You are on page 1of 7

‫المحاضرة األولى مفهوم وطبيعة المنظمة‬ ‫محاضرات في نظرية المنظمات‬

‫المحاضرة األولى مفهوم وطبيعة المنظمة‬


‫سيتم التطرق يف هذه احملاضرة اىل حتديد مفهوم املنظمة‪ ،‬ومسببات وجودها وأمهيتها‪ ،‬ومفوم نظرية املنظمات وماهي‬
‫مداخل دراسة املنظمات ‪.‬‬
‫‪-1‬مقدمة‪:‬‬
‫يف ظل بيئة ديناميكية حييط هبا العديد من املتغريات االقتصادية واالجتماعية والسياسية ميكنن طـنقاق أوـنا‬
‫وتسميات عديندة على عصرنا احلاضر ومن بينها "عصر التغيري"‪ ،‬و"عصر الثورة املعرفية"‪ ،‬و"عصر االتصاالت"‪.‬‬
‫وبإمكاننا أن نضيف طلنى ذلنك "عصر املنظمات"‪ .‬فاملنظمات الشكل املؤسسي السائد يف اجملتمعات املعاـرة‪،‬‬
‫وهي الوسيلة الرئيسة إلشباع خمتلف احلاجات اإلنسانية من غذاء وكساء وسنكن ومواـقات واتصاالت وتعليم‬
‫وـحة وفن ورفاه وغريها‪ .‬واملنظمات حتيط باإلننسنان منن كل جانب وتقازمنه من والدته طىل حني وفاته‪ ،‬ويستحيل‬
‫جتنبها أو الفرار منها‪ .‬هذا باإلضافة طىل أن نسبة كبرية من األفراد يف كل جمتمع يعملون يف ختلف املنظمات‪،‬‬
‫حكومنية أم أهلية‪ ،‬ـناعية أم جتارية أم زراعية أم تعليمية أم ـحية وغريها هذا وتأخذ دراستها مداخل وتوجهات‬
‫متعددة بسبب اختقا التحديات نتيجة لتقاحق املتغريات والتطورات اليت شهدها القرن العشرون خاـة يف‬
‫احلقبة األخرية منه هذه املتغريات والتطورات ليحندث املزيد منهنا يف القرن احلايل‪ ،‬وتتمثنل االستجابة هلذه املتغريات‬
‫والتطورات يف قدرة اإلدارة على القيام بدورها املهنم يف منظمات األعمال باعتبار أن اإلدارة هي وسيلة املنظمنة يف‬
‫أي منن مستوياهتا وأشكاهلا لتوظينف واستثمار مواردها للوـول طىل حتقيق أهدافها‪.‬‬
‫‪-0‬المفهوم اللغوي واإلصطالحي للمنظمة‪:‬‬
‫لغة تعترب كلمة "تنظيم" أو منظمة ترمجة للمصطلح اإلجنليزي والفرنسي ‪ Organizsation‬وكلمة منظمة‬
‫املنشود‬ ‫تأيت من الفعل "نظم" "ينظم " ويقصد به ترتيب األمور ووضعها يف ـورة منطقية معقولة ختدم اهلد‬
‫والرغبة املسطرة‪.‬‬
‫اصطالحا‪ :‬لقد استعمل هذا املصطلح بنفس معناه اللغوي‪ ،‬طال أن الباحثني واملهتمني هبذا اجملال‪ ،‬ومن خقال‬
‫دراساهتم النظرية والتطبيقية تعمقوا يف دقة املفهوم حيث أننا الميكن سرد مجيع التعاريف اخلاـة باملنظمات‬
‫شيسرت برنارد ‪ Chaster Barnard‬املنظمة بأهنا نسق من األنشطة املنسقة شعوريا‪،‬‬ ‫التعريف األول يعر‬
‫املدروس‬ ‫أو أهنا قوى منظمة من شخصني أو أكثر تقوم بإجناز جمموعة من األنشطة من خقال التنسيق اهلاد‬
‫‪1‬‬
‫والشعوري‪.‬‬
‫التعريف الثاني يعر روبيسن ستيفن ‪ Stephn Robins‬املنظمة كيان اجتماعي منسق بشكل متعمد وله‬
‫‪2‬‬
‫حدود متيزه عن بيئته اخلارجية‪ ،‬ويعمل على أساس االستمرار النسيب لتحقيق هد أو أهدا مشرتكة‬

‫ماجد عبد الهادي مساعدة‪ ،‬إدارة المنظمات منظور كلي‪ ،‬دار المسيرة للنشر والتوزيع والطباعة عمان ‪ 3102‬ص‪32‬‬ ‫‪1‬‬

‫حسين حريم ‪ ،‬إدارة المنظمات منظور كلي‪ ،‬دار الحامد ‪ 3110‬ص ‪32‬‬ ‫‪2‬‬

‫السنة الجامعية ‪0202/2222‬‬ ‫كلية العلوم االقتصادية والعلوم التجارية وعلوم التسيير جامعة ورقلة‬ ‫د طواهير عبد الجليل‬
‫المحاضرة األولى مفهوم وطبيعة المنظمة‬ ‫محاضرات في نظرية المنظمات‬

‫التعريف الثالث‪ :‬يعر ارثر بيدان و ورميوند زامنوتو املنظمة على أهنا كيان اجتماعي هاد ميثل نظاما تتم هيكلة‬
‫‪3‬‬
‫نشاـاته بشكل متعمد وله حدود ميكن متييزها‬

‫مايمكن استنتاجه مما سبق يتضح لنا أن المنظمة ‪:‬‬

‫‪ ‬نظام يتكون من أنظمة فرعية متفاعلة‬


‫‪ ‬نظام اجتماعي مكون من جمموعة أفراد يتفاعلون فيما بينهم‬
‫‪ ‬للمنظمة أهدا تكون مدروسة‬
‫‪ ‬املنظمة هلا حدود بيئية واضحة متيزها عن بيئتها اخلارجية‬
‫‪ ‬املنظمة جمموعة موارد بشرية ومالية ومادية ومعلوماتية‬
‫‪ ‬هناك داللتان ملصطلح التنظيم حيث يتم استخدامه للداللة تارة على املنظمة كوحدة وترة يقصد به العملية‬
‫التسيريية‪ ،‬اليت هي أحدى وظائف املسري ويف هذا املقياس يتم الرتكيز على املنظمة او التنظيم باملفهوم األول‬

‫لكن السؤال المطروح هل يمكن اطالق مصطلح منظمة على أية مجموعة ؟ ‪ :‬من أجل اـقاق مصطلح‬
‫منظمة على منظمة البد من توافر عدد من املتطلبات‪:‬‬

‫‪ .1‬توفر احلد األدىن بشخصني يعدان نفسيهما أعضاء مكونني هلذه اجملموعة‪،‬‬
‫‪ .2‬توفر احلد األدىن هبد واحد يتخذ كهد عام ألفراد اجملموعة مجيعهم‪.‬‬
‫معا‪ ،‬من أجل حتقيق غاياهتم و أهدافهم املنشودة‪.‬‬
‫‪ .3‬وجود تعاون بني أعضاء املنظمة للعمل ً‬
‫‪-2‬مسببات تكوين المنظمة‪:‬‬

‫هناك عدة أسباب تدفع خللق وتشكيل املنظمات واستمرارها يف بيئة األعمال ولعل قيام املنظمات وطنتاج‬
‫املنتجات املشبعة لرغباتالزبائن كان واليزال عامقا حمفزا لبقاء املنظمات زتطورها ويتوقف ذلك على طمكانية‬
‫استخدام املوارد واستغقال الفرص عرب جمموعة آليات وـرق تساهم مجيعا فيزيادة قيمة أعمال املنظمات اال‬
‫ان ذلك اليلغي واليتجاهل مسببات تكوين املنظمات ببناء جمتمعات ومحايتها وميكن سرد أهم املسببات‬
‫اآليت‪:‬‬

‫‪ ‬مسببات تتعلق باالستخدام الكثيف واملتنوع للتكنولوجيا‬


‫‪ ‬مسببات تتعلق ببمارسة القوة والنفوذ والرقابة متعددة االجتاهات‬
‫‪ ‬مسببات ترتبط خبدمة واشباع احلاجات اإلنسانية على خمتلف املستويات‬
‫‪ ‬مسببات متعلق بإدارة بيئة األعمال اخلارجية العامة واخلاـة‪.‬‬

‫حجاح عبد الرؤوف ‪ ،‬إمطبوعة بيداغوجية نظرية المنظمات ‪ ،‬جامعة ورقلة ‪3131‬ص ‪01‬‬ ‫‪3‬‬

‫السنة الجامعية ‪0202/2222‬‬ ‫كلية العلوم االقتصادية والعلوم التجارية وعلوم التسيير جامعة ورقلة‬ ‫د طواهير عبد الجليل‬
‫المحاضرة األولى مفهوم وطبيعة المنظمة‬ ‫محاضرات في نظرية المنظمات‬

‫‪-4‬مفهوم ودواعي دراسة نظرية المنظمات‬

‫أ مفهوم نظرية المنظمات‪ :‬هي اإلـار الفكري الذي تتم يف داخله عمليات البحث والتطوير اهلادفة طىل‬
‫متكني املنظمات القائمة وتوجيه املنظمات اجلديدة اىل حتديد األهدا املتوخاة وضمان سري أعماهلا‬

‫هي حقل معريف يهتم بكيفية عل املنظمات وكيفية تأثريها وتأثرها بالبيئة اليت تتواجد فيها من خقال استخدام‬
‫جمموعة مفاهيم ومباديء وفرضيات مرتاكمة لتفسري سلوك املنظمة‬
‫جمموعة من النظريات اليت تعاجل الظاهرة التنظيمية هيكلة وأداء وتسعى اىل حتسني فعاليتها‪،‬‬
‫ب مسسبات دراسة المنظمات‪:‬‬
‫أي أن نظرية املنظمات تساهم يف هتيئة بيئة معرفية علمية وعملية مفيدة فيما يتعلق باجلوانب االتية‬
‫‪ ‬املنظمات كنظم حية ومفتوحة متيل اىل التطوير والتغيري‪.‬‬
‫‪ ‬فهم ـبيعة املنظمات يف بيئة األعمال املتجددة؛‬
‫‪ ‬تعترب املنظمات الوسيلة الرئيسة إلشباع خمتلف احلاجات تقانسانية يف اجملتمع؛‬
‫‪ ‬مساعدة املتعاملني مع املنظمات على فهم املنظمات بطريقة علمية ؛‬
‫‪ ‬هتيئة آليات تساعد يف تطبيق املفاهيم واملباديئ يف جمال عمل املنظمات ؛‬
‫‪ ‬يتم دراسة نظرية املنظمات بلرـد املشكقات التنظيمية املختلفة وحتليل أسباهبا؛‬
‫‪ ‬استفادة املسريين من الرتاكم املعريف قصد حتقيق نتائج أداء متميز‬
‫‪-5‬مصطلحات نظرية المنظمات‬
‫‪ .1‬النظرية هي منطلق وتصور ورؤ ية متكننا من فهم وتعريف وتفسري ظاهرة معينة وحتديد حدودها وـريقة‬
‫دراستها والتعامل معها‪ ،‬طذا ملا نقول نظرية املنظمات نقصد ماهي رؤيتنا وفهمنا للمنظمات حبيث ميكننا‬
‫هذا الفهم من تفسري هذه املنظمات أي معرفة حدودها ومعرفة كيفية التصر والتعامل معها‬
‫‪ .2‬هل هي نظرية أن نظريات المنظمات؟هناك من يتكلم عن النظريات باجلمع‪ ،‬وهناك من يتكلم عن‬
‫النظرية باملفرد ويف الواقع عبارة عن عدد كبري من النظريات ولكننا سنستعمل النظرية باملفرد‪ ،‬لكي نبقى يف‬
‫اـ ار واحد وهو الفكر املتعلق بالتنظري للمنظمات‪ ،‬وألهنا يف هناية املطا نظرية واحدة ظهرت يف هناية‬
‫القرن ‪ ، 11‬مث أخذت تتطور حسب الظرو واألحداث يف املنظمات نفسها‪ ،‬ويف اجملتمعات كظهور‬
‫‪4‬‬
‫تكنولوجيات معينة أو سلزكيات معينة يف اجملتمع‬
‫‪ .3‬منظمات أو منظمات؟ البراز التنوع يف أشكال املنظمات وأنشطتها نستعمل كلمة املنظمات باجلمع‬

‫‪ 4‬عيسى حيرش محاضرات في نظرية المنظمة جامعة المللك فيصل متوفر على الرابط‬
‫‪ https://bazingafiles.s3.us-west-2.amazonaws.com/5b163df0af69d1528184304.pdf‬اطلع عليه بتاريخ ‪3133/10/12‬‬

‫السنة الجامعية ‪0202/2222‬‬ ‫كلية العلوم االقتصادية والعلوم التجارية وعلوم التسيير جامعة ورقلة‬ ‫د طواهير عبد الجليل‬
‫المحاضرة األولى مفهوم وطبيعة المنظمة‬ ‫محاضرات في نظرية المنظمات‬

‫‪ .4‬موضوع نظرية المنظمات‪ :‬تدرس نظرية املنظمات هيكلة املنظمات ‪ ،structur‬أي كيف هنيكل املنظمة‬
‫وكيف خنصص مواردها وكيف نقسم السلطة واملسؤوليات وكيف ننظمها؟‪.5‬‬

‫‪-6‬مداخل دارسة المنظمات‪:‬‬


‫لقد استقطبت والتزال ظاهرة املنظمات اهتمام الكتاب والبااحثني من ميادين العلم واملعرفة املختلفة‪ ،‬والذين تناولت‬
‫أحباثهم ودراساهتم منظمات خمتلف ةمن حيث ـبيعة النشاط واألهدا واحلجم وغريها‪ .‬كما تباينت وحدات‬
‫التحليل اليت استخدموها (املنظمة ككل أو أجزاء منها) كل ذلك أدى طىل تعدد األـر‪/‬املداخل املستخدمة لدراسة‬
‫وحتليل املنظمات‪ ،‬وتعدد وجهات النظر حول املنظمات‪ .‬يصنف الكاتبان ( ‪ Bolman‬و ‪)1111 Deal‬‬
‫أـر دراسات املنظمات اىل ‪ 4‬مداخل أو أـر وهي‪:‬‬
‫‪ ‬اإلطار الهيكلي‪ :‬الذي اهتم جبوانب حتليل وتصميم االعمال‪ ،‬وحتديد األدوار وتكوين الوحدات التنظيمية‪،‬‬
‫وحتديد السلطات‪ ،‬وتنظيم مجاعات العمل والتنسيق‪.‬‬
‫‪ ‬اطار الموارد البشرية‪ :‬فقد عين بسلوك األفراد ودوافعهم وحاجاهتم وميوهلم وعقاقات الرئيس باملرؤسني‬
‫واكد على أمهية املشاركة‪.‬‬
‫‪ ‬المنظور السياسي‪ :‬فقد نظر طىل املنظمة على أهنا مسرح للسياسة وـراع القوى والتحالفات والتفاوض‬
‫واملساومة ‪.‬ويرى أن اهدا املنظمة وسياستها وهيكلتها تتطور وتنشأنتيجة عملية مستمرة من النزاع‬
‫والتفاوض واملساومة بني مجاعات وحتالفات األـرا الرئيسة يف املنظمة‪.‬‬
‫‪ ‬وأخيرا المنظور الثقافي يركز على القيم واملثاليات والرموز‪،‬ويرى ان أمهية األحداث يف املنظمة تكمن يف‬
‫ماتعنيه وترمز طليه تلك األحداث أكثر من األحداث نفسها فاحلدث نفسه قيد يعين أشياء خمتلفة ألناس‬
‫خمتلفني ‪.‬‬

‫أن كل منظور قد ـور جمموعة خمتلفة من املفاهيم واملباديء واالسرتاتيجيات ويوفر كل منها اـارا يرسم ـورة خمتلفة‬
‫عن املنظمة وميكن أن يؤدي اىل نتائج خمتلفة ولكن لكل منظور ميزة فريدةباملقارنة مع غريه وحيتوي على عناـر‬
‫حيوية وضرورية لفهم متكامل للمنظمات‪.‬‬

‫‪-7‬مداخل تطور نظرية المنظمات‬


‫‪6‬‬
‫املدخل التارخيي‪/‬التعاقيب‬
‫املدخل اإلسرتاتيجي‬

‫‪ 5‬بويحة سعاد‪ ،‬محاضرات في النظريات االقتصادية للمنشأة‪،‬سنة ألولى ماستر إدارة أعمال المركز الجامعي ميلة ‪ 3133/3130‬ص ‪3‬‬
‫‪6‬نعمة عباس الخفاجي‪،‬طاهر محسن الغالبي‪ ،‬نظرية المنظمة مدخل التصميم ‪ ،‬دار اليازوري ‪ 3100‬ص ‪23‬‬

‫السنة الجامعية ‪0202/2222‬‬ ‫كلية العلوم االقتصادية والعلوم التجارية وعلوم التسيير جامعة ورقلة‬ ‫د طواهير عبد الجليل‬
‫المحاضرة األولى مفهوم وطبيعة المنظمة‬ ‫محاضرات في نظرية المنظمات‬

‫املدخل البيئي‬
‫املدخل التكاملي‬

‫أنواع المنظمات‪:‬‬
‫حدث االتفاق يف علم املنظمات على بعض املؤشرات اليت ميكن أن يسرتشد هبا يف حتديد أوجه التباين واالختقا‬
‫بينها‪،‬حبيث ميكن التمييز بني أنواعها تبعا جملموعة من القواعد أمهها‪:‬‬
‫فيما بينها‪ ،‬ويف هذا املعيار‬ ‫أوال طبيعة تكوين المنظمة‪ :‬حيث يعترب تكوينها أحد األسس يف تفسري االختقا‬
‫ميكن تقسيم املنظمات اىل‬
‫‪Natural or Spontuaneous Organisation‬‬ ‫أ‪-‬المنظمات الطبيعية أو التلقائية‬
‫يطلق هذا املصطلح على املنظمات اليت اليلعب الفرد يف تكوينها دورا ملحوظا‪ ،‬وجيد نفسه تلقائيا عضوا فيها‪،‬‬
‫حبكم االنتماء العائلي أو القومي‪ ،‬وكذلك تسمى منظمات األمر الواقع ومن أمثلتها األمة‪،‬األسرة‪،‬‬
‫ب‪ -‬المنظمات المكونة ‪Formed Organisation‬‬

‫وهي اليت تسهم يف حتقيق أهدا معينة يف اـار الظرو البيئة وغريها‪ ،‬كما ان التفاعل االجتماعي بني األفراديساعد‬
‫على تكوينها‪ ،‬لتسهيل حتقيق األهدا الذاتية واجلماعية ألفراد اجملتمع اإلنساين‪ ،‬ويشكل اشباع احلاجات اإلنسانية‬
‫ضرورة أساسية من االنتماء اليها ومن األمثلة الشائعة منشاءات ااألعمال واجلامعات واملدارس واملستشفيات‬
‫واملنظمات الثقافية والنوادي‪.‬‬

‫ثانيا دوافع االنتماء للمنظمة‪ :‬ويمكن أن نميز بين نوعين مختلفين من الدوافع هما‬

‫أ‪-‬الدوافع الذاتية لإلنتماء‪ :‬ومن بينها نقابات العمال‪ ،‬املنظمات املهنية‪ ،‬واجلمعيات التعاونية‪ ،‬حيث يهد كل‬
‫فرد منتمي للمنظمة‪.‬‬

‫ب‪-‬الدوافع االجتماعية لإلنتماء‪ :‬وعموما يعترب أفضل معيار لتصنيف أنواع املنظمات وأسهلها معيار املفعة والذي‬
‫مبوجبه ميكن أن منيز بني األنواع التالية هلا‪:‬‬

‫‪-1‬المنظمات العامة تعود ملكيتها يف الغالب للدولة أو قد تكون هلا ملكية ملكية مشرتكة تقدم خدمات أو سلع‬
‫عادة تكون أسعار منخفضة مقارنة مبنظمات القطاع اخلاص مثل املنظمات االستهقاكية العامة‪ ،‬شكرات توزيع‬
‫الكهرابء واهلاتف واالتصاالت‪.7‬‬

‫‪7‬ماجد عبد الهادي مساعدة‪ ،‬نفس المرجع السابق ص‪33‬‬

‫السنة الجامعية ‪0202/2222‬‬ ‫كلية العلوم االقتصادية والعلوم التجارية وعلوم التسيير جامعة ورقلة‬ ‫د طواهير عبد الجليل‬
‫المحاضرة األولى مفهوم وطبيعة المنظمة‬ ‫محاضرات في نظرية المنظمات‬

‫‪-0‬منظمات األعمال ‪:‬عادة ماتكون ملكيتها بيد القطاع اخلاص‪ ،‬وتعود منفعتهاألـحاب املنظمة والقائمني عليها‪،‬‬
‫وقد تسهم الدولة يف بعض مشاريع القطاع اخلاص وميكن استنباط منظمات فرعية من منظمات األعمال‬
‫االستخراجية‪،‬الصناعية‪،‬التجارية اخلدميةا‪،‬االرحبية‬

‫وهناك معايري أخرى للتصنيف ذكرها كتاب وباحثون مثل نوع العمقاء‪ ،‬نوع اخلدمات‪ ،‬اجملال الذي تعمل فيه‪،‬‬
‫النظاق اجلغرايف ‪ ،‬التفاعل السلوكي(املنظمة الرمسية وغري الرمسية)‬

‫العالقة بين نظرية اإلدارة ونظرية السلوك التنظيمي ونظرية المنظمات‬

‫تبحث نظرية اإلدارة أساسا يف عملية اإلدارة ويف دور املدير وكيفية القيام هبذا الدور‪ ،‬فرتكز على وظائف التخطيط‬
‫والتظيم والتوجيه والقيادة والرقابة‪.‬‬

‫اما نظرية السلوك التنظيمي فتعىن بصفة رئيسة بسلوك األفراد واجلماعات يف املنظمات وتفسري هذا السلوك واملساعدة‬
‫يف التنبؤ بسلوك األفراد واجلماعات والسعي حنو توجيهه لتحقيق أهدا املنظمة‪.‬‬

‫أما نظرية املنظمة تضم جمموعة مفاهيم ومباديء وفرضيات مرتابطة لفتسري أجزاء املنظمة وكيفية عملها‪ ،‬اذن نظرية‬
‫املنظمة تفيد يف املساعدة على فهم ماهية املنظمات وسلوكها يف بيئة معينة‬

‫صعوبات‪ /‬مقيدات دارسة المنظمات‬

‫التحديات هي الصعاب أو املخاـر أو القيود اليت تعرتض قدرات املنظمة ومتنعها من حتقيق أهدافها أو تصعد مما‬
‫تعانيه من مشاكلفقد أـبحت املنظمات متارس أنشطتها يف قرية كونية بفعل التطور التكنولوجي وتوجه العامل حنو‬
‫االنفتاح االقتصادي وطقامة االحتادات االقتصادية اإلقليمية وطلغاء احلواجز اجلمركية واإلدارية ومن ابرز التحديات‬
‫اليت تواجه منظمات اليوم مايلي‪:‬‬

‫المنافسة العالمية‪ global Compition :‬اذ مل تعد املنظمة واحة حملية تستأثر جبزء من السوق احمللي أو‬
‫حتتكره كماكان احلال سابقا‪ ،‬ولكنها أـبحت تواجه منافسة ضارية ليس من مثيقاهتا م الشركات الوـنية فقط‪،‬‬
‫ولكن من الشركات كافة اليت تنتج سلعا مشاهبة أو منافسة على وجه هذه البسيطة‪ .‬وليس أدل على ذلك من‬
‫‪8‬‬
‫اكتساح املنتجات الصينية من االلكرتونيات والسيارات األسواق العاملية‬

‫تصميم المنظمة ‪ Organisation Design‬يف املاضي كان تركيز اإلداريني على ضخامة احلجم‬
‫‪ gowth‬والنمو أما اآلن فقد أـبح الرتكيز على املنظمات األـغر القادرة على التكيف واليت تتكون من أجزاء‬

‫‪8‬نعمة عباس الخفاجي‪،‬طاهر محسن الغالبي‪ ،‬المرجع السابق ص ‪21‬‬

‫السنة الجامعية ‪0202/2222‬‬ ‫كلية العلوم االقتصادية والعلوم التجارية وعلوم التسيير جامعة ورقلة‬ ‫د طواهير عبد الجليل‬
‫المحاضرة األولى مفهوم وطبيعة المنظمة‬ ‫محاضرات في نظرية المنظمات‬

‫شبه مستقلة تعمل من خقال فرق العمل ‪ teams‬تتشكل وفقا للحاجة واملتطلبات املتغرية أبدا ويتم تصميم‬
‫املنظماحتاليا وفق ملفاهيم طدارة املشاريع أو املصفوفة أو الشبكة اإلدارية‪.‬‬
‫‪ Motivating Human Resources‬يعترب العاملني يف العديد من منظمات اليوم‬ ‫حتفيز العاملني‬
‫شركاء للمالكني خقافا ملباديء الرئيس واملرؤوس اليت سادت يف العقود املاضية حيث يساهم العاملون يف القوت‬
‫ااحلايل يف املنظمات احلديثة يف املشاركة بطريقة حتفيزية من أجل زيادة أرباح الشركات اليت ينتمون ببذل املظيد من‬
‫اجلهد والفاين يف خدمة منظماهتم‬

‫سرعة التغيير ‪ Quick Change‬يركز اإلداريون يف املاضي على جودة املنتجات أو اخلدمات اليت يقدموهنا‬
‫لعمقائهم باعتبار اجلودة من عناـر املنافسة الرئيسية‪ ،‬ولكن اجلودة مل تعد كافية إلرضاء املستهلكني أـبحت سرعة‬
‫توفري املنتجات أو اخلدمات من أهم عناـر املنافسة‪ /‬فحاليا نعيش عصر السرعة ‪ ،‬وحيتاج املستهلكون لتوفري سلعهم‬
‫وخدماهتم بأقصى سرعة ممكنة فعلى منظمات اليوم االستجابة هلذا املطلب احليوى دون امهال اجلودة على حساب‬
‫‪9‬‬
‫السرعة‪.‬‬

‫تكنولوجيا االتصاالت ‪ Communication Technology‬يسرت التكنولوجيا املعاـرة احلصول‬


‫على املعلومات واشكيل فرق العمقاليت ميكنها العمل عن بعد وأداء أية مهمة أو مشروع من أماكن خمتلفة باستعمال‬
‫الشبكات املعلوماتية املرتبطة بني جيمع وحدات املنظمة ويف مجيع املستويات‬

‫أسئلة المحاضرة األولى‪:‬‬

‫‪ .1‬ماهي املتطلبات الواجب توفرها يف جمموعة حت نطلق عليها مصطلح منظمة؟‬


‫‪ .2‬ماهي مسببات دراسة املنظمات؟‬
‫‪ .3‬مباذا تعىن نظريات املنظمات؟‬
‫‪ .4‬اماهي التحديات اليت تواجه منظمات األعمال فيشرح الوقت احلايل مع الشرح‬

‫حسين حريم ‪ ،‬نفس لمرجع السابق ص‪21‬‬ ‫‪9‬‬

‫السنة الجامعية ‪0202/2222‬‬ ‫كلية العلوم االقتصادية والعلوم التجارية وعلوم التسيير جامعة ورقلة‬ ‫د طواهير عبد الجليل‬

You might also like