكون ةن الوريد ليستفرغ ةنها الصديد املجتمع‬
‫فيه املكون للخراجات وهذه املعالجة جربت ةرارا فنفعت‪ ،‬واعلم إن ةن أسباب‬
‫هذه االلتهابات وساخة املبضع وفساد الجوفي بعض األزةنة ‪.‬‬
‫السابع‪ :‬التهاب العضو وهذا العارض قد يعقب الفصد ةن وخز األوتار أو‬
‫السمحاق‪ 11‬كما حقق ذلك بعض األطباء‪.‬‬

‫‪( 11‬سمحق) السمحاق جلدة رقيقة فوق قحف الرأس إذا انتهت الشجة إليها سميت سمحاقا وكل جلدة رقيقة‬
‫وبي اللحم فوق العظم ودون اللحم ولكل‬‫الت ربي العظم ر‬
‫تشبهها تسم سمحاقا‪ ،‬وقيل السمحاق الجلدة ي‬
‫عظم سمحاق‪.‬‬
‫‪154‬‬
‫الباب الثاني والعشرون‪ :‬في الشروط املأخوذة على الفاصد‬
‫يقول ابن التلميذ‪ :‬هذه الشروط ةنها ةا يتعين على الفاصد‪ ،‬وةنها ةا تجب على‬
‫كل ةقسم بالطب فأةا التي تجب على األطباء في الجملة‪ ،‬فغض الطرف عن‬
‫املحارم‪ ،‬واالشتغال بما ندب إليه ةن العالج ال غير‪ ،‬وأال يعيق بش يء ةما فيه نفع‬
‫ملريض لتعذر فايدة ةن جهته‪ ،‬وال يسمح بما فيه ةضرة ألحد لتعجل فايدة تصله‪.‬‬
‫فإن األول يعود عليه بجزيل األجر وجميل الثناء‪ ،‬والثاني بعظيم اإلثم وتشنيع‬
‫الذكر‪.‬‬

‫وإياه والشروع فيما ال يحكم علمه‪ ،‬واألقدام على عالج يخاطر فيه‪.‬‬

‫وليقتصر زةانه على التشاغل بعلم صناعته‪ ،‬ال يعطى املتدرب في العمل فإنها‬
‫صناعته ال يعطي بعضها إال ملن أعطاها كله‪.‬‬

‫وليعلم أنه وإن وافاه الحظ ةن الدنيا بغير علم استحق به ذلك‪ ،‬فإنه عما قليل‬
‫يتزيف‪ ،‬ويرى نفسه ويراه الناس بعين التقصير ويتالش ى أةره‪ ،‬وأعظم ةن ذلك ةا‬
‫يحتفيه ةن الوزر واإلثم في أخطاءه بالنفوس وادعائه ةا ليس هو أهله‪.‬‬

‫فأةا إعجابه ةن نفسه بعمل إن نجح فيه فما احتاج إلى ذكره‪ ،‬إذا كان ةن هذه‬
‫حاله ال يرجى له فالح‪ ،‬وال يرجى على يديه صالح‪ ،‬بل يجب أن يبني األةر في نفسه‪،‬‬
‫على أنه يثاب على سلوكه الحجة القويمة في صناعته عند هللا جل اسمه‪ ،‬وينتفع‬
‫ةن الناس‪ ،‬ويأثم إذا سلك الطريق الغير املستقيم‪ ،‬ويندم ةن ذلك ولو عطب‬
‫املريض في الحالة األولى وبرئ في الثانية‪.‬‬

‫‪155‬‬
‫واعلم أن العافية التي هي أجل ةنح هللا تعالى‪ ،‬هو أقل وأصغر ةن أن يكسبها قوةا‬
‫أو يحرةها قوةا‪ ،‬وإنما هي أنعم هللا تعالى يجريها على يديه‪ ،‬ويقرنها بصواب قوله‬
‫وعمله‪.‬‬

‫وليعلم أيضا أن هذه املنحة خليقة بأن تجزى على يدي ةن صلحت سريرته‪،‬‬
‫وأخلص ضميره هلل تعالى‪ ،‬ةضافا إلى االجتهاد في العلم والعمل‪.‬‬

‫وإن أقل الناس نفاذا وتوفيقا ةن حقر الطب اإللهي وازدراه وطرحه‪ ،‬ال سيما إن‬
‫أضاف إلى ذلك االشتغال باللذات عن التعب في تحصيل العلم واملزاولة للمرض ى‪.‬‬
‫فهذه جمل يجب على األطباء جملة أخذ نفوسهم بها‪.‬‬

‫فأةا ةا يختص بالفاصد فإنه يمنع نفسه ةن عمل صناعة ةهينة تكسب أناةله‬
‫صالبة‪ ،‬وعينه حس ال يتأتى ةعه جس العروق‪ ،‬وأن يراعي بصره باألكحال املقوية‬
‫وباإليارجات‪ ،‬إن كان ةمن يحتاج إليها‪.‬‬

‫وأال يفصد شيخا هرةا وال طفال صغيرا وال حاةال وال طاةث إال على الشروط التي‬
‫تجدها له األطباء‪ ،‬وال يفصد عبدا إال بإذن ةواله‪ ،‬وال ولدا إال بإذن ولي أةره وأال‬
‫يفصد إال في ةكان ةض يء وبآلة ةاضية‪ ،‬وال يفصد وهو ةنزعج الجنان‪.‬‬

‫وأال تخلى أداته ةن األدوية القاطعة الدم‪ ،‬كالكندر والصبر ودم األخوين واملر‬
‫والزاج املصري ووبر األرنب‪ ،‬وبعض األدوية املدةلة للجراحات الطرية أيضا‪.‬‬

‫‪156‬‬
‫ويقول ابن األكفاني‪ :‬وةما ينبغي أن يصحبه الفاصد أدوية قاطعة للدم الوريدي‬
‫ونحوه‪ ،‬وأدوية الزوقية ألجل الشرايين‪ ،‬فمن األدوية القاطعة للدم (ذرور ةن‬
‫أنزروت‪ ،‬ودم أخوين‪ ،‬وجلنار‪ ،‬وقشار الكندر)‪ ،‬أجزاء سواء‪.‬‬
‫ذرور أخر يحبس ويدةل القروح‪ :‬صبر جزأين‪ ،‬فشار کندر جزء‪ ،‬وجلنار نصف‬
‫جزء‪ ،‬ويجمع ةنخوله صفة الزوق للدم الشرياني‪ ،‬نورة غير ةطفاة‪ ،‬تضرب‬
‫ببياض بيضة‪ ،‬وتخلط بوبر أرنب‪ ،‬أو خيوط نير دقيقة وتستعمل على أخر تراب‬
‫الحرف الحديث‪ ،‬وأنزروت ونسج العنكبوت تجمع ببياض بيضة وتعمل على‬
‫خرقة كتان جديدة بقدر دور الدرهم‪ ،‬وتوضع على املكان وترفد‪.‬‬

‫وفي كتاب نهاية الرتبة الظريفة في طلب الحسبة الشريفة في الحسبة على‬
‫الفصادين والحجاةين أال يتصدى للفصد إال ةن اشتهرت ةعرفته بتشريح‬
‫األعضاء والعروق والعضل والشرايين‪ ،‬وأحاط بمعرفة تركيبها وكيفيتها‪ ،‬لئال يقع‬
‫املبضع في عرق غير ةقصود أو في عضلة أو شريان‪ ،‬فيؤدي إلى زةانه العضو‬
‫وهالك املقصود؛ فكثير هلك ةن ذلك‪.‬‬

‫وةن أراد تعلم الفصد فليدةن فصد ورق السلق ‪ -‬أعني العروق التي في الورقة ‪-‬‬
‫حتى تستقيم يده‪.‬‬

‫‪157‬‬
‫وينبغي للفاصد أن يمنع نفسه ةن عمل صناعة ةهينة‪ ،‬تكسب أناةله صالبة‬
‫وعسر حس‪ ،‬ال يتأتى ةعها نبش العروق؛ وأن يراعي بصره باألكحال املقوية له‬
‫واأليارجات‪ ،‬إن كان ةمن يحتاج إليها؛ وأال يفصد عبدا إال بإذن ةواله‪ ،‬وال صبيا‬
‫إال بإذن وليه‪ ،‬وال حاةال وال طاةثا؛ وأال يفصد إال في ةكان ةض يء وبآلة ةاضية؛‬
‫وأال يفصد وهو ةنزعج الجنان‪.‬‬

‫وبالجملة ينبغي للمحتسب أن يأخذ عليهم العهد وامليثاق أال يفصدوا في عشرة‬
‫أةزجة‪ ،‬وليحذروا فيها حذرا‪ ،‬إال بعد ةشاورة األطباء‪ ،‬وهي‪ :‬في السن القاصر عن‬
‫الرابع عشر‪ ،‬وفي سن الشيخوخة‪ ،‬وفي األبدان الشديدة القضافة‪ ،‬وفي األبدان‬
‫الشديدة السمن‪ ،‬وفي األبدان املتخلخلة‪ ،‬وفي األبدان البيض املترهلة‪ ،‬وفي‬
‫األبدان الصفر العديمة الدم‪ ،‬وفي األبدان التي طالت بها األةراض‪ ،‬وفي املزاج‬
‫الشديد البرد‪ ،‬وعند الوجع الشديد؛ فهذه األحوال يجب أن تكشف على الفاصد‬
‫عند وجودها‪.‬‬

‫وقد نهت األطباء عن الفصد في خمسة أحوال أيضا‪ ،‬ولكن ةضرته دون ةضرة‬
‫العشرة املتقدم ذكرها؛ فالحالة األولى الفصد عقيب الجماع‪ ،‬وبعد االستحمام‬
‫املحلل‪ ،‬وفي حال االةتالء ةن الطعام‪ ،‬وفي حالة اةتالء املعدة واألةعاء ةن الثقل‪،‬‬
‫وفي حالة شدة البرد والحر؛ فهذه أحوال يتوقى الفصد فيها أيضا‪.‬‬

‫واعلم أن الفصد له وقتان‪ :‬وقت اختيار ووقت اضطرار‪ ،‬فأةا وقت االختيار فهو‬
‫ضحوة نهار بعد تمام الهضم والنقص‪ ،‬وأةا وقت االضطرار فهو الوقت املوجب‬
‫الذي ال يتسع تأخيره‪ ،‬وال يلتفت فيه إلى سبب ةانع‪.‬‬

‫‪158‬‬
‫وينبغي للمتفصد أال يمتلئ ةن الطعام بعده‪ ،‬بل يتدرج في الغذاء ويلطفه؛ وال‬
‫يرتاض بعده‪ ،‬بل يميل إلى االستلقاء؛ ويحذر النوم عقيب الفصد؛ فإنه يحدث‬
‫انكسارا في األعضاء؛ وةن افتصد وتورةت عليه اليد افتصد في اليد األخرى‪،‬‬
‫بمقدار االحتمال‪.‬‬

‫وينبغي أن يكون ةع الفاصد ةباضع كثيرة‪ ،‬ةن ذوات الشعيرة وغيرها؛ وأن يكون‬
‫ةعه كبة ةن حرير أو خز‪ ،‬أو ش يء ةن آلة القيء‪ ،‬ةن خشب أو ريش‪.‬‬

‫وينبغي أن يكون ةعه وبر األرنب‪ ،‬ودواء الصبر والكندر‪ ،‬وصفته أن يؤخذ ةن‬
‫الكندر والصبر واملر ودم األخوين‪ ،‬ةن كل واحد جزء‪ ،‬وةن القلقطار والزاج ةن‬
‫كل واحد نصف جزء؛ ويجمع الجميع‪ ،‬ويعمل كاملرهم؛ ويرفعه الفاصد عنده‬
‫لوقت الحاجة إليه‪.‬‬

‫وينبغي أن يكون ةعه نافجة ةسك وأقراص املسك‪ ،‬ويعتد بجميع ةا ذكرناه‪ ،‬حتى‬
‫إذا عرض للمفصود غش ي بادر فألقم املوضع كبة الحرير‪ ،‬وألقمه بآلة القيء‪،‬‬
‫وشممه النافجة‪ ،‬وجرعه ةن أقراص املسك شيئا‪ ،‬فتنعش قوته بذلك‪.‬‬

‫وإن حدث فتوق دم‪ ،‬ةن عرق أو شريان‪ ،‬حشاه الفاصد بوبر األرنب ودواء الكندر‬
‫املذكور‪.‬‬

‫وال يضرب الفاصد بمبضع كال‪ ،‬فإنه كبير املضرة؛ ألنه يخطئ فال يلحق العرق‪،‬‬
‫فيورم ويوجع‪ ،‬وليمسح رأس ةبضعه بالزيت‪ ،‬فإنه ال يوجع عند البضع‪ ،‬غير أنه‬
‫ال يلتحم سريعا‪.‬‬

‫‪159‬‬
‫وإذا أخذ املبضع فليأخذه باإلبهام والوسطى‪ ،‬ويترك السبابة للجس؛ ويكون األخذ‬
‫على نصف املبضع‪ ،‬وال يكون فوق ذلك‪ ،‬فيكون التمكن ةنه ةضطربا‪ ،‬وال يدفع‬
‫املبضع باليد غمزا‪ ،‬بل يدفع باالختالس‪ ،‬ليوصل طرف املبضع حشو العروق أ‪.‬هـ‪.‬‬

‫وفي مخطوطة عقيلة العقالء في الفصد عن الفضالء في الشروط التي تلزم‬


‫الفاصد‪ :‬الشروط التي يجب أن يتحلى بها الفاصد‪ ،‬ويركن إليها‪ ،‬وتكون سلمه‬
‫الذي يصعد على درجاته إلى النجاح في عمله وعالء ذكره‪ ،‬وقد حددها بعشرة‬
‫شروط‪ ،‬تتعلق باملهنة‪ ،‬وبأخالق ةمتهنها‪ ،‬وهي‪:‬‬
‫‪ -‬أن يكون الفاصد خبيرا بتشريح العروق‪.‬‬
‫‪ -‬أن يكون عارفا ذا دراية بما تحت العروق‪ ،‬وبما يحيط بها ةن العظام‬
‫والغضاريف واألعصاب واألغشية واألوتار والعضل‪.‬‬
‫‪ -‬أن يكون قد تدرب على أيدي أفاضل هذه الصناعة‪ ،‬والزةهم ةدة طويلة‪.‬‬
‫‪ -‬أن يكون قد روض نفسه على جس األوتار والعروق بأنملتي الوسطى والسبابة‪،‬‬
‫وأن يكون على دراية ةن ةعرفة العصب ةن العرق ةن اللحم‪.‬‬
‫‪ -‬أال يتعاطى صنعة ةهينة تكسب أناةله صالبة وعسر جس‪.‬‬
‫‪ -‬أن يكون عفيف النفس‪ ،‬ةتورعا عن الكسب‪ ،‬ةساعد لعباد هللا‪ ،‬قوي القلب‬
‫جريئا‪ ،‬حاد النظر‪.‬‬
‫‪ -‬أن يكون قليل الكالم في ةنازل املفصودين‪ ،‬كتوةا‪ ،‬حافظا ألسرارهم‪ ،‬صدوقا‪.‬‬
‫‪ -‬أن يكون حاد النظر‪ ،‬يتعاهد عينيه باألكحال املجلية املقوية‪ ،‬وأن يكابد تنقية‬
‫دةاغه بالحبوب املنقية‪.‬‬
‫‪ -‬أال يفصد في ةوضعي فيه ريح‪ ،‬قليل الضوء‪.‬‬
‫‪ -‬أال يفصد صبيا وال شيخا ةسدا‪ ،‬وال عبدا إال بإذن ةواله‪.‬‬
‫‪ -‬أال يكون ةهموةا وال ةنزعجا‪ ،‬وال ةنشغال بفكره بش يء‪ ،‬وأن يكون ةحتاطا‬
‫باألدوية القاطعة للدم‪.‬‬

‫‪160‬‬
‫وعلى الرغم ةن تناول املصنف الشروط التي يجب على الفاصد أن يراعيها‪ ،‬إال‬
‫انه أضاف أيضا في ةوضع آخر ةن الكتاب أةورا أخرى وهي‪:‬‬
‫‪ -‬أن يروضن الفاصد نفسه ةدة طويلة في جس األوتار والعروق بأنملتي اإلصبعين‬
‫الوسطى والسبابة‪.‬‬
‫‪ -‬أن يكون ةاهرا في التفريق بين العرق والعصب واللحم‪ ،‬وةعرفة العروق الخفية‬
‫عن الجس بكثرة الدربة والتجربة‪.‬‬
‫‪ -‬أال يفصد باملبضع وهو ةبتل باملاء‪ :‬ألن ذلك يؤلم‪ ،‬وأن يمسح املبضع بالزيت‬
‫لتقليل األلم‪.‬‬
‫‪ -‬أن يحذر الفصد على االةتالء ةن الطعام‪ :‬لئال تنجذب ةادة طبخه إلى العروق‬
‫بدل ةا يستفرغ‪ ،‬والتوقي ةن ذلك على اةتالء املعدة واملعي عن التفل املدرك أو‬
‫املقارب‪.‬‬
‫‪ -‬توقي فصد صاحب التخمة‪ ،‬وضعين فم املعدة‪.‬‬
‫‪ -‬تجتب الفصد في الحميات الشديدة االلتهاب‪ ،‬وجميع الحميات غير الحادة‪ .‬فإن‬
‫لم تكن شديدة االلتهاب‪ ،‬وكانت عفينه‪.‬‬
‫فلينظر الفاصد إلى القوانين العشرة‪ ،‬وهي‪ :‬ةعرفة نوع املرض‪ .‬وسببه‪ ،‬وقوة‬
‫املريض‪ ،‬وةزاج البدن غير الطبيعي‪ ،‬واملزاج الطبيعي‪ .‬وسن املريض وعادته‪،‬‬
‫والوقت الحاضر ةن السنة‪ ،‬والبلد الذي يسكنه املريض‪ ،‬وحال الهواء في وقت‬
‫ةرضة‪ .‬ونسب املؤلف هذه القوانين إلى جالينوس‪.‬‬
‫أةا في الحمى الدةوية فال بد ةن الفصد‪ ،‬غير فرط بداية‪ ،‬وةفرطا عند النضح؛‬
‫إذ للفصد أوقات اختيار وأوقات اضطرار‪.‬‬
‫أوقات االختيار ضحوة النهار بعد تمام الهضم والنبض‪ ،‬وأوقات االضطرار‬
‫األوقات التي ال يسع العاقل تأخيره عنها‪.‬‬

‫‪161‬‬
‫وفي كتاب روضة النجاح الكبرى يقول البقلي‪ :‬واعلم أنه يلزم للفصد جمله أشياء‬
‫أولها‪ :‬املبضع (وله عدة أشكال)‬
‫ثانيهما‪ :‬رباط طوله ذراع وعرضه إصبعان ليضغط به على الوريد قبل الفصد‬
‫وينبغي ان يكون ةن قماش ةتين وال يكون ةن جوخ لعدم إةكان تثبيته على‬
‫العضو لسهولة استرخائه وربما كان واسطة لنقل املرض العدوى ةن شخص‬
‫آلخر‪.‬‬
‫وثالثها‪ :‬رباط ةن قماش لكنه أطول ةن السابق يثبت به ةا يوضع على الفتحة بعد‬
‫البضع‪.‬‬
‫ورابعها‪ :‬ةالءة تجعل وقاية لثياب املريض وفراشه ةن التلوث بالدم‪.‬‬
‫وخاةسها‪ :‬شمعة يستضاء بها ان كان الوقت ليال ونهارا لكن في ةحل ةظلم أو‬
‫الغيم ةتكاثفا ‪.‬‬
‫وسادسها‪ :‬اناء ةناسب السعة يتلق فيه الدم ليعرف املقدار املستفرغ‪.‬‬
‫وثاةنها‪ :‬قطعة ةن الحبر املصمغ توضع على البضعة اللتئام حافتيها‪.‬‬
‫وتاسعها‪ :‬رفادة صغيرة ةربعة تثنى طبقات‪.‬‬
‫وعاشرها‪ :‬ةحلول ةلحي كمحلول ةلح الطعام وغيره وخل وبعض ةياه روحية‬
‫وفراش ةجهز ربما يغمى على املفصود‪.‬‬

‫‪162‬‬
‫الباب الثالث والعشرون‪ :‬في آراء الناس في خروج الدم بالفصد‬
‫ذكر صاحب عقيلة العقالء رأيين ةتناقضين‪ ،‬أحدهما يرى أصحابه املعالجة‬
‫بالفصد‪ ،‬وأصحابه هم‪ :‬أفالطون وأبقراط‪ ،‬وجالينوس‪.‬‬
‫وثانيهما‪ :‬يضن أصحابه بالدم‪ ،‬ويرون بقاءه في البدن‪ ،‬وهم‪ :‬ارسطراطيس‬
‫وأفغورس‪ ،‬وإسقليبادس‪ .‬وقد رجح املصنف الرأي األول‪ ،‬وعده الرأي الصادق‪.‬‬
‫بعد ذلك بين ةا قاله األطباء اإلسكندرانيون‪ ،‬حيث قسموا الناس إلى ثالث فرق‬
‫تبعا الستعمالهم الفصد للعالج‪:‬‬
‫األولى‪ :‬ةن يتعهدون أنفسهم بخروج الدم دائما في األوقات املعتادة لديهم‪ ،‬وهؤالء‬
‫املحافظون على صحتهم الطبيعية‪.‬‬
‫الثانية‪ :‬ةن يمنعهم كثرة االشتغال وقلة ةواالتهم عن الفصد‪ .‬فيجتمع لذلك في‬
‫أبدانهم فضول‪ ،‬إال أنهم يلجؤون إلى الفصد وقت الحاجة‪ .‬وهؤالء هم‬
‫املتوسطون‪.‬‬
‫الثالثة‪ :‬ةن ال يرون خروج الدم‪ ،‬ويزعمون أن خروجه يضر بالبدن‪ ،‬وهؤالء‬
‫القاتلون ألبدانهم‪.‬‬

‫‪163‬‬
‫املعرة الو اقعة بكثرة خروج الدم بالفصد والعكس‬
‫وذكر صاحب ةخطوطة عقيلة العقالء في هذا الباب أن خروج الدم بالفصد ةن‬
‫غير الحاجة إليه ضار بمن يعتاده‪ ،‬ثم حدد األةراض الناتجة عن اإلسراف فيه‪،‬‬
‫بـ‪ :‬سوء املزاج‪ ،‬واالستسقاء‪ ،‬وسقوط الشهوة‪ ،‬وسرعة ا لهرم بإضعاف القوة‪،‬‬
‫الذي ينتج عن ضعف املعدة والكبد والقلب‪ ،‬وسوء الهضم‪ ،‬وتولد أخالط كثيرة‪،‬‬
‫وتغير السحنة‪ ،‬ويورث ا لنسيان‪ ،‬والرعشة والفالج والسكتة‪ ،‬وكثرة البلغم‪،‬‬
‫وتراخي الجسم‪ ،‬وضعف البصر‪ ،‬وتقريب اإلنسان ةن املوت‪ ،‬لفساد الدم الذي‬
‫هو ةادة الحياة‪ ،‬ويضعف القوى الطبيعية كلها‪ ،‬ويهيج املرار‪ ،‬ويعفن حفاف‬
‫اللسان‪.‬‬

‫ثم حدد بعد ذلك األةراض الناتجة عن ترك الفصد ةع الحاجة اليه بـ‪ :‬الدةاةيل‪،‬‬
‫والجراحات‪ ،‬والحميات املطبقة‪ ،‬والسرسام‪ ،‬والبرسام والجدري‪ ،‬ونفذ الدم‪،‬‬
‫واملوت فجأة‪ ،‬والطاعون‪ ،‬والسكتة الدةوية‪ ،‬التي يحمر ةعها الوجه ويسود‪،‬‬
‫والخوانيق والجذام‪.‬‬

‫‪164‬‬
‫الباب الرابع والعشرون‪ :‬شرح األرجوزة البن سينا‬
‫مقتطفات من شرح أرجوزة ابن سينا‬
‫(فيما يتعلق بالفص ــد)‬
‫ابن سينا هو علي الحسين بن عبد هللا بن الحسن بن علي بن سينا‪ ،‬عالم وطبيب‬
‫ةسلم ةن بخارى‪ ،‬اشتهر بالطب والفلسفة واشتغل بهما‪ .‬ولد سنة ‪ 370‬ه ‪980-‬م‬
‫‪ ،‬وتوفي في همدان في إيران حاليا سنة ‪ 427‬ه ـ ‪1037‬م ‪ ،‬شرح األرجوزة ابن رشد‪،‬‬
‫ةحمد بن أحمد بن ةحمد بن رشد األندلس ي القرطبي ‪ -‬تاريخ وفاته‪595 :‬هـ ‪-‬‬
‫‪1198‬م ‪.‬‬

‫تدبيرالطفل في خاصته‬
‫واةنعه أن يفصد أو أن يسهال *** حتى يرى يفعة قد اعتال‬
‫وةا اعتـ ـ ـ ـراه ةن ورم أو ح ـب *** ف ــال تقـ ــابله له ب ـ ـج ـ ـ ــذب‬
‫يقول‪ :‬والطفل ال ينبغي أن يفصد وال أن يسهل‪ ،‬وإن اقتضت ذلك طبيعة املرض‪،‬‬
‫حتى يتجاوز سن اليفعة‪ ،‬وهو أن يبلغ الرابع عشر ةن السنين أو الخاةس عشر‪.‬‬

‫تدبيرالصحة في الشيوخ‬
‫إن الشيوخ في قواهم نكص *** لحالهم في كل يوم نقص‬
‫يقول‪ :‬إن الشيوخ كل يوم في نقصان وفناء‪ ،‬ولذلك قيل‪ :‬إن الشيخ هو إنسان‬
‫فاسد‪ ،‬أي في طريق الفساد‪ ،‬والشباب إنسان ةتكون أي في طريق الكون‪.‬‬
‫و إن يكن تعودوا الفصاده *** فال تكن تقطع ةنها العادة‬
‫لكن ةن قد بلـ ـ ـ ــغ الستينا *** و ك ـ ــان ذا ضخـ ـ ـ ــاةة ةتينـ ــا‬
‫وإنما أةر بذلك ألن الرؤوس ةن الشيوخ ضعيفة أي باردة‪ ،‬وهذا الذي قاله هو‬
‫كثير عندي‪ ،‬أعني أن يفصد ابن الستين ةرتين في العام‪ ،‬وبخاصة في الخريف‪،‬‬
‫‪165‬‬
‫فإن الفصد فيه ليس يجب أن يستعمل على جهة حفظ الصحة‪ ،‬وإنما الذي‬
‫ينبغي أن يستعمل فيهم الفصد على جهة الصحة ةن كانت تعتريه في أواخر‬
‫الربيع‪ ،‬وفي أوائل الصيف أةراض دةوية‪.‬‬

‫وبالجملة فليس ينبغي أن تستعمل الفصد األةم التي تشرب املاء‪ ،‬كما تستعمله‬
‫األةم التي تشرب الشراب‪ ،‬وال أهل األقاليم الحارة‪ ،‬كما يستعمله أهل األقاليم‬
‫الباردة واملتوسطة‪ ،‬وذلك أن أحق البالد باستعمال أهلها للفصد هي األقاليم‬
‫املعتدلة‪ ،‬وهي التي يكون فيها زةن الربيع أطول األزةنة‪ ،‬ولذلك ةا نرى أن اإلقليم‬
‫الرابع ليس بمعتدل‪ ،‬ألنه يطول فيه زةان الخريف‪ ،‬وهو عالةة بالد ةنحرفة كما‬
‫يقول جالينوس‪.‬‬
‫إن بلغ السبعي ـ ـ ـ ــن فافصد ةره *** وال تزد فيه على ذي الكره‬
‫واةنعه أن يفصده في األكحل *** وإن رأيت جسمه كاملمتـ ـلي‬
‫وإن يزد خمسا ففي العاةين *** فـ ــي الباسليق افصده ةرتين‬
‫يقول‪ :‬وةن بلغ السبعين فافصده ةرة في العام‪ ،‬وذلك في عرق البدن ال في‬
‫األكحل‪ ،‬ألن األكحل ةشارك للدةاغ‪ ،‬وذلك أن األكحل هو ةؤلف ةن عرق‬
‫الرأس وعرق البدن‪ ،‬وأةر بالفصد ابن السبعين إلى بلوغ الخمس وسبعين‪ ،‬وذلك‬
‫كله إفراط‪ ،‬وتجاوز في األةر بالفصد‪ ،‬ولست أةنع أن يفصد‪ ،‬واألةراض توجب‬
‫ذلك‪ ،‬وإنما الذي أةنع فصدهم على جهة حفظ الصحة‪.‬‬
‫واةنع ـ ـ ــه بعـ ـ ــد ذاك كل فصد *** ف ـ ـ ــإن ذاك بالشيـ ـ ـ ــوخ ةردي‬
‫ال تردع األورام في أجساةهم *** وال تقوى الجذب ةن أوراةهم‬
‫هذا لضعف أبدانهم فيخاف ةن ردع أوراةهم رجوعها إلى أعضاء باطنة شريفة‪،‬‬
‫ويخاف أيضا ةن جذبها أن يعظم عظما يؤدي إلى هالك العضو املتورم‪ ،‬ولم ير‬
‫فصدا بعد الخمس والسبعين‪.‬‬
‫نظفهم بالدلك والتعريق *** أعطهم األدهان في تفريق‬

‫‪166‬‬
‫ونقه ـ ــم بليـ ـ ــن الغ ـ ــذاء *** إيـ ـ ــاك أن تهجـ ــم بالـ ـ ـ ـدواء‬
‫الشيوخ لضعف هضمهم تكثر في أبدانهم الفضول‪ ،‬فهم ةحتاجون إلى استفراغ‬
‫ةا كان ةنها في الهضم الثالث بالدلك‪ ،‬والحمام كثيرا‪ ،‬ويحتاجون أيضا إلى أن‬
‫تكون طباعهم لينة على الدوام باألغذية امللينة كما قال‪ ،‬ال باألدوية‪ ،‬ألنهم ال‬
‫يحتملونها‪ ،‬وجالينوس يأةر أن يأخذوا قبل طعاةهم التين بلب القرطم‪ ،‬وملا كانت‬
‫األدهان ةسددة أةر بالتقليل ةنها‪ ،‬وهو الذي أراد بقوله‪ :‬أعطهم األدهان في‬
‫تفريق‪ ،‬أو يعني باألدهان إسقاءهم األةور الدسمة‪.‬‬
‫فافصـ ـ ــده في الس ـ ـ ــنة ةرتيــن *** وال تحـ ــد في ــه عن الفصلي ــن‬
‫واةنعه أن يفصد في القيفال *** وكن ةن األةر على احتفال‬
‫يقول‪ :‬وةن تعود الفصادة في شبابه واكتهاله فال تقطعها له في الشيخوخة‪ ،‬لكن‬
‫ةن بلغ ةنهم الستين‪ ،‬وكان دةيا فافصده في العام ةرتين‪ ،‬واجعل فصدهم في‬
‫الربيع والخريف‪ ،‬وال تفصد القيفال الذي هو عرق الرأس‪.‬‬

‫ذكرعالمات الدم وغلبته‬


‫إن يغلب الدم ةن األخالط *** فالنوم والصداع في إفراط‬
‫وغل ـ ـ ـ ـ ـ ـظ العـ ـ ـ ـ ـ ـروق واحمرار *** وربم ـ ـ ـ ـ ـا نكـلت األفكار‬
‫وثقل الرأس وضعف الحس *** وكسل والحر عند اللمس‬
‫وثقل األكتاف والتث ـ ـ ـ ـاؤب *** ورب ـم ــا ثقلت ا لجوان ـ ـ ـب‬
‫ويظهر الرع ـ ـ ـ ـ ـاف والتمطي *** ويطلـ ـ ـ ـق الطب ـع بغير فرط‬
‫والخصب في العيش وأحالم فرح***وكثرة األلوان فيها واملرح‬
‫وحك ــة في ةوضع الفصاده *** وحـمرة العـيـ ـن لغي ـر ع ـ ـادة‬
‫دةل أو بث ـ ـ ــر في الجسم *** أو حـ ـ ـلوة يأكله ــا ف ــي النوم‬ ‫و ّ‬
‫أو كان طعم الفم ذا حالوه *** وقد تغذى قبل بالحالوه‬
‫أو كانت األعراض في الربيع *** أو في الشباب األول البديع‬
‫‪167‬‬
‫تدلنا على الدةي ةن علل *** وستراها عند بدئي بالعمل‬
‫هذه كلها أعراض غلبة الدم‪ ،‬وقوله فيها بين بنفسه‪ ،‬وهي ثالثة أصناف‪ :‬إةا‬
‫أعراض تتبع كثرة الدم في اليقظة‪ ،‬وذلك ةثل احمرار اللون‪ ،‬والكسل‪ ،‬وةا أشبه‬
‫هذا الجنس‪ ،‬وإةا أعراض تظهر في النوم‪ ،‬وهي إةا أن يرى اإلنسان الدةاء في‬
‫النوم‪ ،‬أو يرى أنه يأكل حلوى ‪ ،‬وإةا أسباب تفعل كثرة الدم‪ ،‬وهذه إةا أغذية ةثل‬
‫األغذية الحلوة‪ ،‬وإةا أعراض نفسانية ةثل الفرح ‪ ،‬وإةا وقت ةوافق لذلك كزةن‬
‫الربيع‪ ،‬وإةا سن ةوافق كسن الشباب‪ ،‬واألعراض التي تتبع الدم سببها إةا حرارة‬
‫الدم أو رطوبته ةثل أن الحرارة سبب الصداع‪ ،‬والرطوبة سبب النوم والكسل‪،‬‬
‫وإةا حكة ةوضع الفصادة فإنما هي دليل على كثرة الدم ‪ ،‬عند ةن اعتاد‬
‫الفصادة‪ ،‬وأةا سبب رؤية الدةاء ملن هذه صفته في النوم وأكل الحالوات فألن‬
‫النفس املتخيلة تابعة ملزاج البدن‪ ،‬فما غلب على البدن ةن داخل حاكته النفس‬
‫وتخيلته كما تتخيل ةا أحسته ةن خارج‪.‬‬

‫عالج األمراض االمتالئية وشروط االستفراغ‬


‫والداء إن يكن ةن اةتالء *** فال سوى اإلفراغ ةن دواء‬
‫يقول‪ :‬والداء إذا كان عن اةتالء فال برء له إال باالستفراغ‪ ،‬وذلك إذا تزيد الدم في‬
‫كميته بالفصد‪ ،‬وإذا فسد في كيفيته بالدواء‪ ،‬وهو هاهنا إنما يريد باالستفراغ‬
‫الفصد‪.‬‬
‫لك ـل إف ـراغ شروط عشرة *** إال تكن فما إليه ةن شــره‬
‫أولها النظـ ــر فـي األعـراض *** واالةت ـالئـ ــي ة ـن األةراض‬
‫وسن شـ ـ ــباب إلـ ـ ـى كه ـ ـول *** وع ــادة وقـ ــوة العلي ـ ـ ــل‬
‫والفصل ةن خريف أو ربيع *** وبل ـ ـ ـد ةعت ـ ــدل الجميع‬
‫والوقت واملزاج حار رطب ***وجسد يبدو عليه الخصب‬
‫يقول‪ :‬ولالستفراغ بالجملة عشرة شروط وبخاصة الذي يكون بالدم‪ ،‬إن لم‬
‫تجتمع هذه الشروط فينبغي أن ينقص ةن االستفراغ بحسب ةا نقص ةن‬
‫‪168‬‬
‫الشروط‪ ،‬وربما كانت بعض هذه الشروط عائقة عنه‪ ،‬ةثل سن الصبا‬
‫والشيخوخة‪ ،‬فأول العشرة‪ :‬النظر في أعراض املرض‪ ،‬فإنه ربما كان بعض‬
‫األعراض يمنع ةن الفصد‪ ،‬ةثل ضعف فم املعدة‪ ،‬وةبادرة الغش ي إلى الذي‬
‫يقصد فصده‪ ،‬لتخلخل جسمه‪ ،‬ورقة أرواحه‪.‬‬

‫والثاني‪ :‬أن يكون املرض ةرضا اةتالئيا‪ ،‬وهذا بين‪ ،‬فإن هذا السبب املوجب‬
‫لالستفراغ‪ ،‬وغير ذلك ةن األسباب إنما يؤثر في تقليل االستفراغ أو تكثيره‪.‬‬

‫والثالث‪ :‬ةن الشباب إلى الكهولة‪ ،‬والرابع العادة‪ ،‬فإنه ةن لم تجر عادته بالفصد‬
‫لم يفصد إال عن ضرورة‪ ،‬وإذا فصد فليقلل ةن كمية الدم‪ ،‬والخاةس القوة‪،‬‬
‫وهذه كثيرا ةا تعوق االستفراغ الذي تقتضيه طبيعة املرض‪ ،‬فوجب تقليل ذلك‪،‬‬
‫أعني تقليل الكمية التي اقتضتها طبيعة املرض‪ ،‬وأةا الخريف فمضاد للفصد‪،‬‬
‫والربيع ةوافق‪ ،‬وكذلك البلد املعتدل‪ ،‬والخارج عن االعتدال بضده‪ ،‬وكذلك‬
‫املزاج الحار الرطب ةوافق للفصد‪ ،‬وبضده البارد اليابس‪ ،‬وةا بينهما كاملتوسط‪،‬‬
‫وخصب البدن أيضا ةراعى في هذا املعنى‪.‬‬

‫ضروب االستفراغ‬
‫وكـ ـ ـ ـل ةا تفرغ ـ ــه ةن حـ ـ ـ ــادث *** فاجذبه إةا ةن ةكان باعث‬
‫أو فاجتذب ةن سائر األعضاء *** على خالف أو على السواء‬
‫وربـم ـ ـ ـا جـ ـ ـذبت ة ـ ـ ـن أعض ـ ـ ـ ـاء *** ملـ ـ ـ ـا يشـ ـ ـ ـ ـارك بـ ـ ـ ـذاك الداء‬
‫كوضعنـ ـ ـ ـا ةـحجـ ـمـ ـ ـ ـ ـة الحجام ***في الثدي إلةساك دم األرحام‬
‫يريد وكل دم تستفرغه ةن قبل حادث حدث في عضو ةن أعضاء البدن فاجعل‬
‫استفراغك إياه ةن أقرب املواضع إليه‪ ،‬إذا أردت االستفراغ‪ ،‬وإن أردت تحريك‬
‫الدم إلى خالف العضو الذي ينصب إليه دون استفراغ‪ ،‬فاجعل الجذب في الجهة‬
‫املقابلة لجهة العضو الذي تستفرغه‪ ،‬أو بحذاء ةوضع األلم ةن خارج‪ ،‬أو في‬
‫‪169‬‬
‫العضو املشارك لذلك العضو املريض‪ ،‬وبخاصة إذا كان ذلك العضو في الجهة‬
‫املضادة للعضو العليل‪ ،‬ةثل ةا يصنع األطباء إذا أفرط سيالن دم الطمث ةن‬
‫وضعهم املحاجم على الثدي ‪ ،‬ألن الثدي يشارك األرحام بسبيل واصلة بينهما ‪،‬‬
‫وهي في ضد جهة األرحام‪ ،‬وكذلك يفعل في الرعاف‪ ،‬فإنهم يضعون املحاجم إذا‬
‫كان الرعاف ةن املنخر األيمن على الكبد‪ ،‬وإن كان ةن األيسر على الطحال‪ ،‬وربما‬
‫جمع الطبيب االستفراغ والجذب إلى ضد الجهة إذا كان املرض في التكوين‪ ،‬ةثال‬
‫ذلك أن ذات الجنب إذا كانت في االبتداء‪ ،‬وكان الجسم ةمتلئا فإن الفصد في‬
‫الجانب املخالف يجمع أةرين االستفراغ والجذب إلى خالف‪ ،‬وأةا إذا انقطع‬
‫االنصباب فلو أةكننا أن نفصد ةوضع الورم نفسه لم نقصر‪.‬‬
‫وقد ةض ى دليل االةتالء *** وةا يفرغ ةن الدواء‬
‫يقول‪ :‬وقد تقدم ةن قولنا دالئل االةتالء‪ ،‬وةعرفة األدوية التي تفرغ األخالط أي‬
‫تسهلها‪.‬‬

‫ذكرجميع العلل التي يفصد فيها الدموية‬


‫وأوال‪ :‬في فصد الورم الفلغموني حيث كان ةن الجسد‬
‫وإنما يفصد جالينوس *** عرقا إذا ةا كثر الكيموس‬
‫يقول‪ :‬وإنما يفصد جالينوس العروق إذا تزيدت الكيموسات األربعة على النسب‬
‫الطبيعية في الدم‪.‬‬
‫إذا ترى عالئما ةن الدم *** في بدن ال سيما في الورم‬
‫فافصد إذا بهذه األشراط *** دةي ــة ال سائر األخالط‬
‫يقول‪ :‬وإنما يفصد جالينوس إذا ظهرت أعالم غلبة الدم في البدن‪ ،‬ال سيما إذا‬
‫كان هنالك ورم‪ ،‬وقوله‪ :‬فافصد بهذه األشراط‪ ،‬إةا أن يريد به شروط االستفراغ‬
‫املتقدةة‪ ،‬وإةا أن يريد به ظهور عالةات غلبة الدم على البدن‪ ،‬وقوله‪ :‬دةية ال‬
‫سائر األخالط‪ ،‬يعني في األةراض الدةوية‪ ،‬ال في األةراض التي تكون عن سائر‬
‫األخالط‪.‬‬
‫‪170‬‬
‫فاقصد بذا الشغل ةا قصده *** وافصد ةن األةراض ةا قد فصده‬
‫هذه وصية يحث بها على اتباع جالينوس في هذه األشياء‪.‬‬
‫إذا وثقت شاهدا لتبيين *** فابدأ بفصد كل فلغموني‬
‫يقول‪ :‬إذا وثقت بالشواهد أن الذي حدث بالعليل ورم فلغموني فابدأ في ذلك‬
‫بالفصد‪ ،‬والورم الفلغموني يعني به الدةوي‪.‬‬
‫في الراس ةن خارجه وداخل ***وةا يكون ةنه في املفاصل‬
‫وورم في أسفل األذني ـ ـ ـ ـ ـ ــن *** وورم الرةـ ـ ــد ف ـي العينـ ــين‬
‫وورم اللس ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــان واللث ـ ـ ـ ـ ـ ــات *** وذب ـ ــح وورم اللهـ ـ ــاة‬
‫وفي النغانغ وفي الل ـ ـ ـوزات *** وف ـي الخوانق وفي النزالت‬
‫وذات جنب وب ـ ـذات ريه *** وورم في الثــدي واإلربيـ ـ ـه‬
‫وورم الكب ـ ـ ــد واملع ـ ـ ــده *** وورم املعـ ــاة واملقعـ ـ ــده‬
‫وفـي الطحال وف ـي االنثيين *** وفــي ةث ـ ـ ــانة وكليتي ـ ــن‬
‫وورم الرحم أو في السره***واملاشراء أو ةن ضروب الحمره‬
‫هذا كله بين بنفسه والفصد لهم في األورام التي تحدث ةن داخل الجسم أهم ةن‬
‫التي تحدث ةن خارجه إال أن تكون عظيمة‪ ،‬واألورام الفلغمونية إذا كانت ةن‬
‫داخل األعضاء الرئيسة تتبعها الحمى‪ ،‬والفصد في هذه أهم‪ ،‬وهذه هي أورام‬
‫الراس‪ ،‬والكبد‪ ،‬واملعدة‪ ،‬والحجاب الفاصل‪ ،‬وأغشية الصدر بالجملة‪ ،‬والرئة‬
‫والكلى واملثانة والرحم واملعاء األورام التي تحدث في أسفل األذنين هي ةن جنس‬
‫الطواعين ‪ ،‬وكذلك التي تحدث في األربية واألباط إال أن تكون بها بحارين ةحمودة‪،‬‬
‫والفصد في هذه أوجب ش يء‪ ،‬واملاشرا ورم يحدث في جملة الرأس والوجه حتى‬
‫ينتفخ كله‪ ،‬والذبح هي أورام املريء‪ ،‬والخوانيق أورام الحنجرة ‪ ،‬ويريد بقوله‪ :‬أو‬
‫ةن ضروب الحمرة‪ :‬الحمرة الدةوية‪.‬‬

‫‪171‬‬
‫الفصد في القروح والبثورحيث كانت‬
‫وفي قروح الرأس والعينين *** وسعفة والقرح في األذنين‬
‫الفصد في هذه ليس شافيا على القصد األول‪ ،‬وذلك أن القروح إنما تحدث عن‬
‫دةاء رديئة الكيفية‪ ،‬فإنما يفصد فيها إذا كان ةع رداءة الكيفية زيادة الكمية‪.‬‬
‫وفي التي تسعى وقرح الريه *** وفي قروح الفم والجدريه‬
‫أةا القروح الساعية فهي عن الصفراء‪ ،‬فاالستفراغ فيها بالدواء أحمد‪ ،‬إال أن‬
‫يكون السبب ةركبا‪ ،‬وأةا قروح الرية فإنما يفصد فيها في أول األةر‪ ،‬مليل الدم إلى‬
‫غير ناحية الرئة‪ ،‬فال ينزف العليل‪ ،‬وأةا إذا قدةت قروح الرئة فإنها ال يفصد فيها‪،‬‬
‫فالفصد فيها إنما هو ملكان الجذب‪ ،‬فهي ةعالجة بالعرض‪ ،‬ألنه قطع استفراغ‬
‫باستفراغ‪ ،‬وكل ةا كان ةن هذا النوع ةن املعالجة في هذه الصناعة ففيه نظر‪،‬‬
‫وال ينبغي أن يستعمل إال عند الضرورة‪.‬‬
‫وفي املعي إن صح فيها العلم *** وفي التي ينبت فيها اللحم‬
‫يعني تورم املعي الذي يسمى القولنج الشديد‪ ،‬وإنما قال‪ :‬إن صح فيها العلم‪ ،‬ألن‬
‫القولنج يكون ةن أسباب كثيرة‪ ،‬وليس ينبغي أن يفصد فيه إال في الورةي فقط‪،‬‬
‫ويعني فيما أحسب بالتي ينبت فيها اللحم‪ :‬القروح التي بهذه الصفة‪ ،‬وذلك أن‬
‫نبات اللحم فيها إنما يكون ةن الكثرة‪.‬‬
‫كذاك والبثر حيث كانا *** والجرب الرطب إذا استبانا‬
‫ةثل بث ـ ـور الفم والعينين *** وكالذي ينب ـت في الجنبين‬
‫يعني بالبثر الحبوب التي يكون ةعها وجع شديد‪ ،‬وانتفاخ العضو‪ ،‬ويعني بالجرب‬
‫الرطب الدةوي‪.‬‬

‫الفصد من امتالء العروق و انفجارالدم‬


‫وفي اةتـ ـ ـ ـ ـالء العروق والرعاف *** وفـ ـي البواس ـ ـير ةن األناف‬
‫والـ ـ ـ ـدم إن سال ةن األسنان *** كذاك أو س ـ ـ ـ ـ ـال ةن األذان‬
‫وفي البواسير اللواتي في الفم *** وف ـي ال ـ ـتي تخرج عند الرحم‬
‫‪172‬‬
‫وفي البواسير التي في املقعده*** والنزف في الطمث ألةر أزيده‬
‫هذه العلل كلها الفصد فيها ملكان الجذب املخالف‪ ،‬فهو ةداواة الشبيه بشبهه ‪،‬‬
‫أعني استفراغا باستفراغ‪ ،‬وهي ةداواة بالعرض‪ ،‬ألن املداواة بالذات هي بالضد‪.‬‬

‫الفصد في العلل املتفرقة‬


‫وفي الصداع والدوار والبخر *** ووجع السن وشعر ينتثر‬
‫إنما يفصد في الصداع إذا كان دةويا‪ ،‬وكذلك في الدوار‪ ،‬وكذلك وجع السن وهو‬
‫في األغلب إنما يكون عن ةادة باردة‪ ،‬وأةا انتثار الشعر فإنما يكون عن دم رديء‪،‬‬
‫فاالستفراغ بالدواء فيه أحمد‪ ،‬إال أن يكون هنالك كثرة الدم‪ ،‬وأةا البخر فلست‬
‫أعلم للفصد فيه وجها إال أن يكون ةعنى آخر وقع هاهنا ةصحفا‪ ،‬إال أن يقول‬
‫قائل إن السبب اندفاع األخالط التي يكون ةنها البخر إلى باطن البدن‪ ،‬إنما سبب‬
‫ذلك الكثرة‪ ،‬أو قد يكون سبب ذلك الكثرة‪.‬‬
‫والفسخ في العضو واالحتالم *** ووجع املفصل والزكام‬
‫الضربات التي ةن خارج يفصد فيها كلها‪ ،‬ألنه يحدث عنها األورام‪ ،‬ويعني باالحتالم‬
‫كثرته‪ ،‬يقول‪ :‬إنه إذا كثر وجب الفصد‪ ،‬فيما أحسب‪ ،‬وأةا الفصد في وجع‬
‫املفاصل‪ ،‬وفي الزكام فبالعرض‪ ،‬أي حيث يقترن ةع املادة لهاتين العلتين دم أكثر‬
‫ةن الطبيعي‪.‬‬
‫والصرع والسبل أو في الطرفه *** وتوتة وفي ذهاب الشهوه‬
‫السبل هي عروق غير طبيعية تنسج على امللتحم ةن العين‪ ،‬والطرفة يعني بها‬
‫الضرب الذي يقع على العين‪ ،‬والتوتة هي ورم ةتقرح في الوجه‪ ،‬وهذه يفصد لها‬
‫بالذات‪ ،‬وأةا الصرع فإنما يفصد له بالعرض‪ ،‬وكذلك الفصد عند ذهاب‬
‫الشهوة‪ ،‬بل هو ش يء ال أذكره‪.‬‬
‫وشرج ةنقطع في املقعده *** وفي النسا ووجع في املعده‬
‫الوجع في املعدة إنما يفصد له إذا كان عن ورم ‪.‬‬
‫‪173‬‬
‫ووجع ناخسة في الكبد *** وةا اعترى في كبد ةن سدد‬
‫وكذلك الوجع في الكبد إنما يفصد له إذا كان عن ورم‪ ،‬أو يتوقى ةنه حدوث ورم‪،‬‬
‫وكذلك السدد فيها‪.‬‬

‫عالج األمراض الدموية‬


‫وان ـ ـ ـح بط ـ ـ ـ ـب هذه األدواء *** لطـ ـ ـب سونوخس فـ ـي الدواء‬
‫أسهل ةن الصفراء بعد الفصد *** وةل ةن الغذاء نحو البرد‬
‫واجـ ـتـ ـ ـنب املس ـ ـ ـخن ةن غ ـ ـذاء *** وةـ ـ ـا به ت ـ ـ ـزيد ف ـ ـي الدة ـ ـ ـاء‬
‫وةـ ـ ـل بم ـ ـ ـا تغ ـ ـذوه نحو القابض *** بك ـ ـل ة ـز وبك ـ ـل ح ـ ـ ـاةض‬
‫يقول‪ :‬وانح في عالج األةراض الدةوية نحو عالج "سونوخس" ‪ ،‬وهي الحمى‬
‫الدةوية التي تعرف باملطبقة‪ ،‬وهو أن تبدأ فيها بالفصد ثم إسهال الصفراء‪،‬‬
‫وإطفاء حرارة الدم باألغذية املبردة‪ ،‬واألدوية املبردة‪ ،‬وهي الحاةضة واملزة ةثل‬
‫حماض األترج‪ ،‬والتمر الهندي‪ ،‬وةا أشبه ذلك‪ ،‬وتجنب ةا يزيد في الدم‪ ،‬وهي‬
‫اللحوم‪ ،‬كما تجتنب ةا يسخن‪ ،‬وجالينوس يفصد في هذه الحمى إذا كانت‬
‫خالصة ةن العفن‪ ،‬إال أن يكون الغش ي‪ ،‬وهو عالج غير طبيعي‪ ،‬وألنها كثيرا ةا‬
‫يشوبها العفن ةن قبل الصفراء‪ ،‬ولذلك يقول جالينوس‪ :‬إن الذين فصدهم ةن‬
‫هذه الحمى ربما وقع برؤهم بأن ينزلوا بمجلس أو بمجلسين ةن صفراء‪ ،‬ولهذا أةر‬
‫بهذا فيما أحسب‪ ،‬بأن يسهل الصفراء في هذه الحمى‪.‬‬
‫واستعمل الدليل في ذا الورم *** بالبـ ـ ـاب في غلبـ ـة ةن الدم‬
‫وةل إلى التبريد والتجفيف *** فعل الطبيب املاهر اللطيف‬

‫الجزء الثاني من العمل ( وهو العمل باليد وتقسيمه )‬


‫وإذ فرغت ةن نظام أفيد *** فاآلن أبدأ بأعمال اليد‬
‫فواحــد يعمل في العــروق *** ففي جليلها وفي الدقيق‬

‫‪174‬‬
‫وثانيــا تعمله في اللح ـ ـ ــم *** وثال ـ ـ ـ ـث تعمله في العظم‬
‫يقول‪ :‬وإذ فرغت ةن وجه األعمال باألدوية‪ ،‬واألغذية‪ ،‬فينبغي أن نشرع في وجه‬
‫العمل باليد‪ ،‬وهو ينقسم ثالثة أقسام‪ :‬في العروق‪ ،‬وعمل في اللحم‪ ،‬وعمل في‬
‫العظم‪.‬‬

‫العمل في العروق ومنافعها في الفصد‬


‫جنس العروق ةنه ةا تفجر *** وةن ـ ـه ةا تسـ ـ ـله وتبت ـ ـ ـ ـر‬
‫فيفصد األكحل في كل ألم *** في الراس والصدر كأةثال الورم‬
‫ويفصد القيفال في إلطاف *** ةن شدة الصداع والرعاف‬
‫والباسليق في عالج الصدر *** وةا اعترى في رية ةن ضر‬
‫واملاذيان فـي رديء الحال *** ةن علل الكبد والطح ـ ـال‬
‫والحبل في الذراع إن عدةنا *** الباسليق جرةه فصدنا‬
‫وتفصد العروق في األصداغ *** لدائم ةن وجع الدةاغ‬
‫والعرق خلف األذن للشقيقه *** وقرحة في هاةة عتيقه‬
‫وتفصد العرقين في املاقين *** للمرض الكائن في العينين‬
‫والعرق في اليافوخ ةن قروحه *** وورم يحدث في سطوحه‬
‫وتفص ـ ـ ـ ـ ـد الودج في اآلالم *** تخص ـ ـ ـ ـ ـ ـه ةنهن بالج ـ ـذام‬
‫وفي عالج العين عرق الجبهة *** وفي صداع دائم وس ـعفة‬
‫والعرق في الراس الذي في املؤخر *** ةن الصداع دائما والسدر‬
‫والعرق قـ ـد يفصد في األرنبة *** ملا يرى ةن بثر ف ـي الوجنة‬
‫والعرق ةن تحت اللسان نقصده *** ةن ورم وذبح فنفصده‬
‫ويفصد العرق الذي في الركبة *** ملرض األحشاء تحت السرة‬
‫ويفصد الصافن في الساقين *** ملا نرى ةن ةرض الفخذين‬
‫ويفصد النسا على أةراضه *** والعرق في القدم في أعراضه‬
‫ويبتر الشريان في الصداع *** وةا نرى فـ ـي العين ةن أوجاع‬
‫‪175‬‬
‫إذا خشينا ةن نزول امل ـ ـاء *** ف ـي العين ةن شدة هذا الداء‬
‫وورم ح ـدوثه ةن فتحه *** وال سيسل دة ـ ـه ةن س ـ ـطحه‬
‫شق له وابتره أو فسله *** وافصده إن شئت أو اقطع كله‬
‫واةنعه بالربط أو املكواء *** عن نزف ةا يجري ةن الدةاء‬
‫وداوه تدوي ـ ـ ـة الجراح ـ ـ ـ ـ ـه *** حتى ت ـ ـرى صاحبه في راحه‬

‫الشرح ‪:‬العمل في العروق وةنافعها في الفصد‬


‫جنس العروق ةنه ةا تفجر *** وةنه ةا تسله وتبتر‬
‫التي تفصد هي العروق الغير ضاربة‪ ،‬والتي تسل وتبتر هي الضاربة‪ ،‬وذلك أنها إذا‬
‫فصدت ال تلتحم ‪ ،‬ويعتري ةنها املرض الذي يسمى أم الدم‪.‬‬
‫فيفصد األكحل في كل ألم *** في الراس والصدر كأةثال الورم‬
‫يقول‪ :‬إن األكحل يفصد لألةراض التي تكون في الرأس والصدر ةثل األورام‬
‫الحادثة فيها‪ ،‬والسبب في ذلك أن هذا العرق ةشارك لعرق الراس‪ ،‬وعرق البدن‪.‬‬
‫ويفصد القيفال في إلطاف *** ةن شدة الصداع والرعاف‬
‫والقيفال هو عرق الرأس‪ ،‬ولذلك هو ةختص بفصد العلل التي في الرأس ‪.‬‬
‫والباسليق في عالج الصدر *** وةا اعترى في رية ةن ضر‬
‫الباسليق هو عرق البدن‪ ،‬وهو نوعان‪ :‬اإلبطي وهو الذي أراده هاهنا‪ ،‬ولذلك‬
‫يفصد ملا يعتري في الصدر وةا تحته‪.‬‬
‫واملاذيان في رديء الحال *** ةن علل الكبد والطحال‬
‫هذان العرقان الباسليقان اللذان تحت ةأبض الذراع ‪ ،‬وهما اللذان يسميان‬
‫بعرقي البدن‪ ،‬وهما فوق الباسليق اإلبطي‪.‬‬
‫والحبل في الذراع إن عدةنا *** الباسليق جرةه فصدنا‬
‫هذا ملشاركة هذا العرق للباسليق ‪ ،‬أعني ‪ ،‬الذي يسمى حبل الذراع‪.‬‬
‫وتفصد العروق في األصداغ *** لدائم ةن وجع الدةاغ‬

‫‪176‬‬
‫هذا ألن املرض إذا أزةن وجب أن يستفرغ ةن أقرب املواضع إلى املوضع اآللم‪.‬‬
‫والعرق خلف األذن للشقيقه *** وقرحة في هاةة عتيقه‬
‫وهذا أيضا للمشاركة والقرب‪.‬‬
‫وتفصد العرقين في املاقين *** للمرض الكائن في العينين‬
‫يعني املرض املزةن للسبب الذي ذكرنا ةن طلبنا أقرب ةوضع االستفراغ ‪.‬‬
‫والعرق في اليافوخ ةن قروحه *** وورم يحدث في سطوحه‬
‫وتفصـ ـ ـ ـد ال ــودج ف ـ ـ ــي اآلالم *** تخص ـ ـه ةنهـ ــن بالج ـ ـذام‬
‫يقول‪ :‬وتفصد الودجين‪ ،‬في علة الجذام‪ ،‬وهذا كأنه ش يء ةجرب‪ ،‬ولعل هذين‬
‫العرقين يشاركان الطحال‪.‬‬
‫وف ـي عالج العين عرق الجبهة *** وف ـي صداع دائ ـ ـم وس ـ ـ ـعفة‬
‫والعرق في الراس الذي في املؤخر *** ةن الصداع دائما والسدر‬
‫والع ـ ـ ـرق قد يفصد في األرنب ـ ـ ـة *** ملا يرى ةن بثـ ـ ـر في الوجنة‬
‫والعرق ةن تحت اللسان نقصده *** ةن ورم وذب ـ ـ ـح فنفصده‬
‫هذا كله طلبا إلخراج الدم ةن أقرب املواضع إلى العضو العليل‪ ،‬وذلك ال يكون‬
‫إال إذا أزةن املرض‪ ،‬وأةن انصباب ش يء إلى العضو األلم‪.‬‬
‫ويفصد العرق الذي في الركبة *** ملرض األحشاء تحت السرة‬
‫ويفصد الصافن في الساقين *** ملا نرى ةن ةرض الفخذين‬
‫ويفصد النسا على أةراضه *** والعرق في القدم في أعراضه‬
‫يقول‪ :‬ويفصد عرق النسا نفسه في ةرضه أعني ةع الوجع الذي فيه إذا أزةن‪،‬‬
‫وأةن االنصباب‪ ،‬وكذلك يفصد له العرق الذي في القدم عند ةا تشتد أعراضه‬
‫أي وجعه‪.‬‬

‫‪177‬‬
‫العمل في الشرايين‬
‫ويبتر الشريان في الصداع *** وةا نرى في العين ةن أوجاع‬
‫إذا خشينا ةن نزول املاء *** في العين ةن شدة هذا الداء‬
‫هذا ألن ةن الصداع ةا ةادته ةن الشرايين‪ ،‬والشرايين ملا لم يكن فصدها بترت‪،‬‬
‫وذلك بعد أن يشد طرفا العرق بخيط حرير ثم يبتر‪ ،‬وكذلك يشبه أن تكون املادة‬
‫التي تنزل ةنها بعض املياه ةبثوثة في الشرايين‪.‬‬

‫وورم حـ ـ ـ ـدوثه ةن فتح ـ ـ ـه *** وال سيسل دة ـ ـه ةن سطحه‬


‫شق له وابت ـره أو فس ـ ـله *** وافصده إن شئت أو اقطع كله‬
‫واةنعه بالربط أو املكواء *** عن نزف ةا يجري ةن الدةاء‬
‫وداوه ت ـ ـ ـ ـدوية الج ـ ـ ـراح ـ ـه *** ح ـ ـتى ت ـ ـرى صاحبه فـي راحه‬

‫يقول‪ :‬نبتر الشريان أيضا ةن ورم حدث ةن ضربة وقعت عليه فثقبته فحدث‬
‫عن ذلك أم الدم‪ ،‬وينفتح العضو الذي فيه الشريان املفصود‪ ،‬ألنه ال يخرج الدم‬
‫ةن سطح ذلك العرق‪ ،‬وهذا الذي قاله هو ش يء يعرض للشرايين التي تنثقب‪،‬‬
‫أعني أنه إن وضع عليها دواء ةلحم انتفخ العضو وتورم‪ ،‬حتى يتعفن‪ ،‬فإذا حدث‬
‫ةثل هذا في الشريان‪ ،‬فالشفاء يكون بأن يبتر العرق كله في ةوضع الفتح‪ ،‬أو يسل‬
‫الجزء الذي فيه الفتح‪ ،‬ويقطع ةن طرفيه‪ ،‬وذلك بعد أن تربط األطراف‪ ،‬أو يكون‬
‫قطعه بالنار‪.‬‬

‫‪178‬‬
‫الثاني ةن العمل باليد وهو العمل في اللحم وأوال في الشرط‪:‬‬
‫وعمل اللحم فمنه الشرط *** والقطـ ـ ـع والك ـ ـي وةنه الب ـط‬
‫والشرط ةنه عمل يجري دةه *** وةنه ة ــا تمص ـ ـ ـه بمحجم ــه‬
‫يجري به الدم ةن السطوح *** في الجسم ذي البثر والقروح‬
‫يريد واملحاجم ةنها ةا نضعها بعد الشرط فيسيل الدم ةن العضو املشروط إلى‬
‫املحاجم‪ ،‬وذلك يستعمل في إخراج الدم الفاسد الذي يكون قريبا ةن سطح‬
‫الجسم‪ ،‬ولذلك قال إنه يستعمل في البثر والقروح‪ ،‬ألن ةادة هذه هي في سطوح‬
‫البدن‪.‬‬
‫وربما نحجم دون الشرط *** فيما نريد نقله ةن خلط‬
‫يقول‪ :‬وربما استعملنا املحجمة ةن غير شرط ملا نريده ةن جذب الدم ةن جهة‬
‫إلى جهة‪ ،‬ةثل املحاجم التي نجعلها تحت الثدي عند إفراط سيالن دم الطمث‬
‫وعلى الكبد والطحال عند الرعاف‪.‬‬
‫وتـ ـ ـ ـ ـارة فـ ـ ـ ـ ـ ـارغة تلصقه ـ ـا *** وةـ ـ ـ ـرة بقطن ـ ـ ـ ـ ـة تحـ ـ ـ ـ ـ ـرقهـ ــا‬
‫لكي تفش الريح ةن ةكان *** وتصلح األعضاء باإلسخان‬
‫يريد وقد تستعمل املحجمة ال بمص‪ ،‬وال ةع شرط بل بالنار‪ ،‬وهذه املحجمة إنما‬
‫تستعمل لتفش الرياح املحدثة لألوجاع الشديدة في املعي واملعدة‪ ،‬وتسخن أيضا‬
‫العضو الذي برد‪.‬‬

‫‪‬‬

‫‪179‬‬
‫املراجع‬
‫‪ -‬كتاب فردوس الحكمة في الطب‬
‫املؤلف‪ :‬هو العالم املسلم أبو الحسن علي بن سهل رَّبن الطبري‪ ،‬ولد في ةرو ةن‬
‫أعمال طبرستان‪ ،‬الوفاة‪ 260 :‬هجري ‪ 870 -‬ةيالدي‪.‬‬
‫‪ -‬رسالة في الفصد قسطا بن لوقا‬
‫املؤلف‪ :‬قسطا بن لوقا البعلبكي الحكيم الفيلسوف املهندس املنجم‪ ،‬أصله روةي‬
‫نزل بغداد أيام الخليفة املقتدر باهلل العباس ي‪ ،‬يعده ابن أبي أصيبعة ضمن طبقة‬
‫األطباء العراقين وأطباء الجزيرة وديار بكر‪.‬‬
‫ةولده‪ :‬لم تذكر املصادر التي ترجمت له تاريخا دقيقا ملولده‪ ،‬وإنما ذكر بعضهم‬
‫أنه نبغ في ةنتصف القرن الثالث الهجري‪ ،‬وبعضهم يؤرخ مليالده بسنة ‪۲۲۰‬ه‬
‫وبعضهم بسنة ‪ ۲۰۰‬هجري وتوفي في حدود ‪ 300‬هجري‪.‬‬
‫‪ -‬كتاب الحاوي ومقالة في الفصد‬
‫ةحمد بن زکریا الرازي األستاذ الفيلسوف الطبيب صاحب التصانيف واملؤلفات‬
‫الغزيرة في شتى فروع املعرفة ‪ ،‬ةولده ونشأته‪ :‬ولد الرازي بمدينة الري جنوبي‬
‫طهران عام ‪۲۰۰‬ه ‪864‬م ‪ ،‬املتوفي ‪ 311‬هجريه ‪925 ،‬م ‪.‬‬
‫‪ -‬مصالح األبدان واألنفس‬
‫ةن تأليف أبي زيد احمد بن سهل البلخي ‪ 322 ،‬ه ‪ 935 /‬م‬
‫كامل الصناعة الطبية ( امللكي )‬‫‪ِ -‬‬
‫علي بن العباس املجوس ي أو ابن املجوس ي املتوفي ‪ 332‬هجري‪ 994/‬ةيالدي‬ ‫ّ‬
‫ةن أشهر أطباء الدولة العباسية‪ ،‬أصله ةن األهواز‪ ،‬وقد اشتهر بكتابه املسمى‬
‫(كاةل الصناعة الطبية الضرورية) واملشهور باسم (الكتاب امللكي)‪ ،‬فيه عشرون‬
‫ةقالة عن الطب اإلسالةي وعلم االجتماع‪.‬‬

‫‪180‬‬
‫‪ -‬مقالة في الفصد ألبو الحسن أحمد بن محمد الطبري‬
‫هو أبو الحسن أحمد بن ةحمد الطبري طبيب عالم ةن أهل طبرستان ‪ ،‬كان عاملا‬
‫بصناعة الطب ‪ ،‬وكان طبيب األةير رکن الدولة ‪ ،‬ولم يذكر أحد تاریخ ةولده‬
‫تحديدا ‪ ،‬وإنما ذكر الزركلي أنه ةن وفيات سنة ‪۳۹۰‬ه ‪،‬‬
‫‪ -‬التصريف ملن عجزعن التأليف املقالة الثالثون " باب الفصد "‬
‫أبو القاسم خلف بن عباس الزهراوي ولد في ةدينة الزهراء شمال قرطبة ‪ ،‬توفي‬
‫بعد سنة ‪ 400‬هـ‪.‬‬
‫‪ -‬الفصد في كتاب املاء ‪ ،‬ابن الذهبي‬
‫عبد هللا بن ةحمد األزدي (حوالي ‪ 1033‬م ) عالم ةشارك في الطب والفقة‬
‫والكمياء ‪،‬كان الطبيب العربي الشهير للكتابة األبجدية األولى املعروفة للموسوعة‬
‫الطب ‪ ،‬ويعرف بأبن الذهبي (أبو ةحمد) ‪،‬وينتسب إلى قبائل األزد العربية ‪ ،‬توفي‬
‫‪ 456‬هجري‪.‬‬
‫‪ -‬الفصــد في كتاب القانون في الطب‬
‫ابن سينا هو علي الحسين بن عبد هللا بن الحسن بن علي بن سينا‪ ،‬عالم وطبيب‬
‫ةسلم ةن بخارى‪ ،‬اشتهر بالطب والفلسفة واشتغل بهما‪ .‬ولد سنة ‪ 370‬ه ـ ‪980‬م‬
‫‪ ،‬وتوفي في همدان في إيران حاليا سنة ‪ 427‬ه ـ ‪1037‬م‬
‫‪ -‬شرح أرجوزة ابن سينا ( الفص ــد )‬
‫شرح ابن رشد ‪ ،‬ةحمد بن أحمد بن ةحمد بن رشد األندلس ي القرطبي ‪ ،‬تاريخ‬
‫وفاته‪595 :‬هـ‪1198/‬م‬
‫‪ -‬مقالة في الفصد هبة هللا بن صاعد بن التلميذ‬
‫أةين الدولة ‪ ،‬أبو الحسن هبة هللا بن صاعد بن هبة هللا بن إبراهيم البغدادى‬
‫هجرية (‪1165‬‬‫َّ‬ ‫َّ‬
‫ةيالدية) وتوفي ‪560‬‬ ‫هجرية (‪1074‬‬ ‫َّ‬ ‫النصرانى ‪ ،‬ولد سنة ‪466‬‬
‫ةيال َّدية)‪.‬‬
‫‪ -‬الفصد في كتاب نهاية الرتبة الظريفة في طلب الحسبة الشريفة‬

‫‪181‬‬
‫لعبد الرحمن بن نصر بن عبد هللا الشيرازي الشافعي ‪ ،‬املتوفى ‪ :‬نحو ‪590‬هـ‪.‬‬
‫‪ -‬العمدة في الجراحة ‪ ،‬ابن القف‪ ،‬امين الدولة بن يعقوب‬
‫أبو الفرج أةين الدولة بن يعقوب املعروف بابن القف الكركي ولد في ‪ 630‬هـ كان‬
‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫طبيبا وعاملا وفيلسوفا ولد في ةدينة الكرك جنوب األردن يوم السبت ثالث عشر‬
‫ذي القعدة سنة ثالثين وستمائة هجرية (املوافق ‪ 22‬آب ‪ 1232‬ةيالدية) ‪ ،‬توفى‬
‫‪685‬هـ بدةشق‪.‬‬
‫‪ -‬مخطوطة عقيلة العقالء في علم الفصد عن الفعالء‬
‫عرض و تحايل و تعريف األستاذ‪ :‬عبدالقادر احمد عبدالقادر‬
‫‪ -‬رسالة في الفصد ابن األكفاني ‪ 749 ،‬هجري‬
‫املؤلف هو‪ :‬شمس الدين أبي عبد هللا ةحمد بن إبراهيم بن ساعد األنصاري‬
‫املعروف بابن األكفاني الطبيب السنجاري‪.‬‬
‫‪ -‬الشرح املغني ‪ ،‬املوجزالبن النفيس‬
‫سديد الدين الكازروني ( توفي عام ‪ 857‬هجري ‪ 1357 -‬م ) هو طبيب ‪ ،‬ةن أهل‬
‫ُ‬ ‫ً‬
‫كازرون ‪ ،‬شرح ةوجز ابن النفيس‪ ،‬املعروف أيضا باسم املغني ‪ ،‬وهو نص طبي‬
‫شهير ةن القرن الرابع عشر كتبه سديد الدين بن ةسعود َ‬
‫الكازروني‪.‬‬
‫‪ -‬النزهة املبهجة في تشحيذ األذهان وتعديل األمزجة‬
‫داوود بن عمر اإلنطاكي ‪ ،‬ولد بإنطاكية‪ ،‬وتوفي عام ‪ 1008‬هـ‪1599/‬م‪ ،‬في ةكة‬
‫املكرةة‬
‫‪ -‬كتاب روضة النجاح الكبرى في العمليات الجراحية الصغرى ( الفصد )‬
‫ةحمد بن علي بن ةحمد البقلي ( الجويلي ) ولد باملنوفية سنة ‪ 1228‬هـ‪ 1813/‬م‪،‬‬
‫توفى بالحبشة سنة ‪ 1293‬هـ ‪ 1876 /‬م‬

‫‪182‬‬
‫الفهرس‬
‫املقدةة ‪5 ..................................... ................................ ................................ ................................‬‬
‫وصية الزهراوي ‪6 ........................ ................................ ................................ ................................‬‬
‫الباب األول‪ :‬القول في تدبير إخراج الدم ‪7 ................. ................................ ................................‬‬
‫الباب الثاني‪ :‬في تعريف وحد الفصد ‪9 ....................... ................................ ................................‬‬
‫الفصد العام والفصد املوضعي ‪11 ........................... ................................ ................................‬‬
‫الباب الثالث‪ :‬املعاني التي ينبغي أن ينظر فيها ةن يقصد الفصد ‪13 .......................................‬‬
‫الباب الرابع‪ :‬في األغراض املقصودة بالفصد ‪14 ....................................... ................................‬‬
‫اصالح الكمية وإصالح الكيفية ‪14 ............................ ................................ ................................‬‬
‫الفصد بسبب القوة والكثرة ‪16 ................................. ................................ ................................‬‬
‫الباب الخاةس‪ :‬في أسماء وعدد العروق املفصودة ‪19 ............................. ................................‬‬
‫بعض العروق التي تحتاج الى التوضيح ‪28 ................ ................................ ................................‬‬
‫عرق الهاةة ‪28 ............................ ................................ ................................ ................................‬‬
‫عرق الجبهة ‪30 ........................... ................................ ................................ ................................‬‬
‫عروق خلف األذن ‪32 ................ ................................ ................................ ................................‬‬
‫القيفال‪ ،‬الباسليق ‪37 ................ ................................ ................................ ................................‬‬
‫عروق البطن ‪42 ......................... ................................ ................................ ................................‬‬
‫الباب السادس‪ :‬أنوع العروق ةن ناحية الشكل والجس ‪43 ..................... ................................‬‬
‫جس العروق ‪44 ......................... ................................ ................................ ................................‬‬
‫الباب السابع‪ :‬في كيفية الفصد في الجملة ‪50 ........................................... ................................‬‬
‫أسماء وأشكال بعض املباضع ‪51 .............................. ................................ ................................‬‬
‫البتر والنتر والقطع والسل والبزغ والغرز والقطع والتشريط ‪71 ..............................................‬‬

‫‪183‬‬
‫سعة الفتحة وضيقها ‪74 ........................................... ................................ ................................‬‬
‫الفصد طوال وعرضا وواربا ‪75 ................................... ................................ ................................‬‬
‫الشرايين املفصودة وكيفية فصدها ‪77 .................... ................................ ................................‬‬
‫الباب الثاةن‪ :‬في إخراج الدم دفعة واحدة أو دفعات وكيفية التثنية ‪84 ................................‬‬
‫الباب التاسع‪ :‬في قطع (وقف) الدم حال الفصد ‪91 ................................ ................................‬‬
‫الباب العاشر‪ :‬في ةقدار ةا يحتاج أن يستفرغ ةن الدم ‪92 ..................... ................................‬‬
‫الباب الحادي عشر‪ :‬في ةنافع شد العضو عند الفصد وكيفيته ‪93 .......................................‬‬
‫كيفية الرباط األول والرباط الثاني ‪94 ....................... ................................ ................................‬‬
‫الباب الثاني عشر‪ :‬في ذكر العلل التي يفصد لها كل عرق ‪95 ................... ................................‬‬
‫الباب الثالث عشر‪ :‬في العلل التي ينفع ةنها الفصد ‪117.......................... ................................‬‬
‫الباب الرابع عشر‪ :‬فيمن يناسبه وةن ال يناسبه الفصد ‪119.................. ................................‬‬
‫االجساد وأصحاب العلل املناسبة للفصد ‪121......................................... ................................‬‬
‫األجساد وأصحاب العلل التي يضر بها الفصد ‪124.................................. ................................‬‬
‫أوفق االسنان العمرية للفصد ‪126........................... ................................ ................................‬‬
‫الباب الخاةس عشر‪ :‬في وقت الفصد ‪129................ ................................ ................................‬‬
‫ةا يوجب الفصد في الربيع ‪129.................................. ................................ ................................‬‬
‫الحاالت توجب استعمال الفصد في أي وقت ‪130.................................... ................................‬‬
‫أنسب األوقات التي ينبغي أن تقصد لفصد املحموةين ‪131..................... ................................‬‬
‫أنسب األوقات التي ينبغي أن تقصد لفصد ةن به ورم ‪132..................... ................................‬‬
‫الباب السادس عشر‪ :‬في العالج باألدوية املسهلة والفصد ‪133................ ................................‬‬
‫الباب السابع عشر‪ :‬جذب املواد ونقلها ةن ةواضعها بالفصد ‪135........................................‬‬
‫ةعني استفراغ الدم على املحاذاة ‪137....................... ................................ ................................‬‬

‫‪184‬‬
‫جذب املواد إلى ضد الجهة التي يميل إليها ‪137.......................................... ................................‬‬
‫أقسام الفصد ةصرف وةحول ‪138.......................... ................................ ................................‬‬
‫ةعرفة الجهة التي يجب الفصد ةنها ‪140.................. ................................ ................................‬‬
‫باب الثاةن عشر‪ :‬في العلل التي تقوم الحجاةة تقوم ةقام الفصد ‪141..................................‬‬
‫الباب التاسع عشر‪ :‬ةا ينبغي على املفصود فعله قبل وبعد الفصد ‪143................................‬‬
‫الباب العشرون عشر‪ :‬في استدراك خطأ الفاصد ‪145............................ ................................‬‬
‫الباب الحادي والعشرون‪ :‬في عيوب وةصاعب الفصد ‪147..................... ................................‬‬
‫الباب الثاني والعشرون‪ :‬في الشروط املأخوذة على الفاصد ‪155..............................................‬‬
‫الباب الثالث والعشرون‪ :‬في آراء الناس في خروج الدم بالفصد ‪163........................................‬‬
‫املضرة الواقعة بكثرة خروج الدم بالفصد والعكس ‪164.......................... ................................‬‬
‫الباب الرابع والعشرون‪ :‬شرح االجوزة البن سينا ‪165.............................. ................................‬‬
‫ةقتطفات ةن شرح أرجوزة ابن سينا ‪165................. ................................ ................................‬‬
‫تدبير الطفل في خاصته ‪165...................................... ................................ ................................‬‬
‫تدبير الصحة في الشيوخ ‪165..................................... ................................ ................................‬‬
‫ذكر عالةات الدم وغلبته ‪167................................... ................................ ................................‬‬
‫عالج األةراض االةتالئية وشروط االستفراغ ‪168..................................... ................................‬‬
‫ضروب االستفراغ ‪169............... ................................ ................................ ................................‬‬
‫ذكر جميع العلل التي يفصد فيها الدةوية ‪170......................................... ................................‬‬
‫الفصد في القروح والبثور حيث كانت ‪172................ ................................ ................................‬‬
‫الفصد ةن اةتالء العروق وانفجار الدم ‪172........................................... ................................‬‬
‫الفصد في العلل املتفرقة ‪173.................................... ................................ ................................‬‬
‫عالج األةراض الدةوية ‪174....................................... ................................ ................................‬‬

‫‪185‬‬
‫الجزء الثاني ةن العمل ( وهو العمل باليد وتقسيمه ) ‪174.................... ................................‬‬
‫العمل في العروق وةنافعها في الفصد ‪175................ ................................ ................................‬‬
‫العمل في الشرايين ‪178.............................................. ................................ ................................‬‬
‫املراجع ‪180................................. ................................ ................................ ................................‬‬

‫‪186‬‬
187

You might also like